#السلم_والفخ
قبل الميالد كنت صغيرا أذهب إلى المسجد واشاهد الناس يسبحون بأصابعهم ،وحين رجعت قلت ألبي :لقد ع ددت إلى مئة! ظننته درسا في الحساب! ابتسم والدي ولقنني التسبيح :سبحان هللا و الحمد هلل و ال إله إال هللا وهللا أكبر. أصبحت عادة ،وحين درست علمت أن بمقدوري تطبيقها بأكثر من طريقة ؛وبإمكاني أن أجعلها :سبحان هللا والحمد هلل وهللا أكبر ( تسعا وتسعون ) ،وتمام المائة ال إله إال هللا ،أو ثالثا وثالثون حين أكون مستعج ال. التنوع يتضمن التسهيل ،والتسهيل يساعد على الرسوخ. دربني إخوتي في المنزل وأصدقائي في المدرسة على القراءة ،فكونت مكتبتي األولى في الطفولة وال زل ت أحتفظ بها ،ومعها صرت أشعر بأن مرور أيام دون قراءة يعني الموت. احاول أن اظل في مستوى الشباب المتطلع للمعرفة الراغب في اإلضافة المحاول للتعلم ،حتى تلك األشيا ء التي أخفقت في تعلمها صغيرا أحاول أن أعيد الكرة معها. ثم أنبياء وصالحون غيروا بعدما كبروا ،شيوخ الصحابة وبعضهم ممن أسلموا يوم الفتح ،بدلوا قيم الوثنية وعبوديتها بالتوحيد في المناسك والصلوات وعادات لبيوت ،وقبلهم أجرى إمام الحنفاء إبراهيم الختان ع لى نفسه بعدما جاوز الثمانين! أعظم كسب يمكن تحصيله في مرحلة الطفولة والشباب هو غرس العادات الجميلة ،كالنظافة والنظام وال تعليم واألدب واالبتسامة والخدم والحياء .وأعظم خسارة أن تتسلل إليك عادة سيئة وتتحول إلى إدمان. الكثير من العادات هي مثل الثوب الذي نلبسه ولدنا من دونه ،وبإمكاننا تبديله. فالعامة يسمون األفعال المكررة (عادة) أيا كانت ،حتى الذهاب للعمل أو الدراسة مع أنها أفعال إرادية وه ذا صحيح من حيث اللغة ومن حيث الشريعة فما تكرر ثالث مرات فأكثر على نمط واحد يسمى عادة ،فال تكرار هو مصنع العادات ،و (التنميط) هو خط اإلنتاج. علماء النفس يعرفون العادة بأنها استعداد مكتسب للقيام باألعمال ذاتها وحالة راسخة يصعب تغييرها. لكي نبني عادة ذهنية جيدة عزز اعتقاداتك حولها ،واصنع الرغبة لتحقيقها . _ القواعد التي نتلقاها ممن حولنا ونكررها معهم هي ( عادة اجتماعية ).
6