اﻟﺒــﺎب اﻟـﺮاﺑـﻊ اﻟﺤـﺞ واﻟﻌﻤــﺮة ﺤﺮِﻣ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺤﺞ أو ﺑ ﺎﻟﻌﻤﺮة أن ﺗﻐﻄ ﻲ وﺟﮭﮭ ﺎ ) (1اﻟ ﺴﺆال :ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻤ ﺮأة اﻟ ُﻤ ْ ت وﻗﺪ ﻏﻄﱠﯿﻦ وﺟﻮھﮭﻦ وأﻛﻔﱠﮭﻦ ،ﻓﮭﻞ ھﺬا ﺤﺮِﻣﺎ ٍ وﻛﻔﯿﮭﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﺎھﺪﻧﺎ ﻧﺴﺎ ًء ُﻣ ْ ﺟﺎﺋﺰ ؟ ﺤﺮِﻣ ﺔ أن ﺗﻐﻄ ﻲ وﺟﮭﮭ ﺎ وﻛﻔﯿﮭ ﺎ ﺑﺨﻤ ﺎ ٍر أو ) (1اﻟﺠ ﻮاب :ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻤ ﺮأة اﻟ ُﻤ ْ ﻧﻘ ﺎب ،وﻣ ﺎ ﺗﻔﻌﻠ ﮫ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺴﺎء ﻣ ﻦ ﺗﻐﻄﯿ ﺔ اﻟﻮﺟ ﻮه واﻷﻛ ﻒﱢ ﻓ ﻲ اﻹﺣ ﺮام ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮع وﻻ ﯾﺠﻮز ،إذ أن إﺣﺮام اﻟﻤﺮأة ھﻮ ﺑﻜﺸﻒ اﻟﻮﺟ ﮫ واﻟﻜﻔ ﯿﻦ، وإِﺣﺮام اﻟﺮﺟﻞ ھﻮ ﺑﻜﺸﻒ اﻟﺮأس .ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﺑﻦ ﺧُﺰَﯾﻤ ﺔ وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ tأن رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " ...وﻻ ﺗﻨﺘﻘﺐ اﻟﻤﺮأة وﻻ ﺗﻠﺒﺲ اﻟ ُﻘﻔﱠﺎزَﯾﻦ " .وﻟﻔـﻆ اﺑـﻦ ﺧُﺰَﯾﻤﺔ " ﻻ ﺗﻨﺘﻘﺐ اﻟﻤﺮأة اﻟﺤﺮام ،وﻻ ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻘﻔﺎزﯾﻦ " ،وﻟﻔﻆ أﺑﻲ داود " اﻟﻤُﺤﺮِﻣ ﺔُ ﻻ ﺗﻨﺘﻘ ﺐ وﻻ ﺗﻠﺒﺲ اﻟ ُﻘﻔﱠﺎزَﯾﻦ " واﻟﻨﻘﺎب ﻏﻄﺎء اﻟﻮﺟﮫ واﻟﻘﻔﺎزات ﻏﻄﺎء اﻟﻜﻔﯿﻦ وﻛﻼھﻤ ﺎ ﻣﺤﻈﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻹﺣﺮام. أﻣﺎ ﻣﺎ رواه اﺑﻦ ُﺧﺰَﯾﻤﺔ ﻋﻦ أﺳﻤﺎء tا ﻗﺎﻟﺖ " ﻛﻨﺎ ﻧُﻐﻄﱢﻲ وﺟﻮھَﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ،وﻛﻨﺎ ﻧﻤﺘﺸﻂ ﻗﺒﻞ ذﻟ ﻚ " ﻓﯿُﺤﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﺘﻐﻄﯿ ﺔ ﺗﻜ ﻮن ﺑﺈﺳ ﺪال اﻟﺜﻮب أو ﺑﺮﻓﻊ اﻟﯿﺪﯾﻦ أﻣﺎم اﻟﻮﺟﮫ دون أن ﯾﻼﻣﺲ اﻟﻮﺟﮫ ،وﯾﻤﻜﻨﮭﺎ أن ﺗﺴﺘﺮ وﺟﮭﮭﺎ ﺑﻤﻈﻠﺔ أو ﺑﺄي ﺷﻲء ﺑﺸﺮط ﻋﺪم ﻣﻼﻣﺴﺘﮫ اﻟﻮﺟﮫ ﺑﺤﺎل ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﺑ ﻦ ﺧﺰﯾﻤﺔ ﻣﻌﻘﱢﺒ ًﺎ ﻋﻠﻰ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻣ ﺎﯾﻠﻲ )ﻟﻠﻤﺤﺮِﻣ ﺔ ﺗﻐﻄﯿ ُﺔ وﺟﮭِﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻏﯿ ﺮ س اﻟﺜﻮب ،إذ اﻟﺨﻤﺎر اﻟﺬي ﺗﺴﺘﺮ ﺑﮫ وﺟﮭﮭﺎ ﺑﻞ ﺗﺴﺪل اﻟﺜﻮب ب وﻻ إﻣﺴﺎ ِ اﻧﺘﻘﺎ ٍ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق رأﺳ ﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ وﺟﮭﮭ ﺎ أو ﺗ ﺴﺘﺮ وﺟﮭﮭ ﺎ ﺑﯿ ﺪھﺎ أو ﺑﻜﻤﮭ ﺎ أو ﺑ ﺒﻌﺾ ﺛﯿﺎﺑﮭﺎ ﻣُﺠﺎﻓﯿ ًﺔ ﯾﺪَھﺎ ﻋﻦ وﺟﮭﮭﺎ( ﺐ ﻗﺎﺻ ﺪﯾﻦ أداء اﻟﻤﻨﺎﺳ ﻚ وأراد أن ) (2اﻟﺴﺆال :رﺟﻞ اﻟﺘﺤ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ ﺑﺮﻛ ٍ ﯾﺆدي اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻣﻌﮭﻢ ،وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻌﺮف ﻛﯿﻒ أھﱡﻠ ﻮا ،أﺑ ﺎﻟﺤﺞ ﻓﻘ ﻂ ،أم ﺑ ﺎﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤ ﺮة ،وﺑﻤﻌﻨ ﻰ آﺧ ﺮ ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﯾﻌ ﺮف ھ ﻞ ﯾﻨ ﻮون اﻟﺘﻤﺘ ﻊ أم اﻹﻓ ﺮاد أم اﻟﻘﺮان ،ﻓﮭﻞ ﯾﺠﻮزﻟﮫ أن ﯾﻨﻮي أن ﯾﻔﻌﻞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﯿﻔﻌﻠﻮن دون ﺗﺤﺪﯾﺪ ؟ ل ﻛ ﺈھﻼل ھ ﺆﻻء اﻟﺮﻛ ﺐ. ) (2اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌ ﻢ ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﮫ ذﻟ ﻚ ﻓﯿﻘ ﻮل :ﻟﺒﯿ ﻚ ﺑ ﺈھﻼ ٍ وﯾﺼﺢ ﻣﻨﮫ ذﻟﻚ ،ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ tﻗﺎل " ﻗﺪﻣﺖُ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ rوھﻮ ﺖ ﻟﺒﯿ ﻚ ﺖ ؟ ﻗﻠ ُ ﺑﺎﻟﺒﻄﺤ ﺎء ،ﻓﻘ ﺎل :أﺣﺠﺠ ﺖ ؟ ﻗﻠ ﺖ :ﻧﻌ ﻢ ،ﻗ ﺎل :ﺑ ﻢَ أھﻠﻠ َ ﻄ ﻒْ ﺑﺎﻟﺒﯿ ﺖ وﺑﺎﻟ ﺼﻔﺎ ﺖ ،اﻧﻄﻠ ﻖ ﻓ ُ ﺑﺈھﻼلٍ ﻛﺈھﻼلِ اﻟﻨﺒﻲ ،rﻗﺎل :أﺣ ﺴﻨ َ واﻟﻤﺮوة " ...رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. 153
وھﺬا ﻃﺒﻌ ًﺎ إن ﻟﻢ ﯾﺘﯿﺴﺮ ﻟﮫ ﺳﺆال اﻟﺮﻛﺐ ﻋﻨﺪ اﻹھﻼل ،أﻣﺎ إن اﺳﺘﻄﺎع ﻞ ﺑﻤﺎ ﺷﺎء. ﺳﺆاﻟﮭﻢ ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﯾﺴﺄﻟﮭﻢ ﻋﻦ إھﻼﻟﮭﻢ ،ﺛﻢ ُﯾ ِﮭ ﱡ ) (3اﻟﺴﺆال :رﺟﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﻟﻤﻜ َﺔ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺤﺞ أو اﻟﻌﻤﺮة ،ﺛﻢ إﻧﮫ ﻣﺮض ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ ﻓﻠﻢ ﯾﻌﺪ ﯾﻘﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺳﯿﺮه وأداء اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ،ﻓﻤﺎذا ﯾﻔﻌﻞ ؟ ﺤﺼَﺮ ،ﻓﯿﻨﻮي اﻟﺘﺤﻠ ﻞ ﺛ ﻢ ﯾﻨﺤ ﺮ اﻟ َﮭ ﺪْي، ) (3اﻟﺠﻮاب :ھﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺣﻜﻤُﮫ ﺣﻜﻢُ اﻟ ُﻤ ْ ﺷﺎ ًة ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗَﮭﺎ ،ﺛ ﻢ ﯾﺤﻠ ﻖ رأﺳ ﮫ أو ﯾﻘ ﺼﱢﺮ ﻣﻨ ﮫ ،وﻻ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻗ ﻀﺎء ﻣ ﺎ ﺗﺤﻠﱠ ﻞ ﻣﻨ ﮫ ،ﻓ ﺈن ﻛ ﺎن ﺗﺤﻠﱠ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺠ ﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ﺔ ،ﻓﯿﺠ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ أداء اﻟﺤﺠ ﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻞ ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﺗﺤﻠﱠﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﺔٍ ﻏﯿﺮِ ﺣﺠ ِﺔ اﻟﻔﺮﯾﻀﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﻀﺎؤھﺎ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) ﯖ ۇ ﯘ ۆ ﯚ ۈ ﯜ ٷ ۋ ﯟ ۅ ﯡ ۉ ﯣ ې(]ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﯾﺔ.[196 : واﻟﻮاﺟﺐ ﻓﻲ ﻧﺤﺮ اﻟﮭﺪي أن ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺷﺮﱠﻓﮭﺎ اﷲ ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ) ۅ ﯡ ۉ ﯣ ې(]ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة اﻵﯾ ﺔ [196 :ﻓ ﺈن ﺗﻌ ﺬر ﻋﻠﯿ ﮫ ذﻟ ﻚ ﻓﯿﺠ ﺰئ ﻋﻨ ﮫ أن ﯾﻨﺤﺮ ھﺪﯾﮫ ﺣﯿﺚ ھﻮ ،وﻗﺪ ﺣﺼﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﺰوة اﻟﺤﺪﯾﺒﯿ ﺔ ،ﻓ ﺈن اﻟﺮﺳ ﻮل r وأﺻﺤﺎﺑَﮫ ﻗﺪ ﻧﺤﺮوا اﻟ َﮭﺪْي ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ،وھﻲ ﺧﺎرج اﻟﺤﺮم. ) (4اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺻﯿﻐﺔ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻹھﻼل ﺑﺎﻟﺤﺞ ،وﻣﺎ ﺣﻜﻤﮭﺎ ،وﻣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻗﻒ ؟ ) (4اﻟﺠﻮاب :وردت ﺻﯿﻐﺔ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ھﻜﺬا: ] ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ ،ﻟﺒﯿﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﯿﻚ ،إن اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻚ واﻟﻤﻠﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ [ ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ tﻗﺎل " ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ُ rﯾ ِﮭﻞﱡ ﻣُﻜﺒﱢﺮاً ﯾﻘﻮل :ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ ،ﻟﺒﯿﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﯿﻚ ،إن اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻚ واﻟﻤﻠﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ .ﻻ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ ھﺆﻻء اﻟﻜﻠﻤﺎت " وروى ﻣﺜﻠﮫ ﻣﺴﻠﻢ. وﯾﺠﻮز أن ﯾُﺰاد ﻋﻠﻰ ھ ﺆﻻء اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ،ﻟﻤ ﺎ روى ﻣ ﺴﻠﻢ ﻋ ﻦ ﻧ ﺎﻓﻊ ﻋ ﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ " أن ﺗﻠﺒﯿ ﺔ رﺳ ﻮل اﷲ :rﻟﺒﯿ ﻚ اﻟﻠﮭ ﻢ ﻟﺒﯿﻚ ،ﻟﺒﯿﻚ ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﻚ ﻟﺒﯿﻚ ،إن اﻟﺤﻤﺪ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟ ﻚ واﻟﻤﻠ ﻚ ﻻ ﺷ ﺮﯾﻚ ﺳ ﻌْﺪﯾﻚ ﻟﻚ ،وﻗﺎل :وﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ tﻣ ﺎ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻓﯿﮭ ﺎ :ﻟﺒﯿ ﻚ ﻟﺒﯿ ﻚ و َ ﺮ ﺑﯿﺪﯾﻚ ﻟﺒﯿﻚ واﻟﺮﻏﺒﺎء إﻟﯿﻚ واﻟﻌﻤﻞ " وﻓﻌﻞ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻤﺎ واﻟﺨﯿ ُ ﯾُﺴﺘﺄﻧﺲ ﺑﮫ وﻻ ﺳﯿﻤﺎ واﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻮﺿﻮع ذﻛ ِﺮ اﷲ وﺗﻌﻈﯿ ِﻤ ﮫ ،ﻓﯿ ﺼﺢ ﺑﻤ ﺎ ﯾﺤﻘﻖ ذﻟﻚ. ﺴﻨﱠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﻋﺎﻟﯿﺎً ،ﻟﻤﺎ روى اﺑﻦ ﺧُﺰﯾﻤ ﺔ واﻟ ﱡ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﺑﺈﺳ ﻨﺎد ﺻ ﺤﯿﺢ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة tﯾﻘ ﻮل " ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :r أﻣﺮﻧ ﻲ ﺟﺒﺮﯾ ﻞ ﺑﺮﻓ ﻊ اﻟ ﺼﻮت ﺑ ﺎﻹھﻼل ،ﻓﺈﻧ ﮫ ﻣ ﻦ ﺷ ﻌﺎر اﻟﺤ ﺞ " وﻟﻤ ﺎ 154
روى اﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ وأﺑ ﻮ داود واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻗ ﺎل :ﺣ ﺴﻦ ﺻ ﺤﯿﺢ، وأﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ وﻏﯿﺮھﻢ ﻋ ﻦ اﻟ ﺴﺎﺋﺐ tﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " ﺟ ﺎءﻧﻲ ﺮ أﺻﺤﺎﺑﻚ أن ﯾﺮﻓﻌﻮا أﺻﻮاﺗﮭﻢ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ". ﺟﺒﺮﯾﻞ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ :ﯾﺎ ﻣﺤﻤﺪ ُﻣ ْ واﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﺳُﻨﺔ ،ﻷن اﻷﻣﺮ ﺑﮭﺎ أﻣ ٌﺮ ﻏﯿﺮ ﺟ ﺎزم ،وﻻ أﺟ ﺪ ﻗﺮﯾﻨ ًﺔ ﺗ ﺼﺮف ھﺬا اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮب ،وﻟﺬا ﻓﺈن ﺗﺮﻛﮭﺎ ﻻ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﻲء. واﻟ ﺴﱡﻨﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻠﺒﯿ ﺔ أن ﺗ ﺴﺘﻤﺮ إﻟ ﻰ أن ﯾﺮﻣ ﻲ اﻟﺤ ﺎج ﺟﻤ ﺮة اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ﻓ ﻲ أول أﯾﺎم ﻣﻨﻰ ،ﻟﻤﺎ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس " tأن أﺳ ﺎﻣﺔ t ف رﺳﻮل اﷲ rﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ إﻟ ﻰ ﻣﺰدﻟﻔ ﺔ ،ﺛ ﻢ أردف اﻟﻔ ﻀﻞ ﻣ ﻦ ﻛﺎن ِر ْد َ اﻟﻤﺰدﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﻰ ،ﻗﺎل :ﻓﻜﻼھﻤﺎ ﻗﺎل :ﻟﻢ ﯾﺰل اﻟﻨﺒﻲ rﯾﻠﺒﻲ ﺣﺘ ﻰ رﻣ ﻰ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ". ) (5اﻟﺴﺆال :أيﱡ أﻧﻮاع اﻟﺤﺞ أﻓﻀﻞ ،اﻹﻓﺮاد أم اﻟِﻘﺮان أم اﻟﺘﻤﺘﻊ ؟ ) (5اﻟﺠﻮاب :ﻣﺎ أَراه وأُرﺟﺤﮫ ھ ﻮ أن اﻟﺘﻤﺘ ﻊ أﻓ ﻀﻞ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻟ ﺴﺒﺒﯿﻦ :أوﻟﮭﻤ ﺎ أن ﺑ ﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ﯾﺤ ﺼﻞ اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﺮة إﺿ ﺎﻓﺔً إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺞ ،وﺛﺎﻧﯿﮭﻤ ﺎ :أن اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﻛﺜﯿﺮ ٌة ﻻ ﺗ ﻀﺎھﯿﮭﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻜﺜ ﺮة أﯾ ﺔ أﺣﺎدﯾﺚ ﻋﻦ اﻹﻓﺮاد واﻟﻘِﺮآن ،وﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا أھﱡﻠ ﻮا ﺑ ﺎﻹﻓﺮاد ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺎﺑﺔ رﺳ ﻮل اﷲ rأُﻣ ﺮوا ﺑﺘﻐﯿﯿ ﺮ ﻧﯿ ﺘﮭﻢ واﻹﺗﯿ ﺎن ﺑ ﺎﻟﻌﻤﺮة ،ﺛ ﻢ اﻹھ ﻼل ﺑ ﺎﻟﺤﺞ، وھﻮ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ،ﻓﻌﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ tﻗ ﺎل " ﺧﺮﺟﻨ ﺎ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ r ﻧﺼ ُﺮخُ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﺻُﺮاﺧًﺎ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪِﻣﻨﺎ ﻣﻜﺔ َأ َﻣﺮَﻧﺎ أن ﻧﺠﻌﻠﮭ ﺎ ﻋﻤ ﺮة إﻻ َﻣ ﻦ ﺳﺎق اﻟ َﮭ ﺪْي ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﯾ ﻮ ُم اﻟﺘﺮوﯾ ﺔ ،ورﺣﻨ ﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻨ ﻰ أھْﻠَﻠْﻨ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺤﺞ " رواه ﻣ ﺴﻠﻢ .وﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ " tﻗ ﺪِﻣﻨﺎ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ rوﻧﺤ ﻦ ل اﷲ ،rﻓﺠﻌﻠﻨﺎھ ﺎ ﻋﻤ ﺮة " ﻧﻘﻮل :ﻟﺒﯿﻚ اﻟﻠﮭﻢ ﻟﺒﯿﻚ ﺑﺎﻟﺤﺞ ،ﻓَﺄﻣَﺮَﻧ ﺎ رﺳ ﻮ ُ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣ ﺴﻠﻢ .وﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس tﻣ ﻦ ﺣ ﺪﯾﺚ ﻃﻮﯾ ﻞ " ...ﻓﻠﻤ ﺎ ﻗﺪِﻣﻨﺎ ﻣﻜﺔ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ :rإﺟﻌﻠﻮا إھﻼﻟﻜ ﻢ ﺑ ﺎﻟﺤﺞ ﻋﻤ ﺮ ًة إﻻ ﻣ ﻦ ﻗﱠﻠ ﺪ اﻟﮭَﺪْي ،ﻃﻔﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ وﺑﺎﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة وأﺗﯿﻨ ﺎ اﻟﻨ ﺴﺎء وﻟﺒ ﺴﻨﺎ اﻟﺜﺒ ﺎب"... رواه اﻟﺒﺨﺎري. ل ﺳﺎﺑﻖ ] واﻟﺴﱡﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ أن ﺗ ﺴﺘﻤﺮ إﻟ ﻰ ) (6اﻟﺴﺆال :ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺘﻢ ﻓﻲ ﺟﻮاب ﺳﺆا ٍ أن ﯾﺮﻣ ﻲ اﻟﺤ ﺎج ﺟﻤ ﺮة اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ﻓ ﻲ أول أﯾ ﺎم ﻣﻨ ﻰ [ واﻟ ﺴﺆال ھ ﻮ وﻣ ﺎذا ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺘﻠﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮة ﻣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻗﻒ ؟ 155
) (6اﻟﺠﻮاب :ﯾﺴﺘﻤﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻠﺒﯿﺔ إﻟﻰ أن ﯾﺴﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﻓﻲ اﻟﻄ ﻮاف، ﻟﻤﺎ رُوي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﯾﺮﻓﻊ اﻟﺤﺪﯾﺚ " أﻧﮫ ﻛ ﺎن ﯾﻤ ﺴﻚ ﻋ ﻦ اﻟﺘﻠﺒﯿ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﺮة إذا اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ" رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ وﻗﺎل ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ. ) (7اﻟﺴﺆال :رﺟﻞٌ ذھﺐ ﻷداء ﻓﺮﯾﻀﺔ اﻟﺤﺞ ،ﻓﻤ ﺎت ﻗﺒ ﻞ أن ُﯾ ِﺘ ﱠﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﻚ ،ﻓﻤ ﺎ ﺞ ﻋﻨﮫ آﺧﺮ ؟ اﻟﻌﻤﻞ ؟ وھﻞ ﯾُﻌﺘﺒﺮ أَﻧﮫ ﻗﺪ ﺣﺞﱠ ،أم ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣﻦ أن ﯾﺤ ﱠ ) (7اﻟﺠﻮاب :ﯾُﻐﺴﱠﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء واﻟﺼﺎﺑﻮن وﯾﻜﻔﱠﻦ ﻓﻲ ﺛﯿﺎب إِﺣﺮاﻣِ ﮫ ﺑﺤﯿ ﺚ ﻻ ﯾُﻐﻄﱠ ﻰ رأﺳُﮫ وﻻ ﯾُﻄﯿﱠﺐ وﻻ ﯾﺤﻨﱠﻂ ،ﻓﺈِنﱠ اﷲ ﯾﺒﻌﺜﮫ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻛﮭﯿﺌﺘﮫ ﻓﻲ اﻹﺣ ﺮام وھﻮ ﯾﻠﺒﻲ .ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس " tأن رﺟﻼً ﻛﺎن ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ rﻓﻮﻗﺼﺘﮫ ﻧﺎﻗﺘﮫ وھﻮ ﺳ ﺪْر ،وﻛﻔﱢﻨ ﻮه ﻓ ﻲ ﺤ ﺮِم ﻓﻤ ﺎت ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rاﻏ ﺴﻠﻮه ﺑﻤ ﺎء و ِ ُﻣ ْ ﺛﻮﺑﯿ ﮫ ،وﻻ ﺗُﻤِ ﺴﱡﻮه ﺑﻄﯿ ﺐ ،وﻻ ﺗﺨﻤﱢ ﺮوا رأﺳ ﮫ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾُﺒﻌَ ﺚ ﯾ ﻮمَ اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ﻣﻠﺒﱢﯿ ًﺎ " ﻗ ﻮل اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ) َو َﻗ ﺼَﺘﮫ ﻧﺎﻗ ُﺘ ﮫ( أي ﺳ ﻘﻂ ﻋ ﻦ ﻧﺎﻗﺘ ﮫ ﻓﻜ ﺴﺮت ﻋﻨﻘ ﮫ ﻓﻤﺎت .واﻟﺘﺨﻤﯿﺮ :اﻟﺘﻐﻄﯿﺔ ،وﻟﻢ ﯾُﺮْو أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أﻣﺮ وﻟﯿﮫ أن ﯾﺤﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻞ ،ﻓﺈن ﻗﺎم أﺣﺪ أﻗﺎرﺑﮫ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻨﮫ ﻓﺨﯿ ٌﺮ وﻓﻀﻞ. ﺺ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ،وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗ ﺪ ﺣ ﺞﱠ ﻋ ﻦ ) (8اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﻮم ﺷﺨ ٌ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ؟ ) (8اﻟﺠﻮاب :ﻻ ﯾُﻘﺒﻞ ﻣﻨﮫ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺤﺞ ﻋﻦ ﻧﻔ ﺴﮫ أوﻻً ،ﺛ ﻢ ﯾﺤ ﺞ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ،وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ روى أﺑﻮ داود ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس " tأن اﻟﻨﺒﻲ rﺳﻤﻊ ﺐ ﺷ ْﺒﺮُﻣﺔ ،ﻗﺎل :ﻣﻦ ﺷُﺒﺮُﻣﺔ ؟ ﻗﺎل :أخٌ ﻟﻲ أو ﻗﺮﯾ ٌ رﺟﻼً ﯾﻘﻮل :ﻟﺒﯿﻚ ﻋﻦ ُ ﺣﺞﱠ ﻋﻦ ﺣﺞﱠ ﻋﻦ ﻧﻔﺴِﻚ ﺛﻢ ُ ﻟﻲ ،ﻗﺎل :ﺣﺠﺠﺖَ ﻋﻦ ﻧﻔﺴِﻚ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ،ﻗﺎلُ : ﺷُﺒﺮُﻣﺔ " ورواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ ﺑﻠﻔ ﻆ " ...ﻗ ﺎل :ھ ﻞ ﺣﺠﺠ ﺖَ ﻗ ﻂ ؟ ﻗ ﺎل :ﻻ، ﺣﺞﱠ ﻋﻦ ﺷُﺒﺮُﻣﺔ ". ﻗﺎل :ﻓﺎﺟﻌﻞ ھﺬه ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ،ﺛﻢ ُ ) (9اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺼﺢ ﺣﺞﱡ اﻟﺼﺒﻲ دون اﻟﺒﻠﻮغ ؟ وإن ﻛ ﺎن اﻟﺠ ﻮاب ﺑﺎﻹﯾﺠ ﺎب، ﺠﺰِئ ﻋﻨﮫ اﻟﺤﺞ وھﻮ ﺻﺒﻲ ،ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺤﺞ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻠﻮغ ؟ ﻓﮭﻞ ُﯾ ْ ) (9اﻟﺠﻮاب :ﯾﺼﺢ ﺣﺞﱡ اﻟﺼﺒﻲ دون اﻟﺒﻠﻮغ ،ﻟﮫ أﺟﺮُ اﻟﺤ ﺞ وﻟﻮﻟﯿ ﮫ أﺟ ﺮٌ ،وذﻟ ﻚ ﻟﻤﺎ روى ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس tﻗﺎل " َرﻓَﻌ ﺖ اﻣﺮأ ٌة ﺻﺒﯿًﺎ ﻟﮭﺎ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻟﮭﺬا ﺣﺞﱞ ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ وﻟﻚِ أﺟ ﺮ " وﻟﻤ ﺎ روى ﺟ ﺎﺑﺮ tﻗ ﺎل " ﺣَﺠَﺠﻨ ﺎ ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ rوﻣﻌﻨ ﺎ اﻟﻨ ﺴﺎء واﻟ ﺼﺒﯿﺎن ﻓﻠﺒﱠﯿﻨ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟ ﺼﺒﯿﺎن ورﻣﯿﻨ ﺎ ﻋ ﻨﮭﻢ " رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ ،ورواه اﻟﺘﺮﻣﺬي ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻓﻲ اﻟﻠﻔﻆ ،وﻟﻤﺎ روى اﻟﺴﺎﺋﺐ ﺑ ﻦ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻗ ﺎل " ﺣ ﺞﱠ أﺑ ﻲ 156
ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ rﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع وأﻧﺎ اﺑﻦ ﺳ ﺒﻊ ﺳ ﻨﯿﻦ " رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻗﺎل :ھﺬا ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ. ﺞ ﻂ ﻋﻨ ﮫ ﻓﺮﯾ ﻀ َﺔ اﻟﺤ ﺞ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺒﻠ ﻮغ ،ﻷن ﺣ ﱠ ﺞ اﻟ ﺼﺒﻲ ﻻ ُﯾ ﺴ ِﻘ ُ وﻟﻜﻦ ﺣ ﱠ اﻟ ﺼﺒﻲ ﻣﻨ ﺪوب ،وھ ﺬا واﺟ ﺐ ورﻛ ﻦ ﻣ ﻦ أرﻛ ﺎن اﻹﺳ ﻼم .ﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي )وﻗ ﺪ أﺟﻤ ﻊ أھ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻢ أن اﻟ ﺼﺒﻲ إذا ﺣ ﺞﱠ ﻗﺒ ﻞ أن ﯾ ﺪرك ﻓﻌﻠﯿ ﮫ اﻟﺤ ﺞ إذا ﺠﺰِئ ﻋﻨﮫ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻦ ﺣﺠﺔ اﻻﺳﻼم (. أدرك ،وﻻ ُﺗ ْ ) (10اﻟﺴﺆال :ﯾﻘﻮم اﻟﺤُﺠﺎجُ ﻓﻲ ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ﺑﻤﻨﻰ ﺑﺬﺑﺢ اﻷﺿﺎﺣﻲ ،ﺛﻢ ﺗﻘﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺠﻤ ﻊ ھ ﺬه اﻷﺿ ﺎﺣﻲ وﺗﺒﺮﯾ ﺪھﺎ وﺗﻮزﯾﻌﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪول اﻷﺧﺮى ،ﻓﮭﻞ ھﺬا ﺟﺎﺋﺰ ،وﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮫ ؟ ﺐ أن ﯾﺄﻛ ﻞ اﻟﺤ ﺎج ﻣ ﻦ أُﺿ ﺤﯿﺘﮫ وﯾﺘ ﺮك ﺤ ﱡ ) (10اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ھﻮ ﺟﺎﺋﺰ ،واﻟﻤﺴﺘ َ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺘﻮزﯾﻊ إن ﺷﺎء ،ﻓﺈن ھﻮ ﻟﻢ ﯾﺄﻛﻞ ﻣﻦ أﺿﺤﯿﺘﮫ وﺗﺮﻛﮭ ﺎ ﻟﻠﺘﻮزﯾ ﻊ ﻓ ﻼ ﻲ َﻗ ﺪِم ﻣ ﻦ اﻟ ﯿﻤﻦ ﺑﺄس ،وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ روى ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ tﻗﺎل " ﻛﺎن ﻋﻠ ﱞ ي اﻟﺬي ﻗﺪم ﺑﮫ رﺳﻮل اﷲ rوﻋﻠﻲٌ ﻣ ﻦ ﺑﮭَﺪْي رﺳﻮل اﷲ ،rوﻛﺎن اﻟﮭَﺪْ ُ اﻟ ﯿﻤﻦ ﻣﺎﺋ َﺔ َﺑﺪَﻧ ﺔ ،ﻓﻨﺤ ﺮ رﺳ ﻮل اﷲ rﻣﻨﮭ ﺎ ﺛﻼﺛ ﺎً وﺳ ﺘﯿﻦ ،وﻧﺤ ﺮ ﻋﻠ ﻲﱞ ﺳ ﺒﻌًﺎ وﺛﻼﺛ ﯿﻦ ،وأﺷ ﺮك ﻋﻠﯿ ًﺎ ﻓ ﻲ ﺑُﺪْ ِﻧ ﮫ ،ﺛ ﻢ أﺧ ﺬ ﻣ ﻦ ﻛ ﻞ َﺑﺪَﻧ ﺔ َﺑ ﻀْﻌ ًﺔ ﻄﺒِﺨﺖ ،ﻓﺄﻛﻞ رﺳﻮل اﷲ rوﻋﻠﻲﱞ ﻣ ﻦ ﻟﺤﻤﮭ ﺎ وﺷ ﺮﺑﺎ ﻓﺠُﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﺪر ﻓ ُ ﻣﻦ ﻣﺮﻗﮭﺎ " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ .ﻓﮭﺬا دﻟﯿﻞ اﻷﻛﻞ ﻣﻦ اﻷﺿﺎﺣﻲ. وأﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز إﺧﺮاﺟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺤَﺮَم ،ﻓﻠِﻤﺎ روى ﺛﻮﺑﺎن tﻗﺎل " ذﺑﺢ رﺳﻮلُ اﷲ rﺿﺤﯿﺘﮫ ،ﺛﻢ ﻗﺎل :ﯾﺎ ﺛﻮﺑﺎن أﺻ ﻠﺢ ﻟﺤ ﻢ ھ ﺬه ،ﻓﻠ ﻢ أزل ﻃ ِﻌﻤُﮫ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺪم اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ،ﻓﮭﺬا دﻟﯿﻞٌ ُأ ْ ﻋﻠﻰ ﺟﻮازِ إِﺧﺮاج ﻟﺤﻢ اﻷﺿﺎﺣﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ واﻟﺤﺮم. ) (11اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ دﺧﻮ ُل ﻣﻜﺔ ﺑﻐﯿﺮ إﺣﺮام ؟ ) (11اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﺑﺠﻮز ذﻟﻚ ،ﻟﻤﺎ روى ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ اﻷﻧ ﺼﺎري " tأن رﺳ ﻮل اﷲ r دﺧﻞ ﻣﻜﺔ _ وﻗ ﺎل ﻗُﺘﯿﺒ ﺔ :دﺧ ﻞ ﯾ ﻮ َم ﻓ ﺘﺢِ ﻣﻜ ﺔ _ وﻋﻠﯿ ﮫ ﻋﻤﺎﻣ ﺔ ﺳ ﻮداء ﺑﻐﯿﺮ إﺣﺮام ". ) (12اﻟﺴﺆال :أرى اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻄﻮﻓﻮن ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ﯾﺴﺘﻠﻤﻮن اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد واﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ،أﻣﺎ اﺳﺘﻼم اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﻓﻤﻌﻠﻮ ٌم ﻟﻨﺎ وﻣﺸﺮوعٌ ،وﻟﻜﻦْ ھ ﻞ اﺳ ﺘﻼمُ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ﻣﺸﺮوع ٌ ھﻮ اﻵﺧﺮ ؟ وھﻞ ﻣﻦ دﻟﯿ ٍﻞ ﻋﻠﯿﮫ ؟ ع اﺳﺘﻼ ُم اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد وﯾُﺸﺮعُ اﺳﺘﻼمُ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ، ) (12اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﯾُﺸﺮ ُ وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﯾﻠﻲ: 157
أ -ﻋ ﻦ ﻧ ﺎﻓﻊ ﻋ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ " َذ َﻛ َﺮ أن رﺳ ﻮل اﷲ rﻛ ﺎن ﻻ ﯾ ﺴﺘﻠﻢ إﻻ اﻟﺤﺠ ﺮَ واﻟﺮﱡﻛﻦَ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ " رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري. ب -ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ )ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ( ﻗﺎل " ﻟﻢ ﯾﻜﻦ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾ ﺴﺘﻠﻢ ﺠﻤَﺤِﯿ ﯿﻦ" ﻦ اﻷﺳﻮد واﻟﺬي ﯾﻠﯿﮫ ﻣ ﻦ ﻧﺤ ﻮ دُور اﻟ ُ ﻣﻦ أرﻛﺎن اﻟﺒﯿﺖ إﻻ اﻟﺮﻛ َ رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ. ج -ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﯿﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤﯿ ﺮ أﻧ ﮫ ﺳ ﻤﻊ أﺑ ﺎه ﯾﻘ ﻮل ﻻﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ " ﻣ ﺎﻟﻲ ﻻ أراك ﺗﺴﺘﻠﻢ إﻻ ھﺬﯾﻦ اﻟﺮﻛﻨﯿﻦ :اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد واﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ؟ ﻓﻘﺎل اﺑﻦ ﻞ ﻓﻘ ﺪ ﺳ ﻤﻌﺖُ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل :إن اﺳ ﺘﻼﻣﮭﻤﺎ ﯾَﺤُ ﻂﱡ ﻋﻤ ﺮ :إنْ أﻓﻌ ْ ﺣﺒﱠﺎن. اﻟﺨﻄﺎﯾﺎ " ...رواه أﺣﻤﺪ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ِ وأُﺿﯿﻒ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﯾﻘﻮل اﻟﻄﺎﺋﻒ ﺑﯿﻦ ھﺬﯾﻦ اﻟﺮﻛﻨﯿﻦ :رﺑﻨﺎ آﺗﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ ﺣﺴﻨﺔ وﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﺣ ﺴﻨﺔ وﻗﻨ ﺎ ﻋ ﺬاب اﻟﻨ ﺎر ،ﻟﻤ ﺎ روى اﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ وأﺑ ﻮ داود وأﺣﻤﺪ واﺑﻦ ِﺣﺒﱠﺎن ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ tﻗﺎل " ﺳ ﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ rﯾﻘ ﻮل ﺑﯿﻦ اﻟ ﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤ ﺎﻧﻲ واﻟﺤﺠ ﺮ :رﺑﻨ ﺎ آﺗﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻧﯿﺎ ﺣ ﺴﻨﺔ ،وﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة ﺣﺴﻨﺔ ،وﻗﻨﺎ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر ". وأﺿ ﯿﻒ أﯾ ﻀﺎً ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ :ﻓ ﻲ اﻷﺷ ﻮاط اﻟﺜﻼﺛ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ اﻟﺘ ﻲ ُﯾ ﺴﻦﱡ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻹﺳ ﺮاع ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﻮاف ﯾُ ﺴﻦﱡ اﻟﻤ ﺸﻲُ دون إﺳ ﺮاعٍ ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ اﻟ ﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤ ﺎﻧﻲ واﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ،ﻟﻤﺎ روى اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس tﻗﺎل " ﻗﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ r ﻷﺻﺤﺎﺑﮫ ﺣﯿﻦ أرادوا دﺧﻮل ﻣﻜﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻤﺮﺗ ﮫ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿ ﺔ :إن ﻗ ﻮﻣﻜﻢ ﺟ ْﻠ ﺪًا ،ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ ﻮا اﻟﻤ ﺴﺠﺪ اﺳ ﺘﻠﻤﻮا اﻟ ﺮﻛﻦ ﻏ ﺪاً ﺳ ﯿﺮوﻧﻜﻢ ،ﻓﻠْﯿ ﺮوﻧﻜﻢ ُ ﺸﻮْا إﻟﻰ اﻟﺮﻛﻦ ورﻣﻠﻮا واﻟﻨﺒﻲ rﻣﻌﮭﻢ ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻐﻮا اﻟﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ ﻣ َ اﻷﺳ ﻮد ،ﺛ ﻢ رﻣﻠ ﻮا ﺣﺘ ﻰ ﺑﻠﻐ ﻮا اﻟ ﺮﻛﻦ اﻟﯿﻤ ﺎﻧﻲ ،ﺛ ﻢ ﻣ ﺸﻮا إﻟ ﻰ اﻟ ﺮﻛﻦ اﻷﺳﻮد ،ﻓﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺛﻼث ﻣﺮات ،ﺛﻢ ﻣﺸﻰ اﻷرﺑﻊ ". ) (13اﻟ ﺴﺆال :أرى اﻟﺤُﺠ ﺎج واﻟﻄ ﻮاﻓﯿﻦ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ ﯾُﻠ ﺼﻘﻮن أﺑ ﺪاﻧﮭﻢ ووﺟ ﻮھﮭﻢ ﺑﺠ ﺪار اﻟﻜﻌﺒ ﺔ اﻟ ﺸﺮﻗﻲ وﯾَﻤُ ﺪﱡون أﯾ ﺪﯾﮭﻢ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ وﯾﻐﺮﻗ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻋﺎء ،واﻟ ﺬي أﻃﻠﺒ ﮫ ﻣ ﻨﻜﻢ ھ ﻮ أن ﺗﻌﻄ ﻮﻧﻲ اﻟ ﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺸﺮوﻋﯿﺔِ ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ،وھ ﻞ اﻟ ﺪﻋﺎء ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣﺴﺘﺠﺎب؟ ) (13اﻟﺠﻮاب :روى أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺻﻔﻮان ﻗﺎل " ﻟﻤ ﺎ ﻦ ﺛﯿ ﺎﺑﻲ ،وﻛﺎﻧ ﺖ داري ﻋﻠ ﻰ ﻓ ﺘﺢ رﺳ ﻮل اﷲ rﻣﻜ ﺔ ،ﻗﻠ ﺖ :ﻷﻟﺒ ﺴ ﱠ اﻟﻄﺮﯾﻖ ،ﻓﻸﻧﻈُﺮَنﱠ ﻛﯿﻒ ﯾﺼﻨﻊ رﺳﻮل اﷲ ،rﻓﺎﻧﻄﻠﻘ ﺖ ،ﻓﺮأﯾ ﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ rﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻌﺒﺔ ھﻮ وأﺻﺤﺎﺑﮫ وﻗﺪ اﺳﺘﻠﻤﻮا اﻟﺒﯿﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب إﻟ ﻰ اﻟﺤﻄ ﯿﻢ ،وﻗ ﺪ وﺿ ﻌﻮا ﺧ ﺪودھﻢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒﯿ ﺖ ورﺳ ﻮل اﷲ rوﺳ ﻄﮭﻢ " ﺣﺠْ ﺮ إﺳ ﻤﺎﻋﯿﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺴﻼم .وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ﻻﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ ﻋ ﻦ واﻟﺤﻄ ﯿﻢ ھ ﻮ ِ 158
ﺖ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤ ﺮو، ﻃ ْﻔ ُ ﻋﻤﺮو اﺑﻦ ﺷﻌﯿﺐ ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه ،ﻗﺎل " ُ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻊ رﻛﻌﻨﺎ ﻓﻲ ُدﺑُﺮ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ،ﻓﻘﻠ ﺖ :أﻻ ﻧﺘﻌ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺎر؟ ﺛﻢ ﻗﺎم ﺑﯿﻦ اﻟﺤِﺠْﺮ واﻟﺒﺎب ،ﻓﺄﻟﺼﻖ ﺻ ْﺪرَه وﯾﺪﯾ ﮫ وﺧ ﺪﱠه إﻟﯿ ﮫ ،ﺛ ﻢ ﻗ ﺎل :ھﻜ ﺬا رأﯾ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻔﻌ ﻞ " ورواه أﺑ ﻮ داود ﺑ ﺎﺧﺘﻼفٍ ﻓ ﻲ اﻟﻠﻔﻆ .ﻗﻮﻟﮫ :رﻛﻌﻨﺎ ﻓﻲ دﺑﺮ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﯾﻘﺼﺪ رﻛﻌﺘ ﻲ اﻟﻄ ﻮاف .واﻟ ﺪﻋﺎء ﻓ ﻲ ھﺬه اﻟﮭﯿﺌﺔ ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ دﻋﺎء اﻟﻤﻠ َﺘﺰَم ،وھﻮ دﻋﺎ ٌء ﻣﺴﺘﺠﺎب. ) (14اﻟ ﺴﺆال :ھﻨ ﺎك ﻋﻼﻣﺘ ﺎن ﺧ ﻀﺮاوان ﻓ ﻲ ﻣﻨﺘ ﺼﻒ اﻟﻤ ﺴﺎﻓﺔ ﺑ ﯿﻦ اﻟ ﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة أرى اﻟﻨﺎس ﯾ ُﻐﺬﱡون اﻟﺨُﻄﺎ ﻓﯿﮭﺎ وﯾﺴﺮﻋﻮن ،ﻓﻤﺎ دﻟﯿﻞ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ ؟ ) (14اﻟﺠﻮاب :وردت ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﻌﻲ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘ ﺔ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻌﻤ ﻮدﯾﻦ اﻷﺧ ﻀﺮﯾﻦ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ: أ -ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ " tأن رﺳﻮل اﷲ rﻛﺎن إذا ﻃ ﺎف ﺑﺎﻟﺒﯿ ﺖ اﻟﻄ ﻮاف اﻷول ﺧﺐﱠ ﺛﻼﺛﺎً وﻣﺸﻰ أرﺑﻌًﺎ ،وﻛﺎن ﯾﺴﻌﻰ ﺑﺒﻄﻦ اﻟﻤَﺴِﯿﻞ إذا ﻃ ﺎف ﺑ ﯿﻦ اﻟ ﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة " ...رواه ﻣﺴﻠﻢ. ب -ﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ " tأن رﺳ ﻮل اﷲ rﻛ ﺎن إذا ﻧ ﺰل ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﻔﺎ ﻣﺸﻰ ،ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺼﺒﱠﺖ ﻗﺪﻣﺎه ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻟ ﻮادي ﺳ ﻌﻰ ﺣﺘ ﻰ ﯾﺨ ﺮج ﻣﻨ ﮫ " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. ج -ﻋﻦ ﺻﻔﯿﺔ ﺑﻨ ﺖ ﺷ ﯿﺒﺔ ﻋ ﻦ اﻣ ﺮأة ﻗﺎﻟ ﺖ " رأﯾ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾ ﺴﻌﻰ ﻓ ﻲ ﺑﻄﻦ اﻟﻮادي ،وﯾﻘﻮل :ﻻ ﯾُﻘﻄَﻊ اﻟﻮادي إﻻ ﺷ ﱠﺪاً " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ،ورواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻨﺪ ]ﻋﻦ ﺻﻔﯿﺔ ﺑﻨﺖ ﺷﯿﺒﺔ ﻋﻦ أم وﻟﺪ ﺷﯿﺒﺔ [. ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﻮدﯾﻦ اﻷﺧ ﻀﺮﯾﻦ ھ ﻲ اﻟﻤُﻌﱠﺒ ﺮ ﻋﻨﮭ ﺎ ﺑﮭ ﺬه اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﺑ ﺒﻄﻦ اﻟ ﻮادي ،أو ﺑ ﺒﻄﻦ اﻟﻤ ﺴﯿﻞ .ﻓﻔ ﻲ ھ ﺬا اﻟ ﻮادي ﯾُﻨ ﺪَب اﻟﻄ ﻮافُ ﺳ ﻌﯿًﺎ وﺷﺪﱠاً ،أي اﻟﺴﯿﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ. ) (15اﻟﺴﺆال :ذھﺒﺖ اﻣﺮأةٌ ﻟﻠﺤﺞ ،وﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻞ ﻣﻜﺔ ﺣﺎﺿﺖ ﻓﻜﯿﻒ ﺗﺘﺼﺮﱠف ؟ ) (15اﻟﺠﻮاب :ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﺤﺠﺎج ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻄﻮاف ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺧ ﺬ ط ﻓﯿ ﮫ اﻟﻄﮭ ﺎرة ،ﺣﺘ ﻰ إذا ﻃﮭ ﺮتْ واﻏﺘ ﺴﻠﺖْ ﻃﺎﻓ ﺖ ﺣﻜ ﻢ اﻟ ﺼﻼة ،ﻓ ُﺘ ﺸﺘَﺮَ ُ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻟﻤﺎ روت ﻋﺎﺋ ﺸ ُﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ أﻧﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ " ﻗ ﺪﻣﺖُ ﻣﻜ ﺔ وأﻧ ﺎ ﻒ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ وﻻ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ،ﻗﺎﻟﺖ :ﻓ ﺸﻜﻮتُ ذﻟ ﻚ ﺣﺎﺋﺾ وﻟﻢ َأﻃُ ْ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل :اﻓﻌﻠ ﻲ ﻛﻤ ﺎ ﯾﻔﻌ ﻞ اﻟﺤ ﺎج ﻏﯿ ﺮ أن ﻻ ﺗﻄ ﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﮭُﺮي " رواه اﻟﺒﺨﺎري .وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ أﺧ ﺮى ﻟﻠﺒﺨ ﺎري ﻋ ﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ tﻗﺎل " ...وﺣﺎﺿﺖ ﻋﺎﺋ ﺸ ُﺔ tا ﻓﻨ ﺴﻜﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﻚ ﻛﻠﱠﮭ ﺎ ﻏﯿﺮ أﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻄُﻒْ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻃﮭﺮت ﻃﺎﻓﺖ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ." ... 159
ﻖ " ﯾﺪل ھﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻋﻠﻰ أن ﺳ َﺒ َ خ ﻣَﻦ َ ) (16اﻟﺴﺆال :اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﺸﮭﻮر " ﻣِﻨﻰ ﻣُﻨﺎ ُ ﻣِﻨﻰ ِﻣﻠْﻚٌ ﻟﻌﻤﻮم اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ﺣﺠﺎج ﺑﯿﺖ اﷲ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺤﺞ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ھﻮ أن ﻣِﻨﻰ ﺻﺎرت أﺷﺒﮫ ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ ﯾﻘﻄﻨﮭﺎ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺑﯿﻮت ﻣﻤﻠﻮﻛ ﺔ ﻟﮭ ﻢ ،ﻣﻤ ﺎ ﯾﺤ ﻮل دون ﺗﻤ ﱡﻜ ﻦ اﻟﺤﺠ ﺎج ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﻛﺎﻣ ﻞِ ﻣ ﺴﺎﺣﺔِ ﻣِﻨﻰ ،ﻓﮭﻞ ھﺬا اﻟﺒﻨﺎء ﻓﻲ ﻣِﻨﻰ ﺟﺎﺋﺰ ،وھﻞ ﯾﺠ ﻮز ﺗﻤﻠ ﻚ أراﺿ ﻲ ﻣِﻨ ﻰ ﻣﻠﻜ ﺎً ﻓﺮدﯾﺎً ؟ ) (16اﻟﺠﻮاب :اﻟﺼﺤﯿﺢ اﻟﺬي ﯾﻨﺒﻐﻲ اﻟﺬھﺎب إﻟﯿﮫ ھﻮ أن ﻣِﻨﻰ ﻣﻠﻚٌ ﻟﻌﺎﻣﺔ ا ﻟﻨﺎس ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻷﺣ ﺪ أن ﯾﺘﻤﻠ ﻚ ﻓﯿﮭ ﺎ ،وﻻ أن ﯾﺘﺨ ﺬ ﻓﯿﮭ ﺎ ﺑﯿﺘ ًﺎ أو ﻣﺰرﻋ ﺔ أو أﯾ ﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔٍ ﻓﺮدﯾﺔ ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣ ﺔ واﻟ ﺸﻮارع واﻷﻧﮭ ﺎر وﻏﯿﺮھ ﺎ، وﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺴﻜﻦ ﻓﯿﮭﺎ ﺳﻜﻨﺎً داﺋﻤﯿﺎً ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﺘﺪﯾﺎً وآﺛﻤﺎً ،ﻓﻌﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻈﻠﱡ ﻚ ؟ ﻗ ﺎل :ﻻ، ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ " ﻗﯿﻞ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻻ ﻧﺒﻨﻲ ﻟﻚ ﺑﻤِﻨَﻰ ﺑﻨ ﺎ ًء ُﯾ ِ ﻣِﻨ ﻰ ﻣُﻨ ﺎخ َﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻖ " رواه اﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ وأﺑ ﻮ داود واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟ ﺪارﻣﻲ، ورواه اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ،ورواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل :ھﺬا ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ. ﻓﻠﯿﺤﺬر ﻛﻞﱡ ﻣﻦ ﯾﺴﻜﻦ ﻣِﻨﻰ وﯾﺒﻨﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﺘ ﺎً ﻋﻘ ﺎب اﷲ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ﻷن ل. ﺣﻜﻤﮫ أﻧﮫ اﻏﺘﺼﺐ أرﺿًﺎ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس ﻻ ﯾﺤﻖ ﻟﮫ أن ﯾﺘﻤﻠﻜﮭﺎ ﺑﺤﺎ ٍ ) (17اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل رﺳﻮل اﷲ " rاﻟﺤﺞ ﻋﺮﻓﺔ " ؟ ) (17اﻟﺠﻮاب :ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي رواه أﺑﻮ داود واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺣﻤﺪ ﺖ اﻟﻨﺒﻲ rوھﻮ ﺑﻌﺮﻓ ﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﯾﻌﻤﺮ اﻟﺪﯾﻠﻲ ﻗﺎل " أﺗﯿ ُ ﺮ ﻣ ﻦ أھ ﻞ ﻧﺠ ﺪ ﻓ ﺄﻣﺮوا رﺟ ﻼً ﻓﻨ ﺎدى رﺳ ﻮل اﷲ :r س أو ﻧﻔ ٌ ﻓﺠ ﺎء ﻧ ﺎ ٌ ﺞ ﯾ ﻮ ُم ﻋﺮﻓ ﺔ، ﺞ اﻟﺤ ﱡ ﻛﯿﻒ اﻟﺤﺞ ؟ ﻓﺄﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ rرﺟﻼً ﻓﻨﺎدى :اﻟﺤ ﱡ ﺟ ْﻤ ٍﻊ ﻓﺘﻢ ﺣﺠﱡﮫ " ...وﻟﯿﻠﺔ ﺟﻤﻊ ھ ﻲ ﻣﻦ ﺟﺎء ﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻟﯿﻠﺔ َ ﻟﯿﻠ ﺔ اﻟﻤﺰدﻟﻔ ﺔ ﺗﺒ ﺪأ ﻋﻨ ﺪ ﻏ ﺮوب ﺷ ﻤﺲ ﯾ ﻮم ﻋﺮﻓ ﺔ .ﻓﻘﻮﻟ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼة واﻟﺴﻼم )اﻟﺤﺞ ﻋﺮﻓﺔ( ﻓﺴﱠﺮه ﻗﻮﻟﮫ اﻟﺬي ﯾﻠﯿﮫ )ﻣﻦ ﺟﺎء ﻗﺒﻞ ﺻﻼة اﻟ ﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻟﯿﻠﺔ ﺟﻤﻊ ﻓﺘﻢ ﺣﺠﮫ( ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻣﻦ أدرك ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻘ ﺪ أدرك اﻟﺤ ﺞ ،وﻣ ﻦ ﻟﻢ ﯾﺪرك ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺗﮫ اﻟﺤﺞ .ھ ﺬا ھ ﻮ ﻣﻌﻨ ﻰ ﻗﻮﻟ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼ ُة واﻟ ﺴﻼمُ
"اﻟﺤﺞ ﻋﺮﻓﺔ " ) (18اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﺻﺤﯿﺢ أن ﻣﻦ ﯾﺒﯿﺘﻮن ﺧﻠ ﻒ ﺟﻤ ﺮة اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎه ﻣﻜ ﺔ ﻻ ﯾُﻌﺘَﺒﺮون ﺑﺎﺋﺘﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻰ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺬﺑﺢ ﻛﻔَﱠﺎرةً ؟ 160
) (18اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ إن ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ وﻣﻜﺔ ﻟ ﯿﺲ ﻣ ﻦ ﻣِﻨ ﻰ ،ﺑ ﻞ إن ﺟﻤ ﺮة ج ﻣِﻨﻰ ،وﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺒﯿﺖ ﺧﻠﻒ ﺟﻤ ﺮة اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ﻋﻠﯿ ﮫ دم، اﻟﻌﻘﺒﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺗﻘﻊ ﺧﺎر َ ﻓﻌ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﻗ ﺎل " ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rﻛ ﻞﱡ ﻋﺮﻓ ﺔ ﻣﻮﻗ ﻒ ﻒ وارﺗﻔﻌ ﻮا ﻋ ﻦ ﺑﻄ ﻦ وارﺗﻔﻌ ﻮا ﻋ ﻦ ﺑﻄ ﻦ ﻋُﺮَﻧ ﺔ ،وﻛ ﻞﱡ ﻣﺰدﻟﻔ َﺔ ﻣﻮﻗ ٌ ﺤ ﺮ إﻻ ﻣ ﺎ وراء اﻟﻌﻘﺒ ﺔ " رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ .ﯾ ﺬﻛﺮ ﺤ ﺴﱢﺮ ،وﻛ ﻞ ﻣِﻨ ﻰ َﻣ ْﻨ َ ُﻣ َ ن ﺑﻄﻦ ﻋﺮﻧﺔ ﻟﯿﺲ ﻣ ﻦ ﻋﺮﻓ ﺔ ،وﺑﻄ ﻦ ﻣُﺤ ﺴﱢﺮ ﻟ ﯿﺲ ﻣ ﻦ ﻣﺰدﻟﻔ ﺔ، ﺚأﱠ اﻟﺤﺪﯾ ُ وﻣ ﺎ وراء ﺟﻤ ﺮة اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ﻟ ﯿﺲ ﻣ ﻦ ﻣِﻨ ﻰ ،وﻟ ﺬا ﻓ ﺈنﱠ ﻣ ﻦ ﯾﺒﯿ ﺖ وراء ﺟﻤ ﺮة ﺢ ﺷﺎ ًة ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻘُﻢ ﺑﻮاﺟﺐ اﻟﻤﺒﯿﺖ ﺑﻤﻨﻰ. اﻟﻌﻘﺒﺔ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺬﺑ َ وﻟ ﯿﺲ ﺻ ﺤﯿﺤﺎً أن ﻣِﻨ ﻰ ﻻ ﺗﺘ ﺴﻊ ﻟﻠﺤﺠ ﯿﺞ ،إذ ﻟ ﻮ أُزﯾﻠ ﺖ اﻟﺒﯿ ﻮت ﻦ اﻷﻣ ﺮاء ﻷﺻ ﺒﺤﺖ ﻣِﻨ ﻰ ﺗﺘ ﺴﻊ ت اﻟﺤ ﺮس واﻟﺠ ﯿﺶ وﻣ ﺴﺎﻛ ُ وﻣﻌ ﺴﻜﺮا ُ ﻷﺿﻌﺎف ﻣﺎ ﯾﺮﺗﺎدھﺎ اﻟﯿﻮم ﻣﻦ ﺣﺠﺎج ﺑﯿﺖ اﷲ ،وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺘ ﺴﻊ، ﻓ ﺈن اﻟﺤ ﻞ اﻷﻣﺜ ﻞ ھ ﻮ ﺑﻨ ﺎء ﻋﻤ ﺎرات ذات ﻃﻮاﺑ ﻖ ﻋﺪﯾ ﺪة ﻓ ﻲ أﻧﺤ ﺎء ﻣِﻨ ﻰ ﻟﺘﻜ ﻮن ﻣ ﺴﺎﻛﻦ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﺤﺠ ﯿﺞ ﯾﻘﻄﻨ ﻮن ﺑﮭ ﺎ ﻃﯿﻠ ﺔ أﯾ ﺎم اﻟﺤ ﺞ ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻌﻮدون ﻣﻀﻄﺮﯾﻦ ﻟﻠﻨـﺰول ﺧﻠﻒ ﺟﻤﺮة اﻟﻌﻘﺒﺔ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﺧﺎرج ﺣﺪود ﻣِﻨﻰ. ) (19اﻟﺴﺆال :ﯾﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻛﺜﯿﺮاً ﺑﺨﺼﻮص رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ﻓﻲ ﻣﻨﻰ ،ﻓﻤ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ أوﺟ ﺐ اﻟﺮﻣ ﻲ ﺑﻌ ﺪ زوال اﻟ ﺸﻤﺲ ،أي ﺑﻌ ﺪ اﻟﻈﮭ ﺮ ،وﻣ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ أﺟ ﺎز اﻟﺮﻣﻲ ﻓﻲ أﯾ ﺔ ﺳ ﺎﻋﺔ ﻣ ﻦ ﻟﯿ ﻞ أو ﻧﮭ ﺎر ،ﻓﻤ ﺎ ھ ﻮ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺸﺮﻋﻲ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟ ِﺔ ﻣﻊ اﻟﺪﻟﯿﻞ؟ ) (19اﻟﺠﻮاب :اﻟﺴﱡﻨﺔ ﻓﻲ رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ﯾﻮم اﻟﻨﺤﺮ ،أي ﻓ ﻲ اﻟﯿ ﻮم اﻷول ﻣ ﻦ أﯾ ﺎم ﻣﻨﻰ ،ھﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺮﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ ،أو ﻗﻞ ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﻀﺤﻰ ،ﻟﻤﺎ رُوي ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ tﻗﺎل " رﻣﻰ رﺳﻮل اﷲ rاﻟﺠﻤﺮة ﯾﻮم اﻟﻨﺤ ﺮ ﺿُ ﺤَﻰ، وأﻣﺎ ﺑﻌﺪُ ﻓﺈذا زاﻟﺖ اﻟﺸﻤﺲ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود واﻟﱠﻨ ﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ وأﺣﻤﺪ .وﻟﻤﺎ رُوي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس tﻗﺎل " ﻗ ﱠﺪﻣَﻨَﺎ رﺳﻮلُ اﷲ r ﻄ ﺦُ ﺣ ُﻤ ﺮات ،ﻓﺠﻌ ﻞ َﯾ ْﻠ َ ﻏ ْﯿِﻠ َﻤ َﺔ ﺑﻨ ﻲ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ُ ﻟﯿﻠ ﺔ اﻟﻤﺰدﻟﻔ ِﺔ أُ َ ﻲ ﻻ ﺗﺮﻣ ﻮا اﻟﺠﻤ ﺮ َة ﺣﺘ ﻰ ﺗﻄﻠ ﻊ اﻟ ﺸﻤﺲ " رواه أﺑ ﻮ أﻓﺨﺎذَﻧﺎ وﯾﻘﻮل أُﺑَﯿْ ِﻨ ﱠ داود واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ وأﺣﻤ ﺪ ﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣ ﺬي :ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣ ﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ .واﻟﻠﻄﺦ :اﻟﻀﺮب اﻟﻠﱠﯿﻦ. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﯿ ﻮم اﻟﺜ ﺎﻧﻲ واﻟ ﺬي ﯾﻠﯿ ﮫ ﻓﺎﻟ ﺴﱡﻨﺔ ھ ﻲ أن ﯾﺮﻣ ﻲ اﻟﻨ ﺎس ﺑﻌ ﺪ اﻟ ﺰوال، أي ﺑﻌﺪ اﻟﻈﮭﺮ ﻟﻤﺎ رُوي ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﻤ ﺎر ﻗﺒ ﻞ ﻗﻠﯿ ﻞ )وأﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻓ ﺈذا زاﻟ ﺖ اﻟ ﺸﻤﺲ( وﻟﻤ ﺎ رُوي ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس " tأن رﺳ ﻮل اﷲ rﻛ ﺎن ﯾﺮﻣ ﻲ 161
ﺲ ﻗ ﺪر ﻣ ﺎ إذا ﻓ ﺮغ ﻣ ﻦ رﻣ ِﯿ ِﮫ ﺻ ﻠﻰ اﻟﻈﮭ ﺮ " رواه اﻟﺠﻤ ﺎر إذا زاﻟ ﺖ اﻟ ﺸﻤ ُ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل :ھﺬا ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ،دون ﻗﻮل اﻟﺤﺪﯾﺚ )ﻗﺪر ...اﻟﺦ ( ﺴﻨﱠﺔ ،وﻟﯿ ﺴﺖ ﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ أﯾ ﺔ ﻗﺮﯾﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮب اﻟﺘﻘﯿ ﺪ ھﺬه ھﻲ اﻟ ﱡ ﺑﮭﺬه اﻷوﻗﺎت ،وﻟﺬا ﻓﺈن ﻣﻦ رﻣﻰ ﺟﻤ ﺮة اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ﻓ ﻲ ﯾ ﻮم اﻟﻨﺤ ﺮ ﻗﺒ ﻞ ﻃﻠ ﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ ،وﻣﻦ رﻣﻰ اﻟﺠﻤﺮات ﻓﻲ اﻷﯾ ﺎم اﻷﺧ ﺮى ﻗﺒ ﻞ اﻟ ﺰوال ﻓﻼ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮫ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﺆﺧﺮ اﻟﺮﻣﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻠﯿ ﻞ ،ﻷن ﻏ ﺮوب اﻟ ﺸﻤﺲ ﯾﻌﻨ ﻲ اﻧﺘﮭﺎء اﻟﻨﮭﺎر ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻗﺪ رﻣﻰ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم إن ھ ﻮ أﺧﱠ ﺮ اﻟﺮﻣ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻐ ﺮوب ،وﯾﺒﻘ ﻰ اﻷﻣ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻣﻮﺳﱠ ﻌﺎً ،ﯾﺮﻣ ﻲ اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﻀﺤﻰ وﻓ ﻲ اﻟﻈﮭﯿ ﺮة وﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺮ وﻟﻜ ﻦ ﻻ ﯾ ﺆﺧﺮ اﻟﺮﻣ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻐﺮوب وإﻻ اﻋﺘُﺒﺮ ﻟﻢ ﯾﺮم ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم. أﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘ ﻮل ﺑﺨ ﺼﻮص اﻟﺮﻣ ﻲ ﻓ ﻲ ﯾ ﻮم اﻟﻨﺤ ﺮ ،ﻓﻤ ﺎ رُوي ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋ ﺸﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ أﻧﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ " أرﺳ ﻞ اﻟﻨﺒ ﻲ rﺑ ﺄم ﺳ ﻠﻤﺔ ﻟﯿﻠ ﺔَ اﻟﻨﺤ ﺮ، ﻓﺮﻣ ﺖ اﻟﺠﻤ ﺮة ﻗﺒ ﻞ اﻟﻔﺠ ﺮ ،ﺛ ﻢ ﻣ ﻀﺖ ﻓﺄﻓﺎﺿ ﺖ " ...رواه أﺑ ﻮ داود ،وروى اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻣﻨﮫ. وأﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺎ ﻧﻘ ﻮل ﺑﺨ ﺼﻮص اﻟﺮﻣ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﯾ ﺎم اﻷﺧ ﺮى ،أي أﯾﺎم اﻟﺘﺸﺮﯾﻖ ،ﻓﻤﺎ رُوي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﮭﻤﺎ " أن اﻟﻨﺒﻲ rﻗﯿﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺬﺑﺢ واﻟﺤﻠﻖ واﻟﺮﻣﻲ واﻟﺘﻘﺪﯾﻢ واﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻘﺎل :ﻻ ﺣ ﺮج " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ وأﺣﻤﺪ ،وﻣﺎ رُوي ﻋ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو اﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص tﻗ ﺎل " ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ،rوأﺗ ﺎه رﺟ ﻞٌ ﯾ ﻮم ﺖ ﻗﺒ ﻞ أن اﻟﻨﺤﺮ وھﻮ واﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺮة ،ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ رﺳ ﻮل اﷲ إﻧ ﻲ ﺣﻠﻘ ُ أرﻣﻲ ،ﻗﺎل :ارم وﻻ ﺣﺮج ،وأﺗﺎه آﺧﺮ ﻓﻘﺎل :إﻧﻲ ذﺑﺤﺖ ﻗﺒﻞ أن أرﻣ ﻲ، ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺒﯿ ﺖ ﻗﺒ ﻞ أن ﻗ ﺎل :ارم وﻻ ﺣ ﺮج ،وأﺗ ﺎه آﺧ ﺮ ﻓﻘ ﺎل :إﻧ ﻲ أﻓ ﻀ ُ ﺳ ﺌِﻞ ﯾﻮﻣﺌ ﺬٍ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء إﻻ أرﻣﻲ ،ﻗﺎل :ارم وﻻ ﺣﺮج ،ﻗ ﺎل :ﻓﻤ ﺎ رأﯾﺘ ﮫ ُ ﺳ ﺌﻞ ﻗ ﺎل :اﻓﻌﻠ ﻮا وﻻ ﺣ ﺮج " رواه ﻣ ﺴﻠﻢ .ورواه اﻟﺒﺨ ﺎري ﺑﻠﻔ ﻆ " ﻓﻤ ﺎ ُ اﻟﻨﺒﻲ rﻋﻦ ﺷﻲء ُﻗﺪﱢم وﻻ ُأﺧﱢﺮ إﻻ ﻗﺎل :اﻓﻌﻞ وﻻ ﺣﺮج ". ﻚ ﻛﻠﱡﮭﺎ ﺗﺆدﱠى ﻓﻲ أﯾﺎم ﻣﻨﻰ ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺎء ﻓﺎﻟﺘﻮﻗﯿﺖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﯾﻢ وﺗﺄﺧﯿﺮ ،واﻟﻨﺴ ُ اﻟﺤﺠ ﺎج ،ﻟ ﺴﺒﺐ واﺿ ﺢ ھ ﻮ أﻧﮭ ﻢ ﻗ ﺪ رُﻓ ﻊ ﻋ ﻨﮭﻢ اﻟﺤ ﺮج ﻓﯿﮭ ﺎ ،ﻓﻠْﯿﻔﻌﻠ ﻮا ﻣ ﺎ ﯾﺸﺎءون ﺗﺮﺗﯿﺒًﺎ وﺗﻮﻗﯿﺘًﺎ. ) (20اﻟﺴﺆال :ﻛﻢ ﻣﺮة ﺣﺞﱠ رﺳﻮل اﷲ r؟ وﻛﻢ ﻣﺮ ًة اﻋﺘﻤﺮ ؟ ) (20اﻟﺠﻮاب :أﻣﺎ اﻟﺤﺞ ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﯾﺤﺞ إﻻ ﻣﺮة واﺣﺪة ﺳُﻤﱢﯿﺖ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع ،أﻣﺎ اﻟﻌﻤﺮة ﻓﻘﺪ أدى أرﺑﻊ ﻋُﻤَﺮ ،ﻓﻌﻦ أﻧﺲ " tأن 162
ﻋﻤَﺮ ﻛﻠﱠﮭﻦ ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة إﻻ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ رﺳﻮل اﷲ rاﻋﺘﻤﺮ أرﺑﻊ ُ ﺣﺠﱠﺘِﮫ :ﻋﻤﺮ ٌة ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ،أو زﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة ،وﻋﻤﺮ ٌة َ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﻘﺒﻞ ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة ،وﻋﻤﺮ ٌة ﻣﻦ ﺟﻌﺮاﻧﺔ ﺣﯿﺚ ﻗﺴﻢ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﺣﻨﯿﻦ ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة ،وﻋﻤﺮ ٌة ﻣﻊ ﺣﺠﺘﮫ " رواه ﻣﺴﻠﻢ .ورواه اﻟﺒﺨﺎري ﺑﻠﻔﻆ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺾ اﺧﺘﻼف ،ورواه أﺑﻮ داود وﺳﻤﱠﻰ ﻋﻤﺮ َة ذي اﻟﻘﻌﺪة ﻋﻤﺮ َة اﻟﻘﻀﺎء ،ورواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺑﻠﻔﻆ " ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل :اﻋﺘﻤﺮ رﺳﻮل اﷲ ﻋﻤَﺮ :ﻋﻤﺮة اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ،وﻋﻤﺮة اﻟﻘﻀﺎء ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻞ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ rأرﺑﻊ ُ اﻟﺠﻌﺮاﻧﺔ ،واﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻊ ﺣﺠﺘﮫ". ) (21اﻟﺴﺆال :أرى ﻛﺜﯿﺮًا ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ واﻟﻀﻌﻔﺎء واﻟﻤﺮﺿﻰ ﯾُﻄﺎف ﺑﮭﻢ ﺣﻮل ف ھﻜ ﺬا ،واﻟ ﺬي ﻧﻌﻠﻤ ﮫ ھ ﻮ أن اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﺤﻤﻮﻟﯿﻦ ،ﻓﮭﻞ ﺣﻘًﺎ ﯾُﻘﺒَﻞ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻄﻮا ُ ﻣﻦ ﻻ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺞ َﯾﺤُﺞ ﻋﻨﮫ ﺷﺨﺺٌ آﺧﺮ ،وأن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﯾﻘﻮل إذا أﻣﺮﺗﻜﻢ ﺑﺄ ﻣ ٍﺮ ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﮫ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ،ﻓﻠﻤ ﺎذا ﯾﻜﱢﻠ ﻒ ھ ﺆﻻ ِء اﻟﻌﺠﺰ ُة أﻧﻔﺴَﮭﻢ ﺑﺎﻟﺤﺞ وھﻢ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﯿﮫ ؟ ﺞ ھﺆﻻء اﻟﻤﺤﻤﻮﻟﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاف وﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ ﺟﺎﺋﺰٌ ﻣﻘﺒﻮل، ) (21اﻟﺠﻮاب :إنﱠ ﺣ ﱠ ﺑﻞ إن اﻷﻗﻮﯾﺎء أﯾﻀًﺎ ﯾﺠ ﻮز ﻟﮭ ﻢ أن ﯾﻄﻮﻓ ﻮا ﻣﺤﻤ ﻮﻟﯿﻦ راﻛﺒ ﯿﻦ ،وذﻟ ﻚ ﻟﻤ ﺎ ﯾﻠﻲ: أ -ﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ tﻗ ﺎل " ﻃ ﺎف اﻟﻨﺒ ﻲ rﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺔ اﻟ ﻮداع ﻋﻠ ﻰ راﺣﻠﺘﮫ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ،وﺑﺎﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة ،ﻟﯿﺮاه اﻟﻨ ﺎس وﻟﯿُ ﺸﺮف وﻟﯿ ﺴﺄﻟﻮه ،ﻓ ﺈن ﻏﺸُﻮه " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ وأﺣﻤﺪ. اﻟﻨﺎس َ ب -ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس " tأن رﺳﻮل اﷲ َ rﻗﺪِم ﻣﻜﺔ وھﻮ ﯾﺸﺘﻜﻲ ،ﻓﻄﺎف ﻋﻠ ﻰ ﺤﺠَﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﻓ ﺮغ ﻣ ﻦ ﻃﻮاﻓ ﮫ راﺣﻠﺘﮫ ،ﻛﻠﻤﺎ أﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻛﻦ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺮﻛﻦ ِﺑ ِﻤ ْ أﻧ ﺎخ ﻓ ﺼﻠﻰ رﻛﻌﺘ ﯿﻦ " رواه أﺑ ﻮ داود .واﻟﻤﺤﺠ ﻦ ھ ﻲ اﻟﻌ ﺼﺎ ذات اﻟ ﺮأس ج. اﻟﻤِﻌﻮ ﱢ ج -ﻋﻦ أم ﺳﻠﻤﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ " ﺷ ﻜﻮتُ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ rأﻧ ﻲ أﺷ ﺘﻜﻲ ،ﻓﻘ ﺎل :ﻃ ﻮﻓﻲ ﻣ ﻦ وراء اﻟﻨ ﺎس وأﻧ ﺖ راﻛﺒ ﺔ " ...رواه ﻣ ﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود وﻏﯿﺮھﻢ. ) (22اﻟﺴﺆال :ﻧﺮى اﻟﻨﺎس وھﻢ ﯾﻄﻮﻓ ﻮن ﯾ ﺴﺮﻋﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺸﻲ أﺣﯿﺎﻧ ًﺎ وﯾﻤ ﺸﻮن ﺑﺘﺆدة أﺣﯿﺎﻧًﺎ أﺧﺮى ،ﻓﮭﻞ اﻟﻄﻮاف ھﻜﺬا ؟ وﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮫ ؟ ﺨﺒﱡﻮن اﻷﺷ ﻮاط اﻟﺜﻼﺛ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ، ) (22اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ اﻟﻄﻮاف ھﻜﺬا ،ﯾﺮﻣُﻠﻮن أو َﯾ ُ وﯾﻤﺸﻮن ﺑﺘﺆدة أي ﺑﺒﻂء اﻷﺷﻮاط اﻷرﺑﻌﺔ اﻷﺧﯿﺮة ،ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ﻗ ﺎل " رأﯾ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﺣ ﯿﻦ َﯾ ْﻘ َﺪمُ ﻣﻜ ﺔ إذا اﺳ ﺘﻠﻢ 163
