العدد الرابع -ربع الآخر 1432هـ -ابريل 2011م
ن�شرة �شهرية ي�صدرها مر�صد التعليم العايل -وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات -وزارة التعليم العايل -اململكة العربية ال�سعودية
حالة التعليم
للقرن الحادي والعشرين
دور التقنيات في تطوير المناهج الدراسية وإيصالها
قضايا النوع االجتماعي في التعليم العالي تقارير دولية
م�ؤمترات دولية
�أخبــــــــار دولية
�صــــــــدر حديث ًا
2
افتتاحية
3
فهرس ن�شرة �شهرية ي�صدرها مر�صد التعليم العايل -وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات -وزارة التعليم العايل -اململكة العربية ال�سعودية المشرف العام
�أ.د عبد القادر بن عبداهلل الفنتوح وكيل الوزارة للتخطيط واملعلومات هيئة التحرير
�أ.د عبد العزيز بن حممد الدوي�س �أ.د عبد الرحمن بن �سليمان العنقري د .عبد املح�سن بن �سامل العقيلي د .ابراهيم بن يو�سف البلوي �أ .حممد بن عبداهلل امل�سعد �أ� .أحمد بن فخري الهياجنة �أ .ها�شم بن ماجد التهتموين �أ .غالب بن عبد العزيز الزامل
14
هاتف+ 966 1 2168355 : فاك�س+ 966 1 4654134 : بريد �إلكرتوينohe@mohe.gov.sa : موقع �إلكرتوينwww.ohe.gov.sa : مرصد التعليم العالي :جهاز وطني للخربة وال��درا���س��ة ،والتخطيط وامل�����ت�����اب�����ع�����ة ،وال����ت����ن����م����ي����ه وال���ت���ح���ل���ي���ل الأ���س��ت�����ش��رايف مل��ن��ظ��وم��ة التعليم ال��ع��ايل يف امل��م��ل��ك��ة ال��ع��رب��ي��ة ال�����س��ع��ودي��ة� ،أ���س�����س ع��ام 1430ه ـ (2009م) ،ويهدف لر�صد الأو�ضاع الراهنة لقطاع التعليم العايل يف اململكة ،و�إنتاج امل�ؤ�شرات الدالة عليها، وحتديد الق�ضايا ذات الأولوية يف تنمية خمرجات التعليم وحت�سينها. 4
دور التقنيات يف تطوير المناهج الدراسية وإيصالها
تهدف هذه الدرا�سة �إىل توفري الأ�ساليب لتطوير املناهج الدرا�سية من خالل املناهج الإلكرتونية ( ،)Electronic Curriculumالتي ميكن تطبيقها، لتح�سني نوعية التعليم واحل�صول عليه بتكلفة معقولة ،وتتناول العقبات الرئي�سة التي تعرت�ض اال�ستخدام الأمثل،
32
دور التقنيات يف تطوير المناهج الدراسية وإيصالها
14 قضايا النوع االجتماعي يف التعليم العايل
طالب التعلم عن بعد وأولويات المدن الجامعية يف المجتمع األكاديمي التعليم العايل يف المملكة المتحدة يف القرن الحادي والعشرين :صورة متغيرة
ّ التعلم تطبيقات واألعمال يف التعليم العايل :رؤية مستقبلية
46 57
42 5
حالة التعليم للقرن الحادي والعشرين The case for 21st-century learning
�أندريا�س �شالي�شر ،مدير التعليم يف منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي ( ) OECD لكل ع�صر احتياجاته ومتطلباته ،فما كان يحتاجه الإن�سان يف الع�صر احلجري ،يختلف متاماً عن ما يحتاجه �إن�سان القرن احلادي والع�شرين ،حيث تختلف طريقة العي�ش ،والأدوات الالزمة لت�سيري �أمور احلياة الب�شرية .ومتتد هذه النظرية لت�صل � ّ أدق تفا�صيل العي�ش يف احلياة .فمنذ بد�أت العملية التعليمية يف الع�صور ال�سابقة ،و�أخذت بالتطور والتقدم ،حتى تطورت �أهدافها ،بدءاً من القراءة والكتابة ،وو�صو ًال �إىل جتهيز فرد قادر على مواجهة حتديات الع�صر الذي يعي�شه، وما يرافقه من تقدم وتقنيات ال تقف عند �أحد ،بل وجترب من حولها مبواكبتها .من هنا ارت�أى �شالي�شر �ضرورة مالم�سة ق�ضية التعليم ومتطلباته وحتدياته يف القرن احلادي والع�شرين. �شخ�ص يت�ساءل ملاذا تع ّد يجب على �أي ِ املهارات واملعرفة مهمة مل�ستقبل اقت�صاداتنا� ،أن ي�أخذ باحل�سبان حقيقتني� ،أوالها: الوظائف ترتفع معدالت العمالة بني الأ�شخا�ص من ذوي التعليم العايل مقارنة ب�أولئك الأقل تعليم ًا. وقد ا�ستمر هذا احلال قائم ًا خالل الأزمة االقت�صادية التي ع�صفت يف العامل .كذلك الأمر يف بلدان منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي، التي �شهدت تو�سع ًا يف التعليم اجلامعي على مدى العقود الأخرية .فمث ًال ،وا�صلت فروق التعلم خلريجي اجلامعات باالرتفاع مقارنة مع 6
من مل يكملوا درا�ساتهم العليا .حيث مل تخف�ض �أجورهم ،خالف ًا للعمال ذوي املهارات املتدنية. ومن ثم فهذا يحتاج للدرا�سة من منظور وظيفي. يعد هذا مو�ضع نقا�ش جيد من �أجل رفع املهارات. لكن واقع التعليم يف القرن احلادي والع�شرين قد �أ�صبح �أكرث تعمق ًا وجتريد ُا مما كان عليه .فهو يدور حول كيفية �إن�شاء وتطبيق املعرفة ،وعن التحوالت يف طرق ممار�سة الأعمال التجارية ،و�إدارة �أماكن العمل� ،أو الربط ما بني املنتجني وامل�ستهلكني، بحيث ي�صبح الطالب يف هذا القرن ،خمتلف ًا متام ًا عن ذلك النوع الذي �ساد يف القرن الع�شرين .فما نتعلمه ،والطريقة التي نتعلم بها ،وكيفية تعلمنا،
ترتفع معدالت العمالة بين األشخاص من ذوي التعليم العالي
صورة التقرير
سيتجة النجاح نحو اولئك األفراد والبلدان التي تشهد انفتاحًا اوسع على التغيير جتري على نحو متغري .وهذا بالطبع له ت�أثري على كل من املدار�س وم�ؤ�س�سات التعليم العايل. يف القرن املا�ضي ،كان االعتقاد ال�سائد بني �صناع القرار ب�أننا نحتاج للح�صول على �أ�سا�سيات التعليم قبل �أن نبد�أ مبهارات �أو�سع .وكما هو معروف ب�أن التعليم يف املدار�س ملزم ب�أن يكون مم ًال وبهيمنة نظام التعلم باحلفظ قبل �أن يكون معمق ًا ،ي�شهد التعليم التفاعلي قدر ًا من الإزدهار. فال ينبغي لأولئك الذين يتبنون هذا الر�أي� ،أن يفاجئهم �أن الطالب الذين قد يفقدوا االهتمام، �أو يت�سربوا من املدار�س ،ب�سبب عدم قدرتهم على
ربط ما يتعلموه يف املدر�سة ،بحياتهم الفعلية. ف�إذا كنت تدير مركز ت�سوق بد ًال من مدر�سة، و�شاهدت �أن ثالثني من �أ�صل مئة زبون يف كل يوم، يغادرون املحل اخلا�ص بك دون �شراء �أي �شيء، ففي هذه احلالة �ستفكر بتغيري ب�ضاعتك .لكن هذا الأمر ال يحدث ب�سهولة يف املدار�س ،ب�سبب �أن التعليم فيها قد تعمقت جذوره ،حتى ولو كان غري مدعوم عملي ًا. يف عام 2010م� ،أ�صبح العامل غري مبال بالعادات والتقاليد القدمية للم�ؤ�س�سات التعليمية. فال يوجد ت�سامح ب�ش�أن تهمي�ش وجتاهل العرف،
�أو ممار�سته .نحن نعي�ش يف عامل �سريع التغري، ف�إنتاجنا للكثري من املهارات واملعرفة ذاتها ،قد ال يكون كاف للت�صدي لتحديات امل�ستقبل .فمنذ جيل م�ضى ،واملعلمون يتوقعون �أن ما يقومون بتعليمه لطالبهم� ،سيبقى يف �أذهانهم مدى احلياة� .أما اليوم ،وب�سبب التغري االجتماعي واالقت�صادي ال�سريع ،ف�إن على املدار�س �أن تقوم ب�إعداد طالبها للوظائف التي مل توجد بعد، وللتقنيات التي مل يتم اخرتاعها ،وللم�شاكل التي ال نعلم حتى الآن متى �ستظهر. لنعد بذاكرتنا 50عام ًا ،هل ميكن للمعلمني �أن يتوقعوا كيف ميكن خلدمة الإنرتنت ،التي ظهرت على ال�صعيد العاملي يف عام 1994م� ،أو خدمة الهاتف املحمول ،التي ظهرت بعد �سنوات قليلة� ،أن تغري العامل؟ هذه التقنيات مل تعد جمرد �أدوات للتعلم ،بل �أ�صبحت �أدوات للتوا�صل وتبادل املعرفة ،بالإ�ضافة �إىل االبتكار وتويل زمام املبادرة. كيف لنا �أن نعزز الدوافع ،وجنعل املتعلمني متفانني ،ونقوم ب�إعدادهم ،للتغلب على التحديات غري املتوقعة للغد؟ تكمن مع�ضلة املعلمني يف مهارات التعليم الروتينية ،تلك املهارات الأ�سهل لتعليمها واختبارها ،وهي �أي�ض ًا املهارات الأ�سهل للتحويل الرقمي� ،أو اال�ستعانة مب�صادر خارجية. مما ال �شك فيه ب�أن الدولة التي تعتمد على رفع املهارات يف تخ�ص�صات معينة �سوف تبقى هي دائم ًا الأهم .ومع ذلك ،ف�إن جناح التعليم مل يعد بعد الآن حول ا�ستن�ساخ حمتوى املعرفة ،بل حول كيفية ا�ستقراء ما نعرفه ،وتطبيق هذه املعرفة يف التحديات اجلديدة.
7
يدور التعليم اليوم ب�شكل كبري ،حول طرق التفكري التي تنطوي على �أ�ساليب مبدعة وحا�سمة يف حل امل�شكالت واتخاذ القرارات .و�أي�ض ًا حول طرق العمل ،مبا يف ذلك االت�صال والتعاون، بالإ�ضافة للأدوات التي يحتاجها املواطنون ،مثل القدرة على �إدراك �إمكانيات التقنيات احلديثة وا�ستغاللها � ،أو كما هو يف الواقع ،من �أجل جتنب املخاطر التي قد يتعر�ضون لها .و�أخري ًا، ف�إن التعليم يدور حول املقدرة على العي�ش يف عامل متعدد الأوجه كمواطن نا�شط وفعال .ه�ؤالء املواطنني لهم ت�أثري على ما يريدون �أن يتعلموه، وكيف يريدون تعلمه ،وهذا هو ما يحدد دور املعلمني وي�شكله. غال ًبا ما قام نهجنا يف مواجهة امل�شاكل ،على تق�سيمها �إىل �أجزاء ميكن التحكم بها ،بحيث يتم عر�ضها على ذوي االخت�صا�صات ،ومن ثم تعليم الطالب تقنيات حللها .ومع ذلك ،ف�إن املعرفة اليوم قد �شهدت تقدم ًا عن طريق جتميع هذه الأجزاء املتفرقة .وهذا يتطلب االنفتاح العقلي، و�أن نكون مط ّلعني على املعرفة يف املجاالت الأخرى .فعلى �سبيل املثال منحت جائزة نوبل للفيزياء يف عام 2010م ،لعاملني بريطانيني نظر ًا الكت�شافهم اجلرافني، وهي مادة جديدة ذات خ�صائ�ص �أر�ضية مميزة وتطبيقات حمتملة .وكما هو معروف ملنهجهم امل�سلي يف الفيزياء ،فقد جاء اكت�شاف العاملني من خالل جتربة قاموا بها عام 2004م ،والتي ت�ضم كتلة من الكربون وبع�ض من ال�شريط الال�صق. �إذا قمنا بق�ضاء حياتنا كلها يف �صومعة ذات نظام موحد ،ف�إننا لن نتمكن من تطوير مهارات �إبداعية لربط النقاط� ،أو ال�ستباق ماهية االخرتاع .ومع ذلك ف�إن معظم البلدان ،با�ستثناء بلدان �شمال �أوروبا ،قد قامت بتوفري احلوافز الكافية للطلبة للتعلم وللمعلمني للتدري�س يف كافة التخ�ص�صات. ميكن �أن يقوم الطالب �أن بالبحث يف املو�سوعة، عندما يحتاجون للمعلومات ،و�أن يعتمدوا ب�شكل عام على ما يجدوه �صحيح ًا .ولكن حمو الأمية تدور اليوم حول �إدارة بنية املعلومات غري اخلطية .والبحث يف �شبكة الإنرتنت .فبد ًال من جمرد التعلم من �أجل القراءة ،ف�إن م�س�ألة حمو الأمية يف القرن ،21تدور حول القراءة 8
من �أجل التعلم ،وتطوير القدرات واحلوافز لتحديد املعرفة و�إيجادها ،وفهمها وتف�سريها . هنالك عدد قليل من البلدان التي تعزز مثل هذا املفهوم الوا�سع للمعرفة يف التقييمات واملمار�سات التعليمية ،ولكن بالت�أكيد �سوف تتبعه دول �أكرث. وتقليد متغري �آخر هو �أن يقوم الطالب بالتعلم ب�أنف�سهم ،بحيث يتم اختبارهم يف نهاية ال�سنة الدرا�سية فيما تعلموه .فكلما �أ�صبح العامل �أكرث ترابط ًا ،زاد تدخل املتعاونني واملن�سقني� .إذ ًا فاالبتكار على وجه اخل�صو�ص ،هو نتيجة لكيفية �إدارتنا ،وتبادلنا ،وربطنا للمعرفة. مل يعد عامل املعرفة ينق�سم ما بني املخت�صني والعموميني .لكن جمموعة جديدة برزت يطلق عليها ا�سم (املتفننني) �أو املحرتفني ،حيث تقوم هذه املجموعة بتطبيق عميق للمهارة ،لتو�سيع نطاق املواقف واخلربات تدريجي ًا ،واكت�ساب كفاءات جديدة ،وبناء العالقات ،و�إيجاد �أدوار جديدة .فهم لي�سوا قادربن على التكيف امل�ستمر فح�سب ،ولكنهم قادرون �أي�ضا على التعلم امل�ستمر واملتزايد يف عامل �سريع التغري .فقد �أ�صبحت املعرفة يف هذا العامل �سلعة متاحة للجميع .وكما قال الكاتب وامل�ؤلف توما�س فريدمان "لأن التقنية مكنتنا من العمل على خيالنا ب�شكل مل نكن عليه من قبل ،مل تعد املناف�سة الأكرث �أهمية بني البلدان �أو ال�شركات ولكن الأهم املناف�سة بيننا وبني خميلتنا". �إن النجاح �سيتجه نحو �أولئك الأفراد والبلدان التي ت�شهد تكيف ًا �سريع ًا ،وتراجع ًا يف املقاومة، وانفتاح ًا �أو�سع على التغيري .وبذلك ت�صبح مهمة املعلمني ،و�صناع القرار ،هي م�ساعدة بلدانهم برفعها مل�ستوى هذا التحدي يف مواجهة متطلبات القرن الواحد والع�شرين. �إن طرح الربامج التعليمية يف اجلامعات ب�شكل جتددي ،يواكب متطلبات القرن يف رفع �سوية الأفراد وقدراتهم وجاهزيتهم ملواجهة التحديات. وتلك مهمة يجب �إيعازها �إىل �أ�صحاب القرارت يف التعليم العايل ،و�إىل القائمني على �إقرار املناهج وحتديثها .فرتبية فرد قادر على التما�شي مع القرن احلادي والع�شرين يلزمه خطة تعليمية، تتما�شى مع القرن احلادي والع�شرين ،وما فيه من تطورات.
المناهج المستدامة في التعليم العالي :دعوة عمل Sustainability Curriculum in Higher Education A Call to Action
قادت املخاوف املتزايدة ،ب�ش�أن الت�أثريات التي يواجهها الب�شر على كوكبنا ،ونتائجها على الأجيال املقبلة ،الكثريين للقول ب�أن التعليم العايل ،ي�ساعد على االنتقال �إىل م�ستقبل يتميز بالقدرة على تلبية االحتياجات يف الوقت احلا�ضر ،دون م�سا�س قدرة الأجيال املقبلة على تلبية احتياجاتهم اخلا�صة .وعلى مدى ال�سنوات الع�شرين املا�ضية� ،أ�شار الباحثون والنا�شطون ،من خالل البحوث التي يجرونها، وامل�شاركات التي يخو�ضونها مع املجتمع الأو�سع ،والعمليات التي ي�شرفون عليها� ،إىل �أن الكليات واجلامعات �ستكون مبثابة مواقع االختبار، ومناذج للممار�سات واملجتمعات امل�ستدامة .و�سيكون لها �أكرب الأثر يف تثقيف الطالب .كما قال ديفيد اور ،ف�إن التحدي احلقيقي الذي نواجهه يف احت�ضان م�ستقبل �أكرث ا�ستدامة يعتمد على قدرتنا لتثقيف الطالب والطالبات ب�شكل خمتلف. و�إدراك ًا حلجم التحديات التي تواجه التعليم العايل ،عقدت جمعية النهو�ض با�ستدامة التعليم العايل ،)noitacudE rehgiH ni ytilibaniatsuS fo tnemecnavdA eht rof noitaicossA م�ؤمتر قمة ،حول اال�ستدامة يف املناهج الدرا�سية ،يف �سان دييغو ،يف الفرتة الواقعة بني 27 - 25 �ضم هذا االجتماع �أع�ضاء هيئة التدري�س من اجلامعات احلكومية وكليات املجتمع، فرباير2010م .وقد ّ �إ�ضافة �إىل ممثلني عن م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،ملناق�شة كيفية ا�ستفادة م�ؤ�س�سات التعليم العايل من املبادرات ال�سابقة ،من �أجل دمج مو�ضوع اال�ستدامة يف املناهج الدرا�سية للكليات واجلامعات .ويهدف م�ؤمتر القمة �إىل حتديد التحديات الرئي�سة لتحقيق اال�ستدامة ،ودجمها يف التعليم العايل بنجاح، واالعرتاف باملبادرات احلالية ،وو�صف الفر�ص ،لال�ستفادة من الإ�سرتاتيجيات الأخرى وتطويرها، �إ�ضافة �إىل تقدمي تو�صيات للإ�سرتاتيجيات الوطنية الوا�سعة ،من �أجل مواجهة هذه التحديات. يوجد اليوم �أكرث من 18مليون طالب وطالبة يف الكليات واجلامعات داخل الواليات املتحدة وحدها، و�إذا كانت هذه اجلامعات ُتخ ّرج طال ًبا يتمتعون باملهارات الالزمة ،مل�ساعدة املجتمعات على التطور ب�شكل م�ستدام ،ف�سيقودنا التعليم العايل �إىل اتخاذ م�سارات جديد .وهكذا� ،إذا كنا ن�سعى خللق الظروف التي من �ش�أنها �ضمان م�ستقبل �أكرث ا�ستدامة ،فيجب على التعليم العايل تزويد خريجي الكليات ،واجلامعات؛ باملهارات ،واخللفيات ،واملعرفة ،التي من �ش�أنها �إعدادهم ملواجهة التحديات التي تتعلق بتغري املناخ، وفقدان التنوع البيولوجي ،وزيادة عدد �سكان العامل �إىل 9مليارات يف 2050م ،واملوارد املائية املحدودة، وق�ضايا ال�صحة العاملية ،والفقر املدقع.
�إن حجم هذا التحدي لغر�س اال�ستدامة يف ً ملحوظا. مناهج الكليات واجلامعات ،يعد �أم ًرا وعلى عك�س العديد من الق�ضايا املت�صلة باال�ستدامة ،ف�إن تغيري املناهج الدرا�سية لي�ست
صورة التقرير
9
�شيئا ميكن حتقيقه من خالل �سنّ قوانني� ،أو اتخاذ قرارات �سيا�سية .وبد ًال من ذلك ،ف�إن هذا يعتمد على خربة وقدرة حوايل 1.2مليون ع�ضو من �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف الواليات املتحدة ممن ي�ؤلفون املناهج ،وعلى جلان املناهج الدرا�سية ،وتطوير نتائج تعلم الطلبة ،و�إن�شاء برامج �أكادميية جديدة ،لدمج اال�ستدامة يف التدري�س على النحو الذي يرونه منا�سب ًا .كما �أن اتخاذ قرار ب�ش�أن كيفية تغيري املناهج هو �أمر معقد ،ب�سبب وجود املناهج املتعددة داخل امل�ؤ�س�سات .لذا ف�إن ب�إمكان اال�ستدامة اخلو�ض يف تطوير القوى العاملة ،والتعليم العام ،وال�شهادات العلمية ،والتخ�ص�صات. �إن �أحد التحديات التي واجهتنا فيما يتعلق بتحديد نتائج التعلم ،هو عدم ا�ستيعاب �صعوبة املناهج الدرا�سية وتعقيداتها .كما تتم ّثل امل�شكلة الأ�سا�سية ،التي تواجهنا لتحقيق هدف التعليم من �أجل جمتمع �صحي وم�ستدام جلميع الطالب، يف عدم تطوير املناهج الدرا�سية احلالية يف جمال التعليم العايل ،بطريقة ميكننا من خاللها ت�شكيل عامل م�ستدام .فقد مت تطوير الكثري من املناهج الدرا�سية ،التي من �ش�أنها تزويد الطالب مبعلومات قليلة حول التخ�ص�صات ،واملهن، والوظائف� ،إ�ضافة �إىل تركيز هذه املناهج على مهارات حمددة .ولكن املطلوب هو منهج يهدف �إىل �إعداد املتعلمني للعي�ش على نحو م�ستدام، مهن ًيا و�شخ�ص ًيا ،مما ي�ساعد املتعلم على فهم التفاعالت والآثار املرتتبة على الإجراءات والقرارات. وبغ�ض النظر عن مو�ضوع املناهج الدرا�سية، يجب على الطالب تع ّلم �أنظمة �أكرث �شمولية وتطبيقها يف حياتهم .وعالوة على ذلك ،ينبغي للطالب فهم كيفية عمل الأنظمة االجتماعية، واالقت�صادية ،والبيئية ،وتكاملها .ومن �أجل حتقيق ذلك ،نحتاج �إىل جمموعة كبرية من فر�ص التعلم للطالب ،لتكون منظمة بهدف حتقيق هذه النتائج .ويتطلب ذلك تغيريات كبرية يف املناهج وطرق التدري�س .وي�شار �إىل �أن هذه التغيريات ال حتدث �إال عندما تتوفر املعرفة، واملهارات ،واملوارد ،والدعم ،واحلوافز لأع�ضاء الهيئة التدري�سية. �إن اجلهود احلالية ،الرامية �إىل �إيجاد �أع�ضاء 10
هيئة تدري�سية ،ممن لديهم املعرفة ،والأدوات، واملوارد الالزمة لتطوير التعليم من �أجل مناهج م�ستدامة؛ تت�ضمن عقد ور�شات عمل حول املناهج التي تقدمها جمعية النهو�ض با�ستدامة التعليم العايل ( .)AASHEوقد ا�شتملت ور�شات العمل ،التي ُعقدت مرتني يف ال�سنة ،على �شخ�صا .وقد عاد العديد من �أكرث من 340 ً امل�شاركني يف ور�ش العمل هذه �إىل اجلامعات، لتوفري الدعم للمبادرات املختلفة التي توفر فر�صا لتنمية �أع�ضاء هيئة التدري�س بغية تطوير ً املناهج امل�ستدامة .ومع ذلك ،ف�إن عدد �أع�ضاء هيئة التدري�س الذين ت�أثروا بهذا الربنامج قليل، مقارنة مع �أولئك الذين هم على ا�ستعداد للقيام بهذا العمل. وهناك �أي�ضا جهود �إقليمية ناجحة ،تركز على تطوير �أع�ضاء هيئة التدري�س واملناهج لتحقيق اال�ستدامة .وتنطوي هذه اجلهود على مبد�أين �أ�سا�سيني هما؛ املعرفة البيئية املحلية ،والتغيرّ العاملي .كما �أن لدى �أع�ضاء هيئة التدري�س م�س�ؤولية جتاه املناهج الدرا�سية� .إذ ُيعد عملهم جز ًءا من �شبكة وا�سعة ت�شمل الطالب ،واملوظفني، والإداريني ،و�أ�صحاب العمل ،والهيئات احلكومية، واملنظمات غري احلكومية� ،إ�ضافة �إىل امل�ؤ�س�سات الأخرى .ونتيجة لذلك ،يتطلب تغيري املناهج الدرا�سية التعاون ،والتن�سيق ،والدعم امل�ستمر. وكما �أ�شري �سابق ًا ،ف�إن حجم التحديات التي تواجه التعليم العايل ،فيما يتعلق بالرتكيز على املعرفة ،واملهارات ،وقدرات الطالب كبري جد ًا. وبحلول نهاية عام 2011م� ،ست�ساعد 10% من جميع الدورات املقدمة يف الواليات املتحدة، الطالب على فهم التفاعل بني القوى االجتماعية، والبيئية االقت�صادية .وتطبيق هذا الفهم حلل امل�شاكل ،يعني �أن �أكرث من 10,000ع�ضو من �أع�ضاء الهيئة التدري�سية �سيدجمون هذا النوع من التدري�س يف دوراتهم. وبو�ضوح ،ميكن ا�ستك�شاف عدد من الآليات لتعزيز التعليم امل�ستدام� .إذ �إن واحدة من نقاط القوة ت�أتي من الطالب �أنف�سهم ،واهتمامهم الوا�ضح بجهود اال�ستدامة يف اجلامعات على ال�صعيد الوطني .ورمبا الأهم من ذلك� ،إقامة �شراكات ف ّعالة بني الطالب ،واملوظفني ،و�أع�ضاء هيئة التدري�س ،والإداريني ،و�أ�صحاب العمل،
وغريهم من �أجل دعم التغيريات ال�ضرورية. بالإ�ضافة �إىل ذلك ،هناك ال�شراكات التي تربط بني البحوث ،والتعليم ،واحلياة ال�سكنية، واملمار�سات ذات الت�أثري التعليمية الكبرية، و�أن�شطة جامعية �أخرى ،من �ش�أنها �أن تعزز وتدعم وت�شجع ال�شروع يف تطوير املناهج الدرا�سية. �إن من �أهداف م�ؤمتر القمة ب�ش�أن املناهج الدرا�سية امل�ستدامة هو تطوير الإ�سرتاتيجيات ل�ضمان �أن جميع الطالب يف التعليم العايل قادرون على الو�صول للتعليم ،وحتقيق اال�ستدامة، ومعرفة كيفية امل�شاركة يف التحول امل�ستدام .ولكي يحدث هذا ،ف�إن ع�شرات الآالف من �أع�ضاء هيئة التدري�س هم بحاجة �إىل تغيري ما يفعلونه. علما ب�أن اجلهود لزيادة نطاق التعليم امل�ستدام تعتمد على �أع�ضاء هيئة التدري�س ،ومن ثم فمن الوا�ضح �أن هدف �إ�سرتاتيجيات ا�ستدامة التعليم يجب �أن يكون يف �إيجاد �أع�ضاء هيئة تدري�سية مع احلوافز ،والدعم ،واملوارد ،واملعرفة ،واملهارات الالزمة لتغيري ممار�ساتهم .ويتطلب حجم الدعم ،وم�ستوى التغيري املطلوب م�شاركة العديد من املنظمات ،وحتتاج التغيريات الالزمة �إىل التعاون والعمل من قبل �أ�صحاب امل�صلحة. وقد تناول امل�شاركون الذين ح�ضروا القمة مو�ضوعات يف غاية الأهمية ،من بينها؛ الطالب، و�أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،وامل�س�ؤولني يف اجلامعات والتعليم العايل ،واملنظمات غري
التحدي الحقيقي ال�����ذي ن��واج��ه��ه ف����ي اح���ت���ض���ان مستقبل اكثـــــر ا ستد ا مة يعتمد ع��ل��ى ق��درات��ن��ا لتثقيف ا لطلبة بشكل مختلف
احلكومية ،والوكاالت االحتادية ،وامل�ؤ�س�سات اخلا�صة .وهكذا ،يف حني �أن املجتمع اجلامعي، وخا�صة �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،هما مبثابة الركيزة الأ�سا�سية لكثري من هذه الأن�شطة ،ف�إن اجلهات الأخرى ت�شكل م�صادر �أ�سا�سية لدعم اجلهود التي تقوم بها اجلامعات .وهناك عدد من االلتزامات ال�شاملة ال�ضرورية للو�صول �إىل ع�شرات الآالف من �أع�ضاء هيئة التدري�س الذين ميكنهم الت�أثري على ماليني الطالب لإ�شراكهم يف ق�ضايا اال�ستدامة. وتهدف هذه الأن�شطة �إىل زيادة القدرة على تزويد �أع�ضاء هيئة التدري�س باملوارد ،والتطوير املهني الالزم ،واحلوافز ،وتوفري الدعم، لتطوير مناهج التعليم ،وتطبيقها لتحقيق اال�ستدامة ،وو�ضع الإ�سرتاتيجيات ،وتنفيذها ال�ستغالل نقاط القوة احلالية ،و�إ�صالح التعليم لإتاحة الفر�ص للطالب كي يعملوا على تطوير املعرفة ،واملهارات ،وامليول ،لي�صبحوا قادة للتحول امل�ستدام ،وي�شاركوا يف املحادثات التي حتدد الأهداف ،والغايات ،ونتائج تعلم الطالب ،وو�ضع الإ�سرتاتيجيات وتنفيذها، لإبالغ �صانعي ال�سيا�سات ،واجلمهور العام عن �أهداف ومبادئ التعليم من �أجل اال�ستدامة، و�إقامة الإ�سرتاتيجيات لدمج التعليم امل�ستدام
يف جميع �أنحاء اجلامعات ،من خالل انخراط �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،والطالب ،واملوظفني، والإداريني يف اجلامعات ،واملجتمع يف �سياق التعليم امل�ستدام� ،إ�ضافة �إىل �إن�شاء �آليات التمويل من جانب القطاعني العام واخلا�ص ،من �ش�أنها �أن توفر التمويل الكايف للتعليم امل�ستمر لتحقيق اال�ستدامة. وحدد امل�شاركون يف القمة �إ�سرتاتيجيات �إ�ضافية كثرية ،و�أن�شطة تتمثل بتعهد ال�شركات وغريها ،يف دعم اجلهود جلعل التعليم امل�ستدام جز ًءا �أ�سا�س ًيا مما يتعلمه الطالب يف �أثناء وجودهم يف الكليات واجلامعات .ويتطلب �إجراء هذه الأن�شطة تطوير �آليات وهياكل مالئمة ،لتنظيم وتنفيذ خمتلف اخلطط التي �سيتم تطبيقها. ويقدم برنامج زمالة �أع�ضاء هيئة التدري�س عدد ًا من الفر�ص لدعم �أع�ضاء هيئة التدري�س، لأنهم يعملون على خلق وتطبيق مناهج التعليم امل�ستدام .ويتناول هذا الربنامج جمموعة من الق�ضايا� ،أهمها؛ توفري الفر�ص لأع�ضاء هيئة التدري�س الذين يعملون يف هذا املجال ل�سنوات عديدة .وعلى مدى العقد املا�ضي� ،شارك عدد من �أع�ضاء هيئة التدري�س يف جمموعة متنوعة من التدريبات ،لتعزيز اال�ستدامة يف التعليم
يف اجلامعات .ومن �ش�أن هذا الربنامج �أي�ض ًا، �أن يجعل الأمر ممكن ًا لإيجاد كادر جديد للتعليم امل�ستدام ،وتوفري الفر�ص لأع�ضاء الهيئة التدري�سية ،للقيام ب�أدوار قيادية لتحقيق اال�ستدامة .و�إن�شاء �شبكة اجتماعية من �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،لتحقيق التعليم امل�ستدام .حيث �إنهم �سي�ستغلون جميع الفر�ص املتاحة للتفاعل، وفتح احلوارات مع بع�ضهم البع�ض. ومن الوا�ضح �أن هناك حاجة �إىل تن�سيق، وتطوير �أن�شطة وا�سعة النطاق .ويتمثل هذا التن�سيق ب�إيجاد مراكز �إقليمية لدعم اجلامعات ،من �ش�أنها �إقامة ور�ش عمل لتطوير هيئة التدري�س .ولكي يقوم �أع�ضاء الهيئة التدري�سية بتو�ضيح مفهوم اال�ستدامة ،يجب عليهم معرفة املزيد حول التعليم امل�ستدام .وتقدم هذه املراكز الدعم امل�ستمر لأع�ضاء هيئة التدري�س .ومتتلك املناطق ،وخا�صة املناطق البيولوجية ،خ�صائ�ص فريدة ،تع ّد جز ًءا من �سياق التعليم يف تلك املناطق .وميكن للمركز الإقليمي توفري �شبكة دعم لأع�ضاء هيئة التدري�س، بطرق تن�سجم مع �سياقها الثقايف والبيئي .ويتمثل هذا الدعم ب�إجراء العديد من اللقاءات املبا�شرة بني �أع�ضاء هيئات التدري�س يف املنطقة. وعلى امل�ستوى اجلامعي ،مت تطوير جمموعة متنوعة من الآليات لدعم امل�ساءلة والتقييم 11
ّ تعلم أنظمة اكثر شمولية يجب على الطالب وتطبيقها في حياتهم واالعتماد� .إال �أن هذه الآليات مل ت�ستغل تعزيز مبادرات التعليم امل�ستدام .وهناك عدد قليل من الطرق املمكنة لال�ستفادة من هذه الهياكل احلالية يف التعليم العايل ،وت�شتمل على تطوير نتائج الطالب من �أجل اال�ستدامة� .إن الو�سيلة املهمة لإدراك �أهمية التعليم امل�ستدام ،تتمثل بتطوير الطالب ملهاراتهم للعي�ش على نحو م�ستدام ،واال�ستفادة من عمليات االعتماد خللق اال�ستدامة .وتقدم وكاالت االعتماد للم�ؤ�س�سات الفر�ص لت�شكيل عملية االعتماد من خالل اختيار املوا�ضيع �أو الأطر املفاهيمية. أهم الدرو�س امل�ستفادة من يتمثل �أحد � ّ م�ؤمتر القمة ،ب�أهمية اجلمع بني قادة املنظمات الوطنية ،و�أع�ضاء الهيئات التدري�سية من خمتلف اجلامعات� .إذ ي�ؤدي هذا املزيج من الأفراد �إىل جهود �إ�صالحية على نطاق وا�سع .وركز امل�شاركون يف القمة على �أهمية و�ضع �آلية ال�ستمرار املحادثات بني الأفراد من خلفيات متنوعة .وميكن حتقيق التعاون من �أجل اال�ستدامة للمناهج الدرا�سية ،عن طريق ت�سهيل املحادثات حول الأهداف ،والغايات، ونتائج تعلم الطالب ،التي تتعلق بالتعليم امل�ستدام، وتطوير فر�ص ال�شراكة من �أجل التعاون لتطوير املبادرات الداعمة للتعليم امل�ستدام ،وتبادل الفر�ص املتاحة للتعاون يف امل�شاريع ،والربامج احلالية ،وم�ساعدة وكاالت التمويل وامل�ؤ�س�سات، على فهم �أف�ضل للتعليم امل�ستدام ،وبيان دوره 12
املهم يف حت�سني التعليم العايل ،و�إجراء مناق�شات �أكادميية ،لتحديد نقاط قوة �إ�ضافية ،من �ش�أنها تعزيز التعليم امل�ستدام. وقد خرجت مناق�شات القمة بعدد كبري من التو�صيات املوجهة للكليات ،واجلامعات، وامل�ؤ�س�سات غري احلكومية ،والوكاالت االحتادية. ونظر ًا �إىل �أن اجلهود املبذولة لتحقيق التعليم امل�ستدام يف اجلامعات تعتمد على ما يقوم به �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،فال ب ّد من بذل الكثري من اجلهود على م�ستوى اجلامعات .كما ينبغي �أن ت�ستند هذه اجلهود على العمل التعاوين واملتكامل من �أع�ضاء هيئة التدري�س ،واملوظفني والطالب، والإداريني ،و�أفراد املجتمع .وال ب ّد من اجلمع بني �أع�ضاء هيئة التدري�س واملوظفني الذين يركزون على اال�ستدامة. وهناك حاجة ال�ستخدام موارد اجلامعة كجزء من التجارب التعليمية للطالب .ويتعني على اجلامعات تطوير �آليات �أف�ضل ،وت�شجيع �أع�ضاء هيئة التدري�س على العمل مع املوظفني. وينبغي الرتكيز على اجلهود يف املناهج الدرا�سية امل�ستدامة .وعلى الرغم من �أن تقدمي الدعم لأع�ضاء الهيئة التدري�سية� ،أمر بالغ الأهمية للبدء يف عملية تطوير املناهج الدرا�سية من �أجل التنمية ،ف�إن من ال�ضروري الرتكيز على �أع�ضاء هيئة التدري�س الذين ي�ستمرون يف امل�شاركة يف تطوير ودعم الآخرين لتطوير املناهج امل�ستدامة.
وينبغي توفري �آليات لإدراك ومعاجلة العوائق التي حتول دون ا�ستدامة املناهج الدرا�سية� .إذ يرتدد بع�ض �أع�ضاء هيئة التدري�س يف امل�شاركة يف نظام التعليم من �أجل اال�ستدامة ،ب�سبب وجود احلواجز التي تعرت�ض حياتهم ال�شخ�صية �إذا فعلوا ذلك .ويجب على امل�س�ؤولني و�أع�ضاء هيئة التدري�س حتديد مثل هذه العوائق ،وتطوير العمليات وال�سيا�سات للق�ضاء عليها. وينبغي ت�شجيع �أع�ضاء هيئة التدري�س على تبادل اخلربات واملوارد التي وجدوها ،وطوروها مع الآخرين داخل الكيان اجلامعي .وميكن القيام بذلك من خالل �آليات غري ر�سمية� ،أو اتباع نهج ر�سمية ،مثل الندوات .وميكن �أن يتم تطوير تقا�سم املوارد �أي�ض ًا ،من خالل الو�سائل الإلكرتونية على امل�ستوى اجلامعي ،بحيث يتم جمع �أع�ضاء هيئة التدري�س مع املوظفني ،من �أجل تطوير املوارد املحلية وفهمها ،لتحقيق اال�ستدامة يف التدري�س. وينبغي اجلمع بني قادة اجلامعات ،وقادة الأعمال ،واملجتمع ،لل�سعي من �أجل التعاون والتمويل� .إذ يتعني على القياديني يف اجلامعات ح�شد الدعم املعنوي واملايل ،لتطوير املناهج امل�ستدامة ،ودعم جهود اال�ستدامة داخل اجلامعات ،من �أجل تغيري املناهج الدرا�سية. وينبغي عليهم �أي�ضا تطوير فهم للتعليم من �أجل اال�ستدامة� .إذ يتحملون امل�س�ؤولية لتثقيف �صناع القرار حول املناهج امل�ستدامة و�آثارها يف امل�ستقبل .وت�شجيع تقدمي مقرتحات من �أجل متويل التعليم امل�ستدام. وتعمل املنظمات غري احلكومية� ،أو القطاع غري الربحي ،على دعم �أن�شطة العمالء �أو الأفراد .ويف كثري من احلاالت ،تقوم املنظمات غري احلكومية بدور وا�ضح يف توفري ال�سبل للكليات واجلامعات، من �أجل العمل والتطوير .وميكن �أن يكون هذا الدعم يف عدة �أ�شكال ،منها :توفري فر�ص و�آليات لتبادل املعلومات ،وتوفري املواد الأ�سا�سية للم�ساعدة يف تطوير الإجراءات اجلديدة، والرتكيز على اجلهود الفردية داخل اجلامعات لتنفيذ التعلم امل�ستدام� ،إ�ضافة �إىل توفري فر�ص احل�صول على املوارد الإ�ضافية. ويتعني على املنظمات الوطنية والإقليمية تطوير املن�شورات ون�شرها ،وتقدمي الدعم لأع�ضاء
الهيئة التدري�سية الذين يقومون بتطوير وتنقيح املناهج الدرا�سية ،والربامج ،واملبادرات .وال ب ّد من �إعطاء �أع�ضاء الهيئة التدري�سية الفر�ص، للتعاون واحلوار مع الآخرين ،حول الدرو�س التي مت اال�ستفادة منها �سابقا .وت�سهيل �إقامة �شراكات بني امل�ؤ�س�سات� .إذ �إن هناك جمموعة متنوعة من الطرق التي ميكن للم�ؤ�س�سات �أن تعمل من خاللها ،ب�شكل م�شرتك ،لتعزيز التعليم امل�ستدام. ويتمثل دور املنظمات غري احلكومية مب�ساعدة امل�ؤ�س�سات يف العثور على �شركاء ملجموعة متنوعة من الأن�شطة ،مبا يف ذلك التما�س التمويل للم�شاريع ،وتن�سيق امل�شاريع ،وتقا�سم املوارد، وت�شكيل احتادات� ،أو هيئات �إقليمية. وميكن �أن تكون الوكاالت االحتادية ذات �أهمية لتحقيق التعليم امل�ستدام� .إذ ينبغي عليها توفري التمويل والدعم الالزم للتعليم امل�ستدام، و�إن�شاء اتفاقيات بني الوكاالت التي ت�سمح للأفراد بالعمل ،ل�ضمان توفري املوارد الالزمة وحتقيق التعليم امل�ستدام بكل الطرق املتاحة، �إ�ضافة �إىل �إ�شراك م�س�ؤويل اجلامعة ،و�أع�ضاء
هيئة التدري�س ،واملوظفني يف و�ضع ال�سيا�سات التي تدعم التعليم امل�ستدام .وينبغي �أن ت�ستغل الوكاالت اخلربة اجلامعية لتطوير �سيا�سات التعليم امل�ستدام ومتويلها. وتقوم امل�ؤ�س�سات بتقدمي التمويل الالزم
دارت يف م�ؤمتر القمة� ،ساعدت على �إيجاد قائمة وا�سعة؛ ت�شتمل على جمموعة من البنود من �أجل امل�ضي قدما لتحقيق التعليم امل�ستدام. مهاما وعلى الرغم من �أن هذه القائمة ال حتدد ً للمنظمات �أو الأفراد ،لكنها ت�ضع جمموعة من
من الضروري التركيز على اعضاء هيئة التدريس الذين يقومون بتطوير وتنقيح المنهاج ملجموعة متنوعة من الأن�شطة يف اجلامعات، ف�ض ًال عن املنظمات غري احلكومية .وتتمثل م�س�ؤولية هذه امل�ؤ�س�سات بفهم دور اال�ستدامة يف التعليم العايل ،وكيف �أن ا�ستدامة التعليم هي جزء ال يتجز�أ من حت�سني التعليم العايل .لذا ينبغي عليها تطوير فهم التعليم امل�ستدام ومدى ان�سجامه يف �إ�صالح التعليم ،ودعم امل�شاريع ،التي فر�صا تعليمية �أف�ضل ،وحتقق ميكن �أن ت�صنع ً وم�ستداما للجميع. م�ستقب ًال �صح ًيا ً ومن هنا جند �أن احلوارات والنقا�شات التي
الأن�شطة التي ينبغي القيام بها ،لتكثيف اجلهود نحو حتقيق التعليم امل�ستدام .وينبغي للمنظمات والأفراد الرتكيز على هذه القائمة ،للو�صول �إىل الأهداف املرجوة .وبعد �أن ُو�ضعت القائمة من خالل املحادثات بني جمموعة متنوعة من �أ�صحاب امل�صلحة ،ف�إنه من املفيد �أن ندرك �أن هذه املحادثات �أتاحت الفر�ص خللق �شراكات جديدة ،من �أجل حتقيق النظام امل�ستدام. و�أخريا ،ف�إن احلديث عن املناهج الدرا�سية والتعليم امل�ستدام يحتاج �إىل متابعة م�ستمرة. 13
دور التقنيات في تطوير المناهج الدراسية وإيصالها The Role of Technology in Curriculum Development and Delivery
الكاتب :ما�سي�س نيل�سون تهدف هذه الدرا�سة �إىل توفري الأ�ساليب لتطوير املناهج الدرا�سية من خالل املناهج الإلكرتونية ( ،)Electronic Curriculumالتي ميكن تطبيقها ،لتح�سني نوعية التعليم واحل�صول عليه بتكلفة معقولة ،وتتناول العقبات الرئي�سة التي تعرت�ض اال�ستخدام الأمثل ،لتقنيات املعلومات واتخاذ التدابري للتغلب عليها� ،إ�ضافة �إىل تو�ضيح كيفية ا�ستخدام �أنظمة الو�سائط املتعددة التي تدعم �إي�صال املناهج الإلكرتونية.
