Special report on central african republic 2014 ar

‫أفريقيا الوسطى‪ ..‬مجازر وتهجير‬

‫ملحق مجلة المنظمة‬

‫تقرير خاص عن أفريقيا الوسطى ‪ -‬صادر عن منظمة التعاون اإلسالمي ‪ -‬إدارة اإلعالم‬

‫تحركات سياسية‬ ‫وإنسانية لمنظمة‬ ‫التعاون اإلسالمي‬ ‫على أرض الواقع‬

‫الموقع‪ ،‬السكان‪ ،‬والتاريخ الحديث‬ ‫تقع جمهورية أفريقيا الوسطى جنوب تشاد وتحدها السودان من ناحية الشامل الرشقي‪ ،‬وجنوب السودان رشقا‪ ،‬وجمهورية الكونغو الدميوقراطية‬ ‫وجمهورية الكونغو يف الجنوب‪ ،‬والكامريون غربا‪ ،‬وتصل مساحتها إىل نحو ‪ 620‬ألف كيلو مرت مربع‪ ،‬ويقدر عدد السكان بنحو ‪ 4.4‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫والعاصمة هي بانغي‪.‬‬ ‫تشري اإلحصائيات الرسمية إىل أن املسلمني يشكلون ‪ 15‬يف املائة من السكان ولكن وفقا ملصادر دبلوماسية عاملة يف جمهورية أفريقيا الوسطى‪ ،‬تقدر‬ ‫نسبة املسلمني فيها بنحو ‪ 20‬ـ ‪ 25‬يف املائة من السكان‪ ،‬وتوجد النسبة األكرب منهم يف شامل البالد يف جهة حدود تشاد والسودان‪ ،‬فيام تبلغ نسبة‬ ‫املسيحيني نحو ‪ 45‬ـ ‪ 50‬يف املائة‪ ،‬وباقي السكان يدينون بديانات أخرى‪.‬‬ ‫جمهورية أفريقيا الوسطى مستعمرة فرنسية سابقة من عام ‪ 1889‬حتى ‪ .1959‬وترأس الدولة بعد االستقالل ديفيد داكو (‪ 1959‬ـ ‪ ،)1966‬ثم اإلمرباطور‬ ‫جان بيدل بوكاسا (‪ 1966‬ـ ‪ ،)1979‬ثم ديفيد داكو مرة أخرى (‪ 1979‬ـ ‪ ،)1981‬تبعه أندريه كولينجا (‪ 1981‬ـ ‪ ،)1993‬ثم أنجي فليكس باتاسيه (‪1993‬‬ ‫ـ ‪ ،)2003‬ثم فرانسوا بوزيزيه (‪ 2003‬ـ ‪ ،)2013‬ثم ميشال دجوتوديا (أول رئيس مسلم) من أبريل ‪ 2013‬حتى ديسمرب ‪ ،2013‬وأخريا رئيسة الحكومة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬كاثرين سامبا بانزا من ديسمرب ‪ 2013‬حتى اآلن‪.‬‬ ‫ويعترب التاريخ السيايس الحديث ألفريقيا الوسطى مليئا‬ ‫باالنقالبات والفوىض السياسية‪ ،‬وشهد يف فرتات متفرقة رصاعات‬ ‫مسلحة دامية‪ ،‬آخرها الحرب التي اندلعت يف ديسمرب ‪ 2012‬حني‬ ‫تك ّون تحالف ما يسمى (سيليكا) الذي أطاح بالرئيس بوزيزيه‬ ‫وسيطر عىل الحكم‪ ،‬وغالبية هذا التحالف من املسلمني‪ .‬يف‬ ‫مقابل ذلك‪ ،‬جاءت حالة الرفض يف أوساط األغلبية املسيحية‬ ‫وتشكلت ميليشا (أنتي باالكا)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫أنتي باالكا أو مناهضو السواطير‬

