Edition 1569 Arabic - من يستطيع إغلاق مضيق هرمز؟

Page 15

‫أمريكا وإيران‪ ..‬من يفرض العقوبات على من؟‬

‫لعبة شطرجن‬

‫تعرف إيران بأنها الدولة التي منحت العالم لعبة الشطرجن‪ ،‬لذا فمن املالئم متاما أن نشبه معركة العقوبات احلالية بينها وبني الواليات املتحدة‬ ‫بأنها لعبة شطرجن بني العبني فاشلني‪ .‬حيث دائما ما تتخذ طهران خطوات سيئة‪ ،‬بينما تعجز واشنطن عن شق طريقها صوب امللك على الرغم‬ ‫من أنها تلعب على نحو أفضل‪.‬‬

‫لقد كانت أحداث املدة األخيرة تشير إلى أن‬ ‫تعزيز عقوبات البترول الغربية على إيران والتي مت‬ ‫فرضها نظرا لبرنامجها النووي املزعوم‪ ،‬قد بدأت‬ ‫تؤتي ثمارها‪ ،‬ففي الوقت الذي تعمل فيه كل من‬ ‫بريطانيا وفرنسا على فرض حظر على مستوى‬ ‫االحتاد األوروبي على استيراد البترول من إيران‪،‬‬ ‫هناك مساع لتعديل قانون ترخيص الدفاع القومي‬ ‫للسنة املالية ‪2012‬لكي يقضي بحظر العمليات‬ ‫التجارية مع البنك املركزي اإليراني‪ .‬كما خفضت‬ ‫شركة تكرير البترول الصينية «سينوبيك»‬ ‫مشترياتها عن شهر يناير (كانون الثاني) من‬ ‫النفط اإليراني اخلام إلى النصف في نزاع حول‬ ‫شروط العقد‪ ،‬فيما ارتفعت الصادرات السعودية‬ ‫بنسبة الثلث‪.‬‬ ‫وكان ذلك متاما هو هدف التعديل‪ :‬قصر دائرة‬ ‫مستهلكي النفط اإليراني على الصني وعدة دول‬ ‫أخرى وإعطاؤهم القدرة على احلصول على البترول‬ ‫بسعر أقل مما يقلل إلى حد كبير من عائدات‬ ‫اجلمهورية اإلسالمية‪.‬‬ ‫وهو ما يأتي في أعقاب الفعالية املبهرة للعقوبات‬ ‫على سوريا‪ ،‬حيث انخفضت صادرات البترول‬

‫‪50‬‬

‫تقريبا إلى ال شيء‪ ،‬كما انسحبت كل من «شل»‬ ‫و«توتال» وغيرها من الشركات الغربية‪( .‬بالطبع‪،‬‬ ‫لم يوقف ذلك عمليات القتل‪ ،‬كما أن سوريا مجرد‬ ‫العب صغير في أسواق البترول العاملية)‪.‬‬ ‫والغريب أن رد فعل إيران كان مرتعبا‪ .‬وكأن فرض‬ ‫املزيد من العقوبات كان مفاجئا رغم أنها كان‬ ‫يجري اإلعداد لها منذ أشهر‪ ،‬كما كانت اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية بالفعل تعيش في ظل نوع من أنواع‬ ‫العقوبات على البترول منذ نشأتها قبل ثالثني‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫وكان من أبرز مظاهر رعب إيران هو تصاعد اخلطاب‬ ‫اإليراني حول احتياطي الطاقة الذي تشاركه مع‬ ‫جيرانها‪ .‬ففي نوفمبر (تشرين الثاني)‪ ،‬أعلن وزير‬ ‫البترول اإليراني رستم قاسمي‪ ،‬الذي كان قائدا‬ ‫باحلرس الثوري‪ ،‬أن تطوير «احلقول املشتركة» سوف‬ ‫يتم مبعدالت أسرع‪ .‬ثم في ‪ 22‬من ديسمبر (كانون‬ ‫األول)‪ ،‬قال املتحدث الرسمي باسم جلنة الطاقة‬ ‫باجمللس‪ ،‬عماد حسيني إن الدول العربية كانت‬ ‫تتعاون على سرقة البترول والغاز من احلقول التي‬ ‫متر عبر األراضي اإليرانية‪ .‬واتهم قطر على وجه‬ ‫التحديد والتي تشترك مع إيران في أكبر حقول‬

‫الغاز بالعالم‪ ،‬باإلضافة إلى الكويت والسعودية‪.‬‬ ‫ويعد «الكتلة ‪ »9‬على اجلبهة اإليرانية والذي ترنو‬ ‫إليه العراق‪ ،‬والذي من املقرر أن يتم عرضه في املزاد‬ ‫في مارس (آذار)‪ ،‬من القضايا األخرى التي يجدر‬ ‫االهتمام بها بعدما احتلت إيران حقل بترول يقع‬ ‫على احلدود في ‪ .2009‬وكانت مشكلة احلقول‬ ‫املشتركة تظهر من وقت آلخر منذ سنوات ولكن‬ ‫إلقاء الضوء عليها اآلن في ظل األوضاع املتوترة‬ ‫يضع املزيد من الضغوط على الدول العربية اجملاورة‪.‬‬ ‫وفي اليوم نفسه لتعليقات حسيني‪ ،‬أعلن أدميرال‬ ‫باحلرس الثوري لعبة حرب في مضيق هرمز الذي متر‬ ‫عبره نحو ‪ 40‬في املائة من جتارة النفط الدولية‪.‬‬ ‫حيث ينظر إلى إغالق مضيق هرمز باعتباره‬ ‫استجابة إيرانية ممكنة جتاه أي عقوبات متوقعة‬ ‫أو هجمات عسكرية‪ ،‬ولكن عمليا تستطيع‬ ‫الواليات املتحدة أن تعيد فتح املمر املائي وسوف‬ ‫تدعمها كل من أوروبا والهند والصني وغيرها من‬ ‫كبار مستوردي البترول‪( .‬باإلضافة إلى أن معظم‬ ‫صادرات إيران تقريبا متر عبر ذلك املضيق)‪.‬‬ ‫وفي ‪ 20‬ديسمبر‪ ،‬أعلنت وكالة األنباء اإليرانية شبه‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.
Edition 1569 Arabic - من يستطيع إغلاق مضيق هرمز؟ by المجلة - Issuu