املقدمة:
تتمثل الر�ؤية امل�ستقبلية لكينيا لعام 2030م ،ب�أن تكون دولة ذات قوة من حيث املعرفة ،ولتحقيق هذه الر�ؤية ،ال بد �أن يقوم �أ�صحاب امل�صلحة ب�أدوار رئي�سة من �أجل حتقيق الأهداف املرجوة .ويجب �أن تتوفر امل�صادر التعليمية لعدد كبري من الطالب من خالل و�سائل خمتلفة وبطرق �سل�سة. و�ست�ساعد التقنيات الطالب يف اكت�ساب املهارات التي يحتاجونها ،بهدف البقاء يف اقت�صاد يقوم على املعرفة والتقنيات ،كما �أن �إدماج التقنيات يف قاعة املحا�ضرات هو �أكرث من �إلقاء املحا�ضرات ،حول مهارات احلا�سوب الأ�سا�سية وبرامج احلا�سب الآيل يف معمل احلا�سوب. ويجب �أن يتم الدمج الفعال للتقنيات يف جميع املناهج الدرا�سية ،لتعميق عملية التعلم ،ودعم امل�شاركة الفعالة ،وتعزيز التفاعل والتغذية الراجعة .وال ميكن حتقيق ذلك �إال عندما يكون ا�ستخدام التقنيات �أمر ًا اعتيادي ًا� .إن ا�ستخدام �أدوات التقنيات احلديثة وخا�صة يف العلوم ،ي�ساعد الطالب على جتريب الظاهرة ومراقبتها� ،إ�ضافة �إىل عر�ض النتائج على �شكل ر�سومات ،مما ي�ساعد على الفهم الأف�ضل يف النهاية .كما �أن توفر �أدوات التقنيات ،ومناهج التعلم احلديثة من �ش�أنه �أن ي�ساعد الطالب على االندماج يف �أثناء الدرو�س. �إن تقنيات املعلومات الإلكرتونية ،التي حتولت من كونها �أدوات مكلفة وغريبة �إىل معدات موجودة داخل الف�صول الدرا�سية� ،سرعان ما �أ�صبحت جزء ًا روتيني ًا للعديد من بيئات التعلم .كما ح ّلت املناهج التي جتمع بني ال�صوت ،وال�صورة واللون ،حم ّل املناهج التي تعتمد على الن�صو�ص القدمية. وتعد الو�سائط املتعددة التفاعلية واحدة من �أكرث التقنيات الواعدة يف ع�صرنا هذه .ولديها القدرة على �إحداث ثورة يف الطريقة التي نعمل بها ،ونتعلم ونتوا�صل من خاللها .ومع توافر برامج الو�سائط 14
صورة التقرير
املتعددة التفاعلية� ،أ�صبحت عملية التعلم �أكرث فاعلية ،وحتفز الطالب على العمل والتفاعل وامل�شاركة .ويعني التفاعل احلقيقي �أن يتم تعديل عملية التعلم من خالل الأن�شطة التي يقوم بها املتعلمون .ومن ثم تغيري �أدوار املتعلم واملعلم على حد �سواء. ويقت�صر نطاق هذه الدرا�سة على ا�ستعرا�ض مزايا البحوث املتعلقة بالو�سائط املتعددة، امل�ستخدمة للأغرا�ض التعليمية .وتتناول
وتطبيق املحتوى والتقنيات اجلديدة تفتح الأبواب �أمام امل�ؤ�س�سات اجلديدة للمناف�سة مع اجلامعات التقليدية ومع بع�ضها ً بع�ضا ،الجتذاب الطالب واملتعلمني� .ستكون �سهولة احل�صول على املعلومات العامل الرئي�س يف تعزيز امل�ستوى التعليمي، و�إثارة الق�ضايا اجلديدة الفعالة املتعلقة بالبحث، وتطوير القدرة على تقييم املعلومات ،وتنمية مهارات التحليل والتفكري. وميكن جلهاز احلا�سوب تقدمي الدعم
الفعال للتقنيات في جميع المناهج الدراسية الدمج ّ ّ التعلم ودعم المشاركة يؤدي الى تعميق عملية الفعالة وتعزيز التفاعل والتغذية الراجعة ّ �أي�ض ًا �آثار ت�صميم ال�شا�شة� ،أي العنا�صر الب�صرية كاللون ،والن�ص ،والر�سومات ،وال�صور املتحركة، والتغذية الراجعة ،وتفاعل الطلبة ،وعنا�صر ال�صورة وال�صوت ،من �أجل تطوير الو�سائط املتعددة الفعالة تربو ًيا .وت�شري املناهج الإلكرتونية �إىل التعلم الذي يعتمد على احلا�سوب ،مبا يف ذلك املواد التعليمية املتاحة للطالب من خالل الأقرا�ص امل�ضغوطة ،والدورات عرب �شبكة الإنرتنت، والنظم الإلكرتونية امل�ستخدمة ،لتعزيز الربامج الأكادميية ،مثل :االختبارات على الإنرتنت، والربيد الإلكرتوين ،وتقييمات املواد الدرا�سية، �إ�ضافة �إىل خمتلف تطبيقات التقنية التعليمية ،مبا يف ذلك توفري �أجهزة احلا�سوب املحمولة للطالب، و�أنظمة الو�سائط املتعددة ،والإنرتنت. �إن تزايد الطلب على التعلم� ،إىل جانب التطورات التقنية ،هو يف الواقع نقطة �ضغط حا�سمة لتحدي الفر�ضيات ال�سائدة ،واجلامعات املنظمة ب�شكل تقليدي يف القرن احلادي والع�شرين .وهذا املزيج من الطلب والتكاليف،
وامل�ساهمة يف كل املجاالت ،وخ�صو�ص ًا التعليمية. كما �أن املناهج الدرا�سية هي مبثابة دليل مي ّكننا من حتديد الأهداف والغايات التي ي�سعى الطالب لتحقيقها .و�إذا �أردنا و�ضع خطة درا�سية ،يجب حتديد الأهداف الرئي�سة ،والأن�شطة املتنوعة التي تدعم الأهداف الدرا�سية� ،إ�ضافة �إىل دمج �سيو�سع التقنيات يف العملية التعليمية ،الأمر الذي ّ �أهداف التعلم ويعززها .ومن املفهوم �أن املعلمني والطالب بحاجة لق�ضاء الوقت يف تعلم �أ�سا�سيات ا�ستخدام جهاز احلا�سوب .وهذا �أمر �ضروري من �أجل ال�سعي لدمج التقنيات ب�شكل فعال. ويتحقق دمج التقنيات يف املناهج الدرا�سية، عندما يكون الطالب قادرين على حتديد الأدوات التقنية مل�ساعدتهم على احل�صول على معلومات يف الوقت املنا�سب ،وحتليل املعلومات ،وجمعها. وينبغي �أن ت�صبح التقنيات جزء ًا ال يتجز�أ من الكيفية التي ت�سري بها يف الف�صول الدرا�سية ،و�أن يتم الو�صول �إليها ب�سهولة كما هو حال باقي الأدوات يف الغرفة ال�صفية .ويتعني على املحا�ضرين ال�سعي
لتحقيق هدفني مهمني ،عندما يقومون بدمج التقنيات خالل التدري�س .يتمثل الهدف الأول بالإملام بالتقنيات امل�ستخدمة� ،إذ من املمكن ا�ستخدام احلا�سوب ،لتنظيم معلومات الطالب، �أو ا�ستخدام برنامج حا�سوبي لتعزيز مهارة معينة يف �أثناء التدري�س .فال ب ّد من دمج التقنيات يف حما�ضرات العلوم ،والفن ،والريا�ضيات ،واللغة، والدرا�سات االجتماعية ،وغريها من التخ�ص�صات، ولي�س فقط يف حما�ضرات احلا�سوب. �إن التخطيط لتدري�س وحدة من كتاب يبد�أ بالرجوع واالعتماد على دليل املعلم .ويتم التخطيط للدرو�س ،من خالل و�ضع جمموعة من الأهداف التي يت�ضمنها املنهج الدرا�سي .وميكن ا�ستخدام احلا�سوب لتقدمي الدعم وامل�ساعدة. و�إن الدوافع للتوجه �إىل التعلم الإلكرتوين تتمثل باملزايا التي يوفرها .ومع ذلك ،لن تتم ّكن احلوا�سيب ،وغريها من �أ�شكال تو�صيل املعلومات، �أن ت�أخذ مكان املدر�سني. وهناك الكثري من الفوائد التي تقدّمها املناهج الإلكرتونية للمدربني وامل�ؤ�س�سات� ،أهمها :خفْ�ض التكلفة الإجمالية املرتبطة ب�إعداد املناهج الدرا�سية ،وتقليل وقت التعلم بن�سبة � 40إىل ،60%والتو�صيل املنظم للمعلومات وحمتوى املادة الدرا�سية ،ومتكني الطلبة من التعلم والتدريب خالل وجودهم يف البيت ،والتقليل من الإجهاد وال�شعور بالر�ضا للطالب الذين يتعلمون ب�شكل بطيء� ،أو �سريع ،وخلق التفاعل بني الطلبة يف �أثناء الدرا�سة .كما �أن لها العديد من ال�سيئات، من بينها ،حتجيم �آليات االت�صال بني املدر�س والطالب ،مثل ،لغة اجل�سد ،كما �أنها تق�ضي على التفاعل والتعلم من الأقران (Peer-to .)peer learning الو�سائط املتعددة هي و�سائل ت�ستخدم �أ�شكا ًال متعددة من حمتوى املعلومات ومعاجلة املعلومات، مثل( :الن�ص ،وال�صوت ،والر�سوم البيانية ،والر�سوم املتحركة ،وال�صورة ،والتفاعل) ،لإبالغ امل�ستخدم �أو �إمتاعه .وهدف الو�سائط املتعددة �أن يتم متثيل املعلومات املوجودة باحلا�سوب ،بالأ�شكال املذكورة، بالإ�ضافة �إىل الو�سائل التقليدية ،كالن�ص ،والر�سومات. وتنطوي بيئة التعلم متعددة الو�سائط على عدد
15
من املكونات� ،أو العنا�صر التي ت�ساعد على حدوث العملية التعليمية؛ وتدمج الو�سائط املتعددة خم�سة �أنواع �أ�سا�سية من الو�سائل مع بيئة التعلم ،وهي: الن�صو�ص ،وال�صورة ،وال�صوت ،والر�سومات ،وال�صور املتحركة ،مما يتيح �أداة قوية جديدة للتعليم ،ويو ّفر املرونة يف التعبري عن الإبداع للطالب� ،إ�ضافة �إىل تبادل الأفكار. وي�شري جون �سكايل (1993م) ،الرئي�س ال�سابق واملدير التنفيذي ل�شركة �أبل� ،إىل �أن الو�سائط املتعددة تتيح التعلم الفردي ،مما يجعل الطالب ي�شاركون بفاعلية يف العملية التعلم ّية التعليمية .وتختلف الو�سائط املتعددة التفاعلية عن باقي �أ�شكال الو�سائط املتعددة القدمية ،كالكتب ،و�أ�شرطة الفيديو ،ب�أنها مت ّكن الفرد من التفاعل مع تدفق املعلومات املوجودة يف احلا�سوب .ويجب على املتعلمني معاجلة املعلومات ،بن�شاط من �أجل فهمها وتذكرها. تتكون تطبيقات الو�سائط املتعددة من العنا�صر الآتية: الن�ص (:)Text تعد الرموز والن�صو�ص ذات �أهمية من �أجل التوا�صل .ومع االنفجار الأخري للإنرتنت وال�شبكة العاملية� ،أ�صبح الن�ص �أكرث �أهمية من �أي وقت م�ضى .ومت ت�صميم �شبكة الإنرتنت لعر�ض م�ستندات ن�صية ب�سيطة على �شا�شات احلا�سوب، �إ�ضافة �إىل �صور ور�سوم بيانية موجودة على هذه ال�شبكة كر�سوم تو�ضيحية. كما �أن املعلومات التي ت�ستند �إىل الن�ص �سهلة ،وغري مكلفة لتطوير متطلبات ذاكرة احلا�سوب .و�أ�شار نوجنت ( )1982يف الأبحاث �إىل �أن ال�صوت له مزايا وا�ضحة لتقدمي بع�ض املواد الدرا�سية الب�سيطة للأطفال الأ�صغر �سنا مع مهارات القراءة غري املطورة.
�إىل �أرقام ،وي�شار �إليها بعملية الرقمنة �أو التحويل الرقمي .فمن املمكن رقمنه ال�صوت من امليكروفون� ،أو جهاز توليف ال�صوت يف املو�سيقى� ،أو البث الإذاعي والتلفزيوين ،والأقرا�ص املدجمة �أو غريها من امل�صادر. �إعداد امللفات ال�صوتية الرقمية (:)Preparing Digital Audio Files �إن عملية �إعداد امللفات ال�صوتية الرقمية هي �أمر وا�ضح �إىل حد ما .ف�إذا م�سجلة على �أ�شرطة كا�سيت ،يجب علينا كان لديك مو�سيقى� ،أو م�ؤثرات �صوتية ّ يف البداية حتويلها �إىل �أرقام ،ومن ثم ت�سجيلها با�ستخدام و�سائل رقمية قابلة للقراءة ،مع الرتكيز على جودة ال�صوت واحل�صول على ت�سجيل جيد ونظيف. الر�سومات (:)Graphics ميكن لربجميات الو�سائط املتعددة �أن تقدّم املعلومات ب�سهولة� ،إما عن طريق الن�صو�ص �أو الر�سومات ،مما ُي�سه ّل فهم املوا�ضيع الدرا�سية .ف�إذا مل يتمكن الطالب من فهم املعلومات التي يقدمها الن�ص ،ف�إن ب�إمكانهم فهمها عن طريق تقدميها� ،أو تعزيزها بوا�سطة املرئيات .وميكن ا�ستخدام ال�صور ،واحلقائق، واملفاهيم ،والتعليمات.كما �أن املعلومات املقدّمة على �شكل ن�صو�ص من ال�سهل تذ ّكرها واالحتفاظ بها عندما يتم تو�ضيحها ب�صور. ال�صور (:)Images تقوم ال�صور بدور حيوي يف الو�سائط املتعددة .وميكن �أن ت�أخذ هذه ال�صور �أ�شكا ًال متعددة ،كال�صور الثابتة� ،أو اللوحات الفنية� ،أو ال�صور الفوتوغرافية، التي مت التقاطها عن طريق كامريا رقمية. الر�سوم املتحركة (:)Animations الر�سوم املتحركة هي عملية عر�ض �سريع ل�سل�سلة من ال�صور من �أجل �إن�شاء حركات وهمية .وميكن ا�ستخدام الر�سومات �أو ال�صور ،لتو�ضيح نقاط معينة، وتدري�س احلقائق� ،أو املفاهيم ،وحتفيز الطالب ،و�شرح الإجراءات. الفيديو (:)Video
ال�صوت (:)Audio وهو �أحد �أهم عنا�صر الو�سائط املتعددة ،حيث يو ّفر متعة اال�ستماع للمو�سيقا. ويعمل العر�ض املرئي مع ال�شرح ال�صوتي على تقدمي املعلومات بطريقة ي�سهل فهمها .فعلى �سبيل املثال ،ميكن ا�ستخدام ال�صوت ل�شرح كثري من الأ�شياء ،حتى يتم تو�ضيحها ب�شكل �أف�ضل. ُي�ستخدم الفيديو يف جمال الو�سائط املتعددة .حيث تعد الأ�شرطة التجارية، ال�صوت الرقمي ( :)Digital Audioوهي عملية حتويل املوجات ال�صوتية والأفالم ،و�أ�شرطة الفيديو املنزلية ،عن�صر ًا رئي�س ًا يف برامج الو�سائط املتعددة
16
التفاعلية ،ولكن حتتاج �أجهزة احلا�سوب �إىل معدات خا�صة� ،أو برامج لعر�ض الفيديو .ويتم �إن�شاء عرو�ض الفيديو من خالل ملفات ت�ستهلك الكثري من م�ساحة التخزين مقارنة بالر�سوم املتحركة الب�سيطة .وقد �أ�شار تايلور (� )1992إىل �أن الفيديو لي�س و�سيلة مثالية لتقدمي مواد تف�صيلية ،ولكنه ي�ستخدم ب�شكل �أف�ضل لتو�ضيح املفاهيم املجردة. وعلى الرغم من اعرتاف املحا�ضرين ب�أهمية تقنيات املعلومات واالت�صاالت يف التعليم ( (�Information and Communica ،)tions Technologies- ICTsفال تزال �صعوبات ا�ستخدام هذه التقنيات موجودة .ومن �أجل �ضمان حلول واقعية و�شاملة لوا�ضعي ال�سيا�سات ،ال ب ّد من حتديد وفهم العوامل التي حتول دون ا�ستفادة املحا�ضرات من تقنيات املعلومات واالت�صاالت ( .)ICTsويهدف التحليل الآتي �إىل تو�ضيح عقبات ا�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت ( )ICTsالتي مت الت�أكيد عليها يف الدرا�سات والبحوث ،التي در�ست �أ�سبابها حتى لو مت التح�ضري و�آثارها .وتنق�سم هذه العقبات �إىل ثالث فئات :عقبات على م�ستوى املحا�ضرات، لها ب�شكل جيد .وباملثل، وعقبات على م�ستوى اجلامعة ،و�أخرى على م�ستوى النظام. ال تعزز الربجميات غري املنا�سبة وي�شار �إىل �أن العديد من املحا�ضرين ال ي�ستخدمون تقنيات املعلومات الدرو�س ب�أي �شكل من الأ�شكال ،وتف�صل ك ًال واالت�صاالت( ، )ICTsوالو�سائل الأخرى يف �أثناء العملية التدري�سية ،ب�سبب من املحا�ضرين والطالب يف �أثناء عملية التعلم. افتقارهم للمهارات املتعلقة بهذه التقنيات .و�إن عدم املعرفة بتقنيات املعلومات و�أما عدم قدرة املحا�ضرين والطالب على الو�صول �إىل م�صادر واالت�صاالت ( )ICTsجتعل املحا�ضرين قلقني حول ا�ستخدامهم لها تقنيات املعلومات واالت�صاالت( ،)ICTsفي�أتي نتيجة عدد من العوامل يف الف�صول ال�صفية ،ومن ثم ال ي�شعرون بالثقة لتبني املمار�سات الأخرى ،ولي�س فقط لعدم وجود البنية التحتية لهذه التقنيات .وقد متتلك بع�ض الرتبوية اجلديدة. الهيئات التعليمية �أحيان ًا ،م�صادر تقنيات املعلومات واالت�صاالت()ICTs ولقد ف�شلت برامج التدريب غري املنا�سبة ،ب�إ�شراك املحا�ضرين عالية اجلودة ،ولكن ال يتم تنظيمها ب�شكل الئق ،ومن ثم ال تُ�ستخدم على النحو ال�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت ( )ICTsخالل املحا�ضرات وحت�ضري تقدم المناهج اإللكترونية للمدربين والمؤسسات مجموعة ّ الدرو�س ،ويتمثل ال�سبب الرئي�س وراء هذه من الفوائد اهمها خفض التكلفة المرتبطة باعداد المناهج الأمر يف تركيز الدورات التدريبية على تطوير مهارات تقنيات املعلومات واالت�صاالت وتقليل وقت التعلم والتواصل والمنتظم للمعلومات ( )ICTsب�شكل رئي�س �أكرث من اجلوانب الرتبوية لهذه التقنيات .ومن املثري لالهتمام �أنه على الرغم من امتالك بع�ض الأمثل .ففي بع�ض م�ؤ�س�سات التعليم العايل على �سبيل املثال ،ال ب ّد من احلجز املحا�ضرين للمهارات اجليدة يف تقنيات املعلومات واالت�صاالت(� ،)ICTsإال امل�سبق للف�صول الدرا�سية املزودة بتقنيات املعلومات واالت�صاالت( )ICTsقبل �إنهم غري قادرين على نقل هذه املهارات التي تتعلق با�ستخدام هذه التقنيات يف �إعطاء املحا�ضرة .ولذا ،فال يتمكن املحا�ضرون والطالب من ا�ستخدام هذه الف�صول الدرا�سية .كما �أن توافر التقنية ال يعني التطبيق الناجح لتقنيات املعلومات التقنيات يف �أي وقت وفق ًا الحتياجاتهم .كما ال يتوفر يف بع�ض م�ؤ�س�سات التعليم واالت�صاالت(� ،)ICTsإال �أن غياب التقنية ي�شكل عائق ًا كبري ًا. العايل اخلربة الكافية للتخطيط املنهجي ،وتنفيذ م�شاريع التنمية واملتابعة. ُي�ش ّكل عدم وجود الأجهزة ذات اجلودة العالية ،وبرامج التعليمية املنا�سبة �أهداف الدرا�سة عائق ًا مهم ًا ،ملوا�صلة تطوير تقنيات املعلومات واالت�صاالت( )ICTsيف تهدف هذه الدرا�سة ب�شكل عام �إىل تقييم تطبيق املناهج الإلكرتونية ،لتعزيز ّ جمال التعليم .كما �أن �ضعف �أجهزة احلا�سوب عادة ما ُيعطل الدرو�س ،م�شاريع اجلودة يف امل�ؤ�س�سات التعليمية يف كينيا ،بهدف تقدمي تو�صيات ب�ش�أن 17
الكيفية التي يتم بها ن�شر هذه امل�شاريع ،ودعمها ب�شكل كبري. وتتم ّثل الأهداف الأخرى لتطبيق تقنيات املعلومات واالت�صاالت( )ICTsيف التعليم، من خالل �أنظمة الو�سائط املتعددة بتنفيذ مبد�أ التعلم مدى احلياة ،وزيادة الأ�ساليب واخلدمات التعليمية ،وتعزيز تكاف�ؤ الفر�ص يف احل�صول على التعليم واملعلومات ،وتطوير نظام جمع املعلومات التثقيفية ون�شرها ،وت�شجيع �إملام جميع املواطنني ،وخا�صة الطالب ،بالتقنيات ،وتطوير التعليم عن بعد مع املحتويات الوطنية ،وتعزيز ثقافة التعلم (تنمية مهارات التعلم ،والتو�سع يف التعليم االختياري ،وم�صادر التعليم املفتوح)، و�أخري ًا دعم الهيئات التعليمية يف تبادل اخلربات واملعلومات مع الآخرين. �إن امل�ساهمة املهمة للمناهج الدرا�سية الإلكرتونية يف جمال التعليم القائم على احلا�سوب ،هو توفري الو�صول �إىل املعرفة امل�ستندة �إىل املوارد .وي�شري تاريخ نظام القيا�س الرتبوي املحو�سب� ،إىل �أن ك ّل جيل من القيا�س الرتبوي، قد �أظهر زيادة يف ا�ستخدام �أنظمة الو�سائط املتعددة من �أجل حت�سني �أن�شطة القيا�س الرتبوي. وهناك حتديات تعيق اجلودة يف التعليم الكيني، مثل :زيادة الطلب على التعليم العايل الذي �ساهم يف عدم التخطيط ،وعدم قدرة املوارد على تلبية احتياجات املواد الدرا�سية ،ونق�ص الأيدي العاملة املدربة ،و�سوء تنمية املوظفني، وامل�س�ؤوليات الثقيلة؛ نظر ًا الرتفاع عدد الطالب، وعدم و�ضوح �سيا�سة التدريب. و�سوف تتعهد التطورات احلديثة يف تقنيات االت�صاالت ،والتي �أ�صبح لها ت�أثري على التعليم يف املدار�س والكليات واجلامعات ،بالتغلب على هذه العقبات .كما �أن ت�صميم الأنظمة املنطقية ،وتطويرها ،وا�ستخدامها يلعب دور ًا رئي�س ًا يف حتقيق هذا الأمر .وتنظر حكومة كينيا �إىل التعليم بكونه و�سيلة يتم من خاللها تزويد املجتمع ،مبهارات تقنيات املعلومات واالت�صاالت )ICTs(،لإيجاد منو اقت�صادي م�ستدام .وترى �أي�ضا �أن ا�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت(� )ICTsسيقوم بدور كبري يف ن�شر املهارات �إىل املجتمع ،ومن ثم خلق 18
�آثار �إيجابية يف االقت�صاد. منهجية الدرا�سة اعتمدت هذه الدرا�سة على اال�ستبيانات للح�صول على الردود النوعية� ،إ�ضافة �إىل �إجراء املقابالت .وقد ا�ستهدفت هذه الدرا�سة م�ستخدمي املناهج الإلكرتونية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف كينيا .وقد مت ت�صميم هذه الدرا�سة با�ستخدام امل�سح النوعي والكمي .ومت تناول احتياجات امل�ستخدم ،والعوامل الدميوغرافية ،مثل :العمر، والتجربة التعليمية ،والنوع االجتماعي ،يف هذه يخ�ص املناهج الدرا�سة .و�ستعمل الدرا�سة ،فيما ّ الدرا�سية الإلكرتونية ،على �إيجاد فر�ص مهمة ملطوري املناهج التعليمية وللمناهج الإلكرتونية، ملناق�شة التحديات ،والق�ضايا ،والتطورات يف تطبيق الو�سائط املتعددة يف التعليم والتعلم على م�ستويات خمتلفة بهدف تعزيز اجلودة. اخلامتة �إن اندماج جميع �أنواع الو�سائل يف العامل الرقمي يج�سد روح الع�صر التقني اجلديد.
وتقدم الو�سائط املتعددة ،مثل :الفيديو، والن�صو�ص ،وال�صور الثابتة ،التي تعد و�سائل تعليمية فعالة .ولكن القول امل�أثور «�إن �إدخال �أجهزة احلا�سوب يف املدار�س �سيعمل على حت�سني التعلم مبا�شرة» ،ناق�ض الواقع الذي يقول ب�أن «التقنيات باهظة الثمن �ست�سفر عن عودة للتعليم ،ريثما تلبي املدار�س واملناطق االحتياجات ،نحو التطوير املهني ،والدعم التقني ،وتوافر الربامج املنا�سبة ،والإدارة ال�صفية ،وتكامل املناهج». كما �أن الإمكانات الكاملة ال�ستخدام تقنيات الو�سائط املتعددة للتعلم يف املدار�س االبتدائية والثانوية ،ال ميكن �أن تتحقق �إال بعد �إعادة النظر يف خربات ،وجتارب التعلم املقدمة يف املدار�س والكليات التقليدية .ويتعني على املعلمني �أن يكون لديهم دراية ب�ش�أن تقنيات الو�سائط املتعددة ملعرفة كيفية ا�ستخدامها يف �أثناء العملية التدري�سية.
اندماج جميع الوسائل في العالم الرقمي يجسد روح العصر التقني الجديد ّ
إقامة شراكات فعالة مع هيئات خارجية
�سلط هذا التقرير ال�ضوء على عمليات التعليم امل�ستمر التي تعرف �أي�ضاً بعمليات التعليم الإ�ضايف التابعة للجامعات .ميثل التعليم امل�ستمر العمليات التعليمية التي تقدم حما�ضرات لطالب غري تقليديني ،يكونون يف الأغلب من فئات عمرية متقدمة ،وي�سعون للح�صول على تدريب متعلق بعملهم� ،أو ح�ضور حما�ضرات لزيادة ثقافتهم يف جمال معني دون احل�صول على درجة �أكادميية. وتناول التقرير ال�شراكات التي تقوم بها عمليات التعليم هذه مع هيئات خارجية ،بهدف زيادة م�ساهمتها للجامعة الأم .وعر�ض التقرير مفهوم ال�شراكة على �أنه تبادل �إ�سرتاتيجي م�ستمر، وتوا�صل بني الأطراف ،وتعاون على ت�شكيل ومراجعة الأهداف الإ�سرتاتيجية احلا�سمة .كما ي�ؤكد التقرير على �أن هذه ال�شراكات مهمة جداً الزدهار امل�ؤ�س�سات على املدى الطويل.كما �أن تقييم و�إدارة ال�شراكات مهارة ال ب ّد �أن يكت�سبها م�س�ؤولو امل�ؤ�س�سات التعليمية وميار�سوها ،والهدف من هذا التقرير هو تقدمي منظور لل�شراكة على نحو فعال. يجب على م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،حال بقية قطاعات الأعمال� ،أن ت�شق طريقها يف بيئة من املوارد ال�شحيحة ،حيث هام�ش اخلط�أ �صغري جد ًا ،والقرارات حول تخ�صي�ص وقت املوظفني ومبادرات التمويل يجب �أن تدر�س بتفكري دقيق .ولذا �أدركت م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أهمية وقيمة العمل مع هيئات خارجية مل�ساعدتها على اال�ستفادة الأف�ضل من ر�أ�سمالها املادي والب�شري. وذكر التقرير �أهم فوائد ال�شراكة مع هيئات خارجية ،وهي� :إعادة الهيكلة وتقليل التكاليف ،وبناء �أنظمة جديدة ال�ستيعاب عمليات وا�سعة النطاق ،وال�سماح للموظفني من الرتكيز على املهام الأ�سا�سية، وتب�سيط العمل .وت�سهيل الو�صول ال�سريع لأف�ضل املمار�سات ،و�أخري ًا بناء القدرات الداخلية من خالل مراقبة املتخ�ص�صني اخلارجيني.
صورة التقرير
19
كما و�أ�شار التقرير �إىل عيوب حمتملة لهذه ال�شراكات ،منها :فقدان ال�سيطرة واالعتماد الكلي على جهة خارجية ،وفقدان اخلربات الداخلية حتى لو كانت مب�ستوى �أقل من اخلربات اخلارجية ،وتراجع طفيف يف جودة العمل عندما تبد�أ الهيئات اخلارجية الرتكيز على جامعات �أخرى ،وقبول حتديات جديدة ،و�أخري ًا التكاليف ال�سيا�سية للتغلب على املقاومة الداخلية للعمل مع �أطراف خارجية. يجب على �أع�ضاء جمعية املهنيني اجلامعيني والتعليم امل�سترمرUniversity Profe s sional and Continuing Educa� ،)tion Association,(UPCEAأن يطرحوا الأ�سئلة الآتية من �أجل �أي من الأهداف الإ�سرتاتيجية ،واخلطة الت�شغيلية الناجمة :هل بالإمكان حتقيق الهدف دون �شراكة وبكلفة
املحادثات غري الر�سمية مع الهيئات اخلارجية ق�ضية مهمة للح�صول على فكرة حول النهج املتبع لدى هذه الهيئات ،والتعرف على امل�شاكل امل�شابهة التي تتعر�ض لها اجلامعات .ويف املقابل تتعرف هذه الهيئات على �أو�ضاع واحتياجات امل�ؤ�س�سات التعليمية املختلفة ،مما ي�ساعدها على ت�صميم وتقدمي احللول واخلربات الالزمة. و�أكد التقرير على �أهمية عملية التقييم ال�شفاف لل�شركاء املحتملني ،فقد تنطوي هذه العملية على طلب عطاء �أو مذكرة تفاهم ،ولكن الأهم هو التحاور بني �أ�صحاب امل�صلحة الداخلية واجلهات اخلارجية حول ما يهم امل�ؤ�س�سة ،فيما يخ�ص التحديات القائمة ،والأهداف املو�ضوعة، ّ ومدى �إمكانية حتقيقها .ويجب �أن تنطوي عملية التقييم هذه على امل�صارحة ،بكل القيود املالية، والتنظيمية ،والثقافية .كما يعد مو�ضوع انفتاح
شراكة مؤسسات التعليم العالي مع هيئات خارجية يوفر لها اعادة الهيكل وتقليل التكاليف وبناء انظمة جديدة الستيعاب اكبر وبناء القدرات الداخلية مقبولة؟ وهل بالإمكان حتقيق الهدف من خالل ال�شراكة مع هيئة خارجية؟ و�إن مل يكن بالإمكان حتقيق الهدف بال�شراكة �أو من دونها ،فهل يعد هذا هدف ًا مقبو ًال؟ و�أ�شار التقرير �إىل �أن على وحدات التعليم امل�ستمر ،قبل الأخذ باحل�سبان ال�شراكة مع هيئة خارجية� ،إجراء تقييم عملي للمناخ امل�ؤ�س�سي� .إذ من دون دعم �أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،ور�ؤ�ساء الأق�سام والعمداء ،ورئي�س اجلامعة� ،ستجد وحدات التعليم امل�ستمر �أن العاملني يف امل�ؤ�س�سة، قد يجعلون من املبادرات الأكرث منطقية م�ستحيلة املبا�شرة ،ناهيك عن تنفيذها. وفق ًا للتقرير يجب على امل�ؤ�س�سات التعليمية حتقيق �شراكات بوقت مبكر يف �أثناء التخطيط الإ�سرتاتيجي ،وقبل و�ضع الأهداف الإ�سرتاتيجية، لتفادي �أية م�شاكل تنظيمية م�ستقبلية� .إذ يجب على الإداريني التحاور مع نظرائهم يف امل�ؤ�س�سات الأخرى والبحث يف �شبكة املعلومات .وتعد 20
امل�ؤ�س�سة و�صراحتها مه ًما جد ًا خللق �شراكات خارجية ناجحة. يجب على امل�ؤ�س�سات التعليمية يف �أثناء بحثها عن �شريك م�ستقبلي �أن حت�صل على �إجابات للأ�سئلة الآتية :كيف ميكن لل�شريك �أن يو�ضح ويحدد �أهداف تلك امل�ؤ�س�سات� ،أو حلول م�شاكلها؟ وهل لدى ال�شريك امل�ستقبلي �سجل حافل بالنجاح، مب�ساعدة امل�ؤ�س�سات على مواجهة حتديات مماثلة؟ وما هي امل�صادر املوجودة والقادرة على تقدمي �إجابات لأ�سئلة ،مثل �إمكانية ال�شريك يف ت�أمني امل�شاريع بامليزانية والوقت املحددين؟ و� ّأي من املخاوف الفورية حول ال�شراكة ي�ستطيع ال�شريك املحتمل معاجلتها؟ وهل تعد امل�ؤ�س�سات من�سجمة مبا يكفي ل�ضمان �شراكة طويلة الأمد؟ وكيف تتعامل الأطراف مع البيانات امل�شرتكة ؟ وما ال�ضمانات التي ب�إمكان ال�شركاء تقدميها مبا يخ�ص خ�صو�صية املعلومات احل�سا�سة و�أمنها؟ وهل يحتمل عمل هذا ال�شريك دعم
ومتابعة �شراكة طويلة املدى؟ و�أخري ًا هل يخ�ضع هذا ال�شريك ملعايري الرابطة الأمريكية مل�سجلي الكليات و�ضباط القبول اجلامعي Amer i can Association of Collegiate Registrars and Admissions )Officers (AACRAO؟ فعلى امل�ؤ�س�سة التي تناق�ش �إمكانية ال�شراكة مع �شركاء حمتملني احلذر لكيال ت�ؤثر عملية التقييم ب�صورة �سلبية على �إمكانية ال�شراكة .يف حني يجب على امل�ؤ�س�سات �إجراء تقييم �شامل لل�شركاء املحتملني ،و�أن تربر �أي�ض ًا طلب املعلومات الذي قد جتده الهيئات اخلارجية �أم ًرا غري عادي. و�أ�شار التقرير �إىل �أنه من املفيد �إ�شراك طرف ثالث ،يف حالة ال�شراكات التي تتطلب التزام ًا كبري ًا بالوقت واملوارد ،ليدير العملية .وينطبق هذا على ال�شراكات املعقدة ووا�سعة النطاق ،كمجاالت التقنية ،التي قد ال تتوفر اخلربات الالزمة لها لدى امل�ؤ�س�سة التعليمية .ويجب �أال يكون لدى القائم على التقييم �أي توقعات عمل مع امل�ؤ�س�سة املعنية بال�شراكة ،كما يجب �أال يكون متحيز ًا لأي من ال�شركاء املحتملني .وعلى الطرف الثالث �أن يعك�س �صفات وحكم امل�ؤ�س�سة ،بالإ�ضافة �إىل متثيل اهتماماتها والقيام بالتو�صيات الالزمة. وعلى الرغم من �أن تعيني طرف ثالث قد يزيد من تكاليف ال�شراكة الكلية� ،إال �أن ذلك �سيوفر وقت املوظفني� ،إذ �سيقوم موظفو الطرف الثالث بكل املجهود بدل من موظفي امل�ؤ�س�سة. ول�ضمان جناح ال�شراكة ،ب�إمكان امل�ؤ�س�سة اتخاذ خطوات لزيادة احتمالية النجاح مع تقليل العراقيل .ويجب على الأطراف املعنية ،قبل امل�ضي بال�شراكة ،الت�أكد من ت�سجيل الأهداف يتم االتفاق على املن�شودة يف عقود مكتوبة ،حيث ّ معايري النجاح وتعريف مقيا�سها .ومن املهم �أي�ض ًا حتديد العقوبات يف حالة ف�شل حتقيق الأهداف، �إىل جانب �إ�ضافة بند �صناديق الطوارئ ،لدعم التغيريات واملبادرات اجلديدة املتعلقة بال�شراكة �ضمن العوامل املالية يف العقد االبتدائي. و�أ�ضاف التقرير �أنه مهما كانت �صيغة العقد، ف�إن ال�شراكة تتعلق بال�صرب واملرونة منذ البداية، �إذ يجب على طاقم موظفي اجلامعة �أن يدركوا ب�أن دخولهم ب�شراكة مع جهة خارجية جتعلهم
يتخلون عن جزء من التحكم ،وعليهم كذلك تقبل �أن �سبب وجود هذه ال�شراكة هو �أن هناك طر ًفا �آخر ميلك اخلربة الالزمة لإجناز مبادرة جديدة .وهذا قد يعني تغيري ًا كبري ًا يف كيفية عمل اجلامعات وقيمها امل�ؤ�س�سية .وعلى املوظفني اخلارجيني من جهتهم� ،أن يكونوا بالغي الدقة فيما يتعلق بالفروقات وامليزات امل�ؤ�س�سية والبيئية .حيث �إن كل جامعة خمتلفة عن الأخرى، والطريق نحو النجاح خمتلف كذلك. كما �أ�شار التقرير �إىل �أهمية تدريب العاملني على فهم دور وخربة وعمل كال الطرفني ،وتفهم الأهداف املرجوة� ،إذ يخلق هذا التدريب جو ًا من التعاون مما ي�سهم يف جناح هذه ال�شراكة وتعزيزها .كما حتتاج هذه ال�شراكات �إىل امل�صادر ،ودعم وم�شاركة �شخ�ص ذي �سلطة ونفوذ يف الهيئة� .إذ يجب �أن ي�شارك هذا الإداري
لأن الظروف تتغري ب�شكل م�ستمر ،مما ي�ؤدي اتفاق م�سبق ،ولي�س ب�سبب نزاع �أو �أزمة .لذا من وفر�صا غري �أن �أهم الن�صائح عند �إنهاء ال�شراكة� :أن يتحلى لتوافر معلومات جديدة ،تُظهر قيودًا ً متوقعة .لذلك حتتاج الفرق العاملة �إىل الدعم جميع الأطراف باالحرتام والت�صرف ب�أخالق واال�ستقالل للرد والعمل. للمحافظة على �سمعتها يف �سوق العمل.
يجب على مؤسسات التعليم العالي إجراء تقييم شامل للشركاء المحتملين منعًا لسوء فهم مستقبلي او تعارض في المصالح وتعد نقاط التوا�صل بني اجلامعة والعاملني يف الهيئة اخلارجية ،مهمة للغاية عند بدء ال�شراكة، �إذ يجب املحافظة على حوار وتوا�صل دائمني ،من خالل االجتماعات والتقارير امل�ستمرة ،ل�ضمان عدم حدوث مفاج�آت والت�أكيد على التعامل مع الأزمات ب�صورة �صحيحة.
المحافظة على التواصل والحوار الدائم بين الجامعة ومنسوبيها مهم للغاية عند بدء الشراكة لضمان عدم حدوث مفاجآت التنفيذي ب�صورة كبرية ليربهن على �أهمية هذه ال�شراكة للم�ؤ�س�سة .وعلى امل�ستوى العملي، يجب �أن مينح املدير موظفيه ،وموظفي الهيئة اخلارجية ،حرية للعمل واتخاذ القرارات ،وذلك
قد تدوم ال�شراكات لأيام �أو لعقود من الزمن، ولكن معرفة ما قد ي�ؤدي �إىل �إنهاء ال�شراكة منذ البداية �أمر مفيد للطرفني .لذا تكمن قيمة التخطيط لنهاية ال�شراكة يف �أنها قد ت�أتي ب�سبب
و�أكد التقرير على �ضرورة جتنب ال�شراكة يف حال عدم �ضمان جناح امل�ؤ�س�سة التعليمية يف حتقيق تطلعاتها و�أهدافها ،كما يجب التمعن بدرا�سة �إمكانية ال�شراكة وجدواها لتفادي خ�سارة الوقت وامل�صادر .وعلى كال الطرفني النظر ب�شكل خا�ص يف خطة عمل الطرف الآخر، التي تذكر امل�صادر الالزمة والعائدات املالية املتوقعة .فاحلديث عن الأمور املالية ركيزة مهمة خلطة العمل ،لأنه �سي�ضع العمل يف �إطار ذي حقائق �أكرث عملية ،بعيد ًا عن الأفكار والأهداف غري املح�سو�سة .والطريقة الأخرى ملعرفة جدوى ال�شراكة مع هيئة معينة ،هي مبراقبة �أ�سلوب عملها يف �أثناء فرتة التقييم. ويف ختام التقرير يخل�ص كاتبوه �إىل �أنه ال ميكن للن�صائح �أن حتل حمل اخلربة .فمعظم امل�ؤ�س�سات التعليمية تعمل مع �أطراف خارجية من �أ�صحاب �أعمال� ،أو ا�ست�شاريني� ،أو حتى جامعات �أخرى ،لتحقيق �أهداف مهمة .وقد تتعمق هذه ال�شراكات لت�ش ّكل فيما بعد ا�سرتاتيجيات ،ت�ؤدي �إىل منح اال�ستقاللية ودرجات �أعلى من الثقة بني الهيئات .وتفيد هذه ال�شراكات الهيئات املعنية على حتقيق �أهداف ما كانوا ليحققوها من دونها .وميكن لل�شراكات �أي�ض ًا �أن تكون �إخفاقات وم�ضيعة كبرية للموارد .ويختتم التقرير بن�صيحة حول �أهمية قيام الأطراف با�ست�شراف �سبل النجاح بحرية مع االلتزام املتحفظ ،و�أنه ال ميكن لأي م�ؤ�س�سة �أن تزدهر متام ًا من تلقاء نف�سها ،يف �سوق حيوية وتناف�سية.
