ورشة عمل المنهج النوعي

Page 1

‫المنهج النوعي‬ ‫إعداد طالبات الماجستير بقسم اإلدارة التربوية‬

‫دارين أحمد مكي‬ ‫نجاة طارق بساطي‬ ‫ناجية مقبل الرحيلي‬ ‫مشاعل صالح العلوني‬ ‫مقدم إلى الدكتورة الفاضلة‬ ‫أريج حمزة السيسي‬ ‫‪1436-1435‬هـ‬


‫تعريف البحث النوعي‪:‬‬ ‫يعرف بأنه‪:‬‬ ‫الدراسة التي يمكن القيام بها أو إجراءها في السياق أو الموقف‬ ‫الطبيعي‪ ،‬حيث يقوم الباحث بجمع البيانات‪ ،‬أو الكلمات‪ ،‬أو الصور‪ ،‬ثم‬ ‫يحللها بطريقة استقرائية مع التركيز على المعاني التي يذكرها المشاركون‪،‬‬ ‫ووصف العملية بلغة مقنعة ومعبرة‪.‬‬ ‫كما يعرف بأنه‪:‬‬ ‫عملية تفاعلية بين الباحث والمشارك وطبيعة المشكلة أو البحث‪،‬‬ ‫وبعبارة أخرى فإن المشارك يدرس أو يعلم الباحث عن حياته الطبيعة‪.‬‬


‫تعريف البحث النوعي‪:‬‬ ‫وبشكل عام يمكن تعريف البحث النوعي بأنه كل بحث يسعى بشكل‬ ‫منظم الستكشاف وفهم الظاهرة المدروسة في سياقها الطبيعي الممكن دون‬ ‫االعتماد على المعطيات العددية واإلحصائية‪.‬‬


‫النقاط التي يجب مراعاتها عند تبني مثل هذا النوع من مناهج‬ ‫البحث‪:‬‬ ‫•‬

‫•‬

‫ــاهرة أو‬ ‫أن ط ــرق البح ــث الن ــوعي يمك ــن اس ــتهدامها لزي ــادة فهمن ــا‬ ‫مشكلة ال نعرف عنها إال الجزء اليسير ‪.‬لذا فطريقة البحـث داخـل البحـث‬ ‫النوعي تهتلف باختالف الموضوع وال توجد طريقة واحـدة صـالحة لدراسـة‬ ‫جميع المواضيع‪.‬‬ ‫يمكن استهدام النـوعي للحصـوع علـى وجهـات نظـر ومراء مهتلفـة ـياء‬ ‫نعرف عنهـا الكثيـر أو للحصـوع علـى معلومـات معمقـة مـن الصـعب التعبيـر‬ ‫عنها بطريقة كمية أو إحصائية‪.‬‬


‫تابع النقاط التي يجب مراعاتها عند تبني مثل هذا النوع من مناهج‬ ‫البحث‪:‬‬ ‫•‬

‫•‬

‫يضع البحث النوعي رح مفصل وواضح للظاهرات االجتماعية‪ .‬لذلك‬ ‫فهو يساعدنا على فهم العالم الذ نعيش فيه‪ ،‬ولماذا كانت ا ياء كما‬ ‫هي عليه؟ ويتركز اهتمامه على الجوانب االجتماعية في عالمنا‪.‬‬ ‫يهتم بالبحث في اإلجابة عن ا سئلة التي تبدأ بـ‪ :‬لماذا؟ وكيف؟ وبأ‬ ‫طريقة؟‬


‫مجاالت البحوث النوعية‬ ‫من الصعب تحديد جميع المجاالت التي يمكن أن يتناولها البحث‬ ‫النوعي‪ ،‬ولكن من أهمها هو السعي الكتشاف مواقف واتجاهات الناس‬ ‫تجاه القضية المبحوثة‪ ،‬سلوكياتهم‪ ،‬القيم‪ ،‬الدوافع والتطلعات‪ ،‬الثقافة‬ ‫وأنماط الحياة‪.‬‬


