الحرية المالية - د. مجدي عبيد

‫احلرية املالية‬ ‫يف‬

‫خطوات‬ ‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫ابريل ‪2017‬‬

‫ملاذا احلر ّية املال ّية‬ ‫حترر من القيود‬ ‫اخلظوة األوىل ‪َّ :‬‬ ‫اخلطوة الثانية‪ :‬ابدأ مشروعك‬ ‫اخلطوة الثالثة‪ :‬إبحث عن أستاذ وتتلمذ على يديه‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬

‫مقدمة‬ ‫بسم اهلل واحلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‬ ‫رحلة احلرية املالية بدات بقصة رجل اعرفه ‪...‬‬ ‫جناحا‬ ‫فقد عمل يف وظائف متعددة ملدة ‪ 10‬سنوات أصاب فيها‬ ‫ً‬ ‫أن غايته مل تتحقق‪ ،‬ومل يستطع حتقيق جناح املايل أو احلرية‬ ‫ريا إال َّ‬ ‫كب ً‬ ‫املالية‪.‬‬ ‫مبن‬ ‫لقد كان َه ّم ذلك الرجل (كَ َحال الكثريين من أقرانه)‬ ‫ً‬ ‫متأثرا َ‬ ‫حوله هو أن يدرس ويتفوق ثم يتخرج من اجلامعة؛ ليحظى بعد ذلك‬ ‫بوظيفة حتقّ ق له ولعائلته األمان‪ ،‬فض ًلا عن عائد التقاعد املرضي‪ ،‬ومل‬ ‫همه بالطبع حتقيق الرثاء‪.‬‬ ‫يكن ّ‬ ‫هكذا حال الكثريين ‪ ...‬وهكذا كان حاله ‪...‬‬

‫‪3‬‬

‫ثراء وال تصنع‬ ‫مل يدرك إال بعد سنوات طوال أن تلك املعادلة الحتقّ ق ً‬ ‫أبدا لضمان حياة كرمية‪.‬‬ ‫حريةً مالية‪ ،‬وأدرك أن الراتب وحده اليكفي ً‬ ‫ً‬ ‫أضعافا‬ ‫عشر سنوات وثالث وظائف تنقّ ل بينها ليتضاعف دخله‬ ‫كثرية‪ ،‬إال أن املعضلة ماتزال قائمة ولكن بطريقة أخ��رى ‪ :‬كلما زاد‬ ‫دخل ذلك الرجل زادت مصاريفه؛ وبالتايل مل يستطع أن يدخر شي ًئا‪ ،‬أو‬ ‫مشروعا‪.‬‬ ‫يستثمر ما ًال أو يفتح‬ ‫ً‬ ‫حتى أدرك الثالثني من عمره ‪ ...‬وك��ان ه��ذا العمر وذاك الرقم‬ ‫وأمرا ال يعلمه‪.‬‬ ‫سرا ال يدريه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫(الثالثني) يحمل له ًّ‬ ‫تعرف وقتئذٍ على َعالِم التنمية البشرية من خالل حضوره‬ ‫فقد ّ‬ ‫دورات يف هندسة النجاح‪ ،‬وللمرة األوىل يسمع عبارات‪ “ :‬ارفع سقف‬ ‫طموحاتك وأحالمك ‪ ...‬أطلق العنان ألحالمك ‪ ...‬ميكنك أن حتقق ما‬ ‫ُسطر اسمك يف‬ ‫حتلم به ‪ ..‬ميكنك أن تصنع‬ ‫األمة ‪ ...‬ت ِّ‬ ‫ً‬ ‫جمدا ‪ ...‬تؤثر يف ّ‬ ‫صفحات التاريخ ‪...‬‬ ‫ميكنك أن تصنع ثروة ‪...‬‬ ‫ماذا ؟! ميكنني أن أصنع ثروة !!‬ ‫وقعت تلك اجلُ َمل يف قلبِه‪ ،‬ومتلّكت عقلَه‪ ،‬وللمرة األوىل يستيقظ‬ ‫سباته العميق‪ ،‬ويدرك أنه ميكنه حتقيق ذلك بالفعل ‪...‬‬ ‫ذلك الرجل من ُ‬ ‫أن يصنع ثروة‪ ،‬وأن يحقق النجاح‪.‬‬ ‫ميكنه ْ‬ ‫فبادر بكتابة خطته لينجح ‪ ،‬وأدرك أنه ميكن أن يضاعف دخلَه‬ ‫ً‬ ‫أضعافا كثرية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬

‫وبعد فرتة وجيزة بدء رحلة املشاريع التجارية ُم ً‬ ‫دركا أنها أسرع‬ ‫الس ُبل إىل حتقيق الرثاء وإدراك احلرية املالية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ثروة من الصفر‪ ،‬وحقَّ ق الرثاء‬ ‫صنع‬ ‫ريا‬ ‫أصبح‬ ‫احللم حقيقةً ‪ ....‬أخ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الذي كان يطمح إليه‪...‬‬ ‫ريا بذلك الرثاء؛ فمع األزمة املالية ‪2008‬م فَ قَ َد‬ ‫إال أنه مل يستمتع كث ً‬ ‫جميع ما ميلك‪ ،‬بل وتكالبت عليه الديون من كل حدب وصوب ‪ ..‬ومل يدر‬ ‫َ‬ ‫ما يفعل ؟!‬ ‫فقرر ان ال يستسلم وب��دأ الرحلة من الصفر مرة أخ��رى ‪ ...‬رحلة‬ ‫امتدت ألربع سنوات ‪ ...‬سنوات مع تسديد الديون والعمل بجد ونشاط‬ ‫حتى يخرج من ذلك النفق املظلم‬ ‫ُقدر بثمن‪،‬‬ ‫وبالفعل خرج من ذلك النفق املظلم‪ ،‬وتعلم‬ ‫ً‬ ‫دروسا ال ت َّ‬ ‫أن ُيعلِّم تلك ال��دروس جلميع الناس حتى‬ ‫وعاهد ذلك الرجل‬ ‫نفسه ْ‬ ‫َ‬ ‫يتجنبوا أخطاءه‪ ،‬ويستفيدوا من جتاربه‪.‬‬ ‫هل عرفتم ذلك الرجل ؟ هل عرفتم قصته ؟‬ ‫إنه أنا ‪ ...‬وتلكم قصتي‪ ،‬وبني يدكم خالصة خربتي ‪...‬‬ ‫هذا الكتيب ملخص خلربتي يف عامل الرثاء واألثرياء وهو ملخص‬ ‫لكتابي عانق الرثوات‪ ،‬اسطر فيه جتربتي الشخصية التي دامت اكرث من‬ ‫‪ 15‬عاما‪.‬‬ ‫ولنتوكل عى اهلل ونبدأ رحلة الرثاء واحلرية املالية‪.‬‬

‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫ابريل ‪2017‬‬

‫‪5‬‬

‫ملاذا الرثاء واحلرية املالية‬ ‫لزاما علينا اإلجابة عن هذه‬ ‫كان‬ ‫املالية‬ ‫واحلرية‬ ‫قبل البدء يف رحلة الرثاء‬ ‫ً‬ ‫األسئلة الهامة‪ ،‬والتي أحسبها من البديهيات إال أنها ليست كذلك ‪.‬‬ ‫َم ْن مِ نّا اليسعى للرثاء واحلرية املالية؟‬ ‫َم ْن مِ نّا ال يسعى إىل أن يعيش عيشة هن َّية؟‬ ‫َم ْن مِ نّا قد َم َّل الفقر وتبعاته؟‬ ‫َم ْن مِ نّا قد َم َّل كرثة القروض والديون؟‬ ‫أن يضمن ألبنائه أفضل فرص التعليم؟‬ ‫َم ْن مِ نّا يريد ْ‬ ‫أن يساعد الناس بغري حساب؟‬ ‫َم ْن مِ نّا يريد ْ‬ ‫مسجدا على نفقته اخلاصة؟‬ ‫أن يبني‬ ‫َم ْن مِ نّا يريد ْ‬ ‫ً‬ ‫أن يحفر اآلبار‪ ،‬ويكفل اليتامى‪ ،‬ويطبع املصاحف‪ ،‬ويساعد‬ ‫َم ْن مِ نّا يريد ْ‬ ‫يف نشر االسالم يف ربوع االرض؟‬ ‫فاملال والرثاء والغنى وسيلة وليست غاية‪ ،‬هي وسيلة حلياة أفضل‪،‬‬ ‫وقربات إىل اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫ملاذا الرثاء‬ ‫حق مشروع‪ ،‬وفطري‪ ،‬ميكن اكتسابه يف زمننا هذا‪ ،‬زمن‬ ‫بالنسبة يل هو ّ‬ ‫الفرص الالحمدودة‪ ،‬التي كرثت وتنوعت رغم غفلة الكثري عن سبل اقتناصها‪.‬‬ ‫أن يكون غنيًا‪ ،‬أن يكون ثريًا‪ ،‬أن يكن حرا ماليًا‪،‬‬ ‫أن الكل يستحق ْ‬ ‫أنني أؤمن َّ‬ ‫بالسر الذي ال‬ ‫خربت حياة الفقراء وحياة األغنياء‪ ،‬ودع��وين أخربكم‬ ‫ولقد‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫يعلمه الكثري من البشر‪:‬‬ ‫(حـيـاة الغنــى أفـضـل بكـثـيــر)‬ ‫واألم��ر ليس ِ‬ ‫�ورا غري‬ ‫س� ًّ�را‪ ،‬ولكن األم��ور البديهية يف عصرنا أصبحت أم� ً‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫بديهية ً‬

‫‪6‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫فإذا مل يكن الغنى واحلرية املالية من ضمن أولويات حياتك فلن تصبح غنيًا‪،‬‬ ‫وإذا مل تكن لديك الرغبة املشتعلة للرثاء واحلرية املالية فلن تصبح حرًا أبدًا‪.‬‬ ‫ولكن كيف تنبع تلك الرغبة‬ ‫َ‬ ‫الهمة والعزمية يف‬ ‫تبعث‬ ‫أن‬ ‫إنها تنبع مبعرفة األسباب التي من شأنها ْ‬ ‫ّ‬ ‫قلبك‪ ،‬تلك األسباب التي تدفعك لدفع الثمن‪ ،‬ثمن النجاح‪ ،‬ثمن احلرية‬ ‫املالية‪ ،‬وما أحالها من حياة! وما أجمله من ثمن!‬ ‫أن نكون أغنياء لألسباب اآلتية‪:‬‬ ‫إننا نريد ْ‬ ‫االستمتاع بحياة أفضل‪:‬‬ ‫الكل يستحق تلك احلياة‪ ،‬الكل يستحق أن يسكن أفضل البيوت يف أرقى‬ ‫األحياء‪ ،‬ويف أفضل املدن والبلدان‪ ،‬الكل يستحق أن يلبس أفضل املالبس‪،‬‬ ‫وأن يقود أفضل أنواع السيارات‪ ،‬وأن يسافر على الدرجة األوىل َع ْب َر الشرق‬ ‫هم التكلفة‪ .‬كل منا يستحق أن يأكل يف أفضل‬ ‫والغرب دون أن يحمل ّ‬ ‫ْس ن ِ‬ ‫َصي َب َك‬ ‫املطاعم‪ ،‬وأن يتمتع بنعم اهلل عليه يف الدنيا ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ { :‬ولَا تَن َ‬ ‫الد ْن َيا } (سورة القصص ‪.)77‬‬ ‫مِ َن ُّ‬ ‫الكل منا يستحق أن يتعلم أفضل العلم‪ ،‬وأن يعلّم أبناءه أفضل تعليم يف‬ ‫أفضل املدارس واجلامعات‪.‬‬ ‫التخلص من التوتر املصحوب بالضغوطات املالية‪:‬‬ ‫الدراسات أنْ أكرث من ‪ %70‬من أسباب الضغوط يف احلياة يعود إىل أسباب‬ ‫أثبتت‬ ‫ُ‬ ‫مادية (للمزيد ارجعوا لكتابي «احلياة أحلى بال توتر»)‪ ،‬تلك الضغوط نغَّ صت علينا احلياة‪ ،‬فاجلميع‬ ‫يشتكي من قلة احلال‪ ،‬وعسر احلياة‪ ،‬والديون التي الحصر لها وال تنتهي إىل آخر‬ ‫وكأن االستدانة واالقرتاض أمر من‬ ‫نفس من حياتنا‪ ،‬ديون وقروض ال َّأول لها وال آخر‪َّ ،‬‬ ‫األمور املسلمة يف حياتنا‪ ،‬ورسخ يف ذهن الكثري منا أنه من سابع املستحيالت‬ ‫مول بقرض‪،‬‬ ‫بناء بيت أو شراء سيارة بال قرض‪ ،‬أو حتى السفر يف الصيف يجب أنْ ُي َّ‬

‫‪7‬‬

‫وابتلينا يف هذا الزمان ببطاقات االئتمان وتلك طامة أخرى‪ ،‬وكلما ازداد دخلنا ازدادت‬ ‫قروضنا إىل أن نلقى اهلل بتلك القروض والديون والحول وال قوة اال باللّه‪.‬‬ ‫والتحسن املستمر‪:‬‬ ‫فرص للنمو‬ ‫ّ‬ ‫يف مسرية الرثاء والغنى سوف نتعلم الكثري‪ ،‬سوف نكتسب الكثري من املهارات‬ ‫أحدكم ويتضاعف أضعافا كثرية إال‬ ‫والقدرات‪ ،‬ولتكونوا واثقني بأنه لن ينمو َدخْ ل ُ‬ ‫بتضاعف قدراته وطاقاته؛ فُ َرص للعطاء‪ :‬وتلك هي واهلل الغاية العظمى من‬ ‫الغنى والرثاء‪ :‬العطاء ومساعدة اآلخرين ‪ .‬إننا نريد أن نستشعر عظيم األجر يف‬ ‫ذلك األمر فهو أعظم القربات إىل اهلل تعاىل والطريق إىل جنات الفردوس‪ ،‬وأريدكم‬ ‫أن تصبحوا أثرياء حمسنني تفيضون بعطائكم على القاصي والداين؛ لتفوزوا‬ ‫برضا الرحمن‪ ،‬وتدخلوا اجلنة من باب الصدقة‪ ،‬فل َِم ال نطمح إىل أن‪ :‬ننشئ‬ ‫َ‬ ‫ابن‬ ‫األوقاف اخلريية؛ حتى يصل لنا ثواب الصدقات اجلارية بعد مماتنا؛ فإذا مات ُ‬ ‫آدم انقطع عمله إال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ...‬نريد أن نساعد اجلميع كبريهم‬ ‫فرج‬ ‫وصغريهم‪ ،‬قريبهم وبعيدهم؛‬ ‫ّ‬ ‫فأحب الناس إىل اهلل أنفعهم للناس؛ َ‬ ‫وم ْن َّ‬ ‫عن مؤمن كُربة مِ ْن ك َُر ِب الدنيا فَ َّرج اللّه عنه كربة من كرب يوم القيامة‪.‬‬ ‫هل علمتم اآلن ملاذا الغنى والرثاء ؟‬ ‫بداية الطريق قرار‪ ،‬وأنت صاحب القرار‪.‬‬ ‫توكَّ ْل على اهلل‪ ،‬واتخذْ ذلك القرار ‪..‬‬ ‫قرار الرثاء ‪...‬‬ ‫قرار حتقيق األحالم ‪...‬‬ ‫قرار العيش مبقاييسك أنت ال اآلخرين‪..‬‬ ‫توقَّ ف عن الرضا بأقل مِ َّما تريد‪.‬‬ ‫فلنبدأ إذن تلك الرحلة‪....‬‬