21
ال Di vid e
ic m de a c cross the A
u m
m Co
مية دي
كا
ت وا
ص
عبر الفج و ة ل اال
ni ca tin gA
بقلم :ماريا �سرتوبر -يناير 2011م تطرح الكاتبة ماريا �سرتوبر ما حلق باالقت�صاد العاملي من �أ�ضرار ج�سيمة يف الآونة الأخرية ،نتيجة الف�شل يف االتفاق حول �آلية النهو�ض باالقت�صاد وتنميته من جديد ،وتقول( :قد نختلف لفرتة ق�صرية على و�صف ما ،لكننا نقول ب�صوت واحد ووا�ضح حول ق�ضية واحدة على الأقل� :إن االبتكار هو عامل �أ�سا�سي لنجاح طويل الأمد ،كما ن�ؤمن ب�أن البحث العلمي هو املفتاح الأ�سا�سي لتغذية االقت�صاد بالأفكار ال�صحية التي من �ش�أنها ت�أ�سي�س البنية االقت�صادية ال�سليمة على املدى الطويل). ال تزال اجلامعات تغفل عن م�صدر مهم للإبداع واالبتكار �أال وهو :تالقح الأفكار التي ت�أتي نتيجة حم��ادث��ات مثمرة يف خمتلف امل�ج��االت .فيعتقد العديد من الأ�شخا�ص ،من خارج اجلامعات ،ب�أن �أع�ضاء هيئة التدري�س يتناق�شون يف عدة جماالت تتعلق بتخ�ص�صاتهم ،كونهم يعملون ككادر واحد يف مكان واحد ،ولكن احلوارات املو�ضوعية تبقى جم��رد �أح��ادي��ث ،ح�ين ال نلم�س فيها �أي جانب تطبيقي. هنالك ثالثة تف�سريات لقلة االهتمام من قبل للم�ضي يف حوار متعدد �أع�ضاء هيئة التدري�س، ّ االخت�صا�صات ،وهو �أن الأنظمة اجلامعية (من تعيني ال�ك��وادر ،وترقياتهم ،وزي��ادة رواتبهم)، يحكمها نظام واحد ،وال يتمتع بالتحفيز الكايف، وذلك لعدم وجود متويل كاف .وهذه التف�سريات حمفوفة ب��ال���ص��راع��ات ،حيث ت��رى م��اري��ا ،من 22
خالل �سعيها يف البحث عن ر�ؤي��ة جديدة حلوار التخ�ص�صات بعنوان :حتدي طبيعة الأفكار�،أن من العوائق الأ�سا�سية حل��وار التخ�ص�صات هو �أن �صعوبة �إجرائه ك�صعوبة التحدث �إىل �شخ�ص �آخر من ثقافة �أخرى خمتلفة ،حينها جتد اللغة عائ ًقا ال ميكن جت��اوزه �إال بالرتجمة اململة وغري الدقيقة ،لكنها عقبة ميكن تخطيها .ولكن الأكرث �صعوبة من ذلك هو �أن حتاول فهم وتقبل طريقة تفكري ال��زم�لاء م��ن خمتلف التخ�ص�صات� ،إذ تختلف اعتقاداتهم ،و�أمناط تفكريهم ،وجماالت اهتماماتهم. وقد �أج��رت (ماريا �سرتوبر) بحوث ًا لإجن��از كتاب جديد لها ،ت�ش ّكل مب�ضمونه عن لقاءات بني �أع�ضاء هيئة التدري�س ،الذين �شاركوا يف �ست حما�ضرات يف بحوث جامعية خا�صة يف الواليات املتحدة الأمريكية، هدفت �إىل ت�شجيع حوار التخ�ص�صات ،على �أمل �أن
صورة التقرير
يعطي امل�شاركون مقرتحات مثمرة .وات�سمت اللقاءات مع الأ�شخا�ص املعنيني ،الذين كانت جت��رى معهم لقاءات حول ( ر�ؤى وعالقات جديدة مع العلماء يف تخ�ص�صات �أخرى ) بنتائج �إيجابية. بيد �أن احل��وارات بني الزمالء ،ب�ش�أن مو�ضوع حوار التخ�ص�صات ،كانت عا�صفة بع�ض ال�شيء، وغري مثمرة ،و�أدلت مالحظاتهم بعدة مقرتحات واقعية ،ملن يرغب يف ت�شجيع مثل هذا التعاون واحلوار ،والإنفاق عليه. تباينت الآراء ووج�ه��ات النظر الفكرية بني امل���ش��ارك�ين يف �إح ��دى امل�ح��ا��ض��رات ال��درا��س�ي��ة، ال �ت��ي �أج��ري��ت بح�ضور �أ��ش�خ��ا���ص م��ن خمتلف التخ�ص�صات يف جمال االقت�صاد ،والريا�ضيات، والعلوم الدينية .وبناء على ذلك ،تباينت ردود �أفعالهم تبع ًا لهذا االختالف ،فمنهم من �أ�صدر انتقادات ح��ادة ،و�آخ ��رون قاموا مب�غ��ادرة قاعة املحا�ضرة .كما نالت حما�ضرة �أخ��رى �ألقتها �أ�ستاذة يف الدراما ن�صيبها من االنتقادات� ،إذ انتقد ع��دد من امل�شاركني ما قيل عن الرتكيز على نهج الإن�سانية ،ب�أنه غري مريح ،بينما ر�أت املحا�ضرة �أن النقد امل��وج��ه ه��و طريق ل�صراع ِ خطري .ويف �سياق مماثل قالت �أ��س�ت��اذة الفن الت�شكيلي ،عندما طلب منها ت�ق��دمي العر�ض لل�شرائح املتعلقة بعملها�« :أنا �أكره عر�ض ال�شرائح» و�أ�ضافت قائلة�« :إن الأمور جتري ب�سرعة دون �أن يلحظ النا�س م�ضامني اللوحات ،حتى �أنهم ال ي�ستطيعون ر�ؤيتها» .لذا طلبت منهم �أن يذهبوا معها �إىل �صالة عر�ض اللوحات اخلا�صة بها، والتمعن جيد ًا ملحاولة قراءة لوحاتها ،لكن زميل لها �أخربها ب�أنه لي�س هناك وق��ت ك��اف للتنقل يف املبنى اجلامعي بالطالب �إىل �صالة عر�ض اللوحات ،و�أنه بالن�سبة �إىل الطالب ،يعد عر�ض ال�شرائح لأعمالها �أ�سهل و�أ� �س��رع م��ن ر�ؤيتها، وت�أملها على �أر�ض الواقع .بيد �أن تلك كانت على ح�ساب الفهم الدقيق للوحات وتفا�صليها. و�أخري ًا ويف �آخر حما�ضرة كانت لأ�ستاذ الريا�ضيات الذي مل يتكلم فيها مع امل�شاركني ،حيث كانت �سريعة بالن�سبة لعامل معتاد على التعمق يف التفكري قبل �أن يتناول مو�ضوع ما ،فمجرد �أن انتهى من التمحي�ص
خلق مصادر ثابتة للطاقة وبناء عالقات وطيدة مع األمم األخري يحتاج الى اأبتكار من قبل الخبراء
اإلنخراط في حوار متعدد التخصصات ال بد ان يكون سلسًا وليس بديهيًا الدقيق لفكرة معينة انتقلت جمموعة من احلا�ضرين �إىل مناق�شة فكرة �أخرى وتبادل الأحاديث اجلانبية. ومن ثم مل ت�سنح له الفر�صة ليزود احل�ضور مبا قد ي�ستفيدوا منه من �أفكار ونظريات. ومن هنا ميكن الوقوف على �أمرين مهمني، �أو ًال� :أن االنخراط يف حوار متعدد التخ�ص�صات، ال ب ّد �أن يكون �سل�س ًا ،ولي�س بديهيا ،وعندما يجتمع العلماء من خمتلف التخ�ص�صات مع ًا ليتعلموا من بع�ضهم بع�ض ًا ،ف�إنهم بحاجة �إىل فهم �أفكار كل واح��د منهم ،وحم��اول��ة �سماع الأف�ك��ار وتعقلها. وعلى امل�ستوى الأكادميي ،تقدم بع�ض امل�ؤ�س�سات التعليمية دورات تدريبية ،حول كيفية الت�شكيك ب��الأف�ك��ار اجل��دي��دة ،فما يت�سم ب��ه العلماء هو الإ�صرار على الت�شكيك والنقد� ،إذ ال ي�س ّلم الأغلب منهم بالفكرة من دون متحي�ص وتدقيق ،وهذا بحد ذاته ما ي�ؤدي لتعلم مهارات جديدة .تقدم تلك الدورات مهارات يف ت�أجيل ال�شك والرتكيز ع��و� �ض � ًا ع��ن ذل ��ك ،يف ال�ب�ح��ث وال �� �ص�بر لفهم جتارب و�أفكار ،ومنهجيات ،وثقافات الآخرين، وخرباتهم.
ثانيا :يتطلب جناح حوار متعدد التخ�ص�صات قيادات قوية ،بحيث ي�سري احل��وار بني �أع�ضاء ه�ي�ئ��ة ال �ت��دري ����س م��ن خم�ت�ل��ف التخ�ص�صات، والقيادة بحيوية ناجحة ،بعيد ًا عن اجتاهات ف��ردي��ة .ويف ال��وق��ت نف�سه ال ب � ّد �أن يثبت ق��ادة احلوار الثقة والرباعة ،ومعرفة كيفية العمل من �أجل تفادي ال�صراعات الفكرية واالنتقادية ،التي ميكن �أن حتدث بني امل�شاركني. وم��ا ميكن تلخ�صيه ب�صدد ه��ذا املو�ضوع، ف�إنه ميكن اال�ستنتاج �أن امل�شاكل التي تع�صف بنا يف القرن الواحد والع�شرين ،ال تلتزم حدود التخ�ص�صات .و�إن خلق م�صادر ثابتة للطاقة، وب �ن��اء ع�لاق��ات وط �ي��دة م��ع الأمم الأخ� ��رى، و�سنّ قوانني �إن�سانية الحتواء تكاليف الرعاية ال�صحية ،ك � ّل ذل��ك بحاجة �إىل االبتكار من قبل اخل�براء ،الذين ي�ساهمون يف �إثرائه عرب تخ�ص�صاتهم .و�أي�ض ًا ال ب� ّد للأ�شخا�ص من خ��ارج النطاق الأك��ادمي��ي �أن يعززوا منهجية حوار التخ�ص�صات وي�شجعوها ،للنهو�ض بالأمم نحو الأف�ضل يف �شتى املجاالت. 23
إشراك المجتمع في التعليم العالي في جنوب إفريقيا
تهدف هذه الورقة �إىل جمع وجهات النظر ب�ش�أن م�شاركة املجتمع يف التعليم العايل يف جنوب �أفريقيا ،من �أجل م�ساعدة م�ؤ�س�سة البحوث الوطنية ، )National Research Foundation) NRFيف و�ضع برنامج لتمويل البحوث يف هذا املجال ،وامل�ساهمة يف تقدمي امل�شورة �إىل وزير الرتبية والتعليم ،حول �إ�شراك املجتمع يف النظام الوطني للتعليم العايل .ويف ت�شكيل هذا التحقيق ،هناك �أ�سئلة وا�ضحة بخ�صو�ص النطاق والتعريف ،مثل ما هو املق�صود باملجتمع ،و�أ�شكال نقل املعرفة ،ودور التعليم اخلدماتي ،والعالقة بني �إ�شراك املجتمع املحلي من جهة ،والتعليم العايل العام يف �سياق الدولة التنموية ،من جهة �أخرى .ويعد �إ�شراك املجتمع واحدا من املبادئ الثالثة ،جنباً �إىل جنب مع التدري�س والبحث ،لإعادة �إعمار ما دمره الف�صل العن�صري لنظام التعليم العايل يف جنوب �أفريقيا. وي�ضم املجتمع املوظفني يف اجلامعات ،والطالب ،واملجتمع� ،إ�ضافة �إىل جمموعة املمار�سات للمنظمات، واملدار�س ،واملجتمع املدين ،واملواطنني عموم ًا� .إن �إ�شراك املجتمع هو مفهوم ي�شكل حتدي ًا يفتح املجال للتحقيق يف طبيعة املعرفة ذاتها .كما �أن تف�سري هذا املخت�صر بهذه الطريقة ال يزال يتخذ زمام املبادرة يف ور�شة العمل بتاريخ �آب � /أغ�سط�س 2008م ،ويتناول جوانب الغمو�ض التي �أبقت �إ�شراك املجتمع املحلي يف جنوب �أفريقيا مهم�ش ًا لأكرث من عقد من الزمان ،ويفتح الأبواب ملوا�صلة النقا�ش. �إن نقطة االنطالق املالئمة للنظر يف �سيا�سات التعليم العايل يف جنوب �إفريقيا ،هو الكتاب الأبي�ض لعام 1997م� ،إذ حدد الكتاب الأبي�ض برناجم ًا لتحول التعليم العايل من م�ؤ�س�سات الف�صل العن�صري غري املن�صفة وغري الفعالة للغاية� ،إىل نظام وطني واحد يخدم كل االحتياجات الفردية واجلماعية� .إىل جانب التعليم والبحث ،ويع ّد �إ�شراك املجتمع واحد ًا من �أركان هذا النظام .وتدعو اجلامعات �إىل �إظهار امل�س�ؤولية االجتماعية ،وت�ؤكد على التزامها بال�صالح العام ،من خالل جعل اخلربات والبنية التحتية، م�سخرة لربامج خدمة املجتمع .والهدف الرئي�س هو تعزيز امل�س�ؤولية االجتماعية وتطويرها ،وزيادة وعي الطالب لدور التعليم العايل يف التنمية االجتماعية واالقت�صادية من خالل برامج خدمة املجتمع. وقد ّمتت �إعادة ت�أكيد هذا املوقف ال�سيا�سي ،يف اخلطة الوطنية لوزارة الرتبية والتعليم للتعليم العايل ،التي �أكدت على �أولوية تعزيز القدرة على اال�ستجابة لالحتياجات الإقليمية والوطنية للربامج الأكادميية ،والبحث ،وخدمة املجتمع .كما حدّدت جلنة جودة التعليم العايل ،خدمة املجتمع القائم 24
صورة التقرير
على املعرفة ،على كونه �أ�سا�س ًا العتماد الربامج و�ضمان اجل��ودة .ومن �أج��ل جعل هذه ال�سيا�سة ممكنة ،طلبت جلنة جودة التعليم العايل تقارير حمددة ب�ش�أن �إ�شراك املجتمع املحلي. وبالنظر �إىل �سياق ال�سيا�سات واملمار�سات الدولية، جن��د �أن �سيا�سة ج�ن��وب �إفريقيا وا��ض�ح��ة .فعلى �سبيل املثال� ،أ�شار ويلمان ،خالل ا�ستعرا�ض تقييم م�شاركة املجتمع املدين يف الواليات املتحدة يف �أواخر الت�سعينات� ،إىل �أنه عندما يتم تقييم امل�ساهمات املدنية ،ف�إن هناك �أ�شياء �أخرى يتم قيا�سها؛ كالتعلم اخلدمي ،Service Learningواملناخ داخل املدن اجلامعية ،وم�شاركة الطالب ،و�أع�ضاء هيئة التدري�س ،وخدمة املجتمع .وميكن لهذه التقييمات ت��وف�ير بع�ض املعلومات ع��ن امل�ساهمات املدنية، ولكن ب�شكل غري مبا�شر ،فهي ال تقدم معلومات �أب��د ًا عن �أدوار خدمة املجتمع والتعليم .كذلك ،ال توجد خريطة طريق تربط التقييمات امل�ؤ�س�سية مع امل�ساءلة العامة من �أج��ل �أدوار خدمة املجتمع والتعليم. ونتيجة ل��ذل��ك ،ف ��إن امل�س�ؤولية للقيام ب��دور يف خ��دم��ة ال�ت�ع�ل�ي��م امل� ��دين ،ال ت�ظ�ه��ر ب���ص��ورة عامة يف نقا�شات ال�سيا�سة العامة ح��ول هدف وف�ع��ال�ي��ة التعليم ال �ع��ايل .و�أ� �ش��ار م��وت��ون ،من خ�لال ا�ستعرا�ض تداخالت التعلم اخلدمي يف جمموعة من امل�ؤ�س�سات� ،إىل �أن التعلم اخلدمي، وللأ�سف ،قد �أدّى �إىل ردود فعل �سلبية قوية يف بع�ض امل�ؤ�س�سات� .إذ تقوم هذه امل�ؤ�س�سات بالنظر �إىل مفهوم التعليم اخلدمي من خالل ا�ستخدام مفاهيمها م�شرية �إىل �أنها �ستطبق التعلم اخلدمي بطرقها اخلا�صة. ومي �ك��ن ف�ه��م �إ���ش��راك امل�ج�ت�م��ع امل�ح�ل��ي على كونه جمموعة من الأن�شطة التي ت�شمل التعلم اخل��دم��ي ،وال�ت�ع� ّل��م ال�ق��ائ��م ع�ل��ى ح�� ّل امل�شاكل (،)Problem Solving Based Learning وال �ب �ح��وث ال �ت��ي ت �ت �ن��اول ال��رغ �ب��ات واحل��اج��ات املحددة ،وال�سعي نحو �أ�شكال بديلة من املعرفة، والتحديات التي تواجه ال�سلطات التي تتحكم يف �أنظمة البحوث املبا�شرة ،وتخ�صي�ص امل�ؤهالت، على الرغم من �أن هذه القائمة من املفاهيم �سوف
حتتاج �إىل ت�صنيف يف وقت الحق .ملاذا ال يزال هذا النوع من العمل خ��ارج امل�ؤ�س�سات العلمية، على الرغم من ال�سيا�سة العامة الوا�ضحة؟ وملاذا يوجد هناك مقاومة لإدراجه ،بالرغم من وجود عدد من احلوافز التي تت�ضمن ت�أكيد امل�ساهمة يف حتقيق العدالة االجتماعية واالقت�صادية؟ ومن
جزء من اجلامعة نف�سها .وهذا ي�شري �إىل معنى مزدوج .ومن الوا�ضح �أن املجتمعات هي جمموعة حمددة من املنظمات االجتماعية .فاملجتمع ،يف �سياق جنوب �إفريقيا ،ميكن �أن ي�سهم يف العدالة االجتماعية واالقت�صادية .بيد �أن من الوا�ضح يتم من خالل حتديد �إ�شراك املجتمع يف التعليمّ ،
الكتاب االبيض حدد برنامجًا لتحول التعليم العالي من مؤسسات الفصل العنصري الى نظام وطني واحد يخدم المجتمع املحتمل �أن ال�سبب يف هذا االنف�صال هو نتيجة الأف�ضليات ال�سيا�سية وامل�صلحة الذاتية ال�ضيقة، لأن القطاع اجلامعي الر�سمي متنوع للغاية يف ح ّد ذاته ل�شرح التهمي�ش امل�ستمر لأكرث من عقد من الزمان .والتف�سري الأكرث ترجيح ًا هو االنف�صال املنظم يف الطريقة التي تنظم فيها املعرفة. وميكن �أن ُي�ؤخذ املجتمع على �أنه جمموعة من الأ�سر� ،أو منطقة ب�أكملها� ،أو منظمات� ،أو مدر�سة، �أو عيادة� ،أو كني�سة� ،أو م�سجد� ،أو م�ست�شفى� ،أو
بع�ض �أن��واع امل�شاركة التي ينطوي حتتها الفهم املتبادل لأهداف امل�شاريع اخلا�صة� .إذ �إن هناك العديد من النماذج التي حتدد العمليات املحددة من �أجل �إقامة مثل هذه ال�شراكات. ويجب �أن يكون وا�ضحا الآن �أن التعليم اخلدمي ميكن �أن يكون ج��زء ًا �صغري ًا م��ن دور �إ��ش��راك املجتمع يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل العامة .ومن املثري للجزع ،على مر ال�سنني� ،أن م�صطلحات مثل التعلم املدين ،وامل�شاركة املجتمعية ،وخدمة 25
املجتمع ،قد مت ا�ستخدامها ب�شكل متبادل� .إذ �إن هذا الأمر ميكن �أن يكون مربك ًا فقط .وكما هو احل��ال مع اجل��دل حول نظرية املعرفة والتعليم القائم على �أ�سا�س النتائج ،فقد ب ّينت التقارير وال��درا� �س��ات اال�ستق�صائية ،على م��دى العقد املا�ضي� ،أن مفهوم التعلم املدين واجلامعات قد برز يف جدول الأعمال لإعادة الهيكلة. وي�شار �إىل �أن �شراكات خدمة التعليم العايل قد ت�أ�س�ست ،عن طريق منحة من م�ؤ�س�سة فورد، من �أجل تعزيز التعلم اخلدمي ،ودعم الربامج التي تدمج م�شاركة املجتمعات املحلية ،كجزء من املهام الأ�سا�سية للتعليم العايل ،ور�صد وتقييم هذه الربامج ،وا�ستخدام نتائج التداخل للت�أثري على ال�سيا�سة واملمار�سة .على م��دى ال�سنوات التالية ،كانت �شركات خدمة التعليم العايل قادرة على دعم وتنفيذ �أكرث من 250دورة �أكادميية معتمدة يف ع�شر م�ؤ�س�سات للتعليم العايل. وقد و�صلت هذه الدورات ،التي ت�شمل على ما ال يقل عن ٪ 20من ال�ساعات التعليمية النظرية يف بيئات املجتمع املحلي � ،إىل �أك�ثر من ع�شرة �آالف طالب وطالبة� .أدى هذا العمل ،بدوره� ،إىل �إنتاج جمموعة كبرية من املعلومات ،التي ميكن �أن ي�ستند �إليها كل من البحوث والتنمية ال�سيا�سية .ومنذ عام 2005م ،مت و�ضع برامج م�شرتكة، بهدف تطوير ه��ذا اجلانب ،من �أج��ل امل�شاركة املجتمعية بو�صفها وظيفة �أ�سا�سية للتعليم العايل يف جنوب �إفريقيا. وقد ك�شف تقييم م�ستقل لربنامج �شراكات خدمة التعليم العايل نتائج متنوعة .يف حني �أن املقررات التي ّمت و�ضعها وتنفيذها نتيجة للتدخل� ،أف��ادت الطالب ،ومن�سقي الربنامج الدرا�سية ،واملوظفني، واملجتمعات التي حدثت فيها �أن�شطة التعلم اخلدمي ب�شكل وا�ضح� ،إال �أن من�سقي الربامج الدرا�سية، قد حتدوا العديد من ال�صعوبات واملعوقات� ،أثناء عملية التقييم .ووجد املقيمون �أن �إ�ضفاء الطابع امل�ؤ�س�سي على التعلم اخل��دم��ي� ،أح��د الأه ��داف الرئي�سة يف منح م�ؤ�س�سة فورد ،كان متفاوت ًا. وبالنظر �إىل الدعم الوا�سع والكبري ،املقدم �إىل ما يقرب من ن�صف اجلامعات يف جنوب �إفريقيا، 26
من خالل برنامج �شراكات خدمة التعليم العايل على مدى �أكرث من خم�س �سنوات ،فمن املهم �أن ن�س�أل مل��اذا مل ي ��ؤ ّد التدخل �إىل زي��ادة كبرية يف التعلم اخلدمي من خالل �إ�ضفاء الطابع امل�ؤ�س�سي وا��س��ع ال�ن�ط��اق ،على النحو املن�شود؟ وكما هو احلال مع مو�ضوع املعرفة التي تتولد من امل�شاركة املجتمعية ،ك��ان هناك جن��اح يف تعزيز التعلم اخلدمي يف جنوب �إفريقيا .وقبل عام 1998م، كانت الدرا�سات ب�ش�أن التعليم اخلدمي املوجودة يف املجالت الأكادميية يف البالد قليلة جد ًا .وقد كرثت املقاالت حول التعلم التجريبي ،والتعليم التعاوين ،والبحوث الإجرائية وخدمة املجتمع� ،إال �أنه مل تتوفر هناك درا�سات حول التعلم اخلدمي. وبعد وقت ق�صري من ت�شكيل �شراكات خدمة التعليم ال �ع��ايل يف ع��ام 2000م ،ب��د�أ ظهور العديد من التقارير واملقاالت ال�صحفية ،والأوراق البحثية يف امل ��ؤمت��رات .ويف الآون��ة الأخ�ي�رةّ ،مت كتابة عدد من �أطروحات املاج�ستري والدكتوراه يف هذا املجال .ومن الإن�صاف القول �أن �شراكات خدمة التعليم العايل مل ت�ساند العلماء بطرق
ت�ستجيب ل�سياقها املحلي ،والوطني ،وال��دويل، والتي تن�ص على ق�ضايا التحول. وهناك �إ�سرتاتيجيات فعالة لتحقيق ور�صد هذه الأهداف والأولويات.كما �أن املوارد الب�شرية واملالية ،وموارد البنية التحتية متوفرة لتنفيذ هذه الأهداف والأولويات .وت�شتمل املبادئ التوجيهية للجنة جودة التعليم العايل �إىل امل�ؤ�س�سات لتلبية هذا ال�شرط على التعامل مع ال�ضرورات املحلية، والإقليمية ،والوطنية ،والدولية من �أجل حتقيق �أه��داف هذه امل�ؤ�س�سة واالهتمام الكايف لق�ضايا التحول يف الأن�شطة املبنية على حتديد الأهداف للم�ؤ�س�سة ،مبا يف ذلك ق�ضايا امل�شاركة املجتمعية. وي�ن�� ّ��ص امل�ع�ي��ار ال�ث��ام��ن ع���ش��ر ،ال ��ذي يتعلق ب��إ��ش��راك املجتمع املحلي ،على �أن الرتتيبات املت�صلة بنوعية م�شاركة املجتمع املحلي تعد ر�سمية ومتكاملة مع تلك الرتتيبات ذات ال�صلة بالتعليم.كما �أن املبادئ التوجيهية للجنة جودة التعليم العايل من �أجل حتقيق هذا املتطلب ت�شمل على توفري ال�سيا�سات ،والإج ��راءات الالزمة، لإدارة نوعية امل�شاركة املجتمعية ،وحتقيق
المجتمع هو مجموعة من المنظمات األجتماعية يمكن أن تساهم في العدالة االجتماعية واالقتصادية خمتلفة من خ�لال الدعم امل��ايل� ،أو من خالل تنظيم امل�ؤمترات وتقدمي اخلرباء الدوليني �إىل البالد ،وعمل ور�ش العمل. وكما هو احلال مع جميع االجتاهات ال�سيا�سية الرئي�سة الأخ��رى التي مت ا�ستعرا�ضها يف هذه ال��ورق��ة ،فقد ظهرت العمليات واملعايري لتقومي عمل م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف جنوب �أفريقيا التي مت تو�ضيحها يف الكتاب الأبي�ض ،وقانون التعليم ال �ع��ايل ل�ع��ام 1997م .وب�شكل �أك�ثر حتديد ًا ،هناك معياران من معايري املراجعة ذات ال�صلة ب�إ�شراك املجتمع املحلي يف جنوب �إفريقيا؛ املعيار الأول ،ويتطلب �أن يكون ل��دى امل�ؤ�س�سة مهمات حم��ددة ووا�ضحة ،و�أه ��داف ،و�أول��وي��ات
التكامل ب�ين ال�سيا�سات والإج� ��راءات الالزمة لإ� �ش��راك املجتمع م��ع تلك امل�ؤ�س�سات للتعليم والتعلم والبحث ،وتخ�صي�ص امل��وارد الكافية لت�سهيل �إ� �ش��راك املجتمع امل�ح�ل��ي ،وامل��راج�ع��ة ال��دوري��ة لفعالية الرتتيبات املت�صلة بالنوعية لإ�شراك املجتمع املحلي. ويع ّد مفهوم اجلودة املو�ضح يف عملية املراجعة للجنة اجل��ودة يف التعليم العايل ،مبثابة هدف ميكن حتقيقه �أو و�سيلة للتحول امل�ستمر للتعليم ال �ع��ايل .وت��واج��ه م�ؤ�س�سات التعليم ال�ع��ايل يف جنوب �إفريقيا بع�ض التحديات ،ب�ش�أن الطرق التي تت�شكل وتن�شر بها املعرفة ،والأ�سلوب الذي تتزامن به التح�سينات يف جمال التدري�س ،مع
م�صالح و�أهداف تلك التح�سينات خارج اجلامعة. وقد وجد يف املك�سيك �أن م�ؤ�س�سات التعليم العايل تواجه حتديات مرتبطة بتوفري فر�ص التعلم .فقد و�صف �أريدوندو وفرنانديز دي ال غارزا كيف �أن جامعة فرياكروز و�ضعت �إ�سرتاتيجية م�ؤ�س�سية تقوم على فكرة �أن �إ��ش��راك املجتمع املحلي هو مبثابة الوظيفة الأكادميية الأ�سا�سية،ومنذ عام 1997م ،نفذت اجلامعة برناجم ًا للتوعية االجتماعية م��ن خ�لال اخل��دم��ة االجتماعية يف اجلامعة ،ي�ضم الطالب اجلامعيني الذين �أنهوا درا��س��ات�ه��م الأك��ادمي �ي��ة ،وال��ذي��ن يجب عليهم حتقيق متطلبات اخلدمة االجتماعية� .إ�ضافة �إىل جمموعات من الطالب الذين ح�صلوا على منح درا�سية من اجلامعة ،واملوجودين يف املجتمع منذ عام تقريب ًا .وقد وفرت هذه املجموعات مبادئ توجيهية قيمة للإ�سرتاتيجية ،للربط بني مهام التعليم والعمل املجتمعي يف والية فرياكروز. ويف عام 1992م ،مت ت�أ�سي�س جامعة درا�سات التطوير( (University for Deve l )opment Studiesيف غ��ان��ا ،حيث كان من �أهم م�س�ؤولياتها القانونية ،مزج العامل الأك��ادمي��ي مع العامل املجتمعي ،من �أج��ل توفري التفاعل البناء بينهما ،بهدف التطوير الكامل لغانا ال�شمالية ،ب�شكل خا�ص ،والبلد ككل ب�شكل عا ّم .وبالن�سبة للهند ،فقد ّمت ا�ستعرا�ض املناهج املبتكرة ،التي ت�سعى �إىل دمج التنمية املجتمعية
والتعليم ،وم�سائل ع��دم امل�ساواة بني اجلن�سني (.)Gender Parity Issues وقد �شمل هذا ال�سياق وا�سع النطاق جمموعة من املبادرات التي قد تكون ذات قيمة يف تعميق وحت�سني نهج �إ��ش��راك القطاع الثالث يف جنوب �إفريقيا .فعلى �سبيل املثال ،هناك م�شروع بناء قرى الألفية يف جامعة كولومبيا (Columbia University’s Millennium (Villages ،Projectوهو برنامج للتنمية الإقليمية ،يرتبط
مبجال التغذية والزراعة ،وال�صحة ،واالقت�صاد، والطاقة ،واملياه ،والبيئة ،وتقنية املعلومات .ويعمل موظفو البحوث والطالب يف جامعة كولومبيا مع املجتمعات املحلية واحلكومات ،لتطبيق حزمة �شاملة من التدخالت ،من �أجل م�ساعدة القرى يف اخلروج من دائرة الفقر املدقع. وقد بد�أ هذا امل�شروع يف عام 2000م ،يف كل من كينيا و�أثيوبيا .وتو�سع لي�شمل ع�شرة قرى يف غانا ،وكينيا ،ومالوي ،ومايل ،ونيجرييا ،ورواندا، وال�سنغال ،وتنزانيا ،و�أوغ�ن��دا .وت�شتمل مبادئ م�شروع بناء ق��رى الألفية يف جامعة كولومبيا، على متكني املجتمع املحلي ،من خالل امل�شاركة والريادة يف الت�صميم والتنفيذ والر�صد والتقييم، والتدخالت على �أ�سا�س البحوث القائمة على �أ��س��ا���س ال�ع�ل��وم البيوفيزيائية ،واالجتماعية، واالقت�صادية ،جنب ًا �إىل جنب مع �أف�ضل املعارف املحلية ،وبناء القدرات ،والتمكني على امل�ستوى
امل�ح�ل��ي ،وت�ع��زي��ز امل��ؤ��س���س��ات امل�ح�ل�ي��ة .وق��د مت نقا�ش م�س�ألة البحوث املدجمة على نطاق وا�سع، حتت �إ��ش��راف اندماجات امل��دن اجلامعية لعام 2007م .فقد كان الرتكيز هنا على العالقة بني الباحثني و�شركاء املجتمعات ،وق�ضايا االعرتاف واملكاف�آت .وقد وجد �أن��ه من املفيد التمييز بني العملية والهدف واملنتجات. و�أ��ش��ار الدكتور ه��ول ،يف ورقته البحثية ،عن م�شاركة املجتمع يف التعليم ال�ع��ايل يف جنوب �أف��ري�ق�ي��ا� ،إىل �أن ع��دم �إح ��راز ت�ق��دم يف تنفيذ �إ���ش��راك املجتمع امل�ح�ل��ي يتعلق ب �ع��دم و��ض��وح املفاهيم ،ويعك�س احلاجة �إىل فهم نظري �أف�ضل مل�شاركة املجتمع املحلي .وي�شري �إىل االنف�صال املعريف بني �إ��ش��راك املجتمع املحلي ،والطريقة التي تت�شكل وتنظم فيها املعرفة يف �سياق عمل اجل��ام�ع��ات .وي�ضيف ه��ول �أن �إ� �ش��راك املجتمع املحلي ،هو جزء من جمموعة من ال�سلع العامة املنبثقة عن التعليم العايل. �إن �إ�� �ش ��راك امل�ج�ت�م��ع ه��و واح� ��د م��ن ث�لاث م�س�ؤوليات �أ�سا�سية للتعليم العايل� ،إىل جانب البحث والتدري�س .ويف جنوب �إفريقيا� ،شاركت اجلامعات يف العديد من الأن�شطة القائمة حول التدري�س والبحث والتوعية ،التي تنطوي على التعامل مع جمموعة وا�سعة من املجتمعات ،ولكنها غري من�سقة ،وهي نتيجة مبادرات فردية ولي�ست جهود خمططة ومنظمة ب�شكل �إ�سرتاتيجي. 27
دراسة استقصائية حول التعليم المعزز بالتقنيات للتعليم العالي في المملكة المتحدة
توم براون ،روجر هيويت ،مارتن جينكنز ،جويل �شفوي ،وريت�شارد ووكر وهيناي ييب احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات والكليات ميثل ه��ذا التقرير درا���س��ة م�سحية ح��ول التعليم امل��ع��زز بالتقنيات (� ،)Technology Enhanced Learning-TELأج��راه��ا ك ٌّ��ل م��ن توم ب����راون ،وروج����ر ه��ي��وي��ت ،وم��ارت��ن جينكنز ،وج���ويل ���ش��ف��وي ،وري��ت�����ش��ارد ووك����ر ،وه��ي��ن��اي ي��ي��ب ،م��ن احت���اد �أن��ظ��م��ة امل��ع��ل��وم��ات ب��اجل��ام��ع��ات والكليات ( ،)Universities and Colleges Information System Association-UCISAوبالتعاون مع جلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية ( ،)The Joint Information Systems Committee-JISCالتي قدمت التمويل الأ�سا�سي الالزم والتوجيهات الق ّيمة لهذه الدرا�سة التي مت �إجرا�ؤها يف عام 2010م. ملخ�ص تنفيذي يتناول هذا التقرير نتائج الدرا�سة اال�ستق�صائية ،التي �أجراها احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات والكليات ( ،)UCISAوبدعم مايل من جلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية ( ،)JISCحول الق�ضايا املت�صلة بالتعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELحيث مت �إج��راء هذه الدرا�سة يف عام 2010م. وت�ستند هذه الدرا�سة �إىل الدرا�سات اال�ستق�صائية املماثلة التي �أجريت يف �أعوام 2001م ،و2003م، و2005م ،و2008م ،حيث مت عمل حتليل طويل يف كل مرحلة من هذه الدرا�سات .وين�ص مفهوم التعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELالذي ظهر للمرة الأوىل يف ا�ستطالع عام 2008م ،على ما ي�أتي: �أي مرفق� ،أو نظام على الإنرتنت ،يدعم التعلم والتعليم ب�شكل مبا�شر .وقد ي�شمل هذا بيئة التعلم صورة التقرير االفرتا�ضية ( ،) Virtual Learning Environment-VLEو�إن�تران��ت (�شبكة معلومات داخلية ) م�ؤ�س�سية لديها عنا�صر التعلم والتعليم ،وهي نظام مت تطويره داخلي ًا� ،أو جمموعة معينة من �أدوات حمددة. وقد ّمت الإبقاء على هذا التعريف ،للم�سح الذي �أجري عام 2010م ،وركز مرة �أخرى على امل�شاركة امل�ؤ�س�سية مع التقنيات ،لدعم �أن�شطة التعلم والتعليم .ويعر�ض هذا التقرير نتائج امل�سح ،كما يقدم نظرة طولية لنتائج الأ�سئلة التي مت الإبقاء عليها يف اال�ستطالعات ال�سابقة. 28
وج ��اء ه��ذا امل�سح ال ��ذي مت �إج � ��را�ؤه يف عام 2010م ،ب�ع��د ع��ام م��ن ن�شر �إ�سرتاتيجية جمل�س متويل التعليم العايل املنقحة يف �إجنلرتا (Higher Education Funding Council for England- HE ،)FCEحول التعلم الإلكرتوين ،والتي �ش ّكلت حتدي ًا للم�ؤ�س�سات لتوظيف التقنيات من �أجل تعزيز التعلم والتعليم و�أن�شطة التقييم .وقد �أكدت كل من من�شورات جلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية ( ،)JISCو�إ�سرتاتيجية جمل�س متويل التعليم العايل يف �إجنلرتا (،)HEFCE على الأول��وي��ات اجل��دي��دة ل�ه��ذا ال�ق�ط��اع ،وعلى الأخ�ص �إ�شراك �أكادمييني يف ا�ستخدام التقنيات، �إ�ضافة �إىل �إب��راز احلاجة لال�ستثمار يف تنمية القدرات واملهارات الرتبوية للموظفني ،من �أجل اال�ستفادة من التعلم املعزز بالتقنيات (.)TEL كما تناول امل�سح التحديات الكبرية التي تواجه
امل�ؤ�س�سات .و�إبراز التقدم الذي �أحرزه القطاع يف الت�صدي لهذه التحديات .ومن ّثم عر�ض النتائج الرئي�سة التي ّمت التو�صل �إليها. تع ّد عملية حت�سني نوعية التعلم والتعليم املحرك الرئي�س للتفكري يف تطبيق التعلم املعزز بالتقنيات (� ،)TELإ�ضافة �إىل املحركات التي ّمت بيانها يف م�سح عام 2008م ،وعلى الأخ�ص ،تلبية توقعات الطالب والطالبات ،وحت�سني فر�ص احل�صول على التعليم للطالب خارج املدن اجلامعية .كما �أن توافر موظفي الدعم للتعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELو�إمكانية الو�صول �إىل الأدوات ،هما م��ن العوامل الرئي�سة لت�شجيع وتطوير التعلم املعزز بالتقنيات ( .)TELوعند مقارنة نتائج هذه الدرا�سة مع ا�ستطالع عام 2008م ،جند �أن العقبات املتمثلة بعدم توفر امل��ال ،والوقت، واخلربة الأكادميية للموظفني ،ال تزال هي نف�سها املوجودة يف الدرا�سات اال�ستق�صائية ال�سابقة. وي�شار �إىل �أن الإ�سرتاتيجيات امل�ؤ�س�سية ال ت��زال ت�ؤثر على تطوير التعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELوم �� �ص��ادر التعلم وال �ت��دري ����س .ويف املقابل ،مل ُيذكر �إن كان لإ�سرتاتيجيات التعلم
الإل �ك�تروين ت��أث�ير منذ ع��ام 2008م .كما �أن الإ�سرتاتيجيات اخلارجية ملجل�س متويل التعليم العايل يف �إجنلرتا ( ،)HEFCEوجلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية ( ،)JISCكان لها �أث��ر كبري يف �إث��راء التفكري امل�ؤ�س�سي ب�ش�أن تطورات التعلم املعزز بالتقنيات (.)TEL وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن اال��س�ت�م��رار يف ا�ستخدام ن� �ظ ��ام ال��ت��ع��ل��م الإل � � �ك �ت ��روين ،ب �ل��اك ب� ��ورد ( ،)Blackboardكبيئة تعلم افرتا�ضية (� ،)VLEإال �أن ا�ستخدامه ق��د ق��ل منذ عام 2008م .وقد ازداد ا�ستخدام برامج التعليم الإلكرتوين ،مثل موودل ( ،)Moodleكتطبيق حا�سوبي لبيئة مفتوحة امل�صدر م��ن امل��دار���س واجل��ام �ع��ات .كما مت االع�ت�م��اد على برجميات مفتوحة امل�صدر يف جميع �أنحاء القطاع .وبقي ا�ستخدام اخلدمات الإلكرتونية ،مثل :الويكي ( ،)Wikiواملدونات ( ،)Blogوحافظة �أعمال الطلبة ( ،)e-portfolioو�أداة اكت�شاف ال�سرقة (Plagiarism detection tool ) منت�شر ًا ب�شكل كبري يف امل�ؤ�س�سات التعليمية منذ م�سح عام 2008م. وتعك�س اللغة املتغرية لال�ستطالعات ال�سابقة بدقة ،تطورات توفري الدعم لأدوات التعلم املعزز بالتقنيات ( .)TELومن خالل الرتكيز املبدئي على بيئة التعلم االفرتا�ضية ( ،)VLEوبيئة التعلم املنظم (Managed learning ،)environment- MLEيف الدرا�سات اال�ستق�صائية التي مت �إجرا�ؤها يف عام2001م، وو�سعت الدرا�سة اال�ستق�صائية تركيزها على التعلم الإلكرتوين ،و�أدوات التعلم املعزز بالتقنيات ( .)TELويف م�سح عام 2010م ،مت �إج��راء حماوالت لتحديث الأ�سئلة ،وخيارات اال�ستجابة، لتو�ضيح ال��واق��ع اجل��دي��د ،من �أج��ل دع��م التعلم املعزز بالتقنيات (.)TEL �إن ال��درا��س��ة اال�ستق�صائية لعام 2010م، ه��ي ا�ستمرارية لتلك ال��درا� �س��ات ال�ت��ي �أج��ري��ت 29
بني عامي 2001م ،و 2008م ،وت�سعى هذه ال��درا��س��ة �إىل تو�ضيح الق�ضايا املعا�صرة التي ظهرت يف ال�ف�ترة الفا�صلة منذ ا�ستطالع عام 2008م .وعلى الرغم من �أن التحديات يف القطاع ه��ي يف ت�ط��ور م�ستمر� ،إال �أن الأ�سا�س املنطقي ملجتمع احتاد �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية ( )UCISAال يزال هو نف�سه .ومتت كتابه الن�ص �أدناه يف تقرير امل�سح عام 2001م، وعلى الرغم من مرور الوقت ،فهو ال يزال يف حمله: �إن احت� ��اد �أن �ظ �م��ة امل �ع �ل��وم��ات ب��اجل��ام �ع��ات والكليات( ،)UCISAعلى علم ودراية ،ب�أن عددًا من الق�ضايا املت�صلة ببيئات التعلم االفرتا�ضية، لها ت�أثري كبري على خدمات املعلومات املحو�سبة. وه��ي متثل التحديات الثقافية للطالب و�أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،يف كيفية التعامل مع التعلم والتعليم .وتتعلق هذه الق�ضايا باختيار بيئة التعلم االفرتا�ضية ( ،)VLEوط��رق التطبيق والدعم التقني والتدريب وق�ضايا تربوية �أخرى ذات �صلة. وي�ت�م�ث��ل ال �ه��دف ال��رئ�ي����س ملجتمع �أ��ص�ح��اب امل�صلحة� ،أو احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات وال �ك �ل �ي��ات( ،)UCISAب ��إ� �ش��راك امل��دي��ري��ن، وت�ق�ن�ي��ي ال�ت�ع�ل��م وامل��وظ �ف�ين الإداري� �ي��ن ،لأن�ه��م م��وج��ودون يف وح���دات ال��دع��م امل��رك��زي داخ��ل امل��دار���س ،والكليات ،واجل��ام�ع��ات ،ويف وح��دات تقنية املعلومات ،واملكتبات ،ووح��دات التعليم االلكرتوين املتخ�ص�صة. وي�شار �إىل �أن تقارير الدرا�سات اال�ستق�صائية التي مت �إجرا�ؤها يف �أعوام 2001م ،و 2003م، و 2005م ،و 2008م ،و 2010م� ،إ�ضافة �إىل حتليل م�سح ع��ام 2008م ،ه��ي متوفرة على موقع احت��اد �أنظمة املعلومات باجلامعات والكليات( .)UCISAوقد �أولت هذه الدرا�سة، كما ك��ان احل��ال يف ا�ستطالع ع��ام 2008م، اهتمام خا�ص جلدول الأعمال امل�ؤ�س�سي .ولكن تعتمد فعالية دور املجتمع الداعم اعتماد ًا كبري ًا على البيئة الثقافية .وقد كان هناك ت�سارع كبري يف التقدم التقني منذ ا�ستطالع عام 2008م، مما �أتاح العديد من الفر�ص التعليمية اجلديدة. وهذه هي التحديات اجلديدة التي يرغب م�سح 30
ع��ام 2010م ،يف تناولها .ورغ��م �أن العديد من �أع�ضاء احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات والكليات( )UCISAلديهم بع�ض الت�أثري يف حتديد الإ�سرتاتيجيات امل�ؤ�س�سية� ،إال �أن تنفيذ البنية التحتية للحفاظ على تلك الإ�سرتاتيجيات تع ّد ذات �أهمية للمجتمع الداعم. �شجعت امل�لاح �ظ��ات وال�ت�غ��ذي��ة ال��راج �ع��ة من املجتمع واحت ��اد �أن�ظ�م��ة امل�ع�ل��وم��ات باجلامعات والكليات (� ،)UCISAإج��راء هذا امل�سح .وقد
املنقحة تغيريا يف اللغة ،من خالل جتنب التعلم الإلكرتوين وارتباطه الوثيق مع التعلم عن بعد، وا�ستخدام التقنيات لتعزيز التعلم والتعليم .وقد وا�ضحا باالنتقال من �ضخّ عك�ست �أي�ضا تغي ًريا ً اال�ستثمار يف التقنية ،يف جميع �أنحاء القطاع، �إىل ال �ت��وج��ه ن�ح��و اخل �ط��وط ال�ع��ري���ض��ة لإط ��ار العمل الإ�سرتاتيجي ،الذي يهدف �إىل م�ساعدة امل�ؤ�س�سات يف حتقيق احلد الأق�صى من الفوائد الإ�سرتاتيجية للتقنية .وقد �شدّد هذا الإطار على
عملية تحسين نوعية العلم والتعليم هي المحرك الرئيسي للتفكير في تطبيق التعلم المعز بالتقنيات لتلبية توقعات الطلبة �أظهرت النتائج �أن الدعم امل�ستمر لتقنيات التعليم ال ت ��زال حم� ّ�ط اه�ت�م��ام امل��دي��ري��ن� ،إذ مت تناول ق�ضايا كثرية �أهمها ،ا�ستخدام تقنيات اجليل الثاين من الويب ،2.0والأنظمة التي تكمل بيئة التعلم االفرتا�ضية ،) )VLEوالعالقة بني التعلم والتعليم وخ��دم��ات ال�شبكة االجتماعية ،وتوفري مرافق العمل التعاوين لدعم و�سائل بديلة للدرا�سة. وق��د �شكلت الإ��س�ترات�ي�ج�ي��ة املنقحة ملجل�س متويل التعليم العايل يف �إجنلرتا ()HEFCE ح ��ول ال�ت�ع�ل��م الإل� �ك�ت�روين يف ع ��ام 2009م، نقطة حت��ول مهمة بالن�سبة للقطاع ،م��ن حيث ال�ت��وج��ه الإ��س�ترات�ي�ج��ي لتطوير التعلم امل�ع��زز بالتقنيات ( .)TELوتعك�س هذه الإ�سرتاتيجية
احلاجة �إىل تر�سيخ ا�ستخدام التقنية يف التعليم والتعلم ،وتطوير امل �ه��ارات ال�ترب��وي��ة ،لتحقيق �أف�ضل ا�ستخدام لهذه الأدوات ،من �أج��ل دعم تعلم الطالب. ومنذ َن ْ�شر �إ�سرتاتيجية جمل�س متويل التعليم العايل يف �إجنلرتا ( )HEFCEاملنقحة ،كان هناك املزيد من املن�شورات ،وامل�ؤمترات والأحداث التي ركزت على �إمكانية قيام هذا القطاع ،بزيادة قيمة ا�ستثماراته الإ�سرتاتيجية يف تقنيات التعليم. وقد دارت �أي�ض ًا مناق�شات كثرية حول �أهمية بيئة التعلم االفرتا�ضية ،) )VLEلتكون �أداة تعليمية ت�صب يف م�صلحة تعلم الطالب والطالبات.كما ّ قدمت هذه املن�شورات ،والأح��داث ،واملناق�شات،
ع�بر الإن�ترن��ت� ،إىل جانب الأ�سئلة التي تتعلق ب�إدخال �أدوات التعلم املعزز بالتقنيات (،)TEL خلفية مهمة مل�سح عام 2010م. وجتدر الإ�شارة �إىل �أن عدد امل�ؤ�س�سات امل�شاركة يف الدرا�سة اال�ستق�صائية هو ،167كما حددها جمال�س التعليم العايل ،مق�سمة على النحو الآتي: تعتمد فعالية المجتمع ال��داع��م ل��ل��ج��اه��ات على البيئة الثقافية فيها 132م�ؤ�س�سة يف �إجنلرتا ،و 13يف ويلز18 ، ويف ا�سكتلندا ،و 4يف �أيرلندا ال�شمالية. ويركز هذا التقرير ب�شكل �أ�سا�سي على تقدمي البيانات ،بطريقة من �ش�أنها متكني امل�ؤ�س�سات من و�ضع نف�سها يف �ضوء اجتاهات القطاع .وعلى الرغم من ت�سليط ال�ضوء على بع�ض االجتاهات، فلي�س الهدف الرئي�س من هذا التقرير هو تقدمي تف�سري مف�صل للبيانات .وا�ستجابة للمالحظات ال�ت��ي وردت يف تقرير 2008م ،ح��ول احلاجة �إىل خطوط وا�ضحة لتف�سري ن��واح��ي معينة من البيانات ،فقد مت �إجراء بحوث نوعية �إ�ضافية من خ�لال �سل�سلة من املقابالت مع امل�ؤ�س�سات التي ت�سعى لتطوير مناهجها من �أج��ل التعلم املعزز بالتقنيات( .)TELحيث �أجريت مقابالت مع �ست م�ؤ�س�سات خالل �صيف عام 2010م ،من �أع�ضاء فريق امل�سح يف احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات والكليات .وكان الهدف من هذه املقابالت هو توفري م�صدر �إ�ضايف للمعلومات ،عن ممار�سات القطاع يف دعم التعلم املعزز بالتقنيات(� .)TELإ�ضافة �إىل تناول ق�ضايا عديدة ،مثل :النهج امل�ؤ�س�سي لل�سيا�سة ،والتنمية الإ�سرتاتيجية للتعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELف�ض ًال عن الهياكل الداعمة وم�ستويات التوظيف يف م�ؤ�س�سة. ومت تقدمي ن�سخة م�سودة لهذا التقرير �إىل م ��ؤمت��ر احت ��اد �أن �ظ �م��ة امل�ع�ل��وم��ات باجلامعات والكليات( )UCISAالذي مت انعقاده يف متوز/ يوليو ،و�إىل امل�ؤمتر الذي انعقد يف �أيلول�/سبتمرب
2010م .حيث مت طرح اقرتاحات مفيدة من قبل ال�شخ�صيات امل�شاركة ،التي �ساعدت يف �إعداد التقرير النهائي لهذه الدرا�سة اال�ستق�صائية. َ وخ� ُل����ص ه��ذا التقرير �إىل �أن حت�سني التعلم والتعليم من �أج��ل تطبيق التعلم املعزز بالتقنيات ( )TELوتلبية توقعات الطالب� ،إ�ضافة �إىل تعزيز الو�صول للتعلم خارج املدن اجلامعية ،هما املحركان الأ�سا�سيان للعملية التعليمية .و�إن توافر موظفي الدعم للتعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELهو عامل رئي�س يف ت�شجيع تطوير التعلم املعزز بالتقنيات، والو�صول �إىل الأدوات الالزمة .و�إذ مت �إجراء مقارنة لنتائج هذه الدرا�سة مع اال�ستطالع الذي �أجري عام 2008م ،جند �أن التمويل الداخلي لتطوير التعلم املعزز بالتقنيات قد ق َّل كثريا. كما ال ت��زال العقبات لتطوير التعلم املعزز بالتقنيات ( ،)TELهي نف�سها التي مت حتديدها يف ا�ستطالع عام 2008م ،وهذه العقبات
اال� �س �ت �ق �� �ص��ائ �ي��ة ب��ن�����س��ب��ة(� )99%إىل �أن �إ�سرتاتيجية التعلم والتعليم كان لها الأثر الوا�ضح لتطوير التعلم املعزز بالتقنيات ،الأمر الذي يعك�س ويعزز املوافقة على تطوير التعلم الإلكرتوين ،ومت الإبقاء على ا�ستخدام امل�صادر التعليمة الأخرى كاملكتبات ،ب�شكل خا�ص يف الكليات واجلامعات. و�أوىل احت ��اد �أن�ظ�م��ة امل�ع�ل��وم��ات باجلامعات والكليات تركيزا خا�صا لبيئات التعلم االفرتا�ضية. وم��ع م��رور الوقت ،مت تو�سيع نطاق ه��ذه الدرا�سة اال�ستق�صائية� ،إذ تبني �أن هناك اهتما ًما كب ًريا ب�ش�أن الطرق التي ت�ستخدم فيها �أنظمة بيئة التعلم االفرتا�ضية يف خمتلف �أنحاء قطاع التعليم العايل. وك�شفت نتائج م�سح 2008م� ،أن هناك تغريا وا�ضحا يف القطاع م��ن خ�لال ا�ستخدام برنامج التعلم الإل �ك�تروين ( ،)Moodleحيث �أ�صبح الأكرث ا�ستخدام ًا ،كتطبيق حا�سوبي لبيئة مفتوحة امل�صدر ،بن�سبة 55%يف امل�ؤ�س�سات التعليمية.