اﻟ ﺮﻛﻦ اﻷﺳ ﻮد أول ﻣ ﺎ ﯾﻄ ﻮف َﯾﺨُ ﺐﱡ ﺛﻼﺛ ﺔ أﻃ ﻮافٍ ﻣ ﻦ اﻟ ﺴﺒﻊ " رواه ﻞ اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣ ﺴﻠﻢ .وﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ " tأن رﺳ ﻮل اﷲ rﻃ ﺎف ﺳ ﺒﻌًﺎَ ،ر َﻣ َ ﺛﻼﺛﺎً وﻣﺸﻰ أرﺑﻌًﺎ " ...رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﺮﻣﺬي. ) (23اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﻟﻤﺎء زﻣﺰم ﻓﻀﯿﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ؟ أرﺟﻮ ﺑﯿﺎن ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﺎء ؟ ) (23اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﻟﻤﺎء زﻣﺰم ﻓﻀﯿﻠﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ اﻣﺘ ﺎز ﺑﮭ ﺎ ﻋﻤ ﺎ ﺳ ﻮاه ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء، وﻗﺪ ورد ﻓﻲ ﻣﺎء زﻣﺰم أﺣﺎدﯾﺚ ﻧﺒﻮﯾﺔ أذﻛﺮ ﻟﻚ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : أ -ﻋﻦ أﺑﻲ ذر tأن رﺳﻮل اﷲ rﻗﺎل " ...إﻧﮭﺎ ﻣﺒﺎرﻛﺔ ،إﻧﮭﺎ ﻃﻌ ﺎمُ ﻃُﻌْ ٍﻢ"... ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻃﻮﯾﻞ رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ .ورواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺑﻠﻔﻆ " إﻧﮭﺎ ﻣﺒﺎرﻛﺔ إﻧﮭﺎ ﻃ ْﻌ ٍﻢ وﺷِﻔﺎءُ ﺳُ ْﻘﻢٍ " ﻓﻤﺎء زﻣﺰم ﻃﻌﺎمٌ وﻏﺬاءٌ ،وﺷﻔﺎ ٌء ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض. ﻃﻌﺎمُ ُ ﺷ ﺮِب ب -ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎس tﻗﺎل " ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ :rﻣﺎء زﻣﺰم ﻟﻤ ﺎ ُ ﻟﮫ" رواه اﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﱠﺤﮫ وواﻓﻘ ﮫ اﻟ ﺬھﺒﻲ .ورواه أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﺴﻨﺪ ﺣ ﺴﻦ .ورواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ. ج -ﻋ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﺑﻜ ﺮ ﻗ ﺎل " ﻛﻨ ﺖ ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﺖ ﺖ ؟ ﻗﺎل :ﻣﻦ زﻣﺰم ،ﻗ ﺎل :ﻓ ﺸﺮﺑ َ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ،ﻓﺠﺎءه رﺟﻞ ﻓﻘﺎل :ﻣﻦ أﯾﻦ ﺟﺌ َ ﻣﻨﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ ؟ ﻗﺎل :وﻛﯿﻒ ؟ ﻗﺎل :إذا ﺷﺮﺑﺖَ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ واذﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ وﺗﻨ ﱠﻔﺲ ﺛﻼﺛﺎً وﺗﻀﻠﱠﻊ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻓﺈذا ﻓﺮﻏﺖ ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞﱠ ،ﻓ ﺈن رﺳﻮل اﷲ rﻗﺎل :إن آﯾﺔ ﻣ ﺎ ﺑﯿﻨﻨ ﺎ وﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﯿﻦ أﻧﮭ ﻢ ﻻ ﯾﺘ ﻀﻠﱠﻌﻮن ﻣ ﻦ زﻣﺰم " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ .ورواه اﻟﺤﺎﻛﻢ. ) (24اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻌﻤﺮة أواﺟﺒ ٌﺔ ھﻲ أم ﻣﻨﺪوﺑ ٌﺔ ؟ ﻣﻊ ذﻛﺮ اﻷدﻟﺔ ؟ ) (24اﻟﺠ ﻮاب :اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠ ﻰ رأﯾ ﯿﻦ ،ﻓﻤ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﺑﻮﺟ ﻮب اﻟﻌﻤ ﺮة ،وﻣ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﺑﺄﻧﮭ ﺎ ﻣﻨﺪوﺑ ﺔ .أﻣ ﺎ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا ﺑﻮﺟ ﻮب اﻟﻌﻤﺮة ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻮب ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ : ﻲ rﻓﻘﺎل :ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ إن أﺑﻲ ﺷﯿﺦ أ -ﻋﻦ أﺑﻲ رَزِﯾﻦ اﻟﻌُﻘَﯿﻠﻲ أﻧﮫ " أﺗﻰ اﻟﻨﺒ ﱠ ﺣﺞﱠ ﻋﻦ أﺑﯿﻚ واﻋﺘﻤﺮ ﻛﺒﯿﺮ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺤﺞ وﻻ اﻟﻌﻤﺮة وﻻ اﻟﻈﻌﻦ ،ﻗﺎلُ : " رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وأﺑ ﻮ داود .ورواه أﺣﻤ ﺪ وﻗ ﺎل :ﻻ أﻋﻠ ﻢ ﻓ ﻲ إﯾﺠ ﺎب اﻟﻌﻤ ﺮة ﺢ ﻣﻨﮫ. ﺣﺪﯾﺜ ًﺎ أﺟﻮ َد ﻣﻦ ھﺬا وﻻ أﺻ ﱠ ب -ﻋﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣﺰم ﻋﻦ أﺑﯿﮫ ﻋﻦ ﺟﺪه " أن اﻟﻨﺒﻲ r ﻛﺘﺐ إﻟﻰ أھﻞ اﻟﯿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺑًﺎ وﺑﻌﺚ ﺑﮫ ﻣﻊ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺣ ﺰم ﻓﯿ ﮫ :وأن اﻟﻌﻤ ﺮةَ 164
ﺮ وﻻ ﯾﻤ ﺲ اﻟﻘ ﺮآن إﻻ ﻃ ﺎھﺮ " رواه اﻟ ﺪارَﻗُﻄْﻨﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ ﺞ اﻷﺻ ﻐ ُ اﻟﺤ ﱡ واﻟﺤﺎﻛﻢ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ،وﺣﺴﻨﱠﮫ اﻟﺤﺎزﻣﻲ. ج -ﻣﺎ ذﻛﺮه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻ ﺤﯿﺤﮫ ] وﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ :ﻟ ﯿﺲ أﺣ ٌﺪ إﻻ وﻋﻠﯿﮫ ﺣﺠ ٌﺔ وﻋﻤﺮةٌ ،وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ :إﻧﮭﺎ ﻟﻘﺮﯾﻨﺘُﮭﺎ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ )ﮱ ڭ ﯔ ﯕ(]ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة اﻵﯾ ﺔ [196 :وﻣ ﺎ ذﻛ ﺮه اﻟﺤﺎﻛﻢ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ أن زﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻛﺎن ﯾﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮب اﻟﻌﻤﺮة. وأﻣﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﺄن اﻟﻌﻤﺮة ﻣﻨﺪوﺑ ﺔٌ ﻏﯿ ﺮ واﺟﺒ ﺔ ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﺪﻟﻮا ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮﻟﮭﻢ ﺑﻤ ﺎ ﯾﻠﻲ: أ -ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ " tأن اﻟﻨﺒ ﻲ rﺳُ ﺌﻞ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮة أواﺟﺒ ﺔ ھ ﻲ ؟ ﻗ ﺎل :ﻻ ،وأن ﯾﻌﺘﻤ ﺮوا ھ ﻮ أﻓ ﻀﻞ " رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ،وﻗ ﺎل :ھ ﺬا ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣ ﺴﻦ ﺻ ﺤﯿﺢ، ورواه أﺣﻤﺪ واﺑﻦ أﺑﻲ ﺷﯿﺒﺔ. ب -ﻋ ﻦ ﻃﻠﺤ ﺔ ﺑ ﻦ ﻋﺒﯿ ﺪ اﷲ tأﻧ ﮫ ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل " اﻟﺤ ﺞ ﺟﮭ ﺎد واﻟﻌﻤﺮة ﺗﻄﻮع " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ .ورواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس. ج -ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ أُﻣﺎﻣﺔ اﻟﺒ ﺎھﻠﻲ tﻗ ﺎل " ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rﻣ ﻦ ﻣ ﺸﻰ إﻟﻰ ﺻﻼة ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ وھﻮ ﻣﺘﻄﮭﱢﺮ ﻓﺄﺟﺮُه ﻛﺄﺟﺮ اﻟﺤﺎج اﻟﻤُﺤْ ﺮِم ،وﻣ ﻦ ﻣ ﺸﻰ إﻟﻰ ﺗﺴﺒﯿﺢ اﻟﻀﺤﻰ ﻓﺄﺟﺮه ﻛﺄﺟﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤِﺮ ،وﺻﻼ ٌة ﻋﻠﻰ ِإﺛْﺮ ﺻﻼة ﻻ ﻟﻐﻮَ ب ﻓ ﻲ ﻋِﻠﱢﯿ ﯿﻦ " رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﺠ ﻢ اﻟﻜﺒﯿ ﺮ .ورواه أﺣﻤ ﺪ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻛﺘﺎ ٌ وأﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ. ﻓ ﺄﻗﻮل ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ :أﻣ ﺎ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻷول ﻓ ﻼ دﻻﻟ ﺔ ﻓﯿ ﮫ واﺿ ﺤ ًﺔ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮب ﺣ ﺞﱠ ﻋ ﻦ أﺑﯿ ﻚ واﻋﺘﻤ ﺮ " ﯾ ﺪل اﻟﻌﻤﺮة ،أﻋﻨﻲ ﺣﺪﯾﺚ أﺑﻲ رزﯾﻦ ،ﻓﻘﻮل اﻟﺤﺪﯾﺚ " ُ ﺼﺢﱡ اﻹﺗﯿﺎن ﺑﮭﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﻮاﻟﺪ اﻟﻤﺘﻮﻓﱠﻰ ،ﻓﺄﯾﻦ اﻟﻘﺮﯾﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ﯾ ِ اﻟﻮﺟﻮب ؟ ﺞ اﻷﺻﻐﺮ " ﻓﻼ دﻻﻟﺔ ﻓﯿﮫ ھﻮ وأﻣﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋﻞ " وأن اﻟﻌﻤﺮ َة اﻟﺤ ﱡ اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻟﻌﻤﺮة ،ﻓﻮﺻ ﻔﮭﺎ ﺑ ﺎﻟﺤﺞ اﻷﺻ ﻐﺮ آتٍ ﻣ ﻦ ﻛ ﻮن اﻟﻌﻤ ﺮة ھ ﻲ ﺟﺰء ﺻﻐﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﻚ اﻟﺤﺞ ،وإﻻ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺣ ﺞ أﻛﺒ ﺮ وﺣ ﺞ أﺻ ﻐﺮ، وﻣﺎ أُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓ ﺔ ﻣ ﻦ ﻛﻮﻧ ﮫ ﯾ ﻮم اﻟﺤ ﺞ اﻷﻛﺒ ﺮ إﻧﻤ ﺎ ھ ﻮ ﻟﻌﻈ ﻢ ذﻟ ﻚ اﻟﯿﻮم ،ﻓﮭﻮ اﻟﯿﻮم اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ أﯾﺎم اﻟﺤﺞ. وأﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ أﻗﻮالٍ ﻓﻠﯿﺴﺖ ﺑﺄدﻟ ﺔ ،وإﻧﻤ ﺎ ھ ﻲ آراءٌ ﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﺘﻘﻠﯿﺪ ،وﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻛﺄدﻟﺔ ﺷﺮﻋﯿﺔ. وﻧﺄﺗﻲ اﻵن ﻷدﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻮا إن اﻟﻌﻤﺮة ﻣﻨﺪوﺑﺔ ﻏﯿﺮ واﺟﺒﺔ ،ﻓﺄﻗﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: 165
أﻣﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷول ،أﻋﻨﻲ ﺣ ﺪﯾﺚ ﺟ ﺎﺑﺮ ،ﻓ ﺮﻏﻢ أن اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ﻗ ﺎل ﻋﻨ ﮫ ﺣ ﺴﻦ ج ﺑ ﻦ أَرﻃ ﺄة ،واﻟﺤﺠ ﺎج ھ ﺬا ﺿ ﻌﱠﻔﮫ ﺠﺎ َ ﺻ ﺤﯿﺢ ،ﻓ ﺈن اﻟﻨ ﺎﻇﺮ ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺪه ﯾﺠ ﺪ اﻟﺤ ﱠ اﻟﻜﺜﯿﺮون ،ﻓﺎﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ ﻟﻢ ﯾﺤﺘﺠﱠﺎ ﺑﮫ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺤﯿﮭﻤﺎ ،وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣِﺒﱠﺎن )ﺗﺮﻛﮫ اﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك وﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ اﻟﻘﻄﺎن واﺑﻦ ﻣﮭﺪي وﯾﺤﯿ ﻰ ﺑ ﻦ ﻣﻌ ﯿﻦ وأﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻨﺒ ﻞ( وﺿﻌﻔﮫ اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ .ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج. وأﻣﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻔﯿﮫ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ ﺿﻌﱠﻔﮫ أﺣﻤﺪ وﯾﺤﯿ ﻰ ﺑ ﻦ ﻣﻌ ﯿﻦ وأﺑ ﻮ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟ ﺮازي واﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ ،ﻗ ﺎل أﺣﻤ ﺪ :ﻣﺘ ﺮوك ﻟ ﯿﺲ ﯾ ﺴﻮى ﺣﺪﯾﺜُ ﮫ ﺷ ﯿﺌﺎً ،ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﺣﺪﯾﺜ ﮫ ﺑ ﺼﺤﯿﺢ أﺣﺎدﯾﺜ ﮫ ﺑﻮاﻃﯿ ﻞ .وﻗ ﺎل اﻟﺒﺨ ﺎري :ﻣﻨﻜ ﺮ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ .وﻗ ﺎل اﻟﺠﻮزﺟﺎﻧﻲ :ﺳﺎﻗﻂ .وﻗﺎل اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ :ﻣﺘﺮوك اﻟﺤﺪﯾﺚ .ﺛﻢ إن ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺪ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺤﺴﻦَ ﺑﻦ ﯾﺤﯿﻰ اﻟﺨ ﺸﻨﻲ ،ﻗ ﺎل ﻋﻨ ﮫ اﺑ ﻦ ﻣﻌ ﯿﻦ :ﻟ ﯿﺲ ﺑ ﺸﻲء .وﻗ ﺎل اﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ: ﻣﺘﺮوك .وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣِﺒﱠﺎن :ﻣﻨﻜﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺟﺪاً ،ﯾﺮوي ﻋﻦ اﻟﺜﻘ ﺎت ﻣ ﺎ ﻻ أﺻ ﻞ ﻟ ﮫ. ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﺟﺪاً ،ﺑﻞ ﺳﺎﻗﻂ ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج. وأﻣﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺪه اﻟﻘﺎﺳﻢ أﺑﻮ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ،ﻗ ﺎل ﻋﻨ ﮫ أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻨﺒﻞ :ﻣﺎ أرى اﻟﺒﻼء إﻻ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ .وﺿﻌﻔﮫ اﺑﻦ ﺣﺰم ،ﺑﻞ إن اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم ﺿ ﻌﻒ ﺟﻤﯿﻊ ﻃﺮق ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ .وﺿﻌﱠﻔﮫ اﻟ ﱠﺰ ْﯾﻠَﻌﻲ .وﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻗﺒﻠﮫ آﺧ ﺮون ،ﻓﺎﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎھﻞ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﺤﺴﻦ ،وھﻮ ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﯾ ﺴﺘﺪل ﺑ ﮫ اﻟﻘ ﺎﺋﻠﻮن ﺑ ﺄن اﻟﻌﻤ ﺮة ﻣﻨﺪوﺑﺔ ﻏﯿﺮ واﺟﺒﺔ. وﻟ ﻮﻻ أﻧﻨ ﻲ ﻧﻈ ﺮت ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻵﺗ ﻲ ﻓﻮﺟ ﺪت ﻓﯿ ﮫ ﻏﯿ ﺮ ﻣ ﺎ ﺗﻮﺻ ﻞ إﻟﯿ ﮫ اﻟﻘ ﺎﺋﻠﻮن ﺑ ﺄن اﻟﻌﻤ ﺮة ﻣﻨﺪوﺑ ﺔ ﻻﻧ ﻀﻤﻤﺖ إﻟ ﯿﮭﻢ وﻗﻠ ﺖ إن اﻟﻌﻤ ﺮة ﻣﻨﺪوﺑ ﺔ ﻏﯿ ﺮ واﺟﺒﺔ ،وھﺬا ھﻮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ أن رﺳﻮل اﷲ rﻗﺎل " ...ﻓ ﺈن ﻋﻤ ﺮةً ﻓ ﻲ رﻣ ﻀﺎن ﺗﻘ ﻀﻲ ﺣﺠ ﺔ أو ﺣﺠ ﺔ ﻣﻌ ﻲ " رواه اﻟﺒﺨ ﺎري. وﻋﻨﮫ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ " ...ﻓﺈذا ﺟﺎء رﻣﻀﺎن ﻓﺎﻋﺘﻤﺮي ،ﻓﺈن ﻋﻤﺮة ﻓﯿﮫ ﺗﻌﺪل ﺣﺠﺔ " ﺣﺒﱠ ﺎن .وﻋﻨ ﺪ أﺑ ﻲ داود ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ أم ورواه اﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ وأﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻦ ِ ئ ﺣﺠﺔ " وﻋﻨﺪ اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ أﯾﻀﺎً واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺠ ِﺰ ُ ﻣﻌﻘﻞٍ ﺑﻠﻔﻆ " ﻋﻤﺮةٌ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ُﺗ ْ وأﺣﻤﺪ ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ وھ ﺐ ﺑ ﻦ َﺧ ْﻨ ﺒﺶ اﻟﻄ ﺎﺋﻲ ﺑﻠﻔ ﻆ " ﻋﻤ ﺮة ﻓ ﻲ رﻣ ﻀﺎن ﺗﻌ ﺪل ﺣﺠﺔ ". ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﺑﻄﺮﻗﮫ اﻟﻤﺘﻌﺪدة وأﻟﻔﺎﻇﮫ اﻟﻤﺘﻘﺎرﺑﺔ ﯾُ ﺴﺘﺪل ﺑ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻌﻤﺮة واﺟﺒﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﻣﻨﺪوﺑﺔ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻓﻘﻂ ،أﻣﺎ ﻛﯿﻒ ؟ ﻓﺄﻗﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : ﺣﯿﺚ أن اﻟﺤﺞ ﻓﺮضٌ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻌﺪل ھﺬا اﻟﻔﺮض ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻓﺮﺿًﺎ ﻣﺜﻠﮫ ﺢ وﻻ ﯾُﻘﺒَﻞ أن ﯾﻘﺎل إن اﻟﻤﻨﺪوب ﯾﻌ ﺪل اﻟﻔ ﺮض ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ ،وﻻ ﯾﺼ ﱡ ﻼ ﻻ ﯾ ﺼﺢ أن ﯾﻘ ﺎل إن رﻛﻌﺘ ﻲ اﻟ ﻀﺤﻰ ﺗﻌ ﺪﻻن وإﻻ اﺧﺘﻠﻄ ﺖ اﻷﺣﻜ ﺎم ،ﻓﻤ ﺜ ً رﻛﻌﺘﻲ اﻟﻔﺠﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺼﺢ أن ﯾﻘﺎل إن ﺻﺪﻗﺔ اﻟﺘﻄﻮع ﺗﻌﺪل اﻟﺰﻛﺎة اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ، 166
وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﺼﺢ أن ﯾﻘﺎل إن ﺻﯿﺎم ﯾﻮم ﻋﺎﺷﻮراء ﯾﻌﺪل ﺻ ﯿﺎم ﯾ ﻮ ٍم ﻣ ﻦ رﻣ ﻀﺎن، ﻓﺎﻟﻔﺮض ﻻ ﯾﻌﺪﻟﮫ ﻣﻨﺪوب ،وﻻ ﯾﻌﺪﻟﮫ إﻻ ﻓﺮض ،وھﺬه ﻗﺎﻋ ﺪة ﻓﻘﮭﯿ ﺔ ﯾﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻘﯿﮭﺎن ،ﻓﻘﻮل اﻟﺤﺪﯾﺚ " ﻋﻤ ﺮةٌ ﻓ ﻲ رﻣ ﻀﺎن ﺗﻌ ﺪل ﺣﺠ ﺔ " ﯾﺠ ﺐ أن ﯾُﻔﮭ ﻢ ﻣﻨ ﮫ أن اﻟﻌﻤ ﺮة واﺟﺒ ﺔ ﻣﺜﻠﻤ ﺎ أن اﻟﺤ ﺞ واﺟ ﺐ ،وﺣﯿ ﺚ أن اﻟﺤ ﺞ أﻋﻠ ﻰ درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮب ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮة ،ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﺗﻘﯿﯿ ﺪ اﻟﻌﻤ ﺮة ھﻨ ﺎ ﺑﻜﻮﻧﮭ ﺎ ﻓ ﻲ رﻣ ﻀﺎن ﻟﺘﺰداد ارﺗﻔﺎﻋﺎً ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮب ﺣﺘﻰ ﺗﻀﺎرع اﻟﺤﺞ ﻓﻲ اﻟﺜﻮاب ،وﻟﻮﻻ أﻧﮭﺎ واﺟﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺟﺎز اﻟﺘﻌﺎدل ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﺮة واﻟﺤﺞ ﻓﻲ اﻟﺜﻮاب. ﻟﮭﺬا أﻗﻮل إن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﺬي ﺗﻄﻤﺌﻦ إﻟﯿﮫ اﻟﻨﻔﺲ ھﻮ أن اﻟﻌﻤﺮة واﺟﺒﺔ، وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻘﻮل ﺑﮫ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ واﺑﻦ ﻋﺒﺎس وزﯾ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋ ﻨﮭﻢ ،وﯾﺰﯾ ﺪ اﻷﻣﺮ ﺛﺒﺎﺗﺎً ﻋﻨﺪي ﻣﺎ رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ " ﻗﻠ ﺖ ﯾ ﺎ ﺞ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺴﺎء ﺟﮭ ﺎد ؟ ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ﻋﻠ ﯿﮭﻦ ﺟﮭ ﺎد ﻻ ﻗﺘ ﺎل ﻓﯿ ﮫ اﻟﺤ ﱡ واﻟﻌﻤﺮ ُة " واﻟﺪﻻﻟﺔ واﺿﺤﺔ. ) (25اﻟ ﺴﺆال :اﻟﻤﻌﻠ ﻮم ﻟﻠﺠﻤﯿ ﻊ أنﱠ اﻟﺮﺟ ﻞَ إن ﻣ ﺎت ﻗ ﺎم أﻗﺎرﺑ ﮫ ﺑ ﺎﻟﺤﺞﱢ ﻋﻨ ﮫ، ص ﺻﺤﯿﺤ ٍﺔ وواﺿﺤ ٍﺔ ﺗﺠﯿﺰ ذﻟﻚ ؟ وھﻞ ﯾَﺴﻘﻂُ واﻟﺴﺆال ھﻮ :ھﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻮ ٍ ﻋﻦ اﻟﻤﯿﺖ ﻓﺮض اﻟﺤﺞ وﯾﺴﻘﻂ ﻋﻨﮫ اﻹﺛﻢ ؟ ) (25اﻟﺠﻮاب :ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻗﯿﺎﻣﮭﻢ ﺑﺎﻟﺤﺞ ﻋﻦ اﻷﻣﻮات ﺻﺤﯿﺢ وﻣﺸﺮوع وردت ﺑﮫ اﻟﻨﺼﻮص ،وھﻮ ﯾُﺴﻘﻂُ اﻹﺛﻢ ﻋﻨﮭﻢ ،ﻣﺜﻠُﮫ ﻣﺜﻞُ اﻟﺪﱠﯾﻦ ،وﻗ ﺪ وردت ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔِ أﺣﺎدﯾﺚُ ﻛﺜﯿﺮة أﻛﺘﻔﻲ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ : أ -ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ " أنﱠ اﻣ ﺮأةً ﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻨﺒ ﻲ rﻋ ﻦ أﺑﯿﮭ ﺎ ﻣﺎت وﻟﻢ ﯾﺤﺞﱠ ،ﻗﺎل :ﺣُﺠﱢﻲ ﻋﻦ أﺑﯿﻚِ "رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. ب -وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ﻗ ﺎل " َأﻣَ ﺮت اﻣ ﺮأةٌ ﺳِ ﻨﺎنَ ﺑ ﻦَ ﺳَ ﻠَﻤﺔَ
ﺠﮭَﻨﻲ أن ﯾﺴﺄل رﺳﻮل اﷲ rأَنﱠ أُﻣﮭ ﺎ ﻣﺎﺗ ﺖ وﻟ ﻢ ﺗﺤ ﺞﱠ ،أَﻓﯿُﺠْ ﺰِيء ﻋ ﻦ اﻟ ُ أُﻣﮭﺎ أن ﺗﺤﺞﱠ ﻋﻨﮭﺎ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ ،ﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ﻋﻠ ﻰ أُﻣﮭ ﺎ دَﯾْ ﻦٌ ﻓﻘ ﻀﺘﮫ ﻋﻨﮭ ﺎ أﻟ ﻢ ﯾﻜﻦ ﯾُﺠْﺰِيُْ ﻋﻨﮭﺎ ؟ ﻓﻠْﺘَﺤُﺞﱠ ﻋﻦ أُﻣﮭﺎ " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. ن أﺑﻲ ﻼ أﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ rﻓﻘﺎل :إ ﱠ ج -وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ " أنﱠ رﺟ ً ﻚ دَﯾْ ﻦٌ ،أﻛﻨ ﺖَ ﺖ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ أﺑﯿ َ ﺞ ﻋﻨﮫ ؟ ﻗﺎل :أرأﯾ َ ﻣﺎت وﻟﻢ ﯾﺤﺞﱠ ،أﻓﺄﺣ ﱡ ﺣﱠﺒ ﺎن ﺑ ﺴﻨ ٍﺪ ﺣ ﺴﻦ. ﺣ ﺞﱠ ﻋ ﻦ أﺑﯿ ﻚ " رواه اﺑ ﻦ ِ ﻗﺎﺿ ﯿَﮫ ؟ ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ ،ﻗ ﺎلُ : ورواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ. ) (26اﻟﺴﺆال :ﯾﻘﻮم ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻤﺮﯾﻦ ﺑﺄداء أﻛﺜ َﺮ ﻣﻦ ﻋُﻤﺮةٍ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣ ﺪة، ﻓﺘﺮاھﻢ ﯾﺨﺮﺟﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻌ ﯿﻢ ﻛ ﻞﱠ ﯾ ﻮمٍ ﻟﯿُﺤْﺮِﻣ ﻮا ﺛ ﻢ ﯾ ﺆدﱡون اﻟﻌﻤ ﺮة ،ورﺑﻤ ﺎ 167
ع ﻋ َﻤﺮٍ أو أﻛﺜﺮ ،ﻓﮭﻞ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞُ ﻣ ﺸﺮو ٌ اﻋﺘﻤﺮوا ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ﺧﻤﺲ ُ وﺟﺎﺋﺰٌ ؟ ) (26اﻟﺠﻮاب :أُﺑﺎدرُ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إنﱠ أداء أﻛﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺮةٍ ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻻ ع ﺻ ﺤﺎﺑ ٍﺔ وﻻ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﻦ ﺚ وﻻ ﻣ ﻦ إﺟﻤ ﺎ ِ ن وﻻ ﻣﻦ ﺣ ﺪﯾ ٍ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﺮآ ٍ ن اﻟﻮاﺟ ﺐ ﻲ واﺣ ٍﺪ أو إﻣ ﺎ ٍم واﺣ ٍﺪ ﻣ ﻦ أﺋﻤ ﺔ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ،وﻟ ﺬا ﻓ ﺈ ﱠ ﻗﻮل ﺻ ﺤﺎﺑ ﱟ اﻹﻗ ﻼعُ ﻋ ﻦ ھ ﺬا اﻟﻔﻌ ﻞ ِاﻟﻤﺒﺘ َﺪعِ ،واﻻﻗﺘ ﺼﺎرُ ﻋﻠ ﻰ أداءِ ﻋﻤ ﺮ ٍة واﺣ ﺪةٍ ﻓ ﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة. س ﻒ ﺷﮭ ٍﺮ ﻓﻼ ﺑﺄ َ ﻞ ﺷﮭ ٍﺮ أو ﺣﺘﻰ ﻛ ﱠﻞ ﻧﺼ ِ أﻣﺎ أدا ُء اﻟﻌﻤﺮة ﻛ ﱠﻞ ﺳﻨ ٍﺔ أو ﻛ ﱠ ﺑ ﮫ إن ھ ﻮ أﻧ ﺸﺄ ﻟﻜ ﻞﱢ ﻋﻤ ﺮ ٍة ﻓﯿﮭ ﺎ ﺳ ﻔﺮ ًة ﺧﺎﺻ ﺔ ً ،ﻓﯿﻨ ﺎل ﻓ ﻀﯿﻠﺘﯿﻦ :ﻓ ﻀﯿﻠﺔَ اﻻﻟﺘﺰامِ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮوع ،وﻓﻀﯿﻠﺔ اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﻌُﻤﺮ ،ﻟﻤﺎ روى اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣ ﺴﻠﻢ ن رﺳﻮل اﷲ r واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑﻦ ﺧُﺰَﯾﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة tأ ﱠ ﻗﺎل " اﻟﻌﻤﺮ ُة إﻟﻰ اﻟﻌﻤﺮ ِة ﻛﻔﺎر ٌة ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ." ... وﻟﻨﺴﺘﻌﺮض ﻣﻌًﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔُ واﻟﺘﺎﺑﻌﻮن واﻷﺋﻤﺔُ ﻓﻲ ﻣ ﺴﺄﻟﺘﻨﺎ ھ ﺬه :ﻓﻘ ﺪ ﺲ وأ ﱢم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،وﻋ ﻦ ﻋﻄ ﺎ ٍء س وأﻧ ٍ ﻦ ﻋﺒﺎ ٍ رُوي ﻋﻦ ﻋﻠﻲﱟ واﺑﻦِ ﻋﻤﺮ واﺑ ِ وﻃﺎوس وﻋﻜﺮﻣﺔ ،ﺟﻮازُ اﻻﻋﺘﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺮاراً )وﻗﺎل ﻋﻠﻲ :ﻓﻲ ﻛﻞﱢ ﺷ ﮭ ٍﺮ ﻣ ﺮ ًة( رواه اﻟ ﺸﺎﻓﻌﻲﱡ ﻓ ﻲ ﻣ ﺴﻨﺪه .وﻗ ﺎل ﻋﻜﺮﻣ ﺔُ )ﯾﻌﺘﻤ ﺮ إذا أﻣﻜ ﻦ اﻟﻤﻮﺳ ﻰ ﻣ ﻦ ﻞ ﺷﮭﺮٍ ﻣﺮﺗﯿﻦ ( .وﻗﺎل أﺣﻤﺪ )إذا ﺷﻌﺮه( وﻗﺎل ﻋﻄﺎء ) :إن ﺷﺎء اﻟﻤﻌﺘﻤِﺮ ﻓﻲ ﻛ ﱢ ﻖ اﻟ ﺮأس (. اﻋﺘﻤ ﺮ ﻓ ﻼ ﺑ ﺪﱠ ﻣ ﻦ أن ﯾﺤﻠ ﻖ أو ﯾُﻘ ﺼﱢﺮ وﻓ ﻲ ﻋ ﺸﺮة أﯾ ﺎ ٍم ﯾﻤﻜ ﻦ ﺣﻠ ُ ﻞ ﻣﻦ ﻋ ﺸﺮ ِة أ ﯾ ﺎ ٍم .وﻛ ﺮه ﺐ ﻋﻨﺪه أن ﯾﻌﺘﻤﺮ ﻓﻲ أﻗ ﱠ ﺤ ﱡ ﻓﻈﺎھﺮ ھﺬا اﻟﻘﻮل اﻧﮫ ﻻ ﯾُﺴﺘ َ ﻣﺎﻟﻚ أداء اﻟﻌﻤﺮة ﻓﻲ اﻟ ﺴﻨﺔ ﻣ ﺮﺗﯿﻦ .وﻗ ﺎل اﻟﺠﻤﮭ ﻮر )ﯾﺠ ﻮز اﻻﻋﺘﻤ ﺎ ُر أﻛﺜ ﺮَ ﻣ ﻦ ﺐ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔِ أداء اﻟﻌﻤ ﺮة اﻟﻮاﺣ ﺪةِ ﻓ ﻲ ﻣﺮ ٍة ﻓﻲ اﻟ ﺴﻨﺔ ( .وھ ﺬه اﻷﻗ ﻮال ﻛﻠﮭ ﺎ ﺗ ﺼ ﱡ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ﻓﻘﻂ. ﻞ ﺳﻔﺮ ٍة ت ﻟﻢ ﯾﺰد ﻓﻲ ﻛ ﱢ إنﱠ رﺳﻮل اﷲ rﻗﺪ اﻋﺘﻤﺮ أرﺑ َﻊ ﻋُﻤ ٍﺮ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﺳﻔﺮا ٍ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮةٍ واﺣﺪةٍ وﻻ أﺣ ٌﺪ ﻣﻤﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﮫ ,ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود ﺚ ردﱡوه ،وﻣ ﻦ اﻟﻘﺎﺑ ﻞ ﻋُﻤ ﺮة ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ أﻧ ﺲ tﻗ ﺎل " اﻋﺘﻤ ﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ rﺣﯿ ُ اﻟﺤﺪﯾﺒﯿﺔ ،وﻋﻤﺮة ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة ،وﻋﻤﺮة ﻣﻊ ﺣﺠﺘﮫ " ودﻻﻟﺔُ ھﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ھ ﻲ أنﱠ اﻟﻨﺒﻲ rﻟﻢ ﯾ ِﺰدْ ﻓﻲ ﻛﻞﱢ ﺳﻔﺮةٍ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮةٍ واﺣﺪةٍ ,وﻻ أﺣ ٌﺪ ﻣﻤﻦ ﻛﺎن ﻣﻌﮫ. ھﺬا ھﻮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲﱡ ﻓﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ ,ﻓﻤ ﻦ ﺗﺠ ﺎوز ھ ﺬا اﻟﺤﻜ ﻢ واﺳ ﺘﻤ ﱠﺮ ﻋﻠﻰ أداء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮةٍ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ﻓﮭﻮ ﻏﺎلٍ ,واﻟﻐﻠ ﻮﱡ ﻣ ﺬﻣﻮم ﺟ ﺪاً ﻓ ﻲ ﺷﺮع اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻟﻤ ﺎ روى أﺣﻤ ﺪ ﺑﺈﺳ ﻨﺎدٍ ﺻ ﺤﯿﺢ واﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ س tﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ..." rوإﯾ ﺎﻛﻢ واﻟﻐﻠ ﻮَ ﻓ ﻲ ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎ ٍ اﻟﺪﯾﻦ ،ﻓﺈﻧﻤﺎ ھﻠﻚ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺑ ﺎﻟﻐﻠ ﱢﻮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﯾﻦ " .ورﺣ ﻢ اﷲ ﻃﺎوﺳ ﺎً اﻟﻘﺎﺋ ﻞ 168
ﺢ أن )اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺘﻤﺮون ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ ﻣﺎ أدري ﯾﺆﺟَﺮون ﻋﻠﯿﮭﺎ أو ﯾُﻌﺬﱠﺑﻮن ( .وﻻ ﯾﺼ ﱡ ﯾﺪﱠﻋﻲَ أﺣ ٌﺪ أﻧ ﮫ أُرﻏ ﺐُ ﻓ ﻲ اﻟﺜ ﻮاب ﻣ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻢ وﻻ ﻣ ﻦ ي ﻣﻨﮭﻢ أﻧﮫ أدﱠى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ٍة ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة. ﺻﺤﺎﺑﺘﮫ اﻟﺬﯾﻦ ﻟﻢ ﯾُﺮ َو ﻋﻦ أ ﱟ ي ﻋﻦ ﺑﻘﯿﺖ ﺷُﺒﮭﺔٌ ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣﻦ ذﻛﺮھﺎ واﻟﺮ ﱢد ﻋﻠﯿﮭﺎ ھﻲ ﻗﻮل ﺑﻌﻀﮭﻢ إﻧﮫ رُو َ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ أﻧﮭﺎ اﻋﺘﻤﺮت ﻣﺮﺗﯿﻦ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺣﺠﮭﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ r ﺑﺄﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ rﻟﻤﺎ روى اﻟﺒﺨﺎري وﻏﯿﺮه ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ " ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ...rﻓﺪﻋﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ج ﺑﺄﺧﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﺤﺮم ﻓﻠُْﺘ ِﮭﻞﱠ ﺑﻌﻤﺮةٍ ,ﺛﻢ اﻓﺮَﻏﺎ ﺛﻢ اﺋﺘﯿﺎ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮٍ ﻓﻘﺎل :أُﺧﺮ ْ ﺺ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ھﮭﻨﺎ ،ﻓﺈﻧﻲ أﻧﻈُﺮُﻛﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﯿﺎﻧﻲ " ...وﻻ دﻻﻟﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨ ﱢ اﻹﺗﯿﺎن ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮةٍ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ،ذﻟﻚ أنﱠ اﻟﺮﺳﻮل rأذن ﻟﻌﺎﺋﺸ َﺔ أن ن ﺑﻌﻤﺮ ٍة ﻷﻧﮭﺎ ﺣﺎﺿﺖ آﻧﺬاك ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﻜﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ واﻹﺗﯿﺎ ِ إﺗﻤﺎم ﻋﻤﺮﺗﮭﺎ ،ﻓﻜﺎن ھﺬا اﻹذنُ ﻟﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺆدي ﻋﻤﺮﺗﮭﺎ ،واﻷﺣﺎدﯾﺚُ اﻟﻜﺜﯿﺮة ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﻔﮭﻢ ،ﻓﻔﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ..." tأنﱠ
ﻄﻒْ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﺣﺎﺿﺖ ﻓﻨﺴﻜﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ ﻛﻠﱠﮭﺎ ﻏﯿﺮ أﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗ ُ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ,ﻗﺎل :ﻓﻠﻤﺎ ﻃﮭﺮت وﻃﺎﻓﺖ ﻗﺎﻟﺖ :ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ :أﺗﻨﻄﻠﻘﻮن ﺑﻌﻤﺮةٍ ﺞ ؟ ﻓﺄﻣﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ أن ﯾﺨﺮج ﻣﻌﮭﺎ إﻟﻰ ﻖ ﺑﺎﻟﺤ ﱢ وﺣﺠﺔٍ وأﻧﻄﻠ ُ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ ,ﻓﺎﻋﺘﻤﺮت " ...وﻓﻲ رواﯾ ٍﺔ ﺛﺎﻧﯿ ٍﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺨﺎري " ...ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﯿﻠ ُﺔ اﻟﺤﺼﺒ ِﺔ أرﺳﻞ ﻣﻌﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ ،ﻓﺄردﻓﮭﺎ ﻓﺄھﻠﱠﺖ ﺑﻌﻤﺮةٍ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﺮﺗﮭﺎ ,ﻓﻘﻀﻰ اﷲ ﺣﺠﮭﺎ وﻋﻤﺮﺗﮭﺎ "...وﻓﻲ رواﯾﺔٍ ﺛﺎﻟﺜﺔٍ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ " ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺗﺨﺮجُ ﻧﺴﺎؤُك ﺑﻌﻤﺮةٍ وﺣﺠﺔٍ وأﻧﺎ أﺧﺮج ﺑﺤﺠﺔ ﻓﻘﺎل ﻷﺧﯿﮭﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ :أﻋْﻤِﺮْھﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻦ ﺖ ﺣﺠﻲ ﺑﻌﺚ ﻣﻌﻲ رﺳﻮلُ اﻟﻜﺒﺮى ،ورواه ﻣﺴﻠﻢ وﺟﺎء ﻓﯿﮫ " ...ﺣﺘﻰ إذا ﻗﻀﯿ ُ اﷲ rﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وأﻣﺮﻧﻲ أن أﻋﺘﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻌﯿﻢ ﻣﻜﺎن ﻋﻤﺮﺗﻲ ﺞ وﻟﻢ أﺣﻠﻞ ﻣﻨﮭﺎ" .ﻓﺄﯾﺔُ دﻻﻟﺔٍ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻋﻠﻰ دﻋﻮى اﻟﺘﻲ أدرﻛﻨﻲ اﻟﺤ ﱡ ﺟﻮاز أداء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮةٍ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ؟ ن اﻟﻌﺒ ﺎد َة ,أﯾ َﺔ ﻋﺒ ﺎدةٍ ،ﯾﺠ ﺐ اﻹﺗﯿ ﺎن ﺑﮭ ﺎ ﻛﻤ ﺎ وردت ن اﻟﻌﻤ ﺮة ﻋﺒ ﺎدة ،وإ ﱠ إﱠ وﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ ،وﻻ دﺧ ﻞ ﻟﻌﻘ ﻮل اﻟﺒ ﺸﺮ ﻓ ﻲ ﺗﺤﺪﯾ ﺪ ﺷ ﻜﻠﮭﺎ أو ﺗﻌﯿ ﯿﻦ وﻗﺘﮭ ﺎ ,ﻓﻤ ﻦ ﻒ ﺑﺄداء ﻋﻤﺮةٍ واﺣﺪةٍ ﻓ ﻲ اﺗﻘﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓ ْﻠﯿُﻘِﻠﻊْ ﻋﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﮭﺬه اﻟﻌﺒﺎدة ,وﻟْﯿﻜﺘ ِ اﻟﺴﻔﺮة اﻟﻮاﺣﺪة.
169
اﻟﺒــﺎب اﻟﺨـﺎﻣــﺲ زﻛــﺎة واﻗﺘﺼــﺎد ) (1اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ھﻮ اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻐﻨﻰ ،أو ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﯿﺮ واﻟﻐﻨﻲ ،وھﻞ ﺻﺤﯿﺢ أن اﻟﻐﻨﻲ ھﻮ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻧﺼﺎب اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻤﺎ ﻓﻮق ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮل اﻷﺣﻨﺎف؟ ) (1اﻟﺠﻮاب :ﻟﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﺧﺘﻼﻓًﺎ واﺳﻌﺎً ،وﺣﯿﺚ أﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺒﻨ ﻰ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ ،ﻓ ﺈن اﻟﻮاﺟ ﺐ ﻋﻠﯿﻨ ﺎ اﻟﻮﻗ ﻮف ﻋﻨ ﺪ ﻣ ﺎ ﻧﺘﺒﻨ ﺎه ﻧﺤ ﻦ، وﻧﺪع ﻣﻦ ﯾﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﻮﻗ ﻮف ﻋﻠ ﻰ آراء اﻟﻔﻘﮭ ﺎء اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة ﯾﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﻛﺘ ﺐ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة. ﻧﺤ ﻦ ﻧﺘﺒﻨ ﻰ أن اﻟﻔﻘﯿ ﺮ ھ ﻮ ﻣ ﻦ ﻧﻘ ﺼﺖ أﻣﻮاﻟ ﮫ ﻋ ﻦ ﻗ ﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗ ﮫ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ،وﺣﺪدﻧﺎھﺎ ﺑﺎﻟﻤﺄﻛﻞ واﻟﻤﻠﺒﺲ واﻟﻤﺴﻜﻦ ،وھﺬه اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺜﻼث ﻗ ﺪ ذﻛﺮﺗﮭﺎ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻲ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﯿﮫ ،ﻓﻤﻦ ﻧﻘﺼﺖ أﻣﻮاﻟ ﮫ ﻋ ﻦ ﻗ ﻀﺎء ھﺬه اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﮭﻮ ﻓﻘﯿﺮ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﺰﻛﺎة ،أﻣﺎ ﻣﻦ زادت أﻣﻮاﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎء ھﺬه اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺜﻼث ﻓﻠﯿﺲ ﺑﻔﻘﯿﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ. أﻣﺎ ھﻞ ﻣﻦ زادت أﻣﻮاﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻗ ﻀﺎء ھ ﺬه اﻟﺤﺎﺟ ﺎت اﻷﺳﺎﺳ ﯿﺔ اﻟ ﺜﻼث ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻏﻨﯿﺎً ،ﻓﮭﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺸﻌﺒﺖ ﻓﯿﮭﺎ آراء اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻛﺜﯿ ﺮاً ،أﻣ ﺎ ﻧﺤ ﻦ ﻓﻌﻨ ﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻓﻘﺮة ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺧ ﺬ اﻟ ﻀﺮاﺋﺐ أﻧﻘﻠﮭ ﺎ ﻛﻤ ﺎ وردت ]اﻟ ﻀﺮﯾﺒﺔ، ﻓﻼ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻻ إذا زادت ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺰم ﻣﺜﻠﮫ ﻋﺎدة ،أي ﻣﺎ زاد ﻋﻠ ﻰ ﻣﺄﻛﻠ ﮫ وﻣﻠﺒ ﺴﮫ وﻣ ﺴﻜﻨﮫ وﺧﺎدﻣ ﮫ وزواﺟ ﮫ وﻣ ﺎ ﯾﺮﻛﺒ ﮫ ﻟﻘ ﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﮫ ،وﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ذﻟﻚ ﺣﺴﺐ أﻣﺜﺎﻟﮫ ،ﻷن ھﺬا ھﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل "ﻋﻦ ﻇﮭﺮ ﻏﻨﻰ". ﻧﺨﻠﺺ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺒﯿﺎن إﻟ ﻰ أن ﻣ ﻦ ﻧﻘ ﺼﺖ أﻣﻮاﻟ ﮫ ﻋ ﻦ ﻗ ﻀﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗ ﮫ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺜﻼث ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻓﻘﯿﺮاً ،ﻓﺈن وﻓﺖ أﻣﻮاﻟ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻀﺎء ھ ﺬه اﻟﺤﺎﺟ ﺎت ﻓﻘﻂ ﻓﻘﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻔﻘﺮ ،وﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻐﻨ ﻰ ،وﻻ ﯾ ﺪﺧﻞ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻐﻨﻰ وﯾﺼﺒﺢ ﻏﻨﯿﺎً إﻻ إن ﺗﺤﻘﻖ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ أﻋﻼه ،أي ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻮاﻟﮫ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻘﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ وﻟﻠﺤﺎﺟ ﺎت اﻟﻼزﻣ ﺔ اﻷﺧ ﺮى ﻛﺎﻟﻌﻼج واﻟﺮﻛﻮﺑﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺰواج وﻣﺎ ﺷﺎﻛﻠﮭﺎ ،أرﺟﻮ أن أﻛﻮن ﻗ ﺪ وﻓﻘ ﺖ ﻓﻲ ﺑﯿﺎن ﺣﺪ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻐﻨﻰ ،أو اﻟﺤﺪ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﯿﺮ واﻟﻐﻨﻲ. ﺣِﻠ ﻲﱢ اﻟﻤ ﺮأ ِة ﻣ ﻦ اﻟ ﺬھﺐ ﻣﮭﻤ ﺎ ﻛﺜ ﺮت إن ) (2اﻟ ﺴﺆال :ھ ﻞ ﻻ ﺗﺠ ﺐ اﻟﺰﻛ ﺎة ﻓ ﻲ ُ ﻛﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ﻟﻠﺰﯾﻨ ﺔ وﺗﻘ ﻮل ھ ﻲ ﻟﻠﺰﯾﻨ ﺔ وﻟﻠ ﺰﻣﻦ إن اﺣﺘﺠﺘُﮭ ﺎ ﺑﻌﺘُﮭ ﺎ 170
واﻧﺘﻔﻌﺖُ ﺑﺜﻤﻨﮭﺎ ،وﻻ ﺗﻨﻮي ﻛﻨـﺰَھﺎ ،وإذا زادت ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﮭﺎ ﻓﮭﻞ ﺗُﺰَﻛﱢﻲ ﻣﺎ زاد ؟ ﺣِﻠ ﻲﱢ اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ ذھ ﺐٍ أو ﻓ ﻀﺔٍ أو ﺣﺠ ﺎر ٍة ) (2اﻟﺠ ﻮاب :ﻻ ﺗﺠ ﺐ اﻟﺰﻛ ﺎة ﻓ ﻲ ُ ﻛﺮﯾﻤﺔ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺜﺮت ﻣﺎ دام ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﻧﮭﺎ زﯾﻨ ٌﺔ وﻟﻠﺰﯾﻨﺔ ،أﻣﺎ إن اﺷ ﺘﺮﺗﮭﺎ اﻟﻤﺮأة ﻟﻐﯿ ﺮ اﻟﺰﯾﻨ ﺔ وإﻧﻤ ﺎ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻻدﱢﺧ ﺎر واﻧﺘﻈ ﺎر اﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟﯿﮭ ﺎ ﻓﯿﺠ ﺐ ج زﻛﺎﺗﮭﺎ. ﻋﻨﺪﺋﺬٍ إﺧﺮا ُ أﻣﺎ ﻣﻘﺪار اﻟﺤﺎﺟﺔ ،ﻓﺘُﻘﺪﱢرھﺎ اﻟﻤ ﺮأة ﻧﻔ ﺴُﮭﺎ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ﻷﻣﺜﺎﻟﮭ ﺎ ،ﻓﻠ ﻮ اﺷ ﺘﺮت ﻋ ﺸﺮ أﺳ ﺎور ﻓﮭ ﻲ ﺿ ﻤﻦ اﻟﺰﯾﻨ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺮوف ،وﻟﻜ ﻦ إن ھ ﻲ اﺷ ﺘﺮت ﺧﻤ ﺴﯿﻦ أو ﻼ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻻ ﺗُﻌﺘﺒ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺰﯾﻨ ﺔ ﺣ ﺴﺐ اﻟﻤﻌ ﺮوف ،ﻓﻌﻨﺪﺋ ٍﺬ ﺳﺒﻌﯿﻦ ﻣﺜ ً ﺗﺴﺘﺜﻨﻲ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻘﺪار ﺣﺎﺟﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،ﻛﺄن ﺗﺴﺘﺜﻨﻲ ﻋ ﺸﺮًا ﻣﻨﮭ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺗﺰﻛ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺒﺎﻗﻲ. ) (3اﻟﺴﺆال :ﺗﻮﻓﻲ أﺑﻲ ﻣﻨﺬ ﺷﮭﺮ أو أﻗﻞ ،وﻛﺎن ﻻ ﯾﺼﻠﻲ وﻻ ﯾﺼﻮم ،وﻻ ﯾﺰﻛﻲ ﺨ ِﺮﺟُﮭ ﺎ ،وﻟﻜﻨ ﮫ ﺻ ﺎم آﺧ ﺮ رﻣ ﻀﺎن ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻲ ،أﻣﺎ زﻛﺎة اﻟﻔﻄ ﺮ ﻓﻜ ﺎن ُﯾ ْ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ،وﻛﺎن ﻗﻠﺒﮫ رﻗﯿﻘ ًﺎ ﺑﺤﯿﺚ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮات ﻛﻨﺎ ﻧ ﺮى اﻟ ﺪﻣﻮع ﻞ ﯾ ﺎ أﺑ ﻲ ﯾﻘ ﻮل :إن ﺷ ﺎء ﻓﻲ ﻋﯿﻨﯿﮫ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎع اﻟﻘﺮآن ،وﻛﻨﺎ إذا ﻗﻠﻨﺎ ﻟﮫ ﺻ ﱢ اﷲ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻗﻠﺖ :إﻧﺎ ﷲ وإﻧﺎ إﻟﯿﮫ راﺟﻌﻮن ،اﻟﻠﮭﻢ اأﺟُﺮْﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﯿﺒﺘﻨﺎ وَأﺧْﻠِ ﻒْ ﻟﻨ ﺎ ﺧﯿ ﺮاً ﻣﻨﮭ ﺎ ﻛﻤ ﺎ ﺗﻌﻠﻤ ﺖ ﻣ ﻦ أم ﺳ ﻠﻤﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ،وﻗ ﺪ وﺳﻮس ﻟﻲ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﺄﻧﮫ ﻛﺎﻓﺮ ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻼ أدري أأﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﮫ ﻓﺄﻋﺼﻲ رﺑﻲ ،أم ﻻ أﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﮫ ،ﻓﻤﺎذا أﻋﻤﻞ ؟ ﻖ ﻼ وإھﻤ ﺎﻻً ﻓﺎﺳ ٌ ) (3اﻟﺠ ﻮاب :اﻟ ﺮأي اﻷﺻ ﺢ ھ ﻮ أن ﺗ ﺎرك اﻟ ﺼﻼة ﺗﻜﺎﺳ ً وﻋﺎصٍ ،وﻟﯿﺲ ﻛﺎﻓﺮاً ،ﻓﺄﺑﻮكِ ﻣﺴﻠﻢ إن ﺷﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻟﮭﺬا ﯾﺠﻮز ﻟ ﻚ أن ﺗ ﺴﺘﻐﻔﺮي اﷲ ﻟ ﮫ ،وﯾﺠ ﻮز ﻟ ﻚ أن ﺗ ﺪﻋﻲ اﷲ ﻟ ﮫ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤ ﺔ ،وﯾﺠ ﻮز ﻟ ﻚ أن ﺗﺘﺼﺪﻗﻲ ﻋﻨﮫ ،ﻋﺴﻰ اﷲ أن ﯾﺮﺣﻤﮫ أو ﯾﺨﻔﻒ ﻋﻨﮫ اﻟﻌﺬاب. ) (4اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺰوﺟﺔ أن ﺗﺘﺼﺪﱠق ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء ﻣﻦ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﮭﺒﮫ ﻟﮭﺎ زوﺟﮭﺎ ﻛﻤﺼﺮوف ﻟﮭﺎ ،وﻗﺪ ﯾﺴﺄﻟﮭﺎ ﻋﻨﮫ ﻛﯿﻒ أﻧﻔﻘﺘﮫ ؟ ﻓﮭﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﺎ اﻟﺘ ﺼﺪﱡق ﻣ ﻦ ھ ﺬا اﻟﻤ ﺎل ﺑ ﺪون ﻋﻠﻤ ﮫ )ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺘﺠ ﺎوز اﻟﺤ ﺪ اﻟﻤﻌﻘ ﻮل ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ( وﻻ ﺗﺨﺒﺮه ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺤﺐ ﺳ ﺮﱢﯾﺔ اﻟ ﺼﺪﻗﺔ أو ﺗﺨ ﺸﻰ ﻣﻨ ﻊ زوﺟﮭ ﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻘﻠﱠﺔ ذات اﻟﯿﺪ؟ ) (4اﻟﺠ ﻮاب :ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻤ ﺮأة أن ﺗﺘ ﺼﺪق ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎل اﻟ ﺬي ﯾﮭﺒ ﮫ ﻟﮭ ﺎ زوﺟﮭ ﺎ ﻛﻤﺼﺮوف ﻟﮭﺎ وﻛﻨﻔﻘﺔ ،ﻷن اﻟﻤﺎل ھﺬا ﯾﺼﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﮭﺎ ﯾﺠ ﻮز أن ﺗﺘ ﺼﺮف 171
ﻓﯿﮫ ﺑﻌﻠﻤﮫ وﺑﺪون ﻋﻠﻤﮫ ،إﻻ إنْ اﺷﺘﺮط ﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﻻ ﺗﻨﻔﻘﮫ ﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮ ﺣﺎﺟﺘﮭ ﺎ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﺼﺪﱡق ﺑﮫ ،أﻣﺎ ﻣﺎل زوﺟﮭﺎ اﻟﺬي ﯾﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﯾﺪھﺎ ﻓﻠﯿﺲ ﻟﮭﺎ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ﺑﮫ ﻣﻄﻠﻘًﺎ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ وﺑﺤﺪود ﺷﺮوﻃﮫ. ﺟﺎﻟﯿﺔ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎﻻً ﺣﻼﻻً ؟ ) (5اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﺛﻤﻦ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺬھﺐ اﻟ ﱢﺮ ﱠ ) (5اﻟﺠﻮاب :اﻟﺤﺮام ھﻮ ﻟﺒﺲ اﻟﺮﺟﻞ ھﺬه اﻟ ﺴﺎﻋﺔ ،أﻣ ﺎ ﺑﯿﻌﮭ ﺎ وﺷ ﺮاؤھﺎ وﻗ ﺒﺾ ﺛﻤﻨﮭﺎ ﻓﺠﺎﺋﺰ وﺣﻼل. ) (6اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﻣﺮﺗﱠﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺒﯿﻊ اﻟﺴﺎﻋﺎت ،وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮭﺎ ﺳﺎﻋﺎتٌ ذھﺒﯿ ٌﺔ رﺟﺎﻟﯿﺔ ،ھﻞ ﻣﺮﱠﺗﺒُﮫ ﺣﻼل أم ھﻮ ﻛﻤﻦ ﯾﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺧﻤﺎرة أو ﺑﻨﻚ رﺑﻮي ؟ ) (6اﻟﺠ ﻮاب :إن ﻣﺮ ﱠﺗ ﺐ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤﺆﺳ ﺴﺔ ﺣ ﻼل ،ﻓ ﺎﻟﺤﺮام ﻟ ﯿﺲ ﺑﯿ ﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ أو ﺷﺮاءَھﺎ ،وإﻧﻤﺎ اﻟﺤﺮام ﻓﻘﻂ ھﻮ أن ﯾﻠﺒ ﺴﮭﺎ اﻟﺮﺟ ﻞ إن ﻛﺎﻧ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺬھﺐ. ) (7اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺮﺑﻮي ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن ﻧﻮع ﻋﻤﻠﮫ ﯾﻌﺘﺒ ﺮ ﻣ ﺎﻻً ﺣﺮاﻣﺎً ؟ ) (7اﻟﺠ ﻮاب :ﻣ ﺎل اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﻚ اﻟﺮﺑ ﻮي ﺣ ﺮام إن ﻛ ﺎن ﻋﻤﻠ ﮫ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻜﺘﺎﺑﯿﺔ واﻟﺤﺴﺎﺑﯿﺔ ،وﻓﯿﮫ ﺷُﺒﮭﺔٌ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ. ) (8اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﺷﺮاء اﻟﻌﻤﻼت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﯿﻌﮭﺎ ﺣﯿﻦ ﯾﺮﺗﻔﻊ ﺳﻌﺮھﺎ ﺟﺎﺋﺰ ﺷ ﺮﻋﺎً ؟ ) (8اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ھﻮ ﺟﺎﺋﺰ ﺷﺮﻋﺎً ،وﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻜ ﺎر اﻟﻤﺤ ﺮﱠم ،ﻓﺎﻻﺣﺘﻜ ﺎر ھﻮ إﺧﻔﺎءُ ﺳﻠﻌﺔٍ ﯾﺆدي إﺧﻔﺎؤُھﺎ إﻟﻰ ﻏﻼء ﺳﻌﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟ ﺴﻮق ،وھ ﺬا اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻤﻼت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻓﺮاد. ) (9اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز إﺧﺮاج ﻛﻔ ﺎرة اﻟﯿﻤ ﯿﻦ ،أو ﻛﻔ ﺎرة اﻹﻓﻄ ﺎر ﻓ ﻲ رﻣ ﻀﺎن، ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ واﻟﮭﺮﺳﻚ أو ﻓﻲ اﻟﺼﻮﻣﺎل ،أو ﻓﻲ أي ﺑﻠ ﺪ ﻟﻠﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﯿﮫ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ؟ وھﻞ ﯾﻨﻄﺒﻖ اﻟﺤﻜﻢ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻛﺎة ؟ ) (9اﻟﺠﻮاب :ﯾﺠﻮز ذﻟﻚ إن ﻛﺎن ﯾﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻦ اﻟﻤُﺨ ﺮج أن اﻟﻜﻔ ﺎرة أو اﻟﺰﻛ ﺎة ﺳﺘُﺼﺮف ھﻨﺎك ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﯿﮭﺎ ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺪري أﯾﻦ ﺗﺬھﺐ وﻋﻠﻰ ﻣَﻦ 172
ﻷوْﻟﻰ داﺋﻤ ﺎً ﺗُﺼﺮف ،أوﻛﺎن ﻻ ﯾﺜﻖ ﺑﻤﻦ ﯾﻮﺻﻠﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﺮﺳﻠﮭﺎ إﻟﻰ ھﻨﺎك .وا َ إﺧﺮاجُ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺑﻠﺪ اﻟﻤﺰﻛﱢﻲ وﺻﺎﺣﺐِ اﻟﻜﻔﺎرة. ) (10اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز ﻗﺒﻮل اﻟﮭﺪﯾﺔ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻟﮫ رﺻ ﯿ ٌﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﻚ ﯾﺄﺧ ﺬ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺮﺑﻮﯾﺔ ،وﻟﮫ ﻛﺬﻟﻚ أﺳﮭﻢٌ رﺑﺤﺖ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎل إِﺿ ﺎﻓﺔً إﻟ ﻰ ﻣﺎﻟ ﮫ، وﻻ ﯾﺪري ھﻞ اﻟﮭﺪﯾﺔ ھﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل اﻟﺤﻼل أم ﻣﻦ اﻟﻤﺎل اﻟﺤﺮام ؟ ) (10اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﯾﺠﻮز ﻗﺒﻮل اﻟﮭﺪﯾﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮاﺑ ﻲ أو ﻣﻤ ﻦ ﯾﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﻮك، واﻹﺛﻢ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮاﺑﻲ دون ﺳﻮاه ،ﻷن اﻹﺛﻢ ﻻ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻣﱠﺘﯿﻦ ،أﻣﺎ إن ھﻮ َﺗﻨَـﺰﱠه ﻋﻦ أﺧﺬ اﻟﮭﺪﯾﺔ ورﻋﺎً أو زﺟﺮاً ﻟﻠﻤﺮاﺑﻲ ﻓﮭﻮ ﻣﺄﺟﻮر. ) (11اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘﺒﻞ ﺷﺨﺺٌ ھﺪﯾﺔً ﻣﻦ رﺟﻞ ﯾﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﺎﺟﺮ ﺟﻤﻠ ﺔ ﯾﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠ ﺎر ﺑ ﺎﻟﻤﻔﺮﱠق ،وھ ﻮ ﻣﻨ ﺪوب ﻣﺒﯿﻌ ﺎت ،وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﯿ ﺎن ﯾﺒﯿﻊ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ﻋﻠ ﻰ أﻧﮭ ﺎ ﻟﻠﺘ ﺎﺟﺮ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤ ﻞ ،ﯾﺒﯿﻌﮭ ﺎ ﻟﻠﺰﺑ ﺎﺋﻦ، وﯾﺄﺧﺬ ﺛﻤﻨﮭﺎ ﺑ ﺪون ﻋﻠ ﻢ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤ ﻞ ،ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠ ﺸﺨﺺ ﻗﺒ ﻮل ھﺪﯾﺘ ﮫ اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻣﺎل اﻟﺘﺎﺟﺮ ؟ ﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎل اﻟﺘ ﺎﺟﺮ ) (11اﻟﺠ ﻮاب :اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﻋﻨ ﺪ ﺗ ﺎﺟﺮ ﺟﻤﻠ ﺔ ﻣ ﺆﺗَ َﻤ ٌ وﻣ ﺼﻠﺤﺘﮫ ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﮫ اﻟﺘﻔ ﺮﯾﻂ ﺑﺤﻘ ﻮق اﻟﺘ ﺎﺟﺮ أو اﻟﺘﻼﻋ ﺐ ﺑ ﺎﻟﺒﯿﻊ واﻹھﺪاء ،وإن ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ أﺛﻢ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا أذن اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﺈھﺪاء اﻟﻨ ﺎس ھ ﺪاﯾﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل ﺗﺠﺎرﺗ ﮫ ،وﻛ ﻞ إﻧ ﺴﺎن ﯾﻌ ﺮف أن ھ ﺬا اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﯾُﮭ ﺪِي اﻟﻨﺎس ھﺪاﯾﺎ ﺑﺪون إذن اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﮫ ﻗﺒﻮل ھﺪﯾﺘﮫ. ) (12اﻟﺴﺆال :ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌ ﺼﺮ ﺻ ﺎرت اﻟﻨﻘ ﻮد ﻋﻠ ﻰ ھﯿﺌ ﺔ أوراق ﻧﻘﺪﯾ ﺔ إﻟﺰاﻣﯿ ﺔ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻗﻮﺗﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺪوﻟﺔ ،وﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ھﻞ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻨﻘ ﻮد ﻧ ﺼﺎب اﻟﺰﻛ ﺎة ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ أن ﻧُﻘﻮﱢﻣﮭ ﺎ ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﻤﻌ ﺪﻧﯿﻦ ،اﻟ ﺬھﺐ واﻟﻔ ﻀﺔ ،ﻟ ﻨﻌﻠﻢ ھ ﻞ ﺑﻠﻐ ﺖ اﻟﻨ ﺼﺎب أم ﻻ ،واﻟﻤ ﺸﻜﻠﺔ ﺗﻜﻤ ﻦ ﻓ ﻲ أن ﻧ ﺼﺎب اﻟ ﺬھﺐ ﯾﺨﺘﻠ ﻒ ﺗﻤﺎﻣ ﺎً ﻋ ﻦ ﻧﺼﺎب اﻟﻔ ﻀﺔ ،ﺑﺤﯿ ﺚ ﻟ ﻮ أﻧﻨ ﺎ اﺧﺘﺮﻧ ﺎ اﻟﺘﻘ ﻮﯾﻢ ﺑﻨ ﺼﺎب اﻟﻔ ﻀﺔ ﻓ ﺈن اﻟﺰﻛ ﺎة ﺗﺠﺐ ﺑﻤﺠﺮد ﺣﻮﻻن اﻟﺤﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ دوﻻر أﻣﺮﯾﻜﻲ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﺎ اﺧﺘﺮﻧ ﺎ اﻟﺘﻘﻮﯾﻢ ﺑﻨﺼﺎب اﻟﺬھﺐ ﻓﻠﻦ ﺗﺠ ﺐ اﻟﺰﻛ ﺎة ﻓ ﻲ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ أﻟ ﻒ دوﻻر أﻣﺮﯾﻜ ﻲ ﺗﻘﺮﯾﺒًﺎ وذﻟﻚ أن 595ﻏﺮاﻣﺎً ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ﻗﺪ ﺗﺸﺘﺮﯾﮭﺎ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ دوﻻر، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ دوﻻر ﻟﺸﺮاء 85ﻏﺮاﻣًﺎ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ن ﻣﺎ ﻟﺪﯾﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻘﻮ ٍد ورﻗﯿ ٍﺔ إﻟﺰاﻣﯿﺔ ھ ﻞ ﺑﻠﻐ ﺖ اﻟﻨ ﺼﺎب أم ﻻ، ﻧﺮﯾﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ أ ﱠ ﻓﺒ ﺄي اﻟﻤﻌ ﺪﻧﯿﻦ ﻧﻘ ﻮﱢم ؟ أرﺟ ﻮ ﺗﻔ ﺼﯿﻞ اﻟ ﺪﻟﯿﻞ ،ﻷن ھﻨ ﺎك إﺧﻮاﻧ ﺎً ﻛﺜﯿ ﺮﯾﻦ ﯾﻨﺘﻈﺮون اﻹﺟﺎﺑﺔ ،وأﺣﺐ أن أﻗﺪﱢﻣﮭﺎ ﻟﮭﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ واﻓﯿﺔ ،وﻟﻚ إن ﺷﺎء اﷲ ﻣ ﻦ 173
