حول هذه الفضاءات .أسئلة حول الفضاءات املهجورة املوجودة إلى جانب مراكز التس��وق املكتظة ،مس��احات زراعية مت تغيير غايات
استخدامها ،أحياء “فيالت” في الضواحي بُنيت على أراض ُمحتلة،
ال تتكرر؟ هل ميكن تطبيق هذا اإلدراك على الفن املس��تدام بحيث يكون في اإلمكان عرضه بعد سنة؟
ومكانته��ا كإمرأه ُمبدعة في هذه الفضاءات .خرج الفنانون خالل
إن الطوباوية ليس��ت فضاء مثاليا فحس��ب ،إمن��ا فضاء متماثال،
الفنانون مادة ف��ي قوالب وأنتجوا زخرفات مأخوذة من فن الزخرفة
احملي��ط اآلني (اجلغرافي ،الثقافي ،العائلي ،الديني) بالنس��بة لكل
الندوة م��ع ميتالفونكت للعمل أمام وحول س��يارات واقفة .رش
العربي��ة .هدف هذا العمل إلى اختبار رد فعل أصحاب الس��يارات،
الذين اضطروا إلى التعامل مع أسئلة مثل “هل أبذل جهد لتدمير عمل فني؟” (أيكونوكلزم -حتطيم التماثيل الدينية) بالرغم من أن هذه احلالة فُرضت عليهم.
إن ح��دوث فعاليات كتلك التي قامت بها ميتالفونكت ومجموعة الفنان�ين هو أمر ن��ادر جدا في محيطتنا .ميك��ن لهذه األعمال أن
حتدث في فضاء وزم��ان يتمتع األفراد الذي��ن يتواجدون فيه ،حتى وإن اخت��اروا أن يكون��وا فيه ،بغياب أي عوامل إله��اء .لقد خلقت
صال��ة الع��رض إذا فضاء آخ��ر هتروتوبي (مثال��ي) طوباوي ،ميكن للمش��اركني في الندوة في إطاره إب��داع كل ما يحلو لهم دون أي
إزعاج ومع توفير كل م��ا يحتاجونه لتحقيق هذه الغاية .لكن هل
ميكن لهذا الفض��اء ،الطوباوي الهتروتوبي ،أن يتكرر أكثر من مرة؟
إذ أن بني كبس��والت الزم��ن تلك يعمل أف��راد املجموعة في واقع
حافل بالتشويشات واإلزعاجات .هل ميكن احلفاظ على إدراك معني،
وخصوصا على أعمال هتروتوبية -طوباوية بعد هذه التجربة التي
فض��اء يصبح فيه املُختلف غير واض��ح املعالم .إن االنفصال عن فنان ش��ارك في الندوة أدى إلى حصول تقارب في مواضيع احلديث
بني أفراد املجموعة ،وفي مواضيع اإلبداع واألعمال الفنية نفسها. تعام��ل الفنانون القادمون م��ن خلفيات مختلف��ة مع مواضيع متش��ابهة وفي بعض احلاالت مع نفس املوضوع .انش��غل غالبية الفنان��ون في أح��د املواضيع الثالثة التالي��ة :تضاريس ام الفحم،
جمالية املكان والذكريات الش��خصية في هذا السياق ،أو موضوع
معني من سياق الندوة.
تَطل ورش��ات العمل في صالة العرض عل��ى املدينة ومحيطها.
إن موق��ع صالة الع��رض ووجهة النظ��ر التي يفرضه��ا ،وموقع
ش��رفة الورش��ات على وجه اخلصوص ،تفرض عل��ى الفنانني رؤية قوالب البناء واالنتباه إلى خطوط��ه ومواده .اختار بعض الفنانون التعام��ل في أعمالهم مع تضاريس أم الفحم .إحدى املش��اركات
في الندوة ،عنات بارئيل ،كتبت“ :من الصالة إلى املشهد املديني ألم الفح��م .التقطت الصور .التقط��ت الصور من الصالة فقط. نظرة من اخلارج .نظرة ضيف��ة .في محاولة للتركيز في كل صورة
عل��ى مبنى أو تش��كيل لفت انتباه��ي ”.تعرض بارئي��ل منظورا متواضعا وش��خصيا .ال يحمل هذا املنظور أي رغبة في التدخل أو التغيير .حتمل سلس��لة بالط اخلزف التي حتمل عنوان “ضيفة في
أم الفح��م” ،جتربة معينة ألخذ مكونات معينة ،غالبيتها خطوط،
من تشكيالت البناء في املدينة ،ودمجها مع مواد البناء البسيطة واألولية املوجودة في كل مكان .مواد البناء التي يقتبس��ها بارئيل
11