ضيق الوقت ونقص االموال ،ونقص الخبرات لدي اعضاء ّ التعلم الهيئة االكاديمية هي العقبات البرز لتطوير المعزز بالتقنيات ت�شمل �ضيق ال��وق��ت ،ونق�ص الأم� ��وال ،ونق�ص اخل�برات لدى �أع�ضاء الهيئة الأكادميية .حيث يعد �ضيق الوقت العقبة الكربى من بينها. �إن التعليم والتعلم ،واملكتبات ،واملوارد التعليمية هي الإ�سرتاتيجيات املهمة التي ت�ؤثر على تطوير التعلم املعزز بالتقنيات ( .)TELويف املقابل، فقد تراجعت �إ�سرتاتيجيات التعلم الإلكرتوين م�ن��ذ ع ��ام 2008م .وب�ق�ي��ت �إ��س�ترات�ي�ج�ي��ات جمل�س التمويل الوطني ،واحتاد �أنظمة املعلومات ب��اجل��ام �ع��ات وال �ك �ل �ي��ات ( )UCISAهي الإ�سرتاتيجيات الداخلية املهمة من �أجل تطوير التعلم املعزز بالتقنيات (.)TEL اهتماما كب ًريا لتطوير وي�شار �إىل �أن هناك ً التعلم امل �ع��زز بالتقنيات يف الإ�سرتاتيجيات امل�ؤ�س�سية� .إذ �أ�شار امل�شاركون يف هذه الدرا�سة
�أم���ا بالن�سبة للمنتجات ال �ت �ج��اري��ة ،فقد ق � � ّل ا� �س �ت �خ��دام ن��ظ��ام ال �ت �ع �ل��م الإل� �ك�ت�روين ( ،)Blackboardحيث �إن 40%فقط م��ن امل�ؤ�س�سات قامت با�ستخدامه .ولكن من امل �ث�ير ل�لاه�ت�م��ام �أن م��ا ن�سبته 13%من امل��ؤ��س���س��ات التعليمة ا�ستخدمت ن�ظ��ام �شري بوينت ( .)SharePointكما �أن الكيفية التي يتم من خاللها ا�ستخدام �أدوات التعلم املعزز بالتقنيات ( )TELمن �أجل دعم التعلم، ق��د ت�غ�ّي�رّ ب�شكل قليل م��ن ع��ام 2008م .وال يزال ا�ستخدام الأدوات املكملة لأ�شكال التعلم الأخ��رى هي املنهاج الأ�سا�سي .كما �أن �إلقاء املحا�ضرات عرب �شبكة الإنرتنت باتّباع التعلم املعزز بالتقنيات قليل جد ًا يف جميع امل�ؤ�س�سات التعليمية. 31
قضايا النوع االجتماعي في التعليم العالي
فيماال راما�شاندران مكتب اليون�سكو الإقليمي للرتبية يف �آ�سيا واملحيط الهادي تعترب مكانة وج��ودة التعليم العايل ،مبثابة امل�ؤ�شرات املهمة للتطور االقت�صادي واالجتماعي لأي بلد .و�إ�ضافة �إىل دور التعليم العايل ب�إيجاد موظفني يتمتعون باملهارات العالية ،لتحقيق التقدم االجتماعي واالقت�صادي� ،إال �أنه ي�ؤثر على نوعية وعمق اخلطاب العام ،ور�سم ال�سيا�سات .وتوجد عالقة قوية بني التعليم العايل والتعليم للجميع ( .)Education for All–EFAكما �أن وجود فر�ص تعليمية ذات مغزى ت�ش ّد الأطفال وال�شباب نحو النظام التعليمي .ويعد التعليم العايل و�إع��داد املعلمني �أمرين مهمني ،لبلوغ �أه��داف التعليم للجميع ( ،)EFAوالأه ��داف التنموية للألفية ()Millennium Development Goals-MDGs وباملثل ،ميكن �أن يكون لتعزيز امل�شاركة العادلة للن�ساء والرجال ،من جميع الفئات االجتماعية والعرقية ،ت�أثري كبري .كما �أن وجود املزيد من الن�ساء للعمل يف القطاعني العام واخلا�ص يف جماالت التعليم ،والرعاية ال�صحية ،وال�صحافة ،والتنمية ،والبنوك ،وغريها ،له ت�أثري كبري ،مما ُي�ش ّكل قدوة ل�سائر الن�ساء والفتيات يف املجتمعات التقليدية؛ حيث التمييز بني اجلن�سني ،والف�صل بينهما هو القاعدة. و�إذا �ألقينا نظرة عامة على الدرا�سات ب�ش�أن النوع االجتماعي ( )Genderوالتعليم� ،سنجد �أن اجلزء الأكرب منها يخ�ص التعليم الأ�سا�سي واالبتدائي ،يف حني يوجد القليل عن التعليم الثانوي والتعليم العايل .وهناك عدد قليل من الدرا�سات امل�ستندة �إىل الأبحاث حول ق�ضايا امل�ساواة بني اجلن�سني يف التعليم العايل ،وهي م�س�ألة �أبرزتها اليون�سكو( ،)UNESCOوجمتمع التعليم والتنمية .ويعد هذا الو�ضع وا�ضح ًا يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادئ؛ وهي منطقة غنية بتنوع الثقافات ،والتنمية االقت�صادية والب�شرية ،والعالقات بني اجلن�سني .ويقدم هذا التقرير ملحة عامة عن الو�ضع ويربز الق�ضايا النا�شئة. قطاع التعليم العايل هو حقل من حقول املعرفة الوا�سعة واملتنوعة� .إذ ي�شتمل على العلوم ،والفنون، والعلوم الإن�سانية ،والريا�ضيات ،والعلوم االجتماعية والثقافية ،والهند�سة ،والطب ،والزراعة ،والعلوم احلياتية ،والعلوم التطبيقية الأخرى ،والتعليم والتدريب ،وبرامج التدريب املهني ،والتدريب لقطاع اخلدمات ،و�إع��داد املعلمني ،و�إدارة التعليم ،وما �إىل ذلك من فروع .وقد منا هذا القطاع ب�سرعة، 32
صورة التقرير
و�أ�صبح �أكرث تنوع ًا ،بحيث يغطي اليوم جميع �أنواع التعليم العايل وامل�ؤ�س�سات البحثية والتدريبية. ون�شهد �أي�ضا �أ�شكا ًال جديدة من التعليم والتدريب، مثل :التعلم الإلكرتوين وبرامج العمل والدرا�سة. وب��الإ��ض��اف��ة �إىل ال��درا��س��ة ب ��دوام ك��ام��ل ،ميكن للطالب الدرا�سة بدوام جزئي �أو التعلم عن بعد باملرا�سلة .يف معظم البلدان ،وخا�صة يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادئ ،حيث ي�سري التقدم �إىل التعليم العايل بخطى ثابتة .وهذا يعني �أنه يجب على الطالب� ،أو الطالبة �إكمال التعليم االبتدائي والثانوي ،قبل التوجه �إىل التعليم العايل. ويت�أثر الو�صول �إىل التعليم ال�ع��ايل بعوامل كثرية؛ �أو ًال ،هناك العوامل التي تتعلق بالطالب �أن�ف���س�ه��م و�أ���س��ره��م ،وال� ��ذي يت�ضمن الأداء الأك ��ادمي ��ي يف التعليم االب �ت��دائ��ي وال �ث��ان��وي، وك��ذل��ك الو�ضع االقت�صادي للوالدين .وثاني ًا، �سيا�سة احلكومة للتعليم ال�ع��ايل ،مب��ا يف ذلك العمل الإيجابي ،وهيكلة الر�سوم ،وبرامج املنح الدرا�سية ،واحل��واف��ز للطالبات ،وغ�يره��ن من الفئات املحرومة اجتماعي ًا .وثالث ًا ،بيئة الطالب، مثل البعد امل��ادي للم�ؤ�س�سات التعليمية ،ونوعية التعليم ال��ذي من �ش�أنه ت�شجيع ال�شباب للتقدم نحو التعليم العايل� ،أو عدم ت�شجيعهم .وعالوة على ذل��ك ،تعزز ه��ذه العوامل امل��ؤث��رة عنا�صر �أخرى ،مثل :النوع االجتماعي ،والطائفة ،والعرق.
املر�أة يف جمال التعليم التقني والعلوم ،ورعاية وتطوير الدرا�سات الن�سائية ،ومتثيل املر�أة يف املنا�صب الإدارية يف جمال التعليم العايل. وبالن�سبة ملنطقة �آ�سيا واملحيط الهادي ككل، تتغري ن�سبة االل �ت �ح��اق الإج �م��ايل للفتيات من التعليم االبتدائي �إىل التعليم العايل ب�شكل كبري ح�سب النوع :وقد هبطت ن�سبة االلتحاق التي تبلغ 109%يف املرحلة االبتدائية ،ب�شكل وا�ضح �إىل % 48يف املرحلة الثانوية ،ومن ثم �إىل % 9على م�ستوى التعليم العايل .ومع �أن هذه املنطقة �سدت الفجوة بني اجلن�سني يف املرحلة االبتدائية ب�شكل كبري� ،إال �أن هذا الو�ضع مل يتحقق يف املرحلتني القادمتني؛ التعليم الثانوي والتعليم اجلامعي .وقد حققت كل من جمهورية كوريا ،واليابان ،وجزر
التعليم العالي هو حقل من حقول المعرفة الواسعة التي تشمل العلوم ،والفنون ،والعلوم االنسانية واالجتماعية والعلوم الطبية وغيرها ويتم و�ضع اجلامعات وامل�ؤ�س�سات الأخ��رى العاملة يف جم��ال التعليم ال�ع��ايل ،لإج��راء البحوث يف �شتى املجاالت ،مما ي�ؤدي �إىل تعزيز االبتكار .ول�سوء احلظ، تول العديد من البحوث والدرا�سات ،وامل�ؤمترات مل ِ وامل�شاورات الدولية ،حول التعليم العايل ،قدر ًا كافياً من االهتمام لق�ضايا امل�ساواة بني اجلن�سني .ولكن مت الرتكيز على ق�ضايا عديدة� ،أهمها ،زي��ادة م�شاركة
املحيط ال�ه��ادي �أع�ل��ى ن�سب االلتحاق باملرحلة اجلامعية لدى الإن��اث ،وتليها تايلند ،وجمهورية ال�صني ال�شعبية ،والفلبني .وق��د جت��اوز مقيا�س م���س��اواة ال�ن��وع االجتماعي (Index-GPI (Gender Parityللتعليم العايل يف جزر املحيط الهادي ،وماليزيا ،وهونغ كونغ ،وجمهورية ال�صني ال�شعبية ،وجمهورية �إي��ران الإ�سالمية،
وتايلند ،والفلبني .ومع ذل��ك ،فهو دون ،0.60 يف كل من كمبوديا ،وبنغالدي�ش ،وبوتان ،ونيبال. مما ي�شري �إىل اختالفات كبرية بني اجلن�سني� ،إذ �إن عدم امل�ساواة بني اجلن�سني� ،سواء للرجال �أو الن�ساء ،هو �أمر مدعاة للقلق. وت�شتمل ق�ضايا النوع االجتماعي الرئي�سة يف التعليم العايل يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادي، على �إكمال الطالب والطالبات للتعليم وبقائهم فيه� .إذ �إن ن�سبة الفتيات اللواتي �أكملن التعليم ال �ث��ان��وي ،ي �ح��دد �أو ي ��ؤث��ر ع�ل��ى ن�سبة الفتيات ال�ل��وات��ي ح�صلن على التعليم ال �ع��ايل .كما �أن موقع امل�ؤ�س�سات التعليمية ،يف الأماكن الريفية والنائية ،ي�ؤثر على الفتيات �أك�ثر من الفتيان. �إذ �إن وجود اجلامعات والكليات يف مواقع قريبة
هو من العوامل املهمة.كما �أن ال�سفر مل�سافات طويلة با�ستخدام و�سائل النقل العام هو ق�ضية �أمنية مهمة ،خ�صو�ص ًا يف املجتمعات التي ال ت�سمح للفتيات بال�سفر وحدهن .وت�ؤثر ق�ضايا العرق ،والطائفة ،والطبقية ،ب�شكل كبري على قدرات الفتيان والفتيات .كما �أن املعايري الدينية والثقافية التي حتكم اجلن�سني لها ت�أثري ملحوظ للو�صول �إىل التعليم العايل .ويواجه ال�شباب ذوي الإعاقات حتديات كبرية جد ًا.كما �أن الإدمان على الكحول ،وتعاطي املخدرات� ،إ�ضافة �إىل امل�شاكل الأخ��رى تدفع الطالب لرتك املدار�س متوجهني �إىل ع��امل اجلرمية والع�صابات .وي��ؤث��ر العنف �ضد الفتيان ،والفتيات ،والإ�ساءة اجلن�سية ،على قدرتهم لإكمال الدرا�سة ،والتوجه �إىل التعليم 33
ال�ع��ايل.ك�م��ا مينع ال ��زواج املبكر وامل�س�ؤوليات املنزلية ،و�ضغط العمل ،و�شرف العائلة ،وق�ضايا �أخرى كثرية ،الفتيات والن�ساء من الو�صول �إىل املدار�س ،و�إكمال درا�ستهم. وت�شري البيانات �إىل �أن ن�سب االل�ت�ح��اق يف املرحلة االبتدائية قليلة بالن�سبة للأ�سر الفقرية يف معظم البلدان .على �سبيل املثال ،تعد هذه ال�ف�ج��وة جلية يف ن�ي�ب��ال ،وذل ��ك ح�ت��ى املرحلة الثانوية� .إن العالقات امل�شرتكة بني �سبل العي�ش، والفقر ،وقرارات اال�ستثمار على م�ستوى الأ�سرة جت��ري ب�ط��رق خمتلفة يف خمتلف املجتمعات.
فال ي�ستثمر الآباء ،يف بع�ض هذه املجتمعات ،يف التعليم من �أجل بناتهم .ففي الأ�سر الفقرية جدا، يتم �سحب الفتيات من املدار�س .ويف جمتمعات ال�صيد ال�ساحلية ،على �سبيل امل�ث��ال ،يت�سرب ال�شباب من املدر�سة ليلتحقوا ب�صناعة �صيد الأ�سماك يف حني توا�صل الفتيات التعليم .ومن ناحية �أخ��رى ،ف�إن النق�ص يف عدد املمر�ضات، واحلاجة �إىل موظفني م�ؤهلني يف جمال التمري�ض ي�شجع الأ�سر على اال�ستثمار يف البلدان املتقدمةّ ، يف تعليم الفتيات للمرحلة اجلامعية. وبالنظر �إىل ال�صور النمطية بني اجلن�سني،
العالقة بين ث��روات األس��رة ومعدالت البقاء في التعليم ب��ارزة بشكل كبير في مرحلة التعليم الثانوي وما بعدها
34
حول قابلية الفتيات والفتيان لدرا�سة الريا�ضيات والعلوم ،على م�ستوى املدار�س االبتدائية والثانوية ،جند �أن هناك عددًا قلي ًال من الن�ساء اللواتي ينخرطن يف ال��دورات املتعلقة بالعلم والتقنية، باملقارنة مع ال��رج��ال .وت�شجع ال�صور النمطية بني اجلن�سني الن�ساء على ممار�سة مهن معينة، مثل :التعليم ،والطب ،والتمري�ض ،وجمموعة من املهن يف قطاع اخلدمات .وي�شار �إىل �أن العديد من ال�شابات يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادي، خ�صو�ص ًا يف ال�صني ،والهند ،وجمهورية كوريا ، ينظرن �إىل التدريب املهني ،والعلوم والتقنية على �أنها خيارات مهنية �صاحلة ،ومن ثم تعزز الفر�ص �أمامهن. وق ��د ��ش�ه��دت ال �� �س �ن��وات ال �ع �� �ش��رون املا�ضية زي��ادة كبرية يف التقارير التي �أوردت �ه��ا و�سائل الإع�لام ،حول التحر�ش اجلن�سي يف امل�ؤ�س�سات التعليمية .كما �أن زي��ادة الدعاية عن التحر�ش يف مكان العمل ي�ؤثر على امل��ر�أة يف ن��واح كثرية. ففي بع�ض املجتمعات قد يحول هذا الأم��ر دون م�شاركة املر�أة .وال توجد بحوث تقوم على الأدلة �أو بيانات موثوق بها ،حول التحر�ش اجلن�سي، ف�ض ًال عن فعالية اللجان امل�ؤ�س�سية� ،إذ �إن هذا الأمر ي�ستدعي البحث اجلاد ،وبخا�صة حول ت�أثري الأ��ش�ك��ال العلنية واخلفية للتحر�ش على ق��درة الن�ساء والرجال ملوا�صلة التعليم. وعلى م�ستوى التعليم العايل ،ف�إن توافر �أع�ضاء هيئة تدري�سية من الن�ساء ،و�إيجاد م�ساحات �آمنة للطالبات من �أج��ل االنتظار بني املحا�ضرات، وت��وف�ير مراحي�ض منف�صلة وم��راف��ق ال�صرف ال�صحيُ ،يحدث فرق ًا كبري ًا بالن�سبة للمر�أة. كما �أن توافر املرافق ال�سكنية هو ق�ضية مهمة على م�ستوى التعليم العايل .وعلى �سبيل املثال، بع�ض الق�ضايا التي تتعلق بالدين ،والطائفة يف جنوب �آ�سيا ،تكت�سب �أهمية كبرية ،خا�صة عندما جت��د الفتيات م��ن املجتمعات املحرومة اجتماعي ًا �صعوبة يف االندماج يف املجتمع .وميكن �أن تتعر�ض بع�ض الطالبات يف املجتمعات القبلية للتمييز ،وهذا بدوره ي�ؤثر ت�أثري ًا قوي ًا على بقائهن يف التعليم و�إكمال درا�ستهن. ه�ن��اك بع�ض الأدل���ة على �أن ع��دم امل���س��اواة يف التعليم الثانوي يف البلدان غالب ًا م��ا تكون
�أك�ثر و��ض��وح� ًا .ويف كثري م��ن البلدان النامية، تعد معدالت االلتحاق باملدار�س الثانوية� ،أقل بكثري بني الأ�سر الأك�ثر فقر ًا مقارنة مع الأ�سر الغنية .ويك�شف حتليل العالقة بني ثروات الأ�سر ومعدالت البقاء يف التعليم عن عدد من الأمناط. على �سبيل املثال� ،إن العالقة بني ث��روات الأ�سر ومعدالت البقاء يف التعليم غري وا�ضحة �إىل حد ما يف ال�صفوف الأوىل من التعليم االبتدائي، ولكنها بارزة ب�شكل كبري يف ال�صفوف االبتدائية العليا من التعليم الثانوي. ويف منطقة �آ�سيا واملحيط ال �ه��ادي ،تواجه الفتيات والفتيان على ح��د � �س��واء ،عقبات يف م�شاركتهم يف املدر�سة ،مما ي�ؤكد على �أن تعزيز امل�ساواة بني اجلن�سني ال يقت�صر فقط على الن�ساء والفتيات ،ولكن على الرجال والفتيان كذلك. وت�شري البيانات املتاحة �إىل �أن 14دولة من �أ�صل 31كان لديها ن�سب قليلة ،اللتحاق الأوالد يف التعليم الثانوي مقارنة مع الفتيات ،وذلك يف عام 2005م ،مبا يف ذلك جزر فيجي ،وماليزيا، ومنغوليا ،وتايالند ،والفلبني ،و�ساموا ،وتونغا. ويف منغوليا ،على �سبيل املثال ،يت�سرب الأوالد من املدار�س للم�ساهمة يف دخل الأ�سرة .وعلى م�ستوى التعليم العايل ،هناك اجتاه متزايد نحو ارتفاع معدالت التحاق الفتيات باملدار�س. و�إذا القينا نظرة عامة على الدرا�سات ب�ش�أن
النوع االجتماعي والتعليم� ،سنجد �أن احلكومات يف جميع �أن�ح��اء املنطقة ،مل تعالج بعد م�س�ألة امل�ساواة بني اجلن�سني يف التعليم العايل على نحو �شامل� .إذ �أن�ش�أت بلدان عدة جامعات وم�ؤ�س�سات للن�ساء فقط� .إذ يعد هذا الأم��ر وا�ضح ًا ب�شكل خا�ص يف املجتمعات الإ�سالمية التقليدية ،ويف بع�ض �أج��زاء من الهند ،وجمهورية كوريا .ومع ذل��ك ،فقد مت �إن���ش��اء ع��دد كبري وم�ت��زاي��د من م�ؤ�س�سات التعليم العايل من قبل القطاع اخلا�ص، ومعظمها خمتلطة .ويحول هذا الأمر دون و�صول الن�ساء والفتيات ،من املجتمعات التقليدية التي ميار�س فيها الف�صل بني اجلن�سني. �إن و� �ض��ع ال��ن��وع االج �ت �م��اع��ي ع �ل��ى امل���س��ار ( ،)Gender Mainstreaming �إ�سرتاتيجية مقبولة عاملي ًا ،لتعزيز امل�ساواة بني اجلن�سني .و�إن خلق املعرفة والوعي ،وامل�س�ؤولية لتحقيق امل�ساواة بني اجلن�سني ،جلميع املهنيني العاملني يف التعليم ال�ع��ايل ،يعد عملية ولي�س هدف ًا.كما �أن��ه لي�س ه��دف� ًا يف ح��د ذات��ه ب��ل هو �إ�سرتاتيجية� ،أو منهج� ،أو و�سيلة لتحقيق هدف امل �� �س��اواة ب�ين اجلن�سني يف م�ؤ�س�سات التعليم ال �ع��ايل .وينطوي و�ضع ال�ن��وع االجتماعي على امل�سار ل�ضمان �أن حتقيق ه��دف امل���س��اواة بني اجل�ن���س�ين ه��و حم��ور جميع الأن �� �ش �ط��ة ،مب��ا يف ذل��ك ،ال�سيا�سة التعليمية ،واملناهج الدرا�سية،
والبحوث ،والدعوة ،وتخ�صي�ص املوارد ،واملرافق، والتخطيط ،والتنفيذ ،ور��ص��د ب��رام��ج التعليم العايل. ت�ضمن �إ�سرتاتيجية اليون�سكو لو�ضع النوع االجتماعي على امل�سار� ،أن ت�ستفيد املر�أة والرجل على قدم امل�ساواة ،من برنامج و�سيا�سة الدعم. وت�سعى �إىل حتقيق جميع الأه���داف الإمنائية الدولية ،مبا فيها تلك التي ترمي �صراحة �إىل حتقيق امل �� �س��اواة ب�ين اجلن�سني .وي�ع�ن��ي و�ضع ال�ن��وع االجتماعي على امل�سار حتديد الثغرات يف جم��ال امل �� �س��اواة ب�ين اجل�ن���س�ين ،م��ن خ�لال ا�ستخدام التّحليل امل��راع��ي لل ّنوع االجتماعي ( ،)Gender Analysisوال�ب�ي��ان��ات امل�صنفة ح�سب نوع اجلن�س ،ورفع م�ستوى الوعي، وو�ضع الإ�سرتاجتيات والربامج الرامية �إىل �سد الثغرات ،وو�ضع ما يكفي من املوارد واخلربات يف مكانها. ينطوي و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار، ب�شكل �أ��س��ا��س��ي ،ع�ل��ى ج�م��ع الأدل� ��ة املنهجية، وحتليل امل�شاركة التفا�ضلية ،و�إك �م��ال التعليم ب�ين ال�ن���س��اء وال ��رج ��ال ،وحت�ل�ي��ل ��س�ب��ب وج��ود االخ �ت�لاف��ات ب�ين اجلن�سني ،وت��وع�ي��ة �أ�صحاب امل�صلحة و�صانعي القرار من التفاوتات القائمة. وي�ن�ط��وي على م �� �ش��اورات وا��س�ع��ة م��ع املعلمني، وال �ط�لاب ،والإداري �ي�ن ،وفتح ح��وار �أو��س��ع حول 35
النوع االجتماعي والتعليم العايل .وهذا يعني �أن هناك ا�ستمرارية بني جمع الأدلة ،والتخطيط ،والربامج املحددة� .إن �ضمان الو�صول والفر�ص املت�ساوية للرجال والن�ساء ،وخلق فر�ص متكافئة يتطلب التعامل مع النظام ،ومتكني �صانعي القرار من العمل على امل�ساواة بني اجلن�سني. ونحن بحاجة لتحليل البيانات للح�صول على فهم �أف�ضل لأوجه التفاوت بني اجلن�سني .وباملثل ،ونظرا لظهور الفر�ص ،ف�إن هناك حاجة لإعادة النظر يف ال�صور النمطية للجن�سني .و�إذا كنا نريد دخول مزيد من الن�ساء والرجال �إىل التعليم العايل ،فلي�س �أمام الدول يف املنطقة من خيار �سوى ا�ستك�شاف ق�ضايا امل�ساواة بني اجلن�سني ،واعتماد �إ�سرتاتيجيات لو�ضع النوع االجتماعي على امل�سار ،والتي ت�شمل �إج��راء حتليل مراعي للنوع االجتماعي ،بو�صفه متهيد ًا لو�ضع النوع االجتماعي على امل�سار .ويتطلب هذا التوجه ،فهما توجد عدم امل�ساواة بني اجلن�سني ،وال�سيا�سات �أف�ضل جلميع امل�ستويات التي ِ امل�ستهدفة ،والإ�سرتاتيجيات ،والإجراءات وحتديد �أولويات الإنفاق العام. �إن جم �ل ����س ال� �ت� �ع ��اون االق� �ت� ��� �ص ��ادي لآ�� �س� �ي ��ا وامل� �ح� �ي ��ط ال� �ه ��ادي (،)Asia-Pacific Economic Cooperation- APEC والفريق العامل املعني بالتقنية والعلوم ال�صناعي ة Industrial Sc i ence and Technology Working Group -IST36
،))WGGوالفريق العامل املعني باالت�صاالت (Telecommun i ،)cations Working Group-TELWGتقوم بتحليل املعلومات والبيانات لتحديد اخلطوات املمكنة ،نحو تعزيز م�شاركة املر�أة يف العلوم وتقنيات التعليم .بالإ�ضافة �إىل قيامها بالعمل مع اجلامعات املحلية والطالب املتطوعني ،لت�شجيع املدار�س على متابعة العلوم والريا�ضيات يف التعليم العايل ،و�أي�ضا حتفيز املدار�س لت�شجيع الفتيات على اختيار العلوم والريا�ضيات. ويف الهند� ،أدى ت�ضافر جهود اجلماعات الن�سائية واملنظمات غري احلكومية، �إىل �صدور حكم تاريخي من قبل املحكمة العليا يف الهند يف �أغ�سط�س 1997م، حيث مت توجيه جميع امل�ؤ�س�سات ،مثل :اجلامعات ،وم�ؤ�س�سات الإدارة ،ومراكز التدريب املهني ،و�إدارات التعليم عن بعد ،لت�شكيل جلنة �شكاوى م�ستقلة حول التحر�ش اجلن�سي. وق� � ��د ق� � � ��ررت ه� �ي� �ئ ��ة ال � ��دع � ��م امل� � � ��ايل ل� �ل� �ج ��ام� �ع ��ات يف ال �ه �ن��د (،)University Grants Commission of India �إن�شاء مراكز درا�سات املر�أة يف جميع اجلامعات والكليات .وقد مت ا�ستعرا�ض املبادئ التوجيهية وتعزيزها يف نوفمرب 2008م .وتهدف هذه املراكز لت�شجيع وتعزيز البحوث ب�ش�أن درا�سات املر�أة .وقد �أن�ش�أت باك�ستان جامعة
فاطمة جناح للبنات( (Fatima Jinnah Women’s Un i )versityيف عام 1998م ،لتعزيز وت�شجيع الن�ساء على االنتقال من املدر�سة �إىل التعليم العايل .وقد �أن�ش�أت الهند �أي�ض ًا جمموعة كبرية وجديدة من امل�ؤ�س�سات� ،إ�ضافة �إىل وجود مراكز قدمية للمر�أة .وقد �أوجدت العديد من البلدان املنح واملكاف�آت لت�شجيع الن�ساء على االنتقال من التعليم االبتدائي �إىل التعليم اجلامعي كما يف بنغالد�ش� ،إ�ضافة �إىل ت�شجيعهم للتوجه �إىل اجلامعات كما ح�صل يف الهند ،وباك�ستان ،وبنغالد�ش. يزيد الزواج املبكر واحلمل ،من عبء العمل وم�س�ؤوليات كل من الطالبات واملعلمات يف اجلامعات واملعاهد� .إذ �إن توفري مرافق احل�ضانة ورعاية الأطفال �أم��ر مهم يف العديد من امل�ؤ�س�سات واجلامعات يف جميع �أنحاء ال�ع��امل .يف حني �أن دور احل�ضانة وم��راف��ق رعاية الأط�ف��ال م��وج��ودة منذ فرتة طويلة� ،إال �أنه يوجد القليل من الأبحاث ب�ش�أن ت�أثري هذه املرافق على م�شاركة الآباء .ومن امل�سلم به �أن توافر مرافق احل�ضانة ورعاية الأطفال من املمار�سات الإيجابية يف جمال التعليم العايل. ونظرا للتنوع املوجود يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادي ،هناك حاجة لتطوير ال�سيا�سات والإ�سرتاتيجيات اخلا�صة بكل بلد .والتو�صيات الواردة �أدن � ��اهُ ،ت�ل�خ����ص بع�ض امل �ب��ادئ ال� �ع ��ام ��ة وال � ��درو� � ��س ال� �ت ��ي مت يتطلب وضع النوع االجتماعي في المسار ،اإلقتناع ا�ستخال�صها م��ن جت��ارب و�ضع الفكري واالس��ت��ع��داد العاطفي ودع��م واضعي ال �ن��وع االج�ت�م��اع��ي ع�ل��ى امل�سار السياسات لمواجهة العقبات. يف التعليم االب�ت��دائ��ي والتنمية االقت�صادية يف املنطقة. �إن الربامج التدريبية التي تنطوي على جمموعة من النا�س ممن يعملون �إن ارتفاع م�ستوى االلتزام ال�سيا�سي والإداري �أمر �ضروري� .إذ �إن امل�ؤ�س�سات الوطنية والدولية ،امللتزمة بو�ضع النوع االجتماعي على امل�سار ،بحاجة �إىل مع ًا ،ولديهم م�س�ؤوليات خمتلفة يف نف�س امل�ؤ�س�سة يكون لها ت�أثري �أكرب� .إذ من �إن�شاء فريق عمل من �أجل البحث ،وجمع وت�صنيف وحتليل البيانات الكمية �ش�أن هذه الربامج �أن ت�شجعهم ،و�أن ت�صنع بيئة مواتية للتغيري .وحاملا يتم والنوعية ،على عدم امل�ساواة بني اجلن�سني يف الو�صول وامل�شاركة ،والتعليم االتفاق على جدول الأعمال حول و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار ،ف�إنه من والتعلم ،والنوع االجتماعي ،وال�سالمة ،والتحر�ش ،والق�ضايا ذات ال�صلة الأهمية مبكان �إن�شاء الهياكل والآليات التي ت�سهل العملية .فال بد من �صياغة .و�إدراك �ضخامة التحدي من جانب جميع �أ�صحاب امل�صلحة هو مبثابة القواعد واملبادئ التوجيهية واللوائح وتعديلها. ومن هنا جند �أن التعليم العايل هو حقل وا�سع ومعقد كما �أن و�ضع النوع اخلطوة الأ�سا�سية الأوىل نحو و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار. وينبغي حتديد ما يجب القيام به على �أي م�ستوى ويف جميع امل�ؤ�س�سات .االجتماعي على امل�سار هو عملية منوعة ومكثفة� .إذ يتطلب و�ضع النوع التزاما رفيع امل�ستوى من اجلامعات وامل�ؤ�س�سات .و�إن كما �أن حتديد الأولويات يف هذه املرحلة �أمر مهم ل�ضمان �أن تكون الأهداف االجتماعي على امل�سار ً املحددة واقعية واخلطط ممكنة التطبيق .وينبغي ت�شكيل فريق عمل خم ّول جتربة و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار يف قطاعات �أخرى ،مثل :التعليم يعتمد على الأدل��ة ،لكي مي�ضي بهذه العملية قدما .وال بد من و�ضع خطة االبتدائي ،والرعاية ال�صحية الأولية ،ي�شري �إىل �ضرورة االعرتاف ب�أن هذا لو�ضع النوع االجتماعي يف امل�سار ،وذلك يف قطاعات خمتلفة يف التعليم الأمر هو مبثابة �سفر طويل. ويتطلب و�ضع النوع االجتماعي يف امل�سار ،االقتناع الفكري ف�ض ًال عن العايل. ومن �أجل جعل العملية ذات مغزى ،يتعني تناول ق�ضايا النوع االجتماعي اال�ستعداد العاطفي ،وال��دع��م بني جميع �أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سني، جنبا �إىل جنب مع ق�ضايا التفاوت االجتماعي .كما �أن تدريب جمموعة من ووا�ضعي ال�سيا�سات ،ملواجهة العقبات يف كل مرحلة .ف��إذا مت التخطيط الأ�شخا�ص ممن ينتمون �إىل م�ؤ�س�سات خمتلفة يف و�ضع النوع االجتماعي يف لهذا الأمر جيد ًا ،ومتكنت احلكومات يف املنطقة من اجلمع بني املجموعة امل�سار له �أهمية حمدودة ،لأن على املتدربني العودة والعمل مع النا�س الذين الأ�سا�سية ،ف�إن هذا �سيغري واجهة التعليم العايل يف منطقة �آ�سيا واملحيط مل ي�شاركوا يف التجربة نف�سها .ومن املرجح �أن ي�شعروا بالعزلة وقد يفقدوا الهادي .وينبغي �أن يعيد العقد القادم فرتة النجومية للتعليم العايل كما كان احلال يف التعليم االبتدائي. حما�سهم تدريجيا. 37
التعليم العالي في أستراليا تواجه �أ�سرتاليا حلظات حا�سمة يف تاريخ التعليم العايل .وهناك �إجماع دويل على �أن جودة و�أداء نظام التعليم العايل لدولة ،ما هي مبثابة املحددات الرئي�سة لتقدمها االقت�صادي واالجتماعي .و�إذا �أردنا احلفاظ على م�ستوى عال من املعي�شة ،فنحن بحاجة �إىل نظام تعليم عال قادر على املناف�سة دوليا .وبينما ي�صبح العامل �أكرث ترابطا ،والأ�سواق العاملية للمهارات واالبتكارات �أكرث تطورا، فمن املهم لأ�سرتاليا �أن يكون لديها عدد كاف من النا�س من ذوي املهارات العالية ،القادرة على التكيف مع امل�ستقبل ال�سريع واملتغري. وجتدر الإ�شارة �إىل وجود �إ�سهامات كبرية ووا�ضحة للتعليم العايل ،فيما يتعلق بالقوة العاملة املاهرة� ،إذ ال يزال ي�شكل حجر الزاوية يف م�ؤ�س�ساتنا القانونية ،واالقت�صادية ،واالجتماعية ،والثقافية ،ويكمن يف قلب البحوث ونظام االبتكار يف �أ�سرتاليا. ويعالج هذا التقرير م�س�ألة ما �إذا كان قطاع التعليم منظم ًا ومم��و ًال لكي مي ّكن �أ�سرتاليا من املناف�سة بفعالية يف االقت�صاد اجلديد املت�سم بالعاملية .وعلى الرغم من �أن هذا النظام لديه قوة كبرية � ،إال �أنه يواجه تهديدات نا�شئة مهمة تتطلب اتخاذ �إجراءات حا�سمة .ومن �أجل مواجهة هذه التهديداتُ ،يو�صى ب�إجراء �إ�صالحات رئي�سة للأطر التنظيمية والتمويلية للتعليم العايل .ولقد تغري التعليم العايل ب�شكل كبري خالل ال�سنوات ال�ث�لاث�ين امل��ا��ض�ي��ة� .إذ � �ض� ّ�م ع� ��دد ًا ق�ل�ي� ً لا من امل�ؤ�س�سات املمولة من القطاع العام .حيث يوجد الآن 37جامعة حكومية ،واثنتني من اجلامعات اخلا�صة ،و 150مزود ًا للتعليم العايل .وتعتمد اجل��ام�ع��ات احلكومية يف دعمها ودخ�ل�ه��ا على 38
م�صادر غري حكومية ،كما تتلقى بع�ض اجلهات اخلا�صة دعم ًا مالي ًا من احلكومة. وتتخلف �أ�سرتاليا عن البلدان الأخرى يف الأداء واال�ستثمار يف التعليم العايل .كما تتفق البلدان املتقدمة والنامية ،على حدٍ �سواء ،على �أن هناك روابط قوية بني الإنتاجية ون�سبة ال�سكان من ذوي املهارات رفيعة امل�ستوى .وقد قررت هذه الدول �أال ت�ستثمر من �أج��ل ت�شجيع ازدي��اد �أع��داد ال�سكان احلا�صلني على م�ؤهالت جامعية فح�سب ،ولكن �أي�ضا لتح�سني نوعية اخلريجني .وحتتل �أ�سرتاليا املرتبة التا�سعة من �أ�صل ثالثني دولة يف منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي ( ،)OECDمن حيث ن�سبة ال�سكان الذين ترتاوح �أعمارهم بني 25و 34عام ًا ،ممن ميتلكون م�ؤهالت علمية� ،إذ
صورة التقرير
