مجلة المنظمة - العدد ٢٦

Page 43

‫حقوق اإلنسان‬ ‫هيئة حقوق اإلنسان في منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تدعو إلى محاربة التطرف في الدول األعضاء‬ ‫جدة ـ اململكة العربية ال�سعودية‪:‬‬ ‫عقدت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان مبنظمة التعاون الإ�سالمي دورتها‬ ‫الرابعة يف جدة يف الفرتة من ‪� 2‬إلى ‪ 6‬فرباير ‪.2014‬‬ ‫وخالل الدورة التي امتدت خم�سة �أيام‪� ،‬أجرت الهيئة وفرق عملها الأربعة مناق�شات‬ ‫مف�صلة حول جميع البنود املدرجة على جدول الأعمال‪ ،‬مبا يف ذلك انتهاكات حقوق‬ ‫الإن�سان يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪ ،‬واحلقوق املدنية وال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية يف الدول الإ�سالمية‪ ،‬ف�ض ًال عن مناق�شة مهام حمددة �أوكلها‬ ‫�إليها جمل�س وزراء اخلارجية مثل الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وت�أثري العقوبات االقت�صادية‬ ‫الأحادية املفرو�ضة على دول �أع�ضاء يف املنظمة‪ ،‬وو�ضع �أقلية الروهينغيا امل�سلمة‬ ‫واملجتمعات امل�سلمة الأخرى‪ ،‬وبخا�صة يف جمهورية �إفريقيا الو�سطى‪ .‬ويف نهاية‬ ‫الدورة‪� ،‬أر�سلت الهيئة خطاب ًا �إلى وزير خارجية ميامنار معربة فيه عن رغبة الهيئة‬ ‫يف القيام بزيارة ملناق�شة ق�ضية م�سلمي الروهينغيا‪.‬‬ ‫كما �أجرت الهيئة �أي�ض ًا مداوالت ب�ش�أن عالقتها مع امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬مبا يف ذلك املنظمات غري احلكومية‪ ،‬وقررت �أن يت�صدر‬ ‫�أولوياتها ا�ستكمال �إطار تفاعلها مع هذه اجلهات‪ .‬و�أكدت الهيئة جمدد ًا دعوتها‬ ‫جميع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي لتقدم للهيئة الأطر الت�شريعية‬ ‫وامل�ؤ�س�سية وال�سيا�سية التي تتعلق بحقوق الإن�سان اخلا�صة باملر�أة والطفل‪ ،‬حتى‬ ‫تتمكن الهيئة من �إعداد قائمة ب�أف�ضل املمار�سات التي يجدر تقا�سمها بني الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ .‬كما دعت الهيئة الدول الأع�ضاء �إلى �سرعة امل�صادقة على النظام‬ ‫الأ�سا�سي ملنظمة تنمية املر�أة التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي حتى يتم الإ�سراع يف‬ ‫�إن�شائها بالقاهرة‪.‬‬

‫�أع�ضاء الهيئة امل�ستقلة الدائمة حلقوق الإن�سان خالل االجتماع‬

‫حتد مهم �آخر‪ ،‬وهو كيفية حرمان الأ�صوات املتطرفة‬ ‫ويف النهاية‪� ،‬شدد مدين على ٍ ّ‬ ‫يف الدول الأع�ضاء ‪،‬التي ترفع راية الإ�سالم من ن�شر �آرائها املتطرفة‪ ،‬من ادعاءاتها‬ ‫املرتبطة بالإ�سالم‪.‬‬

