Al-Rased Magazine

Page 1

‫العدد الرابع ‪ -‬ربع الآخر ‪ 1432‬هـ ‪ -‬ابريل ‪2011‬م‬

‫ن�شرة �شهرية ي�صدرها مر�صد التعليم العايل ‪ -‬وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات ‪ -‬وزارة التعليم العايل ‪ -‬اململكة العربية ال�سعودية‬

‫حالة التعليم‬

‫للقرن الحادي والعشرين‬

‫دور التقنيات‬ ‫في تطوير المناهج‬ ‫الدراسية وإيصالها‬

‫قضايا النوع االجتماعي في‬ ‫التعليم العالي‬ ‫تقارير دولية‬

‫م�ؤمترات دولية‬

‫�أخبــــــــار دولية‬

‫�صــــــــدر حديث ًا‬


2


‫افتتاحية‬

‫‪3‬‬


‫فهرس‬ ‫ن�شرة �شهرية ي�صدرها مر�صد التعليم العايل ‪ -‬وكالة الوزارة للتخطيط واملعلومات ‪ -‬وزارة التعليم العايل ‪ -‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫المشرف العام‬

‫�أ‪.‬د عبد القادر بن عبداهلل الفنتوح‬ ‫وكيل الوزارة للتخطيط واملعلومات‬ ‫هيئة التحرير‬

‫�أ‪.‬د عبد العزيز بن حممد الدوي�س‬ ‫�أ‪.‬د عبد الرحمن بن �سليمان العنقري‬ ‫د‪ .‬عبد املح�سن بن �سامل العقيلي‬ ‫د‪ .‬ابراهيم بن يو�سف البلوي‬ ‫�أ‪ .‬حممد بن عبداهلل امل�سعد‬ ‫�أ‪� .‬أحمد بن فخري الهياجنة‬ ‫�أ‪ .‬ها�شم بن ماجد التهتموين‬ ‫�أ‪ .‬غالب بن عبد العزيز الزامل‬

‫‪14‬‬

‫هاتف‪+ 966 1 2168355 :‬‬ ‫فاك�س‪+ 966 1 4654134 :‬‬ ‫بريد �إلكرتوين‪ohe@mohe.gov.sa :‬‬ ‫موقع �إلكرتوين‪www.ohe.gov.sa :‬‬ ‫مرصد التعليم العالي‪ :‬جهاز‬ ‫وطني للخربة وال��درا���س��ة‪ ،‬والتخطيط‬ ‫وامل�����ت�����اب�����ع�����ة‪ ،‬وال����ت����ن����م����ي����ه وال���ت���ح���ل���ي���ل‬ ‫الأ���س��ت�����ش��رايف مل��ن��ظ��وم��ة التعليم ال��ع��ايل‬ ‫يف امل��م��ل��ك��ة ال��ع��رب��ي��ة ال�����س��ع��ودي��ة‪� ،‬أ���س�����س‬ ‫ع��ام ‪ 1430‬ه ـ (‪2009‬م)‪ ،‬ويهدف لر�صد‬ ‫الأو�ضاع الراهنة لقطاع التعليم العايل‬ ‫يف اململكة‪ ،‬و�إنتاج امل�ؤ�شرات الدالة عليها‪،‬‬ ‫وحتديد الق�ضايا ذات الأولوية يف تنمية‬ ‫خمرجات التعليم وحت�سينها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫دور التقنيات يف تطوير المناهج الدراسية وإيصالها‬

‫تهدف هذه الدرا�سة �إىل توفري الأ�ساليب لتطوير املناهج الدرا�سية من خالل‬ ‫املناهج الإلكرتونية (‪ ،)Electronic Curriculum‬التي ميكن تطبيقها‪،‬‬ ‫لتح�سني نوعية التعليم واحل�صول عليه بتكلفة معقولة‪ ،‬وتتناول العقبات‬ ‫الرئي�سة التي تعرت�ض اال�ستخدام الأمثل‪،‬‬


‫‪32‬‬

‫دور التقنيات يف تطوير المناهج‬ ‫الدراسية وإيصالها‬

‫‪14‬‬ ‫قضايا النوع االجتماعي يف‬ ‫التعليم العايل‬

‫طالب التعلم عن بعد وأولويات‬ ‫المدن الجامعية‬ ‫يف المجتمع األكاديمي‬ ‫التعليم العايل يف المملكة المتحدة‬ ‫يف القرن الحادي والعشرين‪ :‬صورة‬ ‫متغيرة‬

‫ّ‬ ‫التعلم‬ ‫تطبيقات‬ ‫واألعمال يف التعليم‬ ‫العايل‪ :‬رؤية مستقبلية‬

‫‪46‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪5‬‬


‫حالة التعليم للقرن الحادي والعشرين‬ ‫‪The case for 21st-century learning‬‬

‫�أندريا�س �شالي�شر‪ ،‬مدير التعليم يف منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي ( ‪) OECD‬‬ ‫لكل ع�صر احتياجاته ومتطلباته‪ ،‬فما كان يحتاجه الإن�سان يف الع�صر احلجري‪ ،‬يختلف متاماً‬ ‫عن ما يحتاجه �إن�سان القرن احلادي والع�شرين‪ ،‬حيث تختلف طريقة العي�ش‪ ،‬والأدوات الالزمة‬ ‫لت�سيري �أمور احلياة الب�شرية‪ .‬ومتتد هذه النظرية لت�صل � ّ‬ ‫أدق تفا�صيل العي�ش يف احلياة‪ .‬فمنذ‬ ‫بد�أت العملية التعليمية يف الع�صور ال�سابقة‪ ،‬و�أخذت بالتطور والتقدم‪ ،‬حتى تطورت �أهدافها‪ ،‬بدءاً‬ ‫من القراءة والكتابة‪ ،‬وو�صو ًال �إىل جتهيز فرد قادر على مواجهة حتديات الع�صر الذي يعي�شه‪،‬‬ ‫وما يرافقه من تقدم وتقنيات ال تقف عند �أحد‪ ،‬بل وجترب من حولها مبواكبتها‪ .‬من هنا ارت�أى‬ ‫�شالي�شر �ضرورة مالم�سة ق�ضية التعليم ومتطلباته وحتدياته يف القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫�شخ�ص يت�ساءل ملاذا تع ّد‬ ‫يجب على �أي‬ ‫ِ‬ ‫املهارات واملعرفة مهمة مل�ستقبل اقت�صاداتنا‪� ،‬أن‬ ‫ي�أخذ باحل�سبان حقيقتني‪� ،‬أوالها‪:‬‬ ‫الوظائف‬ ‫ترتفع معدالت العمالة بني الأ�شخا�ص من‬ ‫ذوي التعليم العايل مقارنة ب�أولئك الأقل تعليم ًا‪.‬‬ ‫وقد ا�ستمر هذا احلال قائم ًا خالل الأزمة‬ ‫االقت�صادية التي ع�صفت يف العامل‪ .‬كذلك الأمر‬ ‫يف بلدان منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي‪،‬‬ ‫التي �شهدت تو�سع ًا يف التعليم اجلامعي على‬ ‫مدى العقود الأخرية‪ .‬فمث ًال‪ ،‬وا�صلت فروق‬ ‫التعلم خلريجي اجلامعات باالرتفاع مقارنة مع‬ ‫‪6‬‬

‫من مل يكملوا درا�ساتهم العليا‪ .‬حيث مل تخف�ض‬ ‫�أجورهم‪ ،‬خالف ًا للعمال ذوي املهارات املتدنية‪.‬‬ ‫ومن ثم فهذا يحتاج للدرا�سة من منظور وظيفي‪.‬‬ ‫يعد هذا مو�ضع نقا�ش جيد من �أجل رفع املهارات‪.‬‬ ‫لكن واقع التعليم يف القرن احلادي والع�شرين قد‬ ‫�أ�صبح �أكرث تعمق ًا وجتريد ُا مما كان عليه‪ .‬فهو يدور‬ ‫حول كيفية �إن�شاء وتطبيق املعرفة‪ ،‬وعن التحوالت‬ ‫يف طرق ممار�سة الأعمال التجارية‪ ،‬و�إدارة �أماكن‬ ‫العمل‪� ،‬أو الربط ما بني املنتجني وامل�ستهلكني‪،‬‬ ‫بحيث ي�صبح الطالب يف هذا القرن‪ ،‬خمتلف ًا متام ًا‬ ‫عن ذلك النوع الذي �ساد يف القرن الع�شرين‪ .‬فما‬ ‫نتعلمه‪ ،‬والطريقة التي نتعلم بها‪ ،‬وكيفية تعلمنا‪،‬‬

‫ترتفع معدالت العمالة‬ ‫بين األشخاص من ذوي‬ ‫التعليم العالي‬

‫صورة التقرير‬


‫سيتجة النجاح نحو اولئك األفراد والبلدان التي‬ ‫تشهد انفتاحًا اوسع على التغيير‬ ‫جتري على نحو متغري‪ .‬وهذا بالطبع له ت�أثري على‬ ‫كل من املدار�س وم�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬ ‫يف القرن املا�ضي‪ ،‬كان االعتقاد ال�سائد بني‬ ‫�صناع القرار ب�أننا نحتاج للح�صول على �أ�سا�سيات‬ ‫التعليم قبل �أن نبد�أ مبهارات �أو�سع‪ .‬وكما هو‬ ‫معروف ب�أن التعليم يف املدار�س ملزم ب�أن يكون‬ ‫مم ًال وبهيمنة نظام التعلم باحلفظ قبل �أن يكون‬ ‫معمق ًا‪ ،‬ي�شهد التعليم التفاعلي قدر ًا من الإزدهار‪.‬‬ ‫فال ينبغي لأولئك الذين يتبنون هذا الر�أي‪� ،‬أن‬ ‫يفاجئهم �أن الطالب الذين قد يفقدوا االهتمام‪،‬‬ ‫�أو يت�سربوا من املدار�س‪ ،‬ب�سبب عدم قدرتهم على‬

‫ربط ما يتعلموه يف املدر�سة‪ ،‬بحياتهم الفعلية‪.‬‬ ‫ف�إذا كنت تدير مركز ت�سوق بد ًال من مدر�سة‪،‬‬ ‫و�شاهدت �أن ثالثني من �أ�صل مئة زبون يف كل يوم‪،‬‬ ‫يغادرون املحل اخلا�ص بك دون �شراء �أي �شيء‪،‬‬ ‫ففي هذه احلالة �ستفكر بتغيري ب�ضاعتك‪ .‬لكن‬ ‫هذا الأمر ال يحدث ب�سهولة يف املدار�س‪ ،‬ب�سبب‬ ‫�أن التعليم فيها قد تعمقت جذوره‪ ،‬حتى ولو كان‬ ‫غري مدعوم عملي ًا‪.‬‬ ‫يف عام ‪2010‬م‪� ،‬أ�صبح العامل غري مبال‬ ‫بالعادات والتقاليد القدمية للم�ؤ�س�سات التعليمية‪.‬‬ ‫فال يوجد ت�سامح ب�ش�أن تهمي�ش وجتاهل العرف‪،‬‬

‫�أو ممار�سته‪ .‬نحن نعي�ش يف عامل �سريع التغري‪،‬‬ ‫ف�إنتاجنا للكثري من املهارات واملعرفة ذاتها‪ ،‬قد‬ ‫ال يكون كاف للت�صدي لتحديات امل�ستقبل‪ .‬فمنذ‬ ‫جيل م�ضى‪ ،‬واملعلمون يتوقعون �أن ما يقومون‬ ‫بتعليمه لطالبهم‪� ،‬سيبقى يف �أذهانهم مدى‬ ‫احلياة‪� .‬أما اليوم‪ ،‬وب�سبب التغري االجتماعي‬ ‫واالقت�صادي ال�سريع‪ ،‬ف�إن على املدار�س �أن تقوم‬ ‫ب�إعداد طالبها للوظائف التي مل توجد بعد‪،‬‬ ‫وللتقنيات التي مل يتم اخرتاعها‪ ،‬وللم�شاكل التي‬ ‫ال نعلم حتى الآن متى �ستظهر‪.‬‬ ‫لنعد بذاكرتنا ‪ 50‬عام ًا‪ ،‬هل ميكن للمعلمني‬ ‫�أن يتوقعوا كيف ميكن خلدمة الإنرتنت‪ ،‬التي‬ ‫ظهرت على ال�صعيد العاملي يف عام ‪1994‬م‪� ،‬أو‬ ‫خدمة الهاتف املحمول‪ ،‬التي ظهرت بعد �سنوات‬ ‫قليلة‪� ،‬أن تغري العامل؟ هذه التقنيات مل تعد‬ ‫جمرد �أدوات للتعلم‪ ،‬بل �أ�صبحت �أدوات للتوا�صل‬ ‫وتبادل املعرفة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل االبتكار وتويل زمام‬ ‫املبادرة‪.‬‬ ‫كيف لنا �أن نعزز الدوافع‪ ،‬وجنعل املتعلمني‬ ‫متفانني‪ ،‬ونقوم ب�إعدادهم‪ ،‬للتغلب على التحديات‬ ‫غري املتوقعة للغد؟ تكمن مع�ضلة املعلمني يف‬ ‫مهارات التعليم الروتينية‪ ،‬تلك املهارات الأ�سهل‬ ‫لتعليمها واختبارها‪ ،‬وهي �أي�ض ًا املهارات الأ�سهل‬ ‫للتحويل الرقمي‪� ،‬أو اال�ستعانة مب�صادر خارجية‪.‬‬ ‫مما ال �شك فيه ب�أن الدولة التي تعتمد على رفع‬ ‫املهارات يف تخ�ص�صات معينة �سوف تبقى هي‬ ‫دائم ًا الأهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن جناح التعليم مل يعد‬ ‫بعد الآن حول ا�ستن�ساخ حمتوى املعرفة‪ ،‬بل حول‬ ‫كيفية ا�ستقراء ما نعرفه‪ ،‬وتطبيق هذه املعرفة يف‬ ‫التحديات اجلديدة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫يدور التعليم اليوم ب�شكل كبري‪ ،‬حول طرق‬ ‫التفكري التي تنطوي على �أ�ساليب مبدعة وحا�سمة‬ ‫يف حل امل�شكالت واتخاذ القرارات‪ .‬و�أي�ض ًا حول‬ ‫طرق العمل‪ ،‬مبا يف ذلك االت�صال والتعاون‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة للأدوات التي يحتاجها املواطنون‪ ،‬مثل‬ ‫القدرة على �إدراك �إمكانيات التقنيات احلديثة‬ ‫وا�ستغاللها ‪� ،‬أو كما هو يف الواقع‪ ،‬من �أجل‬ ‫جتنب املخاطر التي قد يتعر�ضون لها‪ .‬و�أخري ًا‪،‬‬ ‫ف�إن التعليم يدور حول املقدرة على العي�ش يف‬ ‫عامل متعدد الأوجه كمواطن نا�شط وفعال‪ .‬ه�ؤالء‬ ‫املواطنني لهم ت�أثري على ما يريدون �أن يتعلموه‪،‬‬ ‫وكيف يريدون تعلمه‪ ،‬وهذا هو ما يحدد دور‬ ‫املعلمني وي�شكله‪.‬‬ ‫غال ًبا ما قام نهجنا يف مواجهة امل�شاكل‪ ،‬على‬ ‫تق�سيمها �إىل �أجزاء ميكن التحكم بها‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫عر�ضها على ذوي االخت�صا�صات‪ ،‬ومن ثم تعليم‬ ‫الطالب تقنيات حللها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن املعرفة‬ ‫اليوم قد �شهدت تقدم ًا عن طريق جتميع هذه‬ ‫الأجزاء املتفرقة‪ .‬وهذا يتطلب االنفتاح العقلي‪،‬‬ ‫و�أن نكون مط ّلعني على املعرفة يف املجاالت‬ ‫الأخرى‪ .‬فعلى �سبيل املثال منحت جائزة نوبل‬ ‫للفيزياء يف عام ‪2010‬م‪ ،‬لعاملني بريطانيني نظر ًا‬ ‫الكت�شافهم اجلرافني‪،‬‬ ‫وهي مادة جديدة ذات خ�صائ�ص �أر�ضية مميزة‬ ‫وتطبيقات حمتملة‪ .‬وكما هو معروف ملنهجهم‬ ‫امل�سلي يف الفيزياء‪ ،‬فقد جاء اكت�شاف العاملني من‬ ‫خالل جتربة قاموا بها عام ‪2004‬م‪ ،‬والتي ت�ضم‬ ‫كتلة من الكربون وبع�ض من ال�شريط الال�صق‪.‬‬ ‫�إذا قمنا بق�ضاء حياتنا كلها يف �صومعة ذات‬ ‫نظام موحد‪ ،‬ف�إننا لن نتمكن من تطوير مهارات‬ ‫�إبداعية لربط النقاط‪� ،‬أو ال�ستباق ماهية‬ ‫االخرتاع‪ .‬ومع ذلك ف�إن معظم البلدان‪ ،‬با�ستثناء‬ ‫بلدان �شمال �أوروبا‪ ،‬قد قامت بتوفري احلوافز‬ ‫الكافية للطلبة للتعلم وللمعلمني للتدري�س يف كافة‬ ‫التخ�ص�صات‪.‬‬ ‫ميكن �أن يقوم الطالب �أن بالبحث يف املو�سوعة‪،‬‬ ‫عندما يحتاجون للمعلومات‪ ،‬و�أن يعتمدوا ب�شكل‬ ‫عام على ما يجدوه �صحيح ًا‪ .‬ولكن حمو الأمية‬ ‫تدور اليوم حول �إدارة بنية املعلومات غري‬ ‫اخلطية‪ .‬والبحث يف �شبكة الإنرتنت‪ .‬فبد ًال‬ ‫من جمرد التعلم من �أجل القراءة‪ ،‬ف�إن م�س�ألة‬ ‫حمو الأمية يف القرن ‪ ،21‬تدور حول القراءة‬ ‫‪8‬‬

‫من �أجل التعلم‪ ،‬وتطوير القدرات واحلوافز‬ ‫لتحديد املعرفة و�إيجادها‪ ،‬وفهمها وتف�سريها ‪.‬‬ ‫هنالك عدد قليل من البلدان التي تعزز مثل هذا‬ ‫املفهوم الوا�سع للمعرفة يف التقييمات واملمار�سات‬ ‫التعليمية‪ ،‬ولكن بالت�أكيد �سوف تتبعه دول �أكرث‪.‬‬ ‫وتقليد متغري �آخر هو �أن يقوم الطالب بالتعلم‬ ‫ب�أنف�سهم‪ ،‬بحيث يتم اختبارهم يف نهاية ال�سنة‬ ‫الدرا�سية فيما تعلموه‪ .‬فكلما �أ�صبح العامل �أكرث‬ ‫ترابط ًا‪ ،‬زاد تدخل املتعاونني واملن�سقني‪� .‬إذ ًا‬ ‫فاالبتكار على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬هو نتيجة لكيفية‬ ‫�إدارتنا‪ ،‬وتبادلنا‪ ،‬وربطنا للمعرفة‪.‬‬ ‫مل يعد عامل املعرفة ينق�سم ما بني املخت�صني‬ ‫والعموميني‪ .‬لكن جمموعة جديدة برزت يطلق‬ ‫عليها ا�سم (املتفننني) �أو املحرتفني‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫هذه املجموعة بتطبيق عميق للمهارة‪ ،‬لتو�سيع‬ ‫نطاق املواقف واخلربات تدريجي ًا‪ ،‬واكت�ساب‬ ‫كفاءات جديدة‪ ،‬وبناء العالقات‪ ،‬و�إيجاد �أدوار‬ ‫جديدة‪ .‬فهم لي�سوا قادربن على التكيف امل�ستمر‬ ‫فح�سب‪ ،‬ولكنهم قادرون �أي�ضا على التعلم امل�ستمر‬ ‫واملتزايد يف عامل �سريع التغري‪ .‬فقد �أ�صبحت‬ ‫املعرفة يف هذا العامل �سلعة متاحة للجميع‪ .‬وكما‬ ‫قال الكاتب وامل�ؤلف توما�س فريدمان "لأن التقنية‬ ‫مكنتنا من العمل على خيالنا ب�شكل مل نكن عليه‬ ‫من قبل‪ ،‬مل تعد املناف�سة الأكرث �أهمية بني‬ ‫البلدان �أو ال�شركات ولكن الأهم املناف�سة بيننا‬ ‫وبني خميلتنا"‪.‬‬ ‫�إن النجاح �سيتجه نحو �أولئك الأفراد والبلدان‬ ‫التي ت�شهد تكيف ًا �سريع ًا‪ ،‬وتراجع ًا يف املقاومة‪،‬‬ ‫وانفتاح ًا �أو�سع على التغيري‪ .‬وبذلك ت�صبح مهمة‬ ‫املعلمني‪ ،‬و�صناع القرار‪ ،‬هي م�ساعدة بلدانهم‬ ‫برفعها مل�ستوى هذا التحدي يف مواجهة متطلبات‬ ‫القرن الواحد والع�شرين‪.‬‬ ‫�إن طرح الربامج التعليمية يف اجلامعات ب�شكل‬ ‫جتددي‪ ،‬يواكب متطلبات القرن يف رفع �سوية‬ ‫الأفراد وقدراتهم وجاهزيتهم ملواجهة التحديات‪.‬‬ ‫وتلك مهمة يجب �إيعازها �إىل �أ�صحاب القرارت‬ ‫يف التعليم العايل‪ ،‬و�إىل القائمني على �إقرار‬ ‫املناهج وحتديثها‪ .‬فرتبية فرد قادر على التما�شي‬ ‫مع القرن احلادي والع�شرين يلزمه خطة تعليمية‪،‬‬ ‫تتما�شى مع القرن احلادي والع�شرين‪ ،‬وما فيه من‬ ‫تطورات‪.‬‬


‫المناهج المستدامة في التعليم العالي‪ :‬دعوة عمل‬ ‫‪Sustainability Curriculum in Higher Education‬‬ ‫‪A Call to Action‬‬

‫قادت املخاوف املتزايدة‪ ،‬ب�ش�أن الت�أثريات التي يواجهها الب�شر على كوكبنا‪ ،‬ونتائجها على الأجيال املقبلة‪ ،‬الكثريين للقول ب�أن التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬ي�ساعد على االنتقال �إىل م�ستقبل يتميز بالقدرة على تلبية االحتياجات يف الوقت احلا�ضر‪ ،‬دون م�سا�س قدرة الأجيال املقبلة‬ ‫على تلبية احتياجاتهم اخلا�صة‪ .‬وعلى مدى ال�سنوات الع�شرين املا�ضية‪� ،‬أ�شار الباحثون والنا�شطون‪ ،‬من خالل البحوث التي يجرونها‪،‬‬ ‫وامل�شاركات التي يخو�ضونها مع املجتمع الأو�سع‪ ،‬والعمليات التي ي�شرفون عليها‪� ،‬إىل �أن الكليات واجلامعات �ستكون مبثابة مواقع االختبار‪،‬‬ ‫ومناذج للممار�سات واملجتمعات امل�ستدامة‪ .‬و�سيكون لها �أكرب الأثر يف تثقيف الطالب‪ .‬كما قال ديفيد اور‪ ،‬ف�إن التحدي احلقيقي الذي‬ ‫نواجهه يف احت�ضان م�ستقبل �أكرث ا�ستدامة يعتمد على قدرتنا لتثقيف الطالب والطالبات ب�شكل خمتلف‪.‬‬ ‫و�إدراك ًا حلجم التحديات التي تواجه التعليم العايل‪ ،‬عقدت جمعية النهو�ض با�ستدامة التعليم العايل‬ ‫‪،)noitacudE rehgiH ni ytilibaniatsuS fo tnemecnavdA eht rof noitaicossA‬‬ ‫م�ؤمتر قمة‪ ،‬حول اال�ستدامة يف املناهج الدرا�سية‪ ،‬يف �سان دييغو‪ ،‬يف الفرتة الواقعة بني ‪27 - 25‬‬ ‫�ضم هذا االجتماع �أع�ضاء هيئة التدري�س من اجلامعات احلكومية وكليات املجتمع‪،‬‬ ‫فرباير‪2010‬م‪ .‬وقد ّ‬ ‫�إ�ضافة �إىل ممثلني عن م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬ملناق�شة كيفية ا�ستفادة م�ؤ�س�سات التعليم العايل من‬ ‫املبادرات ال�سابقة‪ ،‬من �أجل دمج مو�ضوع اال�ستدامة يف املناهج الدرا�سية للكليات واجلامعات‪ .‬ويهدف‬ ‫م�ؤمتر القمة �إىل حتديد التحديات الرئي�سة لتحقيق اال�ستدامة‪ ،‬ودجمها يف التعليم العايل بنجاح‪،‬‬ ‫واالعرتاف باملبادرات احلالية‪ ،‬وو�صف الفر�ص‪ ،‬لال�ستفادة من الإ�سرتاتيجيات الأخرى وتطويرها‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل تقدمي تو�صيات للإ�سرتاتيجيات الوطنية الوا�سعة‪ ،‬من �أجل مواجهة هذه التحديات‪.‬‬ ‫يوجد اليوم �أكرث من ‪ 18‬مليون طالب وطالبة يف الكليات واجلامعات داخل الواليات املتحدة وحدها‪،‬‬ ‫و�إذا كانت هذه اجلامعات ُتخ ّرج طال ًبا يتمتعون باملهارات الالزمة‪ ،‬مل�ساعدة املجتمعات على التطور ب�شكل‬ ‫م�ستدام‪ ،‬ف�سيقودنا التعليم العايل �إىل اتخاذ م�سارات جديد‪ .‬وهكذا‪� ،‬إذا كنا ن�سعى خللق الظروف التي‬ ‫من �ش�أنها �ضمان م�ستقبل �أكرث ا�ستدامة‪ ،‬فيجب على التعليم العايل تزويد خريجي الكليات‪ ،‬واجلامعات؛‬ ‫باملهارات‪ ،‬واخللفيات‪ ،‬واملعرفة‪ ،‬التي من �ش�أنها �إعدادهم ملواجهة التحديات التي تتعلق بتغري املناخ‪،‬‬ ‫وفقدان التنوع البيولوجي‪ ،‬وزيادة عدد �سكان العامل �إىل ‪ 9‬مليارات يف ‪2050‬م‪ ،‬واملوارد املائية املحدودة‪،‬‬ ‫وق�ضايا ال�صحة العاملية‪ ،‬والفقر املدقع‪.‬‬

‫�إن حجم هذا التحدي لغر�س اال�ستدامة يف‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا‪.‬‬ ‫مناهج الكليات واجلامعات‪ ،‬يعد �أم ًرا‬ ‫وعلى عك�س العديد من الق�ضايا املت�صلة‬ ‫باال�ستدامة‪ ،‬ف�إن تغيري املناهج الدرا�سية لي�ست‬

‫صورة التقرير‬

‫‪9‬‬


‫�شيئا ميكن حتقيقه من خالل �سنّ قوانني‪� ،‬أو‬ ‫اتخاذ قرارات �سيا�سية‪ .‬وبد ًال من ذلك‪ ،‬ف�إن‬ ‫هذا يعتمد على خربة وقدرة حوايل ‪ 1.2‬مليون‬ ‫ع�ضو من �أع�ضاء الهيئة التدري�سية يف الواليات‬ ‫املتحدة ممن ي�ؤلفون املناهج‪ ،‬وعلى جلان املناهج‬ ‫الدرا�سية‪ ،‬وتطوير نتائج تعلم الطلبة‪ ،‬و�إن�شاء‬ ‫برامج �أكادميية جديدة‪ ،‬لدمج اال�ستدامة يف‬ ‫التدري�س على النحو الذي يرونه منا�سب ًا‪ .‬كما‬ ‫�أن اتخاذ قرار ب�ش�أن كيفية تغيري املناهج هو‬ ‫�أمر معقد‪ ،‬ب�سبب وجود املناهج املتعددة داخل‬ ‫امل�ؤ�س�سات‪ .‬لذا ف�إن ب�إمكان اال�ستدامة اخلو�ض يف‬ ‫تطوير القوى العاملة‪ ،‬والتعليم العام‪ ،‬وال�شهادات‬ ‫العلمية‪ ،‬والتخ�ص�صات‪.‬‬ ‫�إن �أحد التحديات التي واجهتنا فيما يتعلق‬ ‫بتحديد نتائج التعلم‪ ،‬هو عدم ا�ستيعاب �صعوبة‬ ‫املناهج الدرا�سية وتعقيداتها‪ .‬كما تتم ّثل امل�شكلة‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬التي تواجهنا لتحقيق هدف التعليم‬ ‫من �أجل جمتمع �صحي وم�ستدام جلميع الطالب‪،‬‬ ‫يف عدم تطوير املناهج الدرا�سية احلالية يف‬ ‫جمال التعليم العايل‪ ،‬بطريقة ميكننا من خاللها‬ ‫ت�شكيل عامل م�ستدام‪ .‬فقد مت تطوير الكثري من‬ ‫املناهج الدرا�سية‪ ،‬التي من �ش�أنها تزويد الطالب‬ ‫مبعلومات قليلة حول التخ�ص�صات‪ ،‬واملهن‪،‬‬ ‫والوظائف‪� ،‬إ�ضافة �إىل تركيز هذه املناهج على‬ ‫مهارات حمددة‪ .‬ولكن املطلوب هو منهج يهدف‬ ‫�إىل �إعداد املتعلمني للعي�ش على نحو م�ستدام‪،‬‬ ‫مهن ًيا و�شخ�ص ًيا‪ ،‬مما ي�ساعد املتعلم على فهم‬ ‫التفاعالت والآثار املرتتبة على الإجراءات‬ ‫والقرارات‪.‬‬ ‫وبغ�ض النظر عن مو�ضوع املناهج الدرا�سية‪،‬‬ ‫يجب على الطالب تع ّلم �أنظمة �أكرث �شمولية‬ ‫وتطبيقها يف حياتهم‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ينبغي‬ ‫للطالب فهم كيفية عمل الأنظمة االجتماعية‪،‬‬ ‫واالقت�صادية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬وتكاملها‪ .‬ومن �أجل‬ ‫حتقيق ذلك‪ ،‬نحتاج �إىل جمموعة كبرية من‬ ‫فر�ص التعلم للطالب‪ ،‬لتكون منظمة بهدف‬ ‫حتقيق هذه النتائج‪ .‬ويتطلب ذلك تغيريات كبرية‬ ‫يف املناهج وطرق التدري�س ‪ .‬وي�شار �إىل �أن هذه‬ ‫التغيريات ال حتدث �إال عندما تتوفر املعرفة‪،‬‬ ‫واملهارات‪ ،‬واملوارد‪ ،‬والدعم‪ ،‬واحلوافز لأع�ضاء‬ ‫الهيئة التدري�سية‪.‬‬ ‫�إن اجلهود احلالية‪ ،‬الرامية �إىل �إيجاد �أع�ضاء‬ ‫‪10‬‬

‫هيئة تدري�سية‪ ،‬ممن لديهم املعرفة‪ ،‬والأدوات‪،‬‬ ‫واملوارد الالزمة لتطوير التعليم من �أجل مناهج‬ ‫م�ستدامة؛ تت�ضمن عقد ور�شات عمل حول‬ ‫املناهج التي تقدمها جمعية النهو�ض با�ستدامة‬ ‫التعليم العايل (‪ .)AASHE‬وقد ا�شتملت‬ ‫ور�شات العمل‪ ،‬التي ُعقدت مرتني يف ال�سنة‪ ،‬على‬ ‫�شخ�صا‪ .‬وقد عاد العديد من‬ ‫�أكرث من ‪340‬‬ ‫ً‬ ‫امل�شاركني يف ور�ش العمل هذه �إىل اجلامعات‪،‬‬ ‫لتوفري الدعم للمبادرات املختلفة التي توفر‬ ‫فر�صا لتنمية �أع�ضاء هيئة التدري�س بغية تطوير‬ ‫ً‬ ‫املناهج امل�ستدامة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن عدد �أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س الذين ت�أثروا بهذا الربنامج قليل‪،‬‬ ‫مقارنة مع �أولئك الذين هم على ا�ستعداد للقيام‬ ‫بهذا العمل‪.‬‬ ‫وهناك �أي�ضا جهود �إقليمية ناجحة‪ ،‬تركز على‬ ‫تطوير �أع�ضاء هيئة التدري�س واملناهج لتحقيق‬ ‫اال�ستدامة‪ .‬وتنطوي هذه اجلهود على مبد�أين‬ ‫�أ�سا�سيني هما؛ املعرفة البيئية املحلية‪ ،‬والتغيرّ‬ ‫العاملي‪ .‬كما �أن لدى �أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫م�س�ؤولية جتاه املناهج الدرا�سية‪� .‬إذ ُيعد عملهم‬ ‫جز ًءا من �شبكة وا�سعة ت�شمل الطالب‪ ،‬واملوظفني‪،‬‬ ‫والإداريني‪ ،‬و�أ�صحاب العمل‪ ،‬والهيئات احلكومية‪،‬‬ ‫واملنظمات غري احلكومية‪� ،‬إ�ضافة �إىل امل�ؤ�س�سات‬ ‫الأخرى‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يتطلب تغيري املناهج‬ ‫الدرا�سية التعاون‪ ،‬والتن�سيق‪ ،‬والدعم امل�ستمر‪.‬‬ ‫وكما �أ�شري �سابق ًا‪ ،‬ف�إن حجم التحديات التي‬ ‫تواجه التعليم العايل‪ ،‬فيما يتعلق بالرتكيز على‬ ‫املعرفة‪ ،‬واملهارات‪ ،‬وقدرات الطالب كبري جد ًا‪.‬‬ ‫وبحلول نهاية عام ‪2011‬م‪� ،‬ست�ساعد ‪10%‬‬ ‫من جميع الدورات املقدمة يف الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫الطالب على فهم التفاعل بني القوى االجتماعية‪،‬‬ ‫والبيئية االقت�صادية‪ .‬وتطبيق هذا الفهم حلل‬ ‫امل�شاكل‪ ،‬يعني �أن �أكرث من ‪ 10,000‬ع�ضو من‬ ‫�أع�ضاء الهيئة التدري�سية �سيدجمون هذا النوع‬ ‫من التدري�س يف دوراتهم‪.‬‬ ‫وبو�ضوح‪ ،‬ميكن ا�ستك�شاف عدد من الآليات‬ ‫لتعزيز التعليم امل�ستدام‪� .‬إذ �إن واحدة من نقاط‬ ‫القوة ت�أتي من الطالب �أنف�سهم‪ ،‬واهتمامهم‬ ‫الوا�ضح بجهود اال�ستدامة يف اجلامعات على‬ ‫ال�صعيد الوطني‪ .‬ورمبا الأهم من ذلك‪� ،‬إقامة‬ ‫�شراكات ف ّعالة بني الطالب‪ ،‬واملوظفني‪ ،‬و�أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س‪ ،‬والإداريني‪ ،‬و�أ�صحاب العمل‪،‬‬

‫وغريهم من �أجل دعم التغيريات ال�ضرورية‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬هناك ال�شراكات التي‬ ‫تربط بني البحوث‪ ،‬والتعليم‪ ،‬واحلياة ال�سكنية‪،‬‬ ‫واملمار�سات ذات الت�أثري التعليمية الكبرية‪،‬‬ ‫و�أن�شطة جامعية �أخرى‪ ،‬من �ش�أنها �أن تعزز وتدعم‬ ‫وت�شجع ال�شروع يف تطوير املناهج الدرا�سية‪.‬‬ ‫�إن من �أهداف م�ؤمتر القمة ب�ش�أن املناهج‬ ‫الدرا�سية امل�ستدامة هو تطوير الإ�سرتاتيجيات‬ ‫ل�ضمان �أن جميع الطالب يف التعليم العايل‬ ‫قادرون على الو�صول للتعليم‪ ،‬وحتقيق اال�ستدامة‪،‬‬ ‫ومعرفة كيفية امل�شاركة يف التحول امل�ستدام‪ .‬ولكي‬ ‫يحدث هذا‪ ،‬ف�إن ع�شرات الآالف من �أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س هم بحاجة �إىل تغيري ما يفعلونه‪.‬‬ ‫علما ب�أن اجلهود لزيادة نطاق التعليم امل�ستدام‬ ‫تعتمد على �أع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬ومن ثم فمن‬ ‫الوا�ضح �أن هدف �إ�سرتاتيجيات ا�ستدامة التعليم‬ ‫يجب �أن يكون يف �إيجاد �أع�ضاء هيئة تدري�سية مع‬ ‫احلوافز‪ ،‬والدعم‪ ،‬واملوارد‪ ،‬واملعرفة‪ ،‬واملهارات‬ ‫الالزمة لتغيري ممار�ساتهم‪ .‬ويتطلب حجم‬ ‫الدعم‪ ،‬وم�ستوى التغيري املطلوب م�شاركة العديد‬ ‫من املنظمات‪ ،‬وحتتاج التغيريات الالزمة �إىل‬ ‫التعاون والعمل من قبل �أ�صحاب امل�صلحة‪.‬‬ ‫وقد تناول امل�شاركون الذين ح�ضروا القمة‬ ‫مو�ضوعات يف غاية الأهمية‪ ،‬من بينها؛ الطالب‪،‬‬ ‫و�أع�ضاء الهيئة التدري�سية‪ ،‬وامل�س�ؤولني يف‬ ‫اجلامعات والتعليم العايل‪ ،‬واملنظمات غري‬

‫التحدي الحقيقي‬ ‫ال�����ذي ن��واج��ه��ه‬ ‫ف����ي اح���ت���ض���ان‬ ‫مستقبل اكثـــــر‬ ‫ا ستد ا مة ‪ ‬يعتمد‬ ‫ع��ل��ى ق��درات��ن��ا‬ ‫لتثقيف ‪ ‬ا لطلبة‬ ‫بشكل مختلف‬


‫احلكومية‪ ،‬والوكاالت االحتادية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات‬ ‫اخلا�صة‪ .‬وهكذا‪ ،‬يف حني �أن املجتمع اجلامعي‪،‬‬ ‫وخا�صة �أع�ضاء الهيئة التدري�سية‪ ،‬هما مبثابة‬ ‫الركيزة الأ�سا�سية لكثري من هذه الأن�شطة‪ ،‬ف�إن‬ ‫اجلهات الأخرى ت�شكل م�صادر �أ�سا�سية لدعم‬ ‫اجلهود التي تقوم بها اجلامعات‪ .‬وهناك عدد‬ ‫من االلتزامات ال�شاملة ال�ضرورية للو�صول �إىل‬ ‫ع�شرات الآالف من �أع�ضاء هيئة التدري�س الذين‬ ‫ميكنهم الت�أثري على ماليني الطالب لإ�شراكهم‬ ‫يف ق�ضايا اال�ستدامة‪.‬‬ ‫وتهدف هذه الأن�شطة �إىل زيادة القدرة على‬ ‫تزويد �أع�ضاء هيئة التدري�س باملوارد‪ ،‬والتطوير‬ ‫املهني الالزم‪ ،‬واحلوافز‪ ،‬وتوفري الدعم‪،‬‬ ‫لتطوير مناهج التعليم‪ ،‬وتطبيقها لتحقيق‬ ‫اال�ستدامة‪ ،‬وو�ضع الإ�سرتاتيجيات‪ ،‬وتنفيذها‬ ‫ال�ستغالل نقاط القوة احلالية‪ ،‬و�إ�صالح التعليم‬ ‫لإتاحة الفر�ص للطالب كي يعملوا على تطوير‬ ‫املعرفة‪ ،‬واملهارات‪ ،‬وامليول‪ ،‬لي�صبحوا قادة‬ ‫للتحول امل�ستدام‪ ،‬وي�شاركوا يف املحادثات‬ ‫التي حتدد الأهداف‪ ،‬والغايات‪ ،‬ونتائج تعلم‬ ‫الطالب‪ ،‬وو�ضع الإ�سرتاتيجيات وتنفيذها‪،‬‬ ‫لإبالغ �صانعي ال�سيا�سات‪ ،‬واجلمهور العام عن‬ ‫�أهداف ومبادئ التعليم من �أجل اال�ستدامة‪،‬‬ ‫و�إقامة الإ�سرتاتيجيات لدمج التعليم امل�ستدام‬

‫يف جميع �أنحاء اجلامعات‪ ،‬من خالل انخراط‬ ‫�أع�ضاء الهيئة التدري�سية‪ ،‬والطالب‪ ،‬واملوظفني‪،‬‬ ‫والإداريني يف اجلامعات‪ ،‬واملجتمع يف �سياق‬ ‫التعليم امل�ستدام‪� ،‬إ�ضافة �إىل �إن�شاء �آليات التمويل‬ ‫من جانب القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬من �ش�أنها‬ ‫�أن توفر التمويل الكايف للتعليم امل�ستمر لتحقيق‬ ‫اال�ستدامة‪.‬‬ ‫وحدد امل�شاركون يف القمة �إ�سرتاتيجيات �إ�ضافية‬ ‫كثرية‪ ،‬و�أن�شطة تتمثل بتعهد ال�شركات وغريها‪ ،‬يف‬ ‫دعم اجلهود جلعل التعليم امل�ستدام جز ًءا �أ�سا�س ًيا‬ ‫مما يتعلمه الطالب يف �أثناء وجودهم يف الكليات‬ ‫واجلامعات‪ .‬ويتطلب �إجراء هذه الأن�شطة تطوير‬ ‫�آليات وهياكل مالئمة‪ ،‬لتنظيم وتنفيذ خمتلف‬ ‫اخلطط التي �سيتم تطبيقها‪.‬‬ ‫ويقدم برنامج زمالة �أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫عدد ًا من الفر�ص لدعم �أع�ضاء هيئة التدري�س‪،‬‬ ‫لأنهم يعملون على خلق وتطبيق مناهج التعليم‬ ‫امل�ستدام‪ .‬ويتناول هذا الربنامج جمموعة من‬ ‫الق�ضايا‪� ،‬أهمها؛ توفري الفر�ص لأع�ضاء هيئة‬ ‫التدري�س الذين يعملون يف هذا املجال ل�سنوات‬ ‫عديدة‪ .‬وعلى مدى العقد املا�ضي‪� ،‬شارك عدد‬ ‫من �أع�ضاء هيئة التدري�س يف جمموعة متنوعة‬ ‫من التدريبات‪ ،‬لتعزيز اال�ستدامة يف التعليم‬

‫يف اجلامعات‪ .‬ومن �ش�أن هذا الربنامج �أي�ض ًا‪،‬‬ ‫�أن يجعل الأمر ممكن ًا لإيجاد كادر جديد‬ ‫للتعليم امل�ستدام‪ ،‬وتوفري الفر�ص لأع�ضاء‬ ‫الهيئة التدري�سية‪ ،‬للقيام ب�أدوار قيادية لتحقيق‬ ‫اال�ستدامة‪ .‬و�إن�شاء �شبكة اجتماعية من �أع�ضاء‬ ‫الهيئة التدري�سية‪ ،‬لتحقيق التعليم امل�ستدام‪ .‬حيث‬ ‫�إنهم �سي�ستغلون جميع الفر�ص املتاحة للتفاعل‪،‬‬ ‫وفتح احلوارات مع بع�ضهم البع�ض‪.‬‬ ‫ومن الوا�ضح �أن هناك حاجة �إىل تن�سيق‪،‬‬ ‫وتطوير �أن�شطة وا�سعة النطاق‪ .‬ويتمثل هذا التن�سيق‬ ‫ب�إيجاد مراكز �إقليمية لدعم اجلامعات‪ ،‬من �ش�أنها‬ ‫�إقامة ور�ش عمل لتطوير هيئة التدري�س‪ .‬ولكي‬ ‫يقوم �أع�ضاء الهيئة التدري�سية بتو�ضيح مفهوم‬ ‫اال�ستدامة‪ ،‬يجب عليهم معرفة املزيد حول التعليم‬ ‫امل�ستدام‪ .‬وتقدم هذه املراكز الدعم امل�ستمر‬ ‫لأع�ضاء هيئة التدري�س‪ .‬ومتتلك املناطق‪ ،‬وخا�صة‬ ‫املناطق البيولوجية‪ ،‬خ�صائ�ص فريدة‪ ،‬تع ّد جز ًءا‬ ‫من �سياق التعليم يف تلك املناطق‪ .‬وميكن للمركز‬ ‫الإقليمي توفري �شبكة دعم لأع�ضاء هيئة التدري�س‪،‬‬ ‫بطرق تن�سجم مع �سياقها الثقايف والبيئي‪ .‬ويتمثل‬ ‫هذا الدعم ب�إجراء العديد من اللقاءات املبا�شرة‬ ‫بني �أع�ضاء هيئات التدري�س يف املنطقة‪.‬‬ ‫وعلى امل�ستوى اجلامعي‪ ،‬مت تطوير جمموعة‬ ‫متنوعة من الآليات لدعم امل�ساءلة والتقييم‬ ‫‪11‬‬


‫ّ‬ ‫تعلم أنظمة اكثر شمولية‬ ‫يجب على الطالب‬ ‫وتطبيقها في حياتهم‬ ‫واالعتماد‪� .‬إال �أن هذه الآليات مل ت�ستغل تعزيز‬ ‫مبادرات التعليم امل�ستدام‪ .‬وهناك عدد قليل‬ ‫من الطرق املمكنة لال�ستفادة من هذه الهياكل‬ ‫احلالية يف التعليم العايل‪ ،‬وت�شتمل على تطوير‬ ‫نتائج الطالب من �أجل اال�ستدامة‪� .‬إن الو�سيلة‬ ‫املهمة لإدراك �أهمية التعليم امل�ستدام‪ ،‬تتمثل‬ ‫بتطوير الطالب ملهاراتهم للعي�ش على نحو‬ ‫م�ستدام‪ ،‬واال�ستفادة من عمليات االعتماد خللق‬ ‫اال�ستدامة‪ .‬وتقدم وكاالت االعتماد للم�ؤ�س�سات‬ ‫الفر�ص لت�شكيل عملية االعتماد من خالل اختيار‬ ‫املوا�ضيع �أو الأطر املفاهيمية‪.‬‬ ‫أهم الدرو�س امل�ستفادة من‬ ‫يتمثل �أحد � ّ‬ ‫م�ؤمتر القمة‪ ،‬ب�أهمية اجلمع بني قادة املنظمات‬ ‫الوطنية‪ ،‬و�أع�ضاء الهيئات التدري�سية من خمتلف‬ ‫اجلامعات‪� .‬إذ ي�ؤدي هذا املزيج من الأفراد �إىل‬ ‫جهود �إ�صالحية على نطاق وا�سع‪ .‬وركز امل�شاركون‬ ‫يف القمة على �أهمية و�ضع �آلية ال�ستمرار املحادثات‬ ‫بني الأفراد من خلفيات متنوعة‪ .‬وميكن حتقيق‬ ‫التعاون من �أجل اال�ستدامة للمناهج الدرا�سية‪ ،‬عن‬ ‫طريق ت�سهيل املحادثات حول الأهداف‪ ،‬والغايات‪،‬‬ ‫ونتائج تعلم الطالب‪ ،‬التي تتعلق بالتعليم امل�ستدام‪،‬‬ ‫وتطوير فر�ص ال�شراكة من �أجل التعاون لتطوير‬ ‫املبادرات الداعمة للتعليم امل�ستدام‪ ،‬وتبادل‬ ‫الفر�ص املتاحة للتعاون يف امل�شاريع‪ ،‬والربامج‬ ‫احلالية‪ ،‬وم�ساعدة وكاالت التمويل وامل�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫على فهم �أف�ضل للتعليم امل�ستدام‪ ،‬وبيان دوره‬ ‫‪12‬‬

‫املهم يف حت�سني التعليم العايل‪ ،‬و�إجراء مناق�شات‬ ‫�أكادميية‪ ،‬لتحديد نقاط قوة �إ�ضافية‪ ،‬من �ش�أنها‬ ‫تعزيز التعليم امل�ستدام‪.‬‬ ‫وقد خرجت مناق�شات القمة بعدد كبري‬ ‫من التو�صيات املوجهة للكليات‪ ،‬واجلامعات‪،‬‬ ‫وامل�ؤ�س�سات غري احلكومية‪ ،‬والوكاالت االحتادية‪.‬‬ ‫ونظر ًا �إىل �أن اجلهود املبذولة لتحقيق التعليم‬ ‫امل�ستدام يف اجلامعات تعتمد على ما يقوم به‬ ‫�أع�ضاء الهيئة التدري�سية‪ ،‬فال ب ّد من بذل الكثري‬ ‫من اجلهود على م�ستوى اجلامعات‪ .‬كما ينبغي �أن‬ ‫ت�ستند هذه اجلهود على العمل التعاوين واملتكامل‬ ‫من �أع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬واملوظفني والطالب‪،‬‬ ‫والإداريني‪ ،‬و�أفراد املجتمع‪ .‬وال ب ّد من اجلمع بني‬ ‫�أع�ضاء هيئة التدري�س واملوظفني الذين يركزون‬ ‫على اال�ستدامة‪.‬‬ ‫وهناك حاجة ال�ستخدام موارد اجلامعة‬ ‫كجزء من التجارب التعليمية للطالب‪ .‬ويتعني‬ ‫على اجلامعات تطوير �آليات �أف�ضل‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫�أع�ضاء هيئة التدري�س على العمل مع املوظفني‪.‬‬ ‫وينبغي الرتكيز على اجلهود يف املناهج الدرا�سية‬ ‫امل�ستدامة‪ .‬وعلى الرغم من �أن تقدمي الدعم‬ ‫لأع�ضاء الهيئة التدري�سية‪� ،‬أمر بالغ الأهمية‬ ‫للبدء يف عملية تطوير املناهج الدرا�سية من �أجل‬ ‫التنمية‪ ،‬ف�إن من ال�ضروري الرتكيز على �أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س الذين ي�ستمرون يف امل�شاركة يف‬ ‫تطوير ودعم الآخرين لتطوير املناهج امل�ستدامة‪.‬‬

‫وينبغي توفري �آليات لإدراك ومعاجلة العوائق‬ ‫التي حتول دون ا�ستدامة املناهج الدرا�سية‪� .‬إذ‬ ‫يرتدد بع�ض �أع�ضاء هيئة التدري�س يف امل�شاركة‬ ‫يف نظام التعليم من �أجل اال�ستدامة‪ ،‬ب�سبب‬ ‫وجود احلواجز التي تعرت�ض حياتهم ال�شخ�صية‬ ‫�إذا فعلوا ذلك‪ .‬ويجب على امل�س�ؤولني و�أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س حتديد مثل هذه العوائق‪ ،‬وتطوير‬ ‫العمليات وال�سيا�سات للق�ضاء عليها‪.‬‬ ‫وينبغي ت�شجيع �أع�ضاء هيئة التدري�س على‬ ‫تبادل اخلربات واملوارد التي وجدوها‪ ،‬وطوروها‬ ‫مع الآخرين داخل الكيان اجلامعي‪ .‬وميكن‬ ‫القيام بذلك من خالل �آليات غري ر�سمية‪� ،‬أو‬ ‫اتباع نهج ر�سمية‪ ،‬مثل الندوات‪ .‬وميكن �أن يتم‬ ‫تطوير تقا�سم املوارد �أي�ض ًا‪ ،‬من خالل الو�سائل‬ ‫الإلكرتونية على امل�ستوى اجلامعي‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫جمع �أع�ضاء هيئة التدري�س مع املوظفني‪ ،‬من �أجل‬ ‫تطوير املوارد املحلية وفهمها‪ ،‬لتحقيق اال�ستدامة‬ ‫يف التدري�س‪.‬‬ ‫وينبغي اجلمع بني قادة اجلامعات‪ ،‬وقادة‬ ‫الأعمال‪ ،‬واملجتمع‪ ،‬لل�سعي من �أجل التعاون‬ ‫والتمويل‪� .‬إذ يتعني على القياديني يف اجلامعات‬ ‫ح�شد الدعم املعنوي واملايل‪ ،‬لتطوير املناهج‬ ‫امل�ستدامة‪ ،‬ودعم جهود اال�ستدامة داخل‬ ‫اجلامعات‪ ،‬من �أجل تغيري املناهج الدرا�سية‪.‬‬ ‫وينبغي عليهم �أي�ضا تطوير فهم للتعليم من‬ ‫�أجل اال�ستدامة‪� .‬إذ يتحملون امل�س�ؤولية لتثقيف‬ ‫�صناع القرار حول املناهج امل�ستدامة و�آثارها‬ ‫يف امل�ستقبل‪ .‬وت�شجيع تقدمي مقرتحات من �أجل‬ ‫متويل التعليم امل�ستدام‪.‬‬ ‫وتعمل املنظمات غري احلكومية‪� ،‬أو القطاع غري‬ ‫الربحي‪ ،‬على دعم �أن�شطة العمالء �أو الأفراد‪ .‬ويف‬ ‫كثري من احلاالت‪ ،‬تقوم املنظمات غري احلكومية‬ ‫بدور وا�ضح يف توفري ال�سبل للكليات واجلامعات‪،‬‬ ‫من �أجل العمل والتطوير‪ .‬وميكن �أن يكون هذا‬ ‫الدعم يف عدة �أ�شكال‪ ،‬منها‪ :‬توفري فر�ص‬ ‫و�آليات لتبادل املعلومات‪ ،‬وتوفري املواد الأ�سا�سية‬ ‫للم�ساعدة يف تطوير الإجراءات اجلديدة‪،‬‬ ‫والرتكيز على اجلهود الفردية داخل اجلامعات‬ ‫لتنفيذ التعلم امل�ستدام‪� ،‬إ�ضافة �إىل توفري فر�ص‬ ‫احل�صول على املوارد الإ�ضافية‪.‬‬ ‫ويتعني على املنظمات الوطنية والإقليمية تطوير‬ ‫املن�شورات ون�شرها‪ ،‬وتقدمي الدعم لأع�ضاء‬


‫الهيئة التدري�سية الذين يقومون بتطوير وتنقيح‬ ‫املناهج الدرا�سية‪ ،‬والربامج‪ ،‬واملبادرات‪ .‬وال ب ّد‬ ‫من �إعطاء �أع�ضاء الهيئة التدري�سية الفر�ص‪،‬‬ ‫للتعاون واحلوار مع الآخرين‪ ،‬حول الدرو�س التي‬ ‫مت اال�ستفادة منها �سابقا‪ .‬وت�سهيل �إقامة �شراكات‬ ‫بني امل�ؤ�س�سات‪� .‬إذ �إن هناك جمموعة متنوعة‬ ‫من الطرق التي ميكن للم�ؤ�س�سات �أن تعمل من‬ ‫خاللها‪ ،‬ب�شكل م�شرتك‪ ،‬لتعزيز التعليم امل�ستدام‪.‬‬ ‫ويتمثل دور املنظمات غري احلكومية مب�ساعدة‬ ‫امل�ؤ�س�سات يف العثور على �شركاء ملجموعة متنوعة‬ ‫من الأن�شطة‪ ،‬مبا يف ذلك التما�س التمويل‬ ‫للم�شاريع‪ ،‬وتن�سيق امل�شاريع‪ ،‬وتقا�سم املوارد‪،‬‬ ‫وت�شكيل احتادات‪� ،‬أو هيئات �إقليمية‪.‬‬ ‫وميكن �أن تكون الوكاالت االحتادية ذات‬ ‫�أهمية لتحقيق التعليم امل�ستدام‪� .‬إذ ينبغي عليها‬ ‫توفري التمويل والدعم الالزم للتعليم امل�ستدام‪،‬‬ ‫و�إن�شاء اتفاقيات بني الوكاالت التي ت�سمح‬ ‫للأفراد بالعمل‪ ،‬ل�ضمان توفري املوارد الالزمة‬ ‫وحتقيق التعليم امل�ستدام بكل الطرق املتاحة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل �إ�شراك م�س�ؤويل اجلامعة‪ ،‬و�أع�ضاء‬

‫هيئة التدري�س‪ ،‬واملوظفني يف و�ضع ال�سيا�سات‬ ‫التي تدعم التعليم امل�ستدام‪ .‬وينبغي �أن ت�ستغل‬ ‫الوكاالت اخلربة اجلامعية لتطوير �سيا�سات‬ ‫التعليم امل�ستدام ومتويلها‪.‬‬ ‫وتقوم امل�ؤ�س�سات بتقدمي التمويل الالزم‬

‫دارت يف م�ؤمتر القمة‪� ،‬ساعدت على �إيجاد‬ ‫قائمة وا�سعة؛ ت�شتمل على جمموعة من البنود‬ ‫من �أجل امل�ضي قدما لتحقيق التعليم امل�ستدام‪.‬‬ ‫مهاما‬ ‫وعلى الرغم من �أن هذه القائمة ال حتدد ً‬ ‫للمنظمات �أو الأفراد‪ ،‬لكنها ت�ضع جمموعة من‬