ﻞ ﻀٍ ن ﻣﺘﻔ ﱢ اﻷﺟﺮ ﻣﺎ ﯾﻠﯿﻖ ﺑ ﻜﺮم اﷲ وﻣﻨﱢﮫ وﻓ ﻀﻠﮫ ،وَأ ْﻧ ِﻌ ﻢ ﺑ ﮫ ﻣ ﻦ ﻛ ﺮﯾ ٍﻢ ﻣﻨ ﺎ ٍ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ،وﺑﺎرك اﷲ ﺑﻜﻢ. ) (12اﻟﺠ ﻮاب :ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺼﻮر اﻟﻘﺪﯾﻤ ﺔ ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺪول ﺗ ﺼﺪر ﻋﻤﻼﺗﮭ ﺎ ﻗِﻄَ َﻌ ﺎً ﻣ ﻦ اﻟﺬھﺐ وﻗِﻄَ َﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﺗ ﺼﺪر ﻋﻤﻼﺗﮭ ﺎ ﻗِﻄَ َﻌ ﺎً ﻣ ﻦ ﻄ َﻌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺬھﺐ ﻓﻘﻂ ،وﺑﻌﻀﮭﺎ ﺗﺼﺪر ﻋﻤﻼﺗﮭﺎ ﻗِ َ اﻟﺮاھﻦ أﺧﺬت اﻟﺪول ﺗﺼﺪر ﻋﻤﻼﺗﮭﺎ أوراﻗﺎً ﻣﻐﻄ ﺎةً ﺑﺎﻟ ﺬھﺐ ،وﻟ ﻢ ﯾﺒ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟﺪول ﻣﻦ ﺗﺼﺪر ﻋﻤﻼﺗﮭﺎ أوراﻗ ًﺎ ﻣﻐﻄﺎةً ﺑﺎﻟﻔﻀﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم 1930ﻛﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﺣﺎﺻﻼً ﻓﻲ دول ﺟﻨﻮب ﺷﺮق آﺳﯿﺎ ،ﻓﺎﻟﺪول ﺣﺎﻟﯿﺎً ﺗﻐﻄﻲ أوراﻗﮭﺎ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ أو ﺗﻘ ﺪﱢرھﺎ ﺑﺎﻟ ﺬھﺐ ﻓﻘ ﻂ ،وﻓ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﻻﺣﻘ ﺔ ﺻ ﺎرت اﻟﺘﻐﻄﯿ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺬھﺐ وﺑﺎﻟﺪوﻻر أو ﺑﺴﻠﱠﺔٍ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ،وﻣﻦ ھﺬا اﻻﺳ ﺘﻌﺮاض ﻧﺠ ﺪ أن اﻟﻌﻤﻼت اﻹﻟﺰاﻣﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗُﻐﻄﱠﻰ ﺑﺎﻟﻔ ﻀﺔ ،وﺑﻘ ﻲ اﻟ ﺬھﺐ ﻏﻄ ﺎءً إﻟ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻋﻤﻼت رﺋﯿﺴﯿﺔ أﺧﺮى ،وﻋﻠﯿﮫ أﻗﻮل إن زﻛ ﺎة اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾ ﺔ ﺣﺎﻟﯿ ًﺎ ﯾﺠ ﺐ أن ﺗُﻘﺪﱠر ﺑﻘﯿﻤﺘﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ ﻓﻘﻂ ،وﻻ ﺗُﻘﺪﱠر ﺑﻘﯿﻤﺘﮭ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﻀﺔ ،ﻓ ﺈن ﺑﻠﻐ ﺖ اﻷوراق اﻟﻨﻘﺪﯾ ﺔ ﻗﯿﻤ ﺔ ﻋ ﺸﺮﯾﻦ دﯾﻨ ﺎرًا ﺷ ﺮﻋﯿﺎً ،أي ﺑﻠﻐ ﺖ = 20 x 4.25 85ﻏﺮاﻣ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ وﺟﺒﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺰﻛﺎة ،وﻻ ﯾُﻠﺘَﻔﺖ ﻟﻨﺼﺎب اﻟﻔﻀﺔ ﺣﺎﻟﯿﺎً، اﻟﻠﮭﻢ إﻻ ﻣﻦ ﯾﻤﻠﻚ ﺳﺒﺎﺋﻚ اﻟﻔﻀﺔ وﺑﻠﻐﺖ ﻣﺎﺋﺘﻲ درھﻢ ،أي ﺑﻠﻐﺖ x 2.975 595 = 200ﻏﺮاﻣ ﺎً ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﻀﺔ ﻓﯿﺨ ﺮج زﻛﺎﺗﮭ ﺎ ،وھ ﺬا اﻟﺤ ﺎل ﯾُﺘ ﺼﻮﱠر وﺟﻮده ﻟﺪى ﺑﺎﺋﻌﻲ اﻟﻤﻌﺎدن واﻟﺼﺎﻏﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﺎﻟﻔﻀﺔ. وﺑﺎﺧﺘ ﺼﺎر أﻗ ﻮل ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ :ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿ ﻚ أن ﺗﻘ ﺪﱢر أوراﻗ ﻚ اﻟﻨﻘﺪﯾ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﺖ ﻣ ﺎ ﺗ ﺸﺘﺮي ﺑ ﮫ 85ﻏﺮاﻣ ﺎً ﻣ ﻦ ﯾﻌﺎدﻟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ ﺑﺴﻌﺮ ﯾﻮﻣﮭﺎ ،ﻓﺈن ﻣﻠﻜ َ اﻟﺬھﺐ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﻘﺪ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﻚ إﺧﺮاج زﻛﺎﺗﮭﺎ ،وإﻻ ﻓﻼ. ﻚ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ﻣُﻘﺎ ٍم ﻋﻠﻰ اﻷرﺻﻔﺔ ؟ ) (13اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺣﻜﻢ اﺳﺘﺌﺠﺎر ﻛٍﺸ ٍ ) (13اﻟﺠﻮاب :اﻷرﺻﻔﺔ واﻟ ﺸﻮارع ھ ﻲ ﻣﻠﻜﯿ ﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ وﻣ ﻦ ﻃﺒﯿﻌﺘﮭ ﺎ أﻧﮭ ﺎ ﺗﻤﻨ ﻊ اﺧﺘﺼﺎصَ أﺣﺪٍ ﺑﺤﯿﺎزﺗﮭﺎ ،وھﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻠﻜﯿﺔ ﻓﺮدﯾ ﺔ وﻻ ﻣﻠﻜﯿ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ ،ﻓ ﻼ ﯾﺠﻮز ﺑﯿﻌﮭﺎ وﻻ ﺗﺄﺟﯿﺮھﺎ وﻻ ﺣﺠﺰُھﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺎس ،وﻣﻦ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﮭﻮ ﻣﻌﺘﺪٍ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس وآﺛﻢٌ .واﻟﺠﺎﺋﺰ ﻓﻘﻂ ھﻮ اﻻﻧﺘﻔﺎع اﻟﻤﺆﻗﺖ ﺑﮭﺎ ﺑ ﺸﺮط ﻋ ﺪم ﺺ ﺧﯿﻤ ًﺔ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ اﻟ ﺸﺎرع ﻣﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻔ ﺎع ﺑﮭ ﺎ ،ﻓﻠ ﻮ ﻧ ﺼﺐ ﺷ ﺨ ٌ واﺗﺨﺬھﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﺑﺤﯿ ﺚ ﺗَﺤُ ﻮلُ اﻟﺨﯿﻤ ﺔ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻨ ﺎس وﺑ ﯿﻦ اﻟﻤ ﺮور أو ﺗ ﺆدي إﻟﻰ ﻣﻀﺎﯾﻘﺔ اﻟﻤﺎرة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺛﻢ وﻟﻮ ﻛﺎن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺨﯿﻤﺔ ﻣﺆﻗﺘ ًﺎ .ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﺎ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺟﺎﺋﺰ ﺑ ﺸﺮﻃﯿﻦ :أن ﯾﻜ ﻮن اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﻣﺆﻗﺘ ﺎً ،وأن 174
ﻻ ﯾﻤﻨ ﻊ ذﻟ ﻚ اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎلُ اﻵﺧ ﺮﯾﻦ ﻣ ﻦ اﻻﻧﺘﻔ ﺎع ﺑ ﮫ ،وﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ھ ﺬا ﻓ ﺈن اﺳﺘﺌﺠﺎر اﻷﻛﺸﺎك اﻟﻤﻨﺼﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرﺻﻔﺔ وﺗﺄﺟﯿﺮھﺎ ﺣﺮام ﻻ ﯾﺠﻮز. ق ﺗﺠﺎرﯾﺔ ﺗُﺒﺎع ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺨﻤﺮة ﺟﺎﺋﺰ أم ﻻ ؟ ) (14اﻟﺴﺆال :ھﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﻮ ٍ ) (14اﻟﺠ ﻮاب :ﯾﺠ ﻮز اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟ ﺴﻮق ﺑ ﺸﺮط أن ﻻ ﯾﺘ ﻮﻟﻰ ﺑﻨﻔ ﺴﮫ ﺑﯿ ﻊ ﻷوْﻟﻰ اﺟﺘﻨﺎب اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺴﻮق. اﻟﺨﻤﻮر ،وﻻ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﺎ ،وﻟﻜﻦ ا َ ) (15اﻟﺴﺆال: أوﻻ :ﯾﺤﺼﻞ أن ﯾﺸﺘﺮي ﺷﺨﺺ ﻗﻄﻌﺔ أرض واﺳﻌ ًﺔ ﻓﻲ اﻟ ﺼﺤﺮاء ﺛ ﻢ ﯾﻘ ﻮم ﺑﺤﻔ ﺮ ﺑﺌﺮ ﻣﺎء ﻓﯿﮭﺎ ﺗﻜﻠﻔﮫ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺪﻧﺎﻧﯿﺮ ،ﺛﻢ ﯾﻘ ﻮم ﺑﺘﻘﻄﯿ ﻊ أرﺿ ﮫ ﻗﻄﻌ ًﺎ ﻛﺜﯿ ﺮة ﺻ ﻐﯿﺮة ،وﯾﻌ ﺮض ھ ﺬه اﻟﻘﻄ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﻼﺣ ﯿﻦ ﻻﺳ ﺘﺌﺠﺎرھﺎ وﯾﺘﻌﮭ ﺪ ﻟﮭ ﻢ ﺑﺘﺰوﯾﺪھﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﺌﺮه وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ ،ﻓﮭﻞ ﯾﺠﻮز اﺳ ﺘﺌﺠﺎر ﻗﻄ ﻊ اﻷراﺿ ﻲ ھﺬه؟ ﺛﺎﻧﯿ ًﺎ :وﻗ ﺪ ﯾَﻌ ﺮِض ﺻ ﺎﺣﺐ اﻷرض أرﺿ ﮫ ﻛﻠﱠﮭ ﺎ ﺑﻤ ﺎ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﺒﺌ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﻼﺣ ﯿﻦ ﻻﺳﺘﺌﺠﺎرھﺎ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ،ﻓﮭﻞ ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺟﺎﺋﺰة أﯾﻀًﺎ ؟ ﺛﺎﻟﺜﺎ ً :وﻗﺪ ﯾﻘﻮم ﺻﺎﺣﺐ اﻷرض أﺣﯿﺎﻧﺎً ﺑﺒﻨﺎء ﺑﯿﻮتِ ﺣﻤﺎﯾﺔٍ ﺑﻼﺳ ﺘﯿﻜﯿﺔ ﻓ ﻲ أرﺿ ﮫ ﺛ ﻢ ﯾﻌ ﺮض أرﺿ ﮫ ھ ﺬه ﻟﻺﯾﺠ ﺎر ﻓﮭ ﻞ ﯾﺠ ﻮز اﺳ ﺘﺌﺠﺎر ھ ﺬه اﻷرض ذات اﻟﺒﯿﻮت اﻟﺒﻼﺳﺘﯿﻜﯿﺔ ؟ ) (15اﻟﺠﻮاب: أ -إﺟﺎرة اﻷرض اﻟﺒﯿﻀﺎء ،أي اﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﺠﺮ ﻓﯿﮭﺎ ،ﺗﺴﻤﻰ ﻣﺰارﻋﺔ ،وأﻣﺎ إﺟ ﺎرة اﻷرض اﻟﺴﻮداء ،أي ذات اﻟﺸﺠﺮ ،ﻓﺘﺴﻤﻰ ﻣﺴﺎﻗﺎة .أﻣ ﺎ اﻟﻤﺰارﻋ ﺔ ﻓﺤﻜﻤﮭ ﺎ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ،وأﻣﺎ اﻟﻤﺴﺎﻗﺎة ﻓﺤﻜﻤﮭﺎ اﻟﺠﻮاز. أﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺣُﺮْﻣﺔ اﻟﻤﺰارﻋﺔ أو إﺟﺎرة اﻷرض اﻟﺒﯿ ﻀﺎء ﻓﻤ ﺎ رواه راﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﯾﺞ tﻗﺎل " ﻧﮭﻰ اﻟﻨﺒﻲ rﻣﻦ ﻛِﺮاء اﻟﻤﺰارع " رواه اﻟﺒﺨﺎري ﺣﱠﺒ ﺎن ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ ﺟ ﺎﺑﺮ وﻣ ﺴﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ .وﻷﺣﻤ ﺪ ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ راﻓ ﻊ وﻻﺑ ﻦ ِ ﻛﻼھﻤﺎ ﺑﻠﻔﻆ " أن رﺳﻮل اﷲ rﻧﮭﻰ ﻋﻦ ﻛِﺮا ِء اﻷرض ". وﻗﺪ أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ rﺻﺎﺣﺐ اﻷرض أن ﯾﺰرع أرﺿﮫ ،أو أن ﯾﮭﺒﮭﺎ ﻟ ﺸﺨﺺ آﺧ ﺮ ﻟﯿﺰرﻋﮭ ﺎ ،وإﻻ ﺣﺒ ﺴﮭﺎ وأﺑﻘﺎھ ﺎ ﻣﻌ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻟﮭ ﺎ ،ﻓﻌ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾﺮة tﻗﺎل " ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ rﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ أرض ﻓﻠْﯿﺰرﻋْﮭ ﺎ أو ﻟِﯿﻤﻨﺤْﮭ ﺎ أﺧﺎه ،ﻓﺈن أﺑﻰ ﻓ ْﻠﯿُﻤﺴﻚ أرﺿﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ. 175
ھﺬا ھﻮ ﺣﻜﻢ إﺟﺎرة اﻷرض ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،وھﻮ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ ،ﻟﮭﺬا ﻧﻘﻮل إﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻷرض أن ﯾ ﺆﺟﱢﺮ اﻟﻔﻼﺣ ﯿﻦ ﻗﻄ ﻊ اﻷراﺿ ﻲ ھ ﺬه ،وﻻ ﯾﺤ ﻞ ﻟﻠﻔﻼﺣﯿﻦ اﺳﺘﺌﺠﺎ ُر ھﺬه اﻟﻘﻄﻊ ﻣﺎ داﻣﺖ ﺑﯿﻀﺎء ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺠﱠﺮة. أﻣﺎ اﻟﻘ ﻮل إن ﺻ ﺎﺣﺐ اﻷرض ﻗ ﺪ ﺗﻜﻠ ﻒ ﻛﺜﯿ ﺮاً ﺑﺤﻔ ﺮ ﺑﺌ ﺮ اﻟﻤ ﺎء وإﻧ ﮫ ﺣﻮﱠل اﻷرض اﻟﺠﺮداء إﻟﻰ أرضٍ ﺗﺴﯿﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﯿ ﺎه وإﻧ ﮫ ﻟﮭ ﺬا اﻟ ﺴﺒﺐ ﯾﺮﯾ ﺪ ﺗﺄﺟﯿﺮ أرﺿﮫ وﺑﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﺒﺌﺮ ﻟﺰراﻋﺘﮭﻢ ،وإن اﻷرض ﻟﻮﻻ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻤ ﺎ اﺳ ﺘﺄﺟﺮھﺎ أﺣ ﺪ ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ اﻟﻘ ﻮل ﺑ ﺄن ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﺣﺎﻟ ﺔ ﺟﺪﯾ ﺪة ﻻ ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺎﻟﺔ إﺟﺎرة اﻷرض أو اﻟﻤﺰارﻋﺔ اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺠﯿﺐ ھﺆﻻء ﺑﺄن ﺗﺤﺮﯾﻢ إﺟﺎرة اﻷرض ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص ﻋﺎﻣﺎً ﻓﯿ ﺸﻤﻞ اﻷرض اﻟﺒﻌﻠﯿ ﺔ ﻛﻤ ﺎ ﯾ ﺸﻤﻞ اﻷرض اﻟﻤﺮوﯾ ﺔ دون ﻓ ﺎرق ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ ،ﻓ ﺎﻷرض اﻟﺒﻌﻠﯿ ﺔ ﯾﺤ ﺮم ﺗﺄﺟﯿﺮھ ﺎ ﻟﻠﺰراﻋ ﺔ ،واﻷرض اﻟﻤﺮوﯾﱠ ُﺔ ﯾﺤ ﺮم ﺗﺄﺟﯿﺮھ ﺎ ﻟﻠﺰراﻋ ﺔ ،ﻓ ﺎﻷرض ھﺬه ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﺆال داﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ. وﻧﻀﯿﻒ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳ ﺒﻖ اﻟﻘ ﻮل ،إﻧ ﮫ ﻻ ﯾ ﺼﺢ اﻟﻘ ﻮل إن اﻟﻤ ﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟ ﻢ ﯾ ﺴﺘﺄﺟﺮ ت ﻣ ﺎ ٍء ﺳ ﺎلَ ﻓ ﻲ أرﺿ ﺎً ،وإِﻧﻤ ﺎ اﺳ ﺘﺄﺟﺮ أرﺿ ًﺎ وﻣ ﺎء ،أو اﺳ ﺘﺄﺟﺮ أرﺿ ًﺎ ذا َ اﻷرض ﺑﻔﻌ ﻞ اﻹﻧ ﺴﺎن ،وأن ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﺗﺠﻌ ﻞ اﻹﺟ ﺎرة ﺟ ﺎﺋﺰة ،ﻻ ﯾ ﺼﺢ اﻟﻘ ﻮل ھﺬا ﻟﺴﺒﺒﯿﻦ: أوﻻ :إن ﻋﻘﺪ اﻹﺟﺎرة ﻗﺪ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋ ﯿﻦ اﻷرض دون اﻟﻤ ﺎء وﻟ ﺬا ﻓ ﺈن اﻟﻌﻘ ﺪ ھﻨ ﺎ ﻋﻘﺪ ﻣﺰارﻋﺔ. ﺛﺎﻧﯿﺎ :إن ﺻﺎﺣﺐ اﻷرض ﯾﺆﺟﺮ اﻷرض ﺛﻢ ﯾﻌﺮض ﺗﺰوﯾ ﺪھﺎ ﺑﺎﻟﻤ ﺎء ﺑ ﺎﻟﺜﻤﻦ ،أي ﯾﻘ ﻮم ﺑﺒﯿ ﻊ اﻟﻔﻼﺣ ﯿﻦ اﻟﻤ ﺎء ﺑﯿﻌ ﺎً ،واﻟﺒﯿ ﻊ ﻏﯿ ﺮ اﻹﺟ ﺎرة ،ﻓ ﺸﺮاء اﻟﻤ ﺎء ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻷرض ﻻ ﯾﺠﻌ ﻞ إﺟ ﺎرة اﻷرض ﺟ ﺎﺋﺰة ،وﺣﺘ ﻰ ﻟ ﻮ ﻋ ﺮض ض ﺻﺎﺣﺐ اﻷرض ﺗﺰوﯾﺪ اﻷرض ﺑﺎﻟﻤ ﺎء ﻣﺠﺎﻧ ًﺎ دون ﺛﻤ ﻦ ﻓ ﺼﺎرت اﻷر ُ ﻣﺮوﯾ ًﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻓﺈن إﺟ ﺎرة ھ ﺬه اﻷرض ﺗﺒﻘ ﻰ ھ ﻲ ھ ﻲ ﺣﺮاﻣ ﺎً ،إﺿ ﺎﻓ ًﺔ إﻟ ﻰ وﺟﻮد ﻧﮭﻲ ﻋﻦ إﺟﺎرة اﻷرض وﻋﻦ اﻟﻤﺎء أﯾ ﻀﺎً وذﻟ ﻚ ﻓﯿﻤ ﺎ رواه ﺟ ﺎﺑﺮ t ﻋﮭ ﺎ ،أو ﻗﺎل " ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ rﻣﻦ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻓﻀﻞُ أرضٍ أو ﻣ ﺎ ٍء ﻓ ْﻠﯿﺰر ْ رﻋْﮭ ﺎ أﺧ ﺎه وﻻ ﺗﺒﯿﻌﻮھ ﺎ ،ﻓ ﺴﺄﻟﺖ ﺳ ﻌﯿﺪاً :ﻣ ﺎ ﻻ ﺗﺒﯿﻌﻮھ ﺎ ،اﻟﻜ ﺮاء ؟ ﻟُﯿﺰْ ِ ﻗ ﺎل :ﻧﻌ ﻢ " رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ .ﻓﮭﻨ ﺎ دﺧ ﻞ اﻟﻤ ﺎء ﻣ ﻊ اﻷرض ﻓ ﻲ ﺣﻜ ﻢ اﻟﻨﮭ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﻜ ﺮاء أي ﻋ ﻦ اﻹﺟ ﺎرة واﻟﻤﺰارﻋ ﺔ .وﻟﻜﻨ ﺎ ﻧﻘ ﻮل ﻟ ﺼﺎﺣﺐ ن أﻣﺎﻣﻚ ﺧﯿﺎرﯾﻦ اﺛﻨﯿﻦ ﻓﺤﺴﺐ: اﻷرض إ ﱠ .1إِﻣﺎ أن ﺗﮭﺐ أرﺿﻚ ﻟﻠﻔﻼﺣﯿﻦ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﺛﻢ ﺗﻘﻮم ﺑﺒﯿﻌﮭﻢ اﻟﻤ ﺎء ﺑﺎﻟ ﺴﻌﺮ اﻟ ﺬي ﯾﻨﺎﺳﺒﻚ وﯾﺘﺤﻤﻠﻮﻧﮫ ،ﻓﺘﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ. 176
ﻦ ﻋﻠﻰ أن ﺗ ﺼﺒﺢ .2وإِﻣﺎ أن ﺗﮭﺒﮭﻢ اﻷرض ﻣﺠﺎﻧًﺎ وﺗﻘﺪﱢم ﻟﮭﻢ اﻟﻤﺎء دون ﺛﻤ ٍ ﺑﺘﻘ ﺪﯾﻢ اﻟﻤ ﺎء ﺷ ﺮﯾﻜًﺎ ﻟﮭ ﺆﻻء اﻟﻔﻼﺣ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ﻧ ﺎﺗﺞ اﻷرض ،أي أﻧ ﺖ ﺗُﻘ ﺪﱢم اﻟﻤ ﺎء وھ ﻢ ﯾﻘ ﺪﻣﻮن اﻟﺠﮭ ﺪ واﻟﺒ ﺬار وﻣ ﺎ ﯾﻠ ﺰم ،وﯾﻜ ﻮن اﻟ ﺮﺑﺢ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺗﺸﺘﺮﻃﻮن ،ﻓﺘﺄﺧﺬ أﻧ ﺖ اﻟﺮﺑ ﻊ أو اﻟﺜﻠ ﺚ ﻣ ﺜﻼً وھ ﻢ ﯾﺄﺧ ﺬون اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ،وﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﻸرض ﺣ ﺼ ٌﺔ وﻻ ﯾُﺮاﻋ ﻰ ﻛﻮﻧُﮭ ﺎ ﻣﻤﻠﻮﻛ ًﺔ ﻟ ﻚ ﻋﻨ ﺪ ﺗﻘ ﺪﯾﺮ ﻧ ﺴﺒﺔ اﻷرﺑﺎح ،وﻣﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ ﻓﻼ ﯾﺠ ﻮز ،ﻷن ﺣﻜ ﻢ إﺟ ﺎرة اﻷرض اﻟﺒﯿ ﻀﺎء ﺣﺮام ،ﺳﻮا ٌء ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻠﯿﺔ أو ﻣﺮوﯾﺔ. ب -ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺌﺠﺎر ﺑﺌﺮ اﻟﻤﺎء ،وﯾﺠﻮز أن ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋَﻘﺪ اﻹﯾﺠ ﺎر ﻣ ﺎ ﺣ ﻮل اﻟﺒﺌ ﺮ ﻣﻦ اﻷرض ﻣﻤﺎ ﯾﻠﺰم ﻟﮭﺎ ﻓﺤﺴﺐ ،وﻻ ﯾﺠﻮز أن ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر ﻣ ﺎ ﺐ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺒﺌﺮ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮫ ،ﻓﺎﻟﺒﺌﺮ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﻧَ ﺼْ ِ ﻣَ ﻀﺨﱠﺔٍ واﻟﻤ ﻀﺨﱠﺔُ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ ،وإﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ ُأﺧ ﺮى ﻟﻠﻮﻗ ﻮد ،وإﻟ ﻰ ﻏﺮفٍ ﻟﻠﻌﻤﺎل وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﻤﺎ ﯾﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻷرض ﻟﺬﻟﻚ وأﻣﺜﺎﻟﮫ ﯾ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر وﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﯾﺆﺧ ﺬ ﻟﻠﻤﺰارﻋ ﺔ ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﻮز ،ﻷﻧ ﮫ ﻓ ﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻗﺪ اﺳﺘﺄﺟﺮ اﻟﺒﺌﺮ واﺳﺘﺄﺟﺮ أﯾﻀﺎً أرﺿﺎً زراﻋﯿﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﺠﻮز. ت ﺑﻼﺳﺘﯿﻜﯿﺔ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺌﺠﺎرھﺎ ،ﻷن واﻗ ﻊ اﻹﺟ ﺎرة ج -اﻷرض اﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﯿﻮ ٌ ھﻨ ﺎ ھ ﻮ اﺳ ﺘﺌﺠﺎر اﻟﺒﯿ ﻮت اﻟﺒﻼﺳ ﺘﯿﻜﯿﺔ وﻟ ﯿﺲ اﻷرض ،وإن ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﯿ ﻮت ﻣﻘﺎﻣ ًﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ،ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﻦ ﯾﺴﺘﺄﺟﺮ ﺑﯿﺘًﺎ أو ﯾﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﺼﻨﻌﺎً ،ﻓﺈن اﻹﺟ ﺎرة ﺗﻘ ﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﺖ وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻨﻊ وﻟ ﯿﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﻤﻘ ﺎ َﻣﯿْﻦ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ،ﻓﺎﻹﺟ ﺎرة وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻟ ﯿﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ذاﺗﮭ ﺎ .وﻟﻜ ﻦ ھﺬه اﻹﺟﺎرة ﺟﺎﺋﺰة ﺑ ﺸﺮط أن ﺗﻜ ﻮن اﻷرض ﺑﻤﺠﻤﻠﮭ ﺎ أو ﺑﻐﺎﻟﺒﯿﺘﮭ ﺎ ﻣﻐﻄ ﺎ ًة ﻼ ﻋ ﺸﺮﯾﻦ دوﻧﻤ ًﺎ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﻮت وﻣﺨﺼﱠﺼﺔ ﻟﮭ ﺎ ،ﻻ أن ﺗﻜ ﻮن اﻷرض ﻣ ﺜ ً ﺑﯿ ﺖٌ واﺣ ﺪ أو ﺑﯿﺘ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺒﻼﺳ ﺘﯿﻚ ﻣ ﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﯿ ﺖ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻧ ﺼﻒ دوﻧ ﻢ، ﻓﯿﺪﱠﻋﻲ اﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ أﻧﮫ اﺳﺘﺄﺟﺮ اﻟﺒﯿ ﺖ أو اﻟﺒﯿﺘ ﯿﻦ وھ ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘ ﺔ ﯾﻜ ﻮن ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺄﺟﺮ اﻷرض اﻟﺒﯿ ﻀﺎء ﻟﻠﺰراﻋ ﺔ ،وﺗﻜ ﻮن ﻋﻤﻠﯿ ﺔ اﺳ ﺘﺌﺠﺎر ﺑﯿ ﻮت اﻟﺒﻼﺳﺘﯿﻚ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﯿﻠﺔً ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺰارﻋﺔ اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺔ ،وﻟﮭﺬا ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻘﻮل إﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﻐﻄﺎة ﺑﺒﯿﻮت اﻟﺒﻼﺳ ﺘﯿﻚ ﺗ ﺸﻜﻞ ﻏﺎﻟﺒﯿ ﺔ اﻷرض اﻟﻤﺴﺘﺄﺟَﺮة أو ﻛﻠﱠﮭﺎ ،وﻻ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔُ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻐﻄﺎة ﺑﮭﺬه اﻟﺒﯿﻮت إﻻ اﻟﺠﺰء اﻟﯿﺴﯿﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺢ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ،وإﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮاﻣًﺎ ﻻ ﺗﺠﻮز.
177
178
اﻟﺒـــﺎب اﻟﺴــﺎدس ﻣﺴــﺎﺋﻞ اﺟﺘﻤـﺎﻋﯿــﺔ ) (1اﻟﺴﺆال :ﻗﻠﺘﻢ ﻓﻲ ﺟﻮاﺑﻜﻢ ﻟﻤﻦ ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻨﻘﺎب ] ﻓﺈن ھﻲ ﻓﻌﻠﺖ وﺗﻨﻘﱠﺒﺖ وﻏﻄﱠﺖ ﻛﻔﯿﮭﺎ اﻋﺘُﺒﺮت ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﻤﱢﻘﺎت واﻟﻤﺘﻨﻄﱢﻌﺎت ،وھﻮ ﻣﺬﻣﻮم [ ﻓﻤﺎ ﻗ ﻮﻟﻜﻢ ﻓ ﯿﻤﻦ ﺗﻘﻮل أﻧﺎ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ اﻗﺘﺪا ًء ﺑﺄُﻣﱠﮭﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ؟ أﻟﯿﺴﺖ أﻣﮭﺎﺗُﻨﺎ ﻧ ﺴﺎءُ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﯿﮭﻦ اﻟﺴﻼم ﻗﺪوةً ﻟﻨﺴﺎءِ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ؟ ) (1اﻟﺠﻮاب :ﻧﺴﺎءُ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪوةٌ ﻟﻨ ﺴﺎﺋﻨﺎ إﻻ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﺧﺎﺻ ًﺎ ﺑﮭﻦ ﻓ ﻼ ﯾُﻘ َﺘ ﺪى ﺑﮭ ﻦ ﻓﯿ ﮫ ،ﻓ ﺎﷲ ﯾﻘ ﻮل )ﭡ ٿ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ( ]ﺳ ﻮرة اﻷﺣ ﺰاب اﻵﯾ ﺔ: [36ﻣ ﻦ اﻵﯾ ﺔ 32ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻷﺣ ﺰاب وﺣﯿ ﺚ أن اﻟﺤﺠ ﺎب ،وھ ﻮ ﻏﻄ ﺎء اﻟﻮﺟﮫ ،ﻗﺪ ﻓُﺮض ﻋﻠﯿﮭﻢ دون ﺳﻮاھﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ )ۋ ﯟ ۅ ﯡ ۉ ﯣ ې ﯥ(] ﻣ ﻦ اﻵﯾ ﺔ 53ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻷﺣ ﺰاب[ ﻓ ﺈن ﺗﻐﻄﯿ ﺔ اﻟﻮﺟ ﮫ ھ ﻮ ﻣ ﻦ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎت ﻧﺴﺎء اﻟﺮﺳﻮل ،rﻓﻼ َﺗﻘْﺘ ﺪي اﻟﻤ ﺮأةُ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﺔ ﺑﮭ ﱠﻦ ﻓﯿ ﮫ ،ﻓﺎﻟﻘ ﺪوة ﺑﮭﻦﱠ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﺸﺮوع ،إﻻ ﻣﺎ ﺧﺼﮫ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﺑﻨ ﺴﺎء اﻟﺮﺳ ﻮل ،rواﻟﺤﺠ ﺎب ﻦ ﻓﯿﮫ. داﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ،ﻓﻼ ﻗُﺪوة ﺑﮭ ﱠ ) (2اﻟﺴﺆال :ﻗﻠﺘﻢ ] ﻧﺴﺎ ُء اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗ ﺪوة ﻟﻨ ﺴﺎﺋﻨﺎ إﻻ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﺧﺎﺻ ًﺎ ﺑﮭ ﻦ ﻓ ﻼ ﯾُﻘﺘ ﺪى ﺑﮭ ﻦ ﻓﯿ ﮫ [ إن اﻟ ﺬي أﻋﻠﻤ ﮫ ھ ﻮ أن اﻟﺮﺳ ﻮل rھ ﻮ ﻣﺤﻞ اﻻﻗﺘﺪاء وﻟﯿﺴﺖ زوﺟﺎﺗﮫ ر.ﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻦ ،وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﺎ ﻧﺼﮫ ] ...ﻷن اﻟﺮﺳﻮل ھﻮ ﻣﺤﻞ اﻟﻘﺪوة ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﺧﻄﺎب أو ﻓﻌﻞ أو ﺳﻜﻮت ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎﺗﮫ ،rأﻣﺎ ﻧﺴﺎء اﻟﺮﺳﻮل ( ]ﺳ ﻮرة اﻷﺣ ﺰاب ﻓﻠﺴﻦ ﻣﺤﻞ اﻟﻘﺪوة ،ﻷن اﷲ ﯾﻘﻮل ) اﻵﯾﺔ [21 :وﻻ ﯾﺼﺢ أن ﺗﻜﻮن ﻧﺴﺎء اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪوة ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﯾُﻔﻌﻞ اﻟﻔﻌ ﻞُ ﻷﻧﮭﻦ ﯾﻔﻌﻠﻨﮫ أو ﯾُﺘﱠﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ ﻷﻧﮭﻦﱠ ﯾﺘﺼﻔﻦ ﺑﮭﺎ ،ﺑﻞ ھﻮ ﺧﺎصٌ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﺒﻊ إﻻ اﻟﻮﺣﻲ [ ﻓﮭﺬه أﯾﻀﺎً ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻮﺿﯿﺢ. ) (2اﻟﺠﻮاب :ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺴﺆال أو ﻗﻞ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ،أﻗﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : ل ﯾﺨ ﺎﻟﻒ أ -إﻧﮫ ﻻ ﺧﻼف ﺑﯿﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن رﺳﻮل ﷲ rھﻮ ﻗ ﺪوﺗﻨﺎ ،وإن أي ﻗ ﻮ ٍ ھﺬا اﻟﻘ ﻮل ﺑﺎﻃ ﻞ وﻣ ﺮدود ،وﻧﻌ ﻮذ ﺑ ﺎﷲ ﻣ ﻦ أن ﻧﺨ ﺎﻟﻒ ھ ﺬا اﻟﻤﻌﻠ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮورة. 179
ب -إن ھﺬا اﻟﻘﻮل أﻋﻼه ھﻮ ﻋﺎم ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻣﺎ ﯾﻘﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ُﯾﺘﱠﺒﻊُ ﻛﻠﱡﮫ وﯾُﻘﺘَﺪى ﺑﮫ ﻛﻠﱢﮫ وﻟﺬاﺗﮫ ،ﻷﻧﮫ ﻟﺬاﺗ ﮫ ﺗ ﺸﺮﯾﻊ، وھﻮ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻮﻓﺮ ﻟﺴﻮاه. ج -وﻣﻊ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ودون أن ﯾﺘﻌﺎرض ﻣﻌﮫ ،ﯾﺼﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻘ ﻮل :ﻓ ﻼن ﯾﻘﺘ ﺪي ﺑﻔﻼن أو أﻧﺎ أﻗﺘﺪي ﺑﻔﻼن ،ﻛﺄن أﻗﻮل أﻧﺎ أﻗﺘ ﺪي ﺑ ﺄﺑﻲ ﺣﻨﯿﻔ ﺔ ،أو أن ﻓﻼﻧ ﺎً ﯾﻘﺘﺪي ﺑﺎﺑﻦ ﻋﺒﺎس ،ﻓﻤﺜﻞ ھﺬا اﻟﻘﻮل ﺟﺎﺋﺰ وﻻ ﯾﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺎ ﺳ ﺒﻖ ،ﻷن اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻐﯿﺮ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﺠ ﺐ أن ﯾُﺤ َﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﺗﺒ ﺎع ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﮫ ﻓ ﻼن أو ﻋﻤﻠﮫ ﻓﻼن ﻣﻤﺎ ﻗﯿﻞ أو ﻓُﻌﻞ ﺑﺤ ﺴﺐ اﻟ ﺸﺮع ،ﻓﮭ ﻮ إذن اﻗﺘ ﺪاءٌ ﻣﻘﱠﯿ ﺪ وﻟ ﯿﺲ ﻣﻄْﻠَﻘﺎً ،وﻛﺄﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ھﺬا اﻟﻘﻮل أﻛﺘﻔﻲ ﺑﺈﯾﺮاد ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: .1إن ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص " ﻗﺎل ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ اﺟﻌﻠﻨﻲ إِﻣﺎم ﻗ ﻮﻣﻲ، ﺖ إِﻣ ﺎﻣُﮭﻢ ،واﻗﺘ ﺪ ﺑﺄﺿ ﻌﻔِﮭﻢ ،واﺗﺨ ﺬ ﻣﺆذﻧ ﺎً ﻻ ﯾﺄﺧ ﺬ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺎل :أﻧ َ أذاﻧﮫ أﺟﺮاً " رواه أﺑﻮ داود وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ واﺑﻦ ﺧُﺰَﯾﻤﺔ واﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ. .2ﻋ ﻦ ﺣﺬﯾﻔ ﺔ أن اﻟﻨﺒ ﻲ rﻗ ﺎل " اﻗﺘ ﺪوا ﺑﺎﻟﱠﻠ ﺬَﯾﻦ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪي أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻤﺮ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ واﺑ ﻦ ﺣﺒﱠﺎن ،ورواه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﺘﺎرﯾﺦ. ِ .3ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس" ،دﻋﺎ أﺧﺎه ﻋﺒﯿ َﺪ اﷲ ﯾ ﻮ َم ﻋﺮﻓ ﺔ إﻟ ﻰ ﻃﻌ ﺎمٍ ،ﻗ ﺎل: إﻧﻲ ﺻﺎﺋﻢ ،ﻗﺎل :إﻧﻜﻢ أﺋﻤﺔٌ ﯾُﻘﺘﺪَى ﺑﻜﻢ "...رواه أﺣﻤﺪ. ھﺬه اﻟﻨﺼﻮص ورد ﻓﯿﮭﺎ اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﻐﯿﺮ رﺳ ﻮل اﷲ ،rﻓ ﻼ ﯾﻘ ﺎل إِﻧﮭ ﺎ ﺗﻌﺎرض ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪﯾﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ،ﺑﻞ ﺗُﻔﺴﺮ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻌﻨﻲ اﺗﺒﺎع ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﺸﺨﺺ أو ﻗﺎﻟﮫ ﻣﻤﺎ ھﻮ وارد ﻓﻲ اﻟﺸﺮع. ب -إن اﻷﺧﺖ اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎﻟﺖ )أﻧﺎ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ اﻗﺘﺪاءً ﺑﺄﻣﮭﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ( ﻓﺄﺟﺒﺘﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺎﻛﻠﺔ ﺳ ﺆاﻟﮭﺎ ،وﯾ ﺴﻤﻰ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﺑﺎﻟﻤﺠ ﺎراة واﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ،وﻗ ﺪ ورد ذﻟﻚ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ،ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ )ھ ﮭ ے ﮯ(]ﺳ ﻮرة اﻟ ﺸﻮرى اﻵﯾﺔ ،[41 :ﻓﮭﻲ ﻣ ﻦ ﺻ ﻤﯿﻢ ﻟﻐ ﺔ اﻟﻌ ﺮب وﻟ ﻢ أﺷ ﺄ أن أدﺧ ﻞ ﻣ ﻊ اﻷﺧ ﺖ ث ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻠﻢ اﻷﺻﻮل إذ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻲ أﺑﺤﺎ ٍ ﻗﺪر اﻟﺴﺆال واﻟﺤﺎﺟﺔ. ﻟﮭﺬه اﻟﺒﻨ ﻮد اﻷرﺑﻌ ﺔ أﻗ ﻮل إِن اﻟﺠ ﻮاب ﻛ ﺎن ﺻ ﺤﯿﺤﺎً ،وﻻ ﯾﺘﻌ ﺎرض ﻣﻊ وﺟﻮب اﻻﻗﺘﺪاء ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل rﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ. 180
ﻞ ﻗﺎل ﻟﺰوﺟﺘﮫ :إِن ذھﺒﺖِ إﻟﻰ اﻟ ﺴﻮق ﻓﺄﻧ ﺖ ﻃ ﺎﻟﻖ ،ﺛ ﻢ أراد أن ) (3اﻟﺴﺆال :رﺟ ٌ ﯾﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﮫ ،ﻓﻤﺎذا ﯾﻔﻌﻞ ؟ ل ﻋﻦ ﻗﻮﻟﮫ ،وأن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﮭﺎ أن ﺗﺬھﺐ ﻋ َﺪ َ ) (3اﻟﺠﻮاب :ﯾﻜﻔﯿﮫ أن ﯾﺨﺒﺮ زوﺟﺘﮫ ﺑﺄﻧﮫ َ إﻟ ﻰ اﻟ ﺴﻮق دون ﻣﺤ ﺬور ،وﺑﻌﺪﺋ ٍﺬ ﻻ ﺗﻄﻠ ﻖ زوﺟ ُﺘ ﮫ إن ھ ﻲ ذھﺒ ﺖ إﻟ ﻰ اﻟﺴﻮق. ) (4اﻟﺴﺆال :رﺟﻞ ﺣﻠﻒ ﺑﺎﻟﻄﻼق ﻓﻘﺎل :ﻋﻠﻲﱠ اﻟﻄﻼق إن أﻧﺎ ﻗﺮأتُ ھ ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب، ﺛﻢ إﻧﮫ ﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺎب ،ﻓﮭﻞ ﺗﻄﻠﻖ زوﺟﺘﮫ ؟ ﻖ زوﺟﺘ ﮫ وﻻ ﯾﻘ ﻊ ﺑ ﺎﻟﺤﻠﻒ ﺑ ﺎﻟﻄﻼق ﻃ ﻼقٌ ،وﻋﻠﯿ ﮫ ﻓﻘ ﻂ ) (4اﻟﺠ ﻮاب :ﻻ ﺗﻄﻠ ُ ﻛﻔ ﺎر ُة ﯾﻤ ﯿﻦ ،وھ ﻲ إﻃﻌ ﺎمُ ﻋ ﺸﺮ ِة ﻣ ﺴﺎﻛﯿﻦ .ﻓ ﺎﻟﺤﻠﻒ ﺑ ﺎﻟﻄﻼق ﻏﯿ ﺮُ إرادة اﻟﻄﻼق ،وﻛﻢ أﺗﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺎل أن ﯾﻘﻠﻌﻮا ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻌﺎدة اﻟﺴﯿﺌﺔ. ) (5اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ھﻮ ﺣﻜﻢ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻨﺴﻞ ،وھﻞ ﯾﺼﺢ ﺷﺮﻋًﺎ ؟ ) (5اﻟﺠ ﻮاب :ﺗﻨﻈ ﯿﻢ اﻟﻨ ﺴﻞ ﺟ ﺎﺋﺰ ،وﻗﻄ ﻊ اﻟﻨ ﺴﻞ ﺣ ﺮام .أﻣ ﺎ اﻟ ﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز ﺗﻨﻈ ﯿﻢ اﻟﻨ ﺴﻞ ﻓﻤ ﺎ رواه اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣ ﺴﻠﻢ وﻏﯿﺮھﻤ ﺎ " ﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ ﻗ ﺎل :ﻛﻨ ﺎ ﻧﻌﺰل ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪ رﺳﻮل اﷲ " rوﻣﺎ رواه أﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ وأﺑ ﻮ داود " ﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ ﻗ ﺎل :ﺟ ﺎء رﺟ ﻞٌ إﻟ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ ،rﻓﻘ ﺎل :إن ﻟ ﻲ ﺟﺎرﯾ ًﺔ وھ ﻲ ﺧﺎدﻣﺘُﻨﺎ وﺳﺎﻧِﯿﺘُﻨﺎ أﻃﻮف ﻋﻠﯿﮭﺎ وأﻧ ﺎ أﻛ ﺮه أن ﺗﺤﻤ ﻞ ،ﻗ ﺎل :اﻋ ﺰل ﻋﻨﮭ ﺎ إن ﺷﺌﺖ ،ﻓﺈﻧﮫ ﺳﯿﺄﺗﯿﮭﺎ ﻣﺎ ُﻗﺪﱢر ﻟﮭﺎ " ...وﯾﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢَ اﻟﻌﺰل وﺿ ﻊُ اﻟﻠﻮﻟ ﺐ، ل ﺣﺒﻮب ﻣﻨﻊ اﻟﺤﻤﻞ ،وأﺧ ُﺬ اﻹﺑﺮ اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻓﻜﻞ ذﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ. وﺗﻨﺎو ُ وأﻣﺎ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ ﻗﻄﻊ اﻟﻨﺴﻞ ﻓﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ " ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ -ﺑ ﻦ ﻣ ﺴﻌﻮد -ﻛﻨ ﺎ ﻧﻐ ﺰو ﻣ ﻊ رﺳ ﻮل اﷲ rوﻟ ﯿﺲ ﻟﻨ ﺎ ﺧ ﺺ ﻟﻨ ﺎ أن ﻧ ﻨﻜﺢ ﺷﻲءٌ ،ﻓﻘﻠﻨﺎ :أﻻ ﻧﺴﺘﺨﺼﻲ ؟ ﻓﻨﮭﺎﻧﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ ،ﺛ ﻢ ر ﱠ ت ﻣﺎ ﺤﺮﱢﻣﻮا ﻃﯿﺒﺎ ِ اﻟﻤﺮأة ﺑﺎﻟﺜﻮب ،ﺛﻢ ﻗﺮأ ﻋﻠﯿﻨﺎ }ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا ﻻ ُﺗ َ أَﺣﻞﱠ اﷲ ﻟﻜﻢ { " اﻵﯾﺔ 87ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﻓﺄدﺧﻞ اﻟﺨﺼﺎء ﺗﺤ ﺖ ﺑﻨ ﺪ ي ق اﻷﻧﺎﺑﯿ ﺐ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤ ﺮأة ،وأﺧ ﺬُ أ ﱢ اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ .وﯾﺄﺧ ﺬ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺨ ﺼﺎء إﻏ ﻼ ُ دواء ،أو إِﺟ ﺮاءُ أﯾ ﺔِ ﻋﻤﻠﯿ ﺔٍ ﻟ ﺪى اﻟﺮﺟ ﻞ أو اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻘﻄ ﻊ ﻧﺴﻠﮭﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ. ) (6اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠ ﻮز أن ﺗﻌﻤ ﻞ اﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ اﻟ ﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿ ﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻄ ﺔ وﻓ ﻲ اﻟﺸﺮﻛﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ ؟
181
) (6اﻟﺠ ﻮاب :ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻤ ﺮأة أن ﺗﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿ ﺔ واﻟ ﺸﺮﻛﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺸﺮوط : أ -أن ﺗﻜﻮن ﻻﺑﺴ ًﺔ اﻟﻠﺒﺎس اﻟﺸﺮﻋﻲ. ب -أن ﻻ ﺗﺘﺒﺮج ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻌﻄﻮر واﻷﺻﺒﺎغ اﻟﺼﺎرﺧﺔ. ج -أن ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓ ٍﺔ واﺣ ﺪ ٍة ﺑﺮﺟ ﻞ واﺣ ﺪ ،ﻛ ﺄن ﺗﻌﻤ ﻞ ﺳ ﻜﺮﺗﯿﺮة ﻋﻨ ﺪ ﻣﻮﻇﻒ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ واﺣﺪة ﻣﻐﻠﻘﺔ. د -أن ﻻ ﺗﻌﻤﻞ أي ﻋﻤﻞٍ ﻣﺤ ﱠﺮ ٍم ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻌﻠُﮫ. ﻋِﺘﱠﯿ ﺎً ،وھ ﻮ ﯾﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ رﻋﺎﯾ ﺔ ﻣ ﻦ ) (7اﻟ ﺴﺆال :رﺟ ﻞ ﻣُﻘْ َﻌ ﺪٌ وﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺒ ﺮ ِ ﻒ واﻏﺘﺴﺎلٍ ،واﺑﻨﺘُﮫ ھ ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮم ﺑﮭ ﺬه اﻷﻋﻤ ﺎل ،وﻗ ﺪ ﯾﺤ ﺼﻞ ﻋﻨ ﺪ ﺗﻨﻈﯿ ٍ ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ ﺑﮭﺬه اﻷﻋﻤﺎل أن ﺗﺮى ﻋﻮرة أﺑﯿﮭﺎ أو ﺗﻠﻤﺴَﮭﺎ ،ﻓﮭﻞ ھﺬا ﺟﺎﺋﺰ ؟ ) (7اﻟﺠﻮاب :إن اﺿﻄﱡﺮت اﺑﻨﺔُ اﻟﻌﺠﻮز اﻟﻤﻘﻌَﺪ إﻟ ﻰ ﺧﺪﻣﺘ ﮫ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻮت أﻣﮭ ﺎ أو ﻃﻼﻗﮭ ﺎ ﺟﺎز ﻟﮭﺎ أن ﺗﺨﺪم أﺑﺎھﺎ ،وﺗﺘﺤ ﺮى ﻣ ﺎ أﻣﻜ ﻦ ﻋ ﺪم اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﻮرة ،وﺑﻌ ﺪ ﺑ ﺬل وﺳﻌﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻻ ﺑﺄس ﻣﻦ أن ﺗﺮى ﻋﻮرﺗﮫ أو ﺗﻠﻤﺴَﮭﺎ ،وﻻ إﺛﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ إن ﺷ ﺎء اﷲ. ) (8اﻟ ﺴﺆال :ﺗ ﻢ ﻋﻘ ﺪ اﻟ ِﻘ ﺮان ﻋﻠ ﻰ ﻣﮭ ﺮٍ ﻣﻌﻠ ﻮم ،وﻣ ﻦ ﺛ ﱠﻢ ﺗ ﻢﱠ اﻟﻌ ﺮسُ ،واﻧﺘﻘﻠ ﺖ اﻟﺰوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯿﺖ زوﺟﮭﺎ ،وﻟﻢ ﯾﺘﻢ دﻓﻊ ﻗﺮش واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺮ ،ﻟﻌﺠﺰ اﻟﺰوج ل ﻋ ﻦ اﻟﻤﮭ ﺮ أو ﻣﺎدﯾًﺎ ﻋﻦ اﻟﺪﻓﻊ ،واﻟ ﺴﺆال ھ ﻮ :ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﺰوﺟ ﺔ اﻟﺘﻨ ﺎز ُ ﺗﺨﻔﯿﻀُﮫ أو اﺳﺘﺒﺪالُ ھﺪﯾﺔٍ أﻗﻞﱠ ﺛﻤﻨﺎً ﺑﺎﻟﻤﮭﺮ ؟ ) (8اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﺰوﺟﺔ أن ﺗﺴﺎﻣﺢ زوﺟﮭﺎ ﻋ ﻦ دﻓ ﻊ ﻣﮭﺮھ ﺎ ﻟﮭ ﺎ ﻛﱢﻠ ﮫ أو ﻗﺴﻢٍ ﻣﻨﮫ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺿﻲ اﺳﺘﺒﺪال ھﺪﯾﺔ أﻗﻞ ﺛﻤﻨﺎً ﺑﺎﻟﻤﮭﺮ. ﺖ ﻗ ﺪ ﺳ ﺄﻟﺘﻜﻢ ﺳ ﺆاﻻً ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﺎﺑﻖ ﻋ ﻦ ﺣ ﺪود اﻟﻮﺟ ﮫ ،وﻗ ﺪ أﺗ ﺎﻧﻲ ) (9اﻟ ﺴﺆال :ﻛﻨ ُ اﻟﺠﻮاب ﺑﺄن ﺣﺪود اﻟﻮﺟﮫ ھﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﺖ اﻟﺸﻌﺮ وﺻﻮﻻً إﻟﻰ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ اﻟﺬﻗﻦ ﻓﻘﻂ وﻻ ﯾﺸﻤﻞ اﻟﻮﺟ ُﮫ ﻣﺎ ﺗﺤﺖ ھﺬه اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﺒﺎرزة ،ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﮫ ،وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﺒ ﺔ ،ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﺐ ﻏ ﺴﻠﮭﺎ ﻋﻨ ﺪ ﻏ ﺴﻞ اﻟﻮﺟ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺿﻮء ،ﻓﮭﻞ ﯾﻌﻨﻲ ﻗﻮﻟﻜﻢ ھﺬا أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻋ ﻮرة ﻟ ﺪى اﻟﻤ ﺮأة ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﺗﻐﻄﯿﺘﮭﺎ ﺑﺨﻤﺎرھﺎ؟ ) (9اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ھﻲ ﻋﻮرة ﻟﺪى اﻟﻤﺮأة ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺳِﺘﺮھﺎ ﺑﺨﻤﺎرِھﺎ. ) (10اﻟ ﺴﺆال :ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤ ﺮات ﯾﺘ ﺼﺮف أﻃﻔ ﺎﻟﻲ ﺗ ﺼﺮﻓﺎتٍ ﺗﺜﯿ ﺮ ﻏ ﻀﺒﻲ وﻏﯿﻈﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﺨﺮﯾﺒﮭﻢ أي ﺷﻲء ﯾﻘﻊ ﺗﺤﺖ أﯾﺪﯾﮭﻢ ،أو ﻋﻨﺎدھﻢ اﻟ ﺸﺪﯾﺪ وﻋ ﺪم 182
ﻃﺎﻋﺘﮭﻢ ﻟﻲ ﻓﻲ أﻣ ﺮٍ إﻻ إن ﻗﻤ ﺖ ﺑ ﻀﺮﺑﮭﻢ ،ﻓﮭ ﻞ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺤ ﺎﻻت إن أﻧ ﺎ ﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ھﻞ أﻛﻮن آﺛﻤ ﺔ ل ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺴﻤﻌﮫ َﻣ ْ ت ﻋﺎ ٍ ﺖ ﺑﺼﻮ ٍ ﺻﺮﺧ ُ ؟ وھﻞ ﯾﺤ ُﺮ ُم ﻋﻠ ﻲﱠ أن ﯾﻌﻠ ﻮ ﺻ ﻮﺗﻲ ﺑﺤﯿ ﺚ ﯾ ﺴﻤﻌﮫ َﻣ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﺎرع ﻣﮭﻤ ﺎ ﺖ درﺟ ُﺔ ﻏﻀﺒﻲ وﻏﯿﻈﻲ ؟ ﺑﻠﻐ ْ ) (10اﻟﺠﻮاب :ﺻﻮت اﻟﻤﺮأة ﻟﯿﺲ ﻋﻮرة ،ﻓﯿﺼﺢ أن ﯾ ﺼﻞ ﺻ ﻮﺗُﻚ إﻟ ﻰ ﺧ ﺎرج اﻟﺒﯿﺖ وﻻ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﻟﻜﻦ اﻷدب وﺣﺴﻦ اﻟﺘ ﺼﺮف ﯾ ﺪﻋُﻮاﻧِﻚ إﻟ ﻰ ﻗﺼﺮ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﯿﺘﻚ. أﻣﺎ ﺿﺮب اﻷﻃﻔﺎل ﻓﯿﻜﻮن ﻟﻠﺘﺄدﯾﺐ وﻟﯿﺲ ﻟﻠﺘﻌﺬﯾﺐ واﻻﻧﺘﻘ ﺎم ،ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻜﻮن ﺿﺮﺑﺎً ﺧﻔﯿﻔﺎً ﯾﻄﯿﻖ اﻟﻄﻔﻞُ ﺗﺤﻤﱡﻠَﮫ ،وأن ﯾُﺠﺘَﻨَﺐَ ﺿﺮبُ اﻟﻮﺟ ُﮫ ﻟﻤﺎ روى أﺑﻮ داود واﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة tﻗ ﺎل " إذا ﻖ اﻟﻮﺟﮫَ " وﻟﻤﺎ روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ tﻗ ﺎل " ﻧﮭ ﻰ ﺿﺮب أﺣﺪُﻛﻢ ﻓﻠْﯿﺘ ِ ب ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ ،وﻋﻦ اﻟﻮَﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﮫ " ورواه رﺳﻮل اﷲ rﻋﻦ اﻟﻀﺮ ِ ﻆ ﻗﺮﯾﺐ. أﺣﻤﺪ ﺑﻠﻔ ٍ ) (11اﻟ ﺴﺆال :ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻔﺘ ﺎة أن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣ ﻊ ﻣﺤﺎرﻣﮭ ﺎ ﺑﻠﺒﺎﺳ ﮭﺎ اﻟ ﺸﺮﻋﻲ ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد زوج أﺧﺘﮭ ﺎ ؟ وھ ﻞ ﺗﺠ ﻮز ﻟﮭ ﺎ ﻣ ﺼﺎﻓﺤﺘﮫ إذا ﺻ ﻔﺖ اﻟﻨﯿ ﺎتُ ﻣ ﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ؟ ) (11اﻟﺠ ﻮاب :ﻧﻌ ﻢ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻔﺘ ﺎة اﻟﺠﻠ ﻮس ﻣ ﻊ زوج أﺧﺘﮭ ﺎ ﺑﻮﺟ ﻮد أﺧﺘﮭ ﺎ وﻣﺤﺎرﻣﮭﺎ ،ﺑﺸﺮط ﻋﺪم ﻛﺸﻒ ﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ واﻟﻜﻔﯿﻦ ،وﻋ ﺪم اﻟﺘﺒ ﺮج واﻟﺘﻌﻄ ﺮ واﻟﺘ ﺰﯾﻦ ،وﻻ ﯾﺠ ﺐ أن ﺗﻜ ﻮن ﻻﺑ ﺴﺔ اﻟﺠﻠﺒ ﺎب ،ﻓ ﺄي ﺛ ﻮب ﺳ ﺎﺗ ٍﺮ ﻟﻠﻌ ﻮرة ﯾﺠ ﻮز اﻟﻈﮭ ﻮر ﺑ ﮫ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘﮭ ﺎ أﻣ ﺎم زوج أﺧﺘﮭ ﺎ ﺑﺤ ﻀﻮر أﺧﺘﮭ ﺎ أو أﻣﮭﺎ ...إﻟﺦ .ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﺬه اﻟﻔﺘﺎة أن ﺗ ﺼﺎﻓﺢ زوج أﺧﺘﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮأي اﻟﺼﺤﯿﺢ. ) (12اﻟﺴﺆال :ﻣﻦ ھﻢ اﻷﻗﺎرب ؟ وﻣ ﻦ ھ ﻢ اﻟ ﺬﯾﻦ ﺗﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﺻ ﻠﺘُﮭﻢ ؟ ﺐ ﺻ ﻠﺘُﮭﻢ ﻓﻘ ﻂ ؟ وﻣﺘ ﻰ ﯾﺠ ﻮز ﺤ ﱡ وﻛﯿﻒ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻠﺔ ؟ وﻣﻦ ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ُﺗ ﺴﺘ َ اﻻﺧﺘﻼط ﺑﯿﻦ اﻟﺠﻨﺴﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺰﯾﺎرات وﻣﺘﻰ ﻻ ﯾﺠﻮز ؟ ) (12اﻟﺠﻮاب: أ -اﻷﻗﺎرب ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﺤﺪﱠرون ﻣﻦ اﻟﺠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً. ب -اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺠﺐ ﺻﻠﺘﮭﻢ أذﻛﺮ ﻣﻨﮭﻢ : .1اﻟﻮاﻟﺪان _ اﻷب واﻷم. 183
.2اﻟﺠﺪان _ اﻟﺠﺪ واﻟﺠﺪة ﻷب وﻷم ،أو ﻷﺣﺪھﻤﺎ وإن ﻋﻠﻮا. .3اﻷﺑﻨﺎء وأﺑﻨﺎؤھﻢ ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً وإن ﻧﺰﻟﻮا. .4اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات وأﺑﻨﺎؤھﻢ ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛًﺎ وإن ﻧﺰﻟﻮا. .5اﻷﻋﻤﺎم واﻟﻌﻤﺎت. .6اﻷﺧﻮال واﻟﺨﺎﻻت. وﯾﻠﺤﻖ ﺑﮭﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺼﺎھﺮة : ﻦ ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛًﺎ إن وُﺟﺪوا وإن ﻧﺰﻟﻮا. .7اﻟﺰوﺟﺎت وأﺑﻨﺎؤُھ ﱠ .8آﺑﺎء اﻟﺰوﺟﺎت وأﻣﮭﺎﺗﮭﻦﱠ ،وأﺟﺪادُھﻦ وﺟﺪﱠاﺗُﮭُﻦ وإن ﻋﻠﻮا. .9زوﺟﺎت اﻷﺑﻨﺎء. .10زوﺟﺎت اﻵﺑﺎء. ﻛﻤﺎ ﯾﻠﺤﻖ ﺑﮭﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﺿﺎع : .1اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .2ﺑﻨﺖ اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .3أﺧﺖ اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .4ﻋﻤﺔ اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .5ﺧﺎﻟﺔ اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .6ﺑﻨﺎت اﻷخ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .7ﺑﻨﺎت اﻷﺧﺖ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .8أم اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. .9واﻟﺪ اﻷم ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع. ﺐ ﺻﻠﺘُﮭﻢ ﻓﺄذﻛﺮ ﻣﻨﮭﻢ : ﺤ ﱡ ج -أﻣﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﺗُﺴﺘ َ .1أﺑﻨﺎء اﻷﻋﻤﺎم ذﻛﻮرًا وإﻧﺎﺛًﺎ وأﺑﻨﺎؤھﻢ. .2أﺑﻨﺎء اﻟﻌﻤﺎت ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً وأﺑﻨﺎؤھﻢ. .3أﺑﻨﺎء اﻷﺧﻮال ذﻛﻮراً وإﻧﺎﺛﺎً وأﺑﻨﺎؤھﻢ. .4أﺑﻨﺎء اﻟﺨﺎﻻت ذﻛﻮرًا وإﻧﺎﺛًﺎ وأﺑﻨﺎؤھﻢ. .5وﻣﻦ أدﻟﻰ ﺑﺄﺣﺪٍ ﻣﻨﮭﻢ. د -ﺻﻠﺔ اﻟ ﺮﺣﻢ ﺗﻜ ﻮن ﺑﺰﯾ ﺎرة ھ ﺆﻻء ﺑ ﯿﻦ اﻟﺤ ﯿﻦ واﻟﺤ ﯿﻦ ﺧﺎﺻ ًﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺎت ﻛ ﺎﻷﻓﺮاح واﻷﺗ ﺮاح وﻋﯿ ﺎدة ﻣﺮﺿ ﺎھﻢ ،وﺗﻔﻘﱡ ِﺪ أﺣ ﻮاﻟِﮭِﻢ اﻟﻤﻌﯿ ﺸﯿﺔ ،وﺗﻘ ﺪﯾ ِﻢ ن واﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ِة ﻟﻤﻦ ﯾﺤﺘﺎج ﻣﻨﮭﻢ إﻟﯿﮭﺎ ،ودﻓﻊِ اﻟﻀﺮرِ واﻟ ﺸﺮور ﻋ ﻨﮭﻢ... اﻟﻌﻮ ِ إﻟﺦ. ﻦ ﺗﺠﺐ ﺻﻠﺘﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺤ ﺎرم وﻣ ﻦ ﯾﻠﺤ ﻖ ﺑﮭ ﻢ ﺑ ﺴﺒﺐ اﻟﻤ ﺼﺎھﺮة واﻟﺮﺿ ﺎع ھـَ -ﻣ ْ ﯾُﺨﺘﻠَﻂ ﺑﮭﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺰﯾ ﺎرات وﯾُﺨﺘَﻠ ﻰ ﺑﮭ ﻢ ،وﻻ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺴﺎء ﻣ ﻨﮭﻢ ﺳ ﺘ ُﺮ 184
ﻦ وﺳ ﯿﻘﺎﻧﮭِﻦ وأﯾ ﺪﯾﮭِﻦ وﻣ ﺎ ﯾﻈﮭ ﺮ ﻣ ﻨﮭﻦﱠ ﻋ ﺎدةً ﻓ ﻲ ﺛﯿ ﺎب اﻟﺒﺬﻟ ﺔ، رؤوﺳ ِﮭ ﱠ ﻦ اﻟﺘﺒﺮج واﻟﺘﺰﯾﻦ واﻟﺘﻌﻄﺮ ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﺰﯾﺎرات. وﯾﺠﻮز ﻣﻨﮭ ﱠ وَ -ﻣ ﻦ ُﺗ ﺴﺘﺤﺐ ﺻ ﻠﺘُﮭﻢ ﯾُﺨ ﺘﻠَﻂ ﺑﮭ ﻢ ﺑ ﺸﺮط ﻋ ﺪم ﺣ ﺼﻮل ﺧَﻠ ﻮ ٍة ﺑﺎﻹﻧ ﺎث ﻣ ﻨﮭﻦﱠ، وﺑ ﺸﺮط ﻋ ﺪمِ ﻛ ﺸﻒ ﻣ ﺎ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺟ ﮫ واﻟﻜﻔ ﯿﻦ ،وﺑ ﺸﺮط ﻋ ﺪم اﻟﺘ ﺰﯾﻦ واﻟﺘﺒﺮج ،وﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﻦ اﻟﻈﮭﻮر ﺑﺎﻟﺠﻼﺑﯿﺐ ،ﺑﻞ أﯾﺔ ﺛﯿﺎب ﯾﺮﺗﺪﯾﻨﮭﺎ ﺗﺴﺘﺮ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻮﺟﮫ واﻟﻜﻔﯿﻦ ﯾﺠﻮز ﻟﮭﻦ اﻟﻈﮭﻮر ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺰﯾﺎرات. ز -ﻣَﻦ ﺳﻮى ﻣﻦ ﺳﺒﻖ ﻻ ﺗﺠﻮز زﯾﺎرة اﻹﻧﺎث ﻓﻲ اﻟﺒﯿ ﻮت واﻷﻣ ﺎﻛﻦ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ إﻻ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﯾﻘﺮھﺎ اﻟﺸﺮع أو ﯾﻘﺮﱡ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻣﻦ أﺟﻠﮭ ﺎ ،وﺑ ﺸﺮط ﻋ ﺪم اﻻﺧ ﺘﻼط، وﻋﺪم اﻟﺘﺒﺮج وﻋﺪم ﻛﺸﻒ ﻣ ﺎ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺟ ﮫ واﻟﻜﻔ ﯿﻦ ،وﺗﻜ ﻮن اﻟﺰﯾ ﺎرة ﺑﻘﺪر اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻛﺄن ﯾﺠﺘﻤﻊ ﺑﮭﻦ ﻟﻌﻘﺪ ﺻﻔﻘ ِﺔ ﺑﯿﻊ أو ﺷﺮاء ،أو ﺗﻮﻛﯿﻞ ،أو إﺻﻼح ،أو ﻷﺟﻞ ﺧﻄﺒﺔ ،وأﻣﺜﺎل ذﻟﻚ. ح -إذا زارك أﺧ ﻮك وﻣﻌ ﮫ زوﺟﺘ ﮫ ﻓﯿﺠ ﻮز أن ﺗ ﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻤﺎ أﻧ ﺖ وزوﺟﺘ ﻚ ،وإذا زارك اﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ وﻣﻌﮫ زوﺟﺘﮫ واﺑﻨﺘ ﮫ ﻓﯿﺠ ﻮز أن ﺗ ﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻢ أﻧ ﺖ وزوﺟﺘ ﻚ واﺑﻨﺘﻚ ،وإذا زارﺗﻚ اﺑﻨﺔ ﻋ ﱢﻢ زوﺟﺘ ﻚ وزوﺟﮭ ﺎ ﻓﯿﺠ ﻮز أن ﺗ ﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻤﺎ أﻧ ﺖ وزوﺟﺘﻚ ،وھﻜﺬا ،واﻟﺠ ﺎﻣﻊ ﺑ ﯿﻦ ھ ﺬه اﻟﺤ ﺎﻻت وأﻣﺜﺎﻟﮭ ﺎ ھ ﻮ أن ﯾﻜ ﻮن ﺑ ﯿﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺰاﺋﺮة واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺰورة أﺣ ٌﺪ ﯾُﺪﻟﻲ ﺑﻘﺮاﺑﺔ أو ﻣ ﺼﺎھﺮة ﺑﯿﻨﮭﻤ ﺎ، وﻣﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﺰﯾﺎرات ﺣﺮام ﻻ ﺗﺠﻮز. ) (13اﻟ ﺴﺆال :اﻧﺘ ﺸﺮت ﻇ ﺎھﺮة اﻟﺨُﻠ ﻊ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻓ ﻲ اﻷردن ﻋﻘ ﺐ ﺻ ﺪور ﻗ ﺎﻧﻮن ي ﺳ ﺒﺐ ،ﻓﻤ ﺎ أن ﺗ ﺬھﺐ ﺟﺪﯾ ﺪ ﯾﺒ ﯿﺢ ﻟﻠﻤ ﺮأةِ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒ َﺔ ﺑ ﺎﻟﺨُﻠﻊ ﻣ ﻦ زوﺟﮭ ﺎ ﻷ ﱢ اﻟﺰوﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وﺗﻄﺎﻟﺐ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺨﻠُﻊ ﻣ ﻦ زوﺟﮭ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﯾ ﺴﺘﺠﯿﺐ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﻟﻄﻠﺒﮭ ﺎ ﺑﻤﺠ ﺮد أن ﺗﻘ ﺪﱢم ﻟ ﮫ أي ﺳ ﺒﺐ ،ﻓﻤ ﺎ ھ ﻮ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ؟ ) (13اﻟﺠ ﻮاب :اﻟﺨُﻠ ﻊ _ وﯾ ﺴﻤﻰ أﯾ ﻀﺎً اﻟﻔِ ﺪاء _ ھ ﻮ ﺣﻜ ٌﻢ ﺷ ﺮﻋﻲٌ ﻣ ﺄﺧﻮذٌ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺮآن وﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﮯ ۓ ﮱ ڭ ﯔ ﯕ ﯖ ۇ ﯘ ۆ (
ﯚۈﯜٷۋﯟۅﯡۉﯣېﯥﯦﯧ
]ﻣﻦ اﻵﯾﺔ 229ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻟﺒﻘ ﺮة[ ﻓﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ }ﻓ ﻼ ﺟُﻨ ﺎح ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ ﻓﯿﻤ ﺎ اﻓﺘﺪت ﺑﮫ { ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺨُﻠﻊ وھﻮ اﻟﻔِﺪاء. وﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ وردت ﻋﺪة ﻧﺼﻮص ﻓﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ ،أذﻛ ﺮ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻣ ﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ وأﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي ،ﻋﻦ اﺑﻦ ﻲ rﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ " أن اﻣﺮأة ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ أﺗﺖ اﻟﻨﺒ ﱠ ﻦ ،وﻟﻜﻨﻲ ﻖ وﻻ دﯾ ٍ ﺧُﻠ ٍ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ،ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ ﻣﺎ أَﻋﺘﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ُ أﻛﺮه اﻟﻜﻔﺮ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ،ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rأَﺗ ﺮُدﱢﯾﻦ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺣﺪﯾﻘﺘ ﮫ ؟ 185
ﻗﺎﻟ ﺖ :ﻧﻌ ﻢ ،ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rإﻗﺒ ﻞ اﻟﺤﺪﯾﻘ ﺔ وﻃﻠﱢﻘﮭ ﺎ ﺗﻄﻠﯿﻘ ﺔ " وﻓ ﻲ رواﯾﺔ أﺧ ﺮى ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﺑﻠﻔ ﻆ " وﻟﻜﻨ ﻲ ﻻ أُﻃﯿﻘ ﮫ " ﻗﻮﻟ ﮫ: اﻟﺤﺪﯾﻘﺔ ھﻲ اﻟﺒﺴﺘﺎن ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺪﱠﻣﮫ ﻣﮭﺮاً ﻟﺰوﺟﺘﮫ. وﻟﻜﻦ ھﺬا اﻟﺤﻖ اﻟﻤُُﻌﻄَ ﻰ ﻟﻠﺰوﺟ ﺔ ﻟ ﯿﺲ ﺣﻘ ﺎً ﻣﻄﻠﻘ ﺎً دون ﻗﯿ ﻮد ،إذ ﻻ ﺐ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻌ َﺘﺒَﺮ، ﯾﺤﻖ ﻷﯾﺔ زوﺟﺔ أن ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺨُﻠﻊ ﻣﻦ زوﺟﮭﺎ ،إﻻ ﻟﺴﺒ ٍ ج ﻣﻦ ﺿﺮﺑﮭﺎ ﻷﺗﻔﮫ اﻷﺳﺒﺎب ،وﻛﺄن ﻻ ﯾﻮ ﱢﻓﺮ ﻟﮭﺎ زوﺟُﮭﺎ ﻣﺎ ﻛﺄن ﯾُﻜﺜِﺮ اﻟﺰو ُ ﯾﻜﻔﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم وﻟﺒﺎس ،وﻛ ﺄن ﯾﻜ ﻮن زوﺟﮭ ﺎ ﺳ ﻜﱢﯿﺮاً ﻓﺎﺳ ﺪاً ،وﻛ ﺄن ﯾﻘ ﻮم زوﺟﮭ ﺎ ﺑﺈﺟﺒﺎرھ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻤﺤَﺮﱠﻣ ﺎت ﻛﺎﻟ ﺴﻜﺮ أو اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ ﺑﯿﺘﮭ ﺎ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ،وﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﯿﺎم ،وﻣﻨﻌﮭﺎ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ أرﺣﺎﻣﮭ ﺎ ﺑ ﺸﻜﻞ ﺗﺎم ،إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳ ﺒﺎب اﻟ ﺸﺮﻋﯿﺔ ،ﻓﻔ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬه اﻷﺳ ﺒﺎب ﯾﺤ ﻖ ﻟﻠﺰوﺟﺔ أن ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺨُﻠﻊ ،وﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺠﯿﺒﮭﺎ إﻟﻰ ﻃﻠﺒﮭﺎ. أﻣﺎ إن ﺗﻘﺪﱠﻣﺖ ﺑﻄﻠﺐ اﻟﺨُﻠﻊ دون ﺳﺒﺐ ﺷﺮﻋﻲ ﻣﻌﺘﺒﺮ َأﺛِﻤَﺖْ ،ووﺟ ﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ رﻓﺾُ ﻃﻠﺒﮭﺎ ،ﻟﻤﺎ روى َﺛﻮْﺑﺎن tﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ " r أﯾﱡﻤﺎ اﻣﺮأ ٍة ﺳﺄﻟﺖ زوﺟَﮭﺎ ﻃﻼﻗﺎً ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﺎ ﺑﺄس ،ﻓﺤﺮامٌ ﻋﻠﯿﮭﺎ راﺋﺤ ُﺔ اﻟﺠﻨﺔ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ .وﻟﻤ ﺎ روى أﺑ ﻮ ھﺮﯾ ﺮة t ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rﻗﺎل " اﻟﻤﺨﺘﻠِﻌﺎت واﻟﻤُﻨْﺘَﺰِﻋﺎت ھﻦﱠ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎت " رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ،ورواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. ودﻻﻟ ﺔ ھ ﺬﯾﻦ اﻟﺤ ﺪﯾﺜﯿﻦ واﺿ ﺤﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤ ﺮﯾﻢ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻄﻼق وﺑﺎﻟﺨُﻠﻊ دون ﻣﺴﻮﱢغ ﻓ ْﻠﺘﺤﺬر اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺴﺮﱡع ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺨُﻠﻊ ﻣ ﻦ زوﺟﮭﺎ ،وﻋﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺼﺒﺮ إن ھﻲ رأت ﻣ ﻦ زوﺟﮭ ﺎ ﻣ ﺎ ﺗﻜ ﺮه ،ﻣ ﺎ داﻣ ﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﺮ ﻗﺎدرة ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺼﺒﺮ ،أو ﻟﻢ ﯾﻨﻔ ﻊ اﻟ ﺼﺒﺮ ،وﺻ ﺎرت ﺗﺨﺸﻰ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻌﺪﱠى ﺣﺪود اﷲ ﺑﻤﻌﺼﯿﺔ اﻟﺰوج ،وﺑﺎﻟﺘﻘﺼﯿﺮ ﻓﻲ واﺟﺒﺎﺗﮭ ﺎ ﻞ أﺧﯿﺮ ،وﻻ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ. ﻧﺤﻮه ،ﻓﻌﻨﺪھﺎ ﻓﻘﻂ ﺗﻠﺠﺄ ﻟﻠﺨُﻠﻊ ﻛﺤ ﱟ ت ﺧﺎدﻣ ًﺔ أﺟﻨﺒﯿ ًﺔ ﻧﺼﺮاﻧﯿ ًﺔ ,ﻓﮭﻞ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠ ﻲﱠ أن أُﻟﺰﻣَﮭ ﺎ ) (14اﻟﺴﺆال :اﺳﺘﺄﺟﺮ ُ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎس اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻲ ,وإن ﻛﺎن اﻟﺠﻮاب ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ وﺑﻘﯿﺖ ﺑﻠﺒﺎﺳﮭﺎ اﻟﻤﻌﺘﺎد، ﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺄن ﻞ ﻟﻲ أن أﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺷﻌﺮھﺎ وﺳﺎﻗﯿﮭﺎ وذراﻋﯿﮭﺎ ؟ وھﻞ أﺳﻤ ُ ﻓﮭﻞ ﯾﺤ ﱡ ﺗﺼﻠﻲ ﺻﻼﺗَﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻲ ؟ ) (14اﻟﺠ ﻮاب :ﻻ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿ ﻚ إﻟﺰاﻣُﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﻠﺒ ﺎس اﻟ ﺸﺮﻋﻲ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﻚ ،وﻻ ﯾﺤ ﻞﱡ ﻟ ﻚ أن ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﺷ ﻌﺮھﺎ وﺳ ﺎﻗﯿﮭﺎ و ذراﻋﯿﮭ ﺎ ،وإﻧﻤ ﺎ ﻋﻠﯿ ﻚ ﻏ ﺾﱡ اﻟﺒ ﺼﺮ .وﻟﮭ ﺬه اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ اﻟﻨ ﺼﺮاﻧﯿﺔ أن ﺗ ﺼﻠﻲ ﺻ ﻼﺗﮭﺎ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﻚ ،ﻷن اﻹﺳ ﻼم ﻻ ﯾﻤﻨ ﻊ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ أداء ﻋﺒﺎداﺗﮭﻢ.