‫أهم ا فكار في المنهج النوعي‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫المنهج النوعي يهتم باآلراء‪ ،‬ووجهات النظر‪ ،‬والتجارب والهبرات‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وأحاسيس و عور ا فراد‪ ،‬فهو يقدم لنا بيانات ذاتية وليست‬ ‫موضوعية‪.‬‬ ‫في المنهج النوعي يتم فهم الوضع من خالع المنظور الكلي والشامل‬ ‫للموضوع‪.‬‬ ‫في المنهج النوعي يتم استهدام البيانات والمعلومات لبناء وتطوير مفاهيم‬ ‫ونظريات تساعدنا على فهم العالم االجتماعي‪ ،‬فهو أسلوب استقرائي‬ ‫للبناء وتطوير النظريات‪.‬‬


‫تابع أهم ا فكار في المنهج النوعي‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫يتم جمع البيانات والمعلومات في المنهج النوعي من خالع مواجهة‬ ‫مبا رة مع ا فراد والمجموعات ومن خالع المقابالت الفردية أو‬ ‫الجماعية أو المالحظات‪ ،‬فجمع المعلومات يستهلك وقتا طويال‪.‬‬ ‫طبيعة جمع البيانات والمعلومات في المنهج النوعي والوقت الطويل الذ‬ ‫تستغرقه تتطلب منا أن نستهدم عينات صغيرة‪.‬‬ ‫في المنهج النوعي نستهدم تقنيات مهتلفة عند اختيار العينات‪ ،‬وذلك‬ ‫للحصوع على المعلومات من مجموعات محددة أو مجموعات فرعية من‬ ‫مجتمع الدراسة‪.‬‬


‫اسماء البحث النوعي‬ ‫اتهذ البحث النوعي عدة أسماء منها‪:‬‬ ‫‪ ‬البحث الطبيعي ‪ ، NATURALISTIC‬نه يهتم بدراسة الظواهر في‬ ‫سياقها الطبيعي‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد يسمى البحث التفسير ‪ ،‬نه ال يكتفي بالوصف فقط بل يتعدى‬ ‫ذلك للتحليل والتفسير‪.‬‬ ‫‪ ‬وقد يسمى‪ ،‬خاصة في مجاع دراسات علم اإلنسان‪ ،‬العمل الميداني‪.‬‬ ‫ضا اإلثنوجرافي‪.‬‬ ‫‪ ‬ويسمى أحيانًا في هذا المجاع أي ً‬


‫االسباب التي تدفع الباحث الختيار المنهج النوعي‬ ‫•‬

‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫اذا كان الهدف من البحث هو الكشف عن المعاني الدقيقة والعميقة‬ ‫للموضوع وذلك من اجل الحصوع على معرفة اكبر – او كانت الفكرة‬ ‫معقدة اكثر مما نعتقد‪.‬‬ ‫اذا كانت النظرية غير مكتملة الجوانب او غير متاحة للجميع لفهم‬ ‫الموضوع او المشكلة‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫اذا كان مجتمع الدراسة صغير جدا‪.‬‬

‫اذا كان من الصعوبة بمكان استهدام الطريقة الكمية مع المشاركين في‬ ‫الدراسة‪.‬‬


‫مميزات البحث النوعي‬ ‫•‬

‫يمكن القيام به بسرعة‪.‬‬

‫•‬

‫يتميز بمرونة كبيرة‪.‬‬

‫•‬

‫يتيح للباحث والقارئ الكثير من التوضيح‪.‬‬

‫•‬

‫يمكن الباحث من المتابعة والتطوير‪.‬‬

‫•‬

‫•‬

‫يوفر كم هائل من المعلومات التي قد ال نستطيع ايجادها بالطريقة الكمية‪.‬‬ ‫تمكين المشاركين لكي يدلوا بأصواتهم ووجهات نظرهم وهذا بهالف الكمية التي‬ ‫تحدد وتحصر اسباب المشكلة مثال في مجموعة من المتغيرات او النقاط‪.‬‬


‫سلبيات البحث النوعي‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫التكلفة العالية نه يتطلب من الباحث ان ينتقل من مكان خر ويصرف الكثير من‬ ‫الوقت في عمل المقابالت وجمع المعلومات‪.‬‬