‫من الضروري التركيز على اعضاء هيئة التدريس‬ ‫الذين يقومون بتطوير وتنقيح المنهاج‬ ‫ملجموعة متنوعة من الأن�شطة يف اجلامعات‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن املنظمات غري احلكومية‪ .‬وتتمثل‬ ‫م�س�ؤولية هذه امل�ؤ�س�سات بفهم دور اال�ستدامة‬ ‫يف التعليم العايل‪ ،‬وكيف �أن ا�ستدامة التعليم‬ ‫هي جزء ال يتجز�أ من حت�سني التعليم العايل‪ .‬لذا‬ ‫ينبغي عليها تطوير فهم التعليم امل�ستدام ومدى‬ ‫ان�سجامه يف �إ�صالح التعليم‪ ،‬ودعم امل�شاريع‪ ،‬التي‬ ‫فر�صا تعليمية �أف�ضل‪ ،‬وحتقق‬ ‫ميكن �أن ت�صنع ً‬ ‫وم�ستداما للجميع‪.‬‬ ‫م�ستقب ًال �صح ًيا‬ ‫ً‬ ‫ومن هنا جند �أن احلوارات والنقا�شات التي‬

‫الأن�شطة التي ينبغي القيام بها‪ ،‬لتكثيف اجلهود‬ ‫نحو حتقيق التعليم امل�ستدام‪ .‬وينبغي للمنظمات‬ ‫والأفراد الرتكيز على هذه القائمة‪ ،‬للو�صول‬ ‫�إىل الأهداف املرجوة‪ .‬وبعد �أن ُو�ضعت القائمة‬ ‫من خالل املحادثات بني جمموعة متنوعة من‬ ‫�أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬ف�إنه من املفيد �أن ندرك �أن‬ ‫هذه املحادثات �أتاحت الفر�ص خللق �شراكات‬ ‫جديدة‪ ،‬من �أجل حتقيق النظام امل�ستدام‪.‬‬ ‫و�أخريا‪ ،‬ف�إن احلديث عن املناهج الدرا�سية‬ ‫والتعليم امل�ستدام يحتاج �إىل متابعة م�ستمرة‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫دور التقنيات في تطوير المناهج الدراسية وإيصالها‬ ‫‪The Role of Technology in Curriculum‬‬ ‫‪Development and Delivery‬‬

‫الكاتب‪ :‬ما�سي�س نيل�سون‬ ‫تهدف هذه الدرا�سة �إىل توفري الأ�ساليب لتطوير املناهج الدرا�سية من خالل املناهج الإلكرتونية (‪ ،)Electronic Curriculum‬التي ميكن‬ ‫تطبيقها‪ ،‬لتح�سني نوعية التعليم واحل�صول عليه بتكلفة معقولة‪ ،‬وتتناول العقبات الرئي�سة التي تعرت�ض اال�ستخدام الأمثل‪ ،‬لتقنيات املعلومات‬ ‫واتخاذ التدابري للتغلب عليها‪� ،‬إ�ضافة �إىل تو�ضيح كيفية ا�ستخدام �أنظمة الو�سائط املتعددة التي تدعم �إي�صال املناهج الإلكرتونية‪.‬‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫تتمثل الر�ؤية امل�ستقبلية لكينيا لعام ‪2030‬م‪ ،‬ب�أن تكون دولة ذات قوة من حيث املعرفة‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫هذه الر�ؤية‪ ،‬ال بد �أن يقوم �أ�صحاب امل�صلحة ب�أدوار رئي�سة من �أجل حتقيق الأهداف املرجوة‪ .‬ويجب‬ ‫�أن تتوفر امل�صادر التعليمية لعدد كبري من الطالب من خالل و�سائل خمتلفة وبطرق �سل�سة‪.‬‬ ‫و�ست�ساعد التقنيات الطالب يف اكت�ساب املهارات التي يحتاجونها‪ ،‬بهدف البقاء يف اقت�صاد يقوم على‬ ‫املعرفة والتقنيات‪ ،‬كما �أن �إدماج التقنيات يف قاعة املحا�ضرات هو �أكرث من �إلقاء املحا�ضرات‪ ،‬حول‬ ‫مهارات احلا�سوب الأ�سا�سية وبرامج احلا�سب الآيل يف معمل احلا�سوب‪.‬‬ ‫ويجب �أن يتم الدمج الفعال للتقنيات يف جميع املناهج الدرا�سية‪ ،‬لتعميق عملية التعلم‪ ،‬ودعم‬ ‫امل�شاركة الفعالة‪ ،‬وتعزيز التفاعل والتغذية الراجعة‪ .‬وال ميكن حتقيق ذلك �إال عندما يكون ا�ستخدام‬ ‫التقنيات �أمر ًا اعتيادي ًا‪� .‬إن ا�ستخدام �أدوات التقنيات احلديثة وخا�صة يف العلوم‪ ،‬ي�ساعد الطالب على‬ ‫جتريب الظاهرة ومراقبتها‪� ،‬إ�ضافة �إىل عر�ض النتائج على �شكل ر�سومات‪ ،‬مما ي�ساعد على الفهم‬ ‫الأف�ضل يف النهاية‪ .‬كما �أن توفر �أدوات التقنيات‪ ،‬ومناهج التعلم احلديثة من �ش�أنه �أن ي�ساعد الطالب‬ ‫على االندماج يف �أثناء الدرو�س‪.‬‬ ‫�إن تقنيات املعلومات الإلكرتونية‪ ،‬التي حتولت من كونها �أدوات مكلفة وغريبة �إىل معدات موجودة‬ ‫داخل الف�صول الدرا�سية‪� ،‬سرعان ما �أ�صبحت جزء ًا روتيني ًا للعديد من بيئات التعلم‪ .‬كما ح ّلت‬ ‫املناهج التي جتمع بني ال�صوت‪ ،‬وال�صورة واللون‪ ،‬حم ّل املناهج التي تعتمد على الن�صو�ص القدمية‪.‬‬ ‫وتعد الو�سائط املتعددة التفاعلية واحدة من �أكرث التقنيات الواعدة يف ع�صرنا هذه‪ .‬ولديها القدرة‬ ‫على �إحداث ثورة يف الطريقة التي نعمل بها‪ ،‬ونتعلم ونتوا�صل من خاللها‪ .‬ومع توافر برامج الو�سائط‬ ‫‪14‬‬

‫صورة التقرير‬


‫املتعددة التفاعلية‪� ،‬أ�صبحت عملية التعلم �أكرث‬ ‫فاعلية‪ ،‬وحتفز الطالب على العمل والتفاعل‬ ‫وامل�شاركة‪ .‬ويعني التفاعل احلقيقي �أن يتم تعديل‬ ‫عملية التعلم من خالل الأن�شطة التي يقوم بها‬ ‫املتعلمون‪ .‬ومن ثم تغيري �أدوار املتعلم واملعلم على‬ ‫حد �سواء‪.‬‬ ‫ويقت�صر نطاق هذه الدرا�سة على ا�ستعرا�ض‬ ‫مزايا البحوث املتعلقة بالو�سائط املتعددة‪،‬‬ ‫امل�ستخدمة للأغرا�ض التعليمية‪ .‬وتتناول‬

‫وتطبيق املحتوى والتقنيات اجلديدة تفتح الأبواب‬ ‫�أمام امل�ؤ�س�سات اجلديدة للمناف�سة مع اجلامعات‬ ‫التقليدية ومع بع�ضها ً‬ ‫بع�ضا‪ ،‬الجتذاب الطالب‬ ‫واملتعلمني‪� .‬ستكون �سهولة احل�صول على املعلومات‬ ‫العامل الرئي�س يف تعزيز امل�ستوى التعليمي‪،‬‬ ‫و�إثارة الق�ضايا اجلديدة الفعالة املتعلقة بالبحث‪،‬‬ ‫وتطوير القدرة على تقييم املعلومات‪ ،‬وتنمية‬ ‫مهارات التحليل والتفكري‪.‬‬ ‫وميكن جلهاز احلا�سوب تقدمي الدعم‬

‫الفعال للتقنيات في جميع المناهج الدراسية‬ ‫الدمج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التعلم ودعم المشاركة‬ ‫يؤدي الى تعميق عملية‬ ‫الفعالة وتعزيز التفاعل والتغذية الراجعة‬ ‫ّ‬ ‫�أي�ض ًا �آثار ت�صميم ال�شا�شة‪� ،‬أي العنا�صر الب�صرية‬ ‫كاللون‪ ،‬والن�ص‪ ،‬والر�سومات‪ ،‬وال�صور املتحركة‪،‬‬ ‫والتغذية الراجعة‪ ،‬وتفاعل الطلبة‪ ،‬وعنا�صر‬ ‫ال�صورة وال�صوت‪ ،‬من �أجل تطوير الو�سائط‬ ‫املتعددة الفعالة تربو ًيا‪ .‬وت�شري املناهج الإلكرتونية‬ ‫�إىل التعلم الذي يعتمد على احلا�سوب‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫املواد التعليمية املتاحة للطالب من خالل الأقرا�ص‬ ‫امل�ضغوطة‪ ،‬والدورات عرب �شبكة الإنرتنت‪،‬‬ ‫والنظم الإلكرتونية امل�ستخدمة‪ ،‬لتعزيز الربامج‬ ‫الأكادميية‪ ،‬مثل‪ :‬االختبارات على الإنرتنت‪،‬‬ ‫والربيد الإلكرتوين‪ ،‬وتقييمات املواد الدرا�سية‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل خمتلف تطبيقات التقنية التعليمية‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك توفري �أجهزة احلا�سوب املحمولة للطالب‪،‬‬ ‫و�أنظمة الو�سائط املتعددة‪ ،‬والإنرتنت‪.‬‬ ‫�إن تزايد الطلب على التعلم‪� ،‬إىل جانب‬ ‫التطورات التقنية‪ ،‬هو يف الواقع نقطة �ضغط‬ ‫حا�سمة لتحدي الفر�ضيات ال�سائدة‪ ،‬واجلامعات‬ ‫املنظمة ب�شكل تقليدي يف القرن احلادي‬ ‫والع�شرين‪ .‬وهذا املزيج من الطلب والتكاليف‪،‬‬

‫وامل�ساهمة يف كل املجاالت‪ ،‬وخ�صو�ص ًا التعليمية‪.‬‬ ‫كما �أن املناهج الدرا�سية هي مبثابة دليل مي ّكننا‬ ‫من حتديد الأهداف والغايات التي ي�سعى الطالب‬ ‫لتحقيقها‪ .‬و�إذا �أردنا و�ضع خطة درا�سية‪ ،‬يجب‬ ‫حتديد الأهداف الرئي�سة‪ ،‬والأن�شطة املتنوعة‬ ‫التي تدعم الأهداف الدرا�سية‪� ،‬إ�ضافة �إىل دمج‬ ‫�سيو�سع‬ ‫التقنيات يف العملية التعليمية‪ ،‬الأمر الذي ّ‬ ‫�أهداف التعلم ويعززها‪ .‬ومن املفهوم �أن املعلمني‬ ‫والطالب بحاجة لق�ضاء الوقت يف تعلم �أ�سا�سيات‬ ‫ا�ستخدام جهاز احلا�سوب‪ .‬وهذا �أمر �ضروري من‬ ‫�أجل ال�سعي لدمج التقنيات ب�شكل فعال‪.‬‬ ‫ويتحقق دمج التقنيات يف املناهج الدرا�سية‪،‬‬ ‫عندما يكون الطالب قادرين على حتديد الأدوات‬ ‫التقنية مل�ساعدتهم على احل�صول على معلومات‬ ‫يف الوقت املنا�سب‪ ،‬وحتليل املعلومات‪ ،‬وجمعها‪.‬‬ ‫وينبغي �أن ت�صبح التقنيات جزء ًا ال يتجز�أ من‬ ‫الكيفية التي ت�سري بها يف الف�صول الدرا�سية‪ ،‬و�أن‬ ‫يتم الو�صول �إليها ب�سهولة كما هو حال باقي الأدوات‬ ‫يف الغرفة ال�صفية‪ .‬ويتعني على املحا�ضرين ال�سعي‬

‫لتحقيق هدفني مهمني‪ ،‬عندما يقومون‬ ‫بدمج التقنيات خالل التدري�س‪ .‬يتمثل الهدف‬ ‫الأول بالإملام بالتقنيات امل�ستخدمة‪� ،‬إذ من املمكن‬ ‫ا�ستخدام احلا�سوب‪ ،‬لتنظيم معلومات الطالب‪،‬‬ ‫�أو ا�ستخدام برنامج حا�سوبي لتعزيز مهارة معينة‬ ‫يف �أثناء التدري�س‪ .‬فال ب ّد من دمج التقنيات يف‬ ‫حما�ضرات العلوم‪ ،‬والفن‪ ،‬والريا�ضيات‪ ،‬واللغة‪،‬‬ ‫والدرا�سات االجتماعية‪ ،‬وغريها من التخ�ص�صات‪،‬‬ ‫ولي�س فقط يف حما�ضرات احلا�سوب‪.‬‬ ‫�إن التخطيط لتدري�س وحدة من كتاب يبد�أ‬ ‫بالرجوع واالعتماد على دليل املعلم‪ .‬ويتم‬ ‫التخطيط للدرو�س‪ ،‬من خالل و�ضع جمموعة من‬ ‫الأهداف التي يت�ضمنها املنهج الدرا�سي‪ .‬وميكن‬ ‫ا�ستخدام احلا�سوب لتقدمي الدعم وامل�ساعدة‪.‬‬ ‫و�إن الدوافع للتوجه �إىل التعلم الإلكرتوين تتمثل‬ ‫باملزايا التي يوفرها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لن تتم ّكن‬ ‫احلوا�سيب‪ ،‬وغريها من �أ�شكال تو�صيل املعلومات‪،‬‬ ‫�أن ت�أخذ مكان املدر�سني‪.‬‬ ‫وهناك الكثري من الفوائد التي تقدّمها املناهج‬ ‫الإلكرتونية للمدربني وامل�ؤ�س�سات‪� ،‬أهمها‪ :‬خفْ�ض‬ ‫التكلفة الإجمالية املرتبطة ب�إعداد املناهج‬ ‫الدرا�سية‪ ،‬وتقليل وقت التعلم بن�سبة ‪� 40‬إىل‬ ‫‪ ،60%‬والتو�صيل املنظم للمعلومات وحمتوى‬ ‫املادة الدرا�سية‪ ،‬ومتكني الطلبة من التعلم‬ ‫والتدريب خالل وجودهم يف البيت‪ ،‬والتقليل من‬ ‫الإجهاد وال�شعور بالر�ضا للطالب الذين يتعلمون‬ ‫ب�شكل بطيء‪� ،‬أو �سريع‪ ،‬وخلق التفاعل بني الطلبة‬ ‫يف �أثناء الدرا�سة‪ .‬كما �أن لها العديد من ال�سيئات‪،‬‬ ‫من بينها‪ ،‬حتجيم �آليات االت�صال بني املدر�س‬ ‫والطالب‪ ،‬مثل‪ ،‬لغة اجل�سد‪ ،‬كما �أنها تق�ضي‬ ‫على التفاعل والتعلم من الأقران (‪Peer-to‬‬ ‫‪.)peer learning‬‬ ‫الو�سائط املتعددة هي و�سائل ت�ستخدم �أ�شكا ًال‬ ‫متعددة من حمتوى املعلومات ومعاجلة املعلومات‪،‬‬ ‫مثل‪( :‬الن�ص‪ ،‬وال�صوت‪ ،‬والر�سوم البيانية‪ ،‬والر�سوم‬ ‫املتحركة‪ ،‬وال�صورة‪ ،‬والتفاعل)‪ ،‬لإبالغ امل�ستخدم‬ ‫�أو �إمتاعه‪ .‬وهدف الو�سائط املتعددة �أن يتم متثيل‬ ‫املعلومات املوجودة باحلا�سوب‪ ،‬بالأ�شكال املذكورة‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إىل الو�سائل التقليدية‪ ،‬كالن�ص‪ ،‬والر�سومات‪.‬‬ ‫وتنطوي بيئة التعلم متعددة الو�سائط على عدد‬

‫‪15‬‬


‫من املكونات‪� ،‬أو العنا�صر التي ت�ساعد على حدوث العملية التعليمية؛ وتدمج‬ ‫الو�سائط املتعددة خم�سة �أنواع �أ�سا�سية من الو�سائل مع بيئة التعلم‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الن�صو�ص‪ ،‬وال�صورة‪ ،‬وال�صوت‪ ،‬والر�سومات‪ ،‬وال�صور املتحركة‪ ،‬مما يتيح �أداة‬ ‫قوية جديدة للتعليم‪ ،‬ويو ّفر املرونة يف التعبري عن الإبداع للطالب‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫تبادل الأفكار‪.‬‬ ‫وي�شري جون �سكايل (‪1993‬م)‪ ،‬الرئي�س ال�سابق واملدير التنفيذي ل�شركة‬ ‫�أبل‪� ،‬إىل �أن الو�سائط املتعددة تتيح التعلم الفردي‪ ،‬مما يجعل الطالب ي�شاركون‬ ‫بفاعلية يف العملية التعلم ّية التعليمية‪ .‬وتختلف الو�سائط املتعددة التفاعلية عن‬ ‫باقي �أ�شكال الو�سائط املتعددة القدمية‪ ،‬كالكتب‪ ،‬و�أ�شرطة الفيديو‪ ،‬ب�أنها مت ّكن‬ ‫الفرد من التفاعل مع تدفق املعلومات املوجودة يف احلا�سوب‪ .‬ويجب على املتعلمني‬ ‫معاجلة املعلومات‪ ،‬بن�شاط من �أجل فهمها وتذكرها‪.‬‬ ‫تتكون تطبيقات الو�سائط املتعددة من العنا�صر الآتية‪:‬‬ ‫الن�ص (‪:)Text‬‬ ‫تعد الرموز والن�صو�ص ذات �أهمية من �أجل التوا�صل‪ .‬ومع االنفجار الأخري‬ ‫للإنرتنت وال�شبكة العاملية‪� ،‬أ�صبح الن�ص �أكرث �أهمية من �أي وقت م�ضى‪ .‬ومت‬ ‫ت�صميم �شبكة الإنرتنت لعر�ض م�ستندات ن�صية ب�سيطة على �شا�شات احلا�سوب‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل �صور ور�سوم بيانية موجودة على هذه ال�شبكة كر�سوم تو�ضيحية‪.‬‬ ‫كما �أن املعلومات التي ت�ستند �إىل الن�ص �سهلة‪ ،‬وغري مكلفة لتطوير متطلبات‬ ‫ذاكرة احلا�سوب‪ .‬و�أ�شار نوجنت (‪ )1982‬يف الأبحاث �إىل �أن ال�صوت له مزايا‬ ‫وا�ضحة لتقدمي بع�ض املواد الدرا�سية الب�سيطة للأطفال الأ�صغر �سنا مع مهارات‬ ‫القراءة غري املطورة‪.‬‬

‫�إىل �أرقام‪ ،‬وي�شار �إليها بعملية الرقمنة �أو التحويل الرقمي‪ .‬فمن املمكن رقمنه‬ ‫ال�صوت من امليكروفون‪� ،‬أو جهاز توليف ال�صوت يف املو�سيقى‪� ،‬أو البث الإذاعي‬ ‫والتلفزيوين‪ ،‬والأقرا�ص املدجمة �أو غريها من امل�صادر‪.‬‬ ‫�إعداد امللفات ال�صوتية الرقمية (‪:)Preparing Digital Audio Files‬‬ ‫�إن عملية �إعداد امللفات ال�صوتية الرقمية هي �أمر وا�ضح �إىل حد ما ‪ .‬ف�إذا‬ ‫م�سجلة على �أ�شرطة كا�سيت‪ ،‬يجب علينا‬ ‫كان لديك مو�سيقى‪� ،‬أو م�ؤثرات �صوتية ّ‬ ‫يف البداية حتويلها �إىل �أرقام‪ ،‬ومن ثم ت�سجيلها با�ستخدام و�سائل رقمية قابلة‬ ‫للقراءة‪ ،‬مع الرتكيز على جودة ال�صوت واحل�صول على ت�سجيل جيد ونظيف‪.‬‬ ‫الر�سومات (‪:)Graphics‬‬ ‫ميكن لربجميات الو�سائط املتعددة �أن تقدّم املعلومات ب�سهولة‪� ،‬إما عن طريق‬ ‫الن�صو�ص �أو الر�سومات‪ ،‬مما ُي�سه ّل فهم املوا�ضيع الدرا�سية‪ .‬ف�إذا مل يتمكن‬ ‫الطالب من فهم املعلومات التي يقدمها الن�ص‪ ،‬ف�إن ب�إمكانهم فهمها عن طريق‬ ‫تقدميها‪� ،‬أو تعزيزها بوا�سطة املرئيات‪ .‬وميكن ا�ستخدام ال�صور‪ ،‬واحلقائق‪،‬‬ ‫واملفاهيم‪ ،‬والتعليمات‪.‬كما �أن املعلومات املقدّمة على �شكل ن�صو�ص من ال�سهل‬ ‫تذ ّكرها واالحتفاظ بها عندما يتم تو�ضيحها ب�صور‪.‬‬ ‫ال�صور (‪:)Images‬‬ ‫تقوم ال�صور بدور حيوي يف الو�سائط املتعددة‪ .‬وميكن �أن ت�أخذ هذه ال�صور‬ ‫�أ�شكا ًال متعددة‪ ،‬كال�صور الثابتة‪� ،‬أو اللوحات الفنية‪� ،‬أو ال�صور الفوتوغرافية‪،‬‬ ‫التي مت التقاطها عن طريق كامريا رقمية‪.‬‬ ‫الر�سوم املتحركة (‪:)Animations‬‬ ‫الر�سوم املتحركة هي عملية عر�ض �سريع ل�سل�سلة من ال�صور من �أجل �إن�شاء‬ ‫حركات وهمية‪ .‬وميكن ا�ستخدام الر�سومات �أو ال�صور‪ ،‬لتو�ضيح نقاط معينة‪،‬‬ ‫وتدري�س احلقائق‪� ،‬أو املفاهيم‪ ،‬وحتفيز الطالب‪ ،‬و�شرح الإجراءات‪.‬‬ ‫الفيديو (‪:)Video‬‬

‫ال�صوت (‪:)Audio‬‬ ‫وهو �أحد �أهم عنا�صر الو�سائط املتعددة‪ ،‬حيث يو ّفر متعة اال�ستماع للمو�سيقا‪.‬‬ ‫ويعمل العر�ض املرئي مع ال�شرح ال�صوتي على تقدمي املعلومات بطريقة ي�سهل‬ ‫فهمها‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬ميكن ا�ستخدام ال�صوت ل�شرح كثري من الأ�شياء‪ ،‬حتى‬ ‫يتم تو�ضيحها ب�شكل �أف�ضل‪.‬‬ ‫ُي�ستخدم الفيديو يف جمال الو�سائط املتعددة‪ .‬حيث تعد الأ�شرطة التجارية‪،‬‬ ‫ال�صوت الرقمي (‪ :)Digital Audio‬وهي عملية حتويل املوجات ال�صوتية والأفالم‪ ،‬و�أ�شرطة الفيديو املنزلية‪ ،‬عن�صر ًا رئي�س ًا يف برامج الو�سائط املتعددة‬

‫‪16‬‬


‫التفاعلية‪ ،‬ولكن حتتاج �أجهزة احلا�سوب‬ ‫�إىل معدات خا�صة‪� ،‬أو برامج لعر�ض‬ ‫الفيديو‪ .‬ويتم �إن�شاء عرو�ض الفيديو‬ ‫من خالل ملفات ت�ستهلك الكثري من‬ ‫م�ساحة التخزين مقارنة بالر�سوم‬ ‫املتحركة الب�سيطة‪ .‬وقد �أ�شار‬ ‫تايلور (‪� )1992‬إىل �أن‬ ‫الفيديو لي�س و�سيلة مثالية‬ ‫لتقدمي مواد تف�صيلية‪ ،‬ولكنه‬ ‫ي�ستخدم ب�شكل �أف�ضل لتو�ضيح‬ ‫املفاهيم املجردة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من اعرتاف املحا�ضرين‬ ‫ب�أهمية تقنيات املعلومات واالت�صاالت يف التعليم‬ ‫( (�‪Information and Communica‬‬ ‫‪ ،)tions Technologies- ICTs‬فال تزال �صعوبات‬ ‫ا�ستخدام هذه التقنيات موجودة‪ .‬ومن �أجل �ضمان حلول واقعية‬ ‫و�شاملة لوا�ضعي ال�سيا�سات‪ ،‬ال ب ّد من حتديد وفهم العوامل التي حتول دون‬ ‫ا�ستفادة املحا�ضرات من تقنيات املعلومات واالت�صاالت (‪ .)ICTs‬ويهدف‬ ‫التحليل الآتي �إىل تو�ضيح عقبات ا�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت‬ ‫(‪ )ICTs‬التي مت الت�أكيد عليها يف الدرا�سات والبحوث‪ ،‬التي در�ست �أ�سبابها‬ ‫حتى لو مت التح�ضري‬ ‫و�آثارها‪ .‬وتنق�سم هذه العقبات �إىل ثالث فئات‪ :‬عقبات على م�ستوى املحا�ضرات‪،‬‬ ‫لها ب�شكل جيد‪ .‬وباملثل‪،‬‬ ‫وعقبات على م�ستوى اجلامعة‪ ،‬و�أخرى على م�ستوى النظام‪.‬‬ ‫ال تعزز الربجميات غري املنا�سبة‬ ‫وي�شار �إىل �أن العديد من املحا�ضرين ال ي�ستخدمون تقنيات املعلومات الدرو�س ب�أي �شكل من الأ�شكال‪ ،‬وتف�صل ك ًال‬ ‫واالت�صاالت(‪ ، )ICTs‬والو�سائل الأخرى يف �أثناء العملية التدري�سية‪ ،‬ب�سبب من املحا�ضرين والطالب يف �أثناء عملية التعلم‪.‬‬ ‫افتقارهم للمهارات املتعلقة بهذه التقنيات‪ .‬و�إن عدم املعرفة بتقنيات املعلومات‬ ‫و�أما عدم قدرة املحا�ضرين والطالب على الو�صول �إىل م�صادر‬ ‫واالت�صاالت (‪ )ICTs‬جتعل املحا�ضرين قلقني حول ا�ستخدامهم لها‬ ‫تقنيات املعلومات واالت�صاالت(‪ ،)ICTs‬في�أتي نتيجة عدد من العوامل‬ ‫يف الف�صول ال�صفية‪ ،‬ومن ثم ال ي�شعرون بالثقة لتبني املمار�سات‬ ‫الأخرى‪ ،‬ولي�س فقط لعدم وجود البنية التحتية لهذه التقنيات‪ .‬وقد متتلك بع�ض‬ ‫الرتبوية اجلديدة‪.‬‬ ‫الهيئات التعليمية �أحيان ًا‪ ،‬م�صادر تقنيات املعلومات واالت�صاالت(‪)ICTs‬‬ ‫ولقد ف�شلت برامج التدريب غري املنا�سبة‪ ،‬ب�إ�شراك املحا�ضرين‬ ‫عالية اجلودة‪ ،‬ولكن ال يتم تنظيمها ب�شكل الئق‪ ،‬ومن ثم ال تُ�ستخدم على النحو‬ ‫ال�ستخدام تقنيات املعلومات واالت�صاالت‬ ‫(‪ )ICTs‬خالل املحا�ضرات وحت�ضري‬ ‫تقدم المناهج اإللكترونية للمدربين والمؤسسات مجموعة‬ ‫ّ‬ ‫الدرو�س‪ ،‬ويتمثل ال�سبب الرئي�س وراء هذه من الفوائد اهمها خفض التكلفة المرتبطة باعداد المناهج‬ ‫الأمر يف تركيز الدورات التدريبية على‬ ‫تطوير مهارات تقنيات املعلومات واالت�صاالت وتقليل وقت التعلم والتواصل والمنتظم للمعلومات‬ ‫(‪ )ICTs‬ب�شكل رئي�س �أكرث من اجلوانب‬ ‫الرتبوية لهذه التقنيات‪ .‬ومن املثري لالهتمام �أنه على الرغم من امتالك بع�ض الأمثل‪ .‬ففي بع�ض م�ؤ�س�سات التعليم العايل على �سبيل املثال‪ ،‬ال ب ّد من احلجز‬ ‫املحا�ضرين للمهارات اجليدة يف تقنيات املعلومات واالت�صاالت(‪� ،)ICTs‬إال امل�سبق للف�صول الدرا�سية املزودة بتقنيات املعلومات واالت�صاالت(‪ )ICTs‬قبل‬ ‫�إنهم غري قادرين على نقل هذه املهارات التي تتعلق با�ستخدام هذه التقنيات يف �إعطاء املحا�ضرة‪ .‬ولذا‪ ،‬فال يتمكن املحا�ضرون والطالب من ا�ستخدام هذه‬ ‫الف�صول الدرا�سية‪ .‬كما �أن توافر التقنية ال يعني التطبيق الناجح لتقنيات املعلومات التقنيات يف �أي وقت وفق ًا الحتياجاتهم‪ .‬كما ال يتوفر يف بع�ض م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫واالت�صاالت(‪� ،)ICTs‬إال �أن غياب التقنية ي�شكل عائق ًا كبري ًا‪.‬‬ ‫العايل اخلربة الكافية للتخطيط املنهجي‪ ،‬وتنفيذ م�شاريع التنمية واملتابعة‪.‬‬ ‫ُي�ش ّكل عدم وجود الأجهزة ذات اجلودة العالية‪ ،‬وبرامج التعليمية املنا�سبة �أهداف الدرا�سة‬ ‫عائق ًا مهم ًا‪ ،‬ملوا�صلة تطوير تقنيات املعلومات واالت�صاالت(‪ )ICTs‬يف‬ ‫تهدف هذه الدرا�سة ب�شكل عام �إىل تقييم تطبيق املناهج الإلكرتونية‪ ،‬لتعزيز‬ ‫ّ‬ ‫جمال التعليم‪ .‬كما �أن �ضعف �أجهزة احلا�سوب عادة ما ُيعطل الدرو�س‪ ،‬م�شاريع اجلودة يف امل�ؤ�س�سات التعليمية يف كينيا‪ ،‬بهدف تقدمي تو�صيات ب�ش�أن‬ ‫‪17‬‬


‫الكيفية التي يتم بها ن�شر هذه امل�شاريع‪ ،‬ودعمها‬ ‫ب�شكل كبري‪.‬‬ ‫وتتم ّثل الأهداف الأخرى لتطبيق تقنيات‬ ‫املعلومات واالت�صاالت(‪ )ICTs‬يف التعليم‪،‬‬ ‫من خالل �أنظمة الو�سائط املتعددة بتنفيذ مبد�أ‬ ‫التعلم مدى احلياة‪ ،‬وزيادة الأ�ساليب واخلدمات‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتعزيز تكاف�ؤ الفر�ص يف احل�صول‬ ‫على التعليم واملعلومات‪ ،‬وتطوير نظام جمع‬ ‫املعلومات التثقيفية ون�شرها‪ ،‬وت�شجيع �إملام جميع‬ ‫املواطنني‪ ،‬وخا�صة الطالب‪ ،‬بالتقنيات‪ ،‬وتطوير‬ ‫التعليم عن بعد مع املحتويات الوطنية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫ثقافة التعلم (تنمية مهارات التعلم‪ ،‬والتو�سع يف‬ ‫التعليم االختياري‪ ،‬وم�صادر التعليم املفتوح)‪،‬‬ ‫و�أخري ًا دعم الهيئات التعليمية يف تبادل اخلربات‬ ‫واملعلومات مع الآخرين‪.‬‬ ‫�إن امل�ساهمة املهمة للمناهج الدرا�سية‬ ‫الإلكرتونية يف جمال التعليم القائم على‬ ‫احلا�سوب‪ ،‬هو توفري الو�صول �إىل املعرفة امل�ستندة‬ ‫�إىل املوارد‪ .‬وي�شري تاريخ نظام القيا�س الرتبوي‬ ‫املحو�سب‪� ،‬إىل �أن ك ّل جيل من القيا�س الرتبوي‪،‬‬ ‫قد �أظهر زيادة يف ا�ستخدام �أنظمة الو�سائط‬ ‫املتعددة من �أجل حت�سني �أن�شطة القيا�س الرتبوي‪.‬‬ ‫وهناك حتديات تعيق اجلودة يف التعليم الكيني‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬زيادة الطلب على التعليم العايل الذي‬ ‫�ساهم يف عدم التخطيط‪ ،‬وعدم قدرة املوارد‬ ‫على تلبية احتياجات املواد الدرا�سية‪ ،‬ونق�ص‬ ‫الأيدي العاملة املدربة‪ ،‬و�سوء تنمية املوظفني‪،‬‬ ‫وامل�س�ؤوليات الثقيلة؛ نظر ًا الرتفاع عدد الطالب‪،‬‬ ‫وعدم و�ضوح �سيا�سة التدريب‪.‬‬ ‫و�سوف تتعهد التطورات احلديثة يف تقنيات‬ ‫االت�صاالت‪ ،‬والتي �أ�صبح لها ت�أثري على التعليم‬ ‫يف املدار�س والكليات واجلامعات‪ ،‬بالتغلب‬ ‫على هذه العقبات‪ .‬كما �أن ت�صميم الأنظمة‬ ‫املنطقية‪ ،‬وتطويرها‪ ،‬وا�ستخدامها يلعب دور ًا‬ ‫رئي�س ًا يف حتقيق هذا الأمر‪ .‬وتنظر حكومة‬ ‫كينيا �إىل التعليم بكونه و�سيلة يتم من خاللها‬ ‫تزويد املجتمع‪ ،‬مبهارات تقنيات املعلومات‬ ‫واالت�صاالت‪ )ICTs(،‬لإيجاد منو اقت�صادي‬ ‫م�ستدام‪ .‬وترى �أي�ضا �أن ا�ستخدام تقنيات‬ ‫املعلومات واالت�صاالت(‪� )ICTs‬سيقوم بدور‬ ‫كبري يف ن�شر املهارات �إىل املجتمع‪ ،‬ومن ثم خلق‬ ‫‪18‬‬

‫�آثار �إيجابية يف االقت�صاد‪.‬‬ ‫منهجية الدرا�سة‬ ‫اعتمدت هذه الدرا�سة على اال�ستبيانات‬ ‫للح�صول على الردود النوعية‪� ،‬إ�ضافة �إىل �إجراء‬ ‫املقابالت‪ .‬وقد ا�ستهدفت هذه الدرا�سة م�ستخدمي‬ ‫املناهج الإلكرتونية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف‬ ‫كينيا‪ .‬وقد مت ت�صميم هذه الدرا�سة با�ستخدام‬ ‫امل�سح النوعي والكمي‪ .‬ومت تناول احتياجات‬ ‫امل�ستخدم‪ ،‬والعوامل الدميوغرافية‪ ،‬مثل‪ :‬العمر‪،‬‬ ‫والتجربة التعليمية‪ ،‬والنوع االجتماعي‪ ،‬يف هذه‬ ‫يخ�ص املناهج‬ ‫الدرا�سة‪ .‬و�ستعمل الدرا�سة‪ ،‬فيما ّ‬ ‫الدرا�سية الإلكرتونية‪ ،‬على �إيجاد فر�ص مهمة‬ ‫ملطوري املناهج التعليمية وللمناهج الإلكرتونية‪،‬‬ ‫ملناق�شة التحديات‪ ،‬والق�ضايا‪ ،‬والتطورات يف‬ ‫تطبيق الو�سائط املتعددة يف التعليم والتعلم على‬ ‫م�ستويات خمتلفة بهدف تعزيز اجلودة‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫�إن اندماج جميع �أنواع الو�سائل يف العامل‬ ‫الرقمي يج�سد روح الع�صر التقني اجلديد‪.‬‬

‫وتقدم الو�سائط املتعددة‪ ،‬مثل‪ :‬الفيديو‪،‬‬ ‫والن�صو�ص‪ ،‬وال�صور الثابتة‪ ،‬التي تعد و�سائل‬ ‫تعليمية فعالة‪ .‬ولكن القول امل�أثور «�إن �إدخال‬ ‫�أجهزة احلا�سوب يف املدار�س �سيعمل على‬ ‫حت�سني التعلم مبا�شرة»‪ ،‬ناق�ض الواقع الذي‬ ‫يقول ب�أن «التقنيات باهظة الثمن �ست�سفر عن‬ ‫عودة للتعليم‪ ،‬ريثما تلبي املدار�س واملناطق‬ ‫االحتياجات‪ ،‬نحو التطوير املهني‪ ،‬والدعم‬ ‫التقني‪ ،‬وتوافر الربامج املنا�سبة‪ ،‬والإدارة‬ ‫ال�صفية‪ ،‬وتكامل املناهج»‪.‬‬ ‫كما �أن الإمكانات الكاملة ال�ستخدام تقنيات‬ ‫الو�سائط املتعددة للتعلم يف املدار�س االبتدائية‬ ‫والثانوية‪ ،‬ال ميكن �أن تتحقق �إال بعد �إعادة‬ ‫النظر يف خربات‪ ،‬وجتارب التعلم املقدمة يف‬ ‫املدار�س والكليات التقليدية‪ .‬ويتعني على‬ ‫املعلمني �أن يكون لديهم دراية ب�ش�أن تقنيات‬ ‫الو�سائط املتعددة ملعرفة كيفية ا�ستخدامها يف‬ ‫�أثناء العملية التدري�سية‪.‬‬

‫اندماج جميع الوسائل في العالم الرقمي‬ ‫يجسد روح العصر التقني الجديد‬ ‫ّ‬


‫إقامة شراكات فعالة مع‬ ‫هيئات خارجية‬

‫�سلط هذا التقرير ال�ضوء على عمليات التعليم امل�ستمر التي تعرف �أي�ضاً بعمليات‬ ‫التعليم الإ�ضايف التابعة للجامعات‪ .‬ميثل التعليم امل�ستمر العمليات التعليمية التي تقدم‬ ‫حما�ضرات لطالب غري تقليديني‪ ،‬يكونون يف الأغلب من فئات عمرية متقدمة‪ ،‬وي�سعون‬ ‫للح�صول على تدريب متعلق بعملهم‪� ،‬أو ح�ضور حما�ضرات لزيادة ثقافتهم يف جمال‬ ‫معني دون احل�صول على درجة �أكادميية‪.‬‬ ‫وتناول التقرير ال�شراكات التي تقوم بها عمليات التعليم هذه مع هيئات خارجية‪ ،‬بهدف زيادة‬ ‫م�ساهمتها للجامعة الأم‪ .‬وعر�ض التقرير مفهوم ال�شراكة على �أنه تبادل �إ�سرتاتيجي م�ستمر‪،‬‬ ‫وتوا�صل بني الأطراف‪ ،‬وتعاون على ت�شكيل ومراجعة الأهداف الإ�سرتاتيجية احلا�سمة‪ .‬كما ي�ؤكد‬ ‫التقرير على �أن هذه ال�شراكات مهمة جداً الزدهار امل�ؤ�س�سات على املدى الطويل‪.‬كما �أن تقييم‬ ‫و�إدارة ال�شراكات مهارة ال ب ّد �أن يكت�سبها م�س�ؤولو امل�ؤ�س�سات التعليمية وميار�سوها‪ ،‬والهدف من هذا‬ ‫التقرير هو تقدمي منظور لل�شراكة على نحو فعال‪.‬‬ ‫يجب على م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬حال بقية قطاعات الأعمال‪� ،‬أن ت�شق طريقها يف بيئة من املوارد‬ ‫ال�شحيحة‪ ،‬حيث هام�ش اخلط�أ �صغري جد ًا‪ ،‬والقرارات حول تخ�صي�ص وقت املوظفني ومبادرات‬ ‫التمويل يجب �أن تدر�س بتفكري دقيق‪ .‬ولذا �أدركت م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أهمية وقيمة العمل مع‬ ‫هيئات خارجية مل�ساعدتها على اال�ستفادة الأف�ضل من ر�أ�سمالها املادي والب�شري‪.‬‬ ‫وذكر التقرير �أهم فوائد ال�شراكة مع هيئات خارجية‪ ،‬وهي‪� :‬إعادة الهيكلة وتقليل التكاليف‪ ،‬وبناء‬ ‫�أنظمة جديدة ال�ستيعاب عمليات وا�سعة النطاق‪ ،‬وال�سماح للموظفني من الرتكيز على املهام الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫وتب�سيط العمل‪ .‬وت�سهيل الو�صول ال�سريع لأف�ضل املمار�سات‪ ،‬و�أخري ًا بناء القدرات الداخلية من خالل‬ ‫مراقبة املتخ�ص�صني اخلارجيني‪.‬‬

‫صورة التقرير‬

‫‪19‬‬


‫كما و�أ�شار التقرير �إىل عيوب حمتملة لهذه‬ ‫ال�شراكات‪ ،‬منها‪ :‬فقدان ال�سيطرة واالعتماد‬ ‫الكلي على جهة خارجية‪ ،‬وفقدان اخلربات‬ ‫الداخلية حتى لو كانت مب�ستوى �أقل من اخلربات‬ ‫اخلارجية‪ ،‬وتراجع طفيف يف جودة العمل عندما‬ ‫تبد�أ الهيئات اخلارجية الرتكيز على جامعات‬ ‫�أخرى‪ ،‬وقبول حتديات جديدة‪ ،‬و�أخري ًا التكاليف‬ ‫ال�سيا�سية للتغلب على املقاومة الداخلية للعمل مع‬ ‫�أطراف خارجية‪.‬‬ ‫يجب على �أع�ضاء جمعية املهنيني اجلامعيني‬ ‫والتعليم امل�سترمر‪University Profe s‬‬ ‫‪sional and Continuing Educa‬‬‫‪� ،)tion Association,(UPCEA‬أن‬ ‫يطرحوا الأ�سئلة الآتية من �أجل �أي من الأهداف‬ ‫الإ�سرتاتيجية‪ ،‬واخلطة الت�شغيلية الناجمة‪ :‬هل‬ ‫بالإمكان حتقيق الهدف دون �شراكة وبكلفة‬

‫املحادثات غري الر�سمية مع الهيئات اخلارجية‬ ‫ق�ضية مهمة للح�صول على فكرة حول النهج املتبع‬ ‫لدى هذه الهيئات‪ ،‬والتعرف على امل�شاكل امل�شابهة‬ ‫التي تتعر�ض لها اجلامعات‪ .‬ويف املقابل تتعرف‬ ‫هذه الهيئات على �أو�ضاع واحتياجات امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية املختلفة‪ ،‬مما ي�ساعدها على ت�صميم‬ ‫وتقدمي احللول واخلربات الالزمة‪.‬‬ ‫و�أكد التقرير على �أهمية عملية التقييم‬ ‫ال�شفاف لل�شركاء املحتملني‪ ،‬فقد تنطوي هذه‬ ‫العملية على طلب عطاء �أو مذكرة تفاهم‪ ،‬ولكن‬ ‫الأهم هو التحاور بني �أ�صحاب امل�صلحة الداخلية‬ ‫واجلهات اخلارجية حول ما يهم امل�ؤ�س�سة‪ ،‬فيما‬ ‫يخ�ص التحديات القائمة‪ ،‬والأهداف املو�ضوعة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومدى �إمكانية حتقيقها‪ .‬ويجب �أن تنطوي عملية‬ ‫التقييم هذه على امل�صارحة‪ ،‬بكل القيود املالية‪،‬‬ ‫والتنظيمية‪ ،‬والثقافية‪ .‬كما يعد مو�ضوع انفتاح‬

‫شراكة مؤسسات التعليم العالي مع هيئات‬ ‫خارجية يوفر لها اعادة الهيكل وتقليل التكاليف‬ ‫وبناء انظمة جديدة الستيعاب اكبر وبناء القدرات‬ ‫الداخلية‬ ‫مقبولة؟ وهل بالإمكان حتقيق الهدف من خالل‬ ‫ال�شراكة مع هيئة خارجية؟ و�إن مل يكن بالإمكان‬ ‫حتقيق الهدف بال�شراكة �أو من دونها‪ ،‬فهل يعد‬ ‫هذا هدف ًا مقبو ًال؟‬ ‫و�أ�شار التقرير �إىل �أن على وحدات التعليم‬ ‫امل�ستمر‪ ،‬قبل الأخذ باحل�سبان ال�شراكة مع هيئة‬ ‫خارجية‪� ،‬إجراء تقييم عملي للمناخ امل�ؤ�س�سي‪� .‬إذ‬ ‫من دون دعم �أع�ضاء الهيئة التدري�سية‪ ،‬ور�ؤ�ساء‬ ‫الأق�سام والعمداء‪ ،‬ورئي�س اجلامعة‪� ،‬ستجد‬ ‫وحدات التعليم امل�ستمر �أن العاملني يف امل�ؤ�س�سة‪،‬‬ ‫قد يجعلون من املبادرات الأكرث منطقية م�ستحيلة‬ ‫املبا�شرة‪ ،‬ناهيك عن تنفيذها‪.‬‬ ‫وفق ًا للتقرير يجب على امل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫حتقيق �شراكات بوقت مبكر يف �أثناء التخطيط‬ ‫الإ�سرتاتيجي‪ ،‬وقبل و�ضع الأهداف الإ�سرتاتيجية‪،‬‬ ‫لتفادي �أية م�شاكل تنظيمية م�ستقبلية‪� .‬إذ يجب‬ ‫على الإداريني التحاور مع نظرائهم يف امل�ؤ�س�سات‬ ‫الأخرى والبحث يف �شبكة املعلومات‪ .‬وتعد‬ ‫‪20‬‬

‫امل�ؤ�س�سة و�صراحتها مه ًما جد ًا خللق �شراكات‬ ‫خارجية ناجحة‪.‬‬ ‫يجب على امل�ؤ�س�سات التعليمية يف �أثناء بحثها‬ ‫عن �شريك م�ستقبلي �أن حت�صل على �إجابات‬ ‫للأ�سئلة الآتية‪ :‬كيف ميكن لل�شريك �أن يو�ضح‬ ‫ويحدد �أهداف تلك امل�ؤ�س�سات‪� ،‬أو حلول م�شاكلها؟‬ ‫وهل لدى ال�شريك امل�ستقبلي �سجل حافل بالنجاح‪،‬‬ ‫مب�ساعدة امل�ؤ�س�سات على مواجهة حتديات‬ ‫مماثلة؟ وما هي امل�صادر املوجودة والقادرة‬ ‫على تقدمي �إجابات لأ�سئلة‪ ،‬مثل �إمكانية ال�شريك‬ ‫يف ت�أمني امل�شاريع بامليزانية والوقت املحددين؟‬ ‫و� ّأي من املخاوف الفورية حول ال�شراكة ي�ستطيع‬ ‫ال�شريك املحتمل معاجلتها؟ وهل تعد امل�ؤ�س�سات‬ ‫من�سجمة مبا يكفي ل�ضمان �شراكة طويلة الأمد؟‬ ‫وكيف تتعامل الأطراف مع البيانات امل�شرتكة ؟‬ ‫وما ال�ضمانات التي ب�إمكان ال�شركاء تقدميها‬ ‫مبا يخ�ص خ�صو�صية املعلومات احل�سا�سة‬ ‫و�أمنها؟ وهل يحتمل عمل هذا ال�شريك دعم‬

‫ومتابعة �شراكة طويلة املدى؟ و�أخري ًا هل يخ�ضع‬ ‫هذا ال�شريك ملعايري الرابطة الأمريكية مل�سجلي‬ ‫الكليات و�ضباط القبول اجلامعي ‪Amer i‬‬ ‫‪can Association of Collegiate‬‬ ‫‪Registrars and Admissions‬‬ ‫‪)Officers (AACRAO‬؟‬ ‫فعلى امل�ؤ�س�سة التي تناق�ش �إمكانية ال�شراكة مع‬ ‫�شركاء حمتملني احلذر لكيال ت�ؤثر عملية التقييم‬ ‫ب�صورة �سلبية على �إمكانية ال�شراكة‪ .‬يف حني‬ ‫يجب على امل�ؤ�س�سات �إجراء تقييم �شامل لل�شركاء‬ ‫املحتملني‪ ،‬و�أن تربر �أي�ض ًا طلب املعلومات الذي‬ ‫قد جتده الهيئات اخلارجية �أم ًرا غري عادي‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير �إىل �أنه من املفيد �إ�شراك طرف‬ ‫ثالث‪ ،‬يف حالة ال�شراكات التي تتطلب التزام ًا‬ ‫كبري ًا بالوقت واملوارد‪ ،‬ليدير العملية‪ .‬وينطبق هذا‬ ‫على ال�شراكات املعقدة ووا�سعة النطاق‪ ،‬كمجاالت‬ ‫التقنية‪ ،‬التي قد ال تتوفر اخلربات الالزمة لها‬ ‫لدى امل�ؤ�س�سة التعليمية‪ .‬ويجب �أال يكون لدى‬ ‫القائم على التقييم �أي توقعات عمل مع امل�ؤ�س�سة‬ ‫املعنية بال�شراكة‪ ،‬كما يجب �أال يكون متحيز ًا لأي‬ ‫من ال�شركاء املحتملني‪ .‬وعلى الطرف الثالث‬ ‫�أن يعك�س �صفات وحكم امل�ؤ�س�سة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫متثيل اهتماماتها والقيام بالتو�صيات الالزمة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن تعيني طرف ثالث قد يزيد‬ ‫من تكاليف ال�شراكة الكلية‪� ،‬إال �أن ذلك �سيوفر‬ ‫وقت املوظفني‪� ،‬إذ �سيقوم موظفو الطرف الثالث‬ ‫بكل املجهود بدل من موظفي امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫ول�ضمان جناح ال�شراكة‪ ،‬ب�إمكان امل�ؤ�س�سة‬ ‫اتخاذ خطوات لزيادة احتمالية النجاح مع تقليل‬ ‫العراقيل‪ .‬ويجب على الأطراف املعنية‪ ،‬قبل‬ ‫امل�ضي بال�شراكة‪ ،‬الت�أكد من ت�سجيل الأهداف‬ ‫يتم االتفاق على‬ ‫املن�شودة يف عقود مكتوبة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫معايري النجاح وتعريف مقيا�سها‪ .‬ومن املهم �أي�ض ًا‬ ‫حتديد العقوبات يف حالة ف�شل حتقيق الأهداف‪،‬‬ ‫�إىل جانب �إ�ضافة بند �صناديق الطوارئ‪ ،‬لدعم‬ ‫التغيريات واملبادرات اجلديدة املتعلقة بال�شراكة‬ ‫�ضمن العوامل املالية يف العقد االبتدائي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أنه مهما كانت �صيغة العقد‪،‬‬ ‫ف�إن ال�شراكة تتعلق بال�صرب واملرونة منذ البداية‪،‬‬ ‫�إذ يجب على طاقم موظفي اجلامعة �أن يدركوا‬ ‫ب�أن دخولهم ب�شراكة مع جهة خارجية جتعلهم‬


‫يتخلون عن جزء من التحكم‪ ،‬وعليهم كذلك‬ ‫تقبل �أن �سبب وجود هذه ال�شراكة هو �أن هناك‬ ‫طر ًفا �آخر ميلك اخلربة الالزمة لإجناز مبادرة‬ ‫جديدة‪ .‬وهذا قد يعني تغيري ًا كبري ًا يف كيفية‬ ‫عمل اجلامعات وقيمها امل�ؤ�س�سية‪ .‬وعلى املوظفني‬ ‫اخلارجيني من جهتهم‪� ،‬أن يكونوا بالغي الدقة‬ ‫فيما يتعلق بالفروقات وامليزات امل�ؤ�س�سية‬ ‫والبيئية‪ .‬حيث �إن كل جامعة خمتلفة عن الأخرى‪،‬‬ ‫والطريق نحو النجاح خمتلف كذلك‪.‬‬ ‫كما �أ�شار التقرير �إىل �أهمية تدريب العاملني‬ ‫على فهم دور وخربة وعمل كال الطرفني‪ ،‬وتفهم‬ ‫الأهداف املرجوة‪� ،‬إذ يخلق هذا التدريب جو ًا‬ ‫من التعاون مما ي�سهم يف جناح هذه ال�شراكة‬ ‫وتعزيزها‪ .‬كما حتتاج هذه ال�شراكات �إىل‬ ‫امل�صادر‪ ،‬ودعم وم�شاركة �شخ�ص ذي �سلطة‬ ‫ونفوذ يف الهيئة‪� .‬إذ يجب �أن ي�شارك هذا الإداري‬

‫لأن الظروف تتغري ب�شكل م�ستمر‪ ،‬مما ي�ؤدي اتفاق م�سبق‪ ،‬ولي�س ب�سبب نزاع �أو �أزمة‪ .‬لذا من‬ ‫وفر�صا غري �أن �أهم الن�صائح عند �إنهاء ال�شراكة‪� :‬أن يتحلى‬ ‫لتوافر معلومات جديدة‪ ،‬تُظهر قيودًا ً‬ ‫متوقعة‪ .‬لذلك حتتاج الفرق العاملة �إىل الدعم جميع الأطراف باالحرتام والت�صرف ب�أخالق‬ ‫واال�ستقالل للرد والعمل‪.‬‬ ‫للمحافظة على �سمعتها يف �سوق العمل‪.‬‬

‫يجب على مؤسسات التعليم العالي إجراء تقييم‬ ‫شامل للشركاء المحتملين منعًا لسوء فهم‬ ‫مستقبلي او تعارض في المصالح‬ ‫وتعد نقاط التوا�صل بني اجلامعة والعاملني يف‬ ‫الهيئة اخلارجية‪ ،‬مهمة للغاية عند بدء ال�شراكة‪،‬‬ ‫�إذ يجب املحافظة على حوار وتوا�صل دائمني‪ ،‬من‬ ‫خالل االجتماعات والتقارير امل�ستمرة‪ ،‬ل�ضمان‬ ‫عدم حدوث مفاج�آت والت�أكيد على التعامل مع‬ ‫الأزمات ب�صورة �صحيحة‪.‬‬

‫المحافظة على التواصل والحوار الدائم بين الجامعة‬ ‫ومنسوبيها مهم للغاية عند بدء الشراكة‬ ‫لضمان عدم حدوث مفاجآت‬ ‫التنفيذي ب�صورة كبرية ليربهن على �أهمية‬ ‫هذه ال�شراكة للم�ؤ�س�سة‪ .‬وعلى امل�ستوى العملي‪،‬‬ ‫يجب �أن مينح املدير موظفيه‪ ،‬وموظفي الهيئة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬حرية للعمل واتخاذ القرارات‪ ،‬وذلك‬

‫قد تدوم ال�شراكات لأيام �أو لعقود من الزمن‪،‬‬ ‫ولكن معرفة ما قد ي�ؤدي �إىل �إنهاء ال�شراكة‬ ‫منذ البداية �أمر مفيد للطرفني‪ .‬لذا تكمن قيمة‬ ‫التخطيط لنهاية ال�شراكة يف �أنها قد ت�أتي ب�سبب‬

‫و�أكد التقرير على �ضرورة جتنب ال�شراكة يف‬ ‫حال عدم �ضمان جناح امل�ؤ�س�سة التعليمية يف‬ ‫حتقيق تطلعاتها و�أهدافها‪ ،‬كما يجب التمعن‬ ‫بدرا�سة �إمكانية ال�شراكة وجدواها لتفادي‬ ‫خ�سارة الوقت وامل�صادر‪ .‬وعلى كال الطرفني‬ ‫النظر ب�شكل خا�ص يف خطة عمل الطرف الآخر‪،‬‬ ‫التي تذكر امل�صادر الالزمة والعائدات املالية‬ ‫املتوقعة‪ .‬فاحلديث عن الأمور املالية ركيزة مهمة‬ ‫خلطة العمل‪ ،‬لأنه �سي�ضع العمل يف �إطار ذي‬ ‫حقائق �أكرث عملية‪ ،‬بعيد ًا عن الأفكار والأهداف‬ ‫غري املح�سو�سة‪ .‬والطريقة الأخرى ملعرفة جدوى‬ ‫ال�شراكة مع هيئة معينة‪ ،‬هي مبراقبة �أ�سلوب‬ ‫عملها يف �أثناء فرتة التقييم‪.‬‬ ‫ويف ختام التقرير يخل�ص كاتبوه �إىل �أنه ال‬ ‫ميكن للن�صائح �أن حتل حمل اخلربة‪ .‬فمعظم‬ ‫امل�ؤ�س�سات التعليمية تعمل مع �أطراف خارجية من‬ ‫�أ�صحاب �أعمال‪� ،‬أو ا�ست�شاريني‪� ،‬أو حتى جامعات‬ ‫�أخرى‪ ،‬لتحقيق �أهداف مهمة‪ .‬وقد تتعمق هذه‬ ‫ال�شراكات لت�ش ّكل فيما بعد ا�سرتاتيجيات‪ ،‬ت�ؤدي‬ ‫�إىل منح اال�ستقاللية ودرجات �أعلى من الثقة بني‬ ‫الهيئات‪ .‬وتفيد هذه ال�شراكات الهيئات املعنية‬ ‫على حتقيق �أهداف ما كانوا ليحققوها من‬ ‫دونها‪ .‬وميكن لل�شراكات �أي�ض ًا �أن تكون �إخفاقات‬ ‫وم�ضيعة كبرية للموارد‪ .‬ويختتم التقرير بن�صيحة‬ ‫حول �أهمية قيام الأطراف با�ست�شراف �سبل‬ ‫النجاح بحرية مع االلتزام املتحفظ‪ ،‬و�أنه ال ميكن‬ ‫لأي م�ؤ�س�سة �أن تزدهر متام ًا من تلقاء نف�سها‪ ،‬يف‬ ‫�سوق حيوية وتناف�سية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ال‬ ‫‪Di‬‬ ‫‪vid‬‬ ‫‪e‬‬