186
187
اﻟﺒـــﺎب اﻟﺴــﺎﺑـﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ واﻟﺠﮭﺎد ) (1اﻟ ﺴﺆال :ﻋ ﺮف اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ ﺗ ﺎرﯾﺨﮭﻢ اﻟﻄﻮﯾ ﻞ وﻇﯿﻔ ﺔً ﻛ ﺎن ﯾُﻄﻠ ﻖ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﺤ ﺴْﺒﺔ ،وﻻ اﻟﺤﺴﺒﺔ ،وأن اﻟ ﺬي ﻛ ﺎن ﯾﺘﻮﻻھ ﺎ ﯾ ﺴﻤﻰ اﻟﻤﺤﺘ ﺴِﺐ أو ﻗﺎﺿ ﻲ اﻟ ِ ﻧﺠﺪ ھﺬه اﻟﻮﻇﯿﻔﺔ ﻓﻲ دوﻟﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،ﻓﮭﻞ ﻟﻜﻢ أن ﺗﻌﻄﻮﻧﺎ ﻓﻜ ﺮة ﻋ ﻦ ھ ﺬه اﻟﻮﻇﯿﻔ ﺔ ﻓ ﻲ دوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼم ،وأن ﺗ ﺬﻛﺮوا ﻟﻨ ﺎ أﻋﻤ ﺎل اﻟﻤﺤﺘ ﺴِﺐ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﮫ اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ؟ ) (1اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﻋﺮف اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﮭﻢ اﻟﻄﻮﯾﻞ وﻇﯿﻔ ًﺔ ﻛﺎن ﯾﻄﻠﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺤِﺴﺒﺔ ،وھﺬه اﻟﺤِﺴﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳ ﻼﻣﯿﺔ، ذﻟﻚ أن اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔُ أﻧﻮاع ھﻲ :ﻗﻀﺎءُ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ واﻟﻘﻀﺎءُ اﻟﻌ ﺎدي وﻗ ﻀﺎ ُء اﻟﺤ ﺴﺒﺔ ،وﻛ ﺎن ﻛ ﻞ ﻗ ﻀﺎء ﻣﺨﺘ ﺼﺎً ﺑﺠﺎﻧ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣ ﺸﺎﻛﻞ اﻟﺮﻋﯿﺔ ،وﻧﺒﺴﻂ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻟﺤِﺴﺒﺔ ﻓﻨﻘﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : ﻗ ﻀﺎء اﻟﺤ ﺴﺒﺔ ھ ﻮ اﻟﻘ ﻀﺎء اﻟ ﺬي ﯾﻌ ﺎﻟﺞ اﻟﻤ ﺸﺎﻛﻞ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أي ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻗ ﻀﺎﯾﺎ اﻟﺤﻘ ﻮق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﯿﺲ ﻟﮭ ﺎ ُﻣ ﱠﺪعٍ ،وھ ﺬا اﻟﻘﻀﺎء ﯾﺴﺎھﻢ ﻣﺴﺎھﻤ ًﺔ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ دوﻟ ﺔ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﺻﯿﺎﻏﺔً إﺳ ﻼﻣﯿﺔً ﺑﺤﺘ ﺔً ﺑﻌﯿ ﺪةً ﻋ ﻦ اﻟﻤﻨﻜ ﺮات واﻟﻤﻌﺎﺻ ﻲ ،ﻓﮭ ﻮ ﻗ ﻀﺎ ٌء ﺑ ﺎﻟ ُﻎ اﻟﺨﻄﻮرة واﻷھﻤﯿﺔ ،وﻟﮭﺬا ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻘﻀﺎء ﯾُﺘﺨﯿﺮ ﻟﮫ اﻟﺮﺟﺎلُ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﺤﱠﻠﻮْن ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت واﻟﻤﺰاﯾﺎ اﻟﺤ ﺴﻨﺔ ،وﻗ ﺪ ﻋﺮﱠﻓ ﻮا اﻟﺤ ﺴﺒﺔ ﺑﺘﻌ ﺎرﯾﻒَ ﻋ ﺪة، أذﻛﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )اﻟﻤﺤﺘﺴِﺐ ھ ﻮ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ اﻟ ﺬي ﯾﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﺟﻤﯿ ﻊ اﻟﻘ ﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﺣﻘﻮق ﻋﺎﻣ ﺔ ،وﻻ ﯾﻮﺟ ﺪ ﻓﯿﮭ ﺎ ُﻣ ﱠﺪعٍ ،ﻋﻠ ﻰ أن ﻻ ﺗﻜ ﻮن داﺧﻠ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤﺪود واﻟﺠﻨﺎﯾﺎت( وﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺴﻠﻄﺎﻧﯿﺔ )ﻗ ﻀﺎء اﻟﺤ ﺴﺒﺔ أﻣ ٌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف إذا ﻇﮭﺮ ﺗﺮﻛُﮫ ،وﻧﮭﻲٌ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ إذا ﻇﮭﺮ ﻓﻌﻠﮫ( وﻗﺎل اﻟﻐﺰاﻟﻲ ) ھﻮ ﻛ ﻞ ﻣﻨﻜ ٍﺮ ﻣﻮﺟ ﻮ ٍد ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل ،ﻇ ﺎھ ٍﺮ ﻟﻠﻤﺤﺘ ﺴﺐ ﺑﻐﯿ ﺮ ﺗﺠ ﺴﺲ ﻣﻌﻠ ﻮم ﻛﻮﻧﮫ ﻣﻨﻜﺮاً ﺑﻐﯿﺮ اﺟﺘﮭﺎد ( .وھﻮ ﺟﮭﺎ ٌز ﻣﻦ أﺟﮭﺰة اﻟﺤﻜﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻣﮭﻤﺘ ﮫ ﻧ ﺸ ُﺮ اﻟﺨﯿ ﺮ واﻟﻤﻌ ﺮوف وﻣﻨ ﻊُ اﻟ ﺸﺮ واﻟﻤﻨﻜ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻈﮭ ﻮر واﻟ ﺸﯿﻮع، وﻟﺨﻄ ﻮرة ھ ﺬا اﻟﺠﮭ ﺎز وأھﻤﯿﺘ ﮫ ﯾﺠ ﺐُ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﺘ ﻮﻟﻰ ھ ﺬه اﻟﻮﻇﯿﻔ ﺔ أن ﯾﺘﱠﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ : ﻻ ﺗﻘﯿًﺎ ورِﻋًﺎ. ﻋ ْﺪ ً .1أن ﯾﻜﻮن َ .2أن ﯾﻜﻮن ﻗﻮﯾًﺎ ﺻﺎرﻣ ًﺎ ﺧﺸِﻨًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ. .3أن ﯾﻜﻮن ﻓﻘﯿﮭﺎً ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ. 188
ت إﺿ ﺎﻓﯿﺔً ﻟﻠﻤﺤﺘ ﺴِﺐ ،ﻓﯿُﻮﺟﺒ ﻮن أن وﯾ ﻀﯿﻒ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﺻ ﻔﺎ ٍ ﯾﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻮﺟﺎھﺔ واﻟﻨﱡﺒﻞ واﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ أﺻﻮل ﻛﺮﯾﻤﺔ .أﻣﺎ أﻋﻤﺎل اﻟﻤﺤﺘﺴِﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻻﺳﺘﻘﺼﺎء واﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻓﮭﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ : ﺚ ﻣﻨﻊُ اﻟﻐ ﺶ واﻻﺣﺘﻜ ﺎر واﻟﺘ ﺪﻟﯿﺲ واﻟﻐ ﺒﻦ ﻓ ﻲ .1ﻣﺮاﻗﺒﺔُ اﻷﺳﻮاق ﻣﻦ ﺣﯿ ُ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،واﻟﻨﻈﺮُ ﻓﻲ اﻟﻤ ﻮازﯾﻦ واﻟﻤﻜﺎﯾﯿ ﻞ واﻟﻤﻘ ﺎﯾﯿﺲ اﻟﺘ ﻲ ﯾﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﮭﺎ اﻟﺒﺎﻋ ﺔ ،وﻣﺮاﻗﺒ ﺔُ أﺳ ﻌﺎر اﻟ ﺴﻠﻊ واﻟﺤﺎﺟ ﺎت ،واﻟﺤﯿﻠﻮﻟ ﺔُ دون ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﺘﺠﺎر ﻣﻦ ﻋﺮض ﺑﻀﺎﺋﻌﮭﻢ ﻓ ﻲ ﻃ ﺮق اﻟﻨ ﺎس ،وﻣﺮاﻗﺒ ﺔ أﻋﻤ ﺎل اﻟ ﺼﺮﱠاﻓﯿﻦ واﻟ ﺼﺎﻏﺔ واﻟﺤﯿﻠﻮﻟ ﺔ ﺑﯿ ﻨﮭﻢ وﺑ ﯿﻦ اﻟﺘﻼﻋ ﺐ ﺑ ﺎﻟﻨﻘﻮد اﻟﺬھﺒﯿ ﺔ واﻟﻔ ﻀﯿﺔ واﻟﺤُﻠ ﻲﱢ ،أو اﻟﻮﻗ ﻮع ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﯿ ﺎت اﻟﺮﺑ ﺎ ،وﺗﻔﻘﱡ ﺪ اﻟﻤﻘ ﺎھﻲ واﻟﻨﻮادي ،وﻣﻨﻊ اﻟﻘﻤﺎر وﺷﺮب اﻟﻤ ﺴﻜﺮات ،وﺗﻌ ﺎﻃﻲ اﻟﻤﺨ ﺪرات ﻓﯿﮭ ﺎ، وھﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺗﺘﻮﻻھ ﺎ اﻟﺒﻠ ﺪﯾﺎت وﻣﺠ ﺎﻟﺲ اﻟﻘ ﺮى ﻓ ﻲ زﻣﻨﻨ ﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. .2ﻣﺮاﻗﺒ ُﺔ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺣﯿ ﺚُ اﻻھﺘﻤ ﺎمُ ﺑﻨﻈﺎﻓﺘﮭ ﺎ ووﺟ ﻮد اﻟﻤ ﺼﺎﺣﻒ ﻓﯿﮭ ﺎ، ﺚ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ أداء وﻣﺮاﻗﺒﺔُ اﻵﺋﻤ ﺔ واﻟﻤ ﺆذﻧﯿﻦ ﻋﻨ ﺪ أداء أﻋﻤ ﺎﻟﮭﻢ ،وﺣ ُ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﯿﮭ ﺎ ،وﻣﻨ ﻊُ اﻟ ﺼﻮر واﻟﺰﺧ ﺎرف ﻓﯿﮭ ﺎ ،ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﯾﻨ ﺸﻐﻞ ع اﻷﺻ ﻮات ﻓﯿﮭ ﺎ، ت وارﺗﻔ ﺎ ِ اﻟﻤ ﺼﻠﱡﻮن ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﯿﮭ ﺎ ،وﻣﻨ ﻊُ اﻟﻤ ﺸﺎﺟﺮا ِ وﻗﺴ ٌﻢ ﻣﻦ ھﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﺗﺘﻮﻻھﺎ وزارة اﻷوﻗﺎف ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺮاھﻦ. ت ﺑﺎﻟﻠﺒ ﺎس ت واﻟ ﺬﻣﯿﺎ ِ .3ﺗﻔ ﱡﻘﺪُ أﺣﻮالِ اﻟﺮﻋﯿﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚُ إِﻟﺰامُ اﻟﻨﺴﺎءِ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﺎ ِ اﻟ ﺸﺮﻋﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﯿ ﺎة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،وﺳ ﺘﺮ اﻟﻌ ﻮرات ،واﻟ ﻀﺮب ﻋﻠ ﻰ أﯾ ﺪي اﻟﻌﺎﺑﺜﯿﻦ واﻟﻔﺴﺎق ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮش ﺑﮭﻦ ،وﻣﻨﻊ اﻻﺧﺘﻼط ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﻮاﻃﻦ اﻟﺘ ﻲ ﯾﻨﺒﻐ ﻲ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻧﻔ ﺼﺎل اﻟﺮﺟ ﺎل ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﺴﺎء ،ﻛﺒ ﺮكِ اﻟ ﺴﺒﺎﺣﺔ وﺷ ﻮاﻃﺊ اﻷﻧﮭ ﺎر واﻟﺒﺤ ﺎر ،واﻟﻔﻨ ﺎدق واﻟﻤﺘﻨ ـﺰﱠھﺎت واﻟﻤﻼﻋ ﺐ ،وﯾﺘﻮﻻھ ﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺮاھﻦ ﻗﺴﻢُ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ. .4اﻹﺷ ﺮافُ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﯿﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻮارع واﻟﻄ ﺮق اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،واﻟﻨﻈ ﺮُ ﻓ ﻲ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﻄ ﺮق واﻟﺠ ﺴﻮر واﻟﺘﱡ ﺮع ،وﺗﻨﻈ ﯿﻢُ ﺳ ﯿﺮ اﻟﻤﺮﻛﺒ ﺎت ،وﺗﻨﻈ ﯿﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻧﺊ ،وﻣﻨﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت ،وﺿﺒﻂ ﻋﻤ ِﻞ وﺳﺎﺋﻂ اﻟﻨﻘ ﻞ ﺑﺤﯿ ﺚ ﺗ ﺴﯿﺮ اﻟﻤﺮﻛﺒ ﺎت وﯾﺘﻨﻘ ﻞ اﻟﺮﻛ ﺎب ﺑ ﺴﮭﻮﻟﺔ وﯾ ﺴﺮ وأﻣ ﺎن ،وھ ﻲ اﻟﻤﺴﻤﺎة ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺮاھﻦ ﺑﻘﻮاﻧﯿﻦ وأﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﯿﺮ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺸﺮف ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟﺸﺮﻃﺔ. .5اﻹﺷ ﺮافُ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺼﯿﺪﻟﯿﺎت وﻋﯿ ﺎدات اﻷﻃﺒ ﺎء واﻟﻤﺨ ﺎﺑﺰ واﻟﻤﻄ ﺎﻋﻢ وﻣﺼﺎﻧﻊ اﻷﻏﺬﯾﺔ وإﻟﺰا ُم أﺻﺤﺎﺑِﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻓﺔ وﻣﻨﻊ اﻟﻐﺶ ،وأداء اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﻮى اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ،وھﻲ اﻟﻤﻨﻮﻃ ُﺔ ﺣﺎﻟﯿًﺎ ﺑﻮزارة اﻟﺼﺤﺔ. وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر أﻗﻮل إن ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺤﺘﺴِﺐ ھﻮ ﻣﻨﻊ اﻟﻤﺬﻛﺮات ﺣﯿﺜﻤﺎ وُﺟﺪت، ﻞ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﺼﺒﻮﻏﺔً ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ، وﺟﻌ ُ 189
ﻓﻼ ﯾﺘﺠﻮل ﻓﯿﮭﺎ اﻟ ﺴﯿﺎح ﺑﻤﻼﺑ ﺴﮭﻢ اﻟﻜﺎﺷ ﻔﺔ ﻋ ﻦ ﻋ ﻮراﺗﮭﻢ وﻻ ﯾﻌ ﺮض أھ ﻞ اﻟﺬﻣﺔ ﺧﻤﻮرھﻢ وﺧﻨﺎزﯾﺮھﻢ أﻣﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و ﻻ ﺗُ ﺪَقﱡ ﻧ ﻮاﻗﯿﺲُ اﻟﻜﻨ ﺎﺋﺲ دﻗ ﺎً ﻋﺎﻟﯿ ﺎً ﺧﺎﺻ ﺔً ﻓ ﻲ أﺛﻨ ﺎء أداء اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟ ﺼﻠﻮاﺗﮭﻢ ،وﻻ ﺗُﻠﻘ ﻰ اﻟﻘُﻤﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮق واﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻏﯿﺮھﺎ ﻛﺜﯿﺮ. وﯾﻨﺒﻐ ﻲ أن ﯾﻮﺿ ﻊ ﺗﺤ ﺖ ﺗ ﺼﺮف اﻟﻤﺤﺘ ﺴِﺐ ﻋ ﺪدٌ ﻛ ﺎفٍ ﻣ ﻦ أﻓ ﺮاد اﻟ ﺸﺮﻃﺔ ،ﯾﺘ ﻮﻟﻰ ﺑﻮاﺳ ﻄﺘﮭﻢ ﺗﻨﻔﯿ َﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﯾﻘ ﻀﻲ ﺑﮭ ﺎ ﻓ ﻮرًا ﻋﻨ ﺪ ﺣﺼﻮل اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﺤﺘ ﺴِﺐ ﯾﻘ ﻀﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺸﺎﻛﻞ ﻓ ﻮر ﻣ ﺸﺎھﺪﺗﮫ ﻟﮭ ﺎ دون إﻣﮭﺎل ،وﻻ ﯾﺤﺘﺎج ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻗ ﻀﺎء ،ﺑ ﻞ ﯾﻘ ﻀﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺸﺎﻛﻞ ن ﻟ ﮫ أن ﯾ ﻮﺑﺦ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺮق واﻟ ﺴﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،وﻟﻠﻤﺤﺘ ﺴِﺐ أن ﯾﻌﻔ ﻮ ،ﻛﻤ ﺎ أ ﱠ وﯾﻌﻨﱢﻒ وﻟﮫ أن ﯾﺠﻠﺪ ،وﻟﮫ أن ﯾﺼﺎدر اﻟﻤﺎل وﻟ ﮫ أن ﯾُﺘﻠﻔ ﮫ ،وھ ﻮ ﯾﻨﻔ ﺬ ﺟﻤﯿ ﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت ﺑﺎﺳ ﺘﺜﻨﺎء ﻋﻘﻮﺑ ﺎت اﻟﺤ ﺪود ﻛﻘﻄ ﻊ ﯾ ﺪ اﻟ ﺴﺎرق ورﺟ ﻢ اﻟﺰاﻧ ﻲ، واﻟﺠﻨﺎﯾﺎت ﻛﺎﻟﻘﺘﻞ واﻟﺠ ﺮاح ،وﻻ ﯾﺤﺘ ﺎج اﻟﻤﺤﺘ ﺴﺐ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﻣ ﺎ ﯾﻘ ﻀﻲ إﻟ ﻰ وﺟﻮد ُﻣ ﱠﺪعٍ ،ﺑﻞ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﻤﻨﻊ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﻮر رؤﯾﺘ ﮫ ﻟ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻠﯿ ﻞ وﻓ ﻲ اﻟﻨﮭ ﺎر، وﯾﻌﺎﻗﺐ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ واﻟﻌﺼﺎة ﺑﺸﺘﻰ أﻧﻮاع اﻟﻤﺨﺎﻟﻔ ﺎت واﻟﺘﻌﺰﯾ ﺮ ،وأﻣ ﺮه ﻧﺎﻓ ﺬ وﻗﻀﺎؤُه ﻣﺒﺮم ﻻ ﯾﺠﻮز ﻧﻘﻀُﮫ وﻻ إِﺑﻄﺎﻟُﮫ. ﻼ ﻟﻨﻈ ﺎم ) (2اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻜﻮن ﺷﻜﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺷﻜ ً اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،أو ھﻞ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﯾﺠﻮز ﻼ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ؟ أن ﯾﻜﻮن ﺷﻜ ً ) (2اﻟﺠﻮاب :ﻗﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟ ﺴﺆال ﺑ ﻨﻌﻢ أو ﺑ ﻼ ﻻ ﺑ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ واﻗ ﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ،وﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﯾﺘﺤﺪد اﻟﺠﻮاب ﺑﻨﻌﻢ أو ﺑﻼ ،ﻣﻊ ﺑﯿﺎن اﻟﺴﺒﺐ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ،ﻓﻨﻘﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : -1اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺠﻤﮭ ﻮري أو اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾ ﺔ ھ ﻮ ﻧﻈ ﺎمٌ ﻣ ﻦ أﻧﻈﻤ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ،وھ ﻮ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺬي ﯾﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒ ﺪأ ﺣﻜ ﻢ اﻟ ﺸﻌﺐ ﻟﻠ ﺸﻌﺐ، وﯾﺘﻤﯿﱠﺰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﺑﺄن رﺋﯿﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﯾُﻨﺘﺨَ ﺐ ﻓ ﻲ ﻓﺘ ﺮاتٍ دورﯾ ﺔٍ وھﺬا ﻋﺎ ﱞم ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﯾُﻮﺟﺪُ ھﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﻮﺣﱠ ﺪة ،وﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻻﺗﺤﺎدﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻮاء .أﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ ﺳﻠﻄﺎت رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻓﮭﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭ ﻮري ،اﻷول ﯾﺴﻤﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري اﻟﻨﯿﺎﺑﻲ ،وﻓﯿﮫ ﯾﺘﻮﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ أﻋﻤﺎل اﻟ ﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾ ﺔ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ وزارة ﻣ ﺴﺆوﻟﺔ أﻣ ﺎم اﻟﮭﯿﺌ ﺔ اﻟﺘ ﺸﺮﯾﻌﯿﺔ أي اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ،وأﻣﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﯿﺴﻤﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري اﻟﺮﺋﺎﺳ ﻲ وﻓﯿ ﮫ ﯾﺘ ﻮﻟﻰ رﺋ ﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾ ﺔ أﻋﻤ ﺎل اﻟ ﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾ ﺔ ﺑﻨﻔ ﺴﮫ ،وﺗﻜ ﻮن اﻟ ﻮزارة ﻣﺴﺆوﻟﺔ أﻣﺎﻣﮫ ،وﻟﯿﺲ أﻣﺎم اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ. 190
ھﺬا ھﻮ أﺑﺮز ﻣﺎ ﯾﻤﯿﺰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮري أو اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﻠﻜﻲ اﻟﻮراﺛﻲ ،أو ﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ ،وﻻ ﺑﺪ ھﻨﺎ ﻣﻦ ﻒ آﺧ ﺮ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻖ ،وإن ﻛ ﺎن ﻣﻌﺮوﻓ ًﺎ ﺑَﺪاھ ﺔً ،وھ ﻮ أن إﺿ ﺎﻓ ِﺔ وﺻ ٍ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻛﺴﺎﺋﺮ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﯾﺘﻢ ﻓﯿﮫ ﺗﻄﺒﯿﻖُ دﺳ ﺘﻮرٍ ﻣ ﻦ وﺿ ﻊ اﻟﺒ ﺸﺮ ،ﯾﺮاﻋ ﻲ ﻣ ﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨ ﺎس ﻓﺤ ﺴﺐ ،دون أي اﻋﺘﺒﺎرٍ آﺧﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎً ،ﻓﻤﺎ ﯾﺮاه اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﺼﻠﺤﺔ ﻟﮭ ﻢ ُﯾ ﺸﺮﱢﻋﻮﻧﮫ دﺳ ﺘﻮرًا أو ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﯾﻠﺘﺰﻣﻮن ﺑﮫ. -2ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﺑﻮﺿﻮح أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﯾﺨ ﺎﻟﻒ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ ،أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺨﻼﻓﺔ أو اﻹﻣﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﺪة وﺟﻮه: أ -ﻓﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻣﺒﻨﻰﱞ ﻋﻠﻰ أﺳ ﺎس أن رﺋ ﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾ ﺔ ﯾُﻨﺘﺨَ ﺐ ﻓ ﻲ ﻓﺘﺮاتٍ دورﯾ ﺔ ،ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أن اﻟ ﺮﺋﯿﺲ ﯾُﻨﺘﺨَ ﺐ ﻟﻤ ﺪة ﻣﺤ ﺪودة ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن أرﺑ ﻊ ﺳ ﻨﻮات ،وﻗ ﺪ ﺗﻜ ﻮن ﺳ ﺖ ﺳ ﻨﻮات ﻣ ﺜﻼً ،وﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻨﻈ ﺎم أن ﺨ ﺐ اﻟ ﺮﺋﯿﺲُ ﻣ ﺪةً ﻣﻄﻠﻘ ًﺔ ﻏﯿ ﺮ ﻣﺤ ﺪدة ،وھ ﺬا اﻟ ﺮﻛﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻈ ﺎم ﯾُﻨﺘ َ اﻟﺠﻤﮭ ﻮري ﻣﺨ ﺎﻟﻒ ﻟﻤ ﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﺤ ﺎل ﻓ ﻲ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ،أي ﻧﻈ ﺎم ﺨﺐ اﻟﺨﻼﻓﺔ أو اﻹﻣﺎﻣ ﺔ ،ﻓ ﺎﻟﺮﺋﯿﺲ ،أي اﻟﺨﻠﯿﻔ ﺔ ﻓ ﻲ دوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼم ،ﻻ ﯾُﻨﺘ َ ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪﱠدة ،ﺑﻞ ﻣﺎ دام ھﻮ ﻣﺤﺎﻓﻈ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮع ﻣﻨﻔﺬًا ﻷﺣﻜﺎﻣﮫ ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺸﺆون اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺴﺆوﻟﯿﺎت اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺒﻘﻰ ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺼﺒﮫ ،ذﻟ ﻚ أن ﻧ ﺺ اﻟﺒﯿﻌ ﺔ اﻟ ﻮاردة ﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﺟ ﺎء ﻣﻄﻠﻘ ﺎً ﻟ ﻢ ﯾﻘ ﱠﯿ ﺪ ﺑﻤ ﺪة ،ﻓﻘ ﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري ﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ tﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rﻗﻮَﻟﮫ "اﺳﻤﻌﻮا وأﻃﯿﻌﻮا وإنْ اﺳﺘُﻌْﻤِﻞ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻋﺒ ٌﺪ ﺣﺒ ﺸﻲﱞ ﻛ ﺄنﱠ رأﺳَ ﮫ زﺑﯿﺒ ﺔٌ" وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻋ ﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﻋﻦ ﺟﺪﺗﮫ أم اﻟﺤﺼﯿﻦ " ﯾﻘ ﻮدﻛﻢ ﺑﻜﺘ ﺎب اﷲ " وأﯾ ﻀﺎً ﻓ ﺈن اﻟﺨﻠﻔ ﺎء اﻟﺮاﺷ ﺪﯾﻦ ﻗ ﺪ ﺑﻮﯾ ﻊ ﻛ ﻞﱞ ﻣ ﻨﮭﻢ ﺑﯿﻌ ﺔً ﻣﻄﻠﻘ ﺔً ،ھ ﻲ اﻟﺒﯿﻌ ﺔ اﻟ ﻮاردة ﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ،ﻓﺘﻮﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻣﻨ ﺬ أن ﺑﻮﯾ ﻊ ﺣﺘ ﻰ ﻣ ﺎت ،ﻓﻜ ﺎن ذﻟ ﻚ إﺟﻤﺎﻋ ﺎً ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿ ﻮان اﷲ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﻟ ﯿﺲ ﻟﻠﺨﻼﻓ ﺔ ﻣ ﺪ ٌة ﻣﺤﺪد ٌة. ب -واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،وﺗﻘ ﻮم اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒ ﺪأ ﺣﻜ ﻢ اﻟ ﺸﻌﺐ ﻟﻠ ﺸﻌﺐ ،وھ ﺬا اﻟ ﺮﻛﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺠﻤﮭ ﻮري ﻣﺨ ﺎﻟﻒ ﻗﻄﻌ ﺎً ﻟﻤ ﺎ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺣ ﺎل ﻧﻈ ﺎم اﻟﺨﻼﻓ ﺔ أو اﻹﻣﺎﻣ ﺔ ،ذﻟ ﻚ أن ﻧﻈ ﺎم اﻟﺨﻼﻓ ﺔ أو اﻹﻣﺎﻣ ﺔ ﯾﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ ﻣﺒ ﺪأ اﻟ ﺴﯿﺎدة ﻟﻠ ﺸﺮع وﻟ ﯿﺲ ﻟﻠ ﺸﻌﺐ ،وﻻ ﯾ ﺼﺢ ﻟﻠ ﺸﻌﺐ ﻓ ﻲ دوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼم أن ﯾﻘ ﻮم ﺑﺎﻟﺘ ﺸﺮﯾﻊ ،ﻷن اﻟﻤ ﺸﺮﱢع ﻓ ﻲ اﻹﺳﻼم ھﻮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﺮﺳ ﻮل rﻓﯿﻤ ﺎ ُﯾ ﻮﺣَﻰ إﻟﯿ ﮫ ﻣ ﻦ رﺑ ﮫ، وﻣﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ ﻓﻼ ﯾﺤﻖ وﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﺎﺋﻨﺎً ﻣَﻦ ﻛﺎن أن ﯾﻀﻊ ﺗ ﺸﺮﯾﻌ ًﺎ 191
ﺐ إﺛﻤ ًﺎ رﺑﻤ ﺎ أو ﯾ ﺴﻦ دﺳ ﺘﻮراً ﻟﻠﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ،وﻣ ﻦ ﯾﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ ﯾﺮﺗﻜ ْ ﯾﻮﺻﻞ ﺻﺎﺣﺒﮫ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺮ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) ۀ ﮥ ﮦ ہ ﮨ ﮩ ھ ﮫ ھ( ]ﻣﻦ اﻵﯾ ﺔ 44ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺎﺋ ﺪة[ واﻟﺨﻠﯿﻔ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ ﻋﻤﻠُ ﮫ ﺗﺒﻨﱢ ﻲ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ،وﺟﻌﻠُﮭﺎ ھﻲ وﺣﺪَھﺎ دﺳﺘﻮرَ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺟ ﺐ اﻻﻟﺘ ﺰام ،ﻓ ﺎﻟﺨﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺎﻣﯿﻦ ﺧﻼف ﺟﺬري أﺳﺎﺳﻲ. ج -واﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺠﻤﮭ ﻮري ﯾﺠ ﻮز أن ﯾُﻄﺒﱠ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﻮﺣﱠ ﺪة ،وﯾﺠ ﻮز أن ﯾُﻄﺒﱠ ﻖَ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻻﺗﺤﺎدﯾ ﺔ اﺗﺤ ﺎداً ﻓ ﺪراﻟﯿًﺎ أو اﺗﺤ ﺎداً ﻛﻮﻧﻔ ﺪراﻟﯿﺎً ،وﻟﻜ ﻦﱠ ﻻ اﺗﺤﺎدﯾ ﺔ ،أو دوﻻً ﻣ ﺴﺘﻘﻠﺔ، اﻹﺳﻼم ﯾُﺤﺮﱢم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﯾﻜﻮﻧ ﻮا دو ً ﺣ ﺪة ﻓﺤ ﺴﺐ ،ﻟﻤ ﺎ وﯾﻮﺟ ﺐ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ أن ﯾﻜﻮﻧ ﻮا ﺟﻤﯿﻌ ﺎً ﻓ ﻲ دوﻟ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣﻮ ﱠ روى ﻣﺴﻠﻢ أن ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻗﺎل " إﻧﮫ ﺳﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ﻄﻌْ ﮫ إن rﯾﻘﻮل :وﻣ ﻦ ﺑ ﺎﯾﻊ إِﻣﺎﻣ ﺎً ﻓﺄﻋﻄ ﺎه ﺻ ﻔْﻘ َﺔ ﯾ ﺪه وﺛﻤ ﺮةَ ﻗﻠﺒِ ﮫ ﻓﻠْﯿُ ِ اﺳﺘﻄﺎع ،ﻓ ﺈن ﺟ ﺎء آﺧَ ﺮُ ﯾﻨﺎزﻋُ ﮫ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻮا ﻋﻨ ﻖ اﻵﺧَ ﺮ " وﻟﻤ ﺎ روى ﺠ َﺔ ﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وآﻟﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﻮل ﻋ ْﺮ َﻓ َ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ َ " ﻣَﻦ أﺗﺎﻛﻢ وأﻣﺮُﻛﻢ ﺟﻤﯿ ٌﻊ ﻋﻠﻰ رﺟﻞٍ واﺣ ٍﺪ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺸﻖﱠ ﻋ ﺼﺎﻛﻢ أو ﯾﻔﺮﱢق ﺟﻤﺎﻋﺘَﻜﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮه " وﻟﻤﺎ روى ﻣﺴﻠﻢ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ﺳ ﻌﯿﺪ اﻟﺨ ﺪري ﻋ ﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وآﻟﮫ وﺳﻠﻢ أﻧﮫ ﻗﺎل " إذا ﺑﻮﯾﻊ ﻟﺨﻠﯿﻔﺘﯿﻦ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻵﺧِﺮَﻣﻨﮭﻤ ﺎ " .ﻓﻠ ﺌﻦ اﺗ ﺴﻊ اﻟﻨﻈ ﺎم اﻟﺠﻤﮭ ﻮري ﻟﻼﺗﺤ ﺎد اﻟﻜﻨﻔ ﺪراﻟﻲ واﻟﻔﺪراﻟﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺪول ،ﻓ ﺈن ﻧﻈ ﺎم اﻟﺨﻼﻓ ﺔ أو اﻹﻣﺎﻣ ﺔ ﻻ ﯾﺘ ﺴﻊ إﻻ ﻟﻠﻮﺣ ﺪة ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﺤﺴﺐ ،وھﺬا ﺧﻼف ﺛﺎﻟﺚ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺎﻣﯿﻦ. د -ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري ﯾﻮﺟﺪ ﺟﮭﺎز ﺗﻨﻔﯿﺬي إﺿ ﺎﻓﺔً إﻟ ﻰ رﺋ ﯿﺲ اﻟﺪوﻟ ﺔ ھ ﻮ اﻟﻮزارة ،وﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﻮزارة ﻣﺴﺆوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ ،أو ﻣﺴﺆوﻟﺔ أﻣﺎم رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ،واﻟ ﻮزارة ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻟﺠﻨ ﺔ أو ھﯿﺌ ﺔ ﻣﻜﻮﻧ ﺔ ﻣ ﻦ ص ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑ ﺼﻮرة ﺗ ﻀﺎﻣﻨﯿﺔ .وھ ﺬا اﻟﺠﮭ ﺎز ﻋﺪة أﺷﺨﺎ ٍ ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻹﺳﻼم ،وإﻧﻤﺎ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹٍﺳﻼﻣﻲ ﺧﻠﯿﻔ ٌﺔ واﺣﺪ ﯾﺘﻮﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻣﻨﻔﺮداً ،ﯾﺴﺎﻋﺪه ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻌ ﺎون أو ﻣﻌﺎوﻧ ﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮدي ﻏﯿﺮ ﺗﻀﺎﻣﻨﻲ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺎون أن ﯾﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺸﺎء دون أن ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺎون اﻵﺧﺮ ،واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﮫ واﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﮫ ﻓﺤﺴﺐ ،وﻻ ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻤﻌﺎون ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻜ ﻢ ﻣ ﻦ اﻷﺣﻜ ﺎم إﻟ ﻰ أﺧ ﺬ ﻣﻮاﻓﻘ ﺔ اﻟﻤﻌ ﺎون اﻵﺧ ﺮ ،وﻻ ﯾﺮﺟ ﻊ إﻟﯿ ﮫ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ،وﻻ ﯾﺮﺟ ﻊ ﻓ ﻲ أﺣﻜﺎﻣ ﮫ إﻻ ﻟﻠﺨﻠﯿﻔﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،وھﺬا ﺧﻼف راﺑﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺎﻣﯿﻦ. -3وﻧﻀﯿﻒ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ: 192
أ -إن اﻹﺳﻼم دﯾﻦٌ وﻧﻈﺎم ﻋﺎﻟﻤﻲ ،ﺟﺎء ﻟﻌﻼج ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺒﺎد ﺑﺎﻟﺤﻖ واﻟﻌ ﺪل، وھﻮ دﯾﻦ وﻧﻈﺎم ﻧﺰل ﺑ ﮫ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻓﮭ ﻮ دﯾ ﻦ وﻧﻈ ﺎم ﻣﺘﻜﺎﻣ ﻞ ﺗ ﺎم ﻻ ﯾﻌﺘﺮﯾ ﮫ ﺺ وﻻ ﺿ ﻌﻒٌ ،ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎل اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ )ﭹ چ ﭻ ﭼ ﭽ ڇ ﭿ ﮀ ﮁ ڍ ﮃ ڌ ﮅ( ]ﻣ ﻦ ﻧﻘ ٌ ﻲ ﻋﻈ ﯿﻢ ودﯾ ﻦ ﺳ ﻤﺎوي ﻛﺎﻣ ﻞ ﺗ ﺎم اﻵﯾﺔ 3ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪ ٍة[ ﻓﻨﻈﺎ ٌم ﻋ ﺎﻟﻤ ٌ ﻼ ﻋ ﻦ أن ﯾﻜ ﻮن ﻣ ﺴﻠﻤ ًﺎ أن ھ ﺬا اﻟ ﺪﯾﻦ وھ ﺬا ﻛﯿﻒ َﯾﺘَﺼﻮﱠر ﻣﺘ ﺼﻮﱢر ،ﻓ ﻀ ً اﻟﻨﻈﺎم ﯾﻨﻘﺼﮫ ﺟﮭﺎ ٌز ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺣﺘﻰ ُﯾ ْﺆﺗَﻰ ﻟ ﮫ ﺑﻨﻈ ﺎمٍ ﻏﺮﯾ ﺐٍ ﻋﻨ ﮫ ﻣ ﻦ وﺿ ﻊ اﻟﺒﺸﺮ ؟ أﻻ ﯾﺪل ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﺗﮭﺎم ھﺬا اﻟﺪﯾﻦ وھﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺬﯾﺐِ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ) ﭻ ﭼ ﭽ ڇ (؟ ﻓﺎﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺘﺎم ﻻ ﻧﻘﺺ ﻓﯿﮫ ﺣﺘﻰ ﯾُﻜ ﱠﻤ َ ﺑﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻷدﯾﺎن واﻷﻧﻈﻤﺔ ،ﻟﮭﺬا وﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ اﻻﻗﺘ ﺼﺎر ﻋﻠ ﻰ ﻧﻈﺎم اﻹﺳﻼم وﺣﺪه ،وھﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﺨﻼﻓﺔ أو اﻹﻣﺎﻣﺔ ،وﻧﺒﺬ ﻣﺎ ﺳﻮاه. ب -إنﱠ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ رﺿﻲ ﻟﻨﺎ ھﺬا اﻟﺪﯾﻦ ،ﻓﻮﺟﺐ أن ﻧﻌﺘﺰ ﺑﮫ وأن ﻧﺘﻤ ﺴﻚ ﺑ ﮫ ﺗﻤﺴﻜ ًﺎ ﺗﺎﻣًﺎ ﻓﻲ اﻷﺻ ﻮل واﻟﻔ ﺮوع ،وأن ﻧﻠﺘ ﺰم ﺑ ﮫ وﺣ ﺪه وﻧﻨﺒ ﺬ ﻣ ﺎ ﺳ ﻮاه، وﻻ ﯾﻜ ﻮن ﻛ ﻞ ھ ﺬا إﻻ ﺑ ﺎﻟﺘﱠﻤﯿُﺰِ ،ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﯾﻜﻮﻧ ﻮا ﻣﺘﻤﯿﺰﯾﻦ ﻋﻤﻦ ﺳﻮاھﻢ ﻓﻲ ﻃُﺮُز اﻟﻌﯿﺶ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﺴﻠﻮك وأﻧﻤﺎط اﻟﺤﯿﺎة، ﻓﺎﻟﻤﻌﺘﺰ ﺑﺎﻟﺸﻲء ﯾﺘﻤﺴﻚ ﺑﮫ وﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﮫ ﻋﻤﻦ ﺳﻮاه ،وﻟﮭﺬا رأﯾﻨﺎ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻜﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺐ أن ﻧﺨﺎﻟﻒ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ،وأن ﻧﺘﻤﯿﱠ ﺰ ﻋ ﻨﮭﻢ ،ﻓﻜﯿ ﻒ ﯾﻘﺒ ﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎﻹﺳﻼم أن ﯾﺘﺮك اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺸﺎﻣﻞ وﯾﻘﻠﱢﺪ اﻟﻜﻔﺎر، ﻓﯿﻘﺒ ﻞ أن ﯾﺄﺧ ﺬ ﻧﻈﺎﻣ ًﺎ ﺻ ﻨﻌﻮه ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ أﻧﻔ ﺴﮭﻢ ؟ وﻛﯿ ﻒ ﻧﺒﻘ ﻰ ﻣﺘﻤ ﱢﯿ ﺰﯾﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﯾﻦ وﻧﺤﻦ ﻧﺄﺧﺬ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻤﮭﻢ ﻟﻨﻄﺒﻘﮫ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ؟ ج -وأﺧﯿﺮاً أُذﻛﱢﺮ اﻵﺧﺬﯾﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري وإﻟﺒﺎﺳﮫ اﻟﻠﺒ ﺎس اﻟ ﺸﺮﻋﻲ ﺑ ﺄن ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺠﻌﻞ اﻷﻣﻮر ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ﻏﺎﺋﻤﺔ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ، ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ واﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﺧﺎﻓﯿ ًﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺎس ،ﻓﯿ ﻀﯿﻊ اﻟﮭﺪى وﯾﺘﻔﺮق اﻟﻨﺎس ﻣﺬاھﺐَ ﺷﺘﻰ وﻻ ﯾﻌﻮد اﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﺪﻣﯿ ﮫ، ﻷن اﻷﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﯾﻌﻨﻲ أن أﺣﻜﺎﻣﻨﺎ وأﻓﻜﺎرﻧﺎ ﺻﺎرت ﻣﺨﺘﻠﻄ ﺔً ﻣﻠﺘﺒِ ﺴﺔً ﻋﻠﻰ اﻟﻨ ﺎس ،ﻓﺘﺘﻮﻗ ﻒ اﻟ ﺪﻋﻮة إﻟ ﻰ اﻹﺳ ﻼم ،وﻻ ﯾﻌ ﻮد اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻮن ﻗ ﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ دﻋﻮة اﻟﻜﻔﺎر إﻟ ﻰ دﯾ ﻨﮭﻢ وﻃ ﺮاز ﻋﯿ ﺸﮭﻢ ،وھ ﺬا ﻣ ﺎ ﯾﺠ ﺐ أن ﯾ ﺘﻔﻄﻦ إﻟﯿ ﮫ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻮن ،وھ ﺬه اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﻛﻠﱡﮭ ﺎ ﻣﻤ ﺎ اﺗﻔ ﻖ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻮن ﺟﻤﯿﻌ ﺎً اﻟﺸﯿﻌﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﻹﺑﺎﺿﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھ ﺬه اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ ﻟﺘﺨﻔ ﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻮﻻ ھﺬه اﻟﮭﺠﻤﺔ اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﻓﻘ ﺪت اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﺗ ﻮازﻧَﮭﻢ وھ ﻮﯾﺘَﮭﻢ ،وﺟﻌﻠ ﺘﮭﻢ ﯾﻠﺘﺤﻘ ﻮن ﺑﺮﻛ ﺐ اﻟﺤ ﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﯿ ﺔ اﻟﻜ ﺎﻓﺮة ﻋﻦ ﻋﻠﻢ وﻋﻦ ﺟﮭﻞ ،ﻓﺎﻟﺤ ﺬ َر اﻟﺤ ﺬ َر ﻣ ﻦ اﺗﺒ ﺎع ﺳ ﻨﻦ اﻟﯿﮭ ﻮد واﻟﻨ ﺼﺎرى، ﻓﺈﻧ ﮫ اﻟﻤُ ْﺆذِن ﺑﺎﻻﻧ ﺪﺛﺎر ،وإن اﻟﺨ ﻼص واﻟﺨ ﻼص وﺣ ﺪه ھ ﻮ اﻟﻌ ﻮدة إﻟ ﻰ 193
اﻟﺘﻤﯿﱡﺰِ واﻻﻋﺘﺰاز ﺑﻤﺎ رﺿﯿﮫ اﷲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ أﺣﻜ ﺎم دﯾﻨﻨ ﺎ وﻧﻈ ﺎم ﺣﻜﻤﻨ ﺎ ،وﻧﺒ ﺬ ﻃﺮُز ﻋﯿﺸﮭﻢ وﻓﺴﺎد أﻓﻜﺎرھﻢ. ﺗﻘﻠﯿﺪ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ أﻧﻈﻤﺘﮭﻢ و ُ ) (3اﻟ ﺴﺆال :ﯾﻌﺘﻘ ﺪ ﻛﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ وأَﺧُ ﺺﱡ اﻟﻤﺘ ﺪﯾﻨﯿﻦ ﻣ ﻨﮭﻢ ،ﺑ ﺄن اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﺳ ﺘﻘﻮم وأﻧﮭ ﺎ ﺳ ﺘﻜﻮن ﺧﻼﻓ ﺔً ﻋﻠ ﻰ ﻣِﻨﮭ ﺎج اﻟﻨﱡﺒ ﻮﱠ ِة ﯾﻌﻨ ﻮن ﺑ ﺬﻟﻚ أﻧﮭ ﺎ ﺧﻼﻓ ﺔ راﺷﺪة ،وﻟﻜﻨﻲ ﻻ أرى ھﺆﻻء ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻹﻗﺎﻣﺔ ھﺬه اﻟﺨﻼﻓﺔ ،وإذا ﺳﺄﻟﺘﮭﻢ ﻋﻦ ﺳ ﺒﺐ ﻗﻌ ﻮدھﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻹﻗﺎﻣﺘﮭ ﺎ أﺟ ﺎﺑﻮك ﺑ ﺄن اﻹﻣ ﺎم اﻟﻤﮭ ﺪي ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﺳ ﯿﻘﯿﻤﮭﺎ ،وأن اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻗﺒ ﻞ ﻣﺠ ﻲء اﻟﻤﮭ ﺪي ﻟ ﻦ ﺗﻘ ﻮم ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﺿﺮورة ﺗ ﺪﻋﻮھﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻹﻗﺎﻣﺘﮭ ﺎ ،واﻟ ﺴﺆال ھ ﻮ :ھ ﻞ ﺳ ﺘﻘﻮم اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻓﻌﻼً ،وھﻞ اﻟﻤﮭﺪي ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻘﯿﻤﮭﺎ ؟ ) (3اﻟﺠﻮاب :إن اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺳﺘﻘﻮم ھﻮ ﻗﻮل ﺻﺤﯿﺢ ،دﻟﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ أﺣﺎدﯾ ﺚ ﻧﺒﻮﯾﺔ ﻛﺜﯿﺮة ،وﺣﯿﺚ أن ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﻛﻠﱠﮭﺎ ﺻﺤﯿﺤ ٌﺔ أو ﺣﺴﻨﺔٌ ،وﻟﯿﺲ ﻣﻨﮭﺎ ﺣ ﺪﯾﺚ واﺣ ﺪ ﻣﺘ ﻮاﺗﺮ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺠ ﻮز اﻻﻋﺘﻘ ﺎد ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ ،ﻓ ﺎﻟﻘﻮل إن اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﻌﺘﻘ ﺪون ﺑ ﺄن اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﺳ ﺘﻘﻮم ھ ﻮ ﻗ ﻮل ﻏﯿ ﺮ ﺻ ﺎﺋﺐ ،ذﻟ ﻚ أن اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺂﯾﺔ ﻗﺮآﻧﯿﺔ أو ﺑﺤﺪﯾﺚ ﻣﺘﻮاﺗﺮ ،وﻗﯿﺎم اﻟﺨﻼﻓﺔ ورد ﻓ ﻲ أﺣﺎدﯾﺚ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﺣﺴﻨﺔ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮاﺗﺮة ﻓﻼ ﯾﺠ ﻮز اﻻﻋﺘﻘ ﺎد ﺑﻘﯿﺎﻣﮭ ﺎ، ق ﺑﻘﯿﺎﻣﮭﺎ ﺗ ﺼﺪﯾﻘًﺎ ﻏﯿ ﺮ ﺟ ﺎزم ،وﻧﻘ ﻮل إن اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﺳ ﺘﻘﻮم ﺑ ﺈذن وإﻧﻤﺎ ﻧُﺼ ﱢﺪ ُ اﷲ ،وھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ھﻲ: ﺖ .1ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎن tﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ " rإن اﷲ َزوَى ﻟﻲ اﻷرضَ ﻓﺮأﯾ ُ زوِي ﻟﻲ ﻣﻨﮭﺎ " ...رواه ﻣﺸﺎرﻗَﮭﺎ وﻣﻐﺎرﺑَﮭﺎ وإن أﻣﺘﻲ ﺳﯿﺒﻠ ُﻎ ﻣُﻠﻜُﮭﺎ ﻣﺎ ُ ﻣ ﺴﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي .ﻗ ﻮل اﻟﺤ ﺪﯾﺚ " وإن أﻣﺘ ﻲ ﺳ ﯿﺒﻠﻎ ﻣﻠﻜُﮭﺎﻣ ﺎ زُوي ﻟ ﻲ ﻣﻨﮭ ﺎ " ﻟ ﻢ ﯾﺘﺤﻘ ﻖ ﺣﺘ ﻰ اﻵن ،إذ ﻟ ﻢ ﯾﻤﻠ ﻚ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻮن ﻣﺸﺎرق اﻷرض وﻣﻐﺎرﺑﮭﺎ ﺑﻌﺪ ،وﺳﯿﻜﻮن ھ ﺬا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺴﺘﻘﺒﻞ ،وھ ﻮ ﯾ ﺸﯿﺮ إﻟ ﻰ ﻗﯿ ﺎم دوﻟ ﺔٍ ﻟﻠﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻷﯾ ﺎم اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﺗﻔ ﺘﺢ اﻷرض ﻣ ﺸﺎرﻗَﮭﺎ وﻣﻐﺎرﺑَﮭﺎ. .2ﻋﻦ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ tﻗ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل " إذا ﺗﺒ ﺎﯾﻌﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌِﯿﻨ ﺔ ع وﺗ ﺮﻛﺘﻢ اﻟﺠﮭ ﺎدَ ،ﺳ ﻠﱠﻂ اﷲ ب اﻟﺒﻘ ﺮ ،ورﺿ ﯿﺘﻢ ﺑ ﺎﻟﺰر ِ وأﺧ ﺬﺗﻢ أذﻧ ﺎ َ ﻻ ﻻ ﯾﻨﺰﻋ ﮫ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺮﺟﻌ ﻮا إﻟ ﻰ دﯾ ﻨﻜﻢ " رواه أﺑ ﻮ داود .ﻗﻮﻟ ﮫ ﻋﻠ ﯿﻜﻢ ُذ ً "ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺟﻌﻮا إﻟﻰ دﯾﻨﻜﻢ " ﻣﻌﻨﺎه ﺣﺘﻰ ﺗﻌ ﻮدوا إﻟ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑ ﮫ وﺗﺤﻜﯿﻤ ﮫ ﻓﻲ ﺷﺆون ﺣﯿﺎﺗﻜﻢ ﻓﮭﻮ ﺑﺸﺎرة ﻣﻦ رﺳﻮل اﷲ rﺑ ﺄن اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﺳ ﯿﻌﻮدون ﺛﺎﻧﯿﺔ إﻟﻰ دﯾﻨﮭﻢ ﺑﻌﺪ أن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮه. 194
ي ﺳ ﺌﻞ أ ﱡ .3ﻋﻦ أﺑﻲ ﻗﺒﯿﻞ ﻗﺎل :ﻛﻨ ﺎ ﻋﻨ ﺪ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﺎص tو ُ اﻟﻤﺪﯾﻨﺘﯿﻦ ﺗُﻔ ﺘَﺢ أوﻻً اﻟﻘ ﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ أو روﻣﯿ ﺔ .ﻓ ﺪﻋﺎ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﺼﻨﺪوق ﻟ ﮫ ﺣﻠﻖٌ ﻓﺄﺧﺮج ﻣﻨﮫ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻗﺎل ،ﻓﻘﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ " ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺣﻮل رﺳﻮل اﷲ ﻻ أﻗ ﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ أو ي اﻟﻤﺪﯾﻨﺘﯿﻦ ﺗُﻔﺘﺢ أو ً rﻧﻜﺘﺐ إذ ﺳُﺌﻞ رﺳﻮل اﷲ rأ ﱡ روﻣﯿ ﺔ ،ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rﻣﺪﯾﻨ ﺔ ھﺮﻗ ﻞ ﺗﻔ ﺘﺢ أوﻻ _ ﯾﻌﻨ ﻲ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ " رواه أﺣﻤﺪ. ﻓﺎﻟﺮﺳﻮل rﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ اﻟﻤ ﺪﯾﻨﺘﯿﻦ اﻟﻘ ﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ وروﻣﯿ ﺔ _ ﺢ روﻣﯿ ﺔ ،وإﻧﻤ ﺎ ﻗ ﺎل إن وھ ﻲ روﻣ ﺎ ﻋﺎﺻ ﻤﺔ إﯾﻄﺎﻟﯿ ﺎ _ ﻟ ﻢ َﯾ ْﻨ ﻒِ ﻓ ﺘ َ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﯿﻨﯿﺔ ﺗﻔﺘﺢ أوﻻً ،وھﺬا ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن روﻣﯿ ﺔ ﺳ ﺘﻔﺘﺢ ﺑﻌ ﺪھﺎ ،وﺣﯿ ﺚ أن روﻣﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﻔﺘﺤﮭﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺣﺘ ﻰ اﻟﯿ ﻮم ،ﻓ ﺈن ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺑ ﺸﺎر ًة ﺑ ﺄن اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﺳ ﯿﻔﺘﺤﻮن ﻋﺎﺻ ﻤﺔ إﯾﻄﺎﻟﯿ ﺎ ،وﻻ ﯾﺘ ﺼﻮر أن ﯾﻔﺘﺤﮭ ﺎ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﻮن ﻗﺒ ﻞ ﻋ ﻮدة اﻟﺨﻼﻓ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺠﮭ ﺎد ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ وﻓ ﺘﺢ اﻟﺒﻠﺪان. .4ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎن ﺑﻦ ﺑﺸﯿﺮ ﻋﻦ ﺣﺬﯾﻔﺔ tﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ " rﺗﻜﻮن اﻟﻨﺒﻮﱠ ُة ﻓ ﯿﻜﻢ ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ أن ﺗﻜ ﻮن ﺛ ﻢ ﯾﺮﻓﻌﮭ ﺎ إذا ﺷ ﺎء أن ﯾﺮﻓﻌﮭ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﺧﻼﻓﺔً ﻋﻠﻰ ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻨﺒﻮة ﻓﺘﻜﻮن ﻣﺎ ﺷ ﺎء اﷲ أن ﺗﻜ ﻮن ،ﺛ ﻢ ﯾﺮﻓﻌﮭ ﺎ إذا ﺷ ﺎء اﷲ أن ﯾﺮﻓﻌﮭ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﻣﻠﻜ ﺎً ﻋﺎﺿ ًﺎ ،ﻓﯿﻜ ﻮن ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء اﷲ أن ﯾﻜﻮن ،ﺛﻢ ﯾﺮﻓﻌﮭﺎ إذا ﺷﺎء أن ﯾﺮﻓﻌﮭﺎ ،ﺛﻢ ﺗﻜﻮن ﻣﻠﻜﺎً ﺟﺒﺮﯾﺔ ،ﻓﺘﻜﻮن ﻣﺎ ﺷ ﺎء اﷲ أن ﺗﻜ ﻮن ،ﺛ ﻢ ﯾﺮﻓﻌﮭ ﺎ إذا ﺷ ﺎء أن ﯾﺮﻓﻌﮭ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺗﻜ ﻮن ﺧﻼﻓ ﺔً ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﮭ ﺎج اﻟﻨﺒ ﻮة ،ﺛ ﻢ ﺳ ﻜﺖ " رواه أﺣﻤ ﺪ واﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ .ﻓﮭ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﯾﺒﯿﻦ أن اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻌﺎض واﻟﺠﺒﺮي ،وأﻧﮭ ﺎ ﺳ ﺘﻜﻮن ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﮭﺎج اﻟﻨﺒﻮة ،أي أﻧﮭﺎ وُﺻﻔﺖ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﺎ وُﺻ ﻔﺖ ﺑ ﮫ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ أﯾ ﺎم اﻟﺨﻠﻔ ﺎء اﻟﺮاﺷﺪﯾﻦ ،ﻓﺘﻜ ﻮن ﺑ ﺈذن اﷲ ﺧﻼﻓ ﺔ راﺷ ﺪة .ھ ﺬا ھ ﻮ اﻟﺠ ﻮاب ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻖ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺴﺆال .أﻣﺎ اﻟﺠﻮاب ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﮭﻮ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ : إن اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ إن ھﻲ ذﻛﺮت أن اﻟﻤﮭ ﺪي ﺳ ﯿﻘﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻓ ﺈن ذﻟ ﻚ ﻟ ﯿﺲ داﻻً ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﺠ ﺐ أن ﯾﻨﺘﻈ ﺮوا اﻟﻤﮭ ﺪي ﺣﺘ ﻰ ﯾﻘ ﯿﻢ ﻟﮭ ﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ ،ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﯾﺒﻘﻰ واﺟﺒﺎً وھﻮ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ،ﻓﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﻤﺎ ھ ﻲ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﮭﺪي ھﻲ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻓﮭ ﺆﻻء اﻟﻤﺘ ﺪﯾﻨﻮن ﻛﻤ ﺎ وﺻﻔﺘُﮭﻢ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻟﮭﻢ ﻟﻠﻘﻌﻮد ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻘﻮل إن اﻟﻤﮭ ﺪي ھﻮ اﻟﺬي ﺳﯿﻘﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﻛﻤ ﺎ ﯾﻈﮭ ﺮ ذﻟ ﻚ ﺟﻠﯿ ﺎً ،وﻟ ﺬا ﻓ ﺈن ھ ﺆﻻء اﻟﻤﺘ ﺪﯾﻨﯿﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻗﻌﺪوا ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻹﻋ ﺎدة اﻟﺨﻼﻓ ﺔ آﺛﻤ ﻮن ﻟﻘﻌ ﻮدھﻢ وﺳﯿ ﺴﺄﻟﮭﻢ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ ﻋ ﻦ ﻗﻌﻮدھﻢ ھﺬا ﻓﺈن ﻣﺎﺗﻮا ﻗﺒﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﺎﺗﻮا ﻣﯿﺘﺔ ﺟﺎھﻠﯿﺔ ،ﻟﻤﺎ روى ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ 195
ﻋﻤﺮ tﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ rﯾﻘﻮل " ﻣﻦ ﺧﻠﻊ ﯾﺪاً ﻣ ﻦ ﻃﺎﻋ ﺔٍ ﻟﻘ ﻲ اﷲ ﯾ ﻮم ﺣﺠﱠ َﺔ ﻟﮫ ،وﻣﻦ ﻣﺎت وﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﮫ ﺑﯿﻌﺔ ﻣﺎت ﻣﯿﺘ ًﺔ ﺟﺎھﻠﯿ ﺔ " رواه اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻻ ُ ﻣ ﺴﻠﻢ .وﯾﻨﺠ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﯿﺘ ﺔ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ﻣ ﻦ ﯾﻌﻤ ﻞ ﻹﻗﺎﻣ ﺔ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ .ﻓﻠﯿﺤ ﺬر ھ ﺆﻻء ﻻ. اﻟﻤﺘﺪﯾﻨﻮن ﻣﻦ أن ﯾﻤﻮﺗﻮا ﻣﯿﺘﺔ ﺟﺎھﻠﯿﺔ .ھﺬا أو ً وﺛﺎﻧﯿًﺎ :إن اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻨﺒﻮﯾ ﺔ اﻟ ﺸﺮﯾﻔﺔ ﻟ ﻢ ﺗ ﺬﻛﺮ ﻣﻄﻠﻘ ًﺎ أن اﻟﻤﮭ ﺪي ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﺳﯿﻘﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮة اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺮوﯾﺔ ﻋﻨﮫ ،وﻛ ﻞ ﻣ ﺎ ذﻛﺮﺗ ﮫ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ھ ﻮ أﻧﮫ ﺧﻠﯿﻔ ٌﺔ ﺻ ﺎﻟﺢ ﯾﺤﻜ ﻢ ﺑﺎﻟﻌ ﺪل ] ﯾﻤ ﻸ اﻷرض ِﻗ ﺴْﻄًﺎ وﻋ ﺪﻻً ﻛﻤ ﺎ ﻣُﻠِﺌ ﺖ ﻇﻠﻤ ﺎً ﺟﻮْرًا [ ﻓﺄﯾﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺸﮭﺪون ﺑﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ھﻮ اﻟﺬي ﺳﯿﻘﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ ؟ ﺑﻞ وَ ﺺ اﻟﺬي ﯾﻨﻔﻲ ﻣﻔﮭﻮﻣﮫ ﻋﻦ اﻟﻤﮭﺪي أﻧﮫ ﺳﯿﻘﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ ،وﯾﺒﯿﻦ أن إن ﻟﺪﯾﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻨ ﱡ اﻟﻤﮭﺪي ﺳﯿﻜﻮن ﺧﻠﯿﻔ ًﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮت ﺧﻠﯿﻔ ٍﺔ ﻗﺒﻠﮫ ،وھﺬا ﯾﺆﻛﺪ ﺑﺄن اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺼﺒﺢ اﻟﻤﮭﺪي ﺧﻠﯿﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﮭﺪي ھﻮ ﺧﻠﯿﻔﺔ ﻣﺴﺒﻮق ﺑﺨﻠﯿﻔﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺮاﺷ ﺪة اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﺑ ﺈذن اﷲ ،وھ ﺬا ﯾﺆﻛ ﺪ ﺑ ﺄن اﻟﻤﮭ ﺪي ﻟ ﯿﺲ ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﺳ ﯿﻘﯿﻢ ھ ﺬه اﻟﺨﻼﻓﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﺣﺠﺔ ھ ﺆﻻء ﺑ ﺎﻟﻘﻌﻮد ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ واﻧﺘﻈ ﺎر اﻟﻤﮭ ﺪي اﻟ ﺬي ﺳ َﻠَﻤﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﯾ ﺰﻋﻤﻮن أﻧﮫ ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﺳ ﯿﻘﯿﻢ ﻟﮭ ﻢ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ .ﻓﻘ ﺪ روت أم َ ت ﺧﻠﯿﻔ ﺔ ،ﻓﯿﺨ ﺮج ف ﻋﻨ ﺪ ﻣ ﻮ ِ ﻗﺎﻟﺖ :ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ rﯾﻘﻮل " ﯾﻜ ﻮن اﺧ ﺘﻼ ٌ س ﻣ ﻦ ﺑﯿﺘ ﮫ وھ ﻮ ﻛ ﺎره، رﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ھﺎﺷ ﻢ ﻓﯿ ﺄﺗﻲ ﻣﻜ ﺔ ﻓﯿ ﺴﺘﺨﺮﺟﮫ اﻟﻨ ﺎ ُ ﺶ ﻣ ﻦ اﻟ ﺸﺎم ﺣﺘ ﻰ إذا ﻛ ﺎﻧﻮا ﺠﮭﱠ ﺰ إﻟﯿ ﮫ ﺟ ﯿ ٌ ﻓﯿﺒﺎﯾﻌﻮﻧ ﮫ ﺑ ﯿﻦ اﻟ ﺮﱡﻛﻦ واﻟﻤﻘ ﺎم ،ﻓﯿُ َ ﺧﺴِﻒ ﺑﮭﻢ ،ﻓﯿﺄﺗﯿﮫ ﻋﺼﺎﺋﺐ اﻟﻌﺮاق وأﺑﺪال اﻟﺸﺎم ،وﯾﻨﺸﺄ رﺟﻞٌ ﺑﺎﻟﺸﺎم ﺑﺎﻟﺒﯿﺪا ِء ُ ﺐ ،ﻓﯿُﺠﮭﱠ ﺰ إﻟﯿ ﮫ ﺟ ﯿﺶٌ ﻓﯿﮭ ﺰﻣﮭﻢ اﷲ ﻓﺘﻜ ﻮن اﻟ ﺪاﺋﺮة ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ،ﻓ ﺬﻟﻚ وأﺧﻮاﻟﮫ ﻛَﻠ ٌ ﺐ ﻣَﻦ ﺧﺎب ﻣﻦ ﻏﻨﯿﻤﺔ ﻛﻠﺐ ﻓﯿﺴﺘﻔﺘﺢ اﻟﻜﻨ ﻮر وﯾَ ْﻘ ﺴﻢ اﻷﻣ ﻮال، ﯾﻮم َﻛﻠْﺐ اﻟﺨﺎﺋ ُ وﯾُﻠﻘﻲ اﻹﺳﻼمُ ﺑﺠِﺮا ِﻧ ﮫ إﻟ ﻰ اﻷرض ،ﻓﯿﻌ ﯿﺶ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺳ ﺒﻊ ﺳ ﻨﯿﻦ ،أو ﻗ ﺎل ﺗ ﺴﻊ ﺳﻨﯿﻦ " .رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷوﺳﻂ ،وذﻛﺮه اﻟﮭﯿﺜﻤﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﺰواﺋ ﺪ ،وﻗ ﺎل )رﺟﺎﻟ ﮫ رﺟ ﺎل اﻟ ﺼﺤﯿﺢ( وھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﯾﺘﻔ ﻖ روا ُة اﻟﺤ ﺪﯾﺚ وﺷُ ﺮﱠاﺣُﮫ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ھ ﻮ اﻟﻤﮭ ﺪي .وھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻧ ﺺ ﺻ ﺮﯾﺢ ﺑ ﺄن اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ھﺬا ﺳﯿﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﯿﻔ ﺔ ﻗﺒﻠ ﮫ " ﯾﻜ ﻮن اﺧ ﺘﻼف ﻋﻨ ﺪ ﻣ ﻮت ﺧﻠﯿﻔ ﺔ ﻓﯿﺨ ﺮج رﺟ ﻞ " ...وﻟ ﯿﺲ ھ ﻮ اﻟ ﺬي ﺳ ﯿﻘﯿﻢ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ،وﻟ ﯿﺲ ھ ﻮ اﻟﺨﻠﯿﻔ ﺔ اﻷول ﻓ ﻲ دوﻟ ﺔ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ اﻟﺮاﺷ ﺪة اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﺑ ﺈذن اﷲ ﻓﻠ ﻢ ﯾﺒ ﻖ أﻣ ﺎم ﻛ ﻞ ﻣ ﺴﻠﻢ ﯾﺨ ﺸﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻤﯿﺘ ﺔ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ إﻻ أن ﯾﻨﮭﺾ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ وﻧﺼﺐ ﺧﻠﯿﻔﺔ. ) (4اﻟ ﺴﺆال :ھ ﻞ اﻟﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪول اﻟﻤﺤﺎرﺑ ﺔ ﻓﻌ ﻼً ﺟ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤﻮﻣ ﮫ ،أم ﺧﺼﱢﺺ وﻗﺖَ اﻟﺤﺮب ﻓﻘﻂ ؟ وﻣﺎ ھﻮ واﻗﻊ اﻟﻜﺬب اﻟﻤﺒﺎح ﻓﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺤ ﺮب ُ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ؟ 196
) (4اﻟﺠﻮاب :اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻰ اﻟﺪول اﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ ﻓﻌﻼًﺟ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻋﻤﻮﻣ ﮫ ،وﻟ ﻢ ﯾ ﺄت ﻣ ﺎ ﯾﺨﺼﱢﺼﮫ ،وﻟﺬا ﻓﺎﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﮫ أن ﯾﻜ ﺬب ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﺤﺎرﺑ ﺔ ﻓﻌ ﻼً، وﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺎھﺎ أﯾﻀ ًﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻟﮫ اﻟﻜﺬب ،دون أي ﺗﺤﺪﯾﺪ أو ﺗﺨﺼﯿﺺ ،ﻓﻘﺪ ورد ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ] اﻟﻜﺬب ﻓﻲ اﻟﺤﺮب [ ﻣﺎ ﯾﻠ ﻲ ] ﺤﺠﱠﺎج ﺑﻦ ﻋﻼط وأﻣﺎ ﻣﺎ أﺧﺮﺟﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ أﻧﺲ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟ َ ﻲ rأن ﯾﻘﻮل ﻋﻨﮫ ﻣﺎ ﺷ ﺎء ﻟﻤ ﺼﻠﺤﺘﮫ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﺨﻼص ﻣﺎﻟ ﮫ ﻓﻲ اﺳﺘﺌﺬاﻧﮫ اﻟﻨﺒ ﱠ ﻣﻦ أھﻞ ﻣﻜﺔ وأذن ﻟﮫ اﻟﻨﺒﻲ [ ...rﻓﻘﻮﻟﮫ ] ﯾﻘﻮل ﻋﻨﮫ ﻣ ﺎ ﺷ ﺎء [ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤﻮم .وورد ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺼﻔﺤﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ] إذ ﺟﻮاز اﻟﻜﺬب ﻻ ﯾﻘﺘ ﺼﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ،ﺑﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن ﯾﻜﺬﺑﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﻔ ﺎر أﻋ ﺪاﺋﮭﻢ إذا ﻛ ﺎﻧﻮا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﺣ ﺮب ﻓﻌﻠﯿ ﺔ ﻣﻌﮭ ﻢ [ ﻓﻘﻮﻟ ﮫ ] ﻻ ﯾﻘﺘ ﺼﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ [ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم أﯾﻀﺎً اﻟﺬي ﯾﺸﻤﻞ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ ورﻋﺎﯾﺎھﺎ ،وﺗﺠﺪون اﻷدﻟﺔ ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ .ﻓﺎﻟﻜ ﺬب ﻋ ﺎم ﻣﺎ داﻣﺖ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻔﻌﻠﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻨﮭﻢ. ) (5اﻟ ﺴﺆال :رُوﯾ ﺖ ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ rﻋ ﺪة أﺣﺎدﯾ ﺚ ﺗﻔﯿ ﺬ أن اﻟ ﺬي ﯾﻤ ﻮت ﺑﺎﻟﻄ ﺎﻋﻮن ﺷﮭﯿﺪ ،وأن اﻟﺬي ﯾﻤﻮت ﻏﺮﯾﻘ ًﺎ ﺷ ﮭﯿﺪ ،وأن اﻟ ﺬي ﯾﻤ ﻮت ﻣﺤﺘﺮِﻗ ًﺎ ﺑﺎﻟﻨ ﺎر ﺷ ﮭﯿﺪ... اﻟﺦ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ھﺆﻻء اﻟﺸﮭﺪاء ﻣﺎ ﯾﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺻﻨﻔﺎً ،واﻟﺴﺆال ھﻮ: ك ﺳ ﺒﺎﺣ ٍﺔ ﯾ ﺴﺒﺢ ﻓﯿﮭ ﺎ اﻟﺮﺟ ﺎل واﻟﻨ ﺴﺎء ﻣﻌ ًﺎ أ .ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﻨ ﺎدق اﻟﻜﺒﯿ ﺮة ﺑ ﺮ ُ ﻋﺮاة أو ﺑﻤﻼﺑﺲ ﻻ ﺗﺴﺘﺮ اﻟﻌ ﻮرات ،ورﺑﻤ ﺎ ﺷ ﺮب ھ ﺆﻻء اﻟﺨﻤ ﺮة ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓﺎة ھﺬه اﻟﺒﺮك ﻗﺒ ﻞ أن ﯾﻨﺰﻟ ﻮا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻠ ﺴﺒﺎﺣﺔ ،ﻓﮭ ﻞ إذا ﻏ ﺮق أﺣ ﺪ ھﺆﻻء اﻟﻔﺴﺎق واﻟﻌﺼﺎة ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺒﺮك ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺷﮭﯿﺪًا ﻷﻧﮫ ﻣﺎت ﻏﺮﯾﻘًﺎ ؟ ب .ﺗﻮﺟﺪ ﺑﺎرات ﯾﺨﺘﻠﻂ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺮﺟﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء ،وﯾﺠﺘﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺋﺪ اﻟﺨﻤﺮة، وﯾﺤ ﺪث ﻛﺜﯿ ﺮاً أن ﯾﻘ ﻮم أﺣ ﺪ ھ ﺆﻻء اﻟ ﺴﻜﺎرى ﺑﺈﺷ ﻌﺎل اﻟﻨ ﺎر ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﺒ ﺎرات ﻓﯿﻤ ﻮت ھ ﺆﻻء اﻟ ﺴﻜﺎرى ﻣﺤﺘ ﺮﻗﯿﻦ ﺑﺎﻟﻨ ﺎر ،ﻓﮭ ﻞ ﯾﻌﺘﺒ ﺮ ھ ﺆﻻء ﺷﮭﺪاء ؟ وﻣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﻐﺮﯾﻖ أو اﻟﻤﺤﺘﺮِق ﺑﺎﻟﻨﺎر أو اﻟﻤﻄﻌﻮن ﺷﮭﯿﺪاً ؟ ) (5اﻟﺠﻮاب :إن ﻣﻨـﺰِﻟﺔ اﻟﺸﮭﺎدة ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻨ ـﺰِﻟﺔ ﻋﺎﻟﯿ ﺔ ﻻ ﺗﺘﻌ ﺪاھﺎ ﺳ ﻮى ﻣﻨ ـﺰِﻟﺔ ﺼﺪﱢﯾﻘﯿﻦ ،وھ ﺬه اﻟﻤﻨ ـﺰِﻟﺔ ﻻ ﯾﺒﻠﻐﮭ ﺎ إﻻ ﻣ ﻦ ،tواﺳ ﺘﻘﺎﻣﺖ اﻟﻨﺒ ﻮة وﻣﻨ ـﺰِﻟﺔ اﻟ ﱢ أﺣﻮاﻟﮫ ،وﻗُﺘﻞ أو ﻣﺎت ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،وﺣﺘ ﻰ ھ ﺆﻻء اﻟ ﺸﮭﺪاء ﻓ ﺈن ﻣﻨ ﺎزﻟﺘﮭﻢ ﺗﺘﻔﺎوت ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻔﻀﻠﮭﻢ وإﺧﻼﺻﮭﻢ ،أﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺎت ﻓﻲ ﻏﯿ ﺮ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ،أو ﻗﺘ ﻞ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،ﻓﻠﯿﺲ ﺑﺸﮭﯿﺪ ،وﻻ ﯾﺒﻠﻎ ﻣﻨـﺰِﻟﺔ اﻟﺸﮭﺎدة. ﻟﻘﺪ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء أن اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﺘ ﻲ أﻃﻠﻘ ﺖ اﻟﻘ ﻮل ﺑ ﺄن اﻟﻤﻄﻌ ﻮن ﺷ ﮭﯿﺪ وأن اﻟﻐﺮﯾ ﻖ ﺷ ﮭﯿﺪ وأن اﻟﻤﺒﻄ ﻮن ﺷ ﮭﯿﺪ ...اﻟ ﺦ ﻗ ﺪ ﺟ ﺎءت أﺣﺎدﯾﺚ أﺧ ﺮى ﻗﱠﯿ ﺪت ھ ﺬا اﻹﻃ ﻼق وﻟ ﻢ ُﺗﺒْﻘِ ﮫ ﻣﻄﻠﻘ ﺎً ،ﻓ ﺈذا ﺟ ﺎءت أﺣﺎدﯾ ﺚ 197