‫مصطلح أنتي (ضد باللغة اإلنجليزية) وباالكا (يعني‬ ‫سواطري بلغة سانغو املحلية)‪ .‬وظهرت منذ سبتمرب ‪2013‬‬ ‫هذه امليليشيا املسلحة وهي مكونة من مجموعات قروية‬ ‫للدفاع الذايت‪ ،‬تضم مجموعة من املزارعني املسيحيني من‬ ‫أتباع الرئيس بوزيزيه يف شامل غرب البالد‪ ،‬وذلك ردا عىل‬ ‫التجاوزات التي ارتكبها مسلحون من صفوف تحالف‬ ‫سيليكا املتمرد‪ .‬ومارست أنتي باالكا عمليات قتل وحشية‬ ‫ضد املدنيني املسلمني‪ ،‬رغم عجزها عن تحقيق أي نتيجة‬ ‫أمام تحالف سيليكا‪ .‬وتضمنت جرائم هذه املليشيات‬ ‫بحق املسلمني حرق الجثث وبرت األعضاء وتدمري املساجد‬ ‫وتهجري أعداد كبرية من السكان املسلمني‪.‬‬

‫العنف يؤدي إلى النزوح‬

‫أدت األعامل الوحشية والعنف الطائفي إىل آثار مدمرة‬ ‫لكلتا الطائفتني‪ ،‬حيث ال يزال هناك أكرث من ‪ 600‬ألف‬ ‫نازح داخل أفريقيا الوسطى‪ .‬ووفقا للمفوضية السامية‬ ‫لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬هناك أكرث من ‪350‬‬ ‫ألف شخص فروا من أعامل العنف يف جمهورية أفريقيا‬ ‫الوسطى إىل الدول املجاورة مثل الكامريون‪ ،‬تشاد‪،‬‬ ‫جمهورية الكونغو الدميوقراطية‪ ،‬وجمهورية الكونغو‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫استهداف المسلمين‬

‫تسببت األحداث الدامية األخرية التي تشهدها جمهورية أفريقيا‬ ‫الوسطى والتي تقوم بها ميليشيا أنتي باالكا منذ الخامس من‬ ‫ديسمرب املايض‪ ،‬يف ترشيد وتهجري قرابة مليون مسلم‪ ،‬حسب‬ ‫تقديرات مصادرنا‪ .‬وتم تفريغ العاصمة بانغي من املسلمني حيث‬ ‫مل يتبق سوى نحو ألفي مسلم من قرابة ‪ 250‬ألف‪ ،‬متحصنني يف‬ ‫املسجد املركزي‪ ،‬ومختبئني يف بعض املناطق‪ .‬وتعرض املسلمون‬ ‫لعمليات عنف وقتل كبرية وانتهاكات لحقوق اإلنسان ونهب‬ ‫ممتلكاتهم وهدم منازلهم‪ ،‬باإلضافة إىل هدم نحو ‪ 400‬مسجد‪.‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪3‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تتحرك‬ ‫دوبلوماسيا‬

‫تابعت منظمة التعاون اإلسالمي أزمة الرصاع يف جمهورية‬ ‫أفريقيا الوسطى منذ اندالعها‪ ،‬وبدأت تحركاتها بإصدار األمني‬ ‫العام بياناً أدان فيه بشدة تصاعد العنف وتفاقم أعامل القتل‬ ‫الجامعي للمدنيني‪ ،‬معربا عن أمله يف أن يؤدي انتخاب السيدة‬ ‫كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة إىل إحالل السلم واستعادة‬ ‫االستقرار يف البالد واملنطقة‪.‬‬ ‫ودعت األمانة العامة إىل اجتامع طارئ مفتوح العضوية‬ ‫للجنة التنفيذية عىل املستوى الوزاري‪ .‬وعقد االجتامع يف مقر‬ ‫األمانة العامة يف جدة الخميس ‪ 20‬فرباير ‪ ،2014‬ومن أبرز‬ ‫قرارات ذلك االجتامع إيفاد وفد رفيع املستوى يقوده وزير‬ ‫خارجية جمهورية غينيا‪ ،‬لونسيني فال رئيس الدورة الحالية‬ ‫ملجلس وزراء الخارجية‪ ،‬للقيام بزيارة عاجلة إىل العاصمة‬ ‫بانغي بغية تقييم الوضع والتواصل مع السلطات يف جمهورية‬ ‫أفريقيا الوسطى‪ ،‬واإلسهام يف الحوار والتقارب‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫تعيني مبعوث خاص لألمني العام لقيادة جهود حل األزمة وبناء‬ ‫السالم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وفد وزاري رفيع المستوى إلى أفريقيا الوسطى‬ ‫والدول المجاورة‬

