الإشكاليات المنهجية في دراسة تطبيقات الإعلام الإجتماعي

Page 1

‫إعداد‪ :‬د‪ .‬مها عبد المجيد صالح‬ ‫خبير أول اإلعالم بالمركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية – القاهرة‬

‫أستاذ اإلعالم المشارك بكلية المعلومات واإلعالم والعلوم اإلنسانية – جامعة عجمان‬

‫يناير ‪2015‬‬

‫ورقة علمية مقدمة للمشاركة في مؤتمر "وسائل التواصل االجتماعي ‪ ..‬التطبيقات واإلشكاالت المنهجية"‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن‬ ‫سعود اإلسالمية – كلية اإلعالم واالتصال‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪ 11-10 – 1436 /5 / 20- 19 ،‬مارس‬ ‫‪2015‬‬


‫يعد جمال اإلعالم االجتماعي وما يرتبط به من ظواهر من أبرز اجملاالت البحثية اليت جتذب اهتمام الباحثني‬ ‫العرب يف الدراسات اإلعالمية منذ أوائل األلفية الثانية‪ .‬ومع تطور تطبيقات اإلعالم االجتماعي وتزايدها‬ ‫وتنوعها‪ ،‬وتزايد معدالت استخدام اجلمهور هلا‪ ،‬وما يستتبعه ذلك من نتائج ودالالت‪ ،‬تتزايد أمهيتها‪ ،‬ويتزايد‬ ‫منو البحث العلمي يف هذا اجملال على حنو سريع وواضح )‪.(Tami K. Tomasello K., et al, 2010‬‬ ‫وقد ظهرت تطبيقات اإلعالم االجتماعي ”‪ “Social media‬وانتشر استخدامها منذ مطلع األلفية الثانية‬ ‫بتطور اجليل الثاين من شبكة الويب ‪ .Web 2.0‬ويعرفها قاموس أكسفورد بأهنا "التطبيقات اليت متكن‬ ‫مستخدميها من إنتاج حمتوى‪ ،‬ومشاركته مع آخرين‪ ،‬و‪/‬أو االندماج واالشتراك يف شبكات اجتماعية"‬ ‫)‪ .(Oxford Dictionaries, 2013‬وهي أهم خدمات شبكة الويب اليت ختتص بنشر احملتوى الذي يقدمه‬ ‫اجلمهور ‪ ، User generated content‬فهي تتيح نشر خمتلف أشكال احملتوى اليت ينتجها اجلمهور‪،‬‬ ‫وتداوله مبرونة وسهولة‪ ،‬والتشارك فيه عرب نطاقات اجتماعية واتصالية متعددةـ‪ .‬وتشمل تطبيقات اإلعالم‬ ‫االجتماعي عدة فئات هي‪ :‬الشبكات االجتماعية ‪ ،Social networking sites‬مثل ‪،Facebook‬‬ ‫والشبكات االجتماعية املتخصصة مثل ‪ ،Research Gate ،LinkedIn‬و ‪ ،Academia.edu‬ومواقع‬ ‫التدوينات املصغرة ‪ ،Micro blogging sites‬مثل ‪ ،Twitter‬ومواقع تشارك احملتوى (من صور وفيديو‬ ‫ومواد مسعية) ‪ ،Content shared sited‬ومواقع التدوين اإلليكتروين ‪ ،Blogs‬ومواقع التأليف احلر‬ ‫‪ Wikis‬وأشهرها املوسوعة احلرة ‪ ،Wikipedia‬فضال عن مواقع الويكي اإلخبارية‪.‬‬ ‫ومع التطور املستمر يف تكنولوجيا االتصال واملعلومات‪ ،‬وتطور هذه التطبيقات نفسها‪ ،‬ودخوهلا يف طقوس‬ ‫احلياة اليومية لألفراد‪ ،‬وتغلغلها يف اجملتمع‪ ،‬أصبحت أحد أبرز العوامل املؤثرة يف احلياة االجتماعية والفكرية‬ ‫والثقافية داخل اجملتمعات‪ .‬وقد أسفرت جهود الباحثني يف دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي عن العديد من‬ ‫الدراسات العلمية القيمة‪ .‬غري أن اختالف تطبيقات اإلعالم االجتماعي يف خصائصها‪ ،‬وكيفية عملها‪،‬‬ ‫واستخدامات اجلمهور هلا عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬ينعكس يف عدة إشكاليات تواجه الباحثني يف هذا‬ ‫اجملال ال سيما عند جلوئهم الستخدام نفس األساليب واألدوات البحثية‪ ،‬واملداخل النظرية اليت اعتادوا على‬ ‫استخدامها يف دراسة وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬برغم عمق االختالف بينها وبني الظواهر اليت تنتجها بيئة‬ ‫اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫وحيث يتوجب على الباحثني يف جمال اإلعالم االجتماعي التفكري مليًا يف تطوير األساليب املنهجية اليت‬ ‫يتبعوهنا عند دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬فإن البداية الفعلية لذلك تبدأ من حتديد اإلشكاليات‬ ‫املنهجية املختلفة اليت تواجههم‪ ،‬يعقبه التفكري يف املقترحات والرؤى البديلة املمكنة للتعامل مع هذه‬ ‫اإلشكاليات‪.‬‬ ‫وقد شهدت الدراسات اإلعالمية مراحل عدة من التطور‪ ،‬منها التطور الذي شهدته بسبب ظهور وسائل‬ ‫اإلعالم اجلديد‪ .‬وما ترتب عليه ذلك من تطور اإلطار النظري العام املوجه للدراسات اإلعالمية‪ .‬فظهر اجليل‬ ‫الثاىن من الدراسات اإلعالمية أو ما يُعرف بـ ”‪ ، “Media studies 2‬متييزا له عن اجليل األول من‬ ‫الدراسات اإلعالمية اليت تعاملت مع مجهور وسائل اإلعالم وفقاً للرؤى النظرية التقليدية اليت جتعله الطرف‬ ‫‪-1-‬‬


‫الثاىن املتلقى يف العملية اإلتصالية‪ .‬بينما يتبىن اإلطار النظرى العام املوجه للجيل الثاىن من الدراسات اإلعالمية‬ ‫منظور اجلمهور املشارك يف عملية االتصال – حيث تعمل وسائل اإلعالم اجلديد يف املقام األول موجهة‬ ‫باختيارات اجلمهور وعمديته يف االستخدام‪ -‬ويركز على إعادة إنتاج مقوالت وفرضيات نظريات اإلعالم‬ ‫التقليدية مبا يتناسب مع تغري خصائص الظاهرة اإلعالمية‪ ،‬واالجتاه حنو تطوير مناذج نظرية مفسرة يستعني هبا‬ ‫الباحث وعلى تبين أساليب حبثية أكثر تكامال وتطورًا لتناسب اختالف خصائص الظواهر اإلعالمية حمل‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫تأسيسيًا على ما سبق‪ ،‬مير البحث اإلعالمي املتخصص يف جمال اإلعالم االجتماعي مبرحلة فارقة ومهمة ألهنا‬ ‫مرحلة إعادة النظر يف القاعدة العلمية اليت تنطلق منها حبوث اإلعالم االجتماعي‪ ،‬والعمل على بناء أساس‬ ‫علمي يتسم باملصداقية‪ ،‬والفاعلية‪ ،‬والقدرة على استيعاب مسات الواقع اإلعالمي اآلين‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫تتلخص املشكلة البحثية يف وجود عدة أوجه قصور يف توظيف األساليب املنهجية املختلفة واملتبعة يف‬ ‫الدراسات اإلعالمية‪ ،‬عند دراسة موضوعات وظواهر خمتلفة يف جمال اإلعالم االجتماعي‪.‬ويرجع ذلك إمجاال‬ ‫إىل اختالف خصائص اإلعالم االجتماعي‪ ،‬والبيئة االتصالية اليت يعمل فيها عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ .‬مما‬ ‫ينتج اإلشكاليات املنهجية اليت تواجهها حبوث اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫من جانب آخر فإن حداثة هذا اجملال البحثي ‪ ،‬تفتح الباب أمام العديد من اإلشكاليات سواء على املستوى‬ ‫املنهجي واإلجرائي أو على مستوى النظريات املفسرة‪ .‬مما يُعلي من احلاجة إىل اجلهود االستكشافية للباحثني‬ ‫لرصد هذه اإلشكاليا ت‪ ،‬ومناقشتها‪ ،‬والتفكري يف أنسب الطرق املمكنة للتعامل معها‪ .‬حىت ميكن تطوير‬ ‫األساليب البحثية املتبعة على النحو الذي يرفع من كفاءة وفاعلية البحث العلمي يف جمال اإلعالم االجتماعي‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫يتحدد اهلدف الرئيسي للورقة العلمية يف تقدمي رؤى ومقترحات علمية للتعامل مع أبرز اإلشكاليات املنهجية‬ ‫اليت تواجه حبوث اإلعالم االجتماعي‪ .‬وهو ما يشمل األهداف الفرعية التالية‪ -1 :‬رصد أبرز اإلشكاليات‬ ‫املنهجية يف دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ -2 ،‬وحتليل هذه اإلشكاليات وبيان أسباهبا وما يترتب عليها‬ ‫يف البحث العلمي‪ -3 ،‬و اقتراح املخاج العلمية املمكنة للتعامل مع هذه اإلشكاليات‪.‬‬ ‫ما‬ ‫‪‬‬ ‫اإلشكاليات املنهجية اليت تواجهها دراسة احملتوى واجلمهور يف اإلعالم االجتماعي على مستوى كل‬ ‫من‪ :‬أساليب البحث املستخدمة‪ ،‬وحتديد العينة وإجراءات املعاينة‪ ،‬وبناء أدوات البحث‬ ‫ما‬ ‫‪‬‬ ‫الرؤى العلمية املقترحة للتعامل مع هذه اإلشكاليات املنهجية‬ ‫يف ضوء هدف الورقة العلمية وسعيها حنو استكشاف اإلشكاليات املنهجية يف دراسة‬ ‫تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬ومناقشتها بتحليل أسباهبا ومظاهرها‪ ،‬وطرح املقترحات العلمية املمكنة للتعامل‬ ‫معها‪ ،‬تنتمي الورقة العلمية إىل فئة الدراسات التحليلية‪.‬‬ ‫‪-2-‬‬


‫ولتحقيق هدف استكشاف ماهية اإلشكاليات املنهجية يف دراسة حمتوى ومجهور اإلعالم االجتماعي‪،‬‬ ‫وحتليلها ومناقشة وجهات النظر والرؤى والتجارب البحثية املختلفة يف التعامل مع هذه اإلشكاليات ‪-‬‬ ‫بصرف النظر عن مدى تكرار إشكاليات بعينها‪ ،‬ودون السعي لربط معدالت التكرار بعوامل معينة ‪-‬‬ ‫اعتمدت الورقة على التحليل الكيفي لعينة عمدية من البحوث العلمية يف جمال اإلعالم اجلديد‪ ،‬واإلعالم‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وتتكون العينة من مصدرين اعتمدت عليهما الباحثة يف طرح رؤيتها بشأن املقترحات املمكنة للتعامل مع‬ ‫اإلشكاليات املنهجية يف حبوث اإلعالم االجتماعي‪ .‬وذلك على النحو التايل‪:‬‬ ‫املصدر األول‪ :‬عينة الدراسات العربية واألجنبية اليت تناولت‬ ‫‪‬‬ ‫بالتحليل اإلشكاليات املنهجية يف دراسة تطبيقات شبكة الويب املختلفة‪ ،‬مبا فيها وسائل اإلعالم اجلديد‬ ‫ومن ضمنها تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ 5( .‬دراسات عربية‪ ،‬و‪ 22‬دراسة أجنبية‪ ،‬تنوعت ما بني‬ ‫دراسات استخدمت أسلوب التحليل من املستوى الثاين‪ ،‬ودراسات نظرية‪ ،‬املدى الزمين للدراسات‬ ‫العربية من ‪ ،2014 – 2004‬ولألجنبية من ‪)2014 - 2000‬‬ ‫امل صدر الثاين‪ :‬عينة من الدراسات العربية واألجنبية اليت‬ ‫‪‬‬ ‫درست ظواهر اإلعالم اجلديد‪ ،‬واإلعالم االجتماعي‪ 13( .‬دراسات عربية‪ ،‬و‪ 6‬أجنبية‪ .‬تنوعت ما بني‬ ‫ميدانية‪ ،‬وحتليلية‪ ،‬وجتريبية‪ .‬وتنوعت أطرها النظرية ما بني استخدام نظريات االتصال التقليدية‪ ،‬أو‬ ‫‪.‬‬ ‫التطوير والتعديل فيها‪ ،‬أو تبين مناذج نظرية جديدة‪ .‬ميتد املدى الزمين هلا من (‪)2013 -2000‬‬ ‫يوجد توجهان أساسيان يف الدراسات اليت ناقشت التطور العلمي واإلشكاالت املختلفة يف حبوث اإلعالم‬ ‫اجلديد‪ ،‬ومنها حبوث اإلعالم االجتماعي‪ .‬حيث ركز تيار من هذه الدراسات على رصد ومناقشة أوجه‬ ‫التميز والقصور يف البحوث اإلعالمية‪ ،‬من خالل اتباع أسلوب التحليل من املستوى الثاين (حتليل التراث‬ ‫العلمي) ‪ ، Meta analysis‬بينما اهتم آخرون مبناقشة إشكاليات منهجية ونظرية بعينها وتقدمي رؤى‬ ‫ومقترحات تفيد يف التعامل معها‪ ،‬سواء كانت على مستوى اإلجراءات املنهجية أو على مستوى النظريات‪.‬‬ ‫يف نطاق التوجه األول‪ ،‬كشفت الرؤية النقدية والتحليلية اليت قدمتها دراسة عزة عبد العظيم لعينة من‬ ‫البحوث العربية يف جمال اإلعالم اإلليكتروين‪ ،‬عن أن عينة البحوث كانت يف معظمها حبوثاً شكلية منطية ال‬ ‫تصلح لتفسري الظواهر اإلعالمية املدروسة‪ ،‬فقد احنسرت معظمها يف نوعية البحوث الوصفية‪ .‬وانتهت النتائج‬ ‫إىل وجود أزمة منهجية يعاين منها الباحثني يف حقل االنترنت‪ ،‬حيث هيمنة املنظور الوظيفي املعتمد على‬ ‫‪‬‬

‫يندرج ضمن هذا املصدر البحوث املتخصصة يف جمال اإلعالم على شبكة اإلنترنت‪ ،‬واإلعالم االجتماعي‪ ،‬وأجرهتا الباحثة على مدار األعوام‬

‫من ‪ ، 2013 -2004‬ومتثل التجربة واخلربة الشخصية املباشرة للباحثة يف املمارسة الفعلية لإلشكالية العلمية اليت تتناوهلا الورقة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫املؤشرات واملالحظات اليت خرجت هبا من حتكيم أدوات البحث املقترحة لالستخدام يف عدد من الدراسات العلمية املقدمة لنيل درجات‬ ‫املاجستري والدكتوراه‪ ،‬يف جمال اإلعالم االجتماعي‪.‬‬