متثل ن�سبه ه�ؤالء ال�سكان احلا�صلني على م�ؤهالت علمية بـ 9%مقارنة بـ �أكرث من 50%يف دول �أخرى يف منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي. لذا يجب اتخاذ �إجراءات فورية للتعامل مع هذا الأمر .فالأمة بحاجة �إىل �أ�شخا�ص م�ؤهلني �أكرث، �إذا �أرادت تلبية متطلبات واحتياجات االقت�صاد العاملي بخطى �سريعة. وت��واج��ه املناطق الإقليمية ال�ت��ي ت��وج��د فيها �أ��س��واق �ضعيفة غري ق��ادرة على املحافظة على وجود التعليم العايل� ،أي�ض ًا �صعوبات يف توفريه. و�سوف تتفاقم ه��ذه امل�شاكل من خ�لال توقعات بانخفا�ض الفئات العمرية من 24 - 15عام ًا يف العديد من املناطق الإقليمية .وال توفر الرتتيبات احلالية حوافز وا�ضحة لإع��داد برامج التعليم يف املناطق املحتاجة� ،أو �إىل التعاون مع اجلهات الأخ��رى ملعاجلة م�شاكل التعليم العايل� .إذ تبني �أن بع�ض العقبات وال�صعوبات و�أوجه الق�صور يف املناطق الإقليمية هي الأكرث و�ضوح ًا. وكانت �أ�سرتاليا قبل ع�شرين عام ًا من �أوائل ال��دول من حيث �إع��ادة هيكلة ومتكني امل�شاركة الوا�سعة يف جمال التعليم العايل� .إذ �إن نتائج تلك التغيريات جعلتها الرائدة دولي ًا للتوجه نحو الأنظمة ال�شاملة .وكان هناك بع�ض املخاوف يف ذلك الوقت حول الآثار املحتملة لإعادة الهيكلة. ل��ذا ّمت ات �خ��اذ جم�م��وع��ة م��ن ال �ت��داب�ير ملراقبة و�ضمان اجلودة ()Quality Assurance للنظام اجلديد .وهناك الآن دالئل وا�ضحة على �أن جودة اخلربات التعليمية �آخذة يف االنخفا�ض، والآليات التي �أن�شئت ل�ضمان اجلودة على ال�صعيد الوطني حتتاج �إىل حتديث. وع�م�ل��ت امل��ؤ��س���س��ات التعليمية ،وع �ل��ى وج��ه اخل���ص��و���ص ،اجل��ام �ع��ات ع�ل��ى ت�ط��وي��ر خ��دم��ات التعليم يف العقدين الأخريين .حيث �إن ربع طالب التعليم العايل يف اجلامعات من البلدان الأخرى، يقدّمون م�ساهمات كبرية القت�صادنا وعالقاتنا مع املنطقة .ومع ذلك ،ف�إن تركيزهم على نطاق �ضيق ن�سبي ًا من احلقول العلمية ي�ش ّكل حتديات كبرية للم�ؤ�س�سات .كذلك ،نحن اليوجد ا�ستفادة ق�صوى من جميع الفر�ص التي يقدمونها ليكون
كانت استراليا من اوائ��ل ال��دول من حيث إعادة هيكلة وتمكين المشاركة الواسعة في مجال التعليم العالي. �سفراء لأ�سرتاليا� ،أو �أن يكونوا جزءا من احلل لبع�ض امل�شاكل الأك�ثر �صعوبة يف جتديد القوى العاملة الأكادميية والبحثية .وي�شري حتليل الأداء احلايل� ،إىل احلاجة املا�سة لكل من الإ�صالحات الهيكلية واال�ستثمارات الإ�ضافية الكبرية .و�إذا يتم العمل بجد من الآن ،فلن تكون �أ�سرتاليا مل ّ يف عام 2020م ،يف املرتبة التي نطمح �أن تكون بها� ،أي يف م�صاف الدول الأوىل ملنظمة التنمية والتعاون االقت�صادي من حيث امل�شاركة والأداء. ويجب زي��ادة ن�سبة ال�سكان احلا�صلني على م�ؤهالت يف التعليم العايل .ولإجراء هذا الأمر، ه �ن��اك ح��اج��ة �إىل ال�ت��و��ص��ل �إىل ات �ف��اق ب�ش�أن توفري الأم��وال الكافية و�ضمان �أن تكون فوائد
التعليم العايل متوفرة للجميع� ،إ�ضافة �إىل و�ضع الرتتيبات التي �ست�ضمن اجلودة العالية للتعليم املقدم ،و�أن نكون على ثقة من �أن هياكل الإدارة الوطنية �ست�ساعد على حتقيق هذه الأهداف .ومن �أجل حتقيق هذه الأهداف ،يرى الفريق املعني �أنه من ال�ضروري �إيجاد نظام متحرر� ،إ�ضافة �إىل تخ�صي�ص �أموال الكومنولث ملجموعة وا�سعة من الطالب واملزودين امل�ؤهلني ولي�س للم�ؤ�س�سات. وجلميع الأفراد امل�ؤهلني احلق يف احل�صول على امل�ؤهالت اجلامعية غري املحددة يف املدة .وهناك حاجة ملحة لتو�سيع ق��اع��دة م ��ؤه�لات التعليم العايل ل��دى ال�سكان واحلاجة �إىل رف��ع م�ستوى املهارات. ويتيح مثل هذا النظام املرونة للم�ؤ�س�سات، ل�ل�ب� ّ�ت يف ال� ��دورات ال�ت��ي ��س��وف ي�ت��م تقدميها، وعدد من الطالب الذين �سيتم قبولهم� .إن هذا الأمر ،جنبا �إىل جنب مع �ضمان احلقوق جلميع الطالب امل�ؤهلني ،هو اخليار الأكرث ا�ستجابة من �أجل زيادة قاعدة امل�شاركة للمجموعات على نحو فعال .ومن �أجل حتقيق هدف زيادة ن�سبة الطالب من الفئات الأق��ل حظ ًا �إىل % 20بحلول عام 2020م� ،سيتم توجيه % 4من جميع الأموال للتعليم �إىل م�ب��ادرات التوعية .وم��ن املتوقع �أن تقيم جميع امل�ؤ�س�سات م�ب��ادرات ل��زي��ادة ن�سبة التحاق الطالب من البيئات الأقل حظ ًا .و�سيتم تخ�صي�ص ج��زء م��ن ه��ذه املخ�ص�صات لدعم �أن�شطة التوعية يف املجتمعات املحلية الفقرية ممن لديها ن�سبة م�شاركة قليلة يف التعليم العايل. وم��ن خ�لال �إق��ام��ة ال���ش��راك��ات م��ع امل��دار���س وامل�ؤ�س�سات التعليمية الأخرى� ،ستعمل م�ؤ�س�سات التعليم ال �ع��ايل ع�ل��ى ت�ق��دمي ال�ت��وج�ي��ه وال��دع��م الأك ��ادمي ��ي .و�سيتم ت��وزي��ع اجل ��زء الأك�ب�ر من املخ�ص�صات للم�ؤ�س�سات على �أ�سا�س جناحها يف ت���س�ج�ي��ل وت �خ��ري��ج ال� �ط�ل�اب م ��ن ال�ب�ي�ئ��ات 39
االجتماعية واالقت�صادية املنخف�ضة .كما �أن توفري التعليم العايل يف املناطق الإقليمية يحتاج �إىل اهتمام جدي لزيادة امل�شاركة .وبعد عملية ا�ستعرا�ض الأمن ��اط احل��ال�ي��ة لتوفري التعليم، ُي��و��ص��ى بتخ�صي�ص 80مليون دوالر �سنوي ًا، لتطوير و�إي �ج��اد حلول تعاونية مبتكرة لتوفري التعليم العايل يف املناطق النائية والإقليمية. كذلك ،ينبغي النظر بجدية يف تطوير اجلامعات مع �إيجاد خربات خا�صة يف جمال توفري التعليم العايل يف جميع �أنحاء �أ�سرتاليا. وتعد خدمات التعليم ثالث �أك�بر ال�صناعات الت�صديرية الآن يف �أ��س�ترال�ي��ا .وت��دع��م جهود م��زودي التعليم ال�ع��ايل م��ا ن�سبته % 60من عائدات هذه ال�صناعة .لقد حان الوقت لإعادة التفكري يف �إ�سرتاتيجية لإع��ادة هيكلة الو�سائل التي تُنظم بدعم من احلكومة .وتعد �أ�سرتاليا البلد الوحيد من بني دول منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي ،التي بقيت م�ساهمتها العامة على التعليم العايل بنف�س امل�ستوى يف عام 2005م، كما كان يف عام 1995م .حيث زادت م�ساهمة القطاع اخلا�ص ب�شكل كبري ،خالل تلك الفرتة. ولي�س ه�ن��اك ح��ال��ة ع��ام��ة ل��زي��ادة اال�ستثمار يف نظام التعليم العايل يف �أ�سرتاليا من خالل زي ��ادة م�ساهمة ال�ق�ط��اع اخل��ا���ص .ويف الوقت نف�سه ،هناك حاجة لال�ستعرا�ض املنتظم ،كل ثالث �سنوات ،ملدى كفاية التمويل للتعليم العايل، ل�ضمان �أن جهود البالد يف ه��ذا املجال �ستظل قادرة على املناف�سة دوليا مع مرور الوقت .كذلك، �سوف تعود املزيد من الأموال ،املخ�ص�صة لدعم التكاليف غ�ير املبا�شرة للبحوث ،بالنفع على امل�شاريع البحثية ،ولكن ينبغي �أي�ضا �إعادة توجيه املوارد للتعليم. �إن م�ستويات الدعم احلالية غري كافية لدعم م�شاركة وجن��اح الطلبة الذين ي�أتون من بيئات اجتماعية واقت�صادية منخف�ضة .وينبغي �أن تعمل 40
الإ� �ص�لاح��ات �إىل دع��م دخ��ل ال�ط�لاب لتحقيق �أف�ضل امل�ؤهالت بطريقة منا�سبة .وهذا يتطلب �إج��راء �إ�صالحات كبرية يف نظام دع��م الدخل يف �أ�سرتاليا .ويتطلب نظام ا�ستحقاق الطالب مزيد ًا من الرتكيز على معايري االعتماد و�ضمان اجل ��ودة ،وتقييم امل�ع��اي�ير ،وا��س�ت�خ��دام معايري النتائج .ويتطلب و�ضع املزيد من اخليارات يف
للمزيد من الإ��ص�لاح .وتقدم م�ؤهالت التعليم ال �ع��ايل �أدوار ًا خمتلفة ج ��د ًا ،وم�ن��اه��ج لتوفري التعليم .ولكن �شهد االنتقال �إىل نظام التعليم العايل ال�شامل� ،إىل جانب منو بيئة العمل ،عدم و�ضوح للحدود الفا�صلة بني القطاعني .ولئن كان من املهم احلفاظ على �سالمة نظام التعليم ،ف�إنه حان الوقت التباع نهج �أكرث متا�سكا
تعد خدمات التعليم العالي ثالث اكبر الصناعات التصديرية في استراليا. �أي ��دي ال�ط�لاب نهج ًا خمتلف ًا ل�ضمان اجل��ودة واالعتماد� .إذ يعد النظام الوطني العتماد جميع مزودي خدمات التعليم العايل يف القطاعني العام واخلا�ص� ،أم��ر ًا �ضروري ًا ل�ضمان نوعية النظام املحرر. �ست�ساعد احلوافز الكربى ،واملزيد من الدعم للطالب الدوليني واملحليني ،على التعامل مع نق�ص يلوح يف الأفق من الأكادمييني والباحثني. الأم��ر ال��ذي يع ّد �ضروري ًا ل�ضمان �أن لدينا ما يكفي من املوظفني امل�ؤهلني ت�أهي ًال جيد ًا لإدارة الزيادات املقرتحة يف امل�شاركة ،واملحافظة على املخزون من الباحثني يف نظام االبتكار .حتتاج الرتتيبات امل�ؤ�س�سية التي حتكم التعليم العايل
لتوفري التعليم العايل. �إذا �أردن � ��ا �أن ن�ح�ق��ق الأه � ��داف الطموحة للم�شاركة الالزمة لأ�سرتاليا لتظل ق��ادرة على املناف�سة دوليا ،فمن املهم �إيجاد نهج �أكرث �شمولية يف التخطيط وتوفري التعليم .وما نحتاج �إليه هو �سل�سلة مت�صلة من توفري املهارات التي يتم دعمها ب�شكل رئي�س من قبل م�ستوى واحد من احلكومة. وم��ن ��ش��أن مثل ه��ذا ال�ن�م��وذج تنمية امل�ه��ارات بطرق تت�سم بالكفاءة لتلبية احتياجات كل من الأف ��راد واالقت�صاد .وينبغي �أن تقع م�س�ؤولية متويل وتنظيم التعليم العايل ،ونظام التدريب على عاتق احلكومة الأ��س�ترال�ي��ة ،وينبغي على الوكاالت التنظيمية امل�ستقلة ،توحيد جميع املهام
التنظيمية عرب هذا النظام اجلامعي. وت�ه��دف ه��ذه الإج� ��راءات املعتمدة يف هذا التقرير لإع��ادة ت�شكيل نظام التعليم العايل مل�ساعدة �أ�سرتاليا على التكيف مع التحديات التي �ستواجهها حتما يف امل�ستقبل .ومع ذلك، ولأن العامل مير بفرتة من التغري ال�سريع وغري املتوقع ،فلي�س من الوا�ضح �إذا كانت الإجراءات كافية لتمكني نظام التعليم العايل ملواجهة هذه التحديات على نحو كاف .ولأن البلدان الأخرى حتركت بالفعل ملعاجلة امل�شاركة واال�ستثمار يف التعليم العايل ،كو�سيلة مل�ساعدتها على �أن تظل قادرة على املناف�سة دوليا ،ف�إن التو�صيات الواردة يف هذا التقرير � ،إذا ما نفذت بالكامل، �ستحافظ على م�ستوى الأداء ال��دويل الن�سبي، وم �ك��ان��ة ق �ط��اع التعليم ال �ع��ايل الأ�� �س�ت�رايل. وه �ن��اك ح��اج��ة �إىل م��زي��د م��ن االع �ت�راف من جانب احلكومة و�أع���ض��اء املجتمع الأ��س�ترايل �إىل تعزيز مكانتنا التناف�سية .ويتطلب حت�سني الأداء الن�سبي لأ�سرتاليا �أمام الدول الأخرى، ا��س�ت�ث�م��ارات ع��ام��ة ك�ب�يرة �إ��ض��اف�ي��ة يف جمال التعليم العايل .وهناك جمموعة من م�ؤ�شرات الأداء العامة لل�سماح بتقييم مدى جناح نظام التعليم العايل الأ�سرتالية ،التي من �ش�أنها �أن ت�ساعد على فهم مكانة �أ�سرتاليا دوليا .وتعد بلدان منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي ،التي تت�صف بجودة نظمها و�أدائها العايل ،النقطة املرجعية املنا�سبة لأ�سرتاليا. ومن هنا ميكن القول �إن على �أ�سرتاليا �أن تتبنى
املبادئ والأه��داف الإ�سرتاتيجية لنظام التعليم العايل الواردة يف هذا التقرير .و�أن حتدد هدف ًا وطن ًيا ب�أن يح�صل ما ن�سبته % 40من الفئة العمرية -34 25على الأق��ل ،على م�ؤهل يف م�ستوى البكالوريو�س بحلول عام 2020م .و�أن تقدم ما ي�صل �إىل 1000منحة درا�سية �سنوي ًا للطالب الدوليني من خ�لال الربامج البحثية، حيث يتم قبولهم على �أ��س��ا���س ق�ب��ول الطالب الأ�سرتاليني. وبعد مزيد من النظر يف امل�شاكل احلالية لتوفري التعليم ،ينبغي �أن تقدم احلكومة الأ�سرتالية مبل ًغا �إ�ضاف ًيا قدره 80مليون دوالر �سنوي ًا بد ًءا من عام 2012م ،من �أجل توفري التعليم العايل يف املناطق الإقليمية ،وذلك بالتعاون مع اجلهات الأخرى .وينبغي على احلكومة الأ�سرتالية ال�شروع يف عمليات حتديد احتياجات املناطق احل�ضرية اخلارجية والإقليمية للتعليم العايل ،بالتعاون مع �أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سني ، ،و�إيجاد �أف�ضل ال�سبل من �أجل هذه االحتياجات. وم��ن املهم ت�صميم نظام التمويل يف التعليم العايل على �أ�سا�س منح الطالب الفر�ص لكي يقرروا التخ�ص�ص ال��ذي �سيدر�سونه ،ومكان الدرا�سة، وللت�أكد من �أن �أ�سرتاليا ال تزال قادرة على املناف�سة يف توفري التعليم العايل مقارنة مع البلدان الأخرى، من خالل توفري م�ستويات كافية من التمويل لكل من الأن�شطة الأ�سا�سية للتعليم ،والبحث ،وامل�شاركة يف دعم منو التعليم العايل كجزء من حتقيق الأهداف، واحلفاظ احلقيقي لال�ستثمارات العامة للحكومة
يف القطاع مع مرور الوقت. وال بد �أن تزيد احلكومة الأ�سرتالية مقدار التمويل الأ�سا�سي يف التعليم العايل بن�سبة % 10 من عام 2010م .و�أن ت�ضع وتنفذ �إطار امل�ساءلة لنظام متويل التعليم العايل اجلديد الذي يتفق مع التمويل الأو�سع ،والإط��ار التنظيمي .وينبغي عليها التفاو�ض مع ال��والي��ات والأقاليم لتو�سيع وكالة �ضمان اجلودة لتغطية قطاع التعليم العايل ب�أكمله ،وينبغي عليها �أي�ضا �أن تتحمل امل�س�ؤولية الكاملة عن تنظيم التعليم العايل والتدريب يف �أ�سرتاليا بحلول عام 2010م. وال بد �أن ي�ضمن مقدمو التعليم العايل مو�ضوع دع��م ال�ث�ق��اف��ة امل��ؤ��س���س�ي��ة ،وال �ك �ف��اءة الثقافية للموظفني وطبيعة املنهج وم���ش��ارك��ة الطالب الأ�صليني ،وينبغي �أن تكون الثقافة الأ�صلية جز ًءا ال يتجز�أ من املناهج الدرا�سية ل�ضمان ح�صول جميع الطالب على فهم ثقافة ال�سكان الأ�صليني. كما ينبغي على �إدارة الرتبية والتعليم والتوظيف، و�ضع جمموعة من املعايري التي توفر بيانات قابلة للمقارنة مع اململكة املتحدة ،والواليات املتحدة وكندا وبلدان �أخ��رى ،بحيث ميكن مقارنة �أداء �أ�سرتاليا بانتظام مع نظرياتها من الدول املتقدمة الأخرى. وي �ج��ب ع �ل��ى جم�ل����س ال�ت�ع�ل�ي��م الأ�� �س�ت�رايل اال�ستمرار يف لعب الدور املهم يف زيادة حت�سني التعليم والتعلم يف التعليم العايل� .إذ لي�س هناك ح��اج��ة لأي تغيري كبري يف طريقة عمله .كما ينبغي �أن يطلب من مقدمي خدمات التعليم ال �ع��ايل ،ت��وف�ير ال�ب�ي��ان��ات ال�سنوية يف �أع ��داد الطالب ك�شرط �أ�سا�سي العتمادهم .كما ينبغي على التعليم والتدريب املهني ،ومزودي التعليم العايل موا�صلة تعزيز و�إيجاد ال�سبل للطالب م��ن خ�لال تطوير وتنفيذ امل�صالح امل�شرتكة، والتقييمات املتدرجة يف امل�ستويات العليا من التعليم والتدريب املهني. 41
ّ التعلم تطبيقات واألعمال في التعليم العالي :رؤية مستقبلية
الكاتب :باتريك كاري و برنارد غلي�سون)Patrick Carey and Bernard Gleason (. �إن �صناعة الربجميات العاملية �آخذة يف التطور والتغري ب�شكل وا�ضح وكبري� .إذ يقود هذا االجتاه ،مثل العديد من االجتاهات املتغرية يف التقنية، جمموعة كبرية من موظفي التقنية التعليمية ( ،)Instructional Technologyو�أع�ضاء هيئة التدري�س الأكادميي يف جمال احلا�سب .وتتمثل عنا�صر هذا النهج املحو�سب املفتوح ،بامل�صادر واملعايري واملعمارية املفتوحة .وال ينطوي مثل هذا النهج على ا�ستخدام رموز الربجميات املفتوحة امل�صدر فح�سب ،فقد مت ت�صميم وتطوير رموز التطبيق على �أ�سا�س االحتياجات التي يحددها املجتمع املفتوحّ . وتب�شر هذه العنا�صر اجليل املقبل ،بتطبيقات تعليمية مهمة للتعليم العايل .و�إذا كان التاريخ يكرر نف�سه ،فنحن نعتقد �أن هذا االجتاه �سيكون له نف�س الت�أثري على معظم ال�صناعات الأخرى� ،إن مل يكن عليها كلها .ال ميكن ر�ؤية مثل هذا االجتاه مع ظهور خمتلف تطبيقات الربجميات املفتوحة ،على مدى ال�سنوات القليلة املا�ضية وحدها ،ولكن �أي�ضا مع التعديالت التي �أجراها املطورون يف النماذج التجارية اخلا�صة بهم. ويتبنى امل�س ّوقون التجاريون يف امل�ستقبل ،معايري املعمارية املفتوحة ،ويدركوا ب�أنها تعمل على تب�سيط عمليات تطوير التطبيقات اجلديدة ،ودمج �أنظمة العميل وتخ�صي�صها ،لتتطابق مع املمار�سات التجارية يح�سن املتطورة .ويرون �أن اعتماد التطبيقات على املعايري املفتوحة ميكن �أن ي�س ّرع عملية الن�شر ،و�أن ّ الإنتاجية الت�شغيلية ،ويخ ّف�ض التكاليف .وهم �أي�ض ًا ي�ستجيبون لأمناط كبرية يف �سلوك امل�ستخدم ،التي بد�أت بالفعل بتغيري فر�ص مط ّوري الربجميات. وعلى �سبيل املثال ،خالل حتليل نتائج الدرا�سة امل�سحية ،التي �أجراها املديرون العامون للمعلومات يف التعليم العايل يف �شباط /فرباير 2006م ،وجدوا �أن 25%من امل�ؤ�س�سات التعليمية تقوم بتنفيذ تطبيقات مفتوحة امل�صدر يف التعليم العايل .ويف درا�سة ا�ستق�صائية �أخ��رى ملتخ�ص�صي تقنية املعلومات ،وجد �أن على الرغم من �أن 2%من ال�صناعات كانت ت�ستخدم الربجميات مفتوحة امل�صدر ب�شكل �أ�سا�سي ،ف�إن �آخرين ي�ستخدمون الربجميات التجارية �إ�ضافة �إىل الربجميات املجانية. هذه النتائج تت�سق مع مالحظاتنا اخلا�صة يف �شركة �آي بي �إم ( ،)IBMكونها واحدة من ال�شركات الأكرب يف العامل يف جمال الربجميات� ،إذ نتوقع �أن تتكون بيئة امل�ستقبل التقنية ،من مزيج من �شيفرات مفتوحة ومغلقة امل�صدر ،تتم�سك باملعايري املفتوحة ،مما ي�ؤدي �إىل خف�ض تكاليف الت�شغيل ،ودمج الربامج من قبل امل�ؤ�س�سات .ويف الوقت احلا�ضر ،ما زالت تواجه بع�ض امل�ؤ�س�سات حتديات لتب�سيط 42
صورة التقرير
�إج�� ��راءات الت�شغيل ،وت�ق�ل�ي��ل الأع��ب��اء املالية والت�شغيلية لهذه الأنظمة ،والت�أكد من مرونة هذه النظم ،مبا فيه الكفاية للتكيف مع احتياجات العمل اجلديدة واالبتكارات التقنية. و�سيحتاج مقدمو الربامج التجارية والكليات واجلامعات ،على حد �سواء� ،إىل �صياغة ر�ؤي��ة وا�ضحة من العوامل التي �ست�شكل ،على مدى ال�سنوات اخلم�س املقبلة ،التطبيقات التعليمية، ف�ض ًال عن املعمارية التي تعمل عليها التطبيقات. ولتحقيق ه��ذه ال�غ��اي��ة� ،ستتم مناق�شة العديد من التطورات الرئي�سية فيما يتعلق باحلو�سبة املفتوحة. ويف ال�سنوات اخلم�س املقبلة ،ما هي النماذج التجارية التي �سوف تعتمدها م�ؤ�س�سات التعليم العايل؟ وما هو االجتاه الذي �سوف ي�أخذه تطور برجميات التطبيقات؟
ي�ستخدمون املنهج املفتوح يعتمدون على ال�شبكات امل�شرتكة بني امل�ؤ�س�سات على �شبكة الإنرتنت، ملعرفة املزيد عن النماذج الوظيفية التي يتم ربطها عن طريق معمارية تركز على اخلدمة. وت��رك��ز ه��ذه املعمارية على اخل��دم��ات لأن��ه يتم ربط هذه التطبيقات والوظائف لإن�شاء تطبيقات مركبة وعمليات جت��اري��ة ،وي�سمح ه��ذا النهج يتم حتديدها ،وربطها لإيجاد للمكونات ب ��أن ّ التطبيقات والعمليات الالزمة من قبل امل�ؤ�س�سة. تتوفر ال�برام��ج القابلة لإع ��ادة اال�ستخدام، مع جمموعة متنوعة من امل�صادر الأخ��رى ،مثل بائعي الربامج امل�ستقلني ،وم�ستودعات امل�صادر املفتوحة عرب الإنرتنت� ،أو اال�شرتاك من خدمة ا�ست�ضافة .على �سبيل املثال ،هناك جمموعات م��ن التعليم ال �ع��ايل ،ت �ق��دم م���ش��اري��ع مفتوحة امل�صدر وتطبيقات ووثائق ميكن حتميلها من قبل
تتكون بيئة المستقبل التقتنية من مزيج من شيفرات مفتوحة ومغلقة المصدر ،تتمسك بالمعايير المفتوحة مما يؤدي الى خفض تكاليف التشغيل. ول �ت �ظ��ل ال �ك �ل �ي��ات واجل��ام��ع��ات ق � ��ادرة على املناف�سة ،وتقدمي اخلربات التعليمية اال�ستثنائية، وج��ذب الأ�ساتذة وال�ط�لاب ،وت�شجيع البحوث، واملناف�سة عامليا ،ينبغي عليها اعتماد منهج مفتوح يف ت�صميم برجميات التطبيقات التعليمية والتجارية .ويركز املنهج املفتوح يف جوهره على خف�ض تكاليف التكامل وت�شغيل الأنظمة التعليمية والتجارية داخل الكيان اجلامعي ونظم التعليم، ومتكني امل�ؤ�س�سة لإع��ادة توجيه امل��وارد النادرة �إىل حت�سني البيئة الأكادميية والبحثية� .سيطلق ت �ط��ور احل��رك��ة امل�ف�ت��وح��ة يف التعليم ال �ع��ايل، املواهب االبتكارية والقوى واملرونة التي ترغبها امل��ؤ��س���س��ات .واالجت��اه��ات الآت �ي��ة �ستكون ذات �أهمية ،خا�صة ملخططي اجلامعات عند قيامهم بو�ضع الإ�سرتاتيجيات امل�ستقبلية. لقد ط��ورت التطبيقات ،معمارية مفتوحة، تعتمد على املعايري التي مت جتميعها من مكونات متوفرة ،و�أقل تكلفة من احلزم االحتكارية القابلة للمقارنة .وب ��د ًال م��ن االع�ت�م��اد على ت�صاميم متجان�سة كما يف املا�ضي ،ف��إن املطورين الذين
جميع الكليات واجلامعات املهتمة .فمن خالل ه��ذه املناهج املفتوحة ،ال ي��زال بائعو الربامج امل�ستقلني يجدون احللول الربجمية ويجمعونها ويبيعونها ويدعمونها ،حيث يتحرك بع�ض الباعة امل�ستقلني ،جنب ًا �إىل جنب مع �شركة (�آي بي �أم) نحو هذا االجتاه .كما �أن �أنظمة الإدارة القادمة مثل م�شروع (�ساكاي) �آخ��ذة يف الظهور لتلبية احتياجات متماثلة. وه�ن��اك جمموعات م��ن الكليات واجلامعات ت�سهم يف تطوير التطبيقات واملوارد املالية الالزمة، لإن�شاء جمموعات م�شرتكة من التطبيقات .وهذا ما ي�سمى باملنهج مفتوح امل�صدر ،الذي يعتمد على مبادئ تطوير الربجميات املجانية� ،أو الربجميات مفتوحة امل�صدر ،حيث يتم منح امل�ستخدمني الرموز جمان ًا مع �إمكانية تعديلها من قبلهم. والفروق الرئي�سة للنماذج مفتوحة امل�صدر تتمثل يف �أ�ساليب التمويل ،و�إدارة التنمية ،و�ضمان اال�ستدامة. وقد القى منوذج امل�صدر املجتمعي ا�ستح�سان ًا م��ن قبل م�ؤ�س�سة (�أن ��درو دبليو ميلون) ،التي 43
جت�سدت يف م�شروع �ساكاي ،وم�شروع ك��وايل، اللذين مت تطويرهما من قبل اجلامعات ،لإيجاد ج�ي��ل ج��دي��د م��ن تطبيقات مفتوحة امل���ص��در. وتتمثل وظائف هذه امل�شاريع بتقدمي م�ساهمات مالية �سنوية ،وت�شارك يف حتديد االحتياجات، واالخ�ت�ب��ار ،والتقييم ،وت�ق��دم اخل��دم��ات لدعم العمالء .وينبغي للم�ؤ�س�سات التي ت�سعى �إىل اال��س�ت�ف��ادة م��ن �إم�ك��ان�ي��ات احل��و��س�ب��ة مفتوحة امل�صدر� ،إيالء اهتمام خا�ص ملثل هذه امل�شاريع، نظرا لأنها و�ضعت �أ�سا�س ًا قوي ًا لالبتكار امل�ستمر. و�ستكون هذه ال�شبكات القيمة ،غري املتوقعة يف بع�ض الأحيان ،موجودة داخل جمتمع التعليم ال �ع��ايل والأف � ��راد وال ��وح ��دات ذات امل�صالح امل���ش�ترك��ة وامل�ت�ط�ل�ب��ات م �ع��ا� .إن االحت� ��ادات واجلامعات والكليات التي لديها بالفعل هياكل م���ش�ترك��ة ذات قيمة م��ن امل�ح�ت�م��ل �أن تكون امل�ستفيدة يف وق��ت مبكر م��ن تقا�سم امل��وارد وممار�سة ت�أثري املجموعة والقوة ال�شرائية. ويف الوقت نف�سه ،بالن�سبة جلميع امل�شاريع مفتوحة امل�صدر ،التي تلتزم مبفاهيم املنهج املفتوح ،واملعايري املفتوحة ،وامل�صدر املفتوح، والت�صميمات املفتوحة ،ف��إن اخلطوة املنطقية القادمة ،هي �إن�شاء هيئة تن�سيق ،م�شابهة يف املفهوم مع م�ؤ�س�سة برجميات �أبات�شي .وقد �أ ّيد 44
نائب الرئي�س للبحوث يف جمال تقنية املعلومات يف م�ؤ�س�سة (�أندرو دبليو ميلون) ،ت�شكيل الكونغر�س املفتوح لتن�سيق التعاون واالت�صاالت ،وامل�صادقة على امل�شاريع املتعددة ذات ال�صلة ،داخل النظام الإي�ك��ول��وج��ي يف التعليم ال �ع��ايل .وت�ساعد هذه الهيئة على �ضمان و�ضع نظام حلفظ ،وتعزيز الرمز �أك�ثر من م��رة ،وال��ذي ي�شكل م�صدر قلق كبري لأي م�س�ؤول يريد اال�ستثمار يف الأع�م��ال املهمة .يف ح�ين يتم �إج ��راء م��زي��د م��ن التقدم لإن�شاء التن�سيق املطرد ،وتنمية امل�شاريع مفتوحة امل�صدر ،ف�سيكون املخططون قادرين على اتخاذ قرارات م�ستنرية ب�ش�أن اعتماد هذه التقنيات. �إن من �أك�بر التحديات التي تواجه مطوري التطبيقات هي التكامل والعمل امل�شرتك .وميكن للم�ؤ�س�سات � �ش��راء �أو تطوير امل�ع�م��اري��ة ،التي تركز على اخل��دم��ات ،ولكن ل��ن تكون الكليات واجلامعات قادرة على �إعادة هند�سة التطبيقات والعمليات اخلدمية ،لتكون متوافقة ومن�سجمة مع بع�ضها بع�ض ًا .واحلل لهذا التحدي يكمن يف خلق جيل جديد من التطبيقات املفتوحة ،من �ش�أنها �أن توفر �إط��ار ًا تقني ًا مرن ًا لدعم املعايري وواجهات التطبيق املفتوحة. وه�ن��اك ن��وع م��ن ال�برام��ج الو�سيطة ،ت�سمى م���ش��روع ال��رب��ط البيني ل�ل�أن�ظ�م��ة واخل��دم��ات
( ،)Enterprise Service Busوتعمل بني نظام الت�شغيل والتطبيقات التي ت�ستخدم ت�ع��اري��ف ال �ب �ي��ان��ات ،وتن�سيق ال��ر� �س��ائ��ل ،لنقل البيانات بني الربامج املختلفة ب�شكل �آمن .ويدعم م�شروع الربط البيني للأنظمة واخلدمات ،ت�شغيل التطبيقات احلالية مع �إ�ضافة وظائف جديدة، والتكيف مع الهيكل اجلديد ا�ستناد ًا �إىل خدمات الويب .ومن املرجح �أن ميثل هذا امل�شروع اخلطوة الأوىل يف التحول �إىل التبني الكامل للتطبيقات التي تركز على اخلدمات .و�سوف ي�سمح م�شروع الربط البيني للأنظمة واخلدمات للعمالء ،اتباع نهج تطويري من �أجل االنتقال من االعتماد على مزود برجميات واحد� ،أو التقنيات االحتكارية، �إىل املناهج املح�سوبة املفتوحة. ون�ؤمن ب�شدة �أن �إطار التكامل املفتوح للتعليم العايل� ،سيظهر باالعتماد على م�شروع الربط البيني للأنظمة واخل��دم��ات م��ن (�آي ب��ي �أم) ورمبا �آخرون .و�سوف يوظف �إطار التكامل املفتوح الربامج الو�سيطة ،ويدعم جمموعة مو�سعة من اخلدمات املوثوق بها ،وكذلك البيانات اخلا�صة ومعايري املحتوى يف التعليم ال�ع��ايل .فاخلطوة املنطقية الأوىل هي اخلدمات الطالبية� .إذ �إن م�شروع اخلدمات الطالبية� ،إ�ضافة �إىل نظام املعلومات احلايل ونظام �إدارة التعلم ،من �ش�أنهما
�أن ي��وف��را من�صة لإدم���اج اخل��دم��ات اجل��دي��دة مع املهام الأ�سا�سية .كما يبحث املخططون يف اجلامعات عن �سبل لتح�سني البنية الأ�سا�سية التقنية ،ف ��إن امل��رون��ة التي يوفرها التقدم يف تقنية الربط البيني للأنظمة واخلدمات� ،ستفتح �إمكانيات جديدة لت�سهيل عملية االنتقال �إىل �إطار التكامل املفتوح ،وتعزيز اخلدمات التي يقدمونها لطالبهم. وح �ت��ى الآن ،ف�ق��د ع��زز م���س� ّوق��وا برجميات التعلم والتخطيط ،قاعدة الرمز امل�شرتك يف جميع ال�صناعات ،لكونها و�سيلة لتقليل التطوير وتكاليف ال�صيانة .ونتيجة لذلك ،ا�ضطرت
ويعتمد �أع�ضاء هيئة التدري�س ،والطالب ب�شكل متزايد على املعلومات واخلدمات التعليمية التي تقدمها الكليات واجلامعات .كما �أن جتاربهم وخ�برات�ه��م بتقنية املعلومات واالت �� �ص��االت ،يف ج��وان��ب �أخ ��رى م��ن احل �ي��اة ،ق��ادت�ه��م �إىل توقع امل��وث��وق �ي��ة يف ن �ظ��م ال �ك �ي��ان اجل��ام �ع��ي .وه��ذه املتطلبات هي دفعت م�ؤ�س�سات التعليم العايل لتقدمي دعم �إ�ضايف ،ي�ستلزم زيادة يف التكاليف املرتبطة ب�أي م�صادر جديدة للدعم ،ويف بع�ض احلاالت فقد حاولت امل�ؤ�س�سات خف�ض التكاليف، عن طريق ن�شر الإ�صدارات من تطبيقات الربط البيني للأنظمة واخلدمات ،التي ال تتطلب نف�س
اكبر التحديات التي ت��واج��ه م��ط��وري التطبيقات هي التكامل والعمل المشترك لخلق جيل جديد من التطبيقات المفتوحة. امل�ؤ�س�سات التعليمية ،يف كثري من الأحيان� ،إىل تغيري �أعمالها التجارية ب�شكل كبري� ،أو �إج��راء م�شاريع الربجميات املكلفة. ويف �ضوء التطبيقات التي تركز على اخلدمة املفتوحة واجلديدة ،فقد بد�أ املطورون يف �إن�شاء حلول ناجعة واحل�صول عليها لتكون مربوطة مع التطبيقات املفتوحة التي تعتمد على املعايري. فاملعمارية اجلزئية ت�سهل على املطورين ابتكار و�إي�ج��اد عنا�صر جيدة دون القلق ب�ش�أن تطبيق النظام الكلي .فعلى �سبيل املثال� ،إذا قامت م�ؤ�س�سة بعمل مناذج ت�سجيل مواد درا�سية تعتمد على �شبكة الإنرتنت ،ف�إن ب�إمكان امل�ؤ�س�سات الأخرى اعتماده ب�سهولة عن طريق تبديل من��وذج ت�سجيل امل��واد ال��درا��س�ي��ة ،دون احل��اج��ة �إىل تغيري بقية نظام املعلومات اخلا�ص بالطالب قي امل�ؤ�س�سة التعليمية. و�إذا ق��ام��ت م�ؤ�س�سة �أخ ��رى ب��إي�ج��اد من��وذج الختبار على الإنرتنت لنظام �إدارة التعلم ،الذي يتطلب م��ن امل�ستخدم معرفة رم��ز الت�صميم امل �خ �� �ص ����ص ،ف � ��إن ب ��إم �ك��ان م ��ؤ� �س �� �س��ة �أخ ��رى ا�ستخدامه يف نظامها لإدارة التعلم ،دون احلاجة �إىل ا�ستبدال �أو تعديل النظام نف�سه .وتوفر هذه املعايري واملعمارية املفتوحة الأ�سا�س ملزيد من املرونة� ،إذ ميكن للم�صممني ت�ضمني العنا�صر املختلفة من جهاز لآخر.