‫مبعوث خاص‬ ‫للمنظمة‬

‫عينّ األمني العام للمنظمة الدكتور شيخ‬ ‫تيديان غاديو مبعوثاً خاصاً لجمهورية‬ ‫أفريقيا الوسطى‪ ،‬وهو وزير سابق‬ ‫للشؤون الخارجية بجمهورية السنغال‬ ‫ووسيط متمرس وأكادميي بارز وسيايس‬ ‫من مستوى رفيع‪ ،‬وقد خدم بالده رئيساً‬ ‫لدبلوماسيتها عىل مدى عقد من الزمن‬ ‫تقريباً‪ ،‬أي من مطلع عام ‪ 2000‬وإىل غاية‬ ‫عام ‪ .2009‬ويتوىل حالياً منصب رئيس‬ ‫هيئة تفكري وأبحاث مستقلة (املعهد‬ ‫األفريقي للدراسات اإلسرتاتيجية‪ ،‬ومقره‬ ‫دكار بالسنغال)‪.‬‬ ‫وقد قام السيد غاديو بلقاءات متعددة‬ ‫مهدت الطريق لزيارة الوفد الوزاري‪.‬‬

‫يف نهاية ابريل ‪ 2014‬قام وفد وزاري رفيع املستوى بزيارة تضامن وتقييم‬ ‫استغرقت يومني إىل جمهورية أفريقيا الوسطى التي تتمتع بصفة مراقب لدى‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وترأس الوفد السيد لونسيني فال‪ ،‬رئيس مجلس وزراء‬ ‫الخارجية ووزير خارجية غينيا‪ ،‬فضالً عن ممثلني عن اللجنة التنفيذية للدول‬ ‫األعضاء يف منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬باإلضافة إىل األمني العام للمنظمة السيد‬ ‫إياد أمني مدين‪ ،‬واملبعوث الخاص ملنظمة التعاون اإلسالمي إىل جمهورية أفريقيا‬ ‫الوسطى الدكتور شيخ تيدياين غاديو‪.‬‬ ‫وخالل هذه الزيارة امليدانية التاريخية‪ ،‬أجرى الوفد سلسلة من اللقاءات يف‬ ‫العاصمة بانجي مع السلطات االنتقالية يف جمهورية أفريقيا الوسطى‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫رئيسة البالد السيدة كاثرين سامبا بانزا‪ ،‬ورئيس الوزراء السيد أندريه نزابايايك‬ ‫بحضور العديد من الوزراء‪ ،‬ورئيس الربملان االنتقايل وعدد كبري من النواب‪ ،‬فضال‬ ‫عن لقاءات مع ممثلني عن القيادات الدينية واملجتمع املدين‪ .‬كام تبادل الوفد‬ ‫وجهات النظر بشكل مثمر مع رشكاء دوليني رئيسيني أطلعوا أعضاء الوفد عىل‬ ‫األوضاع األمنية والسياسية واإلنسانية يف البالد‪.‬‬ ‫كام قام الوفد بزيارة إىل الجامع املركزي حيث اطلع عىل الوضع املأساوي ملئات‬ ‫املسلمني الذين حورصوا داخل أبنيته‪ ،‬وتبادل أعضاء الوفد معهم اآلراء حول‬ ‫السبيل الذي ينبغي انتهاجه للميض قدما‪ .‬وأكد الوفد ‪ ،‬لكل من تحاور معهم‪،‬‬ ‫عىل حرمة وحدة جمهورية أفريقيا الوسطى وسالمة أراضيها‪ ،‬إال أنه دعا إىل‬ ‫إيقاف فوري لجميع أشكال العنف الذي يرتكب ضد املسلمني‪ ،‬مؤكدا حقهم‬ ‫يف أن ينعموا باألمان‪ ،‬كام أرص الوفد عىل حامية حقوقهم األساسية باعتبارهم‬ ‫مواطنني يف جمهورية أفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫وقام الوفد بزيارة جمهورية الكونغو حيث استعرض األزمة مع الرئيس دينيس‬ ‫ساسو انجيسو بوصفه وسيطا إقليميا يف الرصاع الدائر يف جمهورية أفريقيا‬ ‫الوسطى‪ .‬وباملثل‪ ،‬زار الوفد جمهورية تشاد حيث استمع إىل وجهة نظر الرئيس‬ ‫إدريس ديبي زعيم املجموعة اإلقليمية لدول وسط أفريقيا‪ ،‬وتلقى مشورته إزاء‬ ‫الوضع يف جمهورية أفريقيا الوسطى‪.‬‬