‫صعوبة اتمامه بشكل جيد‪.‬‬ ‫قد ال تكون المعلومات مركزة بشكل كبير ( تضيع الوقت كثيرا خصوصا للمبتدئين‬ ‫قد تصل لنقطة مسدودة – قد تفتح لك مواضيع كثيرة ال تستطيع ان تركز بؤرة بحثك‬ ‫في نقطة معينة)‪.‬‬

‫•‬

‫صعوبة التعميم بنتائجه ن العينة بهه قليلة ‪.‬‬

‫•‬

‫يستهلك الكثير من الوقت في التحليل‪.‬‬


‫استراتيجيات البحث النوعي‬ ‫‪ .1‬دراسة الحالة‪:‬‬ ‫تعد دراسة الحالة احدى استراتيجيات البحث النوعي‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫فحص دقيق وعميق لوضع معين أو حالة فردية‪ ،‬أو حادثة معينة‪ ،‬أو‬ ‫مجموعة من الوثائق المحفو ة‪ .‬فالفكرة ا ساسية في دراسة الحالة هي أن‬ ‫تتم دراسة حالة واحدة (وربما عدد من الحاالت) بشكل مفصل ودقيق‬ ‫وباستهدام كافة الوسائل المناسبة‪ .‬وقد يكون هناك تنوع في أهداف أو‬ ‫أسئلة دراسة الحالة إال أن الهدف العام هو الوصوع إلى أكمل فهم ممكن‬ ‫لتلك الحالة‪ .‬ويقصد منها الوصوع إلى فهم عميق لحالة معينة‪ ،‬قد تكون‬ ‫لفرد أو أفراد أو فصل معين في مدرسة‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬وتكون دراسة‬ ‫الحالة في وضعها وسياقها الطبيعيين‪ ،‬دون االنشغاع بتعميم النتائج على‬ ‫الحاالت ا خرى‪.‬‬


‫‪ .2‬االثنوجرافي‪:‬‬ ‫ا تهر هذا النوع من البحث النوعي لدى علماء االجتماع والدراسات‬ ‫اإلنثروبولوجية‪ .‬وبعض المراجع تجعل هذا االسم مرادفًا للبحث النوعي‪.‬‬ ‫فاالثنوجرافي تعني الكتابة عن البيئة الثقافية لشعب ما أو مجموعة ما‬ ‫تكون وحدة ثقافية‪ .‬فهو نوع من البحث يهتم بالوصف التفصيلي المتعمق‬ ‫لبيئة ثقافية ما‪ .‬وقد تكون هذه الثقافة ثقافة مدينة أو مجتمع أو مدرسة أو‬ ‫وصف دراسي أو نحو ذلك‪.‬‬


‫‪ .3‬البحث الميداني‬ ‫يعتبر البحث الميداني احد استراتيجيات المنهج النوعي‪ ،‬كما يعد‬ ‫طريقة لجمع بيانات نوعية‪ ،‬والفكرة ا ساسية هي أن الباحث يذهب إلى‬ ‫الميدان لمالحظة الظاهرة في حالتها الطبيعية‪ ،‬ثم يقوم بتدوين بيانات‬ ‫كثيفة ترمز وتحلل في طرق مهتلفة‪.‬‬


‫‪ .4‬النظرية المجذرة ‪:‬‬ ‫النظرية المجذرة‪ :‬عي اتجاه نوعي طوره كل من منج وستراوس في‬ ‫الستينات من القرن الماضي‪ ،‬والهدف المحدد لهذه النظرية هو تطوير‬ ‫مجردا‪ ،‬وإنما عملية‬ ‫تنظيرا‬ ‫ً‬ ‫نظرية عن الظاهرة موضوع الدراسة‪ ،‬لكنه ليس ً‬ ‫تكرارية‪ ،‬حيث يبدأ الباحث بإثارة ا سئلة التي تقود إلى أخرى‪ ،‬وهذه‬ ‫ا سئلة يجب أال تكون جامدة أو قاصرة‪ ،‬ومن ثم يبدأ بتحديد المفاهيم‬ ‫النظرية ا ساسية‪ ،‬ويطورها بالتمحيص والتلهيص حتى يتجه إلى مفهوم‬ ‫مركز يوضح بعناية مدروسة وكافية الظاهرة موضوع الدراسة‪.‬‬