‫‪8‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬

‫اخلطوة‬ ‫األوىل‬ ‫حرر من القيود‬

‫‪9‬‬

‫ريا ‪ -‬بنسبة ‪ - %80‬على عوامل نفسية‬ ‫النجاح يف الرثاء يعتمد‬ ‫اعتمادا كب ً‬ ‫ً‬ ‫و‪ %20‬على املهارات وآن اآلوان أن أتكلم عن العوامل النفسية‪.‬‬ ‫السبب الرئيس للفشل يف حتقيق الرثاء هو تلك القيود النفسية التي‬ ‫تكبلنا بها منذ الصغر؛ فنحن مل نولد بخربات وجتارب مالية بل تعلمناها‬ ‫من مؤثرات خارجية‪ ،‬وأغلبها مل تدعمنا‪ ،‬ودعوين أخربكم بالسر‪ :‬إذا مل تكن‬ ‫ثر ًّيا إىل اآلن فالسبب يعود إىل تلك املؤثرات السلبية‪،‬‬ ‫وأهم تلك املؤثرات ما يلي‪:‬‬ ‫الوالدان‪:‬‬ ‫«ما مِ ْن َم ْولُودٍ إِ َّال ُيول َُد َعلَى الْفِ ْط َرةِ ‪ ،‬فَ أَبَ َو ُاه ُي َه ِّو َدانهِ أ َ ْو‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬ ‫سانهِ »‪.‬‬ ‫َص َرانهِ أ َ ْو ُي َم ِّج َ‬ ‫ُين ِّ‬ ‫البعض حينما يعلم أن ‪ %90‬من سمات شخصية هذا املولود‬ ‫وقد يتفاجأ‬ ‫ُ‬ ‫تتكون يف السنوات السبع األوىل من حياته حيث يكون الوالدان هما املؤثر‬ ‫األول يف هذا التكوين‪.‬‬ ‫ولكننا ‪ -‬ولألسف ورغم تلك احلقيقة‪ -‬نخفق كآباء يف تربية أبنائنا؛ حيث‬ ‫تؤكِّ د الدراسات أن الطفل يسمع أكرث من ‪ 148000‬مرة كلمة «ال» و «ال‬ ‫تفعل» من قِ َبل أبويه يف أول ‪ 18‬سنة من حياته‪ ،‬يف مقابل ‪ 400‬رسالة‬ ‫إيجابية فقط‪.‬‬ ‫نحن ول ِْدنا بأكرث من ترليون خلية عقلية‪ ،‬وبقدرة إبداعية ليس لها حدود ‪،‬‬ ‫أي شيء؛‬ ‫مع حب الفضول‪ ،‬وحب التجريب‪ ،‬واجلرأة يف اإلقدام على فعل ِّ‬ ‫إال أن كرثة تلك الالءات ُت َولِّد لدينا اخلوف‪.‬‬ ‫ولألسف الشديد فإن معظم قناعاتنا عن املال اكتسبناها من األب َو ْين‪،‬‬ ‫فمعظمنا مل ينشأ يف بيئة ثر ّية‪ ،‬معظمنا تر ّبى يف بيئة فقرية أو‬ ‫ري عن املال يف تلك السنوات‪ ،‬حيث‬ ‫متوسطة احلال‪ ،‬وتأثرنا وتعلمنا الكث َ‬ ‫لت قناعاتُنا التي قادت تصرفاتنا يف‬ ‫انصهرت يف بوتقتها‬ ‫أفكارنا ‪ ،‬وتشكّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫قادم األيام‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫أن أفضل وسيلة لكسب املال‪:‬‬ ‫َم� ْ‬ ‫�ن منكم سمع من أحد أب َو ْيه َّ‬ ‫ري‬ ‫االلتحاق بوظيفة ذات راتب ُم ْج ٍز وعالوات وتقاعد ‪ .‬نعم‪ .‬سمع الكث ُ‬ ‫منا تلك املقولة‪ ،‬وهي مقولةٌ تكفل لإلنسان البقاء يف منطقة‬ ‫بعيدا عن اخملاطرة‪ ،‬ولكنها يف الوقت ذاته تُبقيه حمدو َد‬ ‫الظل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الدخل ‪ ،‬من أصحاب الطبقة املتوسطة لألبد‪ ،‬مل يالمس عتبة‬ ‫الرثاء‪ ،‬بل يبقى حلم الرثاء بعيد املنال إن مل يكن مستحي ًال ‪َ ،‬م ْن منكم‬ ‫وتكررت على سمعه مرات ومرات‪:‬‬ ‫سمع تلكم املقوالت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ املال ليس كل شيء‪.‬‬‫ املال ليس ُم ِه ًّما‪.‬‬‫ املال ال يجلب السعادة‪.‬‬‫ األغنياء كلهم أشرار‪.‬‬‫ مِ َن املستحيل أن تكون غن ًّيا‪.‬‬‫ القناعة كنز ال يفنى‪.‬‬‫�ارا‪،‬‬ ‫• تلك امل��ق��والت وأك�ثر ت��ك� َّ�ر ْ‬ ‫رت على مسامعنا منذ أن كُ � َّن��ا ص��غ� ً‬ ‫فتشربَ ْت بها نفوسنا‪ ،‬ومتثلناها يف سلوكياتنا‪ ،‬وسمحنا لها‬ ‫سمعناها‬ ‫َّ‬ ‫أنْ حتكم تصرفاتنا‪ ،‬فصرنا نكره الغنى واألغنياء‪ ،‬ونرضى بعيش الفقراء‪.‬‬ ‫واآلن أريدك أن جتيبني عن السوال اآلتي ‪:‬‬ ‫س ‪ -‬ماذا ُي َم ِّث ُل الرثاء بالنسبة لك؟‬ ‫إذا كان ال�ثراء بالنسبة لك وسيلة إىل احلرية املالية‪ ،‬وإىل العطاء‪،‬‬ ‫وإىل السعادة واملتعة‪ ،‬وإىل جنات ونهر‪ ،‬وإىل رغد العيش كنت على‬ ‫الطريق السليم‪.‬‬ ‫َّأما إذا كان املال بالنسبة لك شر ما بعده شر‪ ،‬أو مسؤولية ثقيلة‪،‬‬ ‫أو مشقة وتعب‪ ،‬أو أصل كل الشرور‪ ،‬أو جمرد وسيلة الثبات الذات‪،‬‬ ‫فإن تلك القناعات سوف متنعك من الرثاء‪.‬‬ ‫والزهد خري منه؛ َّ‬ ‫مأذوما ‪،‬‬ ‫واقعا مال ًّيا‬ ‫إن تلك القناعات السلبية لها تَب َِعات‪ ،‬فقد‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫أوجدت ً‬ ‫ً‬ ‫دت ؛ وهكذا‬ ‫فقرا جثم على صدر صاحبه‪ ،‬وديونًا تراكمت‪،‬‬ ‫تبد ْ‬ ‫وأحالما َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تتحول تلك القناعات إىل ع��ادات‪ ،‬والعادات إىل سلوك‪ ،‬والسلوك إىل‬ ‫سمات شخصية‪ ،‬وواقع يعيشه اإلنسان يوم ًّيا‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫قناعة سلبية واحدة تكفي لتدمير قدرات عظيمة‬