‫‪ic‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪cross the A‬‬

‫‪u‬‬ ‫‪m‬‬

‫‪m‬‬ ‫‪Co‬‬

‫مية‬ ‫دي‬

‫كا‬

‫ت‬ ‫وا‬

‫ص‬

‫عبر الفج‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫اال‬

‫‪ni‬‬ ‫‪ca‬‬ ‫‪tin‬‬ ‫‪gA‬‬

‫بقلم ‪ :‬ماريا �سرتوبر ‪ -‬يناير ‪2011‬م‬ ‫تطرح الكاتبة ماريا �سرتوبر ما حلق باالقت�صاد العاملي من �أ�ضرار ج�سيمة يف الآونة الأخرية‪ ،‬نتيجة الف�شل يف االتفاق حول �آلية‬ ‫النهو�ض باالقت�صاد وتنميته من جديد‪ ،‬وتقول‪( :‬قد نختلف لفرتة ق�صرية على و�صف ما‪ ،‬لكننا نقول ب�صوت واحد ووا�ضح حول‬ ‫ق�ضية واحدة على الأقل‪� :‬إن االبتكار هو عامل �أ�سا�سي لنجاح طويل الأمد‪ ،‬كما ن�ؤمن ب�أن البحث العلمي هو املفتاح الأ�سا�سي لتغذية‬ ‫االقت�صاد بالأفكار ال�صحية التي من �ش�أنها ت�أ�سي�س البنية االقت�صادية ال�سليمة على املدى الطويل)‪.‬‬ ‫ال تزال اجلامعات تغفل عن م�صدر مهم للإبداع‬ ‫واالبتكار �أال وهو ‪ :‬تالقح الأفكار التي ت�أتي نتيجة‬ ‫حم��ادث��ات مثمرة يف خمتلف امل�ج��االت‪ .‬فيعتقد‬ ‫العديد من الأ�شخا�ص‪ ،‬من خارج اجلامعات‪ ،‬ب�أن‬ ‫�أع�ضاء هيئة التدري�س يتناق�شون يف عدة جماالت‬ ‫تتعلق بتخ�ص�صاتهم‪ ،‬كونهم يعملون ككادر واحد‬ ‫يف مكان واحد‪ ،‬ولكن احلوارات املو�ضوعية تبقى‬ ‫جم��رد �أح��ادي��ث‪ ،‬ح�ين ال نلم�س فيها �أي جانب‬ ‫تطبيقي‪.‬‬ ‫هنالك ثالثة تف�سريات لقلة االهتمام من قبل‬ ‫للم�ضي يف حوار متعدد‬ ‫�أع�ضاء هيئة التدري�س‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االخت�صا�صات‪ ،‬وهو �أن الأنظمة اجلامعية (من‬ ‫تعيني ال�ك��وادر‪ ،‬وترقياتهم‪ ،‬وزي��ادة رواتبهم)‪،‬‬ ‫يحكمها نظام واحد‪ ،‬وال يتمتع بالتحفيز الكايف‪،‬‬ ‫وذلك لعدم وجود متويل كاف‪ .‬وهذه التف�سريات‬ ‫حمفوفة ب��ال���ص��راع��ات‪ ،‬حيث ت��رى م��اري��ا‪ ،‬من‬ ‫‪22‬‬

‫خالل �سعيها يف البحث عن ر�ؤي��ة جديدة حلوار‬ ‫التخ�ص�صات بعنوان ‪ :‬حتدي طبيعة الأفكار‪�،‬أن‬ ‫من العوائق الأ�سا�سية حل��وار التخ�ص�صات هو‬ ‫�أن �صعوبة �إجرائه ك�صعوبة التحدث �إىل �شخ�ص‬ ‫�آخر من ثقافة �أخرى خمتلفة‪ ،‬حينها جتد اللغة‬ ‫عائ ًقا ال ميكن جت��اوزه �إال بالرتجمة اململة وغري‬ ‫الدقيقة‪ ،‬لكنها عقبة ميكن تخطيها‪ .‬ولكن الأكرث‬ ‫�صعوبة من ذلك هو �أن حتاول فهم وتقبل طريقة‬ ‫تفكري ال��زم�لاء م��ن خمتلف التخ�ص�صات‪� ،‬إذ‬ ‫تختلف اعتقاداتهم‪ ،‬و�أمناط تفكريهم‪ ،‬وجماالت‬ ‫اهتماماتهم‪.‬‬ ‫وقد �أج��رت (ماريا �سرتوبر) بحوث ًا لإجن��از كتاب‬ ‫جديد لها‪ ،‬ت�ش ّكل مب�ضمونه عن لقاءات بني �أع�ضاء‬ ‫هيئة التدري�س‪ ،‬الذين �شاركوا يف �ست حما�ضرات يف‬ ‫بحوث جامعية خا�صة يف الواليات املتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫هدفت �إىل ت�شجيع حوار التخ�ص�صات‪ ،‬على �أمل �أن‬

‫صورة التقرير‬


‫يعطي امل�شاركون مقرتحات مثمرة‪ .‬وات�سمت اللقاءات‬ ‫مع الأ�شخا�ص املعنيني‪ ،‬الذين كانت جت��رى معهم‬ ‫لقاءات حول ( ر�ؤى وعالقات جديدة مع العلماء يف‬ ‫تخ�ص�صات �أخرى ) بنتائج �إيجابية‪.‬‬ ‫بيد �أن احل��وارات بني الزمالء‪ ،‬ب�ش�أن مو�ضوع‬ ‫حوار التخ�ص�صات‪ ،‬كانت عا�صفة بع�ض ال�شيء‪،‬‬ ‫وغري مثمرة‪ ،‬و�أدلت مالحظاتهم بعدة مقرتحات‬ ‫واقعية‪ ،‬ملن يرغب يف ت�شجيع مثل هذا التعاون‬ ‫واحلوار‪ ،‬والإنفاق عليه‪.‬‬ ‫تباينت الآراء ووج�ه��ات النظر الفكرية بني‬ ‫امل���ش��ارك�ين يف �إح ��دى امل�ح��ا��ض��رات ال��درا��س�ي��ة‪،‬‬ ‫ال �ت��ي �أج��ري��ت بح�ضور �أ��ش�خ��ا���ص م��ن خمتلف‬ ‫التخ�ص�صات يف جمال االقت�صاد‪ ،‬والريا�ضيات‪،‬‬ ‫والعلوم الدينية‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬تباينت ردود‬ ‫�أفعالهم تبع ًا لهذا االختالف‪ ،‬فمنهم من �أ�صدر‬ ‫انتقادات ح��ادة‪ ،‬و�آخ ��رون قاموا مب�غ��ادرة قاعة‬ ‫املحا�ضرة‪ .‬كما نالت حما�ضرة �أخ��رى �ألقتها‬ ‫�أ�ستاذة يف الدراما ن�صيبها من االنتقادات‪� ،‬إذ‬ ‫انتقد ع��دد من امل�شاركني ما قيل عن الرتكيز‬ ‫على نهج الإن�سانية‪ ،‬ب�أنه غري مريح‪ ،‬بينما ر�أت‬ ‫املحا�ضرة �أن النقد امل��وج��ه ه��و طريق ل�صراع‬ ‫ِ‬ ‫خطري‪ .‬ويف �سياق مماثل قالت �أ��س�ت��اذة الفن‬ ‫الت�شكيلي‪ ،‬عندما طلب منها ت�ق��دمي العر�ض‬ ‫لل�شرائح املتعلقة بعملها‪�« :‬أنا �أكره عر�ض ال�شرائح»‬ ‫و�أ�ضافت قائلة‪�« :‬إن الأمور جتري ب�سرعة دون �أن‬ ‫يلحظ النا�س م�ضامني اللوحات‪ ،‬حتى �أنهم ال‬ ‫ي�ستطيعون ر�ؤيتها»‪ .‬لذا طلبت منهم �أن يذهبوا‬ ‫معها �إىل �صالة عر�ض اللوحات اخلا�صة بها‪،‬‬ ‫والتمعن جيد ًا ملحاولة قراءة لوحاتها‪ ،‬لكن زميل‬ ‫لها �أخربها ب�أنه لي�س هناك وق��ت ك��اف للتنقل‬ ‫يف املبنى اجلامعي بالطالب �إىل �صالة عر�ض‬ ‫اللوحات‪ ،‬و�أنه بالن�سبة �إىل الطالب‪ ،‬يعد عر�ض‬ ‫ال�شرائح لأعمالها �أ�سهل و�أ� �س��رع م��ن ر�ؤيتها‪،‬‬ ‫وت�أملها على �أر�ض الواقع ‪ .‬بيد �أن تلك كانت على‬ ‫ح�ساب الفهم الدقيق للوحات وتفا�صليها‪.‬‬ ‫و�أخري ًا ويف �آخر حما�ضرة كانت لأ�ستاذ الريا�ضيات‬ ‫الذي مل يتكلم فيها مع امل�شاركني‪ ،‬حيث كانت �سريعة‬ ‫بالن�سبة لعامل معتاد على التعمق يف التفكري قبل �أن‬ ‫يتناول مو�ضوع ما‪ ،‬فمجرد �أن انتهى من التمحي�ص‬

‫خلق مصادر ثابتة‬ ‫للطاقة وبناء عالقات‬ ‫وطيدة مع األمم‬ ‫األخري يحتاج الى‬ ‫اأبتكار من قبل‬ ‫الخبراء‬

‫اإلنخراط في حوار متعدد التخصصات ال بد ان يكون‬ ‫سلسًا وليس بديهيًا‬ ‫الدقيق لفكرة معينة انتقلت جمموعة من احلا�ضرين‬ ‫�إىل مناق�شة فكرة �أخرى وتبادل الأحاديث اجلانبية‪.‬‬ ‫ومن ثم مل ت�سنح له الفر�صة ليزود احل�ضور مبا قد‬ ‫ي�ستفيدوا منه من �أفكار ونظريات‪.‬‬ ‫ومن هنا ميكن الوقوف على �أمرين مهمني‪،‬‬ ‫�أو ًال‪� :‬أن االنخراط يف حوار متعدد التخ�ص�صات‪،‬‬ ‫ال ب ّد �أن يكون �سل�س ًا‪ ،‬ولي�س بديهيا‪ ،‬وعندما يجتمع‬ ‫العلماء من خمتلف التخ�ص�صات مع ًا ليتعلموا من‬ ‫بع�ضهم بع�ض ًا‪ ،‬ف�إنهم بحاجة �إىل فهم �أفكار كل‬ ‫واح��د منهم‪ ،‬وحم��اول��ة �سماع الأف�ك��ار وتعقلها‪.‬‬ ‫وعلى امل�ستوى الأكادميي‪ ،‬تقدم بع�ض امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية دورات تدريبية‪ ،‬حول كيفية الت�شكيك‬ ‫ب��الأف�ك��ار اجل��دي��دة‪ ،‬فما يت�سم ب��ه العلماء هو‬ ‫الإ�صرار على الت�شكيك والنقد‪� ،‬إذ ال ي�س ّلم الأغلب‬ ‫منهم بالفكرة من دون متحي�ص وتدقيق‪ ،‬وهذا‬ ‫بحد ذاته ما ي�ؤدي لتعلم مهارات جديدة‪ .‬تقدم‬ ‫تلك الدورات مهارات يف ت�أجيل ال�شك والرتكيز‬ ‫ع��و� �ض � ًا ع��ن ذل ��ك‪ ،‬يف ال�ب�ح��ث وال �� �ص�بر لفهم‬ ‫جتارب و�أفكار‪ ،‬ومنهجيات‪ ،‬وثقافات الآخرين‪،‬‬ ‫وخرباتهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يتطلب جناح حوار متعدد التخ�ص�صات‬ ‫قيادات قوية‪ ،‬بحيث ي�سري احل��وار بني �أع�ضاء‬ ‫ه�ي�ئ��ة ال �ت��دري ����س م��ن خم�ت�ل��ف التخ�ص�صات‪،‬‬ ‫والقيادة بحيوية ناجحة‪ ،‬بعيد ًا عن اجتاهات‬ ‫ف��ردي��ة‪ .‬ويف ال��وق��ت نف�سه ال ب � ّد �أن يثبت ق��ادة‬ ‫احلوار الثقة والرباعة‪ ،‬ومعرفة كيفية العمل من‬ ‫�أجل تفادي ال�صراعات الفكرية واالنتقادية‪ ،‬التي‬ ‫ميكن �أن حتدث بني امل�شاركني‪.‬‬ ‫وم��ا ميكن تلخ�صيه ب�صدد ه��ذا املو�ضوع‪،‬‬ ‫ف�إنه ميكن اال�ستنتاج �أن امل�شاكل التي تع�صف‪ ‬‬ ‫بنا‪ ‬يف‪ ‬القرن‪ ‬الواحد‪ ‬والع�شرين‪ ،‬ال‪ ‬تلتزم‪ ‬حدود‪ ‬‬ ‫التخ�ص�صات‪ .‬و�إن خلق م�صادر ثابتة للطاقة‪،‬‬ ‫وب �ن��اء ع�لاق��ات وط �ي��دة م��ع الأمم الأخ� ��رى‪،‬‬ ‫و�سنّ قوانني �إن�سانية الحتواء تكاليف الرعاية‬ ‫ال�صحية‪ ،‬ك � ّل ذل��ك بحاجة �إىل االبتكار من‬ ‫قبل اخل�براء‪ ،‬الذين ي�ساهمون يف �إثرائه عرب‬ ‫تخ�ص�صاتهم‪ .‬و�أي�ض ًا ال ب� ّد للأ�شخا�ص من‬ ‫خ��ارج النطاق الأك��ادمي��ي �أن يعززوا منهجية‬ ‫حوار التخ�ص�صات وي�شجعوها‪ ،‬للنهو�ض بالأمم‬ ‫نحو الأف�ضل يف �شتى املجاالت‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫إشراك المجتمع في التعليم العالي‬ ‫في جنوب إفريقيا‬

‫تهدف هذه الورقة �إىل جمع وجهات النظر ب�ش�أن م�شاركة املجتمع يف التعليم العايل يف جنوب �أفريقيا‪ ،‬من �أجل‬ ‫م�ساعدة م�ؤ�س�سة البحوث الوطنية ‪ ، )National Research Foundation) NRF‬يف و�ضع برنامج‬ ‫لتمويل البحوث يف هذا املجال‪ ،‬وامل�ساهمة يف تقدمي امل�شورة �إىل وزير الرتبية والتعليم‪ ،‬حول �إ�شراك املجتمع يف‬ ‫النظام الوطني للتعليم العايل‪ .‬ويف ت�شكيل هذا التحقيق‪ ،‬هناك �أ�سئلة وا�ضحة بخ�صو�ص النطاق والتعريف‪ ،‬مثل‬ ‫ما هو املق�صود باملجتمع‪ ،‬و�أ�شكال نقل املعرفة‪ ،‬ودور التعليم اخلدماتي‪ ،‬والعالقة بني �إ�شراك املجتمع املحلي من‬ ‫جهة‪ ،‬والتعليم العايل العام يف �سياق الدولة التنموية‪ ،‬من جهة �أخرى‪ .‬ويعد �إ�شراك املجتمع واحدا من املبادئ‬ ‫الثالثة‪ ،‬جنباً �إىل جنب مع التدري�س والبحث‪ ،‬لإعادة �إعمار ما دمره الف�صل العن�صري لنظام التعليم العايل يف‬ ‫جنوب �أفريقيا‪.‬‬ ‫وي�ضم املجتمع املوظفني يف اجلامعات‪ ،‬والطالب‪ ،‬واملجتمع‪� ،‬إ�ضافة �إىل جمموعة املمار�سات للمنظمات‪،‬‬ ‫واملدار�س‪ ،‬واملجتمع املدين‪ ،‬واملواطنني عموم ًا‪� .‬إن �إ�شراك املجتمع هو مفهوم ي�شكل حتدي ًا يفتح املجال‬ ‫للتحقيق يف طبيعة املعرفة ذاتها‪ .‬كما �أن تف�سري هذا املخت�صر بهذه الطريقة ال يزال يتخذ زمام املبادرة‬ ‫يف ور�شة العمل بتاريخ �آب ‪� /‬أغ�سط�س ‪2008‬م‪ ،‬ويتناول جوانب الغمو�ض التي �أبقت �إ�شراك املجتمع‬ ‫املحلي يف جنوب �أفريقيا مهم�ش ًا لأكرث من عقد من الزمان‪ ،‬ويفتح الأبواب ملوا�صلة النقا�ش‪.‬‬ ‫�إن نقطة االنطالق املالئمة للنظر يف �سيا�سات التعليم العايل يف جنوب �إفريقيا‪ ،‬هو الكتاب الأبي�ض‬ ‫لعام ‪1997‬م‪� ،‬إذ حدد الكتاب الأبي�ض برناجم ًا لتحول التعليم العايل من م�ؤ�س�سات الف�صل العن�صري‬ ‫غري املن�صفة وغري الفعالة للغاية‪� ،‬إىل نظام وطني واحد يخدم كل االحتياجات الفردية واجلماعية‪� .‬إىل‬ ‫جانب التعليم والبحث‪ ،‬ويع ّد �إ�شراك املجتمع واحد ًا من �أركان هذا النظام‪ .‬وتدعو اجلامعات �إىل �إظهار‬ ‫امل�س�ؤولية االجتماعية‪ ،‬وت�ؤكد على التزامها بال�صالح العام‪ ،‬من خالل جعل اخلربات والبنية التحتية‪،‬‬ ‫م�سخرة لربامج خدمة املجتمع‪ .‬والهدف الرئي�س هو تعزيز امل�س�ؤولية االجتماعية وتطويرها‪ ،‬وزيادة‬ ‫وعي الطالب لدور التعليم العايل يف التنمية االجتماعية واالقت�صادية من خالل برامج خدمة املجتمع‪.‬‬ ‫وقد ّمتت �إعادة ت�أكيد هذا املوقف ال�سيا�سي‪ ،‬يف اخلطة الوطنية لوزارة الرتبية والتعليم للتعليم‬ ‫العايل‪ ،‬التي �أكدت على �أولوية تعزيز القدرة على اال�ستجابة لالحتياجات الإقليمية والوطنية للربامج‬ ‫الأكادميية‪ ،‬والبحث‪ ،‬وخدمة املجتمع‪ .‬كما حدّدت جلنة جودة التعليم العايل‪ ،‬خدمة املجتمع القائم‬ ‫‪24‬‬

‫صورة التقرير‬


‫على املعرفة‪ ،‬على كونه �أ�سا�س ًا العتماد الربامج‬ ‫و�ضمان اجل��ودة‪ .‬ومن �أج��ل جعل هذه ال�سيا�سة‬ ‫ممكنة‪ ،‬طلبت جلنة جودة التعليم العايل تقارير‬ ‫حمددة ب�ش�أن �إ�شراك املجتمع املحلي‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل �سياق ال�سيا�سات واملمار�سات الدولية‪،‬‬ ‫جن��د �أن �سيا�سة ج�ن��وب �إفريقيا وا��ض�ح��ة‪ .‬فعلى‬ ‫�سبيل املثال‪� ،‬أ�شار ويلمان‪ ،‬خالل ا�ستعرا�ض تقييم‬ ‫م�شاركة املجتمع املدين يف الواليات املتحدة يف �أواخر‬ ‫الت�سعينات‪� ،‬إىل �أنه عندما يتم تقييم امل�ساهمات‬ ‫املدنية‪ ،‬ف�إن هناك �أ�شياء �أخرى يتم قيا�سها؛ كالتعلم‬ ‫اخلدمي ‪ ،Service Learning‬واملناخ داخل‬ ‫املدن اجلامعية‪ ،‬وم�شاركة الطالب‪ ،‬و�أع�ضاء هيئة‬ ‫التدري�س‪ ،‬وخدمة املجتمع‪ .‬وميكن لهذه التقييمات‬ ‫ت��وف�ير بع�ض املعلومات ع��ن امل�ساهمات املدنية‪،‬‬ ‫ولكن ب�شكل غري مبا�شر‪ ،‬فهي ال تقدم معلومات‬ ‫�أب��د ًا عن �أدوار خدمة املجتمع والتعليم‪ .‬كذلك‪ ،‬ال‬ ‫توجد خريطة طريق تربط التقييمات امل�ؤ�س�سية‬ ‫مع امل�ساءلة العامة من �أج��ل �أدوار خدمة املجتمع‬ ‫والتعليم‪.‬‬ ‫ونتيجة ل��ذل��ك‪ ،‬ف ��إن امل�س�ؤولية للقيام ب��دور‬ ‫يف خ��دم��ة ال�ت�ع�ل�ي��م امل� ��دين‪ ،‬ال ت�ظ�ه��ر ب���ص��ورة‬ ‫عامة يف نقا�شات ال�سيا�سة العامة ح��ول هدف‬ ‫وف�ع��ال�ي��ة التعليم ال �ع��ايل‪ .‬و�أ� �ش��ار م��وت��ون‪ ،‬من‬ ‫خ�لال ا�ستعرا�ض تداخالت التعلم اخلدمي يف‬ ‫جمموعة من امل�ؤ�س�سات‪� ،‬إىل �أن التعلم اخلدمي‪،‬‬ ‫وللأ�سف‪ ،‬قد �أدّى �إىل ردود فعل �سلبية قوية يف‬ ‫بع�ض امل�ؤ�س�سات‪� .‬إذ تقوم هذه امل�ؤ�س�سات بالنظر‬ ‫�إىل مفهوم التعليم اخلدمي من خالل ا�ستخدام‬ ‫مفاهيمها م�شرية �إىل �أنها �ستطبق التعلم اخلدمي‬ ‫بطرقها اخلا�صة‪.‬‬ ‫ومي �ك��ن ف�ه��م �إ���ش��راك امل�ج�ت�م��ع امل�ح�ل��ي على‬ ‫كونه جمموعة من الأن�شطة التي ت�شمل التعلم‬ ‫اخل��دم��ي‪ ،‬وال�ت�ع� ّل��م ال�ق��ائ��م ع�ل��ى ح�� ّل امل�شاكل‬ ‫(‪،)Problem Solving Based Learning‬‬ ‫وال �ب �ح��وث ال �ت��ي ت �ت �ن��اول ال��رغ �ب��ات واحل��اج��ات‬ ‫املحددة‪ ،‬وال�سعي نحو �أ�شكال بديلة من املعرفة‪،‬‬ ‫والتحديات التي تواجه ال�سلطات التي تتحكم يف‬ ‫�أنظمة البحوث املبا�شرة‪ ،‬وتخ�صي�ص امل�ؤهالت‪،‬‬ ‫على الرغم من �أن هذه القائمة من املفاهيم �سوف‬

‫حتتاج �إىل ت�صنيف يف وقت الحق‪ .‬ملاذا ال يزال‬ ‫هذا النوع من العمل خ��ارج امل�ؤ�س�سات العلمية‪،‬‬ ‫على الرغم من ال�سيا�سة العامة الوا�ضحة؟ وملاذا‬ ‫يوجد هناك مقاومة لإدراجه‪ ،‬بالرغم من وجود‬ ‫عدد من احلوافز التي تت�ضمن ت�أكيد امل�ساهمة‬ ‫يف حتقيق العدالة االجتماعية واالقت�صادية؟ ومن‬

‫جزء من اجلامعة نف�سها‪ .‬وهذا ي�شري �إىل معنى‬ ‫مزدوج‪ .‬ومن الوا�ضح �أن املجتمعات هي جمموعة‬ ‫حمددة من املنظمات االجتماعية‪ .‬فاملجتمع‪ ،‬يف‬ ‫�سياق جنوب �إفريقيا‪ ،‬ميكن �أن ي�سهم يف العدالة‬ ‫االجتماعية واالقت�صادية‪ .‬بيد �أن من الوا�ضح‬ ‫يتم من خالل‬ ‫حتديد �إ�شراك املجتمع يف التعليم‪ّ ،‬‬

‫الكتاب االبيض حدد برنامجًا لتحول التعليم‬ ‫العالي من مؤسسات الفصل العنصري الى‬ ‫نظام وطني واحد يخدم المجتمع‬ ‫املحتمل �أن ال�سبب يف هذا االنف�صال هو نتيجة‬ ‫الأف�ضليات ال�سيا�سية وامل�صلحة الذاتية ال�ضيقة‪،‬‬ ‫لأن القطاع اجلامعي الر�سمي متنوع للغاية يف ح ّد‬ ‫ذاته ل�شرح التهمي�ش امل�ستمر لأكرث من عقد من‬ ‫الزمان‪ .‬والتف�سري الأكرث ترجيح ًا هو االنف�صال‬ ‫املنظم يف الطريقة التي تنظم فيها املعرفة‪.‬‬ ‫وميكن �أن ُي�ؤخذ املجتمع على �أنه جمموعة من‬ ‫الأ�سر‪� ،‬أو منطقة ب�أكملها‪� ،‬أو منظمات‪� ،‬أو مدر�سة‪،‬‬ ‫�أو عيادة‪� ،‬أو كني�سة‪� ،‬أو م�سجد‪� ،‬أو م�ست�شفى‪� ،‬أو‬

‫بع�ض �أن��واع امل�شاركة التي ينطوي حتتها الفهم‬ ‫املتبادل لأهداف امل�شاريع اخلا�صة‪� .‬إذ �إن هناك‬ ‫العديد من النماذج التي حتدد العمليات املحددة‬ ‫من �أجل �إقامة مثل هذه ال�شراكات‪.‬‬ ‫ويجب �أن يكون وا�ضحا الآن �أن التعليم اخلدمي‬ ‫ميكن �أن يكون ج��زء ًا �صغري ًا م��ن دور �إ��ش��راك‬ ‫املجتمع يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل العامة‪ .‬ومن‬ ‫املثري للجزع‪ ،‬على مر ال�سنني‪� ،‬أن م�صطلحات‬ ‫مثل التعلم املدين‪ ،‬وامل�شاركة املجتمعية‪ ،‬وخدمة‬ ‫‪25‬‬


‫املجتمع‪ ،‬قد مت ا�ستخدامها ب�شكل متبادل‪� .‬إذ �إن‬ ‫هذا الأمر ميكن �أن يكون مربك ًا فقط‪ .‬وكما هو‬ ‫احل��ال مع اجل��دل حول نظرية املعرفة والتعليم‬ ‫القائم على �أ�سا�س النتائج‪ ،‬فقد ب ّينت التقارير‬ ‫وال��درا� �س��ات اال�ستق�صائية‪ ،‬على م��دى العقد‬ ‫املا�ضي‪� ،‬أن مفهوم التعلم املدين واجلامعات قد‬ ‫برز يف جدول الأعمال لإعادة الهيكلة‪.‬‬ ‫وي�شار �إىل �أن �شراكات خدمة التعليم العايل‬ ‫قد ت�أ�س�ست‪ ،‬عن طريق منحة من م�ؤ�س�سة فورد‪،‬‬ ‫من �أجل تعزيز التعلم اخلدمي‪ ،‬ودعم الربامج‬ ‫التي تدمج م�شاركة املجتمعات املحلية‪ ،‬كجزء من‬ ‫املهام الأ�سا�سية للتعليم العايل‪ ،‬ور�صد وتقييم‬ ‫هذه الربامج‪ ،‬وا�ستخدام نتائج التداخل للت�أثري‬ ‫على ال�سيا�سة واملمار�سة‪ .‬على م��دى ال�سنوات‬ ‫التالية‪ ،‬كانت �شركات خدمة التعليم العايل قادرة‬ ‫على دعم وتنفيذ �أكرث من ‪ 250‬دورة �أكادميية‬ ‫معتمدة يف ع�شر م�ؤ�س�سات للتعليم العايل‪.‬‬ ‫وقد و�صلت هذه الدورات‪ ،‬التي ت�شمل على ما‬ ‫ال يقل عن ‪ ٪ 20‬من ال�ساعات التعليمية النظرية‬ ‫يف بيئات املجتمع املحلي ‪� ،‬إىل �أك�ثر من ع�شرة‬ ‫�آالف طالب وطالبة‪� .‬أدى هذا العمل‪ ،‬بدوره‪� ،‬إىل‬ ‫�إنتاج جمموعة كبرية من املعلومات‪ ،‬التي ميكن‬ ‫�أن ي�ستند �إليها كل من البحوث والتنمية ال�سيا�سية‬ ‫‪ .‬ومنذ عام ‪2005‬م ‪ ،‬مت و�ضع برامج م�شرتكة‪،‬‬ ‫بهدف تطوير ه��ذا اجلانب‪ ،‬من �أج��ل امل�شاركة‬ ‫املجتمعية بو�صفها وظيفة �أ�سا�سية للتعليم العايل‬ ‫يف جنوب �إفريقيا‪.‬‬ ‫وقد ك�شف تقييم م�ستقل لربنامج �شراكات خدمة‬ ‫التعليم العايل نتائج متنوعة‪ .‬يف حني �أن املقررات‬ ‫التي ّمت و�ضعها وتنفيذها نتيجة للتدخل‪� ،‬أف��ادت‬ ‫الطالب‪ ،‬ومن�سقي الربنامج الدرا�سية‪ ،‬واملوظفني‪،‬‬ ‫واملجتمعات التي حدثت فيها �أن�شطة التعلم اخلدمي‬ ‫ب�شكل وا�ضح‪� ،‬إال �أن من�سقي الربامج الدرا�سية‪،‬‬ ‫قد حتدوا العديد من ال�صعوبات واملعوقات‪� ،‬أثناء‬ ‫عملية التقييم‪ .‬ووجد املقيمون �أن �إ�ضفاء الطابع‬ ‫امل�ؤ�س�سي على التعلم اخل��دم��ي‪� ،‬أح��د الأه ��داف‬ ‫الرئي�سة يف منح م�ؤ�س�سة فورد‪ ،‬كان متفاوت ًا‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل الدعم الوا�سع والكبري‪ ،‬املقدم �إىل‬ ‫ما يقرب من ن�صف اجلامعات يف جنوب �إفريقيا‪،‬‬ ‫‪26‬‬

‫من خالل برنامج �شراكات خدمة التعليم العايل‬ ‫على مدى �أكرث من خم�س �سنوات‪ ،‬فمن املهم �أن‬ ‫ن�س�أل مل��اذا مل ي ��ؤ ّد التدخل �إىل زي��ادة كبرية يف‬ ‫التعلم اخلدمي من خالل �إ�ضفاء الطابع امل�ؤ�س�سي‬ ‫وا��س��ع ال�ن�ط��اق‪ ،‬على النحو املن�شود؟ وكما هو‬ ‫احلال مع مو�ضوع املعرفة التي تتولد من امل�شاركة‬ ‫املجتمعية‪ ،‬ك��ان هناك جن��اح يف تعزيز التعلم‬ ‫اخلدمي يف جنوب �إفريقيا‪ .‬وقبل عام ‪1998‬م‪،‬‬ ‫كانت الدرا�سات ب�ش�أن التعليم اخلدمي املوجودة‬ ‫يف املجالت الأكادميية يف البالد قليلة جد ًا‪ .‬وقد‬ ‫كرثت املقاالت حول التعلم التجريبي‪ ،‬والتعليم‬ ‫التعاوين‪ ،‬والبحوث الإجرائية وخدمة املجتمع‪� ،‬إال‬ ‫�أنه مل تتوفر هناك درا�سات حول التعلم اخلدمي‪.‬‬ ‫وبعد وقت ق�صري من ت�شكيل �شراكات خدمة‬ ‫التعليم ال �ع��ايل يف ع��ام ‪2000‬م‪ ،‬ب��د�أ ظهور‬ ‫العديد من التقارير واملقاالت ال�صحفية‪ ،‬والأوراق‬ ‫البحثية يف امل ��ؤمت��رات‪ .‬ويف الآون��ة الأخ�ي�رة‪ّ ،‬مت‬ ‫كتابة عدد من �أطروحات املاج�ستري والدكتوراه‬ ‫يف هذا املجال‪ .‬ومن الإن�صاف القول �أن �شراكات‬ ‫خدمة التعليم العايل مل ت�ساند العلماء بطرق‬

‫ت�ستجيب ل�سياقها املحلي‪ ،‬والوطني‪ ،‬وال��دويل‪،‬‬ ‫والتي تن�ص على ق�ضايا التحول‪.‬‬ ‫وهناك �إ�سرتاتيجيات فعالة لتحقيق ور�صد‬ ‫هذه الأهداف والأولويات‪.‬كما �أن املوارد الب�شرية‬ ‫واملالية‪ ،‬وموارد البنية التحتية متوفرة لتنفيذ هذه‬ ‫الأهداف والأولويات‪ .‬وت�شتمل املبادئ التوجيهية‬ ‫للجنة جودة التعليم العايل �إىل امل�ؤ�س�سات لتلبية‬ ‫هذا ال�شرط على التعامل مع ال�ضرورات املحلية‪،‬‬ ‫والإقليمية‪ ،‬والوطنية‪ ،‬والدولية من �أجل حتقيق‬ ‫�أه��داف هذه امل�ؤ�س�سة واالهتمام الكايف لق�ضايا‬ ‫التحول يف الأن�شطة املبنية على حتديد الأهداف‬ ‫للم�ؤ�س�سة‪ ،‬مبا يف ذلك ق�ضايا امل�شاركة املجتمعية‪.‬‬ ‫وي�ن�� ّ��ص امل�ع�ي��ار ال�ث��ام��ن ع���ش��ر‪ ،‬ال ��ذي يتعلق‬ ‫ب��إ��ش��راك املجتمع املحلي‪ ،‬على �أن الرتتيبات‬ ‫املت�صلة بنوعية م�شاركة املجتمع املحلي تعد‬ ‫ر�سمية ومتكاملة مع تلك الرتتيبات ذات ال�صلة‬ ‫بالتعليم‪.‬كما �أن املبادئ التوجيهية للجنة جودة‬ ‫التعليم العايل من �أجل حتقيق هذا املتطلب ت�شمل‬ ‫على توفري ال�سيا�سات‪ ،‬والإج ��راءات الالزمة‪،‬‬ ‫لإدارة نوعية امل�شاركة املجتمعية‪ ،‬وحتقيق‬

‫المجتمع هو مجموعة من المنظمات األجتماعية‬ ‫يمكن أن تساهم في العدالة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية‬ ‫خمتلفة من خ�لال الدعم امل��ايل‪� ،‬أو من خالل‬ ‫تنظيم امل�ؤمترات وتقدمي اخلرباء الدوليني �إىل‬ ‫البالد‪ ،‬وعمل ور�ش العمل‪.‬‬ ‫وكما هو احلال مع جميع االجتاهات ال�سيا�سية‬ ‫الرئي�سة الأخ��رى التي مت ا�ستعرا�ضها يف هذه‬ ‫ال��ورق��ة‪ ،‬فقد ظهرت العمليات واملعايري لتقومي‬ ‫عمل م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف جنوب �أفريقيا‬ ‫التي مت تو�ضيحها يف الكتاب الأبي�ض‪ ،‬وقانون‬ ‫التعليم ال �ع��ايل ل�ع��ام ‪1997‬م‪ .‬وب�شكل �أك�ثر‬ ‫حتديد ًا‪ ،‬هناك معياران من معايري املراجعة ذات‬ ‫ال�صلة ب�إ�شراك املجتمع املحلي يف جنوب �إفريقيا؛‬ ‫املعيار الأول‪ ،‬ويتطلب �أن يكون ل��دى امل�ؤ�س�سة‬ ‫مهمات حم��ددة ووا�ضحة‪ ،‬و�أه ��داف‪ ،‬و�أول��وي��ات‬

‫التكامل ب�ين ال�سيا�سات والإج� ��راءات الالزمة‬ ‫لإ� �ش��راك املجتمع م��ع تلك امل�ؤ�س�سات للتعليم‬ ‫والتعلم والبحث ‪ ،‬وتخ�صي�ص امل��وارد الكافية‬ ‫لت�سهيل �إ� �ش��راك املجتمع امل�ح�ل��ي‪ ،‬وامل��راج�ع��ة‬ ‫ال��دوري��ة لفعالية الرتتيبات املت�صلة بالنوعية‬ ‫لإ�شراك املجتمع املحلي‪.‬‬ ‫ويع ّد مفهوم اجلودة املو�ضح يف عملية املراجعة‬ ‫للجنة اجل��ودة يف التعليم العايل‪ ،‬مبثابة هدف‬ ‫ميكن حتقيقه �أو و�سيلة للتحول امل�ستمر للتعليم‬ ‫ال �ع��ايل‪ .‬وت��واج��ه م�ؤ�س�سات التعليم ال�ع��ايل يف‬ ‫جنوب �إفريقيا بع�ض التحديات‪ ،‬ب�ش�أن الطرق‬ ‫التي تت�شكل وتن�شر بها املعرفة‪ ،‬والأ�سلوب الذي‬ ‫تتزامن به التح�سينات يف جمال التدري�س‪ ،‬مع‬


‫م�صالح و�أهداف تلك التح�سينات خارج اجلامعة‪.‬‬ ‫وقد وجد يف املك�سيك �أن م�ؤ�س�سات التعليم العايل‬ ‫تواجه حتديات مرتبطة بتوفري فر�ص التعلم ‪ .‬فقد‬ ‫و�صف �أريدوندو وفرنانديز دي ال غارزا كيف �أن‬ ‫جامعة فرياكروز و�ضعت �إ�سرتاتيجية م�ؤ�س�سية‬ ‫تقوم على فكرة �أن �إ��ش��راك املجتمع املحلي هو‬ ‫مبثابة الوظيفة الأكادميية الأ�سا�سية‪،‬ومنذ عام‬ ‫‪1997‬م‪ ،‬نفذت اجلامعة برناجم ًا للتوعية‬ ‫االجتماعية م��ن خ�لال اخل��دم��ة االجتماعية يف‬ ‫اجلامعة‪ ،‬ي�ضم الطالب اجلامعيني الذين �أنهوا‬ ‫درا��س��ات�ه��م الأك��ادمي �ي��ة‪ ،‬وال��ذي��ن يجب عليهم‬ ‫حتقيق متطلبات اخلدمة االجتماعية‪� .‬إ�ضافة �إىل‬ ‫جمموعات من الطالب الذين ح�صلوا على منح‬ ‫درا�سية من اجلامعة‪ ،‬واملوجودين يف املجتمع منذ‬ ‫عام تقريب ًا‪ .‬وقد وفرت هذه املجموعات مبادئ‬ ‫توجيهية قيمة للإ�سرتاتيجية‪ ،‬للربط بني مهام‬ ‫التعليم والعمل املجتمعي يف والية فرياكروز‪.‬‬ ‫ويف عام ‪1992‬م‪ ،‬مت ت�أ�سي�س جامعة درا�سات‬ ‫التطوير( (‪University for Deve l‬‬ ‫‪ )opment Studies‬يف غ��ان��ا‪ ،‬حيث‬ ‫كان من �أهم م�س�ؤولياتها القانونية‪ ،‬مزج العامل‬ ‫الأك��ادمي��ي مع العامل املجتمعي‪ ،‬من �أج��ل توفري‬ ‫التفاعل البناء بينهما‪ ،‬بهدف التطوير الكامل‬ ‫لغانا ال�شمالية‪ ،‬ب�شكل خا�ص‪ ،‬والبلد ككل ب�شكل‬ ‫عا ّم‪ .‬وبالن�سبة للهند‪ ،‬فقد ّمت ا�ستعرا�ض املناهج‬ ‫املبتكرة‪ ،‬التي ت�سعى �إىل دمج التنمية املجتمعية‬

‫والتعليم‪ ،‬وم�سائل ع��دم امل�ساواة بني اجلن�سني‬ ‫(‪.)Gender Parity Issues‬‬ ‫وقد �شمل هذا ال�سياق وا�سع النطاق جمموعة‬ ‫من املبادرات التي قد تكون ذات قيمة يف تعميق‬ ‫وحت�سني نهج �إ��ش��راك القطاع الثالث يف جنوب‬ ‫�إفريقيا‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬هناك م�شروع بناء‬ ‫قرى الألفية يف جامعة كولومبيا (‪Columbia‬‬ ‫‪University’s Millennium (Villages‬‬ ‫‪ ،Project‬وهو برنامج للتنمية الإقليمية‪ ،‬يرتبط‬

‫مبجال التغذية والزراعة‪ ،‬وال�صحة‪ ،‬واالقت�صاد‪،‬‬ ‫والطاقة‪ ،‬واملياه‪ ،‬والبيئة‪ ،‬وتقنية املعلومات‪ .‬ويعمل‬ ‫موظفو البحوث والطالب يف جامعة كولومبيا مع‬ ‫املجتمعات املحلية واحلكومات‪ ،‬لتطبيق حزمة‬ ‫�شاملة من التدخالت‪ ،‬من �أجل م�ساعدة القرى‬ ‫يف اخلروج من دائرة الفقر املدقع‪.‬‬ ‫وقد بد�أ هذا امل�شروع يف عام ‪2000‬م‪ ،‬يف كل‬ ‫من كينيا و�أثيوبيا‪ .‬وتو�سع لي�شمل ع�شرة قرى يف‬ ‫غانا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬ومالوي‪ ،‬ومايل‪ ،‬ونيجرييا‪ ،‬ورواندا‪،‬‬ ‫وال�سنغال‪ ،‬وتنزانيا‪ ،‬و�أوغ�ن��دا‪ .‬وت�شتمل مبادئ‬ ‫م�شروع بناء ق��رى الألفية يف جامعة كولومبيا‪،‬‬ ‫على متكني املجتمع املحلي‪ ،‬من خالل امل�شاركة‬ ‫والريادة يف الت�صميم والتنفيذ والر�صد والتقييم‪،‬‬ ‫والتدخالت على �أ�سا�س البحوث القائمة على‬ ‫�أ��س��ا���س ال�ع�ل��وم البيوفيزيائية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫واالقت�صادية‪ ،‬جنب ًا �إىل جنب مع �أف�ضل املعارف‬ ‫املحلية‪ ،‬وبناء القدرات‪ ،‬والتمكني على امل�ستوى‬

‫امل�ح�ل��ي‪ ،‬وت�ع��زي��ز امل��ؤ��س���س��ات امل�ح�ل�ي��ة‪ .‬وق��د مت‬ ‫نقا�ش م�س�ألة البحوث املدجمة على نطاق وا�سع‪،‬‬ ‫حتت �إ��ش��راف اندماجات امل��دن اجلامعية لعام‬ ‫‪2007‬م‪ .‬فقد كان الرتكيز هنا على العالقة بني‬ ‫الباحثني و�شركاء املجتمعات‪ ،‬وق�ضايا االعرتاف‬ ‫واملكاف�آت‪ .‬وقد وجد �أن��ه من املفيد التمييز بني‬ ‫العملية والهدف واملنتجات‪.‬‬ ‫و�أ��ش��ار الدكتور ه��ول‪ ،‬يف ورقته البحثية‪ ،‬عن‬ ‫م�شاركة املجتمع يف التعليم ال�ع��ايل يف جنوب‬ ‫�أف��ري�ق�ي��ا‪� ،‬إىل �أن ع��دم �إح ��راز ت�ق��دم يف تنفيذ‬ ‫�إ���ش��راك املجتمع امل�ح�ل��ي يتعلق ب �ع��دم و��ض��وح‬ ‫املفاهيم‪ ،‬ويعك�س احلاجة �إىل فهم نظري �أف�ضل‬ ‫مل�شاركة املجتمع املحلي‪ .‬وي�شري �إىل االنف�صال‬ ‫املعريف بني �إ��ش��راك املجتمع املحلي‪ ،‬والطريقة‬ ‫التي تت�شكل وتنظم فيها املعرفة يف �سياق عمل‬ ‫اجل��ام�ع��ات‪ .‬وي�ضيف ه��ول �أن �إ� �ش��راك املجتمع‬ ‫املحلي‪ ،‬هو جزء من جمموعة من ال�سلع العامة‬ ‫املنبثقة عن التعليم العايل‪.‬‬ ‫�إن �إ�� �ش ��راك امل�ج�ت�م��ع ه��و واح� ��د م��ن ث�لاث‬ ‫م�س�ؤوليات �أ�سا�سية للتعليم العايل‪� ،‬إىل جانب‬ ‫البحث والتدري�س‪ .‬ويف جنوب �إفريقيا‪� ،‬شاركت‬ ‫اجلامعات يف العديد من الأن�شطة القائمة حول‬ ‫التدري�س والبحث والتوعية‪ ،‬التي تنطوي على‬ ‫التعامل مع جمموعة وا�سعة من املجتمعات‪ ،‬ولكنها‬ ‫غري من�سقة‪ ،‬وهي نتيجة مبادرات فردية ولي�ست‬ ‫جهود خمططة ومنظمة ب�شكل �إ�سرتاتيجي‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫دراسة استقصائية حول التعليم المعزز بالتقنيات‬ ‫للتعليم العالي في المملكة المتحدة‬

‫توم براون‪ ،‬روجر هيويت‪ ،‬مارتن جينكنز‪ ،‬جويل �شفوي‪ ،‬وريت�شارد ووكر وهيناي ييب‬ ‫احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات والكليات‬ ‫ميثل ه��ذا التقرير درا���س��ة م�سحية ح��ول التعليم امل��ع��زز بالتقنيات (‪� ،)Technology Enhanced Learning-TEL‬أج��راه��ا ك ٌّ��ل م��ن توم‬ ‫ب����راون‪ ،‬وروج����ر ه��ي��وي��ت‪ ،‬وم��ارت��ن جينكنز‪ ،‬وج���ويل ���ش��ف��وي‪ ،‬وري��ت�����ش��ارد ووك����ر‪ ،‬وه��ي��ن��اي ي��ي��ب‪ ،‬م��ن احت���اد �أن��ظ��م��ة امل��ع��ل��وم��ات ب��اجل��ام��ع��ات والكليات‬ ‫(‪ ،)Universities and Colleges Information System Association-UCISA‬وبالتعاون مع جلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية‬ ‫( ‪ ،)The Joint Information Systems Committee-JISC‬التي قدمت التمويل الأ�سا�سي الالزم والتوجيهات الق ّيمة لهذه الدرا�سة التي مت‬ ‫�إجرا�ؤها يف عام ‪ 2010‬م‪.‬‬ ‫ملخ�ص تنفيذي‬ ‫يتناول هذا التقرير نتائج الدرا�سة اال�ستق�صائية‪ ،‬التي �أجراها احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات‬ ‫والكليات (‪ ،)UCISA‬وبدعم مايل من جلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة الربيطانية (‪ ،)JISC‬حول‬ ‫الق�ضايا املت�صلة بالتعلم املعزز بالتقنيات (‪ ،)TEL‬حيث مت �إج��راء هذه الدرا�سة يف عام ‪2010‬م‪.‬‬ ‫وت�ستند هذه الدرا�سة �إىل الدرا�سات اال�ستق�صائية املماثلة التي �أجريت يف �أعوام ‪2001‬م‪ ،‬و‪2003‬م‪،‬‬ ‫و‪2005‬م‪ ،‬و‪2008‬م‪ ،‬حيث مت عمل حتليل طويل يف كل مرحلة من هذه الدرا�سات‪ .‬وين�ص مفهوم التعلم‬ ‫املعزز بالتقنيات (‪ ،)TEL‬الذي ظهر للمرة الأوىل يف ا�ستطالع عام ‪2008‬م‪ ،‬على ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أي مرفق‪� ،‬أو نظام على الإنرتنت‪ ،‬يدعم التعلم والتعليم ب�شكل مبا�شر‪ .‬وقد ي�شمل هذا بيئة التعلم‬ ‫صورة التقرير‬ ‫االفرتا�ضية (‪ ،) Virtual Learning Environment-VLE‬و�إن�تران��ت (�شبكة معلومات‬ ‫داخلية ) م�ؤ�س�سية لديها عنا�صر التعلم والتعليم‪ ،‬وهي نظام مت تطويره داخلي ًا‪� ،‬أو جمموعة معينة من‬ ‫�أدوات حمددة‪.‬‬ ‫وقد ّمت الإبقاء على هذا التعريف‪ ،‬للم�سح الذي �أجري عام ‪2010‬م‪ ،‬وركز مرة �أخرى على امل�شاركة‬ ‫امل�ؤ�س�سية مع التقنيات‪ ،‬لدعم �أن�شطة التعلم والتعليم‪ .‬ويعر�ض هذا التقرير نتائج امل�سح‪ ،‬كما يقدم نظرة‬ ‫طولية لنتائج الأ�سئلة التي مت الإبقاء عليها يف اال�ستطالعات ال�سابقة‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫وج ��اء ه��ذا امل�سح ال ��ذي مت �إج � ��را�ؤه يف عام‬ ‫‪2010‬م‪ ،‬ب�ع��د ع��ام م��ن ن�شر �إ�سرتاتيجية‬ ‫جمل�س متويل التعليم العايل املنقحة يف �إجنلرتا‬ ‫(‪Higher Education Funding‬‬ ‫‪Council for England- HE‬‬‫‪ ،)FCE‬حول التعلم الإلكرتوين‪ ،‬والتي �ش ّكلت‬ ‫حتدي ًا للم�ؤ�س�سات لتوظيف التقنيات من �أجل‬ ‫تعزيز التعلم والتعليم و�أن�شطة التقييم‪ .‬وقد �أكدت‬ ‫كل من من�شورات جلنة �أنظمة املعلومات امل�شرتكة‬ ‫الربيطانية (‪ ،)JISC‬و�إ�سرتاتيجية جمل�س‬ ‫متويل التعليم العايل يف �إجنلرتا (‪،)HEFCE‬‬ ‫على الأول��وي��ات اجل��دي��دة ل�ه��ذا ال�ق�ط��اع‪ ،‬وعلى‬ ‫الأخ�ص �إ�شراك �أكادمييني يف ا�ستخدام التقنيات‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل �إب��راز احلاجة لال�ستثمار يف تنمية‬ ‫القدرات واملهارات الرتبوية للموظفني‪ ،‬من �أجل‬ ‫اال�ستفادة من التعلم املعزز بالتقنيات (‪.)TEL‬‬ ‫كما تناول امل�سح التحديات الكبرية التي تواجه‬

‫امل�ؤ�س�سات‪ .‬و�إبراز التقدم الذي �أحرزه القطاع يف‬ ‫الت�صدي لهذه التحديات‪ .‬ومن ّثم عر�ض النتائج‬ ‫الرئي�سة التي ّمت التو�صل �إليها‪.‬‬ ‫تع ّد عملية حت�سني نوعية التعلم والتعليم املحرك‬ ‫الرئي�س للتفكري يف تطبيق التعلم املعزز بالتقنيات‬ ‫(‪� ،)TEL‬إ�ضافة �إىل املحركات التي ّمت بيانها يف‬ ‫م�سح عام ‪2008‬م‪ ،‬وعلى الأخ�ص‪ ،‬تلبية توقعات‬ ‫الطالب والطالبات‪ ،‬وحت�سني فر�ص احل�صول‬ ‫على التعليم للطالب خارج املدن اجلامعية‪ .‬كما‬ ‫�أن توافر موظفي الدعم للتعلم املعزز بالتقنيات‬ ‫(‪ ،)TEL‬و�إمكانية الو�صول �إىل الأدوات‪ ،‬هما‬ ‫م��ن العوامل الرئي�سة لت�شجيع وتطوير التعلم‬ ‫املعزز بالتقنيات (‪ .)TEL‬وعند مقارنة نتائج‬ ‫هذه الدرا�سة مع ا�ستطالع عام ‪2008‬م‪ ،‬جند‬ ‫�أن العقبات املتمثلة بعدم توفر امل��ال‪ ،‬والوقت‪،‬‬ ‫واخلربة الأكادميية للموظفني‪ ،‬ال تزال هي نف�سها‬ ‫املوجودة يف الدرا�سات اال�ستق�صائية ال�سابقة‪.‬‬ ‫وي�شار �إىل �أن الإ�سرتاتيجيات امل�ؤ�س�سية ال‬ ‫ت��زال ت�ؤثر على تطوير التعلم املعزز بالتقنيات‬ ‫(‪ ،)TEL‬وم �� �ص��ادر التعلم وال �ت��دري ����س‪ .‬ويف‬ ‫املقابل‪ ،‬مل ُيذكر �إن كان لإ�سرتاتيجيات التعلم‬

‫الإل �ك�تروين ت��أث�ير منذ ع��ام ‪2008‬م‪ .‬كما �أن‬ ‫الإ�سرتاتيجيات اخلارجية ملجل�س متويل التعليم‬ ‫العايل يف �إجنلرتا (‪ ،)HEFCE‬وجلنة �أنظمة‬ ‫املعلومات امل�شرتكة الربيطانية (‪ ،)JISC‬كان‬ ‫لها �أث��ر كبري يف �إث��راء التفكري امل�ؤ�س�سي ب�ش�أن‬ ‫تطورات التعلم املعزز بالتقنيات (‪.)TEL‬‬ ‫وع�ل��ى ال��رغ��م م��ن اال��س�ت�م��رار يف ا�ستخدام‬ ‫ن� �ظ ��ام ال��ت��ع��ل��م الإل � � �ك �ت ��روين‪ ،‬ب �ل��اك ب� ��ورد‬ ‫(‪ ،)Blackboard‬كبيئة تعلم افرتا�ضية‬ ‫(‪� ،)VLE‬إال �أن ا�ستخدامه ق��د ق��ل منذ عام‬ ‫‪2008‬م‪ .‬وقد ازداد ا�ستخدام برامج التعليم‬ ‫الإلكرتوين‪ ،‬مثل موودل (‪ ،)Moodle‬كتطبيق‬ ‫حا�سوبي لبيئة مفتوحة امل�صدر م��ن امل��دار���س‬ ‫واجل��ام �ع��ات‪ .‬كما مت االع�ت�م��اد على برجميات‬ ‫مفتوحة امل�صدر يف جميع �أنحاء القطاع‪ .‬وبقي‬ ‫ا�ستخدام اخلدمات الإلكرتونية‪ ،‬مثل‪ :‬الويكي‬ ‫(‪ ،)Wiki‬واملدونات (‪ ،)Blog‬وحافظة �أعمال‬ ‫الطلبة (‪ ،)e-portfolio‬و�أداة اكت�شاف‬ ‫ال�سرقة (‪Plagiarism detection tool‬‬ ‫) منت�شر ًا ب�شكل كبري يف امل�ؤ�س�سات التعليمية منذ‬ ‫م�سح عام ‪2008‬م‪.‬‬ ‫وتعك�س اللغة املتغرية لال�ستطالعات ال�سابقة‬ ‫بدقة‪ ،‬تطورات توفري الدعم لأدوات التعلم املعزز‬ ‫بالتقنيات (‪ .)TEL‬ومن خالل الرتكيز املبدئي‬ ‫على بيئة التعلم االفرتا�ضية (‪ ،)VLE‬وبيئة‬ ‫التعلم املنظم (‪Managed learning‬‬ ‫‪ ،)environment- MLE‬يف الدرا�سات‬ ‫اال�ستق�صائية التي مت �إجرا�ؤها يف عام‪2001‬م‪،‬‬ ‫وو�سعت الدرا�سة اال�ستق�صائية تركيزها على‬ ‫التعلم الإلكرتوين‪ ،‬و�أدوات التعلم املعزز بالتقنيات‬ ‫(‪ .)TEL‬ويف م�سح عام ‪2010‬م‪ ،‬مت �إج��راء‬ ‫حماوالت لتحديث الأ�سئلة‪ ،‬وخيارات اال�ستجابة‪،‬‬ ‫لتو�ضيح ال��واق��ع اجل��دي��د‪ ،‬من �أج��ل دع��م التعلم‬ ‫املعزز بالتقنيات (‪.)TEL‬‬ ‫�إن ال��درا��س��ة اال�ستق�صائية لعام ‪2010‬م‪،‬‬ ‫ه��ي ا�ستمرارية لتلك ال��درا� �س��ات ال�ت��ي �أج��ري��ت‬ ‫‪29‬‬


