ألاثقال فحسب .أما عندما طلب منه ا أن تقوم بأحمال الجمال فأجابت إنها قادرة على ممارسة الطيران مثل باقي الطيور زمالئها .لكنها لم تطر وهي من جملة الطيور ولم تحم ل ألاثقال وهي من جماعة الجمال .إنها جاهزة لالعتذار عن تلبية أي عمل يعهد به إليها مهما كان نوعه وشأنه. ً ّ دائما من القيام بأي عمل ّ بشتى النعامة ّتدعي عمل كل ش يء وتتملص الحجج الواهية واملبررات ّ امللفقة الباطلة. فلسفة النعامة الصغرى تبيح لها أن ّ تزج رأسها في الرمال حين يقترب ً منها الصياد محاوال اقتناصها حتى ال يتمكن هو من رؤيتها وال ينالها بأدنى أذى .هكذا ّ تتوهم أنها ّ ّ بالتهرب من مواجهة مخاطر الواقع تؤمن سالمتها مستسلمة إلى ّ تصورات العماوة وطمأنينة الغباوة الال مسؤولة بينما تمعن في قلب الحقائق وتشويه املفاهيم واملعطيات الحقيقية وتفسد على نفسها كل سبيل إلى التحقيق والتقدم وكل مجال للنجاة من منزلقات أوهامها. ليس لنا من ينقذنا من شرور الفلسفات النعامية سوى إلاقبال على العمل بأخالق ّ وتفهم ونشاط رزين ،فنأمن الوقوع فريسة إلاخفاق والفشل ّ محجة النجاح والانتصار على جميع ّ الترهات وألاباطيل .ألن الفاشل ونبلغ بالرغم من حمأة نشاطه املحموم هو أحد اثنين :من يعمل وال يفكر ،ومن يفكر وال يعمل ،لكن ال سبيل إلى إحراز خير املطالب ونبل املقاصد سوى مدرحية العمل املفكر والفكر العامل للحق والخير والجمال.
229