‫اقتراح لألمين العام لحل األزمة‬

‫طرح األمني العام ملنظمة التعاون اإلسالمي اقرتاحا بتكوين‬ ‫توافق إقليمي من دول الجوار املعنية إليجاد حل جذري للرصاع‬ ‫الدموي يف جمهورية أفريقيا الوسطى يحظى بدعم املنظمة‪.‬‬ ‫وجاء االقرتاح أثناء اجتامع الوفد الوزاري رفيع املستوى املشكّل‬ ‫من دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬مع دينيس ساسو انجيسو‪،‬‬ ‫رئيس جمهورية الكونغو‪ ،‬الوسيط يف أزمة أفريقيا الوسطى‪ ،‬يف‬ ‫العاصمة برازافيل‪ .‬وعرض األمني العام أثناء االجتامع مع الرئيس‬ ‫دينيس ساسو انجيسو إرادة منظمة التعاون اإلسالمي إليجاد‬ ‫حل سيايس للخروج من األزمة يف جمهورية أفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫وأكد األمني العام عىل رضورة إقامة حوار وطني يريض جميع‬ ‫األطراف‪ ،‬حيث إن نجاح الحوار الوطني سيسهم دون شك يف‬ ‫عودة األمن والسلم للبالد‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪5‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تتحرك إنسانيا‬

‫استنادا إىل توصيات االجتامع الطارئ للجنة التنفيذية بشأن الوضع يف أفريقيا الوسطى‪ ،‬وجه األمني العام بإيفاد بعثة إنسانية مشرتكة مع البنك اإلسالمي‬ ‫للتنمية‪ .‬وخالل الفرتة ‪ 14‬ـ ‪ 21‬مايو ‪ ،2014‬بارشت البعثة اإلنسانية مهامها يف كل من أفريقيا الوسطى‪ ،‬تشاد‪ ،‬والكامريون‪ .‬وأجرت البعثة مشاورات مع‬ ‫املسؤولني يف الدول املعنية باألزمة لبحث سبل تقديم املساعدات اإلنسانية العاجلة للمترضرين من النازحني والالجئني‪ ،‬فضالً عن الحصول عىل معلومات‬ ‫أولية ميدانية عرب التوجه إىل مخيامت النازحني يف جمهورية أفريقيا الوسطى ومخيامت الالجئني يف كل من الكامريون وتشاد‪.‬‬ ‫ومتكنت بعثة منظمة التعاون اإلسالمي والبنك اإلسالمي للتنمية اإلنسانية من تكوين تحالف إنساين يعمل تحت لواء املنظمة‪ .‬ويضم التحالف إىل جانب‬ ‫صندوق التضامن اإلسالمي التابع للمنظمة‪ ،‬العديد من املؤسسات واملنظامت اإلنسانية يف الدول األعضاء ويف الدول األخرى‪ ،‬يف مقدمتها هيئة اإلغاثة‬ ‫اإلسالمية العاملية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬الهالل األحمر الرتيك‪ ،‬منظمة ‪ IHH‬الرتكية‪ ،‬أطباء األرض الرتكية‪ ،‬مؤسسة قطر الخريية‪ ،‬الهالل األحمر‬ ‫القطري‪ ،‬اإلغاثة اإلسالمية الربيطانية‪ ،‬العون اإلسالمي الربيطانية‪ ،‬وغريها من املنظامت اإلنسانية الدولية‪.‬‬ ‫بدأ تحالف منظمة التعاون اإلسالمي اإلنساين مشاريعه العاجلة لصالح الالجئني يف جمهورية تشاد‪ ،‬وتعهد البنك اإلسالمي للتنمية بتقديم معونات خاصة‬ ‫لتنفيذ عدة مشاريع تعليمية وخدمية وخيام إيواء‪ .‬وسيتوىل إنشاء مدرسة متكاملة تستوعب ‪ 750‬طالبا وطالبة من أبناء الالجئني يف املخيامت املوجودة‬ ‫جنوب جمهورية تشاد‪ ،‬إضافة إىل تقديم املواد التعليمية واألثاث لتلك املدارس‪ .‬وتشمل املشاريع أيضاً ثالث آبار مياه تخدم ‪ 12‬ألف شخص‪ 650 ،‬خيمة‬ ‫إيواء مجهزة بكامل االحتياجات‪ ،‬و‪ 91‬دورة مياه‪.‬‬