‫اختيار العينة في البحث النوعي‬ ‫‪ ‬يعتمد البحث النوعي على العينات غير االحتمالية‪ ،‬وتتنوع هذه العينات‬ ‫ومن أهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬عينة الحاالت المتطرفة‪ :‬وتتضمن دراسة حاالت تظهر تباينًا غير عاد‬ ‫بالظاهرة موضوع الدراسة مثل اهرة النجاح البارز أو الفشل البارز‪.‬‬ ‫‪ ‬عينة الحاالت المتجانسة‪ :‬وهذا النوع من العينات يهتزع التباينات‪،‬‬ ‫ويبسط التحليل‪ ،‬وييسر المقابلة‪ ،‬ومن أمسلته مقابلة مجموعة من الطلبة‬ ‫يحملون نفس الجنسية‪.‬‬ ‫‪ ‬العينة القصدية‪ :‬وهذه توضح مجموعات جزئية محددة‪ ،‬حيث يهتار‬ ‫الباحث ا فراد الغنيين بالبيانات والمعلومات بشكل مقصود‪ ،‬وتيسر إجراء‬ ‫المقارنات بين المجموعات المهتلفة‪.‬‬


‫‪ ‬عينة السلسة أو الكرة الثلجية‪ :‬وهذه العينة تحدد ا فراد الذين يهتارون‬ ‫ادا أخرين لديهم معلومات غنية تحقق أغراض البحث‪ ،‬فقد يتم مقابلة‬ ‫أفر ً‬ ‫وبناء على ما يقدمه لك من معلومات تسأله عمن يستطيع‬ ‫هص ما‪ً ،‬‬ ‫إضافة معلومات أخرى لدراستك‪ ،‬وهكذا حتى تصل إلى مرحلة اإل باع‬ ‫في جمع البيانات والمعلومات‪.‬‬ ‫‪ ‬عينة الفرصة المتاحة‪ :‬وهذه العينة تعتمد على الظروف المتاحة في‬ ‫الميدان‪ ،‬واالستفادة من المرونة غير المتوقعة لدى أفراد العينة‬


‫حجم العينة في البحث النوعي‬ ‫يالحظ أن حجم العينة في الدراسات النوعية صغير عادة‪ ،‬ولكن العبرة‬ ‫ليست في حجم العينة بقدر ماهي في ثراء البيانات التي يمكن الحصوع‬ ‫عليها من هذه العينة‪ .‬لذلك قد تعطي هذه العينة الصغيرة فائدة كبيرة خاصة‬ ‫في الدراسات التي تتطلب إجراء مالحظات أو مقابلة‪ ،‬والباحث النوعي ال‬ ‫يهتم بحجم العينة بقدر اهتمامه بنوعية البيانات التي يحصل عليها‪ ،‬وقد ال‬ ‫يحدد الباحث حجم العينة مسب ًقا بل يقابل ويالحظ ويحلل الوثائق بأ كالها‬ ‫المهتلفة التي تهم مشكلة دراسته‪ ،‬ويحلل كذلك البيانات المجمعة ثم يعود‬ ‫إلى الميدان ويبدأ بجمع بيانات جديدة حتى يصل إلى مرحلة اإل باع في‬ ‫جمع البيانات والمعلومات‪.‬‬


‫طرق جمع المعلومات في البحث النوعي‬ ‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫المقابالت تسجل صوتيا‪ -‬ثم يتبعها بالكتابة‪.‬‬ ‫المذكرات اليومية (مثال المذكرات التقييمية التي يكتبها المدرس حوع‬ ‫تقدم الطالب في مهارة ما)‪.‬‬ ‫المالحظات‪.‬‬ ‫الوثائق وتشمل‪ :‬التقارير والهطط والكتيبات والمنشورات‪.‬‬