‫َ‬ ‫هما بالنسبة يل‪ ،‬فباهلل عليك كيف ستصبح‬ ‫إن‬ ‫فمث ًال إذا َ‬ ‫قلت‪َّ :‬‬ ‫املال ليس ُم ًّ‬ ‫واحدا منهم؟‬ ‫تصبح‬ ‫أن‬ ‫تريد‬ ‫فكيف‬ ‫حسدتهم؛‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫األغنياء‬ ‫كرهت‬ ‫غنيًا؟ أو إذا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يجلب السعادةَ ؛ فلن تصبح غنيًا أبدًا ؟‬ ‫املال ال‬ ‫بأن‬ ‫أو إذا‬ ‫َ‬ ‫اقتنعت َّ‬ ‫ُ‬ ‫تتأصل يف العقل الالواعي‪ ،‬وتصبح‬ ‫بعض تلك القناعات‬ ‫فإن‬ ‫َ‬ ‫ولألسف َّ‬ ‫ّ‬ ‫ملموسا؛ فرتانا نغفل عن فرص كثرية لتحسني الدخل‪ ،‬ونرتاجع‬ ‫واقعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عن اقتناص فُ � َ�رص الرتقي والتقدم؛ ال لشيء إال ألننا اعتدنا اخلمول‬ ‫وكأن لسان حالنا يقول‪« :‬عصفور باليد‬ ‫والقناعة املذمومة بالرزق القليل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫خري من عشرة على الشجرة»‪ ،‬ثم ال نلبث أن نتذمر ونشكو من ضيق‬ ‫الرزق‪ ،‬بينما مل نتقدم خطوة واحدة جتاه تغيريذلك الواقع‪.‬‬ ‫لقد آن األوان أن نتخلّص من تلك القناعات السلبية املتعلِّقة باملال‪،‬‬ ‫ونعتنق قناعات إيجابية‪ ،‬قناعات تعلّق بها األثرياء؛ فأصبح الرثاء بالنسبة‬ ‫سل ٌَّم به‪.‬‬ ‫لهم أمر ُم َ‬ ‫قناعات األثرياء‪.‬‬ ‫الثراء مسؤوليتي أنا‪ ،‬وال لألعذار‪:‬‬ ‫سر الرثاء بعد توفيق اهلل ‪ .‬هذا الذي مي ِّيز األثرياء عن غريهم‪.‬إنهم‬ ‫هذا هو ُّ‬ ‫أناس ال يتذمرون من الظروف‪ ،‬وال‬ ‫ناس ليس لألعذار مكان يف حياتهم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أُ ٌ‬ ‫أناس شعارهم‪:‬‬ ‫أنهم‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫على‬ ‫باللوم‬ ‫يلقون‬ ‫ٌ‬ ‫• أنا املسؤول عن حياتي‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن ثرائي‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن حريتي املالية‪.‬‬ ‫• أنا املسؤول عن قروضي وديوين‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫هذا السر من أهم أسرار األثرياء؛ وإذا لم نبدأ رحلة الثراء‬ ‫بتحمل المسؤولية فإن الرحلة لن تبدأ أبدا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن األغنياء واألثرياء والناجحني يؤمنون بأنهم املسؤولون عن حياتهم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ب��أن دفَّ ��ة السفينة بأيديهم‪ ،‬وبأنهم يصنعون مصريهم‬ ‫ويوقنون‬ ‫َّ‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬وأنهم يصنعون الظروف‪ ،‬بينما الفقراء يتعذرون بأنهم ضحايا‬ ‫فقرهم‪،‬‬ ‫تلك الظروف‪ ،‬وأن اجملتمع مل ينصفهم‪ .‬ولألسف تراهم ُي ِّ‬ ‫ربرون َ‬ ‫�أن امل��ال ليس مهما‪،‬‬ ‫ويخدعون‬ ‫أنفسهم‪ ،‬حماولني إقناع ذواتهم ب� َّ‬ ‫َ‬ ‫وأنه ال يجلب السعادة‪ ،‬وأن األغنياء حمظوظون قد وافقتهم الظروف‪،‬‬ ‫وابتسمت لهم احلظوظ‪.‬‬ ‫ق ِّرر اآلن أن تتوقف عن سرد األعذار‪ ،‬وأن تتحمل المسؤولية‬ ‫ْ‬ ‫وابدأ حيا ًة جديدة‪.‬‬ ‫كاملة‪.‬‬ ‫هناك فرص ال متناهية للنجاح وصناعة الثروات (مبدأ الوفرة)‬ ‫صا ال متناهية‬ ‫من أولويات قناعات األثرياء إميانهم الراسخ بأن هناك فُ َر ً‬ ‫للنجاح وحتقيق ال�ثروات‪ ،‬وقد أُ ْطل َِق على هذا مبدأ الوفرة‪ .‬حقا إننا يف‬ ‫عصر يتصف بالوفرة؛ ففرص للنجاح ال حصر لها‪ ،‬وإذا كان يف حوزتك‬ ‫العالَم يف حوزتك‪ ،‬وأمكنك‬ ‫جهاز (البتوب) مع إنرتنت أو هاتف نقال كان َ‬ ‫مؤثرا يف العامل أجمع‪ .‬وعلى العكس من ذلك جند‬ ‫أن تقدم خدماتك‬ ‫ً‬ ‫أن الكثري من أبناء الطبقة الوسطى والفقراء يؤمن مببدأ الندرة‪ ،‬الندرة‬ ‫َّ‬ ‫يف الفرص‪ ،‬والندرة يف األموال‪ ،‬والندرة يف النجاح ‪ ،‬والندرة يف أسباب‬ ‫السعادة‪ .‬ندرة يف كل شيء‪ ،‬ولألسف فإن ذلك النمط من التفكري ال‬ ‫ي��ؤدي بصاحبه إىل النجاح؛ فالناجحون إن أخفقوا يف تنفيذ مشروع أو‬

‫‪13‬‬

‫حتمل املسؤولية وتعلّم الدروس‪ ،‬ثم انطلقوا‬ ‫حتقيق هدف ما‪ ،‬بادروا إىل ّ‬ ‫األشخاص‬ ‫جتد‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫العكس‬ ‫وعلى‬ ‫للنجاح‪،‬‬ ‫يف البحث عن فرص أخرى‬ ‫َ‬ ‫جناحا سريعًا ما يستسلمون للواقع إذا ما واجهوا الفشل ولو كان‬ ‫األقل‬ ‫ً‬ ‫وكأن فُ رص النجاح قد ولّت إىل غري رجعة‪ ،‬و قد أُغلقت أبواب‬ ‫بدرجة أقل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫األمل يف وجوههم ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تعلم من األثرياء وأعجب بهم‪:‬‬ ‫هذا األمر قد اليدركه الفقراء وأصحاب الطبقة الوسطى؛ ألنهم يحتقرون‬ ‫ويحسدون ويبغضون األثرياء بطريقة الواعية؛ وبذلك يرسلون رسائل‬ ‫بأن هؤالء قوم أبغضهم فال جتعلني منهم‪.‬‬ ‫مباشرة للعقل الباطن َّ‬ ‫سر من أسرار الغنى؛ فاألغنياء ُيعجبون باألغنياء ويتعلمون منهم‪،‬‬ ‫وهذا ٌّ‬ ‫َّأما الفقراء فيحتقرونهم ويحسدونهم‪ .‬وباهلل عليكم كيف تكون غنيًا‬ ‫دائما عن األغنياء فإين أقصد‬ ‫وأنت حتتقر وحتسد األغنياء؟ ويف كالمي ً‬ ‫ري يف غنى يدعو إىل فحش وفجور‪.‬‬ ‫الصاحلني منهم؛ فالخ َ‬ ‫أريد من ِّ‬ ‫أن ُيغ ِّير نظرته إىل تلك الفئة‪ ،‬وأن يصاحبهم‪،‬‬ ‫كل واحد منكم ْ‬ ‫لذا ُ‬ ‫وأن يتعلم منهم ويقرأ عن ِ‬ ‫واحدا منهم إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫س َيرِهم حتى يصبح‬ ‫ً‬ ‫الم َع ّ َدل المدرسي ال دخل له في غناي وثرائي ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُوجد صلة مباشرة بني الذكاء‬ ‫وقد أثبتت الدراسات احلديثة ً‬ ‫أيضا أنه ال ت َ‬ ‫شاهد؛‬ ‫املدرسي أوالنجاح يف املدرسة والنجاح يف احلياة‪ ،‬وهذا أمر ُم‬ ‫َ‬ ‫عددا من أصحابه كانوا عباقرة يف املدرسة‬ ‫فالكثري منا يعلم أن هناك‬ ‫ً‬ ‫إال أنهم واجهوا الكثري من الصعوبات يف حياتهم‪ ،‬والعكس صحيح حيث‬ ‫جناحا‬ ‫باهرا يف املدرسة إال أنه حقَّ ق‬ ‫جناحا‬ ‫نلحظ أن الكثري منا مل يحقق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأيضا فإن الكثري من الدراسات تشري إىل أن معدل دخل‬ ‫رائعا يف احلياة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الفاشلني يف املدرسة ُيضاعف أولئك املتفوقني لسبب بسيط وهو‬