‫مخيمات الالجئين في تشاد‬

‫جدير بالذكر أن منظمة التعاون اإلسالمي وصندوق التضامن اإلسالمي ق ّدما مساعدات إنسانية سابقة لتشاد شملت نصب ‪ 250‬خيمة وحفر ست آبار‬ ‫وتقديم م ّولد طاقة كهربائية سعة ‪ 101‬كيلو فولت‪/‬أمبري للعائدين والالجئني يف مخيم زفاي يف غاوي‪ ،‬أنجامينا‪ ،‬حيث حولت السلطات التشادية أكرث‬ ‫من ‪ 6000‬عائد من جمهورية أفريقيا الوسطى‪ ،‬يف محاولة إلجالء املراكز االجتامعية املكتظة بالسكان يف العاصمة‪ .‬كام تم توزيع عقاقري عىل العائدين‬ ‫والالجئني ومواد غذائية وغري غذائية يف مراكز العائدين والالجئني يف سار وسيدو ودوبة وأمباتايا حيث يبحث آالف الناس عن اللجوء بعد هروبهم من‬ ‫جمهورية أفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إىل أن وفدا ً مشرتكاً من املنظمة والصندوق زار تشاد يف الفرتة من ‪ 23‬يناير‪ 1 -‬فرباير ‪ 2014‬وأجرى مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء‬ ‫ووزير الشؤون االجتامعية ووكيل وزارة الشؤون الخارجية يف جمهورية تشاد‪ ،‬الذين قدموا ألعضاء الوفد املشرتك عرضاً شامالً للوضع اإلنساين السائد يف‬ ‫البالد‪ ،‬بعد التدفق الكبري للعائدين والالجئني بسبب االضطرابات يف جمهورية أفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫وحث األمني العام ملنظمة التعاون اإلسالمي جميع الرشكاء اإلنسانيني يف العامل اإلسالمي عىل تقديم املساعدة العاجلة لجمهورية تشاد التي تواجه‬ ‫موجات هائلة من العائدين والالجئني من جمهورية إفريقيا الوسطى‪ .‬وكانت االحتياجات اإلنسانية هائلة وما تفتأ تتزايد سواء يف انجامينا أو يف املدن‬ ‫الحدودية مثل سيدو ودوبا ودويوبا ومبيتوي وغور‪،‬‬ ‫التي يواجه فيها بحسب اإلحصائيات الرسمية نحو‬ ‫‪ 50‬ألف شخص مشاكل وصعوبات إنسانية خطرية‬ ‫بسبب غياب املآوي واملراحيض واآلبار وشح املواد‬ ‫الغذائية وغري ال ِغذائية‪.‬‬ ‫ويوجد يف تشاد أكرث من ‪ 100‬ألف الجئ منذ اندالع‬ ‫األزمة يف جمهورية إفريقيا الوسطى‪ ،‬تم إيواؤهم‬ ‫يف نحو ‪ 12‬مخيام أنشئت يف كل من انجامينا‪ ،‬سار‪،‬‬ ‫سيدو‪ ،‬دوبا‪ ،‬ديوبا‪ ،‬باي باكوم‪ ،‬وقوري‪ .‬وساهمت‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي خالل الفرتة يناير ـ فرباير‬ ‫‪ 2014‬يف إنشاء ‪ 257‬خيمة وست آبار ومولّد كهرباء‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل تقديم كميات من األغذية واألدوية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ويف زيارة بعثة املنظمة اإلنسانية ملخيم زافاي يف منطقة غاوي الواقعة يف ضواحي العاصمة انجامينا‪ ،‬عرب الالجئون عن معاناتهم املتمثلة يف نقص‬ ‫كميات الطعام‪ ،‬والتي تتكون حاليا من الزيت واملعكرونة ودقيق القمح‪ ،‬واألمراض التي تفتك باألطفال‪ .‬وهناك حاجة عاجلة إىل توفري مخيامت‬ ‫إيواء‪ ،‬حيث يقطن حاليا نحو ‪ 15‬شخصا يف الخيمة الواحدة البالغة مساحتها ‪ 16‬مرتا مربعا‪ .‬ويوجد عيادة طبية متواضعة ترشف عليها قابلة‪ ،‬وهي‬ ‫بحاجة إىل توفري طاقم طبي متخصص‪ .‬وتستقبل العيادة ‪ 25‬مريضا يوميا‪ ،‬يعانون من التهاب املعدة وفقدان الشهية وارتفاع يف درجة الحرارة‪.‬‬ ‫ويأوي مخيم زافاي نحو خمسة آالف الجئ‪ 50 ،‬يف املائة منهم نساء‪ ،‬و‪ 15‬يف املائة أطفال‪ .‬وتبلغ مساحة املخيم عرشة هكتارات‪ ،‬فيام يوجد خارج‬ ‫املخيم نحو ألف شخص يف انتظار إيوائهم‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪7‬‬

