قصة الغالف رفضهم لنتائجها ،وكذلك معظم الصحفيين األجانب الذين سمح لهم بتغطية الحملة االنتخابية ،وهم يشاهدون صفوفا طويلة من اإليرانيين ،بدا منهم الشبان بشاراتهم الخضراء رافعين شعار التغيير.
لقد تأكد الجميع أن نتائج االنتخابات تم تزويرها لصالح أحمدي نجاد بعد أن كانت نتيجتها فوزا ساحقا لمير حسين موسوي، وكان أكبر دليل على هذا التزوير هي طوابير المقترعين من الموجة الخضراء وما لديهم من عالمات تميِّـزهم ،سواء في طهران أو في ال ُمـدن والقرى اإليرانية األخرى حتى التي و ّزع فيها أنصار أحمدي يصوت لرئيسهم، نجاد مبالغ لكل من ِّ فقد كانت هذه الطوابير تش ِّكـل مجسات حقيقية لحجم التأييد الذي حصل عليه موسوي على عكس النتائج المزورة. و شاهد العالم تصرفات هذا الشعب في انتخابات رسمت -كما في كل االنتخابات اإليرانية على م ّر العقود الثالثة الماضية ِ -حـراكه وجديته في التعاطي مع القضايا التي تقرّر مصيره. وعندما كان الشباب الذين يقدر عددهم بأكثر من 15مليون ناخب ،يشكلِّـون ثلثي الـ 46مليون يحـق لهم االقتراع ،يتوجّـهون نحو إيراني الذين ِ المراكز االنتخابية ،كان لِـزاما أن يرى العالم فرحهم وحبّـهم للحياة وهم يحتفلون بالعودة مج ّددا إلى ما يمكن اعتباره ال ُمثل المؤسسة لنظام "الجمهورية اإلسالمية" وأهداف دستورها ،بعد أن ع ِمـلت فيهم صـلتهم سياسة أحمدي نجاد ،جُرحا يكاد يُـنهي ِ بالنظام القائم. لقد فقد معظم الشبّـان في إيران ثقتهم بـ "الجمهورية اإلسالمية" خالل السنوات الماضية التي أعقبت مجيء الرئيس اإلصالحي محمد خاتمي ،خصوصا صـراع بين "روحانيت مبارز" في ِذروة ال ِّ و"روحانيون مبارز" ،عندما كان علماء الدِّين من هذا التيار أو ذاك يتراشقون بالتُّـهم وبالفضائح، لتضعف عالقة الشبان ،وبشكل خاص الطالّب في الجامعات ،بطبقة علماء الدِّين بعد أن أعاد انتخاب خاتمي عام 1997شيئا من الرّوح إلى هذه العالقة المتوتِّـرة على ال ّدوام ،اللّـه ّم إال في فترة الثورة التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي وحتى رحيل اإلمام الخميني في يونيو/حزيران .1989 وليس ِسـرا القول إن المناظرات التي بثها التليفزيون ،ألول مرة بين المرشحين األربعة واألسلوب الذي استخدمه أحمدي نجاد "إلحراج منافسيه" ،كان 05ديسمبر 2009
محتجون مؤيدون للمعارضة يحتشدون في شوارع وسط العاصمة طهران في 9تموز يوليو .2009وقد أطلقت الشرطة اإليرانية الغا الدموي في عام ،1999كما ذكر شهود عيان.
بالنسبة للكثير من الشباب اإليراني ،بمثابة الق ّشـة التي قصمت ظهر البعير. فأحمدي نجاد ،الذي يوصف من قِـبل أنصاره المروجين له ،بأنه استخدم خطابا "شعبويا" و ِّ لمالمسة قلوب فقراء إيران ،لم ي َر فيه معظم الشباب الذي ص ّوت لصالح المرشح المنافس مير حسين موسوي ،إال واحدا ممن ال يتورعون عن التف ّوه بأي كالم ض ّد َمـن يعتقدون أنه عد ّو لهم. بل لقد ذهب أحمدي نجاد إلى أبعد من "الليّـاقة الشعبوية" ،حين أخذ يكيل االتهامات يمينا ويسارا ألقطاب النظام وأركان الثورة ،ولكل حقبة اإلمام الخميني ال ّراحل وما فيها من منجزات ،أهمها أن الذين أتّـهمهم بالفساد ،هم َمـن حفظوا نظام الجمهورية من السّقوط في زمن الحرب العراقية اإليرانية وما رافقها من مؤامرات "شرقية وغربية" ،خصوصا حين تعلّـق األمر بزوجة مير حسين موسوي ،السيدة زهراء رهنورد ،ومحاولة إسقاط نظرة الشعب المفعمة باإليجابية إلى رئيس وزراء زمن الحرب "موسوي" عن طريق توزيع
صورة لزوجة موسوي من دون حجاب ،وكانت مج ّرد صبيّـة ،قبل أن تلتزم بالدِّين وبالثورة التي انض ّمـت إليها قبل انتصارها ،حين كان خصومها في وا ٍد آخر مشغولين بالدِّراسة ...هذا ما يردِّده معظم الذين فقدوا الثّـقة بأحمدي نجاد ووصفوه ّ "الكذاب"!. في شعاراتهم بـ وفيما أدت المناظرات التليفزيونية غير المسبوقة في إيران بين المرشحين للرئاسة إلى وضع جميع زعماء الثورة والنظام ،من ُمع ّمـمين وغيرهم ،في دائرة الش ّ ك ،نجح مير حسين موسوي في لفت أنظار جيل الشباب ،حتى أولئك الذين لم يسمعوا باسمه ،أو لم يُولدوا بع ُد حين كان هو بعيدا عن دائرة الضوء لنحو عشرين عاما ..والسبب كما يراه الخبراء أن التاريخ البُـد أن يترك صدَاه لدى ِجـيل الثورة الثالث .
رئيسان!
لقد تأكد الجميع أن نتائج االنتخابات تم تزويرها لصالح أحمدي نجاد بعد أن كانت نتيجتها فوزا ساحقا لمير حسين موسوي ،وكان أكبر دليل على 22