#السلم_والفخ
عادة ضد العادة استوقفني أحد الشباب في ( كورنيش جدة ) مبتسما وقال :إنه صديقي في تويتر ،احسست هنا أن السالم العادي ال يكفي ،وأنني بحاجة إلى أن أصافحه بحرارة وأبادله االبتسامة وأحدق في عينيه ،وا سأله عن أحواله ،أحسست أنني يجب أن انسى أي ارتباط أو موعد يستعجلني ،وأن أعطي اللحظة حقها م ن االهتمام والعناية والتركيز. ليس هذا وقفا على صديقي الشاب ،بل كل سالم ينبغي أن يكون كذلك ،وإنما شرع السالم لهذا المعنى ،وال جدوى من سالم يعطي عكس المقصود الشرعي ،لماذا أسلم وأنا صاد بوجهي؟ أو أحادث آخر بالهاتف؟ أ و أمرر طرف األصابع دون اهتمام؟ التحية من عادات الشعوب الراسخة ،والوعي يحولها إلى (حدث) جميل ومقصود ومثمر ..جرب أن تسلم على كل أحد بروحك ولسانك ويدك حتى أولئك الذين تقابلهم يوميا في العمل أو المنزل أو المسجد. حين قال جان جاك روسو ( :خير عادة أال يكون لك عادة ) لم يكن يقصد على األرجح حرفية الكلمة ،فال عادة يمكن أن تكون أفضل خادم يسهل لك إجراءات الحياة المتكررة ،ربما قصد التحذير من العادة التي ت مسخ جمالية األشياء وروعة الحياة ،أو العادة اآلسرة التي تقودك قسرا إلى حيث ال تريد ،وبذلك فهي طاغ ية يعبث بإنسانيتك ومصالحك. أضاف أحدهم لفتة جميلة فقال ( :خير عادة أال يكون لك عادة إال في الخير). من جميل العادات أن تفكر قبل أن تتكلم ،وأال تنظر للموضوع من زاوية واحدة ،وال تندفع في رأيك حتى تسمع من هو أسن منك أو أوسع خبرة أو أكثر معرفة.
12