‫‪14‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫أن التفوق قد مينع صاحبه من الدخول يف مشاريع جتارية ويكتفي‬ ‫َّ‬ ‫بوظيفة ذات راتب ثابت‪.‬‬ ‫وتلك كلمة أوجهها ٍّ‬ ‫لكل َمن يقرأ كتابي هذا ‪ :‬إذا مل تكن من املتفوقني‬ ‫عذرا يعجزك عن حتقيق‬ ‫يف املدرسة فال تأبه‪ ،‬وال تسمح لذلك أن يكون ً‬ ‫أحالمك وثرائك ‪ ،‬كُ ْن على يقني أنك إنسان ناجح مهما قِ يل لك يف تلك‬ ‫ودعمها يف نفسك ‪ ،‬ومتثلها يف سلوكك‪،‬‬ ‫كو ْن تلك القناعة‪ّ ،‬‬ ‫املدرسة ‪ِّ ،‬‬ ‫ْس أيام املاضي‪.‬‬ ‫واِن َ‬ ‫الغنَ ى‪:‬‬ ‫اإلسالم يحث على ِ‬ ‫من أبرز القناعات السلبية التي ت َُحول بيننا وبني الغنى َر ْب ُط الفقر باألجر‬ ‫�ط اإلسالم‬ ‫�ط الغنى بالفجور وال��وِ زْر؛ وال أدري َم ْن َربَ� َ‬ ‫ور ْب� ُ‬ ‫والثواب العظيم‪َ ،‬‬ ‫بالفقر!‬ ‫أن اإلسالم‬ ‫ودع��وين أخربكم بحقيقة قد يغفل عنها الكثريون‪ ،‬أال وهي َّ‬ ‫ال يدعو للفقر‪ ،‬بل على العكس فهو يحاربه؛ فقد استعاذ منه رسولُنا‬ ‫الكرمي فقال‪ « :‬الل َُّه َّم إِنِّي أ َ ُعوذُ ب َ‬ ‫اب الْقَ ْب ِر »‪ ،‬وجاء‬ ‫ِك مِ ْن الْكُ فْ ِر َوالْفَ قْ ِر َو َعذَ ِ‬ ‫أن بعض الصاحلني قال‪« :‬لو كان الفقر رجال لقتلته» ‪.‬‬ ‫يف األثر َّ‬ ‫القلب ‪ ،‬وانشغل به َع َّما سواها‪،‬‬ ‫مستقبحا إال إذا تعلَّق به‬ ‫فاملال ليس‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عبد الدرهم»‪َّ ،‬أما إذا كان املال يف اليد وسيلة‬ ‫جاء يف احلديث « تَعِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ال غاية؛ فهو قُ ربة ما أعظمها من قربة كما يف احلديث «ذهب أهل‬ ‫الدثور باألجور» ‪.‬‬ ‫اقتداء بصحابتنا الكرام‪ ،‬فهؤالء‬ ‫فما العيب إذن يف أن يكون املسلم ثريًا‬ ‫ً‬ ‫هم الصحابة الذين عاشوا يف كنف رسول اهلل‪ ،‬بل منهم َم ْن تزوج إبنتي‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل عليهم غناهم‪ ،‬بل‬ ‫رسول اهلل وهو عثمان بن عفَّ ان‪ ،‬فلم ينكر‬ ‫كان يدعو لهم باخلري والربكة‪ ،‬ويقول‪ ...« :‬إنك إن تدع ورثتك أغنياء خري من‬ ‫أن تدعهم عالة يتكففون الناس‪.»...‬‬

‫‪15‬‬

‫اآلن وبعد أن تخلصت من تلك القيود والقناعات املقيدة أن لك أن تبدأ‬ ‫مشروعك‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬

‫اخلطوة‬ ‫الثانية‬ ‫مشروعك‬ ‫إبدأ‬ ‫َ‬

‫‪17‬‬

‫أن تسعة أعشار الرزق يف التجارة‪ ،‬نعم الرثاء يف التجارة‪،‬‬ ‫َو َر َد يف األثر َّ‬ ‫بأن‬ ‫�‬ ‫دائ‬ ‫أنصحك‬ ‫أنني‬ ‫إال‬ ‫�ال‪،‬‬ ‫�‬ ‫�م‬ ‫�‬ ‫األع‬ ‫�ادة‬ ‫�‬ ‫�ري‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫بشدة‬ ‫املؤيدين‬ ‫وأن��ا من‬ ‫�م��ا ْ‬ ‫ً‬ ‫مشروعا يعمل فيه املال من أجلك وليس العكس؛ فالكثري من‬ ‫تختار‬ ‫ً‬ ‫املشاريع التجارية تؤدي إىل اإلرهاق والتعب واخلسائر املادية‪ .‬اذن قبل ان‬ ‫نبدا ذلك املشروع التجاري يجب ان نتكلم اوال عن سر من اهم اسرار الرثاء‪:‬‬ ‫الرثاء بالنسبة يل هو حتقيق احلرية املالية‪.‬‬ ‫الثراء في تحقيق الحرية المالية‪:‬‬ ‫ولكن السؤال هنا ما الفرق بني الرثاء‬ ‫الرثاء يتحقق بتحقيق احلرية املالية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واحلرية املالية؟‬ ‫َّن إدارك الفرق بينهما غاية يف األهمية؛ لذا أدعو اجلميع إىل إدراك ذلك‬ ‫الفرق من خالل توضيحي له يف السطور التالية؛ فالرثاء ببساطة يرمز‬ ‫إىل كرثة النقود واألم��وال‪ ،‬والتي ميكن أن تفقدها يف أزمة مالية أو يف‬ ‫خماطرة غري حمسوبة‪َّ ،‬أما احلرية املالية فهي تتطلب التفريق بني‬ ‫نوع ْين من الدخل‪:‬‬ ‫َ‬

‫أن تعمل من أجل المال )‪(Active Income‬‬ ‫أو يعمل المال من أجلك )‪(Passive Income‬‬ ‫الدخل النشط (‪ :)Active Income‬وهو الدخل املتعلق بوقتك وجهدك والذي‬ ‫يكون نتيجة الوظيفة أو العائد من مشروعك التجاري الذي تعمل به‪،‬‬ ‫ومشكلة هذا النوع أنه متعلق مباشرة بوقتك وجهدك وصحتك ـ وكلما‬ ‫أردت أن يزداد دخلك وجب عليك أن تعمل بصورة أكرب‪ .‬واذا توقفت عن‬ ‫َ‬ ‫العمل توقف الدخل ‪ .‬فمثال تندرج الوظائف واملشاريع الصغرية حتت هذا‬ ‫التصنيف ‪ :‬فاملوظف يعمل ‪ 40‬ساعة يف االسبوع ملدة ‪ 40‬سنة تقريبا‬