‫‪-3-‬‬


‫الوصف يف معظم تلك البحوث وبالتإىل حمدودية املردود العلمي‪ ،‬ووقوف هذه الدراسات بأهدافها عند‬ ‫حدود الوصف‪ ،‬لتجيب فقط على سؤايل ماذا وكيف‪ ،‬أي التعريف بالظاهرة مث ماذا تغري فيها‪(.‬عزة عبد‬ ‫العظيم‪)2012 ،‬‬ ‫يف السياق السابق نفسه‪ ،‬انتهت الدراسة املقارنة حللمي حمسب على عينة من البحوث اإلعالمية اليت تتناول‬ ‫شبكة اإلنترنت إىل أن األدوات البحثية املتصلة باإلنترنت حتتاج إيل حتديد أكثر لوحدات التحليل يتيح املرونة‬ ‫يف فئات التحليل‪ ،‬فوحدات التحليل اخلاصة باإلنترنت ال ميكن قصرها يف فئيت ماذا قيل ‪ ،‬وكيف قيل ‪،‬‬ ‫ولكن جيب طرح رؤى بديلة حول ملاذا قيل وبأي طريقة يقدم ولن يتأيت ذلك إال من خالل الدراسات‬ ‫التقوميية اليت ال تكتفي بطرح السلبيات واإلجيابيات ولكنها تضع رؤى بديلة ملعاجلة اخللل (حلمي حمسب‪،‬‬ ‫‪.)2014‬‬ ‫وعلى مستوى الدراسات الغربية‪ ،‬انتهت حتليل املستوى الثاين الذي قام به ‪ )2005( Zhang‬على علينة من‬ ‫الدراسات اليت قام ت بتحليل حمتوى املواقع اإلعالمية على شبكة الويب خالل الفترة من ‪،2004 -2000‬‬ ‫إىل أن الباحثني ما يزالوا يعملون على تطوير أدوات البحث اليت يستخدموهنا يف هذا اجملال البحثي‪ ،‬وتقييمها‬ ‫واختبار فاعلية أدائها برغم كثرة األحباث املقدمة فيه‪ .‬وأشار إىل أن الغالبية العظمى من هذه الدراسات‬ ‫استخدم حتليل املضمون الوصفي‪ ،‬وأن أكثر اإلشكاليات املنهجية ظهرت يف إجراءات املعاينة‪ ،‬وبناء فئات‬ ‫أداة التحليل‪.‬‬ ‫كما قدمت دراسة ‪ Tomasello‬وآخرون (‪ ، )2010‬حتليال الجتاهات النشر العلمي على مدار الفترة الزمنية‬ ‫املمتدة من ‪ 1990‬إىل ‪ ،2006‬من خالل استخدام أسلوب التحليل الببليومتري يف حتليل ‪ 16‬دورية علمية‬ ‫توفرها قاعدة بيانات ‪ .Communication and Mass Media Complete‬وأشارت إىل أن ما يقرب‬ ‫من نصف عينة البحوث يتناول موضوعات اإلعالم اجلديد‪ ،‬وأن التزايد الواضح يف اجتاه البحوث اإلعالمية‬ ‫حنو دراسة اإلعالم اجلد يد‪ ،‬جيعله اجملال الرئيسي للنشر يف الدوريات العلمية املتخصصة يف علوم االتصال‪ ،‬بل‬ ‫وأن البحوث العلمية يف جمال اإلعالم اجلديد قد حققت مستوى الكتلة احلرجة بني الباحثني اإلعالميني‪.‬‬ ‫على مستوى التوجه الثاين‪ ،‬ناقش الباحثون اإلشكاليات املنهجية يف البحوث اإلعالمية اليت تـدرس شـبكة‬ ‫اإلنترنت وتطبيقاهتا املختلفة‪ ،‬ومنها اإلشكاالت املرتبطة تبين نفس اإلجراءات املنهجية املتعـارف عليهـا يف‬ ‫دراسة وسائل اإلعالم التقليدية دون تطوير‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بإجراءات املعاينة وطرق سـحب العينـات‪،‬‬ ‫وإعداد أدوات البحث‪ ،‬وناقشت كيفية تطوير أساليب وأدوات البحث يف حبوث اإلعالم اجلديد‪ .‬وفيما يلي‬ ‫عرض ألهم املؤشرات ومالمح اإلشكاليات اليت خلصت إليها الباحثة من القراءة التحليلية ملصـادر الورقـة‬ ‫العلمية اليت سبقت اإلشارة إليها يف منهجيتها‪ .‬ونقسم عرض اإلشكاليات يف حبوث اإلعالم االجتماعي عـرب‬ ‫حمورين رئيسيني‪ :‬اإلشكاليات املنهجية يف دراسة حمتـوى تطبيقـات اإلعـالم االجتمـاعي ومجهورهـا‪،‬‬ ‫واإلشكاليات املنهجية على مستوى األساليب البحثية املستخدمة يف حبوث اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-4-‬‬


‫يعترب حمتوى تطبيقات اإلعالم االجتماعي جزءًا من احملتوى املنشور على شبكة الويب بصفة عامة‪ ،‬مبا تشتمل‬ ‫عليه إىل جانب ذلك من مواقع إعالمية ختتلف وتتنوع فئاهتا‪ .‬ونركز فيما يلي على عرض ومناقشة‬ ‫اإلشكاليات اليت تواجه الباحثني يف دراسة حمتوى تطبيقات اإلعالم االجتماعي – على وجه التحديد ‪-‬‬ ‫بفئاهتا املختلفة‪ ،‬ألن ذلك هو صميم موضوع الورقة العلمية‪ .‬وتتمثل أهم هذه اإلشكاليات فيما يلي‪:‬‬ ‫اختالف طبيعة وتكوين حمتوى تطبيقات اإلعالم االجتماعي‬ ‫‪‬‬ ‫جذريًا عن حمتوى وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬الذي اعتاد الباحثون دراسته بأدوات حتليل احملتوى املعروفة‪.‬‬ ‫حيث تتنوع فيه الوسائط املعلوماتية من حيث كوهنا نصوص‪ ،‬و‪/‬أو مواد مسعية وبصرية‪ ..‬اخل‪ ،‬كما تتنوع‬ ‫فيه مستويات عالقات التناص اليت تربط بني وحداته من خالل الروابط اليت متثل جزءًا أصيال يف تكوين‬ ‫شبكة الويب‪ ،‬كما أنه يشتمل كذلك على بعد يرتبط بالعالقات التفاعلية واالرتباطية اليت تنشأ من خالل‬ ‫تبادل االتصال )‪.(Herring, 2004‬‬ ‫‪ ‬يتسم احملتوى بأنه يف حالة جتدد وتغري شبه مستمرة‪ ،‬سواء كانت باإلضافة والتطوير أو باحلذف‬ ‫واالختفاء‪ .‬األمر الذي يضع إشكالية أمام الباحثني سواء عند اختيار وحتديد وحدات املعاينة‪ .‬أو عند‬ ‫الرغبة يف تطبيق اختبارات الصدق والثبات وإعادة حتليل مضمون سبق حتليله من قبل & ‪(Stroud‬‬ ‫)‪.Higgins, 2009‬‬ ‫إشكالية يف حتديد العينة ويف إتباع إجراءات املعاينة‪ .‬نظرًا‬ ‫‪‬‬ ‫حلالة الديناميكية واملرونة الشديدة اليت تتسم هبا شبكة الويب‪ ،‬سواء على مستوى احملتوى املنشور عليها‪،‬‬ ‫أو على مستوى املواقع والتطبيقات املوجودة نفسها‪ .‬فكل دقيقة تظهر مواقع وحسابات إليكترونية‬ ‫جديدة‪ ،‬مع وجود أخرى خاملة رغم استمرار تواجدها على الويب‪ .‬وبالتايل ال ميكن حتديد إطار عام‬ ‫جملتمع البحث عليها‪ .‬كما أن االستعانة مبحركات البحث وتقنيات البحث بتتبع الروابط املعروفة بـ‬ ‫‪ ،Web crawlers‬سوف يرصد فقط املواقع والصفحات اليت ترتبط ببعضها‪ ،‬أو املواقع املشهورة وتبقى‬ ‫املواقع املغمورة بعيدة عن التصنيف‪ .‬وبالتايل ال ميكن التعامل مع عينات عشوائية‪ ،‬وال ميكن تعميم نتائج‬ ‫البحث طاملا أن العينات عمدية‪.‬‬ ‫تتنوع اللغات املستخدمة يف حمتوى تطبيقات اإلعالم‬ ‫‪‬‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كما تتنوع السياقات الثقافية واالجتماعية اليت يُطرح من خالهلا‪ .‬مما يزيد من خطورة‬ ‫االعتماد على استخدام الترميز اآليل والربجميات اإلليكتروين يف حتليل املضمون املنشور على الويب بشكل‬ ‫كامل‪ ،‬ألن ذلك اإلجراء يتجاهل طبيعة السياق االتصايل الذي تتم من خالله عملية إنتاج احملتوى‬ ‫وتداوله والتفاعل معه‪ ،‬بل أنه غالبا ما سيؤدي إىل نتائج مضللة عند تطبيقه ‪(Stroud & Higgins,‬‬ ‫)‪.2009; Macnamara, 2005‬‬ ‫ال تغطي فئات التحليل التقليدية املتعارف عليها يف أداة‬ ‫‪‬‬ ‫حتليل املضمون ‪ -‬واليت جتيب بشكل رئيسي على "ماذا قيل"‪" ،‬وكيف قيل" – متطلبات حتليل احملتوى‬ ‫املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬وتقف عاجزة وقاصرة عن حتليل احملتوى الذي تتنوع معطياته‬ ‫على حنو مل يعرفه الباحثون من قبل يف وسائل اإلعالم املعروفة‪.‬‬

‫‪-5-‬‬


‫باملثل ال تتناسب وحدات املعاينة اليت اعتادها الباحثون مع‬ ‫‪‬‬ ‫طبيعة احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬حيث ال ميكن إغفال سلسلة التفاعالت اليت‬ ‫حتدث عليه من خالل التعليقات واليت جتعل احملتوى املنشور أقرب ما يكون لنمط احملادثة‪ .‬وما يترتب‬ ‫على ذلك من تطوير يف األفكار أو املعلومات املتداولة‪.‬‬ ‫‪ ‬إشكالية وجود بيانات ميكن أن تكون ذات دالالت غري دقيقة لبعض جوانب استخدام مواقع اإلعالم‬ ‫االجتماعي‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬ال يعكس عدد مرات املشاهدة اليت يقدمها موقع ‪ Youtube‬معلومة‬ ‫دقيقة عن كثافة مشاهدة مقاطع الفيديو املنشورة عليه‪ .‬وباملثل فإن عدد املعجبني بصفحة ما على موقع‬ ‫‪ Facebook‬ال يعين بالضرورة أهنم يترددون بنشاط على هذه الصفحة ويتابعوهنا باستمرار ويتفاعلون‬ ‫عليها‪ .‬كما أن عدد املتابعني حلساب ما على موقع ‪ Twitter‬أو موقع ‪ Facebook‬ال قد ال يكون‬ ‫مؤشرًا دقيقًا عن كثافة متابعي هذا احلساب‪ ،‬خاصة بعد أن ظهرت جوانب جتارية وتروجيية تتيح إمكانية‬ ‫شراء أعداد املتابعني للحسابات اإلليكترونية على تلك املواقع‪.‬‬ ‫تتنوع وتتعدد املعطيات اليت تشكل السياق االتصايل النتاج‬ ‫‪‬‬ ‫ونشر واستخدام احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬على النحو الذي يصعب عملية‬ ‫االستدالل على السياق االتصايل‪ .‬ومن بني عوامل السياق اليت تتنوع من تطبيق آلخر‪ ،‬مدى تزامنية تبادل‬ ‫االتصال ‪ ،‬طبيعة احملتوى الذي يتم تبادله من خالله (نصوص فقط أو غري ذلك)‪ ،‬والعلنية واجلماهريية يف‬ ‫النشر )‪.(Schier, 2010‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬اإلشكاليات اليت تواجه مصداقية البيانات املستخرجة من تطبيقات اإلعالم االجتماعي واالعتماد عليها يف‬ ‫البحث العلمي‪ .‬ومنها احتمالية الوقوع يف خطأ البيانات غري الدقيقة بسبب عدم صدق البيانات‬ ‫الدميوجرافية اليت تعرضها بعض امللفات التعريفية عن أصحاهبا على مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬وكذلك‬ ‫استخدام هويات جمازية وإخفاء اهلوية احلقيقية‪ .‬وبالتايل خطورة تأثري ذلك على إجراءات املعاينة‪،‬‬ ‫واحتمالية أن يصل الباحث لنتائج غري سليمة بسبب اعتماده على بيانات غري دقيقة‪.‬‬ ‫‪ ‬صعوبة حصر وحتديد إطار عام جملتمع مستخدمي تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬فإذا أردنا دراسة تفاعل‬ ‫اجلمهور مع موضوع ما عرب مواقع التواصل االجتماعي من الصعب جدا بل ومن املستحيل حماولة حتديد‬ ‫إطار عام جملتمع البحث حىت ميكن استكمال إجراءات املتابعة وحتديد العينة وسحيها‪ .‬لذا ال ميكن‬ ‫االعتماد على العينات االحتمالية يف دراسة مجهور تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬وما يترتب على ذلك‬ ‫من عدم إمكانية تعميم نتائج البحث‪.‬‬ ‫‪ ‬إشكالية عدم مصداقية اآلراء واألفكار املنشورة أحيانًا لتكون مؤشرًا دقيقًا عن الواقع احلقيق‪ .‬حيث ميكن‬ ‫أن تكون سلوكيات األشخاص على تطبيقات اإلعالم االجتماعي – كما تعكسها كتابتاهتم وتفاعالهتم‬ ‫ مغايرة ملا هو قائم على أرض الواقع‪ ،‬وقد كشفت النتائج العلمية أن سلوك األفراد ميكن أن خيتلف‬‫‪ ‬ومع ذلك ميكن االستعانة هبذا البيان كمؤشر مبدئي عن حجم انتشار الفيديو بني املستخدمني‪.‬‬ ‫‪-6-‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عند استخدامهم لتطبيقات اإلعالم االجتماعي إذا شعروا بأن أشخاصا بعينهم يشاهدون تعليقاهتم‬ ‫وتفاعالهتم عليها‪ .‬و قد يتصرف األشخاص على الواقع االفتراضي على حنو خيتلف عن تصرفاهتم على‬ ‫الواقع الفعلي‪ .‬فقد تكون هناك مبالغة أو اندفاع أو يف املقابل املزيد من احلرص واحلذر‪ .‬ويف كل‬ ‫األحوال توجد احتمالية أن تكون اآلراء املنشورة على مواقع التواصل االجتماعي غري معربة بدقة عن‬ ‫اآلراء احلقيقية‪. (Beninger, Et al, 2014; Salmons, 2012) .‬‬ ‫وجود عدة حسابات رمسية وغري رمسية لنفس اجلهة أو اجلماعة الواحدة‪ ،‬أو لنفس الشخص‪ .‬وقد يتعرض‬ ‫الباحث للتضليل ‪ -‬إذا مل ينتبه وتكون لديه املهارات املناسبة – عند حماولة حتديد احلساب الرمسي‬ ‫األصلي املعرب عن اجلهة أو الشخص املطلوب‪.‬‬ ‫إشكالية يف توحيد املفاهيم وداللتها بني الباحث وبني املبحوثني‪ .‬فاملستخدم العادي قد خيلط بني نشر‬ ‫املعلومات واألخبار على تطبيقات اإلعالم االجتماعي من خالل احلسابات الرمسية للمؤسسات‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬وبني أشكال ممارسة صحافة املواطن‪ ،‬أو من خالل تداول األخبار واملعلومات بني أفراد‬ ‫اجلمهور‪ .‬وبناءًا عليه قد يعطي إجابات تضلل الباحث عن رأيه يف مصداقية املعلومات واألخبار اليت‬ ‫يستقيها من تطبيقات اإلعالم االجتماعي وتوجهاته بشأهنا كمصدر للحصول على املعلومات‪ .‬كما قد‬ ‫يُسأل املبحوث عن تفضيالته يف استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬وجييب عن استخداماته ملواقع‬ ‫إعالمية على شبكة الويب‪ .‬كما أن خربة املبحوث باستخدام أحد تطبيقات اإلعالم االجتماعي ال تعين‬ ‫أن لديه نفس اخلربة يف استخدام التطبيقات األخرى‪ .‬وبالتايل فإن اختالف فهم املبحوث للمصطلح عن‬ ‫ما يقصده الباحث‪ ،‬فإن البحث يف تلك احلالة يكون عرضه للنتائج املضللة‪.‬‬ ‫إشكاليات أخالقية تتعلق مبدى سرية البيانات املنشورة وخصوصيتها‪ .‬وهي واحدة من املسائل اخلالفية يف‬ ‫استخدام مواقع التواصل االجتماعي يف البحوث العلمية )‪ .(Lunnay B, Et al, 2014‬ذلك أن من‬ ‫بني املبحوثني من قد ال يرغبون يف اإلفصاح عن هوياهتم وكشفها ضمن نتائج البحث‪ ،‬كما أن عدم‬ ‫ذكر الباحث ألمساء املبحوثني ال يعين بالضرورة عدم قدرة االستدالل عليهم والوصول إليهم من خالل‬ ‫كتاباهتم اليت رصدها البحث‪ ،‬إذا مت اقتباسها واإلشارة إليها بالنص ضمن النتائج‪ .‬ذلك أن النشر‬ ‫اإلليكتروين على شبكة اإلنترنت يتمتع خباصية التسجيل اإلليكتروين التلقائي الذي تقوم به حمركات‬ ‫البحث مثل ‪ . Google‬فمجرد كتابة النص املشار إليه على حمرك البحث‪ ،‬ميكن أن يقود إىل احلساب‬ ‫اإلليكتروين الذي ورد فيه النص املذكور على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫إشكالية أخالقية أخرى تتعلق مبدى وجوبية إعالم املبحوث بأن ما ينشره من حمتوى سوف يستخدم يف‬ ‫أغراض البحث العلمي‪ ،‬واحلصول على موافقة مسبقة منه‪ .‬فمع إمكانية حتكم املستخدم يف مستوى نشر‬ ‫املادة اليت يقوم بنشرها على تطبيقات اإلعالم االجتماعي وكثري من تطبيقات شبكة الويب‪ ،‬غري أن فريق‬ ‫من الباحثني لفت االنتباه إىل أن قيام األفراد بالنشر على شبكة الويب ال يعين بالضرورة أهنم يوافقون‬ ‫على أن تستخدم كتاباهتم يف البحث العلمي‪ ،‬وأن يتم اقتباسها وت وثيقها‪ ،‬وبالتايل نشرها يف سياق آخر‬ ‫غري السياق الذي مت نشرها فيه من خالهلم‪ .‬وأشاروا إىل أن الباحث حيتاج ملوافقة املبحوث على أية حال‬ ‫حىت يكون له حق االقتباس احلريف من كتابات املبحوثني املنشورة إليكترونيًا‪ ،‬ولنشر الصور وغري ذلك‬ ‫من أشكال احملتوى اليت ميكن أن ت كون هلا حقوق ملكية فكرية‪ ،‬وللتأكد من السياق االتصايل الصحيح‬