ﻣﻄﻠﻘ ﺔ ،وﺟ ﺎءت أﺣﺎدﯾ ﺚ أﺧ ﺮى ﻣﻘﯿﱢ ﺪة ﺣُﻤِ ﻞ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻘﯿﱠ ﺪ وﻋُﻤِ ﻞ ﺑﺎﻟﻤﻘﯿﱠﺪ ،وھﺬه ﻗﺎﻋﺪةٌ أﺻﻮﻟﯿﺔٌ ﯾﻌﺮﻓﮭﺎ ﺟﻤﯿﻊ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﺻﻮل واﻟﻔﻘﮭﺎء. إن اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮت أﺻﻨﺎفَ اﻟﺸﮭﺪاء ﻓﺠﻌﻠﺘﮭﺎ ﺧﻤﺴﺔً ،أو ﺟﻌﻠﺘﮭﺎ ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻗﺪ ﺟﺎءت أﺣﺎدﯾﺚ أﺧ ﺮى ﺗﻘﯿﱢ ﺪ ھ ﺬه اﻷﺻ ﻨﺎف ﺑ ﺎﻟﺨﺮوج ﻓ ﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،أي ﺗﻘﯿﺪ اﻟﻤﻄﻌﻮن واﻟﻤﺒﻄ ﻮن واﻟﻐﺮﯾ ﻖ و ...ﺑﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﺨ ﺮوج ﻓ ﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،ﻓﯿُﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﻘﯿﱠﺪ وﯾُﺤﻤَﻞ اﻟﻤﻄﻠَﻖ ﻋﻠﯿﮫ ،ﻓﯿﻜ ﻮن اﻟﻤﻄﻌ ﻮن ﺷ ﮭﯿﺪًا إن ج ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،وﯾﻜ ﻮن اﻟﻐﺮﯾ ﻖ ﺷ ﮭﯿﺪًا إن ھﻮ أﺻﯿﺐ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮن وھﻮ ﺧﺎر ٌ ھﻮ ﻏﺮق وھﻮ ﺧﺎرج ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،وﯾﻜﻮن اﻟﻤﺤﺘ ﺮِق ﺑﺎﻟﻨ ﺎر ﺷ ﮭﯿﺪًا إن ھ ﻮ اﺣﺘﺮق ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺧﺮوﺟﮫ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،وھﻜﺬا ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺻﻨﺎف ،ﻓﮭﻲ ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﻣﻘﯿﱠﺪة ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻦ ﯾﻤﻮت ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮن وھ ﻮ ﻓ ﻲ ﺑﯿﺘ ﮫ ﻟ ﯿﺲ ﺷ ﮭﯿﺪاً ،وإن ﻣ ﻦ ﯾﻤ ﻮت ﻏﺮﯾﻘ ﺎً ﻓ ﻲ ﺑ ﺮك اﻟ ﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻔﻨﺎدق ﻟﯿﺲ ﺷﮭﯿﺪاً ،وإن ﻣﻦ ﯾﻤﻮت ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺎرةِ ﻣﺤﺘﺮﻗًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻟﯿﺲ ﺷﮭﯿﺪاً، ﻓﮭﺆﻻء اﻷﺻﻨﺎف ﺷﮭﺪاء إن ھﻢ ﻣﺎﺗﻮا وھﻢ ﺧﺎرﺟﻮن ﻟﻠﺠﮭﺎد ،وﻏﯿﺮ ﺷﮭﺪاء إن ھﻢ ﻣﺎﺗﻮا وﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻣﺘﻠﺒﺴﯿﻦ ﺑﺎﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،ﻓﮭ ﺬا ﻣ ﺎ دﻟ ﺖ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ: .1ﻋﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة tﻗ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل " اﻧﺘ ﺪب اﷲ ﻋ ﺰ
ﺨﺮِﺟ ﮫ إﻻ اﻹﯾﻤ ﺎن ﺑ ﻲ واﻟﺠﮭ ﺎد ﻓ ﻲ وﺟﻞ ﻟﻤﻦ ﯾﺨﺮج ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻠِﮫ ﻻ ﯾُ ْ ﺳﺒﯿﻠﻲ أﻧﮫ ﺿﺎﻣﻦ ﺣﺘﻰ أُدﺧﻠﮫ اﻟﺠﻨ َﺔ ﺑﺄﯾﮭﻤﺎﻛﺎن ،إﻣﺎ ﺑﻘﺘﻞ أو وﻓﺎة ،أو أرده إﻟﻰ ﻣﺴﻜﻨﮫ اﻟﺬي ﺧﺮج ﻣﻨﮫ ،ﻧﺎل ﻣ ﺎ ﻧ ﺎل ﻣ ﻦ أﺟ ﺮٍ أو ﻏﻨﯿﻤ ﺔ " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. .2ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﺮة ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻓﺎﻛ ﮫ tﻗ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل " إن اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻗﻌﺪ ﻻﺑﻦ آدم ﺑﺄﻃْﺮُ ِﻗﮫِ ،ﻓﻘﻌ َﺪ ﻟﮫ ﺑﻄﺮﯾﻖ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻘﺎل :ﺗﺴﻠﻢ وﺗﺬر دﯾﻨﻚ ودﯾﻦ آﺑﺎﺋﻚ وآﺑﺎء أﺑﯿﻚ ،ﻓﻌﺼﺎه ﻓﺄﺳﻠﻢ ،ﺛﻢ ﻗﻌﺪ ﻟﮫ ﺑﻄﺮﯾﻖ اﻟﮭﺠ ﺮة ﻓﻘ ﺎل :ﺗﮭ ﺎﺟﺮ وﺗ ﺪع أرﺿ ﻚ وﺳ ﻤﺎءك وإﻧﻤ ﺎ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮس ﻓﻲ اﻟﻄﱢﻮَل ﻓﻌﺼﺎه ﻓﮭﺎﺟﺮ ،ﺛ ﻢ ﻗﻌ ﺪ ﻟ ﮫ ﺑﻄﺮﯾ ﻖ اﻟﺠﮭ ﺎد ﺢ اﻟﻤ ﺮأة ﻓﻘ ﺎل :ﺗﺠﺎھ ﺪ ﻓﮭ ﻮ ﺟَﮭْ ﺪ اﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻤ ﺎل ﻓﺘﻘﺎﺗ ﻞ ﻓﺘﻘﺘ ﻞ ﻓُﺘ ﻨﻜ ُ وﯾُﻘْﺴَﻢ اﻟﻤﺎل ﻓﻌﺼﺎه ﻓﺠﺎھﺪ ،ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ :rﻓﻤﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻛﺎن
ﺣﻘﺎً ﻋﻠﻰ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﯾﺪﺧﻠ ﮫ اﻟﺠﻨ ﺔ ،وﻣَ ﻦ ﻗُﺘ ﻞ ﻛ ﺎن ﺣﻘ ﺎً ﻋﻠ ﻰ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ أن ﯾﺪﺧﻠ ﮫ اﻟﺠﻨ ﺔ وإِن ﻏ ﺮق ﻛ ﺎن ﺣﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ اﷲ أن ﯾﺪﺧﻠﮫ اﻟﺠﻨﺔ ،أو وَﻗَﺼَﺘﮫ داﺑﱠﺘُﮫ ﻛﺎن ﺣﻘًﺎ ﻋﻠﻰ اﷲ أن ﯾﺪﺧﻠ ﮫ اﻟﺠﻨ ﺔ " رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ .ﻗﻮﻟﮫ وﻗﺼﺘﮫ داﺑﺘﮫ :ﯾﻌﻨﻲ ﺳﻘﻂ ﻋﻨﮭﺎ ﻓﺪُﻗﱠﺖ ﻋﻨﻘُﮫ ﻓﻤﺎت. 198
.3ﻋﻦ أﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﻌﺮي tﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ rﯾﻘﻮل " ﻣﻦ َﻓﺼَﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﻤﺎت أو ﻗﺘﻞ ﻓﮭﻮ ﺷﮭﯿﺪ ،أو وَﻗَﺼَﮫ ﻓﺮﺳُﮫ أو ﺑﻌﯿﺮُه أو ﻟﺪﻏﺘﮫ ھﺎﻣﱠﺔ أو ﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻓﺮاﺷﮫ ﺑﺄي ﺣﺘﻒ ﺷﺎء اﷲ إﻧﮫ ﺷﮭﯿﺪ ،وإن ﻟﮫ اﻟﺠﻨﺔ " رواه أﺑﻮ داود واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ ،ورواه اﻟﺒﯿﮭﻘﻲ ﺟُﺰءاً ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ .ﻗﻮﻟﮫ ھﺎﻣﱠﺔ :ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ أﯾﺔ داﺑﺔٍ ﻣﻦ دوابﱢ اﻷرض. اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻷول ﻗﯿﱠ ﺪ اﻟﻘﺘ ﻞ واﻟﻮﻓ ﺎة ﺑ ﺎﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺠﮭ ﺎد ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ، ﺺ اﻟﺪاﺑ ﺔ ﺑﺎﻟﺠﮭ ﺎد )ﺛ ﻢ ﻗﻌ ﺪ ﻟ ﮫ واﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻗﯿﱠ ﺪ اﻟﻘﺘ ﻞ واﻟﻐ ﺮق ووَﻗْ َ ﺑﻄﺮﯾ ﻖ اﻟﺠﮭ ﺎد( واﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﻗﯿﱠ ﺪ اﻟﻤ ﻮت واﻟﻘﺘ ﻞ ووﻗ ﺺ اﻟﻔ ﺮس أو اﻟﺒﻌﯿ ﺮ أو ﻟ ﺬغ اﻟﮭﺎ ﱠﻣ ﺔ ﻛ ﺎﻷﻓﻌﻰ واﻟﻌﻘ ﺮب ﻣ ﺜﻼً ،واﻟﻤ ﻮت ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﺮاش ﺑﺎﻟ َﻔ ﺼْﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ،أي ﺑ ﺎﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺠﮭ ﺎد ،ﻓﮭ ﺬه اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﻗ ﱠﯿ ﺪت ﻧ ﻮال اﻟﺸﮭﺎدة ﻟﻠﻤﻘﺘﻮل وﻟﻠﻤﯿﺖ _ وذﻛﺮت أﺻﻨﺎﻓ ًﺎ ﻟﻠﻤﻮت _ ﻗﯿﱠﺪﺗﮭﺎ ﻛﻠﱠﮭﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺠﮭﺎد ،وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أﻧﮭ ﺎ إن ﺣ ﺼﻠﺖ ﻛﻠﱡﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮ اﻟﺠﮭ ﺎد ﻓﻠﯿ ﺴﺖ ﺷ ﮭﺎدة. وﻗﺎل اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري )وﻟﻠﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺚ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس ﻣﺮﻓﻮﻋ ﺎً " اﻟﻤ ﺮء ﯾﻤ ﻮت ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺷ ﮫ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺷ ﮭﯿﺪ " وﻗ ﺎل ذﻟ ﻚ أﯾﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺒﻄﻮن واﻟﱠﻠﺪِﯾﻎ واﻟﻐﺮﯾﻖ واﻟﺸﺮﯾﻖ واﻟﺬي ﯾﻔﺘﺮﺳﮫ اﻟﺴﺒﻊ واﻟﺨ ﺎرﱢ ﻋﻦ داﺑﺘﮫ وﺻﺎﺣﺐ اﻟﮭﺪم وذات اﻟﺠﻨﺐ( اﻧﺘﮭﻰ ﻛﻼم اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ .ﻓﮭﺬه اﻟﻤﯿﺘ ﺎت ﻛﻠﱡﮭ ﺎ ﻣﻘ ﱠﯿ ﺪة ﺑﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﺨ ﺮوج ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻛﻤ ﺎ ﯾ ﻨﺺ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﺤﺪﯾﺚ. وأﺻﺮح ﻣﻦ ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺤﺪﯾﺜﺎن اﻵﺗﯿﺎن: أ – ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة رﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ رﺳﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل "
ﻣﺎ َﺗﻌُﺪﱡون اﻟﺸﮭﯿ َﺪ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :اﻟﺬي ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺣﺘ ﻰ ﯾُﻘﺘ ﻞ ،ﻗ ﺎل: إن اﻟﺸﮭﯿﺪ ﻓﻲ أﻣﺘﻲ إِذن ﻟﻘﻠﯿﻞٌ ،اﻟﻘﺘﯿﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺷ ﮭﯿﺪ ،واﻟﻄﻌ ﯿﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺷﮭﯿﺪ واﻟﻐﺮﯾﻖ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺷﮭﯿﺪ ،واﻟﺨ ﺎ ﱡر ﻋ ﻦ داﺑﺘ ﮫ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺷ ﮭﯿﺪ ،واﻟﻤﺠﻨ ﻮبُ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺷ ﮭﯿﺪ " رواه أﺣﻤ ﺪ، ﻦ ﺷ ﮭﺎدة واﻟﻨﱡ َﻔ ﺴﺎء ﺷ ﮭﺎدة ".ﻗﻮﻟ ﮫ اﻟ ﺒَﻄَﻦ :ھ ﻮ وزاد ﻓﻲ رواﯾﺔ " واﻟ ﺒَﻄَ ُ داءٌ ﯾﺼﯿﺐ اﻟﺒﻄْﻦ. ب -ﻋ ﻦ ﻋﻘﺒ ﺔ ﺑ ﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ tأن رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " ﺧﻤ ﺲٌ ﻣَ ﻦ ﻗُ ﺒﺾ ﻓ ﻲ
ﺷ ﻲءٍ ﻣ ﻨﮭﻦ ﻓﮭ ﻮ ﺷ ﮭﯿﺪ :اﻟﻤﻘﺘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺷ ﮭﯿﺪ ،واﻟﻐَ ﺮِق ﻓ ﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺷﮭﯿﺪ ،واﻟﻤﺒﻄﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺷﮭﯿﺪ ،واﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺷﮭﯿﺪ ،واﻟﻨﱡﻔَﺴﺎء ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ﺷ ﮭﯿﺪ " رواه اﻟﱠﻨ ﺴﺎﺋﻲ .ودﻻﻟ ﺔ ھ ﺬﯾﻦ اﻟﺤﺪﯾﺜﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل واﺿﺤﺔ. 199
وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻏﺮق ﻓﻲ ﺑﺮك اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﺎدق اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻟﯿﺲ ﺷﮭﯿﺪاً وﺳﯿﺤﺎﺳﺒﮫ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﻘﮫ وﻣﻌﺼﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻜ ﺎن اﻟﻤﻮﺑ ﻮء ،وﻣ ﻦ ﻣ ﺎت ﻣﺤﺘﺮﻗ ﺎً ﺑﺎﻟﻨ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺨﻤ ﺎرة ﻟ ﯿﺲ ﺷ ﮭﯿﺪًا وﺳﯿﻌﺎﻗﺒﮫ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺮة اﻟﺨﻤﺮة وﯾ ﺴﻘﯿﮫ ﻣ ﻦ ﻃﯿﻨ ﺔ اﻟﺨﺒ ﺎل ﻛﻤ ﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﺬﻟﻚ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ،وﻻ ﯾﻨﻔﻊ ھﺬا أو ذاك ھ ﺬه اﻟﻤﯿﺘ ﺔ أو ﺗﻠ ﻚ ،ﻓﮭ ﻲ ﻣﯿﺘﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،ﺑﻞ ھﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺸﯿﻄﺎن. وﻗ ﺪ اﺧﺘﻠ ﻒ ﻟﻠﻔﻘﮭ ﺎء ﻓ ﻲ ﻋ ﺪد اﻷﺻ ﻨﺎف اﻟﺘ ﻲ َﯾ ﺪﺧﻞ أﺻ ﺤﺎﺑُﮭﺎ اﻟﺠﻨ َﺔ ﺑﺎﻟﺸﮭﺎدة ،ﻓﻤﻨﮭﻢ ﻣﻦ ذﻛ ﺮ ﺧﻤ ﺴﺔ أﺻ ﻨﺎف ،وﻣ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ ذﻛ ﺮ ﺗ ﺴﻌﺔ ،وﻣ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ أوﺻ ﻠﮭﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺸﺮﯾﻦ ،وﻧﺤ ﻦ ﻧﻘ ﻮل ﺑﺎﺣﺘﻤ ﺎل أن ﺗ ﺼﻞ ھ ﺬه اﻷﺻ ﻨﺎف إﻟ ﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻨﻒ ،وﻻ ﻗﯿﻤ ﺔ ﻟﻜ ﻞ ذﻟ ﻚ إذا ﻋﻠﻤﻨ ﺎ أن أﺻ ﺤﺎب ھ ﺬه اﻷﻧ ﺼﺎف ﺷ ﮭﺪاء إن ھﻢ ﻣ ﺎﺗﻮا ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺨ ﺮوج ﻟﻠﺠﮭ ﺎد واﻟﻘﺘ ﺎل ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﺤ ﺴﺐ ،أﻣ ﺎ إن ﻗﺘﻠ ﻮا أو ﻣ ﺎﺗﻮا ﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﻠﯿ ﺴﻮا ﺷ ﮭﺪاء ،ﺳ ﻮاء أﻛ ﺎﻧﻮا ﺧﻤ ﺴﺔ أم ﻋﺸﺮﯾﻦ أم ﻣﺎﺋﺔ. ﺐ أﻣ ﻮال اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﺤﺎرﺑ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أراﺿ ﯿﮭﺎ أم ﻻ ﻣ ﻊ ) (6اﻟﺴﺆال :ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻧﮭ ُ اﻷدﻟ ﺔ ؟ وھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﺷ ﺮا ُء ﺑ ﻀﺎﻋﺔٍ ﻣ ﺴﺮوﻗﺔ أو ﻣﻨﮭﻮﺑ ﺔ ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﺤﺎرﺑﺔ ؟ ) (6اﻟﺠﻮاب :ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻤﺎدة 178ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ] وأﻣﺎ اﻟﺬﯾﻦ وُﺟ ﺪت ﺣﺎﻟ ُﺔ اﻟﺤ ﺮب اﻟﻔﻌﻠﯿ ﺔ ﺑﯿﻨﻨ ﺎ وﺑﯿ ﻨﮭﻢ ،وﻟ ﻢ ﻧﻌﻘ ﺪ ﺻ ﻠﺤﺎً ﻣﻌﮭ ﻢ ﻓ ﺈﻧﮭﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮن ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣﻮال ﻛﺤﺎل اﻟﻤﺤﺎرِب ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،ﻓ ﺪﻣﺎؤُھﻢ ﺣ ﻼل، وأﻣ ﻮاﻟُﮭﻢ ﺣ ﻼل ،إﻻ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣ ﻨﮭﻢ [ وھ ﺬا اﻟﺤﻜ ﻢ ﻣﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﺮﺑﯿﺔ .أﻣﺎ اﻟﯿﻮم وﻧﺤﻦ ﺑﻼ دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ وﺑ ﻼ ﺟﯿ ﻮشٍ ﻓﺎﺗﺤ ﺔ، ﻼ ﺑﻌﮭ ِﺪ أﻣﺎنٍ واﺳﺘﺌﻤﺎن ﺣ ﺮم ﻓﺈن اﻟﻤﺴﻠﻢ إن دﺧﻞ ﺑﻼد اﻟﻜﻔﺎر اﻟﻤﺤﺎرﺑﯿﻦ ﻓﻌ ً ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺨﻔِﺮ ھﺬا اﻟﻌﮭﺪ ،أﻣ ﺎ إن ﺗﻤ ﱠﻜ ﻦ ﻣ ﻦ دﺧ ﻮل ﺗﻠ ﻚ اﻟ ﺒﻼد ﺑ ﺪون ﻋﮭ ﺪ ق أرواﺣِﮭ ﻢ ،ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻛﻤ ﺎ ﻟ ﻮ ﻛ ﺎن ن ﺟﺎزﻟﮫ أﺧ ُﺬ أﻣﻮاﻟِﮭﻢ وإِزھ ﺎ ُ ن واﺳﺘﺌﻤﺎ ٍ أﻣﺎ ٍ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻌﮭﻢ .وأﻣﺎ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﻨﮭﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد ﻓﺈنﱠ ﺣﺎﻟﮭ ﺎ ﻛﺤ ﺎل ن ,وﺗﺤﻞﱡ ﻟﻐﯿﺮه. ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ﻻ ﺗﺤ ﱡﻞ ﻟﻤﻦ دﺧﻞ ﺑﻌﮭﺪ أﻣﺎ ٍ
200
اﻟﺒـــﺎب اﻟﺜﺎﻣـــــــﻦ ﻣﻨﻮﱠﻋــــﺎت ) (1ﺳﺆال :ﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﻜﺤﻮل ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺎت ﻛﺜﯿﺮة ﻣﻨﮭ ﺎ اﻷدوﯾ ﺔ واﻟﻌﻄ ﻮر، وﻧﻌﻠﻢ أن اﻟﻜﺤﻮلَ ﻣﺴﻜﺮةٌ ،وأﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﻤﺮ ،ﻓﮭﻞ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷدوﯾﺔ اﻟﻤﺤﺘﻮﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺤﻮل ،وھﻞ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻌﻄﺮ ﺑﺎﻟﻌﻄﻮر اﻟﻤﺤﻠﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل ؟ ن ﻧﺎﺳًﺎ ن اﻟﻜﺤﻮل _ واﻟﻌﺮب ﺗﺴﻤﯿﮭﺎ اﻟ َﻐﻮْل _ ﻣﺴﻜﺮةٌ ،ﺣﺘﻰ إ ﱠ ) (1اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ إ ﱠ ﯾﺸﺮﺑﻮﻧﮭﺎ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ اﻟ ﺴﱡﻜﺮ ،وﻣ ﺎ داﻣ ﺖ اﻟﻜﺤ ﻮل ﻣ ﺴﻜﺮ ًة ﻓﮭ ﻲ ﺧﻤ ﺮ وھ ﻲ ﺣﺮام ،ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ tﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rﻗﺎل " ﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮٍ ﺣﺮام وﻛ ﻞ ﻣ ﺴﻜﺮٍ ﺧﻤﺮ" رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ وﻣﺴﻠﻢ واﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ .ﻓﺎﻟﻜﺤﻮل ﺧﻤﺮ ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣ ﺎ ﯾﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻤ ﺮ ﺳ ﻮاء ﺑ ﺴﻮاء .وﻗ ﺪ أَ َﻣ ﺮ اﻟ ﺸﺮع اﻟﺤﻨﯿ ﻒ ﺑﺎﺟﺘﻨ ﺎب اﻟﺨﻤ ﺮ ،وﺟﻌ ﻞ ﻋﻘﻮﺑ ﺔ ﺷ ﺮﺑﮭﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺪود ،ﻓ ﻼ ﯾﺤ ﻞ ﻟﻤ ﺴﻠﻢ أن ﯾ ﺸﺮب اﻟﺨﻤﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎً ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺤﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﯾﺸﺮب اﻟﻜﺤﻮل وﻻ أن ﯾﺸﺮب أي ﺳ ﺎﺋﻞ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻓﯿ ﮫ اﻟﻜﺤ ﻮل ،ﺳ ﻮاء أﻛ ﺎن ھ ﺬا اﻟ ﺴﺎﺋﻞ ﻋﻼﺟ ًﺎ ودواء ،أم ﻛ ﺎن ﻏﯿ ﺮ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻜ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺣ ﺮام ﻻ ﯾﺠ ﻮز ،وھ ﺬا اﻟﺤﻜ ﻢ ﻋ ﺎم وﯾﺒﻘ ﻰ ﻋﺎﻣ ﺎً ﻟ ﻢ ﯾﺨﺼﱢﺼﮫ ﻣﺨﺼﱢﺺ ﻣﻦ ﻗ ﺮآن أو ﺣ ﺪﯾﺚ ،ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺎءت اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﺗ ﻨﺺ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤ ﺮﯾﻢ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﺨﻤ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺪاوي ،وﺟ ﺎءت اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﺗﻨﻔ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺨﻤ ﺮ ﺻ ﻔﺔ اﻟ ﺪواء واﻟﻌ ﻼج وﺗ ﺼﻔﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭ ﺎ داء ،وذﻟ ﻚ رداً ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﻌﺘﺒﺮھﺎ دواء وﻋﻼﺟﺎً ،ﻣﻤﺎ ﻻ ﯾﺪع ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﺑﺤُﺮﻣ ِﺔ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﻼج ﻛﺤﺮﻣﺘﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎﻻت ،ﻓﻌ ﻦ واﺋ ﻞ اﻟﺤ ﻀﺮﻣﻲ أن ﻃ ﺎرق اﺑ ﻦ ﺳُ ﻮَﯾﺪ اﻟﺠُﻌﻔ ﻲ " ﺳ ﺄل اﻟﻨﺒ ﻲ rﻋ ﻦ اﻟﺨﻤ ﺮ ،ﻓﻨﮭ ﺎه أو ﻛ ﺮه أن ﯾ ﺼﻨﻌﮭﺎ، ﻓﻘﺎل :إﻧﻤﺎ أﺻﻨﻌﮭﺎ ﻟﻠﺪواء ،ﻓﻘﺎل :إﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﺑﺪواء وﻟﻜﻨﮫ داء " رواه ﻣﺴﻠﻢ واﻟﺘﱢﺮﻣ ﺬي واﻟ ﺪﱠارﻣﻲ وأﺑ ﻮ داود ،ورواه اﺑ ﻦ ِﺣﺒﱠ ﺎن وﻟﻔﻈ ﮫ " إﱠﻧ ﺎ ﻧ ﺼﻨﻊ اﻟﺨﻤﺮ ،ﻓﻨﮭﺎه ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻘ ﺎل :إِﻧﻤ ﺎ ﻧﺘ ﺪاوى ﺑﮭ ﺎ ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rﻟﯿ ﺴﺖ ﺣﺒﱠﺎن ﺑﻠﻔﻆ " ﻗﻠ ﺖ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ، ﺑﺪواء إﻧﮭﺎ داء " وﻓﻲ رواﯾﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻻﺑﻦ ِ إنْ ﺑﺄرﺿ ﻨﺎ أﻋﻨﺎﺑ ﺎً ﻧﻌﺘ ﺼﺮُھﺎ ،وﻧ ﺸﺮب ﻣﻨﮭ ﺎ ،ﻗ ﺎل :ﻻ ﺗ ﺸﺮب ،ﻗﻠ ﺖ: أﻓﻨﺸﻔﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﻤﺮض ؟ ﻓﻘﺎل رﺳﻮل اﷲ :rإﻧﻤﺎ ذﻟﻚ داء وﻟﯿﺴﺖ ﺑﺸﻔﺎء" وروى ﺣ ﺴﺎن ﺑ ﻦ ﻣﺨ ﺎرق ﻗ ﺎل :ﻗﺎﻟ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ "اﺷ ﺘﻜﺖ ت ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻮز ،ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻨﺒﻲ rوھﻮ ﯾﻐﻠﻲ ،ﻓﻘﺎل :ﻣ ﺎ ھ ﺬا ؟ اﺑﻨ ٌﺔ ﻟﻲ ﻓﻨﺒﺬ ُ ت ﻟﮭ ﺎ ھ ﺬا ،ﻓﻘ ﺎل :rإن اﷲ ﻟ ﻢ ﯾﺠﻌ ﻞ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :إن اﺑﻨﺘ ﻲ اﺷ ﺘﻜﺖ ﻓﻨﺒ ﺬ ُ 201
ﺷﻔﺎءَﻛﻢ ﻓﻲ ﺣﺮام " رواه اﺑﻦ ِﺣﺒﱠﺎن .وﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد tﻓ ﻲ اﻟ ﺴﻜﺮ " إن ﺣﺮﱢم ﻋﻠﯿﻜﻢ " ذﻛﺮه اﻟﺒﺨﺎري ﺗﻌﻠﯿﻘﺎً .وﻋ ﻦ أﺑ ﻲ اﷲ ﻟﻢ ﯾﺠﻌﻞ ﺷﻔﺎءَﻛﻢ ﻓﯿﻤﺎ ُ اﻟ ﺪرداء tﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ " rإن اﷲ أﻧ ﺰل اﻟ ﺪاء واﻟ ﺪواء وﺟﻌ ﻞ ﻟﻜﻞ داءٍ دواءً ﻓﺘﺪاووا وﻻ َﺗﺪَا َووْا ﺑﺤﺮام " رواه أﺑﻮ داود. ﻓﺎﻟﺨﻤﺮ داء وﻟﯿﺴﺖ ﺑﺪواء وﻟﯿﺴﺖ ﺑﺸﻔﺎء ،وﻣﺎ داﻣﺖ اﻟﺨﻤ ﺮ ھﻜ ﺬا ﻓ ﻼ ﯾﺤ ﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ واﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ أن ُﯾ َﻜﺬﱢب رﺳﻮ َل اﷲ rﺑﺎﻻدﱢﻋ ﺎء أﻧﮭ ﺎ دواء، وُﯾﺠِﯿﺰ ﺗﻌﺎﻃﯿَﮫ. ﻧﻌﻢ إن اﻟﺨﻤﺮَ ﺷ ﺮابٌ ﻣﺤ ﺮﱠم ﻻ ﺷ ﻚ ﻓ ﻲ ﺣﺮﻣﺘ ﮫ ،وإن اﻟﺨﻤ ﺮ ﺷ ﺮاب ﺧﺒﯿﺚ ﺑ ﻼ ﺷ ﻚ ،وإنﱠ اﻟﺮﺳ ﻮل rﻗ ﺪ ﻧﮭﺎﻧ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺘ ﺪاوي ﺑﺎﻟ ﺸﺮاب اﻟﺨﺒﯿ ﺚ، ﻓﻌ ﻦ أﺑ ﻲ ھﺮﯾ ﺮة رﺿ ﻲ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل " ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ rﻋ ﻦ اﻟ ﺪواء اﻟﺨﺒﯿ ﺚ " رواه أﺑ ﻮ داود وأﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي .ﻓ ﺎﻟﺨﻤﺮ ﺷﺮاب ﺧﺒﯿﺚ ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ُوﺻِﻔﺖ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﺑﺄﻧﮭﺎ أُ ﱡم اﻟﺨﺒﺎﺋ ﺚ .ﻓﮭ ﺬه اﻷﻗ ﻮال ﻣﻨﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم " ﻓﻲ ﺣﺮام " " ،وﻻ ﺗﺪاووْا ﺑﺤﺮام " " ،اﻟﺪواء اﻟﺨﺒﯿﺚ " وﻛﺬﻟﻚ ﻧﮭُﯿ ُﮫ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاوي ﺑ ﺎﻟﺨﻤﺮ ﯾ ﺸﻤﻞ ﻛ ﻞ ﻧﺠ ﺲ وﺣ ﺮام ،وﻟ ﻢ ﺤ ﺮﱠم ﻣ ﻦ ھ ﺬا اﻟﻌﻤ ﻮم ،وﻟ ﺬا ﯾﻈ ﻞ ي ُﻣ َ ﯾ ﺴﺘﺜﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل rأﯾ َﺔ ﻧﺠﺎﺳ ﺔ وﻻ أ ﱠ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮام وﻛﻞ ﻧﺠﺲ. وأﻧﺎ ﻻ أﻋﻠﻢ ﻓﻘﮭﯿﺎً أﺣﻞﱠ اﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﻨﺠﺲ وﺑ ﺎﻟﺤﺮام وﺑ ﺎﻟﺨﻤﺮ وﺑ ﺎﻟﻜﺤﻮل ﻄ ﻮْا اﻟﺨﻤ ﺮ ﻟﻠﺘ ﺪاوي ﺣﻜ َﻢ اﻟﻜﺮاھ ﺔ إﻻ ﻣ ﺎ رُوي ﻋ ﻦ ﻋ ﺪد ﻣ ﻨﮭﻢ أﻧﮭ ﻢ أﻋ َ ﻞ أو ﻋُ َﺮ ْﯾ َﻨ َﺔ ﺑ ﺸُﺮب ﻣ ﺴﺘﺪﻟﯿﻦ ﺑ ﺪﻟﯿﻠﯿﻦ اﺛﻨ ﯿﻦ أﺣ ﺪھﻤﺎ أﻣ ﺮُه rﻧﺎﺳ ﺎً ِﻣ ﻦ ﻋُ َﻜ ٍ أﺑ ﻮال اﻹﺑ ﻞ وأﻟﺒﺎﻧﮭ ﺎ ﻟﻠﺘ ﺪاوي ،وﺛﺎﻧﯿﮭﻤ ﺎ إذﻧ ﮫ rﻟﻌﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ ﻋ ﻮف واﻟﺰﺑﯿﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻮام ﺑﻠﺒﺲ ﺛﯿﺎب اﻟﺤﺮﯾﺮ ﻟﺤﻜﱠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﮭﻤ ﺎ .ﻓﻌ ﻦ اﻷول ﻗ ﺎﻟﻮا: إن أﺑﻮال اﻹﺑﻞ ﻧﺠﺴﺔ وﻣﻊ ذﻟﻚ أﻣﺮھﻢ رﺳﻮل اﷲ rﺑﺸﺮﺑﮭﺎ ﻟﻠﺘﺪاوي ،وﻋﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎﻟﻮا :إن ﻟ ﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ ﻟﻠﺮﺟ ﺎل ﺣ ﺮام ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ َأذِن رﺳ ﻮل اﷲ r ﻟﮭﺬﯾﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﯿﯿﻦ ﺑﻠﺒﺴﮫ ﺑ ﺴﺒﺐ ﻣ ﺮض اﻟﺤ ﱠﻜ ﺔِ ،وأن ذﻟ ﻚ ﻣﻨ ﮫ rﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز اﻟﺘ ﺪاوي ﺑ ﺎﻟﻨﺠﺲ وﺑ ﺎﻟﺤﺮام وأن اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻨﺎھﯿ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺘ ﺪاوي ﺑﺎﻟﺤﺮام ُﺗﺤْﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮاھﺔ وﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﯾﻢ .ﻓﻨﻘﻮل ﻟﮭﺆﻻء ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: أﻣﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷول ﻓﻼ ﯾﺘﻌﺎرض ﻣﻊ أﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻨﮭ ﻲ ،وإﻧﻤ ﺎ ﻛ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻣﻨﮫ rﺑﺸﺮب أﺑﻮال اﻹﺑﻞ ﻷن أﺑﻮال اﻹﺑﻞ ﻟﯿﺴﺖ ﻧﺠﺴﺔً ﻋﻠﻰ اﻟﺮأي اﻟﺮاﺟﺢ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻓﺄﺑﻮال اﻹﺑﻞ وأﺑ ﻮال اﻟﻐ ﻨﻢ وأرواث اﻟ ﺪواب ﻟﯿ ﺴﺖ ﻧﺠ ﺴﺔ وﻟﺬا ﺟﺎز اﻟﺘﺪاوي ﺑﮭﺎ ،وﻻ أرﯾﺪ اﻟﺪﺧﻮل ھﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻔ ﺼﯿﻞ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ ،ﻷنﱠ ﻟﮫ ﻣﻜﺎﻧﺎً آﺧﺮ ،وﯾﻜﻔﻲ أن أﺷﯿﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺮﺳﻮل rﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻓ ﻲ ﻣ ﺮاﺑﺾ 202
اﻟﻐﻨﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮاﺑﺾ ﻣﻦ أﺑﻮال ،وأن ﻧﮭﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻃﻦ اﻹﺑﻞ ﻟﯿﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺠﺎﺳﺔ اﻟﻤﻮﺿﻊ ،وإﻧﻤ ﺎ ﺧ ﺸﯿ َﺔ اﻟﺘ ﺄذﱢي ﻣﻨﮭ ﺎ ﺣ ﯿﻦ اﻟ ﺼﻼة ﺳ ﺌِﻞ رﺳ ﻮل اﷲ r ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺆذي ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮭﺎ ،ﻓﻌﻦ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎزب tﻗﺎل " ُ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﻣﺒﺎرك اﻹﺑﻞ ﻓﻘﺎل :ﻻ ﺗﺼﻠﻮا ﻓﻲ ﻣﺒﺎرك اﻹﺑﻞ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﯿﺎﻃﯿﻦ ،وﺳُﺌﻞ ﻋﻦ اﻟﺼﻼة ﻓﻲ ﻣﺮاﺑﺾ اﻟﻐﻨﻢ ﻓﻘﺎل :ﺻﻠﻮا ﻓﯿﮭﺎ ﻓﺈﻧﮭ ﺎ ﺣﺒﱠ ﺎن .ﻓﻜ ﻮن اﻟﺮﺳ ﻮل r ﺑﺮﻛ ﺔ " رواه أﺑ ﻮ داود واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ وأﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻦ ِ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺮاﺑﺾ اﻟﻐﻨﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﺑﻮالٍ ،وﻛﻮﻧﮫ ﯾﺄﻣﺮ ﺑﺸﺮب أﺑﻮال اﻹﺑﻞ ﻟﻠﺘﺪاوي ،وﻛﻮﻧﮫ ﯾﻨﮭﻰ ﻋﻦ اﻟ ﺪواء اﻟﻤﺤ ﺮم واﻟ ﺪواء اﻟﺨﺒﯿ ﺚ ﻓ ﺈن ذﻟ ﻚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻃﮭﺎرة أﺑﻮال اﻹﺑﻞ وأﺑﻮال اﻟﻐﻨﻢ .وأﻣﺎ أرواث اﻟﺪواب ﻓﮭﻲ أﯾ ﻀﺎً ﻃ ﺎھﺮة ،وﻛ ﻮن رﺳ ﻮل اﷲ rﻧﮭ ﻰ ﻋ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻨﺠﺎء ﺑ ﺎﻷرواث ﻓﻠ ﯿﺲ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺠﺎﺳ ﺘﮭﺎ ،وإﻧﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﻧﮭﯿ ﮫ ﻋ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻨﺠﺎء ﺑﮭ ﺎ ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﺑﻘ ﺎء اﻷرواث ﻃﺎھﺮة ﻷﻧﮭﺎ ﻃﻌﺎم إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ ،وﯾﻜﻔ ﻲ أن أذﻛ ﺮ ھﻨ ﺎ ﺣ ﺪﯾﺜًﺎ واﺣﺪًا ھﻮ ﻣﺎ رواه اﺑ ﻦ ﻣ ﺴﻌﻮد tأن اﻟﻨﺒ ﻲ rﻗ ﺎل " ﻻ ﺗ ﺴﺘﻨﺠﻮا ﺑ ﺎﻟﺮﱠوْث وﻻ ﺑﺎﻟﻌﻈ ﺎم ،ﻓﺈﻧ ﮫ زادُ إِﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﻦ " رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي ،ورواه اﺑ ﻦ ﺧُﺰَﯾﻤ ﺔ ﺑﻠﻔ ﻆ " ﻻ ﺗ ﺴﺘﻨﺠﻮا ﺑ ﺎﻟﻌﻈﻢ وﻻ ﺑ ﺎﻟﺒﻌﺮ ،ﻓﺈﻧ ﮫ زاد إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻦ " واﻟﻤﻌﻠﻮمُ أن إﺧﻮاﻧﻨ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﻦ ﯾ ﺄﻛﻠﻮن اﻟﻄﻌ ﺎم اﻟﻄ ﺎھﺮ ،ﻓ ﺎﻷﺑﻮال ﻃ ﺎھﺮة واﻷرواث ﻃ ﺎھﺮة ،ﻓ ﻼ ﺗﻌ ﺎرض ﺑ ﯿﻦ أﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻨﮭ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪواء اﻟﺨﺒﯿﺚ وﺑﯿﻦ أﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺘﺪاوي ﺑﺄﺑﻮال اﻹﺑﻞ. ﻞ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ واﻟﺰﺑﯿ ﺮ ،ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺤ ﱠﻜ ِﺔ ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ِ أﻣﺎ ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ ﻟﻠ ﱠ ﺺ اﻟﻨﺒﻲ rﻟﻠﺰﺑﯿﺮ وﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﻲ ﺧ َ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬي رواه أﻧﺲ tﻗﺎل " ر ﱠ
ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ ﻟﺤﻜﱠﺔٍ ﺑﮭﻤﺎ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣ ﺬي وأﺑ ﻮ داود .ورواه ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻠﻔ ﻆ " إن ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ ﻋ ﻮف واﻟﺰﺑﯿ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻮام ﺺ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ ﻓ ﻲ َﻏ ﺰَا ٍة ﺷ َﻜﻮَا إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ rاﻟﻘﻤ َﻞ ،ﻓﺮﺧﱠﺺ ﻟﮭﻤﺎ ﻓﻲ ُﻗ ُﻤ ِ ﻟﮭﻤﺎ ". ﻓﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻼج ،وﻻ ﯾُ ﺪ َرجُ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب اﻟﺘ ﺪاوي، وإﻧﻤ ﺎ ﻣﻜﺎﻧ ﮫ ﺑ ﺎبُ اﻟ ﱡﺮﺧَﺺ ﻟﻠﻤ ﺮﯾﺾ ،ﻓﻠ ﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ ﻟ ﯿﺲ دواء وﻟ ﯿﺲ ﻋﻼﺟ ﺎً ،وﻻ ﯾ ﺼﻨﱠﻒ ﻓ ﻲ ﻗﺎﺋﻤ ﺔ اﻟﻌﻼﺟ ﺎت واﻷدوﯾ ﺔ ﻟﻤ ﺮض اﻟﺤﻜ ﺔ ،وإﻧﻤ ﺎ ﯾﻘﺎل إن اﻟﺤﻜﺔ ﻣﺮض ﯾُﺮﺧﱠﺺ ﻟﺼﺎﺣﺒﮭﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾﺮ .وﺑﺤﺚ اﻟ ﱡﺮﺧَﺺ ﻣﻌﻠﻮ ٌم ﻓﻲ اﻟﻔﻘ ﮫ وھ ﻲ ﺣ ﺎﻻت اﺳ ﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﯾﺠ ﻮز ﻓﯿﮭ ﺎ ﻟﻠﻤ ﺮﯾﺾ ﻣ ﺎ ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻐﯿﺮه ،ﻓﺎﻟﻤﺮﯾﺾ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﯾُﺮﺧﱠﺺ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻹِﻓﻄﺎر وﻻ ﯾُﻘﺎل إِن اﻹﻓﻄﺎر ﻋﻼج ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ اﻟﺼﺎﺋﻢ ،وإﻧﻤﺎ ﯾﻘﺎل ھﻮ رﺧﺼﺔ ،واﻟﻤﺮﯾﺾ ﯾُﺮﺧﱠﺺ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻗﺎﻋﺪاً ،وﻻ ﯾﻘﺎل إن اﻟﺼﻼة ﻗﺎﻋﺪًا ﻋﻼجٌ ،وإﻧﻤﺎ ﯾﻘ ﺎل ھ ﻲ رﺧ ﺼﺔ، 203
واﻟﻤﺮﯾﺾ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺎء ﯾﻀﺮه ﯾُﺮﺧﱠﺺ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺘ ﯿﻤﻢ ﻣ ﻊ وﺟ ﻮد اﻟﻤ ﺎء وﻻ ﺺ ﻟ ﮫ ﻓ ﻲ ﻟ ﺒﺲ ﺧ ُ ﯾﻘﺎل إن اﻟﺘﯿﻤﻢ ﻋﻼج .وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﺎﻟﺤﻜ ﺔ ﻓﺈﻧ ﮫ ُﯾ َﺮ ﱠ ﺺ ﺧ ُ اﻟﺤﺮﯾﺮ ،وﻟﯿﺲ ﻟﺒﺲ اﻟﺤﺮﯾ ﺮ ﻋﻼﺟ ﺎً ،وإﻧﻤ ﺎ ھ ﻮ رﺧ ﺼﺔ ،وھﻜ ﺬا اﻟ ﱡﺮ َ ﻛﻠﮭ ﺎ ﺣ ﺎﻻت اﺳ ﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﯾُﺒ ﺎح ﻓﯿﮭ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﺤ ﺮام أو ﺗ ﺮك اﻟﻮاﺟ ﺐ وﻟﯿ ﺴﺖ ﻋﻼﺟﺎت وﻟﯿﺴﺖ أدوﯾﺔ ،واﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﯿﻨﮭﺎ ھﻮ دﻓﻊ اﻟﻤﺸﻘﺔ واﻷذى ﻋﻦ اﻟﻤﺮﯾﺾ. وھﻜ ﺬا ﯾﻈﮭ ﺮ أن ﻣ ﺎ ﯾ ﺴﺘﺪل ﺑ ﮫ اﻟﻘ ﺎﺋﻠﻮن ﺑﺠ ﻮاز اﻟﺘ ﺪاوي ﺑ ﺎﻟﺤﺮام أوﺑﺎﻟﻨﺠﺲ ﻣﻊ اﻟﻜﺮاھﺔ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ دﻟﯿﻼً ﻟﮭﻢ ،وﻟﯿﺲ ھﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷُﺒﮭﺔ ﻋﻨﺪ ھﺆﻻء ،واﻟﺼﻮاب اﻟﻤﺘﻌﯿﻦ اﻟﺬھﺎبُ إﻟﯿﮫ ھﻮ اﻟﻘ ﻮل إن اﻟﺘ ﺪاوي ﺑ ﺎﻟﻨﺠﺲ واﻟﺘﺪاوي ﺑﺎﻟﺤﺮام ﺣﺮام ،ﻷن ﺷﺮب اﻟﻨﺠﺲ ﺣ ﺮام ،وﺷ ﺮب اﻟﺤ ﺮام ﺣ ﺮام، وﻟﯿﺲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ أﺣﺎدﯾﺚ ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ ﺣﺘ ﻰ ﯾُ ﺼﺎر إﻟ ﻰ اﻟﺘﺄوﯾ ﻞ ،ﻓﻠْﯿﻨﺘ ﮫ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻲ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻤﺮﻛﱠﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل ،وﻟْﯿﺤﺬروا ﻣﻦ اﻟﺘﱠﻄﯿﱡ ﺐ ﺑﺎﻟﻌﻄﻮر اﻟﻤﺤﻠﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮل ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻛﻠﱠﮫ ﺣﺮام ﻻ ﯾﺠﻮز. وھﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿ ﺔ :إن ﻣ ﻦ اﻟﻜﺤ ﻮل ﻣ ﺎ ھ ﻮ ﺳ ﺎ ﱞم وﻟ ﯿﺲ ﺑﻤﺴﻜﺮ ،ﻓﺎﻟﻜﺤﻮل اﻟﻤ ﺴﻜﺮة ھ ﻲ اﻟﻤﻘ ﺼﻮدة ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﺠ ﻮاب ،أﻣ ﺎ اﻟﻜﺤ ﻮل ﻏﯿﺮ اﻟﻤُﺴﻜﺮة ﻓﺠﺎﺋﺰٌ اﻟﺘﺪاوي ﺑﮭﺎ ،وﺟﺎﺋﺰٌ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭُﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻄ ﻮر وﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻌﻄﻮر ،ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ﺧﻤﺮاً ،وﻟﯿﺴﺖ ﻧﺠﺴﺔ ،ﻓﺎﻗﺘﻀﻰ اﻟﺘﻨﻮﯾﮫ. ) (2اﻟ ﺴﺆال :ھ ﻞ آﺛ ﻢ أﻧ ﺎ إذا ﺳ ﻤﻊ أوﻻدي اﻟ ﺼﻐﺎر اﻷﻏ ﺎﻧﻲ واﻟﻤﻮﺳ ﯿﻘﻰ ،ﺧﺎﺻ ﺔً ﻓ ﻲ دﻋﺎﯾﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮن ،ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﺄن ذﻟﻚ ﯾﺴﻌﺪھﻢ ﺑﯿﻨﻤ ﺎ ھ ﻢ ﻻ ﯾ ﺴﻜﺘﻮن أﺑ ﺪًا ﻋﻨ ﺪ ﻗ ﺮاءة اﻟﻘﺮآن وﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﻋ ﺪة ﻣ ﺮات إِﺳ ﻤﺎﻋﮭﻢ اﻟﻘ ﺮآن دون ﺟ ﺪوى ﻷﻧﮭ ﻢ ﻻ ﯾﮭ ﺪأون ﻣﻤ ﺎ ﯾ ﻀﻄﺮﻧﻲ ﻹﻏ ﻼق اﻟﺮادﯾ ﻮ ،وﻟﻜ ﻨﮭﻢ ﯾُﻨ ﺼﺘﻮن ﺗﻤﺎﻣ ﺎً ﻟ ﻸذان وﻟﻠ ﺼﻼة اﻟﺘ ﻲ ﺗُﻨﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﯾ ﻮن ،ﻓﻤ ﺎذا أﻓﻌ ﻞ ﻷﻋ ﻮﱢدھﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺐ اﻟﻘ ﺮآن و ُﻛ ﺮْ ِه اﻷﻏﺎﻧﻲ؟ ) (2اﻟﺠ ﻮاب :ﻻ إﺛ ﻢ ﻋﻠﯿ ﻚ إن ﺳ ﻤﻊ أوﻻدك اﻟ ﺼﻐﺎر اﻷﻏ ﺎﻧﻲ واﻟﻤﻮﺳ ﯿﻘﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺮادﯾﻮ واﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮن ،وﻛﺬﻟﻚ ﻻ إﺛﻢ ﻋﻠﯿﻚ إن رﻓﺾ أوﻻدك اﻟ ﺼﻐﺎر ﺳ ﻤﺎعَ اﻟﻘﺮآن ﻓﻲ اﻟﺮادﯾﻮ واﻟﻤﺴﺠﱢﻞ واﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮن ،ﻷن اﻷوﻻد اﻟﺼﻐﺎر دون اﻟﺒﻠﻮغ ن اﻟﻘﻠﻢ ﻣﺮﻓ ﻮع ﻞ ﺷﺮﻋﺎً ،ﻷ ﱠ ﺤﺮُم ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻌ ٌ ﻞ ﺷﺮﻋﺎً ،وﻻ َﯾ ْ ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻓﻌ ٌ ﻋ ﻨﮭﻢ ،وﻣ ﺎ داﻣ ﻮا ﻻ ﯾ ﺄﺛﻤﻮن ﻓﻜﯿ ﻒ ﺗ ﺄﺛﻤﯿﻦ أﻧ ﺖ ؟ ﺛ ﻢ إن ﺳ ﻤﺎع اﻷﻏ ﺎﻧﻲ واﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻰ ﻏﯿﺮ ﺣ ﺮام ،ﺑ ﻞ ھ ﻮ ﺟ ﺎﺋﺰ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮأي اﻷﺻ ﺢ ،أﻣ ﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺘ ﻚ ﺗﻌﻮﯾ ﺪ أوﻻدك اﻟ ﺼﻐﺎر ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻤﺎع اﻟﻘ ﺮآن ﻓﺘﻜ ﻮن ﺑ ﺪون زﺟ ٍﺮ وﺗﻌﻨﯿ ﻒٍ، وإﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﻠﻄﻒ وﻃﻮل اﻟﺒﺎل ،وﯾﻤﻜﻨ ﻚ أن ﺗﻔﺘﺤ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺮآن ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﯾﻜ ﻮن أﺣﺪ أﻃﻔﺎﻟﻚ وﺣﺪه ﻣﻌﻚ ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾﺠ ﺪ ﻣ ﻦ ﯾﻠﻌ ﺐ ﻣﻌ ﮫ ،أو ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﯾ ﻀﻌﻮن 204
رؤوﺳﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺪاﺗﮭﻢ ﻗﺒﯿﻞ اﻟﻨ ﻮم ﻓ ﻼ ﯾﻠﻌﺒ ﻮن وﻻ ﯾﺘﺤﺮﻛ ﻮن ،ﻓﻔ ﻲ ھ ﺎﺗﯿﻦ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ﻻ ﯾﻤﻠ ﻚ اﻟﻄﻔ ﻞ إﻻ أن ﯾ ﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﻘ ﺮآن ،وﻣ ﺮ ًة ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺮة ﺳ ﺘﻨﺠﺤﯿﻦ ﺑﺈذن اﷲ ﻓﻲ ﺗﻌﻮﯾﺪ أﻃﻔﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ. ) (3اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻲﱠ اﻟ ﺴﻔﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﻼد إذا ﻋﻠﻤ ﺖ أن اﻟﺤ ﺮب ﺳ ﺘﻘﻊ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻲ ﻧ ﺼﯿﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﺆوﻟﯿﺔ وھﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل أن أﻣﻮت أﻧﺎ أو أوﻻدي اﻟﺬﯾﻦ ﻋﻠ ﱠ ﻋﻦ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ،وھﻞ أﻛﻮن ﻛﻤﻦ أﻋﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﮫ إذا ﺑﻘﯿﺖ ﻓﯿﮭﺎ واﺣﺘﻄ ﺖ وأﺧﺬت ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﺻﻮل اﻟﻘﻨﺎﺑ ﻞ إﻟﯿﻨ ﺎ ،ﺛ ﻢ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺖ ﻣﺜﻼً ،أم أﻛﻮن ﺷﮭﯿﺪة ،وﻻ أُﺣﺎﺳ ﺐ ﻣﺤﺎﺳ ﺒﺔ ﻣ ﻦ وﺻﻠﺖ اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ إﻟﯿﻨﺎ وﻣ ﱡ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﮫ ؟ ) (3اﻟﺠﻮاب :ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﺴﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ھﺮﺑﺎً ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻣﺎ دام اﻷﻣﺮ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻻﺣﺘﻤﺎل ،وﻣﺎ دام اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻇﻨﯿﺎً وﻟﯿﺲ ﻗﻄﻌﯿ ﺎً ،أﻣ ﺎ إن ﺖ ﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﺤﺮب وﻣﻦ ﺣﺼﻮل اﻷذى ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ إﺑﻌ ﺎد اﻷﻃﻔ ﺎل ﻋ ﻦ ﺗﯿﻘﻨ ِ ﻣﻜﺎن اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ وإﻻ ﻛﻨﺖ آﺛﻤﺔ وﻣُ َﻘﺼﱢﺮة ،وﯾ ﺼﺢ ھ ﺬا اﻟﻘ ﻮل إن ﻛﻨ ﺖ أﻧ ﺖ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻷﻃﻔﺎل ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن أﺑ ﻮھﻢ ﻣﻮﺟ ﻮداً ﺑﯿ ﻨﻜﻢ ،ﻓ ﺈن اﻟﻤ ﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﯿﮫ ھﻮ وﻻ ﺗﻘﻊ ﻟﯿﻚ. وإذا وﻗﻌﺖ اﻟﺤﺮب وﻗُﺘ ﻞ اﻹﻧ ﺴﺎن ﻓﯿﮭ ﺎ ،ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻤ ﻮت ﺷ ﮭﯿﺪًا إﻻ إن ﻛ ﺎن ﯾ ﺸﺎرك ﻓ ﻲ ﻗﺘ ﺎل اﻟﻜﻔ ﺎر ﻹﻋ ﻼء ﻛﻠﻤ ﺔ اﷲ ،أﻣ ﺎ ﻏﯿ ﺮ اﻟﻤﻘ ﺎﺗﻠﯿﻦ ﻓ ﻼ ﯾﻜﻮﻧﻮن ﺷﮭﺪاء ،وﻟﻜﻦ ﻟﮭﻢ ﺛﻮاب ﻣﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻷﻧﮭﻢ ﻗﺘﻠﻮا ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻖ. ) (4اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺘﻌﻄ ﺮ ﻟﺰوﺟﮭ ﺎ ﺑﻌﻄ ٍﺮ ﻻ ﺗ ﺪري ھ ﻞ ﯾﺤﺘ ﻮي ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺤ ﻮل أم ﻻ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻌﻄ ﻮر اﻷﺟﻨﺒﯿ ﺔ ؟ وھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟﮭ ﺎ أن ﺗ ﺼﻠﻲ وراﺋﺤﺘﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻧﮭﺎ ؟ وھﻞ ﯾﻨﻄﺒﻖ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ُﻣﺰِﯾﻼت اﻟﻌﺮق ؟ ) (4اﻟﺠ ﻮاب :ھﻨﺎﻟ ﻚ ﻛﺤ ﻮل ﺳ ﺎﻣﺔ وھﻨ ﺎك ﻛﺤ ﻮل ﻣ ﺴﻜﺮة ،ﻓ ﺈن ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﻌﻄ ﻮر ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺒﮭﺎ ﻛﺤﻮلٌ ﺳﺎﻣﺔ ﺟﺎز اﻟﺘﻌﻄﺮ ﺑﮭﺎ ،أﻣ ﺎ إن دﺧ ﻞ ﻓ ﻲ ﺗﺮﻛﯿ ﺐ اﻟﻌﻄﻮر ﻛﺤﻮل ﻣﺴﻜﺮة ﻟﻢ َﯾﺠُﺰ اﻟﺘﻌﻄﱡﺮ ﺑﮭﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻤ ﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﺤ ﺮى ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺴﺆال ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺨﺒ ﺮة اﻟﻌﻠﻤﯿ ﺔ ﻛﺎﻟ ﺼﯿﺎدﻟﺔ ﻣ ﺜﻼً ،وﯾﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاب ،وﻗﻮﻟﻲ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﺑﺨﺼﻮص ﻣُﺰِﯾﻼت اﻟﻌﺮق .أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟ ﺼﻼة واﻟﻌِﻄ ﺮ ﯾﻔ ﻮح ﻣﻨ ﻚ ﻓ ﻼ ﻣ ﺎﻧﻊ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ إن ﻛﻨﺖ ﺗُﺼَﻠﱢﯿﻦ ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ اﻟﺮﺟﺎل اﻷﺟﺎﻧﺐ. ) (5اﻟﺴﺆال :ﺳﺆاﻟﻲ ﻋﻦ اﻹِﺛﯿﻠﻲ واﻟﻤﺜﯿﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل :ﺟﺎءت إِﺑﺎﺣﺔُ اﻟﻤﺜﯿﻠﻲ ﻣﻦ ﺣﺮْﻣﺔ اﻹِﺛﯿﻠﻲ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮫ ﻣُﺴﻜﺮاً ،وﯾُﺸﺮب إذا ﻛﺎن ﻛﻮﻧﮫ ﺳﺎﻣﺎً وﻻ ﯾُﺸﺮب ،و ُ ﺷ ﺮب ،واﻟ ﺴﺆال ﺣ ﺴﺐ ﻣﺨﻔﱠﻔﺎً ،ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄن اﻹِﺛﯿﻠﻲ اﻟﻤﺮﻛﱠﺰ %100ﺳ ﺎم إذا ُ 205
ﻹﺛﯿﻠ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺤ ﻮل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﻤ ﺬﻛﻮرة أﻋ ﻼه ھ ﻮ :ھ ﻞ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل ا ِ اﻟﻤﺮﻛﱠﺰ %100ﺟﺎﺋﺰ ﻷﻏﺮاض اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ؟ ) (5اﻟﺠ ﻮاب :ﻣ ﺎ دام اﻹِﺛﯿﻠ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺤ ﻮل ﻣُ ﺴْﻜِﺮاً ﻓ ﺈن ﻗﻠﯿﻠ ﮫ وﻛﺜﯿ ﺮه وﻣﺤﻠﻮﻟ ﮫ وﻣﺮﻛﱠﺰه ﺣﺮام ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﻷﻏﺮاض اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻏﯿﺮ ﺟﺎﺋﺰ. أﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ إن اﻹِﺛﯿﻠﻲ اﻟﻤﺮﻛﱠﺰ %100ﺳﺎم ﻏﯿﺮ ﻣﺴﻜﺮ ﻓﮭﻮ ﺻ ﺤﯿﺢ ،وﻟﻜ ﻦ وﺟﻮده أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺎدر ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﺮﻛ ﺰًا %100ﻓﺈِﻧ ﮫ ﯾﻜ ﻮن ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻣﺮﻛﺰاً ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%96ﻓﯿﻀﻌﻮن ﻓﯿﮫ ﻣ ﺎدة اﻟ ﺼﻮدﯾﻮم ﻓﺘﻤ ﺘﺺ ﻣﻨ ﮫ اﻷرﺑﻌ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋ ﺔ ﻓﯿ ﺼﺒﺢ ﻣﺮﻛ ﺰًا ،%100وﻟﻜ ﻦ ھ ﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ أي ﺣﺎﻟ ﺔ ن ،ﻟﯿﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻣﺘ ﺼﺎص اﻟﻤ ﺎء اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ، %100ﻻ ﺗﺪوم ﺳﻮى ﺑ ﻀﻊ ﺛ ﻮا ٍ ﻣ ﻦ ﺟﺪﯾ ﺪ ﻓ ﻮراً ،ﻓﯿﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑﺘﺮﻛﯿ ﺰ ،%96وﻋﻨ ﺪھﺎ ﯾﻜ ﻮن ﻣﺴﻜﺮاً ،ﻓﺎﻟﻤﺜﺎل اﻟﺬي ذﻛﺮﺗﮫ ﻋﻦ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ %100ھﻮ ﻣﺜﺎل ﻧﻈﺮي ﻻ ﯾﻐﯿﱢﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﺷﯿﺌ ًﺎ وﯾﻤﻜﻨﻜﻢ اﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻦ اﻹِﺛﯿﻠﻲ اﻟﻤﺴﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺤﻮل ﺑﻌ ﺪد ﻣ ﻦ أﻧ ﻮاع اﻟﻜﺤﻮل اﻷﺧﺮى ﻣﻦ ﻣﺜﻞ : - Soprophyl Alcohol - Propanol - Rubbing Alcohol ﻓﮭﺬه ﻛﺤﻮل ﻏﯿﺮ ﻣﺴﻜﺮة ﯾﺠﻮز اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ. ) (6اﻟ ﺴﺆال :ﻣ ﺎ ﺣﻜ ﻢ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻤﻄﻌﻮﻣ ﺎت ﻣﺜ ﻞ اﻟﺤﻠﻮﯾ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻀﺎف إﻟﯿﮭ ﺎ ﺧﻤﻮر ﺑﻨﺴﺐ ﻗﻠﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻊٍ ﻟﻜﺎﻓﺮٍ ﯾﺘﻢ ﺗﺤﻮﯾﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮارة ﻣﺎ ﯾﻌﻨﻲ ﺗﺴﺨﯿﻨﮭﺎ ؟ وﻣﺎ ﺣﻜ ﻢ اﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻜﺤ ﻮل ﻟﻠﺘﻌﻘ ﯿﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﺘ ﺸﻔﯿﺎت ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ وﻟﻠﺠ ﺮاﺣﯿﻦ واﻷﻃﺒﺎء واﻟﻤﻤﺮﺿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﺎﺷﺮون ﻋﻼج ﺟﺮوح اﻟﻤﺮﺿﻰ وﻋﻤﻠﯿﺎﺗﮭﻢ ؟ ﺠ ﺴﮭﺎ وﯾﺠﻌ ﻞ ) (6اﻟﺠ ﻮاب :إﺿ ﺎﻓﺔ اﻟﻜﺤ ﻮل إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄﻌﻮﻣ ﺎت ،ﻛﺎﻟﺤﻠﻮﯾ ﺎتُ ،ﯾَﻨ ﱢ أﻛﻠﮭﺎ ﺣﺮاﻣﺎً ﻷن إﺿ ﺎﻓﺘﮭﺎ إﻟ ﻰ ھ ﺬه اﻟﻤﻄﻌﻮﻣ ﺎت ﻻ ﯾﻔﻘ ﺪھﺎ ﺧﺼﺎﺋ ﺼﮭﺎ ﺑ ﻞ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﺬات اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﺷﺮاؤھﺎ وﻻ أﻛﻠﮭﺎ وﻻ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺮم ﻓﻌﻠﮫ ﺑﺎﻟﺨﻤﺮة .أﻣﺎ اﻟﺴﺒﯿﺮﺗﻮ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪَم ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘ ﺸﻔﯿﺎت ﻟﻠﺘﻄﮭﯿ ﺮ ﻓﮭ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮع ﺖ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺐ اﺧﺘ ﺼﺎص ﻓﯿﺠ ﻮز اﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟﮫ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻜﺮ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤ ُ ﻋﻠﻰ ﻋُﮭﺪ ِة ﺻﺎﺣﺐ اﻻﺧﺘﺼﺎص. ) (7اﻟ ﺴﺆال :ھ ﻞ أﻛ ﻞ ذﺑ ﺎﺋﺢ أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ﺟ ﺎﺋﺰ إﻃﻼﻗ ﺎً أم ﻣﻘ ﱠﯿ ﺪ ﺑ ﺬﺑﺤﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺮوط اﻟ ﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﯿﺔ )اﻟﺘﺬﻛﯿ ﺔ( ﺧ ﺼﻮﺻًﺎ وأن اﻟ ﺬﺑﺢ ﺑ ﺎﻟﻄﺮق 206
اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﻟﺦ اﻟﻜﺒﯿﺮة ﯾﺘﻢ ﺑﻀﺮب اﻟﺒﻘﺮة ﻣﺜﻼً ﺑﻤﺎ ﯾﺸﺒﮫ اﻟﺮﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﺮأس ﻟﻐﺮض اﻟﺘﺨ ﺪﯾﺮ ،وﻟﻜﻨ ﮫ أﺣﯿﺎﻧ ًﺎ ﯾ ﺆدي إﻟ ﻰ ﻗﺘ ﻞ اﻟﺒﻘ ﺮة ،وﯾ ﺘﻢ أﯾ ﻀًﺎ ﺻﻌﻖ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت ﺑﺎﻟﻜﮭﺮﺑﺎء ﻗﺒﻞ ﻗﻄﻊ رؤوﺳﮭﺎ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗُﻄﻌﺖ اﻟ ﺮؤوس ﻖ وﻻ ﺗﺨ ﺪﯾﺮ ﻓ ﺈن ذﺑﺤﮭ ﺎ ﻻ ﯾﻜ ﻮن ﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻘ ﺔ اﻟ ﺸﺮﻋﯿﺔ ،أرﺟ ﻮ ﺻ ْﻌ ٍ ﺑ ﺪون َ اﻟﺒﯿ ﺎن اﻟﻤﻔ ﺼﱠﻞ ،ﺧ ﺼﻮﺻًﺎ وأن اﻟﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻠﺤ ﻮم اﻟﻤ ﺴﺘﻮردة إﻟ ﻰ ﺑ ﻼد ﺻ ﻔﻮن ﺑ ﺄﻧﮭﻢ أھ ﻞ ﻦ ﯾُﻮ َ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﺗﺠﻌ ﻞ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋُﺮْﺿ ًﺔ ﻷﻛ ﻞ ذﺑ ﺎﺋﺢ َﻣ ْ اﻟﻜﺘﺎب ،ﺛﻢ ھﻨﺎك ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﯿﺸﻮن ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻐﺮب ﯾﺄﻛﻠﻮن ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺬﺑﺎﺋﺢ. ) (7اﻟﺠﻮاب :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰل ﺣﻜﻢ ﺟ ﻮاز أﻛ ﻞ ذﺑ ﺎﺋﺢ أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻛ ﺎن أھ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ُﯾ َﺬﻛﱡﻮن ذﺑﺎﺋﺤﮭﻢ ،ﻓﺄﺟﺎز اﻟﺸﺮع أﻛﻠﮭﺎ ،ﻓﺈن ﺗﺮﻛ ﻮا اﻟ ﺬﺑﺢ واﻟ ﺬﻛﺎة ﻓﻘ ﺪ وﺟ ﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺗﺤﺮﯾﻢ ذﺑﺎﺋﺤﮭﻢ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺘﺮك أﻛﻠﮭﺎ إﻻ إن أﯾﻘﻨﱠﺎ أﻧﮭﻢ ﻓﻌﻼً ﻟﻢ ﯾﻌ ﻮدوا ﯾ ﺬﺑﺤﻮن ،ﻓﻌﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﻌﯿ ﺸﻮن ﻓ ﻲ ﺑ ﻼد اﻟﻐ ﺮب أن ﯾﺘﺤ ﺮوا ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻗﺒ ﻞ اﻷﻛﻞ. ) (8اﻟﺴﺆال :إن ﺣﺼﻞ وذُﺑﺤﺖ اﻟﻌﻘﯿﻘﺔ ﻗﺒﻞ اﻷﯾﺎم اﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻓﮭﻞ ﺗﺠﺰئ ؟ ﺴﻨﱠﺔ ﻓﯿﮭﺎ أن ﺗُﺬﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﯿ ﻮم اﻟ ﺴﺎﺑﻊ ﻟﻤﻮﻟ ﺪ اﻟﻄﻔ ﻞ، ﺳﻨﱠﺔ ،واﻟ ﱡ ) (8اﻟﺠﻮاب :اﻟﻌﻘﯿﻘﺔُ ُ ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﺘﯿﺴﺮ ذﺑﺤﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ وذُﺑﺤﺖ ﻓ ﻲ أي ﯾ ﻮم آﺧ ﺮ أﺟ ﺰأت إن ﺴﻨﱠﺔ. ﺷﺎء اﷲ ،ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻟﺬﺑﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ أو ﻗﺒﻠﮫ ،وﻟﻜﻨﮫ ﻓﻘﻂ ﺧﻼف اﻟ ﱡ ) (9اﻟﺴﺆال :اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪﻧﺎ درﺟﻮا ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘﺒﱢﻞ اﻻﺑ ﻦ ﯾ ﺪ أﺑﯿ ﮫ وأﻣ ﮫ ،وأﺣﯿﺎﻧ ًﺎ ﯾ ﺪ ﻋﺎﻟﻢ ﻓﺎﺿﻞ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﺸﺮع ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ؟ ) (9اﻟﺠﻮاب :ﺗﻘﺒﯿﻞ اﻻﺑﻦ ﯾﺪ أﺑﯿﮫ وﯾﺪ أﻣﮫ وﯾﺪ أﺳﺘﺎذه ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﺸﺮوع ،وﻗﺪ ورد ذﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﱡﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾ ﺔ وﻓ ﻲ أﻓﻌ ﺎل اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ ورد ﺗﻘﺒﯿ ﻞ اﻟ ﺮﱢﺟﻠﯿﻦ أﯾﻀﺎً ،وﯾﻜﻔﻲ أن أورد ﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ : أ -ﻋ ﻦ اﻟ ﻮازع ﺑ ﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ ﻗ ﺎل " ﻗ ﺪﻣﻨﺎ ،ﻓﻘﯿ ﻞ :ذاك رﺳ ﻮل اﷲ ،rﻓﺄﺧ ﺬﻧﺎ ﺑﯿﺪﯾﮫ ورﺟﻠﯿﮫ ﻧﻘﺒﱢﻠﮭﺎ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻷدب. ب -ﻋ ﻦ ﻣﺰﯾ ﺪة اﻟﻌﺒ ﺪي ﻗ ﺎل " ﺟ ﺎء اﻷﺷ ﺞﱡ ﯾﻤ ﺸﻲ ،ﺣﺘ ﻰ أﺧ ﺬ ﺑﯿ ﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ r ﻓﻘﺒﱠﻠﮭﺎ " ...رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻷدب.