‫‪18‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫وال يستطيع ان يتوقف اثناء تلك املدة حتى يصل للتقاعد‪ .‬وهناك ايضا‬ ‫فئة اصحاب املشاريع الصغرية فمعظمها لألسف مرتبط وجودها‬ ‫بوجود من اسسها فاذا توقف املؤسس عن العمل توقف املشروع‪،‬‬ ‫كحال الطبيب يف عيادته او املهندس يف شركته او احملامي يف مكتبه‬ ‫أو الطباخ يف مطعمه‪ .‬ان معظم املشاريع الصغرية تفشل يف فرتة‬ ‫وجيزة لذلك السبب‪.‬‬ ‫الدخل اإلضايف أو السلبي (‪ :)Passive Income‬هو الدخل الذي ال يتعلَّق بجهدك‬ ‫أو وقتك؛ فاملال يعمل من أجلك دون تَدخّ ل منك أو تعب ‪ ،‬هذه الفئة من‬ ‫البشر تعمل لفرتة وجرية من اجل بناء اصول او امالك استثمارية ثم بعد‬ ‫بسط الصورة أضرب‬ ‫فرتة يتوقفون عن العمل والعائد ال يتوقف ولكي أُ ِّ‬ ‫لكم املثال التايل‪ :‬العقار االستثماري صورة من صورة الدخل اإلضايف ؛‬ ‫نتحصل على إيراد شهري من‬ ‫فالعقار بعد االنتهاء منه وتأجريه بالكامل ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫املستأجرين دون تدخل منّا أو عمل إضايف‪.‬‬ ‫إسمعوين جيدًا ‪:‬‬

‫(الدخل اإلضافي‪Passive Income‬‬ ‫هو الوسيلة الرئيسية للحرية المالية)‬ ‫فتعريف الحرية المالية في المعادلة اآلتية‪:‬‬ ‫إذا وصل الدخل اإلضايف إىل درجة تفوق مصاريفنا الشهرية؛ فنحن قد‬ ‫�رارا ميكننا بعدها أن نستقل عن‬ ‫وصلنا إىل احلرية املالية؛ وأصبحنا أح� ً‬ ‫وظائفنا‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫الدخل‬ ‫اإلضافي‬ ‫استثمار‬ ‫عقار‬

‫المصاريف‬ ‫الشهرية‬ ‫القروض‬ ‫الضـروريــات‬

‫تسويق متعدد‬

‫تلك معادلة ال�ثراء؛ فالرثاء يف احلرية املالية‪ ،‬واحلرية املالية تكون‬ ‫بتحقيق دخ��ل إض���ايف‪ ،‬وال��دخ��ل اإلض���ايف ي��ك��ون نتيجة إي����رادات من‬ ‫استثمارات وأصول وأمالك‪.‬‬ ‫إن هذا املوضوع لألسف يجهله الكثريون؛ وهم معذورون يف ذلك؛‬ ‫َّ‬ ‫ألنهم مل يسمعوا عنه ال من املؤسسة األسرية (الوالدان)‪ ،‬ومل يدرسوه‬ ‫يف املؤسسات التعليمية (امل��دارس واجلامعات)؛ ومل ي��روا أمامهم‬ ‫واحد من معلميهم‬ ‫ يف الغالب ‪ -‬مثا ًال ح ًّيا للحرية املالية قد حقَّ قه‬‫ٌ‬ ‫أو والديهم؛ إذن فمن أين لهم اإلملام بهذا املوضوع (الدخل اإلضايف‬ ‫(‪ Passive Income‬فض ًال عن جمرد السماع عنه‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫وهذا النوع من الدخل هو الذي يودي اىل احلرية املالية‪ ،‬ففي اللحظة التي‬ ‫تتوقف فيها عن مقايضة اغلى ما متلك اال وهو الوقت باملال ـ تتوقف‬ ‫عن العمل من أجل املال ‪ ،‬هذه اللحظة تعترب والدة حياة جديدة ‪ ،‬حياة‬ ‫احلرية‪ .‬فيمكنك االن ان تعمل ما تشاء مع من تشاء وقتما تشاء كيفما‬ ‫تشاء دون االنشغال بهم توقف امل��ال ودون استئذان أح��د‪ .‬فاحلرية‬ ‫املالية هو سبيل حلرية الوقت ‪ Time Freedom‬وما أورع حرية الوقت‪ .‬ما أورع‬ ‫ان تقضي االوقات اجلميلة مع من حتب‪ .‬مع زوجك وابنائك وصلة ارحامك‬ ‫بالحدود‪ ،‬وما أروع ان تقضي االوقات يف صالة وتهجد واعتكاف وحفظ‬ ‫للقران دون احلاجة لطلب إجازة أو استئذان‪.‬‬ ‫حرية الوقت هي الغاية من وراء احلرية املالية وال تتحصل اال بــ ‪Passive‬‬ ‫‪ . Income‬ومن يفهم ذلك االمر ال يتنازل ابدا عن ذلك النوع من الدخل ‪ .‬ويا‬ ‫ليتكم تشعرون مبا اشعر به االن وانا حر ماليا حرية مطلقة فانا اعمل ما‬ ‫أعشق مع من اعشق وعملي رسالة وحياتي كلها اعياد وسعادة ‪ .‬كل‬ ‫ذلك حتقق بفضل اهلل ثم ‪ Passive Income‬ولذلك ادعو لذلك النوع من الدخل‬ ‫طوال حياتي‪ .‬فقد توقفت عن العمل من اجل املال منذ سنوات بعد ان‬ ‫حققت احلرية املالية املطلقة وتفرغت لتعليم الناس الرثاء والعطاء ‪.‬‬ ‫ومع احلرية املالية تتحقق راح��ة البال والتوقف عن القلق مبا يتعلق‬ ‫باملال‪ ،‬ويتفرغ االنسان لالولويات وحتقيق االح�لام وااله��داف العظيمة‬ ‫وخدمة اخللق واالبداع يف العطاء وما اروعها من حياة‪.‬‬ ‫مشروعك الخاص بـــ ‪:Passive Income‬‬ ‫إبدأ‬ ‫َ‬ ‫أتكلم عنها هي مشاريع هدفها احلصول على دخل‬ ‫التي‬ ‫املشاريع‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إضايف ‪ ،Passive Income‬ومن ثم حتقيق احلرية املالية‪ ،‬وهي تندرج حتت‬ ‫األصناف اآلتية‪:‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ .1‬األسهم‪:‬‬ ‫دائما على تعلّم مهارة التعامل مع األسهم‪ ،‬واالنخراط يف‬ ‫أشجع‬ ‫•‬ ‫ً‬ ‫الدورات التدريبية‪ ،‬والتتلمذ على يد أفضل األساتذة يف ذلك األمر ‪.‬‬ ‫ولكن احل��ذر احل��ذر من تتبع نصح اآلخرين ذوي الدراية احمل��دودة؛‬ ‫فاألفضل دائما تعلّم تلك امل��ه��ارة‪ ،‬وع��دم الوثوق بنصائح بعض‬ ‫األقرباء مِ َّمن ال يفقهون يف تلك املهارة‪.‬‬ ‫• ويجب التأكد من جواز اقتناء بعض األسهم مبراجعة هيئات اإلفتاء‬ ‫خصوصا‬ ‫يف ذلك األمر؛ فهناك بعض احملاذير التي يجب االنتباه اليها‬ ‫ً‬ ‫عند االستثمار يف األسهم األجنبية‪.‬‬ ‫• ال��ت��ح��دي��ات‪ :‬االستثمار يف االس��ه��م يحتاج إىل دراس���ة السوق‬ ‫واخملاطر وكيفية احلد من خماطر اخلسارة وما اىل ذلك وقد تاخذ‬ ‫تلك الدراسة سنوات من التعلم وحتتاج الكثري من رأس املال‪.‬‬ ‫‪ .2‬العقار ‪:‬‬ ‫• أنصح دائمًا باالستثمار يف العقار كمصدر إضايف وعلى املدى‬ ‫البعيد يحقق احلرية املالية بإذنه تعاىل‪.‬‬ ‫• املعضلة الوحيدة هو رأس املال املطلوب لتمويل ذلك العقار‪،‬‬ ‫ؤمن احلريةَ املالية فمث ًال للحصول على دخل شهري‬ ‫والذي سوف ُي ِّ‬ ‫يصل إىل ‪ 10‬آالف دوالر لن يقل رأس مال العقار عن مليون دوالر‪ ،‬وذلك‬ ‫مبلغ كبري‪.‬‬ ‫‪ .3‬حقوق امللكية الفكرية‪:‬‬ ‫• كالعوائد من تأليف الكتب‪ ،‬أو براءات االخرتاع‪ ،‬أو األغاين املوسيقية‪ ...‬إلخ‪...‬‬ ‫سمعت من‬ ‫أشجع على التأليف بكل جارحة يف جسدي فكما‬ ‫•‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫إن الكتاب هو ابن العامل املُ خَ لَّد‪.‬‬ ‫الدكتور طارق السويدان مقولة‪َّ :‬‬