‫‪-7-‬‬


‫للمحتوى الذي خيضعه للتحليل – خاصة إذا كان يف فترة زمنية سابقة‪(Kelsey Beninger et al, .‬‬ ‫)‪2014; Herring, 1996,2004‬‬

‫‪‬‬ ‫جتسد تطبيقات اإلعالم االجتماعي ‪ -‬ووسائل اإلعالم اجلديد كافة ‪ -‬التقارب واالندماج اإلعالمي بني‬ ‫وسائل اإلعالم املختلفة‪ .‬وتتسم تطبيقات اإلعالم االجتماعي باختالف فئاهتا‪ ،‬بوجود سياقات ومستويات‬ ‫خمتلفة ومتنوعة لعملية االتصال‪ ،‬وقدرهتا على التشبيك االجتماعي بني أنساق فكرية واجتماعية وثقافية‬ ‫متنوعة‪ .‬وتتمثل اإلشكالية األساسية اليت تتعلق بأساليب البحث املتبعة يف حبوث اإلعالم االجتماعي يف‬ ‫االعتماد على أسلوب حبثي واحد بعينه‪ ،‬يف دراسة ظاهرة إعالمية ثرية مبعطياهتا‪.‬‬ ‫إن تبين أسلوب حبثي واحد واالنغالق عليه يف دراسة ظواهر اإلعالم اجلديد ‪ -‬برغم أهنا حتمل أبعادًا متنوعة‬ ‫وال ميكن دراستها بدقة من خالل أسلوب حبثي واحد يدرسها على حنو تقليدي ‪ -‬يؤدي إىل بروز إشكالية‬ ‫واضحة يف قدرة البحث العلمي على تقدمي معرفة جديدة تفسر الظاهرة وتضيف للتراث العلمي‪ .‬إذ أن‬ ‫املناهج وأدوات البحث الكمية ال متكن الباح ث من إدراك التفاصيل املرتبطة بسياق الظاهرة وتفاعالهتا‪.‬‬ ‫بينما يتيح ا ستخدام التحليل الكيفي يف دراسة ظواهر اإلعالم اجلديد اإلجابة على سؤال "كيف" وخيرج‬ ‫بالبحث العلمي عن حدود السؤال "ملاذا "‪ ،‬خاصة وأن تعقد العالقات وتشابكها بني التقين واالجتماعي‪،‬‬ ‫وبني الفرد وا لبنية االجتماعية‪ ،‬ينفي وجود عالقة رأسية مباشرة بني السبب والنتيجة يف علوم االتصال (نصر‬ ‫الدين لعياضي‪.)2014 ،‬‬ ‫يُضاف ملا سبق األخطاء واإلشكاليات اليت تواجه الباحثني عند تبين نفس طرق التفكري يف وحدات املعاينة‬ ‫ويف سحب عينات عشوائية "احتمالية" عند دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي وغريها من التطبيقات‬ ‫املوجودة على شبكة الويب‪ ،‬مع إغفال اختالف خصائص جمتمع البحث متاما عن مجهور وسائل اإلعالم‬ ‫التقليدية‪ ،‬واستحالة االعتماد على إطار ثابت وحمدد ميكن من خالله سحب عينة عشوائية سواء كانت‬ ‫ميدانية أو حتليلية )‪.(Salmons, 2012; Macnamara,2005; Herring, 2004‬‬ ‫فاملالحظة الكيفية آلراء واجتاهات املبحوثني املنشورة على مواقع التواصل االجتماعي مل تكن بديال فعاال عن‬ ‫املقابالت املتعمقة مع املبحوثني يف حبوث التسويق اإلليكتروين من وجهة نظر & ‪(Patterson‬‬ ‫)‪ .Branthwaite, 2011‬بل أن االعتماد عليها كأداة وحيدة يف البحث يربز مشكلة الصدق والثبات يف‬ ‫استخدام هذه األداة البحثية‪ .‬وذلك لثالثة أسباب‪ :‬القصور الذي ميكن أن يعتري عملية التواصل غري املباشر‬ ‫بني الباحث واملبحوثني‪ ،‬وغياب إمكانية مالحظة التعبريات وردود الفعل التلقائية الضمنية اليت ترد من‬ ‫املبحوثني وال يت تعطي للباحث تفاصيل أكثر ثراءا ودقة عن احتياجات املبحوثني وأهدافهم الشخصية وهي‬ ‫مؤشرات مهمة عن سلوكهم الشرائي‪ ،‬وغياب الطبيعة التفاعلية الديناميكية للمقابالت املباشرة بني الباحث‬ ‫واملبحوثني‪ ،‬واليت تطور الفهم املتبادل واخلربة املشتركة بينهم وهي حتديدًا ما يعطي درجة أعلى من القيمة‬ ‫العلمية واملصداقية ألداة املقابلة مقارنة باملالحظة غري املباشرة عن طريق مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪-8-‬‬


‫بعد عرض ومناقشة أهم مؤشرات ومالمح اإلشكاليات املنهجية املختلفة اليت تواجه حبوث اإلعالم‬ ‫اإلجتماعي‪ ،‬نعرض فيما يلي الرؤى واملقترحات العلمية املمكنة للتعامل مع اإلشكاليات املنهجية اليت رصدهتا‬ ‫الورقة العلمية مبستوياهتا املختلفة‪ .‬ويقوم عرض الرؤى املقترحة على تقسيمها إىل حماور رئيسية تتناول نفس‬ ‫اإلشكاليات املنهجية اليت مت عرضها‪.‬‬

‫أدى ارتباط وسائل اإلعالم اجلديد – ومن بينها تطبيقات اإلعالم االجتماعي – بشبكة الويب‪ ،‬إىل اكتساهبا‬ ‫خصائص أساسية تؤثر يف تشكيل الظواهر اإلعالمية املرتبطة هبا‪ .‬على النحو التايل‪:‬‬ ‫خيتلف مفهوم احملتوى وشكله عن احملتوى اإلعالمي‬ ‫‪‬‬ ‫املتعارف عليه؛ من حيث تنوع الوسائط املستخدمة فيه‪ ،‬واللغات املستخدمة‪ ،‬والرموز التعبريية‪ ،‬ومصادر‬ ‫تشكيل هذا احملتوى‪ ،‬والتفاعالت املتضمنة فيه‪ ،‬فضال عن كونه يف حالة من التطوير والتغيري ألنه أصبح‬ ‫حمتوى ديناميكي خيضع لعمليات من اإلضافة واحلذف والتعديل‪.‬‬ ‫مرونة السياق االتصايل الذي حتدث فيه عملية االتصال عرب‬ ‫‪‬‬ ‫تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬وتنوع هذه السياقات على حنو كبري بفضل إمكانية تنويع مستويات تبادل‬ ‫االتصال‪ ،‬مع وجود أنساق خمتلفة ثقافية وفكرية واجتماعية تشترك يف عملية االتصال عرب تطبيقات‬ ‫اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫استحالة حتديد إطار عام جملتمع البحث على حنو يتسم‬ ‫‪‬‬ ‫بالدقة والثبات النسيب‪ .‬واستحالة حتديد تعريف لكافة مفردات هذا اجملتمع‪ .‬سواء كان اجملتمع من األفراد‬ ‫أو من احملتوى‪.‬‬ ‫وبناءًا على ما سبق؛ ال يوفر االعتماد على مناهج البحث الكمية وحدها‪ ،‬وال حىت املناهج الكيفية وحدها‪،‬‬ ‫تصورًا علميًا آمنًا لدراسة الظاهرة اإلعالمية يف بيئة اإلعالم االجتماعي ‪(Salmons, 2012; Herring,‬‬ ‫)‪ .2004; Nedra, 2002‬وإمنا أصبحنا كباحثني أكثر احتياجًا للربط بني األساليب الكيفية والكمية‪،‬‬ ‫وحتقيق التكامل بينهما يف البحث العلمي يف جمال اإلعالم االجتماعي‪ .‬حيث يتيح ذلك للباحث دراسة‬ ‫الظاهرة يف سياقها‪ ،‬واحلصول على معلومات تفصيلية وثرية عن الظاهرة بفضل استخدام األساليب الكيفية‪،‬‬ ‫و رفع مستويات املوضوعية والواقعية واملصداقية يف النتائج اليت يصل إليها الباحث الستخدامه األدوات الكمية‬ ‫ملا هلا من قدرة على حتويل البيانات والظواهر إىل أوزان كمية‪.‬‬ ‫لذا فإن تبين منوذج منهجي مزدوج جيمع بني األساليب الكيفية والكمية‪ ،‬يتيح االستفادة من مزايامها معا‪،‬‬ ‫وتاليف أوجه القصور اليت ميكن أن تنشأ نتيجة االعتماد على أحدمها فقط‪ .‬دون أن يعين ذلك توظيف كل‬ ‫منهما يف مرحلة خمتلفة من مراحل البحث‪ ،‬وإمنا توظيفهما معًا على حنو متوازي يف كل مرحلة من مراحل‬ ‫البحث‪ ،‬وذلك عرب تقسيم البحث إىل مراحل‪ ،‬مث حتديد خريطة استخدام األساليب الكمية والكيفية بالتوازي‬ ‫والتكامل يف كل مرحلة منها‪ ،‬لضمان الوصول إىل أعلى كفاءة ممكنة‪.‬‬ ‫‪-9-‬‬


‫وهذا هو االختالف عن االجتاهات السابقة يف اجلمع بني املناهج الكمية والكيفية يف البحوث اإلعالمية‪.‬‬ ‫حيث اعتاد الباحثون فيما سبق اتباع أحد االجتاهات التالية عند اجلمع بني األسلوبني الكمي والكيفي يف‬ ‫البحث العلمي )‪:(Nedra, 2002‬‬ ‫‪ ‬است خدام األسلوب الكيفي يف املرحلة التمهيدية للبحث مبا يساعد يف بناء وإعداد أدوات البحث الكمية‪.‬‬ ‫مثال استخدام مجاعات النقاش البؤرية للحصول على مؤشرات وبيانات أولية يستفيد منها الباحث يف بناء‬ ‫أداة االستبيان‪ .‬أو استخدام أداة االستقصاء يف املرحلة التمهيدية من البحث لتحديد اخلصائص‬ ‫الدميوجرافية لعينة املبحوثني قبل ت طبيق أداة املقابلة كأداة كيفية )‪.(Powell, 2013‬‬ ‫‪ ‬استخدام نتائج التحليل الكيفي يف تفسري وشرح النتائج واملؤشرات الكمية‪ ،‬واستخدام نتائج ومؤشرات‬ ‫التحليل الكمي لبلورة وحتديد نتائج التحليل الكيفي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تقسيم البحث إىل مراحل وفق متطلبات كل منها وأهدافها‪.‬‬ ‫حتديد نوعية وطبيعة املعلومات املطلوبة‪ ،‬ومستوى التفاصيل املطلوبة توفريها من البيانات يف كل مرحلة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫حتديد األدوات البحثية املناسبة – الكمية والكيفية – اليت ميكن استخدامها لتحقيق هذه املتطلبات العلمية‬ ‫يف كل مرحلة‪.‬‬

‫ميكن بصفة عامة افتراض وجود مرحلتني أساسيتني يف البحث ومها املرحلة االستكشافية‪ ،‬ومرحلة التفسري‪.‬‬ ‫غري أن اختالف موضوعات البحث العلمي واختالف أهدافه بطبيعة احلال‪ ،‬ميكن أن تتطلب تقسيمه ملراحل‬ ‫خمتلفة قد تزيد عن ذلك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫يف هذه املرحلة تكون احلاجة األكرب للحصول على أكرب قدر ممكن من املعلومات والتفاصيل عن الظاهرة‪ ،‬لذا‬ ‫فإن االستعانة باألساليب الكيفية يف مجع البيانات‪ ،‬إجراء ميكن الباحث من احلصول على املعلومات اليت تفيده‬ ‫يف بناء وإعداد أدوات البحث الكمية مثل أداة االستبيان أو أداة حتليل املضمون‪ ،‬وتقسيم وحتديد فئات‬ ‫التحليل على حنو أكثر دقة وفق املؤشرات اليت خيرج هبا من استخدام األساليب الكيفية‪.‬‬ ‫فعند دراسة خطاب العنف والتعصب على واقع التواصل االجتماعي على سبيل املثال‪ ،‬حيتاج الباحث يف‬ ‫املرحلة التمهيدية إىل التعرف على املالمح األولية هلذا اخلطاب‪ ،‬وما املوضوعات اليت يظهر فيها بوضوح‪،‬‬ ‫وكذلك األوقات اليت قد يرتبط هبا‪ ،‬وأشكال العنف والتعصب‪ ،‬ومسات املستخدمني الذين يشتركون يف‬ ‫تداول هذا اخلطاب‪ ،‬وغري ذلك من بيانات ومعلومات‪.‬‬ ‫‪- 10 -‬‬


‫يف هذه املرحلة ميكن للباحث البدء بعقد حلقات نقاش بؤرية جيمع فيها عدد من األفراد الذين خيتارهم عن‬ ‫عمد ملعرفته باستخدامهم ملوا قع التواصل االجتماعي‪ ،‬ويراعي يف اختيارهم كافة املتغريات واخلصائص‬ ‫املوجودة بالفعل يف جمتمع البحث‪ .‬ومن خالل نتائج حلقة النقاش البؤرية ميكن للباحث اخلروج بنتائج مفصلة‬ ‫عن فئات املستخدمني‪ ،‬ومدى وعيهم خبطاب العنف والتعصب‪ ،‬واللغة اليت يستخدموهنا يف التواصل‪،‬‬ ‫واملو ضوعات اليت تثريهم‪ ،‬والقضايا واملوضوعات اليت ملسوا فيها بأنفسهم العنف والتعصب‪ .‬كما ميكن‬ ‫للباحث استخدام املالحظة باملشاركة واالندماج مع عينة من املبحوثني ملالحظة سلوكهم االتصايل وتفاعالهتم‬ ‫املرتبطة مبوضوع دراسته‪ .‬وميكنه أيضًا البدء برصد مالحظاته الكيفية عن احملتوى املنشور على مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي من خالل العينة اليت حددها لبحثه‪ .‬وسوف تقوده هذه املالحظات الكيفية لرصد تفاصيل‬ ‫ومؤشرات متكنه من بناء فئات حتليل احملتوى الرئيسية والفرعية بدقة‪.‬‬ ‫يبدأ الباحث عقب ذلك – يف املرحلة ذاهتا ‪ -‬ببناء أداة االستبيان و‪/‬أو أداة حتليل املضمون كأدوات حبث‬ ‫كمية ميكنه تطبيقها من اخلروج بنتائج حمددة ومؤشرات كمية دقيقة عن الظاهرة موضوع دراسته‪ ،‬مبا يشمل‪:‬‬ ‫خصائص اجلمهور‪ ،‬وفئاته‪ ،‬والعالقة بني هذه اخلصائص والفئات ومتغريات مثل اجتاهات األفراد حنو خطاب‬ ‫العنف والتعصب على مواقع التواصل االجتما عي‪ ،‬ومدى إدراكهم له‪ ،‬وأشكال العنف يف اخلطاب املتداول‬ ‫عرب هذه املواقع والتطبيقات‪ ،‬وسلوك وتفاعالت املستخدمني‪ ،‬ومستويات نشاط هذا التفاعل‪ .‬وكذلك‬ ‫اخلروج بنتائج كمية حمددة ع ن أكثر املوضوعات والقضايا املشتركة املتداولة اليت ارتبطت بالعنف والتعصب‬ ‫يف النقاش بشأهنا‪ ،‬والقضايا اليت حتتل األولوية والقضايا واملوضوعات الفرعية اليت ارتبطت هبا‪ ،‬ومدى انتشار‬ ‫وتداول هذه القضايا وتصدرها للنقاش واجلدال‪ ،‬واألفكار املطروحة يف النقاش‪ ،‬وأسلوب ولغة النقاش بشأهنا‬ ‫ومدى وضوح أو غياب لغة العنف والتعصب من هذا اخلطاب‪ ،‬ومالحمه وأشكاله‪.‬‬

‫‪‬‬

‫يسعى الباحث يف هذه املرحلة إىل تقدمي التفسريات والشروح املفصلة ملا توصل إليه من نتائج كمية وكيفية‪.‬‬ ‫كما أنه يسعى إىل ربط النتائج اليت ينتهي إليها بالسياق العام الذي حتدث فيه‪ ،‬حىت تأيت تفسرياته هلذه النتائج‬ ‫دقيقة ومعربة‪ .‬ذلك أن النتائج الكمية وحدها غالبا ما جترد الظاهرة من سياقها‪ ،‬وحيتاج أيضًا لتقدمي توضيح‬ ‫وتفسري للمؤشرات والدالالت الغامضة اليت قد ينتهي إليها حبثه‪.‬‬ ‫ولذا فإن هذه املرحلة تقوم باملثل على الدمج بني أساليب التحليل الكمي والكيفي يف تفسري نتائج البحث‬ ‫ومناقشتها‪ .‬حيث ميكن للباحث أن يستخدم أداة املقابلة أو مجاعات النقاش البؤرية الستكمال ما حيتاج إليه‬ ‫من تفسريات وردود أفعال من العينة‪ ،‬ورصد مالحظاهتم الشخصية يف النقاط اليت يرى الباحث أنه حباجة‬ ‫ملعرفة أكثر عمقًا عنها وعن السياق الذي حدثت فيه‪ .‬فاستخدام األسلوب الكيفي هنا يتكامل مع نتائج‬ ‫التحليل الكمي وميكن الباحث من استيضاح ما يستجد من دالالت ومؤشرات تكشف عنها النتائج الكمية‪.‬‬ ‫فيما يلي مثال لتوضيح خطوات ا ستخدام النموذج املقترح للدمج بني األساليب البحثية الكمية‬ ‫والكيفية يف حبوث اإلعالم االجتماعي‪ ،‬بالتطبيق على دراسة محالت التسويق االجتماعي اإلليكترونية‪ .‬وقد مت‬ ‫تقسم مراحل الدراسة إىل ‪ 3‬مراحل‪ :‬املرحلة االستكشافية‪ ،‬مرحلة دراسة تفاعالت احلملة‪ ،‬ومرحلة تقييم‬ ‫خمرجات احلملة‪.‬‬ ‫‪- 11 -‬‬