‫أوال‪ :‬المقابلة‬ ‫تعتبر المقابلة من الطرق الرئيسة لجمع المعلومات في البحث النوعي‪.‬‬ ‫فعن طريق المقابلة يستطيع الباحث أن يتعرف على أفكار ومشاعر‬ ‫ووجهات نظر اآلخرين‪ .‬كما تمكن هذه الطريقة الباحث من إعادة بناء‬ ‫ا حداث االجتماعية التي لم تالحظ‪.‬‬


‫أنواع المقابالت‬ ‫المقابلة المنظمة‬

‫المقابلة غير المنظمة‬

‫وفيها يتم سؤال المشارك سلسلة من األسئلة‬ ‫المعدة سلفاا‪ ،‬التي سبق وحددت أنماط إجابتها‪،‬‬ ‫فهناك قدر ضئيل من التنوع في األجوبة وقد‬ ‫تستخدم هنا األسئلة المفتوحة‪ .‬وفي المقابلت‬ ‫المنظمة يتلقى جميع المشاركين األسئلة نفسها‬ ‫وبنفس الترتيب والطريقة‪ .‬ويكون دور الباحث‬ ‫محايدا‪ .‬وطبيعة هذا النوع من المقابلت يركز‬ ‫ا‬ ‫على األجوبة العقلنية وليس على األجوبة‬ ‫العاطفية‪.‬‬

‫وهي مقابلة غير مقننة‪ ،‬ذات أسئلة‬ ‫مفتوحة وعميقة‪ .‬في المقابلة غير‬ ‫المنظمة‪ ،‬يكون دور الباحث أقرب لمدير‬ ‫الحوار أكثر منه مقابلا‪ .‬وهذا النوع يمكن‬ ‫الباحث من فهم تفكير المشارك وسلوكه‬ ‫دون إسقاط فرضيات الباحث السابقة أو‬ ‫تصنيفاته عليه‪ ،‬والتي قد تحد من أقوال‬ ‫المشاركين‪.‬‬


‫المقابلة الجماعية‬ ‫هي المقابلة التي يعمل فيها الباحث مع مجموعة من الناس في وقت‬ ‫واحد‪ .‬في هذا النوع يكون دور الباحث إدارة الحوار وتسهيل جريانه‬ ‫وانسيابيته‪ ،‬ومهمته تسجيل التفاعل الذ يدور بين المشاركين‪ ،‬وهذا‬ ‫يتطلب مهارات في إدارة الحوار وتوجيهه الوجهة المرادة‪ .‬وقد تكون‬ ‫المقابلة الجماعية منظمة‪ ،‬أو غير منظمة‪ .‬والمقابلة الجماعية قد تظهر‬ ‫جوانب من الحالة المدروسة ربما ال تظهر في أنواع المقابالت ا خرى‪،‬‬ ‫وذلك نتيجة لما يعطيه التفاعل بين مراء المشاركين ومشاعرهم وخبراتهم‬ ‫من إثراء للمقابلة وقدح فكار اآلخرين من المشاركين‪.‬‬


‫ثانيًا‪ :‬المالحظة‬ ‫الطريقة ا ساسية الثانية لجمع المعلومات في البحث النوعي هي‬ ‫المالحظة ‪.‬حيث لها أهمية كبيرة في البحث التربو بشكل خاص‪ .‬فكثير‬ ‫من المواقف التربوية تحتاج إلى أن يقوم الباحث بمالحظتها في وضعها‬ ‫الطبيعي وتسجيل ما يرى ويسمع مما يجر فيها في حياتها اليومية‬ ‫الطبيعية‪ .‬ففي هذه الطريقة ال يتدخل الباحث في ؤون الفئة المراد‬ ‫بحثها‪ ،‬كما في بعض طرق البحث‪ ،‬بل يالحظ ما يدور فعالً في الوضع‬ ‫الطبيعي‪.‬‬