‫بني عامي ‪2001‬م‪ ،‬و ‪2008‬م‪ ،‬وت�سعى هذه‬ ‫ال��درا��س��ة �إىل تو�ضيح الق�ضايا املعا�صرة التي‬ ‫ظهرت يف ال�ف�ترة الفا�صلة منذ ا�ستطالع عام‬ ‫‪2008‬م‪ .‬وعلى الرغم من �أن التحديات يف‬ ‫القطاع ه��ي يف ت�ط��ور م�ستمر‪� ،‬إال �أن الأ�سا�س‬ ‫املنطقي ملجتمع احتاد �أنظمة املعلومات امل�شرتكة‬ ‫الربيطانية (‪ )UCISA‬ال يزال هو نف�سه‪ .‬ومتت‬ ‫كتابه الن�ص �أدناه يف تقرير امل�سح عام ‪2001‬م‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من مرور الوقت‪ ،‬فهو ال يزال يف حمله‪:‬‬ ‫�إن احت� ��اد �أن �ظ �م��ة امل �ع �ل��وم��ات ب��اجل��ام �ع��ات‬ ‫والكليات(‪ ،)UCISA‬على علم ودراية‪ ،‬ب�أن عددًا‬ ‫من الق�ضايا املت�صلة ببيئات التعلم االفرتا�ضية‪،‬‬ ‫لها ت�أثري كبري على خدمات املعلومات املحو�سبة‪.‬‬ ‫وه��ي متثل التحديات الثقافية للطالب و�أع�ضاء‬ ‫الهيئة التدري�سية‪ ،‬يف كيفية التعامل مع التعلم‬ ‫والتعليم‪ .‬وتتعلق هذه الق�ضايا باختيار بيئة التعلم‬ ‫االفرتا�ضية (‪ ،)VLE‬وط��رق التطبيق والدعم‬ ‫التقني والتدريب وق�ضايا تربوية �أخرى ذات �صلة‪.‬‬ ‫وي�ت�م�ث��ل ال �ه��دف ال��رئ�ي����س ملجتمع �أ��ص�ح��اب‬ ‫امل�صلحة‪� ،‬أو احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات‬ ‫وال �ك �ل �ي��ات(‪ ،)UCISA‬ب ��إ� �ش��راك امل��دي��ري��ن‪،‬‬ ‫وت�ق�ن�ي��ي ال�ت�ع�ل��م وامل��وظ �ف�ين الإداري� �ي��ن‪ ،‬لأن�ه��م‬ ‫م��وج��ودون يف وح���دات ال��دع��م امل��رك��زي داخ��ل‬ ‫امل��دار���س‪ ،‬والكليات‪ ،‬واجل��ام�ع��ات‪ ،‬ويف وح��دات‬ ‫تقنية املعلومات‪ ،‬واملكتبات‪ ،‬ووح��دات التعليم‬ ‫االلكرتوين املتخ�ص�صة‪.‬‬ ‫وي�شار �إىل �أن تقارير الدرا�سات اال�ستق�صائية‬ ‫التي مت �إجرا�ؤها يف �أعوام ‪2001‬م‪ ،‬و ‪2003‬م‪،‬‬ ‫و ‪2005‬م‪ ،‬و ‪2008‬م‪ ،‬و ‪2010‬م‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل حتليل م�سح ع��ام ‪2008‬م‪ ،‬ه��ي متوفرة‬ ‫على موقع احت��اد �أنظمة املعلومات باجلامعات‬ ‫والكليات(‪ .)UCISA‬وقد �أولت هذه الدرا�سة‪،‬‬ ‫كما ك��ان احل��ال يف ا�ستطالع ع��ام ‪2008‬م‪،‬‬ ‫اهتمام خا�ص جلدول الأعمال امل�ؤ�س�سي‪ .‬ولكن‬ ‫تعتمد فعالية دور املجتمع الداعم اعتماد ًا كبري ًا‬ ‫على البيئة الثقافية‪ .‬وقد كان هناك ت�سارع كبري‬ ‫يف التقدم التقني منذ ا�ستطالع عام ‪2008‬م‪،‬‬ ‫مما �أتاح العديد من الفر�ص التعليمية اجلديدة‪.‬‬ ‫وهذه هي التحديات اجلديدة التي يرغب م�سح‬ ‫‪30‬‬

‫ع��ام ‪2010‬م‪ ،‬يف تناولها‪ .‬ورغ��م �أن العديد‬ ‫من �أع�ضاء احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات‬ ‫والكليات(‪ )UCISA‬لديهم بع�ض الت�أثري يف‬ ‫حتديد الإ�سرتاتيجيات امل�ؤ�س�سية‪� ،‬إال �أن تنفيذ‬ ‫البنية التحتية للحفاظ على تلك الإ�سرتاتيجيات‬ ‫تع ّد ذات �أهمية للمجتمع الداعم‪.‬‬ ‫�شجعت امل�لاح �ظ��ات وال�ت�غ��ذي��ة ال��راج �ع��ة من‬ ‫املجتمع واحت ��اد �أن�ظ�م��ة امل�ع�ل��وم��ات باجلامعات‬ ‫والكليات (‪� ،)UCISA‬إج��راء هذا امل�سح‪ .‬وقد‬

‫املنقحة تغيريا يف اللغة‪ ،‬من خالل جتنب التعلم‬ ‫الإلكرتوين وارتباطه الوثيق مع التعلم عن بعد‪،‬‬ ‫وا�ستخدام التقنيات لتعزيز التعلم والتعليم‪ .‬وقد‬ ‫وا�ضحا باالنتقال من �ضخّ‬ ‫عك�ست �أي�ضا تغي ًريا‬ ‫ً‬ ‫اال�ستثمار يف التقنية‪ ،‬يف جميع �أنحاء القطاع‪،‬‬ ‫�إىل ال �ت��وج��ه ن�ح��و اخل �ط��وط ال�ع��ري���ض��ة لإط ��ار‬ ‫العمل الإ�سرتاتيجي‪ ،‬الذي يهدف �إىل م�ساعدة‬ ‫امل�ؤ�س�سات يف حتقيق احلد الأق�صى من الفوائد‬ ‫الإ�سرتاتيجية للتقنية‪ .‬وقد �شدّد هذا الإطار على‬

‫عملية تحسين نوعية العلم والتعليم هي المحرك‬ ‫الرئيسي للتفكير في تطبيق التعلم المعز بالتقنيات‬ ‫لتلبية توقعات الطلبة‬ ‫�أظهرت النتائج �أن الدعم امل�ستمر لتقنيات التعليم‬ ‫ال ت ��زال حم� ّ�ط اه�ت�م��ام امل��دي��ري��ن‪� ،‬إذ مت تناول‬ ‫ق�ضايا كثرية �أهمها‪ ،‬ا�ستخدام تقنيات اجليل‬ ‫الثاين من الويب‪ ،2.0‬والأنظمة التي تكمل بيئة‬ ‫التعلم االفرتا�ضية‪ ،) )VLE‬والعالقة بني التعلم‬ ‫والتعليم وخ��دم��ات ال�شبكة االجتماعية‪ ،‬وتوفري‬ ‫مرافق العمل التعاوين لدعم و�سائل بديلة للدرا�سة‪.‬‬ ‫وق��د �شكلت الإ��س�ترات�ي�ج�ي��ة املنقحة ملجل�س‬ ‫متويل التعليم العايل يف �إجنلرتا (‪)HEFCE‬‬ ‫ح ��ول ال�ت�ع�ل��م الإل� �ك�ت�روين يف ع ��ام ‪2009‬م‪،‬‬ ‫نقطة حت��ول مهمة بالن�سبة للقطاع‪ ،‬م��ن حيث‬ ‫ال�ت��وج��ه الإ��س�ترات�ي�ج��ي لتطوير التعلم امل�ع��زز‬ ‫بالتقنيات (‪ .)TEL‬وتعك�س هذه الإ�سرتاتيجية‬

‫احلاجة �إىل تر�سيخ ا�ستخدام التقنية يف التعليم‬ ‫والتعلم‪ ،‬وتطوير امل �ه��ارات ال�ترب��وي��ة‪ ،‬لتحقيق‬ ‫�أف�ضل ا�ستخدام لهذه الأدوات‪ ،‬من �أج��ل دعم‬ ‫تعلم الطالب‪.‬‬ ‫ومنذ َن ْ�شر �إ�سرتاتيجية جمل�س متويل التعليم‬ ‫العايل يف �إجنلرتا (‪ )HEFCE‬املنقحة‪ ،‬كان‬ ‫هناك املزيد من املن�شورات‪ ،‬وامل�ؤمترات والأحداث‬ ‫التي ركزت على �إمكانية قيام هذا القطاع‪ ،‬بزيادة‬ ‫قيمة ا�ستثماراته الإ�سرتاتيجية يف تقنيات التعليم‪.‬‬ ‫وقد دارت �أي�ض ًا مناق�شات كثرية حول �أهمية بيئة‬ ‫التعلم االفرتا�ضية ‪ ،) )VLE‬لتكون �أداة تعليمية‬ ‫ت�صب يف م�صلحة تعلم الطالب والطالبات‪.‬كما‬ ‫ّ‬ ‫قدمت هذه املن�شورات‪ ،‬والأح��داث‪ ،‬واملناق�شات‪،‬‬


‫ع�بر الإن�ترن��ت‪� ،‬إىل جانب الأ�سئلة التي تتعلق‬ ‫ب�إدخال �أدوات التعلم املعزز بالتقنيات (‪،)TEL‬‬ ‫خلفية مهمة مل�سح عام ‪2010‬م‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن عدد امل�ؤ�س�سات امل�شاركة‬ ‫يف الدرا�سة اال�ستق�صائية هو ‪ ،167‬كما حددها‬ ‫جمال�س التعليم العايل ‪ ،‬مق�سمة على النحو الآتي‪:‬‬ ‫تعتمد فعالية المجتمع‬ ‫ال��داع��م ل��ل��ج��اه��ات على‬ ‫البيئة الثقافية فيها‬ ‫‪ 132‬م�ؤ�س�سة يف �إجنلرتا‪ ،‬و‪ 13‬يف ويلز‪18 ،‬‬ ‫ويف ا�سكتلندا ‪ ،‬و‪ 4‬يف �أيرلندا ال�شمالية‪.‬‬ ‫ويركز هذا التقرير ب�شكل �أ�سا�سي على تقدمي‬ ‫البيانات‪ ،‬بطريقة من �ش�أنها متكني امل�ؤ�س�سات‬ ‫من و�ضع نف�سها يف �ضوء اجتاهات القطاع‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من ت�سليط ال�ضوء على بع�ض االجتاهات‪،‬‬ ‫فلي�س الهدف الرئي�س من هذا التقرير هو تقدمي‬ ‫تف�سري مف�صل للبيانات‪ .‬وا�ستجابة للمالحظات‬ ‫ال�ت��ي وردت يف تقرير ‪2008‬م‪ ،‬ح��ول احلاجة‬ ‫�إىل خطوط وا�ضحة لتف�سري ن��واح��ي معينة من‬ ‫البيانات‪ ،‬فقد مت �إجراء بحوث نوعية �إ�ضافية من‬ ‫خ�لال �سل�سلة من املقابالت مع امل�ؤ�س�سات التي‬ ‫ت�سعى لتطوير مناهجها من �أج��ل التعلم املعزز‬ ‫بالتقنيات(‪ .)TEL‬حيث �أجريت مقابالت مع �ست‬ ‫م�ؤ�س�سات خالل �صيف عام ‪2010‬م‪ ،‬من �أع�ضاء‬ ‫فريق امل�سح يف احتاد �أنظمة املعلومات باجلامعات‬ ‫والكليات‪ .‬وكان الهدف من هذه املقابالت هو توفري‬ ‫م�صدر �إ�ضايف للمعلومات‪ ،‬عن ممار�سات القطاع‬ ‫يف دعم التعلم املعزز بالتقنيات(‪� .)TEL‬إ�ضافة‬ ‫�إىل تناول ق�ضايا عديدة‪ ،‬مثل‪ :‬النهج امل�ؤ�س�سي‬ ‫لل�سيا�سة‪ ،‬والتنمية الإ�سرتاتيجية للتعلم املعزز‬ ‫بالتقنيات (‪ ،)TEL‬ف�ض ًال عن الهياكل الداعمة‬ ‫وم�ستويات التوظيف يف م�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫ومت تقدمي ن�سخة م�سودة لهذا التقرير �إىل‬ ‫م ��ؤمت��ر احت ��اد �أن �ظ �م��ة امل�ع�ل��وم��ات باجلامعات‬ ‫والكليات(‪ )UCISA‬الذي مت انعقاده يف متوز‪/‬‬ ‫يوليو‪ ،‬و�إىل امل�ؤمتر الذي انعقد يف �أيلول‪�/‬سبتمرب‬

‫‪2010‬م‪ .‬حيث مت طرح اقرتاحات مفيدة من‬ ‫قبل ال�شخ�صيات امل�شاركة‪ ،‬التي �ساعدت يف �إعداد‬ ‫التقرير النهائي لهذه الدرا�سة اال�ستق�صائية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وخ� ُل����ص ه��ذا التقرير �إىل �أن حت�سني التعلم‬ ‫والتعليم من �أج��ل تطبيق التعلم املعزز بالتقنيات‬ ‫(‪ )TEL‬وتلبية توقعات الطالب‪� ،‬إ�ضافة �إىل تعزيز‬ ‫الو�صول للتعلم خارج املدن اجلامعية‪ ،‬هما املحركان‬ ‫الأ�سا�سيان للعملية التعليمية‪ .‬و�إن توافر موظفي‬ ‫الدعم للتعلم املعزز بالتقنيات (‪ ،)TEL‬هو عامل‬ ‫رئي�س يف ت�شجيع تطوير التعلم املعزز بالتقنيات‪،‬‬ ‫والو�صول �إىل الأدوات الالزمة‪ .‬و�إذ مت �إجراء مقارنة‬ ‫لنتائج هذه الدرا�سة مع اال�ستطالع الذي �أجري عام‬ ‫‪2008‬م‪ ،‬جند �أن التمويل الداخلي لتطوير التعلم‬ ‫املعزز بالتقنيات قد ق َّل كثريا‪.‬‬ ‫كما ال ت��زال العقبات لتطوير التعلم املعزز‬ ‫بالتقنيات (‪ ،)TEL‬هي نف�سها التي مت حتديدها‬ ‫يف ا�ستطالع عام ‪2008‬م‪ ،‬وهذه العقبات‬

‫اال� �س �ت �ق �� �ص��ائ �ي��ة ب��ن�����س��ب��ة(‪� )99%‬إىل �أن‬ ‫�إ�سرتاتيجية التعلم والتعليم كان لها الأثر الوا�ضح‬ ‫لتطوير التعلم املعزز بالتقنيات‪ ،‬الأمر الذي يعك�س‬ ‫ويعزز املوافقة على تطوير التعلم الإلكرتوين‪ ،‬ومت‬ ‫الإبقاء على ا�ستخدام امل�صادر التعليمة الأخرى‬ ‫كاملكتبات‪ ،‬ب�شكل خا�ص يف الكليات واجلامعات‪.‬‬ ‫و�أوىل احت ��اد �أن�ظ�م��ة امل�ع�ل��وم��ات باجلامعات‬ ‫والكليات تركيزا خا�صا لبيئات التعلم االفرتا�ضية‪.‬‬ ‫وم��ع م��رور الوقت‪ ،‬مت تو�سيع نطاق ه��ذه الدرا�سة‬ ‫اال�ستق�صائية‪� ،‬إذ تبني �أن هناك اهتما ًما كب ًريا‬ ‫ب�ش�أن الطرق التي ت�ستخدم فيها �أنظمة بيئة التعلم‬ ‫االفرتا�ضية يف خمتلف �أنحاء قطاع التعليم العايل‪.‬‬ ‫وك�شفت نتائج م�سح ‪2008‬م‪� ،‬أن هناك تغريا‬ ‫وا�ضحا يف القطاع م��ن خ�لال ا�ستخدام برنامج‬ ‫التعلم الإل �ك�تروين (‪ ،)Moodle‬حيث �أ�صبح‬ ‫الأكرث ا�ستخدام ًا‪ ،‬كتطبيق حا�سوبي لبيئة مفتوحة‬ ‫امل�صدر‪ ،‬بن�سبة ‪ 55%‬يف امل�ؤ�س�سات التعليمية‪.‬‬

‫ضيق الوقت ونقص االموال‪ ،‬ونقص الخبرات لدي اعضاء‬ ‫ّ‬ ‫التعلم‬ ‫الهيئة االكاديمية هي العقبات البرز لتطوير‬ ‫المعزز بالتقنيات‬ ‫ت�شمل �ضيق ال��وق��ت‪ ،‬ونق�ص الأم� ��وال‪ ،‬ونق�ص‬ ‫اخل�برات لدى �أع�ضاء الهيئة الأكادميية‪ .‬حيث‬ ‫يعد �ضيق الوقت العقبة الكربى من بينها‪.‬‬ ‫�إن التعليم والتعلم‪ ،‬واملكتبات‪ ،‬واملوارد التعليمية‬ ‫هي الإ�سرتاتيجيات املهمة التي ت�ؤثر على تطوير‬ ‫التعلم املعزز بالتقنيات (‪ .)TEL‬ويف املقابل‪،‬‬ ‫فقد تراجعت �إ�سرتاتيجيات التعلم الإلكرتوين‬ ‫م�ن��ذ ع ��ام ‪2008‬م‪ .‬وب�ق�ي��ت �إ��س�ترات�ي�ج�ي��ات‬ ‫جمل�س التمويل الوطني‪ ،‬واحتاد �أنظمة املعلومات‬ ‫ب��اجل��ام �ع��ات وال �ك �ل �ي��ات (‪ )UCISA‬هي‬ ‫الإ�سرتاتيجيات الداخلية املهمة من �أجل تطوير‬ ‫التعلم املعزز بالتقنيات (‪.)TEL‬‬ ‫اهتماما كب ًريا لتطوير‬ ‫وي�شار �إىل �أن هناك‬ ‫ً‬ ‫التعلم امل �ع��زز بالتقنيات يف الإ�سرتاتيجيات‬ ‫امل�ؤ�س�سية‪� .‬إذ �أ�شار امل�شاركون يف هذه الدرا�سة‬

‫�أم���ا بالن�سبة للمنتجات ال �ت �ج��اري��ة‪ ،‬فقد‬ ‫ق � � ّل ا� �س �ت �خ��دام ن��ظ��ام ال �ت �ع �ل��م الإل� �ك�ت�روين‬ ‫(‪ ،)Blackboard‬حيث �إن ‪ 40%‬فقط‬ ‫م��ن امل�ؤ�س�سات قامت با�ستخدامه‪ .‬ولكن من‬ ‫امل �ث�ير ل�لاه�ت�م��ام �أن م��ا ن�سبته ‪ 13%‬من‬ ‫امل��ؤ��س���س��ات التعليمة ا�ستخدمت ن�ظ��ام �شري‬ ‫بوينت (‪ .)SharePoint‬كما �أن الكيفية‬ ‫التي يتم من خاللها ا�ستخدام �أدوات التعلم‬ ‫املعزز بالتقنيات (‪ )TEL‬من �أجل دعم التعلم‪،‬‬ ‫ق��د ت�غ�ّي�رّ ب�شكل قليل م��ن ع��ام ‪2008‬م‪ .‬وال‬ ‫يزال ا�ستخدام الأدوات املكملة لأ�شكال التعلم‬ ‫الأخ��رى هي املنهاج الأ�سا�سي‪ .‬كما �أن �إلقاء‬ ‫املحا�ضرات عرب �شبكة الإنرتنت باتّباع التعلم‬ ‫املعزز بالتقنيات قليل جد ًا يف جميع امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫قضايا النوع االجتماعي في‬ ‫التعليم العالي‬

‫فيماال راما�شاندران‬ ‫مكتب اليون�سكو الإقليمي للرتبية يف �آ�سيا واملحيط الهادي‬ ‫تعترب مكانة وج��ودة التعليم العايل‪ ،‬مبثابة امل�ؤ�شرات املهمة للتطور االقت�صادي واالجتماعي لأي بلد‪ .‬و�إ�ضافة �إىل دور التعليم العايل ب�إيجاد‬ ‫موظفني يتمتعون باملهارات العالية‪ ،‬لتحقيق التقدم االجتماعي واالقت�صادي‪� ،‬إال �أنه ي�ؤثر على نوعية وعمق اخلطاب العام‪ ،‬ور�سم ال�سيا�سات‪ .‬وتوجد‬ ‫عالقة قوية بني التعليم العايل والتعليم للجميع (‪ .)Education for All–EFA‬كما �أن وجود فر�ص تعليمية ذات مغزى ت�ش ّد الأطفال وال�شباب‬ ‫نحو النظام التعليمي‪ .‬ويعد التعليم العايل و�إع��داد املعلمني �أمرين مهمني‪ ،‬لبلوغ �أه��داف التعليم للجميع (‪ ،)EFA‬والأه ��داف التنموية للألفية‬ ‫(‪)Millennium Development Goals-MDGs‬‬ ‫وباملثل‪ ،‬ميكن �أن يكون لتعزيز امل�شاركة العادلة للن�ساء والرجال‪ ،‬من جميع الفئات االجتماعية‬ ‫والعرقية‪ ،‬ت�أثري كبري‪ .‬كما �أن وجود املزيد من الن�ساء للعمل يف القطاعني العام واخلا�ص يف جماالت‬ ‫التعليم‪ ،‬والرعاية ال�صحية‪ ،‬وال�صحافة‪ ،‬والتنمية‪ ،‬والبنوك‪ ،‬وغريها‪ ،‬له ت�أثري كبري‪ ،‬مما ُي�ش ّكل قدوة‬ ‫ل�سائر الن�ساء والفتيات يف املجتمعات التقليدية؛ حيث التمييز بني اجلن�سني‪ ،‬والف�صل بينهما هو القاعدة‪.‬‬ ‫و�إذا �ألقينا نظرة عامة على الدرا�سات ب�ش�أن النوع االجتماعي (‪ )Gender‬والتعليم‪� ،‬سنجد �أن‬ ‫اجلزء الأكرب منها يخ�ص التعليم الأ�سا�سي واالبتدائي‪ ،‬يف حني يوجد القليل عن التعليم الثانوي والتعليم‬ ‫العايل‪ .‬وهناك عدد قليل من الدرا�سات امل�ستندة �إىل الأبحاث حول ق�ضايا امل�ساواة بني اجلن�سني يف‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬وهي م�س�ألة �أبرزتها اليون�سكو(‪ ،)UNESCO‬وجمتمع التعليم والتنمية‪ .‬ويعد هذا‬ ‫الو�ضع وا�ضح ًا يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادئ؛ وهي منطقة غنية بتنوع الثقافات‪ ،‬والتنمية االقت�صادية‬ ‫والب�شرية‪ ،‬والعالقات بني اجلن�سني‪ .‬ويقدم هذا التقرير ملحة عامة عن الو�ضع ويربز الق�ضايا النا�شئة‪.‬‬ ‫قطاع التعليم العايل هو حقل من حقول املعرفة الوا�سعة واملتنوعة‪� .‬إذ ي�شتمل على العلوم‪ ،‬والفنون‪،‬‬ ‫والعلوم الإن�سانية‪ ،‬والريا�ضيات‪ ،‬والعلوم االجتماعية والثقافية‪ ،‬والهند�سة‪ ،‬والطب‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والعلوم‬ ‫احلياتية‪ ،‬والعلوم التطبيقية الأخرى‪ ،‬والتعليم والتدريب‪ ،‬وبرامج التدريب املهني‪ ،‬والتدريب لقطاع‬ ‫اخلدمات‪ ،‬و�إع��داد املعلمني‪ ،‬و�إدارة التعليم‪ ،‬وما �إىل ذلك من فروع‪ .‬وقد منا هذا القطاع ب�سرعة‪،‬‬ ‫‪32‬‬

‫صورة التقرير‬


‫و�أ�صبح �أكرث تنوع ًا‪ ،‬بحيث يغطي اليوم جميع �أنواع‬ ‫التعليم العايل وامل�ؤ�س�سات البحثية والتدريبية‪.‬‬ ‫ون�شهد �أي�ضا �أ�شكا ًال جديدة من التعليم والتدريب‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬التعلم الإلكرتوين وبرامج العمل والدرا�سة‪.‬‬ ‫وب��الإ��ض��اف��ة �إىل ال��درا��س��ة ب ��دوام ك��ام��ل‪ ،‬ميكن‬ ‫للطالب الدرا�سة بدوام جزئي �أو التعلم عن بعد‬ ‫باملرا�سلة‪ .‬يف معظم البلدان‪ ،‬وخا�صة يف منطقة‬ ‫�آ�سيا واملحيط الهادئ‪ ،‬حيث ي�سري التقدم �إىل‬ ‫التعليم العايل بخطى ثابتة‪ .‬وهذا يعني �أنه يجب‬ ‫على الطالب‪� ،‬أو الطالبة �إكمال التعليم االبتدائي‬ ‫والثانوي‪ ،‬قبل التوجه �إىل التعليم العايل‪.‬‬ ‫ويت�أثر الو�صول �إىل التعليم ال�ع��ايل بعوامل‬ ‫كثرية؛ �أو ًال‪ ،‬هناك العوامل التي تتعلق بالطالب‬ ‫�أن�ف���س�ه��م و�أ���س��ره��م‪ ،‬وال� ��ذي يت�ضمن الأداء‬ ‫الأك ��ادمي ��ي يف التعليم االب �ت��دائ��ي وال �ث��ان��وي‪،‬‬ ‫وك��ذل��ك الو�ضع االقت�صادي للوالدين‪ .‬وثاني ًا‪،‬‬ ‫�سيا�سة احلكومة للتعليم ال�ع��ايل‪ ،‬مب��ا يف ذلك‬ ‫العمل الإيجابي‪ ،‬وهيكلة الر�سوم‪ ،‬وبرامج املنح‬ ‫الدرا�سية‪ ،‬واحل��واف��ز للطالبات‪ ،‬وغ�يره��ن من‬ ‫الفئات املحرومة اجتماعي ًا‪ .‬وثالث ًا‪ ،‬بيئة الطالب‪،‬‬ ‫مثل البعد امل��ادي للم�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬ونوعية‬ ‫التعليم ال��ذي من �ش�أنه ت�شجيع ال�شباب للتقدم‬ ‫نحو التعليم العايل‪� ،‬أو عدم ت�شجيعهم‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذل��ك‪ ،‬تعزز ه��ذه العوامل امل��ؤث��رة عنا�صر‬ ‫�أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬النوع االجتماعي‪ ،‬والطائفة‪ ،‬والعرق‪.‬‬

‫املر�أة يف جمال التعليم التقني والعلوم‪ ،‬ورعاية وتطوير‬ ‫الدرا�سات الن�سائية‪ ،‬ومتثيل املر�أة يف املنا�صب الإدارية‬ ‫يف جمال التعليم العايل‪.‬‬ ‫وبالن�سبة ملنطقة �آ�سيا واملحيط الهادي ككل‪،‬‬ ‫تتغري ن�سبة االل �ت �ح��اق الإج �م��ايل للفتيات من‬ ‫التعليم االبتدائي �إىل التعليم العايل ب�شكل كبري‬ ‫ح�سب النوع‪ :‬وقد هبطت ن�سبة االلتحاق التي تبلغ‬ ‫‪ 109%‬يف املرحلة االبتدائية‪ ،‬ب�شكل وا�ضح �إىل‬ ‫‪ % 48‬يف املرحلة الثانوية‪ ،‬ومن ثم �إىل ‪ % 9‬على‬ ‫م�ستوى التعليم العايل‪ .‬ومع �أن هذه املنطقة �سدت‬ ‫الفجوة بني اجلن�سني يف املرحلة االبتدائية ب�شكل‬ ‫كبري‪� ،‬إال �أن هذا الو�ضع مل يتحقق يف املرحلتني‬ ‫القادمتني؛ التعليم الثانوي والتعليم اجلامعي‪ .‬وقد‬ ‫حققت كل من جمهورية كوريا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وجزر‬

‫التعليم العالي هو حقل من حقول المعرفة‬ ‫الواسعة التي تشمل العلوم‪ ،‬والفنون‪ ،‬والعلوم‬ ‫االنسانية واالجتماعية‪ ‬والعلوم الطبية وغيرها‬ ‫ويتم و�ضع اجلامعات وامل�ؤ�س�سات الأخ��رى العاملة‬ ‫يف جم��ال التعليم ال�ع��ايل‪ ،‬لإج��راء البحوث يف �شتى‬ ‫املجاالت‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل تعزيز االبتكار‪ .‬ول�سوء احلظ‪،‬‬ ‫تول العديد من البحوث والدرا�سات‪ ،‬وامل�ؤمترات‬ ‫مل ِ‬ ‫وامل�شاورات الدولية‪ ،‬حول التعليم العايل‪ ،‬قدر ًا كافياً‬ ‫من االهتمام لق�ضايا امل�ساواة بني اجلن�سني‪ .‬ولكن مت‬ ‫الرتكيز على ق�ضايا عديدة‪� ،‬أهمها‪ ،‬زي��ادة م�شاركة‬

‫املحيط ال�ه��ادي �أع�ل��ى ن�سب االلتحاق باملرحلة‬ ‫اجلامعية لدى الإن��اث‪ ،‬وتليها تايلند‪ ،‬وجمهورية‬ ‫ال�صني ال�شعبية‪ ،‬والفلبني‪ .‬وق��د جت��اوز مقيا�س‬ ‫م���س��اواة ال�ن��وع االجتماعي (‪Index-GPI‬‬ ‫‪ (Gender Parity‬للتعليم العايل يف جزر‬ ‫املحيط الهادي‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬وهونغ كونغ‪ ،‬وجمهورية‬ ‫ال�صني ال�شعبية‪ ،‬وجمهورية �إي��ران الإ�سالمية‪،‬‬

‫وتايلند‪ ،‬والفلبني‪ .‬ومع ذل��ك‪ ،‬فهو دون ‪،0.60‬‬ ‫يف كل من كمبوديا‪ ،‬وبنغالدي�ش‪ ،‬وبوتان‪ ،‬ونيبال‪.‬‬ ‫مما ي�شري �إىل اختالفات كبرية بني اجلن�سني‪� ،‬إذ‬ ‫�إن عدم امل�ساواة بني اجلن�سني‪� ،‬سواء للرجال �أو‬ ‫الن�ساء‪ ،‬هو �أمر مدعاة للقلق‪.‬‬ ‫وت�شتمل ق�ضايا النوع االجتماعي الرئي�سة يف‬ ‫التعليم العايل يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادي‪،‬‬ ‫على �إكمال الطالب والطالبات للتعليم وبقائهم‬ ‫فيه‪� .‬إذ �إن ن�سبة الفتيات اللواتي �أكملن التعليم‬ ‫ال �ث��ان��وي‪ ،‬ي �ح��دد �أو ي ��ؤث��ر ع�ل��ى ن�سبة الفتيات‬ ‫ال�ل��وات��ي ح�صلن على التعليم ال �ع��ايل‪ .‬كما �أن‬ ‫موقع امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬يف الأماكن الريفية‬ ‫والنائية‪ ،‬ي�ؤثر على الفتيات �أك�ثر من الفتيان‪.‬‬ ‫�إذ �إن وجود اجلامعات والكليات يف مواقع قريبة‬

‫هو من العوامل املهمة‪.‬كما �أن ال�سفر مل�سافات‬ ‫طويلة با�ستخدام و�سائل النقل العام هو ق�ضية‬ ‫�أمنية مهمة‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف املجتمعات التي ال‬ ‫ت�سمح للفتيات بال�سفر وحدهن‪ .‬وت�ؤثر ق�ضايا‬ ‫العرق‪ ،‬والطائفة‪ ،‬والطبقية‪ ،‬ب�شكل كبري على‬ ‫قدرات الفتيان والفتيات‪ .‬كما �أن املعايري الدينية‬ ‫والثقافية التي حتكم اجلن�سني لها ت�أثري ملحوظ‬ ‫للو�صول �إىل التعليم العايل‪ .‬ويواجه ال�شباب ذوي‬ ‫الإعاقات حتديات كبرية جد ًا‪.‬كما �أن الإدمان على‬ ‫الكحول‪ ،‬وتعاطي املخدرات‪� ،‬إ�ضافة �إىل امل�شاكل‬ ‫الأخ��رى تدفع الطالب لرتك املدار�س متوجهني‬ ‫�إىل ع��امل اجلرمية والع�صابات‪ .‬وي��ؤث��ر العنف‬ ‫�ضد الفتيان‪ ،‬والفتيات‪ ،‬والإ�ساءة اجلن�سية‪ ،‬على‬ ‫قدرتهم لإكمال الدرا�سة‪ ،‬والتوجه �إىل التعليم‬ ‫‪33‬‬


‫ال�ع��ايل‪.‬ك�م��ا مينع ال ��زواج املبكر وامل�س�ؤوليات‬ ‫املنزلية‪ ،‬و�ضغط العمل‪ ،‬و�شرف العائلة‪ ،‬وق�ضايا‬ ‫�أخرى كثرية‪ ،‬الفتيات والن�ساء من الو�صول �إىل‬ ‫املدار�س‪ ،‬و�إكمال درا�ستهم‪.‬‬ ‫وت�شري البيانات �إىل �أن ن�سب االل�ت�ح��اق يف‬ ‫املرحلة االبتدائية قليلة بالن�سبة للأ�سر الفقرية‬ ‫يف معظم البلدان‪ .‬على �سبيل املثال‪ ،‬تعد هذه‬ ‫ال�ف�ج��وة جلية يف ن�ي�ب��ال‪ ،‬وذل ��ك ح�ت��ى املرحلة‬ ‫الثانوية‪� .‬إن العالقات امل�شرتكة بني �سبل العي�ش‪،‬‬ ‫والفقر‪ ،‬وقرارات اال�ستثمار على م�ستوى الأ�سرة‬ ‫جت��ري ب�ط��رق خمتلفة يف خمتلف املجتمعات‪.‬‬

‫فال ي�ستثمر الآباء‪ ،‬يف بع�ض هذه املجتمعات‪ ،‬يف‬ ‫التعليم من �أجل بناتهم‪ .‬ففي الأ�سر الفقرية جدا‪،‬‬ ‫يتم �سحب الفتيات من املدار�س‪ .‬ويف جمتمعات‬ ‫ال�صيد ال�ساحلية‪ ،‬على �سبيل امل�ث��ال‪ ،‬يت�سرب‬ ‫ال�شباب من املدر�سة ليلتحقوا ب�صناعة �صيد‬ ‫الأ�سماك يف حني توا�صل الفتيات التعليم‪ .‬ومن‬ ‫ناحية �أخ��رى‪ ،‬ف�إن النق�ص يف عدد املمر�ضات‪،‬‬ ‫واحلاجة �إىل موظفني م�ؤهلني يف جمال التمري�ض‬ ‫ي�شجع الأ�سر على اال�ستثمار‬ ‫يف البلدان املتقدمة‪ّ ،‬‬ ‫يف تعليم الفتيات للمرحلة اجلامعية‪.‬‬ ‫وبالنظر �إىل ال�صور النمطية بني اجلن�سني‪،‬‬

‫العالقة بين ث��روات األس��رة ومعدالت البقاء في‬ ‫التعليم ب��ارزة بشكل كبير في مرحلة التعليم‬ ‫الثانوي وما بعدها‬

‫‪34‬‬

‫حول قابلية الفتيات والفتيان لدرا�سة الريا�ضيات‬ ‫والعلوم‪ ،‬على م�ستوى املدار�س االبتدائية والثانوية‬ ‫‪ ،‬جند �أن هناك عددًا قلي ًال من الن�ساء اللواتي‬ ‫ينخرطن يف ال��دورات املتعلقة بالعلم والتقنية‪،‬‬ ‫باملقارنة مع ال��رج��ال‪ .‬وت�شجع ال�صور النمطية‬ ‫بني اجلن�سني الن�ساء على ممار�سة مهن معينة‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬التعليم‪ ،‬والطب‪ ،‬والتمري�ض‪ ،‬وجمموعة من‬ ‫املهن يف قطاع اخلدمات‪ .‬وي�شار �إىل �أن العديد‬ ‫من ال�شابات يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادي‪،‬‬ ‫خ�صو�ص ًا يف ال�صني‪ ،‬والهند‪ ،‬وجمهورية كوريا ‪،‬‬ ‫ينظرن �إىل التدريب املهني‪ ،‬والعلوم والتقنية على‬ ‫�أنها خيارات مهنية �صاحلة‪ ،‬ومن ثم تعزز الفر�ص‬ ‫�أمامهن‪.‬‬ ‫وق ��د ��ش�ه��دت ال �� �س �ن��وات ال �ع �� �ش��رون املا�ضية‬ ‫زي��ادة كبرية يف التقارير التي �أوردت �ه��ا و�سائل‬ ‫الإع�لام‪ ،‬حول التحر�ش اجلن�سي يف امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية‪ .‬كما �أن زي��ادة الدعاية عن التحر�ش‬ ‫يف مكان العمل ي�ؤثر على امل��ر�أة يف ن��واح كثرية‪.‬‬ ‫ففي بع�ض املجتمعات قد يحول هذا الأم��ر دون‬ ‫م�شاركة املر�أة‪ .‬وال توجد بحوث تقوم على الأدلة‬ ‫�أو بيانات موثوق بها‪ ،‬حول التحر�ش اجلن�سي‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن فعالية اللجان امل�ؤ�س�سية‪� ،‬إذ �إن هذا‬ ‫الأمر ي�ستدعي البحث اجلاد‪ ،‬وبخا�صة حول ت�أثري‬ ‫الأ��ش�ك��ال العلنية واخلفية للتحر�ش على ق��درة‬ ‫الن�ساء والرجال ملوا�صلة التعليم‪.‬‬ ‫وعلى م�ستوى التعليم العايل‪ ،‬ف�إن توافر �أع�ضاء‬ ‫هيئة تدري�سية من الن�ساء‪ ،‬و�إيجاد م�ساحات �آمنة‬ ‫للطالبات من �أج��ل االنتظار بني املحا�ضرات‪،‬‬ ‫وت��وف�ير مراحي�ض منف�صلة وم��راف��ق ال�صرف‬ ‫ال�صحي‪ُ ،‬يحدث فرق ًا كبري ًا بالن�سبة للمر�أة‪.‬‬ ‫كما �أن توافر املرافق ال�سكنية هو ق�ضية مهمة‬ ‫على م�ستوى التعليم العايل‪ .‬وعلى �سبيل املثال‪،‬‬ ‫بع�ض الق�ضايا التي تتعلق بالدين‪ ،‬والطائفة‬ ‫يف جنوب �آ�سيا‪ ،‬تكت�سب �أهمية كبرية‪ ،‬خا�صة‬ ‫عندما جت��د الفتيات م��ن املجتمعات املحرومة‬ ‫اجتماعي ًا �صعوبة يف االندماج يف املجتمع‪ .‬وميكن‬ ‫�أن تتعر�ض بع�ض الطالبات يف املجتمعات القبلية‬ ‫للتمييز‪ ،‬وهذا بدوره ي�ؤثر ت�أثري ًا قوي ًا على بقائهن‬ ‫يف التعليم و�إكمال درا�ستهن‪.‬‬ ‫ه�ن��اك بع�ض الأدل���ة على �أن ع��دم امل���س��اواة‬ ‫يف التعليم الثانوي يف البلدان غالب ًا م��ا تكون‬


‫�أك�ثر و��ض��وح� ًا‪ .‬ويف كثري م��ن البلدان النامية‪،‬‬ ‫تعد معدالت االلتحاق باملدار�س الثانوية‪� ،‬أقل‬ ‫بكثري بني الأ�سر الأك�ثر فقر ًا مقارنة مع الأ�سر‬ ‫الغنية‪ .‬ويك�شف حتليل العالقة بني ثروات الأ�سر‬ ‫ومعدالت البقاء يف التعليم عن عدد من الأمناط‪.‬‬ ‫على �سبيل املثال‪� ،‬إن العالقة بني ث��روات الأ�سر‬ ‫ومعدالت البقاء يف التعليم غري وا�ضحة �إىل حد‬ ‫ما يف ال�صفوف الأوىل من التعليم االبتدائي‪،‬‬ ‫ولكنها بارزة ب�شكل كبري يف ال�صفوف االبتدائية‬ ‫العليا من التعليم الثانوي‪.‬‬ ‫ويف منطقة �آ�سيا واملحيط ال �ه��ادي‪ ،‬تواجه‬ ‫الفتيات والفتيان على ح��د � �س��واء‪ ،‬عقبات يف‬ ‫م�شاركتهم يف املدر�سة‪ ،‬مما ي�ؤكد على �أن تعزيز‬ ‫امل�ساواة بني اجلن�سني ال يقت�صر فقط على الن�ساء‬ ‫والفتيات‪ ،‬ولكن على الرجال والفتيان كذلك‪.‬‬ ‫وت�شري البيانات املتاحة �إىل �أن ‪ 14‬دولة من �أ�صل‬ ‫‪ 31‬كان لديها ن�سب قليلة‪ ،‬اللتحاق الأوالد يف‬ ‫التعليم الثانوي مقارنة مع الفتيات‪ ،‬وذلك يف عام‬ ‫‪2005‬م‪ ،‬مبا يف ذلك جزر فيجي‪ ،‬وماليزيا‪،‬‬ ‫ومنغوليا‪ ،‬وتايالند‪ ،‬والفلبني‪ ،‬و�ساموا‪ ،‬وتونغا‪.‬‬ ‫ويف منغوليا‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬يت�سرب الأوالد من‬ ‫املدار�س للم�ساهمة يف دخل الأ�سرة‪ .‬وعلى م�ستوى‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬هناك اجتاه متزايد نحو ارتفاع‬ ‫معدالت التحاق الفتيات باملدار�س‪.‬‬ ‫و�إذا القينا نظرة عامة على الدرا�سات ب�ش�أن‬

‫النوع االجتماعي والتعليم‪� ،‬سنجد �أن احلكومات‬ ‫يف جميع �أن�ح��اء املنطقة‪ ،‬مل تعالج بعد م�س�ألة‬ ‫امل�ساواة بني اجلن�سني يف التعليم العايل على نحو‬ ‫�شامل‪� .‬إذ �أن�ش�أت بلدان عدة جامعات وم�ؤ�س�سات‬ ‫للن�ساء فقط‪� .‬إذ يعد هذا الأم��ر وا�ضح ًا ب�شكل‬ ‫خا�ص يف املجتمعات الإ�سالمية التقليدية‪ ،‬ويف‬ ‫بع�ض �أج��زاء من الهند‪ ،‬وجمهورية كوريا‪ .‬ومع‬ ‫ذل��ك‪ ،‬فقد مت �إن���ش��اء ع��دد كبري وم�ت��زاي��د من‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العايل من قبل القطاع اخلا�ص‪،‬‬ ‫ومعظمها خمتلطة‪ .‬ويحول هذا الأمر دون و�صول‬ ‫الن�ساء والفتيات‪ ،‬من املجتمعات التقليدية التي‬ ‫ميار�س فيها الف�صل بني اجلن�سني‪.‬‬ ‫�إن و� �ض��ع ال��ن��وع االج �ت �م��اع��ي ع �ل��ى امل���س��ار‬ ‫( ‪،)Gender Mainstreaming‬‬ ‫�إ�سرتاتيجية مقبولة عاملي ًا‪ ،‬لتعزيز امل�ساواة بني‬ ‫اجلن�سني‪ .‬و�إن خلق املعرفة والوعي‪ ،‬وامل�س�ؤولية‬ ‫لتحقيق امل�ساواة بني اجلن�سني‪ ،‬جلميع املهنيني‬ ‫العاملني يف التعليم ال�ع��ايل‪ ،‬يعد عملية ولي�س‬ ‫هدف ًا‪.‬كما �أن��ه لي�س ه��دف� ًا يف ح��د ذات��ه ب��ل هو‬ ‫�إ�سرتاتيجية‪� ،‬أو منهج‪� ،‬أو و�سيلة لتحقيق هدف‬ ‫امل �� �س��اواة ب�ين اجلن�سني يف م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫ال �ع��ايل‪ .‬وينطوي و�ضع ال�ن��وع االجتماعي على‬ ‫امل�سار ل�ضمان �أن حتقيق ه��دف امل���س��اواة بني‬ ‫اجل�ن���س�ين ه��و حم��ور جميع الأن �� �ش �ط��ة‪ ،‬مب��ا يف‬ ‫ذل��ك‪ ،‬ال�سيا�سة التعليمية‪ ،‬واملناهج الدرا�سية‪،‬‬

‫والبحوث‪ ،‬والدعوة‪ ،‬وتخ�صي�ص املوارد‪ ،‬واملرافق‪،‬‬ ‫والتخطيط‪ ،‬والتنفيذ‪ ،‬ور��ص��د ب��رام��ج التعليم‬ ‫العايل‪.‬‬ ‫ت�ضمن �إ�سرتاتيجية اليون�سكو لو�ضع النوع‬ ‫االجتماعي على امل�سار‪� ،‬أن ت�ستفيد املر�أة والرجل‬ ‫على قدم امل�ساواة‪ ،‬من برنامج و�سيا�سة الدعم‪.‬‬ ‫وت�سعى �إىل حتقيق جميع الأه���داف الإمنائية‬ ‫الدولية‪ ،‬مبا فيها تلك التي ترمي �صراحة �إىل‬ ‫حتقيق امل �� �س��اواة ب�ين اجلن�سني‪ .‬وي�ع�ن��ي و�ضع‬ ‫ال�ن��وع االجتماعي على امل�سار حتديد الثغرات‬ ‫يف جم��ال امل �� �س��اواة ب�ين اجل�ن���س�ين‪ ،‬م��ن خ�لال‬ ‫ا�ستخدام التّحليل امل��راع��ي لل ّنوع االجتماعي‬ ‫(‪ ،)Gender Analysis‬وال�ب�ي��ان��ات‬ ‫امل�صنفة ح�سب نوع اجلن�س‪ ،‬ورفع م�ستوى الوعي‪،‬‬ ‫وو�ضع الإ�سرتاجتيات والربامج الرامية �إىل �سد‬ ‫الثغرات‪ ،‬وو�ضع ما يكفي من املوارد واخلربات يف‬ ‫مكانها‪.‬‬ ‫ينطوي و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار‪،‬‬ ‫ب�شكل �أ��س��ا��س��ي‪ ،‬ع�ل��ى ج�م��ع الأدل� ��ة املنهجية‪،‬‬ ‫وحتليل امل�شاركة التفا�ضلية‪ ،‬و�إك �م��ال التعليم‬ ‫ب�ين ال�ن���س��اء وال ��رج ��ال‪ ،‬وحت�ل�ي��ل ��س�ب��ب وج��ود‬ ‫االخ �ت�لاف��ات ب�ين اجلن�سني‪ ،‬وت��وع�ي��ة �أ�صحاب‬ ‫امل�صلحة و�صانعي القرار من التفاوتات القائمة‪.‬‬ ‫وي�ن�ط��وي على م �� �ش��اورات وا��س�ع��ة م��ع املعلمني‪،‬‬ ‫وال �ط�لاب‪ ،‬والإداري �ي�ن‪ ،‬وفتح ح��وار �أو��س��ع حول‬ ‫‪35‬‬


‫النوع االجتماعي والتعليم العايل‪ .‬وهذا يعني �أن هناك ا�ستمرارية بني جمع‬ ‫الأدلة‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والربامج املحددة‪� .‬إن �ضمان الو�صول والفر�ص املت�ساوية‬ ‫للرجال والن�ساء‪ ،‬وخلق فر�ص متكافئة يتطلب التعامل مع النظام‪ ،‬ومتكني‬ ‫�صانعي القرار من العمل على امل�ساواة بني اجلن�سني‪.‬‬ ‫ونحن بحاجة لتحليل البيانات للح�صول على فهم �أف�ضل لأوجه التفاوت‬ ‫بني اجلن�سني‪ .‬وباملثل‪ ،‬ونظرا لظهور الفر�ص‪ ،‬ف�إن هناك حاجة لإعادة النظر‬ ‫يف ال�صور النمطية للجن�سني‪ .‬و�إذا كنا نريد دخول مزيد من الن�ساء والرجال‬ ‫�إىل التعليم العايل‪ ،‬فلي�س �أمام الدول يف املنطقة من خيار �سوى ا�ستك�شاف‬ ‫ق�ضايا امل�ساواة بني اجلن�سني‪ ،‬واعتماد �إ�سرتاتيجيات لو�ضع النوع االجتماعي‬ ‫على امل�سار‪ ،‬والتي ت�شمل �إج��راء حتليل مراعي للنوع االجتماعي‪ ،‬بو�صفه‬ ‫متهيد ًا لو�ضع النوع االجتماعي على امل�سار‪ .‬ويتطلب هذا التوجه‪ ،‬فهما‬ ‫توجد عدم امل�ساواة بني اجلن�سني‪ ،‬وال�سيا�سات‬ ‫�أف�ضل جلميع امل�ستويات التي ِ‬ ‫امل�ستهدفة‪ ،‬والإ�سرتاتيجيات‪ ،‬والإجراءات وحتديد �أولويات الإنفاق العام‪.‬‬ ‫�إن جم �ل ����س ال� �ت� �ع ��اون االق� �ت� ��� �ص ��ادي لآ�� �س� �ي ��ا وامل� �ح� �ي ��ط ال� �ه ��ادي‬ ‫(‪،)Asia-Pacific Economic Cooperation- APEC‬‬ ‫والفريق العامل املعني بالتقنية والعلوم ال�صناعي ة ‪Industrial Sc i‬‬ ‫‪ence and Technology Working Group -IST‬‬‫‪36‬‬

‫‪ ،))WGG‬والفريق العامل املعني باالت�صاالت (‪Telecommun i‬‬ ‫‪ ،)cations Working Group-TELWG‬تقوم بتحليل‬ ‫املعلومات والبيانات لتحديد اخلطوات املمكنة‪ ،‬نحو تعزيز م�شاركة املر�أة يف‬ ‫العلوم وتقنيات التعليم‪ .‬بالإ�ضافة �إىل قيامها بالعمل مع اجلامعات املحلية‬ ‫والطالب املتطوعني‪ ،‬لت�شجيع املدار�س على متابعة العلوم والريا�ضيات يف‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬و�أي�ضا حتفيز املدار�س لت�شجيع الفتيات على اختيار العلوم‬ ‫والريا�ضيات‪.‬‬ ‫ويف الهند‪� ،‬أدى ت�ضافر جهود اجلماعات الن�سائية واملنظمات غري احلكومية‪،‬‬ ‫�إىل �صدور حكم تاريخي من قبل املحكمة العليا يف الهند يف �أغ�سط�س ‪1997‬م‪،‬‬ ‫حيث مت توجيه جميع امل�ؤ�س�سات‪ ،‬مثل‪ :‬اجلامعات‪ ،‬وم�ؤ�س�سات الإدارة‪ ،‬ومراكز‬ ‫التدريب املهني‪ ،‬و�إدارات التعليم عن بعد‪ ،‬لت�شكيل جلنة �شكاوى م�ستقلة حول‬ ‫التحر�ش اجلن�سي‪.‬‬ ‫وق� � ��د ق� � � ��ررت ه� �ي� �ئ ��ة ال � ��دع � ��م امل� � � ��ايل ل� �ل� �ج ��ام� �ع ��ات يف ال �ه �ن��د‬ ‫(‪،)University Grants Commission of India‬‬ ‫�إن�شاء مراكز درا�سات املر�أة يف جميع اجلامعات والكليات‪ .‬وقد مت ا�ستعرا�ض‬ ‫املبادئ التوجيهية وتعزيزها يف نوفمرب ‪2008‬م‪ .‬وتهدف هذه املراكز‬ ‫لت�شجيع وتعزيز البحوث ب�ش�أن درا�سات املر�أة‪ .‬وقد �أن�ش�أت باك�ستان جامعة‬