‫التعرف على الموضوعات والقضا يا واألفكار المطروحة في إطار طرح موضوع ثقافة‬ ‫العمل الحر‪.‬‬ ‫التعرف على البيانات األساسية للصفحات المستخدمة في الترويج للحملة على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫التعرف على كافة اآلليات والوسائل الترويجية التي تستخدمها الحملة عبر مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫التعرف على أعداد مستخدمي الصفحات المستخدمة في الترويج للحملة‪ ،‬وأعداد‬ ‫المتابعين لها‪ ،‬ومدى نشاطهم ومتابعتهم لها فعليا‪.‬‬ ‫التعرف على كيف يفكر الشباب في موضوع الحملة وكيف يشعرون تجاهه‪.‬‬ ‫التعرف على حمالت التسويق االجتماعي التي تتناول موضوعات مشابهة أو ذات‬ ‫صلة‪.‬‬ ‫التعرف على اللغات المستخدمة في التواصل وطرح الموضوع‪ ،‬وعلى أشكال‬ ‫تقديم المعلومات واألفكار وطرحها للنقاش‪.‬‬

‫التعرف على أكثر الموضوعات واألفكار التي يتداولها الجمهور في نطاق‬ ‫موضوع الحملة الترويجية‪.‬‬ ‫التعرف على العالقات البنيوية بين األفكار واآلراء المطروحة من حيث االتفاق‬ ‫واالختالف واالرتباط بينها وبين موضوع الحملة الترويجية‪.‬‬ ‫تحديد فئات الجمهور األكثر نشاطا وتفاعال مع موضوع الحملة الترويجية‬ ‫وخصائصهم‪.‬‬ ‫التعرف على أشكال التفاعل والنشاط في السلوك االتصالي للجمهور إزاء‬ ‫موضوع الحملة الترويجية‪.‬‬ ‫التعرف على العالقات االرتباطية بين مستويات تفاعل الجمهور مع الحملة‬ ‫وبين األفكار المطروحة لتحديد أيها أكثر جذبا الهتمام الجمهور‪.‬‬ ‫التعرف على رؤى الجمهور المستهدف وتصوراتهم إزاء موضوع الحملة‬ ‫وتقييمهم ألهمية الموضوع ومدى معرفتهم بالمعلومات التي تضمنتها الحملة‬ ‫لتقييم مدى نجاحها في الوصول للجمهور المستهدف‪.‬‬ ‫التعرف على مدى نجاح الحملة في خلق دافع لدى الجمهور المستهدف‪.‬‬

‫التعرف على مدى قدرة الحملة على تحقيق أهدافها‪ ،‬بما يشمل مدى قدرتها‬ ‫على التأثير في سلوك الجمهور المستهدف‪.‬‬ ‫التعرف على أشكال استجابة الجمهور للحملة‪ ،‬وأكثرها وضوحا وانتشارا‪.‬‬ ‫التعرف على تفسيرات وآراء الجمهور وردود أفعالهم إزاء نقاط اإلخفاق في‬ ‫الحملة‪ ،‬وأي أجزائها كانت قوية ومؤثرة من وجهة نظر الجمهور‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬

‫المالحظة – تحليل‬ ‫المضمون‬ ‫تحليل المضمون‬ ‫المالحظة – تحليل‬ ‫المضمون‬ ‫تحليل المضمون‬ ‫جماعات النقاش‬ ‫البؤرية‬ ‫المالحظة‬ ‫المالحظة‬

‫تحليل المضمون‪.‬‬ ‫االستبيان‪.‬‬ ‫التحليل الكيفي للمحتوى‪.‬‬ ‫المالحظة – االستبيان‪.‬‬ ‫المالحظة والتحليل الكيفي‬ ‫للمحتوى‪.‬‬ ‫االستبيان – تحليل‬ ‫المضمون‪.‬‬ ‫جماعات النقاش البؤرية –‬ ‫االستبيان‪.‬‬ ‫جماعات النقاش البؤرية –‬ ‫االستبيان‪.‬‬

‫جماعات النقاش البؤرية –‬ ‫االستبيان‪.‬‬ ‫االستبيان‪.‬‬ ‫جماعات النقاش البؤرية‪.‬‬


‫برغم كفاءة الكثري من أساليب التحليل وأدوات البحث يف دراسة ظواهر وموضوعات اإلعالم املختلفة فيما‬ ‫سبق‪ ،‬غري أن طبيعة الظاهرة اإلعالمية اجلديدة اليت تنتجها بيئة اإلعالم االجتماعي بكل مالحمها وخصائصها‬ ‫املختلفة تدفعنا للعمل على تطوير واستخدام أساليب حبثية تناسب هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪analysis‬‬

‫‪Network‬‬

‫ال يستطيع حتليل املضمون بصورته الكالسيكية أن يقدم للباحث البيانات واملعلومات الدقيقة عن احملتوى‬ ‫الذي يدرسه على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬حيث يعجز عن الكشف عن طبيعة العالقات واالرتباطات‬ ‫اليت متثل جزء أصيل يف تكوين بنية الويب وتطبيقات اإلعالم االجتماعي عليها‪ .‬وهذه العالقات واالرتباطات‬ ‫هي اليت يدورها تغذي احملتوى املنشور وتطور فيه‪ .‬ومن هنا تربز احلاجة إىل استخدام أساليب أخرى يف‬ ‫التحليل تدعم العمل البحثي وحتقق التكامل يف دراسة الظاهرة‪.‬‬ ‫ميكن االستعانة بأسلوب حتليل الشبكات كأحد أساليب التحليل املعتمدة يف دراسة العالقات والتفاعالت بني‬ ‫اجملموعات النقاشية‪ ،‬أو املدونات املوجودة على شبكة اإلنترنت‪ ،‬األفراد ذوي االهتمامات املشتركة وغري‬ ‫ذلك من تف اعالت مستخدمي تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬حيث يأيت استخدام حتليل الشبكات ليليب مطلب‬ ‫خبثي وهو اإلجابة على سؤال "من و‪/‬أ و "ماذا" يرتبط "مبن و‪/‬أو ماذا"‪ .‬وهو يكشف عن عالقات القوة‬ ‫واهليمنة أو التأثري بني الكيانات املختلفة‪ ،‬كما ميكن استخدامه يف دراسة املصداقية يف املواقع اإلعالمية من‬ ‫خالل البحث يف اإلحاالت املوجودة وأنواعها ودالالت توظيفها )‪.(Herring, 2004‬‬ ‫ويتم تنفيذ أسلوب حتليل الشبكات باالعتماد على الربجميات والتقنيات املناسبة ‪ Web crawlers‬اليت تستخدم‬ ‫يف هذا الغرض من خالل تتبع شبكة الروابط واإلحاالت املوجودة بني وحدات معينة على الشبكة وبيان‬ ‫شكل االرتباط ومساره وخريطة توزيعه‪.‬‬ ‫إن من أهم الظواهر اإلعالمية اليت يزداد االهتمام هبا حاليًا وميكن توظيف أسلوب حتليل الشبكات فيها‪ ،‬هو‬ ‫الدور الذي تقوم به تطبيقات اإلعالم االجتماعي وغريها من املواقع املوجودة على شبكة الويب يف دعم‬ ‫املمارسات اإلرهابية‪ .‬فدراسة استراتيجيات االتصال بني الكيانات املختلفة اليت تشكل مفردات يف الظاهرة‪،‬‬ ‫ومعرفة كيف تتشكل اجلماعات االفتراضية الداعمة هلا‪ ،‬والوقوف على العالقات االرتباطية بينها يتجاوز‬ ‫حدود حتليل املضمون املنشور عليها‪ ،‬إىل احلاجة ملستوى آخر من التحليل يكشف طبيعة العالقات وشكلها‬ ‫ومدى قوهتا‪.‬‬ ‫ميكن إذن أن يدعم استخدام أسلوب حتليل الشبكات النتائج اليت يصل إليها الباحث من حتليل املضمون‬ ‫للمحتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي – وفق موضوع البحث وأهدافه‪.‬‬ ‫إال أن أسلوب حتليل الشبكات لن يتيح للباحث دراسة وحتليل العالقات االرتباطية بني الرسائل واحملادثات‬ ‫اإلليكترونية اليت يتبادهلا األفراد عرب تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪Analysis‬‬

‫‪Discourse Structure‬‬

‫يتسم احملتوى املنشور على مواقع اإلعالم االجتماعي بطبيعته التفاعلية والتشاركية‪ .‬اليت جتعل من األطروحة‬ ‫والتعليقات املتبادلة عليها وحدة واحدة متكاملة‪ ،‬أو مبعىن أدق "حمادثة" أو "نقاش"‪ .‬يترتب على ما سبق‪:‬‬ ‫‪- 13 -‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أن التفاعالت والعالقات االرتباطية يف هذه احلالة تظهر من‬ ‫خالل طبيعة احملتوى االتصايل املتبادل نفسه وتكوينه ومساته الداخلية‪ ،‬وليس من خالل شبكة من‬ ‫الروابط أو اإلحاالت ميكن رصدها وتتبعها‪.‬‬ ‫كما أن احملادثة نفسها ميكن أن خيتلف هيكلها ما بني هيكل‬ ‫بسيط أو مركب‪ ،‬يستقبل مدخالت من أطراف عدة ‪ ،Complex discussion‬أو أهنا ثنائية فقط‪.‬‬ ‫ميكن أن تركز رسائل احملتوى على موضوع واحد رئيسي‬ ‫أو تتفرع حنو موضوعات أخرى‪.‬‬ ‫ميكن أن خيتلف مسار التطور يف هيكل احملادثة؛ مبعىن أن‬ ‫تعرب الرسائل عن مستوى أول من التفاعل يقف عند تبادل األدوار ورود الفعل‪ ،‬أو يتطور اهليكل من‬ ‫خالل رسائل متتالية ترتبط فيما بينها‪ .‬ومدى الترابط أو التماسك املنطقي بني الرسائل املتبادلة‪ .‬حيث‬ ‫ميزت دراسة مبكرة ل )‪ (Rafaeli & Sweedeks, 1997‬بني مستويات التفاعل واالرتباط بني‬ ‫الرسائل املتبادلة يف عملية االتصال‪.‬‬

‫وبالتايل‪ ،‬حيتاج الباحث الستخدام أسلوب يف التحليل يأخذ يف االعتبار مدى الترابط بني الرسائل االتصالية‬ ‫املتبادلة ‪ ،‬إضافة إىل السمات األخرى اليت ميكن أن يكشف عنها احملتوى مثل األسلوب املستخدم يف احلوار‪،‬‬ ‫والصفات املنسوبة لألفعال والشخصيات‪ ،‬الرموز وأساليب التشبيه أو االستعارة أو التورية وما شابه وغريها‬ ‫من السمات اليت يكشف عنها حتليل اخلطاب‪.‬‬ ‫وميكن يف هذه احلالة تدعيم حتليل اخلطاب‪ ،‬وحتليل املضمون باالستعانة بأسلوب حتليل هيكل اخلطاب‬ ‫املستعني باحلاسب اآليل‪ .‬والذي مير عرب ‪ 4‬خطوات تبدأ بتحويل سجل احملادثة إىل شكل من البيانات اخلام‬ ‫‪ Import‬مث ترميزها باإلشارة إىل مصدرها ‪ ، Reference‬مث ترميز كل رسالة متضمنة يف سجل احملادثة‬ ‫بالنظر إىل عالقتها بالرسائل األخرى ‪ ،Discourse structure building‬مث حتليل وتفسري الرسائل املتبادلة‬ ‫)‪.(Holmer, 2008‬‬ ‫ويستطيع أسلوب حتليل هيكل اخلطاب حتليل سجالت احملادثات بشكل فردي أو حتليلها كمجموعة‪ .‬وبالتايل‬ ‫يفترض أن اتباع أسلوب حتليل هيكل اخلطاب املقترح أعاله يقدم نتائج تصف كل من هيكل اخلطاب أو‬ ‫احملادثة‪ ،‬السلوك االتصايل الفردي للمبحوثني‪ ،‬وهيكل الشبكة االجتماعية اليت تربط بني جمموعة األفراد‪.‬‬ ‫إن االستعانة بأساليب حتليل مكملة ألساليب التحليل املتعارف عليها يف البحوث اإلعالمية‪ ،‬مثل حتليل هيكل‬ ‫اخلطاب‪ ،‬وكذلك حتليل الشبكات‪ ،‬يدعم تطوير البحث العلمي يف جمال اإلعالم االجتماعي‪ ،‬باالستفادة من‬ ‫توظيف تقنيات وأساليب مستمدة من علوم أخرى‪ ،‬مثل علوم احلاسب اآليل خاصة وأن تطبيقات اإلعالم‬ ‫االجتماعي ترتبط يف مساهتا وخصائص احملتوى املنشور عليها ومناذج استخدامها خبصائص الويب التفاعلية‬ ‫وإمكانات احلاسب اآليل‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬


‫أظهرت املؤشرات اليت سبق استعراضها عن وجود إشكاالت منهجية يف هذا املستوى تظهر من خالل ‪3‬‬ ‫مظاهر‪ :‬إشكاليات يف حتديد العينة‪ ،‬ويف الوصول إيل البيانات الدقيقة‪ ،‬وإشكاليات ترتبط باالعتبارات‬ ‫األخالقية‪ .‬وفيما يلي عرض ومناقشة املقت رحات املمكنة للتعامل مع كل منها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتعامل الباحث يف جمال اإلعالم االجتماعي مع جمتمع حبث يتسم باملرونة والديناميكية‪ .‬فالبيانات عليه تكاد‬ ‫تكون يف حالة تغري دائم ومستمرة‪ .‬سواء متثلت يف مستخدمي هذه التطبيقات‪ ،‬أو يف احملتوى املنشور عليها‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬يكاد يكون من املستحيل – كما سبقت اإلشارة – حتديد إطار عام ملفردات جمتمع البحث يف حبوث‬ ‫تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬سواء كانت الدراسة ميدانية أو حتليلية‪ .‬وحيث ال تتحقق املعايري املطلوب‬ ‫توافرها الختيار عينة عشوائية "احتمالية"‪ ،‬ال يستطيع الباحث استخدام عينة عشوائية‪ ،‬وما يستتبعه ذلك من‬ ‫عدم إمكانية تعميم النتائج اليت يصل إليها على جمتمع البحث ككل‪ .‬وبالتايل تكون العينات العمدية "غري‬ ‫االحتمالية" أكثر فاعلية من العينات العشوائية "االحتمالية"‪ ،‬وهلا أمهية وجمال أكرب للتطبيق يف حبوث اإلعالم‬ ‫االجتماعي‪ .‬لألسباب التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬تتجاوز العينة العمدية املشكالت اليت تواجه عملية اختيار وسحب عينة عشوائية‪ ،‬بسبب عدم توافر‬ ‫املعايري املطلوبة الختيار عينة عشوائية متثل جمتمع البحث‪ .‬حيث ال ميكن االستناد إىل إطار عام حمدد‬ ‫جملتمع البحث‪ ،‬وال ميكن تعريف كل مفردة فيه ليكون هلا نفس فرصة االختيار يف العينة‪ ،‬مما يفسد سالمة‬ ‫عملية اختيار عينة عشوائية يف حبوث تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ ‬ميكن للعينات العمدية أن تقودنا ملؤشرات علمية ذات قيمة‪ ،‬حىت ولو غابت القدرة على تعميم نتائج‬ ‫البحث على اجملتمع ككل‪ .‬ولذا فإ ن الدمج بني أساليب وأدوات البحث الكمية والكيفية ميكن أن يفيد‬ ‫يف تقليص سلبية هذا األمر )‪.)Stroud & Higgins, 2009; Macnamara, 2005‬‬ ‫‪ ‬أنواع العينات العمدية املختلفة‪ ،‬هي األنسب لطبيعة تطبيقات اإلعالم االجتماعي واستخداماهتا‪ .‬وذلك‬ ‫على النحو التايل‪ :‬ميكن االستعانة بالعينة املتاحة ‪ ، Availability sampling‬وهي العينة اليت يستطيع‬ ‫الباحث الوصول إليها‪ .‬فإذا أراد مدى فاعلية أحد أساليب التسويق اإلليكتروين عرب مواقع اإلعالم‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وتأثريه يف اجتاهات اجلمهور ويف سلوكهم الشرائي‪ ،‬ميكنه نشر االستبيان على مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي ملن تتوافر فيهم اخلصائص املطلوبة (مثل العمر‪ ،‬التعليم‪ ،‬اجلنسية‪ ..‬اخل)‪ ،‬كما ميكنه‬ ‫التأكد بعد التطبيق "بفتلرة" وتنقية العينة من املفردات اليت ال تنطبق عليها اخلصاص املطلوبة‪ .‬كما ميكن‬ ‫االستعانة بالعينة احلصصية أو ‪ Quota‬ويف هذه احلالة فإننا حنتاج لتوخي الدقة يف حتديد خصائص جمتمع‬ ‫البحث‪ .‬كذلك تتناسب عينة "كرة الثلج" أو ‪ Snowball‬مع تطبيقات اإلعالم االجتماعي وكيفية‬ ‫استخدامها‪ .‬حيث يعتمد فيها الباحث على الترشيحات اليت حيصل عليها من عدد من األشخاص الذين‬ ‫خيتارهم عمديًا ابتداءًا ألنه تتوافر فيهم خصائص جمتمع البحث‪ ،‬مث يقومون مها بعد ذلك بترشيح عدد‬ ‫آخر من األشخاص وفقا للخصائص املطلوب توافرها وهكذا‪ ..‬اخل‪ ،‬وتستمر العينة يف التزايد وفقا هلذه‬ ‫الترشيحات اليت تتم يف ضوء ما حيدده الباحث مسبقًا من خصائص مطلوب توافرها يف العينة‪ .‬لكن يتعني‬ ‫على الباحث توخي احلذر والتدقيق يف طبيعة االختيارات والترشيحات اليت يقوم هبا األفراد‪ ،‬للتأكد من‬ ‫‪- 15 -‬‬