‫زيارة مخيمات النازحين واتفاق لفتح مكتب في بانغي‬

‫يف منطقة ‪ PK5‬التي يحتمي فيها ما بقي من املسلمني يف العاصمة بانغي‪ ،‬والذين ال تتجاوز أعدادهم آالفاً معدودة‪ ،‬التقت بعثة تحالف منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي اإلنساين القيادات الدينية‪ ،‬وتم رشح أهداف البعثة التي تشمل تقديم اإلغاثة العاجلة واملساهمة يف إعادة تأهيل املجتمع‪ ،‬مع التأكيد عىل أن‬ ‫املساعدات تقدم لجميع املترضرين من األزمة‪ ،‬وأن املنظمة ملتزمة تجاه القضية اإلنسانية يف أفريقيا الوسطى‪ ،‬وفقا ملا أعلنه األمني العام أثناء زيارته‬

‫‪8‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫نهاية أبريل ‪.2014‬‬ ‫وبسبب الحصار‪ ،‬فإن املسلمني املوجودين يف منطقة ‪ PK5‬يعانون نقصاً يف الغذاء والدواء‪ ،‬وال يجدون مقابر لدفن املوىت بل‬ ‫يضطرون إىل دفنهم وسط املساكن‪.‬‬ ‫وأجرت البعثة لقاءات رسمية مع املسؤولني يف العاصمة بانغي‪ ،‬ويف مقدمتهم رئيس الوزراء السيد أنديه انزباييك‪ ،‬حيث جرى‬ ‫االتفاق عىل رضورة فتح مكتب للمنظمة يف بانغي لتنسيق عمل املنظامت اإلنسانية العاملة تحت مظلة املنظمة‪.‬‬ ‫وأثناء لقاء البعثة مع رئيس الوزراء تم اإلعالن عن الرغبة املشرتكة يف زيادة مستوى التعاون بني املنظمة وجمهورية أفريقيا‬ ‫الوسطى‪ .‬ومثن رئيس الوزراء االستجابة الرسيعة ووفاء األمني العام للمنظمة بوعده املتمثل يف إرسال بعثة إنسانية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫أسبوعني فقط من زيارة الوفد الوزاري الرفيع‪.‬‬ ‫وقامت البعثة بجولة ميدانية عىل مخيم النازحني يف منطقة الكيلو ‪ 12‬القريبة من مطار العاصمة بانغي‪ ،‬اطلعت خاللها عىل‬ ‫أحوال النازحني وتحديد احتياجاتهم العاجلة‪ .‬كام رصدت البعثة أحوال النازحني املوجودين يف مدرسة ومسجد نرص الدين‪.‬‬ ‫ونظمت البعثة أيضاً لقاءات مع مؤسسات املجتمع املدين واملنظامت الدولية العاملة يف العاصمة بانغي‪ ،‬لرشح أهداف وبرنامج‬ ‫البعثة اإلنسانية للمنظمة‪.‬‬