‫فاطمة جناح للبنات( (‪Fatima Jinnah Women’s Un i‬‬ ‫‪ )versity‬يف عام ‪1998‬م‪ ،‬لتعزيز وت�شجيع الن�ساء على االنتقال‬ ‫من املدر�سة �إىل التعليم العايل‪ .‬وقد �أن�ش�أت الهند �أي�ض ًا جمموعة كبرية‬ ‫وجديدة من امل�ؤ�س�سات‪� ،‬إ�ضافة �إىل وجود مراكز قدمية للمر�أة‪ .‬وقد �أوجدت‬ ‫العديد من البلدان املنح واملكاف�آت لت�شجيع الن�ساء على االنتقال من التعليم‬ ‫االبتدائي �إىل التعليم اجلامعي كما يف بنغالد�ش‪� ،‬إ�ضافة �إىل ت�شجيعهم‬ ‫للتوجه �إىل اجلامعات كما ح�صل يف الهند‪ ،‬وباك�ستان‪ ،‬وبنغالد�ش‪.‬‬ ‫يزيد الزواج املبكر واحلمل‪ ،‬من عبء العمل وم�س�ؤوليات كل من الطالبات‬ ‫واملعلمات يف اجلامعات واملعاهد‪� .‬إذ �إن توفري مرافق احل�ضانة ورعاية‬ ‫الأطفال �أم��ر مهم يف العديد من امل�ؤ�س�سات واجلامعات يف جميع �أنحاء‬ ‫ال�ع��امل‪ .‬يف حني �أن دور احل�ضانة وم��راف��ق رعاية الأط�ف��ال م��وج��ودة منذ‬ ‫فرتة طويلة‪� ،‬إال �أنه يوجد القليل من الأبحاث ب�ش�أن ت�أثري هذه املرافق على‬ ‫م�شاركة الآباء‪ .‬ومن امل�سلم به �أن توافر مرافق احل�ضانة ورعاية الأطفال من‬ ‫املمار�سات الإيجابية يف جمال التعليم العايل‪.‬‬ ‫ونظرا للتنوع املوجود يف منطقة �آ�سيا واملحيط الهادي‪ ،‬هناك حاجة‬ ‫لتطوير ال�سيا�سات والإ�سرتاتيجيات اخلا�صة بكل بلد‪ .‬والتو�صيات الواردة‬ ‫�أدن � ��اه‪ُ ،‬ت�ل�خ����ص بع�ض امل �ب��ادئ‬ ‫ال� �ع ��ام ��ة وال � ��درو� � ��س ال� �ت ��ي مت‬ ‫يتطلب وضع النوع االجتماعي في المسار‪ ،‬اإلقتناع‬ ‫ا�ستخال�صها م��ن جت��ارب و�ضع‬ ‫الفكري واالس��ت��ع��داد العاطفي ودع��م واضعي‬ ‫ال �ن��وع االج�ت�م��اع��ي ع�ل��ى امل�سار‬ ‫السياسات لمواجهة العقبات‪.‬‬ ‫يف التعليم االب�ت��دائ��ي والتنمية‬ ‫االقت�صادية يف املنطقة‪.‬‬ ‫�إن الربامج التدريبية التي تنطوي على جمموعة من النا�س ممن يعملون‬ ‫�إن ارتفاع م�ستوى االلتزام ال�سيا�سي والإداري �أمر �ضروري‪� .‬إذ �إن امل�ؤ�س�سات‬ ‫الوطنية والدولية‪ ،‬امللتزمة بو�ضع النوع االجتماعي على امل�سار‪ ،‬بحاجة �إىل مع ًا‪ ،‬ولديهم م�س�ؤوليات خمتلفة يف نف�س امل�ؤ�س�سة يكون لها ت�أثري �أكرب‪� .‬إذ من‬ ‫�إن�شاء فريق عمل من �أجل البحث‪ ،‬وجمع وت�صنيف وحتليل البيانات الكمية �ش�أن هذه الربامج �أن ت�شجعهم‪ ،‬و�أن ت�صنع بيئة مواتية للتغيري‪ .‬وحاملا يتم‬ ‫والنوعية‪ ،‬على عدم امل�ساواة بني اجلن�سني يف الو�صول وامل�شاركة‪ ،‬والتعليم االتفاق على جدول الأعمال حول و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار‪ ،‬ف�إنه من‬ ‫والتعلم‪ ،‬والنوع االجتماعي‪ ،‬وال�سالمة‪ ،‬والتحر�ش‪ ،‬والق�ضايا ذات ال�صلة الأهمية مبكان �إن�شاء الهياكل والآليات التي ت�سهل العملية‪ .‬فال بد من �صياغة‬ ‫‪ .‬و�إدراك �ضخامة التحدي من جانب جميع �أ�صحاب امل�صلحة هو مبثابة القواعد واملبادئ التوجيهية واللوائح وتعديلها‪.‬‬ ‫ومن هنا جند �أن التعليم العايل هو حقل وا�سع ومعقد كما �أن و�ضع النوع‬ ‫اخلطوة الأ�سا�سية الأوىل نحو و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار‪.‬‬ ‫وينبغي حتديد ما يجب القيام به على �أي م�ستوى ويف جميع امل�ؤ�س�سات‪ .‬االجتماعي على امل�سار هو عملية منوعة ومكثفة‪� .‬إذ يتطلب و�ضع النوع‬ ‫التزاما رفيع امل�ستوى من اجلامعات وامل�ؤ�س�سات‪ .‬و�إن‬ ‫كما �أن حتديد الأولويات يف هذه املرحلة �أمر مهم ل�ضمان �أن تكون الأهداف االجتماعي على امل�سار‬ ‫ً‬ ‫املحددة واقعية واخلطط ممكنة التطبيق‪ .‬وينبغي ت�شكيل فريق عمل خم ّول جتربة و�ضع النوع االجتماعي على امل�سار يف قطاعات �أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬التعليم‬ ‫يعتمد على الأدل��ة‪ ،‬لكي مي�ضي بهذه العملية قدما‪ .‬وال بد من و�ضع خطة االبتدائي‪ ،‬والرعاية ال�صحية الأولية‪ ،‬ي�شري �إىل �ضرورة االعرتاف ب�أن هذا‬ ‫لو�ضع النوع االجتماعي يف امل�سار‪ ،‬وذلك يف قطاعات خمتلفة يف التعليم الأمر هو مبثابة �سفر طويل‪.‬‬ ‫ويتطلب و�ضع النوع االجتماعي يف امل�سار‪ ،‬االقتناع الفكري ف�ض ًال عن‬ ‫العايل‪.‬‬ ‫ومن �أجل جعل العملية ذات مغزى‪ ،‬يتعني تناول ق�ضايا النوع االجتماعي اال�ستعداد العاطفي‪ ،‬وال��دع��م بني جميع �أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سني‪،‬‬ ‫جنبا �إىل جنب مع ق�ضايا التفاوت االجتماعي‪ .‬كما �أن تدريب جمموعة من ووا�ضعي ال�سيا�سات‪ ،‬ملواجهة العقبات يف كل مرحلة‪ .‬ف��إذا مت التخطيط‬ ‫الأ�شخا�ص ممن ينتمون �إىل م�ؤ�س�سات خمتلفة يف و�ضع النوع االجتماعي يف لهذا الأمر جيد ًا‪ ،‬ومتكنت احلكومات يف املنطقة من اجلمع بني املجموعة‬ ‫امل�سار له �أهمية حمدودة‪ ،‬لأن على املتدربني العودة والعمل مع النا�س الذين الأ�سا�سية‪ ،‬ف�إن هذا �سيغري واجهة التعليم العايل يف منطقة �آ�سيا واملحيط‬ ‫مل ي�شاركوا يف التجربة نف�سها‪ .‬ومن املرجح �أن ي�شعروا بالعزلة وقد يفقدوا الهادي‪ .‬وينبغي �أن يعيد العقد القادم فرتة النجومية للتعليم العايل كما كان‬ ‫احلال يف التعليم االبتدائي‪.‬‬ ‫حما�سهم تدريجيا‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫التعليم العالي في أستراليا‬ ‫تواجه �أ�سرتاليا حلظات حا�سمة يف تاريخ التعليم العايل‪ .‬وهناك �إجماع دويل على �أن جودة و�أداء نظام التعليم العايل لدولة‪ ،‬ما‬ ‫هي مبثابة املحددات الرئي�سة لتقدمها االقت�صادي واالجتماعي‪ .‬و�إذا �أردنا احلفاظ على م�ستوى عال من املعي�شة‪ ،‬فنحن بحاجة �إىل‬ ‫نظام تعليم عال قادر على املناف�سة دوليا‪ .‬وبينما ي�صبح العامل �أكرث ترابطا‪ ،‬والأ�سواق العاملية للمهارات واالبتكارات �أكرث تطورا‪،‬‬ ‫فمن املهم لأ�سرتاليا �أن يكون لديها عدد كاف من النا�س من ذوي املهارات العالية‪ ،‬القادرة على التكيف مع امل�ستقبل ال�سريع واملتغري‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إىل وجود �إ�سهامات كبرية ووا�ضحة للتعليم العايل‪ ،‬فيما يتعلق بالقوة العاملة املاهرة‪� ،‬إذ ال يزال ي�شكل حجر الزاوية‬ ‫يف م�ؤ�س�ساتنا القانونية‪ ،‬واالقت�صادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬ويكمن يف قلب البحوث ونظام االبتكار يف �أ�سرتاليا‪.‬‬ ‫ويعالج هذا التقرير م�س�ألة ما �إذا كان قطاع‬ ‫التعليم منظم ًا ومم��و ًال لكي مي ّكن �أ�سرتاليا من‬ ‫املناف�سة بفعالية يف االقت�صاد اجلديد املت�سم‬ ‫بالعاملية‪ .‬وعلى الرغم من �أن هذا النظام لديه‬ ‫قوة كبرية ‪� ،‬إال �أنه يواجه تهديدات نا�شئة مهمة‬ ‫تتطلب اتخاذ �إجراءات حا�سمة‪ .‬ومن �أجل مواجهة‬ ‫هذه التهديدات‪ُ ،‬يو�صى ب�إجراء �إ�صالحات رئي�سة‬ ‫للأطر التنظيمية والتمويلية للتعليم العايل‪ .‬ولقد‬ ‫تغري التعليم العايل ب�شكل كبري خالل ال�سنوات‬ ‫ال�ث�لاث�ين امل��ا��ض�ي��ة‪� .‬إذ � �ض� ّ�م ع� ��دد ًا ق�ل�ي� ً‬ ‫لا من‬ ‫امل�ؤ�س�سات املمولة من القطاع العام‪ .‬حيث يوجد‬ ‫الآن ‪ 37‬جامعة حكومية‪ ،‬واثنتني من اجلامعات‬ ‫اخلا�صة‪ ،‬و‪ 150‬مزود ًا للتعليم العايل‪ .‬وتعتمد‬ ‫اجل��ام�ع��ات احلكومية يف دعمها ودخ�ل�ه��ا على‬ ‫‪38‬‬

‫م�صادر غري حكومية‪ ،‬كما تتلقى بع�ض اجلهات‬ ‫اخلا�صة دعم ًا مالي ًا من احلكومة‪.‬‬ ‫وتتخلف �أ�سرتاليا عن البلدان الأخرى يف الأداء‬ ‫واال�ستثمار يف التعليم العايل‪ .‬كما تتفق البلدان‬ ‫املتقدمة والنامية‪ ،‬على حدٍ �سواء‪ ،‬على �أن هناك‬ ‫روابط قوية بني الإنتاجية ون�سبة ال�سكان من ذوي‬ ‫املهارات رفيعة امل�ستوى‪ .‬وقد قررت هذه الدول �أال‬ ‫ت�ستثمر من �أج��ل ت�شجيع ازدي��اد �أع��داد ال�سكان‬ ‫احلا�صلني على م�ؤهالت جامعية فح�سب‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ضا لتح�سني نوعية اخلريجني‪ .‬وحتتل �أ�سرتاليا‬ ‫املرتبة التا�سعة من �أ�صل ثالثني دولة يف منظمة‬ ‫التنمية والتعاون االقت�صادي (‪ ،)OECD‬من‬ ‫حيث ن�سبة ال�سكان الذين ترتاوح �أعمارهم بني‬ ‫‪ 25‬و ‪ 34‬عام ًا‪ ،‬ممن ميتلكون م�ؤهالت علمية‪� ،‬إذ‬

‫صورة التقرير‬


‫متثل ن�سبه ه�ؤالء ال�سكان احلا�صلني على م�ؤهالت‬ ‫علمية بـ ‪ 9%‬مقارنة بـ �أكرث من ‪ 50%‬يف دول‬ ‫�أخرى يف منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي‪.‬‬ ‫لذا يجب اتخاذ �إجراءات فورية للتعامل مع هذا‬ ‫الأمر‪ .‬فالأمة بحاجة �إىل �أ�شخا�ص م�ؤهلني �أكرث‪،‬‬ ‫�إذا �أرادت تلبية متطلبات واحتياجات االقت�صاد‬ ‫العاملي بخطى �سريعة‪.‬‬ ‫وت��واج��ه املناطق الإقليمية ال�ت��ي ت��وج��د فيها‬ ‫�أ��س��واق �ضعيفة غري ق��ادرة على املحافظة على‬ ‫وجود التعليم العايل‪� ،‬أي�ض ًا �صعوبات يف توفريه‪.‬‬ ‫و�سوف تتفاقم ه��ذه امل�شاكل من خ�لال توقعات‬ ‫بانخفا�ض الفئات العمرية من ‪ 24 - 15‬عام ًا يف‬ ‫العديد من املناطق الإقليمية‪ .‬وال توفر الرتتيبات‬ ‫احلالية حوافز وا�ضحة لإع��داد برامج التعليم‬ ‫يف املناطق املحتاجة‪� ،‬أو �إىل التعاون مع اجلهات‬ ‫الأخ��رى ملعاجلة م�شاكل التعليم العايل‪� .‬إذ تبني‬ ‫�أن بع�ض العقبات وال�صعوبات و�أوجه الق�صور يف‬ ‫املناطق الإقليمية هي الأكرث و�ضوح ًا‪.‬‬ ‫وكانت �أ�سرتاليا قبل ع�شرين عام ًا من �أوائل‬ ‫ال��دول من حيث �إع��ادة هيكلة ومتكني امل�شاركة‬ ‫الوا�سعة يف جمال التعليم العايل‪� .‬إذ �إن نتائج‬ ‫تلك التغيريات جعلتها الرائدة دولي ًا للتوجه نحو‬ ‫الأنظمة ال�شاملة‪ .‬وكان هناك بع�ض املخاوف يف‬ ‫ذلك الوقت حول الآثار املحتملة لإعادة الهيكلة‪.‬‬ ‫ل��ذا ّمت ات �خ��اذ جم�م��وع��ة م��ن ال �ت��داب�ير ملراقبة‬ ‫و�ضمان اجلودة (‪)Quality Assurance‬‬ ‫للنظام اجلديد‪ .‬وهناك الآن دالئل وا�ضحة على‬ ‫�أن جودة اخلربات التعليمية �آخذة يف االنخفا�ض‪،‬‬ ‫والآليات التي �أن�شئت ل�ضمان اجلودة على ال�صعيد‬ ‫الوطني حتتاج �إىل حتديث‪.‬‬ ‫وع�م�ل��ت امل��ؤ��س���س��ات التعليمية‪ ،‬وع �ل��ى وج��ه‬ ‫اخل���ص��و���ص‪ ،‬اجل��ام �ع��ات ع�ل��ى ت�ط��وي��ر خ��دم��ات‬ ‫التعليم يف العقدين الأخريين‪ .‬حيث �إن ربع طالب‬ ‫التعليم العايل يف اجلامعات من البلدان الأخرى‪،‬‬ ‫يقدّمون م�ساهمات كبرية القت�صادنا وعالقاتنا‬ ‫مع املنطقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن تركيزهم على نطاق‬ ‫�ضيق ن�سبي ًا من احلقول العلمية ي�ش ّكل حتديات‬ ‫كبرية للم�ؤ�س�سات‪ .‬كذلك‪ ،‬نحن اليوجد ا�ستفادة‬ ‫ق�صوى من جميع الفر�ص التي يقدمونها ليكون‬

‫كانت استراليا من اوائ��ل ال��دول من حيث إعادة‬ ‫هيكلة وتمكين المشاركة الواسعة في مجال‬ ‫التعليم العالي‪.‬‬ ‫�سفراء لأ�سرتاليا‪� ،‬أو �أن يكونوا جزءا من احلل‬ ‫لبع�ض امل�شاكل الأك�ثر �صعوبة يف جتديد القوى‬ ‫العاملة الأكادميية والبحثية‪ .‬وي�شري حتليل الأداء‬ ‫احلايل‪� ،‬إىل احلاجة املا�سة لكل من الإ�صالحات‬ ‫الهيكلية واال�ستثمارات الإ�ضافية الكبرية‪ .‬و�إذا‬ ‫يتم العمل بجد من الآن‪ ،‬فلن تكون �أ�سرتاليا‬ ‫مل ّ‬ ‫يف عام ‪2020‬م‪ ،‬يف املرتبة التي نطمح �أن تكون‬ ‫بها‪� ،‬أي يف م�صاف الدول الأوىل ملنظمة التنمية‬ ‫والتعاون االقت�صادي من حيث امل�شاركة والأداء‪.‬‬ ‫ويجب زي��ادة ن�سبة ال�سكان احلا�صلني على‬ ‫م�ؤهالت يف التعليم العايل‪ .‬ولإجراء هذا الأمر‪،‬‬ ‫ه �ن��اك ح��اج��ة �إىل ال�ت��و��ص��ل �إىل ات �ف��اق ب�ش�أن‬ ‫توفري الأم��وال الكافية و�ضمان �أن تكون فوائد‬

‫التعليم العايل متوفرة للجميع‪� ،‬إ�ضافة �إىل و�ضع‬ ‫الرتتيبات التي �ست�ضمن اجلودة العالية للتعليم‬ ‫املقدم‪ ،‬و�أن نكون على ثقة من �أن هياكل الإدارة‬ ‫الوطنية �ست�ساعد على حتقيق هذه الأهداف‪ .‬ومن‬ ‫�أجل حتقيق هذه الأهداف‪ ،‬يرى الفريق املعني �أنه‬ ‫من ال�ضروري �إيجاد نظام متحرر‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫تخ�صي�ص �أموال الكومنولث ملجموعة وا�سعة من‬ ‫الطالب واملزودين امل�ؤهلني ولي�س للم�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫وجلميع الأفراد امل�ؤهلني احلق يف احل�صول على‬ ‫امل�ؤهالت اجلامعية غري املحددة يف املدة ‪ .‬وهناك‬ ‫حاجة ملحة لتو�سيع ق��اع��دة م ��ؤه�لات التعليم‬ ‫العايل ل��دى ال�سكان واحلاجة �إىل رف��ع م�ستوى‬ ‫املهارات‪.‬‬ ‫ويتيح مثل هذا النظام املرونة للم�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫ل�ل�ب� ّ�ت يف ال� ��دورات ال�ت��ي ��س��وف ي�ت��م تقدميها‪،‬‬ ‫وعدد من الطالب الذين �سيتم قبولهم‪� .‬إن هذا‬ ‫الأمر‪ ،‬جنبا �إىل جنب مع �ضمان احلقوق جلميع‬ ‫الطالب امل�ؤهلني‪ ،‬هو اخليار الأكرث ا�ستجابة من‬ ‫�أجل زيادة قاعدة امل�شاركة للمجموعات على نحو‬ ‫فعال‪ .‬ومن �أجل حتقيق هدف زيادة ن�سبة الطالب‬ ‫من الفئات الأق��ل حظ ًا �إىل ‪ % 20‬بحلول عام‬ ‫‪2020‬م‪� ،‬سيتم توجيه ‪ % 4‬من جميع الأموال‬ ‫للتعليم �إىل م�ب��ادرات التوعية‪ .‬وم��ن املتوقع �أن‬ ‫تقيم جميع امل�ؤ�س�سات م�ب��ادرات ل��زي��ادة ن�سبة‬ ‫التحاق الطالب من البيئات الأقل حظ ًا‪ .‬و�سيتم‬ ‫تخ�صي�ص ج��زء م��ن ه��ذه املخ�ص�صات لدعم‬ ‫�أن�شطة التوعية يف املجتمعات املحلية الفقرية‬ ‫ممن لديها ن�سبة م�شاركة قليلة يف التعليم العايل‪.‬‬ ‫وم��ن خ�لال �إق��ام��ة ال���ش��راك��ات م��ع امل��دار���س‬ ‫وامل�ؤ�س�سات التعليمية الأخرى‪� ،‬ستعمل م�ؤ�س�سات‬ ‫التعليم ال �ع��ايل ع�ل��ى ت�ق��دمي ال�ت��وج�ي��ه وال��دع��م‬ ‫الأك ��ادمي ��ي‪ .‬و�سيتم ت��وزي��ع اجل ��زء الأك�ب�ر من‬ ‫املخ�ص�صات للم�ؤ�س�سات على �أ�سا�س جناحها‬ ‫يف ت���س�ج�ي��ل وت �خ��ري��ج ال� �ط�ل�اب م ��ن ال�ب�ي�ئ��ات‬ ‫‪39‬‬


‫االجتماعية واالقت�صادية املنخف�ضة‪ .‬كما �أن‬ ‫توفري التعليم العايل يف املناطق الإقليمية يحتاج‬ ‫�إىل اهتمام جدي لزيادة امل�شاركة‪ .‬وبعد عملية‬ ‫ا�ستعرا�ض الأمن ��اط احل��ال�ي��ة لتوفري التعليم‪،‬‬ ‫ُي��و��ص��ى بتخ�صي�ص ‪ 80‬مليون دوالر �سنوي ًا‪،‬‬ ‫لتطوير و�إي �ج��اد حلول تعاونية مبتكرة لتوفري‬ ‫التعليم العايل يف املناطق النائية والإقليمية‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬ينبغي النظر بجدية يف تطوير اجلامعات‬ ‫مع �إيجاد خربات خا�صة يف جمال توفري التعليم‬ ‫العايل يف جميع �أنحاء �أ�سرتاليا‪.‬‬ ‫وتعد خدمات التعليم ثالث �أك�بر ال�صناعات‬ ‫الت�صديرية الآن يف �أ��س�ترال�ي��ا‪ .‬وت��دع��م جهود‬ ‫م��زودي التعليم ال�ع��ايل م��ا ن�سبته ‪ % 60‬من‬ ‫عائدات هذه ال�صناعة‪ .‬لقد حان الوقت لإعادة‬ ‫التفكري يف �إ�سرتاتيجية لإع��ادة هيكلة الو�سائل‬ ‫التي تُنظم بدعم من احلكومة‪ .‬وتعد �أ�سرتاليا‬ ‫البلد الوحيد من بني دول منظمة التنمية والتعاون‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬التي بقيت م�ساهمتها العامة على‬ ‫التعليم العايل بنف�س امل�ستوى يف عام ‪2005‬م‪،‬‬ ‫كما كان يف عام ‪1995‬م‪ .‬حيث زادت م�ساهمة‬ ‫القطاع اخلا�ص ب�شكل كبري‪ ،‬خالل تلك الفرتة‪.‬‬ ‫ولي�س ه�ن��اك ح��ال��ة ع��ام��ة ل��زي��ادة اال�ستثمار‬ ‫يف نظام التعليم العايل يف �أ�سرتاليا من خالل‬ ‫زي ��ادة م�ساهمة ال�ق�ط��اع اخل��ا���ص‪ .‬ويف الوقت‬ ‫نف�سه‪ ،‬هناك حاجة لال�ستعرا�ض املنتظم‪ ،‬كل‬ ‫ثالث �سنوات‪ ،‬ملدى كفاية التمويل للتعليم العايل‪،‬‬ ‫ل�ضمان �أن جهود البالد يف ه��ذا املجال �ستظل‬ ‫قادرة على املناف�سة دوليا مع مرور الوقت‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫�سوف تعود املزيد من الأموال‪ ،‬املخ�ص�صة لدعم‬ ‫التكاليف غ�ير املبا�شرة للبحوث‪ ،‬بالنفع على‬ ‫امل�شاريع البحثية‪ ،‬ولكن ينبغي �أي�ضا �إعادة توجيه‬ ‫املوارد للتعليم‪.‬‬ ‫�إن م�ستويات الدعم احلالية غري كافية لدعم‬ ‫م�شاركة وجن��اح الطلبة الذين ي�أتون من بيئات‬ ‫اجتماعية واقت�صادية منخف�ضة‪ .‬وينبغي �أن تعمل‬ ‫‪40‬‬

‫الإ� �ص�لاح��ات �إىل دع��م دخ��ل ال�ط�لاب لتحقيق‬ ‫�أف�ضل امل�ؤهالت بطريقة منا�سبة‪ .‬وهذا يتطلب‬ ‫�إج��راء �إ�صالحات كبرية يف نظام دع��م الدخل‬ ‫يف �أ�سرتاليا ‪ .‬ويتطلب نظام ا�ستحقاق الطالب‬ ‫مزيد ًا من الرتكيز على معايري االعتماد و�ضمان‬ ‫اجل ��ودة‪ ،‬وتقييم امل�ع��اي�ير‪ ،‬وا��س�ت�خ��دام معايري‬ ‫النتائج‪ .‬ويتطلب و�ضع املزيد من اخليارات يف‬

‫للمزيد من الإ��ص�لاح‪ .‬وتقدم م�ؤهالت التعليم‬ ‫ال �ع��ايل �أدوار ًا خمتلفة ج ��د ًا‪ ،‬وم�ن��اه��ج لتوفري‬ ‫التعليم‪ .‬ولكن �شهد االنتقال �إىل نظام التعليم‬ ‫العايل ال�شامل‪� ،‬إىل جانب منو بيئة العمل‪ ،‬عدم‬ ‫و�ضوح للحدود الفا�صلة بني القطاعني‪ .‬ولئن كان‬ ‫من املهم احلفاظ على �سالمة نظام التعليم‪ ،‬ف�إنه‬ ‫حان الوقت التباع نهج �أكرث متا�سكا‬

‫تعد خدمات التعليم العالي ثالث اكبر الصناعات‬ ‫التصديرية في استراليا‪.‬‬ ‫�أي ��دي ال�ط�لاب نهج ًا خمتلف ًا ل�ضمان اجل��ودة‬ ‫واالعتماد‪� .‬إذ يعد النظام الوطني العتماد جميع‬ ‫مزودي خدمات التعليم العايل يف القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص‪� ،‬أم��ر ًا �ضروري ًا ل�ضمان نوعية النظام‬ ‫املحرر‪.‬‬ ‫�ست�ساعد احلوافز الكربى‪ ،‬واملزيد من الدعم‬ ‫للطالب الدوليني واملحليني‪ ،‬على التعامل مع‬ ‫نق�ص يلوح يف الأفق من الأكادمييني والباحثني‪.‬‬ ‫الأم��ر ال��ذي يع ّد �ضروري ًا ل�ضمان �أن لدينا ما‬ ‫يكفي من املوظفني امل�ؤهلني ت�أهي ًال جيد ًا لإدارة‬ ‫الزيادات املقرتحة يف امل�شاركة‪ ،‬واملحافظة على‬ ‫املخزون من الباحثني يف نظام االبتكار‪ .‬حتتاج‬ ‫الرتتيبات امل�ؤ�س�سية التي حتكم التعليم العايل‬

‫لتوفري التعليم العايل‪.‬‬ ‫�إذا �أردن � ��ا �أن ن�ح�ق��ق الأه � ��داف الطموحة‬ ‫للم�شاركة الالزمة لأ�سرتاليا لتظل ق��ادرة على‬ ‫املناف�سة دوليا‪ ،‬فمن املهم �إيجاد نهج �أكرث �شمولية‬ ‫يف التخطيط وتوفري التعليم‪ .‬وما نحتاج �إليه هو‬ ‫�سل�سلة مت�صلة من توفري املهارات التي يتم دعمها‬ ‫ب�شكل رئي�س من قبل م�ستوى واحد من احلكومة‪.‬‬ ‫وم��ن ��ش��أن مثل ه��ذا ال�ن�م��وذج تنمية امل�ه��ارات‬ ‫بطرق تت�سم بالكفاءة لتلبية احتياجات كل من‬ ‫الأف ��راد واالقت�صاد‪ .‬وينبغي �أن تقع م�س�ؤولية‬ ‫متويل وتنظيم التعليم العايل‪ ،‬ونظام التدريب‬ ‫على عاتق احلكومة الأ��س�ترال�ي��ة‪ ،‬وينبغي على‬ ‫الوكاالت التنظيمية امل�ستقلة‪ ،‬توحيد جميع املهام‬


‫التنظيمية عرب هذا النظام اجلامعي‪.‬‬ ‫وت�ه��دف ه��ذه الإج� ��راءات املعتمدة يف هذا‬ ‫التقرير لإع��ادة ت�شكيل نظام التعليم العايل‬ ‫مل�ساعدة �أ�سرتاليا على التكيف مع التحديات‬ ‫التي �ستواجهها حتما يف امل�ستقبل‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ولأن العامل مير بفرتة من التغري ال�سريع وغري‬ ‫املتوقع‪ ،‬فلي�س من الوا�ضح �إذا كانت الإجراءات‬ ‫كافية لتمكني نظام التعليم العايل ملواجهة هذه‬ ‫التحديات على نحو كاف‪ .‬ولأن البلدان الأخرى‬ ‫حتركت بالفعل ملعاجلة امل�شاركة واال�ستثمار‬ ‫يف التعليم العايل‪ ،‬كو�سيلة مل�ساعدتها على �أن‬ ‫تظل قادرة على املناف�سة دوليا‪ ،‬ف�إن التو�صيات‬ ‫الواردة يف هذا التقرير ‪� ،‬إذا ما نفذت بالكامل‪،‬‬ ‫�ستحافظ على م�ستوى الأداء ال��دويل الن�سبي‪،‬‬ ‫وم �ك��ان��ة ق �ط��اع التعليم ال �ع��ايل الأ�� �س�ت�رايل‪.‬‬ ‫وه �ن��اك ح��اج��ة �إىل م��زي��د م��ن االع �ت�راف من‬ ‫جانب احلكومة و�أع���ض��اء املجتمع الأ��س�ترايل‬ ‫�إىل تعزيز مكانتنا التناف�سية‪ .‬ويتطلب حت�سني‬ ‫الأداء الن�سبي لأ�سرتاليا �أمام الدول الأخرى‪،‬‬ ‫ا��س�ت�ث�م��ارات ع��ام��ة ك�ب�يرة �إ��ض��اف�ي��ة يف جمال‬ ‫التعليم العايل ‪ .‬وهناك جمموعة من م�ؤ�شرات‬ ‫الأداء العامة لل�سماح بتقييم مدى جناح نظام‬ ‫التعليم العايل الأ�سرتالية‪ ،‬التي من �ش�أنها �أن‬ ‫ت�ساعد على فهم مكانة �أ�سرتاليا دوليا‪ .‬وتعد‬ ‫بلدان منظمة التنمية والتعاون االقت�صادي‪ ،‬التي‬ ‫تت�صف بجودة نظمها و�أدائها العايل‪ ،‬النقطة‬ ‫املرجعية املنا�سبة لأ�سرتاليا‪.‬‬ ‫ومن هنا ميكن القول �إن على �أ�سرتاليا �أن تتبنى‬

‫املبادئ والأه��داف الإ�سرتاتيجية لنظام التعليم‬ ‫العايل الواردة يف هذا التقرير‪ .‬و�أن حتدد هدف ًا‬ ‫وطن ًيا ب�أن يح�صل ما ن�سبته ‪ % 40‬من الفئة‬ ‫العمرية ‪ -34 25‬على الأق��ل ‪ ،‬على م�ؤهل يف‬ ‫م�ستوى البكالوريو�س بحلول عام ‪2020‬م‪ .‬و�أن‬ ‫تقدم ما ي�صل �إىل ‪ 1000‬منحة درا�سية �سنوي ًا‬ ‫للطالب الدوليني من خ�لال الربامج البحثية‪،‬‬ ‫حيث يتم قبولهم على �أ��س��ا���س ق�ب��ول الطالب‬ ‫الأ�سرتاليني‪.‬‬ ‫وبعد مزيد من النظر يف امل�شاكل احلالية لتوفري‬ ‫التعليم‪ ،‬ينبغي �أن تقدم احلكومة الأ�سرتالية‬ ‫مبل ًغا �إ�ضاف ًيا قدره ‪ 80‬مليون دوالر �سنوي ًا بد ًءا‬ ‫من عام ‪2012‬م‪ ،‬من �أجل توفري التعليم العايل‬ ‫يف املناطق الإقليمية‪ ،‬وذلك بالتعاون مع اجلهات‬ ‫الأخرى‪ .‬وينبغي على احلكومة الأ�سرتالية ال�شروع‬ ‫يف عمليات حتديد احتياجات املناطق احل�ضرية‬ ‫اخلارجية والإقليمية للتعليم العايل‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع �أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سني‪ ، ،‬و�إيجاد �أف�ضل‬ ‫ال�سبل من �أجل هذه االحتياجات‪.‬‬ ‫وم��ن املهم ت�صميم نظام التمويل يف التعليم‬ ‫العايل على �أ�سا�س منح الطالب الفر�ص لكي يقرروا‬ ‫التخ�ص�ص ال��ذي �سيدر�سونه‪ ،‬ومكان الدرا�سة‪،‬‬ ‫وللت�أكد من �أن �أ�سرتاليا ال تزال قادرة على املناف�سة‬ ‫يف توفري التعليم العايل مقارنة مع البلدان الأخرى‪،‬‬ ‫من خالل توفري م�ستويات كافية من التمويل لكل من‬ ‫الأن�شطة الأ�سا�سية للتعليم‪ ،‬والبحث‪ ،‬وامل�شاركة يف‬ ‫دعم منو التعليم العايل كجزء من حتقيق الأهداف‪،‬‬ ‫واحلفاظ احلقيقي لال�ستثمارات العامة للحكومة‬

‫يف القطاع مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫وال بد �أن تزيد احلكومة الأ�سرتالية مقدار‬ ‫التمويل الأ�سا�سي يف التعليم العايل بن�سبة ‪% 10‬‬ ‫من عام ‪2010‬م‪ .‬و�أن ت�ضع وتنفذ �إطار امل�ساءلة‬ ‫لنظام متويل التعليم العايل اجلديد الذي يتفق‬ ‫مع التمويل الأو�سع‪ ،‬والإط��ار التنظيمي‪ .‬وينبغي‬ ‫عليها التفاو�ض مع ال��والي��ات والأقاليم لتو�سيع‬ ‫وكالة �ضمان اجلودة لتغطية قطاع التعليم العايل‬ ‫ب�أكمله‪ ،‬وينبغي عليها �أي�ضا �أن تتحمل امل�س�ؤولية‬ ‫الكاملة عن تنظيم التعليم العايل والتدريب يف‬ ‫�أ�سرتاليا بحلول عام ‪2010‬م‪.‬‬ ‫وال بد �أن ي�ضمن مقدمو التعليم العايل مو�ضوع‬ ‫دع��م ال�ث�ق��اف��ة امل��ؤ��س���س�ي��ة‪ ،‬وال �ك �ف��اءة الثقافية‬ ‫للموظفني وطبيعة املنهج وم���ش��ارك��ة الطالب‬ ‫الأ�صليني‪ ،‬وينبغي �أن تكون الثقافة الأ�صلية جز ًءا‬ ‫ال يتجز�أ من املناهج الدرا�سية ل�ضمان ح�صول‬ ‫جميع الطالب على فهم ثقافة ال�سكان الأ�صليني‪.‬‬ ‫كما ينبغي على �إدارة الرتبية والتعليم والتوظيف‪،‬‬ ‫و�ضع جمموعة من املعايري التي توفر بيانات قابلة‬ ‫للمقارنة مع اململكة املتحدة‪ ،‬والواليات املتحدة‬ ‫وكندا وبلدان �أخ��رى‪ ،‬بحيث ميكن مقارنة �أداء‬ ‫�أ�سرتاليا بانتظام مع نظرياتها من الدول املتقدمة‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫وي �ج��ب ع �ل��ى جم�ل����س ال�ت�ع�ل�ي��م الأ�� �س�ت�رايل‬ ‫اال�ستمرار يف لعب الدور املهم يف زيادة حت�سني‬ ‫التعليم والتعلم يف التعليم العايل‪� .‬إذ لي�س هناك‬ ‫ح��اج��ة لأي تغيري كبري يف طريقة عمله‪ .‬كما‬ ‫ينبغي �أن يطلب من مقدمي خدمات التعليم‬ ‫ال �ع��ايل‪ ،‬ت��وف�ير ال�ب�ي��ان��ات ال�سنوية يف �أع ��داد‬ ‫الطالب ك�شرط �أ�سا�سي العتمادهم‪ .‬كما ينبغي‬ ‫على التعليم والتدريب املهني‪ ،‬ومزودي التعليم‬ ‫العايل موا�صلة تعزيز و�إيجاد ال�سبل للطالب‬ ‫م��ن خ�لال تطوير وتنفيذ امل�صالح امل�شرتكة‪،‬‬ ‫والتقييمات املتدرجة يف امل�ستويات العليا من‬ ‫التعليم والتدريب املهني‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫ّ‬ ‫التعلم‬ ‫تطبيقات‬ ‫واألعمال في التعليم العالي‪ :‬رؤية مستقبلية‬

‫الكاتب‪ :‬باتريك كاري و برنارد غلي�سون‪)Patrick Carey and Bernard Gleason (.‬‬ ‫�إن �صناعة الربجميات العاملية �آخذة يف التطور والتغري ب�شكل وا�ضح وكبري‪� .‬إذ يقود هذا االجتاه‪ ،‬مثل العديد من االجتاهات املتغرية يف التقنية‪،‬‬ ‫جمموعة كبرية من موظفي التقنية التعليمية (‪ ،)Instructional Technology‬و�أع�ضاء هيئة التدري�س الأكادميي يف جمال احلا�سب‪ .‬وتتمثل‬ ‫عنا�صر هذا النهج املحو�سب املفتوح‪ ،‬بامل�صادر واملعايري واملعمارية املفتوحة‪ .‬وال ينطوي مثل هذا النهج على ا�ستخدام رموز الربجميات املفتوحة امل�صدر‬ ‫فح�سب‪ ،‬فقد مت ت�صميم وتطوير رموز التطبيق على �أ�سا�س االحتياجات التي يحددها املجتمع املفتوح‪ّ .‬‬ ‫وتب�شر هذه العنا�صر اجليل املقبل‪ ،‬بتطبيقات‬ ‫تعليمية مهمة للتعليم العايل‪ .‬و�إذا كان التاريخ يكرر نف�سه‪ ،‬فنحن نعتقد �أن هذا االجتاه �سيكون له نف�س الت�أثري على معظم ال�صناعات الأخرى‪� ،‬إن مل‬ ‫يكن عليها كلها‪ .‬ال ميكن ر�ؤية مثل هذا االجتاه مع ظهور خمتلف تطبيقات الربجميات املفتوحة‪ ،‬على مدى ال�سنوات القليلة املا�ضية وحدها‪ ،‬ولكن‬ ‫�أي�ضا مع التعديالت التي �أجراها املطورون يف النماذج التجارية اخلا�صة بهم‪.‬‬ ‫ويتبنى امل�س ّوقون التجاريون يف امل�ستقبل‪ ،‬معايري املعمارية املفتوحة‪ ،‬ويدركوا ب�أنها تعمل على تب�سيط‬ ‫عمليات تطوير التطبيقات اجلديدة‪ ،‬ودمج �أنظمة العميل وتخ�صي�صها‪ ،‬لتتطابق مع املمار�سات التجارية‬ ‫يح�سن‬ ‫املتطورة‪ .‬ويرون �أن اعتماد التطبيقات على املعايري املفتوحة ميكن �أن ي�س ّرع عملية الن�شر‪ ،‬و�أن ّ‬ ‫الإنتاجية الت�شغيلية‪ ،‬ويخ ّف�ض التكاليف‪ .‬وهم �أي�ض ًا ي�ستجيبون لأمناط كبرية يف �سلوك امل�ستخدم‪ ،‬التي‬ ‫بد�أت بالفعل بتغيري فر�ص مط ّوري الربجميات‪.‬‬ ‫وعلى �سبيل املثال‪ ،‬خالل حتليل نتائج الدرا�سة امل�سحية‪ ،‬التي �أجراها املديرون العامون للمعلومات‬ ‫يف التعليم العايل يف �شباط ‪ /‬فرباير ‪2006‬م‪ ،‬وجدوا �أن ‪ 25%‬من امل�ؤ�س�سات التعليمية تقوم بتنفيذ‬ ‫تطبيقات مفتوحة امل�صدر يف التعليم العايل‪ .‬ويف درا�سة ا�ستق�صائية �أخ��رى ملتخ�ص�صي تقنية‬ ‫املعلومات‪ ،‬وجد �أن على الرغم من �أن ‪ 2%‬من ال�صناعات كانت ت�ستخدم الربجميات مفتوحة‬ ‫امل�صدر ب�شكل �أ�سا�سي‪ ،‬ف�إن �آخرين ي�ستخدمون الربجميات التجارية �إ�ضافة �إىل الربجميات املجانية‪.‬‬ ‫هذه النتائج تت�سق مع مالحظاتنا اخلا�صة يف �شركة �آي بي �إم (‪ ،)IBM‬كونها واحدة من ال�شركات‬ ‫الأكرب يف العامل يف جمال الربجميات‪� ،‬إذ نتوقع �أن تتكون بيئة امل�ستقبل التقنية‪ ،‬من مزيج من �شيفرات‬ ‫مفتوحة ومغلقة امل�صدر‪ ،‬تتم�سك باملعايري املفتوحة‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل خف�ض تكاليف الت�شغيل‪ ،‬ودمج‬ ‫الربامج من قبل امل�ؤ�س�سات‪ .‬ويف الوقت احلا�ضر‪ ،‬ما زالت تواجه بع�ض امل�ؤ�س�سات حتديات لتب�سيط‬ ‫‪42‬‬

‫صورة التقرير‬


‫�إج�� ��راءات الت�شغيل‪ ،‬وت�ق�ل�ي��ل الأع��ب��اء املالية‬ ‫والت�شغيلية لهذه الأنظمة‪ ،‬والت�أكد من مرونة هذه‬ ‫النظم‪ ،‬مبا فيه الكفاية للتكيف مع احتياجات‬ ‫العمل اجلديدة واالبتكارات التقنية‪.‬‬ ‫و�سيحتاج مقدمو الربامج التجارية والكليات‬ ‫واجلامعات‪ ،‬على حد �سواء‪� ،‬إىل �صياغة ر�ؤي��ة‬ ‫وا�ضحة من العوامل التي �ست�شكل‪ ،‬على مدى‬ ‫ال�سنوات اخلم�س املقبلة‪ ،‬التطبيقات التعليمية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن املعمارية التي تعمل عليها التطبيقات‪.‬‬ ‫ولتحقيق ه��ذه ال�غ��اي��ة‪� ،‬ستتم مناق�شة العديد‬ ‫من التطورات الرئي�سية فيما يتعلق باحلو�سبة‬ ‫املفتوحة‪.‬‬ ‫ويف ال�سنوات اخلم�س املقبلة‪ ،‬ما هي النماذج‬ ‫التجارية التي �سوف تعتمدها م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل؟ وما هو االجتاه الذي �سوف ي�أخذه تطور‬ ‫برجميات التطبيقات؟‬

‫ي�ستخدمون املنهج املفتوح يعتمدون على ال�شبكات‬ ‫امل�شرتكة بني امل�ؤ�س�سات على �شبكة الإنرتنت‪،‬‬ ‫ملعرفة املزيد عن النماذج الوظيفية التي يتم‬ ‫ربطها عن طريق معمارية تركز على اخلدمة‪.‬‬ ‫وت��رك��ز ه��ذه املعمارية على اخل��دم��ات لأن��ه يتم‬ ‫ربط هذه التطبيقات والوظائف لإن�شاء تطبيقات‬ ‫مركبة وعمليات جت��اري��ة‪ ،‬وي�سمح ه��ذا النهج‬ ‫يتم حتديدها‪ ،‬وربطها لإيجاد‬ ‫للمكونات ب ��أن ّ‬ ‫التطبيقات والعمليات الالزمة من قبل امل�ؤ�س�سة‪.‬‬ ‫تتوفر ال�برام��ج القابلة لإع ��ادة اال�ستخدام‪،‬‬ ‫مع جمموعة متنوعة من امل�صادر الأخ��رى‪ ،‬مثل‬ ‫بائعي الربامج امل�ستقلني‪ ،‬وم�ستودعات امل�صادر‬ ‫املفتوحة عرب الإنرتنت‪� ،‬أو اال�شرتاك من خدمة‬ ‫ا�ست�ضافة‪ .‬على �سبيل املثال‪ ،‬هناك جمموعات‬ ‫م��ن التعليم ال �ع��ايل‪ ،‬ت �ق��دم م���ش��اري��ع مفتوحة‬ ‫امل�صدر وتطبيقات ووثائق ميكن حتميلها من قبل‬

‫تتكون بيئة المستقبل التقتنية من مزيج من شيفرات‬ ‫مفتوحة ومغلقة المصدر‪ ،‬تتمسك بالمعايير المفتوحة مما‬ ‫يؤدي الى خفض تكاليف التشغيل‪.‬‬ ‫ول �ت �ظ��ل ال �ك �ل �ي��ات واجل��ام��ع��ات ق � ��ادرة على‬ ‫املناف�سة‪ ،‬وتقدمي اخلربات التعليمية اال�ستثنائية‪،‬‬ ‫وج��ذب الأ�ساتذة وال�ط�لاب‪ ،‬وت�شجيع البحوث‪،‬‬ ‫واملناف�سة عامليا‪ ،‬ينبغي عليها اعتماد منهج‬ ‫مفتوح يف ت�صميم برجميات التطبيقات التعليمية‬ ‫والتجارية‪ .‬ويركز املنهج املفتوح يف جوهره على‬ ‫خف�ض تكاليف التكامل وت�شغيل الأنظمة التعليمية‬ ‫والتجارية داخل الكيان اجلامعي ونظم التعليم‪،‬‬ ‫ومتكني امل�ؤ�س�سة لإع��ادة توجيه امل��وارد النادرة‬ ‫�إىل حت�سني البيئة الأكادميية والبحثية‪� .‬سيطلق‬ ‫ت �ط��ور احل��رك��ة امل�ف�ت��وح��ة يف التعليم ال �ع��ايل‪،‬‬ ‫املواهب االبتكارية والقوى واملرونة التي ترغبها‬ ‫امل��ؤ��س���س��ات‪ .‬واالجت��اه��ات الآت �ي��ة �ستكون ذات‬ ‫�أهمية‪ ،‬خا�صة ملخططي اجلامعات عند قيامهم‬ ‫بو�ضع الإ�سرتاتيجيات امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫لقد ط��ورت التطبيقات‪ ،‬معمارية مفتوحة‪،‬‬ ‫تعتمد على املعايري التي مت جتميعها من مكونات‬ ‫متوفرة‪ ،‬و�أقل تكلفة من احلزم االحتكارية القابلة‬ ‫للمقارنة‪ .‬وب ��د ًال م��ن االع�ت�م��اد على ت�صاميم‬ ‫متجان�سة كما يف املا�ضي‪ ،‬ف��إن املطورين الذين‬

‫جميع الكليات واجلامعات املهتمة‪ .‬فمن خالل‬ ‫ه��ذه املناهج املفتوحة‪ ،‬ال ي��زال بائعو الربامج‬ ‫امل�ستقلني يجدون احللول الربجمية ويجمعونها‬ ‫ويبيعونها ويدعمونها‪ ،‬حيث يتحرك بع�ض الباعة‬ ‫امل�ستقلني‪ ،‬جنب ًا �إىل جنب مع �شركة (�آي بي �أم)‬ ‫نحو هذا االجتاه‪ .‬كما �أن �أنظمة الإدارة القادمة‬ ‫مثل م�شروع (�ساكاي) �آخ��ذة يف الظهور لتلبية‬ ‫احتياجات متماثلة‪.‬‬ ‫وه�ن��اك جمموعات م��ن الكليات واجلامعات‬ ‫ت�سهم يف تطوير التطبيقات واملوارد املالية الالزمة‪،‬‬ ‫لإن�شاء جمموعات م�شرتكة من التطبيقات‪ .‬وهذا‬ ‫ما ي�سمى باملنهج مفتوح امل�صدر‪ ،‬الذي يعتمد على‬ ‫مبادئ تطوير الربجميات املجانية‪� ،‬أو الربجميات‬ ‫مفتوحة امل�صدر‪ ،‬حيث يتم منح امل�ستخدمني‬ ‫الرموز جمان ًا مع �إمكانية تعديلها من قبلهم‪.‬‬ ‫والفروق الرئي�سة للنماذج مفتوحة امل�صدر تتمثل‬ ‫يف �أ�ساليب التمويل‪ ،‬و�إدارة التنمية‪ ،‬و�ضمان‬ ‫اال�ستدامة‪.‬‬ ‫وقد القى منوذج امل�صدر املجتمعي ا�ستح�سان ًا‬ ‫م��ن قبل م�ؤ�س�سة (�أن ��درو دبليو ميلون)‪ ،‬التي‬ ‫‪43‬‬


‫جت�سدت يف م�شروع �ساكاي‪ ،‬وم�شروع ك��وايل‪،‬‬ ‫اللذين مت تطويرهما من قبل اجلامعات‪ ،‬لإيجاد‬ ‫ج�ي��ل ج��دي��د م��ن تطبيقات مفتوحة امل���ص��در‪.‬‬ ‫وتتمثل وظائف هذه امل�شاريع بتقدمي م�ساهمات‬ ‫مالية �سنوية‪ ،‬وت�شارك يف حتديد االحتياجات‪،‬‬ ‫واالخ�ت�ب��ار‪ ،‬والتقييم‪ ،‬وت�ق��دم اخل��دم��ات لدعم‬ ‫العمالء‪ .‬وينبغي للم�ؤ�س�سات التي ت�سعى �إىل‬ ‫اال��س�ت�ف��ادة م��ن �إم�ك��ان�ي��ات احل��و��س�ب��ة مفتوحة‬ ‫امل�صدر‪� ،‬إيالء اهتمام خا�ص ملثل هذه امل�شاريع‪،‬‬ ‫نظرا لأنها و�ضعت �أ�سا�س ًا قوي ًا لالبتكار امل�ستمر‪.‬‬ ‫و�ستكون هذه ال�شبكات القيمة‪ ،‬غري املتوقعة‬ ‫يف بع�ض الأحيان‪ ،‬موجودة داخل جمتمع التعليم‬ ‫ال �ع��ايل والأف � ��راد وال ��وح ��دات ذات امل�صالح‬ ‫امل���ش�ترك��ة وامل�ت�ط�ل�ب��ات م �ع��ا‪� .‬إن االحت� ��ادات‬ ‫واجلامعات والكليات التي لديها بالفعل هياكل‬ ‫م���ش�ترك��ة ذات قيمة م��ن امل�ح�ت�م��ل �أن تكون‬ ‫امل�ستفيدة يف وق��ت مبكر م��ن تقا�سم امل��وارد‬ ‫وممار�سة ت�أثري املجموعة والقوة ال�شرائية‪.‬‬ ‫ويف الوقت نف�سه‪ ،‬بالن�سبة جلميع امل�شاريع‬ ‫مفتوحة امل�صدر‪ ،‬التي تلتزم مبفاهيم املنهج‬ ‫املفتوح‪ ،‬واملعايري املفتوحة‪ ،‬وامل�صدر املفتوح‪،‬‬ ‫والت�صميمات املفتوحة‪ ،‬ف��إن اخلطوة املنطقية‬ ‫القادمة‪ ،‬هي �إن�شاء هيئة تن�سيق‪ ،‬م�شابهة يف‬ ‫املفهوم مع م�ؤ�س�سة برجميات �أبات�شي‪ .‬وقد �أ ّيد‬ ‫‪44‬‬

‫نائب الرئي�س للبحوث يف جمال تقنية املعلومات يف‬ ‫م�ؤ�س�سة (�أندرو دبليو ميلون)‪ ،‬ت�شكيل الكونغر�س‬ ‫املفتوح لتن�سيق التعاون واالت�صاالت‪ ،‬وامل�صادقة‬ ‫على امل�شاريع املتعددة ذات ال�صلة‪ ،‬داخل النظام‬ ‫الإي�ك��ول��وج��ي يف التعليم ال �ع��ايل‪ .‬وت�ساعد هذه‬ ‫الهيئة على �ضمان و�ضع نظام حلفظ‪ ،‬وتعزيز‬ ‫الرمز �أك�ثر من م��رة‪ ،‬وال��ذي ي�شكل م�صدر قلق‬ ‫كبري لأي م�س�ؤول يريد اال�ستثمار يف الأع�م��ال‬ ‫املهمة‪ .‬يف ح�ين يتم �إج ��راء م��زي��د م��ن التقدم‬ ‫لإن�شاء التن�سيق املطرد‪ ،‬وتنمية امل�شاريع مفتوحة‬ ‫امل�صدر‪ ،‬ف�سيكون املخططون قادرين على اتخاذ‬ ‫قرارات م�ستنرية ب�ش�أن اعتماد هذه التقنيات‪.‬‬ ‫�إن من �أك�بر التحديات التي تواجه مطوري‬ ‫التطبيقات هي التكامل والعمل امل�شرتك‪ .‬وميكن‬ ‫للم�ؤ�س�سات � �ش��راء �أو تطوير امل�ع�م��اري��ة‪ ،‬التي‬ ‫تركز على اخل��دم��ات‪ ،‬ولكن ل��ن تكون الكليات‬ ‫واجلامعات قادرة على �إعادة هند�سة التطبيقات‬ ‫والعمليات اخلدمية‪ ،‬لتكون متوافقة ومن�سجمة مع‬ ‫بع�ضها بع�ض ًا‪ .‬واحلل لهذا التحدي يكمن يف خلق‬ ‫جيل جديد من التطبيقات املفتوحة‪ ،‬من �ش�أنها �أن‬ ‫توفر �إط��ار ًا تقني ًا مرن ًا لدعم املعايري وواجهات‬ ‫التطبيق املفتوحة‪.‬‬ ‫وه�ن��اك ن��وع م��ن ال�برام��ج الو�سيطة‪ ،‬ت�سمى‬ ‫م���ش��روع ال��رب��ط البيني ل�ل�أن�ظ�م��ة واخل��دم��ات‬

‫(‪ ،)Enterprise Service Bus‬وتعمل‬ ‫بني نظام الت�شغيل والتطبيقات التي ت�ستخدم‬ ‫ت�ع��اري��ف ال �ب �ي��ان��ات‪ ،‬وتن�سيق ال��ر� �س��ائ��ل‪ ،‬لنقل‬ ‫البيانات بني الربامج املختلفة ب�شكل �آمن‪ .‬ويدعم‬ ‫م�شروع الربط البيني للأنظمة واخلدمات‪ ،‬ت�شغيل‬ ‫التطبيقات احلالية مع �إ�ضافة وظائف جديدة‪،‬‬ ‫والتكيف مع الهيكل اجلديد ا�ستناد ًا �إىل خدمات‬ ‫الويب‪ .‬ومن املرجح �أن ميثل هذا امل�شروع اخلطوة‬ ‫الأوىل يف التحول �إىل التبني الكامل للتطبيقات‬ ‫التي تركز على اخلدمات‪ .‬و�سوف ي�سمح م�شروع‬ ‫الربط البيني للأنظمة واخلدمات للعمالء‪ ،‬اتباع‬ ‫نهج تطويري من �أجل االنتقال من االعتماد على‬ ‫مزود برجميات واحد‪� ،‬أو التقنيات االحتكارية‪،‬‬ ‫�إىل املناهج املح�سوبة املفتوحة‪.‬‬ ‫ون�ؤمن ب�شدة �أن �إطار التكامل املفتوح للتعليم‬ ‫العايل‪� ،‬سيظهر باالعتماد على م�شروع الربط‬ ‫البيني للأنظمة واخل��دم��ات م��ن (�آي ب��ي �أم)‬ ‫ورمبا �آخرون‪ .‬و�سوف يوظف �إطار التكامل املفتوح‬ ‫الربامج الو�سيطة‪ ،‬ويدعم جمموعة مو�سعة من‬ ‫اخلدمات املوثوق بها‪ ،‬وكذلك البيانات اخلا�صة‬ ‫ومعايري املحتوى يف التعليم ال�ع��ايل‪ .‬فاخلطوة‬ ‫املنطقية الأوىل هي اخلدمات الطالبية‪� .‬إذ �إن‬ ‫م�شروع اخلدمات الطالبية‪� ،‬إ�ضافة �إىل نظام‬ ‫املعلومات احلايل ونظام �إدارة التعلم‪ ،‬من �ش�أنهما‬


‫�أن ي��وف��را من�صة لإدم���اج اخل��دم��ات اجل��دي��دة‬ ‫مع املهام الأ�سا�سية ‪ .‬كما يبحث املخططون يف‬ ‫اجلامعات عن �سبل لتح�سني البنية الأ�سا�سية‬ ‫التقنية‪ ،‬ف ��إن امل��رون��ة التي يوفرها التقدم يف‬ ‫تقنية الربط البيني للأنظمة واخلدمات‪� ،‬ستفتح‬ ‫�إمكانيات جديدة لت�سهيل عملية االنتقال �إىل �إطار‬ ‫التكامل املفتوح‪ ،‬وتعزيز اخلدمات التي يقدمونها‬ ‫لطالبهم‪.‬‬ ‫وح �ت��ى الآن‪ ،‬ف�ق��د ع��زز م���س� ّوق��وا برجميات‬ ‫التعلم والتخطيط‪ ،‬قاعدة الرمز امل�شرتك يف‬ ‫جميع ال�صناعات‪ ،‬لكونها و�سيلة لتقليل التطوير‬ ‫وتكاليف ال�صيانة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ا�ضطرت‬

‫ويعتمد �أع�ضاء هيئة التدري�س‪ ،‬والطالب ب�شكل‬ ‫متزايد على املعلومات واخلدمات التعليمية التي‬ ‫تقدمها الكليات واجلامعات‪ .‬كما �أن جتاربهم‬ ‫وخ�برات�ه��م بتقنية املعلومات واالت �� �ص��االت‪ ،‬يف‬ ‫ج��وان��ب �أخ ��رى م��ن احل �ي��اة‪ ،‬ق��ادت�ه��م �إىل توقع‬ ‫امل��وث��وق �ي��ة يف ن �ظ��م ال �ك �ي��ان اجل��ام �ع��ي‪ .‬وه��ذه‬ ‫املتطلبات هي دفعت م�ؤ�س�سات التعليم العايل‬ ‫لتقدمي دعم �إ�ضايف‪ ،‬ي�ستلزم زيادة يف التكاليف‬ ‫املرتبطة ب�أي م�صادر جديدة للدعم‪ ،‬ويف بع�ض‬ ‫احلاالت فقد حاولت امل�ؤ�س�سات خف�ض التكاليف‪،‬‬ ‫عن طريق ن�شر الإ�صدارات من تطبيقات الربط‬ ‫البيني للأنظمة واخلدمات‪ ،‬التي ال تتطلب نف�س‬

‫اكبر التحديات التي ت��واج��ه م��ط��وري التطبيقات هي‬ ‫التكامل والعمل المشترك لخلق جيل جديد من التطبيقات‬ ‫المفتوحة‪.‬‬ ‫امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬يف كثري من الأحيان‪� ،‬إىل‬ ‫تغيري �أعمالها التجارية ب�شكل كبري‪� ،‬أو �إج��راء‬ ‫م�شاريع الربجميات املكلفة‪.‬‬ ‫ويف �ضوء التطبيقات التي تركز على اخلدمة‬ ‫املفتوحة واجلديدة‪ ،‬فقد بد�أ املطورون يف �إن�شاء‬ ‫حلول ناجعة واحل�صول عليها لتكون مربوطة مع‬ ‫التطبيقات املفتوحة التي تعتمد على املعايري‪.‬‬ ‫فاملعمارية اجلزئية ت�سهل على املطورين ابتكار‬ ‫و�إي�ج��اد عنا�صر جيدة دون القلق ب�ش�أن تطبيق‬ ‫النظام الكلي‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪� ،‬إذا قامت م�ؤ�س�سة‬ ‫بعمل مناذج ت�سجيل مواد درا�سية تعتمد على �شبكة‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬ف�إن ب�إمكان امل�ؤ�س�سات الأخرى اعتماده‬ ‫ب�سهولة عن طريق تبديل من��وذج ت�سجيل امل��واد‬ ‫ال��درا��س�ي��ة‪ ،‬دون احل��اج��ة �إىل تغيري بقية نظام‬ ‫املعلومات اخلا�ص بالطالب قي امل�ؤ�س�سة التعليمية‪.‬‬ ‫و�إذا ق��ام��ت م�ؤ�س�سة �أخ ��رى ب��إي�ج��اد من��وذج‬ ‫الختبار على الإنرتنت لنظام �إدارة التعلم‪ ،‬الذي‬ ‫يتطلب م��ن امل�ستخدم معرفة رم��ز الت�صميم‬ ‫امل �خ �� �ص ����ص‪ ،‬ف � ��إن ب ��إم �ك��ان م ��ؤ� �س �� �س��ة �أخ ��رى‬ ‫ا�ستخدامه يف نظامها لإدارة التعلم‪ ،‬دون احلاجة‬ ‫�إىل ا�ستبدال �أو تعديل النظام نف�سه‪ .‬وتوفر هذه‬ ‫املعايري واملعمارية املفتوحة الأ�سا�س ملزيد من‬ ‫املرونة‪� ،‬إذ ميكن للم�صممني ت�ضمني العنا�صر‬ ‫املختلفة من جهاز لآخر‪.‬‬