‫مدى انطباق خصائص اجملتمع وتوافرها فيهم‪ ،‬حيث ميكن أن ترتبط هذه االختيارات والترشيحات‬ ‫بسياقات العالقات اليت تربط هؤالء األفراد ببعضهم البعض‪.‬‬ ‫يقود نا التفكري يف دراسة وحتليل احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬إىل مالحظة أمرين‬ ‫مهمني‪ ،‬يؤثران يف الرؤية اليت يتبناها الباحث يف تطوير أدوات حبثه ويف حتديد عينة احملتوى اليت خيضعها‬ ‫للتحليل‪.‬‬ ‫وهو أن تطبيقات اإلعالم االجتماعي مبا متثله من مصدر ثري للبيانات واملعلومات تقدم حمتوى‬ ‫ختتلف خصائصه عن احملتوى اإلعالمي املتعارف عليه يف وسائل اإلعالم التقليدية‪ .‬والذي بناءا على مساته‬ ‫وخصائصه املعروفة‪ ،‬طور الباحثون أدوات البحث التحليلية اليت استقروا على استخدامها لعقود عدة‪ .‬وهو ما‬ ‫يوجب على الباحثني ا اللتفات لذلك عند دراسة احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫تتنوع مصادر احملتوى املنشور على حنو كبري‪ .‬فيمكن أن تكون اسهامات شخصية لألفراد ممن‬ ‫يستخدمون تطبيقات اإلعالم االجتماع ي‪ ،‬كما ميكن أن تكون مشاركات حملتوى إعالمي مصدره وسائل‬ ‫اإلعالم‪ ،‬وميكن أن تكون مقطتفات من وسائل اإلعالم مصحوبة بتصرف أو معاجلة وتدخل من أفراد‬ ‫اجلمهور‪.‬‬ ‫يضم احملتوى املنشور منطني أساسني‪ ،‬فيشمل‪ :‬األطروحات املكتوبة‪ ،‬والتعليقات اليت ترد عليها‪.‬‬ ‫توجد مستويات خمتلف ة لنشر احملتوى املوجود على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬فقد يكون منشور‬ ‫للجمهور العام‪ ،‬وقد يُستهدف به فئات حمددة خيصصها املستخدم‪.‬‬ ‫تتنوع مستويات التفاعل مع احملتوى املنشور ومنها ما ميثل تطويرا للمحتوى املنشور نفسه‪ ،‬مثل التعليق‬ ‫عليه‪ ،‬وإعادة نشره على نطاقات أخرى من اجلمهور‪ ،‬أو رمبا حىت عرب تطبيقات اتصال أخرى‪.‬‬ ‫يرتبط احملتوى املنشور بسياق للنشر‪ .‬وقد حيدث – على تطبيقات اإلعالم االجتماعي – أن خيتلف‬ ‫السياق االتصايل الذي يتم فيه نشر احملتوى‪ ،‬عن ذلك الذي يتم تداوله فيه‪ .‬بل أنه كلما اتسع نطاق‬ ‫تداول هذا احملتوى‪ ،‬وتنوعت نطاقات نشره‪ ،‬زادت فرص اختالف سياق نشره‪ .‬وبالتايل فإن فهم هذا‬ ‫السياق يؤثر يف تفسري دالالت احملتوى وما يتضمنه من معاين‪.‬‬ ‫ميكن أن يعتمد احملتوى على استخدام األسلوب املباشر‪ ،‬أو أن يستخدم الرموز والتورية‪ ،‬وميكن أن جيمع‬ ‫بينهما‪ ،‬يرتبط ذلك بدوره بسياق نشر احملتوى ‪ ،‬كما ميكن أن يضم االختصارات والرموز التعبريية‪.‬‬ ‫تتنوع لغة احملتوى املنشور على حنو كبري‪ ،‬فيمكن أن تكون باللغة العربية‪ ،‬أو اللغات األجنبية‪ ،‬كما ميكن‬ ‫أن تكون باللغات "اهلجني" املستحدثة‪ ،‬واملرتبطة بتطبيقات االتصال اإلليكترونية مثل "الفرانكو آراب أو‬ ‫العربيزي"‪.‬‬ ‫يتواجد احملتوى على تطبيقات اإلعالم االجتماعي من خالل فئات خمتلفة من احلسابات اإلليكترونية؛‬ ‫فتشمل‪ :‬حسابات شخصية ألفراد اجلمهور العام‪ ،‬حسابات أخرى للمشاهري‪ ،‬والشخصيات العامة‪،‬‬ ‫وقادة الرأي واملسئولني‪ ،‬حسابات ي ؤسسها األفراد لصاحل شخصيات املشاهري‪ ،‬حسابات تابعة هليئات‬ ‫ومجعيات وكيانات مؤسسية سواء كانت رمسية أو أهلية‪ ،‬حسابات تتبع املؤسسات اإلعالمية باختالف‬

‫‪- 16 -‬‬


‫فئاهتا وأنواعها‪ ،‬حسابات لإلعالميني‪ ،‬حسابات تدخل يف نطاق صحافة املواطن واإلعالم البديل سواء‬ ‫كانت فردية أو مجاعية‪ ،‬حسابات جلماعات ذوي اهتمام مشترك‪.‬‬ ‫فيتعلق بالدور الذي يؤديه حتليل احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي على‬ ‫مستوى فهم السلوك االتصايل للجمهور‪ ،‬وما يعكسه من دالالت‪ .‬فسابقًا‪ ،‬اعتمدت دراسة اجلمهور يف‬ ‫حبوث وسائل اإلعالم التقليدية على الدراسات امليدانية اليت يتم تطبيقها على اجلمهور مباشرة سواء من خالل‬ ‫أداة االستبيان‪ ،‬أو املالحظة‪ ،‬أو املقابالت‪ ،‬مجاعات النقاش البؤرية‪ ..‬اخل وغري ذلك من أدوات البحث‬ ‫امليداين‪ ،‬سوا ء كانت كمية أو كيفية‪ .‬غري أن تطبيقات اإلعالم االجتماعي توفر للباحث إمكانية جديد ة‬ ‫لدراسة اجتاهات اجلمهور وآرائهم‪ ،‬وسلوكياهتم من خالل حتليل احملتوى الذي يقومون بنشره وتداوله عرب‬ ‫تلك التطبيقات‪ .‬وهو بطبيعة احلال مل يكن خيارًا متاحًا من قبل عرب وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬اليت متارس‬ ‫حراسة البوابة اإلعالمية حىت على تعليقات القراء ومداخالهتم‪.‬‬ ‫ومما مييز احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬أنه يعرب عن عمدية وتركيز واهتمام بسبب طبيعة‬ ‫السلوك االتصايل يف استخدام هذه التطبيقات‪ .‬فاستخدام الفرد هلا يعين مبدئيا التفاعل والعمدية‪ ،‬كما أنه قد‬ ‫يكون مندجمًا يف عملية االتصال‪ ،‬وقد يكون من الشخصيات ا ملؤثرة والفاعلة وما يضعه من حمتوى له تأثريه يف‬ ‫حميط آخر من املتابعني له )‪. (Kelsey Beninger et al, 2014‬‬ ‫وبناءًا عليه‪ ،‬ميكن أن يدرس الباحث احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي للوصول إىل نتائج‬ ‫بشأن اجتاهات اجلمهور إزاء قضية أو موضوع ما‪ ،‬أو للتعرف على السلوك املستقبلي املتوقع للجمهور إزاء‬ ‫موضوع ما‪ ،‬أو تقييم استجابة اجلمهور حلملة إعالمية ما‪ ،‬أو حىت االستدالل من حتليل ودراسة تغريدات عينة‬ ‫من اجلمهور على املوضوعات والقضايا املثارة مجاهرييًا‪ ،‬واخلروج مبؤشرات عن توجهات اجلمهور بشأهنا‪ ،‬أو‬ ‫لتحليل التوجهات ال فكرية والثقافية لدى عينة من اجلمهور إزاء موضوع ما خالل فترة زمنية ما‪ ...‬اخل وغري‬ ‫ذلك من املوضوعات البحثية‪.‬‬ ‫ختتلف – بطبيعة احلال – عينة احملتوى اليت ميكن إخضاعها للدراسة يف حبوث اإلعالم االجتماعي حسب‬ ‫موضوع البحث وأهدافه‪ .‬غري أن السمات األساسية هلذا احملتوى واليت متيزه عن حمتوى وسائل اإلعالم‬ ‫التقليدية‪ ،‬تتطلب من الباحث تطوير احملددات اليت ميكن على أساسها اختيار عينة حبوث اإلعالم االجتماعي‬ ‫التحليلية‪ .‬وفيما يلي احملددات املقترحة اليت ميكن االستعانة هبا – مع مراعاة تطويرها باختالف تطبيقات‬ ‫اإلعالم االجتماعي اليت يتم سحب العينة منها‪.‬‬ ‫‪ ‬الفئات اليت ينتمي احملتوى املنشور إليها (حسابات شخصية‪ ،‬مؤسسية (إعالمية أو حزبيةأو غريها)‪،‬‬ ‫مجاعات ذات اهتمامات مشتركة‪... ،‬اخل)‪.‬‬ ‫هذا مع مالحظة أن اختالف الفئات باختالف ت طبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬فتنقسم املدونات مثال إىل‬ ‫مدونات شخصية‪ ،‬مدونات معرفية ‪ K-logs‬تركز على تقدمي املعلومات وتبادل املعارف‪ ،‬ومدونات انتقائية‬ ‫أو مرشحات )‪ Pre-surfing blogs (filters‬تقوم على تصفح اإلنترنت ومجع معلومات وأخبار منها‬ ‫وإعادة تقدميها إىل اجلمهور مصحوبة بالتعليق أو حتليل ووجهة نظر صاحبها )‪. (Herring, 2004‬‬ ‫‪- 17 -‬‬


‫‪ ‬اهلدف من التحليل؛ هل لرصد قضية ما أو موضوع بعينه واجتاهات النقاش بشأنه‪ ،‬أم لرصد جمموعة‬ ‫القضايا واألفكار املطروحة عرب فترة زمنية معينة‪ .‬ويف هذه احلالة جيب حتديد الكلمات الدالة املناسبة‪.‬‬ ‫‪ ‬شكل احملت وى وطبيعة الوسيط املعلومايت (نص‪ ،‬صور‪ ،‬مواد صوتية‪ .. ،‬اخل)‪.‬‬ ‫‪ ‬املدى الزمين ملتابعة حتديث عينة احملتوى‪.‬‬ ‫ميكن على سبيل املثال عند دراسة احلسابات اخلاصة حبمالت إعالمية على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬أن‬ ‫يتبىن الباحث احملددات التالية عند اختيار عينة عمدية من الصفحات املستخدمة يف هذه احلمالت‪" :‬معيار‬ ‫منط‪ /‬طبيعة املصدر املوجه للحملة" ويتحقق من خالل معرفة اجلهة املسئولة عن توجيه احلملة كما تعرب عن‬ ‫نفسها ىف الباب التعريفى‪ ،‬معيار "النشاط النسىب لفعاليات احلملة"‪ ،‬معيار "مدى االنتشار وجذب االهتمام"‪.‬‬ ‫(مها عبد اجمليد‪1434 ،2013،‬ه)‬ ‫كما اعتمدت دراسة سابقة سعت إىل رصد ردود أفعال اجلمهور ورؤاهم بشأن أزمة اإلنفالت األمين اليت‬ ‫حدثت يف مصر أثناء ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬من خالل ما مت تداوله ونشره على شبكة التواصل االجتماعي‬ ‫‪ ، Facebook‬على حتليل احملتوى املنشور على عينة عمدية من احلسابات اإلليكترونية‪ ،‬مت اختيارها ملا متثله‬ ‫من توجهات فكرية خمتلفة‪ .‬ومت إخضاع احملتوى املنشور عليها (األطروحات‪ ،‬والتعليقات املصاحبة هلا‪،‬‬ ‫وخمتلف أشكال الوسائط املعلوماتية املنشورة)‪ ،‬مع حتديد احملتوى ذو الصلة باألزمة حمل االهتمام‪ ،‬خالل فترة‬ ‫زمنية معينة مت حتديدها يف ضوء هدف الرصد اإلعالمي (مها عبد اجمليد‪.)2012 ،‬‬ ‫ال تعين االستعانة بالربجميات والتطبيقات اإلليكترونية التخلي عن مطلب فهم وحتليل السياق االتصايل‬ ‫للمحتوى‪ .‬ألن فهم السياق الذي يتم فيه نشر املعلومة وتداوهلا مطلب أساسي يف عملية التحليل‪ ،‬وكذلك‬ ‫فهم اللغة اليت يستخدمها األفراد وفهم سياق استخدامها‪ ،‬ودالالهتا‪.‬‬ ‫لكن أحيانًا ترتبط عملية حتديد عينة احملتوى يف حبوث اإلعالم االجتماعي‪ ،‬بتحديد للكلمات الدالة اليت‬ ‫سوف تقود ألماكن وجود احملتوى املطلوب‪ .‬ويف هذه احلالة فإن حتديد الكلمات الدالة املناسبة والسليمة‬ ‫بالنسبة ملوضوع البحث‪ ،‬والدالة على العينة املراد سحبها‪ ،‬هو الذي ميكن أن يقود للحصول على بيانات‬ ‫سليمة‪ .‬حىت مع األخذ يف االعتبار أن العينة اليت يستدل عليها الباحث شاملة ومتنوعة ولكنها غري ممثلة لكل‬ ‫جمتمع البحث بطبيعة احلال‪.‬‬ ‫‪ ‬عند سحب عينات من موقع تويتر ميكن االستعانة بأرشيف تويتر ‪ .tweetarchivist‬ومن جماالت‬ ‫استخدام أرشيف تويتر؛ متابعة اهلاشتاج اخلاص مبوضوعات احلمالت اإلعالمية والدعائية‪ ،‬التقاط‬ ‫التغريدات أثناء مؤمتر أو فعالية ما‪ ،‬متابعة ومالحظة تداول اسم شخصية ما‪ ،‬أو جهة ما‪ ،‬أو اسم منتج أو‬

