issue1535 AR

Page 35

‫قصة الغالف‬ ‫رفضهم لنتائجها‪ ،‬وكذلك معظم الصحفيين األجانب‬ ‫الذين سمح لهم بتغطية الحملة االنتخابية‪ ،‬وهم‬ ‫يشاهدون صفوفا طويلة من اإليرانيين‪ ،‬بدا منهم‬ ‫الشبان بشاراتهم الخضراء رافعين شعار التغيير‪.‬‬

‫لقد تأكد الجميع أن نتائج‬ ‫االنتخابات تم تزويرها لصالح‬ ‫أحمدي نجاد بعد أن كانت نتيجتها‬ ‫فوزا ساحقا لمير حسين موسوي‪،‬‬ ‫وكان أكبر دليل على هذا التزوير‬ ‫هي طوابير المقترعين من الموجة‬ ‫الخضراء وما لديهم من عالمات‬ ‫تميِّـزهم‪ ،‬سواء في طهران أو في‬ ‫ال ُمـدن والقرى اإليرانية األخرى‬ ‫حتى التي و ّزع فيها أنصار أحمدي‬ ‫يصوت لرئيسهم‪،‬‬ ‫نجاد مبالغ لكل من‬ ‫ِّ‬ ‫فقد كانت هذه الطوابير تش ِّكـل‬ ‫مجسات حقيقية لحجم التأييد الذي‬ ‫حصل عليه موسوي على عكس‬ ‫النتائج المزورة‪.‬‬ ‫و شاهد العالم تصرفات هذا الشعب في انتخابات‬ ‫رسمت ‪ -‬كما في كل االنتخابات اإليرانية على م ّر‬ ‫العقود الثالثة الماضية ‪ِ -‬حـراكه وجديته في التعاطي‬ ‫مع القضايا التي تقرّر مصيره‪.‬‬ ‫وعندما كان الشباب الذين يقدر عددهم بأكثر من‬ ‫‪ 15‬مليون ناخب‪ ،‬يشكلِّـون ثلثي الـ ‪ 46‬مليون‬ ‫يحـق لهم االقتراع‪ ،‬يتوجّـهون نحو‬ ‫إيراني الذين ِ‬ ‫المراكز االنتخابية‪ ،‬كان لِـزاما أن يرى العالم فرحهم‬ ‫وحبّـهم للحياة وهم يحتفلون بالعودة مج ّددا إلى ما‬ ‫يمكن اعتباره ال ُمثل المؤسسة لنظام "الجمهورية‬ ‫اإلسالمية" وأهداف دستورها‪ ،‬بعد أن ع ِمـلت فيهم‬ ‫صـلتهم‬ ‫سياسة أحمدي نجاد‪ ،‬جُرحا يكاد يُـنهي ِ‬ ‫بالنظام القائم‪.‬‬ ‫لقد فقد معظم الشبّـان في إيران ثقتهم بـ "الجمهورية‬ ‫اإلسالمية" خالل السنوات الماضية التي أعقبت‬ ‫مجيء الرئيس اإلصالحي محمد خاتمي‪ ،‬خصوصا‬ ‫صـراع بين "روحانيت مبارز"‬ ‫في ِذروة ال ِّ‬ ‫و"روحانيون مبارز"‪ ،‬عندما كان علماء الدِّين من‬ ‫هذا التيار أو ذاك يتراشقون بالتُّـهم وبالفضائح‪،‬‬ ‫لتضعف عالقة الشبان‪ ،‬وبشكل خاص الطالّب في‬ ‫الجامعات‪ ،‬بطبقة علماء الدِّين بعد أن أعاد انتخاب‬ ‫خاتمي عام ‪ 1997‬شيئا من الرّوح إلى هذه العالقة‬ ‫المتوتِّـرة على ال ّدوام‪ ،‬اللّـه ّم إال في فترة الثورة التي‬ ‫أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي وحتى رحيل‬ ‫اإلمام الخميني في يونيو‪/‬حزيران ‪.1989‬‬ ‫وليس ِسـرا القول إن المناظرات التي بثها التليفزيون‬ ‫‪ ،‬ألول مرة بين المرشحين األربعة واألسلوب الذي‬ ‫استخدمه أحمدي نجاد "إلحراج منافسيه"‪ ،‬كان‬ ‫‪ 05‬ديسمبر ‪2009‬‬