ج -ﻋﻦ ﺗﻤﯿﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻗﺎل " ﻟﻤﺎ ﻗﺪم ﻋﻤﺮ tاﻟ ﺸﺎم ،اﺳ ﺘﻘﺒﻠﮫ أﺑ ﻮ ﻋﺒﯿ ﺪة ﺑ ﻦ اﻟﺠﺮاح ،tﻓﺼﺎﻓﺤﮫ وﻗﺒﱠﻞ ﯾﺪه " ...رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ. د -ﻋ ﻦ ﺻ ﮭﯿﺐ ﻗ ﺎل " رأﯾ ﺖ ﻋﻠﯿ ًﺎ tﯾﻘﱢﺒ ﻞ ﯾ ﺪ اﻟﻌﺒ ﺎس tورﺟﻠﯿ ﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻷدب. 207
ت وأدوﯾ ٍﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﺪة ) (10اﻟﺴﺆال :ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻗﻮاﺋﻢُ ﺗﺠﺎرﯾ ٌﺔ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻮﻣﺎ ٍ ت ﻣ ﻦ ﻣ ﻮا ﱠد ﻣﺤﺮﱠﻣ ﺔٍ، أرﻗﺎمٍ وأﺳﻤﺎ ٍء ﯾﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﻟﻨ ﺎس إﻧﮭ ﺎ ﺗﺤ ﻮي ﻣﺮﻛﱠﺒ ﺎ ٍ ل أُﺻ ﻮﻟﮭﺎ اﻟﻨﺠ ﺴ ِﺔ س ﺑﺠﻮازھﺎ ﺑﺤﺠ ﺔ ﺗﺤ ﻮﱡ ِ وﻟﺬا ﯾﺤﺮم اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ،وﯾﻘﻮل ﻧﺎ ٌ إﻟﻰ ﻣﺮﻛﱠﺒﺎتٍ وﻣﻮادﱠ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔٍ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ،ﻓﻤﺎ ھ ﻮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ؟ ) (10اﻟﺠﻮاب :أﯾ ُﺔ ﻣﻮا ﱠد ﻣﺤﺮﱠﻣ ٍﺔ وﻧﺠﺴ ٍﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﯾُﻨﻈَﺮ ﻓﯿﮭﺎ، ﻓﺈن ھﻲ ﺑﻘﯿ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺎھﱠﯿﺘِﮭ ﺎ وﺧﺼﺎﺋ ﺼﮭﺎ ﻓ ﺎﻟﻤﻮاد اﻟﻤ ﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﮭ ﺎ ﺣ ﺮا ٌم اﺳﺘﻌﻤﺎﻟُﮭﺎ ،أﻣﺎ إن ﺗﺤﻮﱠﻟﺖ ھﺬه اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺤﺮﱠﻣﺔ واﻟﻨﺠﺴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎھﯿﱠ ٍﺔ ﻣﻐ ﺎﯾِﺮ ٍة وﻓﻘﺪت ﺧﺼﺎﺋﺼﮭﺎ ﻓﻌﻨﺪھﺎ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﮭﺎ .ھﺬه ھﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ،واﻟﺼﯿﺎدﻟﺔُ وﻋﻠﻤﺎءُ اﻟﻜﯿﻤﯿﺎء ھ ﻢ وﺣ ﺪھﻢ اﻟﻘﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﯿﻒ ھﺬه اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺤﺴﺐ ھﺬه اﻟﻘﺎﻋ ﺪة إﻟ ﻰ ﻗ ﻮاﺋﻢ ﻣﺤﺮﱠﻣ ﺔ وﻗﻮاﺋﻢ ﺣﻼل. ) (11اﻟﺴﺆال :ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺼﻼة ﺗ ﱠﻢ ذﻛ ﺮ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ " ﻟﻌﻦ اﷲ اﻟﻮاﺷﻤﺎت واﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺎت " ...واﻟﺴﺆال ھﻮ :ھ ﻞ ﻣ ﺎ ﯾﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﮭ ﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﯾُﻌﺘﺒَﺮ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺼﻼة ؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮫ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة ﻣﻘﻠﱢ ﺪة ﻟﻜ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣ ﺴﺄﻟﺔ اﻟ ﺼﻼة ﻓﮭ ﻞ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ أن ﺗﻘﱢﻠ ﺪﻛﻢ ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺘﻌﻠﻘًﺎ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺼﻼة ؟ أم أن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻮﺷﻢ واﻟﻨﱠﻤَﺺ واﻟﺘﻔﻠﱡﺞ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺼﻼة وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻤﻜ ﻦ ﻟﻠﻤ ﺮأة أن ﺗﺄﺧ ﺬ ﺑ ﺮأيِ ﻏﯿ ﺮِك ﻓ ﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ؟ وﺛَﻤﱠﺔَ ﺳﺆالٌ ﺛﺎن ھﻮ :ﻗﻠﺘﻢ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ] ﻓﻠﻮ أﺧﺬت اﻟﻤ ﺮأة ﻣ ﻦ ﺣﺎﺟﺒﯿﮭ ﺎ ﻋﺪة ﺷﻌﺮات ...ﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﺣﺮاﻣﺎً ،ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎ ﯾ ﺼﻞ إﻟﻰ ﺣ ﱢﺪ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺧﻠﻖ اﷲ [ ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﺤﺪﱢد ﻋﺪد اﻟﺸﻌﺮات اﻟ ﺬي ﻟﻮ زادت ﻋﻠﯿﮫ ﻟﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺮام ؟ إن ﺑﻌﺾ اﻟﻨ ﺴﺎء ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻨﺒﻄﻦ ﻣ ﻦ ھ ﺬا اﻟﻘﻮل ﺟﻮازَ ﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﺤﻮاﺟ ﺐ وﺑﻌ ﻀﮭﻦ اﻋﺘﺒ ﺮن أن إزاﻟ ﺔ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻟﻤﺤ ﯿﻂ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺐ ﺟﺎﺋﺰ ﻷﻧﮫ ﺷﻌﺮ زاﺋ ٌﺪ إِزاﻟﺘُﮫ ﻻ ﺗﻐﯿﱢﺮ ﺧﻠﻖ اﷲ ،وﺑﻌ ﻀﮭﻦ اﻋﺘﺒ ﺮن إزاﻟ ﺔ ﻗﻔﻠ ﺔ اﻟﺤﻮاﺟ ﺐ )اﻟ ﺸﻌﺮ ﺑ ﯿﻦ اﻟﺤ ﺎﺟﺒﯿﻦ( ﺟ ﺎﺋﺰة ،ﻷﻧﮭ ﺎ ﻟﯿ ﺴﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻮاﺟﺐ ،ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛ ﱢﻞ ھﺬه اﻷﻣﻮر ؟ ) (11اﻟﺠﻮاب:
208
ﻻ :إنﱠ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻟ َﻮﺷْ ﻢ واﻟ ﻨﱠﻤَﺺ واﻟ ﺘﱠﻔﻠﱡﺞ ﻟ ﯿﺲ ﺟ ﺰءاً ﻣ ﻦ ﻣ ﺴﺄﻟﺔِ أو ﻣ ﺴﺎﺋﻞِ أو ً اﻟﺼﻼة ،وﻟﺬا ﻓ ﺎﻟﻤﺮأة ﺗ ﺴﺘﻄﯿﻊ وھ ﻲ ﺗﻘﱢﻠ ﺪﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﺼﻼة أن ﻻ ﺗﻘﱢﻠ ﺪﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻮﺷْﻢ واﻟﻨﱠﻤَﺺ واﻟﺘﱠﻔﻠﱡﺞ. ﺛﺎﻧﯿًﺎ :أﻣﺎ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻘﺪار اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي إن ُأﺧِﺬ ﻣﻦ اﻟﺤﻮاﺟ ﺐ أﺻ ﺒﺢ َﻧ َﻤ ﺼ ًﺎ ﻣﺤﺮﱠﻣ ﺎً، ﺧ ﺬ ﺗﻐ ﱠﯿ ﺮ ﺷ ﻜﻞ اﻟﺤﺎﺟ ﺐ ،ﻛ ﺄن ﯾﻜ ﻮن اﻟﺤﺎﺟ ﺐ ﻛﺜﯿﻔ ًﺎ ﻓﮭ ﻮ اﻟﻘ ﺪر اﻟ ﺬي إن ُأ ِ ﻼ ﻓﯿ ﺼﺒﺢ ﻗ ﺼﯿﺮاً ،وﻛ ﺄن ﯾﻜ ﻮن ﻓﯿﺼﺒﺢ رﻓﯿﻌًﺎ وﻛﺄن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﺎﺟ ﺐ ﻃ ﻮﯾ ً اﻟﺤﺎﺟﺒ ﺎن ﻣﺘ ﺼﻠﯿﻦ ﻓﯿ ﺼﺒﺤﺎن ﻣﻨﻔ ﺼﻠﯿﻦ ،وھﻜ ﺬا ،ﻓ ﺎﻟﻌﺒﺮة ﺑﺘﻐﯿ ﺮ ﺷ ﻜﻞ اﻟﺤﻮاﺟﺐ وﻟﯿﺲ ﺑﻌﺪد اﻟﺸﻌﺮات اﻟﻤﻨﺘﻮﻓﺔ. ) (12اﻟﺴﺆال :أﻧﺖ ﺗﺬﻛﺮ أن ﺣُ ْﻜﻢَ وﺻْﻞِ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﻠﱠﻞ ،واﻟﻌﻠ ﺔ ھ ﻲ اﻟﺨ ﺪاع ،ﻣ ﻦ ﺣﺪﯾﺚ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ،وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺤﻜﻢ ﯾﺪور ﻣﻊ اﻟﻌﻠﺔ وﺟﻮدًا وﻋﺪﻣﺎً ،ﻓﻜﯿﻒ ﯾﺴﺘﻘﯿﻢ ھﺬا ؟ ) (12اﻟﺠﻮاب :إن اﻷﺣﺎدﯾﺚ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﱠﻠﺖ اﻟﻨﮭ ﻲ ﻋ ﻦ وﺻ ﻞ اﻟ ﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ، وﺳ ﻤﱠﺘﮫ زُوراً ﻓ ﻲ ﻋ ﺪ ٍد ﻣﻨﮭ ﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﻠ ﺔ ﺻ ﺤﯿﺤﺔ ﻷﻧﮭ ﺎ ﻣﻨ ﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﻼ ﻓﮭﻮ ﺣ ﺮام .وإنﱠ وﺻ ﻞ اﻟ ﺸﻌﺮ اﻷﺣﺎدﯾﺚ ،ﻓﻤﺎ ﻛﺎن زُوراً وﺧِﺪاﻋﺎً وﺗَﻀﻠﯿ ً ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ واﺿﺢ ﻓﯿﮫ اﻟﺨﺪاع واﻟﺘﻀﻠﯿﻞ ﺣﯿﺜﻤﺎ ﻛﺎن وﻣﺘ ﻰ ﺣ ﺼﻞ ،ﻓﮭ ﻮ ﺣ ﺮام إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ. ) (13اﻟﺴﺆال :ﺗﺬﻛﺮون ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﻮاﺿﻊ دﻟﯿﻼً ﻗﻮﱠاه اﻟﺒﻌﺾ وﺿﻌﱠﻔﮫ اﻟﺒﻌﺾ ،ﺛﻢ ﺗُﻘَ ﺮﱢرون أن ﺗﺄﺧ ﺬوا ﺑﺎﻟ ﺪﻟﯿﻞ دون أن ﺗﺤ ﺴﻤﻮا اﻷﻣ ﺮ ﻟﻤ ﺼﻠﺤﺔ ﻗ ﻮة اﻟ ﺪﻟﯿﻞ، وﻣﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮوﻧﮫ أن أﺣﻜﺎم اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﺳﺘﺘﻌﻄﻞ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻧﺄﺧﺬ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﺘﻲ وﻗﻊ اﻟﺨﻼف ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﮭﺎ وﺧﻄﺌِﮭﺎ ،وﻗﺪ وﻗﻊ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺴﻲ ﺷ ﻲء ﻋﻈ ﯿﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻜﻢ ھﺬا ،ﻓﺈن ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﺪﻟﯿﻞ ھﻮ دﻟﯿﻞٌ ﺑﺤ ﺪ ذاﺗ ﮫ ،أي ﯾﺘﺮﺗ ﺐ ﺣﻜ ﻢٌ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد دﻟﯿﻞ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﺎ ،وﯾﺘﺮﺗﺐ ﺣﻜﻢ آﺧﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد دﻟﯿﻞ ،وﻻ ﯾﺼﺢ ﺑﺤ ﺎل أن ﻧُﻌﻤِ ﻞ دﻟ ﯿﻼً ﺿ ﻌﯿﻔﺎً ﻷن ﺣﻜﻤ ﺎً ﺳ ﯿﺘﻌﻄﻞ ﺑﺪوﻧ ﮫ ،ﺑ ﻞ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﻔﻘﮭﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺪﻟﯿﻞ ،ﻓ ﺈذا ﻋ ﺪم اﻟ ﺪﻟﯿﻞ اﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﺤﻜ ﻢ ،وﻻ أﻋ ﺮف ﻛﯿ ﻒ ﻗﻠﺘﻢ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ؟ ) (13اﻟﺠﻮاب :ﻟﻘﺪ ﺑﺎﻟﻐﺖَ ﻓﻲ اﻟﻈﻦ ﺑﻲ ﯾﺎ أﺧﻲ اﻟﻜﺮﯾﻢ ،وﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻲ وﻟ ﻚ ،ﻓﺄﻧ ﺎ ﺖ ﯾﻮﻣًﺎ إِﻧﻨﻲ آﺧﺬ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻀﻌﯿﻒ ،ﻓﻘﻮﻟﻚ )ﻻ ﯾﺼﺢ ﺑﺤﺎل أن ﻧُﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻗﻠ ُ دﻟﯿﻼً ﺿﻌﯿﻔﺎً ﻷن ﺣﻜﻤﺎً ﺳﯿﺘﻌﻄﻞ ﺑﺪوﻧ ﮫ( ﻟ ﻢ أﻗ ﻞ أﻧ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﺨﺎﻟﻔ ﮫ ،ﺑ ﻞ ھ ﻮ ﻣ ﺎ أﺳﯿﺮ ﻋﻠﯿﮫ ،وﻣﺎ ﻗﻠﺘُﮫ ھﻮ أﻧﻨﻲ ﻗﺪ آﺧﺬ دﻟ ﯿﻼً اﺧﺘﻠﻔ ﻮا ﻓﯿ ﮫ ،ﻓﻤ ﻨﮭﻢ ﻣ ﻦ ﺣ ﺴﱠﻨﮫ وﺻﺤﱠﺤﮫ ،وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺿﻌﱠﻔﮫ ،وھﺬا ھﻮ اﻟ ﻨﮭﺞ اﻟ ﺬي ﻧ ﺴﯿﺮ ﻋﻠﯿ ﮫ ﻛﻠﱡﻨ ﺎ ،أﻣ ﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻀﻌﯿﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﻼ آﺧﺬه ﻣﻄﻠﻘﺎً ،واﻟﻔﺮق ﺷﺎﺳﻊ ﺑﯿﻦ اﻷﻣﺮﯾﻦ. 209
ن ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﺪﻟﯿﻞ ھﻮ دﻟﯿﻞ ﺑﺤ ﱢﺪ ذاﺗﮫ ،أي ﯾﺘﺮﺗﺐ ﺣﻜ ٌﻢ ﻋﻠﻰ أﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ )ﻓﺈ ﱠ ﻋﺪم وﺟﻮد دﻟﯿﻞ ﻓﻲ أﻣ ٍﺮ ﻣﺎ ،وﯾﺘﺮﺗﺐ ﺣﻜﻢ آﺧ ﺮ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮد دﻟﯿ ﻞ (...ﻓ ﺈن ھﺬا اﻟﻘﻮل ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﮫ ھﻨﺎ ،وﻟﻢ أﺗﻄﺮق أﻧﺎ إﻟﯿﮫ ،وإﻧﻤﺎ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻟﺒﺤ ﺚ ھ ﻮ ﻒ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﯿ ﺚ اﻟ ﺼﺤ ُﺔ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﯿﮭﺎ أﺣﺎدﯾﺚ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻣﺨ َﺘﻠَ ٌ واﻟﺤ ﺴﻦُ واﻟ ﻀﻌﻒُ ،وﯾُ ﺮادُ اﺧﺘﯿ ﺎر أﺣ ﺪھﺎ ﻓﺒﺎﻟﺘ ﺪﻗﯿﻖ ﺗ ﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗ ﺪرك اﻟﻔﺎرق ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﯿﻦ ،ﻓﻄﺐ ﻧﻔﺴﺎً واﻃﻤﺌﻦ. ) (14اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻐﻨﺎء أدا ًء واﺳﺘﻤﺎﻋًﺎ ؟ وﻣﺎ ﺣﻜﻢ اﺳﺘﻌﻤﺎل آﻻت اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻰ وھﻞ ﺗﺠﻮز اﻟﺘﺠﺎرة ﻓﯿﮭﺎ ؟ أرﺟﻮ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ ؟ ) (14اﻟﺠ ﻮاب :اﺧﺘﻠ ﻒ اﻷﺋﻤ ﺔ واﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻓ ﻲ ﻣ ﺴﺄﻟﺔ اﻟﻐﻨ ﺎء ﺑ ﯿﻦ ﻣﺤ ﱢﺮمٍ وﻛ ﺎر ٍه وﻣﺒ ﯿﺢٍ ،ﻓﻤ ﱠﻤ ﻦ ﺣﺮﱠﻣ ﮫ أﺻ ﺤﺎبُ اﻟ ﺮأي ﻗﺎﺻ ﺮﯾﻦ اﻟﺘﺤ ﺮﯾﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ﺬ اﻟﻐﻨ ﺎء ﺻ ﻨﺎﻋ ًﺔ وﻣﮭﻨ ﺔ ،وﻧُﻘ ﻞ ﻣﺜﻠُ ﮫ ﻋ ﻦ اﻟ ﺸﺎﻓﻌﻲ .وﻣﻤ ﻦ ﻛﺮھ ﮫ أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﺎﺻﺮاً اﻟﻜﺮاھﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻘ ﻮل ﺑﻌﯿﻨ ﮫ ،وﻧُﻘﻠ ﺖ اﻟﻜﺮاھﺔ ﻋﻦ اﻟ ﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ ،وﻋ ﻦ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ .وﻣ ﱠﻤ ﻦ أﺑﺎﺣ ﮫ اﺑ ﻦ ﺣ ﺰم وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺨﻼﱠل وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ وﺳﻌﺪ ﺑﻦ اﺑﺮاھﯿﻢ واﻟﻌﻨﺒﺮي وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ .وأﺧﺮﺟﻮا اﻟﺤِﺪاء ،أي اﻹﻧﺸﺎد ،ﻣﻦ ھﺬه اﻷﺣﻜﺎم ،ﻓﺄﺑﺎﺣﻮه. ذﻛﺮ ذﻟﻚ اﺑﻦ ﻗُﺪاﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻤﻐﻨﻲ. وﺣﺘ ﻰ ﻧﺘﺒ ﯿﻦ وﺟ ﮫ اﻟﺤ ﻖ ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻤ ﺴﺄﻟﺔ دﻋﻮﻧ ﺎ ﻧ ﺴﺘﻌﺮض اﻟﻨ ﺼﻮص اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ: ل ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻐﻨﺎء: أ -اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﺪ ُ .1ﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ " rﻣﻦ ﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ َﻗ ْﯿ َﻨ ٍﺔ ﻓ ﺴﻤﻊ ﻣﻨﮭ ﺎ ،ﺻ ﺐﱠ اﷲ ﻓ ﻲ أذﻧﯿ ﮫ اﻵﻧُ ﻚَ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ" رواه ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻤﺒﺎرك .واﻟﻘﯿﻨﺔ ھﻲ اﻟﺠﺎرﯾﺔ .واﻵﻧُﻚ ھﻮ اﻟﺮﺻﺎص. .2ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ ﻣﺎﻟ ﻚ اﻷﺷ ﻌﺮي رﺿ ﻲ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ﻦ ﻧﺎسٌ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ اﻟﺨﻤ َﺮ ﯾﺴﻤﻮﻧﮭﺎ ﺑﻐﯿﺮ اﺳﻤﮭﺎ ﻓﯿُﻌﺰَفُ ﻋﻠ ﻰ "rﻟﯿﺸﺮﺑَ ﱠ ﺨ ﺴِﻒ اﷲ ﺑﮭ ﻢ اﻷرضَ ،وﯾﺠﻌ ﻞ رؤوﺳ ﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌ ﺎزف واﻟﻤﻐﻨﱢﯿ ﺎت َﯾ ْ ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻘﺮدة واﻟﺨﻨﺎزﯾﺮ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ. .3ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ أُﻣﺎﻣ ﺔ ﻗ ﺎل " ﻧﮭ ﻰ رﺳ ﻮل اﷲ rﻋ ﻦ ﺑﯿ ﻊ اﻟﻤﻐﻨﯿ ﺎت وﻋ ﻦ ﺷﺮاﺋﮭﻦ وﻋﻦ ﻛﺴﺒﮭﻦ وﻋﻦ أﻛﻞ أﺛﻤﺎﻧﮭﻦ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ. .4ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ أُﻣﺎﻣ ﺔ tﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ " rإن اﷲ ﺑﻌﺜﻨ ﻲ رﺣﻤ ﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ،وھﺪى ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ،وأﻣﺮﻧﻲ رﺑﻲ ﻋ ﱠﺰ وﺟﻞﱠ ﺑﻤﺤﻖ اﻟﻤﻌ ﺎزفِ ﺐ وأﻣ ﺮِ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ...وﻻ ﯾﺤ ﻞ ﺑ ﯿﻌُﮭﻦ ﺼﻠُ ِ ن واﻟ ﱡ واﻟﻤﺰاﻣﯿِ ﺮ واﻷوﺛ ﺎ ِ 210
ﻦ ﺣ ﺮامٌ ،ﯾﻌﻨ ﻲ وﻻﺷ ﺮاؤُھﻦ ،وﻻ ﺗﻌﻠ ﯿﻤﮭﻦ ،وﻻ ﺗﺠ ﺎرةٌﻓﯿﮭﻦ ،وﺛﻤ ﻨﮭ ﱠ ﺼﻠُﺐ ﺟﻤ ﻊ اﻟ ﻀﺎرﺑﺎت .وﻓ ﻲ رواﯾ ﺔ اﻟﻤﻐﻨﯿ ﺎت " رواه أﺣﻤ ﺪ.واﻟ ﱡ
ﺻﻠﯿﺐ. ﻦ .5ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒ ﺎس tﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " واﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺴﻲ ﺑﯿ ﺪه ﻟَﯿﺒﯿ ﺘَ ﱠ ﻄ ٍﺮ وﻟﻌ ﺐٍ وﻟﮭ ﻮٍ ،ﻓﯿ ﺼﺒﺤﻮا ﻗ ﺮدةً ﺷ ٍﺮ و َﺑ َ س ﻣ ﻦ أﻣﺘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ َأ َ ﻧﺎ ٌ
وﺧﻨ ﺎزﯾﺮ ﺑﺎﺳ ﺘﺤﻼﻟﮭﻢ اﻟﻤﺤ ﺎرم واﻟ َﻘﯿْﻨ ﺎت وﺷ ﺮﺑﮭﻢ اﻟﺨﻤ ﺮ وأﻛﻠﮭ ﻢ اﻟﺮﺑﺎ ،وﻟﺒﺴﮭﻢ اﻟﺤﺮﯾﺮ " رواه ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﻓﻲ زواﺋﺪ اﻟﻤﺴﻨﺪ.
.6ﻋﻦ ﻋﺒﯿﺪ اﷲ ﺑﻦ َزﺣْﺮ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺳ ﻢ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ أُﻣﺎﻣ ﺔ t ﻋ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " ﻻ ﺗﺒﯿﻌ ﻮا اﻟﻘَﯿْﻨ ﺎت وﻻ ﺗ ﺸﺘﺮوھﻦ وﻻ ﺗُﻌﻠﱢﻤﻮھﻦﱠ ،وﻻ ﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﺠ ﺎر ٍة ﻓ ﯿﮭﻦ ،وﺛﻤ ﻨُﮭﻦﱠ ﺣ ﺮام ،ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬا ﻞ ﻋﻦ ﺚ ﻟﯿُ ﻀِ ﱠ ﻦ ﯾ ﺸﺘﺮي ﻟﮭ ﻮَ اﻟﺤ ﺪﯾ ِ س َﻣ ْ ﻦ اﻟﻨﺎ ِ أُﻧﺰﻟﺖ ھﺬه اﻵﯾﺔ }و ِﻣ َ ﷲ { إﻟ ﻰ آﺧ ﺮ اﻵﯾ ﺔ " .رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وأﺣﻤ ﺪ واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ ﻞا ِ ﺳ ﺒﯿ ِ واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ. ﻞ أﺑ ﻮ ﺦ ﺷﮭﺪ أﺑﺎ واﺋ ٍﻞ ﻓﻲ وﻟﯿﻤ ﺔ ،ﻓﺠﻌﻠ ﻮا ﯾﺘَﻠﻌﱠﺒ ﻮن وﯾُﻐ ﱡﻨ ﻮن ،ﻓﺤ ﱠ .7ﻋﻦ ﺷﯿ ٍ واﺋﻞٍ ﺣﺒﻮﺗَﮫ ،وﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﷲ ﯾﻘ ﻮل :ﺳ ﻤﻌﺖ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل ق ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ " رواه أﺑﻮ داود .واﻟﺤﺒﻮة )ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺤ ﺎء ﺖ اﻟﻨﻔﺎ َ "اﻟﻐﻨﺎء ﯾُﻨﺒ ُ وﺿﻤﮭﺎ وﻛﺴﺮھﺎ( ھﻲ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻹِﻟﯿﺘﯿﻦ ﻣﻊ ﺿﻢ اﻟﻔﺨﺬﯾﻦ واﻟﺴﺎﻗﯿﻦ إﻟﻰ اﻟﺒﻄﻦ ﺑﺎﻟﺬراﻋﯿﻦ. .8ﻋﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﱠﮭﺒﺎء "أﻧﮫ ﺳﺄل اﺑ ﻦ ﻣ ﺴﻌﻮد ﻋ ﻦ ﻗ ﻮل اﷲ }وﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﯾﺸﺘﺮي ﻟﮭﻮ اﻟﺤﺪﯾﺚ { ﻗﺎل :اﻟﻐﻨﺎء" .رواه اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ اﻟﻄﺒﺮي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه. .9ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )وﻗﺎل ھﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﻤﱠﺎر ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺻَﺪَﻗﺔ ﺑ ﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻄﯿﺔ ﺑﻦ ﻗ ﯿﺲ اﻟﻜﻼﺑ ﻲ ﺣ ﺪﺛﻨﻲ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ ﻏَ ﻨْ ٍﻢ اﻷﺷ ﻌﺮي ﻗ ﺎل :ﺣ ﺪﺛﻨﻲ أﺑ ﻮ ﻋ ﺎﻣﺮ أو أﺑ ﻮ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﻌﺮي ،واﷲ ﻣﺎ ﻛﺬﺑﻨﻲ ،ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ rﯾﻘﻮل " ﻟﯿﻜﻮﻧَﻦﱠ ﻣﻦ أﻣﺘ ﻲ ف ،وﻟَﯿﻨ ـﺰِﻟﻦﱠ أﻗ ﻮا ٌم ﺤﺮﱠ واﻟﺤﺮﯾﺮ ،واﻟﺨﻤ َﺮ واﻟﻤﻌ ﺎز َ أﻗﻮا ٌم ﯾﺴﺘﺤﻠﻮن اﻟ ِ ﻋَﻠ ﻢ ﯾ ﺮوح ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﺑ ﺴﺎرﺣ ٍﺔ ﻟﮭ ﻢ ﯾ ﺄﺗﯿﮭﻢ ﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﻓﯿﻘﻮﻟ ﻮن: إﻟ ﻰ ﺟﻨ ﺐ َ إرﺟ ﻊ إﻟﯿﻨ ﺎ ﻏ ﺪًا ،ﻓ ُﯿ َﺒﱢﯿ ﺘُﮭﻢ اﷲ وﯾ ﻀﻊ اﻟﻌََﻠ ﻢ ،وﯾﻤ ﺴﺦ آﺧ ﺮﯾﻦ ﻗ ﺮد ًة ﺮ إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ "( ورواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ .واﻟﺴﺎرﺣﺔ ھ ﻲ اﻟﻤﺎﺷ ﯿﺔ. وﺧﻨﺎزﯾ َ واﻟﻌَﻠََﻢ ھﻮ اﻟﺠﺒﻞ. ب -اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﺪلﱡ ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﺎﻟﺠﻮاز أو ﺑﺎﻟﻜﺮاھﺔ : .1ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎل " دﺧﻠﺖُ ﻋﻠﻰ ﻗُﺮَﻇ َﺔ ﺑ ﻦِ ﻛﻌ ﺐٍ وأﺑ ﻲ ﻣ ﺴﻌﻮد ﺟ ﻮا ٍر ﯾُﻐﻨﱢ ﯿﻦ ،ﻓﻘﻠ ﺖ :أﻧﺘﻤ ﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﺎ اﻷﻧ ﺼﺎري ﻓ ﻲ ﻋ ﺮسٍ ،وإذا َ 211
رﺳ ﻮل اﷲ ،rوﻣِ ﻦ أھ ﻞ ﺑ ﺪرٍ ﯾُﻔﻌ ﻞ ھ ﺬا ﻋﻨ ﺪﻛﻢ ؟ ﻓﻘ ﺎﻻ :إﺟﻠ ﺲ إن ﺖ ﻓﺎذھﺐ ،ﻗﺪ ُرﺧﱢﺺ ﻟﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻠﮭ ﻮ ﻋﻨ ﺪ ﺷﺌﺖ ﻓﺎﺳﻤﻊ ﻣﻌﻨﺎ ،وإن ﺷﺌ َ اﻟﻌﺮس" رواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺤﺎﻛﻢ وﺻﺤﺤﮫ. .2ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ " tأن اﻣﺮأة ﺟﺎءت إﻟﻰ رﺳﻮل اﷲ rﻓﻘ ﺎل :ﯾ ﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ أﺗﻌﺮﻓﯿﻦ ھﺬه ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻻ ﯾﺎ ﻧﺒﻲ اﷲ ﻓﻘﺎل :ھﺬه َﻗﯿْﻨ ُﺔ ﺑﻨﻲ ﻓﻼن، ﻃﺒَﻘًﺎ ﻓﻐﻨﱠﺘﮭﺎ ،ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ :r ﻚ ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻧﻌﻢ ،ﻓﺄﻋﻄﺎھﺎ َ ﺗﺤﺒﯿﻦ أن ﺗﻐﻨﯿَ ِ ﻗ ﺪ ﻧﻔ ﺦ اﻟ ﺸﯿﻄﺎن ﻓ ﻲ ﻣِﻨْﺨﺮﯾﮭ ﺎ " رواه أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﺴﻨﺪ ﺻ ﺤﯿﺢ ،ورواه
اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ .واﻟﻄﺒﻖ ھﻮ اﻹﻧﺎء. .3ﻋ ﻦ ﺟ ﺎﺑﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ rﻟﻌﺎﺋ ﺸﺔ " أھﺪﯾﺘﻢ اﻟﺠﺎرﯾﺔ إﻟ ﻰ ﺑﯿﺘﮭ ﺎ ؟ ﻗﺎﻟ ﺖ :ﻧﻌ ﻢ ،ﻗ ﺎل :ﻓﮭ ﻼ ﺑﻌﺜ ﺘﻢ ﻣﻌﮭ ﻢ ﻣ ﻦ ﻏﺰَل " ُﯾﻐَﻨﱢﯿﮭﻢ ﯾﻘﻮل :أﺗﯿﻨﺎﻛﻢ ﻓﺤﯿﱡﻮﻧﺎ ﻧُﺤَﯿﱢﯿﻜﻢ ،ﻓﺈن اﻷﻧﺼﺎر ﻗﻮمٌ ﻓﯿﮭﻢ َ رواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ،ورواه اﻟﺒﺨﺎري ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻠﻔﻆ" أﻧﮭﺎ َزﻓﱠﺖ اﻣﺮأ ًة إِﻟﻰ رﺟﻞٍ ﻣﻦ اﻷﻧ ﺼﺎر ،ﻓﻘ ﺎل ﻧﺒ ﻲ اﷲ :rﯾﺎﻋﺎﺋ ﺸﺔ ،ﻣ ﺎ ن اﻷﻧ ﺼﺎر ﯾُﻌﺠ ﺒﮭﻢ اﻟﻠﮭ ﻮ " ورواه اﻟﺤ ﺎﻛﻢ ﻛ ﺎن ﻣﻌﻜ ﻢ ﻟﮭ ﻮٌ ؟ ﻓ ﺈ ﱠ وﺻﺤﺤﮫ ،وواﻓﻘﮫ اﻟﺬھﺒﻲ. .4ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋ ﺸﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ " أن أﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ اﻟ ﺼﺪﯾﻖ دﺧ ﻞ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ وﻋﻨﺪھﺎ ﺟﺎرﯾﺘ ﺎن ﻓ ﻲ أﯾ ﺎم ﻣِﻨ ﻰ ُﺗﻐَﻨﱢﯿﻨ ﺎن وﺗَ ﻀْﺮِﺑﺎن ،ورﺳ ﻮل اﷲ r ﻣﺴﺠﱠﻰ ﺑﺜﻮﺑﮫ ،ﻓﺎﻧﺘﮭﺮھﻤﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،ﻓﻜﺸﻒ رﺳﻮل اﷲ rﻋﻨﮫ ،وﻗﺎل: دﻋﮭﻤﺎ ﯾﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ،ﻓﺈِﻧﮭﺎ أﯾﺎم ﻋﯿﺪ " ...رواه ﻣﺴﻠﻢ. .5ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺑُﺮﯾﺪة ﻗ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ ﺑُﺮﯾ ﺪة ﯾﻘ ﻮل " ﺧ ﺮج رﺳ ﻮل اﷲ rﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻐﺎزﯾﮫ ،ﻓﻠﻤ ﺎ اﻧ ﺼﺮف ﺟ ﺎءت ﺟﺎرﯾ ﺔٌ ﺳﻮداءُ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ :ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،إﻧ ﻲ ﻛﻨ ﺖُ ﻧ ﺬرتُ ِإ ْن ردﱠك اﷲ ﺳ ﺎﻟﻤﺎً أن أﺿ ﺮب ﺑ ﯿﻦ ﯾ ﺪﯾﻚ ﺑﺎﻟ ﺪﱡفﱢ وأَﺗﻐﻨﱠ ﻰ ،ﻓﻘ ﺎل ﻟﮭ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ :rإن ﻛﻨ ﺖِ ﻧ ﺬرتِ ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻲ وإﻻ ﻓ ﻼ، ﻓﺠﻌﻠ ﺖ ﺗ ﻀﺮب ،ﻓ ﺪﺧﻞ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ وھ ﻲ ﺗ ﻀﺮب ﺛ ﻢ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲ وھ ﻲ
ﺗﻀﺮب ﺛﻢ دﺧﻞ ﻋﺜﻤﺎن وھﻲ ﺗﻀﺮب ﺛﻢ دﺧﻞ ﻋﻤ ﺮ ﻓﺄﻟﻘ ﺖ اﻟ ﺪﱡف ﺗﺤ ﺖ إِﺳﺘﮭﺎ ﺛﻢ ﻗﻌﺪت ﻋﻠﯿ ﮫ ،ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ :rإن اﻟ ﺸﯿﻄﺎن ﻟﯿﺨ ﺎف ﻣﻨ ﻚ ﯾ ﺎ ﻋﻤﺮ ،إﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎً وھﻲ ﺗ ﻀﺮب ﻓ ﺪﺧﻞ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ وھ ﻲ ﺗ ﻀﺮب ﺛ ﻢ ﺖ دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲ وھ ﻲ ﺗ ﻀﺮب ﺛ ﻢ دﺧ ﻞ ﻋﺜﻤ ﺎن وھ ﻲ ﺗ ﻀﺮب ،ﻓﻠﻤ ﺎ دﺧﻠ َ أﻧﺖ ﯾﺎ ﻋﻤﺮ أﻟﻘﺖ اﻟﺪﱡفﱠ " رواه اﻟﺘﺮﻣ ﺬي وﻗ ﺎل :ھ ﺬا ﺣ ﺪﯾﺚ ﺣ ﺴﻦٌ ﺻ ﺤﯿ ٌﺢ ﻏﺮﯾﺐٌ ،ورواه أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ ،ورواه أﺑﻮ داود واﻟﺒﯿﮭﻘﻲ. 212
ﺖ اﻣ ﺮأﺗﯿﻦ ﻣ ﺎ .6ﻋﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﯿﻢ ﻗﺎل :ﻗﻠﺖُ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﺎﻃ ﺐ :ﺗﺰوﺟ ُ ﻛﺎن ﻓﻲ واﺣﺪ ٍة ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺻﻮت ،ﯾﻌﻨﻲ ُد ﱠﻓﺎً ،ﻓﻘﺎل ﻣﺤﻤﺪ :tﻗﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ت ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وآﻟﮫ وﺳ ﻠﻢ" ﻓ ﺼْﻞُ ﻣ ﺎ ﺑ ﯿﻦ اﻟﺤ ﻼل واﻟﺤ ﺮام اﻟ ﺼﻮ ُ ﺑﺎﻟﺪﱡفﱡ " رواه اﻟﺤ ﺎﻛﻢ وﺻ ﺤﺤﮫ وواﻓﻘ ﮫ اﻟ ﺬھﺒﻲ .ورواه أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ .ورواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ،واﻟﺘﺮﻣﺬي وﺣﺴﱠﻨﮫ. ﻲ رﺳﻮل اﷲ r ﺖ ُﻣ َﻌﻮّذ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﺎ ﻗﺎﻟﺖ " دﺧﻞ ﻋﻠ ﱠ .7ﻋﻦ اﻟﺮﱡﺑﯿﱢﻊ ﺑﻨ ِ
ﺻﺒﯿﺤﺔ ﻋُﺮﺳﻲ وﻋﻨﺪي ﺟﺎرﯾﺘﺎن ﺗﻐﻨﯿﺎن وﺗُﻨ ﺪﺑﺎن آﺑ ﺎﺋﻲ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻗُﺘﻠ ﻮا ﯾﻮم ﺑﺪ ٍر ،وﺗﻘﻮﻻن ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻘﻮﻻن :وﻓﯿﻨﺎ ﻧﺒﻲﱞ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﺪٍ ،ﻓﻘﺎل :أﻣﱠﺎ ھﺬا ﻓﻼ ﺗﻘﻮﻟﻮه ،ﻣﺎ ﯾﻌﻠﻢ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏ ﺪٍ إﻻ اﷲ " رواه اﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ ،ورواه
أﺑﻮ داود ﺑﻤﻌﻨﺎه ورواه اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل :ھﺬا ﺣﺪﯾﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﯿﺢ وﺟ ﺎء ت ﻟﻨﺎ ﯾﻀﺮﺑﻦ ﺑ ُﺪﻓُﻮ ِﻓﮭِﻦ ". ﺟ َﻮﯾْﺮا ٌ ﻓﻲ رواﯾﺘﮫ " و ُ .8ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋ ﺸﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭ ﺎ ﻗﺎﻟ ﺖ " دﺧ ﻞ ﻋﻠ ﻲﱠ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ وﻋﻨ ﺪي
ﺟﺎرﯾﺘﺎن ﻣﻦ ﺟﻮاري اﻷﻧﺼﺎر ﺗُﻐﻨﯿﺎن ﺑﻤ ﺎ ﺗﻘﺎوﻟ ﺖ ﺑ ﮫ اﻷﻧ ﺼﺎر ﻓ ﻲ ﯾﻮم ﺑُﻌﺎث ،ﻗﺎﻟﺖ :وﻟﯿﺴﺘﺎ ﺑﻤﻐﻨﯿﺘﯿﻦ ﻓﻘﺎل أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :أﺑﻤﺰﻣﻮر اﻟﺸﯿﻄﺎن ﻓﻲ ﺑﯿﺖ اﻟﻨﺒﻲ r؟ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻋﯿ ﺪ اﻟﻔﻄ ﺮ ،ﻓﻘ ﺎل اﻟﻨﺒ ﻲ :rﯾ ﺎ أﺑ ﺎ ﺑﻜﺮ ،إن ﻟﻜﻞ ﻗﻮمٍ ﻋﯿﺪًا ،وھﺬا ﻋﯿﺪُﻧﺎ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ. .9ﻋﻦ أﻧ ﺲ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ "tأن اﻟﻨﺒ ﻲ rﻣ ﺮﱠ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ،ﻓ ﺈذا ﺑﺠ ﻮارٍ ﯾﻀﺮﺑﻦ ﺑ ُﺪﻓﱢﮭﻦﱠ وﯾﺘﻐﻨﱠﯿﻦ وﯾﻘﻠﻦ: ﺟ ـﻮَا ٍر ﻣ ـﻦ ﺑﻨ ﻲ اﻟﻨﺠ ـﺎرِ ﻧﺤ ـﻦ َ ﯾـﺎ ﺣﺒـﺬا ﻣﺤﻤـﺪٌ ﻣﻦ ﺟـﺎ ِر
ﺣﺒﱡ ُﻜﻦﱠ " رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﯿﺢ. ﻷِ ﷲ أﻋﻠﻢ إِﻧﻲ ُ ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rا ُ .10ﻋ ﻦ ﻧ ﺎﻓﻊ ﻣ ﻮﻟﻰ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ "tأن اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻊ ﻋ ﺪَل راﺣﻠﺘ ﮫ ﻋ ﻦ ع ،ﻓﻮﺿ ﻊ أُﺻ ﺒﻌﯿﮫ ﻓ ﻲ أُذُﻧﯿ ﮫ و َ ﺻﻮتَ َزﻣﱠﺎر ِة را ٍ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ وھ ﻮ ﯾﻘ ﻮل :ﯾ ﺎ ﻧ ﺎﻓﻊ أﺗ ﺴﻤﻊ ؟ ﻓ ﺄﻗﻮل :ﻧﻌ ﻢ ،ﻓﯿﻤ ﻀﻲ ﺣﺘ ﻰ ﺖ ﺖ :ﻻ ،ﻓﻮﺿ ﻊ ﯾﺪﯾ ﮫ وأﻋ ﺎد راﺣﻠﺘ ﮫ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺮﯾ ﻖ وﻗ ﺎل :رأﯾ ُ ﻗﻠ ُ ع ،ﻓ ﺼﻨﻊ ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬا " رواه ت زَﻣ ﺎرةِ را ٍ رﺳﻮل اﷲ ،rوﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮ َ أﺣﻤﺪ ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺻﺤﯿﺢ.ورواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺨﻼﱠل. ﻦ ﻋ ﺎﻣﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻋﻨ ﮫ ﻗ ﺎل :ﻗ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ " r .11ﻋ ﻦ ﻋُﻘﺒ ﺔ ﺑ ِ ﺗﻌﻠﻤﻮا ﻛﺘﺎب اﷲ وﺗﻌﺎھﺪوه وﺗﻐﻨﱠﻮا ﺑﮫ ،ﻓﻮاﻟ ﺬي ﻧﻔ ﺴﻲ ﺑﯿ ﺪه ﻟﮭ ﻮ أﺷ ﺪﱡ ﺗﻔﻠﱡﺘًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺎض ﻓﻲ اﻟﻌُﻘُﻞ " رواه أﺣﻤﺪ واﻟﺪﱠارﻣﻲ واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ،ورواه اﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ أﯾﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﺴﱡﻨﻦ اﻟﻜﺒﺮى ،ﺑﻠﻔﻆ "...واﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪٍ ﺑﯿﺪه ﻟﮭﻮ 213
.12
.1
.2
.3
.4 .5
.6
أﺷ ﺪﱡ ﺗَﻔﻠﱡﺘ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ِﻌ ﺸَﺎرِ ﻓ ﻲ اﻟﻌُ ُﻘ ﻞ " واﻟ ِﻌ ﺸﺎر واﻟﻤﺨ ﺎض ھ ﻲ اﻟﻨﯿ ﺎق ﻂ ﺑﮫ. اﻟﺤﻮاﻣﻞ ،ﺟﻤﻊ ﻧﺎﻗﺔ .واﻟ ُﻌﻘُﻞ ﺟﻤﻊ ﻋِﻘﺎل وھﻮ اﻟﺤﺒﻞ اﻟﺬي ﯾُﺮﺑ ُ ﻦ ﻟﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ وﻗ ﺎص tأن رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " ﻟ ﯿﺲ ﻣﱠﻨ ﺎ َﻣ ْ ﯾﺘﻐﻦﱠ ﺑﺎﻟﻘﺮآن " رواه اﻟﺪﱠارﻣﻲ واﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ. واﻵن ﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺴﻨﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻨﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎج أم ﻻ ؟ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷول اﻟﺬي رواه ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎرك ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺳﻨﺪه ﺳﺎﻗﻂٌ ،إذ ﻓﯿﮫ أرﺑﻌﺔ روا ٍة ﺿﻌﻔﺎء أو ﻣﺠﮭ ﻮﻟﯿﻦ وھ ﻢ :اﺑ ﺮاھﯿﻢ ﺑ ﻦ ﻋﺜﻤ ﺎن ،وأﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻐَ ْﻤ ﺮ ،وﯾﺰﯾ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺼﻤﺪ ،وﻋﺒﯿ ﺪ ﺑ ﻦ ھ ﺸﺎم اﻟﺤﻠﺒﻲ ،ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻻ ﯾﺼﺢ اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﮫ. اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﻌﺮي ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺪه ﻣﺎﻟ ﻚ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻣ ﺮﯾﻢ ﻗ ﺎل ﻋﻨ ﮫ اﻟ ﺬھﺒﻲ :ﻻ ﯾُﻌ ﺮف ،ﻓﮭ ﻮ إذن را ٍو ﻣﺠﮭﻮل ،إِﺿﺎﻓﺔً إﻟﻰ اﻟﺮاوي ﻣﻌﺎوﯾ ﺔ ﺑ ﻦ ﺻ ﺎﻟﺢ ،اﻟ ﺬي رﻣ ﺎه ﺑﺎﻟ ﻀﻌﻒ ﻛﺜﯿﺮٌ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺠﺮح واﻟﺘﻌﺪﯾﻞ ،ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﺟﺪاً ،ﻓﯿﺘﺮك. اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺬي رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﺑﻲ أُﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﺪه أﺑﻮ اﻟﻤﮭﻠﱠﺐ ﻣﻄﺮح ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ ﺿﻌﱠﻔﮫ أﺑﻮ زُرﻋ ﺔ اﻟ ﺮازي وأﺑﻮﺣ ﺎﺗﻢ اﻟ ﺮازي. وﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﻌﯿﻦ :ﻟﯿﺲ ﺑﺸﻲء .وﻗﺎل اﻟﺒﺨﺎري :ﻣﻨﻜَﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ .وﻓﯿﮫ أﯾﻀًﺎ ﻋﺒﯿﺪ اﷲ اﻹِﻓﺮﯾﻘﻲ ﺿﻌﱠﻔﮫ أﺣﻤﺪ واﻟﺪﱠارﻣﻲ واﻟﺪﱠارَﻗُﻄﻨﻲ .وﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﻌﯿﻦ: ﻟﯿﺲ ﺑﺸﻲء .وﻗﺎل اﺑ ﻦ اﻟ َﻤ ﺪِﯾﻨﻲ :ﻣﻨﻜَ ﺮ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ .وﻗ ﺎل أﺑ ﻮ ﻣ ﺴﮭﺮ :ھ ﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻞﱢ ﻣُﻌﻀِﻠﺔ .ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﺟﺪاً ،ﻓﯿﺘﺮك. اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي رواه أﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ أﺑﻲ أُﻣﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﺪه ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﯾﺰﯾ ﺪ اﻷﻟﮭﺎﻧﻲ ،وھﻮ ﺿﻌﯿﻒ .وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺿﻌﯿﻒ ،ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﺟﺪاً ،ﻓﯿﺘﺮك. اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺨ ﺎﻣﺲ اﻟ ﺬي رواه ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻨﺒ ﻞ ﻓ ﻲ زواﺋ ﺪ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻓﻲ ﺳﻨﺪه ﻓﺮْﻗﺪ اﻟﺴﱠﺒﺨﻲ ،ﻗ ﺎل اﻟﮭﯿﺜﻤ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﺰواﺋ ﺪ :ﻓﺮﻗ ﺪ ﺿﻌﯿﻒ .واﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﱠﻔﮫ اﻟﻤﻨﺬري .ورواه أﯾﻀﺎًﺳﻌﯿﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر وﻓﻲ ﺳﻨﺪه ﺛﻼﺛﺔﺿﻌﻔﺎء ،ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ،ﻓﯿُﺘﺮك. اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﺎدس اﻟﺬي رواه اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﻋﺒﯿﺪ اﷲ ﺑﻦ َزﺣْﺮ ﻋ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﯾﺰﯾ ﺪ ﻋ ﻦ اﻟﻘﺎﺳ ﻢ ﻋ ﻦ أﺑ ﻲ أُﻣﺎﻣ ﺔ ،ﻓﯿ ﮫ ﻋﻠ ﻲ ﺑ ﻦ ﯾﺰﯾ ﺪ ،ﻗ ﺎل اﻟﺘﺮﻣﺬي )وﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻌﺾ أھﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﯾﺰﯾ ﺪ وﺿ ﻌﻔﮫ( وﻗ ﺎل ﻋﻨ ﮫ اﻟﺒﺨ ﺎري :ﻣﻨﻜَ ﺮ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ وﻗ ﺎل اﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ :ﻟ ﯿﺲ ﺑﺜﻘ ﺔ .وﻗ ﺎل ﺣ ﺮ واﻟﻘﺎﺳ ﻢ، اﻟ ﺪارﻗﻄﻨﻲ :ﻣﺘ ﺮوك .وﺿ ﻌﱠﻒ اﻟ ﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻋﺒﯿ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ َز َ ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﺟﺪاً ،ﻓﯿُﺘﺮك. 214
.7 .8
.9 (1
(2
اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟ ﺴﺎﺑﻊ اﻟ ﺬي رواه أﺑ ﻮ داود ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ ﺷ ﯿﺦ ﺷ ﮭﺪ أﺑ ﺎ واﺋ ﻞ ﺴ ﱠﻢ ھﻮ اﻟﺸﯿﺦ اﻟﺬي ﺷﮭﺪ أﺑﺎ واﺋ ﻞ، ﻻ ﻟﻢ ُﯾ َ واﺿﺢ ﻓﯿﮫ أن ﻓﯿﮫ راوﯾ ًﺎ ﻣﺠﮭﻮ ً ﻓﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ،ﻓﯿﺘﺮك. اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﺬي رواه اﺑﻦ ﺟﺮﯾﺮ اﻟﻄﺒﺮي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه ھﻮ ﻗﻮلٌ ﻻﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد وﻟﯿﺲ ﺣﺪﯾﺜﺎً ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً ،وأﻗﻮال اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﯿ ﺴﺖ أدﻟ ﺔ ،وإﻧﻤ ﺎ ھ ﻲ أﺣﻜﺎ ٌم ﺷﺮﻋﯿ ٌﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻢ وﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﯾﻘﻠﺪھﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ ،وھﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﻦ اﺑ ﻦ ﻣ ﺴﻌﻮد tھ ﻮ ﺷ ﺮح وﻓﮭ ﻢٌ ﻣﻨ ﮫ ﺢ ﯾﺆﻛﺪه ﻣﺎ ح ﺻﺤﯿ ٌ ح ﻟﻜﻠﻤﺔ )ﻟﮭﻮ( وھﻮ ﺷﺮ ٌ ﻟﻶﯾﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ ،ﺑﻞ ھﻮ ﺷﺮ ٌ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ " ﻗﺪ ُرﺧﱢﺺ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﮭﻮ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻌ ﺮس " أي ﻓ ﻲ اﻟﻐﻨ ﺎء ،وﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﯾﻀﺎً ﺑﻠﻔﻆ اﻟﺒﺨﺎري " ﯾﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،ﻣﺎ ﻛ ﺎن ﻣﻌﻜ ﻢ ﻟﮭ ﻮٌ ن اﻷﻧ ﺼﺎر ﯾُﻌﺠ ﺒﮭﻢ اﻟﻠﮭ ﻮ " أي اﻟﻐﻨ ﺎء ،وﻟﻜ ﻦﱠ اﻟﻨ ﺎﻇﺮ ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺔ ؟ ﻓﺈ ﱠ ن اﻟﻠﮭﻮ ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ﻛﺎن ﻣﺬﻣﻮﻣﺎً ﺑﺴﺒﺐ اﻗﺘﺮاﻧ ﮫ ﺑﺎﻹﺿ ﻼل ﯾﺪرك ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ أ ﱠ ﻋﻦ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ ،وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ورد اﻟ ﺬَم ،واﻗﺘ ﺮان اﻹﺿ ﻼل ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﺑ ﺄي ﻗ ﻮل أو ﻛ ﻼم ﯾﺠﻌ ﻞ اﻟﻘ ﻮل أو اﻟﻜ ﻼم ﻣ ﺬﻣﻮﻣﺎً ،وﯾﺒﻘ ﻰ ﻋﻤ ﻮم ح ﻛﺄيﱢ ﻗﻮلٍ أو ﻛﻼمٍ ﻣﺎ ﻟ ﻢ اﻟﻘﻮل واﻟﻜﻼم ﻣﺒﺎﺣﺎً ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻐﻨﺎء ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺒﺎ ٌ ﯾﻘﺘﺮن ﺑﺎﻹﺿﻼل ﻋﻦ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ .ﻓﻼ دﻻﻟﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻔ ﺴﯿﺮ ﻋﻠ ﻰ ﺣُﺮﻣ ﺔ اﻟﻐﻨﺎء. ﺑﻘﻲ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻤﻌﻠﱠﻖ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ،وھ ﻮ وﺣ ﺪه اﻟ ﺪﻟﯿﻞ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻟﻠﻘ ﺎﺋﻠﯿﻦ ﺑﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻐﻨﺎء وآﻻت اﻟﻠﮭﻮ ،ﻓﻠﻨﻨﻈﺮ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ: ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وإن ورد ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ،إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺼﺢ أن ﯾﻘﺎل إن اﻟﺒﺨﺎري روى ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ،ذﻟﻚ أن اﻟﺒﺨﺎري ﻟ ﻢ ﯾ ﺬﻛﺮه ﺑﻘﻮﻟ ﮫ ]ﺣ ﺪﺛﻨﺎ[ أو ]أﺧﺒﺮﻧﺎ[ أو ﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ذﻟﻚ ،وإﻧﻤﺎ ذﻛﺮه ﻣﻌﻠﱠﻘًﺎ ﺑﺼﯿﻐﺔ ]وﻗﺎل ھﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﻤﺎر[ واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﻌﻠﱠﻘﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﻻ ﯾﺠ ﺐ اﻻﺳ ﺘﺪﻻل ﺑﮭ ﺎ وإﻧﻤﺎ ﯾﺼﺢ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﮭﺎ ﻓﻘﻂ ،واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﺗﻌﻨ ﻲ أن راوﯾ ﺎً أو أﻛﺜ ﺮ ﻟ ﻢ ُﯾ ﺬﻛﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﻨﺪ ،وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻓﮭ ﻲ أﺣﺎدﯾ ﺚ ﻣُﻨﻘﻄﻌ ﺔ أو ﻣُﻌ ﻀﻠَﺔ، وﻟﯿﺴﺖ ﻣﺘﺼﻠﺔ اﻻﺳﻨﺎد ،وأﻧﺎ أﺗﺴﺎﺋﻞ :ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﯾ ﺬﻛﺮ اﻟﺒﺨ ﺎري اﺳ ﻢ ﻣ ﻦ ﻧﻘﻞ ﻟﮫ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ؟ أﻻ ﯾ ﺪل ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾ ﺸﻚ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻘ ﻞ واﻟﻨﺎﻗ ﻞ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻨـﺰِل ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﺼﺤﺔ ؟ إن ھﺸﺎم ﺑﻦ ﻋﻤﱠﺎر ﺛﻘﺔ ،وﻟﻜﻨﮫ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺒﺮ اﺧﺘﻠﻒ ﺣﺎﻟُﮫ وﺗﻐﯿﱠﺮ ،ﻓﻠﻢ َﯾ ُﻌ ْﺪ ﺧ ﺬ ﻗﻮﻟ ﮫ ﺑﺎﻃﻤﺌﻨ ﺎن ،ﻓﮭ ﺬا أﺑ ﻮ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟ ﺮازي ﯾﻘ ﻮل )ﻟﻤ ﺎ ﻛﺒ ﺮ ھ ﺸﺎم ﯾُﺆ َ ﺗﻐﯿﱠﺮ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ُدﻓِﻊ إﻟﯿﮫ ﻗﺮأه ،وﻛﻠﻤﺎ ُﻟﻘﱢﻦ ﺗﻠﻘﱠﻦ( وﻗ ﺎل أﺑ ﻮ داود ﻓﯿﻤ ﺎ ﻧﻘ ﻞ 215