‫‪https://ar.tweetarchivist.com/‬‬

‫‪- 18 -‬‬

‫‪‬‬


‫عالمة جتارية ما على تويتر‪ ،‬املساعدة يف مجع البيانات املطلوبة للبحث العلمي‪ .‬كما يتيح تطبيق أرشيف‬ ‫تويتر أيضًا إمكانية حلفظ وحتليل كافة التغريدات يف جمال اهتمام الباحث ‪.‬‬ ‫‪ ‬تطبيقات ‪ BuzzMetrics‬و ‪ Radian6‬وتفيد يف حتديد تطبيقات اإلعالم االجتماعي اليت ميكن مسحها‬ ‫وحتليلها‪ ،‬وحتديد كم مرة جيب رصدها وحتليلها‪ ،‬وتفيد على وجه خاص يف حبوث التسويق اإلليكتروين‪.‬‬ ‫‪ ‬تقدم حمركات البحث الداخلية املوجودة يف تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬إمكانية سهلة وسريعة للوصول‬ ‫إىل العينة املطلوبة‪ .‬ولكن مع مراعاة البحث بالكلمات الدالة السليمة‪.‬‬ ‫‪ ‬ميكن االستعانة ببعض املالمح التقنية اليت توفرها تطبيقات اإلعالم االجتماعي يف الوصول إىل عينة عمدية‬ ‫من املواقع والتطبيقات بأسلوب عينة "كرة الثلج"‪ .‬حيث تتيح املدونات – على سبيل املثال – من خالل‬ ‫قائمة املدونات املرشحة واملنشورة عليها ‪ Blog roll‬إمكانية للباحث ليصل إىل املدونات األخرى ذات‬ ‫الصلة‪ .‬كما أن املدونات التجميعية ‪ Aggregators‬واليت تتوىل تقدمي تصنيفا وانتقاءات من عدة‬ ‫مدونات ميكن أن تدل الباحث باملثل على جمموعة املدونات ذات الصلة بنفس موضوع االهتمام‪.‬‬ ‫وباالعتماد على ما يضعه الباحث من معايري أخرى الختيار العينة‪ ،‬ميكنه االختيار من بينها عينة عمدية‬ ‫حتقق متطلبات دراسته‪.‬‬ ‫إذا استخدم الباحث كلمة دالة واحدة عند حماولة االستدالل على احملتوى املطلوب إخضاعه للتحليل‪ ،‬قد يقع‬ ‫عرضة خلطأ التحيز‪ .‬لعدة أسباب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ميكن أن تظهر له حمركات البحث نتائج البحث وفقًا ألكثر احلسابات شيوعا وشهرة – كأن تكون أكثر‬ ‫املدونات على سبيل املثال جذبًا للجمهور واملترددين‪ .‬وبالتايل ال يستدل على احلسابات اإلليكترونية‬ ‫املغ مورة‪ .‬لذا عليه تنويع الكلمات الدالة اليت يستخدمها يف البحث عن احملتوى املنشور على تطبيقات‬ ‫اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫ميكن أن توجد حسابات عدة تعرب عن نفس اجلهة أو اهليئة أو حىت تناقش نفس املوضوع الذي يهتم به‬ ‫موضوع البحث‪( .‬على سبيل املثال ميكن أن تكون هناك حسابات عدة للحزب الذي يريد الباحث‬ ‫حتليل احملتوى املنشور على حسابه اإلليكتروين‪ ،‬كما ميكن أن تكون هناك حسابات عدة جملموعات خمتلفة‬ ‫تتبىن نفس موضوع االهتمام (اإلدمان‪ ،‬العمل التطوعي‪ ،‬جماالت العمل من املنزل‪ ..‬اخل) الذي يسعى‬ ‫الباحث لتحليل احملتوى املنشور بشأنه‪.‬‬ ‫مراعاة عالقات التناص املوجودة بني املوضوعات املختلفة املنشورة على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬

‫يؤثر التكوين التقين للوسيلة اإلعالمية مع أساليب وطرق استخدامها من قبل اجلمهور على تصميم أداة‬ ‫البحث املناسبة لتحليل احملتوى املنشور واملستخدم عرب هذه الوسيلة )‪ .(Herring,2004‬وقد استقر الباحثون‬ ‫يف الدراسات اإلعالمية فيما سبق على أن تكون وحدة املعاينة عند حتليل املضمون اإلعالمي هي املوضوع‪،‬‬ ‫‪- 19 -‬‬


‫أو الفقرة أو اجلملة أو حىت الكلمة‪ .‬لكن يف حبوث اإلعالم االجتماعي‪ ،‬حنتاج إىل تطوير رؤيتنا لوحدات‬ ‫املعاينة مبا يتناسب مع طبيعة التطبيق االتصايل الذي خنضعه للدراسة ووفق أهدافنا من حتليل احملتوى‪.‬‬ ‫وبصفة أساسية عند بناء أداة حتليل احملتوى املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬جيب مراعاة ‪ 3‬أبعاد يف‬ ‫هذا احملتوى‪ :‬تنوع الوسائط املعلوماتية اليت يستخدمها‪ ،‬ديناميكية هذا احملتوى‪ ،‬واستحداثه مالمح جديدة‬ ‫خاصة به مثل استخدام الروابط‪.‬‬ ‫‪ ‬ميتد مفهوم احملتوى ليشمل كافة أشكال احملتوى املنشور أيا كانت وسائطه املعلوماتية‪.‬‬ ‫‪ ‬احملتوى املنشور تفاعلي‪ ،‬فهو يشمل األطروحة أو )‪ (Post entry, Tweet,.. etc.‬مع التعليقات‬ ‫والتفاعالت اليت ترد عليها‪ .‬وبالتايل يتعامل الباحث مع سلسلة أو وحدة متكاملة من الرسائل‪ ،‬وال ميكن‬ ‫االكتفاء باألطروحة فقط مثال‪ ،‬ألن ذلك جيرد احملتوى من سياقه وخيل ببعد مهم يف تكوين احملتوى‬ ‫املنشور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ ‬جيب أن يشمل التحليل الروابط امللحقة باحملتوى ألهنا تضيف إليه‪ ،‬وتربط بني وحداته‪ ،‬كما أهنا تساعد‬ ‫الباحث يف فهم السياق االتصايل للمحتوى‪.‬‬ ‫‪ ‬يشمل البعد الزمين للتحليل كل من‪ :‬تاريخ نشر احملتوى‪ ،‬الفترة الزمنية اليت يتم التحليل خالهلا‪ ،‬املدى‬ ‫الزمين لتحديث احملتوى‪.‬‬ ‫‪ ‬يراعي حتديد وحدات املعاينة األقسام املختلفة داخل التطبيق االتصايل‪ ،‬كل حسب طبيعته‪( .‬مثال الصفحة‬ ‫الرئيسية ‪ ،Wall‬وصفحة املالحظات أو ال ‪ Notes‬على موقع ‪ ، Facebook‬الصفحة الرئيسية لنشر‬ ‫املقالة‪ ،‬وصفحة احلوار والنقاش بني املستخدمني بشأن املقالة املنشورة على مواقع ال ‪ ،Wikis‬األقسام‬ ‫املختلفة داخل املدونة‪ ... ،‬اخل)‪ .‬لذا‪ ،‬إذا أراد الباحث حتليل حمتوى إحدى الصفحات التابعة حلزب أو‬ ‫هيئة ما على شبكة ‪ ،Facebook‬ميكن أن تكون وحدة املعاينة هي كل األطروحات ‪ -‬والتعليقات‬ ‫املصاحبة هلا – املنشورة على الصفحة خالل فترة زمنية معينة حيددها وفقًا ألهداف حبثه‪ ،‬أو أن تكون‬ ‫األطروحات اليت يصاحبها عدد معني من التعليقات يقرره الباحث وفقًا ملستوى النشاط والفاعلية على‬ ‫الصفحة‪.‬‬ ‫االعتماد على التحليل الكمي فقط لن يعطي الباحث سوى نتائج سطحية عن الظاهرة اليت يدرسها على‬ ‫تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬لكن اجلمع بني فئات التحليل الكيفية والكمية سوف يعينه على دراسة الظاهرة‬ ‫‪‬‬ ‫على حنو أفضل‪ ،‬وسوف ميكنه من تاليف املخاطر اليت ميكن أن تنجم عن البيانات غري الدالة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫بنية احملتوى من حيث كونه يطرح أفكار‪ ،‬و‪/‬أو معلومات وأخبار‪ ،‬و‪/‬أو تصرحيات وبيانات‪( .‬ميكن‬ ‫حتليلها على حنو كمي أو كيفي)‬

‫‪ ‬سبقت اإلشارة إليها تفصيليا يف عرض مؤشرات اإلشكاليات املنهجية‪.‬‬ ‫‪- 20 -‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العالقات البنيوية بني الرسائل املتبادلة (التعليقات واألطروحة)‪ ،‬من حيث مدى التماسك والترابط‬ ‫‪‬‬ ‫بينها ‪.‬‬ ‫األفكار والقضايا أو املوضوعات املطروحة‪ ،‬وبيان أوجه االتفاق واالختالف بينها‪.‬‬ ‫املوضوع الرئيسي واألفكار واملوضوعات اجلانبية‪( .‬ميكن حتليلها على حنو كمي أو كيفي)‬ ‫هيكل تطور احلوار من خالل املوضوع الرئيسي أو املوضوعات اجلانبية‪.‬‬ ‫اللغة املستخدمة يف احلوار‪( .‬اللغة العربية أو غريها من اللغات)‬ ‫األسلوب املستخدم يف اخلطاب‪ ،‬واللهجة املستخدمة فيه (عدائية‪ ،‬أو هتكمية‪ ،‬أو معتدلة أو غري‬ ‫ذلك)‪.‬‬ ‫استخدام التشبيهات‪ ،‬والرموز التعبريية‪ ،‬االختصارات‪.‬‬ ‫الروابط املصاحبة للمحتوى‪ ،‬وإىل ماذا تنقل القارئ من النص األصلي‬ ‫الصفحات أو اجملموعات‪ ،‬أو املدونات‪ ،‬أو بصفة عامة احلسابات اإلليكترونية األخرى اليت يرتبط هبا‬ ‫احلساب الذي يتم حتليل حمتواه‪ .‬وعالقة االرتباط بينهم‪ ،‬نفس املوضوعات واالهتمامات أم جماالت‬ ‫اهتمام خمتلفة‪ /‬قائمة املدونات املرشحة واملوجودة يف املدونة اليت خيضع حمتواها للتحليل ‪.Blog roll‬‬ ‫السياق االتصايل لنشر احملتوى وتداوله‪ .‬والذي أصبح عرضه للتغري واملرونة بشكل كبري‪ .‬وميكن أن‬ ‫يستدل عليه الباحث من‪( :‬البعد ا لزمين للمحتوى‪ ،‬املوضوع الرئيسي واألفكار الفرعية‪ ،‬اللغة‬ ‫املستخدمة وما تتضمنه من رموز ودالالت وأساليب متنوعة‪ ،‬الروابط املدعمة للمحتوى ‪ -‬إن‬ ‫وجدت)‬ ‫التدوينات اليت ترتبط ببعضها بني املدونات املختلفة عن طريق تقنية ‪( ،Track back‬ويف هذه احلالة‬ ‫فإن تدعيم أداة حتلي ل احملتوى‪ ،‬بأداة املقابلة مع املدونني أنفسهم ميكن أن يزود الباحث مبعلومات‬ ‫تفصيلية عن أكثر املوضوعات اليت أثارت النقاش يف جمتمع املدونني‪).‬‬ ‫السمات الشكلية للمحتوى (املدة الزمنية للفيديو‪ ،‬أصالة املادة أو اقتباسها‪ ،‬أو التدخل فيها باملعاجلة)‬ ‫دورة حياة احملتوى‪ ،‬ومستوى النشاط والتفاعل فيه‪( .‬عدد التعليقات‪ ،‬عدد املشاركات بإعادة النشر‪،‬‬ ‫عدد مرات املشاهدة‪ ... ،‬اخل حسب طبيعة التطبيق الذي يقوم الباحث بتحليل حمتواه)‪ ،‬مع مالحظة‬ ‫أنه يفضل وضع أوزان لكل مستوى من مستويات النشاط والتفاعل‪ ،‬ألهنا تتفاوت يف داللتها‪.‬‬ ‫عدد املتابعني للحساب أو املشتركني فيه ‪ ،‬وعدد املتفاعلني الناشطني على احلساب (يوفرها موقع‬ ‫‪‬‬ ‫‪)Facebook‬‬

‫‪ ‬يوفر أسلوب حتليل هيكل اخلطاب الذي اقترحه ‪ Holmer, 2008‬إمكانية لقياس ذلك الترابط يف بنية احلوار على حنو كيفي ولكن من‬

‫خالل االستعانة بتطبيق إليكتروين ‪ ،Chatline‬كما ميكن للباحث رصد العالقات البنيوية بني الرسائل بتحديد األفكار املتداولة وأوجه االتفاق‬ ‫واالختالف بشأهنا‪.‬‬ ‫‪ ‬عند دراسة الصفحات العامة وصفحات اجملموعات ذوي االهتمام املشترك على موقع ‪ ،Facebook‬يفضل أن يستخدم الباحث أداة املقابلة‬ ‫مع املسئولني عنها لتدعم البيانات اليت حيصل عليها من أداة حت ليل احملتوى‪ .‬ويف هذه احلالة ميكنه طلب احلصول على البيانات اإلحصائية التفصيلية‬ ‫‪- 21 -‬‬


‫‪‬‬

‫املوضوعات األخرى اليت ترتبط بعالقات تناص مع املوضوع حمل التحليل‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫حتتفظ أدوات البحث – الكمية والكيفية ‪ -‬اخلاصة بدراسة مجهور الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬مثل االستقصاء‪،‬‬ ‫واملالحظة‪ ،‬واملقابالت‪ ،‬ومجاعات النقاش‪ ،‬بنفس أمهيتها يف دراسة مستخدمي تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫بل تزداد أوجه التطوير املمكنة عليها‪ ،‬من خالل تطبيقها عرب مواقع وتطبيقات التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫لالستفادة من مزاياها وإمكاناهتا‪ .‬واليت تشمل من بينها إمكانية التغلب على عائق املكان وضرورة تواجد‬ ‫املبحوثني مع املبحوث يف مكان واحد‪ ،‬وإمكانية مجع عدد من األشخاص الذين قد ينتمون إىل ثقافات‬ ‫خمتلفة‪ ،‬بل وقد يتواجدون يف أماكن خمتلفة حول العامل‪ ،‬ليكونوا مجاعة نقاشية واحدة‪ .‬وهو األمر الذي حيقق‬ ‫فائدة كبرية خاصة عندما يهتم الباحث بدراسة الدالالت واألبعاد الثقافية والدولية‪ .‬إضافة إىل ميزة خفض‬ ‫النفقات املادية‪ ،‬وإمكانية إبقاء هوية املبحوثني سرية أو االحتفاظ بقدر أكرب من اخلصوصية هلم مما يعطيهم‬ ‫قدرة أكرب على االنفتاح واحلرية يف اإلجابات اليت يقدموهنا للمبحوث ‪(Kelsey Beninger et al,‬‬ ‫)‪.2014‬‬

‫دون أن ينفي ذلك وجود عيوب أو صعوبات ميكن أن تؤثر يف فاعلية توظيف أدوات البحث عرب تطبيقات‬ ‫اإلعالم االجتماعي‪ .‬لعل من أمهها املشكالت اليت ميكن أن تعتري عملية التواصل بفاعلية عرب وسيط‪ ،‬خاصة‬ ‫يف حالة املقابالت واملناقشات اجلماعية‪ ،‬احلاجة إىل رفع مستوى وعي املبحوثني بأمهية وطبيعة تطبيق أدوات‬ ‫البحث من خالل التواصل اإلليكتروين‪ ،‬و التحفظ واخلوف أحيانًا لدى املبحوثني من التواصل مع الباحث إذا‬ ‫كانوا ال يعرفونه‪ ،‬واخلوف واحلذر كذلك من تبادل البيانات اليت ميكن أن تكون شخصية أو دقيقة عرب‬ ‫الوسائط اإلليكترونية‪.‬‬

‫سواء من حيث دور اجلمهور يف عملية االتصال‪ ،‬والتفاعالت اليت حتدث‬ ‫يف عملية االتصال عرب تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬والدوافع واحلاجات املوجهة الستخداماهتم هلذه‬ ‫التطبيقات‪ ،‬وأمناط وعادات االستخدام‪ ،‬وكذلك من حيث تأثريات االستخدام بطبيعة احلال‪.‬‬ ‫يعطي ذلك أمهية خاصة لدراسة التفاعالت الثقافية واالجتماعية اليت حتدث من خالل استخدام‬ ‫تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬ألن البعد االجتماعي القائم على التشاركية يف استخدام تلك التطبيقات‬ ‫وتداول االتصال من خالهلا‪ ،‬أحد أهم ما مييزها عن وسائل اإلعالم األخرى‪.‬‬

‫اليت توضح حركة النشاط والتردد على الصفحة وأكثر املوضوعات اليت القت إقباال ومجاهريية‪ .‬وهذه البيانات اإلحصائية تكون متاحة لإلطالع‬ ‫عليها فقط من قبل املسئول عن إدارة الصفحة ‪.Admin‬‬ ‫‪- 22 -‬‬