امل�ستوى من الدعم .ولكن ت�ضطر بع�ض امل�ؤ�س�سات للت�ضحية باجلودة ،من �أجل �أن تبقى قادرة ن�سبي ًا على تقدمي اخلدمات للطالب. ويف �ضوء ه��ذه التحديات ،ف ��إن العديد من الكليات واجلامعات حتتاج �إىل االعتماد على م��زودي��ن خ��ارج�ي�ن ،م��ن �أج ��ل تلبية مطالب الطالب ب�شكل اقت�صادي ،وعلى امل�ستوى الذي ال ميكن �أن يكون لها مثيل من قبل امل�ؤ�س�سة الفردية .وعندما يقومون بذلك ،ف�إن التطبيقات املفتوحة ،التي ت�ستخدم املعايري الأمنية العاملية، �ستكون مبثابة الأ�سا�س احلا�سم لت�سهيل مثل هذه ال�شراكات. وبينما ت�سعى الكليات واجلامعات للبحث عن طرق جديدة ل�ضبط التكاليف ،وتقليل العبء على موظفيها التقنيني ،وحت�سني اخلدمات يف وقت واح��د ،ف�إنه ميكننا �أن نتوقع ظهو ًرا لتطبيقات، تعتمد على الربط البيني للأنظمة واخلدمات. والأهم من ذلك� ،سي�سهل وجود معمارية مفتوحة، اال�ستعانة مب�صادر خارجية لأج��زاء من قاعدة التطبيق ،و�ستكون امل�ؤ�س�سات قادرة ب�سهولة على مبادلة مزودي اخلدمات� ،إذا كانت غري را�ضية عن جودة �أو �سعر اخلدمة .وباملثل� ،ست�سمح مثل هذه املعمارية املفتوحة ،للم�س�ؤولني واملدربني، االخ �ت �ي��ار م��ن جم�م��وع��ة م�ت�ن��وع��ة م��ن مقدمي
اخلدمات يف جمال ت�صميم التطبيقات املحددة وتخ�صي�صها� ،أو دعمها. ويتمثل م���ص��در ال�ق�ل��ق ال��رئ�ي����س يف اعتماد املعمارية التي تركز على اخل��دم��ات ،يف اجلهد املطلوب للحفاظ على العديد م��ن التطبيقات و�إدارت� �ه ��ا وم��راق�ب�ت�ه��ا .ف �ب��د ًال م��ن ال�ق�ل��ق ح��ول اخل ��دم ��ات ذات ال��واج �ه��ات امل �ت �ع��ددة ،ميكن مل�ؤ�س�سات التعليم ال�ع��ايل ال�ب��دء يف اال�ستعانة مب�صادر خارجية .و�سيكون االت�صال مع العمليات التجارية من امل�ؤ�س�سة ،مطابقة ملجموعة حمددة من �أعلى املعايري ال�صناعية للبيانات ،والر�سائل، واخل�صو�صية. عموم ًا ،تقوم جميع الكليات واجلامعات بنف�س الوظائف الإداري��ة وعمليات مماثلة لدعم تلك الوظائف .فعلى �سبيل املثال ،ف�إن عملية القبول اجلامعي ،وما يرافقها من �أعمال كجمع خمتلف �أنواع املعلومات � ،إلكرتونيا ويدويا .وكذلك جمع وم�سح ال�ن�م��اذج ،وترجمة ملفات البيانات يف املكتب اخللفي ،ميكن اال�ستعا�ضة عن كل ذلك، باال�ستعانة مب�صادر خارجية ب�سهولة وبتكلفة منخف�ضة .يف مثل هذه احلاالت ،وبطبيعة احلال، ت�ضمن هذه امل�ؤ�س�سات خ�صو�صية الطالب من خالل االتفاقات العامة مع مزود اخلدمة. وم��ن ��ش��أن املنهج املحو�سب املفتوح� ،صناعة االبتكار العملي يف جم��االت الأع�م��ال والتعلم يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،مع الوفرة يف التكاليف التي ت�سعى �إليها الكليات واجل��ام�ع��ات .وتطمح الكليات واجلامعات �إىل �إيجاد تطبيقات ومناذج ت�شغيل جديدة ،غري تلك املوجودة يف هذه الأيام، ويجب �أن تلتزم م�ؤ�س�سات التعليم العايل بالتقييم امل�ستمر ،واعتماد االبتكارات التقنية اجلديدة، وال�سعي لتحقيق الفر�ص املتاحة للتعاون .كما �أن و�ضع �إ�سرتاتيجية طويلة الأجل للتطبيقات الإدارية والتعلم ،هو واحد من �أهم القرارات املالية التي يتخذها املديرون التنفيذيون ،ملا لها من ت�أثري كبري على جميع �أع�ضاء املجتمع لعقود قادمة. 45
صورة طالب التعلم عن بعد وأولويات المدن الجامعية
Distance Students and Campus Priorities in the Academic Community
في المجتمع األكاديمي
مارجاريت ويري (جامعة مونتانا احلكومية -بوزمان) ،ديربا وايندز (كلية ترينيتي امل�سيحية) عر�ض هذا التقرير الدور املبتكر الذي باتت ت�ؤديه وحدات التعليم امل�ستمر ،ووحدات التعليم عن بعد يف تطوير العملية التعليمية يف اجلامعات ،والدور الرائد الذي تقوم به من �أجل دمج طالب التعليم امل�ستمر �ضمن املجتمع الأكادميي ،مع �ضمان ح�صولهم على اخلدمات التي تالئم احتياجاتهم .بالإ�ضافة �إىل بع�ض التحديات التي تواجه هذه الوحدات و�سبل معاجلتها. بينما تتجاوب اجلامعات مع التغيريات ال�سريعة يف ط��رق تو�صيل امل��واد الأك��ادمي�ي��ة يف ظ��ل العجز االق �ت �� �ص��ادي ،و�إع� ��ادة ال�ن�ظ��ر يف ه��وي��ة طالبها، ف ��إن وح��دات التعليم امل�ستمر جتد فر�صة للت�أثري ب�صورة كبرية على هذا التجاوب� .إذ طاملا عملت هذه الوحدات على خدمة الطالب غري املخدومني من خ�لال تلبية احتياجاتهم املختلفة ،من خالل اجلداول الدرا�سية املبتكرة ،ومن �ضمن التعليم عن بعد وكذلك عمليات الت�سجيل ،والدفع ،والإر�شاد املنف�صلة ،بالإ�ضافة �إىل خدمات �أكادميية �أخرى. عالوة على ذلك ،ف�إن وحدات التعليم امل�ستمر تعمل على تطوير عالقاتها مع جهات خارجية ،مثل� :أرباب العمل ،واملدار�س ،واحلكومة ،كما لديها تفهم كبري لل�سياق االقت�صادي واالجتماعي وال�سيا�سي الأكرب. وفيما كانت تعد وح��دات التعليم امل�ستمر مهم�شة، فلديها الآن فر�صة لت�ؤدي دور ًا كبري ًا مع انت�شار التعليم عن بعد ،من خالل الإنرتنت ب�صورة كبرية. �أ�صبح الطالب النظاميون اليوم يطالبون بنف�س امل��رون��ة يف اجل���داول ال��درا��س�ي��ة ال�ت��ي يحظى بها 46
نظرائهم م��ن ط�لاب التعليم ع��ن بعد .وك��ل هذه الأك��ادمي��ي» على ح� ّد تعبريهن� .إذ �أك��دت��ا لطالب التغيريات متنح وح��دات التعليم عن بعد الفر�صة التعليم عن بعد واملدر�سني يف اجلامعة� ،أن اجلميع مل�ساعدة اجلامعة يف التجاوب مع التغريات احلا�صلة ي�شكل ج��زء ًا من املجتمع الأك��ادمي��ي ،ويخ�ضعون يف التعليم العايل اليوم. ملعايري وتوقعات اجلامعة. لقد عملت كاتبتا التقرير يف وح��دات للتعليم امل�ستمر ،حيث كان عدد الطالب جزء ًا �صغري ًا من جمموع طالب اجلامعة .وكانت تتمتع هذه الوحدات بقدر كبري من احلرية واال�ستقاللية عن امل�ؤ�س�سة الأم ،مما كان ي�صب يف م�صلحة الطالب امل�سجلني يف برامج التعليم امل�ستمر .ولكن و�ضعها املهم�ش كان ي�شكل عائق ًا �أحيان ًا .ومن اجلدير بالذكر �أن امل�ؤ�س�سات التعليمية كانت ت�سعى للتغيري ،لكي تت�أقلم صورة التقرير مع احتياجات طالب التعليم امل�ستمر. و�أ�شارت الكاتبتان �إىل �أنهن ح�صلتا على فر�صة لتغيري �إدراك قيمة التعليم امل�ستمر عام 2007م، عندما بينت معاجلة بع�ض ق�ضايا �سلوك الطالب، و�أثبتت لل�شركاء الأك��ادمي�ي�ين« :ب�أننا م�ستعدون، وق ��ادرون ،وراغ�ب��ون بالتم�سك باملعايري ،واحل��زم
بالإ�ضافة �إىل ذلك ،ذكر التقرير �أن هذا الإجناز� ،أك�سب وحدات التعليم عن بعد ،والعاملني عليها ،احرتام ًا كبري ًا لدى الإداريني وامل�س�ؤولني يف اجلامعة .مما �أدى �إىل �شراكات بني برامج التعليم النظامي ،ووحدة التعليم عن بعد ،المتالك هذه الوحدة خربات يف م�شاكل ،مثل :نق�ص القدرات يف امل�ساقات التمهيدية الكبرية ،حيث تقوم هذه ال�شراكة على الدمج بني �أ�ساليب التعليم النظامي والتعليم من خالل �شبكة الإنرتنت ،من �أجل ت�سهيل العملية التعليمية .وعدت الكاتبتان هذا الإجناز تقدير ًا لوحدات التعليم امل�ستمر ،و�أهميتها ودورها يف املجتمع الأكادميي. وغال ًبا ما كان ينظر �إىل برامج التعليم عن بعد كو�سيلة لزيادة عدد الطالب للح�صول على التمويل احلكومي ،وزي��ادة يف الدخل من �أج��ل تو�سيع برامج اجلامعات ،والأق�سام الأكادميية .بالإ�ضافة �إىل ذلك ف�إن �أدوات التعليم عرب الإنرتنت ،ت�س ّهل �إدارة ال�شعب الدرا�سية الكبرية .ومن ناحية �أخ��رى ،ت�ؤدي وح��دات التعليم امل�ستمر دور ًا ا�ست�شاري ًا مهم ًا ،عندما يتعلق الأم��ر بجذب الطالب غري التقليديني للربامج النظامية ،فخربة هذه الوحدات مع هذا النوع من الطالب ت�سهل عملية ت�سويق الربامج من �أجلهم. وذك��ر التقرير �أن��ه يف جامعة مونتانا احلكومية مث ًال ،خربة وح��دة التعليم عن بعد �أدى � ، )Learning Management System) LMSإىل حتملها م�س�ؤولية دعم نظام �إدارة التعليم ،حيث يتم نقل كل امل�ساقات وامل�ستخدمني من نظام �سجالت الطلبة �إىل نظام �إدارة التعليم ب�صورة �آلية .وهذا التحرك ال�سريع واملكثف نقل ممار�سات التعليم عرب الإنرتنت �إىل تيار التعليم العام. وبينما ت�سعى اجلامعات للح�صول على موارد وخربات وحدات التعليم عن بعد، ت�سنح الفر�صة لهذه الوحدات للت�أثري على ممار�سات الأعمال و�أنظمة البيانات التي تخ�ص الطالب غري النظاميني .ف�أ�صبحت اجلامعات تغري من بع�ض ممار�ساتها املهمة لكي تخدم م�صالح ه�ؤالء الطالب.
الآن و�أك�ثر من �أي وق��ت �آخ��ر ،ي��رى الإداري ��ون يف وح��دات امل��دن اجلامعية التقليدية طر ًقا ممكنة لوحدات التعليم عن بعد� ،أو التعليم امل�ستمر �أن تدعم من خاللها جوهر العملية التعليمية .وتعد هذه املركزية مغرية للعاملني يف وحدات التعليم غري التقليدية بعد �سنوات من التهمي�ش والإهمال .ومع ذلك فهنالك بع�ض التحديات التي ت�ستحق �أن تدر�س مع تغري دور هذه الوحدات ،لت�صبح �شريك ًا كام ًال يف عملية التعليم عرب الإن�ترن��ت� .إذ يجب على هذه الوحدات احلفاظ على هويتها ،و�أن حتدد عالقتها مع الوحدات اجلامعية الأخرى. و�أ�ضاف التقرير �أن وحدات التعليم غري التقليدية لديها القدرة على م�ساعدة اجلامعة على االنتقال يف البيئة املتغرية التي يواجهها التعليم العايل اليوم، ويجب �أن تكون ه��ذه ال��وح��دات ا�ستباقية يف الت�أثري على توجه التعليم عرب الإنرتنت ،عو�ض ًا عن الرد على افرتا�ضات �صنعت يف مكان �آخر. تقوم كل م�ؤ�س�سة تعليمية مبعاجلة هذه التحديات ب�صورة خمتلفة وفق ًا للبنى املحلية ،والعالقات التاريخية ،والنماذج املالية .ومع ذلك فهناك �إ�سرتاتيجيات ب�إمكان جميع امل�ؤ�س�سات ا�ستخدامها .مث ًال بالإمكان تعزيز خدمات الدعم للمحافظة على التزام الطالب .بالإ�ضافة �إىل ذلك يجب الت�شديد على �أن طالب التعليم عن بعد يخ�ضعون لنف�س قواعد ال�سلوك التي يخ�ضع لها الطالب النظاميون ،مما يزيد من �شرعية وحدات التعليم امل�ستمر .مبعنى �آخر ،يجب تذكري اجلامعات �أن كل الطالب ينتمون لنف�س املجتمع الأكادميي ،و�أن وحدات اجلامعة املختلفة ،ت�سعى لتحقيق نف�س املهمة التعليمية ،لذلك يجب �أن يكون هناك تعاون بني هذه الوحدات لتحقيق نف�س الأهداف. و�أ�ضاف التقرير �أن هناك خط ًرا من �أن حتيد وحدات التعليم امل�ستمر عن دورها الأ�سا�سي كوحدات للخدمة والتوعية� .إذ هناك �ضغط كبري مع ازدهار التعليم ع��ن بعد ،حيث حت��اول بع�ض ال�ق��وى اجلامعية ا�ستمالة مهمة هذه الوحدات والرتكيز على الطالب النظاميني ،على ح�ساب طالب التعليم عن
وحدات التعليم غير التقليدية تساعد الجامعات على االنتقال في البيئة المتغيرة التي يواجهها التعليم العالي اليوم.
47
بعد .وهناك توجه لإزالة الفارق متام ًا بني الطالب النظاميني وطالب التعليم عن بعد� ،إذ يح�صل جميعهم على نف�س امل�ساقات واخلدمات .ولكن ذلك غري ممكن التحقيق� ،إذ الي�ستطيع طالب التعليم عن بعد اال�ستفادة بنف�س القدر من نظام الت�سجيل الذي يخدم طالب التعليم النظامي. و�أكدت الكاتبتان �أن لطالب التعليم عرب الإنرتنت احتياجات فريدة ،ال ميكن لل�سيا�سات والأنظمة امل�صممة للطالب النظاميني تلبيتها .كما يجب �أن تتاح امل�ساقات عرب الإنرتنت امل�صممة للطالب النظاميني ،لطالب التعليم عن بعد والعك�س �صحيح .وعادة ال ينتبه �إداريو اجلامعات الحتياجات طالب التعليم عن بعد� ،إال بعد تذكريهم بالإيرادات املالية التي يجلبها ه�ؤالء للجامعة. �أحد التحديات التي تواجهها وحدات التعليم عن بعد ،وفق ًا للتقرير ،هي �أن تقوم اجلامعات ب�إزالة هذه الوحدات من الوجود ،و�أن تقوم بدجمها مع وحدات �أخرى لتقليل بع�ض التكاليف ،غري �آخذة باحل�سبان االحتياجات الفريدة لطالب التعليم عن بعد ،والتي تقوم هذه الوحدات بتوفريها ،وكذلك العائد املادي الكبري ،الذي يفوق التوفري ال�ضئيل يف التكاليف ،الذي وفره دمج هذه الوحدات مع وحدات �أخرى. و�أ�شارت كاتبتا التقرير �أنه قد يبدو �أنهما ت�سعيان للح�صول على �أمرين مع ًا،
باملطالبة بتطبيق نف�س قواعد ال�سلوك على طالب التعليم النظامي وطالب التعليم عن بعد ،ويف نف�س الوقت الت�أكيد على �أن البد للجامعات من �أن تعدل ممار�سات �أعمالها لتنا�سب طالب التعليم عن بعد .ولكن الفح�ص الدقيق ي�ؤكد ب�أنهما ال ت�سعيان الختيار القواعد الواجب اتباعها ،على حد تعبريهما. و�أ�ضافت الكاتبتان �أن قواعد �سلوك الطالب ت�ستمد من القيم اجلوهرية،
هناك احتياجات فريدة لطالب التعليم عبر االنترنت ال يمكن للسياسات واألنظمة المصممة للطالب النظاميين تلبيتها. والنزاهة الأكادميية للم�ؤ�س�سة التعليمية ،واح�ترام عمل الآخرين و�آرائهم، والتحقيق احل ّر يف ظل بيئة مت�ساحمة ،لذلك فتطبيق هذه القواعد على طالب التعليم عن بعد ،ي�ؤكد على هذه القيم ويدمج ه ��ؤالء الطالب �ضمن جمتمع �أك��ادمي��ي موحد .ومم��ا ي�سمح بهذا الدمج كذلك� ،إحالة ال�ق��رارات املتعلقة باملناهج واملهمات التعليمية �إىل الأق�سام الأكادميية ،بتنفيذ هذه اخلطوات، بحيث حت�صل وحدات التعليم امل�ستمر على امل�صداقية. ولكن من الوا�ضح �أن املمار�سات العملية م�س�ألة �أخرى� ،إذ لي�س من مهمات اجلامعة الأ�سا�سية احل�صول على الر�سوم� ،أو دفع رواتب املدر�سني ،على �سبيل املثال ،ولكن هذه اخلطوات �أ�سا�سية لت�سيري �أم��ور امل�ؤ�س�سة التعليمية ،لذلك مت توحيدها ،مع الت�أكيد على �أن مثل هذه الأمور الروتينية ال ت�ؤثر على عملية التعليم والتعلم. ويف ختام التقرير �أكدت الكاتبتان �أن امل�صداقية التي حت�صل عليها وحدات التعليم امل�ستمر ،من خالل تطبيق القيم ،وال�سيا�سات الأكادميية الأ�صيلة، �ست�سهل لها احل�صول على التعاون الالزم ،لتعديل املمار�سات العملية املوحدة غري املت�صلة بالقيم الأكادميية .من خالل تطبيق مبد�أ �أن القيم الأكادميية اجلوهرية تالئم اجلميع ،وتو�ضيح التطابق بني املهمات داخل املدن اجلامعية وخارجها ،لأن وح��دات التعليم امل�ستمر توفر القيادة ،وتكت�سب امل�صداقية الالزمة لدمج طالب التعليم امل�ستمر� ،ضمن املجتمع الأكادميي املوحد. 48
منطقة البحر الكاريبي حول التعليم العالي دور التعليم العالي في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي :وجهة نظر من منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة
الكاتب :خو�سيه ريناتو دي كارفالو يهدف هذه التقرير �إىل تلخي�ص املرجعيات الأ�سا�سية ،من خالل مناق�شة وجهات النظر ،واجتاهات التعليم العايل يف منطقة البحر الكاريبي� ،إ�ضافة �إىل عر�ض ر�ؤية منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (،)The United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization حول تطوير التعليم العايل يف جميع �أنحاء العامل ب�شكل موجز .كما مت �إبراز وجهة نظر اليون�سكو حول التعليم العايل يف الإعالنات اخلتامية ،من خالل م�ؤمترين عامليني مت انعقادهما يف باري�س عامي 1998و 2009م .حيث �سبق هذين امل�ؤمترين �سل�سلة من امل�ؤمترات التح�ضريية الإقليمية يف جميع مناطق العامل ،مت عقد اثنني منها يف �أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وي�ستند موقف منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة ( )UNESCOعلى م�صادر عديدة ،مثل :الدرا�سات ،والأبحاث ،واملناق�شات ،واملنتديات ،والندوات ،وامل�ؤمترات� ،إ�ضافة �إىل �إجماع وا�سع النطاق من �أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سني للتعليم العايل يف جميع �أنحاء العامل .وي�شار �إىل �أن هناك م�شاركة وا�سعة وفعالة يف امل�ؤمترات من ال�سيا�سيني ،والأكادمييني ،وامل�س�ؤولني ،واخلرباء، وممثلي م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،ووكاالت التنمية ،واملنظمات الدولية ،واملنظمات غري احلكومية ( )Non-Governmental Organizationsواجلمعيات واجلهات املانحة. وقد �أثبتت امل�ؤمترات العاملية على �أنها و�سائل فعالة؛ لتبادل املعرفة ،واخلربات ،والتوقعات ،والتعاون الأكادميي امل�شرتك ،و�إنتاج املعرفة .ومتثل �إعالنات امل�ؤمترات ،جداول �أعمال م�شرتكة قادرة على التعبري عن الفئات االجتماعية ،مع قيم وم�صالح متميزة يف عملية التحول االجتماعي ،وخ�صو�ص ًا حتول التعليم العايل يف هذه احلالة. و�شهد التعليم العايل تو�سع ًا ملحوظ ًا ،وحتو ًال يف جميع �أنحاء العامل .ويجدر بنا �أن نتذكر �أنه بحلول عام 1965م ،كان هناك حوايل 13مليون طالب يف جميع �أنحاء العامل ،فارتفع هذا العدد �إىل 140مليون طالب بحلول عام 2005م .وزاد جمموع امل�سجلني يف جميع �أنحاء العامل بنحو 50مليون طالب منذ عام 1999م .وقد اتبعت �أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي نف�س االجتاه .ويف �ستينات القرن املا�ضي، كان لدينا قرابة 500،000طالب� ،أما اليوم ،فلدينا نحو 18مليون طالب وطالبة ،وهو ما ميثل معدل منو �أ�سرع بكثري من املتو�سط العاملي (.)٪ 1100 × ٪ 3600
صورة التقرير
49
وقد �أعقب هذا النمو تغيري كبري يف الإطار امل�ؤ�س�سي للتعليم العايل مبا يف ذلك� ،إن�شاء جمموعة متنوعة من امل�ؤ�س�سات ،وتعزيز ال�شبكات واجلمعيات الأكادميية ،و�إن�شاء وكاالت التقييم واالعتماد ،وتنويع جماالت التدريب وبرامج الدرا�سات ،ومن ّو برامج الدرا�سات العليا والت�أهيل املهني للعاملني يف التدري�س� ،إ�ضافة �إىل زيادة �أن�شطة البحث والتطوير( (�Re ،)search & Developmentوغريها. وقد و�صف بع�ض امل�ؤلفني هذه العملية باالنتقالية من النخبة �إىل منوذج �شامل للتعليم العايل.
التعليم العايل. وعر�ض امل�ؤمتر وجهات النظر يف حتول التعليم العايل الذي حدث يف ذلك الوقت� ،إ�ضافة �إىل و�ضع املبادئ الأ�سا�سية لتعزيزه .ومت تناول جمموعة من الق�ضايا ،مثل :دور التعليم العايل يف املجتمعات املعا�صرة ،وارتباطاته مع املجتمع والقطاع الإنتاجي ،ودور الدولة والقطاع اخلا�ص يف نوعية التعليم العايل ،و�إنتاج املعرفة واالبتكار، و�إمكانات التقنيات اجلديدة ،و�آثار التدويل، وظهور مقدمي خدمات جديدة ،و�أ�شكال جديدة لتوفري التعليم العايل .واقرتح امل�ؤمتر العاملي الثاين� ،إعادة النظر يف معظم هذه املوا�ضيع ،يف حماولة لإيجاد موا�ضيع و�أولويات و�آل ّيات جديدة للتعليم العايل ،والبحث عن التغريات املجتمعية. وقبل انعقاد م�ؤمتر منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة ،مت تناول هذه الق�ضايا� ،إىل
فعالة لتبادل المعرفة المؤتمرات العالمية وسيلة ّ والخبرات والتوقعات والتعاون األكاديمي المشترك وأنتاج المعرفة. وا�ستمر هذا التطور يف التعليم العايل ب�شكل ملحوظ يف منت�صف الت�سعينات ،عندما دعت منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، �إىل عقد امل�ؤمتر الأول ،الذي كان من املقرر �أن يربز مالمح ونتائج هذه العملية ب�شكل جزئي ،من �أجل التو�سع والتحول .ف�ض ًال عن �إدراك الأهمية املتزايدة للمعرفة يف تكوين التغري ال�سريع جلميع �أبعاد احلياة االجتماعية ،مما �أدى �إىل �إيجاد مطالب جديدة حول التعليم العايل .وقد ُطلب من الأنظمة وامل�ؤ�س�سات تويل مهام جديدة ،والقيام بدور �أكرث ن�شاط ًا يف دعم العمليات االجتماعية واالقت�صادية املتغرية. ويف غ�ضون ذلك ،واجهت العديد من الدول النامية �أزمة مالية خطرية� ،إ�ضافة �إىل تعر�ضها ل�سيا�سات التكيف االقت�صادي التي �أدت يف نهاية املطاف �إىل احلد من القدرة على اال�ستثمار يف القطاع العام .وقد �أف�ضت هذه التحديات �إىل فتح باب النقا�ش حول دور الدولة فيما يتعلق بتطوير 50
جانب تناول ال�سيا�سات وبرامج احلكومات، واملنظمات الدولية ،وهيئات التنمية. ويف �إ�شارة �إىل هذا الإطار ،جاءت الوثيقة التي ن�شرت يف عام 1975م ،بعنوان (�أزمة الدميقراطية) ،وهي تقرير مقدم �إىل اللجنة الثالثية التي ت�ضم جمموعة من ال�شخ�صيات القيادية من الواليات املتحدة ،و�أوروبا الغربية، واليابان .وتناول هذا التقرير الأخطار التي تهدد اال�ستقرار ال�سيا�سي والتنمية ،يف املجتمعات الدميقراطية احلديثة .وعر�ضت هذه الوثيقة وجهة نظر مهمة للغاية ب�ش�أن تنظيم و�سري التعليم العايل. وقد خرج امل�ؤمتر بعدد من التو�صيات ،كان من �أه ّمها ،احل ّد من عملية التو�سع ،وربط التخطيط يف التعليم العايل ب�أمناط التنمية االقت�صادية، وفر�ص العمل .وينبغي �أن يكون التخطيط التعليمي مت�ص ًال بالأهداف االقت�صادية وال�سيا�سية،
�إذ ترتبط الأهداف ال�سيا�سية هنا بال�سيطرة على م�صادر عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي .وقد مت طرح العديد من الأفكار والتو�صيات يف الوثائق املن�شورة من البنك الدويل يف منت�صف الثمانينات. وجتدر الإ�شارة �إىل �أن معدل العائد من اال�ستثمار اخلا�ص واالجتماعي يف التعليم الأ�سا�سي� ،أعلى من عائدات التعليم العايل ،وهو �أعلى يف البلدان النامية باملقارنة مع البلدان املتقدمة .ولذلك ،ف�إنه يف �سياق الأزمة والقيود املالية ،كانت اخليارات ال�سيا�سية العامة الأوىل للبلدان املتقدمة والنامية تخفي�ض اال�ستثمار العام يف التعليم العايل من خالل �إيجاد امل�ؤ�س�سات اخلا�صة واملجتمعية ،وتعزيزها، وتركيز اال�ستثمار العام يف التعليم الأ�سا�سي. وميكن �أن توفر الدولة نوعا من الدعم املايل للطالب ،وخا�صة للقادمني من الطبقات االقت�صادية الدنيا يف املجتمع ،ولكن ينبغي عليها دعم �أنظمة االئتمان للطالب ،و�أ�سرهم ب�شكل �أ�سا�سي. وبهدف البحث عن �إ�سرتاتيجيات للحد من اال�ستثمار العام يف التعليم العايل ،كانت هناك جمموعة ثانية من النقا�شات حول
النموذج التنظيمي للم�ؤ�س�سات العامة .وقد ُوجهت م�ؤ�س�سات التعليم العايل من �أجل تعزيز الإدارة ،و�إ�صالح التمويل ،واعتماد الإجراءات الإدارية ،التي تركز على ال�سوق .لذا ينبغي �أن توفر الدولة املوارد للتعليم العايل .وي�شار �إىل �أن قواعد ال�سوق �أكرث فعالية للتحكم ب�أداء م�ؤ�س�سات التعليم العايل .و�إن معظم الإ�صالح امل�ؤ�س�سي يف جميع �أنحاء العامل موجه نحو ال�سوق .ومت تقدير النموذج التقليدي للجامعة ب�أنه مكلف للغاية، وينبغي �أن يتوافق الطلب املتزايد مع النماذج اجلديدة للم�ؤ�س�سات ،ومقدمي اخلدمات اجلديدة ،خا�صة من القطاع اخلا�ص. �إىل جانب هذه املناق�شات ،جاء االقرتاح املقدم من منظمة التجارة العاملية (Word ،)Trade Organizationلي�شمل النظر �إىل التعليم ك�سلعة قابلة للتداول عاملي ًا، �ضمن االتفاق العام ب�ش�أن التعريفات اجلمركية والتجارة واخلدمات ،مما ي�ؤدي يف النهاية �إىل فتح �أ�سواق الرتبية الوطنية للمقدمني الدوليني. لذا ،ف�إن �أهم املوا�ضيع الأ�سا�سية التي مت تناولها يف امل�ؤمترات ،هي :الق�ضايا املت�صلة بتو�سيع التعليم العايل ،وحتوله ،والق�ضايا التي تتعلق باملطالب اجلديدة التي ت�أتي من عامل متغري،
حيث ت�ؤدي فيه املعرفة والعلوم والتقنية واالبتكار دور ًا �أ�سا�سي ًا� ،إ�ضافة �إىل تناول جمموعة م�ؤثرة من الأفكار. وعلى الرغم من االعرتاف ب�أهمية تدريب القوى العاملة املاهرة ،لإدراج التناف�سية للأمم والقطاعات االقت�صادية يف �سوق العوملة ،حتدّد هذه امل�ؤمترات �أدوار ًا وا�سعة للتعليم العايل ،والتي تع ّد مبثابة املوارد الأ�سا�سية التي ال غنى عنها لبناء م�ستقبل �أف�ضل ملجتمعاتنا ،ومكون ًا �أ�سا�سي ًا للتنمية الثقافية ،واالجتماعية ،واالقت�صادية للأفراد واملجتمعات والدول .و�إ�ضافة �إىل تدريب القوى العاملة املاهرة ،ي�ؤدي التعليم العايل �إىل خلق املواطنة ال�صاحلة ،وامل�شاركة الفاعلة واملهمة يف جميع �أبعاد احلياة االجتماعية. و�شدّد امل�ؤمتر العاملي ب�ش�أن التعليم العايل (World Conference on Hig h )er Educationلعام 1998م ،على �أهمية االلتزام طويل الأجل مل�ؤ�س�سات التعليم العايل من �أجل الق�ضاء على امل�شاكل الرئي�سة التي ت�ؤثر على جمتمعاتنا ،والتي ت�شرتك بها معظم والتع�صب، البلدان يف املنطقة ،مثل :الفقر، ّ والعنف ،والأم ّية ،واجلوع ،والتدهور البيئي واملر�ض .وقد ب ّينت جميع امل�ؤمترات �أن التعليم العايل هو مبثابة ال�صالح العام االجتماعي، الذي هو حقّ من حقوق الإن�سان ،وواجب من واجبات الدولة .و ُي�ستم ّد مفهوم ال�صالح العام من االفرتا�ضات حول دوره الذي ال غنى عنه يف بناء م�ستقبل �أف�ضل للمجتمعات ،وكحامل �أو مز ّود لل�سلعة� ،أو خدمة امل�صالح الدائمة للمجتمع. وعلى الرغم من التو�سع الهائل يف التعليم العايل ،ال يزال معدل االلتحاق الإجمايل يف �أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي منخف�ض ًا جد ًا .وعليه فال ميكن قبول �أي متييز يف عملية الو�صول �إىل التعليم العايل .كما ال ب ّد من ت�سهيل احل�صول على التعليم العايل للمجموعات امل�ستهدفة اخلا�صة ،مثل :ال�شعوب الأ�صلية، والأقليات الثقافية واللغوية ،والفئات املحرومة، وال�سكان الذين يعي�شون حتت االحتالل ،والذين يعانون من �إعاقات. وينبغي بذل اجلهود لإزالة احلواجز ال�سيا�سية واالجتماعية� ،إ�ضافة �إىل تعزيز م�شاركة املر�أة،
ال ي�������زال م���ع���دل االلتحاق بالتعليم العالي في امريكا الالتينية ومنطقة ال��ب��ح��ر ال��ك��اري��ب��ي منخفضة جدًا.
على وجه اخل�صو�ص يف ال�سيا�سة ،وم�ستويات �صنع القرار يف التعليم العايل واملجتمع .وقد وجدت هذه احلواجز يف �أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي يف الدرا�سات العليا ،وم�ستويات �صنع القرار يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل .ومع ذلك ،ف�إنه ال يكفي فتح الأبواب� ،إذ يجب �أن يتم �إر�شاد الطالب نحو النجاح .ومن هنا ت�أتي احلاجة �إىل نظام يوفر املعلومات والإر�شادات حول املواد الدرا�سية ،والدرو�س اخل�صو�صية ال�شخ�صية ،والدعم. وتت�سم نظم التعليم العايل ،الأكرث تنوع ًا، ب�أنواع جديدة من م�ؤ�س�سات التعليم العايل العامة ،واخلا�صة ،وامل�ؤ�س�سات غري الربحية، وغريها .وينبغي �أن تكون امل�ؤ�س�سات التعليمية قادرة على تقدمي جمموعة وا�سعة من فر�ص التعليم والتدريب ،وال�شهادات العليمة ،والدورات الق�صرية ،والدرا�سة بدوام جزئي ،والربامج املرنة ،والتعلم عن بعد ،وما �إىل ذلك .ولذا، يجب على الدولة منح هذه امل�ؤ�س�سات نف�س الدعم املقدم للجامعات التقليدية ،و�إال �سيكون هناك انق�سام يف �أنظمة التعليم العايل. 51
�إن االحتياجات والتحديات املت�صلة بتطوير التعليم العايل معقدة ب�شكل كبري .وقد تكون املوارد العامة غري كافية لذلك .لذا يتطلب م�شاركة جميع �أ�صحاب امل�صلحة يف التعليم العايل و�إقامة �شراكات خا�صة ،ولكن يجب �أن يتم ذلك ب�شفافية كاملة مع مراعاة اجلودة ،والأخذ باحل�سبان �أن الدعم العام للتعليم العايل والبحث، ال يزال �ضروريا للغاية ،من �أجل �ضمان حتقيق التوازن للإجنازات التعليمية واالجتماعية. ومع ذلك توجد هناك ردود فعل من قبل امل�ؤمترات الإقليمية حول اقرتاح منظمة التجارة العاملية ،لإدخال التعليم كخدمة قابلة للتداول يف جمموعة االتفاق العام ب�ش�أن التعريفات اجلمركية والتجارة واخلدمات( (General Agre e ment on Tariffs, Trade and . (Servicesوقد حذرت الإعالنات يف هذين امل�ؤمترين من هذا االقرتاح .وقد ن�ص �إعالن امل�ؤمتر الإقليمي حول التعليم العايل الذي مت عقده عام 2008م ،على �أن هذا الدمج ميثل تهديد ًا قوي ًا لبناء التعليم العايل يف البلدان التي تقبل االلتزامات ،التي طالبت بها جمموعة االتفاق العام ب�ش�أن التعريفات اجلمركية والتجارة واخلدمات. وينطوي قبولها على �ضرر خطري للمقرتحات الإن�سانية للتعليم ال�شامل وال�سيادة الوطنية. وال ميكن �أن تكون هناك م�ساواة �إذا مل يت�صف التعليم باجلودة ،وال ميكن �أن تكون هناك نوعية، ما مل يتم تقييم امل�ؤ�س�سات التعليمية .ولكن اجلودة لي�ست مطلقة� .إذ ينبغي قيا�سها على �أ�سا�س مالءمتها للأهداف والظروف املحلية. وتعك�س اجلودة �أهداف التعليم العايل الوطني. وعلى الرغم من �أهمية البحوث لتطوير التعليم العايل ،فال ب ّد من ت�شجيع الدرا�سات العليا، وتطبيق تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،من �أجل االبتكار يف املحتويات واملنهجيات التعليمية، ف�ض ًال عن تو�سيع فر�ص احل�صول على التعليم العايل .ويعد النهو�ض باملعرفة من خالل البحوث مهمة �أ�سا�سية جلميع نظم التعليم العايل. وينبغي ت�شجيع االبتكار ،وتعددية التخ�ص�صات وتعزيزها� ،إ�ضافة �إىل �إيجاد توازن منا�سب بني 52
البحوث الأ�سا�سية التي تركز على الأهداف. �سيغيرّ التطور ال�سريع يف تقنيات املعلومات واالت�صاالت ،الطريقة التي يتم من خاللها اكت�ساب املعرفة وتطويرها .ومن املهم �أي�ضا �أن نالحظ �أن التقنيات اجلديدة تتيح فر�ص ًا لالبتكار يف طرق التدري�س ،واملحتوى الدرا�سي، وتو�سيع فر�ص احل�صول على التعليم العايل. كما �أن تدويل امل�ؤ�س�سات التعليمية هو م�صدر للتعاون واملناف�سة� .إذ �إننا نعي�ش يف عامل مرتابط ومتكافل� .إن االنخراط يف ال�شبكات، ونقل التقنية ،وبناء القدرات ،وتطوير املواد التعليمية ،وتبادل اخلربات التي يتم تطبيقها يف التدري�س ،والتدريب ،والبحوث ،و�إي�صال املعرفة للجميع ،وخلق بيئات تعليمية جديدة ،هي بع�ض الأمثلة على وجهات النظر الإيجابية للتدويل. كما �أن هجرة الأدمغة تعمل على حرمان البلدان النامية ،والبلدان التي مت ّر مبرحلة انتقالية ،من اخلربات رفيعة امل�ستوى الالزمة لت�سريع التقدم من الناحية االجتماعية واالقت�صادية .وينبغي �أن
واملوارد الب�شرية املاهرة يف حلها ،واحلاجة للعي�ش جنب ًا �إىل جنب مع خمتلف الثقافات والقيم .كما �أن ممار�سة تعدد اللغات وبرامج التبادل بني املدر�سني ،والطالب ،والربط امل�ؤ�س�سي لتعزيز �سبل التعاون الفكرية والعلمية؛ ينبغي �أن تكون جز ًءا ال يتجز�أ من جميع نظم التعليم العايل. يجب تنفيذ الو�سائل الدولية والإقليمية لالعرتاف بالدرا�سات ،مبا يف ذلك �شهادة الكفاءات ،واملهارات ،وقدرات اخلريجني ،وذلك لت�سهيل التنقل داخل النظم الوطنية ،وت�شكل ال�شراكات والتحالفات بني �أ�صحاب امل�صلحة، ووا�ضعي ال�سيا�سات الوطنية وامل�ؤ�س�سية، و�أع�ضاء الهيئة التدري�سية ،والباحثني ،والطالب، واملوظفني الإداريني والتقنيني يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،وعامل العمل واجلماعات املحلية قوة كبرية يف �إدارة التغيري. وتعد املنظمات غري احلكومية ()NGOs مبثابة جهات فاعلة رئي�سة يف هذه العملية .ومن
يجب تعزيز التعاون االقليمي بين البلدان في نفس المنطقة الجغرافية التي لها اهداف ومناهج متماثلة.
ت�ستند خمططات التعاون الدويل على �شراكات طويلة الأمد بني امل�ؤ�س�سات يف اجلنوب وال�شمال، وت�شجع التعاون بني بلدان اجلنوب. ويجب تعزيز التعاون الإقليمي بني البلدان يف نف�س املنطقة اجلغرافية التي لها �أهداف ومناهج متماثلة ،ملواجهة امل�شاكل يف التعليم العايل .ولكن هذه العملية هي جمرد مثال واحد ،وهناك �أمثلة كثرية .ويجب �أن نكون حذرين ب�شكل خا�ص من عدم ا�سترياد النماذج التي ال تتفق مع الظروف املحلية. و�أخريا ،ينبغي للتعاون الدويل �أن يحدث عندما ُيراعي التنوع الثقايف واللغوي� .إن مبد�أ الت�ضامن وال�شراكة احلقيقية بني م�ؤ�س�سات التعليم العايل، يف جميع �أنحاء العامل� ،أمر بالغ الأهمية للتعليم والتدريب يف جميع املجاالت التي ت�شجع على فهم الق�ضايا العاملية ،مثل دور احلكم الدميقراطي،
الآن ف�صاعدا ،ينبغي �أن تكون ال�شراكة ،التي تعتمد على امل�صلحة امل�شرتكة ،واالحرتام املتبادل وامل�صداقية ،عام ًال رئي�س ًا للتجديد يف جمال التعليم العايل .ويوجد للحرية الأكادميية �أهمية ق�صوى يف حتديد الأولويات ،واتخاذ القرارات على �أ�سا�س من القيم العامة ،التي تكمن يف م�ؤ�س�سة العلم والرفاه االجتماعي .واال�ستقالل الذاتي هو �شرط �ضروري للعمل الأكادميي. لقد عر�ضنا يف هذا التقرير بع�ض املبادئ، والتو�صيات ،واملقرتحات� ،إ�ضافة �إىل ر�ؤية منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة حول التعليم العايل� .إذ تعك�س هذه املقرتحات التوافق يف الآراء التي كانت ممكنة يف ذلك الوقت ،والتي تعد مرجع ًا �أ�سا�سي ًا للنقا�ش ،لكل بلد له ر�ؤيته اخلا�صة حول م�ستقبل التعليم العايل وتطوره.
التعليم العالي :المؤهالت وضمان الجودة والتقييم فيونا مولين يقدم هذا التقرير ملحة عامة عن جمموعة م�ؤهالت التعليم العايل املجودة يف ا�سكتلندا ،مبا يف ذلك و�صف الإطار العام لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية و�إطار امل�ؤهالت الأوروبية .ويلخ�ص هذا التقرير �إجراءات �ضمان اجلودة وتقييمها للكليات واجلامعات اال�سكتلندية وم�ؤ�س�سات التعليم العايل ،مبا يف ذلك بيان عمل وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل( ،)QAAوهيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية ( ،)SQAوطاقم تفتي�ش الرتبية والتعليم اخلا�ص ب�صاحبة اجلاللة ( .)HMIEو�أخريا ،يو�ضح هذا التقرير دور جمل�س التمويل اال�سكتلندي ،و�إطار تعزيز اجلودة يف ا�سكتلندا.
ملخ�ص تنفيذي هناك جمموعة من امل�ؤهالت يف التعليم العايل تقدمها الكليات اال�سكتلندية ،وم�ؤ�س�سات التعليم العايل ( .)Higher Education Institutionsوقد حدد الإطار العام لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية (The Scottish Credit and (Qualifications Framework العالقات بني م�ستويات هذه امل�ؤهالت .وتناول �أي�ضا امل�ؤهالت الرئي�سة التي تقدمها هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية ،وم�ؤ�س�سات التعليم العايل ،وامل�ؤهالت املهنية اال�سكتلندية( (�Scottish Vocation .al Qualifications (SVQs ولقد كان يف عامي 2008-2009م ما يقارب 279615طال ًبا وطالبة يف التعليم العايل .حيث در�س ٪ 83منهم املقررات اجلامعية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،يف حني در�س ما ن�سبته ٪ 17من ه�ؤالء الطالب يف الكليات .وكانت درا�سة الغالبية العظمى من حاملي الدرجة العلمية الأوىل وطالب الدرا�سات العليا يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أي�ضا .وعلى العك�س ،ف�إن �أغلبية الطالب ممن يحملون الدبلوم الوطني العايل قد در�سوا يف الكليات. يتم تنظيم �صالحيات م�ؤ�س�سات التعليم العايل التي متنح الدرجات العلمية بالقانون ،وتعد هذه امل�ؤ�س�سات خمالفة �إذا قامت مبنح درجات علمية دون احل�صول على �إذن للقيام بذلك .ويتم منح �صالحيات �إعطاء الدرجات العلمية عموما� ،إما عن طريق امليثاق امللكي� ،أو قانون �صادر عن الربملان.