ﻋﻨﮫ اﻵﺟﺮي ) ﺣﺪﱠث ھﺸﺎم ﺑﺄرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺣﺪﯾﺚ ﻣ ﺴﻨَﺪة ﻟ ﯿﺲ ﻟﮭ ﺎ أﺻ ﻞ (، وذﻛﺮ أن ھﺸﺎﻣًﺎ ﻛﺎن ﯾُﻠ ﱠﻘﻦ أﺣﺎدﯾﺚ أﺑﻲ ﻣﺴﮭﺮ ﻓﯿﺤﺪﱢث ﺑﮭ ﺎ ،وﻗ ﺎل ﻋ ِﻘ ﺐ ذﻟﻚ) :وﻛﻨﺖ أﺧﺸﻰ أن ﺗَﻔﺘﻖ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﺘﻘﺎً ( ،وﻗﺎل أﺣﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﺣﻨﺒ ﻞ )ھﺸﺎم ﻃﯿﱠﺎش ﺧﻔﯿﻒ( وﻗ ﺎل أﯾ ﻀًﺎ )إِن ﺻ ﻠﻮا ﺧﻠﻔ ﮫ ﻓﻠﯿﻌﯿ ﺪوا اﻟ ﺼﻼة( ن ﻓﻤﺜ ﻞ ھ ﺬا اﻟ ﺮاوي ﻻ ﯾُﻄﻤ ﺌﻦ ﻷﺧ ﺬ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾﻘ ﮫ ،ﻻﺳ ﯿﻤﺎ وأ ﱠ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ رواه. ﺳ َﻨﻨِﮫ ھ ﺬا اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺑﺈﺳ ﻨﺎد ﺟ ﱢﯿ ﺪ ،ﯾﺨﻠ ﻮﻣﻦ ھ ﺸﺎم ﺑ ﻦ (3روى أﺑ ﻮ داود ﻓ ﻲ ُ ﻋﻤﺎر ،ھﻜﺬا )ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب ﺑ ﻦ ﻧﺠ ﺪة ،ﺣ ﺪﺛﻨﺎ ﺑِ ﺸﺮ ﺑ ﻦ ﺑﻜ ﺮ ،ﻋ ﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ،ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻄﯿﺔ ﺑﻦ ﻗﯿﺲ ﻗﺎل :ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﻏﻨْﻢ اﻷﺷﻌﺮي ﻗﺎل :ﺣ ﺪﺛﻨﻲ أﺑ ﻮ ﻋ ﺎﻣﺮ ،أو أﺑ ﻮ ﻣﺎﻟ ﻚ ،واﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ َ ﻦ ﻣﻦ ﯾﻤ ﯿﻦ أﺧ ﺮى ﻣ ﺎ ﻛ ﺬﺑﻨﻲ ،أﻧ ﮫ ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ rﯾﻘ ﻮل " ﻟﯿﻜ ﻮﻧ ﱠ ﺤﻠﱡﻮن اﻟﺨ ﱠﺰ واﻟﺤﺮﯾﺮ ،وذﻛﺮ ﻛﻼﻣﺎً ﻗﺎل :ﯾُﻤﺴَﺦ ﻣ ﻨﮭﻢ أﻣﺘﻲ أﻗﻮامٌ ﯾﺴﺘ ِ ﺮ إﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ "( وھﻮ إﺳ ﻨﺎ ٌد ﺟﯿ ﺪ ﻻ ﻣﻄﻌ ﻦ آﺧﺮون ﻗﺮد ًة وﺧﻨﺎزﯾ َ ﻓﯿﮫ ،وﻗﺪ ﺧﻼ ﻣﻦ ذﻛﺮ اﻟﻤﻌﺎزف واﻟﻐﻨﺎء واﻟﻘﯿﻨﺎت .ﻓﻤﻦ أوﻟﻰ ﺑﺎﻷﺧﺬ ؟ (4إن اﻟﺸﺮع اﻟﺤﻨﯿﻒ ﻗﺪ ﺟﺎء ﻣﻮاﻓﻘ ﺎً ﻟﻠﻔﻄ ﺮة ،وﻟ ﻢ ﯾُﻌ ﺮف أﻧ ﮫ ﺟ ﺎء ﻧﺎﻗ ﻀﺎً ﻟﮭ ﺎ، واﻟﻐﻨ ﺎء ﻛﻤ ﺎ ﯾﻌ ﺮف اﻟﺠﻤﯿ ﻊ ،ھ ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻄ ﺮة ﻻ أﺗ ﺼﻮﱠر أن ﺷﺨ ﺼﺎً ﻋ ﺎش أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﻓﻤﺎ ﻓ ﻮق ﻟ ﻢ ﯾُﻐ ﻦﱢ وﻟ ﻢ ﯾ ﺴﻤﻊ اﻟﻐﻨ ﺎء ،ﻓﺄﻃﻔﺎﻟﻨ ﺎ دون ﺳ ﻦﱢ اﻟﺘﻤﯿﯿ ﺰ ﻧﺮاھﻢ ﯾﻐﻨﻮن وﯾﺮﻗﺼﻮن ،ﻓﮭﻞ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﻟﯿﺤﻈﺮ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺮﻛ ﻮز ﻓ ﻲ ﻓﻄﺮﺗﻨﺎ؟ (5وأﻗﻮل أﺧﯿﺮاً إﻧﮫ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﺪﯾﺜُﻨﺎ ھﺬا ﻻ ﻣﻌﺎ ِرضَ ﻟﮫ ﻣﻦ أﺣﺎدﯾﺚ أﺧﺮى ﻦ اﻷﻣ ﺮ ﻏﯿ ﺮ ﻒ ﻓﯿﮫ ،وﻟﻜ ﱠ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﺣﺴﻨﺔ ،ﻷﺧﺬﻧﺎ ﺑﮫ وﻗﺒﻠﻨﺎه ﻋﻠﻰ ﺿﻌ ٍ ذﻟﻚ ،إذ ھﻨﺎك اﻟﻜﺜﯿ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟ ﺼﺤﯿﺤﺔ واﻟﺤ ﺴﻨﺔ ﺗﻌ ﺎرض ھ ﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ وﺗﻨﺎﻗﻀﮫ ،ﻓﻜﯿﻒ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﮫ ؟ ﻟﮭﺬه اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺨﻤﺴﺔ أﺟﺪﻧﻲ ﻣﻀﻄﺮاً ﻟﻌﺪم اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﮭﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﻨﺎء وآﻻت اﻟﻄﺮب ﻣﺤﺮﱠﻣﺔ ﻻ ﺗﺠﻮز. وﺑﻌﺪ أن ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺮاض أﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻘ ﺴﻢ اﻷول ،وﺑﯿﱠﻨ ﺎ ﺿ ﻌﻔﮭﺎ ،ﻟﻨﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ دﻻﻟ ﺔ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟ ﻮاردة ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺴﻢ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،وھ ﻲ ﻛﻠﱡﮭ ﺎ ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﺣﺘﺠ ﺎج، ﻟﻨﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﻐﻨﺎء : .1اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻷول ﯾﺪلﱡ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﻐﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺮس. .2اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﯾ ﺪلﱡ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز اﻟﻐﻨ ﺎء دون ﻣﻨﺎﺳ ﺒﺔ ﻋ ﺮس أوﻏﯿ ﺮه ﻣ ﻊ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ آﻟﺔ ھﻮ اﻟﻄﱠﺒﻖ . .3اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﻐﻨﺎء ،وﻗﺪ وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺮس. 216
.4اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺮاﺑ ﻊ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻮاز اﻟﻐﻨ ﺎء ﻣ ﻊ ﻣ ﺼﺎﺣﺒﺔ اﻟ ﻀﺮب ﻋﻠ ﻰ آﻟ ﺔ وﻟﻌﻠﱠﮭﺎ اﻟﺪﱡف وﻗﺪ وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻋﯿﺪ اﻷﺿﺤﻰ. .5اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟ ﻮاز اﻟﻐﻨ ﺎء ﺑﺎﻟ ﺪﱡف ﻣ ﻦ ِﻗﺒَ ﻞِ اﻣ ﺮأةٍ ﺑﺤ ﻀﻮر ل ﻋﻠ ﻰ رﺟ ﺎل ،وﻻ ﯾﻘ ﺎل ھﻨ ﺎ إن ذﻟ ﻚ ﻻ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﻮاز وإﻧﻤ ﺎ ھ ﻮ دا ﱞ ﺟﻮاز اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻨ ﺬر وأﻧ ﮫ ﻟ ﻮﻻ اﻟﻨ ﺬر ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎز اﻟﻐﻨ ﺎء ،ﻻ ﯾﻘ ﺎل ذﻟ ﻚ ﻷن ﺠﺰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ،ﻓﻠﻮﻻ أن اﻟﻐﻨﺎء ﻟﯿﺲ ﻣﻌﺼﯿﺔ اﻟﻨﺬر إن ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻟﻢ َﯾ ُ ﻟﻤﺎ أﺟﺎزه رﺳﻮل اﷲ ،rﻟﻤﺎ رُوي ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rﻗﺎل " ﻣﻦ ﻧﺬر أن ﯾﻄﯿﻊ اﷲ ﻓﻠْﯿﻄﻌﮫ ،وﻣﻦ ﻧﺬر أن ﯾﻌ ﺼﯿﮫ ﻓ ﻼ ﯾﻌﺼﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺑﻮ داود واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ ،وﻟﻤﺎ رُوي ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑ ﻦ ﺣُﺼﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﮫ ﻗﺎل ...ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ rﻗﺎل " ...ﻻ وﻓ ﺎء ر ﻓﻲ ﻣﻌﺼﯿﺔ " رواه ﻣﺴﻠﻢ .ﻓﻠﻮﻻ أن اﻟﻐﻨﺎء ﻣﺒﺎحٌ ﻟﻤﺎ أذن رﺳ ﻮل اﷲ ﻟﻨﺬ ٍ rﻟﻠﻤﺮأة أن ﺗﻔﻲ ﺑﻨﺬرھﺎ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎء ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﮫ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻣﻦ اﻟﻐﺰو. .6اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﺎدس ﯾﺪل دﻻﻟﺔ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ اﺳ ﺘﺤﺒﺎب اﻟﻐﻨ ﺎء ﺑﻤ ﺼﺎﺣﺒﺔ ب اﻟﺪﱡف ﻓﻲ اﻟﻌﺮس ،وﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ إﺑﺎﺣﺘﮫ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺎﻟﻐﻨﺎء ﻓﻲ اﻷﻋ ﺮاس ﻣﻨ ﺪو ٌ ﺐ وﻟﯿﺲ ﺟﺎﺋﺰًا ﻓﻘﻂ. ﻣﺴﺘﺤ ﱞ .7اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﻐﻨﺎء ﺑﺈﻗﺮارٍ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل rﺑﺎﺳ ﺘﺜﻨﺎء ﻣ ﺎ ﯾﺘﻀﻤﻨﮫ ﻣ ﻦ أﻗ ﻮال ﻏﯿ ﺮ ﺟ ﺎﺋﺰة ،وأن اﻟﻐﻨ ﺎء وﻗ ﻊ ﻋﻘ ﺐ اﻟ ﺰواج واﻧﺘﮭ ﺎء ﺣﻔﻠﺔ اﻟﻌﺮس. .8اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﻐﻨﺎء أﻣ ﺎم رﺳ ﻮل اﷲ rﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ ﻧ ﺴﺎءٍ، وأن ذﻟﻚ وﻗﻊ ﻓﻲ ﯾﻮم ﻋﯿﺪ. .9اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﻐﻨﺎء ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﻄﯿﺐ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻠﻤﻐﻨﯿﺎت اﻟﻀﺎرﺑﺎت ﺑﺎﻟ ﺪﱡف " اﷲ أﻋﻠ ﻢ إﻧ ﻲ ﻷُﺣِ ﱡﺒﻜُﻦﱠ " ذﻟ ﻚ إن ھ ﺬا اﻟﻘ ﻮل ﻣﻨ ﮫ ﻓﯿ ﮫ ﺗ ﺸﺠﯿﻊ وﺛﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ھ ﺆﻻء اﻟﻤﻐﻨﯿ ﺎت ،وﻟ ﻢ س وﻻ ﺑﻐﯿﺮه. ﯾﺨﺼﱠﺺ ھﺬا اﻟﻐﻨﺎء ﺑﻌﺮ ٍ .10اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز اﻟﻐﻨﺎء ﺑﺰَﻣﱠﺎرة ،ﺑﺪﻻﻟ ﺔ أن اﻟﺮﺳ ﻮل rﻟ ﻢ ﯾﻨﮫ اﻟﺮاﻋﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﻨﺎء ﺑﺎﻟﺰﱠﻣﱠﺎرة ،وﻣﺎ إﻏﻼﻗﮫ أذﻧﯿﮫ إﻻ اﺧﺘﯿﺎرٌ ﻣﻨﮫ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳ ﺒﯿﻞ اﻟﻮﺟ ﻮب ،ﻣﺜﻠ ﮫ ﻣﺜ ﻞ ﺣﺎدﺛ ﺔ ﺗﻘ ﺪﯾﻢ ﻟﺤ ﻢ اﻟ ﻀﱠﺐ إﻟﯿ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻓﻠﻢ ﯾﻘﺒﻞ أن ﯾﺄﻛﻠ ﮫ ،وﺗ ﺮك اﻵﺧ ﺮﯾﻦ ﯾ ﺄﻛﻠﻮن .وﻗ ﺪ ﻓﮭ ﻢ ﻗ ﻮم أن ھ ﺬا اﻟﻔﻌ ﻞ ﻣﻨ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼة واﻟ ﺴﻼم دالﱞ ﻋﻠ ﻰ ﻛﺮاھ ﺔ اﻟﻐﻨ ﺎء ،وﻟ ﻢ ﯾﺼﯿﺒﻮا ﻓﯿﻤﺎ ذھﺒﻮا إﻟﯿﮫ ،وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻟ ﺪﯾﮭﻢ ﺷُ ﺒﮭﺔ ﻓﯿ ﮫ ،وﻟ ﻢ ﯾُﺨ ﺼﱠﺺ ھ ﺬا اﻟﻐﻨﺎء ﺑﻌﺮس وﻻ ﺑﻌﯿﺪ ،وإﻧﻤﺎ ورد ﻣﻄﻠﻘﺎً. 217
.11اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ،وﻟ ﻮ ﻛ ﺎن اﻟﻐﻨ ﺎء ﻣﺤﺮﱠﻣ ﺎً ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎز ﻓﯿﻤ ﺎ ﯾﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﻜﺘ ﺎب اﷲ اﻟﻤﻨ ـﺰﱠهِ ﻋ ﻦ اﻟﺒﺎﻃ ﻞ ﻗﺮاء ًة وﺗﻼوةً وﻓﮭﻤ ًﺎ. .12واﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﯾﺤﺚﱡ ﺑﺸﺪةٍ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﱠﻐﻨﱢﻲ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ. ن اﻟﻐﻨ ﺎء ﺷ ﺒﮭ َﺔ ﻓﯿﮭ ﺎ ،ھ ﻲ أ ﱠ ﻣﻦ ھﺬا اﻻﺳ ﺘﻌﺮاض ﻧﺘﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻧﺘﯿﺠ ﺔ ﻻ ُ ﺐ ﻓ ﻲ ﺗ ﻼوة اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ .ﻓﮭ ﻞ ﺠ ُ ﻣﺒﺎحٌ ،وﯾُﺴﺘﺤَﺐ ﻓ ﻲ اﻷﻋ ﺮا س ،وﯾﻜ ﺎد َﯾ ِ ﯾﺼﺢ ﺑﻌﺪ ھﺬا اﻻﺳﺘﻌﺮاض ﻟﻸﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ واﻟﺤ ﺴﻨﺔ أن ﯾُﻘ ﺎل إن اﻟﻐﻨ ﺎء ﺣﺮامٌ أداءً واﺳﺘﻤﺎﻋﺎً ؟ إن اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾُﺼﺎر إﻟﯿ ﮫ ھ ﻮ أن اﻟﻐﻨ ﺎء ﻓ ﻲ ح ﻏﯿﺮ ﺣﺮامٍ ،ﻻ أدا ًء وﻻ اﻷﻋﺮاس وﻓﻲ اﻷﻋﯿﺎد ﺑﻞ وﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ﻣﺒﺎ ٌ اﺳﺘﻤﺎﻋﺎً ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺑﻤﺼﺎﺣﺒﺔ آﻟﺔٍ ﻣﻮﺳﯿﻘﯿﺔ أو ﺑﺪون ﻣﺼﺎﺣﺒﺘﮭﺎ. ت ﻞ ﻧﺴﺎ ٍء ﻣﺘﺒﺮﺟﺎ ٍ أﻣﺎ إن ﻛﺎن اﻟﻐﻨﺎء ﻓﻲ ﺣﻔﻠ ٍﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄ ٍﺔ أو راﻗﺼ ٍﺔ وﻣﻦ ِﻗ َﺒ ِ ﻓﮭ ﻮ ﺣ ﺮامٌ ﻻ ﯾﺠ ﻮز ،ﻟ ﯿﺲ ِﻟﺤُﺮْﻣ ِﺔ اﻟﻐﻨ ﺎء ،وإﻧﻤ ﺎ ﻟﻤ ﺎ ﯾ ﺼﺎﺣﺐ اﻟﻐﻨ ﺎء ﻣ ﻦ اﺧ ﺘﻼطٍ ورﻗ ﺺٍ وﺗﺒ ﺮج .وأﻗ ﻮل ﻣﺜ ﻞ ھ ﺬا ﺑﺨ ﺼﻮص اﻟﻐﻨ ﺎء اﻟ ﺬي ﯾﺘ ﻀﻤﻦ دﻋﻮةً إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ،أو ﻛﻼﻣًﺎ ﻓﺎﺳﺪاً ،أو ﻓﻜﺮًا ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﻜﻔﺮﻛﺎﻷﻏﻨﯿ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻏﻨﱠﺎھﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ ﺣﺎﻓﻆ وﻗﺎل ﻓﯿﮭﺎ ) َﻗﺪَرٌ أﺣﻤﻖُ اﻟﺨُﻄ ﺎ (...ﻓ ﺈن ھ ﺬا اﻟﻐﻨ ﺎء ﻻ ﻚ ﻓﻲ ﺣﺮﻣﺘ ﮫ ،وﻣ ﺎ ﺳ ﻮى ذﻟ ﻚ ﻓﺎﻟﻐﻨ ﺎء ﻣﺒ ﺎحٌ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﻮم ،و ُﻣ ﺴﺘَﺤﺐﱞ ﻓ ﻲ ﺷﱠ اﻷﻋ ﺮاس ،وﯾﻜ ﺎد ﯾﺠ ﺐ ﻓ ﻲ ﻗ ﺮاءة اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ،وﻻ ﺻ ﺤﺔ اﻟﺒﺘ ﺔ ﻟﻠﻘ ﻮل ﺑﺘﺤﺮﯾﻢ اﻟﻐﻨﺎء. ل ﻣﻦ ﻣﺤ ﱟﻞ ﯾﺒﯿﻊ اﻟﺨﻤﻮر ؟ ﺤﺮُم ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﺸﺘﺮي ﻣﺎ ھﻮ ﺣﻼ ٌ ) (15اﻟﺴﺆال :ھﻞ َﯾ ْ ﻞ ﻣﻤﻠﻮﻛﺎً ﻟﻨ ﺼﺮاﻧﻲ ﻣ ﺜﻼً ﻓ ﻼ ﺷ ﺒﮭﺔ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮاز ) (15اﻟﺠﻮاب :إن ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻤﺤ ﱡ اﻟ ﺸﺮاء ﻣﻨ ﮫ ﻣ ﺎ ﯾﺠ ﻮز ﺷ ﺮﻋًﺎ اﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟُﮫ ﻛﺎﻟﻤﻌﻠﺒ ﺎت واﻟﻜﺒﺮﯾ ﺖ واﻟﺤﻠ ﻮى واﻟﺰﯾﻮت وﻏﯿﺮھﺎ ،ﻷن اﻹﺳﻼم ﯾﻘﺮﱡ اﻟﻨﺼﺎرى وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺠ ﺎر ﺑ ﺎﻟﺨﻤﻮر .أﻣ ﺎ إن ﻛ ﺎن ھ ﺬا اﻟﻤﺤ ﻞ ﻣﻤﻠﻮﻛ ﺎً ﻟﻤ ﺴﻠﻢ ،ﻓ ﺈن اﻟﻮاﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻛ ﻞ ﻣﺴﻠﻢ أن ﻻ ﯾﺸﺘﺮي ﻣﻨﮫ أي ﺷﻲء ،وﯾﻨﻔﺮ ﻣﻨﮫ وﯾﻘﺎﻃﻌﮫ. ) (16اﻟﺴﺆال :ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻜﻔﱠﺎرة ،إذا ﺣﻠﻒ اﻹﻧﺴﺎن أﻛﺜﺮ ﻣ ﻦ ﯾﻤ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ﻣ ﺴﺄﻟﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻧﺴﻲ ﻋﺪد اﻟﻤﺮات اﻟﺘﻲ ﺣﻠﻒ ﻓﯿﮭﺎ ،ﻓﻤﺎذا ﯾﻌﻤ ﻞ ؟ ﺚ ﻓﻜ ﱠﻔ ﺮ ﻋ ﻦ ﺺ ﺣﻠﻒ ﯾﻤﯿﻨًﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ واﺣ ﺪة ﻓﺤﻨ َ ) (16اﻟﺠﻮاب :إن ﻛﺎن اﻟﺸﺨ ُ ﯾﻤﯿﻨﮫ ﺛﻢ ﻋﺎود اﻟﺤﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺤﻨﺚ ﻟﺰﻣﺘﮫ ﻛﻔﺎرة ﺛﺎﻧﯿ ﺔ ،وھﻜ ﺬا. أﻣﺎ إِن ﺣﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﻧﮫ ﺳﯿﻔﻌﻞ ﻛﺬا ﻓﺤﻨﺚ وﻟﻢ ﯾﻜﻔﱢﺮ ﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﮫ ،ﺛﻢ ﻋﺎود اﻟﺤﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺛﺎﻧﯿ ًﺔ وﺛﺎﻟﺜ ًﺔ ﻓﺤﻨ ﺚ وﻟ ﻢ ﯾﻜ ﱢﻘ ﺮ ﻋ ﻦ أﯾﻤﺎﻧ ﮫ ،ﻟﺰﻣﺘ ﮫ ﻛﻔﺎرة واﺣﺪة ﻋﻦ اﻟﺠﻤﯿﻊ .وھﺬا ﻟﻤﻦ ﻋﺮف أﻧﮫ ﺣﻠﻒ ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌﺮف أﻧﮫ ﺣﻠﻒ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻋﻠﯿﮫ ،وﻻ ﺗﻠﺰﻣﮫ أﯾﺔ ﻛﻔﺎرة. 218
ﺢ أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب إذا ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮭﻢ ﯾﺬﺑﺤﻮن ،ﻓﮭﻞ ﺖ إﻧﮫ ﯾﺠﻮز أﻛ ُﻞ ذﺑﺎﺋ ِ ) (17اﻟﺴﺆال :ﻗﻠ َ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺬﺑﺢ ﺑﺎﻵﻻت ﺟﺎﺋﺰاً ؟ ) (17اﻟﺠﻮاب :اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ھﻲ ﻣﺎ ﻗُﻄﻊ وَدَﺟﺎھﺎ وﺣﻠﻘُﻮﻣُﮭﺎ وﻣﺮﯾﺌُﮭﺎ ،ﺳﻮاء ﺣ ﺼﻞ اﻟﻘﻄ ُﻊ ﺑ ﺴﻜﯿﻦٍ ﻓ ﻲ اﻟﯿ ﺪ أو ﺣ ﺼﻞ ﺑﺂﻟ ٍﺔ ﺣ ﺎدﱠة ُﯾ ﺪﯾﺮھﺎ اﻟ ﺬاﺑﺢ ،أﻣ ﺎ اﻟ ﺼﻌﻖ اﻟﻜﮭﺮﺑ ﺎﺋﻲ أو اﻟ ﻀﺮب ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺮاس ﺑ ﺄداة ﺛﻘﯿﻠ ﺔ ،ﻟﻘﺘ ﻞ اﻟﺒﻘ ﺮة أو ﻞ ﻣﻦ ﻣ ﺴﻠﻢ اﻟﺸﺎة ،ﺛﻢ ﺳﻠﺨُﮭﺎ وﺗﻘﻄﯿﻌُﮭﺎ وأﻛﻠُﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ،ﺳﻮاء ﺣﺼﻞ اﻟﻔﻌ ُ أو ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻲ ،ﻷن اﻟﺬﻛﺎة اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﮭﻤﺎ. ) (18اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﯾﺠﻮز أن ﻧﻔﺮش اﻟﻤﺎﺋﺪة ﺑﺎﻟﺠﺮاﺋ ﺪ وﻧﺄﻛ ﻞ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ؟ وھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز إﻟﻘ ﺎء اﻟﺠﺮاﺋ ﺪ ﻓ ﻲ أﻛﯿ ﺎس اﻟﻨﻔﺎﯾ ﺎت ﻣ ﻊ اﺣﺘﻤ ﺎل أن ﯾﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ﻛُﺘﺒ ﺖ ﻓﯿﮭ ﺎ آﯾ ﺎت ﻗﺮآﻧﯿ ﺔ ﺲ ﻛﺘ ﺐ ﺗﻔ ﺴﯿﺮ اﻟﻘ ﺮآن ﺑ ﺪون وأﺣﺎدﯾ ﺚ ﻧﺒﻮﯾ ﺔ وأﺣﻜ ﺎم ﺷ ﺮﻋﯿﺔ ؟ وﻣ ﺎ ﺣﻜ ﻢ ﻣ ﱢ وﺿﻮء؟ ) (18اﻟﺠﻮاب :ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺠﺮاﺋﺪ واﻟﻤﺠﻼت وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋ ﺎت ﯾﺠ ﻮز وﺿ ﻊ اﻷﻃﻌﻤﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ واﻷﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ ،ﻷن ھﺬه اﻟﺠﺮاﺋﺪ وأﻣﺜﺎﻟَﮭﺎ ﻻ ُﻗﺪْﺳ ﯿﺔ ﻟﮭ ﺎ ،ﻛﻤ ﺎ ﯾﺠﻮز ﻃﺮﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ووﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎدﯾﻖ اﻟﺰﺑﺎﻟﺔ. وأﺿﯿﻒ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :إن ﺣﺼﻞ أن ﺟﺮﯾﺪ ًة أو ﻣﻄﺒﻮﻋ ًﺔ ﻗ ﺪ أﻓ ﺮدت ﺻ ﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠ ﺔ ،أو ﻏﺎﻟ ﺐ ﺻ ﻔﺤ ٍﺔ ﺑﻜﺘﺎﺑ ﺔ آﯾ ﺎت ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ﻓﻌﻨ ﺪھﺎ ﻻ ﯾﺠ ﻮز اﺳ ﺘﻌﻤﺎل ھ ﺬه اﻟ ﺼﻔﺤﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻛ ﻞ وﻓ ﻲ ﻏﯿ ﺮه ،ﻷن ھ ﺬه اﻟ ﺼﻔﺤﺔ ﺗ ﺼﺒﺢ ح أو ﻣ ﺎ ﺷ ﺎﺑﮫ ﻞ أو ﻃ ﺮ ٍ ﻋﻨﺪﺋ ٍﺬ ﻛﺼﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻣﺘﮭﺎﻧُﮭ ﺎ ﺑﺄﻛ ٍ ذﻟﻚ .وﻣﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﺠﺮاﺋ ﺪ ﯾ ﺼﺢ اﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻓ ﻲ أي ﻓﻌ ﻞ دون ﻧﻈ ﺮ إن ﻛﺎن ﻓﯿﮭﺎ آﯾﺔ ھﻨﺎ ،أو ھﻨﺎك ﻣﺎ دام ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺠﺮﯾﺪة ﻓﻲ أﺧﺒﺎر وﻋﻠﻮم أﺧﺮى. أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﻛﺘ ﺐ ﺗﻔ ﺴﯿﺮ اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ،ﻓ ﺄﻗﻮل ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ :إن ﻛﺎﻧ ﺖ ﻛﺘ ﺐ اﻟﺘﻔ ﺴﯿﺮ ﺗﺤﺘ ﻮي اﻟ ﺼﻔﺤﺔ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻀﻌﺔ أﺳ ﻄﺮ ﻣ ﻦ اﻵﯾ ﺎت اﻟﻘﺮآﻧﯿ ﺔ ،وﺳ ﺎﺋﺮ اﻟ ﺼﻔﺤﺔ ﺗﺤﺘ ﻮي ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﺮوح واﻵراء ،ﻓ ﺈن ھ ﺬه اﻟﻜﺘ ﺐ ﯾﺠ ﻮز ﻣ ﺴﱡﮭﺎ ﺑ ﺪون وﺿ ﻮء واﻟﻘ ﺮاءة ﻓﯿﮭ ﺎ ،أﻣ ﺎ إن ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺘﻔﺎﺳ ﯿﺮ ﺗﺤﺘ ﻮي ﻛ ﻞ ﺻ ﻔﺤﺔ ﻣﻨﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮآن ،ﺗﺤ ﯿﻂ ﺑﮭ ﺎ ﺗﻔﺎﺳ ﯿﺮ ﻣ ﻮﺟﺰة ﻓ ﻲ اﻟﮭ ﻮاﻣﺶ ﻓ ﺈن ھ ﺬه اﻟﺘﻔﺎﺳ ﯿﺮ ﺗﺄﺧ ﺬ ﺣﻜ ﻢ اﻟﻤ ﺼﺤﻒ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﺷ ﻲء ،ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﻮز ﻣ ﺴﮭﺎ وﺣﻤﻠﮭ ﺎ ﺑ ﺪون وﺿﻮء. ) (19اﻟﺴﺆال :ﺗﺠﺮي ﺣﺎﻟﯿًﺎ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻷوروﺑﯿﺔ ﺣﻤﻠﺔٌ ﺷﺮﺳﺔٌ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﺎس اﻟﻤ ﺮأة اﻟﻤ ﺴﻠﻤﺔ وﺧﺎﺻ ﺔ ﺑﻨ ﺎت اﻟﻤ ﺪارس ،ﻓﯿﻤﻨﻌ ﻮن اﻟﻄﺎﻟﺒ ﺔ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﺔ ﻣ ﻦ ارﺗ ﺪاء 219
اﻟﺨﻤﺎر ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ،ﻓﻤﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ھﺆﻻء اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ،وﻣﺎ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ أوﻟﯿﺎء أﻣﻮرھﻦ ﺗﺠﺎه ذﻟﻚ ؟ ) (19اﻟﺠ ﻮاب :ﻻ ﯾﺠ ﻮز ﻟﻠﻄﺎﻟﺒ ﺔ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﺔ أن ﺗ ﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﮭ ﺬه اﻟﺘﻌﻠﯿﻤ ﺎت ﺑﺨﻠ ﻊ ﺧﻤﺎرھ ﺎ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ وﻓ ﻲ ﺧﺎرﺟﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻮاء ،ﻓ ﺈن أﻣﻜﻨﮭ ﺎ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔٍ ﻻ ﺗﻤﻨﻊ ﻟﺒﺲ اﻟﺨﻤﺎر وﺟ ﺐ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ،ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﺗﺠ ﺪ وﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺗﺮك اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس ،أو ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ وﻟﻲﱢ أﻣﺮھﺎ اﻟﮭﺠﺮةُ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ ،وﯾﺤﺮم ﻋﻠﯿﮭﻤ ﺎ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻓﯿ ﮫ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ) :ﮐ ﮑ گ ﮓ ﮔ ﮕ ڳ ﮗ( ]ﻣﻦ اﻵﯾﺔ 97ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء[. ) (20اﻟﺴﺆال :ﺑﺨﺼﻮص اﻵﯾﺔ ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء )ﭑ ٻ ﭓ ﭔ ﭕ پ ﭗ ﭘ ﭙ ڀ ﭛ ﭜ ﭝ ٺ( ]ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء اﻵﯾﺔ [1:ﻣﺎ ھﻮ واﻗﻊ اﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪس ،وﻣﺎ ھﻲ ﺣﺪودھﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ھﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺤﯿﻂ اﻟﻘﺪس أم ﺗﻤﺘﺪ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ؟ ) (20اﻟﺠﻮاب: ﻻ :ھﻨ ﺎك ﻓ ﺎرق ﺑ ﯿﻦ اﻷرض اﻟﻤﻘﺪﺳ ﺔ واﻷرض اﻟﻤﺒﺎرﻛ ﺔ ،ﻓﻤﺪﯾﻨ ﺔ اﻟﻘ ﺪس ﻓ ﻲ أو ً ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھ ﻲ ﻓﻘ ﻂ أرضٌ ﻣﻘﺪﱠﺳ ﺔ ،وﻛﺎﻧ ﺖ ﺳ ﺎﺑﻘًﺎ ﺗ ﺴﻤﻰ اﻟﺒﯿ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪﱠس ،ﺛ ﻢ ﺻﺎرت ﺗﺴﻤﻰ ﺑﯿﺖَ اﻟﻤﻘﺪس إﻟﻰ أن ﺻﺎر ﯾُﻄﻠَﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻘﺪس ،وﻣ ﺎ ﺳ ﻮاھﺎ ﻣﻤﺎ ھﻮ ﺧﺎرج ﺣﺪودھﺎ ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻘﺪﱠﺳ ﺎً ،ﻓ ﺮام اﷲ ﻓ ﻲ اﻟ ﺸﻤﺎل وﺑﯿ ﺖ ﻟﺤ ﻢ ﻓ ﻲ ن ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻣﻘﺪﱠﺳﺔ. اﻟﺠﻨﻮب ﻟﯿﺴﺘﺎ ﻣﻘﺪﱠﺳﺘﯿﻦ ،وﻟﺬا ﻻ ﯾﺼﺢ أن ﯾُﻘﺎل إ ﱠ أﻣﺎ اﻷرض اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ )ﭜ ﭝ ٺ( ] ﺳﻮرة اﻹﺳ ﺮاء اﻵﯾ ﺔ [1 :ﻓﺘ ﺸﻤﻞ ﺑ ﻼد اﻟ ﺸﺎم ﻛﻠﱠﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑﺎدﯾ ﺔ اﻟ ﺸﺎم ﺷ ﺮﻗﺎً إﻟ ﻰ اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻂ ﻏﺮﺑ ﺎً ،وﻣ ﻦ ﺟﺒ ﺎل ﺠﻮْف واﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤ ﺮ ،أي ﺧﻠ ﯿﺞ اﻟﻌﻘﺒ ﺔ ،ﺟﻨﻮﺑ ًﺎ. ﺟﻨﻮب ﺗﺮﻛﯿﺎ ﺷﻤﺎﻻً إﻟﻰ اﻟ َ ﻓﻔﻠﺴﻄﯿﻦ واﻷردن وﺳﻮرﯾﺔ وﻟﺒﻨﺎن ھ ﻲ ﺑ ﻼد ﻣﺒﺎرﻛ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ،ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم " اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺎرك ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺎﻣﻨﺎ ." ...وﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻗﺒ ﻞ ﻗﻠﯿﻞ ﻓﺈنﱠ اﻷرض اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ھﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪس ﻓﻘﻂ. ﺛﺎﻧﯿ ًﺎ :اﻟﺒﺮﻛ ﺔُ أُﻃﻠﻘ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﺎم ،وأُﻃﻠﻘ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﯿﻤﻦ ،وأُﻃﻠﻘ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺮ، وأُﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺰوﺟ ﺔ ،وأُﻃﻠﻘ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻏﯿﺮھ ﺎ ،وھ ﻲ ﺗﻌﻨ ﻲ اﻟﻨﻤ ﺎء ووﻓ ﺮة ج ﻋ ﺎلٍ ،واﷲ اﻟﺨﯿﺮ .ﻓﺒﻼد اﻟ ﺸﺎم ﺧ ﺼﺒﺔ اﻟﺘﺮﺑ ﺔ ذات ﻣﺤﺎﺻ ﯿﻞَ ﺟﯿ ﺪ ٍة وإﻧﺘ ﺎ ٍ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ﯾﺒ ﺎرك ﻷھ ﻞ اﻟ ﺸﺎم وﻷھ ﻞ اﻟ ﯿﻤﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺤ ﺼﻮﻻﺗﮭﻢ وأﻗ ﻮاﺗﮭﻢ وأرزاﻗﮭﻢ ...اﻟﺦ. ) (21اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ھ ﻮ ﺣﻜ ﻢ ﻗ ﺮاءة اﻟﻘ ﺮآن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﯿ ﺖ أو ﻟﻠﻤﯿ ﺖ ؟ وھ ﻞ ﻗ ﺮاءة ﻞ ﺷ ﺮﻋﻲ ؟ وھ ﻞ ﺻ ﺤﯿﺢ أن اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻔﺎﺗﺤ ﺔ ﻋﻠ ﻰ روح اﻟﻤﯿ ﺖ ﻟﮭ ﺎ أﺻ ٌ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺮأھﺎ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﮫ إﺑﺮاھﯿﻢ ؟ 220
) (21اﻟﺠﻮاب :ﻣﺎ ورد ﻣﻦ أﺣﺎدﯾﺚ ﺗﺬﻛﺮ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺖ ﻛﻠﱡﮭﺎ أﺣﺎدﯾﺚ ﺿ ﻌﯿﻔﺔ ﻻ ﺗ ﺼﻠﺢ ﻟﻼﺳ ﺘﺪﻻل ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈنﱠ اﻟﻌﺪﯾ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺋﻤ ﺔ واﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﯾﺠﯿﺰون ﻗﺮاءة اﻟﻘ ﺮآن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﯿ ﺖ ،وﯾ ﺮون أن ﺛ ﻮاب اﻟﻘ ﺮاءة ﯾ ﺼﻞ إﻟﯿ ﮫ اﺳﺘﺪﻻﻻً ﺑﺠﻮاز إِھﺪاء اﻟﻤﯿﺖ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻘُﺮُﺑﺎت واﻟﻄﺎﻋﺎت ،ﻛﺎﻟﺤﺞ واﻟﺼﻮم واﻟﺼﺪﻗﺔ واﻟﺪﻋﺎء وﺳﺪاد اﻟ َﺪﯾْﻦ ،ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ وار ٌد ﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟ ﺼﺤﯿﺤﺔ، ت واﻟﻄﺎﻋ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﯾ ﺼﻞ وأﻟﺤﻘ ﻮا ﻗ ﺮاءة اﻟﻘ ﺮآن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﯿ ﺖ ﺑﮭ ﺬه اﻟﻘُﺮُﺑ ﺎ ِ ﺛﻮاﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﯿﺖ ،ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﮭﺎ ،وھﻮ ﻣﺎ أُرﺟﱢﺤﮫ. ) (22اﻟﺴﺆال :ﻣﻦ ﻛ ﺎن ﻣَ ْﻜ ﺴﺒُﮫ أو ﺑ ﺎبُ رزﻗِ ﮫ ﺣﺮاﻣ ﺎً ،ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز أن ﻧﺄﻛ ﻞ ﻣ ﻦ ﻻ؟ ﻼ ؟ وھﻞ ﯾﺠﻮز أن ﻧﺴﺘﺪﯾﻦ ﻣﻨﮫ ﻣﺎ ً ﻃﻌﺎﻣﮫ إذا دﻋﺎﻧﺎ إﻟﻰ وﻟﯿﻤﺔ ﻣﺜ ً ) (22اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﯾﺠﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﮫ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﺪﯾﻦ ﻣﻨﮫ ﺤﺮْﻣ ُﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺬﻣﱠﺘﯿﻦ ،ﻓﺎﻟﺤﺮام ﻣﺎﻻً ﺑﺸﺮط أن ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺎل ﻣﺴﺮوﻗﺎً ،ﻓﺎﻟ ُ واﻗﻊ ﻣﻨﮫ واﻹﺛ ُﻢ واﻗﻊ ﻋﻠﯿﮫ وﺣﺪه ،وﻧﺤﻦ ﻻ إِﺛﻢ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ .أﻣﺎ إن ﻧﺤ ﻦ أَﺧﺬﻧﺎ ﺑﺎﻟﻮرع ،ﻓﻌﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﺠﺘﻨﺐ ﻛﻞ ذﻟﻚ. ) (23اﻟﺴﺆال :ﻟﻘﺪ ﻗﺮأتُ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻚ ] اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺼﻼة [ ﻓﻮﺟ ﺪﺗﻚ ﺗ ﺬﻛﺮ ﻓﯿﮭ ﺎ أﻧﮫ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﺳ ﺘﺪﻻل ﺳ ﻮى اﻟﻘ ﺮآن واﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺸﺮﯾﻒ ،وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ ﻋﺪم اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ إِﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﻘﯿﺎس ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدات ،أو ھﻜﺬا ﻓﮭﻤﺖ ،وھﺬا ﻗﺮﯾﺐ ﻣﻦ ﻣﻨﮭﺞ أھﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ وﻣﻨﮭﻢ اﻟﺴﻠﻔﯿﻮن. وﻟﻜﻦ ،وﻓ ﻲ أﺛﻨ ﺎء اﻃﻼﻋ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺤﺘ ﻮى اﻟﻜﺘ ﺎب ﻓ ﻲ اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻣﻨﮫ ،وﺟﺪﺗُﻚ ﺗﻌﻠﱢﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻜﺎم _ وھﻲ ﻗﻠﯿﻠﺔ _ وﻟﻜﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ﺣﺬِﻓﺖ ،وﺑﻘﻲ اﻟ ﻨﺺ ﻛﻤ ﺎ ﻛ ﺎن ﺳ ﺎﺑﻘﺎً ﯾﻔﯿ ﺪ اﻟﺘﻌﻠﯿ ﻞ، ت أن ﻟﻔﻈﺔ ﻋﻠﱠﺔ ﻗﺪ ُ وﺟﺪ ُ وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أﻣﺮﯾﻦ : أوﻟﮭﻤ ﺎ :أﻧ ﻚ ﻗ ﺪ اﺣﺘﺠ ﺖَ إﻟ ﻰ أدﻟ ﺔٍ أﺧ ﺮى ﻓ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎدات ﻏﯿ ﺮ اﻟﻘ ﺮآن واﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺸﺮﯾﻒ ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ذﻛ ﺮتَ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ ،ﻣ ﻊ أن اﻟﻨ ﺼﻮص اﻟ ﺸﺮﻋﯿﺔ ھ ﻲ ﻧ ﺼﻮص ﺗ ﺸﺮﯾﻌﯿﺔ ﺳ ﻮاء ﺗﻌﻠﻘ ﺖ ﺑﺎﻟﻌﺒ ﺎدات أو ﺑﺎﻟﻤﻌ ﺎﻣﻼت أو ﺑﻐﯿﺮھ ﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﮭﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﮫ داﺋﻤﺎً. وﺛﺎﻧﯿﮭﻤﺎ :أﻧﻚ ﺗﻌﱢﻠ ﻞ ﺑﻌ ﺾ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻌﺒ ﺎدات ﺑﺨ ﻼف اﻟﻘﺎﻋ ﺪة اﻟ ﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إنﱠ اﻟﻌﺒﺎدات ﻻ ﺗﻌﻠﱠﻞ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻛﺘ ﺎب اﻟﻤﻔ ﺎھﯿﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﮫ ﻗ ﺪ وُﺟ ﺪ ﺑﻌ ﺪ اﻻﺳ ﺘﻘﺮاء ﻟﻸﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺸﺮﻋﯿﺔ أن اﻟﻌﺒ ﺎدات واﻟﻤﻄﻌﻮﻣ ﺎت واﻟﻤﻠﺒﻮﺳﺎت ﻻ ﺗﻌﻠﱠﻞ ﻓﺄرﺟﻮ ﺗﻮﺿﯿﺢ ھﺬه اﻷﻣﻮر. ) (23اﻟﺠ ﻮاب :ھﻨ ﺎك أدﻟ ﺔ وھﻨ ﺎك ﻧ ﺼﻮص .أﻣ ﺎ اﻷدﻟ ﺔ ﻓﮭ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب واﻟ ﺴﻨﺔ وإﺟﻤ ﺎع اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﻘﯿ ﺎس ،وأﻣ ﺎ اﻟﻨ ﺼﻮص ﻓﮭ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب واﻟ ﺴﻨﺔ ﻓﻘ ﻂ. 221
وﺣﯿﺚ أن اﻟﻌﺒﺎدات ﺗُﺆﺧَﺬ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ ،وﻻ ﯾُﻠﺤَﻆ وﺟﻮدُھﺎ ﻓﻲ إﺟﻤﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻻ ﺗﻘﺎس ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ﻓﻘﺪ ﻗﻠﺖ إن اﻟﻌﺒﺎدة ھﻨﺎ ،وھﻲ ل اﻟﺼﻼة ،أﺧﺬﺗﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص ﻓﻘ ﻂ .وھ ﺬا ﻗ ﻮل ﻋ ﺎم ﻻ ﯾُﻘ ﺼﺪ ﻣﻨ ﮫ إِﺑﻄ ﺎ ُ إِﺟﻤ ﺎعِ اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ وﻻ اﻟﻘﯿ ﺎس ﻛ ﺪﻟﯿﻠﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻷﺣﻜ ﺎم .أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ﻻﺣﻈ َﺘ ﮫ ﻣ ﻦ وﺟﻮد ﻗﯿﺎس ﻓﻲ ﺛﻨﺎﯾﺎ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﮭﻮ ﻧﺎدر ﻻ ﯾﻜﺎد ﯾُﺬﻛَﺮ ،وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ط اﻟﻘﯿﺎس أن ﯾُﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﱠ ٍﺔ ﻣﻮﺟﻮد ٍة ﻓﻲ اﻟﻨﺺ ﻓﻘﻂ ،وﻧﺤ ﻦ ﻧﺘﺒﻨ ﻰ ن ﺷﺮ َ ﻓﺈ ﱠ أن اﻟﻌﺒﺎدات ﻻ ﺗُﻌﻠﱠﻞ إﻻ إن ُوﺟِﺪت اﻟﻌﻠ ُﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﺺ ﻓﺘﺆﺧ ﺬ وﯾﻘ ﺎس ﻋﻠﯿﮭ ﺎ، وﺣﯿﺚ أن اﻟﻌﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدات ﻧﺎدرة ﻓﻘﺪ ﺟﺎز ﻟﻨﺎ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻌﺒﺎدات ﻻ ﺗﻌﻠﻞ، أﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮل إن اﻟﻌﺒﺎدات ﻻ ﺗﻌﻠﻞ وﻻ ﯾُﻠﺘَﻤﺲ ﻟﮭﺎ ﻋﻠﱠﺔ إﻻ إن ﻼ ﻓﻲ اﻟ ﻨﺺ ﻓﯿﻘ ﺎس ﻋﻠﯿﮭ ﺎ ،وھ ﻲ ﻛﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﻧ ﺎدرة .وﻋﻠ ﻰ ُوﺟِﺪت اﻟﻌﻠ ُﺔ ﻓﻌ ً ﺿﻮء ھﺬا اﻟﺒﯿﺎن ﺗ ﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗ ﺪرك أنﱠ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ وﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺛﻨﺎﯾﺎ اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﯾﺨﺎﻟﻒ اﻟﻤﺘﺒﻨﻰ ﻋﻨﺪﻧﺎ. ﺐ ﻋﻠ ﻰ أﺣ ٍﺪ ﺑ ﺴﻮء ﺛ ﻢ أراد أن ) (24اﻟ ﺴﺆال :إذا دﻋ ﺎ اﻹﻧ ﺴﺎن ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻏ ﻀ ٍ ﯾﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ دﻋﺎﺋﮫ ﺑﻌﺪ أن ھﺪأ ،ﻓﻤﺎذا ﯾﻔﻌﻞ ؟ ) (24اﻟﺠﻮاب :ﯾﺘﻮﺟ ﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ أوﻻً أن ﯾﺘ ﻮب إﻟ ﻰ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺪﻋﺎء إن ﺨﺒِﺮ اﻟﻤﺪﻋ ﱠﻮ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﻇﻠ ٌﻢ وﺗﻌ ﱟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻋﻮ ﻋﻠﯿﮫ ،ﺛﻢ إن اﺳﺘﻄﺎع أن ُﯾ ْ ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﯿﺴﺎﻣﺤﮫ ﻓَﻌَﻞ ﻓﺬﻟﻚ أﺑﻠﻎُ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺑ ﺔ ،إﻻ إن ﻏﻠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻨ ﮫ أن اﻟﻤﺪﻋﻮﱠ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ ﻟﻦ ﯾﺴﺎﻣﺢ ورﺑﻤﺎ ﻏ ﻀﺐ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺧﺎﺻ ﻤﮫ، ﻓﻌﻨﺪھﺎ ﻻ ﯾﻔﻌﻞ ،وﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﺛﻢ ﯾﺪﻋﻮ ﻟﻠﻤﺪﻋﻮﱢ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺪﻋﺎء ﺧﯿٍﺮ ﻋﻮﺿ ﺎً ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺴﻲء. ) (25اﻟﺴﺆال :ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ ﻛﺘ ﺎﺑﻜﻢ ] اﻟﺠ ﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺼﻼة [ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ]وھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﯾﺄﺧﺬ ﺑﮭﺎ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻏﯿ ُﺮ ﻣﺴﻠﱠﻢ ﺑﮭﺎ ،ﻷن اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻏﯿﺮ اﻟﺼﺤﯿﺢ وﻏﯿﺮ اﻟﺤﺴﻦ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺣﺪﯾﺚ ﺻﺤﯿﺢ أو ﺣﺴﻦ ،وﻟﯿﺲ إﻟﻰ ﺣﺪﯾﺚ ﺿﻌﯿﻒ ﻟﺪﻋﻤﮫ ،وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻻﺣﺘﺠﺎج ﯾﻜﻮن ﺑﮭﺬا اﻟ ﺼﺤﯿﺢ أو ﺑﮭﺬا اﻟﺤﺴﻦ [ ...واﻟﺴﺆال ھﻮ :ﯾُﻔﮭﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻚ ھﺬا أﻧﻚ ﺗﻮاﻓﻖ اﺑﺘﺪا ًء ﻋﻠﻰ أن اﻟ ﻀﻌﯿﻒ ﯾُﺒﺤ ﺚ ﻓﯿ ﮫ ﻟ ُﯿ ﺪﻋَﻢ ﺑﺎﻟ ﺼﺤﯿﺢ أو ﺑﺎﻟﺤ ﺴﻦ وﻟﻜ ﻦ إذا ﻛ ﺎن اﻻﺣﺘﺠﺎج ﯾﻜﻮن ﺑﮭﺬا اﻟﺼﺤﯿﺢ أو ﺑﮭﺬا اﻟﺤ ﺴﻦ ،ﻓﻠﻤ ﺎذا ﻧ ﺪﻋﻢ اﻟ ﻀﻌﯿﻒ ﻣ ﻦ أﺳﺎﺳ ﮫ؟ وﻟﻤ ﺎذا ﻧﺒﺤ ﺚ ﻟ ﮫ ﻋﻤ ﺎ ﯾﺪﻋﻤ ﮫ ،وﻻ ﻧﻜﺘﻔ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺼﺤﯿﺢ أو ﺑﺎﻟﺤ ﺴﻦ؟ وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻣ ﺎ اﻟ ﺪاﻋﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻓ ﻲ اﻟ ﻀﻌﯿﻒ ﻟﺪﻋﻤ ﮫ ﺑﺎﻟ ﺼﺤﯿﺢ أو ﺖ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﮫ وﺗﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﯾﺪﻋﻤﮫ؟ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻣﺎ دﻣ َ 222
) (25اﻟﺠﻮاب :ھﺬا اﻟﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ ردﱞ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻘﺎﺋﻞ ِإنﱠ اﻟ ﻀﻌﯿﻒ ﯾُﺪﻋَﻢ وﯾﺘﻘﻮى ﺑﺎﻟﻀﻌﯿﻒ ،أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻼ أرى رأي اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ھﺬا ،وھﺬا واﺿﺢ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﺑﻘ ﻮﻟﻲ ]ﻏﯿ ﺮ ﻣ ﺴﱠﻠﻢ ﺑﮭ ﺎ[ واﻟ ﺮدودُ ﻋﻠ ﻰ اﻵﺧ ﺮﯾﻦ وﻣﻨﺎﻗ ﺸﺘُﮭﻢ ﺗﺠ ﺮي ﻋ ﺎد ًة ﺑ ﺈﯾﺮاد ﺣﺠﺠﮭ ﻢ ﺳ ﻮاء ﻛﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺤﯿﺤﺔ أو ﻏﯿ ﺮ ﺻ ﺤﯿﺤﺔ ،ﺛ ﻢ ﺗﺠ ﺮي ﻋﻤﻠﯿﺔ إﺛﺒﺎت اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ أو ﻟﮭﻢ ﺑﻦ ﺑﺄُﺳﻠﻮﺑﮭﻢ ﻧﻔﺴﮫ ،ﻓﺬﻟﻚ أﺛﺒﺖُ ﻟﻠﺤُﺠﺔ. ِإنﱠ اﻟ ﻀﻌﯿﻒ اﻟ ﺬي أﺗﺒﻨ ﺎه أﻧ ﺎ ﯾﺒﻘ ﻰ ﺿ ﻌﯿﻔﺎً ،وﻟ ﻮ ُدﻋِ ﻢ ﺑﻌ ﺪة أﺣﺎدﯾ ﺚ ﺿﻌﯿﻔﺔ ،إذ اﻟﻀﻌﯿﻒُ ﻋﻨﺪي ﻻ ﯾﺮﺗﻘﻲ إﻟ ﻰ ﻣﺮﺗﺒ ﺔ اﻟﺤ ﺴﻦ ،ﻓ ﻀﻼً ﻋ ﻦ ﻣﺮﺗﺒ ﺔ اﻟ ﺼﺤﯿﺢ ،ﺑ ﺪﻋﻢ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟ ﻀﻌﯿﻔﺔ ﻟ ﮫ ،وإﻧﻤ ﺎ ﯾﺒﻘ ﻰ ﺿ ﻌﯿﻔًﺎ ﻻ ﯾﺠ ﻮز اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﮫ. ﻼ أﻗﱢﻠ ﺪ ) (26اﻟﺴﺆال :ھ ﻞ ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﻲ ﺗﻘﻠﯿ ُﺪ ﻋ ﺪة ﻣﺠﺘﮭ ﺪﯾﻦ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪة ﻣ ﺴﺎﺋﻞ ،ﻓﻤ ﺜ ً اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت ،وأﻗﻠﺪ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ،وأﻗﻠﺪ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎة ،وأﻗﻠﺪ اﻹﻣﺎم أﺑﺎ ﺣﻨﯿﻔﺔ ﻓ ﻲ اﻷﺿ ﺎﺣﻲ ،وأﻗﻠ ﺪ اﻹﻣ ﺎم أﺑﺎ إﯾﺎس ﻓﻲ اﻟﻄﮭﺎرة واﻟﺼﻼة واﻟﺼﯿﺎم ؟ ) (26اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﯾﺠﻮز ﻟﻚ ذﻟﻚ ،ﻓﺘﻘﻠﺪ إﻣﺎﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت ,وآﺧﺮَ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺞ واﻟﻌﻤﺮة ،وﺛﺎﻟﺜﺎً ﻓﻲ اﻟﺰﻛﺎة وراﺑﻌ ﺎً ﻓ ﻲ اﻷﺿ ﺎﺣﻲ ،وﻻ ﺿ ﯿﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ وﻻ ﻣﺤﻈﻮر ،ﻛﻤﺎ ﯾﺠ ﻮز ﻟ ﻚ أن ﺗﻘﻠ ﺪﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻄﮭ ﺎرة واﻟ ﺼﻼة واﻟ ﺼﯿﺎم ،وإن ﺖ أﺗﺤﻔﱠﻆ ﻋﻠﻰ وﺻﻔﻲ ﺑﺎﻹﻣﺎم ﻛﻨ ُ ي اﻟﺘﺨ ﺮﱡج اﻟ ﺬي ﯾُﻠ ﺒَﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت :ﻟﻘ ﺪ ﺣ ﺼﻞ ) (27اﻟﺴﺆال :ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑ ِﺰ ﱢ ﻞ اﻟﺮھﺒﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ، وأن ﺳﻤﻌﻨﺎ أن ھﺬا اﻟﺰي ﯾُﻠﺒﺲ ﻣﻦ ِﻗ َﺒ ِ وﻟﻜﻨﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﺆﻛﱠﺪ ،ﻓﻤﺎ ھﻮ ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺮع ﻓﻲ ھﺬا ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻ ﻧﯿﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ؟ ن اﻟ ﺬي أﻋﺮﻓ ﮫ ھ ﻮ أن أﺻ ﻞ اﻟﻠﺒ ﺎس ھ ﺬا ھ ﻮ اﻟﻌﺒ ﺎءة اﻟﻌﺮﺑﯿ ﺔ، ) (27اﻟﺠﻮابِ :إ ﱠ أﺧ ﺬه اﻟﻐ ﺮب اﻟﻨ ﺼﺮاﻧﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓ ﻲ اﻷﻧ ﺪﻟﺲ أﯾ ﺎم ﻛ ﺎن اﻟﻐﺮﺑﯿ ﻮن ﯾﺪرﺳﻮن ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﱢﻣﺔ آﻧﺬاك ،ﺛ ﻢ زادوا ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟﻘﻠﻨ ﺴﻮة اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ،وﻟﺬا ﻓﺈﻧﻲ ﻻ أرى ﺣُﺮْﻣﺔً ﻓﻲ ﻟﺒﺴﮫ ﻓﻲ ﺣﻔﻼت اﻟﺘﱠﺨ ﺮﱡج ،وﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ ِإنْ اﻛﺘﻔﻰ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺮداء دون اﻟﻘﻠﻨ ﺴﻮة ،أﻣ ﺎ إن ﺛﺒ ﺖ ﻏﯿ ﺮ ذﻟ ﻚ ،وأن ھ ﺬا اﻟﻠﺒﺎس ھﻮ ﻟﺒﺎس اﻟﺮھﺒﺎن ،ﻓﺮﺿﮫ اﻟﻐﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻼب ،ﻓﺈن ارﺗﺪاءه ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﯾﻜﻮن ﺣﺮاﻣﺎً ،ﻷن ﺗﻘﻠﯿﺪ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ أﻣﻮر دﯾﻨﮭﻢ ﺣﺮامٌ ﻻ ﯾﺠﻮز.