‫أنواع المالحظات‬

‫كمية (منظمة)‬

‫نوعية غير منظمة‬

‫يقوم الباحث بالملحظة ويسعى لجمع‬ ‫غالبا عن طريق أداة‬ ‫معلومات رقمية (كمية) ا‬ ‫معدة سلفاا‪ .‬فمثلا يقوم بتسجيل عدد األسئلة‬ ‫التي يلقيها المعلم‪ ،‬وعدد الطلب المشاركين‬ ‫في الفصل‪ ،‬أو حساب الوقت الذي يستغرقه‬ ‫المعلم في الحديث‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬فالملحظ‪/‬‬ ‫غالبا بتسجيل أرقام‪ ،‬وقد سبق‬ ‫الباحث يهتم ا‬ ‫وأعد نماذج لذلك‪.‬‬

‫تنظيما من ذلك‪ ،‬فالملحظ‪ /‬الباحث‬ ‫فهي أقل‬ ‫ا‬ ‫ال يستخدم تصنيفات وأنماطاا محددة سلفاا‪ ،‬بل‬ ‫يسجل ملحظاته بشكل طبيعي ومسترسل‬ ‫ومفتوح‪ ،‬فيقوم بتسجيل الواقع كما يحدث‪..‬‬ ‫والفكرة األساسية هنا هي أن التصنيف‬ ‫والتوصيف الذي تتعرض له المعلومات‬ ‫الناتجة عن الملحظة ستظهر بعد جمع‬ ‫المعلومات وتحليلها‪ ،‬بدالا من أن تفرض‬ ‫تعسفاا على المعلومات في أثناء عملية‬ ‫الملحظة‪.‬‬


‫ثالثًا‪ :‬تحليل الوثائق‬ ‫مهما للبحث التربو النوعي‪.‬‬ ‫تعتبر الوثائق التاريهية أو الحديثة‬ ‫مصدرا ً‬ ‫ً‬ ‫فمن خصائص المجتمع الحديث التوثيق ‪.‬فالتقارير التي يكتبها المشرفون‬ ‫التربويون كل عام‪ ،‬والتوجيهات التي يبدونها في سجالت المدارس عند‬ ‫زيارتها‪ ،‬وما يكتبه المعلمون والهبراء من تقارير وبحوث ومالحظات‪ ،‬وما‬ ‫يصدر من تقارير وتوجيهات رسمية‪ .‬بل ما قد يكتبه الطالب في دروس‬ ‫اإلنشاء أو في رسائلهم للمعلمين‪ .‬كل هذه تعتبر وثائق مهمة للباحث‬ ‫ويستطيع من خالع دراستها وتحليلها التوصل إلى نتائج مهمة ومفيدة‪.‬‬


‫تحليل البيانات‬ ‫•‬

‫•‬

‫تحليل البيانات هي العملية المنظمة للبحث في نصوص المقابالت‬ ‫والمالحظات الميدانية والمواد ا خرى التي جمعت من خاللها البيانات‬ ‫وتنظيمها لزيادة فهم الباحث لها وليتمكن من تقديم ما اكتشفه لآلخرين‪.‬‬ ‫يشتمل التحليل ترتيب البيانات وتقسيمها إلى وحدات يمكن التعامل معها‬ ‫وتركيبها بحثًا عن أنماط وأنساق واكتشاف ما هو المهم وما يمكن أن‬ ‫يستفاد من تلك البيانات‬