‫امل�ستوى من الدعم‪ .‬ولكن ت�ضطر بع�ض امل�ؤ�س�سات‬ ‫للت�ضحية باجلودة‪ ،‬من �أجل �أن تبقى قادرة ن�سبي ًا‬ ‫على تقدمي اخلدمات للطالب‪.‬‬ ‫ويف �ضوء ه��ذه التحديات‪ ،‬ف ��إن العديد من‬ ‫الكليات واجلامعات حتتاج �إىل االعتماد على‬ ‫م��زودي��ن خ��ارج�ي�ن‪ ،‬م��ن �أج ��ل تلبية مطالب‬ ‫الطالب ب�شكل اقت�صادي‪ ،‬وعلى امل�ستوى الذي‬ ‫ال ميكن �أن يكون لها مثيل من قبل امل�ؤ�س�سة‬ ‫الفردية‪ .‬وعندما يقومون بذلك‪ ،‬ف�إن التطبيقات‬ ‫املفتوحة‪ ،‬التي ت�ستخدم املعايري الأمنية العاملية‪،‬‬ ‫�ستكون مبثابة الأ�سا�س احلا�سم لت�سهيل مثل‬ ‫هذه ال�شراكات‪.‬‬ ‫وبينما ت�سعى الكليات واجلامعات للبحث عن‬ ‫طرق جديدة ل�ضبط التكاليف‪ ،‬وتقليل العبء على‬ ‫موظفيها التقنيني‪ ،‬وحت�سني اخلدمات يف وقت‬ ‫واح��د‪ ،‬ف�إنه ميكننا �أن نتوقع ظهو ًرا لتطبيقات‪،‬‬ ‫تعتمد على الربط البيني للأنظمة واخلدمات‪.‬‬ ‫والأهم من ذلك‪� ،‬سي�سهل وجود معمارية مفتوحة‪،‬‬ ‫اال�ستعانة مب�صادر خارجية لأج��زاء من قاعدة‬ ‫التطبيق‪ ،‬و�ستكون امل�ؤ�س�سات قادرة ب�سهولة على‬ ‫مبادلة مزودي اخلدمات‪� ،‬إذا كانت غري را�ضية‬ ‫عن جودة �أو �سعر اخلدمة‪ .‬وباملثل‪� ،‬ست�سمح مثل‬ ‫هذه املعمارية املفتوحة‪ ،‬للم�س�ؤولني واملدربني‪،‬‬ ‫االخ �ت �ي��ار م��ن جم�م��وع��ة م�ت�ن��وع��ة م��ن مقدمي‬

‫اخلدمات يف جمال ت�صميم التطبيقات املحددة‬ ‫وتخ�صي�صها‪� ،‬أو دعمها‪.‬‬ ‫ويتمثل م���ص��در ال�ق�ل��ق ال��رئ�ي����س يف اعتماد‬ ‫املعمارية التي تركز على اخل��دم��ات‪ ،‬يف اجلهد‬ ‫املطلوب للحفاظ على العديد م��ن التطبيقات‬ ‫و�إدارت� �ه ��ا وم��راق�ب�ت�ه��ا‪ .‬ف �ب��د ًال م��ن ال�ق�ل��ق ح��ول‬ ‫اخل ��دم ��ات ذات ال��واج �ه��ات امل �ت �ع��ددة‪ ،‬ميكن‬ ‫مل�ؤ�س�سات التعليم ال�ع��ايل ال�ب��دء يف اال�ستعانة‬ ‫مب�صادر خارجية‪ .‬و�سيكون االت�صال مع العمليات‬ ‫التجارية من امل�ؤ�س�سة‪ ،‬مطابقة ملجموعة حمددة‬ ‫من �أعلى املعايري ال�صناعية للبيانات‪ ،‬والر�سائل‪،‬‬ ‫واخل�صو�صية‪.‬‬ ‫عموم ًا‪ ،‬تقوم جميع الكليات واجلامعات بنف�س‬ ‫الوظائف الإداري��ة وعمليات مماثلة لدعم تلك‬ ‫الوظائف‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬ف�إن عملية القبول‬ ‫اجلامعي‪ ،‬وما يرافقها من �أعمال كجمع خمتلف‬ ‫�أنواع املعلومات ‪� ،‬إلكرتونيا ويدويا‪ .‬وكذلك جمع‬ ‫وم�سح ال�ن�م��اذج‪ ،‬وترجمة ملفات البيانات يف‬ ‫املكتب اخللفي‪ ،‬ميكن اال�ستعا�ضة عن كل ذلك‪،‬‬ ‫باال�ستعانة مب�صادر خارجية ب�سهولة وبتكلفة‬ ‫منخف�ضة‪ .‬يف مثل هذه احلاالت‪ ،‬وبطبيعة احلال‪،‬‬ ‫ت�ضمن هذه امل�ؤ�س�سات خ�صو�صية الطالب من‬ ‫خالل االتفاقات العامة مع مزود اخلدمة‪.‬‬ ‫وم��ن ��ش��أن املنهج املحو�سب املفتوح‪� ،‬صناعة‬ ‫االبتكار العملي يف جم��االت الأع�م��ال والتعلم يف‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬مع الوفرة يف التكاليف‬ ‫التي ت�سعى �إليها الكليات واجل��ام�ع��ات‪ .‬وتطمح‬ ‫الكليات واجلامعات �إىل �إيجاد تطبيقات ومناذج‬ ‫ت�شغيل جديدة‪ ،‬غري تلك املوجودة يف هذه الأيام‪،‬‬ ‫ويجب �أن تلتزم م�ؤ�س�سات التعليم العايل بالتقييم‬ ‫امل�ستمر‪ ،‬واعتماد االبتكارات التقنية اجلديدة‪،‬‬ ‫وال�سعي لتحقيق الفر�ص املتاحة للتعاون‪ .‬كما �أن‬ ‫و�ضع �إ�سرتاتيجية طويلة الأجل للتطبيقات الإدارية‬ ‫والتعلم‪ ،‬هو واحد من �أهم القرارات املالية التي‬ ‫يتخذها املديرون التنفيذيون‪ ،‬ملا لها من ت�أثري كبري‬ ‫على جميع �أع�ضاء املجتمع لعقود قادمة‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫صورة‬ ‫طالب التعلم عن‬ ‫بعد وأولويات المدن‬ ‫الجامعية‬

‫‪Distance Students and Campus Priorities in the Academic Community‬‬

‫في المجتمع‬ ‫األكاديمي‬

‫مارجاريت ويري (جامعة مونتانا احلكومية‪ -‬بوزمان) ‪ ،‬ديربا وايندز (كلية ترينيتي امل�سيحية)‬ ‫عر�ض هذا التقرير الدور املبتكر الذي باتت ت�ؤديه وحدات التعليم امل�ستمر‪ ،‬ووحدات التعليم عن بعد يف تطوير العملية التعليمية يف اجلامعات‪ ،‬والدور‬ ‫الرائد الذي تقوم به من �أجل دمج طالب التعليم امل�ستمر �ضمن املجتمع الأكادميي‪ ،‬مع �ضمان ح�صولهم على اخلدمات التي تالئم احتياجاتهم‪ .‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل بع�ض التحديات التي تواجه هذه الوحدات و�سبل معاجلتها‪.‬‬ ‫بينما تتجاوب اجلامعات مع التغيريات ال�سريعة‬ ‫يف ط��رق تو�صيل امل��واد الأك��ادمي�ي��ة يف ظ��ل العجز‬ ‫االق �ت �� �ص��ادي‪ ،‬و�إع� ��ادة ال�ن�ظ��ر يف ه��وي��ة طالبها‪،‬‬ ‫ف ��إن وح��دات التعليم امل�ستمر جتد فر�صة للت�أثري‬ ‫ب�صورة كبرية على هذا التجاوب‪� .‬إذ طاملا عملت‬ ‫هذه الوحدات على خدمة الطالب غري املخدومني‬ ‫من خ�لال تلبية احتياجاتهم املختلفة‪ ،‬من خالل‬ ‫اجلداول الدرا�سية املبتكرة‪ ،‬ومن �ضمن التعليم عن‬ ‫بعد وكذلك عمليات الت�سجيل‪ ،‬والدفع‪ ،‬والإر�شاد‬ ‫املنف�صلة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل خدمات �أكادميية �أخرى‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن وحدات التعليم امل�ستمر تعمل‬ ‫على تطوير عالقاتها مع جهات خارجية‪ ،‬مثل‪� :‬أرباب‬ ‫العمل‪ ،‬واملدار�س‪ ،‬واحلكومة‪ ،‬كما لديها تفهم كبري‬ ‫لل�سياق االقت�صادي واالجتماعي وال�سيا�سي الأكرب‪.‬‬ ‫وفيما كانت تعد وح��دات التعليم امل�ستمر مهم�شة‪،‬‬ ‫فلديها الآن فر�صة لت�ؤدي دور ًا كبري ًا مع انت�شار‬ ‫التعليم عن بعد‪ ،‬من خالل الإنرتنت ب�صورة كبرية‪.‬‬ ‫�أ�صبح الطالب النظاميون اليوم يطالبون بنف�س‬ ‫امل��رون��ة يف اجل���داول ال��درا��س�ي��ة ال�ت��ي يحظى بها‬ ‫‪46‬‬

‫نظرائهم م��ن ط�لاب التعليم ع��ن بعد‪ .‬وك��ل هذه الأك��ادمي��ي» على ح� ّد تعبريهن‪� .‬إذ �أك��دت��ا لطالب‬ ‫التغيريات متنح وح��دات التعليم عن بعد الفر�صة التعليم عن بعد واملدر�سني يف اجلامعة‪� ،‬أن اجلميع‬ ‫مل�ساعدة اجلامعة يف التجاوب مع التغريات احلا�صلة ي�شكل ج��زء ًا من املجتمع الأك��ادمي��ي‪ ،‬ويخ�ضعون‬ ‫يف التعليم العايل اليوم‪.‬‬ ‫ملعايري وتوقعات اجلامعة‪.‬‬ ‫لقد عملت كاتبتا التقرير يف وح��دات للتعليم‬ ‫امل�ستمر‪ ،‬حيث كان عدد الطالب جزء ًا �صغري ًا من‬ ‫جمموع طالب اجلامعة‪ .‬وكانت تتمتع هذه الوحدات‬ ‫بقدر كبري من احلرية واال�ستقاللية عن امل�ؤ�س�سة‬ ‫الأم‪ ،‬مما كان ي�صب يف م�صلحة الطالب امل�سجلني‬ ‫يف برامج التعليم امل�ستمر‪ .‬ولكن و�ضعها املهم�ش‬ ‫كان ي�شكل عائق ًا �أحيان ًا‪ .‬ومن اجلدير بالذكر �أن‬ ‫امل�ؤ�س�سات التعليمية كانت ت�سعى للتغيري‪ ،‬لكي تت�أقلم‬ ‫صورة التقرير‬ ‫مع احتياجات طالب التعليم امل�ستمر‪.‬‬ ‫و�أ�شارت الكاتبتان �إىل �أنهن ح�صلتا على فر�صة‬ ‫لتغيري �إدراك قيمة التعليم امل�ستمر عام ‪2007‬م‪،‬‬ ‫عندما بينت معاجلة بع�ض ق�ضايا �سلوك الطالب‪،‬‬ ‫و�أثبتت لل�شركاء الأك��ادمي�ي�ين‪« :‬ب�أننا م�ستعدون‪،‬‬ ‫وق ��ادرون‪ ،‬وراغ�ب��ون بالتم�سك باملعايري‪ ،‬واحل��زم‬


‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ذكر التقرير �أن هذا الإجناز‪� ،‬أك�سب وحدات التعليم عن‬ ‫بعد‪ ،‬والعاملني عليها‪ ،‬احرتام ًا كبري ًا لدى الإداريني وامل�س�ؤولني يف اجلامعة‪ .‬مما‬ ‫�أدى �إىل �شراكات بني برامج التعليم النظامي‪ ،‬ووحدة التعليم عن بعد‪ ،‬المتالك‬ ‫هذه الوحدة خربات يف م�شاكل‪ ،‬مثل‪ :‬نق�ص القدرات يف امل�ساقات التمهيدية‬ ‫الكبرية‪ ،‬حيث تقوم هذه ال�شراكة على الدمج بني �أ�ساليب التعليم النظامي‬ ‫والتعليم من خالل �شبكة الإنرتنت‪ ،‬من �أجل ت�سهيل العملية التعليمية‪ .‬وعدت‬ ‫الكاتبتان هذا الإجناز تقدير ًا لوحدات التعليم امل�ستمر‪ ،‬و�أهميتها ودورها يف‬ ‫املجتمع الأكادميي‪.‬‬ ‫وغال ًبا ما كان ينظر �إىل برامج التعليم عن بعد كو�سيلة لزيادة عدد الطالب‬ ‫للح�صول على التمويل احلكومي‪ ،‬وزي��ادة يف الدخل من �أج��ل تو�سيع برامج‬ ‫اجلامعات‪ ،‬والأق�سام الأكادميية‪ .‬بالإ�ضافة �إىل ذلك ف�إن �أدوات التعليم عرب‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬ت�س ّهل �إدارة ال�شعب الدرا�سية الكبرية‪ .‬ومن ناحية �أخ��رى‪ ،‬ت�ؤدي‬ ‫وح��دات التعليم امل�ستمر دور ًا ا�ست�شاري ًا مهم ًا‪ ،‬عندما يتعلق الأم��ر بجذب‬ ‫الطالب غري التقليديني للربامج النظامية‪ ،‬فخربة هذه الوحدات مع هذا النوع‬ ‫من الطالب ت�سهل عملية ت�سويق الربامج من �أجلهم‪.‬‬ ‫وذك��ر التقرير �أن��ه يف جامعة مونتانا احلكومية مث ًال‪ ،‬خربة وح��دة التعليم‬ ‫عن بعد �أدى ‪� ، )Learning Management System) LMS‬إىل حتملها‬ ‫م�س�ؤولية دعم نظام �إدارة التعليم‪ ،‬حيث يتم نقل كل امل�ساقات وامل�ستخدمني‬ ‫من نظام �سجالت الطلبة �إىل نظام �إدارة التعليم ب�صورة �آلية‪ .‬وهذا التحرك‬ ‫ال�سريع واملكثف نقل ممار�سات التعليم عرب الإنرتنت �إىل تيار التعليم العام‪.‬‬ ‫وبينما ت�سعى اجلامعات للح�صول على موارد وخربات وحدات التعليم عن بعد‪،‬‬ ‫ت�سنح الفر�صة لهذه الوحدات للت�أثري على ممار�سات الأعمال و�أنظمة البيانات‬ ‫التي تخ�ص الطالب غري النظاميني‪ .‬ف�أ�صبحت اجلامعات تغري من بع�ض‬ ‫ممار�ساتها املهمة لكي تخدم م�صالح ه�ؤالء الطالب‪.‬‬

‫الآن و�أك�ثر من �أي وق��ت �آخ��ر‪ ،‬ي��رى الإداري ��ون يف وح��دات امل��دن اجلامعية‬ ‫التقليدية طر ًقا ممكنة لوحدات التعليم عن بعد‪� ،‬أو التعليم امل�ستمر �أن تدعم من‬ ‫خاللها جوهر العملية التعليمية‪ .‬وتعد هذه املركزية مغرية للعاملني يف وحدات‬ ‫التعليم غري التقليدية بعد �سنوات من التهمي�ش والإهمال‪ .‬ومع ذلك فهنالك‬ ‫بع�ض التحديات التي ت�ستحق �أن تدر�س مع تغري دور هذه الوحدات‪ ،‬لت�صبح‬ ‫�شريك ًا كام ًال يف عملية التعليم عرب الإن�ترن��ت‪� .‬إذ يجب على هذه الوحدات‬ ‫احلفاظ على هويتها‪ ،‬و�أن حتدد عالقتها مع الوحدات اجلامعية الأخرى‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أن وحدات التعليم غري التقليدية لديها القدرة على م�ساعدة‬ ‫اجلامعة على االنتقال يف البيئة املتغرية التي يواجهها التعليم العايل اليوم‪،‬‬ ‫ويجب �أن تكون ه��ذه ال��وح��دات ا�ستباقية يف الت�أثري على توجه التعليم عرب‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬عو�ض ًا عن الرد على افرتا�ضات �صنعت يف مكان �آخر‪.‬‬ ‫تقوم كل م�ؤ�س�سة تعليمية مبعاجلة هذه التحديات ب�صورة خمتلفة وفق ًا للبنى‬ ‫املحلية‪ ،‬والعالقات التاريخية‪ ،‬والنماذج املالية‪ .‬ومع ذلك فهناك �إ�سرتاتيجيات‬ ‫ب�إمكان جميع امل�ؤ�س�سات ا�ستخدامها‪ .‬مث ًال بالإمكان تعزيز خدمات الدعم‬ ‫للمحافظة على التزام الطالب‪ .‬بالإ�ضافة �إىل ذلك يجب الت�شديد على �أن‬ ‫طالب التعليم عن بعد يخ�ضعون لنف�س قواعد ال�سلوك التي يخ�ضع لها الطالب‬ ‫النظاميون‪ ،‬مما يزيد من �شرعية وحدات التعليم امل�ستمر‪ .‬مبعنى �آخر‪ ،‬يجب‬ ‫تذكري اجلامعات �أن كل الطالب ينتمون لنف�س املجتمع الأكادميي‪ ،‬و�أن وحدات‬ ‫اجلامعة املختلفة‪ ،‬ت�سعى لتحقيق نف�س املهمة التعليمية‪ ،‬لذلك يجب �أن يكون‬ ‫هناك تعاون بني هذه الوحدات لتحقيق نف�س الأهداف‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف التقرير �أن هناك خط ًرا من �أن حتيد وحدات التعليم امل�ستمر عن‬ ‫دورها الأ�سا�سي كوحدات للخدمة والتوعية‪� .‬إذ هناك �ضغط كبري مع ازدهار‬ ‫التعليم ع��ن بعد‪ ،‬حيث حت��اول بع�ض ال�ق��وى اجلامعية ا�ستمالة مهمة هذه‬ ‫الوحدات والرتكيز على الطالب النظاميني‪ ،‬على ح�ساب طالب التعليم عن‬

‫وحدات التعليم غير التقليدية تساعد الجامعات على االنتقال‬ ‫في البيئة المتغيرة التي يواجهها التعليم العالي اليوم‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫بعد‪ .‬وهناك توجه لإزالة الفارق متام ًا بني الطالب النظاميني وطالب التعليم‬ ‫عن بعد‪� ،‬إذ يح�صل جميعهم على نف�س امل�ساقات واخلدمات‪ .‬ولكن ذلك غري‬ ‫ممكن التحقيق‪� ،‬إذ الي�ستطيع طالب التعليم عن بعد اال�ستفادة بنف�س القدر من‬ ‫نظام الت�سجيل الذي يخدم طالب التعليم النظامي‪.‬‬ ‫و�أكدت الكاتبتان �أن لطالب التعليم عرب الإنرتنت احتياجات فريدة‪ ،‬ال ميكن‬ ‫لل�سيا�سات والأنظمة امل�صممة للطالب النظاميني تلبيتها‪ .‬كما يجب �أن تتاح‬ ‫امل�ساقات عرب الإنرتنت امل�صممة للطالب النظاميني‪ ،‬لطالب التعليم عن بعد‬ ‫والعك�س �صحيح‪ .‬وعادة ال ينتبه �إداريو اجلامعات الحتياجات طالب التعليم عن‬ ‫بعد‪� ،‬إال بعد تذكريهم بالإيرادات املالية التي يجلبها ه�ؤالء للجامعة‪.‬‬ ‫�أحد التحديات التي تواجهها وحدات التعليم عن بعد‪ ،‬وفق ًا للتقرير‪ ،‬هي �أن تقوم‬ ‫اجلامعات ب�إزالة هذه الوحدات من الوجود‪ ،‬و�أن تقوم بدجمها مع وحدات �أخرى‬ ‫لتقليل بع�ض التكاليف‪ ،‬غري �آخذة باحل�سبان االحتياجات الفريدة لطالب التعليم‬ ‫عن بعد‪ ،‬والتي تقوم هذه الوحدات بتوفريها‪ ،‬وكذلك العائد املادي الكبري‪ ،‬الذي‬ ‫يفوق التوفري ال�ضئيل يف التكاليف‪ ،‬الذي وفره دمج هذه الوحدات مع وحدات �أخرى‪.‬‬ ‫و�أ�شارت كاتبتا التقرير �أنه قد يبدو �أنهما ت�سعيان للح�صول على �أمرين مع ًا‪،‬‬

‫باملطالبة بتطبيق نف�س قواعد ال�سلوك على طالب التعليم النظامي وطالب‬ ‫التعليم عن بعد‪ ،‬ويف نف�س الوقت الت�أكيد على �أن البد للجامعات من �أن تعدل‬ ‫ممار�سات �أعمالها لتنا�سب طالب التعليم عن بعد‪ .‬ولكن الفح�ص الدقيق ي�ؤكد‬ ‫ب�أنهما ال ت�سعيان الختيار القواعد الواجب اتباعها‪ ،‬على حد تعبريهما‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت الكاتبتان �أن قواعد �سلوك الطالب ت�ستمد من القيم اجلوهرية‪،‬‬

‫هناك احتياجات فريدة لطالب التعليم عبر االنترنت ال يمكن‬ ‫للسياسات واألنظمة المصممة للطالب النظاميين تلبيتها‪.‬‬ ‫والنزاهة الأكادميية للم�ؤ�س�سة التعليمية‪ ،‬واح�ترام عمل الآخرين و�آرائهم‪،‬‬ ‫والتحقيق احل ّر يف ظل بيئة مت�ساحمة‪ ،‬لذلك فتطبيق هذه القواعد على طالب‬ ‫التعليم عن بعد‪ ،‬ي�ؤكد على هذه القيم ويدمج ه ��ؤالء الطالب �ضمن جمتمع‬ ‫�أك��ادمي��ي موحد‪ .‬ومم��ا ي�سمح بهذا الدمج كذلك‪� ،‬إحالة ال�ق��رارات املتعلقة‬ ‫باملناهج واملهمات التعليمية �إىل الأق�سام الأكادميية‪ ،‬بتنفيذ هذه اخلطوات‪،‬‬ ‫بحيث حت�صل وحدات التعليم امل�ستمر على امل�صداقية‪.‬‬ ‫ولكن من الوا�ضح �أن املمار�سات العملية م�س�ألة �أخرى‪� ،‬إذ لي�س من مهمات اجلامعة‬ ‫الأ�سا�سية احل�صول على الر�سوم‪� ،‬أو دفع رواتب املدر�سني‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه اخلطوات �أ�سا�سية لت�سيري �أم��ور امل�ؤ�س�سة التعليمية‪ ،‬لذلك مت توحيدها‪ ،‬مع‬ ‫الت�أكيد على �أن مثل هذه الأمور الروتينية ال ت�ؤثر على عملية التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫ويف ختام التقرير �أكدت الكاتبتان �أن امل�صداقية التي حت�صل عليها وحدات‬ ‫التعليم امل�ستمر‪ ،‬من خالل تطبيق القيم‪ ،‬وال�سيا�سات الأكادميية الأ�صيلة‪،‬‬ ‫�ست�سهل لها احل�صول على التعاون الالزم‪ ،‬لتعديل املمار�سات العملية املوحدة‬ ‫غري املت�صلة بالقيم الأكادميية‪ .‬من خالل تطبيق مبد�أ �أن القيم الأكادميية‬ ‫اجلوهرية تالئم اجلميع‪ ،‬وتو�ضيح التطابق بني املهمات داخل املدن اجلامعية‬ ‫وخارجها‪ ،‬لأن وح��دات التعليم امل�ستمر توفر القيادة‪ ،‬وتكت�سب امل�صداقية‬ ‫الالزمة لدمج طالب التعليم امل�ستمر‪� ،‬ضمن املجتمع الأكادميي املوحد‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫منطقة البحر الكاريبي حول التعليم العالي‬ ‫دور التعليم العالي في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬ ‫الكاريبي‪ :‬وجهة نظر من منظمة األمم المتحدة للتربية‬ ‫والعلم والثقافة‬

‫الكاتب‪ :‬خو�سيه ريناتو دي كارفالو‬ ‫يهدف هذه التقرير �إىل تلخي�ص املرجعيات الأ�سا�سية‪ ،‬من خالل مناق�شة وجهات النظر‪ ،‬واجتاهات التعليم العايل يف منطقة البحر الكاريبي‪� ،‬إ�ضافة �إىل عر�ض‬ ‫ر�ؤية منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (‪،)The United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization‬‬ ‫حول تطوير التعليم العايل يف جميع �أنحاء العامل ب�شكل موجز‪ .‬كما مت �إبراز وجهة نظر اليون�سكو حول التعليم العايل يف الإعالنات اخلتامية‪ ،‬من خالل‬ ‫م�ؤمترين عامليني مت انعقادهما يف باري�س عامي ‪ 1998‬و ‪2009‬م‪ .‬حيث �سبق هذين امل�ؤمترين �سل�سلة من امل�ؤمترات التح�ضريية الإقليمية يف جميع مناطق‬ ‫العامل‪ ،‬مت عقد اثنني منها يف �أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‪.‬‬ ‫وي�ستند موقف منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة (‪ )UNESCO‬على م�صادر‬ ‫عديدة‪ ،‬مثل‪ :‬الدرا�سات‪ ،‬والأبحاث‪ ،‬واملناق�شات‪ ،‬واملنتديات‪ ،‬والندوات‪ ،‬وامل�ؤمترات‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫�إجماع وا�سع النطاق من �أ�صحاب امل�صلحة الرئي�سني للتعليم العايل يف جميع �أنحاء العامل‪ .‬وي�شار �إىل‬ ‫�أن هناك م�شاركة وا�سعة وفعالة يف امل�ؤمترات من ال�سيا�سيني‪ ،‬والأكادمييني‪ ،‬وامل�س�ؤولني‪ ،‬واخلرباء‪،‬‬ ‫وممثلي م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬ووكاالت التنمية‪ ،‬واملنظمات الدولية‪ ،‬واملنظمات غري احلكومية‬ ‫(‪ )Non-Governmental Organizations‬واجلمعيات واجلهات املانحة‪.‬‬ ‫وقد �أثبتت امل�ؤمترات العاملية على �أنها و�سائل فعالة؛ لتبادل املعرفة‪ ،‬واخلربات‪ ،‬والتوقعات‪ ،‬والتعاون الأكادميي‬ ‫امل�شرتك‪ ،‬و�إنتاج املعرفة‪ .‬ومتثل �إعالنات امل�ؤمترات‪ ،‬جداول �أعمال م�شرتكة قادرة على التعبري عن الفئات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬مع قيم وم�صالح متميزة يف عملية التحول االجتماعي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا حتول التعليم العايل يف هذه احلالة‪.‬‬ ‫و�شهد التعليم العايل تو�سع ًا ملحوظ ًا‪ ،‬وحتو ًال يف جميع �أنحاء العامل‪ .‬ويجدر بنا �أن نتذكر �أنه بحلول عام‬ ‫‪1965‬م‪ ،‬كان هناك حوايل ‪ 13‬مليون طالب يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬فارتفع هذا العدد �إىل ‪ 140‬مليون‬ ‫طالب بحلول عام ‪2005‬م‪ .‬وزاد جمموع امل�سجلني يف جميع �أنحاء العامل بنحو ‪ 50‬مليون طالب منذ عام‬ ‫‪1999‬م‪ .‬وقد اتبعت �أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي نف�س االجتاه‪ .‬ويف �ستينات القرن املا�ضي‪،‬‬ ‫كان لدينا قرابة ‪ 500،000‬طالب‪� ،‬أما اليوم‪ ،‬فلدينا نحو ‪ 18‬مليون طالب وطالبة‪ ،‬وهو ما ميثل معدل منو‬ ‫�أ�سرع بكثري من املتو�سط العاملي (‪.)٪ 1100 × ٪ 3600‬‬

‫صورة التقرير‬

‫‪49‬‬


‫وقد �أعقب هذا النمو تغيري كبري يف الإطار‬ ‫امل�ؤ�س�سي للتعليم العايل مبا يف ذلك‪� ،‬إن�شاء‬ ‫جمموعة متنوعة من امل�ؤ�س�سات‪ ،‬وتعزيز‬ ‫ال�شبكات واجلمعيات الأكادميية‪ ،‬و�إن�شاء وكاالت‬ ‫التقييم واالعتماد‪ ،‬وتنويع جماالت التدريب‬ ‫وبرامج الدرا�سات‪ ،‬ومن ّو برامج الدرا�سات العليا‬ ‫والت�أهيل املهني للعاملني يف التدري�س‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل زيادة �أن�شطة البحث والتطوير( (�‪Re‬‬ ‫‪ ،)search & Development‬وغريها‪.‬‬ ‫وقد و�صف بع�ض امل�ؤلفني هذه العملية باالنتقالية‬ ‫من النخبة �إىل منوذج �شامل للتعليم العايل‪.‬‬

‫التعليم العايل‪.‬‬ ‫وعر�ض امل�ؤمتر وجهات النظر يف حتول التعليم‬ ‫العايل الذي حدث يف ذلك الوقت‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫و�ضع املبادئ الأ�سا�سية لتعزيزه‪ .‬ومت تناول‬ ‫جمموعة من الق�ضايا‪ ،‬مثل‪ :‬دور التعليم العايل‬ ‫يف املجتمعات املعا�صرة‪ ،‬وارتباطاته مع املجتمع‬ ‫والقطاع الإنتاجي‪ ،‬ودور الدولة والقطاع اخلا�ص‬ ‫يف نوعية التعليم العايل‪ ،‬و�إنتاج املعرفة واالبتكار‪،‬‬ ‫و�إمكانات التقنيات اجلديدة‪ ،‬و�آثار التدويل‪،‬‬ ‫وظهور مقدمي خدمات جديدة‪ ،‬و�أ�شكال جديدة‬ ‫لتوفري التعليم العايل‪ .‬واقرتح امل�ؤمتر العاملي‬ ‫الثاين‪� ،‬إعادة النظر يف معظم هذه املوا�ضيع‪ ،‬يف‬ ‫حماولة لإيجاد موا�ضيع و�أولويات و�آل ّيات جديدة‬ ‫للتعليم العايل‪ ،‬والبحث عن التغريات املجتمعية‪.‬‬ ‫وقبل انعقاد م�ؤمتر منظمة الأمم املتحدة للرتبية‬ ‫والعلم والثقافة‪ ،‬مت تناول هذه الق�ضايا‪� ،‬إىل‬

‫فعالة لتبادل المعرفة‬ ‫المؤتمرات العالمية وسيلة‬ ‫ّ‬ ‫والخبرات والتوقعات والتعاون األكاديمي المشترك‬ ‫وأنتاج المعرفة‪.‬‬ ‫وا�ستمر هذا التطور يف التعليم العايل ب�شكل‬ ‫ملحوظ يف منت�صف الت�سعينات‪ ،‬عندما دعت‬ ‫منظمة الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة‪،‬‬ ‫�إىل عقد امل�ؤمتر الأول‪ ،‬الذي كان من املقرر �أن‬ ‫يربز مالمح ونتائج هذه العملية ب�شكل جزئي‪ ،‬من‬ ‫�أجل التو�سع والتحول‪ .‬ف�ض ًال عن �إدراك الأهمية‬ ‫املتزايدة للمعرفة يف تكوين التغري ال�سريع جلميع‬ ‫�أبعاد احلياة االجتماعية‪ ،‬مما �أدى �إىل �إيجاد‬ ‫مطالب جديدة حول التعليم العايل‪ .‬وقد ُطلب من‬ ‫الأنظمة وامل�ؤ�س�سات تويل مهام جديدة‪ ،‬والقيام‬ ‫بدور �أكرث ن�شاط ًا يف دعم العمليات االجتماعية‬ ‫واالقت�صادية املتغرية‪.‬‬ ‫ويف غ�ضون ذلك‪ ،‬واجهت العديد من الدول‬ ‫النامية �أزمة مالية خطرية‪� ،‬إ�ضافة �إىل تعر�ضها‬ ‫ل�سيا�سات التكيف االقت�صادي التي �أدت يف نهاية‬ ‫املطاف �إىل احلد من القدرة على اال�ستثمار يف‬ ‫القطاع العام‪ .‬وقد �أف�ضت هذه التحديات �إىل فتح‬ ‫باب النقا�ش حول دور الدولة فيما يتعلق بتطوير‬ ‫‪50‬‬

‫جانب تناول ال�سيا�سات وبرامج احلكومات‪،‬‬ ‫واملنظمات الدولية‪ ،‬وهيئات التنمية‪.‬‬ ‫ويف �إ�شارة �إىل هذا الإطار‪ ،‬جاءت الوثيقة‬ ‫التي ن�شرت يف عام ‪1975‬م‪ ،‬بعنوان (�أزمة‬ ‫الدميقراطية)‪ ،‬وهي تقرير مقدم �إىل اللجنة‬ ‫الثالثية التي ت�ضم جمموعة من ال�شخ�صيات‬ ‫القيادية من الواليات املتحدة‪ ،‬و�أوروبا الغربية‪،‬‬ ‫واليابان‪ .‬وتناول هذا التقرير الأخطار التي تهدد‬ ‫اال�ستقرار ال�سيا�سي والتنمية‪ ،‬يف املجتمعات‬ ‫الدميقراطية احلديثة‪ .‬وعر�ضت هذه الوثيقة‬ ‫وجهة نظر مهمة للغاية ب�ش�أن تنظيم و�سري التعليم‬ ‫العايل‪.‬‬ ‫وقد خرج امل�ؤمتر بعدد من التو�صيات‪ ،‬كان من‬ ‫�أه ّمها‪ ،‬احل ّد من عملية التو�سع‪ ،‬وربط التخطيط‬ ‫يف التعليم العايل ب�أمناط التنمية االقت�صادية‪،‬‬ ‫وفر�ص العمل‪ .‬وينبغي �أن يكون التخطيط التعليمي‬ ‫مت�ص ًال بالأهداف االقت�صادية وال�سيا�سية‪،‬‬

‫�إذ ترتبط الأهداف ال�سيا�سية هنا بال�سيطرة‬ ‫على م�صادر عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي‪ .‬وقد‬ ‫مت طرح العديد من الأفكار والتو�صيات يف‬ ‫الوثائق املن�شورة من البنك الدويل يف منت�صف‬ ‫الثمانينات‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن معدل العائد من‬ ‫اال�ستثمار اخلا�ص واالجتماعي يف التعليم‬ ‫الأ�سا�سي‪� ،‬أعلى من عائدات التعليم العايل‪ ،‬وهو‬ ‫�أعلى يف البلدان النامية باملقارنة مع البلدان‬ ‫املتقدمة‪ .‬ولذلك‪ ،‬ف�إنه يف �سياق الأزمة والقيود‬ ‫املالية‪ ،‬كانت اخليارات ال�سيا�سية العامة الأوىل‬ ‫للبلدان املتقدمة والنامية تخفي�ض اال�ستثمار‬ ‫العام يف التعليم العايل من خالل �إيجاد‬ ‫امل�ؤ�س�سات اخلا�صة واملجتمعية‪ ،‬وتعزيزها‪،‬‬ ‫وتركيز اال�ستثمار العام يف التعليم الأ�سا�سي‪.‬‬ ‫وميكن �أن توفر الدولة نوعا من الدعم املايل‬ ‫للطالب‪ ،‬وخا�صة للقادمني من الطبقات‬ ‫االقت�صادية الدنيا يف املجتمع‪ ،‬ولكن ينبغي‬ ‫عليها دعم �أنظمة االئتمان للطالب‪ ،‬و�أ�سرهم‬ ‫ب�شكل �أ�سا�سي‪.‬‬ ‫وبهدف البحث عن �إ�سرتاتيجيات للحد‬ ‫من اال�ستثمار العام يف التعليم العايل‪ ،‬كانت‬ ‫هناك جمموعة ثانية من النقا�شات حول‬


‫النموذج التنظيمي للم�ؤ�س�سات العامة‪ .‬وقد‬ ‫ُوجهت م�ؤ�س�سات التعليم العايل من �أجل تعزيز‬ ‫الإدارة‪ ،‬و�إ�صالح التمويل‪ ،‬واعتماد الإجراءات‬ ‫الإدارية‪ ،‬التي تركز على ال�سوق‪ .‬لذا ينبغي �أن‬ ‫توفر الدولة املوارد للتعليم العايل‪ .‬وي�شار �إىل �أن‬ ‫قواعد ال�سوق �أكرث فعالية للتحكم ب�أداء م�ؤ�س�سات‬ ‫التعليم العايل‪ .‬و�إن معظم الإ�صالح امل�ؤ�س�سي يف‬ ‫جميع �أنحاء العامل موجه نحو ال�سوق‪ .‬ومت تقدير‬ ‫النموذج التقليدي للجامعة ب�أنه مكلف للغاية‪،‬‬ ‫وينبغي �أن يتوافق الطلب املتزايد مع النماذج‬ ‫اجلديدة للم�ؤ�س�سات‪ ،‬ومقدمي اخلدمات‬ ‫اجلديدة‪ ،‬خا�صة من القطاع اخلا�ص‪.‬‬ ‫�إىل جانب هذه املناق�شات‪ ،‬جاء االقرتاح‬ ‫املقدم من منظمة التجارة العاملية (‪Word‬‬ ‫‪ ،)Trade Organization‬لي�شمل‬ ‫النظر �إىل التعليم ك�سلعة قابلة للتداول عاملي ًا‪،‬‬ ‫�ضمن االتفاق العام ب�ش�أن التعريفات اجلمركية‬ ‫والتجارة واخلدمات‪ ،‬مما ي�ؤدي يف النهاية �إىل‬ ‫فتح �أ�سواق الرتبية الوطنية للمقدمني الدوليني‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬ف�إن �أهم املوا�ضيع الأ�سا�سية التي مت تناولها‬ ‫يف امل�ؤمترات‪ ،‬هي‪ :‬الق�ضايا املت�صلة بتو�سيع‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬وحتوله‪ ،‬والق�ضايا التي تتعلق‬ ‫باملطالب اجلديدة التي ت�أتي من عامل متغري‪،‬‬

‫حيث ت�ؤدي فيه املعرفة والعلوم والتقنية واالبتكار‬ ‫دور ًا �أ�سا�سي ًا‪� ،‬إ�ضافة �إىل تناول جمموعة م�ؤثرة‬ ‫من الأفكار‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من االعرتاف ب�أهمية تدريب‬ ‫القوى العاملة املاهرة‪ ،‬لإدراج التناف�سية للأمم‬ ‫والقطاعات االقت�صادية يف �سوق العوملة ‪ ،‬حتدّد‬ ‫هذه امل�ؤمترات �أدوار ًا وا�سعة للتعليم العايل‪ ،‬والتي‬ ‫تع ّد مبثابة املوارد الأ�سا�سية التي ال غنى عنها‬ ‫لبناء م�ستقبل �أف�ضل ملجتمعاتنا‪ ،‬ومكون ًا �أ�سا�سي ًا‬ ‫للتنمية الثقافية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واالقت�صادية‬ ‫للأفراد واملجتمعات والدول‪ .‬و�إ�ضافة �إىل تدريب‬ ‫القوى العاملة املاهرة‪ ،‬ي�ؤدي التعليم العايل‬ ‫�إىل خلق املواطنة ال�صاحلة‪ ،‬وامل�شاركة الفاعلة‬ ‫واملهمة يف جميع �أبعاد احلياة االجتماعية‪.‬‬ ‫و�شدّد امل�ؤمتر العاملي ب�ش�أن التعليم العايل‬ ‫(‪World Conference on Hig h‬‬ ‫‪ )er Education‬لعام ‪1998‬م‪ ،‬على‬ ‫�أهمية االلتزام طويل الأجل مل�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل من �أجل الق�ضاء على امل�شاكل الرئي�سة التي‬ ‫ت�ؤثر على جمتمعاتنا‪ ،‬والتي ت�شرتك بها معظم‬ ‫والتع�صب‪،‬‬ ‫البلدان يف املنطقة‪ ،‬مثل‪ :‬الفقر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والعنف‪ ،‬والأم ّية‪ ،‬واجلوع‪ ،‬والتدهور البيئي‬ ‫واملر�ض‪ .‬وقد ب ّينت جميع امل�ؤمترات �أن التعليم‬ ‫العايل هو مبثابة ال�صالح العام االجتماعي‪،‬‬ ‫الذي هو حقّ من حقوق الإن�سان‪ ،‬وواجب من‬ ‫واجبات الدولة‪ .‬و ُي�ستم ّد مفهوم ال�صالح العام‬ ‫من االفرتا�ضات حول دوره الذي ال غنى عنه يف‬ ‫بناء م�ستقبل �أف�ضل للمجتمعات‪ ،‬وكحامل �أو مز ّود‬ ‫لل�سلعة‪� ،‬أو خدمة امل�صالح الدائمة للمجتمع‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من التو�سع الهائل يف التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬ال يزال معدل االلتحاق الإجمايل يف‬ ‫�أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي‬ ‫منخف�ض ًا جد ًا‪ .‬وعليه فال ميكن قبول �أي متييز‬ ‫يف عملية الو�صول �إىل التعليم العايل‪ .‬كما ال ب ّد من‬ ‫ت�سهيل احل�صول على التعليم العايل للمجموعات‬ ‫امل�ستهدفة اخلا�صة‪ ،‬مثل‪ :‬ال�شعوب الأ�صلية‪،‬‬ ‫والأقليات الثقافية واللغوية‪ ،‬والفئات املحرومة‪،‬‬ ‫وال�سكان الذين يعي�شون حتت االحتالل‪ ،‬والذين‬ ‫يعانون من �إعاقات‪.‬‬ ‫وينبغي بذل اجلهود لإزالة احلواجز ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية‪� ،‬إ�ضافة �إىل تعزيز م�شاركة املر�أة‪،‬‬

‫ال ي�������زال م���ع���دل‬ ‫االلتحاق بالتعليم‬ ‫العالي في امريكا‬ ‫الالتينية ومنطقة‬ ‫ال��ب��ح��ر ال��ك��اري��ب��ي‬ ‫منخفضة جدًا‪.‬‬

‫على وجه اخل�صو�ص يف ال�سيا�سة‪ ،‬وم�ستويات‬ ‫�صنع القرار يف التعليم العايل واملجتمع‪ .‬وقد‬ ‫وجدت هذه احلواجز يف �أمريكا الالتينية ومنطقة‬ ‫البحر الكاريبي يف الدرا�سات العليا‪ ،‬وم�ستويات‬ ‫�صنع القرار يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬ف�إنه ال يكفي فتح الأبواب‪� ،‬إذ يجب �أن‬ ‫يتم �إر�شاد الطالب نحو النجاح‪ .‬ومن هنا ت�أتي‬ ‫احلاجة �إىل نظام يوفر املعلومات والإر�شادات‬ ‫حول املواد الدرا�سية‪ ،‬والدرو�س اخل�صو�صية‬ ‫ال�شخ�صية‪ ،‬والدعم‪.‬‬ ‫وتت�سم نظم التعليم العايل‪ ،‬الأكرث تنوع ًا‪،‬‬ ‫ب�أنواع جديدة من م�ؤ�س�سات التعليم العايل‬ ‫العامة‪ ،‬واخلا�صة‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات غري الربحية‪،‬‬ ‫وغريها‪ .‬وينبغي �أن تكون امل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫قادرة على تقدمي جمموعة وا�سعة من فر�ص‬ ‫التعليم والتدريب‪ ،‬وال�شهادات العليمة‪ ،‬والدورات‬ ‫الق�صرية‪ ،‬والدرا�سة بدوام جزئي‪ ،‬والربامج‬ ‫املرنة‪ ،‬والتعلم عن بعد‪ ،‬وما �إىل ذلك‪ .‬ولذا‪،‬‬ ‫يجب على الدولة منح هذه امل�ؤ�س�سات نف�س الدعم‬ ‫املقدم للجامعات التقليدية‪ ،‬و�إال �سيكون هناك‬ ‫انق�سام يف �أنظمة التعليم العايل‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫�إن االحتياجات والتحديات املت�صلة بتطوير‬ ‫التعليم العايل معقدة ب�شكل كبري‪ .‬وقد تكون‬ ‫املوارد العامة غري كافية لذلك‪ .‬لذا يتطلب‬ ‫م�شاركة جميع �أ�صحاب امل�صلحة يف التعليم‬ ‫العايل و�إقامة �شراكات خا�صة‪ ،‬ولكن يجب �أن يتم‬ ‫ذلك ب�شفافية كاملة مع مراعاة اجلودة‪ ،‬والأخذ‬ ‫باحل�سبان �أن الدعم العام للتعليم العايل والبحث‪،‬‬ ‫ال يزال �ضروريا للغاية‪ ،‬من �أجل �ضمان حتقيق‬ ‫التوازن للإجنازات التعليمية واالجتماعية‪.‬‬ ‫ومع ذلك توجد هناك ردود فعل من قبل‬ ‫امل�ؤمترات الإقليمية حول اقرتاح منظمة التجارة‬ ‫العاملية‪ ،‬لإدخال التعليم كخدمة قابلة للتداول يف‬ ‫جمموعة االتفاق العام ب�ش�أن التعريفات اجلمركية‬ ‫والتجارة واخلدمات( (‪General Agre e‬‬ ‫‪ment on Tariffs, Trade and‬‬ ‫‪ . (Services‬وقد حذرت الإعالنات يف هذين‬ ‫امل�ؤمترين من هذا االقرتاح‪ .‬وقد ن�ص �إعالن‬ ‫امل�ؤمتر الإقليمي حول التعليم العايل الذي مت عقده‬ ‫عام ‪2008‬م‪ ،‬على �أن هذا الدمج ميثل تهديد ًا‬ ‫قوي ًا لبناء التعليم العايل يف البلدان التي تقبل‬ ‫االلتزامات‪ ،‬التي طالبت بها جمموعة االتفاق العام‬ ‫ب�ش�أن التعريفات اجلمركية والتجارة واخلدمات‪.‬‬ ‫وينطوي قبولها على �ضرر خطري للمقرتحات‬ ‫الإن�سانية للتعليم ال�شامل وال�سيادة الوطنية‪.‬‬ ‫وال ميكن �أن تكون هناك م�ساواة �إذا مل يت�صف‬ ‫التعليم باجلودة‪ ،‬وال ميكن �أن تكون هناك نوعية‪،‬‬ ‫ما مل يتم تقييم امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ .‬ولكن‬ ‫اجلودة لي�ست مطلقة‪� .‬إذ ينبغي قيا�سها على‬ ‫�أ�سا�س مالءمتها للأهداف والظروف املحلية‪.‬‬ ‫وتعك�س اجلودة �أهداف التعليم العايل الوطني‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أهمية البحوث لتطوير التعليم‬ ‫العايل ‪ ،‬فال ب ّد من ت�شجيع الدرا�سات العليا‪،‬‬ ‫وتطبيق تقنيات املعلومات واالت�صاالت‪ ،‬من �أجل‬ ‫االبتكار يف املحتويات واملنهجيات التعليمية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن تو�سيع فر�ص احل�صول على التعليم‬ ‫العايل‪ .‬ويعد النهو�ض باملعرفة من خالل البحوث‬ ‫مهمة �أ�سا�سية جلميع نظم التعليم العايل‪.‬‬ ‫وينبغي ت�شجيع االبتكار‪ ،‬وتعددية التخ�ص�صات‬ ‫وتعزيزها‪� ،‬إ�ضافة �إىل �إيجاد توازن منا�سب بني‬ ‫‪52‬‬

‫البحوث الأ�سا�سية التي تركز على الأهداف‪.‬‬ ‫�سيغيرّ التطور ال�سريع يف تقنيات املعلومات‬ ‫واالت�صاالت‪ ،‬الطريقة التي يتم من خاللها‬ ‫اكت�ساب املعرفة وتطويرها‪ .‬ومن املهم �أي�ضا‬ ‫�أن نالحظ �أن التقنيات اجلديدة تتيح فر�ص ًا‬ ‫لالبتكار يف طرق التدري�س‪ ،‬واملحتوى الدرا�سي‪،‬‬ ‫وتو�سيع فر�ص احل�صول على التعليم العايل‪.‬‬ ‫كما �أن تدويل امل�ؤ�س�سات التعليمية هو م�صدر‬ ‫للتعاون واملناف�سة‪� .‬إذ �إننا نعي�ش يف عامل‬ ‫مرتابط ومتكافل‪� .‬إن االنخراط يف ال�شبكات‪،‬‬ ‫ونقل التقنية‪ ،‬وبناء القدرات‪ ،‬وتطوير املواد‬ ‫التعليمية‪ ،‬وتبادل اخلربات التي يتم تطبيقها يف‬ ‫التدري�س‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والبحوث‪ ،‬و�إي�صال املعرفة‬ ‫للجميع‪ ،‬وخلق بيئات تعليمية جديدة‪ ،‬هي بع�ض‬ ‫الأمثلة على وجهات النظر الإيجابية للتدويل‪.‬‬ ‫كما �أن هجرة الأدمغة تعمل على حرمان البلدان‬ ‫النامية‪ ،‬والبلدان التي مت ّر مبرحلة انتقالية‪ ،‬من‬ ‫اخلربات رفيعة امل�ستوى الالزمة لت�سريع التقدم‬ ‫من الناحية االجتماعية واالقت�صادية‪ .‬وينبغي �أن‬

‫واملوارد الب�شرية املاهرة يف حلها‪ ،‬واحلاجة للعي�ش‬ ‫جنب ًا �إىل جنب مع خمتلف الثقافات والقيم‪ .‬كما‬ ‫�أن ممار�سة تعدد اللغات وبرامج التبادل بني‬ ‫املدر�سني‪ ،‬والطالب‪ ،‬والربط امل�ؤ�س�سي لتعزيز �سبل‬ ‫التعاون الفكرية والعلمية؛ ينبغي �أن تكون جز ًءا ال‬ ‫يتجز�أ من جميع نظم التعليم العايل‪.‬‬ ‫يجب تنفيذ الو�سائل الدولية والإقليمية‬ ‫لالعرتاف بالدرا�سات ‪ ،‬مبا يف ذلك �شهادة‬ ‫الكفاءات‪ ،‬واملهارات‪ ،‬وقدرات اخلريجني‪ ،‬وذلك‬ ‫لت�سهيل التنقل داخل النظم الوطنية‪ ،‬وت�شكل‬ ‫ال�شراكات والتحالفات بني �أ�صحاب امل�صلحة‪،‬‬ ‫ووا�ضعي ال�سيا�سات الوطنية وامل�ؤ�س�سية‪،‬‬ ‫و�أع�ضاء الهيئة التدري�سية‪ ،‬والباحثني‪ ،‬والطالب‪،‬‬ ‫واملوظفني الإداريني والتقنيني يف م�ؤ�س�سات‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬وعامل العمل واجلماعات املحلية‬ ‫قوة كبرية يف �إدارة التغيري‪.‬‬ ‫وتعد املنظمات غري احلكومية (‪)NGOs‬‬ ‫مبثابة جهات فاعلة رئي�سة يف هذه العملية‪ .‬ومن‬

‫يجب تعزيز التعاون االقليمي بين البلدان في نفس‬ ‫المنطقة الجغرافية التي لها اهداف ومناهج متماثلة‪.‬‬

‫ت�ستند خمططات التعاون الدويل على �شراكات‬ ‫طويلة الأمد بني امل�ؤ�س�سات يف اجلنوب وال�شمال‪،‬‬ ‫وت�شجع التعاون بني بلدان اجلنوب‪.‬‬ ‫ويجب تعزيز التعاون الإقليمي بني البلدان يف‬ ‫نف�س املنطقة اجلغرافية التي لها �أهداف ومناهج‬ ‫متماثلة‪ ،‬ملواجهة امل�شاكل يف التعليم العايل‪ .‬ولكن‬ ‫هذه العملية هي جمرد مثال واحد‪ ،‬وهناك �أمثلة‬ ‫كثرية‪ .‬ويجب �أن نكون حذرين ب�شكل خا�ص من عدم‬ ‫ا�سترياد النماذج التي ال تتفق مع الظروف املحلية‪.‬‬ ‫و�أخريا‪ ،‬ينبغي للتعاون الدويل �أن يحدث عندما‬ ‫ُيراعي التنوع الثقايف واللغوي‪� .‬إن مبد�أ الت�ضامن‬ ‫وال�شراكة احلقيقية بني م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪،‬‬ ‫يف جميع �أنحاء العامل‪� ،‬أمر بالغ الأهمية للتعليم‬ ‫والتدريب يف جميع املجاالت التي ت�شجع على فهم‬ ‫الق�ضايا العاملية‪ ،‬مثل دور احلكم الدميقراطي‪،‬‬

‫الآن ف�صاعدا‪ ،‬ينبغي �أن تكون ال�شراكة‪ ،‬التي‬ ‫تعتمد على امل�صلحة امل�شرتكة‪ ،‬واالحرتام املتبادل‬ ‫وامل�صداقية‪ ،‬عام ًال رئي�س ًا للتجديد يف جمال‬ ‫التعليم العايل‪ .‬ويوجد للحرية الأكادميية �أهمية‬ ‫ق�صوى يف حتديد الأولويات‪ ،‬واتخاذ القرارات‬ ‫على �أ�سا�س من القيم العامة‪ ،‬التي تكمن يف‬ ‫م�ؤ�س�سة العلم والرفاه االجتماعي‪ .‬واال�ستقالل‬ ‫الذاتي هو �شرط �ضروري للعمل الأكادميي‪.‬‬ ‫لقد عر�ضنا يف هذا التقرير بع�ض املبادئ‪،‬‬ ‫والتو�صيات‪ ،‬واملقرتحات‪� ،‬إ�ضافة �إىل ر�ؤية منظمة‬ ‫الأمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة حول‬ ‫التعليم العايل‪� .‬إذ تعك�س هذه املقرتحات التوافق‬ ‫يف الآراء التي كانت ممكنة يف ذلك الوقت‪ ،‬والتي‬ ‫تعد مرجع ًا �أ�سا�سي ًا للنقا�ش‪ ،‬لكل بلد له ر�ؤيته‬ ‫اخلا�صة حول م�ستقبل التعليم العايل وتطوره‪.‬‬


‫التعليم العالي ‪ :‬المؤهالت وضمان الجودة‬ ‫والتقييم فيونا مولين‬ ‫يقدم هذا التقرير ملحة عامة عن جمموعة م�ؤهالت التعليم العايل املجودة يف ا�سكتلندا‪ ،‬مبا يف ذلك و�صف الإطار العام‬ ‫لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية و�إطار امل�ؤهالت الأوروبية‪ .‬ويلخ�ص هذا التقرير �إجراءات �ضمان اجلودة وتقييمها للكليات‬ ‫واجلامعات اال�سكتلندية وم�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬مبا يف ذلك بيان عمل وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل(‪ ،)QAA‬وهيئة‬ ‫امل�ؤهالت اال�سكتلندية (‪ ،)SQA‬وطاقم تفتي�ش الرتبية والتعليم اخلا�ص ب�صاحبة اجلاللة (‪ .)HMIE‬و�أخريا‪ ،‬يو�ضح هذا‬ ‫التقرير دور جمل�س التمويل اال�سكتلندي‪ ،‬و�إطار تعزيز اجلودة يف ا�سكتلندا‪.‬‬