‫مخيمات الالجئين في الكاميرون ‬

‫وقفت بعثة منظمة التعاون اإلسالمي اإلنسانية ميدانياً عىل أوضاع الالجئني املسلمني املوجودين يف املناطق الشاملية للكامريون واملتاخمة للحدود‬ ‫الجنوبية إلفريقيا الوسطى‪ .‬وزار أفراد البعثة بعض مخيامت الالجئني يف شامل الكامريون وناقشوا مع املسؤولني عن املخيامت والالجئني أيضاً معاناتهم‬ ‫واالحتياجات العاجلة‪ ،‬والتي متثلت يف نقص كميات الطعام ومياه الرشب وخيام اإليواء‪.‬‬ ‫ويشكو الجئون مسلمون يف الكامريون فارون من أعامل العنف من كرثة الثعابني والبعوض‪ ،‬واألمراض التي تفتك بأطفالهم‪ .‬ويوجد يف الكامريون وحدها‬ ‫نحو ‪ 150‬ألف الجئ تم إيواؤهم يف نحو عرشة مخيامت رئيسة ومخيامت أخرى متفرقة عىل طول الحدود مع أفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫ووفقاً للمفوضية السامية لألمم املتحدة لشؤون الالجئني‪ ،‬فإن كثريا ً من الجئي جمهورية أفريقيا الوسطى يصلون إىل رشق الكامريون مصابني بسوء‬ ‫التغذية واملرض بعد أسابيع من امليش واالختباء يف األحراش‪ .‬وارتفعت نسبة الوفيات بني األطفال الالجئني يف الفرتة األخرية‪ ،‬حيث تويف خالل ‪ 12‬يوماً‬ ‫فقط ‪ 29‬طفالً‪ ،‬أصغرهم رضيع وأكربهم يف التاسعة من عمره‪ .‬وترتكز أسباب الوفاة الرئيسة يف الجفاف وانخفاض حرارة الجسم وفقر الدم الحاد‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪9‬‬

‫الالجئون يشكون من األمراض والثعابين ويتداولون في جواالتهم مقاطع أكل‬ ‫لحوم البشر‬

‫يقف الالجئ إبراهيم حامد مع أمه وزوجته وأوالده الستة أمام خيمته يف مخيم زافاي يف ضواحي العاصمة التشادية‪ ،‬انجامينا‪ ،‬مستعرضاً يف هاتفه‬ ‫الجوال مقاطع ألعضاء من أنتي باالكا ـ وفقاً إلبراهيم ـ وهم يشوون أجساد مسلمني قتلوهم ومن ثم يبدأون بالتهام اللحم البرشي‪ ،‬متباهني بذلك أمام‬ ‫الكامريات التي تصورهم‪ ،‬مع ترديد عبارات متح ّدين فيها الذات اإللهية بقولهم‪« :‬يا الله نحن نأكل املسلمني»‪.‬‬ ‫هذا املشهد يتكرر يف مخيامت النازحني املسلمني يف العاصمة بانغي ويف مخيامت الالجئني يف الجزء الرشقي من الكامريون‪ ،‬إذ تقول الالجئة فاطمة محمد‬ ‫كبري إنها شهدت أفراد أنتي باالكا يأكلون املواطن املسلم عثامن محمد يف منطقة باورو يف ضواحي العاصمة بانغي‪.‬‬ ‫وإن كانت املعاناة واحدة لالجئني يف مخيامت تشاد والكامريون وهي تتمثل يف نقص الغذاء وشح املياه النظيفة وكرثة األمراض التي تفتك بأطفالهم‬ ‫وانتشار الثعابني السامة‪ ،‬إال أن لكل منهم قصته املختلفة‪.‬‬ ‫فهذا إدريس آدم يقول إنه ترك عمله يف الزراعة يف منطقة ارسيا‪ ،‬وقىض وأرسته شهرا ونصف الشهر مشياً عىل األقدام وسط الغابات واألدغال‪ ،‬ليصل‬ ‫يف النهاية إىل رشق الكامريون وينضم إىل أحد مخيامت الالجئني‪ .‬وإدريس آدم منوذج لالجئني املوجودين يف الكامريون الذي ال يستطيعون عبور الطرق‬ ‫الرسمية التي يسيطر عليها أفراد جامعة أنتي باالكا‪.‬‬ ‫أما الالجئ إسامعيل هارون (‪ 42‬عاماً)‪ ،‬املوجود يف انجامينا‪ ،‬فيقول إنه كان يعمل مديرا ً ألحد فروع البنك املغريب يف أفريقيا الوسطى‪ ،‬وكان يتقاىض راتباً‬ ‫يبلغ ‪ 613‬ألف فرنك (نحو ألف يورو)‪ ،‬ومنذ اندالع األحداث حاول ترحيل عائلته إىل تشاد‪ ،‬ثم هرب عرب سيارة إسعاف إىل السفارة النيجريية القريبة‬ ‫من منزله ولحق بأرسته يف انجامينا‪ .‬ويضيف إسامعيل أنه كان شاهد عيان عىل غزو املساجد وهدمها والقتل باألسلحة النارية وبالسواطري‪ ،‬مشريا ً إىل‬ ‫أن اآلالف من الهاربني من بانغي قتلوا يف الطريق‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وخالل الفرتة ‪ 5‬ـ ‪ 11‬صباحاً يف الخامس من ديسمرب ‪ 2014‬لحظة انطالق رشارة األزمة يف أفريقيا الوسطى‪ ،‬يقول الالجئ إسحاق برميا (‪ 35‬عاماً) إنه‬ ‫شاهد نحو ‪ 200‬حالة قتل بالسواطري‪ ،‬وبعد هدوء موجة العنف يف ذلك اليوم‪ ،‬أخذ إخوانه إىل حي مسكني يف منطقة ‪ PK5‬يف بانغي‪ ،‬ومكث قرابة‬ ‫الشهر هناك ليتمكن من اللحاق بسيارات الجيش التشادي‪.‬‬ ‫أما الالجئ عبد الله رشيف‪ ،‬وهو ابن عم الرئيس السابق‪ ،‬ميشال دجوتوديا واملوجود حالياً يف جمهورية بنني‪ ،‬فيقول إنه كان يعمل نائباً لرئيس البنك‬ ‫املغريب يف بانغي‪ .‬ويضيف أن أفراد أنتي باالكا هدموا أربعة بيوت ميلكها ونهبوا ما فيها من أثاث‪ ،‬مشريا ً إىل أنه متكن من الفرار من العنف عن طريق‬ ‫السفارة املغربية يف بانغي‪.‬‬