‫‪ ‬اختالف مستويات النشاط والفاعلية اليت يتبعها‪ .‬ويرجع هذا االختالف لعوامل موضوعية تتعلق‬ ‫بالتطبيق االتصايل نفسه‪ ،‬وبسياق استخدامه‪ ،‬وأخرى ذاتية ترجع للمستخدمني؛ مثل مستويات خرباهتم‬ ‫يف استخدام التطبيقات االتصالية احلديثة‪ ،‬ومساهتم الشخصية‪.‬‬ ‫‪ ‬فاستخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي يتضمن مستويات عدة من التفاعل وتطور السلوك االتصايل‬ ‫خالل عملية االتصال‪ .‬وكل تطبيق من تطبيقات اإلعالم االجتماعي له أشكال خاصة به من التفاعل‬ ‫والتجاوب‪ .‬وختتلف تلك التطبيقات نفسها يف ا لنشاط السلوكي اخلاص بكل منها‪ ،‬سواء بتدرج‬ ‫مستويات هذا النشاط‪ ،‬أو باختالفات نوعية يف شكله وطبيعته‪.‬‬ ‫‪ ‬تتمثل املستويات األساسية "املعيارية" للنشاط السلوكي يف استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي يف‪:‬‬ ‫إضافة مادة للنشر (وقد تتسم باألصالة أو تكون مقتبسة)‪ ،‬إبداء الرأي بالتعليق‪ ،‬باإلعجاب‪ ،‬املشاركة‪،‬‬ ‫واملالحظة ‪ .‬لكن ميكن أن ختتلف التطبيقات فيما سبق‪ .‬فاستخدام شبكات التواصل االجتماعي مثل‬ ‫‪ ، Facebook‬يتضمن مستويات أخرى أعلى تظهر يف تأسيس وإدارة جمموعة نقاشية حول موضوع‬ ‫ما‪ ،‬فتح جمال للحوار ودعوة اآلخرين لتبادل الرأي بشأنه‪ ،‬واستخدام موقع ‪ YouTube‬يتضمن إنشاء‬ ‫قناة خاصة متكاملة باملستخدم تتضمن مجلة مواد الفيديو اليت يرفعها للنشر‪ .‬أما مواقع ال ‪Wikis‬‬ ‫فتتضمن مستويات أخرى تشمل املراجعة والتعديل يف احملتوى املنشور‪ ،‬إضافة إىل إمكانية االشتراك يف‬ ‫النقاش حول موضوع ما منشور‪.‬‬ ‫‪ ‬يترتيب على ما سبق‪ ،‬أمهية مراعاة تنوع أمناط اجلمهور فيما يتعلق بعادات استخدامهم لتطبيقات‬ ‫اإلعالم االجتماعي‪ .‬وبصفة عامة‪ ،‬ميكن مالحظة ثالثة أمناط من مستخدمي تطبيقات اإلعالم‬ ‫االجتماعي وفقًا لنمط السلوك االتصايل الذي يقومون به‪ :‬منتجي احملتوى ‪ ،Creators‬املشاركون‬ ‫‪ ،Sharers‬واملالحظون ‪ .Observers‬كما ينقسم مستخدمو اإلعالم االجتماعي حسب مدى‬ ‫تأثريهم إىل فاعلون أو مؤثرون ‪ Influencers‬ومتابعون ‪ .Followers‬دون أن يعين ذلك وجود‬ ‫حدود فاصلة وحامسة بني األمناط السابقة‪ ،‬بل أنه ميكن أن يتغري السلوك االتصايل للشخص الواحد من‬ ‫موقف آلخر ومن تطبيق آلخر)‪. (Kelsey Beninger et al, 2014‬‬ ‫مثل علم النفس وعلم االجتماع‪،‬‬ ‫وعلوم احلاسب اآليل‪ ،‬وعلم السياسة‪ .‬خاصة وأن طبيعة استخدام اجلمهور لتطبيقات اإلعالم االجتماعي‬ ‫تت يح للباحث مداخل عدة لدراسة اجلمهور ومالحظة سلوكياته وتفاعالته من خالل احملتوى املنشور على‬ ‫تلك التطبيقات‪ .‬فيستطيع الباحث اجلمع بني حتليل احملتوى والتحليل االثنوجرايف لتحقيق فهم أفضل‬ ‫وأكثر عمقًا لتفاعالت اجلمهور على تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬وتأثرياهتا‪.‬‬ ‫متكن هذه املعرفة الباحث من حتقيق فهم أفضل‬ ‫الستخدامات اجلمهور للتطبيق االتصايل‪ ،‬يظهر يف صياغة تساؤالت البحث ووضع الفروض‪ ،‬وبناء‬ ‫املقاييس على حنو أكثر واقعية وأكثر دقة ‪ ،‬وكفاءة تفسري ما ينتهي إليه من مالحظات ومؤشرات ونتائج‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬


‫تتطور تطبيقات اإلعالم االجتماعي باستمرار‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫وتستحدث إمكانات جديدة‪ .‬كما تتطور الوسائط أو املنصات اإلليكترونية اليت ميكن من خالهلا‬ ‫يستخدم اجلمهور تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬فإضافة الستخدامها – املألوف – عرب احلاسب اآليل‪،‬‬ ‫انتشر استخدامها كذلك عرب اهلواتف الذكية‪ ،‬وأجهزة الكمبيوتر اللوحي‪ .‬وبالتايل تُستخدم كمواقع‪،‬‬ ‫وتُستخدم أيضًا كتطبيقات إليكترونية مصممة خصيصًا للعرض على املنصات اإلليكترونية احملمولة‬ ‫كاهلاتف والكمبيوتر اللوحي‪ .‬مما يعين اختالف خربة املمارسة‪ ،‬ومستوى خربة املبحوث يف االستخدام‪،‬‬ ‫واختالف أيضًا يف منط االستخدام‪ .‬وهو ما جيعل من غري املنطقي سؤال املبحوث عن بيئة استخدامه‬ ‫لوسائل اإلعالم‪ ،‬ألنه ببساطة ميكن أن يكون على اتصال "شبه" مستمر بتطبيقات اإلعالم االجتماعي‪،‬‬ ‫على مدار اليوم وأينما كان‪ .‬يترتب على ذلك أيضا أنه ال ميكن االكتفاء يف قياس كثافة االستخدام‬ ‫باملدى الزمين فقط‪ .‬ولكن األفضل اختبار مدى وجود متغري "قوة التعود" يف استخدام املبحوث لتطبيقات‬ ‫‪‬‬ ‫اإلعالم االجتماعي‪ ،‬األمر الذي يظهر يف ارتباطه التلقائي واملمتد بالتطبيقات اإلليكترونية اليت يفضلها‪.‬‬ ‫تتسم وسائل اإلعالم التقليدية وما تقدمه من حمتوى مبستوى ما من االستقرار‬ ‫‪‬‬ ‫النسيب‪ .‬ميكن معه بالتايل التعرف على عادات اجلمهور يف استخدامها عرب مقايس بسيطة متعارف عليها‪.‬‬ ‫لكن حمتوى تطبيقات اإلعالم االجتماعي يف حالة تغري مستمر‪ ،‬مع اختالف السياق االتصايل وتنوعه‪ ،‬مما‬ ‫ميكن أن يؤثر يف "أشكال وأمناط" السلوك اليت يقوم هبا اجلمهور‪ .‬فيكون من الصعب إذن حتديد عادات‬ ‫يف استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬ألن هذه "العادات" تكون عرضة لالختالف بني وقت وآخر‪،‬‬ ‫ومن موقف آلخر‪ ،‬تبعًا لطبيعة املوضوع املطروح‪ ،‬وعالقته باهتمام الفرد‪ ،‬أو توقيت طرحه ‪ ...‬اخل وغري‬ ‫ذلك من عوامل‪ .‬لذا قد يكون من األجدى حتويل دفة االهتمام البحثي من رصد عادات اجلمهور يف‬ ‫استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي إىل االهتمام بالتعرف على العوامل اليت تؤثر يف توجيه هذا‬ ‫االستخدام وشكله‪ .‬ما الذي يدفع الفرد ويغري منط سلوكه من كونه "مالحظًا" فقط ليكون "منتجًا‬ ‫للمحتوى" والعكس‪ ،‬ما الذي يدفع الفرد العتزال استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي لفترة من‬ ‫الوقت‪ ،‬بعد كثافة استخدامه هلا سابقًا‪ ،‬ما الذي يؤثر يف اختيار الفرد لصفحات أو حسابات بعينها‬ ‫ومتابعتها أو االشتراك فيها‪.‬‬ ‫‪ :‬بعض املتغريات النفسية اليت ترتبط‬ ‫‪‬‬ ‫بعملية استخدام شبكة الويب بصفة عامة‪ ،‬وتطبيقات اإلعالم االجتماعي حتديدًا‪ ،‬يكون من الصعب‬ ‫قياسها عمليًا من خالل االكتفاء بأداة االستبيان‪ .‬وهي املتغريات النفسية اآلنية اليت خيتربها املستخدم أثناء‬ ‫عملية االستخدام‪ ،‬ومنها الشعور االندماج أو االستغراق ‪ Flow experience‬أثناء استخدامه لتطبيقات‬

‫‪ ‬ميكن أن ختتلف قوة التعود واالرتباط بتطبيقات اإلعالم االجتماعي باختالف طبيعة التطبيق نفسه‪ .‬فتطبيقات اإلعالم االجتماعي مثل‬ ‫‪ Instagram ،YouTube ،Twitter ،Facebook‬ميكن أن يظهر فيها هذا املتغري على حنو أكثر وضوحًا من املدونات‪ ،‬مواقع ال‬ ‫‪ Wikis‬ومواقع أخرى لتشارك احملتوى مثل ‪ Soundcloud‬اخلاص بتشارك امللفات الصوتية‪ .‬وميكن تفسري ذلك يف ضوء دراسة العالقة بني‬ ‫املتغري ومتغريات أخرى نفسية‪ ،‬ومعرفية ترتبط بطبيعة االستخدام وأهدافه‪.‬‬ ‫‪- 24 -‬‬


‫‪‬‬

‫اإلعالم االجتماعي‪ .‬ويف هذه احلالة‪ ،‬فإن استخدام القياس من خالل أداة االستبيان يقيس مدى وجود‬ ‫املتغري وحتققه‪ ،‬يف غري وقت وال سياق حتققه‪ .‬وهنا جيب على الباحث أن يطور منهجية حبثه لتشتمل على‬ ‫جانب جترييب‪ ،‬خيترب املتغري املطلوب أثناء عملية االستخدام‪ ،‬مستعينا بأدوات مثل التجربة‪ ،‬واملالحظة‪.‬‬ ‫إن أكثر ما يعوق‬ ‫تطوير قياس علمي دقيق للدوافع واالشباعات املرتبطة باستخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬هو تبين‬ ‫نفس الدوافع واالشباعات اليت طرحها مدخل االستخدامات واالشباعات بصورته التقليدية املرتبطة‬ ‫ب وسائل اإلعالم التقليدية‪ .‬وهذا األمر يعين أن الباحث يتجاهل االختالفات العميقة اليت تنطوي عليها‬ ‫عملية استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي مقارنة بوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬بل ومقارنة بغريها من‬ ‫املواقع على شبكة الويب؛ سواء على مستوى التطبيق االتصايل نفسه‪ ،‬أو على مستوى جماالت‬ ‫استخدامه‪ ،‬وطبيعة احملتوى‪ ،‬ومسات اجلمهور وطبيعة أدوارهم االتصالية يف االستخدام‪.‬‬ ‫وهنا يتعني على الباحث مراعاة أمرين يف منهجية حبثه؛ خيتص أحدمها باجلانب النظري‪ ،‬وخيتص اآلخر‬ ‫عليه إعادة النظر يف تطوير النموذج النظري الذي يتبناه باألخذ‬ ‫باجلاين اإلجرائي‪.‬‬ ‫يف االعتبار ما يلي (مها عبد اجمليد‪:)2013 ،2012 ،‬‬ ‫أ‪ .‬تتنوع األبعاد اليت تشكل احلاجات املوجهة لسلوكنا يف استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬ما‬ ‫بني "نفسي‪ ،‬واجتماعي‪ ،‬ومعريف"‪ .‬وتوجد مساحات تداخل بني احلاجات النفسية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫واملعرفية املوجهة لسلوك األفراد يف استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ويف مساحات التداخل تتشكل كثري من احلاجات اليت تدفعنا الستخدام تطبيقات اإلعالم‬ ‫االجتماعي‪ .‬ولذا فإن احلاجات اليت تدفعنا الستخدام اإلعالم االجتماعي ميكن أن تكون متعددة‬ ‫األبعاد‪ ،‬وهذا ما يقوي احتمالية حتول العالقة إىل عالقة االعتمادية أكثر منها عالقة استخدام‬ ‫وإشباع‪ ،‬بإفتراض أن احلاجة متعددة األبعاد أكثر قوة من احلاجة أحادية البعد‪.‬‬ ‫ت‪ .‬من الصعب العمل على فصل احلاجات النفسية واالجتماعية واملعرفية‪ ،‬ولكن من األفضل العمل‬ ‫على استكشاف ماهيتها‪ ،‬خاصة "احلاجات البينية"‪ ،‬ودراسة تأثريها يف توجيه السلوك االتصايل‬ ‫للمبحوث‪.‬‬

‫‪ ،‬فمن الصعب على الباحث أن يتحرر فعليًا من تبين التصنيف القدمي لالشباعات‬ ‫والدواف ع املرتبطة باستخدام وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬إذا بىن قياسه للدوافع واالشباعات من األساس على‬ ‫بنود حمددة سلفًا يصيغها يف أداة استبيان ويطلب من املبحوثني االختيار من بينها‪ .‬لكن من املمكن التغلب‬ ‫على ذلك من خالل التكامل يف توظيف أدوات البحث الكمية والكيفية‪ .‬فالبدء باستخدام أدوات كيفية مثل‬ ‫‪‬‬

‫اهتمت عدة دراسات بقياس متغري االندماج أثناء ممارسة السلوك االتصايل يف استخدام اجلمهور للمواقع على شبكة الويب (جنوى فهمي‪،‬‬

‫‪ .(Kjerstin Thorson‬وتنوعت‬ ‫‪2006‬؛ مها عبد اجمليد‪ )2007 ،‬و )‪Shelly Rodgers, 2006; Yan Jin, 2003‬‬ ‫األدوات البحثية اليت مت استخدامها يف قياسه‪ .‬غري أن طبيعة استخدام تطبيقات اإلعالم االجتماعي جتعلها تطبيقات مثالية الختبار املتغري السابق‬ ‫اإلشارة إليه‪ ،‬من حيث توافر اإلمكانية لتحقق حمدداته وهي‪ :‬الشعور باإلثارة‪ ،‬تركيز االنتباه‪ ،‬التسلية ‪ ،‬فقدان اإلحساس بالوقت‪ ،‬االهنماك‪،‬‬ ‫اإلحساس بالوجود االفتراضي ىف بيئة اتصال تفاعلية‪.‬‬ ‫‪- 25 -‬‬


‫أداة املقابلة‪ ،‬أو مجاعة النقاش البؤرية‪ ،‬والعمل على سرب غور املبحوثني وتدوين مالحظات بشأن الدوافع‬ ‫واالشباعات اليت ترتط باستخدامهم لتطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬سوف ميكن الباحث من استكشاف‬ ‫احلاجات والدوافع واالشباعات اجلديدة املرتبطة باستخدام اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫من أهم أسباب‬ ‫‪‬‬ ‫كفاءة عملية تطبيق القياس‪ ،‬أن يتوحد فهم املصطلح املستخدم بني الباحث واملبحوث‪ .‬حىت يستطيع‬ ‫املقياس اختبار ما وضع لقياسه‪ .‬ونظرا للتنوع الكبري يف تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬ويف جماالت‬ ‫استخدامها‪ ،‬فإن معرفة الباحث هبذه الفروق املميزة‪ ،‬قد ال يقابلها معرفة مناسبة باملثل لدى املبحوث‪.‬‬ ‫وتفادي ذلك ميكن أن يتحقق من خالل مراعاة ما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬وضع تعريف حمدد ودقيق للمصطلحات اليت يرى الباحث أهنا ميكن أن تكون مثار للبس أو سوء‬ ‫الفهم من قبل املبحوث‪ ،‬مستعينًا يف ذلك بنتائج االختبار القبلي ألداة االستبيان‪.‬‬ ‫ب‪ .‬تضمني أداة االستبيان‪ ،‬أسئلة تقيس مدى وعي املبحوث بالفروق واالختالفات بني تطبيقات اإلعالم‬ ‫االجتماعي املتنوع ة‪ ،‬وجماالت استخدامها‪ .‬مبا يشمل مستوى خربته باستخدامها‪ ،‬ومعرفته باخلصائص‬ ‫املميزة للتطبيقات اليت يتناوهلا البحث‪.‬‬ ‫ت‪ .‬تدعيم أداة االستبيان بتطبيق أداة حبث كيفية‪ ،‬مثل املقابلة أو مجاعة النقاش البؤرية مبا يتيح له احلصول‬ ‫على مزيد من املالحظات والتفسريات من املبحوثني تساعده يف تقليل أوجه اخلطأ اليت ميكن أن حتدث يف‬ ‫حالة سوء فهم يف اإلجابة على أسئلة االستبيان‪ ،‬خاصة إذا مت تطبيقه على حنو إليكتروين‪.‬‬