‫ملخ�ص تنفيذي‬ ‫هناك جمموعة من امل�ؤهالت يف التعليم العايل تقدمها الكليات اال�سكتلندية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات التعليم العايل‬ ‫(‪ .)Higher Education Institutions‬وقد حدد الإطار العام لالعتمادات وامل�ؤهالت‬ ‫اال�سكتلندية (‪The Scottish Credit and (Qualifications Framework‬‬ ‫العالقات بني م�ستويات هذه امل�ؤهالت‪ .‬وتناول �أي�ضا امل�ؤهالت الرئي�سة التي تقدمها هيئة امل�ؤهالت‬ ‫اال�سكتلندية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬وامل�ؤهالت املهنية اال�سكتلندية( (�‪Scottish Vocation‬‬ ‫‪.al Qualifications (SVQs‬‬ ‫ولقد كان يف عامي ‪2008-2009‬م ما يقارب ‪ 279615‬طال ًبا وطالبة يف التعليم العايل‪ .‬حيث‬ ‫در�س ‪ ٪ 83‬منهم املقررات اجلامعية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬يف حني در�س ما ن�سبته ‪ ٪ 17‬من‬ ‫ه�ؤالء الطالب يف الكليات‪ .‬وكانت درا�سة الغالبية العظمى من حاملي الدرجة العلمية الأوىل وطالب‬ ‫الدرا�سات العليا يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أي�ضا‪ .‬وعلى العك�س‪ ،‬ف�إن �أغلبية الطالب ممن يحملون‬ ‫الدبلوم الوطني العايل قد در�سوا يف الكليات‪.‬‬ ‫يتم تنظيم �صالحيات م�ؤ�س�سات التعليم العايل التي متنح الدرجات العلمية بالقانون‪ ،‬وتعد هذه‬ ‫امل�ؤ�س�سات خمالفة �إذا قامت مبنح درجات علمية دون احل�صول على �إذن للقيام بذلك‪ .‬ويتم منح‬ ‫�صالحيات �إعطاء الدرجات العلمية عموما‪� ،‬إما عن طريق امليثاق امللكي‪� ،‬أو قانون �صادر عن الربملان‪.‬‬

‫صورة التقرير‬

‫‪53‬‬


‫ويجب �أن تكون طلبات احل�صول على التعليم‬ ‫�أو البحث موجهه �إىل جمل�س امللكة اخلا�ص يف‬ ‫اململكة املتحدة‪ .‬ثم يقوم جمل�س امللكة ب�إر�سال‬ ‫هذا الطلب �إىل الوزير املخت�ص بالتعليم العايل‪.‬‬ ‫ثم يتم �إر�سال الطلب �إىل وكالة �ضمان اجلودة‬ ‫بالتعليم العايل للح�صول على امل�شورة‪ .‬ومن‬ ‫ثم تقدم وكالة �ضمان اجلودة بالتعليم العايل‬ ‫التوجيهات حول التطبيق ‪ ،‬من خالل الوزير‬ ‫املخت�ص‪� ،‬إىل جمل�س امللكة اخلا�ص‪.‬‬ ‫وتتمتع م�ؤ�س�سات التعليم العايل بدرجة كبرية من‬ ‫اال�ستقاللية‪ ،‬من حيث مراقبة اجلودة واملعايري‬ ‫الأكادميية‪ .‬وتعد كل م�ؤ�س�سات التعليم العايل‬ ‫امل�س�ؤولة عن معايري امل�ؤهالت وجودة التعليم التي‬ ‫تقدمها لطالبها‪ .‬وكل منها لديه �إجراءات ل�ضمان‬ ‫اجلودة الداخلية‪ .‬بيد �أن جميع م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل املمولة من القطاع العام يف اململكة املتحدة‬ ‫ت�ستخدم جمموعة م�شرتكة من الأدوات للحفاظ‬ ‫على اجلودة واملعايري الأكادميية‪ ،‬واملعروفة با�سم‬ ‫البنية التحتية الأكادميية يف اململكة املتحدة التي‬ ‫يتم التحقق منها من قبل وكالة �ضمان اجلودة‬ ‫للتعليم العايل‪.‬‬ ‫�إن العديد من الدورات التي تقدمها الكليات‬ ‫تقود �إىل امل�ؤهالت التي متنحها هيئة امل�ؤهالت‬ ‫اال�سكتلندية‪ ،‬مبا يف ذلك ال�شهادات الوطنية العليا‬ ‫‪54‬‬

‫(‪ )HNCs‬والدبلوم الوطني العايل (‪)HND‬‬ ‫‪� .‬إن هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية م�س�ؤولة عن‬ ‫تطوير ال�شهادات وامل�ؤهالت والدرجات العلمية‬ ‫وتقييمها واعتمادها‪ .‬ولقد مت �إجراء ا�ستعرا�ض‬ ‫رئي�س يف عام ‪2003‬م لرتتيبات �ضمان‬ ‫اجلودة يف التعلم والتعليم يف ا�سكتلندا‪،‬‬

‫جمموعة جديدة من الرتتيبات اخلارجية للكليات‬ ‫من قبل جمل�س التمويل اال�سكتلندي‪ ،‬وطاقم‬ ‫تفتي�ش الرتبية والتعليم اخلا�ص ب�صاحبة اجلاللة‬ ‫للفرتة بني ‪ 2008‬و ‪2012‬م‪ .‬وتقوم وكالة‬ ‫�ضمان اجلودة‪� ،‬إىل جانب منظمات التعليم العايل‬ ‫الرئي�سة حالي ًا‪ ،‬بتقييم البنية التحتية الأكادميية‬

‫يتم منح صالحيات اعطاء ال��درج��ات العلمية في جامعات‬ ‫اسكتلندا عن طريق الميثاق الملكي او قانون صادر عن البرلمان‪.‬‬ ‫وقام جمل�س التمويل اال�سكتلندي‪ ،‬جنب ًا �إىل جنب‬ ‫مع �أ�صحاب امل�صلحة الآخرين‪ ،‬بتطوير �إطار‬ ‫تعزيز اجلودة يف ا�سكتلندا‪ .‬ويحتوي هذا الإطار‬ ‫على خم�سة �أجزاء يهدف �إىل �إجراء حت�سينات‬ ‫م�ستمرة لنوعية التعلم والتعليم‪ ،‬وقد مت و�ضعه يف‬ ‫الأ�صل مل�ؤ�س�سات التعليم العايل فح�سب‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫مت تو�سيعه لي�شمل جميع الكليات‪.‬‬ ‫مت تنقيح �إطار تعزيز اجلودة يف عام ‪2008‬م‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وطلب من جميع اجلامعات والكليات بتقدمي بيان‬ ‫حول �سيا�ساتها ل�ضمان اجلودة لعامي ‪ 2008‬و‬ ‫‪2009‬م‪ .‬و�أ�صدر جمل�س التمويل اال�سكتلندي‬ ‫توجيهات حول ق�ضايا اجلودة‪ .‬وبعد �إعادة النظر‬ ‫يف �إطار تعزيز اجلودة يف ‪2008‬م‪ ،‬مت �إدخال‬

‫يف اململكة املتحدة‪ ،‬لتحديد دوام �صالحيتها لهذا‬ ‫الغر�ض‪ .‬ومن املقرر �أن تن�شر النتائج يف �صيف‬ ‫عام ‪2010‬م‪ ،‬وتت�ضمن تو�صيات من �أجل‬ ‫التنمية يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫لقد ذكرنا �سابق ًا �أن هناك جمموعة من امل�ؤهالت‬ ‫يف التعليم العايل تقدمها الكليات اال�سكتلندية‬ ‫وم�ؤ�س�سات التعليم‪ .‬وقد حدد الإطار العام‬ ‫لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية العالقات‬ ‫بني م�ستويات امل�ؤهالت‪ .‬وتناول �أي�ضا امل�ؤهالت‬ ‫الرئي�سة التي تقدمها هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية‪،‬‬ ‫وم�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬وامل�ؤهالت املهنية‬ ‫اال�سكتلندية‪ .‬وقد مت �إدارة الإطار العام‬ ‫لالعتمادات وامل�ؤهالت اال�سكتلندية من خالل‬


‫�شراكة بني هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية‪ ،‬ووكالة‬ ‫�ضمان اجلودة بالتعليم العايل‪ ،‬واجلامعات‬ ‫والكليات اال�سكتلندية‪ ،‬وجمل�س التمويل‬ ‫اال�سكتلندي‪ ،‬واحلكومة اال�سكتلندية‪ .‬و�ساعد‬ ‫هذا الإطار املتعلمني‪ ،‬و�أ�صحاب العمل‪ ،‬ومقدمي‬ ‫خدمات التدريب‪ ،‬على فهم امل�ؤهالت ومقارنتها‪.‬‬ ‫واعتمدت املفو�ضية الأوروبية‪ ،‬يف عام ‪2006‬م‪،‬‬ ‫اقرتاح ًا لإن�شاء �إطار امل�ؤهالت الأوروبي للتعلم‬ ‫مدى احلياة(‪،)Life Long Learning‬‬ ‫حيث مت اعتماده ر�سمي ًا من الربملان واملجل�س‬ ‫الأوروبي يف ‪� 23‬أبريل ‪2008‬م‪ .‬ويهدف هذا‬ ‫الإطار �إىل دعم حركة املتعلمني يف خمتلف �أنحاء‬ ‫�أوروبا‪ ،‬من خالل توفري نقطة مرجعية‪ ،‬ملقارنة‬ ‫امل�ؤهالت عرب �أنظمة التعليم والتدريب املختلفة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل تعزيز التعاون والثقة املتبادلة بني‬ ‫�أ�صحاب امل�صلحة‪.‬‬ ‫�إن �إطار امل�ؤهالت الأوروبي هو جمموعة من ‪8‬‬ ‫م�ستويات؛ ت�صف الأمور التي يعرفها ويفهمها‪،‬‬

‫والتي يقدر �أن يقوم بها‬ ‫املتعلم‪ ،‬ويطلق عليها نتائج‬ ‫التعلم‪ .‬وميكن �أن تتما�شى �أطر‬ ‫امل�ؤهالت للدول مع هذه امل�ستويات‬ ‫املرجعية الثمانية‪ ،‬لت�صنيف امل�ؤهالت‬ ‫من �أنظمة التعليم املختلفة‪ .‬وتغطي هذه‬ ‫امل�ستويات الثمانية جميع امل�ؤهالت من نهاية‬ ‫التعليم الإلزامي �إىل �أعلى امل�ؤهالت الأكادميية‬ ‫واملهنية‪.‬‬ ‫ويهدف �إطار امل�ؤهالت الأوروبي للم�ساعدة يف‬ ‫حت�سني التنقل اجلغرايف واملهني يف االحتاد‬ ‫الأوروبي‪ ،‬بينما ت�صبح امل�ؤهالت من الأنظمة‬ ‫التعليمية املختلفة �أكرث �شفافية للأفراد و�أرباب‬ ‫العمل والأكادمييني ومقدمي خدمات‬ ‫يهدف اطار المؤهالت االوروبي للمساعدة في تحسين‬ ‫التنقل الجغرافي والمهني في دول االتحاد‪.‬‬

‫التدريب‪ .‬وينبغي �أن ي�ساعد هذا على جعل التعلم مدى احلياة يف متناول‬ ‫الدار�سني والعاملني يف جميع �أنحاء الدول الأع�ضاء يف االحتاد الأوروبي‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل دعم الأفراد يف التنقل بني الوظائف وامل�ؤ�س�سات التعليمية‪ .‬وقد مت‬ ‫ت�شجيع دول االحتاد الأوروبي لربط نظم م�ؤهالتهم ب�إطار امل�ؤهالت الأوروبي‬ ‫بحلول عام ‪2010‬م‪ ،‬و�ضمان ب�أن ي�شار �إىل جميع امل�ؤهالت اجلديدة التي‬ ‫�ست�صدر يف ‪2012‬م مب�ستويات �إطار امل�ؤهالت الأوروبي ‪ .‬وقد كان هناك‬ ‫تعاون وتن�سيق بني الإطار العام للم�ؤهالت واالعتمادات اال�سكتلندية و�إطار‬ ‫امل�ؤهالت الأوروبي‪.‬‬ ‫ويوجد لدى جميع م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أنظمة لتقييم عمل الطالب‪.‬‬ ‫�إذ ت�ستند هذه الأنظمة على وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل‪ .‬ومتتلك‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العايل �أي�ض ًا‪� ،‬سيا�سات داخلية وخارجية‪ ،‬من �أجل �ضمان‬ ‫�أن يتم فح�ص م�ستوى �أعمال الطالب بطريقة عادلة ومتنا�سقة من قبل‬ ‫امل�ؤ�س�سات‪ .‬وتعتمد م�ؤ�س�سات التعليم العايل على �شبكة كبرية من املمتحنني‬ ‫من اخلارج‪ ،‬الذين هم مبثابة خرباء �أكادمييني م�ستقلني‪ ،‬بهدف تقدمي‬ ‫امل�شورة ب�ش�أن ما �إذا كانت املعايري التي ت�ضعها اجلامعات والعالمات التي‬ ‫يتم تخ�صي�صها لالمتحانات منا�سبة �أم ال‪ .‬ويقوم ه�ؤالء املمتحنني بذلك من‬ ‫خالل ا�ستخدام خرباتهم يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬وبالرجوع �إىل املبادئ‬ ‫التوجيهية ذات ال�صلة من البنية التحتية الأكادميية يف اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫تخ�ضع عملية توفري وتقييم التعليم العايل من قبل امل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫ملراقبة اجلودة‪ .‬ويتم تقدمي التعليم العايل �أي�ضا يف الكليات اال�سكتلندية‪.‬‬ ‫فقد در�س ما ن�سبته ‪ ٪ 17‬من الطالب يف الكليات‪ .‬وكانت الغالبية العظمى‬ ‫من طالب الدرا�سات العليا يدر�سون يف م�ستويات الدبلوم الوطني العايل‬

‫التي ال تقع �ضمن اخت�صا�ص وكالة �ضمان اجلودة‪ .‬ويتم التحقق من �صحة‬ ‫امل�ؤهالت العلمية واعتمادها‪ ،‬من قبل هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية‪ .‬وحت�صل‬ ‫الكليات يف ا�سكتلندا على املوافقة من هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية‪ ،‬من �أجل‬ ‫تقييم هذه امل�ؤهالت‪ ،‬ومنحها للطالب والطالبات‪.‬‬ ‫ويذكر �أنه بني عامي ‪ 2008‬و ‪2009‬م‪ ،‬قام ما يقرب من ‪ 800‬طالب‬ ‫ب�إكمال تعليمهم العايل يف الكليات اال�سكتلندية‪� .‬إذ ال متلك هذه الكليات‬ ‫�صالحيات منح الدرجات العلمية‪ .‬لذا يتم التحقق من �صحة الدرجات‬ ‫العلمية واملواد املطروحة يف هذه الكليات‪ ،‬واعتمادها من قبل اجلامعات‬ ‫ال�شريكة‪.‬‬ ‫�أدت العديد من الدورات التي تطرحها الكليات يف ا�سكتلندا �إىل م�ؤهالت‬ ‫متنحها هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية‪ ،‬مبا يف ذلك ال�شهادات الوطنية‬ ‫العليا والدبلومات الوطنية العليا‪� .‬إذ تعد هذه الهيئة امل�س�ؤولة عن تطوير‬ ‫وتقييم ال�شهادات وامل�ؤهالت العلمية الأخرى واعتمادها‪ .‬وت�شتمل مهام‬ ‫هيئة امل�ؤهالت اال�سكتلندية املحددة يف قانون التعليم اال�سكتلندي لعام‬ ‫‪1996‬م‪ ،‬وقانون امل�ؤهالت اال�سكتلندية لعام ‪2002‬م على ابتكار وتطوير‬ ‫امل�ؤهالت العلمية‪ ،‬والتحقق منها‪ ،‬ومراجعتها‪ ،‬واعتمادها‪ ،‬واملوافقة على‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم والتدريب‪ ،‬واتخاذ الرتتيبات الالزمة وامل�ساعدة يف تنفيذ‬ ‫وتقييم الأ�شخا�ص التي يح�صلون على امل�ؤهالت من اجلامعات‪ ،‬والكليات‬ ‫اال�سكتلندية‪ ،‬و�ضمان جودة التعليم‪ ،‬وتدريب امل�ؤ�س�سات التعليمية التي متنح‬ ‫امل�ؤهالت اال�سكتلندية �إ�ضافة �إىل �إ�صدار ال�شهادات العلمية للمر�شحني‪.‬‬ ‫وهناك حاجة مل�ؤ�س�سات التعليم العايل املمولة من القطاع العام يف ا�سكتلندا‬ ‫لال�شرتاك يف وكالة �ضمان اجلودة للتعليم العايل‪ ،‬التي �أن�شئت يف عام‬ ‫‪55‬‬


‫‪1997‬م‪ ،‬بدعم من م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪،‬‬ ‫وجمال�س التمويل يف اململكة املتحدة‪ .‬وتقوم‬ ‫امل�ؤ�س�سات املوقعة بدفع ر�سوم �سنوية لوكالة‬ ‫�ضمان اجلودة‪ ،‬على �أ�سا�س �أعداد الطالب يف‬ ‫هذه امل�ؤ�س�سات‪ .‬بالإ�ضافة �إىل دور وكالة �ضمان‬ ‫اجلودة اال�ست�شاري‪ ،‬حول �صالحيات منح‬ ‫الدرجات العلمية‪� ،‬إذ �إنها تقدم تقارير حول‬ ‫معايري �ضمان اجلودة يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‬ ‫الفردية‪ ،‬وذلك نيابة عن القطاع اجلامعي‪،‬‬ ‫وجمال�س متويل اململكة املتحدة‪.‬‬ ‫وت�شمل الأدوار الرئي�سة التي تقوم بها وكالة �ضمان‬ ‫اجلودة يف التعليم العايل على �إجراء التقييمات‬ ‫واملراجعات اخلارجية‪ ،‬مل�ؤ�س�سات التعليم العايل‪،‬‬ ‫وعمل االختبارات �ضمان اجلودة اخلارجية‪،‬‬ ‫ون�شر التقارير‪ ،‬وتوفري التوجيه مل�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬من �أجل احلفاظ على املعايري الأكادميية‬ ‫وحت�سني نوعيتها‪ ،‬من خالل البنية التحتية‬ ‫الأكادميية‪ ،‬و�إ�سداء امل�شورة للحكومات بخ�صو�ص‬ ‫�سلطات منح الدرجات الأكادميية‪ ،‬واالعرتاف‬ ‫باجلامعة (الرتخي�ص للجامعات)‪ ،‬وامل�شاركة‬ ‫واالنخراط بالتطورات الأوروبية الدولية‬

‫وموا�صفات الربامج‪ ،‬ومدونة املمار�سات‪.‬‬ ‫وتف�سر �أنظمة م�ؤهالت التعليم العايل الإجنازات‬ ‫واخل�صائ�ص الرئي�سة للم�ؤهالت العلمية العليا‪:‬‬ ‫على �سبيل املثال‪ ،‬درجة البكالوريو�س مع مرتبة‬ ‫ال�شرف‪ ،‬ودرجة املاج�ستري‪ ،‬ودرجة الدكتوراه‪.‬‬ ‫وهناك نظامان للم�ؤهالت التعليمية العليا‪:‬‬ ‫�أحدهما خا�ص ب�إجنلرتا‪ ،‬وويلز‪ ،‬و�أيرلندا‬ ‫ال�شمالية‪ ،‬والآخر خا�ص با�سكتلندا‪.‬‬ ‫وقد ن�شرت وكالة �ضمان اجلودة بيانات املعايري‬ ‫القيا�سية للمواد الأكادميية‪ .‬وحتدد هذه البيانات‬ ‫التوقعات اخلا�صة مبعايري الدرجات الأكادميية‬ ‫يف مواد تخ�ص�صية بعينها‪ ،‬وت�صف �أي�ضا ميكن‬ ‫توقعه من قبل الطالب فيما يتعلق بالتقنيات‬

‫تقوم وكالة ضمان الجودة باجراء التقييمات والمراجعات‬ ‫الخارجية لمؤسسات التعليم العالي في المملكة‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫الوا�سعة‪� ،‬إ�ضافة �إىل تقدمي امل�شورة بخ�صو�ص‬ ‫املعايري واجلودة الأكادميية‪ ،‬وتقوم الوكالة �أي�ضا‬ ‫بامل�ساهمة يف �ضمان اجلودة دول ًيا‪ ،‬والت�أثري عليها‬ ‫من خالل ع�ضويتها يف العديد من املنظمات‪،‬‬ ‫وكذلك م�شاركتها يف م�شاريع التعليم العايل‪.‬‬ ‫مت تطوير البنية التحتية الأكادميية بوا�سطة وكالة‬ ‫�ضمان اجلودة بالتعاون مع قطاع التعليم العايل‬ ‫باململكة املتحدة‪ ،‬وهي عبارة عن جمموعة من‬ ‫النقاط املرجعية املتفق عليها وطن ًيا‪ ،‬والتي ت�ساعد‬ ‫يف و�صف املمار�سات اجليدة واملعايري الأكادميية‬ ‫‪ .‬وتتناول كافة الأن�شطة املتعلقة بال�شهادات‬ ‫الأكادميية‪ ،‬حيثما وكيفما مت تزويدها‪ .‬وقامت‬ ‫وكالة �ضمان اجلودة بن�شر جميع �أجزاء البنية‬ ‫التحتية الأكادميية‪ ،‬التي تت�ضمن �أنظمة م�ؤهالت‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬وبيانات املعايري القيا�سية للمواد‪،‬‬ ‫‪56‬‬

‫واملهارات املكت�سبة‪ .‬ويتم ا�ستخدامها من قبل‬ ‫�أولئك الذين يقدمون وير�صدون برامج التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬ومن قبل الطالب‪� ،‬أو �أرباب العمل ‪.‬‬ ‫وترجع بع�ض هذه البيانات �إىل املعايري املهنية‬ ‫املطلوبة من قبل الهيئات املهنية اخلارجية‪.‬‬ ‫وهناك �أربع جمموعات من بيانات املعايري‬ ‫القيا�سية للمواد الأكادميية‪ ،‬وت�شمل بيانات‬ ‫املعايري القيا�سية للمواد لدرجات ال�شرف‪،‬‬ ‫وبيانات املعايري القيا�سية للمواد على م�ستوى‬ ‫املاج�ستري‪ ،‬وبيانات املعايري القيا�سية للمواد‬ ‫خلدمات ال�صحة الوطنية �إ�ضافة �إىل بيانات‬ ‫املعايري القيا�سية للمواد اال�سكتلندية‪.‬‬ ‫تقوم م�ؤ�س�سات التعليم العايل بن�شر موا�صفات‬ ‫الربامج الأكادميية التي هي معلومات توفرها كل‬ ‫جامعة �أو كلية‪ ،‬حول تفا�صيل براجمها وطبيعتها‬

‫املميزة‪ ،‬بينما تقوم بيانات املعايري القيا�سية‬ ‫للمواد بتلخي�ص التوقعات اخلا�صة‪ ،‬مبعايري بع�ض‬ ‫املواد والأفرع العلمية‪ .‬كما حتتوي هذه املوا�صفات‬ ‫على بيانات مف�صلة حول ما ميكن توقعه من‬ ‫دورات‪ ،‬وبرامج‪ ،‬وعمليات تقييم‪.‬‬ ‫لقد مت تطوير مذكرة املمار�سات من قبل‬ ‫وكالة �ضمان اجلودة بني عامي ‪ 1998‬و‬ ‫‪2001‬م‪ ،‬لتوفري املبادئ التوجيهية للجامعات‬ ‫ب�ش�أن املمار�سات اجليدة يف �إدارة املعايري‬ ‫واجلودة الأكادميية للجامعات والكليات‪.‬‬ ‫ويوجد ع�شرة �أق�سام لهذه املذكرة التي تغطي‬ ‫الق�ضايا الرئي�سة التي يجب �أن ت�أخذها‬ ‫امل�ؤ�س�سات التعليمة يف احل�سبان عند تطوير‬ ‫�أن�شطتها‪ .‬وهذه الأق�سام هي‪ :‬برامج �أبحاث‬ ‫ما بعد التخ ّرج‪ ،‬والتزويد التعاوين والتعلم‬ ‫املرن‪ ،‬والطالب ذوي االحتياجات اخلا�صة‪،‬‬ ‫وتعيني املمتحنني (اخلرباء) اخلارجيني‪،‬‬ ‫وااللتما�سات الأكادميية و�شكاوى الطالب‬ ‫والق�ضايا الأكادميية‪ ،‬وعمليات تقييم الطالب‪،‬‬ ‫واملوافقة على الربامج‪ ،‬ومراقبتها‪ ،‬ومراجعتها‪،‬‬ ‫وق�ضايا التعليم‪ ،‬واملعلومات‪ ،‬والإر�شاد املتعلق‬ ‫املوجه‪ ،‬واخري ًا اختيار‬ ‫باملهن املختلفة‪ ،‬والتعليم ّ‬ ‫الطالب وقبولهم‪.‬‬ ‫�إن �أحد الأدوار الرئي�سة التي تقوم بها وكالة‬ ‫�ضمان اجلودة‪ ،‬هي �إجراء مراجعات عن كيفية‬ ‫تطبيق م�ؤ�س�سات التعليم العايل للبنية التحتية‬ ‫الأكادميية يف اململكة املتحدة‪ ،‬للحفاظ على‬ ‫املعايري الأكادميية واجلودة‪ .‬وهناك جمموعة‬ ‫متنوعة من املراجعات امل�ستخدمة من قبل‬ ‫وكالة �ضمان اجلودة تختلف باختالف البلد‪،‬‬ ‫وح�سب نوع امل�ؤ�س�سة التعليمية‪ .‬ويتم تنفيذ هذه‬ ‫املراجعات من قبل فرق تتكون من كبار املوظفني‬ ‫يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل يف اململكة املتحدة‪.‬‬


‫التعليم العالي في المملكة المتحدة‬ ‫في القرن الحادي والعشرين‪ :‬صورة متغيرة‬ ‫‪erutcip gnignahc a :yrutnec tsrfi-ytnewt eht ni noitacude rehgih KU‬‬

‫الربوفي�سور ال�سري بيرت �سكوت‪ ،‬نائب رئي�س جامعة كينج�ستون‬ ‫هيئة �ضمان اجلودة بالتعليم العايل‬ ‫ُيبني الربوف�سور ال�سري بيرت �سكوت‪ ،‬نائب رئي�س جامعة كينج�ستون‪ ،‬وجهة نظره ال�شخ�صية حول التغيريات الأخرية‬ ‫وامل�ستقبلية يف التعليم العايل يف اململكة املتحدة‪ .‬ويركز على االقت�صاد ال�سيا�سي‪ ،‬والطبيعة املتغرية للكيان الطالبي‪،‬‬ ‫ويناق�ش الآثار املحتملة على حجم هذا القطاع و�شكله امل�ستقبلي‪.‬‬ ‫مير التعليم العايل بفرتة تغري وا�ضحة‪ .‬فهناك عدد كبري من مقدمي اخلدمات‪� ،‬إ�ضافة �إىل تنوع �أعداد‬ ‫الطالب التي �أ�صبحت �أكرث مما كانت عليه يف �أي وقت م�ضى‪ .‬وميكن لهذه العوامل‪ ،‬مع التوقعات‬ ‫املتزايدة من احلكومة‪ ،‬وقطاع الأعمال‪ ،‬واجلمهور العام‪� ،‬أن تتيح لنا طرق ًا جديدة للتفكري حول التعليم‬ ‫العايل يف القرن احلادي والع�شرين‪.‬‬ ‫من املنطقي تو�ضيح طبيعة العوامل املتغرية وت�أثريها على �شكل قطاع التعليم العايل يف العقود القادمة‪،‬‬ ‫قبل �أن يكون جمتمع التعليم العايل وا�ضح ًا مع الطالب‪ ،‬فيما يتعلق بطبيعة التجارب التي ميكن �أن‬ ‫يتوقعوها‪ ،‬وحول ال�سبل التي ميكن للم�ؤ�س�سات �أن ت�ضمنها من �أجل جودة التعليم الذي �ستقدمه‪ ،‬وكيفية‬ ‫ت�سويق التعليم العايل باململكة املتحدة يف الداخل واخلارج‪ ،‬فا�ستك�شاف الطرق التي يتم بها ت�صور‬ ‫التعليم العايل �ستكون ذات فائدة للطالب وغريهم‪ ،‬ممن ي�سعون لفهم طبيعة عمل هذا القطاع‪ ،‬و�إىل‬ ‫�أولئك املوجودين داخل امل�ؤ�س�سات التي ترتبط‪ ،‬ب�صورة ما‪ ،‬بالإدارة‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والتعليم‪� ،‬أو البحث‪.‬‬ ‫يواجه التعليم العايل يف اململكة املتحدة حتديني رئي�سني‪ .‬يتمثل التحدي الأول باالقت�صاد ال�سيا�سي‪،‬‬ ‫الذي يت�سم بالهبوط ال�سريع يف الدعم املايل العام‪ ،‬وازدياد املطالب ال�سيا�سية‪ ،‬وزيادة الرتكيز على‬ ‫التمايز بني امل�ؤ�س�سات‪ ،‬واملناف�سة بني مقدمي اخلدمات للطالب والطالبات‪ .‬و ُينظر �إىل هذه التغيريات‬ ‫مبثابة التحول من النظام العام للتعليم العايل �إىل نظام ال�سوق‪ ،‬مع عدم الرتكيز على �أهداف التعليم‬ ‫العايل‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فقد يكون هناك مزيد من التمايز يف امل�ستقبل‪� ،‬سواء بني امل�ؤ�س�سات �أو داخلها‪.‬‬

‫صورة التقرير‬

‫‪57‬‬


‫وقد ت�ؤدي الالمركزية �أي�ضا �إىل ن�شوء مزيد من‬ ‫التنويع‪.‬‬ ‫ويتمثل التحدي الرئي�س الثاين بالطبيعة املتغرية‬ ‫للكيان الطالبي؛ �أي معدالت امل�شاركة‪ ،‬و�أمناط‬ ‫احلياة والثقافة‪ .‬و ُيقدم جميع الطالب توقعات‬ ‫وجتارب جديدة‪ ،‬مما يعزز و�سائل جديدة للتعليم‬ ‫والتعلم‪ .‬وت�ؤثر كل من �أمناط احلياة الطالبية‪،‬‬ ‫والتوقعات املختلفة‪ ،‬والتغريات يف الهياكل‬ ‫املهنية‪ ،‬ومتطلبات املهارات‪ ،‬والتنظيم املهني‪،‬‬ ‫و�إنتاج املعرفة من خالل البحوث على الطريقة‬ ‫التي تتطور فيها التخ�ص�صات الأكادميية ‪ .‬وقد‬ ‫يكون هناك �أي�ضا نتائج على الطريقة التي ننظر‬ ‫�إليها للمعايري الأكادميية‪.‬‬ ‫وقد �أدى هذا التحول يف االقت�صاد ال�سيا�سي‬ ‫للتعليم العايل �إىل مزيد من التغيريات يف‬ ‫التمويل �أكرث منها يف ال�سيا�سة‪ .‬كما مت تخ�صي�ص‬ ‫الزيادة يف التمويل �إىل دعم م�ستويات امل�شاركة‬ ‫ومنو �أعداد الطالب‪� .‬إذ عك�س هذا الأمر عزم‬ ‫احلكومة على زيادة اال�ستثمار يف جمال البحوث‬ ‫ون�شرها‪ .‬وميكن �أن ي�ؤدي فر�ض ر�سوم متغرية‪،‬‬ ‫وابتكار التمويل الرئي�س خالل العقد املا�ضي‪،‬‬ ‫‪58‬‬

‫�إىل حتول جذري نحو املزيد من �أنظمة التعليم‬ ‫العايل التي تقودها الأ�سواق‪ .‬ولكن‪ ،‬يف الواقع‪ ،‬مل‬ ‫يحدث هذا الأمر‪ .‬وميكن �أن يع ّد التو�سع ال�سريع‬ ‫يف �أعداد الطالب حتو ًال ال رجعة فيه نحو التعليم‬ ‫العايل ال�شامل‪.‬‬ ‫وتعد التغريات الكبرية يف البنية الأ�سا�سية للنظام‬ ‫حمدودة‪ ،‬مقارنة مع مناخ الن�شاط ال�سيا�سي الذي‬ ‫مت اقرتاحه‪ .‬ويف العقد املا�ضي‪ ،‬حدثت حاالت‬ ‫اندماج م�ؤ�س�سية وا�سعة النطاق‪ ،‬مثل االندماج‬ ‫بني جامعة لندن (جيلدهول) وجامعة �شمال‬ ‫لندن‪ ،‬لت�شكيل جامعة لندن (مرتوبوليتان)‪.‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل االندماج بني جامعة مان�ش�سرت‪،‬‬ ‫ومعهد جامعة مان�ش�سرت للعلوم والتقنية‪ .‬و�أكدت‬ ‫نتائج ممار�سة التقييم البحثي (‪Research‬‬ ‫‪ )Assessment Exercises‬يف عامي‬ ‫‪ 1996‬و ‪2001‬م‪ ،‬على ات�ساع توزيع التميز‬ ‫البحثي‪ .‬ويف التدري�س‪� ،‬ساعد �إن�شاء �أكادميية‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬وزماالت التعليم الوطني‪ ،‬ومراكز‬ ‫التميز يف التعليم والتعلم على مواجهة (�سباق‬ ‫البحوث)‪.‬‬ ‫هناك �سببان لهذا اال�ستقرار االقت�صاد ال�سيا�سي‬

‫يف التعليم العايل؛ �أوال‪� :‬أدّت الوفرة الن�سبية‬ ‫للتمويل �إىل تقليل ال�ضغط على امل�ؤ�س�سات لإجراء‬ ‫�إعادة هيكلة جذرية‪ .‬وثانيا‪ :‬امتالك احلكومات‬ ‫املتعاقبة ميو ًال للتدخالت ال�سيا�سة امل�ستمرة‪.‬‬ ‫وميكن �أن يقرتب هذا اال�ستقرار الن�سبي الآن‬ ‫من نهايته‪ ،‬ب�سبب وجود التغيريات يف التمويل‬ ‫�أكرث منها يف ال�سيا�سة‪ .‬و�أعلنت حكومة التحالف‬ ‫الليربايل الدميقراطي تقلي�ص الإنفاق العام‬ ‫ب�شكل ملمو�س‪ ،‬حيث بلغ ‪ % 25‬على مدى‬ ‫ال�سنوات الأربع القادمة‪.‬‬ ‫ومن املحتمل �أن ي�ؤدي التقلي�ص يف ميزانية‬ ‫الإنفاق �إىل �إيجاد عواقب متوقعة على التعليم‬ ‫العايل‪� .‬إذ �سيعاين عدد من امل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫ا�ضطرابات مالية من �أجل البقاء‪ .‬و�سي�ؤدي‬ ‫الف�شل امل�ؤ�س�سي �إىل حدوث تغريات مهمة وكبرية‬ ‫يف منط امل�ؤ�س�سات داخل النظام‪ .‬مما ي�ؤدي �إىل‬ ‫اختفاء بع�ض اجلامعات متام ًا‪� ،‬أو ظهور جامعات‬ ‫قوية‪ .‬و�سوف تتقبل احلكومة حتمية ارتفاع ر�سوم‬ ‫الطالب يف �أعقاب تقرير جلنة براون‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أنه �سيتم دمج بع�ض امل�ؤ�س�سات‬ ‫�أو �إغالقها‪� ،‬إال �أن هذا الأمر يعد ا�ستثناء ًا‬


‫ولي�س قاعد ًة‪ .‬وقد �أظهرت اجلامعات �أنها‬ ‫مبثابة م�ؤ�س�سات مرنة‪ .‬ويتمثل اخلطر احلقيقي‬ ‫الذي يواجه التعليم العايل ب�أن عددًا كب ًريا من‬ ‫اجلامعات �سيكافح من �أجل تخفيف ال�ضغط هنا‬ ‫وهناك‪.‬كما �أن الآفاق والطموحات الأكادميية‬ ‫�سوف تتقل�ص‪ .‬و�إذا �أردنا خلق نظام فعال للتعليم‬ ‫العايل‪ ،‬ف�إنه ال بد من دمج بع�ض اجلامعات �أو‬ ‫اختفائها‪ ،‬لت�شجيع �إعادة هيكلة النظام التعليمي‬ ‫برمته‪ .‬وت�شري الأدلة ال�سابقة �إىل اعتماد القوة‬ ‫الأكادميية للتعليم العايل‪� ،‬سواء من حيث تو�سيع‬ ‫امل�شاركة واالبتكار يف التعلم والتعليم‪� ،‬أو من حيث‬ ‫البحوث العاملية‪ ،‬على من ّو الطالب واملوارد ب�شكل‬ ‫كبري‪ ،‬حيث ي�ؤدي النمو البطيء يف الطالب دون‬ ‫املوارد‪� ،‬إىل اجلمود الفكري‪.‬‬ ‫و�سوف ت�سعى احلكومة اجلديدة �إىل �إيجاد‬ ‫�سيا�سات متو�سطة امل�ستوى‪ ،‬تهدف �إىل �إنتاج‬ ‫مزيد من التمايز‪ .‬ومن �ش�أن هذه ال�سيا�سات �أن‬ ‫متنح بع�ض امل�ؤ�س�سات والكليات‪ ،‬ومزودي التعليم‬ ‫احلري�صني على دخول �سوق التعليم العايل‪،‬‬ ‫القدرة على االنخراط يف التعليم العايل دون‬ ‫نظام تطوير املناهج الدرا�سية املكلفة‪ ،‬والتقييم‪،‬‬ ‫و�ضمان اجلودة‪ .‬وقد ي�شكل هذا اخليار ندا ًء �إىل‬ ‫بع�ض م�ؤ�س�سات التعليم العايل الراغبة يف زيادة‬ ‫الرتكيز على التدري�س‪.‬‬ ‫و�سيتم تعزيز الرتكيز على جداول الأعمال‪،‬‬ ‫واملهارات‪ ،‬وت�شجيع توثيق الروابط مع �أ�صحاب‬ ‫العمل جمدد ًا ‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل ت�سارع التعلم القائم‬ ‫على العمل وتطويره‪ .‬و�ستعمل هذه ال�سيا�سات على‬

‫ت�شجيع التمايز ب�شكل جيد‪� .‬إذ �ستقوم اجلامعات‬ ‫مع مزودي التعليم من القطاع اخلا�ص بدور بارز‬ ‫يف هذا الأمر‪ .‬و�ستتعامل امل�ؤ�س�سات احلالية مع‬ ‫الأو�ضاع اجلديدة للتعليم العايل بدرجات متفاوتة‬ ‫من ال�شدة‪.‬‬ ‫يخ�ضع التنويع الداخلي لقوى ال�سوق‪ ،‬واخليارات‬ ‫ال�سيا�سية العامة‪ .‬ويوجد هناك �أبعاد �أخرى‬ ‫للتنوع‪� .‬إذ يعد التنويع داخل امل�ؤ�س�سات �أكرث �أهمية‬ ‫من التمايز بني امل�ؤ�س�سات‪ .‬على �سبيل املثال‪،‬‬ ‫تعد بع�ض املوا�ضيع واجلامعات �أكرث �شيوعا من‬ ‫غريها‪ .‬و�إذا كان التعليم العايل باململكة املتحدة‬ ‫قريب ًا �إىل امل�شاركة اجلماعية‪ ،‬ف�سيكون ت�أثري‬ ‫اختيارات الطالب كبري جدا‪.‬‬ ‫ومن امل�ستبعد �أن ي�ضعف معدل التنويع الداخلي‪.‬‬ ‫ويتمثل الدافع الرئي�س لهذا الأمر باملطالب‬ ‫املتعددة‪ ،‬جراء االقت�صاد القائم على املعرفة‪،‬‬

‫�أعداد الطالب والطالبات الذين ترتاوح �أعمارهم‬ ‫عاما‪ ،‬من الطبقات االجتماعية‬ ‫بني ‪ 18‬و ‪ً 19‬‬ ‫التي ت�شكل اجلزء الأكرب منهم‪.‬‬ ‫ويعد نظام التعليم العايل باململكة املتحدة ‪�-‬إىل‬ ‫حد ما‪ -‬ممزق ًا‪ .‬كما �أن االختالف يبدو �أكرث‬ ‫و�ضوحا يف ا�سكتلندا‪ ،‬ومن �أحد الأمثلة على‬ ‫ً‬ ‫ذلك هو اتباع منهج خمتلف ب�ش�أن الر�سوم التي‬ ‫يدفعها الطالب‪ ،‬يف حني يع ّد التباين وا�ضح ًا‬ ‫�أي�ض ًا يف التمويل امل�ؤ�س�سي‪ ،‬ومناهج التعاون‪.‬‬

‫يواجة التعليم العالي في المملكة المتحدة تحويالت تقودة‬ ‫من النظام العام للتعليم العالي الي نظام السوق‪.‬‬ ‫وازدياد �أعداد الطالب‪ .‬ومع وجود توقعات يف‬ ‫تباط�ؤ �أو انخفا�ض �أعداد الطالب على مدى العقد‬ ‫املقبل‪ ،‬ب�سبب قلة �أعداد الطالب الذين ترتاوح‬ ‫عاما‪ ،‬ف�إنه ال ب ّد �أن‬ ‫�أعمارهم بني ‪ 18‬و‪ً 19‬‬ ‫يكون هناك انخفا�ض يف مطالب الطالب‪ .‬وي�شري‬ ‫التحليل املف�صل من قبل معهد �سيا�سة التعليم‬ ‫العايل( (‪Higher Education Pol i‬‬ ‫‪� ،)cy Institute‬إىل عدم وجود انخفا�ض يف‬

‫ال بد من دم��ج بعض الجامعات ببعضها في المملكة‬ ‫فعال‬ ‫المتحدة لخلق نظام تعليم عالي ّ‬

‫�أما التحدي الثاين الكبري الذي يواجه التعليم‬ ‫العايل يف القرن احلادي والع�شرين‪ ،‬فيتمثل‬ ‫يف الطبيعة املتغرية للكيان الطالبي‪� .‬إذ يوجد‬ ‫الآن �أكرث من مليوين طالب وطالبة يف التعليم‬ ‫العايل يف اململكة املتحدة‪ .‬وقد ت�ضاعفت معدالت‬ ‫امل�شاركة �أربع مرات يف غ�ضون �أقل من جيلني‪.‬‬ ‫�إذ جتاوزت هذه املعدالت الآن‪ ،‬تلك املوجودة يف‬ ‫معظم البلدان الأوروبية الأخرى‪ .‬وميكن القول‪،‬‬ ‫�إن امل�شاركة يف اململكة املتحدة قد جتاوزت تلك‬ ‫املوجودة يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وبكل املقايي�س‪ ،‬متتلك اململكة املتحدة الآن نظام ًا‬ ‫�شام ًال للتعليم العايل‪� .‬إال �أنه يوجد هناك قلق‬ ‫حول مدى كفاية �إعداد طالب ال�سنة الأوىل‪،‬‬ ‫وقبول الطالب يف املقام الأول‪ ،‬وحتديات التعليم‬ ‫املختلط‪ ،‬ودوافع الطالب (الطالب الأ�ضعف‬

‫‪59‬‬


‫�أكادميي ًا‪ ،‬والطالب الذين �أ�صبحت م�شاركتهم يف‬ ‫التعليم العايل �شبه �إلزامية من �أجل احلفاظ على‬ ‫مكانتهم االجتماعية‪ ،‬واحل�صول على وظائف‬ ‫الطبقة املتو�سطة)‪ .‬وقد مت تناول هذه الأمور يف‬ ‫العديد من النقا�شات‪.‬‬ ‫من املهم فهم �آثار التغريات اجلذرية يف ثقافة‬ ‫الطالب على م�صطلحات املعايري الأكادميية‪،‬‬ ‫والتعلم‪ ،‬و�أمناط التوظيف‪ ،‬وعلى كل �شيء‬ ‫تقريبا‪ .‬و�أحد �أمثلة ذلك‪ ،‬هو �أن معظم الطالب‬ ‫الذين يدر�سون بدوام كامل‪ ،‬يتعهدون بالعمل‬ ‫ب�أجر كبري لتعوي�ض قلة الدعم املقدم للطالب‪،‬‬ ‫ولتمويل م�ستويات اال�ستهالك املتزايدة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫قدرتهم على العمل‪ ،‬وتوفري �أمناط حياه متنوعة‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪� ،‬أ�صبح تر�سيم احلدود بني الدرا�سة‬ ‫ب�شكل جزئي وكامل �أمر ًا غام�ض ًا على نحو‬ ‫متزايد‪ .‬ومثال �آخر على تغيري ثقافة الطالب‪،‬‬ ‫هو الآثار التي ترتكها مواقع التوا�صل االجتماعي‪،‬‬ ‫مثل الفي�سبوك (‪ ،)Facebook‬والتويرت‬ ‫(‪ .)Twitter‬ويف احلقيقة‪ ،‬الكثري من الفهم‬ ‫حول ت�أثري هذه املواقع على كيفية تعلم الطالب‪.‬‬ ‫ولكننا نعرف ما يكفي عن ت�أثري هذه التطورات‬ ‫على �سلوك الطالب‪.‬‬ ‫واملثال الثالث هو ارتفاع النزعة اال�ستهالكية بني‬ ‫الطالب‪ .‬ويعود هذا جزئي ًا �إىل تزايد املناف�سة‬ ‫على الوظائف العليا يف النظام ال�شامل‪ ،‬وارتفاع‬ ‫تكاليف التعليم العايل‪ ،‬وانخفا�ض الدعم‬ ‫للطالب‪ ،‬والتحول �إىل روح اجلماعة يف التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬والتحول من الإنتاج �إىل اال�ستهالك لكونه‬ ‫املقوم الأ�سا�سي للهوية االجتماعية‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫التدخالت ال�سيا�سة املتعمدة‪.‬‬ ‫ويتعلق املثال الرابع‪ ،‬الذي يع ّد مو�ضع اهتمام‬ ‫�صانعي ال�سيا�سات‪ ،‬بالتوظيف‪ .‬فعلى ال�صعيد‬ ‫العملي‪ ،‬يتجلى ذلك يف املطالب التي جتعل‬ ‫امل�ؤ�س�سات �أكرث و�ضوحا‪ ،‬لتوظيف املهارات يف‬ ‫املواد الدرا�سية‪ ،‬عن طريق دمج هذه املهارات‬ ‫يف املناهج الدرا�سية‪� ،‬أو تقدمي مناذج قائمة‬ ‫بذاتها يف التوظيف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد مت �إيالء‬ ‫اهتمام قليل الحتمالية �أن الأفكار التقليدية حول‬ ‫ر�أ�س املال الب�شري‪ ،‬قد حتتاج �إىل �إعادة نظر يف‬ ‫ظل ظروف التعليم العايل ال�شامل‪.‬كما ال تزال‬ ‫النماذج القدمية هي امل�سيطرة على �أ�سا�س �إنتاج‬ ‫املهارات لتلبية مطالب القوة العاملة‪ .‬وي�شار �إىل‬ ‫‪60‬‬

‫وجود تركيز قليل حول فكرة �أن �أمناط احلياة‬ ‫للخريجني ت�شجع الإبداع واالبتكار‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل‬ ‫النمو االقت�صادي والرفاه االجتماعي‪.‬‬ ‫و�سيكون لهذه التغيريات يف طبيعة الكيان‬ ‫الطالبي‪ ،‬واحلياة الطالبية‪ ،‬ت�أثريات كبرية‬ ‫على م�ستقبل التعليم العايل يف اململكة املتحدة‪،‬‬ ‫واالقت�صاد ال�سيا�سي‪ .‬ومن املحتمل �أن يكون‬ ‫العقد القادم حا�سم ًا‪ .‬وعلى الرغم من وجود‬ ‫نظام تعليم عال �شامل يف اململكة املتحدة‪� ،‬إال �أنه‬ ‫يوجد العديد من الدرو�س التي مل يتم اال�ستفادة‬ ‫منها لغاية الآن‪� .‬إن القلق حول املعايري‪ ،‬والرتكيز‬ ‫على فر�ص العمل �ضمن مناذج ر�أ�س املال الب�شري‬ ‫ي�شريان �إىل �أن الثورة يف التعليم العايل يف اململكة‬ ‫املتحدة ال تزال غري مكتملة‪.‬‬ ‫وميثل التعليم العايل يف جوهره عملية املعرفة‪،‬‬

‫حتى لو كان الرتكيز احلايل على املهارات يوحي‬ ‫بغري ذلك‪ .‬وجتري تغيريات مهمة يف قواعد هذه‬ ‫العملية‪ .‬ومن الأمثلة اجليدة على ذلك‪ ،‬الأهمية‬ ‫املرتبطة بالت�أثري يف �إطار التميز البحثي املقبل‪،‬‬ ‫التي ميكن �أن ُينظر �إليها على �أنها �صدى ملزيد‬ ‫من التغيريات الأ�سا�سية يف د�ستور املعرفة‪.‬‬ ‫وميكن القول‪� ،‬إنه �سيجري حتول كبري يف كيفية‬ ‫ت�صور املعرفة وت�شكلها‪.‬‬ ‫ت�ؤدي الآثار بعيدة املدى‪ ،‬املرتتبة على هذا التحول‬ ‫يف التعليم العايل‪� ،‬إىل جملة من املتغريات؛ �أوال‪:‬‬ ‫�إيجاد روابط جديدة بني البحث والتدري�س‪ .‬وجترب‬ ‫بع�ض التقنيات الأكادمييني على �إن�شاء خم�ص�صات‬ ‫زمنية منف�صلة للتعليم والبحوث‪ .‬ولذلك مت يف بع�ض‬ ‫اجلامعات �إن�شاء مدار�س ومعاهد بحثية جنب ًا �إىل‬ ‫جنب مع الكليات والأق�سام‪ .‬ومن الناحية النظرية‬


‫والعملية‪ ،‬هناك تقارب بني التدري�س والأبحاث‪.‬‬ ‫كما �أن احلدود الفا�صلة بني التدري�س التقليدي‪،‬‬ ‫وتع ّلم الأقران‪ ،‬وامل�شاريع‪ ،‬واملهام‪ ،‬واال�ست�شارات‪،‬‬ ‫والبحوث التطبيقية‪ ،‬والبحوث النظرية‪� ،‬أ�صبح من‬ ‫ال�سهل اخرتاقها ب�شكل كبري‪ .‬ثانيا‪:‬مل تعد اجلامعات‬ ‫مهيمنة يف عملية املعرفة‪ .‬ولكنها ت�شكل املحور‬ ‫الرئي�س يف �شبكات املعرفة التي ت�سود املجتمع كله‬ ‫يف القرن احلادي والع�شرين‪� .‬إذ �إن من �ش�أن ثورة‬ ‫املعرفة هذه ت�شكيل التغريات يف االقت�صاد ال�سيا�سي‬ ‫للتعليم العايل‪.‬‬ ‫ويف امل�ستقبل‪� ،‬سيعمل التعليم العايل يف اململكة‬ ‫املتحدة على تقوية الطابع الر�سمي على الهياكل‬ ‫التنظيمية و�إ�ضفا�ؤه عليها‪ ،‬وت�ضييق املهمات‬ ‫الأكادميية‪ .‬حيث يكون هذا الأمر م�صحوب ًا‬ ‫بتقل�ص �أعداد الطالب‪ .‬و�سيكون من ال�صعب‬ ‫تلبية االحتياجات احليوية لالقت�صاد القائم‬ ‫على املعرفة (‪Knowledge Based‬‬ ‫‪ ،)Economy‬واحتياجات املجتمع التي‬ ‫تكون فيه التطلعات الفردية مرتبطة بامل�شاركة‬ ‫يف التعليم العايل‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ف�إنه من املرجح‬ ‫حدوث �شيء من هذا القبيل على املدى الق�صري‪،‬‬ ‫ب�سبب ت�أثري تقلي�صات الإنفاق يف القطاع العام‬ ‫‪�،‬سواء عن ق�صد �أم ال‪ .‬وينبغي مقاومة هذا‬ ‫الأمر لأنه يعد جنون ًا يف �ضوء احلاجة �إىل بناء‬

‫وتعزيز اقت�صاد تناف�سي‪ ،‬وجمتمع متح�ضر‪.‬‬ ‫ويتمثل امل�ستقبل الآخر باال�ستمرار يف النمو‬ ‫والتنمية‪ ،‬التي من املرجح �أن ت�سود على املدى‬ ‫املتو�سط والبعيد‪ .‬ولكن قد يكون هناك عقبة‬ ‫يف طريق التنمية‪� .‬إذ ت�ؤدي �إحدى امل�سارات‬ ‫�إىل �إيجاد �أ�سواق جمز�أة ب�صورة كبرية‪،‬‬ ‫و�إىل بحوث وطرق تدري�س؛ �ش ّكلتها خيارات‬ ‫العمالء‪ ،‬و�أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬وت�ؤدي كذلك‬ ‫�إىل حت ّول كبري نحو القيادة التنفيذية‪ ،‬والإدارة‬ ‫يف اجلامعات‪ ،‬والتخلي عن الأفكار القدمية‬ ‫حول اال�ستقالل الذاتي امل�ؤ�س�سي‪ ،‬واحلرية‬ ‫الأكادميية‪ ،‬ومدى �أهمية الثقافة الفكرية‪.‬‬ ‫وي�ؤدي امل�سار الآخر �إىل تطوير �أ�شكال جديدة‬ ‫من التعليم العايل العام‪ .‬فبالإ�ضافة �إىل‬ ‫مهام اجلامعات يف خلق اخلريجني املهرة‪،‬‬ ‫و�إنتاج البحوث املفيدة‪ ،‬ف�إن لديها العديد من‬ ‫االرتباطات االجتماعية‪ ،‬والثقافية املتنوعة‪.‬‬ ‫لذلك �ستكون امل�شاريع التجارية قادرة على‬ ‫التعاي�ش مع التزامات املجتمع‪ ،‬واملنح الدرا�سية‪،‬‬ ‫والتخ�ص�صات الأكادميية‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫و�ستقوم اجلامعات ب�أدوار و�إ�سهامات رئي�سة‬ ‫يف امل�شاريع ‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل االزدهار يف القرن‬ ‫احلادي والع�شرين‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫مؤتمرات دولية‬

‫مؤتمر االتصاالت ودورها في التعليم العالي‬

‫تاريخ االنعقاد‪ 15 - 10 :‬مايو ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫املكان‪� :‬سيدين‪� ،‬أ�سرتاليا‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬جمموعة ليكود لريننج‪� ،‬أ�سرتاليا‪.‬‬

‫تاريخ االنعقاد‪ 20 - 18 :‬مايو ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫املكان‪ :‬تارلك ‪ ،‬الفلبني‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬جامعة تارلك‪ ،‬الفلبني‪.‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫يهدف جدول �أعمال هذا امل�ؤمتر �إىل مناق�شة دور االت�صاالت‬ ‫يف دعم امل�ؤ�س�سات التعليمية‪ ،‬وكيفية توظيفها من �أجل تفعيل‬ ‫البنية التحتية للتعليم العايل‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن مناق�شة �آخر الدرا�سات‬ ‫واملنهجيات امل�ستخدمة يف تن�شيط العملية التعليمية‪ ،‬و�سيتم‬ ‫مناق�شة �أهم املبادئ التي تنظم االت�صاالت احلديثة‪ ،‬وعر�ض عدد‬ ‫من الر�ؤى العملية ملواجهة �آخر التحديات يف جمال التعليم العايل‪.‬‬ ‫كما �سي�ست�ضيف هذا امل�ؤمتر عدداً من الأ�ساتذة والعلماء ذوي‬ ‫االخت�صا�ص يف جمال االت�صاالت‪ ،‬ومنهم روبينا فربايا رئي�سة معهد‬ ‫العالقات العامة يف �أ�سرتاليا‪ ،‬وديفيد جلربت الأ�ستاذ امل�ساعد يف‬ ‫كلية �إدارة الأعمال يف جامعة ملربون للتكنولوجيا‪ ،‬وغريهما ممن‬ ‫�سيتواجدون لتقدمي �أف�ضل ما لديهم من خربات يف هذا املجال‪.‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫يطرح امل�ؤمتر عدداً من الق�ضايا التي ُتعنى مبناق�شة �أبرز التحديات‬ ‫التي تواجه قطاع التعليم‪ ،‬و�أهم ال�سبل التي ينبغي ا�ستخدامها‬ ‫ملواجهة هذه التحديات‪ ،‬وكيفية العمل على حتقيق مظاهر التناف�سية‬ ‫ما بني املتعلمني يف جميع امليادين‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عقد جل�سات خمتلفة‬ ‫تتناول دور البحوث وت�أثريها يف الرتبية والتعليم يف املجتمع‪ ،‬و�أبرز‬ ‫الطرق التي ميكن ا�ستخدامها لتطوير املناهج الدرا�سية‪.‬‬ ‫ي�صاحب امل�ؤمتر �أي�ضاً عدد من ور�ش العمل املتخ�ص�صة التي تتعلق‬ ‫بالتعليم العايل‪ ،‬ويقدمها عدد من اخلرباء وذوي االخت�صا�ص من‬ ‫خمتلف جماالت التعليم؛ وذلك لعر�ض جل ما لديهم من درا�سات‬ ‫وخربات تتعلق مبو�ضوع امل�ؤمتر‪.‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫‪http://liquidlearning.com.au/documents/‬‬ ‫‪HECO0511/HECO0511_I.pdf‬‬