‫‪22‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫فالكتاب يف الدنيا دخل إض��ايف‪ ،‬وبعد املمات علم نافع وصدقة‬ ‫جارية إن شاء اهلل‬ ‫ألفت كتا ًبا تسهم به يف نهضة هذه األمة‪.‬‬ ‫هلل إال وقد‬ ‫َ‬ ‫• ال َ‬ ‫تلق ا َ‬ ‫‪ .4‬التجارة على اإلنرتنت ‪:Internt Marketing‬‬ ‫منوا وأقلها تكلفة‪.‬‬ ‫• هي أسرع التجارات ً‬ ‫أن أكرث من ‪ %97‬مِ َّم ْن يقومون باالنخراط يف ذلك‬ ‫• يجب االنتباه إىل َّ‬ ‫النوع من املشاريع ال يجنون شي ًئا‪ ،‬وهذا أمر مهم‪ ،‬ويل خربة البأس‬ ‫بها يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫كنت ضمن ضحايا‬ ‫• تتطلب تطوير بعض املهارات جلني األرباح‪ ،‬وإال َ‬ ‫فإن تلك التجارة يف العامل العربي حتتاج إىل بعض‬ ‫اإلنرتنت‪ .‬ولألسف َّ‬ ‫ري على بطاقته‬ ‫ؤمن الكث ُ‬ ‫التشجيع والثقة حتى تنتعش‪ ،‬فإىل اآلن ال ُي ِّ‬ ‫االئتمانية من السرقات االكرتونية؛ ولذلك يحجم الكثريون عن الشراء‬ ‫مباشرة عن طريق اإلنرتنت‪.‬‬ ‫‪ .5‬البيع املباشر (يعرف ايضا بالتسويق املتع ّ ِدد املراحل‬

‫‪Multi Level Marketing‬‬

‫• تتلخص فكرته ببساطة يف التخلص من الوسطاء التقليديني يف‬ ‫البيع (كت َُجار اجلُ ْملَة وت َُجار التجزئة بحيث يتم التواصل مباشرة بني‬ ‫أيضا ُم َر ِّو ًجا للمنتجات‬ ‫املصنع واملستهلك؛ فيصبح املستهلك ً‬ ‫وبذلك يتم توفري ‪ 60‬إىل ‪ %70‬من العمولة التي تُدفَ ع للوسطاء‪ ،‬ويتم‬ ‫للم َروجني على أجيال متعاقبة‪.‬‬ ‫دفعها ُ‬ ‫• هي فكرة قدمية بدأت منذ أكرث من ‪ 100‬سنة‪ ،‬وهناك الكثري من‬ ‫الشركات العمالقة يف هذا اجملال‪ ،‬واملُ ْد َر َجة يف البورصة األمريكية‬ ‫ولها فروع عاملية‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫• أفضل ما يف هذا النوع من التجارات عدم احلاجة إىل رأس مال‬ ‫للدخول يف املشاريع‪ ،‬وإمكانية التسويق يف جميع دول العامل دون‬ ‫احلاجة إىل دفع رواتب للموظفني أو استئجار مكاتب ‪.‬‬ ‫• يتسم أيضا بعدم احلاجة اىل خربة سابقة أو سرية ذاتية أو شهادات‬ ‫أكاميية ويعد من اقل املشاريع من حيث اخملاطر‪.‬‬ ‫أيضا بأنه اليتأثر باألزمات االقتصادية أو السياسية‬ ‫• وميتاز هذا النوع ً‬ ‫أي بلد؛ فاملرونة التي يتسم بها هذا املشروع تسمح‬ ‫التي تقع يف ِّ‬ ‫بفتح أس���واق ج��دي��دة يف ك��ل مكان يف ال��ع��امل‪ ،‬ف�لا ح��دود ضيقة‬ ‫للتسويق‪.‬‬ ‫َّإن كبار مدربي الرثاء ينصحون به وعلى رأسهم‪:‬‬ ‫• روبرت كويوساكي ‪ Robert Kiyosaki‬املؤلف الشهري و صاحب الكتاب‬ ‫الشهري (األب الغني واألب الفقري) والذي جتاوزت مبيعاته ‪ 25‬مليون‬ ‫نسخة‪ ،‬كما أن له كتابني يف هذا اجملال أحدهما بعنوان ‪Business‬‬ ‫‪ School‬والثاين بعنوان ‪ Business in the 21 St Centurey‬أنصح بقراءتهما مل َْن‬ ‫يتبع هذا النوع من املشاريع؛ ألنه يؤمن أفضل تدريب قيادي وإداري‬ ‫باملقارنة مع غريه من املشاريع ‪.‬‬ ‫• ت��وين روبنز وب��وب بروكتور وج��اك كانفيلد صاحب سلسلة كتاب‬ ‫شوربة دجاج وايضا فيلسفوف االدارة جيم رون واحملفز العاملي‬ ‫ليز براون وعمالقة مدربي التنمية البشرية والتنمية االدارية كرباين‬ ‫تريسي وتوم بيتزر وستيفن كويف ‪.‬‬ ‫• أيضًا ‪ Harv Aker‬و ‪Robert Allen‬‬ ‫• وغريهم الكثري من معلمي الرثاء ينصحون بذلك األمر؛ حيث ميكن‬ ‫البدء يف املشروع من البيت‪ ،‬وإمكانية تكوين مشروع عمالق‪ ،‬كما‬ ‫عد هذا النوع من التسويق من أسرع الطرق للحرية املالية‪ ،‬وتأمني‬ ‫ُي ُّ‬ ‫مصدر دخل إضايف‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫مزايا البيع املباشر‬ ‫• تطبيق مبدا ‪ :Power of Lerage‬القوة العددية او قوة اجلماعة ‪ :‬وهو من‬ ‫اهم مباديء صناعة الرثوات حيث يعرف ايضا باالستفادة من ‪Other‬‬ ‫‪ .People Power‬طاقات اآلخرين‪ .‬ما مييز هذا النوع من املشاريع قدرة‬ ‫االنسان على استخدام موارد االخرين من مال ووقت وعالقات وخربات‬ ‫وجتارب وبذلك يستطيع ان يحقق احلرية املالية يف زمن وجيز ‪ .‬وكما‬ ‫قال اخلبري املايل روبرت كيوساكي ‪ :‬االنسان الرثي هو من يستثمر‬ ‫طاقات من هم اذكى منه‪.‬‬ ‫�م ما يف هذا النوع من املشاريع هو إمكانية حتقيق احلرية‬ ‫• أه� ّ‬ ‫املالية املطلقة خالل سنوات معدودة ترتاوح من ‪ 3‬إىل ‪ 5‬سنوات‬ ‫بدخل قد يفوق العشرات االالف من الدوالرات؛ وهذا األمر يجعل ذلك‬ ‫النوع من أفضل األنواع لالستثمار‪ ،‬والبدء يف رحلة احلر ّية املال ّية‪.‬‬ ‫تلك خالصة أهم املشاريع التي من خاللها ميكن التحصل على ‪Passive‬‬