‫تقييم الوضع والحلول العاجلة‬

‫يتطلب الوضع لحل أزمة أفريقيا الوسطى عىل الصعيد السيايس‪ ،‬التدخل الفوري من املجتمع الدويل لسحب األسلحة من جميع املليشيات‪ ،‬متهيدا ً‬ ‫لعودة االستقرار واستتباب األمن‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد اإلنساين‪ ،‬فالدعوة مفتوحة للتدخل العاجل يف مخيامت الالجئني والنازحني‪ ،‬من حيث تقديم املساعدات العاجلة لسد االحتياجات‬ ‫املتمثلة يف نقص خيام اإليواء واألغذية والدواء يف كل من أفريقيا الوسطى وتشاد والكامريون‪ .‬ووفقاً لتقارير إدارة الشؤون اإلنسانية يف منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬فإن قيمة املساعدات العاجلة يف الدول الثالث تبلغ يف حدود ‪ 10.5‬مليون دوالر أمرييك‪.‬‬ ‫وإلعادة الهدوء إىل العاصمة بانغي‪ ،‬فإن ذلك يتطلب إعادة بناء مساكن املسلمني التي تم تدمريها يف منطقة ‪ PK12‬وعودة النازحني واملختبئني إىل‬ ‫مساكنهم‪ .‬كام يتطلب ذلك إعادة بناء مساكن املسيحيني املوجودين يف مخيم للنازحني قرب املطار‪ ،‬يف منطقة ‪ PK5‬وإعادتهم إليها‪.‬‬

‫ومازالوا يبتسمون‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تقرير خاص ‪ -‬أفريقيا الوسطى ‪ -‬يونيو ‪2014‬‬

‫‪11‬‬

‫‪rg‬‬

‫‪i.o‬‬ ‫‪-oc‬‬

‫‪ic‬‬

‫‪.o‬‬ ‫‪ww‬‬

‫‪w‬‬

‫‪...‬أنقذونا‬ ‫تقرير خاص عن أفريقيا الوسطى ‪ -‬صادر عن منظمة التعاون اإلسالمي ‪ -‬إدارة اإلعالم‬

‫إعداد‪ :‬وجدي علي سندي‬

‫تصميم وإخراج‪ :‬محمد عبد القادر قلبة‬