‫مراحل تحليل المعلومات‬

‫تصنيف‬ ‫البيانات‬

‫تنظيم‬ ‫البيانات‬

‫أخيرا كتابة‬ ‫ً‬ ‫التقرير النهائي‬

‫تسجيل‬ ‫المالحظات‬

‫تحديد ا نساق‬ ‫وا نماط‬

‫التحقق من‬ ‫النتائج‬

‫صياغة‬ ‫النتائج‬


‫أوال‪ :‬تنظيم البيانات‬ ‫في هذه المرحلة يكون لدى الباحث كم كبير من البيانات‪ ،‬أمضى في‬ ‫جمعها مدة زمنية طويلة‪ ،‬ما بين مقابلة ومالحظة ووثائق وغير ذلك‪ .‬كما أن‬ ‫كما من الملحو ات ا ولية التي سجلها في أثناء جمع المعلومات‪ .‬هذه‬ ‫لديه ً‬ ‫المعلومات تحتاج إلى تنظيم وترتيب يساعد على الرجوع لها بشكل سريع‪،‬‬ ‫وعلى التعامل معها بشكل ييسر تحليلها‪ .‬وليس هناك نمط تنظيم واحد‪ ،‬بل‬ ‫يمكن للباحث أن ينظم البيانات بالشكل الذ يراه مناسبًا‪ .‬ويمكن أن يتم‬ ‫هذا التنظيم بشكل يدو ‪ .‬وهناك برامج حاسوبية مهصصة للبحث النوعي‬ ‫تساعد على عمليات تنظيم البيانات وتحليلها‪.‬‬


‫ثانياً‪ :‬تصنيف البيانات‬ ‫في القراءة ا ولية للبيانات يبدأ الباحث في تسجيل نظام تصنيف يسير عليه‬ ‫في أثناء التحليل‪ .‬وهذا النوع من التصنيف هو عبارة عن إعطاء عناوين‬ ‫للمعلومات التي تحتويها البيانات المجموعة‪ .‬وهذه الجزئيات قد تكون كلمة‬ ‫أو عبارة أو جملة أو فقرة كاملة يرى الباحث أنها ذات معنى في بحثه‪ .‬وأسئلة‬ ‫البحث عامل أساس في تحديد وتوجيه نظام التصنيف‪ .‬يمكن تصنيفها حسب‬ ‫طريقة جمع المعلومات (المالحظة أو المقابلة أو الوثائق)‪ ،‬ويمكن تصنيفها‬ ‫على حسب ا فراد الذين أجر عليهم البحث‪ ،‬أو غير ذلك بما يراه الباحث‬ ‫مالئما له ولألسلوب الذ سينتهجه في التحليل‪ .‬ويكون ذلك عن طريق‬ ‫ً‬ ‫وضعها في ملفات‪ ،‬أو يمكن االستفادة من الحاسب في تصنيفها وفهرستها‪.‬‬


‫ثالثًا‪ :‬تسجيل المالحظات‬ ‫بعد تصنيف البيانات‪ ،‬يجب أن يعيد الباحث القراءة ويسجل مالحظاته‪،‬‬ ‫والبد أن تكون هذه المالحظات على كل أسئلة تؤد إلى مزيد من البحث‬ ‫سواء في المعلومات المتوفرة أو للبحث عن معلومات إضافية‪ ،‬أو على كل‬ ‫تسجيل عالقات بين الفئات التي وضعت‪ ،‬لكنها تحتاج إلى تحقق‪ .‬وكلما‬ ‫تكررت القراءة زاد احتماع اكتشاف يء جديد في البيانات‪ ،‬ولذا فإن‬ ‫الباحث يجب أن يكثر من قراءة بياناته وال يكتفي بالقراءة أو القراءتين‪ .‬وفي‬ ‫هذه المرحلة يستطيع الباحث أن يحدد إذا ما كانت العينة التي حددها‬ ‫مرضية وتفي بغرض البحث أم ال‪ .‬فكلما كثرت ا سئلة دون إجابات أو تعذر‬ ‫بناء نظام تصنيفي جيد كان ذلك مؤ ًرا على نقص العينة والحاجة لمزيد من‬ ‫البيانات‪.‬‬


‫ابعا‪ :‬تحديد ا نساق وا نماط‬ ‫رً‬

‫بعد أن يتم التصنيف المفتوح‪ ،‬ويتم وضع المالحظات عليها تعاد قراءة‬ ‫البيانات المصنفة‪ ،‬لتصنيف الفئات مرة أخرى على كل أنماط وأنساق في‬ ‫مستوى تجريد أعلى من التصنيف المفتوح الذ هو عبارة عن عناوين‬ ‫لجزيئات المعلومات‪ .‬وهذا النوع من التصنيف يحتاج إلى تفكير عميق وقراءة‬ ‫متأنية‪ ،‬إليجاد عالقات وعمل مقارنات بين مجموعات البيانات‪ ،‬بحيث يحدد‬ ‫الباحث ما ا نماط وا نساق التي تكونت من تصنيف البيانات‪ ،‬ويبدأ في‬ ‫ضم بعضها والمقارنة بين تلك ا نساق وا نماط‪.‬‬