‫محتجون مؤيدون للمعارضة يحتشدون في شوارع وسط العاصمة طهران في ‪ 9‬تموز يوليو ‪ .2009‬وقد أطلقت الشرطة اإليرانية الغا‬ ‫الدموي في عام ‪ ،1999‬كما ذكر شهود عيان‪.‬‬

‫بالنسبة للكثير من الشباب اإليراني‪ ،‬بمثابة الق ّشـة‬ ‫التي قصمت ظهر البعير‪.‬‬ ‫فأحمدي نجاد‪ ،‬الذي يوصف من قِـبل أنصاره‬ ‫المروجين له‪ ،‬بأنه استخدم خطابا "شعبويا"‬ ‫و‬ ‫ِّ‬ ‫لمالمسة قلوب فقراء إيران‪ ،‬لم ي َر فيه معظم‬ ‫الشباب الذي ص ّوت لصالح المرشح المنافس مير‬ ‫حسين موسوي‪ ،‬إال واحدا ممن ال يتورعون عن‬ ‫التف ّوه بأي كالم ض ّد َمـن يعتقدون أنه عد ّو لهم‪.‬‬ ‫بل لقد ذهب أحمدي نجاد إلى أبعد من "الليّـاقة‬ ‫الشعبوية"‪ ،‬حين أخذ يكيل االتهامات يمينا ويسارا‬ ‫ألقطاب النظام وأركان الثورة‪ ،‬ولكل حقبة اإلمام‬ ‫الخميني ال ّراحل وما فيها من منجزات‪ ،‬أهمها‬ ‫أن الذين أتّـهمهم بالفساد‪ ،‬هم َمـن حفظوا نظام‬ ‫الجمهورية من السّقوط في زمن الحرب العراقية‬ ‫اإليرانية وما رافقها من مؤامرات "شرقية‬ ‫وغربية"‪ ،‬خصوصا حين تعلّـق األمر بزوجة مير‬ ‫حسين موسوي‪ ،‬السيدة زهراء رهنورد‪ ،‬ومحاولة‬ ‫إسقاط نظرة الشعب المفعمة باإليجابية إلى رئيس‬ ‫وزراء زمن الحرب "موسوي" عن طريق توزيع‬

‫صورة لزوجة موسوي من دون حجاب‪ ،‬وكانت‬ ‫مج ّرد صبيّـة‪ ،‬قبل أن تلتزم بالدِّين وبالثورة التي‬ ‫انض ّمـت إليها قبل انتصارها‪ ،‬حين كان خصومها‬ ‫في وا ٍد آخر مشغولين بالدِّراسة‪ ...‬هذا ما يردِّده‬ ‫معظم الذين فقدوا الثّـقة بأحمدي نجاد ووصفوه‬ ‫ّ‬ ‫"الكذاب"!‪.‬‬ ‫في شعاراتهم بـ‬ ‫وفيما أدت المناظرات التليفزيونية غير المسبوقة‬ ‫في إيران بين المرشحين للرئاسة إلى وضع جميع‬ ‫زعماء الثورة والنظام‪ ،‬من ُمع ّمـمين وغيرهم‪ ،‬في‬ ‫دائرة الش ّ‬ ‫ك‪ ،‬نجح مير حسين موسوي في لفت أنظار‬ ‫جيل الشباب‪ ،‬حتى أولئك الذين لم يسمعوا باسمه‪ ،‬أو‬ ‫لم يُولدوا بع ُد حين كان هو بعيدا عن دائرة الضوء‬ ‫لنحو عشرين عاما‪ ..‬والسبب كما يراه الخبراء أن‬ ‫التاريخ البُـد أن يترك صدَاه لدى ِجـيل الثورة الثالث‬ ‫‪.‬‬

‫رئيسان!‬

‫لقد تأكد الجميع أن نتائج االنتخابات تم تزويرها‬ ‫لصالح أحمدي نجاد بعد أن كانت نتيجتها فوزا‬ ‫ساحقا لمير حسين موسوي‪ ،‬وكان أكبر دليل على‬ ‫‪22‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.