‫‪62‬‬

‫المؤتمر الثالث للتعليم العالمي‬

‫‪/http://www.tsu.edu.ph/iec‬‬


‫مؤتمرات دولية‬

‫المؤتمر العالمي حول التعلم واإلدارة في التعليم‬ ‫العالي‬

‫تاريخ االنعقاد‪ 27 - 25 :‬مايو ‪2011‬م‪.‬‬ ‫املكان‪ :‬فندق �أوبري الند ‪ -‬نا�شفيل‪ ،‬الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬منظمة امل�ؤمتر العاملي حول التعلم والإدارة يف‬ ‫التعليم العايل‪.‬‬ ‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫�إمياناً ب�أهمية التعلم‪ ،‬وتعزيزاً لل�شمولية يف جمال البحوث‪ ،‬يعقد‬ ‫امل�ؤمتر العاملي للتعلم والإدارة يف قطاع التعليم العايل جدول �أعماله؛‬ ‫بهدف الرتكيز على جودة التعلم ومناق�شة �آخرالأبحاث التي تتعلق‬ ‫به‪ ،‬و�إثراء العمل اجلماعي بني الطالب يف خمتلف املجاالت‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل تنفيذ �سل�سلة من الإجراءات ملعاجلة �أبرز التحديات التي تواجه‬ ‫الأق�سام الأكادميية‪ ،‬والهيئات التدري�سية يف الكليات واجلامعات‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن امل�ؤمتر �سي�ستقطب عدداً من الأ�ساتذة وذوي‬ ‫االخت�صا�ص لعر�ض �آرائهم وتبادل اخلربات‪ ،‬والأفكار‪ ،‬ونتائج البحوث‬ ‫التي تو�صلوا �إليها‪ ،‬وتدور حول قطاعي التعليم والإدارة يف البيئة‬ ‫الأكادميية للتعليم العايل‪.‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫‪http://www.iclahe.org‬‬

‫المؤتمر الدولي للتعليم العالي‪ ..‬أبرز القضايا‬ ‫والتوجهات‬

‫تاريخ االنعقاد‪ 29 - 27 :‬مايو ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫املكان‪ :‬فندق �سوي�س �أوتيل‪� ،‬إ�سطنبول‪ ،‬تركيا‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬جمل�س التعليم العايل الرتكي‪.‬‬ ‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫حتت رعاية الرئي�س الرتكي عبداهلل غول‪ ،‬يعقد امل�ؤمتر �أعماله بهدف‬ ‫توفري منتدى عاملي فريد من نوعه؛ من �أجل مناق�شة التوجهات اجلديدة‬ ‫املتعلقة بالتعليم العايل يف كل من تركيا وباقي مناطق دول العامل‪،‬‬ ‫ويعر�ض خالل امل�ؤمتر درا�سات حول �أهم امل�شكالت والتحديات التي تواجه‬ ‫التعليم العايل‪ ،‬وتقدمي بع�ض املقرتحات املتعلقة بهذه الق�ضايا‪.‬‬ ‫ومن املتوقع لهذا امللتقى العلمي �إدراج برنامج يغطي معظم املوا�ضيع‬ ‫املتعلقة بالتعليم العايل مثل فل�سفة التعليم العايل‪ ،‬والعوملة‪ ،‬وم�شاريع‬ ‫التعليم وا�سرتاتيجيات البحث والتطوير وغريها‪.‬‬ ‫و�سيح�ضر امل�ؤمتر جمموعة من العلماء والباحثني‪ ،‬حيث �سيطرحون‬ ‫عدداً من املوا�ضيع املهمة؛ بغية تبادل املعلومات واخلربات‪ ،‬ومناق�شة‬ ‫التحديات والتطورات يف جمال التعليم العايل‪ ،‬ومن �أبرزهم‪ :‬عبداهلل‬ ‫تالر‪ ،‬الأ�ستاذ يف جامعة بيدملنت الرتكية‪ ،‬ورونالد بارنت‪� ،‬أ�ستاذ التعليم‬ ‫العايل يف جامعة لندن‪ ،‬وغريهما ممن �سيح�ضرون لتقدمي خرباتهم وزج‬ ‫جتاربهم خالل فرتة امل�ؤمتر‪.‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫‪http://www.uyk2011.org/defaultEN.asp‬‬

‫‪63‬‬


‫مؤتمرات دولية‬

‫األوروبي‬

‫المؤتمر األمريكي‬ ‫للتخصصات األكاديمية‬ ‫تاريخ االنعقاد‪ 10 – 7 :‬حزيران ‪ 2011‬م‪.‬‬

‫الندوة الوطنية للتعليم العالي‬

‫المؤتمر السنوي الرابع للبحوث‬ ‫المؤسسية في بريطانيا وإيرلندا‬ ‫تاريخ االنعقاد‪ 23 - 22 :‬حزيران ‪2011‬م‪.‬‬ ‫تاريخ االنعقاد‪ 17 - 16 :‬حزيران ‪ 2011‬م‪.‬‬

‫املكان‪ :‬ال بوم‪� ،‬آيك�س �أومربوفين�س ‪ -‬فرن�سا‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬املجلة الدولية للفنون والعلوم‪.‬‬

‫املكان‪ :‬كينغ�ستون‪ ،‬بريطانيا‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬جامعة كينغ�ستون‪ ،‬لندن‪ ،‬بريطانيا‪.‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫يهدف هذا امل�ؤمتر �إىل منح الأكادمييني من خمتلف‬ ‫االخت�صا�صات فر�صاً لتبادل �آرائهم وم�شاركة �أبحاثهم‬ ‫حول موا�ضيع متنوعة‪ ،‬وتوفري �أف�ضل ال�سبل لال�ستفادة‬ ‫من املناق�شات التي تدور حول �آخر الدرا�سات امل�ستجدة‪،‬‬ ‫وتفعيل دائرة احلوار بهدف ج�سر الهوة فيما بينهم‪،‬‬ ‫وعر�ض برامج درا�سية منا�سبة تلبي احتياجات كل من‬ ‫الأكادمييني وطلبتهم‪.‬‬ ‫املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫مل يتم �إعالن �أ�سماء املحا�ضرين يف امل�ؤمتر‪ ،‬ولكن‬ ‫املحا�ضرات الرئي�سية يف امل�ؤمتر �سوف تكون من قبل‬ ‫علماء متميزين من تخ�ص�صات خمتلفة كعلم االجتماع‬ ‫واالقت�صاد والأعمال‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫يندرج مو�ضوع امل�ؤمتر حول “ا�ستك�شاف الآفاق‪..‬‬ ‫البحوث امل�ؤ�س�سية يف عامل بال حدود”‪ ،‬حيث يهدف‬ ‫امل�ؤمتر �إىل ا�ستطالع دور البحوث امل�ؤ�س�ساتية يف �سياق‬ ‫عوملة التعليم‪ ،‬باال�ستناد �إىل ثالثة حماور رئي�سية‬ ‫وهي‪ :‬اجلغرافية «التعليم الوطني»‪ ،‬الزمانية واملكانية‬ ‫كـ«التعليم الإلكرتوين‪ ،‬واجلامعات»‪ ،‬القطاعية‬ ‫كـ«احتادات العمال»‪ ،‬ويف هذا الإطار يطرح امل�ؤمتر‬ ‫ق�ضايا مهمة تتعلق بكيفية تطوير منهجيات �أف�ضل؛‬ ‫للمقارنة بني م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬وقيا�س �أثر‬ ‫البحوث امل�ؤ�س�سية يف خمتلف امليادين‪ ،‬ودور البحوث‬ ‫امل�ؤ�س�سية يف جمال �ضمان اجلودة وحت�سينها‪ ،‬ودعم‬ ‫�صناع القرار يف جمال التخطيط الداخلي واخلارجي‪.‬‬ ‫ومن �أهم املحا�ضرين يف امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫�أجنل كالديرون م�ست�شار البحوث والتخطيط يف معهد‬ ‫مالربون امللكي يف �أ�سرتاليا‪ ،‬والدكتور ليز الجن املدير‬ ‫التنفيذي للجنة جودة التعليم العايل يف جنوب �إفريقيا‪،‬‬ ‫وال�سري بيرت�سكوت‪� ،‬أ�ستاذ التعليم العايل يف معهد‬ ‫التعليم‪ ،‬ونائب م�ست�شار �سابق يف جامعة كينغ�ستون‪.‬‬

‫نبذة عن الندوة‪:‬‬ ‫يعد الهدف الرئي�سي من هذه الندوة‪ ،‬هو مناق�شة‬ ‫�إ�سرتاتيجية ال�شراكة و�إدارة الأداء يف م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬حيث �ستطرح فيها موا�ضيع مهمة تتعلق بالإدارة‬ ‫والقيادة‪ ،‬والتخطيط وال�شراكة الإ�سرتاتيجية‪ ،‬وكذلك‬ ‫�أنظمة �إدارة اجلودة وقيا�س الأداء‪ ،‬و�إدارة خماطر‬ ‫امل�شاريع‪ ،‬وم�ستقبل التعليم العايل‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أي�ضاً طرح مو�ضوع خمت�ص حول �أبرز‬ ‫املعايريامل�ؤثرة يف م�ستوى الأداء وطريقة العمل يف‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬ومن ثم �ستكون هذه الندوة‬ ‫ملتقى مه ًّما وفر�صة مميزة لتبادل الآراء بني امل�شاركني‬ ‫والتوا�صل فيما بينهم‪.‬‬ ‫املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫مل يتم الإعالن عن �أ�سماء املحا�ضرين‪� ،‬إال �أنه من املتوقع‬ ‫�أن ت�ست�ضيف هذه الندوة مديري و�أع�ضاء من ال�سلطات‬ ‫الرقابية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل عدد‬ ‫من املحا�ضرين والأكادمييني من ذوي االخت�صا�ص‬ ‫لعر�ض نتائج �آخر �أبحاثهم ومناق�شتها‪.‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫‪http://www.internationaljournal.org/‬‬ ‫‪provence.html‬‬

‫‪64‬‬

‫‪http://www.heir2011.org.uk/con‬‬‫‪/ference-venue‬‬

‫املكان‪ :‬كواالملبور‪ ،‬ماليزيا‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬اجلامعة الإ�سالمية العاملية‪،‬‬ ‫�أكادميية رئا�سة التعليم العايل‪ ،‬وزارة التعليم‬ ‫العايل‪ -‬ماليزيا‪.‬‬

‫‪http://www.iium.edu.my/csqa/‬‬ ‫‪symposium2011‬‬


‫مؤتمرات دولية‬

‫المؤتمر العالمي حول التعليم‬

‫اإلبداع واإلدارة‪ ،‬والبحث في مجال المؤتمر الدولي السابع حول‬ ‫علوم وهندسة الحاسب اآللي‬ ‫التعليم العالي‬

‫تاريخ االنعقاد‪ 21 - 18 :‬متوز ‪2011‬م‪.‬‬ ‫تاريخ االنعقاد‪ 15 - 14 :‬متوز ‪2011‬م‪.‬‬ ‫تاريخ االنعقاد‪ 8 - 5 :‬متوز ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫املكان‪ :‬مدينة ريدويت‪ ،‬جمهورية موري�شيو�س‪ .‬املكان‪ :‬مركز التدريب الإقليمي ملنظمة وزراء املكان‪ :‬فندق مونتي كارلو ‪ -‬ال�س فيغا�س‪ ،‬نيفادا‬ ‫املنظم‪ :‬جامعة موري�شيو�س‪ ،‬جمهورية الرتبية والتعليم لبلدان جنوب �آ�سيا‪ ،‬مدينة ‪ -‬الواليات املتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫هو�شي منه‪ ،‬فيتنام‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬جامعة جورجيا‪ ،‬الواليات املتحدة‬ ‫موري�شيو�س‪.‬‬ ‫املنظم‪ :‬منظمة وزراء الرتبية والتعليم لبلدان الأمريكية‪.‬‬ ‫جنوب �آ�سيا‪.‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫�سيطرح هذا امل�ؤمتر يف جدول �أعماله مو�ضوعات عدة‪،‬‬ ‫تدرج �ضمن �أربعة حماور رئي�سية‪ ،‬يدور الأول حول‬ ‫�أهمية القيم الرتبوية والإن�سانية‪ ،‬باعتبارها ركيزة‬ ‫�أ�سا�سية يف التعليم ملواجهة خمتلف ال�ضغوط العاملية‪،‬‬ ‫وين�صب الثاين على دور حمو الأمية يف االرتقاء‬ ‫والنهو�ض باملجتمعات‪� ،‬أما الثالث فيتعلق ب�أن�سنة العلوم‬ ‫والتكنولوجيا‪ ،‬وكيفية ك�سر حاجز التعلم عن بعد و�أثره‬ ‫يف ت�شجيع التعاون والعمل امل�شرتك‪ ،‬والأخري يبحث يف‬ ‫بيئات التعلم‪ ،‬وماهية تطوير العمل امل�ؤ�س�سي لإ�صالح‬ ‫التعليم‪ ،‬و�إعادة ت�صميم املناهج الدرا�سية مبا يواكب‬ ‫احتياجات امل�ستقبل‪.‬‬ ‫املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫مل يتم �إعالن �أ�سماء �أبرز املتحدثني‪� ،‬إال �أنه من املتوقع‬ ‫�أن يكون هنالك ح�ضور مميز ملجموعة من املفكرين‬ ‫والباحثني؛ لعر�ض وجهات نظرهم وتبادل �آرائهم‪،‬‬ ‫ومناق�شة ما ي�ستهل من �أمور‪.‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫�سيتطرق امل�ؤمتر �إىل مناق�شة جمموعة من املوا�ضيع‬ ‫املختلفة �ضمن حماور عدة‪ ،‬مثل دور الإبداع يف تن�شيط‬ ‫العملية التعليمية‪ ،‬و�أهمية الرتكيز على تطبيق الثورة‬ ‫التكنولوجية يف هذا املجال‪ ،‬وت�أثري البحث والتطوير‬ ‫على جودة الإدارة والتدريب يف التعليم العايل‪،‬‬ ‫والالمركزية وفاعليتها يف الإدارة‪ ،‬ودور الإ�صالحات‬ ‫يف رفع وحت�سني نوعية �أداء م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪،‬‬ ‫وكيفية �ضمان اجلودة واالعتماد يف تلك امل�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫ومن املتوقع �أن ي�ستقطب امل�ؤمتر عدداً من امل�شاركني‬ ‫من جنوب �آ�سيا‪ ،‬وغرب �أوروبا‪ ،‬و�سائر �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫و�سيكون من �أبرز املتحدثني يف هذا امل�ؤمتر‪ :‬وزير‬ ‫التعليم والتدريب الفيتنامي‪ ،‬ور�ؤ�ساء جامعات ر�سمية‬ ‫فيتنامية و�أخرى عاملية ونوابهم؛ ملناق�شة �أهم معطيات‬ ‫امل�ؤمتر‪.‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫‪http://thelearner.com/Confer‬‬‫‪/ence-2011‬‬

‫‪http://www.vnseameo.org/Inter‬‬‫‪/nationalConference2011‬‬

‫نبذة عن امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫�سوف يعقد امل�ؤمتر عدداً من اجلل�سات وور�ش العمل؛‬ ‫لرتكيز نقا�شاته حول ميادين علوم احلا�سب الآيل‬ ‫وهند�سته‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تطبيقات الأنظمة املحو�سبة‪،‬‬ ‫و�آخر الدرا�سات امل�ستحدثة يف هذا املجال‪ ،‬حيث �ستطرح‬ ‫مو�ضوعات تتعلق ب�إ�سرتاتيجيات التقييم واالعتماد‪،‬‬ ‫والأ�ساليب التكنولوجية امل�ستحدثة يف جمال التعلم‬ ‫وخا�صة التعلم عن بعد‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أبرز الربجميات‬ ‫امل�ستخدمة على �شبكة الإنرتنت‪ ،‬وكيفية �إعداد خريجي‬ ‫�أق�سام احلا�سب الآيل لاللتحاق ب�سوق العمل‪ ،‬و�أهمية‬ ‫القيم والأخالقيات وتعزيز الأمانة الأكادميية يف‬ ‫البيئات التقنية‪.‬‬ ‫املتحدثون الر�سميون يف امل�ؤمتر‪:‬‬ ‫مل يتم �إعالن �أ�سماء �أبرز املتحدثني‪� ،‬إال �أنه يتوقع‬ ‫ح�ضور عدد من الأ�ساتذة واملهند�سني من ذوي‬ ‫االخت�صا�صات؛ لبحث �أبرز ما تو�صلوا �إليه من‬ ‫معلومات‪ ،‬وتبادل الأفكار والر�ؤى يف جمال احلا�سوب‬ ‫وتطبيقاته‪.‬‬

‫رابط امل�ؤمتر‪:‬‬

‫‪http://www.world-academy-of-sci‬‬‫‪ence.org/worldcomp11/ws/con‬‬‫‪ferences/fecs11‬‬

‫‪65‬‬


‫أخبار دولية‬ ‫عالمي‪ :‬تكاليف التعليم العالي نحو ارتفاع‬

‫جيوف ما�سلني ‪ -‬يونيفري�ستي وورلد نيوز‬ ‫ما يفر�ض على طالب التعليم العايل من تكاليف ت�شمل ر�سومهم اجلامعية‪ ،‬وغري ذلك من التبعات‪ ،‬جتلعهم ي�شعرون بعدم‬ ‫الر�ضى عن ال�سيا�سات املو�ضوعة من �أويل الأمر و�صانعي القرارت‪ .‬ولكن هذا جعل احلكومات تفكر ملي ًا بتخفيف الأعباء عن‬ ‫الطالب‪ ،‬وذلك من خالل حماوالت تعديل املوازنة ل�صالح التعليم العايل‪ .‬ويف تقرير(‪ )The Year in Review‬الذي‬ ‫�صدر الأ�سبوع املا�ضي‪ ،‬ذكر فيه �أن احلكومات بد�أت تتما�شى مع الأ�صوات املنادية بخف�ض التكاليف والر�سوم اجلامعية‪،‬‬ ‫وكانت بريطانيا �إحدى الدول التي عملت على ذلك الأمر‪ ،‬وبع�ض الواليات الأمريكية‪ ،‬مثل كاليفورنيا‪ ،‬حيث بد�ؤوا بفر�ض‬ ‫التخفي�ضات على الر�سوم اجلامعية‪ .‬التقرير ذو ال�ستني �صفحة �أظهر �أي�ض ًا املوقف احلرج الذي يواجهه التعليم العايل‬ ‫يف ‪ 39‬دولة‪ ،‬منهم ‪ 12‬دولة �أوروبية‪ ،‬و ‪ 13‬دولة �آ�سيوية‪ .‬و�أ�ضاف التقرير �أنه على الرغم من املوقف العاملي جتاه‬ ‫�سيا�سات التعليم املتعلقة بالتمويل‪ ،‬وم�ساعدة الطلبة‪ ،‬وتخفي�ض الر�سوم‪� ،‬إال �أنه مل حتدث تغيريات جدرية على الو�ضع يف‬ ‫العام املا�ضي‪ .‬ويرى التقرير �أن التعديالت الالزمة يف �سهولة احل�صول على التعليم قادمة ال حمال‪ ،‬و�أن جميع دول العامل‬ ‫تعمل نحو ت�أمني التعليم العايل ملواطنيها‪.‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬دعوة من قبل الباحثين ومانحي األموال لمزيد‬ ‫من البحوث التعليمية طويلة األمد‬

‫تو�شار راي ‪ -‬ذا كرونيكل‬

‫دعا فريق من الباحثني الرتبويني‪ ،‬وممثلني عن امل�ؤ�س�سات اخلريية اخلا�صة‪ ،‬لتوفر املزيد من الأموال من �أجل‬ ‫الدرا�سات التعليمية طويلة الأمد‪ .‬حيث قالوا‪� :‬إن مثل هذه الدرا�سات جتد يف كثري من الأحيان �صعوبة يف دعمها‬ ‫بالأموال‪ ،‬ولكنها من ناحية �أخرى متيل اىل �أن تكون �أكرث فعالية من امل�شاريع ق�صرية الأمد‪ ،‬لأنها تخدم ال�سيا�سات‬ ‫والقرارات امل�صريية يف البالد‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬عر�ض الباحثون وممثلي امل�ؤ�س�سات اخلريية ق�ضيتهم يف اجتماع كابيتول هيل‪ ،‬بعنوان (دفعات من‬ ‫اال�ستثمار طويل الأمد يف بحوث التعليم)‪ ،‬والذي قامت بعقده كل من اجلمعية الأمريكية للأبحاث الرتبوية‪ ،‬وعمداء‬ ‫التحالف التعليمي‪ ،‬والأكادميية الوطنية للتعليم‪.‬‬ ‫حيث بينوا املنافع املرجوة من الأبحاث طويلة الأمد يف جمال التعليم‪ ،‬قائلني ب�أن ذلك �سي�ساعد على توفري �أف�ضل الأدوات‬ ‫من �أجل ا�ستخدامها لإجراء املزيد من الأبحاث‪.‬‬

‫سيرالنكا ‪ :‬الجامعات مسؤولة في حالة عدم دخول الطلبة لسوق العمل‬

‫�سانثو�ش فريناندو ‪ -‬يونيفري�ستي وولد نيوز‬ ‫اتخذت وزارة التعليم العايل يف �سريالنكا تدابري من �ش�أنها حتميل امل�س�ؤولية الكاملة للجامعات‪ ،‬يف حال تعرث طالبهم يف‬ ‫احل�صول على وظيفة‪ .‬ون�صت تلك التدابري على �ضمان الوظيفة للخريجني يف �أي مكان يف العامل‪ .‬وقال �أمني الوزارة‬ ‫�سونيل نفارتني « بد ًال من �سن الت�شريعات يف اجلامعات‪ ،‬يجب العمل على الإ�صالحات» و�أ�ضاف �أي�ض ًا‪� « :‬إن احلكومة‬ ‫�أرادت �ضمان م�ستقبل طلبة اجلامعات‪ ،‬وجعل خريجيها ممن يعرتف بهم عاملي ًا»‪ .‬ثم ت�سائل نفارتني م�ضيف ًا « �إذا‬ ‫مل تتمكن اجلامعات من حتقيق ذلك فما الفائدة من وجودها؟» ووا�صل �سونيل قوله ب�أن املبادرة القت قبو ًال وترحي ًبا‪،‬‬ ‫من معظم ر�ؤ�ساء الأق�سام والإدارات يف التعليم العايل‪� ،‬إال القليل منهم‪.‬‬ ‫ويذكر �أن هنالك ما يقرب من ع�شرين �ألف طالب وطالبة‪ ،‬يلتحقون �سنويا بثماين ع�شرة جامعة يف �سريالنكا‪ ،‬وبعد‬ ‫�إنهائهم ملتطلبات النجاح يجد الكثري منهم ال�صعوبات البالغة يف احل�صول على وظيفة يف القطاع اخلا�ص‪ ،‬مما يرغم‬ ‫احلكومة على ت�أمني وظائف جماعية للخريجني‪ ،‬و�إن مل تكن يف �إطار تخ�ص�صاتهم‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫أخبار دولية‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬مسؤولو كليات المجتمع في كاليفورنيا يوعزون‬ ‫بتخريج مليون طالب بحلول ‪2020‬م‬

‫جو�ش كيلر ‪� -‬صحيفة �سان فران�سي�سكو‬

‫يرى الكاتب �أن على كليات املجتمع يف كاليفورنيا زيادة عدد ال�شهادات املمنوحة‪ ،‬لت�صل �إىل مليون �شهادة بحلول عام‬ ‫‪2020‬م‪ ،‬وهذا ما �أعلنته جلنة الوالية امل�س�ؤولة عن كليات املجتمع يف اجتماعها الحق ًا‪ .‬وجاء هذا الإيعاز ا�ستجابة‬ ‫لدعوة الرئي�س الأمريكي �أوباما‪ ،‬بزيادة �أعداد اخلريجني يف البالد لي�صل �إىل خم�سة ماليني طالب بقدوم العقد‬ ‫القادم‪.‬‬ ‫تعد والية كاليفورنيا احل�ضن التعليمي الذي ي�ضم ‪ 112‬كلية جمتمعية‪ ،‬وي�شكل عدد الطالب امللتحقني بكليات‬ ‫املجتمع يف تلك الوالية خم�س �إجمايل طالب كليات املجتمع يف الواليات املتحدة‪ .‬ويف اجتماع جلنة ر�ؤ�ساء الكليات‬ ‫قدمت �أي�ض ًا تو�صيات ب�ش�أن �إغالق الثغرات �أمام الطلبة الأقل حظ ًا‪ ،‬وخا�صة �أولئك الذين قدموا من �أمريكا الالتينية‬ ‫والتحقوا بكليات كاليفورنيا‪ ،‬كما مت مناق�شة كيفية تو�سيع م�شاركة تلك الفئة من الطالب وحتفيزهم على الإجناز‪.‬‬

‫ناميبيا‪ :‬ازدياد الدعوات إلنشاء لجنة وطنية للبحوث‬

‫�أتارا هوفيكا ‪ -‬يونيفري�ستي وورلد نيوز‬ ‫حثت وزارة الرتبية والتعليم يف ناميبيا على الإ�سراع يف �إن�شاء جلنة وطنية للبحوث والعلوم والتقنية‪ .‬ويعد دعم ومتويل‬ ‫البحوث هو �أحد �أهم الأهداف التي من املتوقع �أن تعمل عليها اللجنة املن�شودة‪.‬‬ ‫ويدرك الباحثون يف ناميبيا النق�ص احلا�صل يف بلدهم‪ ،‬ويتطلعون �إىل �إن�شاء م�ؤ�س�سة وطنية للأبحاث كتلك‬ ‫املوجودة يف جنوب �أفريقيا‪ ،‬والتي بدورها تدعم الباحثني‪ ،‬وجامعاتهم‪ ،‬وت�شجعهم على ن�شر �أبحاثهم‪ ،‬وتقاريرهم‬ ‫يف ال�صحف اليومية‪ .‬وراودت ال�شكوك الباحثون يف ناميبيا يف �أن حكومتهم �ستقوم برتتيبات لإقامة تلك اللجنة‪،‬‬ ‫فقد نبه ال�سيد �ألفريد فان كنت‪ ،‬رئي�س البحوث والعلوم والتقنية يف وزارة الرتبية والتعليم يف ناميبيا �إىل �أن الآليات‬ ‫التنفيذية لإن�شاء اللجنة موجودة‪ ،‬ولكن نق�ص املوارد يعرقل العملية ويحول دون ذلك‪.‬‬ ‫وي�شار �إىل �أن ق�سم البحوث والن�شر يف جامعة ناميبيا هو القائم على دعم تلك الدعوات لإن�شاء اللجنة‪ .‬وقال من�سق‬ ‫الأبحاث العلمية يف اجلامعة عينها الدكتور �إ�سحق مابور ملجلة (يونيفر�ستي وورلد نيوز) �أن هنالك حاجة ما�سة لوجود‬ ‫�صندوق وطني لدعم البحوث والن�شر‪.‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬الطلبة المتغيبون يبدون رغبتهم في حضور‬ ‫الفصول الدراسية عن طريق كاميرا الويب‬

‫جيفري ر‪ .‬يونغ ‪ -‬ذا كرونيكل‬

‫مل يتبقَ �سوى ‪ 30‬دقيقة على بدء احل�صة الدرا�سية‪ ،‬عندما قام طالب ب�إر�سال بريد �إلكرتوين لتوماي�س نيل�سون‪،‬‬ ‫الأ�ستاذ امل�ساعد للتعليم العايل يف جامعة انديانا يف بلومينغتون‪ ،‬قائ ًال‪ « :‬ال �أ�ستطيع الو�صول يف الوقت املنا�سب‪ ،‬هل‬ ‫بالإمكان �أن نتوا�صل عن طريق كامريا الويب ؟»‪�.‬أ�ضاف الأ�ستاذ قائ ًال‪ « :‬اعتقدت‪� ,‬أنني ال �أعلم �إن كنت �أ�ستطيع‬ ‫ذلك» ‪ .‬مبين ًا �أنه كان ينظر �إىل ال�ساعة‪ ،‬ويفكر ملي ًا يف الوقت الذي �سي�ستغرقه‪ ،‬لعمل رابط عرب ال�سكايب‪� ،‬أو غريه‬ ‫من نظم درد�شة الفيديو‪ .‬حيث �سبق و �أن ا�ستخدم مثل هذه التقنية من قبل‪ ،‬مقرر ًا ملا ال؟‪.‬‬ ‫يواجه الأ�ساتذة يف جميع �أنحاء البالد �أ�سئلة م�شابهة‪ .‬فكامريات الويب توجد يف كل مكان‪ ،‬والطالب معتادون على‬ ‫ا�ستخدام خدمات �شائعة‪ ،‬مثل ال�سكايب جلعلها �أ�سا�س ًا ملكاملات الفيديو مع الأ�صدقاء والعائلة‪ .‬و�إدراك ًا لهذا التوجه‪،‬‬ ‫ك�شفت �شركة �سكايب النقاب عن خدمة للمعلمني‪ ،‬لتبادل الن�صائح والو�سائل حتت م�سمى( �سكايب يف الغرف ال�صفية)‪.‬‬ ‫حيث ي�ستعني الأ�ساتذة غالب ًا ب�ضيوف يتحدثون با�ستخدام هذه التقنية‪ ،‬فاحتني املجال للطالب للتفاعل مع اخلرباء‪ ،‬بد ًال من‬ ‫جمرد قراءة الكتب الدرا�سية يف القاعات املغلقة‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫أخبار دولية‬ ‫المملكة المتحدة‪ :‬زيادة اإلقبال على درجة الدكتوراه‬

‫جون مورغان ‪ -‬تاميز هاير اديوكي�شن‬ ‫ازدادت مطالبات اجلامعات الربيطانية ب�ضرورة ح�صول �أع�ضاء هيئة التدري�س اجلدد على درجة الدكتوراه‪ ،‬مما يزيد‬ ‫من كفاءتهم يف التدري�س‪ .‬ولذا فقد ارتفعت ن�سبة موظفي الأكادميية الربيطانية احلا�صلني على �شهادة الدكتوراه من‬ ‫‪ 48%‬يف عامي ‪2004-2005‬م‪� ،‬إىل ‪ % 50.1‬يف عامي ‪2010 – 2009‬م‪ ،‬وفق ًا للبيانات التي �أُ ُعدت‬ ‫للتاميز هاير �إيديوكي�شن من وكالة �إح�صاءات التعليم العايل‪.‬‬ ‫قامت بع�ض اجلامعات العريقة‪ ،‬مثل‪ :‬جامعة لندن‪ ،‬وجامعة بريكبك‪ ،‬بجعل درجة الدكتوراه من �أحد متطلبات‬ ‫الوظيفة جلميع �أع�ضاء التدري�س اجلدد‪ .‬ويف الآونة الأخرية جعلت جامعة لندن �شهادة الدكتوراه �إلزامية‪ ،‬حيث قال‬ ‫بول كراون‪ ،‬نائب رئي�سها‪ « :‬من املتوقع �أن جميع موظيفنا اجلدد من �أع�ضاء الهيئة التدري�سية الدائمني االنخراط‬ ‫يف البحوث عالية اجلودة‪ .‬وف�ض ًال عن ذلك‪ ،‬فنحن نطالبهم باحل�صول على درجة الدكتوراه‪ .‬وبطبيعة احلال‪ ،‬ف�إن مثل‬ ‫هذه البحوث ال ميكن �أن تكون منطقية لإع�ضاء الهيئة التدري�سية اجلدد الذين ين�ضمون �إلينا دون التدريب على البحوث‪،‬‬ ‫وهكذا نقوم بدعمهم للح�صول على درجة الدكتوراه قبل التعاقد معهم‪،‬وعلى الأمد البعيد»‪.‬‬

‫المملكة المتحدة‪ :‬فشل نظام معدل العالمات العام عالمي َا‪.‬‬

‫�ساره كونان ‪ -‬تاميز هاير ايديوكي�شن‬ ‫ي�صنف معدل العالمات العام ك�أحد �أكرث �أنظمة التعليم العايل ا�ستخداما عاملي ًا‪ .‬بيد �أن هذا النظام ي�شهد حالي ًا‬ ‫حاجة ما�سة لإيجاد تغيري جذري ملعاجلة �أوجه التناق�ض يف طرق تطوره‪ ،‬ومن ال بد من �إجراء �إ�صالح �شامل له وفق‬ ‫ما �أعرب عنه (�سوه كاي ت�شنغ) الرئي�س ال�سابق ملركز البحوث التطبيقية يف الرتبية والتعليم ‪.‬‬ ‫ويف ور�شة عمل بعنوان(معدل العالمات العام‪ :‬ما هو اخلط�أ‪ ،‬و ما هو البديل)‪ ،‬والذي مت ن�شره يف جملة �سيا�سة‬ ‫التعليم العايل و�إدارته‪� ،‬أكد الدكتور (�سوه) على �أن مثل هذا النظام يفتقر للتما�سك يف معطياته‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫عدم �صالحيته يف ع�صر العوملة‪ ،‬كما حذر (�سوه) من مغبة ا�ستخدامه لفرتة طويلة قائال‪�« :‬إن امل�ؤمترات واملنتديات‬ ‫هي جمرد كالم‪� ،‬إننا بحاجة للمبادرة بالعمل‪ .‬فال بد �أن تكون هنالك بحوث م�شرتكة ال�ستطالع �سبل �إ�صالح النظام»‪.‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬السؤال عن (ميزة االقتباس)‬

‫�ستيف كولوي�ش ‪ -‬ان�سايد هاير �إديوكي�شن‬ ‫ت�ستخدم طريقة اال�ست�شهاد واالقتبا�س يف الأنواع املتعددة من الكتابات‪ ،‬وذلك كدليل على م�صداقية البحث‪� ،‬أو املقال‪،‬‬ ‫�أو �أي نوع كان من �أنواع الكتابة‪ .‬وقد تخدم االقتبا�سات الكتاب يف برهنة على �صحة �أفكارهم ودعمها‪ .‬ولكن ال ينبغي‬ ‫على كتاب ال�صحف وا�سعة االنت�شار ا�ستخدام طريقة االقتبا�س‪ ،‬مبا يتما�شى مع �آرائهم وم�صاحلهم‪ ،‬لأن ذلك يفقد‬ ‫الأمر نكهته وم�صداقيته‪.‬‬ ‫قام الأ�ستاذ امل�ساعد يف كلية ميت�شيغان للإعالم ( مارك كيب ) و�أ�ستاذ االقت�صاد يف كلية دارت ماوث ( كري�ستوفر‬ ‫�سنايدر) بعمل درا�سة حول مو�ضوع اال�ست�شهادات وا�ستخداماتها‪ .‬وركزت الدرا�سة على ‪ 260.000‬مقال ن�شروا‬ ‫يف �أف�ضل ‪ 100‬جملة اقت�صادية‪ ،‬ما بني عام ‪1956‬م‪ ،‬و ‪2005‬م‪ .‬وخرج مارك وكري�ستوفر با�ستنتاج‪� « :‬إن ما‬ ‫يقتب�س من املقاالت املن�شورة على الإنرتنت تكون م�صداقيته �أقرب �إىل ال�صفر‪ ،‬و�أنه قد يتعذر على القراء الو�صول �إىل‬ ‫م�صدر االقتبا�سات املن�شورة‪ ،‬مما يقلل من م�صداقية الكاتب �أو املجلة»‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫أخبار دولية‬ ‫دبي ‪ :‬الهواتف النقالة سيتم استخدامها كأداة دراسية‬

‫ارين كونروي ‪� -‬صحيفة الوطن الإماراتية‬ ‫�سيتمكن طالب جامعة �أبو ظبي قريب ًا من ت�سجيل م�ساقاتهم واالطالع على عالماتهم‪ ،‬وحتى امل�شاركة يف املناق�شات‬ ‫ال�صفية عرب هواتفهم النقالة‪ .‬وقد �أطلقت اجلامعة التطبيق الالزم (بالك بورد) الذي يفعل تلك اخلدمة لطالبها‪،‬‬ ‫ويجعلهم يتمكنون من التوا�صل مع جامعتهم عرب الهواتف النقالة‪ .‬كما �سي�شارك نحو ‪ 75‬طالب وطالبة يف جتربة‬ ‫هذا النظام لأول مرة‪ ،‬قبل �أن يتم نقل التجربة وتفعيلها يف باقي اجلامعات الإقليمية بحلول �سبتمرب القادم‪.‬‬ ‫وقال م�س�ؤولون يف اجلامعة عينها �أن التجربة �سوف تبني مدى فعالية الهواتف النقالة يف تطوير امل�شاركة ال�صفية‪،‬‬ ‫وحت�سني التح�صيل العلمي‪ .‬وقالت مدر�سة اللغة الإنكليزية يارا عزوقة‪ -‬وهي واحدة ممن �سوف ي�ستخدمون هذه‬ ‫التقنية‪� -‬إن هذه التقنية عندما تكون يف منتاول �أيدي الطالب‪ ،‬وعلى هواتفهم النقالة‪ ،‬ف�إن ذلك يزيد من الوقت الذي‬ ‫يق�ضونه يف الرتكيز على م�ضامني حما�ضراتهم‪.‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬المسائل الصفية‬

‫�ستيف كولوي�ش ‪� -‬إن�سايد هاير �إديوكي�شن‬ ‫تعد دورات اللغة الإ�سبانية على الإنرتنت منا�سبة متام ًا‪ ،‬ال�سرتجاع ذكريات طالب اجلامعات الذين انف�صلوا عن اللغة‬ ‫الإ�سبانية‪ .‬ويرى مدر�سو اللغة �أن �أولئك الذين ي�أخذون اللغة لأول مرة‪ ،‬يعدون �أف�ضل حا ًال ممن در�سها يف ال�سابق‪،‬‬ ‫ولكن ب�شرط ا�ستغاللهم لوقت ح�ضورهم حل�ص�ص اللغة‪.‬‬ ‫ويقول امل�س�ؤولون يف ق�سم اللغات يف جامعة والية كارولينا ال�شمالية يف ت�شابل هيل‪ ،‬ب�أن الدورة كانت ملدة ف�صلني‬ ‫درا�سيني‪� ،‬إال �أنها تغريت لت�صبح جتربة جعلت �أع�ضاء تدري�سها يف كلية اللغات‪ ،‬يدر�سون م�ساق اللغة الإ�سبانية‬ ‫‪ 101‬على الإنرتنت‪ .‬وقامت اجلامعة بعمل درا�سة ملدى تكيف وا�ستفادة طلبة اللغة من الدورات املنعقدة عرب‬ ‫الإنرتنت ف�ض ًال عن ال�صفية منها‪ .‬وكانت النتيجة تتج�سد بقرار ق�سم اللغات بالتحرك نحو مبادرة ( مبتدئون‬ ‫حقيقيون) يف دورة متهيدية تخلط بني ا�ستخدام ك ًال من الإنرتنت والتوا�صل وجه ًا لوجه يف الغرف ال�صفية‪.‬‬

‫إفريقيا ‪ :‬خطة جديدة لتوظيف الخريجين‬

‫منيارادزي ماكوين ‪ -‬يونفري�ستي وورلد نيوز‬ ‫�أثمر االجتماع الذي عقده كبار م�س�ؤويل التعليم العايل الأفارقة يف غانا ال�شهر املا�ضي عن التو�صل‪ ،‬ل�ضرورة دعم‬ ‫�شخ�صا‪ ،‬ميثلون‬ ‫و�صقل اخلريجني يف حماوالتهم‪ ،‬لتجهيز �أنف�سهم بغية دخول �سوق العمل‪ .‬وح�ضر االجتماع ‪ً 150‬‬ ‫القطاع التعليمي يف ‪ 14‬دولة �أفريقية‪ ،‬حيث خرجوا مب�سودة خطة تهدف �إىل امت�صا�ص الأعداد الكبرية من‬ ‫اخلريجني يف �أفريقيا‪ ،‬وت�أهيلهم لالنخراط ب�سوق العمل‪.‬‬ ‫و�أكد امل�ؤمتر �أي�ض ًا على �ضرورة دور اجلامعات يف مراقبة خريجيها‪ ،‬بعد �إنهائهم املرحلة الدرا�سية‪ .‬وكان هنالك‬ ‫�إبراز لأهمية ال�شبكات التوظيفية العاملية‪ ،‬ودروها يف م�ساعدة ال�شباب الطموح على دخول �سوق العمل‪ .‬وقرر املجتمعون‬ ‫�إدراج ق�ضية اخلريجني وتوظيفهم �ضمن ما يطرح من �سيا�سات التعليم العايل وت�شريعاته‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫صدر حديثًا‬ ‫توجيه التعليم والتنمية المستدامة‬ ‫دليل تحديث المناهج الدراسية في التعليم العالي‬ ‫امل�ؤلفان‪ :‬ت�شرييل دي�شا‪ ،‬كارل�سون هارجروفز‬ ‫النا�شر‪ :‬ايرث�سكان املحدودة للن�شر تاريخ الن�شر‪ :‬مايو ‪2011‬م‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يربط الكتاب ب�شكل وا�ضح بني التعليم والتنمية امل�ستدامة‪ ،‬وذلك من خالل حتديث املناهج ب�شكل‬ ‫متوا�صل‪ ،‬مبا يتواكب مع متطلبات الع�صر؛ لبناء جيل قادر على مواجهة حتديات القرن احلادي‬ ‫والع�شرين‪ .‬وي�ستهل الكتاب مو�ضوعه بت�سا�ؤل حول البطء الذي ت�شهده عملية تغيري املناهج‪ ،‬من خالل‬ ‫اللقاء مع ‪� 70‬أكادميي ًا ممن لديهم اخلربة يف عملة توجيه التعليم‪ .‬يقدم هذا الدليل الأدوات والأفكار‬ ‫الناجعة لأع�ضاء هيئة التدري�س لتحديث املناهج‪ ،‬مما يه ّيئ الأجيال اجلديدة للم�ستقبل وحتدياته‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-1844078608‬‬

‫‪Book Title: Engineering Education and Sustainable Development‬‬

‫عجز أكاديمي‪ :‬تعلّم محدود في المدن الجامعية‬ ‫امل�ؤلفان ‪ :‬ريت�شارد �آروم ‪ ،‬جو�سيبا روك�سا‬ ‫تاريخ الن�شر‪ :‬يناير ‪2011‬م‬ ‫النا�شر‪ :‬مطبعة جامعة �شيكاغو‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يتناغم ارتفاع ر�سوم التعليم العايل يف اجلامعات مع ازدياد �أعداد الطلبة امللتحقني باجلامعات‪ ،‬حيث‬ ‫�إنهم �أدركوا �أن درجة البكالوريو�س �أ�صبحت متطلب ًا �أ�سا�سي ًا لكثري من الوظائف‪ ،‬ومفتاح �أول لدخول‬ ‫�سوق العمل‪.‬‬ ‫يناق�ش هذا الكتاب حمدودية ما يتعلمه الطالب خالل درا�ستهم اجلامعية‪ ،‬فهم بالنهاية يتخرجون‬ ‫ويح�صلون على ال�شهادات التي ت�ؤهلهم لدخول �سوق العمل‪ ،‬ولكن ماذا تعلموا؟‬ ‫قام �آروم وروك�سا بدرا�سة حتليلة لأكرث من ‪ 2300‬طالب وطالبة يف ‪ 24‬م�ؤ�س�سة تعليمية‪ ،‬وكانت نتيجة‬ ‫الدرا�سة �أن ‪ 45%‬من ه�ؤالء الطلبة ال ي�ؤمنون بقدرة اجلامعة على �صقل مهاراتهم‪ ،‬وتعميق تفكريهم‪.‬‬ ‫‪Book title: Academically Adrift: Limited Learning on College Campuses ISBN-13: 978-0226028569‬‬

‫التعليم العالي والحراك الطالبي الدولي في االقتصاد المعرفي العالمي‬ ‫امل�ؤلف‪ :‬كمال جوروز‬ ‫النا�شر‪ :‬مطبعة جامعة والية نيويورك ‪.‬‬

‫تاريخ الن�شر‪ :‬مايو ‪2011‬م‬

‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫ينقا�ش جوروز يف كتابه مفهوم العوملة وعاملية التعليم‪ ،‬ويتحدث الكتاب عن احلراك الطالبي بني‬ ‫اجلامعات والدول‪ ،‬ومدى ت�أثريه على التعليم العايل‪.‬‬ ‫جاء هذا الكتاب يف ظل الثورة العلمية التي ي�شهدها العامل‪ .‬وي�أتي هذا العمل الرائع نتاج عقود من‬ ‫التحليل الدقيق للمعلومات التي تخ�ص مو�ضوعه (عوملة التعليم‪ ،‬واالقت�صاد املعريف)‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-1438435688‬‬

‫‪70‬‬

‫‪Book Title: Higher Education and International Student Mobility in the Global Knowledge Economy‬‬


‫صدر حديثًا‬ ‫تمكين المرأة في التعليم العالي وشؤون الطلبة‬ ‫امل�ؤلفون‪ :‬بيني با�سك‪� ،‬شيلي نيت�شول�سون‪ ،‬ليندا �ساك�س‬ ‫تاريخ الن�شر‪ :‬يناير ‪2011‬م‬ ‫النا�شر‪� :‬ستايلو�س للن�شر‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫تعر�ضت املر�أة عرب الع�صور القدمية للظلم واال�ضطهاد‪ ،‬ونتج ذلك من عقائد مغلوطة حولها‪.‬‬ ‫جاء هذا الكتاب ليو�ضح دور املر�أة يف التعليم العايل واجلامعات‪ ،‬واملجتمعات‪ ،‬و�صو ًال �إىل دورها يف‬ ‫احلكومات و�صنع ال�سيا�سات‪ .‬ويو�ضح ما تعانيه من تهمي�ش وجتاهل يف بع�ض املواقف‪ ،‬حتى يف ع�صرنا‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫و�أكد الكتاب �أن للمر�أة احلق يف الو�صول �إىل �أعلى املنا�صب التي ي�شغلها الرجال‪ ،‬و�أنه ال يجب �أن يكون‬ ‫هناك �إجحاف �أو جور على حقوقها‪ ،‬دون النظر �إىل الدين‪� ،‬أو اجلن�س‪� ،‬أو العرق‪.‬‬ ‫ويهدف الكتاب �إىل حل م�شكلة التفريق بني اجلن�سني داخل املدن اجلامعية‪ ،‬وباقي م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-1579223502‬‬

‫‪Book Title: Empowering Women in Higher Education and Student :‬‬

‫المجتمع الذكوري في التعليم العالي ‪:‬‬ ‫اعتبارات نظرية وتطبيقية‬ ‫امل�ؤلفان‪ :‬جا�سون ليكر ‪ ،‬تري�سي دافيز‬ ‫النا�شر‪ .:‬روتليدج للن�شر تاريخ الن�شر‪ :‬ابريل ‪ 2011‬م‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يو�ضح هذا الكتاب دور املجتمع الذكوري يف التعليم العايل ومت ّيزه يف �صنع تعليم �أكرث فاعلية وقوة‪.‬‬ ‫ويركز الكتاب على تهيئة الطلبة الذكور وتربيتهم‪ ،‬وتعزيز دورهم يف عملية التنمية املجتمعية؛ لأنهم‬ ‫عماد املجتمع و�أ�سا�س قوته‪ .‬ويرى الكاتبان �أن على اجلامعة �إبراز دور الطالب ليكونوا �شباب ًا فاعلني‬ ‫يف جمتمعاتهم‪ ،‬قادرين على حت ّمل امل�س�ؤوليات الثقيلة التي ال ت�ستطيع املر�أة حت ّملها‪ .‬ومن هنا ت�أتي‬ ‫اجلامعة �صاحبة الدور الأ�سا�س يف تنمية ال�شباب ودعمهم‪ ،‬ليكونوا ذخر ًا لأوطانهم‪.‬‬ ‫‪Book Title: Masculinities in Higher Education: Theoretical and Practical Considerations ISBN-13: 978-0415874649‬‬

‫انخفاض مستوى التعليم العالي‪:‬‬ ‫نهضة الجامعات المتحدة وتدني التعليم الليبرالي‬ ‫امل�ؤلفان‪ :‬جيم�س كوت‪� ،‬أنطون االهار‪.‬‬ ‫النا�شر‪:‬مطبعة جامعة تورنتو‪ .‬تاريخ الن�شر‪:‬يناير ‪ 2011‬م‪.‬‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يقدم هذا الكتاب ملحة �شاملة ملجموعة من الق�ضايا اخلالفية يف التعليم العايل‪ ،‬حيث يناق�ش �صعوبة‬ ‫تقبل الطلبة لنظام التعليم الليربايل يف البيئة اجلامعية‪ ،‬وماهية العوامل التي من �ش�أنها عرقلة التعليم‬ ‫العايل يف امل�ؤ�س�سات الأكادميية‪ .‬وما لذلك من انعكا�سات وت�أثري على الطلبة والأ�ساتذة واملجتمع على‬ ‫املدى البعيد‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-1442611214‬‬

‫‪Book Title: Lowering Higher Education‬‬

‫‪71‬‬


‫التعليم المدمج‬ ‫(علوم تربوية حديثة وممارسات تدريس في التعليم العالي)‪.‬‬ ‫امل�ؤلف‪ :‬فران�سني جليزر‪.‬‬ ‫تاريخ الن�شر‪ :‬نوفمرب‪2011‬م‪.‬‬ ‫النا�شر‪� :‬ستايل�س للن�شر‪.‬‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يتناول الكتاب نظريات ومفاهيم جديدة حول م�صطلح القيادة يف التعليم العايل‪ ،‬كما و�صفتها م�ؤلفات‬ ‫متخ�ص�صة �سابقة‪ ،‬و�آلية التدريب للح�صول على املهارات القيادية يف زمن العوملة‪ ،‬وماهية الربامج‬ ‫التنموية التي ت�ستهدف رفع الكفاءات واملهارات القيادية‪ ،‬وال�صعوبات التي تقف عائق ًا �ض ّد تطورها‬ ‫مثل االختالفات الثقافية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وي�ستهدف الكتاب الأ�شخا�ص الراغبني يف ك�سب املهارات القيادية داخل القطاعات احلكومية‬ ‫وجمتمعات الأعمال واملنظمات غري الربحية‪.‬‬ ‫‪Book Title: Blended Learning‬‬

‫‪ISBN-13: 978-1579223243‬‬

‫الميزانيات واإلدارة المالية في التعليم العالي‬ ‫امل�ؤلفان‪ :‬مارغريت بار‪ ،‬جورج مكليالن‪.‬‬ ‫تاريخ الن�شر‪ :‬يناير‪2011‬م‪.‬‬ ‫النا�شر‪ :‬خو�سيه باز للن�شر‪.‬‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يركز الكتاب على الطبقة التي توجه العملية العلمية يف التعليم العايل‪ ،‬وهي الإدارة‪ ،‬حيث جند �أن‬ ‫معظم ر�ؤ�ساء اجلامعات والكليات و�أ�صحاب القرارات يف جمال التعليم العايل يواجهون م�صاعب يف‬ ‫�إدارة املوازنات العامة‪ ،‬ويقدم الكتاب جمموعة من احللول ملواجهة التقلبات املالية؛ بهدف م�ساعدة‬ ‫امل�س�ؤولني يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل على رفع كفاءتهم و�صقل قدراتهم الإدارية‪ ،‬كما يت�ضمن الكتاب‬ ‫�أي�ض ًا عدد ًا من الأمثلة التو�ضيحية التي تبني الأ�س�س املالية املعقدة للتعليم العايل‪ ،‬واقرتاحات عملية‬ ‫لو�ضع امليزانية العامة لها‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-0470616208‬‬

‫‪Book Title: Budgets and Financial Management in Higher Education.‬‬

‫العنوان‪ :‬الفجوة األكاديمية المستمرة‬ ‫الرؤى التنافسية للسلطة والتنوع والسياسة تصعب مهمة التعليم العالي‬ ‫امل�ؤلف‪� :‬ستانلي روثمان‪ ،‬ابريل و�سرن‪ ،‬ماثيو و�سرن‪.‬‬ ‫تاريخ الن�شر‪ :‬يناير ‪2011‬م‪.‬‬ ‫النا�شر‪ :‬دار الن�شر (الرومان والليتلفيلد)‪.‬‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫يعالج هذا الكتاب جمموعة وا�سعة من الق�ضايا التي تواجه الو�سط الأكادميي يف م�ؤ�س�سات التعليم‬ ‫العايل‪ ،‬وتعرقل م�سار تقدم العملية التعليمية فيها‪ ،‬كم�شكلة عدم توازن ال�سيا�سات اجلامعية‪ ،‬وق�ضية‬ ‫احلريات الأكادميية‪ ،‬والفروق الفردية بني الطلبة‪ .‬من جهة �أخرى يقدم الكتاب عر�ض ًا لأهم الأولويات‬ ‫الالزمة من قبل الإداريني والأ�ساتذة والطلبة ملواجهة هذه الق�ضايا وحتدياتها‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-1442208063‬‬

‫‪72‬‬

‫‪Book Title: The Still Divided Academy‬‬


‫إعادة هيكلة القيادة الجامعية‬ ‫امل�ؤلفان‪ :‬يل بوملان‪ ،‬جوان غلبو�س‪.‬‬ ‫النا�شر‪ :‬خو�سيه باز للن�شر‪ .‬تاريخ الن�شر‪ :‬يناير‪2011‬م‪.‬‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫ت�ؤدي الإدارة دور ًا مهم ًا يف تن�سيق العملية التعليمية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل وقيادتها؛ لذا يهدف‬ ‫هذا الكتاب �إىل �إثراء القارئ ب�أهم مبادئ القيادة و�أ�س�سها الفاعلة‪ ،‬وتزويده مبزيج من الأفكار النظرية‬ ‫والتطبيقات العملية من واقع الهيئات الإدارية‪.‬‬ ‫يعترب الكتاب م�صدر ًا قيم ًا لأولئك الإداريني مبختلف امل�ستويات الأكادميية يف اجلامعات والكليات‪،‬‬ ‫ولكل من ي�سعى ملواجهة حتديات الع�صر بهدف قيادة م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬ ‫‪Book Title: Reframing Academic Leadership‬‬

‫‪ISBN-13: 978-0787988067‬‬

‫المساومة على المنح‬ ‫التحيز الديني والسياسي في التعليم العالي األمريكي‬ ‫امل�ؤلف ‪ :‬جورج يان�سي‪.‬‬ ‫النا�شر‪:‬مطبعة جامعة بايلور‪.‬‬

‫تاريخ الن�شر‪ :‬يناير ‪2011‬م‪.‬‬

‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫ي�أتي هذا الكتاب مبثابة �صورة جلية لإثبات منهجية التحيز االجتماعي‪ ،‬وال�سيا�سي‪ ،‬والديني‪ ،‬يف‬ ‫جمتمع التعليم العايل الأمريكي‪ ،‬ويركز على ت�أثريها يف م�سار احلياة الأكادميية بالكليات واجلامعات‪.‬‬ ‫وي�شري الكاتب من خالل العنوان �إىل هذه التحديات التي تواجه التعليم العايل من خالل عر�ضه عدد ًا‬ ‫من املواقف املختلفة؛ بهدف مناق�شتها وو�ضع اخلطط وال�سيا�سات الالزمة حللها ومواجهتها‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-1602582682‬‬

‫‪Book title: Compromising Scholarship: Religious and Political Bias in American Higher Education.‬‬

‫العنوان‪ :‬المساءلة في التعليم العالي‬ ‫تصورات عالمية حول الثقة والسلطة‬ ‫امل�ؤلف‪� :‬آنا اليمان‪.‬‬ ‫تاريخ الن�شر‪ :‬دي�سمرب ‪2011‬م‪.‬‬ ‫النا�شر‪ :‬مطبعة روتلدج‬ ‫نبذة عن الكتاب‪:‬‬

‫تواجه امل�ساءلة باعتبارها �إحدى مقومات الإدارة الناجحة وعام ُال مهم ًا يف تطور العملية التعليمية‪،‬‬ ‫حتديات و�أخطار ًا داخلية وخارجية ال ميكن جتاهلها ملا لها من �آثار �سلبية على �أنظمة التعليم العايل‪.‬‬ ‫يقدم الكتاب جمموعة من املفاهيم امل�ساهمة يف تفعيل دور امل�ساءلة‪ ،‬والثقة لدى املديرين التنفيذيني‪،‬‬ ‫ووا�ضعي ال�سيا�سات العامة‪ ،‬ويناق�ش احللول املمكنة ملواجهة التحديات التي من �ش�أنها عرقلة امل�سرية‬ ‫الإدارية يف م�ؤ�س�سات التعليم العايل‪.‬‬ ‫‪ISBN-13: 978-0415991636‬‬

‫‪Book Title: Accountability and Higher Education‬‬

‫‪73‬‬


74


‫إعالن‬ ‫‪75‬‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.