«إيف أرنولد» تودع احلياة تاركة أرشيفا فريدا من الذكريات
رحيل املصورة ..بقاء الصورة
توفيت عن عمر يناهز 99عاما املصورة العاملية الشهيرة إيف أرنولد ،تاركة تراثا من الصور الوثائقية الفريدة في اإلمارات ،وقد كانت وفاتها خسارة للعالم الفني فهي أول سيدة يسمح لها باالنضمام إلى وكالة «ماغنوم» الشهيرة للتصوير في عام .1957 عرفت ايف بكمية الصور التي التقطتها ملارلني مونرو. كما اشتهرت بالصور غير الرسمية التي التقطتها عن قرب للممثلة ،التي صادقتها طوال فترة عملها الفني. وقد حتدث خبراء التصوير واملهتمون به عن جتربتها املميزة في اشارة إلى جناحها في الدخول الىمناطق تكاد تكون محظورة على املصورين في وقتها ،فقال مايكل بريتشارد، املدير العام جلمعية التصوير امللكية“ :استطاعت إيف الوصول إلى املشاهير الذين كانوا عادة ما يحذ َرون من املصورين نظرا لكونها امرأة في عالم يسوده الرجال”. وأرجع أيضا جناح أرنولد إلى “طبيعتها العاطفية الودود، ومتسكها بأخالقيات العمل”. ولدت أرنولد في أبريل (نيسان) 1912في فيالدلفيا في بنسلفانيا ،ألسرة روسية فقيرة ،وذهبت من أجل تصوير صور فنية للملكة إليزابيث الثانية ومارلني ديتريتش ومالكولم إكس .كما صورت العمال املهاجرين ،ورواد احلانات في نيويورك ،وصيادي األسماك الكوبيني والبدو األفغان ،أثناء أسفارها حول العالم إلى دول مثل الصني وروسيا وأفغانستان وجنوب أفريقيا وأميركا اجلنوبية. يركز جزء آخر من إسهامها التصويري ذي القيمة الكبيرة أيضا ،على الرغم من عدم ذيوع شهرته ،على الشرق 54
األوسط ،نتيجة لتمضيتها مدة طويلة من حياتها في تصوير احلياة العامة في اإلمارات. شهدت هذه الفترة إنتاج فيلم أرنولد الوحيد ،الذي صورته عام 1971بعد حصولها على إذن خاص بتصوير ترتيبات زواج الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم .وكان لفيلمها امللون الذي تبلغ مدته 50دقيقة حتت عنوان “خلف احلجاب” ،دورا في إبراز صورة نادرة وحميمية للقصر امللكي في دبي ،حيث صورت الزفاف من خالل عيون خادمة العروس نورا .كما ينسب إلى سلسلة مصاحبة من الصور الفضل مارلین مونرو بكامیرا إيف
في توثيق تغيرات مهمة في حياة املرأة في املنطقة. قال سعيد النابودة ،الرئيس التنفيذي للمشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون ،بعد مرور أربعني عاما في املعرض الذي أقيم في دبي لهذه اجملموعة ،والتي تتضمن صورا للعائلة املالكة ومشاهد إعداد الوالئم والرقص واالحتفاالت باإلضافة إلى تصوير الكواليس“ :ميثل فيلم (خلف احلجاب) جزءا من تراثنا في دبي واإلمارات والعالم العربي بأسره .فهو يحتفي ويحتفل بثقافة بالدنا. والزفاف حلظة مهمة في تاريخنا”. في عام 1946أثناء عملها في مصنع طباعة الصور في نيويورك ،لفتت موهبة أرنولد االنتباه سريعا. وبعد أن أصبحت واحدة من مصوري النجوم في مجلة “اليف” ،في بداية الستينيات ،انتقلت إلى لندن ،حيث عملت لعدة سنوات في صحيفة “صنداي تاميز” .وفي عام ،1995حصلت على لقب “السيد املصور” من مركز التصوير الدولي في نيويورك .وفي عام ،2003حصلت على وسام اإلمبراطورية البريطانية في خدمات التصوير، وفي عام ،2009حازت جائزة عن مجمل أعمالها من جوائز سوني وورلد. وفي بيان لها أعلنت وكالة “ماغنوم” أنه “رمبا يكون أفضل ما تشتهر به هو صورها الفريدة للناس :املشاهير والسياسيني واملوسيقيني والفنانيني واجملهولني .كما عزز تعاونها الوثيق واحلميم مع مارلني مونرو والذي استمر عشرة أعوام من مكانتها بوصفها واحدة من أبرز مصوري الصور الشخصية في عصرنا ،ولكن كانت التحقيقات الصحافية طويلة املدى هي التي تثير فضول ومشاعر أرنولد”.