‫إن إغفال االختالف العميق الذى تتسم به شبكة الويب كوسيط اتصاىل‪ ،‬وما حتمله من تطبيقات إعالمية‬ ‫شكلت بيئة إعالمية ذات مالمح خمتلفة متاماً عن تلك اليت اختصت بوسائل اإلعالم اجلماهريية‪ ،‬هو أهم‬ ‫أسباب اإلشكاليات املنهجية اليت تواجهها حبوث اإلعالم االجتماعي‪ .‬يُضاف لذلك أن هذه التطبيقات تتسم‬ ‫خبصائص متيزها هي نفسها عن خمتلف وسائل اإلعالم اجلديد‪.‬‬ ‫وبصفة أساسية تتمثل الرؤى املقترحة للتعامل مع اإلشكاليات املنهجية يف دراسة اإلعالم االجتماعي يف العمل‬ ‫على حتقيق التكامل بني أساليب البحث الكمية والكيفية‪ ،‬و إعادة النظر يف املداخل والنظريات اليت ارتبطت‬ ‫بوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬والعمل على تطويرها مبا يناسب اختالف ظواهر اإلعالم االجتماعي‪ ،‬والعمل على‬ ‫طرح مناذج نظرية جزئية تكون أقدر على تفسري الظواهر املدروسة يف حبوث اإلعالم االجتماعي‪.‬‬ ‫إضافة إىل تطوير أدوات البحث لتناسب طبيعة الظاهرة اإلعالمية اجلديدة يف تكوينها وعوامل تشكلها‪ ،‬ودعم‬ ‫أدوات البحث املستخدمة يف البحوث اإلعالمية بأدوات وأساليب حبث مستمدة من العلوم ذات الصلة‬ ‫باإلعالم االجتماعي‪ ،‬حيث جتسد تطبيقا ت اإلعالم االجتماعي التداخل بني اإلعالم والعلوم األخرى‪ .‬وإعادة‬ ‫النظر يف أنواع العينات‪ ،‬وطرق املعاينة‪ ،‬وعدم استخدام أدوات البحث املعروفة مثل حتليل املضمون وحتليل‬ ‫اخلطاب وعدم بصورهتا الكالسيكية‪ ،‬ولكن العمل على تطوير فئات التحليل مبا يناسب مسات حمتوى‬

‫‪- 26 -‬‬


‫تطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ .‬و إعادة النظر يف معايري قياس املتغريات املتعارف عليها مثل كثافة االستخدام‪،‬‬ ‫وبيئة االستخدام‪ ،‬وأمناط وعادات االستخدام‪ ،‬ودوافع وإشباعات اجلمهور واجتاهاهتم‪.‬‬ ‫وضرورة االهتمام بدراسة التفاعالت االجتماعية والثقافية واملعرفية اليت حتدث يف استخدام اإلعالم‬ ‫االجتماعي‪ ،‬لكوهنا أحد النطاقات البحثية اليت مل حتظ بعد يف عاملنا العريب باإلسهامات العلمية الكافية‪ ،‬برغم‬ ‫أهنا أمهيتها وتأثرياهتا الواضحة يف اجملتمعات العربية‪.‬‬

‫ابراهيم مسري‪ ،‬استخدامات الشباب املصري للمدونات اإلليكترونية على اإلنترنت – دراسة مسحية‪ ،‬حبث ماجستري غري منشور‪ ،‬قسم‬ ‫اإلعالم وعلوم االتصال‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة عني مشس‪2010 ،‬‬ ‫حلمي حممود حمسب‪ ،)2014( ،‬لتوجهات املوضوعية والنظرية واملنهجية لدراسات اإلنترنت‪ :‬بالتطبيق علي عينة من اجملالت املصرية‬ ‫واألمريكية‪ ،‬حبث منشور على موقع اجلامعة ا إلسالمية بغزة على شبكة اإلنترنت‪ ،‬مت استدعائه بتاريخ ‪ 22‬ديسمرب ‪ ،2014‬من الرابط‬ ‫التايل‪http://site.iugaza.edu.ps/awafi/files/2014 :‬‬ ‫عزة عبد العظيم‪ ،‬اإلشكاليات املنهجية لبحوث اإلعالم اإللكتروين دراسة من منظور حتليلي نقدي‪ ،‬ورقة مقدمة يف املنتدى السنوي السادس‬ ‫للجمعية السعودية لإلعالم واالتصال " اإلعالم اجلديد ‪ ..‬التحديات النظرية والتطبيقية"‪ ،‬جامعة امللك سعود – الرياض‪ – 23 ،‬االثنني ‪24‬‬ ‫مجادى األوىل ‪1433‬هـ‪ ،‬املوافق ‪ 16 – 15‬أبريل ‪2012‬م‪ .‬منشورة على موقع البحوث والدراسات اجلامعية ومت استدعائها من اإلنترنت‬ ‫بتاريخ ‪ 22‬نوفمرب‪ 2014‬من العنوان التايل‪. https://app.box.com/s/6dseb9pf0sbc5wgs9obrK :‬‬ ‫حممد شومان‪ ،)2004( ،‬إشكاليات حتليل اخلطاب يف الدراسات اإلعالمية‪ ،‬مقالة منشورة على موقع بوابات كنانة أونالين على العنوان‬ ‫التايل‪ http://masscomm.kenanaonline.net/posts/138843 :‬ومت استدعائها من شبكة اإلنترنت بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر‬ ‫‪.2014‬‬ ‫ماهيناز رمزى حمسن‪ ،‬بنية أطروح ات خطاب اإلصالح السياسي داخل ساحات النقاش على املواقع اإلذاعية والتلفزيونية بشبكة اإلنترنـت‪،‬‬ ‫اجمللة املصرية لبحوث الرأى العام‪ ،‬جملد (‪ ،)7‬عدد (‪ ،)1‬يناير‪/‬يونيو ‪ ،2006‬ص ‪282 :247‬‬ ‫مها عبد اجمليد‪ ،‬العوامل املؤثرة على التفاعلية يف النشر الصحفي على شبكة اإلنترنت ‪ -‬دراسة حتليلية وشبه جتريبية‪ ،‬حبث دكتوراه غري‬ ‫منشور‪ ،‬قسم الصحافة‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة القاهرة‪.2007 ،‬‬ ‫مها عبد اجمليد‪"،‬املدونات املصرية بني احلرية واملسئـولية‪ -‬دراسة حتليلية على مناذج من املدونات املصرية السياسية"‪ ،‬حبث علمي مشارك ىف‬ ‫املؤمتر العلمى الدوىل الرابع عشر لكلية اإلعالم جامعة القاهرة‪" ،‬اإلعالم واملسئولية االجتماعية"‪ ،‬من ‪1‬إيل ‪ 3‬يوليو‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬‬ ‫مها عبد اجمليد‪ ،‬استخدامات املرأة السعودية لتطبيقات اإلعالم االجتماعي‪ ،‬من مشروعات كرسي صحيفة اجلزيرة لدراسات اإلعالم اجلديد‪،‬‬ ‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬يناير ‪.2012‬‬ ‫مها عبد اجمليد‪" ،‬تناول صحافة املواطن لوقائع االنفالت األمين وتداعياته أثناء ثورة ‪ 25‬يناير"‪ ،‬تقرير فرعي ضمن تقرير "التناول اإلعالمي‬ ‫لوقائع االنفالت األمين وتداعياته أثناء ثورة ‪ 25‬يناير"‪ ،‬من إصدارات املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية‪.2012 ،‬‬ ‫مها عبد اجمليد‪ ،‬توظيف شبكات التواصل االجتماعي ىف محالت مكافحة املخدرات ‪ -‬دراسة على عينة من محالت التوعية اإلعالمية على‬ ‫موقع شبكة ‪ ،"Facebook‬اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬اجمللد ‪ ،29‬العدد ‪ ،75‬رجب‬ ‫‪ 1434‬ه‪.2013 ،‬‬ ‫‪- 27 -‬‬


‫ مناهج البحث يف اإلعالم‬،‫ حسام اهلامي وأمحد مسري‬:‫ يف‬،‫ مدخل إىل إشكالية النظرية يف حبوث اإلعالم اجلديد‬،2013 ،‫مها عبد اجمليد‬ 334- 197‫ ص ص‬،‫ الطبعة األوىل‬،)‫ الوابل الصيب للنشر والتوزيع‬:‫ (القاهرة‬،‫اجلديد‬ ‫ حبث مشارك يف املؤمتر الدويل الثالث "مكانة‬،"‫ "العنف ضد املرأة يف اإلعالم اجلديد – دراسة حالة لظاهرة التحرش اجلنسي‬،‫مها عبد اجمليد‬ .‫ اململكة املغربية‬، ‫ آسفي‬،2013 ،‫ أبريل‬25-24 ،"‫املرأة العربية يف التشريعات‬ ‫ اإلمـارات‬،"‫ "شؤون اجتماعية‬،"‫ "استراتيجيات االتصال يف مواقع اجلماعات اإلرهابية على شبكة اإلنترنت – دراسة حتليلية‬،‫مهاعبد اجمليد‬ .2013 ‫ ربيع‬،121 ‫ العدد‬،‫العربية املتحدة‬ ‫ دراسة ميدانية علي عينة من مسـتخدمي اإلنترنـت يف‬،‫ العوامل املؤثرة علي حاالت االندماج عند استخدام اإلنترنت‬،‫جنوي عبد السالم‬ 100- 63 ‫ ص ص‬،2005 ،‫ العدد الثاين‬،‫ اجمللد السادس‬،‫ اجمللة املصرية لبحوث الرأي العام‬،‫مصر‬ ،‫ دراسة جتريبيـة‬- ‫ العوامل املؤثرة يف سهولة استخدام النصوص اإلخبارية علي شبكة اإلنترنت وعالقتها بالتذكر‬،‫جنوى عبد السالم فهمى‬ .‫ – اجلامعة األمريكية بالقاهرة‬2006 ‫ يوليو‬- ‫حبث مشارك يف مؤمتر اجلمعية الدولية لعلوم اإلعالم ودراسات االتصال‬ ."‫ حنو أفاق جديدة لبحوث اإلعالم واالتصال يف املنطقة العربية‬:‫ "الرهانات االبستمولوجية والفلسفية للمنهج الكيفي‬،‫نصر الدين لعياضى‬ 26- 9 ‫ ص ص‬،2009 ‫ أبريل‬9- 7 ‫ لعامل جديد" جامعة البحرين‬.. ‫ تكنولوجيا جديدة‬: ‫ " اإلعالم اجلديد‬:‫أحباث املؤمتر الدويل‬ ‫ اجمللة‬،‫ التفكري يف عدة التفكري يف مواقع الشبكات االجتماعية يف املنطقة العربية‬:‫ وسائط جديدة وإشكاليات قدمية‬،‫نصر الدين لعياضي‬ 159 – 117 ‫ ص‬،2014 ‫ السنة‬22 ‫ العدد‬، 3 ‫ جامعة اجلزائر‬،‫ كلية االتصال‬،‫اجلزائرية لالتصال‬ ‫ اجمللة املصرية لبحوث‬،‫ اعتماد الشباب اجلامعى على املواقع اإل ذاعية والتلفزيونية اإلليكترونية للحصول على املعلومات السياسية‬،‫هبة شاهني‬ 245 :181 ‫ ص‬،2006 ‫يونيو‬/‫ يناير‬،)1( ‫ عدد‬،)7( ‫ جملد‬،‫الرأى العام‬ 19. Alan Branthwaite, Simon Patterson, (2011) "The power of qualitative research in the era of social media", Qualitative Market Research: An International Journal, Vol. 14 Iss: 4, pp.430 - 440 20. Amy Jo Kim, Community Building on the Web: Secret Strategies for Successful Online Communities (Peachpit, 2000), 8-9. In: Bowman, S. and Willis, C. (2003)."We Media: How Audiences are Shaping the Future of News and Information". Retrieved on January 12, 2011, from: http://www.hypergene.net/wemedia/download/we_media.pdf. 21. Christa Marianne Schier. (2010). Qualitative Internet Research: Its Objects, Methods and Ethical Challenges. Thesis (MPhil (Sociology and Social Anthropology))--University of Stellenbosch, 2010. Online on: file:///C:/Users/Drmaha/Downloads/schier_qualitative_2010%20(1).pdf. Retrieved online on: January 6, 2015. 22. Colistra. F. Rita, (2006) Agenda Cutting: New Theoretical Developments in The Agenda-Building And Agenda-Setting Processes. Paper presented in The 4th International Symposium Communication in the Millennium. Online at: http://cim.anadolu.edu.tr/pdf/2006/Colistra.pdf 23. Eastin, M. S. and Larose, R. , 2003-05-27 "A Social Cognitive Explanation of Internet Uses and Gratifications: Toward a New Theory of Media Attendance" Paper presented at the annual meeting of the International Communication Association, Marriott Hotel, San Diego, CA 24. Herring, S. C., Ed. (1997). Computer-Mediated Discourse Analysis. Special issue of the Electronic Journal of Communication, 6 (3). http://www.cios.org/www/ejc/v6n396.htm 25. Janet Salmons. (November 12, 2012). Deep Data: Digging into Social Media with Qualitative Methods. NSMNSS. Article published online on: http://nsmnss.blogspot.ae/p/become-member.html 26. JIAN ZHANG. (2005). CONTENT ANALYSIS OF WEB SITES FROM 2000 TO 2004: A THEMATIC META-ANALYSIS. A thesis Submitted to the Office of Graduate Studies of Texas A&M University in partial fulfillment of the requirements for the degree of MASTER OF SCIENCE. Online on:

- 28 -


27. 28.

29.

30.

31.

32. 33.

34.

35.

36.

37.

38. 39.

40.

41.

42.

http://repository.tamu.edu/bitstream/handle/1969.1/2639/etd-tamu-2005B-STJRZhang.pdf?sequence=1 retrieved online on: Novemner 28, 2014 Kamhawi, R. & Weaver, D. (2003). Mass communication research trends from 1980 to 1999. Journalism & Mass Communication Quarterly, 80(1), 7-27. Kelsey Beninger, Alexandra Fry, Natalie Jago, Hayley Lepps, Laura Nass and Hannah Silvester. (2014).Research Using Social Media. Available online: http://www.natcen.ac.uk/media/282288/p0639-research-using-social-media-report-final190214.pdf Kjerstin Thorson & Shelly Rodgers, (2006), Relationships between Blogs as eWOM and Interactivity, Perceived Interactivity, and Parasocial Interaction. Journal of Interactive Advertising. Volume (6). Number (2). Spring 2006. La Rose, R., & Doo-H. L. & Eun-Jung C. (2003). A Cross-Cultural Comparison of Internet Usage: Media Habits, Ratifications, and Addiction in Korea and the US. Retrieved February, 25, 2011 from: http://www.iadis.net/dl/final_uploads/200302C145.pdf. LaRose, R., Lin, C., & Eastin, M. S. (2002). Media addiction, media habits and deficient self-regulation in the case of the Internet. Paper presented to the international Communication Association, Communication and Technology Division, Seoul, Korea, July, 2002.. Lievrouw, Leah A., (2003) "Theorizing New Media – A Meta-Analysis Approach". Medien Journal 3/2002. Innovative Approaches to ICT Research. Lunnay B, Borlagdan J, McNaughton D & Ward P., (2014). Ethical use of social media to facilitate qualitative research. Online at: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/25212856. Lee, S. , (2004). The Uses and Gratifications Approach in the Internet Age. Paper presented at the annual meeting of the International Communication Association, New Orleans Sheraton, New Orleans, LA Macnamara, J. (2005). Media content analysis: Its uses, benefits and Best Practice Methodology. Asia Pacific Public Relations Journal, 6(1), 1– 34. Retrieved online on: December 13, 2014. McKenna, K., & Bargh, J. A. (2000). Plan 9 form Cyberspace: The implications of the Internet for personality and social psychology. Personality and Social Psychology Review, 4(1), 57-76. Metzger, M. , 2009-05-20 "The Study of Media Effects in the Era of Internet Communication" Paper presented at the annual meeting of the International Communication Association, Marriott, Chicago, IL Natalie Jomini Stroud and Vanessa de Macedo Higgins. (2009). Content Analysis. Article published online on: https://www.academia.edu/607916/Content_analysis Nedra Kline Weinreich. (2002). Integrating Quantitative and Qualitative Methods in Social Marketing Research. Online at: http://www.social-marketing.com/research.html. Retrieved online on: November 20, 2014. Rafaeli, S.and Sudweeks, F. (1997) ‘Networked Interactivity’, Journal of Computer-Mediated Communication. Volume (2). Issue (4). Available online at http://www.ascusc.org Salinas, C., 2008-11-20 "Who Tube? Identification and Agenda-Setting in New Media" Paper presented at the annual meeting of the NCA 94th Annual Convention, TBA, San Diego, CA. Susan C. Herring. (2004). Content Analysis for New Media: Rethinking the Paradigm. New Research for New Media: Innovative Research Methodologies Symposium Working Papers and Readings, pp. 47-66

- 29 -


43.

44. 45.

46. 47.

Tami K. Tomasello,Youngwon Lee & April P. Baer. (2010). ‘New media’ research publication trends and outlets in communication, 1990–2006. New media & Society. 12(4) 531–548 Thomas E. Ruggiero. (2000). Uses and Gratifications Theory in the 21st Century. Mass Communication & Society, 2000, 3(1), 3–37 Torsten Holmer. (2008). Discourse Structure Analysis of Chat Communication. Available online on: http://www.languageatinternet.org/articles/2008/1633. Retrieved online: December 15, 2014. Walther, J. B., Gay, G., & Hancock, J. T. (2005). How do communication and technology researchers study the Internet? Journal of Communication, 55(3), 632-657. Yan Jin. (2003). Perceived Interactivity and Cognitive Involvement: A Protocol Analysis of User Experience on A Web Portal with Multimedia Features. Paper Submitted for consideration to the Communication Theory and Methodology Division of the Association for Education in Journalism and Mass Communication Annual Conference, Kansas City, 2003

- 30 -


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.