‫إجراءات حظر ختان اإلناث‬

‫مبنا�سبة اليوم العاملي لعدم الت�سامح مع ختان الإناث يف ال�ساد�س من فرباير‪،‬‬ ‫ان�ضمت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان �إلى املجتمع الدويل يف �إدانة هذه‬ ‫املمار�سة‪ ،‬كما �أ�صدرت بيان ًا �أعربت فيه عن بالغ قلقها من «ا�ستمرار وجود ممار�سة‬ ‫ختان الإناث ال�ضارة يف خمت ِلف �أنحاء العامل‪ ،‬مما ي�شكل تهديد ًا خطري ًا لل�صحة‬ ‫اجل�سدية والنف�سية للن�ساء والفتيات»‪.‬‬ ‫كما دعت الهيئة الدول الأع�ضاء �إلى اتخاذ جميع التدابري الالزمة حلظر ختان‬ ‫الإناث وحماية الن�ساء والفتيات من هذا ال�شكل من �أ�شكال العنف‪ .‬كما حثت الدول‬ ‫الأع�ضاء �أي�ض ًا على اتباع �سيا�سات منهجية و�شاملة تراعي الظروف الثقافية لتعليم‬ ‫تحديات أربعة‬ ‫وكان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬إياد �أمني مدين‪ ،‬قد افتتح اجتماع فئات املجتمع كافة ورفع وعيها �إزاء التداعيات ال�سلبية لهذه املمار�سة ال�ضارة‪،‬‬ ‫الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان يف الثاين من فرباير ‪ .2014‬و�أكد مدين‪� ،‬إ�ضافة �إلى تعزيز متكني املر�أة يف مناحي احلياة كافة‪.‬‬ ‫يف كلمته االفتتاحية‪� ،‬أن االن�شغال بحقوق الإن�سان ورعايتها كانت جزء ًا ال يتجز�أ من‬ ‫ر�ؤية وميثاق وقرارات منظمة التعاون الإ�سالمي منذ ن�ش�أتها‪.‬‬ ‫محاربة التطرف والعنف في الدول األعضاء‬ ‫مبا�شرة‪،‬‬ ‫ب�صورة‬ ‫تواجهها‬ ‫وذكر الأمني العام عدد ًا من التحديات التي ينبغي للهيئة �أن‬ ‫في منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫ً‬ ‫وخ�صو�صا ق�ضية �إيجاد خطاب �إ�سالمي يرثي النقا�ش حول حقوق الإن�سان‪� ،‬إ�ضافة نظر ًا لت�صاعد م�ستويات التطرف والعنف يف املنطقة الإ�سالمية‪ ،‬و�أعمال القتل التي‬ ‫�إلى و�ضع املقيا�س ال�صحيح للدول الإ�سالمية لكي ت�ضطلع ب�شكل فاعل بالتزاماتها تتم على نطاق وا�سع واملجازر التي تُرتَكب بحق املدنيني الأبرياء‪ ،‬ر�أت الهيئة �أنه من‬ ‫الدولية يف جمال حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫ال�ضروري الت�أكيد على �أن الإ�سالم هو دين الرحمة وال�سالم والتعاي�ش واالعتدال‬ ‫«على‬ ‫إنه‬ ‫�‬ ‫مدين‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫التعبري‪.‬‬ ‫حلرية‬ ‫ؤولة‬ ‫�‬ ‫امل�س‬ ‫املمار�سة‬ ‫حتد �آخر يتمثل يف‬ ‫وهناك ٍ ّ‬ ‫واحرتام حقوق الإن�سان الأ�سا�سية كافة‪ ،‬مبا يف ذلك احلق يف احلياة‪.‬‬ ‫الرغم من تكرار حوادث الكراهية والعنف الناجم عن التمييز على �أ�سا�س الت�صوير و�أكدت الهيئة من جديد �أنه ال ينبغي الت�سوية بني �أي دين وبني العنف والتطرف �أو‬ ‫النمطي والو�صم الذي ي�ستهدف الأفراد واملجتمعات والأديان‪ ،‬ف�إن بع�ض الدول ال الإرهاب‪ .‬ويف الوقت ذاته‪� ،‬أ�شارت الهيئة �إلى �أن التخريب و�أعمال القتل الع�شوائية‬ ‫تزال ترف�ض تقييد هذه احلقوق �أو ممار�ستها ممار�سة م�س�ؤولة»‪ .‬و�أ�ضاف مدين والتعذيب والت�شويه واحلرق وغريها كلها تتناق�ض مع تعاليم وقيم ومبادئ الإ�سالم‪.‬‬ ‫«وتُنتقد الدول الإ�سالمية ل�سنها قوانني ت�ضمن احرتام حرمة ومكانة القيم الدينية وينبغي �أن ُيقدَّم املتطرفون‪ ،‬حتت �أي م�سمى‪ ،‬الذين يرتكبون جرائم �ضد الأبرياء يف‬ ‫والكتب املقد�سة وال�شخ�صيات الدينية بق�صد تعزيز ال�سلم يف املجتمع ب�سبب تقييد �أي موقف للعدالة حتى نكفل �سيادة القانون وعدم الإفالت من العقاب‪.‬‬ ‫هذه احلرية من خالل �إ�صدار قوانني حتظر التجديف»‪.‬‬ ‫وحثت الهيئة �أي�ض ًا احلكومات وامل�ؤ�س�سات واملجتمع املدين‪ ،‬مبا يف ذلك املنظمات‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وقد �أ�شري �إلى ق�ضية امل�ساواة بني اجلن�سني وخ�صو�صا تعريف م�صطلح اجلن�س غري احلكومية على تعزيز جهودها يف جمايل التعليم ورفع الوعي ملحاربة التطرف‬ ‫باعتبارها التحدي التايل يف النقا�ش الدائر حول امل�ساواة بني اجلن�سني الذي يتجاوز والعنف على كل امل�ستويات‪.‬‬ ‫نطاق الفهم املتفق عليه‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫يناير ‪ -‬مارس ‪ 2014‬ـ مجلة المنظمة‬

‫‪41‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.