صورة التقرير
53
ويجب �أن تكون طلبات احل�صول على التعليم �أو البحث موجهه �إىل جمل�س امللكة اخلا�ص يف اململكة املتحدة .ثم يقوم جمل�س امللكة ب�إر�سال هذا الطلب �إىل الوزير املخت�ص بالتعليم العايل. ثم يتم �إر�سال الطلب �إىل وكالة �ضمان اجلودة بالتعليم العايل للح�صول على امل�شورة .ومن ثم تقدم وكالة �ضمان اجلودة بالتعليم العايل التوجيهات حول التطبيق ،من خالل الوزير املخت�ص� ،إىل جمل�س امللكة اخلا�ص. وتتمتع م�ؤ�س�سات التعليم العايل بدرجة كبرية من اال�ستقاللية ،من حيث مراقبة اجلودة واملعايري الأكادميية .وتعد كل م�ؤ�س�سات التعليم العايل امل�س�ؤولة عن معايري امل�ؤهالت وجودة التعليم التي تقدمها لطالبها .وكل منها لديه �إجراءات ل�ضمان اجلودة الداخلية .بيد �أن جميع م�ؤ�س�سات التعليم العايل املمولة من القطاع العام يف اململكة املتحدة ت�ستخدم جمموعة م�شرتكة من الأدوات للحفاظ على اجلودة واملعايري الأكادميية ،واملعروفة با�سم البنية التحتية الأكادميية يف اململكة املتحدة التي يتم التحقق منها من قبل وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل. �إن العديد من الدورات التي تقدمها الكليات تقود �إىل امل�ؤهالت التي متنحها هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية ،مبا يف ذلك ال�شهادات الوطنية العليا 54
( )HNCsوالدبلوم الوطني العايل ()HND � .إن هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية م�س�ؤولة عن تطوير ال�شهادات وامل�ؤهالت والدرجات العلمية وتقييمها واعتمادها .ولقد مت �إجراء ا�ستعرا�ض رئي�س يف عام 2003م لرتتيبات �ضمان اجلودة يف التعلم والتعليم يف ا�سكتلندا،
جمموعة جديدة من الرتتيبات اخلارجية للكليات من قبل جمل�س التمويل اال�سكتلندي ،وطاقم تفتي�ش الرتبية والتعليم اخلا�ص ب�صاحبة اجلاللة للفرتة بني 2008و 2012م .وتقوم وكالة �ضمان اجلودة� ،إىل جانب منظمات التعليم العايل الرئي�سة حالي ًا ،بتقييم البنية التحتية الأكادميية
يتم منح صالحيات اعطاء ال��درج��ات العلمية في جامعات اسكتلندا عن طريق الميثاق الملكي او قانون صادر عن البرلمان. وقام جمل�س التمويل اال�سكتلندي ،جنب ًا �إىل جنب مع �أ�صحاب امل�صلحة الآخرين ،بتطوير �إطار تعزيز اجلودة يف ا�سكتلندا .ويحتوي هذا الإطار على خم�سة �أجزاء يهدف �إىل �إجراء حت�سينات م�ستمرة لنوعية التعلم والتعليم ،وقد مت و�ضعه يف الأ�صل مل�ؤ�س�سات التعليم العايل فح�سب ،بعد ذلك مت تو�سيعه لي�شمل جميع الكليات. مت تنقيح �إطار تعزيز اجلودة يف عام 2008م، ُ وطلب من جميع اجلامعات والكليات بتقدمي بيان حول �سيا�ساتها ل�ضمان اجلودة لعامي 2008و 2009م .و�أ�صدر جمل�س التمويل اال�سكتلندي توجيهات حول ق�ضايا اجلودة .وبعد �إعادة النظر يف �إطار تعزيز اجلودة يف 2008م ،مت �إدخال
يف اململكة املتحدة ،لتحديد دوام �صالحيتها لهذا الغر�ض .ومن املقرر �أن تن�شر النتائج يف �صيف عام 2010م ،وتت�ضمن تو�صيات من �أجل التنمية يف امل�ستقبل. لقد ذكرنا �سابق ًا �أن هناك جمموعة من امل�ؤهالت يف التعليم العايل تقدمها الكليات اال�سكتلندية وم�ؤ�س�سات التعليم .وقد حدد الإطار العام لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية العالقات بني م�ستويات امل�ؤهالت .وتناول �أي�ضا امل�ؤهالت الرئي�سة التي تقدمها هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية، وم�ؤ�س�سات التعليم العايل ،وامل�ؤهالت املهنية اال�سكتلندية .وقد مت �إدارة الإطار العام لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية من خالل
�شراكة بني هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية ،ووكالة �ضمان اجلودة بالتعليم العايل ،واجلامعات والكليات اال�سكتلندية ،وجمل�س التمويل اال�سكتلندي ،واحلكومة اال�سكتلندية .و�ساعد هذا الإطار املتعلمني ،و�أ�صحاب العمل ،ومقدمي خدمات التدريب ،على فهم امل�ؤهالت ومقارنتها. واعتمدت املفو�ضية الأوروبية ،يف عام 2006م، اقرتاح ًا لإن�شاء �إطار امل�ؤهالت الأوروبي للتعلم مدى احلياة(،)Life Long Learning حيث مت اعتماده ر�سمي ًا من الربملان واملجل�س الأوروبي يف � 23أبريل 2008م .ويهدف هذا الإطار �إىل دعم حركة املتعلمني يف خمتلف �أنحاء �أوروبا ،من خالل توفري نقطة مرجعية ،ملقارنة امل�ؤهالت عرب �أنظمة التعليم والتدريب املختلفة، �إ�ضافة �إىل تعزيز التعاون والثقة املتبادلة بني �أ�صحاب امل�صلحة. �إن �إطار امل�ؤهالت الأوروبي هو جمموعة من 8 م�ستويات؛ ت�صف الأمور التي يعرفها ويفهمها،
والتي يقدر �أن يقوم بها املتعلم ،ويطلق عليها نتائج التعلم .وميكن �أن تتما�شى �أطر امل�ؤهالت للدول مع هذه امل�ستويات املرجعية الثمانية ،لت�صنيف امل�ؤهالت من �أنظمة التعليم املختلفة .وتغطي هذه امل�ستويات الثمانية جميع امل�ؤهالت من نهاية التعليم الإلزامي �إىل �أعلى امل�ؤهالت الأكادميية واملهنية. ويهدف �إطار امل�ؤهالت الأوروبي للم�ساعدة يف حت�سني التنقل اجلغرايف واملهني يف االحتاد الأوروبي ،بينما ت�صبح امل�ؤهالت من الأنظمة التعليمية املختلفة �أكرث �شفافية للأفراد و�أرباب العمل والأكادمييني ومقدمي خدمات يهدف اطار المؤهالت االوروبي للمساعدة في تحسين التنقل الجغرافي والمهني في دول االتحاد.
التدريب .وينبغي �أن ي�ساعد هذا على جعل التعلم مدى احلياة يف متناول الدار�سني والعاملني يف جميع �أنحاء الدول الأع�ضاء يف االحتاد الأوروبي، �إ�ضافة �إىل دعم الأفراد يف التنقل بني الوظائف وامل�ؤ�س�سات التعليمية .وقد مت ت�شجيع دول االحتاد الأوروبي لربط نظم م�ؤهالتهم ب�إطار امل�ؤهالت الأوروبي بحلول عام 2010م ،و�ضمان ب�أن ي�شار �إىل جميع امل�ؤهالت اجلديدة التي �ست�صدر يف 2012م مب�ستويات �إطار امل�ؤهالت الأوروبي .وقد كان هناك تعاون وتن�سيق بني الإطار العام للم�ؤهالت واالعتمادات اال�سكتلندية و�إطار امل�ؤهالت الأوروبي. ويوجد لدى جميع م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أنظمة لتقييم عمل الطالب. �إذ ت�ستند هذه الأنظمة على وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل .ومتتلك م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أي�ض ًا� ،سيا�سات داخلية وخارجية ،من �أجل �ضمان �أن يتم فح�ص م�ستوى �أعمال الطالب بطريقة عادلة ومتنا�سقة من قبل امل�ؤ�س�سات .وتعتمد م�ؤ�س�سات التعليم العايل على �شبكة كبرية من املمتحنني من اخلارج ،الذين هم مبثابة خرباء �أكادمييني م�ستقلني ،بهدف تقدمي امل�شورة ب�ش�أن ما �إذا كانت املعايري التي ت�ضعها اجلامعات والعالمات التي يتم تخ�صي�صها لالمتحانات منا�سبة �أم ال .ويقوم ه�ؤالء املمتحنني بذلك من خالل ا�ستخدام خرباتهم يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،وبالرجوع �إىل املبادئ التوجيهية ذات ال�صلة من البنية التحتية الأكادميية يف اململكة املتحدة. تخ�ضع عملية توفري وتقييم التعليم العايل من قبل امل�ؤ�س�سات التعليمية ملراقبة اجلودة .ويتم تقدمي التعليم العايل �أي�ضا يف الكليات اال�سكتلندية. فقد در�س ما ن�سبته ٪ 17من الطالب يف الكليات .وكانت الغالبية العظمى من طالب الدرا�سات العليا يدر�سون يف م�ستويات الدبلوم الوطني العايل
التي ال تقع �ضمن اخت�صا�ص وكالة �ضمان اجلودة .ويتم التحقق من �صحة امل�ؤهالت العلمية واعتمادها ،من قبل هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية .وحت�صل الكليات يف ا�سكتلندا على املوافقة من هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية ،من �أجل تقييم هذه امل�ؤهالت ،ومنحها للطالب والطالبات. ويذكر �أنه بني عامي 2008و 2009م ،قام ما يقرب من 800طالب ب�إكمال تعليمهم العايل يف الكليات اال�سكتلندية� .إذ ال متلك هذه الكليات �صالحيات منح الدرجات العلمية .لذا يتم التحقق من �صحة الدرجات العلمية واملواد املطروحة يف هذه الكليات ،واعتمادها من قبل اجلامعات ال�شريكة. �أدت العديد من الدورات التي تطرحها الكليات يف ا�سكتلندا �إىل م�ؤهالت متنحها هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية ،مبا يف ذلك ال�شهادات الوطنية العليا والدبلومات الوطنية العليا� .إذ تعد هذه الهيئة امل�س�ؤولة عن تطوير وتقييم ال�شهادات وامل�ؤهالت العلمية الأخرى واعتمادها .وت�شتمل مهام هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية املحددة يف قانون التعليم اال�سكتلندي لعام 1996م ،وقانون امل�ؤهالت اال�سكتلندية لعام 2002م على ابتكار وتطوير امل�ؤهالت العلمية ،والتحقق منها ،ومراجعتها ،واعتمادها ،واملوافقة على م�ؤ�س�سات التعليم والتدريب ،واتخاذ الرتتيبات الالزمة وامل�ساعدة يف تنفيذ وتقييم الأ�شخا�ص التي يح�صلون على امل�ؤهالت من اجلامعات ،والكليات اال�سكتلندية ،و�ضمان جودة التعليم ،وتدريب امل�ؤ�س�سات التعليمية التي متنح امل�ؤهالت اال�سكتلندية �إ�ضافة �إىل �إ�صدار ال�شهادات العلمية للمر�شحني. وهناك حاجة مل�ؤ�س�سات التعليم العايل املمولة من القطاع العام يف ا�سكتلندا لال�شرتاك يف وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل ،التي �أن�شئت يف عام 55
1997م ،بدعم من م�ؤ�س�سات التعليم العايل، وجمال�س التمويل يف اململكة املتحدة .وتقوم امل�ؤ�س�سات املوقعة بدفع ر�سوم �سنوية لوكالة �ضمان اجلودة ،على �أ�سا�س �أعداد الطالب يف هذه امل�ؤ�س�سات .بالإ�ضافة �إىل دور وكالة �ضمان اجلودة اال�ست�شاري ،حول �صالحيات منح الدرجات العلمية� ،إذ �إنها تقدم تقارير حول معايري �ضمان اجلودة يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل الفردية ،وذلك نيابة عن القطاع اجلامعي، وجمال�س متويل اململكة املتحدة. وت�شمل الأدوار الرئي�سة التي تقوم بها وكالة �ضمان اجلودة يف التعليم العايل على �إجراء التقييمات واملراجعات اخلارجية ،مل�ؤ�س�سات التعليم العايل، وعمل االختبارات �ضمان اجلودة اخلارجية، ون�شر التقارير ،وتوفري التوجيه مل�ؤ�س�سات التعليم العايل ،من �أجل احلفاظ على املعايري الأكادميية وحت�سني نوعيتها ،من خالل البنية التحتية الأكادميية ،و�إ�سداء امل�شورة للحكومات بخ�صو�ص �سلطات منح الدرجات الأكادميية ،واالعرتاف باجلامعة (الرتخي�ص للجامعات) ،وامل�شاركة واالنخراط بالتطورات الأوروبية الدولية
وموا�صفات الربامج ،ومدونة املمار�سات. وتف�سر �أنظمة م�ؤهالت التعليم العايل الإجنازات واخل�صائ�ص الرئي�سة للم�ؤهالت العلمية العليا: على �سبيل املثال ،درجة البكالوريو�س مع مرتبة ال�شرف ،ودرجة املاج�ستري ،ودرجة الدكتوراه. وهناك نظامان للم�ؤهالت التعليمية العليا: �أحدهما خا�ص ب�إجنلرتا ،وويلز ،و�أيرلندا ال�شمالية ،والآخر خا�ص با�سكتلندا. وقد ن�شرت وكالة �ضمان اجلودة بيانات املعايري القيا�سية للمواد الأكادميية .وحتدد هذه البيانات التوقعات اخلا�صة مبعايري الدرجات الأكادميية يف مواد تخ�ص�صية بعينها ،وت�صف �أي�ضا ميكن توقعه من قبل الطالب فيما يتعلق بالتقنيات
تقوم وكالة ضمان الجودة باجراء التقييمات والمراجعات الخارجية لمؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة. الوا�سعة� ،إ�ضافة �إىل تقدمي امل�شورة بخ�صو�ص املعايري واجلودة الأكادميية ،وتقوم الوكالة �أي�ضا بامل�ساهمة يف �ضمان اجلودة دول ًيا ،والت�أثري عليها من خالل ع�ضويتها يف العديد من املنظمات، وكذلك م�شاركتها يف م�شاريع التعليم العايل. مت تطوير البنية التحتية الأكادميية بوا�سطة وكالة �ضمان اجلودة بالتعاون مع قطاع التعليم العايل باململكة املتحدة ،وهي عبارة عن جمموعة من النقاط املرجعية املتفق عليها وطن ًيا ،والتي ت�ساعد يف و�صف املمار�سات اجليدة واملعايري الأكادميية .وتتناول كافة الأن�شطة املتعلقة بال�شهادات الأكادميية ،حيثما وكيفما مت تزويدها .وقامت وكالة �ضمان اجلودة بن�شر جميع �أجزاء البنية التحتية الأكادميية ،التي تت�ضمن �أنظمة م�ؤهالت التعليم العايل ،وبيانات املعايري القيا�سية للمواد، 56
واملهارات املكت�سبة .ويتم ا�ستخدامها من قبل �أولئك الذين يقدمون وير�صدون برامج التعليم العايل ،ومن قبل الطالب� ،أو �أرباب العمل . وترجع بع�ض هذه البيانات �إىل املعايري املهنية املطلوبة من قبل الهيئات املهنية اخلارجية. وهناك �أربع جمموعات من بيانات املعايري القيا�سية للمواد الأكادميية ،وت�شمل بيانات املعايري القيا�سية للمواد لدرجات ال�شرف، وبيانات املعايري القيا�سية للمواد على م�ستوى املاج�ستري ،وبيانات املعايري القيا�سية للمواد خلدمات ال�صحة الوطنية �إ�ضافة �إىل بيانات املعايري القيا�سية للمواد اال�سكتلندية. تقوم م�ؤ�س�سات التعليم العايل بن�شر موا�صفات الربامج الأكادميية التي هي معلومات توفرها كل جامعة �أو كلية ،حول تفا�صيل براجمها وطبيعتها
املميزة ،بينما تقوم بيانات املعايري القيا�سية للمواد بتلخي�ص التوقعات اخلا�صة ،مبعايري بع�ض املواد والأفرع العلمية .كما حتتوي هذه املوا�صفات على بيانات مف�صلة حول ما ميكن توقعه من دورات ،وبرامج ،وعمليات تقييم. لقد مت تطوير مذكرة املمار�سات من قبل وكالة �ضمان اجلودة بني عامي 1998و 2001م ،لتوفري املبادئ التوجيهية للجامعات ب�ش�أن املمار�سات اجليدة يف �إدارة املعايري واجلودة الأكادميية للجامعات والكليات. ويوجد ع�شرة �أق�سام لهذه املذكرة التي تغطي الق�ضايا الرئي�سة التي يجب �أن ت�أخذها امل�ؤ�س�سات التعليمة يف احل�سبان عند تطوير �أن�شطتها .وهذه الأق�سام هي :برامج �أبحاث ما بعد التخ ّرج ،والتزويد التعاوين والتعلم املرن ،والطالب ذوي االحتياجات اخلا�صة، وتعيني املمتحنني (اخلرباء) اخلارجيني، وااللتما�سات الأكادميية و�شكاوى الطالب والق�ضايا الأكادميية ،وعمليات تقييم الطالب، واملوافقة على الربامج ،ومراقبتها ،ومراجعتها، وق�ضايا التعليم ،واملعلومات ،والإر�شاد املتعلق املوجه ،واخري ًا اختيار باملهن املختلفة ،والتعليم ّ الطالب وقبولهم. �إن �أحد الأدوار الرئي�سة التي تقوم بها وكالة �ضمان اجلودة ،هي �إجراء مراجعات عن كيفية تطبيق م�ؤ�س�سات التعليم العايل للبنية التحتية الأكادميية يف اململكة املتحدة ،للحفاظ على املعايري الأكادميية واجلودة .وهناك جمموعة متنوعة من املراجعات امل�ستخدمة من قبل وكالة �ضمان اجلودة تختلف باختالف البلد، وح�سب نوع امل�ؤ�س�سة التعليمية .ويتم تنفيذ هذه املراجعات من قبل فرق تتكون من كبار املوظفني يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف اململكة املتحدة.
التعليم العالي في المملكة المتحدة في القرن الحادي والعشرين :صورة متغيرة erutcip gnignahc a :yrutnec tsrfi-ytnewt eht ni noitacude rehgih KU
الربوفي�سور ال�سري بيرت �سكوت ،نائب رئي�س جامعة كينج�ستون هيئة �ضمان اجلودة بالتعليم العايل ُيبني الربوف�سور ال�سري بيرت �سكوت ،نائب رئي�س جامعة كينج�ستون ،وجهة نظره ال�شخ�صية حول التغيريات الأخرية وامل�ستقبلية يف التعليم العايل يف اململكة املتحدة .ويركز على االقت�صاد ال�سيا�سي ،والطبيعة املتغرية للكيان الطالبي، ويناق�ش الآثار املحتملة على حجم هذا القطاع و�شكله امل�ستقبلي. مير التعليم العايل بفرتة تغري وا�ضحة .فهناك عدد كبري من مقدمي اخلدمات� ،إ�ضافة �إىل تنوع �أعداد الطالب التي �أ�صبحت �أكرث مما كانت عليه يف �أي وقت م�ضى .وميكن لهذه العوامل ،مع التوقعات املتزايدة من احلكومة ،وقطاع الأعمال ،واجلمهور العام� ،أن تتيح لنا طرق ًا جديدة للتفكري حول التعليم العايل يف القرن احلادي والع�شرين. من املنطقي تو�ضيح طبيعة العوامل املتغرية وت�أثريها على �شكل قطاع التعليم العايل يف العقود القادمة، قبل �أن يكون جمتمع التعليم العايل وا�ضح ًا مع الطالب ،فيما يتعلق بطبيعة التجارب التي ميكن �أن يتوقعوها ،وحول ال�سبل التي ميكن للم�ؤ�س�سات �أن ت�ضمنها من �أجل جودة التعليم الذي �ستقدمه ،وكيفية ت�سويق التعليم العايل باململكة املتحدة يف الداخل واخلارج ،فا�ستك�شاف الطرق التي يتم بها ت�صور التعليم العايل �ستكون ذات فائدة للطالب وغريهم ،ممن ي�سعون لفهم طبيعة عمل هذا القطاع ،و�إىل �أولئك املوجودين داخل امل�ؤ�س�سات التي ترتبط ،ب�صورة ما ،بالإدارة ،والتخطيط ،والتعليم� ،أو البحث. يواجه التعليم العايل يف اململكة املتحدة حتديني رئي�سني .يتمثل التحدي الأول باالقت�صاد ال�سيا�سي، الذي يت�سم بالهبوط ال�سريع يف الدعم املايل العام ،وازدياد املطالب ال�سيا�سية ،وزيادة الرتكيز على التمايز بني امل�ؤ�س�سات ،واملناف�سة بني مقدمي اخلدمات للطالب والطالبات .و ُينظر �إىل هذه التغيريات مبثابة التحول من النظام العام للتعليم العايل �إىل نظام ال�سوق ،مع عدم الرتكيز على �أهداف التعليم العايل .ونتيجة لذلك ،فقد يكون هناك مزيد من التمايز يف امل�ستقبل� ،سواء بني امل�ؤ�س�سات �أو داخلها.
صورة التقرير
57
وقد ت�ؤدي الالمركزية �أي�ضا �إىل ن�شوء مزيد من التنويع. ويتمثل التحدي الرئي�س الثاين بالطبيعة املتغرية للكيان الطالبي؛ �أي معدالت امل�شاركة ،و�أمناط احلياة والثقافة .و ُيقدم جميع الطالب توقعات وجتارب جديدة ،مما يعزز و�سائل جديدة للتعليم والتعلم .وت�ؤثر كل من �أمناط احلياة الطالبية، والتوقعات املختلفة ،والتغريات يف الهياكل املهنية ،ومتطلبات املهارات ،والتنظيم املهني، و�إنتاج املعرفة من خالل البحوث على الطريقة التي تتطور فيها التخ�ص�صات الأكادميية .وقد يكون هناك �أي�ضا نتائج على الطريقة التي ننظر �إليها للمعايري الأكادميية. وقد �أدى هذا التحول يف االقت�صاد ال�سيا�سي للتعليم العايل �إىل مزيد من التغيريات يف التمويل �أكرث منها يف ال�سيا�سة .كما مت تخ�صي�ص الزيادة يف التمويل �إىل دعم م�ستويات امل�شاركة ومنو �أعداد الطالب� .إذ عك�س هذا الأمر عزم احلكومة على زيادة اال�ستثمار يف جمال البحوث ون�شرها .وميكن �أن ي�ؤدي فر�ض ر�سوم متغرية، وابتكار التمويل الرئي�س خالل العقد املا�ضي، 58
�إىل حتول جذري نحو املزيد من �أنظمة التعليم العايل التي تقودها الأ�سواق .ولكن ،يف الواقع ،مل يحدث هذا الأمر .وميكن �أن يع ّد التو�سع ال�سريع يف �أعداد الطالب حتو ًال ال رجعة فيه نحو التعليم العايل ال�شامل. وتعد التغريات الكبرية يف البنية الأ�سا�سية للنظام حمدودة ،مقارنة مع مناخ الن�شاط ال�سيا�سي الذي مت اقرتاحه .ويف العقد املا�ضي ،حدثت حاالت اندماج م�ؤ�س�سية وا�سعة النطاق ،مثل االندماج بني جامعة لندن (جيلدهول) وجامعة �شمال لندن ،لت�شكيل جامعة لندن (مرتوبوليتان). �إ�ضافة �إىل االندماج بني جامعة مان�ش�سرت، ومعهد جامعة مان�ش�سرت للعلوم والتقنية .و�أكدت نتائج ممار�سة التقييم البحثي (Research )Assessment Exercisesيف عامي 1996و 2001م ،على ات�ساع توزيع التميز البحثي .ويف التدري�س� ،ساعد �إن�شاء �أكادميية التعليم العايل ،وزماالت التعليم الوطني ،ومراكز التميز يف التعليم والتعلم على مواجهة (�سباق البحوث). هناك �سببان لهذا اال�ستقرار االقت�صاد ال�سيا�سي
يف التعليم العايل؛ �أوال� :أدّت الوفرة الن�سبية للتمويل �إىل تقليل ال�ضغط على امل�ؤ�س�سات لإجراء �إعادة هيكلة جذرية .وثانيا :امتالك احلكومات املتعاقبة ميو ًال للتدخالت ال�سيا�سة امل�ستمرة. وميكن �أن يقرتب هذا اال�ستقرار الن�سبي الآن من نهايته ،ب�سبب وجود التغيريات يف التمويل �أكرث منها يف ال�سيا�سة .و�أعلنت حكومة التحالف الليربايل الدميقراطي تقلي�ص الإنفاق العام ب�شكل ملمو�س ،حيث بلغ % 25على مدى ال�سنوات الأربع القادمة. ومن املحتمل �أن ي�ؤدي التقلي�ص يف ميزانية الإنفاق �إىل �إيجاد عواقب متوقعة على التعليم العايل� .إذ �سيعاين عدد من امل�ؤ�س�سات التعليمية ا�ضطرابات مالية من �أجل البقاء .و�سي�ؤدي الف�شل امل�ؤ�س�سي �إىل حدوث تغريات مهمة وكبرية يف منط امل�ؤ�س�سات داخل النظام .مما ي�ؤدي �إىل اختفاء بع�ض اجلامعات متام ًا� ،أو ظهور جامعات قوية .و�سوف تتقبل احلكومة حتمية ارتفاع ر�سوم الطالب يف �أعقاب تقرير جلنة براون. وعلى الرغم من �أنه �سيتم دمج بع�ض امل�ؤ�س�سات �أو �إغالقها� ،إال �أن هذا الأمر يعد ا�ستثناء ًا
ولي�س قاعد ًة .وقد �أظهرت اجلامعات �أنها مبثابة م�ؤ�س�سات مرنة .ويتمثل اخلطر احلقيقي الذي يواجه التعليم العايل ب�أن عددًا كب ًريا من اجلامعات �سيكافح من �أجل تخفيف ال�ضغط هنا وهناك.كما �أن الآفاق والطموحات الأكادميية �سوف تتقل�ص .و�إذا �أردنا خلق نظام فعال للتعليم العايل ،ف�إنه ال بد من دمج بع�ض اجلامعات �أو اختفائها ،لت�شجيع �إعادة هيكلة النظام التعليمي برمته .وت�شري الأدلة ال�سابقة �إىل اعتماد القوة الأكادميية للتعليم العايل� ،سواء من حيث تو�سيع امل�شاركة واالبتكار يف التعلم والتعليم� ،أو من حيث البحوث العاملية ،على من ّو الطالب واملوارد ب�شكل كبري ،حيث ي�ؤدي النمو البطيء يف الطالب دون املوارد� ،إىل اجلمود الفكري. و�سوف ت�سعى احلكومة اجلديدة �إىل �إيجاد �سيا�سات متو�سطة امل�ستوى ،تهدف �إىل �إنتاج مزيد من التمايز .ومن �ش�أن هذه ال�سيا�سات �أن متنح بع�ض امل�ؤ�س�سات والكليات ،ومزودي التعليم احلري�صني على دخول �سوق التعليم العايل، القدرة على االنخراط يف التعليم العايل دون نظام تطوير املناهج الدرا�سية املكلفة ،والتقييم، و�ضمان اجلودة .وقد ي�شكل هذا اخليار ندا ًء �إىل بع�ض م�ؤ�س�سات التعليم العايل الراغبة يف زيادة الرتكيز على التدري�س. و�سيتم تعزيز الرتكيز على جداول الأعمال، واملهارات ،وت�شجيع توثيق الروابط مع �أ�صحاب العمل جمدد ًا ،مما ي�ؤدي �إىل ت�سارع التعلم القائم على العمل وتطويره .و�ستعمل هذه ال�سيا�سات على
ت�شجيع التمايز ب�شكل جيد� .إذ �ستقوم اجلامعات مع مزودي التعليم من القطاع اخلا�ص بدور بارز يف هذا الأمر .و�ستتعامل امل�ؤ�س�سات احلالية مع الأو�ضاع اجلديدة للتعليم العايل بدرجات متفاوتة من ال�شدة. يخ�ضع التنويع الداخلي لقوى ال�سوق ،واخليارات ال�سيا�سية العامة .ويوجد هناك �أبعاد �أخرى للتنوع� .إذ يعد التنويع داخل امل�ؤ�س�سات �أكرث �أهمية من التمايز بني امل�ؤ�س�سات .على �سبيل املثال، تعد بع�ض املوا�ضيع واجلامعات �أكرث �شيوعا من غريها .و�إذا كان التعليم العايل باململكة املتحدة قريب ًا �إىل امل�شاركة اجلماعية ،ف�سيكون ت�أثري اختيارات الطالب كبري جدا. ومن امل�ستبعد �أن ي�ضعف معدل التنويع الداخلي. ويتمثل الدافع الرئي�س لهذا الأمر باملطالب املتعددة ،جراء االقت�صاد القائم على املعرفة،
�أعداد الطالب والطالبات الذين ترتاوح �أعمارهم عاما ،من الطبقات االجتماعية بني 18و ً 19 التي ت�شكل اجلزء الأكرب منهم. ويعد نظام التعليم العايل باململكة املتحدة �-إىل حد ما -ممزق ًا .كما �أن االختالف يبدو �أكرث و�ضوحا يف ا�سكتلندا ،ومن �أحد الأمثلة على ً ذلك هو اتباع منهج خمتلف ب�ش�أن الر�سوم التي يدفعها الطالب ،يف حني يع ّد التباين وا�ضح ًا �أي�ض ًا يف التمويل امل�ؤ�س�سي ،ومناهج التعاون.
يواجة التعليم العالي في المملكة المتحدة تحويالت تقودة من النظام العام للتعليم العالي الي نظام السوق. وازدياد �أعداد الطالب .ومع وجود توقعات يف تباط�ؤ �أو انخفا�ض �أعداد الطالب على مدى العقد املقبل ،ب�سبب قلة �أعداد الطالب الذين ترتاوح عاما ،ف�إنه ال ب ّد �أن �أعمارهم بني 18وً 19 يكون هناك انخفا�ض يف مطالب الطالب .وي�شري التحليل املف�صل من قبل معهد �سيا�سة التعليم العايل( (Higher Education Pol i � ،)cy Instituteإىل عدم وجود انخفا�ض يف
ال بد من دم��ج بعض الجامعات ببعضها في المملكة فعال المتحدة لخلق نظام تعليم عالي ّ
�أما التحدي الثاين الكبري الذي يواجه التعليم العايل يف القرن احلادي والع�شرين ،فيتمثل يف الطبيعة املتغرية للكيان الطالبي� .إذ يوجد الآن �أكرث من مليوين طالب وطالبة يف التعليم العايل يف اململكة املتحدة .وقد ت�ضاعفت معدالت امل�شاركة �أربع مرات يف غ�ضون �أقل من جيلني. �إذ جتاوزت هذه املعدالت الآن ،تلك املوجودة يف معظم البلدان الأوروبية الأخرى .وميكن القول، �إن امل�شاركة يف اململكة املتحدة قد جتاوزت تلك املوجودة يف الواليات املتحدة. وبكل املقايي�س ،متتلك اململكة املتحدة الآن نظام ًا �شام ًال للتعليم العايل� .إال �أنه يوجد هناك قلق حول مدى كفاية �إعداد طالب ال�سنة الأوىل، وقبول الطالب يف املقام الأول ،وحتديات التعليم املختلط ،ودوافع الطالب (الطالب الأ�ضعف
59
�أكادميي ًا ،والطالب الذين �أ�صبحت م�شاركتهم يف التعليم العايل �شبه �إلزامية من �أجل احلفاظ على مكانتهم االجتماعية ،واحل�صول على وظائف الطبقة املتو�سطة) .وقد مت تناول هذه الأمور يف العديد من النقا�شات. من املهم فهم �آثار التغريات اجلذرية يف ثقافة الطالب على م�صطلحات املعايري الأكادميية، والتعلم ،و�أمناط التوظيف ،وعلى كل �شيء تقريبا .و�أحد �أمثلة ذلك ،هو �أن معظم الطالب الذين يدر�سون بدوام كامل ،يتعهدون بالعمل ب�أجر كبري لتعوي�ض قلة الدعم املقدم للطالب، ولتمويل م�ستويات اال�ستهالك املتزايدة ،وتعزيز قدرتهم على العمل ،وتوفري �أمناط حياه متنوعة. ونتيجة لذلك� ،أ�صبح تر�سيم احلدود بني الدرا�سة ب�شكل جزئي وكامل �أمر ًا غام�ض ًا على نحو متزايد .ومثال �آخر على تغيري ثقافة الطالب، هو الآثار التي ترتكها مواقع التوا�صل االجتماعي، مثل الفي�سبوك ( ،)Facebookوالتويرت ( .)Twitterويف احلقيقة ،الكثري من الفهم حول ت�أثري هذه املواقع على كيفية تعلم الطالب. ولكننا نعرف ما يكفي عن ت�أثري هذه التطورات على �سلوك الطالب. واملثال الثالث هو ارتفاع النزعة اال�ستهالكية بني الطالب .ويعود هذا جزئي ًا �إىل تزايد املناف�سة على الوظائف العليا يف النظام ال�شامل ،وارتفاع تكاليف التعليم العايل ،وانخفا�ض الدعم للطالب ،والتحول �إىل روح اجلماعة يف التعليم العايل ،والتحول من الإنتاج �إىل اال�ستهالك لكونه املقوم الأ�سا�سي للهوية االجتماعية� ،إ�ضافة �إىل التدخالت ال�سيا�سة املتعمدة. ويتعلق املثال الرابع ،الذي يع ّد مو�ضع اهتمام �صانعي ال�سيا�سات ،بالتوظيف .فعلى ال�صعيد العملي ،يتجلى ذلك يف املطالب التي جتعل امل�ؤ�س�سات �أكرث و�ضوحا ،لتوظيف املهارات يف املواد الدرا�سية ،عن طريق دمج هذه املهارات يف املناهج الدرا�سية� ،أو تقدمي مناذج قائمة بذاتها يف التوظيف .ومع ذلك ،فقد مت �إيالء اهتمام قليل الحتمالية �أن الأفكار التقليدية حول ر�أ�س املال الب�شري ،قد حتتاج �إىل �إعادة نظر يف ظل ظروف التعليم العايل ال�شامل.كما ال تزال النماذج القدمية هي امل�سيطرة على �أ�سا�س �إنتاج املهارات لتلبية مطالب القوة العاملة .وي�شار �إىل 60
وجود تركيز قليل حول فكرة �أن �أمناط احلياة للخريجني ت�شجع الإبداع واالبتكار ،مما ي�ؤدي �إىل النمو االقت�صادي والرفاه االجتماعي. و�سيكون لهذه التغيريات يف طبيعة الكيان الطالبي ،واحلياة الطالبية ،ت�أثريات كبرية على م�ستقبل التعليم العايل يف اململكة املتحدة، واالقت�صاد ال�سيا�سي .ومن املحتمل �أن يكون العقد القادم حا�سم ًا .وعلى الرغم من وجود نظام تعليم عال �شامل يف اململكة املتحدة� ،إال �أنه يوجد العديد من الدرو�س التي مل يتم اال�ستفادة منها لغاية الآن� .إن القلق حول املعايري ،والرتكيز على فر�ص العمل �ضمن مناذج ر�أ�س املال الب�شري ي�شريان �إىل �أن الثورة يف التعليم العايل يف اململكة املتحدة ال تزال غري مكتملة. وميثل التعليم العايل يف جوهره عملية املعرفة،
حتى لو كان الرتكيز احلايل على املهارات يوحي بغري ذلك .وجتري تغيريات مهمة يف قواعد هذه العملية .ومن الأمثلة اجليدة على ذلك ،الأهمية املرتبطة بالت�أثري يف �إطار التميز البحثي املقبل، التي ميكن �أن ُينظر �إليها على �أنها �صدى ملزيد من التغيريات الأ�سا�سية يف د�ستور املعرفة. وميكن القول� ،إنه �سيجري حتول كبري يف كيفية ت�صور املعرفة وت�شكلها. ت�ؤدي الآثار بعيدة املدى ،املرتتبة على هذا التحول يف التعليم العايل� ،إىل جملة من املتغريات؛ �أوال: �إيجاد روابط جديدة بني البحث والتدري�س .وجترب بع�ض التقنيات الأكادمييني على �إن�شاء خم�ص�صات زمنية منف�صلة للتعليم والبحوث .ولذلك مت يف بع�ض اجلامعات �إن�شاء مدار�س ومعاهد بحثية جنب ًا �إىل جنب مع الكليات والأق�سام .ومن الناحية النظرية
والعملية ،هناك تقارب بني التدري�س والأبحاث. كما �أن احلدود الفا�صلة بني التدري�س التقليدي، وتع ّلم الأقران ،وامل�شاريع ،واملهام ،واال�ست�شارات، والبحوث التطبيقية ،والبحوث النظرية� ،أ�صبح من ال�سهل اخرتاقها ب�شكل كبري .ثانيا:مل تعد اجلامعات مهيمنة يف عملية املعرفة .ولكنها ت�شكل املحور الرئي�س يف �شبكات املعرفة التي ت�سود املجتمع كله يف القرن احلادي والع�شرين� .إذ �إن من �ش�أن ثورة املعرفة هذه ت�شكيل التغريات يف االقت�صاد ال�سيا�سي للتعليم العايل. ويف امل�ستقبل� ،سيعمل التعليم العايل يف اململكة املتحدة على تقوية الطابع الر�سمي على الهياكل التنظيمية و�إ�ضفا�ؤه عليها ،وت�ضييق املهمات الأكادميية .حيث يكون هذا الأمر م�صحوب ًا بتقل�ص �أعداد الطالب .و�سيكون من ال�صعب تلبية االحتياجات احليوية لالقت�صاد القائم على املعرفة (Knowledge Based ،)Economyواحتياجات املجتمع التي تكون فيه التطلعات الفردية مرتبطة بامل�شاركة يف التعليم العايل .ومع ذلك ،ف�إنه من املرجح حدوث �شيء من هذا القبيل على املدى الق�صري، ب�سبب ت�أثري تقلي�صات الإنفاق يف القطاع العام �،سواء عن ق�صد �أم ال .وينبغي مقاومة هذا الأمر لأنه يعد جنون ًا يف �ضوء احلاجة �إىل بناء
وتعزيز اقت�صاد تناف�سي ،وجمتمع متح�ضر. ويتمثل امل�ستقبل الآخر باال�ستمرار يف النمو والتنمية ،التي من املرجح �أن ت�سود على املدى املتو�سط والبعيد .ولكن قد يكون هناك عقبة يف طريق التنمية� .إذ ت�ؤدي �إحدى امل�سارات �إىل �إيجاد �أ�سواق جمز�أة ب�صورة كبرية، و�إىل بحوث وطرق تدري�س؛ �ش ّكلتها خيارات العمالء ،و�أ�صحاب امل�صلحة ،وت�ؤدي كذلك �إىل حت ّول كبري نحو القيادة التنفيذية ،والإدارة يف اجلامعات ،والتخلي عن الأفكار القدمية حول اال�ستقالل الذاتي امل�ؤ�س�سي ،واحلرية الأكادميية ،ومدى �أهمية الثقافة الفكرية. وي�ؤدي امل�سار الآخر �إىل تطوير �أ�شكال جديدة من التعليم العايل العام .فبالإ�ضافة �إىل مهام اجلامعات يف خلق اخلريجني املهرة، و�إنتاج البحوث املفيدة ،ف�إن لديها العديد من االرتباطات االجتماعية ،والثقافية املتنوعة. لذلك �ستكون امل�شاريع التجارية قادرة على التعاي�ش مع التزامات املجتمع ،واملنح الدرا�سية، والتخ�ص�صات الأكادميية ،والعدالة االجتماعية. و�ستقوم اجلامعات ب�أدوار و�إ�سهامات رئي�سة يف امل�شاريع ،مما ي�ؤدي �إىل االزدهار يف القرن احلادي والع�شرين.
61
مؤتمرات دولية
مؤتمر االتصاالت ودورها في التعليم العالي
تاريخ االنعقاد 15 - 10 :مايو 2011م. املكان� :سيدين� ،أ�سرتاليا. املنظم :جمموعة ليكود لريننج� ،أ�سرتاليا.
تاريخ االنعقاد 20 - 18 :مايو 2011م. املكان :تارلك ،الفلبني. املنظم :جامعة تارلك ،الفلبني.
نبذة عن امل�ؤمتر: يهدف جدول �أعمال هذا امل�ؤمتر �إىل مناق�شة دور االت�صاالت يف دعم امل�ؤ�س�سات التعليمية ،وكيفية توظيفها من �أجل تفعيل البنية التحتية للتعليم العايل ،ف�ض ً ال عن مناق�شة �آخر الدرا�سات واملنهجيات امل�ستخدمة يف تن�شيط العملية التعليمية ،و�سيتم مناق�شة �أهم املبادئ التي تنظم االت�صاالت احلديثة ،وعر�ض عدد من الر�ؤى العملية ملواجهة �آخر التحديات يف جمال التعليم العايل. كما �سي�ست�ضيف هذا امل�ؤمتر عدداً من الأ�ساتذة والعلماء ذوي االخت�صا�ص يف جمال االت�صاالت ،ومنهم روبينا فربايا رئي�سة معهد العالقات العامة يف �أ�سرتاليا ،وديفيد جلربت الأ�ستاذ امل�ساعد يف كلية �إدارة الأعمال يف جامعة ملربون للتكنولوجيا ،وغريهما ممن �سيتواجدون لتقدمي �أف�ضل ما لديهم من خربات يف هذا املجال.
نبذة عن امل�ؤمتر: يطرح امل�ؤمتر عدداً من الق�ضايا التي ُتعنى مبناق�شة �أبرز التحديات التي تواجه قطاع التعليم ،و�أهم ال�سبل التي ينبغي ا�ستخدامها ملواجهة هذه التحديات ،وكيفية العمل على حتقيق مظاهر التناف�سية ما بني املتعلمني يف جميع امليادين ،بالإ�ضافة �إىل عقد جل�سات خمتلفة تتناول دور البحوث وت�أثريها يف الرتبية والتعليم يف املجتمع ،و�أبرز الطرق التي ميكن ا�ستخدامها لتطوير املناهج الدرا�سية. ي�صاحب امل�ؤمتر �أي�ضاً عدد من ور�ش العمل املتخ�ص�صة التي تتعلق بالتعليم العايل ،ويقدمها عدد من اخلرباء وذوي االخت�صا�ص من خمتلف جماالت التعليم؛ وذلك لعر�ض جل ما لديهم من درا�سات وخربات تتعلق مبو�ضوع امل�ؤمتر.
رابط امل�ؤمتر:
رابط امل�ؤمتر:
http://liquidlearning.com.au/documents/ HECO0511/HECO0511_I.pdf
62
المؤتمر الثالث للتعليم العالمي
/http://www.tsu.edu.ph/iec
مؤتمرات دولية
المؤتمر العالمي حول التعلم واإلدارة في التعليم العالي
تاريخ االنعقاد 27 - 25 :مايو 2011م. املكان :فندق �أوبري الند -نا�شفيل ،الواليات املتحدة الأمريكية. املنظم :منظمة امل�ؤمتر العاملي حول التعلم والإدارة يف التعليم العايل. نبذة عن امل�ؤمتر: �إمياناً ب�أهمية التعلم ،وتعزيزاً لل�شمولية يف جمال البحوث ،يعقد امل�ؤمتر العاملي للتعلم والإدارة يف قطاع التعليم العايل جدول �أعماله؛ بهدف الرتكيز على جودة التعلم ومناق�شة �آخرالأبحاث التي تتعلق به ،و�إثراء العمل اجلماعي بني الطالب يف خمتلف املجاالت ،بالإ�ضافة �إىل تنفيذ �سل�سلة من الإجراءات ملعاجلة �أبرز التحديات التي تواجه الأق�سام الأكادميية ،والهيئات التدري�سية يف الكليات واجلامعات. وجتدر الإ�شارة �إىل �أن امل�ؤمتر �سي�ستقطب عدداً من الأ�ساتذة وذوي االخت�صا�ص لعر�ض �آرائهم وتبادل اخلربات ،والأفكار ،ونتائج البحوث التي تو�صلوا �إليها ،وتدور حول قطاعي التعليم والإدارة يف البيئة الأكادميية للتعليم العايل.