223
) (28اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﻧﺮى رﺑﱠﻨﺎ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ وﻛﯿ ﻒ ؟ وھ ﻞ رؤﯾ ﺔ رﺑﻨ ﺎ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ﻋﻘﯿﺪةٌ ﯾَﻜْﻔُﺮ ﻣﻨﻜﺮُھﺎ ؟ ) (28اﻟﺠﻮاب :ﻧﻌﻢ ﺳﻨﺮى رﺑﻨ ﺎ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ،وھ ﺬه اﻟﺮؤﯾ ﺔ ھ ﻲ أﻓ ﻀﻞ وأﻋﻈ ﻢ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ ﯾَ َﮭﺒُﻨﺎ اﷲُ إﯾﺎھﺎ آﻧﺬاك .أﻣﺎ ﻛﯿﻒ ؟ ﻓﻼ ﯾﻌﻠﻢ ذﻟﻚ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ، وإﻧﻤﺎ ﺳﯿَﮭَﺒُﻨﺎ رﺑﱡﻨﺎ ﻗﻮةَ إﺑﺼﺎرٍ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ رؤﯾﺘﮫ ﺟ ﻞ ﺟﻼﻟ ﮫ ،وھ ﺬه ھ ﻲ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ : .1ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﭙ ڀ ﭛ ﭝ ٺ ﭟ( ]اﻵﯾﺘﺎن 22و 23ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ[ .ﻓﻘﻮﻟ ﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﭛ ﭝ ٺ ﭟ(أي ﻧﺎﻇﺮة إﻟﻰ رﺑﮭﺎ. .2ﻋﻦ أﺑﻲ ھﺮﯾﺮة tﻗ ﺎل " ﻗ ﺎل أُﻧ ﺎس ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ھ ﻞ ﻧ ﺮى رﺑﻨ ﺎ ﯾ ﻮ َم ب ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا: اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ؟ ﻓﻘﺎل :ھﻞ ﺗُﻀﺎرﱡون ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﻟﯿﺲ دوﻧﮭ ﺎ ﺳ ﺤﺎ ٌ ﻻ ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ ،ﻗﺎل :ھﻞ ﺗُﻀﺎرﱡون ﻓ ﻲ اﻟﻘﻤ ﺮ ﻟﯿﻠ َﺔ اﻟﺒ ﺪر ﻟ ﯿﺲ دوﻧ ﮫ ب ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻻ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،ﻗ ﺎل :ﻓ ﺈِﻧﻜﻢ ﺗﺮوﻧ ﮫ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ﺳ ﺤﺎ ٌ ﻛﺬﻟﻚ " ...رواه اﻟﺒﺨﺎري وأﺣﻤﺪ وﻣﺴﻠﻢ. .3ﻋ ﻦ ﺟﺮﯾ ﺮ tﻗ ﺎل " ﺧ ﺮج ﻋﻠﯿﻨ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ rﻟﯿﻠ َﺔ اﻟﺒ ﺪر ﻓﻘ ﺎل :إِﻧﻜ ﻢ ﺳ ﺘﺮَوْن رﺑﱠﻜ ﻢ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ﻛﻤ ﺎ ﺗ ﺮون ھ ﺬا ﻻ ﺗ ﻀﺎﻣﱡﻮن ﻓ ﻲ رؤﯾﺘ ﮫ " رواه اﻟﺒﺨﺎري واﻟﺘﺮﻣﺬي. .4ﻋﻦ أﺑﻲ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺨﺪري tﻗﺎل " ﻗﻠﻨ ﺎ ﯾ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ھ ﻞ ﻧ ﺮى رﺑﻨ ﺎ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ؟ ﻗ ﺎل :ھ ﻞ ُﺗ ﻀﺎرﱡون ﻓ ﻲ رؤﯾ ﺔ اﻟ ﺸﻤﺲ أو اﻟﻘﻤ ﺮ إذا ﻛﺎﻧ ﺖ ﺻﺤْﻮًا ؟ ﻗﻠﻨﺎ :ﻻ ،ﻗﺎل :ﻓ ﺈﻧﻜﻢ ﻻ ُﺗ ﻀﺎرﱡون ﻓ ﻲ رؤﯾ ِﺔ رﺑﱢﻜ ﻢ ﯾﺆﻣﺌ ﺬٍ إﻻ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﺎرﱡون ﻓﻲ رؤﯾﺘﮭﻤﺎ " رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﺤﺎﻛﻢ وأﺑﻮ داود اﻟﻄﯿﺎﻟﺴﻲ. ﻞ اﻟﺠﻨ ِﺔ اﻟﺠﻨ َﺔ ﻗﺎل :ﯾﻘ ﻮل ﺐ tﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rﻗﺎل " إذا دﺧﻞ أھ ُ .5ﻋﻦ ﺻﮭﯿ ٍ اﷲ ﺗﺒ ﺎرك وﺗﻌ ﺎﻟﻰ :ﺗﺮﯾ ﺪون ﺷ ﯿﺌًﺎ أَزﯾ ﺪُﻛﻢ ؟ ﻓﯿﻘﻮﻟ ﻮن :أﻟ ﻢ ﺗُﺒ ﯿﱢﺾ وﺟﻮھَﻨﺎ أﻟ ﻢ ﺗُ ﺪْﺧﻠﻨﺎ اﻟﺠﻨ َﺔ وﺗُﻨﺠﱢﻨ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎر ؟ ﻗ ﺎل :ﻓﯿﻜ ﺸﻒ اﻟﺤﺠ ﺎبَ ﻓﻤﺎ أُﻋﻄﻮا ﺷﯿﺌًﺎ أَﺣ ﺐﱠ إﻟ ﯿﮭﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺑﮭ ﻢ _ ﻋ ﺰﱠ وﺟ ﻞﱠ _ " رواه ﻣﺴﻠﻢ وأﺣﻤﺪ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ. وﻗﺪ أورد اﻟﺤﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑ ﮫ] ﻓ ﺘﺢ اﻟﺒ ﺎري [ أﺣ ﺪ ﻋ ﺸﺮ ﺣ ﺪﯾﺜًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺮؤﯾﺔ ،وﻗﺎل )ﺟﻤﻊ اﻟﺪﱠارَﻗُﻄﻨﻲ ﻃُﺮُقَ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻮاردة ﻓ ﻲ رؤﯾ ﺔ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة ﻓ ﺰادت ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﺸﺮﯾﻦ ،وﺗﺘﺒﱠﻌﮭ ﺎ اﺑ ﻦُ اﻟﻘ ﯿﱢﻢ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎدي اﻷرواح ﻓﺒﻠﻐ ﺖ ﺳ ْﺒ َﻌ َﺔ ﺛﻼﺛﯿﻦ ،وأﻛﺜﺮھﺎ ﺟِﯿﺎد ،وأﺳﻨﺪ اﻟﺪﱠارَﻗُﻄﻨﻲ ﻋﻦ ﯾﺤﯿﻰ ﺑﻦ ﻣﻌ ﯿﻦ ﻗ ﺎل :ﻋﻨ ﺪي َ ﺖ إﻟﻰ ﻛﺘﺎب ] ﺣﺎدي اﻷرواح [ ﻻﺑﻦ ح [ .وﻗﺪ رﺟﻌ ُ ﺸ َﺮ ﺣﺪﯾﺜًﺎ ﻓﻲ اﻟﺮؤﯾ ِﺔ ﺻﺤﺎ ٌ ﻋَ َ 224
اﻟﻘﯿﻢ ،ﻓﻮﺟﺪﺗﮫ ذﻛﺮ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﻓ ﻲ اﻟﺮؤﯾ ﺔ ،وأﺳ ﻨﺪھﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ اﻵﺗ ﯿﻦ، وھﻢ :أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ وﻋﻠﻲ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد وﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ وزﯾﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ وﻋﺎﺋﺸﺔ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ وﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳ ﻲ وأﺑ ﻮ ھﺮﯾ ﺮة وأُﺑ ﻲ ﺑ ﻦ ﻛﻌﺐ وأﺑ ﻮ ﺳ ﻌﯿﺪ اﻟﺨ ﺪري وﺟﺮﯾ ﺮ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ وﺻ ﮭﯿﺐ اﻟﺮوﻣ ﻲ وأﺑ ﻮ ﻣﻮﺳ ﻰ اﻷﺷﻌﺮي وأﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ وأﺑﻮ أُﻣﺎﻣﺔ اﻟﺒﺎھﻠﻲ وﻋﻤﱠﺎر ﺑﻦ ﯾﺎﺳﺮ وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺠ ﺮة وﺑُﺮﯾ ﺪة ﺑ ﻦ اﻟﺤ ﺼﯿﺐ ﻋْ وﺣُﺬﯾﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﯿﻤﺎن وﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎس وﻛﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ُ وﻋَﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄﺎﺋﻲ وأﺑﻮ رَزﯾﻦ اﻟﻌُﻘَﯿﻠﻲ وﻋُﻤﺎرة ﺑﻦ رُوﯾﺒﺔ. وھﺆﻻء اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ھﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﻞ واﻟﻌﻠﻢ واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻞ ﯾﺴﺘﺤﯿﻞ ﺗﻮاﻃﺆھﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺬب ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ وإﺳ ﺤﻖ ﺑ ﻦ راھُﻮﯾ ﮫ واﻷوزاﻋ ﻲ واﻟﻠﯿﺚ ﺑﻦ ﺳ ﻌﺪ وﺳ ﻔﯿﺎن ﺑ ﻦ ﻋُﯿﯿﻨ ﺔ وﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ اﻟﻤﺒ ﺎرك واﻟﻄﺒ ﺮي ووﻛﯿ ﻊ ﺑ ﻦ اﻟﺠﺮاح وﻗﺘﯿﺒﺔ ﺑﻦ ﺳ ﻌﯿﺪ واﻟ ﻀﺤﺎك وﻋﻜﺮﻣ ﺔ واﻟﺤ ﺴﻦ اﻟﺒ ﺼﺮي ﯾﻘﻮﻟ ﻮن ﺑﺘﺤﻘﱡ ﻖ اﻟﺮؤﯾﺔ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ .ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ] ﺣﺎدي اﻷرواح [ ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ )ﻗ ﺪ دلﱠ اﻟﻘ ﺮآن واﻟ ﺴﻨﺔ اﻟﻤﺘ ﻮاﺗﺮة وإﺟﻤ ﺎع اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ وأﺋﻤ ﺔ اﻹﺳ ﻼم وأھ ﻞ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺼﺎﺑﺔ اﻹﺳﻼم وﻧﺰل اﻹﯾﻤﺎن وﺧﺎﺻ ُﺔ رﺳﻮ ِل اﷲ rﻋﻠﻰ أ ﱠ ﯾُﺮى ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﺑﺎﻷﺑﺼﺎر ﻋﯿﺎﻧﺎً ﻛﻤﺎ ﯾُﺮى اﻟﻘﻤ ﺮ ﻟﯿﻠ ﺔ اﻟﺒ ﺪر ﺻ ﺤﻮاً ،وﻛﻤ ﺎ ﺗُ ﺮى ﺲ ﻓﻲ اﻟﻈﮭﯿﺮة .(...وﻗﺎل اﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه ﻟﺴﻮرة اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )وﻗ ﺪ اﻟﺸﻤ ُ ﺛﺒﺘﺖ رؤﯾﺔ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﷲ ﻋ ﱠﺰ وﺟ ﱠﻞ ﻓﻲ اﻟ ﺪار اﻵﺧ ﺮة ﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟ ﺼﺤﺎح ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق ﻣﺘ ﻮاﺗﺮة ﻋﻨ ﺪ أﺋﻤ ﺔ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﻻ ﯾﻤﻜ ﻦ دﻓﻌﮭ ﺎ وﻻ ﻣﻨﻌﮭ ﺎ ...وھ ﺬا ﺑﺤﻤ ﺪ اﷲ ُﻣﺠْﻤَﻊٌ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ وﺳﻠﻒ ھ ﺬه اﻷﻣ ﺔ ،ﻛﻤ ﺎ ھ ﻮ ﻣﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑ ﯿﻦ أﺋﻤﺔ اﻹﺳﻼم وھُﺪاة اﻷﻧﺎم( وﻗ ﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒ ﻲ ﻓ ﻲ ﺗﻔ ﺴﯿﺮه ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ ) -ﻧ ﺎﻇﺮة – أي ن اﻟﺮؤﯾﺔ ﻗﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﺑﻜﺘﺎب اﷲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ رﺑﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ( .وإذن ﻓﺈ ﱠ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺛﺒﺘﺖ ﺑﺎﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة ،وﺛﺒﺘﺖ ﺑﺈﺟﻤ ﺎع اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ ،وأﺧ ﺬ ﺑﮭ ﺎ ﺟﻤﮭ ﻮر اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وھﺬا أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻹﺛﺒﺎت ،ﻓﻼ ﯾﺤﻞﱡ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪﺋﺬٍ إﻧﻜﺎرُھﺎ وﻻ اﻟﺘ ﺸﻜﯿﻚُ ﻓﯿﮭﺎ. ﺚ اﻟﺮؤﯾ ﺔ ﺟﻤﯿ ُﻊ رواةِ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ وھ ﻢ :اﻟﺒﺨ ﺎري وﻣ ﺴﻠﻢ وﻗ ﺪ روى أﺣﺎدﯾ َ ﺧﺰَﯾﻤ ﺔ واﺑ ﻦ وأﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود واﻟﻨﱠﺴﺎﺋﻲ واﻟﺘﺮﻣﺬي واﺑ ﻦ ﻣﺎﺟ ﺔ واﻟ ﺪﱠارﻣﻲ واﺑ ﻦ ُ ﺣﺒﱠ ﺎن وأﺑ ﻮ ﻋَﻮاﻧ ﺔ واﻟ ﺪﱠارَﻗُﻄﻨﻲ واﻟﻄﺒﺮاﻧ ﻲ واﻟﺒﯿﮭﻘ ﻲ واﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﺷ ﯿﺒﺔ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ ِ واﻟ ﺸﺎﻓﻌﻲ واﻟﻄﺒ ﺮي وأﺑ ﻮ داود اﻟﻄﯿﺎﻟ ﺴﻲ واﻟﺨﻄﯿ ﺐ اﻟﺒﻐ ﺪادي واﺑ ﻦ ﻋ ﺴﺎﻛﺮ وﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﯿﺪ وﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ. وﻗﺪ اﺗﻔﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔُ اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﱡﻖِ رؤﯾﺔِ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ،ﻧُﻘﻞ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﻤﮭ ﺮة اﻟ ﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘ ﺎﺑﻌﯿﻦ واﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻟ ﻢ ﯾﺨ ﺎﻟﻔﮭﻢ إِﻻ اﻟﺨ ﻮارج وﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻌﺘﺰﻟ ﺔ واﻟﺸﯿﻌﺔ. 225
ﻻ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎن، ﺤ ﺪَﺛًﺎ وﺣ ﺎ وﻗﺪ ﺗﻤﺴﻚ ھﺆﻻء ﺑﺄن اﻟﺮؤﯾﺔ ﺗُﻮﺟِﺐ ﻛﻮن اﻟﻤﺮﺋﻲ ُﻣ ْ وأوﱠﻟ ﻮا ﻛﻠﻤ ﺔ )ﻧ ﺎﻇﺮة( ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ )ﭙ ڀ ﭛ ﭝ ٺ ﭟ(]ﺳ ﻮرة اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ اﻵﯾﺘ ﺎن: [22،23ﺑﻤﻨﺘﻈﺮة وﺗﻌﻠﻘﻮا ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﭥ ٹ ﭧ ﭨ ﭩ ڤ ﭫ ﭬ ﭭ ڦ( ]ﻣ ﻦ اﻵﯾ ﺔ 103 ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم[ وﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﯿ ﮫ ﻣﻮﺳ ﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺴﻼم }ﻟ ﻦ ﺗﺮاﻧ ﻲ { وردﱡوا ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮؤﯾﺔ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺘﮭﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﮭﻤﻮه ﻣﻦ اﻵﯾﺎت اﻟﻤﺬﻛﻮرة. ﻓﻨﺠﯿﺐ ھﺆﻻء ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ : .1إن اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻘﺎﺋﻠ ﺔ ﺑﺎﻟﺮؤﯾ ﺔ ﺑﻠﻐ ﺖ ﺣ ﺪﱠ اﻟﺘ ﻮاﺗﺮ ،وأﺟﻤ ﻊ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟ ﺼﺤﺎﺑ ُﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ ردﱠھﺎ ﺣﺮاﻣًﺎ ﻗﺪ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻌﯿﺎذ ﺑﺎﷲ. .2إن ﺗﺄوﯾﻠﮭﻢ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﭝ ٺ ﭟ( ]ﺳﻮرة اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ اﻵﯾﺔ [23:ﺑﻤﻨﺘﻈﺮة ﻓﺎﺳ ٌﺪ ﻟﻐ ًﺔ: ﻻ :ﻧﺎﻇﺮة ﺗُﻔﺴﱠﺮ ﻟﻐ ًﺔ ﺑﺮاﺋﯿﺔ إﻻ إن ﺗﻌﺬﱠر ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﯿُﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻟﺘﺄوﯾﻞ، ﻓﺄو ً وھﻨﺎ ﻟﻢ ﯾﺘﻌﺬﱠر ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ إِﺿﺎﻓ ًﺔ إﻟﻰ إﺛﺒﺎﺗﮫ ﺑﺎﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻔﯿﺪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﯿﻘﯿﻨﻲ. وﺛﺎﻧﯿًﺎ :إذا ﻗﻠﻨﺎ ﻧﺎﻇﺮة ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﻨﺘﻈﺮة ﻓﻼ ﯾﺠﻮز أن ﯾﻘ ﺎل ]إﻟ ﻰ[ ﻷنﱠ اﻟﻠﻐ ﺔ ﺗﻘﻮل ﻧﻈﺮتُ اﻟﺸﻲءَ وﻻ ﺗﻘﻮل اﻧﺘﻈﺮتُ إﻟ ﻰ اﻟ ﺸﻲء .ﻓﻜ ﻮن اﻵﯾ ﺔ ذﻛ ﺮت إﻟﻰ ،ﻓﮭﻮ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ. وﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻓﺈذا أﺿﻔﻨﺎ اﻟﻮﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻌﺒﺎرة وﻗﻠﻨﺎ اﻟﻮﺟﮫ ﻧﺎﻇﺮٌ إﻟ ﻰ اﻟ ﺸﻲء ،ﺑ ﺄن ﻟﻨﺎ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻘﺼﻮد وھﻮ اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ ،وﻟﯿﺲ اﻻﻧﺘﻈﺎر ﻗﻄﻌًﺎ. .3أﻣﺎ ﺗﻌﻠﱡﻘُﮭﻢ ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ )ﭥ ٹ ﭧ ( ﻓﺎﻟﺠﻮاب ﻋﻠﯿﮫ أن ﻧﻔﻲ اﻹدراك ﻻ ﯾﺴﺘﻠﺰم ﻧﻔﻲ اﻟﺮؤﯾ ﺔ ،وذﻟ ﻚ أن اﻹدراك ﻏﯿ ﺮ اﻟﺮؤﯾ ﺔ وﻻ ﯾُﻔ ﺴﱠﺮ اﻹدراك ﺑﺎﻟﺮؤﯾ ﺔ ھﻨﺎ ﻓﺎﻹدراك ﯾﻌﻨ ﻲ اﻹﺣﺎﻃ ﺔ واﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺘ ﺎم ﺑﺎﻟ ﺸﻲء ،ﻓ ﻲ ﺣ ﯿﻦ أن اﻟﺮؤﯾ ﺔ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻓﺒﻤﺠ ﺮد وﻗ ﻮع اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺸﻲء ﺗﺤ ﺼﻞ رؤﯾﺘ ﮫ وﻻ ﺗﺤﺼﻞ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻓﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻻ ﯾُﺪرَك وﻻ ﯾُﺤﺎط ﺑﮫ ﻗﻄﻌﺎً ﻻ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻻ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻷﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪود ،وﻟﻜﻦ رؤﯾﺘﮫ ﻣﻤﻜﻨ ﺔ ﻋﻘ ﻼً، ﻻ ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ اﻟﻔ ﺎرق ﺑ ﯿﻦ اﻹدراك ﻼ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﮭﺎ ﺷﺮﻋ ًﺎ .وﻷﺿﺮب ﻣﺜﺎ ً ﻓﻀ ً واﻟﺮؤﯾ ﺔ :ﻓ ﻨﺤﻦ ﻧ ﺮى اﻟﻜ ﻮن ،ﻧ ﺮى أرﺿ ﮫ وﺷﻤ ﺴﮫ وﻗﻤ ﺮه وﻧﺠﻮﻣ ﮫ، وﻧﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ أن أﺑ ﺼﺎرﻧﺎ وﻗﻌ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ھ ﺬه اﻷﻓ ﻼك ،وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﻣ ﻊ ﺣ ﺼﻮل ج ﻧﻄﺎق ك ﺧﺎر َ ھﺬه اﻟﺮؤﯾﺔ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﻮل إﻧﻨﺎ ﻧﺪرك اﻟﻜﻮن ،ﻓﮭﻨﺎك أﻓﻼ ٌ أﺑﺼﺎرﻧﺎ ،وﺣﺘﻰ اﻷﻓﻼك اﻟﺘﻲ ﻧﺮاھﺎ ﻻ ﻧﺪرﻛﮭﺎ ﻛﻠﱠﮭﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﻧﺤﯿﻂ ﻋﻠﻤﺎً ﺑﮭﺎ ﻛﻠﱢﮭﺎ ،رﻏﻢ أن اﻟﻜﻮن ﻣﺤﺪود ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﺑﺨﺎﻟﻖ اﻟﻜﻮن ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤ ﺪود ؟ إن رؤﯾﺘ ﮫ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ﻻ ﺗﻌﻨ ﻲ أﻧﻨ ﺎ ﻧﺪرﻛ ﮫ وﻧﺤ ﯿﻂ ﺑ ﮫ ،ﻓﺎﻟﺮؤﯾ ﺔ ﻗﺎﺻ ﺮة واﻹدراك ﺷﺎﻣﻞ ﻛﺎﻣﻞ. 226
.4أﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﮭﻢ ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﯿﮫ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺴﻼم }ﻟ ﻦ ﺗﺮاﻧ ﻲ { ﻓ ﺎﻟﺠﻮاب ﻋﻠﯿﮫ أُﻟﺨﺼﮫ ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ :إن ھﺬا ھﻮ ﻗﻮ ٌل ﺣﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﮭﻮ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﮭﺎ ﻻ ﯾﺸﻤﻞ اﻵﺧ ﺮة ﻓﺎﻟ ﺪﻧﯿﺎ ﻟﮭ ﺎ ﻗ ﻮاﻧﯿﻦ وﺧ ﺼﺎﺋﺺ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻛﻠﯿ ًﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻘ ﻮاﻧﯿﻦ واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ،وﻣﻦ اﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ أﺣﻮال اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر واﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻣﺬﻛﻮر ﻓﻲ اﻵﯾﺎت واﻷﺣﺎدﯾﺚ ﯾﺪرك ذﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣ ﺎً ،ﻓﻤﻮﺳ ﻰ ﺐ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻗ ﻮاﻧﯿﻦ وﺧ ﺼﺎﺋﺺ ﻟ ﻦ ﻃ ٌ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم وھﻮ ﻣﺨﺎ َ ﯾ ﺮى اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ وﯾ ﺴﺘﺤﯿﻞ ﻋﻠﯿ ﮫ أن ﯾ ﺮاه ،وﺣﺘ ﻰ اﻟﺠﺒ ﻞ ﻟ ﻢ ﯾ ﺴﺘﻄﻊ أن ك د ﱠﻛ ًﺎ وﺻ ﻌﻖ ﻣﻮﺳ ﻰ .أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪار ﯾﺜﺒﺖ أﻣﺎم ﺗﺠَﻠِﻲ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻟﮫ ،ﻓ ُﺪ ﱠ اﻵﺧﺮة ﻓﺈن اﷲ ﺳﯿﻌﻄﯿﻨﺎ ﺧﺎﺻﯿﺎتٍ وﻗُﺪُراتٍ وﻣﻮاﺻﻔﺎتٍ ﻣﻐﺎﯾِﺮةً ﻟﻤﺎ ﻧﺤ ﻦ ﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ،وﻣﻦ ھ ﺬه اﻟﻘ ﺪرات أﻧ ﮫ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ﺳ ﯿﻤ ﱢﻜﻨُﻨﺎ ﻣ ﻦ رؤﯾﺘ ﮫ ﺟ ﱠ ﺟﻼﻟﮫ ،وھﺬا ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺘﺒ َﻌﺪٍ ،ﺑﻞ ھ ﻮ ﺛﺎﺑ ﺖ ﻓ ﻲ ﻛﺘ ﺎب اﷲ وﺳ ﻨﺔ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم. .5إن اﻵﯾ ﺎت ﻗﻄﻌﯿ ﺔ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻛﺂﯾ ﺔ )ﭝ ٺ ﭟ( واﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻤﺘ ﻮاﺗﺮة ﻛﺄﺣﺎدﯾ ﺚ إﺛﺒﺎت اﻟﺮؤﯾﺔ ﯾﺠﺐ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﮫ وﺗﻘﻮﻟ ﮫ وﯾﺤ ﺮم إن ﻟ ﻢ ﻧﻘ ﻞ ﯾﻜﻔ ﺮ َﻣ ﻦ ﯾُﻨﻜ ﺮه وﯾﺠﺤ ﺪه أو ﺣﺘ ﻰ ﯾﺆوﻟ ﮫ ذﻟ ﻚ أن اﻟﺘﺄوﯾ ﻞ ﯾﻜ ﻮن ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺎت واﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻤ ﺸﺘﺒﮭﺎت ،وﻟ ﯿﺲ ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺎت واﻷﺣﺎدﯾ ﺚ ﻗﻄﯿﻌ ﺔ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻛﺄﺣﺎدﯾﺜﻨﺎ ھﺬه ،وﯾﻜﻔﻲ ﻹﺛﺒﺎت أن اﻷﺣﺎدﯾﺚ ھ ﺬه ﺗﻨﻔ ﻲ اﻻﺷ ﺘﺒﺎه ھ ﻮ ﻗﻮﻟﮭ ﺎ "ھ ﻞ ﺗ ﻀﺎرﱡون " "إﻧﻜ ﻢ ﺳ ﺘﺮون رﺑﻜ ﻢ ﯾ ﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣ ﺔ ﻛﻤ ﺎﺗﺮون ھ ﺬا" "ﻓﯿﻜﺸﻒ اﻟﺤﺠﺎب ﻓﻤﺎ أُﻋﻄﻮا ﺷﯿﺌًﺎ أﺣﺐﱠ إﻟﯿﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ رﺑﮭ ﻢ " ﻓﻜﻞ ھﺬه اﻟﻌﺒﺎرات ﺗﺘﻀﻤﻦ أﻣﺮًا واﺣ ﺪاً ھ ﻮ إﺛﺒ ﺎت اﻟﺮؤﯾ ﺔ وﻧﻔ ﻲ اﻻﺷ ﺘﺒﺎه وﻟ ﺬﻟﻚ ﻻ ﻣﻜ ﺎن وﻻ ﻣﺠ ﺎل ھﻨ ﺎ ﻟﻠﺘﺄوﯾ ﻞ واﻟﺘﻌ ﺴﱡﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔ ﺴﯿﺮ ،ﻓﺎﻟﺘﺄوﯾ ﻞ ض واﻟﺮ ﱡد ﻣﺮدودٌ ،ﻓﻠﻢ ﯾﺒ ﻖ إﻻ اﻷﺧ ﺬ واﻟﻘﺒ ﻮل ﺑﻤ ﺎ ﺗﺘ ﻀﻤﻨﮫ اﻵﯾ ﺎت ﻣﺮﻓﻮ ٌ واﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﺮؤﯾ ﺔ ،ﻓﻠﯿﺤ ﺬر اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪم اﻻﻋﺘﻘ ﺎد ﺑﺤ ﺼﻮل اﻟﺮؤﯾﺔ ﷲ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ،وأﺧﺸﻰ إن ھﻮ أﺻﺮﱠ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻓﺾ أن ﯾﺸﻤﻠﮫ ﻗﻮﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ )ڌ ﮅ ڎ ﮇ ڈ ﮉ( ]اﻵﯾﺔ 15ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻤﻄﻔﻔﯿﻦ[ ﻋﺎﻓﺎﻧﺎ اﷲ ﻣﻦ ذﻟﻚ. ) (29اﻟ ﺴﺆال :ﻓ ﻲ ﺣﻠﻘ ﺔ ﺗﻠﻔﺰﯾﻮﻧﯿ ﺔ ﺗ ﻮﻟﱠﻰ اﻹﺟﺎﺑ َﺔ ﻓﯿﮭ ﺎ ﺷ ﯿﺦٌ ﻣﻌ ﱠﻤ ﻢٌ ﻣ ﺸﮭﻮرٌ، ﺧﺼﱢﺼﺖ ﻟﻠﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﺳﺄل ﻓﯿﮭﺎ ﺳﺎﺋﻞٌ ھﺬا اﻟ ﺸﯿﺦ ﻋ ﻦ ُ ﺣﻜﻢ اﻟﺮدة ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ،وھ ﻞ ھ ﺬا اﻟﺤﻜ ﻢ ﯾﺘﻨ ﺎﻗﺾ ﻣ ﻊ اﻟﻘ ﻮل إِن اﻻﺳ ﻼم ﯾﻘﻮل ﺑﺎﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ؟ ﻓﻜﺎن ﺟﻮاب اﻟﺸﯿﺦ :إن اﻟﻤﺮﺗﺪ إذا ﺑﻘﻲ ﻋﻠ ﻰ ِردﱠﺗ ﮫ وﻟﻢ ﯾَ ْﺪعُ اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮭﺎ وﻟﻢ ﯾﻨﺸﺮھﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ﻗﺘﻠ ﮫ ،وﻻ ﯾﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﻮل اﻟﺤﺪﯾﺚ "ﻣﻦ ﺑﺪﱠل دﯾﻨ ﮫ ﻓ ﺎﻗﺘﻠﻮه " وإﻧﻤ ﺎ اﻟﻤﺮﺗ ﺪ اﻟ ﺬي ﯾُﻘﺘ ﻞ ھ ﻮ 227
اﻟﺬي ﯾﺨﺮج ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﺔ ﺑﺮدﺗ ﮫ وﯾﺤ ﺎرب ﻧﻈﺎﻣَﮭ ﺎ وﯾﻌﻠ ﻦ ﻋﺪاوﺗ ﮫ ﻟﮭﺎ ،وھﺬا ﺣﻖ ﻣﻜﻔﻮل ﻟﻜﻞ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﻣﻢ اﻷرض .ﻓﻤﺎذا ﺗ ﺮون ﻓ ﻲ ھ ﺬه اﻟﻔُﺘﯿﺎ ؟ ) (29اﻟﺠﻮاب :ھﺬا ﺟﻮاب ﺧﻄﯿﺮ ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﺴﻠﻢٍ ﻣﺨﻠﺺٍ ﷲ وﻟﺮﺳﻮﻟﮫ ،rوﻋﺎﻟ ٍﻢ ﺑﺄدﻧﻰ ﻋﻠﻮم اﻟ ﺸﺮﯾﻌﺔ أن ﯾﻘﻮﻟ ﮫ وﯾﻔﺘ ﻲ ﺑ ﮫ ،ﻓﺎﻟﺤ ﺪﯾﺚ ﺟ ﺎء ﺑﻠﻔ ﻆ ﻋ ﺎم ﻓﯿﺒﻘ ﻰ ﻞ ﻣﺮﺗﺪ ،ﺳ ﻮاء ﻧ ﺸﺮ رِدﺗ ﮫ ودﻋ ﺎ إﻟﯿﮭ ﺎ أو اﺣ ﺘﻔﻆ ﺑﮭ ﺎ ﻟﻨﻔ ﺴﮫ، ﻋﺎﻣًﺎ ﯾﺸﻤﻞ ﻛ ﱠ ﻓﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﱢدة ﺳ ﻮاء ،وﻓ ﻲ وﺟ ﻮب اﻟﻘﺘ ﻞ ﺳ ﻮاء ،واﻟﺘﺨ ﺼﯿﺺ واﻟﺘﻘﯿﯿ ﺪ ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﺸﺮع وﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ أو ﺑﺎﻟﮭﻮى إرﺿﺎءً ﻟﻠﺤﻜﺎم وﻣﺠﺎراةً ﻷﻓﻜ ﺎر اﻟﻜﻔﺮ. ﺲ اﻟﻌﺒﻮدﯾ ﺔ ،وﺗﻌﻨ ﻲ ﺗﺤﺮﯾ ﺮ اﻟﻌﺒﯿ ﺪ، إن اﻟﺤﺮﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ھ ﻲ ﻋﻜ َ وﺗﺤﺮﯾ ﺮ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣ ﻦ ھﯿﻤﻨ ﺔ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ،وﻣ ﺎ ﺳ ﻮى ذﻟ ﻚ ﻓﻠ ﯿﺲ ﻓ ﻲ اﻹﺳﻼم ﺣﺮﯾ ﺎت ،وإﻧﻤ ﺎ اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻣُﻘﱠﯿ ٌﺪ ﺑﺄﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺸﺮع وﺑﺄﻓﻜ ﺎره ،وﻟﯿ ﺴﺖ ﻟ ﮫ ﺣﺮﯾﺔ اﺧﺘﯿﺎرٍ ﻓﯿﮭﺎ. ﻄﻠَﻘ ٌﺔ ﻻ ﯾﺠ ﻮز ) (30اﻟﺴﺆال :ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻮﻟ ﺪ ﻷﺑﯿ ﮫ ،ﻣ ﺎ ھ ﻲ ﺣ ﺪودھﺎ ،وھ ﻞ ھ ﻲ ُﻣ ْ ﻟﻠﻮﻟﺪ أن ﯾﻌﺼﻲ أي أﻣﺮ ﻣﻦ أﺑﯿﮫ ؟ ) (30اﻟﺠﻮاب :ﻛﻞﱡ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﮫ اﻟﻮاﻟﺪ ﻣ ﻦ أﺷ ﯿﺎءَ وأﻓﻌ ﺎلٍ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﻟ ﺪ أن ﯾُﺤﻘﱢﻘﮭﺎ ﻟﮫ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎع ،ﻛﺄن ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻮاﻟﺪ إﻟﻰ ﻣﺎلٍ ،أو ﯾﺤﺘﺎج إﻟ ﻰ اﻟﻮﺻ ﻮل ﻟﻤﻜﺎن ،أو ﯾﺮﯾﺪ ﺷﺮاء ﺛﯿﺎب ﻟﮫ ،أو ﯾﺮﯾﺪ ﻋﻼﺟ ًﺎ ﻓ ﻲ ﻋﯿ ﺎد ٍة أو ﻣﺴﺘ ﺸﻔﻰ ،أو أﯾ َﺔ ﺣﺎﺟﺔٍ ،ﻟﮫ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺋﮭﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﮫ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻹﺑﻦ أن ﯾﻘﻀﯿﮭﺎ ﻟﮫ وﺟﻮﺑ ًﺎ. أﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ،أي ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﻟﻠﻮاﻟﺪ ﺣﺎﺟﺔٌ وﻻ ﻣﺼﻠﺤ ٌﺔ ﻟﮫ ﺧﺎﺻﱠﺔٌ، ﻓﻼ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻟﺪ إﻃﺎﻋﺔ أﺑﯿﮫ ﻓﯿﮫ ﻟﻮ ﻃﻠﺒﮭﺎ ﻣﻨﮫ ،ﻓﻠﻮ ﻃﻠﺐ اﻟﻮاﻟﺪ ﻣﻦ وﻟﺪه أن ﯾﺪرس ﻣﺎدةً ﻣﻌﯿﱠﻨﺔً ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،أو أن ﯾﺘﺰوج اﺑﻨ ﺔً ﻣﻌﯿﱠﻨ ﺔً ،أو أن ﯾ ﺴﻜﻦ ﻄﻠﱢﻖ زوﺟﺘﮫ ،وﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯿﺖ ﻣﻌﯿﻦ ،أو أن ﯾﺘﺼﺪق ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ،أو أن ُﯾ َ ت إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ ،ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﻟ ﺪ إﻃﺎﻋ ﺔ أﺑﯿ ﮫ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ،ﻷن ھ ﺬه اﻟﺤﺎﺟ ﺎ ِ ﻟﯿﺴﺖ ﺣﺎﺟﺎتٍ ﻟﻠﻮاﻟﺪِ ﺧﺎﺻﺔً ﺑﮫ ،ﻓﻼ ﺗﺠﺐ إِﻃﺎﻋﺘﮫ ﻓﯿﮭﺎ. ﺑﺎﺧﺘ ﺼﺎر أﻗ ﻮل :إن اﻟﻮﻟ ﺪ ﯾﺠ ﺐ أن ﯾﻄﯿ ﻊ أﺑ ﺎه إن ﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﮫ ﺗﺤﻘﯿ ﻖ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ ،وﻻ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻄﯿﻌﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻮى ذﻟﻚ. ﻼ إﻟ ﻰ ذﺑ ﺢ ﺷ ﺎة ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘﺪﱢﻣ ﺔ ) (31اﻟ ﺴﺆال :ﯾﻌﻤ ﺪُ أﺣ ﺪھﻢ ﻋﻨ ﺪ ﺷ ﺮاء ﺳ ﯿﺎرة ﻣ ﺜ ً اﻟﺴﯿﺎرة ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺘﻄﻠﺦ اﻟﺴﯿﺎرة ﺑﺪم اﻟﺸﺎة ،ﻓﮭﻞ ھﺬا ﺟﺎﺋﺰ وﻣﺸﺮوع ؟ 228
) (31اﻟﺠﻮاب :أﻣﺎ اﻟﺬﺑﺢُ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺷﺮاء ﺳﯿﺎرة ﻓﯿﺠﻮز ،وأﻣﺎ ﺗﻠﻄ ﯿﺦ اﻟ ﺴﯿﺎرة ﺑ ﺪم اﻟﺬﺑﯿﺤﺔ ﻓﮭﺬا ﻣﻦ ﻓِﻌﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ،أﺷﺎر إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ﺑﻘﻮﻟ ﮫ }وﻣ ﺎ ﺐ { ﻣﻦ اﻵﯾﺔ 3ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة ذﻟ ﻚ أنﱠ أھ ﻞ اﻟﺠﺎھﻠﯿ ﺔ ذُﺑﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱡﺼُ ِ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺬﺑﺤﻮن اﻟ ﺬﺑﺎﺋﺢ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﱡ ﺼُﺐ واﻷﺻ ﻨﺎم ﺑﺤﯿ ﺚ ﺗ ﺘﻠﻄﺦ ھ ﺬه اﻟﻨﱡ ﺼُﺐ واﻷﺻﻨﺎم ﺑﺪﻣﺎﺋﮭﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺘﺸﺒﮫ ﺑﻔﻌﺎﻟﮭﻢ. ) (32اﻟﺴﺆال :ھﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم رﺟﺎ ُل دﯾﻦ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﺎﻧﺘﯿﻦ اﻟﯿﮭﻮدﯾ ﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔ ؟ ﻦ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﯾﺎﻧﺘﯿﻦ ) (32اﻟﺠ ﻮاب :ﻟ ﯿﺲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم رﺟ ﺎ ُل دﯾ ٍ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔ ،وإﻧﻤﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮر ﺑﺤﻤﻞ دﻋ ﻮة اﻹﺳ ﻼم وﻧ ﺸﺮه وﺣﺮاﺳﺘﮫ واﻻﻟﺘﺰام ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﮫ ،ﻛﻞﱡ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ أن ھﻨﺎك ﻋﻠﻤﺎءَ وﻓﻘﮭ ﺎءَ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻟﺘﻌﻠ ﯿﻢ اﻟﻨ ﺎس اﻹﺳ ﻼم دون أن ﺗﻜ ﻮن ﻟﮭ ﻢ ﺻ ﻼﺣﯿﺎت دﯾﻨﯿ ﺔ ﻛﺘﻠ ﻚ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ رﺟﺎل اﻟﺪﯾﻦ اﻟﯿﮭﻮدي واﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻗﺒﻮل ﺗﻮﺑﺔ اﻟﺘ ﺎﺋﺒﯿﻦ، وﻣﻨﺢ ﺻﻜﻮك اﻟﻐﻔﺮان ،وﺗﻌﻤﯿﺪ اﻷﺗﺒﺎع واﻟﺘﺸﺮﯾﻊ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺛﻢ إﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﻼم ﻟﺒ ﺎس ﺧ ﺎص ﺑﺎﻟﻌﻠﻤ ﺎء واﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﯾﺘﻤﯿ ﺰون ﺑ ﮫ ﻋ ﻦ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻛﻤﺎ ھﻮ ﺣﺎﺻ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﯾﺎﻧﺘﯿﻦ ،ﻓﻌﻨ ﺪﻣﺎ ﻛ ﺎن اﻷﻋﺮاﺑ ﻲ ﯾ ﺼﻞ إل اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ ﻟﻤﻼﻗ ﺎة رﺳ ﻮل اﷲ rوھ ﻮ ﺟ ﺎﻟﺲ ﺑ ﯿﻦ أًﺻ ﺤﺎﺑﮫ ،ﻛ ﺎن ﯾ ﺴﺄل اﻟﻤﻮﺟﻮدﯾﻦ :أﯾﻜﻢ ﻣﺤﻤﺪ ؟ ﻓﯿﻘﺎل ﻟﮫ ھﺬا ھﻮ ،ﻣﻤﺎ ﯾ ﺪل ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ rﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﯾﺘﻤﯿﺰ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﺑﻠﺒﺎس أو ﺷﺎرات ،وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﻠﺒﺲ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﺒﺲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻨﺎس. ي ﻟﺒ ﺎس ُﯾ ﺸﻌﺮ ﺑﻮﺟ ﻮد رﺟ ﺎل دﯾ ﻦ، وﻟﮭﺬا ﻓ ﺈن دوﻟ ﺔ اﻟﺨﻼﻓ ﺔ ﺳ ﺘﻤﻨﻊ أ ﱠ ﻓﺴﺘﻤﻨﻊ ﻟﺒﺎسَ اﻟﻌِﻤﺎﻣﺔ واﻟﺠﺒﺔ اﻟ ُﻤ ﺸﻌﺮﺗﯿﻦ ﺑﻮﺟ ﻮد رﺟ ﺎل دﯾ ﻦ ،إﻻ أن ﯾﻠ ﺒﺲ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﻌﻤﺎﻣﺔَ واﻟﺠﺒ َﺔ ﻓﻼ ﻣﺤﺬور ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ،ﻓﺎﻟﻤﮭﻢ ھﻮ أن ﻻ ﯾﺘﻤﯿﺰ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﺑ ﺄي ﻟﺒ ﺎس وﻻ ﺑﺄﯾ ﺔ ﻋﻼﻣ ﺔ وﺷ ﺎرة ُﺗ ﺸﻌﺮ ﺑ ﺎﺧﺘﻼﻓﮭﻢ ﻋ ﻦ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ .أﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﺮاه ﻣﻦ ﻟﺒﺎس ﯾﺮﺗﺪﯾﮫ ﺧﺮﯾﺠﻮ اﻷزھﺮ ،أو ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﯿﻌﺔ، ﻓﺴﯿُﻤﻨﻊ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ ،وﻻ ﯾُﺆذن ﻟﮭﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻔﻘﮭﺎء أن ﯾﻨﻮﺑﻮا ﻋ ﻦ رﺑﮭﻢ ﻓﻲ ﻗﺒﻮل اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺋﺐ ،أو إﻗﺮار اﻟﺰواج دون ﻏﯿﺮھﻢ ،أو ﺗﺸﺮﯾﻊ اﻷﺣﻜﺎم ﻟﯿﻠﺘﺰم ﺑﮭﺎ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻓﮭﻢ ﻣ ﺴﻠﻤﻮن ﻋ ﺎدﯾﻮن ﻓ ﻲ اﻟ ﺼﻼﺣﯿﺎت ﺼﻠﻮﻧﮫ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻢ ﺤ ﱢ واﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻮاﺟﺒﺎت ،ﻻ ﯾﺰﯾﺪون ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﻢ إﻻ ﺑﻤﺎ ُﯾ َ ﯾﺼﺒﺤﻮن ﺑﮫ ﻋﻠﻤﺎء وﻓﻘﮭﺎء ﻓﺤﺴﺐ. ) (33اﻟﺴﺆال :ﺗﻘﻮم ﺑﻌﺾُ ﺳﯿﺎراتِ ﺗﻮزﯾﻊِ أﺳﻄﻮاﻧﺎت اﻟﻐﺎز ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﻤ ﺴﺠﱢﻞ ﻋﻠ ﻰ أﺷ ﺮﻃﺔ اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮاﺻ ﻞٍ ﻛ ﺈﻋﻼنٍ ﻋ ﻦ ﻣ ﺮور ھ ﺬه ﻻ ﻣﻦ إِﻃﻼق ﺻ ﻮت اﻟﻤﺰﻣ ﺎر اﻟ ﺬي ﺗ ﺴﺘﻌﻤﻠﮫ ﻣﻌﻈ ﻢ ﺳ ﯿﺎرات اﻟﺴﯿﺎرات ﺑﺪ ً ﺗﻮزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ،ﻓﮭﻞ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻣﺸﺮوع وﺟﺎﺋﺰ ؟ 229
ن ﺷ ﺮع ﻟ ﮫ ﻻ ﯾﺠ ﻮز ،ﻷ ﱠ ن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻓﻲ ﻏﯿ ﺮ ﻣ ﺎ ُ ) (33اﻟﺠﻮاب :إ ﱠ ﻞ ﻹﺛﺒﺎﺗﮭ ﺎ ،وﻓ ﻲ ﻣ ﺴﺄﻟﺘﻨﺎ ھ ﺬه ﻻ اﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟَﮫ ﻋﺒ ﺎدةُ ،واﻟﻌﺒ ﺎد ُة ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻰ دﻟﯿ ٍ ت ﯾﻮﺟﺪ دﻟﯿﻞٌ ﯾﺠﯿﺰ اﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘ ﺮآن اﻟﻜ ﺮﯾﻢ ﻛﻮﺳ ﯿﻠﺔِ إﻋ ﻼنٍ ﻟﻤ ﺮورِ ﺳ ﯿﺎرا ِ ن ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻻﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﺷ ﯿﺌ ًﺎ ﺗﻮزﯾﻊِ اﻟﻐﺎز ،ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ھﺬا اﻟﻔﻌ ﻞ ﻻ ﺳ ﯿﻤﺎ وأ ﱠ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﮭﺎن ﻟﮫ ،ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺘﻮﻗﻒُ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻔﻌ ﻞ وﻗ ﺼﺮُ اﺳ ﺘﻌﻤﺎلِ اﻟﻘ ﺮآنِ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷُﺮع ﻟﮫ ﻓﻘﻂ. ت ت ﯾﺪوﯾ ﺔٌ ﻛ ﺪﻻ ِ ) (34اﻟ ﺴﺆال :ﺗﻮﺟ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﯿ ﻮت واﻟﻤﻜﺎﺗ ﺐ وﻏﯿﺮھ ﺎ رﺳ ﻮﻣﺎ ٌ اﻟﻘﮭ ﻮة واﻟ ﺴﻔﻦ اﻟ ﺸﺮاﻋﯿﺔ وأﻃﻔ ﺎلٍ ﯾﺠﻠ ﺴﻮن ﻓ ﻲ وﺿ ﻌﯿﺔ اﻟ ﺼﻼة واﻟ ﺪﻋﺎء ﻣﺮﺳ ﻮﻣ ٌﺔ ﺑﺄﺳ ﻤﺎء اﷲ اﻟﺤ ﺴﻨﻰ ﻓﻘ ﻂ دون ﻣ ﺎ ﺳ ﻮاھﺎ ،ﻓﮭ ﻞ ﯾﺠ ﻮز اﺳ ﺘﺨﺪا ُم أﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺮﺳﻮﻣﺎتِ ؟ ) (34اﻟﺠﻮاب :ﻻ ﯾﺠﻮز اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺮﺳ ﻮﻣﺎت وأﻣﺜﺎﻟﮭ ﺎ، ﺐ ﺑﮭ ﺎ اﻟﺮﱠﺳ ﺎﻣﻮن وﻏﯿ ﺮھﻢ وھ ﻲ أﺟ ﻞﱡ ﻓﻠﯿﺴﺖ أﺳﻤﺎءُ اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻣﺎدةً ﯾﺘﻼﻋ ُ ﻣ ﻦ أن ﯾ ﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ھ ﺆﻻء ﻓ ﻲ رﺳ ﻮﻣﺎﺗﮭﻢ ،ﻓﺎﻟﻮاﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﱠﺳ ﺎﻣﯿﻦ اﻟﺘﻮﻗ ﻒُ ﻓﻮراً ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺸﯿﻦ ،وﺧﺎﺻﺔً اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻓ ﻲ رﺳ ﻢ اﻷﻃﻔ ﺎ ِل وﻛ ﱢﻞ ذي روحٍ ،ﻓﮭﻮ ﺣﺮام ﺑﺎﻷﺳﻤﺎء اﻟﺤﺴﻨﻰ وﺑﻐﯿﺮھﺎ ﻟﻤﺎ روى ﻣ ﺴﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ اﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺎسٍ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ أ ﱠن رﺳ ﻮل اﷲ rﻗ ﺎل " ﻛ ﱡﻞ ﻣ ﺼ ﱢﻮ ٍر ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎر ﯾُﺠ َﻌ ُﻞ ﻟﮫ ﺑﻜﻞﱢ ﺻﻮرةٍ ﺻﻮﱠرھﺎ ﻧﻔﺲٌ ﻓﺘُﻌﺬﱢﺑﮫ ﻓﻲ ﺟﮭﻨﻢ ،وﻗ ﺎل :إن ﻛﻨ ﺖ ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﺎﺻﻨﻊ اﻟﺸﺠﺮ وﻣﺎ ﻻ ﻧﻔﺲ ﻟﮫ " ﻛﻤﺎ ﯾﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﯾﻘﺘﻨ ﻮن ھ ﺬه ت إﺗﻼﻓُﮭ ﺎ ﻓ ﻮرُا وإﻻ أﺛﻤ ﻮا ،ﻓﺄﺳ ﻤﺎء اﷲ اﻟﺤ ﺴﻨﻰ ﻟﮭ ﺎ ﻗﺪﺳ ﯿ ٌﺔ وﻟﮭ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮﻣﺎ ِ ت ﻓﻲ ﻣﮭﺎﺑﺔٌ وﻣﻜﺎﻧ ٌﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﻮس اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓ ﻼ ﯾﺤ ﱡﻞ اﺳ ﺘﺨﺪاﻣُﮭﺎ ﻛﻤ ﻮا ﱠد وأدوا ٍ اﻟﺮﺳﻢ وﻏﯿﺮه. ) (35اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ُ ﺗﺤﻨﯿﻂِ اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎتِ واﻟﻄﯿﻮر واﻗﺘﻨﺎﺋِﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮت ؟ ) (35اﻟﺠ ﻮاب :إن ﻛﺎﻧ ﺖ اﻟﺤﯿﻮاﻧ ﺎتُ اﻟﺘ ﻲ ﯾُ ﺮادُ ﺗﺤﻨﯿﻄُﮭ ﺎ وﻣ ﻦ ﺛَ ﻢﱠ اﻗﺘﻨﺎؤُھ ﺎ ﻣﻤ ﺎ ﯾﺠﻮز أﻛﻠﮫ ﻛﺎﻷراﻧﺐ واﻟﺪﺟﺎج ﻓﯿﺠﻮز ﺗﺤﻨﯿﻄُﮭﺎ وﻣﻦ َﺛ ﱠﻢ اﻗﺘﻨﺎؤُھﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮت ﻟﻠﺰﯾﻨ ﺔِ ،ﺑ ﺸﺮط ذﺑﺤﮭ ﺎ أوﻻً ﺛ ﻢ ﺗﺤﻨﯿﻄﮭ ﺎ ،أﻣ ﺎ إنْ ﺗ ﻢﱠ ﺗﺤﻨﯿﻄُﮭ ﺎ دون ذﻛ ﺎةٍ ﺷﺮﻋﯿﺔٍ ﻓﻼ ﯾﺠﻮز ذﻟﻚ ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﻣﯿﺘ ﺔً وﻧﺠ ﺴﺔً ،واﻟ ﻨﱠﺠِﺲُ ﻻ ﯾﺤ ﻞﱡ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﮫ وﻻ اﻗﺘﻨﺎؤُه. ت اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﯾﺤ ﻞﱡ أﻛﻠُﮭ ﺎ ﻛﺎﻟ ﺬﺋﺎب واﻟ ﺼﻘﻮر ﻓ ﻼ ﯾﺠ ﻮز أﻣ ﺎ اﻟﺤﯿﻮاﻧ ﺎ ُ ﺢ ﻓ ُﺘ ﺬﻛﱠﻰ ﻓﺘﻄﮭُ ﺮ ،وﺗﻜ ﻮن ﻧﺠ ﺴ ًﺔ ﺗﺤﻨﯿﻄُﮭ ﺎ وﻻ اﻗﺘﻨﺎؤُھ ﺎ ﺑﺤ ﺎلٍ ،ﻷﻧﮭ ﺎ ﻻ ُﺗ ﺬﺑ ُ 230
ع ﺑ ﮫ وﻻ اﻗﺘﻨ ﺎؤُه ،واﻟﻮاﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ ﻗﺘﻠﮭ ﺎ ،واﻟ ﻨﺠﺲُ ﻻ ﯾﺤ ﻞﱡ اﻻﻧﺘﻔ ﺎ ُ ﻋﻨﺪه ﺷﻲء ﻣﻨﮭﺎ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﮫ ﻓﻮرًا ) (36اﻟ ﺴﺆال :ﺗﺘ ﺮدد ﻓ ﻲ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹﻋ ﻼم ﻟﻔﻈ ﺔ اﻟﺘﻜﻔﯿ ﺮﯾﯿﻦ ،ﯾﻌﻨ ﻮن ﺑﮭ ﺎ اﻟﻨ ﺎس اﻟﻤﺘﺸﺪدﯾﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾُﻜَﻔﱢﺮون اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻷدﻧﻰ ﺷﺒﮭﺔ ،وﺳﺆاﻟﻲ ھﻮ :ﻣﺘ ﻰ ﯾﺠ ﻮز ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ وﻣﺘﻰ ﻻ ﯾﺠﻮز ؟ وھﻞ ﻟﻜﻢ أن ﺗﻌﻄﻮﻧﻲ ﻣﻘﯿﺎﺳﺎً دﻗﯿﻘﺎً ﯾُﻔﺮﱠق ﺑﮫ ﺑﯿﻦ ﺟﻮاز اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ وﻋﺪم ﺟﻮازه ؟ ) (36اﻟﺠﻮاب :إن ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﯿﮫ وﻻ رﯾﺐ أن ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻢ أﻣﺮ ﻓﻈﯿﻊ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﻘﯿ ﺎم ﺑ ﮫ وﻻ اﻟﺘ ﺴﺎھﻞ ﻓﯿ ﮫ ،واﻟﻤ ﺴﻠﻢ ھ ﻮ ﻣ ﻦ ﻧﻄ ﻖ ﺑﺎﻟ ﺸﮭﺎدﺗﯿﻦ وآﻣ ﻦ ﺑ ﺎﷲ وﻣﻼﺋﻜﺘﮫ وﻛﺘﺒﮫ ورﺳﻠﮫ واﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ ،وﺑﺎﻟﻘﺪر ﺧﯿﺮه وﺷﺮه ﻣﻦ اﷲ ...اﻟﺦ، واﺳﺘﻤﺮﱠ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .ﻓﻤﻦ اﺗﺼﻒ ﺑﮭﺬا ﻓﮭﻮ ﻣﺆﻣﻦ وھﻮ ﻣ ﺴﻠﻢ ﻏﯿ ﺮ ﻛ ﺎﻓﺮ ،ﻻ ﯾﺠﻮز وﺻﻤُﮫ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ : أ -ﻣﻦ ﻗﺎل إن اﻟﻘﺮآن ﻧﺎﻗﺺ وﻟﻮ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة أو آﯾﺔ واﺣﺪة أو ﺳﻮرة واﺣﺪة، أو ﻗﺎل إن اﻟﻘ ﺮآن ﻗ ﺪ زﯾ ﺪ ﻓﯿ ﮫ وﻟ ﻮ ﻛﻠﻤ ﺔ واﺣ ﺪة أو آﯾ ﺔ واﺣ ﺪة أو ﺳ ﻮرة واﺣﺪة ،أو ادﻋﻰ ﺑﺄن ﻛﻠﻤﺔ أو آﯾﺔ أو ﺳﻮرة ﻗ ﺪ ﺟ ﺮى ﺗﺒ ﺪﯾﻠﮭﺎ ﺑﻐﯿﺮھ ﺎ ﻓﻘ ﺪ ﻛﻔﺮ ،وﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ :ﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﺤﺼﻮل ﺗﺤﺮﯾﻒ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓﮭ ﻮ ﻛﺎﻓﺮ ،ﻷﻧﮫ ﺑﻘﻮﻟﮫ ھﺬا ﯾﻜ ﺬب ﺑﻘﻮ ﻟ ﮫ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ ﻓ ﻲ اﻵﯾ ﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة ﺤﺠْﺮ )ﮗ ﮘ ﮙ ڱ ﮛ ﮜ ﮝ( ] ﺳﻮرة اﻟﺤﺠﺮ اﻵﯾﺔ.[9 : اﻟ ِ ب -ﻣﻦ ﻋﺎرض أو اﻋﺘﺮض ﻋﻠﻰ آﯾﺔ واﺣﺪة ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻗﮭ ﺎ ،أو ﺧ ﺎﻟﻒ ﻣﻌﻨﺎھ ﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻵﯾﺎت اﻟﻤﺤﻜَﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻟﺘﺄوﯾﻞ ﻓﻘ ﺪ ﻛ ﺬﱠب اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ وﻛﻔﺮ ﺑﺘﻜﺬﯾﺒﮫ ھﺬا ،ﻓﻤﺜﻼً ﯾﻘ ﻮل اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﮫ )ﭜ ﭝ ٺ ﭟ ﭠ ﭡ ٿ( ]اﻵﯾ ﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ ﻞ ﺟﻼﻟﮫ ) ی ﯽ ﯾ ﯿ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﻤﻠﻚ[ ،وﯾﻘﻮل ﺟ ﱠ (] ﻣﻦ اﻵﯾﺔ اﻟﺤﺎدﯾ ﺔ واﻟ ﺴﺘﯿﻦ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة ﯾ ﻮﻧﺲ[ ،ﻓ ﺈن ﻗ ﺎل ﻗﺎﺋ ﻞ إن اﷲ ﯾﻌﻠ ﻢ اﻟﻜﻠﯿ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻜ ﻮن ﻓﻘ ﻂ وﻻ ﯾﻌﻠ ﻢ اﻟﺠﺰﺋﯿﺎت ﻓﻘﺪ ﻛﺬب ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ھ ﺎﺗﯿﻦ اﻵﯾﺘ ﯿﻦ اﻟ ﺪاﻟﺘﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ أنﱠ اﷲ ﯾﻌﻠ ﻢ ﻛ ﱠﻞ ﺷﻲء ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ . ن ﻗﻄﻌﯿ ﺔ ﻣﻤ ﺎ ورد ﻓ ﻲ ج -وأﻗﻮل ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﺨﺼﻮص ﻣ ﺎ ورد ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎ ٍ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻤﺘ ﻮاﺗﺮة اﻟﻤﺘﱠﻔَ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻮاﺗﺮھ ﺎ ،ﺳ ﻮاء ﻣﻨﮭ ﺎ ﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣﺘ ﻮاﺗﺮ اﻟﻠﻔ ﻆ ،ﻛﻘﻮﻟ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼة واﻟ ﺴﻼم " ﻣ ﻦ ﻛ ﺬب ﻋﻠ ﻲﱠ ﻣﺘﻌﻤﱢ ﺪاً ﻓﻠْﯿﺘﺒ ﻮأ ﻣﻘﻌﺪَه ﻣﻦ اﻟﻨﺎر " أو ﻛﺎن ﻣﺘﻮاﺗﺮ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺤﺼﻮل اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ، ﻓﻤﻦ اﻋﺘﺮض أو ﻋﺎرض ھﺬه اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮة ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ. 231
د -ﻣ ﻦ أﻧﻜ ﺮ ﻣ ﺎ ھ ﻮ ﻣﻌﻠ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟ ﻀﺮورة ،ﻛ ﺄن أﻧﻜ ﺮ ﻓ ﺮض اﻟ ﺼﻼة وﻓﺮض اﻟﺼﯿﺎم أو أﻧﻜﺮ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻟﺰواج ﻣﻦ اﻟﻤﺤ ﺎرم ،وﺗﺤ ﺮﯾﻢ ﺷ ﺮب اﻟﺨﻤ ﺮ، أو أﻧﻜ ﺮ وﺟ ﻮب ﻗﻄ ﻊ ﯾ ﺪ اﻟ ﺴﺎرق ووﺟ ﻮب اﻟﺠﮭ ﺎد ﺑﺎﻟﻘﺘ ﺎل ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﯿﻞ اﷲ ﻓﻘ ﺪ ﻛﻔﺮ. ه -ﻣﻦ ﺣﻘﱠﺮ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺑ ﺄن داس ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑﻘﺪﻣ ﮫ أو أﻟﻘ ﺎه ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮﺣ ﺎض أو ﺗﻔﻞ ﻋﻠﯿﮫ أو ﻣﺰﱠﻗﮫ ﺗﺤﻘﯿﺮًا أو ﻗﺎم ﺑﺄي ﻓﻌﻞ ﻣﺸﺎﺑﮫ ﻟﮭﺬه اﻷﻓﻌﺎل ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ. ن ﺣﻜﻢ ﺑﻐﯿﺮ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﻣﻌﺘﻘ ﺪًا ﺑ ﺼﻼﺣﯿﺔ ﻣ ﺎ ﯾﺤﻜ ﻢ و -أي ﺣﺎﻛﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ إ ْ ﺑﮫ ،وﺑﻌﺪم ﺻﻼﺣﯿﺔ ﺷﺮع اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ،أو ﺗﺮك اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺸﺮع اﷲ ،أو ﺣﺘﻰ ن ﺿ َﻊ ﻓ ﻲ اﻟﺪﺳ ﺘﻮر أ ﱠ ﺑﺠﺰ ٍء ﻣﻨﮫ وھﻮ ﻗ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻜ ﻢ ﺑ ﮫ ﻛﱢﻠ ِﮫ ,ﻛ ﺄن و َ اﻹﺳﻼم ﻣﺼﺪ ٌر ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ ﻓﻘﻂ وﻟﯿﺲ ھﻮ اﻟﻤﺼﺪر ,ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ. ز -ﻣﻦ آﻣﻦ ﺑﺄﻓﻜﺎ ٍر وﻋﻘﺎﺋ َﺪ ﺗﻌﺎرض ﻋﻘﯿﺪة اﻹﺳﻼم وﺗﻨﺎﻗﻀﮭﺎ وھﻮ ﯾﻌﻠﻢ ،ﻛ ﺄن آﻣ ﻦ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿ ﺔ وﺑﻌﻘﯿ ﺪة ﻓ ﺼﻞ اﻟ ﺪﯾﻦ ﻋ ﻦ اﻟﺤﯿ ﺎة ،أو آﻣ ﻦ ﺑﺎﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿ ﺔ ﺑﻤﻌﻨﺎھﺎ وﻣﺪﻟﻮﻟﮭﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ وھﻮ أن اﻟﺘ ﺸﺮﯾﻊ ﻟﻠ ﺸﻌﺐ وﻟ ﯿﺲ ﷲ وﻟﺮﺳ ﻮﻟﮫ، أو آﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻨﺸﻮء واﻻرﺗﻘﺎء ،أي ﺑﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﺘﻄﻮﱡرِ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إنﱠ اﻹﻧ ﺴﺎن ﻟﻢ ﯾُﺨْﻠﻖْ إﻧﺴﺎﻧﺎً ﺑﺎدئ ذي ﺑﺪء وإﻧﻤﺎ ﺗﻄﻮرت اﻟﺨﻠﯿﺔ ذاﺗﯿﺎً إﻟ ﻰ ﻛ ﺎﺋﻦ ﺣ ﻲﱟ، ﺛﻢ إﻟ ﻰ ﻛ ﺎﺋﻦ ﺣ ﻲﱟ أرﻗ ﻰ ﻣﻨ ﮫُ ،ﺛ ﻢ إﻟ ﻰ ﻗ ﺮدٍ ،ﺛ ﻢ إﻟ ﻰ إﻧ ﺴﺎنٍ ،وأﻣﺜ ﺎل ھ ﺬه ض ﻣﻊ ﻋﻘﯿﺪة اﻹﺳﻼم ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ. اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎر ُ ھ ﺬه ھ ﻲ اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﻌﺮﯾ ﻀﺔ اﻟﺘ ﻲ ﯾُﺒﻨ ﻰ ﻋﻠﯿﮭ ﺎ اﻟﺘﻔﺮﯾ ﻖُ ﺑ ﯿﻦ اﻹﺳ ﻼم واﻟﻜﻔﺮ ،وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﻜ ﺎﻓﺮ دون اﻟﺘﻔﺎﺻ ﯿﻞ اﻟﺪﻗﯿﻘ ﺔ ،وﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﺈن اﻟﻮاﺟ ﺐ ﻞ ﻣﺴﻠ ٍﻢ ﻣﻠﺘﺰمٍ ﺑﺸﺮع اﷲ أن ﯾﻨﺄى ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻷدﻧ ﻰ ﻋﻠﻰ ﻛ ﱢ ﺷﺒﮭﺔ ،وﻋﻨﺪ أول ﻣﻌﺼﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻛﺎﻧﺖ أو ﺻﻐﯿﺮة ذﻟﻚ أن ﻣﻦ ﻛ ﱠﻔ ﺮ ﻣ ﺴﻠﻤﺎً ﻓﻘﺪ ﺑﺎء ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ أﺣﺪُھﻤﺎ ﻛﻤﺎ روى ذﻟﻚ اﻟﺒﺨﺎري وﻣ ﺴﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ وﻣﺎﻟ ﻚ وأﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣﺬي وأﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤﺎ ﻗﺎل ﻗ ﺎل رﺳﻮل اﷲ " rأﯾﻤﺎ رﺟﻞٍ ﻗﺎل ﻷﺧﯿﮫ ﯾﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻓﻘﺪ ﺑﺎء ﺑﮭ ﺎ أﺣ ﺪُھﻤﺎ " وﻓ ﻲ ﻆ ﺛﺎ ٍن ﻋﻨﺪ ﻣ ﺴﻠﻢ وأﺣﻤ ﺪ ﻣ ﻦ ﻃﺮﯾ ﻖ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ " أﯾﱡﻤ ﺎ ﻟﻔ ٍ ئ ﻗ ﺎل ﻷﺧﯿ ﮫ ﯾ ﺎ ﻛ ﺎﻓﺮ ﻓﻘ ﺪ ﺑ ﺎء ﺑﮭ ﺎ أﺣ ﺪُھﻤﺎ إنْ ﻛ ﺎن ﻛﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ،وإﻻ اﻣﺮ ٍ رﺟﻌﺖ ﻋﻠﯿﮫ ". ن ﻗ ﺎم ﻣ ﺴﻠﻢ ﺑﻔﻌ ﻞ ﺷ ﻨﯿﻊ وأراد ﻣ ﺴﻠﻢ آﺧ ﺮ أن وأﻗ ﻮل أﺧﯿ ﺮاً ﻣ ﺎ ﯾﻠ ﻲ :إ ْ ﯾﻌ ﺮف إن ﻛ ﺎن ذاك اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻗ ﺪ ﻛﻔ ﺮ أو ﻋ ﺼﻰ ﻓﻘ ﻂ ﻓﻠﯿ ُﻌ ْﺪ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ وﺳﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ rﻗﺒﻞ أن ﯾﺤﻜﻢ ﻋﻠﯿ ﮫ ﺑ ﺎﻟﻜﻔﺮ ،ﻓ ﺈن وﺟﺪ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑ ﺸﻜﻞ ﯾﻘﯿﻨ ﻲ ﻗﻄﻌ ﻲ ﻓﻠْﯿﺮ ِﻣ ِﮫ ﺑ ﺎﻟﻜﻔﺮ وإﻻ ﻓﻠْﯿﺘﻮﻗﻒ ،وإﻻ ھﻠﻚ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻗﺒﻞ أن ﯾﮭﻠﻚ اﻵﺧﺮ. 232
ھ ﺬا وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻐﻞﱠ أﻋ ﺪا ُء اﻹﺳ ﻼم ﻓﻜ ﺮة اﻟﺘﻜﻔﯿ ﺮ أﺑ ﺸﻊ اﺳ ﺘﻐﻼل ﻓﺮاﺣ ﻮا ﯾﺠﯿﱢ ﺸﻮن اﻟﺠﯿ ﻮش وﯾﺤ ﺎرﺑﻮن اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﺗﺤ ﺖ ﺷ ﻌﺎر ﻣﺤﺎرﺑ ﺔ اﻟﺘﻜﻔﯿ ﺮﯾﯿﻦ واﻟﺘﻄ ﺮف اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ،وﯾ ﺪﻗﱡﻮن أﺳ ﺎﻓﯿﻦ ﺑ ﯿﻦ ﻃﻮاﺋ ﻒ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑ ﺴﺒﺐ ھ ﺬه اﻟﻔﻜ ﺮة ،وﯾﺤﺮﱢﺿ ﻮن ﻓﺮﯾﻘ ًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮﯾ ﻖ ﻣﻤ ﺎ ﯾﻘ ﻮﱢي ﺣ ﺮﺑﮭﻢ ﺿ ﺪ اﻟﻤ ﺴﻠﻤﯿﻦ ﻒ ﻛﻠﱢﮭﻢ ،ﻓﺎﻟﺤﺬار اﻟﺤﺬار ﻣﻤﺎ ﯾﺒﯿﱢﺖ اﻟﻜﻔﺎرُ اﻷﻋﺪا ُء ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺟﻤﯿﻌ ﺎً ،وﻟْﯿﺘﻮﻗ ْ أﺻ ﺤﺎبُ ﻓﻜ ﺮة اﻟﺘﻜﻔﯿ ﺮ ﻋ ﻦ اﻟﺘ ﺮوﯾﺞ ﻟﻔﻜ ﺮﺗﮭﻢ واﻟﺘﻮﺳﱡ ﻊِ ﻓ ﻲ ﻧ ﺸﺮھﺎ ،ﻓﮭ ﺬا ﻒ ﺻﻔﺎً واﺣ ﺪًا ﻟﯿﺲ وﻗﺘﮭﺎ ،وﻟْﯿﻌﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﯿﻒ اﻟﻘﻠﻮب وﺟﻤﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،وﻟﻨﻘ ْ ﻣﻨﯿﻌﺎً ﺿﺪ أﻋﺪاﺋﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺣﺘﻰ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﮭﻢ ،ﺛﻢ ﺗﺒﻘ ﻰ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻓ ﺴﺤﺔٌ واﺳ ﻌﺔٌ ﻟﻠﻨﻘﺎش وﻟﻠﺤﻮار ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ) (37اﻟﺴﺆال :ﻣﺎ ﺣﻜ ُﻢ رﻓ ِﻊ اﻷﺟﮭﺰ ِة ﻋﻦ اﻟﻤﺮﯾﺾ اﻟﺬي ﯾﺤﺘﺎجُ إﻟﯿﮭﺎ ﻟﺒﻘﺎﺋﮫ ﺣﯿ ﺎً، ﻛﺄن ﯾُﻮﺿَﻊ ﻟﮫ ﺟﮭﺎ ٌز ﻟﺘﺤﺮﯾﻚ ﻋﻀﻼت اﻟﻘﻠﺐ ,ﻓ ﺈن ﺗﻮﻗ ﻒ اﻟﺠﮭ ﺎز ﺗﻮﻗ ﻒ اﻟﻘﻠﺐ وﻣﺎت اﻟﻤﺮﯾﺾ ،ﻓﻤﺎ ﺣﻜﻢ رﻓﻊ ھﺬه اﻷﺟﮭﺰة ؟ ) (37اﻟﺠ ﻮاب :اﻟﺘ ﺪاوي ﻣﺒ ﺎحٌ ﺷ ﺮﻋًﺎ وﻗﻠﯿ ﻞٌ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻘﮭ ﺎء ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا ﺑﺎﻟﻨ ﺪب واﻻﺳ ﺘﺤﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔ ﯿﻦ ﻓ ﻲ ﻓﮭ ﻢ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺘ ﺎﻟﻲ اﻟ ﺬي رواه أﺑ ﻮ داود واﻟﺘﺮﻣ ﺬي واﻟﻨﱠ ﺴﺎﺋﻲ واﺑ ﻦ ﺧُﺰَﯾﻤ ﺔ واﺑ ﻦ ﺣِﺒﱠ ﺎن وأﺣﻤ ﺪ ﺑﺈﺳ ﻨﺎدٍ ﺻ ﺤﯿﺢ ﻣ ﻦ ن ﻋﻠ ﻰ ﻲ rوأﺻ ﺤﺎﺑُ ُﮫ ﻛ ﺄَ ﱠ ﺖ اﻟﻨﺒ ﱠ ﻃﺮﯾ ﻖ أُﺳ ﺎﻣﺔ ﺑ ﻦ ﺷ ﺮﯾﻚ ﻗ ﺎل " أﺗﯿ ُ رؤوﺳﮭﻢ اﻟﻄﯿ ُﺮ ،ﻓ ﺴﻠﱠﻤﺖُ ﺛ ﻢ ﻗﻌ ﺪتُ ,ﻓﺠ ﺎء اﻷﻋ ﺮابُ ﻣ ﻦ ھﮭﻨ ﺎ وھﮭﻨ ﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﯾﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻧﺘﺪاوى ؟ ﻓﻘﺎلَ :ﺗ ﺪا َووْا ،ﻓ ﺈنﱠ اﷲ ﻟ ﻢ ﯾ ﻀﻊ داءً إﻻ ن ﻗﻮﻟ ﮫ ﻋﻠﯿ ﮫ اﻟ ﺼﻼ ُة سإﱠ وﺿﻊ ﻟﮫ دواءً ﻏﯿﺮ داءٍ واﺣ ٍﺪ اﻟﮭﺮم " ﻓﻘﺎل ﻧﺎ ٌ واﻟﺴﻼمُ :ﺗﺪا َووْا ,أﻣﺮٌ ﯾﻔﯿﺪ اﻻﺳﺘﺤﺒﺎب ,و ﻗﺎل اﻷﻛﺜﺮون ﺑ ﻞ ھ ﻮ أﻣ ٌﺮ ﯾﻔﯿ ﺪ اﻹﺑﺎﺣﺔَ ,وھﻮ اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨ ﺪي ﺑﺪﻻﻟ ﺔ اﻟﺤ ﺪﯾﺚ اﻟﺘ ﺎﻟﻲ اﻟ ﺬي رواه أﺣﻤ ﺪ ﻣ ﻦ ت ﻓ ﺈذا ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ...rﻓﻨﻈ ﺮ ُ ﻃﺮﯾﻖ أﺑﻲ َرﻣْﺜ َﺔ ﻗ ﺎل " أﺗﯿ ُ ﺖ :أﻻ أُداوﯾ ﻚ ﻣﻨﮭ ﺎ ﯾ ﺎ ﻞ ﺑﻌﺮةِ اﻟﺒﻌﯿ ﺮ ,أو ﺑﯿ ﻀ ِﺔ اﻟﺤﻤﺎﻣ ﺔ ،ﻓﻘﻠ ُ ﻛﺘﻔﮫ ﻣﺜ ُ ﻄﺒﱢﺐ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﯾ ﺪاوﯾﮭﺎ اﻟ ﺬي وﺿ ﻌﮭﺎ " ﻓﻠ ﻮ ﺖ ُﻧ َ ﻞ ﺑﯿ ٍ رﺳﻮلَ اﷲ ,ﻓﺈِﻧﺎ أھ ُ ل رﻓﻀُﮫ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻛﺎن اﻟﺘﺪاوي ﻣﻨﺪوﺑﺎً ﻟﻤﺎ رﻓﻀﮫ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼةُ واﻟﺴﻼم ,ﻓﺪ ﱠ إﺑﺎﺣﺘﮫ. واﻟﺘ ﺪاوي ﻣﺒ ﺎحٌ دون ﺗﺨﺼﯿ ﺼﮫ ﺑﻤ ﺮضٍ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮاض ,وﻣﻨﮭ ﺎ ض اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺼﯿﺐ اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﮭﻢ ,ﻓﯿﻠﺠ ﺄ اﻟﻄﺒﯿ ﺐُ إﻟ ﻰ وﺿ ﻊ اﻷﻣ ﺮا ُ ﺟﮭﺎزٍ ﻟﻠﻤﺮﯾﺾ ﻟﺘﻨﺸﯿﻂ ﻋﻀﻼت اﻟﻘﻠﺐ ,ﻓﯿﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة ,ﻓﺈن ﺗﻮﻗﻒ ن وﺿﻊ اﻷﺣﮭﺰة ھﺬه ﯾﺪﺧﻞ ﺚأﱠ اﻟﺠﮭﺎزُ ﺗﻮﻗﱠﻒ اﻟﻨﺒﺾُ ﻓﻤﺎت اﻟﻤﺮﯾﺾُ .وﺣﯿ ُ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺘﺪاوي واﻟﻌﻼج ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺧﺬ اﻟﺤﻜ َﻢ ﻧﻔﺴﮫ وھﻮ اﻹﺑﺎﺣ ﺔ ,وﻋﻠﯿ ﮫ ﻓ ﺈنﱠ 233
ﺾ ﻋﻠﻰ ح ﻻ إﺛ َﻢ ﻓﯿﮫ ,وﻟﻮ ﻣﺎت اﻟﻤﺮﯾ ُ رﻓﻊ اﻷﺣﮭﺰة ھﺬه ﻋﻦ اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻣﺒﺎ ٌ اﻟﻔﻮر ف اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ن رﻓﻊ اﻷﺟﮭﺰة ﯾﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺘﻞ ,ﻻ ﯾُﻘﺎل ذﻟﻚ ﻻﺧﺘﻼ ِ لإﱠ وﻻ ﯾُﻘﺎ ُ ﺣﺎﻟﺔِ اﻟﻘﺘﻞِ ،وھﻮ ﺟﺮﯾﻤﺔٌ ﻛﺒﺮى ،وﺣﺎﻟﺔِ وﻗﻒِ اﻟﻌ ﻼج واﻟ ﺪواء وھ ﻮ ﻣﺒ ﺎحٌ , واﻟﻔﺎرق ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ واﺿﺢٌ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﯿﮫ.
234
اﻟﻔﮭـــﺮس اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺒﺎب اﻷول ـ اﻟﻄﮭﺎرة اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ اﻟﺼﻼة اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ـ اﻟﺼﯿﺎم اﻟﺒﺎب اﻟﺮاﺑﻊ ـ اﻟﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎﻣﺲ ـ زﻛﺎة واﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس ـ ﻣﺴﺎﺋﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺤﻜْﻢ واﻟﺠﮭﺎد اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎﺑﻊ ـ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟ ُ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻣﻦ ـ ﻣﻨﻮﱠﻋـﺎت
235
ﻋﺪد اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ 53 146 24 26 15 14 6 37
اﻟﺼﻔﺤﺔ 7 35 138 153 177 189 201 219