‫‪ Income‬ولكن‪:‬‬ ‫أوصيكم بـــ ‪:‬‬

‫التركيز التركيز التركيز ‪Focus Focus Focus‬‬ ‫واحضر دوراتها‪،‬‬ ‫ص بها‪ ،‬وتعلّمها‪ ،‬واقرأ عنها‪،‬‬ ‫رت واحدةً منها‪،‬‬ ‫اخ ْ‬ ‫وتخص ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ري‬ ‫أي منها عملية تتطلب الكث َ‬ ‫وتتلمذ على يد أساتذتها؛ فبناء ثروة يف ٍّ‬ ‫متاما‪.‬‬ ‫من التدريب والتعليم وال��ق��راءة والتجربة‪ ،‬وهكذا إىل أن تتقنها‬ ‫ً‬ ‫حيث تشري بعض الدراسات إىل حاجة اإلنسان إىل ‪ 10‬آالف ساعة تدريب لكي‬ ‫يتقن مهارة بطريقة احرتافية‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫وحذار من االنخراط يف أكرث من واحدة من تلك املشاريع‪ ،‬وخذها مني‬ ‫صريحة لن تستطيع الرتكيز‪ ،‬بل سوف تُصاب بالتشتت‪ ،‬وهذا واهلل ما‬ ‫تعلمت الدرس‪.‬‬ ‫أصابني يف بادئ أمري‪ ،‬واآلن‬ ‫ُ‬

‫‪26‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬

‫اخلطوة‬ ‫الثالثة‬ ‫ْ‬ ‫ابحث عن أستاذ‬ ‫وتتلمذ على يديه‬

‫‪27‬‬

‫عرفت قيمتَها الحقً ا‪،‬‬ ‫نصيحةٌ ذهبيةٌ مل أفهمها بادئ طريقي؛ ولكني‬ ‫ُ‬ ‫وقد كلفني ذلك خسارة نصف مليون دوالر كان ميكن تالفيها ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫البحث عن قدوةٍ لك تتلمذ على يديه ألمر من األهمية مبكان؛ حيث‬ ‫إن‬ ‫َّ‬ ‫الوقت‬ ‫يقدم لك من خرباته‪ ،‬ويدلك على الطريق الصحيح‪ ،‬ويوفّ ر عليك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ري من مواقف اإلخفاق والفشل‪.‬‬ ‫واجلهد‬ ‫واملال‪ ،‬ويجنبك الكث َ‬ ‫َ‬ ‫هناك طريقتان للنجاح‪ :‬أما إن تتعلم من اخطائك أو تتعلم من اخطاء‬ ‫غريك‪ .‬التعلم من اخطائك يكلفك اغلى ما متلك اال وهو الوقت اما التتلمذ‬ ‫على يد مرشد اوموجه أو أستاذ قد سار ذلك املسار قبلك لهو اسرع‬ ‫وسيلة للنجاح يف صناعة احلرية املالية ‪ .‬جميع من أعرف من الناجحني‬ ‫واالثرياء يف العامل عندهم الكثري من املدربني واملوجهني يف خمتلف‬ ‫جماالت احلياة‪ .‬فاذا أردت أن تلحق بهم يجب أن تقتدي بهم وتبحث عن‬ ‫ذلك املوجه أو املدرب‪.‬‬ ‫أدعوك للتمعن يف اختيار ذلك األستاذ أو املوجه ‪ Coach‬فذلك األمر سوف‬ ‫يحدد مصريك املايل‪ .‬ومن اهم صفات االختيار لذلك األستاذ اآلتي ‪ :‬هل‬ ‫حقق ماتصبوا إليه من حرية مالية؟‬ ‫الكثري يف جمال الرثاء واحلرية املالية يقولون ماال يعلمون وليست عندهم‬ ‫نتائج حقيقية أو حرية مالية مطلقة وفاقد الشيء ال يعطيه‪.‬‬ ‫ف��اذا وج��دت ذلك األستاذ فال تنفك عنه أب�دًا والزم��ه وتعلم من سمته‬ ‫وعلمه وأسمع له وطبق ما يقول وقريبًا جدا سوف القاك على القمة‬ ‫وقد حققت احلرية املالية املطلقة‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫احلرية املالية يف ‪ 3‬خطوات‬ ‫والزم األثرياء والناجحين‪:‬‬ ‫األثرياء يختلطون باألثرياء‪َّ ،‬أما الفقراء فيختلطون بالفقراء ‪ ،‬ومن أهم أسرار‬ ‫ال�ثراء البيئة احمليطة؛ فاحرص على خمالطة الناجحني واألثرياء تكن‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫س َّمى بقانون اخلمسة‬ ‫وأود أن أن ّبه هنا إىل مبدأ أو قانون ُي َ‬ ‫ُّ‬ ‫دخلك الشهري هو معدل دخل الخمسة المقربين لك ‪....‬‬ ‫فإن معظمنا مل يخرت‬ ‫تفكَّ ْر يف ذلك قلي ًال ‪ ...‬أليس ذلك صحيحًا؟ ولألسف َّ‬ ‫أولئك اخلمسة بطريقة واعية‪ ،‬معظمنا اختارهم إما من املدرسة أو‬ ‫اجلامعة أو العمل ‪.‬‬ ‫مل نخرتهم بعناية‪ ،‬ومل ندرك أثرهم العظيم على حياتنا إال بعد فوات األوان‪،‬‬ ‫جدا من‬ ‫فأنت نتاج بيئتك‪ ،‬ولو تفكّ رت للحظة فإن دخلك‬ ‫ّ‬ ‫الشهري قريب ًّ‬ ‫أيضا قريب من وزنهم‪ ،‬ولكن الطامة الكربى هي‬ ‫دخلهم‪ ،‬بل ورمبا وزنك ً‬ ‫أنكم تتشاركون نفس األفكار‪ ،‬وتتحدثون نفس األحاديث أبد الدهر؛ فكيف‬ ‫باهلل عليك تصبح ثريًا وأنت تختلط بغري األثرياء‪ ،‬وحديثك غري حديثهم‪،‬‬ ‫وأفكارك غري أفكارهم !!‬ ‫تقرر االنفصال عن السلبيني‬ ‫إذا‬ ‫َ‬ ‫أردت أن تلتحق بالناجحني فقد آن األوان ْ‬ ‫أن ِّ‬ ‫وأن تلحق ب َِركْ ِب األثرياء والناجحني‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫ويف اخلتام‬ ‫أعلم أنه‪:‬‬ ‫لن ينمو دخلك إال بقدر نمو ذاتك‬ ‫صناعة ثروة هي رحلة استحقاق وجدارة‪ .‬فعليك بااللتزام التام بالتحسن‬ ‫املستمر وق��راءة الكتب وحضور ال��دورات الرتيبية ومالزمة االيجابيني‬ ‫والتتلمذ على يد أستاذ‪ .‬الزم املسار واخرت اجلوار املناسب لذلك املسار‬ ‫وتوقف عن سرد األعذار‪.‬‬ ‫وقري ًبا سوف تصبح قدوة للعاملني‪ ،‬ومثا ًال ُيحتذَ ى به كالكثري من األثرياء‬ ‫واألغنياء‪.‬‬ ‫وأتوب إليك ‪...‬‬ ‫اللهم وبحمدك ‪ ...‬أشهد أال إله إال أنت ‪ ...‬أستغفرك‬ ‫سبحانك‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته ‪...‬‬

‫‪30‬‬

‫د‪ .‬مجدي عبيد‬ ‫ابريل ‪2017‬‬