رابط امل�ؤمتر:
http://www.iclahe.org
المؤتمر الدولي للتعليم العالي ..أبرز القضايا والتوجهات
تاريخ االنعقاد 29 - 27 :مايو 2011م. املكان :فندق �سوي�س �أوتيل� ،إ�سطنبول ،تركيا. املنظم :جمل�س التعليم العايل الرتكي. نبذة عن امل�ؤمتر: حتت رعاية الرئي�س الرتكي عبداهلل غول ،يعقد امل�ؤمتر �أعماله بهدف توفري منتدى عاملي فريد من نوعه؛ من �أجل مناق�شة التوجهات اجلديدة املتعلقة بالتعليم العايل يف كل من تركيا وباقي مناطق دول العامل، ويعر�ض خالل امل�ؤمتر درا�سات حول �أهم امل�شكالت والتحديات التي تواجه التعليم العايل ،وتقدمي بع�ض املقرتحات املتعلقة بهذه الق�ضايا. ومن املتوقع لهذا امللتقى العلمي �إدراج برنامج يغطي معظم املوا�ضيع املتعلقة بالتعليم العايل مثل فل�سفة التعليم العايل ،والعوملة ،وم�شاريع التعليم وا�سرتاتيجيات البحث والتطوير وغريها. و�سيح�ضر امل�ؤمتر جمموعة من العلماء والباحثني ،حيث �سيطرحون عدداً من املوا�ضيع املهمة؛ بغية تبادل املعلومات واخلربات ،ومناق�شة التحديات والتطورات يف جمال التعليم العايل ،ومن �أبرزهم :عبداهلل تالر ،الأ�ستاذ يف جامعة بيدملنت الرتكية ،ورونالد بارنت� ،أ�ستاذ التعليم العايل يف جامعة لندن ،وغريهما ممن �سيح�ضرون لتقدمي خرباتهم وزج جتاربهم خالل فرتة امل�ؤمتر.
رابط امل�ؤمتر:
http://www.uyk2011.org/defaultEN.asp
63
مؤتمرات دولية
األوروبي
المؤتمر األمريكي للتخصصات األكاديمية تاريخ االنعقاد 10 – 7 :حزيران 2011م.
الندوة الوطنية للتعليم العالي
المؤتمر السنوي الرابع للبحوث المؤسسية في بريطانيا وإيرلندا تاريخ االنعقاد 23 - 22 :حزيران 2011م. تاريخ االنعقاد 17 - 16 :حزيران 2011م.
املكان :ال بوم� ،آيك�س �أومربوفين�س -فرن�سا. املنظم :املجلة الدولية للفنون والعلوم.
املكان :كينغ�ستون ،بريطانيا. املنظم :جامعة كينغ�ستون ،لندن ،بريطانيا.
نبذة عن امل�ؤمتر: يهدف هذا امل�ؤمتر �إىل منح الأكادمييني من خمتلف االخت�صا�صات فر�صاً لتبادل �آرائهم وم�شاركة �أبحاثهم حول موا�ضيع متنوعة ،وتوفري �أف�ضل ال�سبل لال�ستفادة من املناق�شات التي تدور حول �آخر الدرا�سات امل�ستجدة، وتفعيل دائرة احلوار بهدف ج�سر الهوة فيما بينهم، وعر�ض برامج درا�سية منا�سبة تلبي احتياجات كل من الأكادمييني وطلبتهم. املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر: مل يتم �إعالن �أ�سماء املحا�ضرين يف امل�ؤمتر ،ولكن املحا�ضرات الرئي�سية يف امل�ؤمتر �سوف تكون من قبل علماء متميزين من تخ�ص�صات خمتلفة كعلم االجتماع واالقت�صاد والأعمال ،والتعليم ،وتكنولوجيا املعلومات.
نبذة عن امل�ؤمتر: يندرج مو�ضوع امل�ؤمتر حول “ا�ستك�شاف الآفاق.. البحوث امل�ؤ�س�سية يف عامل بال حدود” ،حيث يهدف امل�ؤمتر �إىل ا�ستطالع دور البحوث امل�ؤ�س�ساتية يف �سياق عوملة التعليم ،باال�ستناد �إىل ثالثة حماور رئي�سية وهي :اجلغرافية «التعليم الوطني» ،الزمانية واملكانية كـ«التعليم الإلكرتوين ،واجلامعات» ،القطاعية كـ«احتادات العمال» ،ويف هذا الإطار يطرح امل�ؤمتر ق�ضايا مهمة تتعلق بكيفية تطوير منهجيات �أف�ضل؛ للمقارنة بني م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،وقيا�س �أثر البحوث امل�ؤ�س�سية يف خمتلف امليادين ،ودور البحوث امل�ؤ�س�سية يف جمال �ضمان اجلودة وحت�سينها ،ودعم �صناع القرار يف جمال التخطيط الداخلي واخلارجي. ومن �أهم املحا�ضرين يف امل�ؤمتر: �أجنل كالديرون م�ست�شار البحوث والتخطيط يف معهد مالربون امللكي يف �أ�سرتاليا ،والدكتور ليز الجن املدير التنفيذي للجنة جودة التعليم العايل يف جنوب �إفريقيا، وال�سري بيرت�سكوت� ،أ�ستاذ التعليم العايل يف معهد التعليم ،ونائب م�ست�شار �سابق يف جامعة كينغ�ستون.
نبذة عن الندوة: يعد الهدف الرئي�سي من هذه الندوة ،هو مناق�شة �إ�سرتاتيجية ال�شراكة و�إدارة الأداء يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،حيث �ستطرح فيها موا�ضيع مهمة تتعلق بالإدارة والقيادة ،والتخطيط وال�شراكة الإ�سرتاتيجية ،وكذلك �أنظمة �إدارة اجلودة وقيا�س الأداء ،و�إدارة خماطر امل�شاريع ،وم�ستقبل التعليم العايل. ومن املتوقع �أي�ضاً طرح مو�ضوع خمت�ص حول �أبرز املعايريامل�ؤثرة يف م�ستوى الأداء وطريقة العمل يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،ومن ثم �ستكون هذه الندوة ملتقى مه ًّما وفر�صة مميزة لتبادل الآراء بني امل�شاركني والتوا�صل فيما بينهم. املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر: مل يتم الإعالن عن �أ�سماء املحا�ضرين� ،إال �أنه من املتوقع �أن ت�ست�ضيف هذه الندوة مديري و�أع�ضاء من ال�سلطات الرقابية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،بالإ�ضافة �إىل عدد من املحا�ضرين والأكادمييني من ذوي االخت�صا�ص لعر�ض نتائج �آخر �أبحاثهم ومناق�شتها.
رابط امل�ؤمتر:
رابط امل�ؤمتر:
رابط امل�ؤمتر:
http://www.internationaljournal.org/ provence.html
64
http://www.heir2011.org.uk/con/ference-venue
املكان :كواالملبور ،ماليزيا. املنظم :اجلامعة الإ�سالمية العاملية، �أكادميية رئا�سة التعليم العايل ،وزارة التعليم العايل -ماليزيا.
http://www.iium.edu.my/csqa/ symposium2011
مؤتمرات دولية
المؤتمر العالمي حول التعليم
اإلبداع واإلدارة ،والبحث في مجال المؤتمر الدولي السابع حول علوم وهندسة الحاسب اآللي التعليم العالي
تاريخ االنعقاد 21 - 18 :متوز 2011م. تاريخ االنعقاد 15 - 14 :متوز 2011م. تاريخ االنعقاد 8 - 5 :متوز 2011م. املكان :مدينة ريدويت ،جمهورية موري�شيو�س .املكان :مركز التدريب الإقليمي ملنظمة وزراء املكان :فندق مونتي كارلو -ال�س فيغا�س ،نيفادا املنظم :جامعة موري�شيو�س ،جمهورية الرتبية والتعليم لبلدان جنوب �آ�سيا ،مدينة -الواليات املتحدة الأمريكية. هو�شي منه ،فيتنام. املنظم :جامعة جورجيا ،الواليات املتحدة موري�شيو�س. املنظم :منظمة وزراء الرتبية والتعليم لبلدان الأمريكية. جنوب �آ�سيا.
نبذة عن امل�ؤمتر: �سيطرح هذا امل�ؤمتر يف جدول �أعماله مو�ضوعات عدة، تدرج �ضمن �أربعة حماور رئي�سية ،يدور الأول حول �أهمية القيم الرتبوية والإن�سانية ،باعتبارها ركيزة �أ�سا�سية يف التعليم ملواجهة خمتلف ال�ضغوط العاملية، وين�صب الثاين على دور حمو الأمية يف االرتقاء والنهو�ض باملجتمعات� ،أما الثالث فيتعلق ب�أن�سنة العلوم والتكنولوجيا ،وكيفية ك�سر حاجز التعلم عن بعد و�أثره يف ت�شجيع التعاون والعمل امل�شرتك ،والأخري يبحث يف بيئات التعلم ،وماهية تطوير العمل امل�ؤ�س�سي لإ�صالح التعليم ،و�إعادة ت�صميم املناهج الدرا�سية مبا يواكب احتياجات امل�ستقبل. املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر: مل يتم �إعالن �أ�سماء �أبرز املتحدثني� ،إال �أنه من املتوقع �أن يكون هنالك ح�ضور مميز ملجموعة من املفكرين والباحثني؛ لعر�ض وجهات نظرهم وتبادل �آرائهم، ومناق�شة ما ي�ستهل من �أمور.
نبذة عن امل�ؤمتر: �سيتطرق امل�ؤمتر �إىل مناق�شة جمموعة من املوا�ضيع املختلفة �ضمن حماور عدة ،مثل دور الإبداع يف تن�شيط العملية التعليمية ،و�أهمية الرتكيز على تطبيق الثورة التكنولوجية يف هذا املجال ،وت�أثري البحث والتطوير على جودة الإدارة والتدريب يف التعليم العايل، والالمركزية وفاعليتها يف الإدارة ،ودور الإ�صالحات يف رفع وحت�سني نوعية �أداء م�ؤ�س�سات التعليم العايل، وكيفية �ضمان اجلودة واالعتماد يف تلك امل�ؤ�س�سات. ومن املتوقع �أن ي�ستقطب امل�ؤمتر عدداً من امل�شاركني من جنوب �آ�سيا ،وغرب �أوروبا ،و�سائر �أنحاء العامل. و�سيكون من �أبرز املتحدثني يف هذا امل�ؤمتر :وزير التعليم والتدريب الفيتنامي ،ور�ؤ�ساء جامعات ر�سمية فيتنامية و�أخرى عاملية ونوابهم؛ ملناق�شة �أهم معطيات امل�ؤمتر.
رابط امل�ؤمتر:
رابط امل�ؤمتر:
http://thelearner.com/Confer/ence-2011
http://www.vnseameo.org/Inter/nationalConference2011
نبذة عن امل�ؤمتر: �سوف يعقد امل�ؤمتر عدداً من اجلل�سات وور�ش العمل؛ لرتكيز نقا�شاته حول ميادين علوم احلا�سب الآيل وهند�سته ،بالإ�ضافة �إىل تطبيقات الأنظمة املحو�سبة، و�آخر الدرا�سات امل�ستحدثة يف هذا املجال ،حيث �ستطرح مو�ضوعات تتعلق ب�إ�سرتاتيجيات التقييم واالعتماد، والأ�ساليب التكنولوجية امل�ستحدثة يف جمال التعلم وخا�صة التعلم عن بعد ،بالإ�ضافة �إىل �أبرز الربجميات امل�ستخدمة على �شبكة الإنرتنت ،وكيفية �إعداد خريجي �أق�سام احلا�سب الآيل لاللتحاق ب�سوق العمل ،و�أهمية القيم والأخالقيات وتعزيز الأمانة الأكادميية يف البيئات التقنية. املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر: مل يتم �إعالن �أ�سماء �أبرز املتحدثني� ،إال �أنه يتوقع ح�ضور عدد من الأ�ساتذة واملهند�سني من ذوي االخت�صا�صات؛ لبحث �أبرز ما تو�صلوا �إليه من معلومات ،وتبادل الأفكار والر�ؤى يف جمال احلا�سوب وتطبيقاته.
رابط امل�ؤمتر:
http://www.world-academy-of-science.org/worldcomp11/ws/conferences/fecs11
65
أخبار دولية عالمي :تكاليف التعليم العالي نحو ارتفاع
جيوف ما�سلني -يونيفري�ستي وورلد نيوز ما يفر�ض على طالب التعليم العايل من تكاليف ت�شمل ر�سومهم اجلامعية ،وغري ذلك من التبعات ،جتلعهم ي�شعرون بعدم الر�ضى عن ال�سيا�سات املو�ضوعة من �أويل الأمر و�صانعي القرارت .ولكن هذا جعل احلكومات تفكر ملي ًا بتخفيف الأعباء عن الطالب ،وذلك من خالل حماوالت تعديل املوازنة ل�صالح التعليم العايل .ويف تقرير( )The Year in Reviewالذي �صدر الأ�سبوع املا�ضي ،ذكر فيه �أن احلكومات بد�أت تتما�شى مع الأ�صوات املنادية بخف�ض التكاليف والر�سوم اجلامعية، وكانت بريطانيا �إحدى الدول التي عملت على ذلك الأمر ،وبع�ض الواليات الأمريكية ،مثل كاليفورنيا ،حيث بد�ؤوا بفر�ض التخفي�ضات على الر�سوم اجلامعية .التقرير ذو ال�ستني �صفحة �أظهر �أي�ض ًا املوقف احلرج الذي يواجهه التعليم العايل يف 39دولة ،منهم 12دولة �أوروبية ،و 13دولة �آ�سيوية .و�أ�ضاف التقرير �أنه على الرغم من املوقف العاملي جتاه �سيا�سات التعليم املتعلقة بالتمويل ،وم�ساعدة الطلبة ،وتخفي�ض الر�سوم� ،إال �أنه مل حتدث تغيريات جدرية على الو�ضع يف العام املا�ضي .ويرى التقرير �أن التعديالت الالزمة يف �سهولة احل�صول على التعليم قادمة ال حمال ،و�أن جميع دول العامل تعمل نحو ت�أمني التعليم العايل ملواطنيها.
الواليات المتحدة األمريكية :دعوة من قبل الباحثين ومانحي األموال لمزيد من البحوث التعليمية طويلة األمد
تو�شار راي -ذا كرونيكل
دعا فريق من الباحثني الرتبويني ،وممثلني عن امل�ؤ�س�سات اخلريية اخلا�صة ،لتوفر املزيد من الأموال من �أجل الدرا�سات التعليمية طويلة الأمد .حيث قالوا� :إن مثل هذه الدرا�سات جتد يف كثري من الأحيان �صعوبة يف دعمها بالأموال ،ولكنها من ناحية �أخرى متيل اىل �أن تكون �أكرث فعالية من امل�شاريع ق�صرية الأمد ،لأنها تخدم ال�سيا�سات والقرارات امل�صريية يف البالد. ويف هذا ال�سياق ،عر�ض الباحثون وممثلي امل�ؤ�س�سات اخلريية ق�ضيتهم يف اجتماع كابيتول هيل ،بعنوان (دفعات من اال�ستثمار طويل الأمد يف بحوث التعليم) ،والذي قامت بعقده كل من اجلمعية الأمريكية للأبحاث الرتبوية ،وعمداء التحالف التعليمي ،والأكادميية الوطنية للتعليم. حيث بينوا املنافع املرجوة من الأبحاث طويلة الأمد يف جمال التعليم ،قائلني ب�أن ذلك �سي�ساعد على توفري �أف�ضل الأدوات من �أجل ا�ستخدامها لإجراء املزيد من الأبحاث.
سيرالنكا :الجامعات مسؤولة في حالة عدم دخول الطلبة لسوق العمل
�سانثو�ش فريناندو -يونيفري�ستي وولد نيوز اتخذت وزارة التعليم العايل يف �سريالنكا تدابري من �ش�أنها حتميل امل�س�ؤولية الكاملة للجامعات ،يف حال تعرث طالبهم يف احل�صول على وظيفة .ون�صت تلك التدابري على �ضمان الوظيفة للخريجني يف �أي مكان يف العامل .وقال �أمني الوزارة �سونيل نفارتني « بد ًال من �سن الت�شريعات يف اجلامعات ،يجب العمل على الإ�صالحات» و�أ�ضاف �أي�ض ًا� « :إن احلكومة �أرادت �ضمان م�ستقبل طلبة اجلامعات ،وجعل خريجيها ممن يعرتف بهم عاملي ًا» .ثم ت�سائل نفارتني م�ضيف ًا « �إذا مل تتمكن اجلامعات من حتقيق ذلك فما الفائدة من وجودها؟» ووا�صل �سونيل قوله ب�أن املبادرة القت قبو ًال وترحي ًبا، من معظم ر�ؤ�ساء الأق�سام والإدارات يف التعليم العايل� ،إال القليل منهم. ويذكر �أن هنالك ما يقرب من ع�شرين �ألف طالب وطالبة ،يلتحقون �سنويا بثماين ع�شرة جامعة يف �سريالنكا ،وبعد �إنهائهم ملتطلبات النجاح يجد الكثري منهم ال�صعوبات البالغة يف احل�صول على وظيفة يف القطاع اخلا�ص ،مما يرغم احلكومة على ت�أمني وظائف جماعية للخريجني ،و�إن مل تكن يف �إطار تخ�ص�صاتهم.
66
أخبار دولية الواليات المتحدة األمريكية :مسؤولو كليات المجتمع في كاليفورنيا يوعزون بتخريج مليون طالب بحلول 2020م
جو�ش كيلر � -صحيفة �سان فران�سي�سكو
يرى الكاتب �أن على كليات املجتمع يف كاليفورنيا زيادة عدد ال�شهادات املمنوحة ،لت�صل �إىل مليون �شهادة بحلول عام 2020م ،وهذا ما �أعلنته جلنة الوالية امل�س�ؤولة عن كليات املجتمع يف اجتماعها الحق ًا .وجاء هذا الإيعاز ا�ستجابة لدعوة الرئي�س الأمريكي �أوباما ،بزيادة �أعداد اخلريجني يف البالد لي�صل �إىل خم�سة ماليني طالب بقدوم العقد القادم. تعد والية كاليفورنيا احل�ضن التعليمي الذي ي�ضم 112كلية جمتمعية ،وي�شكل عدد الطالب امللتحقني بكليات املجتمع يف تلك الوالية خم�س �إجمايل طالب كليات املجتمع يف الواليات املتحدة .ويف اجتماع جلنة ر�ؤ�ساء الكليات قدمت �أي�ض ًا تو�صيات ب�ش�أن �إغالق الثغرات �أمام الطلبة الأقل حظ ًا ،وخا�صة �أولئك الذين قدموا من �أمريكا الالتينية والتحقوا بكليات كاليفورنيا ،كما مت مناق�شة كيفية تو�سيع م�شاركة تلك الفئة من الطالب وحتفيزهم على الإجناز.
ناميبيا :ازدياد الدعوات إلنشاء لجنة وطنية للبحوث
�أتارا هوفيكا -يونيفري�ستي وورلد نيوز حثت وزارة الرتبية والتعليم يف ناميبيا على الإ�سراع يف �إن�شاء جلنة وطنية للبحوث والعلوم والتقنية .ويعد دعم ومتويل البحوث هو �أحد �أهم الأهداف التي من املتوقع �أن تعمل عليها اللجنة املن�شودة. ويدرك الباحثون يف ناميبيا النق�ص احلا�صل يف بلدهم ،ويتطلعون �إىل �إن�شاء م�ؤ�س�سة وطنية للأبحاث كتلك املوجودة يف جنوب �أفريقيا ،والتي بدورها تدعم الباحثني ،وجامعاتهم ،وت�شجعهم على ن�شر �أبحاثهم ،وتقاريرهم يف ال�صحف اليومية .وراودت ال�شكوك الباحثون يف ناميبيا يف �أن حكومتهم �ستقوم برتتيبات لإقامة تلك اللجنة، فقد نبه ال�سيد �ألفريد فان كنت ،رئي�س البحوث والعلوم والتقنية يف وزارة الرتبية والتعليم يف ناميبيا �إىل �أن الآليات التنفيذية لإن�شاء اللجنة موجودة ،ولكن نق�ص املوارد يعرقل العملية ويحول دون ذلك. وي�شار �إىل �أن ق�سم البحوث والن�شر يف جامعة ناميبيا هو القائم على دعم تلك الدعوات لإن�شاء اللجنة .وقال من�سق الأبحاث العلمية يف اجلامعة عينها الدكتور �إ�سحق مابور ملجلة (يونيفر�ستي وورلد نيوز) �أن هنالك حاجة ما�سة لوجود �صندوق وطني لدعم البحوث والن�شر.
الواليات المتحدة األمريكية :الطلبة المتغيبون يبدون رغبتهم في حضور الفصول الدراسية عن طريق كاميرا الويب
جيفري ر .يونغ -ذا كرونيكل
مل يتبقَ �سوى 30دقيقة على بدء احل�صة الدرا�سية ،عندما قام طالب ب�إر�سال بريد �إلكرتوين لتوماي�س نيل�سون، الأ�ستاذ امل�ساعد للتعليم العايل يف جامعة انديانا يف بلومينغتون ،قائ ًال « :ال �أ�ستطيع الو�صول يف الوقت املنا�سب ،هل بالإمكان �أن نتوا�صل عن طريق كامريا الويب ؟»�.أ�ضاف الأ�ستاذ قائ ًال « :اعتقدت� ,أنني ال �أعلم �إن كنت �أ�ستطيع ذلك» .مبين ًا �أنه كان ينظر �إىل ال�ساعة ،ويفكر ملي ًا يف الوقت الذي �سي�ستغرقه ،لعمل رابط عرب ال�سكايب� ،أو غريه من نظم درد�شة الفيديو .حيث �سبق و �أن ا�ستخدم مثل هذه التقنية من قبل ،مقرر ًا ملا ال؟. يواجه الأ�ساتذة يف جميع �أنحاء البالد �أ�سئلة م�شابهة .فكامريات الويب توجد يف كل مكان ،والطالب معتادون على ا�ستخدام خدمات �شائعة ،مثل ال�سكايب جلعلها �أ�سا�س ًا ملكاملات الفيديو مع الأ�صدقاء والعائلة .و�إدراك ًا لهذا التوجه، ك�شفت �شركة �سكايب النقاب عن خدمة للمعلمني ،لتبادل الن�صائح والو�سائل حتت م�سمى( �سكايب يف الغرف ال�صفية). حيث ي�ستعني الأ�ساتذة غالب ًا ب�ضيوف يتحدثون با�ستخدام هذه التقنية ،فاحتني املجال للطالب للتفاعل مع اخلرباء ،بد ًال من جمرد قراءة الكتب الدرا�سية يف القاعات املغلقة.
67
أخبار دولية المملكة المتحدة :زيادة اإلقبال على درجة الدكتوراه
جون مورغان -تاميز هاير اديوكي�شن ازدادت مطالبات اجلامعات الربيطانية ب�ضرورة ح�صول �أع�ضاء هيئة التدري�س اجلدد على درجة الدكتوراه ،مما يزيد من كفاءتهم يف التدري�س .ولذا فقد ارتفعت ن�سبة موظفي الأكادميية الربيطانية احلا�صلني على �شهادة الدكتوراه من 48%يف عامي 2004-2005م� ،إىل % 50.1يف عامي 2010 – 2009م ،وفق ًا للبيانات التي �أُ ُعدت للتاميز هاير �إيديوكي�شن من وكالة �إح�صاءات التعليم العايل. قامت بع�ض اجلامعات العريقة ،مثل :جامعة لندن ،وجامعة بريكبك ،بجعل درجة الدكتوراه من �أحد متطلبات الوظيفة جلميع �أع�ضاء التدري�س اجلدد .ويف الآونة الأخرية جعلت جامعة لندن �شهادة الدكتوراه �إلزامية ،حيث قال بول كراون ،نائب رئي�سها « :من املتوقع �أن جميع موظيفنا اجلدد من �أع�ضاء الهيئة التدري�سية الدائمني االنخراط يف البحوث عالية اجلودة .وف�ض ًال عن ذلك ،فنحن نطالبهم باحل�صول على درجة الدكتوراه .وبطبيعة احلال ،ف�إن مثل هذه البحوث ال ميكن �أن تكون منطقية لإع�ضاء الهيئة التدري�سية اجلدد الذين ين�ضمون �إلينا دون التدريب على البحوث، وهكذا نقوم بدعمهم للح�صول على درجة الدكتوراه قبل التعاقد معهم،وعلى الأمد البعيد».
المملكة المتحدة :فشل نظام معدل العالمات العام عالمي َا.
�ساره كونان -تاميز هاير ايديوكي�شن ي�صنف معدل العالمات العام ك�أحد �أكرث �أنظمة التعليم العايل ا�ستخداما عاملي ًا .بيد �أن هذا النظام ي�شهد حالي ًا حاجة ما�سة لإيجاد تغيري جذري ملعاجلة �أوجه التناق�ض يف طرق تطوره ،ومن ال بد من �إجراء �إ�صالح �شامل له وفق ما �أعرب عنه (�سوه كاي ت�شنغ) الرئي�س ال�سابق ملركز البحوث التطبيقية يف الرتبية والتعليم . ويف ور�شة عمل بعنوان(معدل العالمات العام :ما هو اخلط�أ ،و ما هو البديل) ،والذي مت ن�شره يف جملة �سيا�سة التعليم العايل و�إدارته� ،أكد الدكتور (�سوه) على �أن مثل هذا النظام يفتقر للتما�سك يف معطياته ،بالإ�ضافة �إىل عدم �صالحيته يف ع�صر العوملة ،كما حذر (�سوه) من مغبة ا�ستخدامه لفرتة طويلة قائال�« :إن امل�ؤمترات واملنتديات هي جمرد كالم� ،إننا بحاجة للمبادرة بالعمل .فال بد �أن تكون هنالك بحوث م�شرتكة ال�ستطالع �سبل �إ�صالح النظام».
الواليات المتحدة األمريكية :السؤال عن (ميزة االقتباس)
�ستيف كولوي�ش -ان�سايد هاير �إديوكي�شن ت�ستخدم طريقة اال�ست�شهاد واالقتبا�س يف الأنواع املتعددة من الكتابات ،وذلك كدليل على م�صداقية البحث� ،أو املقال، �أو �أي نوع كان من �أنواع الكتابة .وقد تخدم االقتبا�سات الكتاب يف برهنة على �صحة �أفكارهم ودعمها .ولكن ال ينبغي على كتاب ال�صحف وا�سعة االنت�شار ا�ستخدام طريقة االقتبا�س ،مبا يتما�شى مع �آرائهم وم�صاحلهم ،لأن ذلك يفقد الأمر نكهته وم�صداقيته. قام الأ�ستاذ امل�ساعد يف كلية ميت�شيغان للإعالم ( مارك كيب ) و�أ�ستاذ االقت�صاد يف كلية دارت ماوث ( كري�ستوفر �سنايدر) بعمل درا�سة حول مو�ضوع اال�ست�شهادات وا�ستخداماتها .وركزت الدرا�سة على 260.000مقال ن�شروا يف �أف�ضل 100جملة اقت�صادية ،ما بني عام 1956م ،و 2005م .وخرج مارك وكري�ستوفر با�ستنتاج� « :إن ما يقتب�س من املقاالت املن�شورة على الإنرتنت تكون م�صداقيته �أقرب �إىل ال�صفر ،و�أنه قد يتعذر على القراء الو�صول �إىل م�صدر االقتبا�سات املن�شورة ،مما يقلل من م�صداقية الكاتب �أو املجلة».
68
أخبار دولية دبي :الهواتف النقالة سيتم استخدامها كأداة دراسية
ارين كونروي � -صحيفة الوطن الإماراتية �سيتمكن طالب جامعة �أبو ظبي قريب ًا من ت�سجيل م�ساقاتهم واالطالع على عالماتهم ،وحتى امل�شاركة يف املناق�شات ال�صفية عرب هواتفهم النقالة .وقد �أطلقت اجلامعة التطبيق الالزم (بالك بورد) الذي يفعل تلك اخلدمة لطالبها، ويجعلهم يتمكنون من التوا�صل مع جامعتهم عرب الهواتف النقالة .كما �سي�شارك نحو 75طالب وطالبة يف جتربة هذا النظام لأول مرة ،قبل �أن يتم نقل التجربة وتفعيلها يف باقي اجلامعات الإقليمية بحلول �سبتمرب القادم. وقال م�س�ؤولون يف اجلامعة عينها �أن التجربة �سوف تبني مدى فعالية الهواتف النقالة يف تطوير امل�شاركة ال�صفية، وحت�سني التح�صيل العلمي .وقالت مدر�سة اللغة الإنكليزية يارا عزوقة -وهي واحدة ممن �سوف ي�ستخدمون هذه التقنية� -إن هذه التقنية عندما تكون يف منتاول �أيدي الطالب ،وعلى هواتفهم النقالة ،ف�إن ذلك يزيد من الوقت الذي يق�ضونه يف الرتكيز على م�ضامني حما�ضراتهم.
الواليات المتحدة األمريكية :المسائل الصفية
�ستيف كولوي�ش � -إن�سايد هاير �إديوكي�شن تعد دورات اللغة الإ�سبانية على الإنرتنت منا�سبة متام ًا ،ال�سرتجاع ذكريات طالب اجلامعات الذين انف�صلوا عن اللغة الإ�سبانية .ويرى مدر�سو اللغة �أن �أولئك الذين ي�أخذون اللغة لأول مرة ،يعدون �أف�ضل حا ًال ممن در�سها يف ال�سابق، ولكن ب�شرط ا�ستغاللهم لوقت ح�ضورهم حل�ص�ص اللغة. ويقول امل�س�ؤولون يف ق�سم اللغات يف جامعة والية كارولينا ال�شمالية يف ت�شابل هيل ،ب�أن الدورة كانت ملدة ف�صلني درا�سيني� ،إال �أنها تغريت لت�صبح جتربة جعلت �أع�ضاء تدري�سها يف كلية اللغات ،يدر�سون م�ساق اللغة الإ�سبانية 101على الإنرتنت .وقامت اجلامعة بعمل درا�سة ملدى تكيف وا�ستفادة طلبة اللغة من الدورات املنعقدة عرب الإنرتنت ف�ض ًال عن ال�صفية منها .وكانت النتيجة تتج�سد بقرار ق�سم اللغات بالتحرك نحو مبادرة ( مبتدئون حقيقيون) يف دورة متهيدية تخلط بني ا�ستخدام ك ًال من الإنرتنت والتوا�صل وجه ًا لوجه يف الغرف ال�صفية.
إفريقيا :خطة جديدة لتوظيف الخريجين
منيارادزي ماكوين -يونفري�ستي وورلد نيوز �أثمر االجتماع الذي عقده كبار م�س�ؤويل التعليم العايل الأفارقة يف غانا ال�شهر املا�ضي عن التو�صل ،ل�ضرورة دعم �شخ�صا ،ميثلون و�صقل اخلريجني يف حماوالتهم ،لتجهيز �أنف�سهم بغية دخول �سوق العمل .وح�ضر االجتماع ً 150 القطاع التعليمي يف 14دولة �أفريقية ،حيث خرجوا مب�سودة خطة تهدف �إىل امت�صا�ص الأعداد الكبرية من اخلريجني يف �أفريقيا ،وت�أهيلهم لالنخراط ب�سوق العمل. و�أكد امل�ؤمتر �أي�ض ًا على �ضرورة دور اجلامعات يف مراقبة خريجيها ،بعد �إنهائهم املرحلة الدرا�سية .وكان هنالك �إبراز لأهمية ال�شبكات التوظيفية العاملية ،ودروها يف م�ساعدة ال�شباب الطموح على دخول �سوق العمل .وقرر املجتمعون �إدراج ق�ضية اخلريجني وتوظيفهم �ضمن ما يطرح من �سيا�سات التعليم العايل وت�شريعاته.
69
صدر حديثًا توجيه التعليم والتنمية المستدامة دليل تحديث المناهج الدراسية في التعليم العالي امل�ؤلفان :ت�شرييل دي�شا ،كارل�سون هارجروفز النا�شر :ايرث�سكان املحدودة للن�شر تاريخ الن�شر :مايو 2011م نبذة عن الكتاب:
يربط الكتاب ب�شكل وا�ضح بني التعليم والتنمية امل�ستدامة ،وذلك من خالل حتديث املناهج ب�شكل متوا�صل ،مبا يتواكب مع متطلبات الع�صر؛ لبناء جيل قادر على مواجهة حتديات القرن احلادي والع�شرين .وي�ستهل الكتاب مو�ضوعه بت�سا�ؤل حول البطء الذي ت�شهده عملية تغيري املناهج ،من خالل اللقاء مع � 70أكادميي ًا ممن لديهم اخلربة يف عملة توجيه التعليم .يقدم هذا الدليل الأدوات والأفكار الناجعة لأع�ضاء هيئة التدري�س لتحديث املناهج ،مما يه ّيئ الأجيال اجلديدة للم�ستقبل وحتدياته. ISBN-13: 978-1844078608
Book Title: Engineering Education and Sustainable Development
عجز أكاديمي :تعلّم محدود في المدن الجامعية امل�ؤلفان :ريت�شارد �آروم ،جو�سيبا روك�سا تاريخ الن�شر :يناير 2011م النا�شر :مطبعة جامعة �شيكاغو نبذة عن الكتاب:
يتناغم ارتفاع ر�سوم التعليم العايل يف اجلامعات مع ازدياد �أعداد الطلبة امللتحقني باجلامعات ،حيث �إنهم �أدركوا �أن درجة البكالوريو�س �أ�صبحت متطلب ًا �أ�سا�سي ًا لكثري من الوظائف ،ومفتاح �أول لدخول �سوق العمل. يناق�ش هذا الكتاب حمدودية ما يتعلمه الطالب خالل درا�ستهم اجلامعية ،فهم بالنهاية يتخرجون ويح�صلون على ال�شهادات التي ت�ؤهلهم لدخول �سوق العمل ،ولكن ماذا تعلموا؟ قام �آروم وروك�سا بدرا�سة حتليلة لأكرث من 2300طالب وطالبة يف 24م�ؤ�س�سة تعليمية ،وكانت نتيجة الدرا�سة �أن 45%من ه�ؤالء الطلبة ال ي�ؤمنون بقدرة اجلامعة على �صقل مهاراتهم ،وتعميق تفكريهم. Book title: Academically Adrift: Limited Learning on College Campuses ISBN-13: 978-0226028569
التعليم العالي والحراك الطالبي الدولي في االقتصاد المعرفي العالمي امل�ؤلف :كمال جوروز النا�شر :مطبعة جامعة والية نيويورك .
تاريخ الن�شر :مايو 2011م
نبذة عن الكتاب:
ينقا�ش جوروز يف كتابه مفهوم العوملة وعاملية التعليم ،ويتحدث الكتاب عن احلراك الطالبي بني اجلامعات والدول ،ومدى ت�أثريه على التعليم العايل. جاء هذا الكتاب يف ظل الثورة العلمية التي ي�شهدها العامل .وي�أتي هذا العمل الرائع نتاج عقود من التحليل الدقيق للمعلومات التي تخ�ص مو�ضوعه (عوملة التعليم ،واالقت�صاد املعريف). ISBN-13: 978-1438435688
70
Book Title: Higher Education and International Student Mobility in the Global Knowledge Economy
صدر حديثًا تمكين المرأة في التعليم العالي وشؤون الطلبة امل�ؤلفون :بيني با�سك� ،شيلي نيت�شول�سون ،ليندا �ساك�س تاريخ الن�شر :يناير 2011م النا�شر� :ستايلو�س للن�شر نبذة عن الكتاب:
تعر�ضت املر�أة عرب الع�صور القدمية للظلم واال�ضطهاد ،ونتج ذلك من عقائد مغلوطة حولها. جاء هذا الكتاب ليو�ضح دور املر�أة يف التعليم العايل واجلامعات ،واملجتمعات ،و�صو ًال �إىل دورها يف احلكومات و�صنع ال�سيا�سات .ويو�ضح ما تعانيه من تهمي�ش وجتاهل يف بع�ض املواقف ،حتى يف ع�صرنا هذا. و�أكد الكتاب �أن للمر�أة احلق يف الو�صول �إىل �أعلى املنا�صب التي ي�شغلها الرجال ،و�أنه ال يجب �أن يكون هناك �إجحاف �أو جور على حقوقها ،دون النظر �إىل الدين� ،أو اجلن�س� ،أو العرق. ويهدف الكتاب �إىل حل م�شكلة التفريق بني اجلن�سني داخل املدن اجلامعية ،وباقي م�ؤ�س�سات التعليم العايل. ISBN-13: 978-1579223502
Book Title: Empowering Women in Higher Education and Student :
المجتمع الذكوري في التعليم العالي : اعتبارات نظرية وتطبيقية امل�ؤلفان :جا�سون ليكر ،تري�سي دافيز النا�شر .:روتليدج للن�شر تاريخ الن�شر :ابريل 2011م نبذة عن الكتاب:
يو�ضح هذا الكتاب دور املجتمع الذكوري يف التعليم العايل ومت ّيزه يف �صنع تعليم �أكرث فاعلية وقوة. ويركز الكتاب على تهيئة الطلبة الذكور وتربيتهم ،وتعزيز دورهم يف عملية التنمية املجتمعية؛ لأنهم عماد املجتمع و�أ�سا�س قوته .ويرى الكاتبان �أن على اجلامعة �إبراز دور الطالب ليكونوا �شباب ًا فاعلني يف جمتمعاتهم ،قادرين على حت ّمل امل�س�ؤوليات الثقيلة التي ال ت�ستطيع املر�أة حت ّملها .ومن هنا ت�أتي اجلامعة �صاحبة الدور الأ�سا�س يف تنمية ال�شباب ودعمهم ،ليكونوا ذخر ًا لأوطانهم. Book Title: Masculinities in Higher Education: Theoretical and Practical Considerations ISBN-13: 978-0415874649
انخفاض مستوى التعليم العالي: نهضة الجامعات المتحدة وتدني التعليم الليبرالي امل�ؤلفان :جيم�س كوت� ،أنطون االهار. النا�شر:مطبعة جامعة تورنتو .تاريخ الن�شر:يناير 2011م. نبذة عن الكتاب:
يقدم هذا الكتاب ملحة �شاملة ملجموعة من الق�ضايا اخلالفية يف التعليم العايل ،حيث يناق�ش �صعوبة تقبل الطلبة لنظام التعليم الليربايل يف البيئة اجلامعية ،وماهية العوامل التي من �ش�أنها عرقلة التعليم العايل يف امل�ؤ�س�سات الأكادميية .وما لذلك من انعكا�سات وت�أثري على الطلبة والأ�ساتذة واملجتمع على املدى البعيد. ISBN-13: 978-1442611214
Book Title: Lowering Higher Education
71
التعليم المدمج (علوم تربوية حديثة وممارسات تدريس في التعليم العالي). امل�ؤلف :فران�سني جليزر. تاريخ الن�شر :نوفمرب2011م. النا�شر� :ستايل�س للن�شر. نبذة عن الكتاب:
يتناول الكتاب نظريات ومفاهيم جديدة حول م�صطلح القيادة يف التعليم العايل ،كما و�صفتها م�ؤلفات متخ�ص�صة �سابقة ،و�آلية التدريب للح�صول على املهارات القيادية يف زمن العوملة ،وماهية الربامج التنموية التي ت�ستهدف رفع الكفاءات واملهارات القيادية ،وال�صعوبات التي تقف عائق ًا �ض ّد تطورها مثل االختالفات الثقافية واالجتماعية. وي�ستهدف الكتاب الأ�شخا�ص الراغبني يف ك�سب املهارات القيادية داخل القطاعات احلكومية وجمتمعات الأعمال واملنظمات غري الربحية. Book Title: Blended Learning
ISBN-13: 978-1579223243
الميزانيات واإلدارة المالية في التعليم العالي امل�ؤلفان :مارغريت بار ،جورج مكليالن. تاريخ الن�شر :يناير2011م. النا�شر :خو�سيه باز للن�شر. نبذة عن الكتاب:
يركز الكتاب على الطبقة التي توجه العملية العلمية يف التعليم العايل ،وهي الإدارة ،حيث جند �أن معظم ر�ؤ�ساء اجلامعات والكليات و�أ�صحاب القرارات يف جمال التعليم العايل يواجهون م�صاعب يف �إدارة املوازنات العامة ،ويقدم الكتاب جمموعة من احللول ملواجهة التقلبات املالية؛ بهدف م�ساعدة امل�س�ؤولني يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل على رفع كفاءتهم و�صقل قدراتهم الإدارية ،كما يت�ضمن الكتاب �أي�ض ًا عدد ًا من الأمثلة التو�ضيحية التي تبني الأ�س�س املالية املعقدة للتعليم العايل ،واقرتاحات عملية لو�ضع امليزانية العامة لها. ISBN-13: 978-0470616208
Book Title: Budgets and Financial Management in Higher Education.
العنوان :الفجوة األكاديمية المستمرة الرؤى التنافسية للسلطة والتنوع والسياسة تصعب مهمة التعليم العالي امل�ؤلف� :ستانلي روثمان ،ابريل و�سرن ،ماثيو و�سرن. تاريخ الن�شر :يناير 2011م. النا�شر :دار الن�شر (الرومان والليتلفيلد). نبذة عن الكتاب:
يعالج هذا الكتاب جمموعة وا�سعة من الق�ضايا التي تواجه الو�سط الأكادميي يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل ،وتعرقل م�سار تقدم العملية التعليمية فيها ،كم�شكلة عدم توازن ال�سيا�سات اجلامعية ،وق�ضية احلريات الأكادميية ،والفروق الفردية بني الطلبة .من جهة �أخرى يقدم الكتاب عر�ض ًا لأهم الأولويات الالزمة من قبل الإداريني والأ�ساتذة والطلبة ملواجهة هذه الق�ضايا وحتدياتها. ISBN-13: 978-1442208063
72
Book Title: The Still Divided Academy
إعادة هيكلة القيادة الجامعية امل�ؤلفان :يل بوملان ،جوان غلبو�س. النا�شر :خو�سيه باز للن�شر .تاريخ الن�شر :يناير2011م. نبذة عن الكتاب:
ت�ؤدي الإدارة دور ًا مهم ًا يف تن�سيق العملية التعليمية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل وقيادتها؛ لذا يهدف هذا الكتاب �إىل �إثراء القارئ ب�أهم مبادئ القيادة و�أ�س�سها الفاعلة ،وتزويده مبزيج من الأفكار النظرية والتطبيقات العملية من واقع الهيئات الإدارية. يعترب الكتاب م�صدر ًا قيم ًا لأولئك الإداريني مبختلف امل�ستويات الأكادميية يف اجلامعات والكليات، ولكل من ي�سعى ملواجهة حتديات الع�صر بهدف قيادة م�ؤ�س�سات التعليم العايل. Book Title: Reframing Academic Leadership
ISBN-13: 978-0787988067
المساومة على المنح التحيز الديني والسياسي في التعليم العالي األمريكي امل�ؤلف :جورج يان�سي. النا�شر:مطبعة جامعة بايلور.
تاريخ الن�شر :يناير 2011م.
نبذة عن الكتاب:
ي�أتي هذا الكتاب مبثابة �صورة جلية لإثبات منهجية التحيز االجتماعي ،وال�سيا�سي ،والديني ،يف جمتمع التعليم العايل الأمريكي ،ويركز على ت�أثريها يف م�سار احلياة الأكادميية بالكليات واجلامعات. وي�شري الكاتب من خالل العنوان �إىل هذه التحديات التي تواجه التعليم العايل من خالل عر�ضه عدد ًا من املواقف املختلفة؛ بهدف مناق�شتها وو�ضع اخلطط وال�سيا�سات الالزمة حللها ومواجهتها. ISBN-13: 978-1602582682
Book title: Compromising Scholarship: Religious and Political Bias in American Higher Education.
العنوان :المساءلة في التعليم العالي تصورات عالمية حول الثقة والسلطة امل�ؤلف� :آنا اليمان. تاريخ الن�شر :دي�سمرب 2011م. النا�شر :مطبعة روتلدج نبذة عن الكتاب:
تواجه امل�ساءلة باعتبارها �إحدى مقومات الإدارة الناجحة وعام ُال مهم ًا يف تطور العملية التعليمية، حتديات و�أخطار ًا داخلية وخارجية ال ميكن جتاهلها ملا لها من �آثار �سلبية على �أنظمة التعليم العايل. يقدم الكتاب جمموعة من املفاهيم امل�ساهمة يف تفعيل دور امل�ساءلة ،والثقة لدى املديرين التنفيذيني، ووا�ضعي ال�سيا�سات العامة ،ويناق�ش احللول املمكنة ملواجهة التحديات التي من �ش�أنها عرقلة امل�سرية الإدارية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل. ISBN-13: 978-0415991636
Book Title: Accountability and Higher Education
73
74
إعالن 75