‫خامسا‪ :‬صياغة النتائج‬ ‫ً‬ ‫بعد تكون ا نماط وا نساق يحتاج الباحث إلى الترقي قليالً في التجريد‪،‬‬ ‫ليصوغ تلك ا نماط وا نساق على كل نتائج للبحث‪ ،‬تدعمها ا نساق التي‬ ‫هرت وتشكلت من خالع التصنيف ا ساسي المفتوح‪ .‬وبعض الباحثين يسمي‬ ‫هذه المرحلة التصنيف االنتقائي‪ ،‬وذلك ن الباحث يهتار في عملية التصنيف‬ ‫هذه ما يتناسب مع أسئلة بحثه‪ ،‬وربما يدع ما سوى ذلك‪.‬‬


‫سادسا‪ :‬التحقق من النتائج‬ ‫ً‬ ‫في هذه المرحلة يعود الباحث لقراءة بياناته وربما عاد للدراسات السابقة‬ ‫وأدبيات موضوع الدراسة‪ ،‬للتحقق من النتائج التي توصل إليها‪ ،‬ومناقشتها‪ ،‬وتعديل‬ ‫ما يرى تعديله أو بيان رأيه فيها‪ .‬كما أنه يتأكد من أن ما توصل إليه بعد عمليات‬ ‫التصنيف المهتلفة ال يوجد في البيانات ا ساسية ما يناقضه‪ ،‬أو يجعله يعيد النظر‬ ‫في االفتراضات التي توصل إليها‪ .‬ويجب أن يكون التركيز على الدراسات السابقة‬ ‫وأدبيات الموضوع في هذه المرحلة‪ ،‬وليس قبل البحث‪ ،‬حتى ال تؤثر على مراء‬ ‫الباحث‪ ،‬وأسلوبه في التحليل‪ .‬وعملية التحقق من النتائج إنما هي في الواقع جزء‬ ‫من عملية التحليل‪.‬‬


‫أخيرا‬ ‫ً‬ ‫عملية التحليل عملية متداخلة المراحل‪ ،‬وتستمر إلى مخر لحظة في كتابة‬ ‫تقرير البحث‪ .‬ولذا يشير بعض الباحثين في البحث النوعي إلى أن البحث‬ ‫كبيرا‬ ‫النوعي ليس له حد ينتهي عنده‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصا عندما يكون موضوع البحث ً‬ ‫خبيرا فيه‪ .‬فال بد من وضع حد يقرر الباحث أن ينتهي‬ ‫ومعلوماته غزيرة والباحث ً‬ ‫عنده البحث‪.‬‬


‫المراجع‬ ‫•‬ ‫•‬

‫•‬

‫عفانة‪ ,‬عزو (‪1434‬ه)‪ .‬البحث النوعي‪ ,‬اجلامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬ ‫البالدي‪ ,‬عبدالرمحن (‪ .)2012‬مقدمة في البحث النوعي‪ .‬اسرتجع بتاريخ‬ ‫‪1-29‬‬ ‫موقع‪:‬‬ ‫من‬ ‫‪1435‬ه‬‫‪http://drhariri.com/1364/qualitative-research/‬‬

‫•‬

‫•‬

‫•‬

‫العبدالكرمي‪ ,‬راشد (‪1434‬هـ)‪ .‬البحث النوعي‪ :‬نحو نظرة أعمق في‬ ‫الظواهر التربوية‪ ,‬وزارة الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫اخلياط‪ ,‬ماجد حممد‪ .)2010( .‬أساسيات البحوث الكمية والنوعية في‬ ‫العلوم اإلجتماعية‪ ،‬عمان‪ ,‬دار الراية للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫العبد الكرمي‪ ,‬راشد بن حسني‪ .)1433( .‬البحث النوعي في التربية‪.‬‬ ‫الرياض‪ ,‬جامعة امللك سعود‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.