Achamal n° 834 le 26 avril 2016

Page 1

‫اإلعالم الجهوي‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 834‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪ 18‬رجـب ‪� 26 / 1437‬أبريل �إلى ‪ 2‬ماي ‪2016‬‬

‫يشكل اإلعالم الجهوي في عالقته بالجهوية‬ ‫عنصرا محوريا قي التصور التنموي وتدبير الشأن‬ ‫العام بناء على أسس الديمقراطية المحلية‪.‬‬ ‫الكالم لوزير االتصال مصطفى الخلفي خالل‬ ‫حفل افتتاح ندوة إعالمية بتطوان حيث أكد أن‬ ‫التطور التكنولوجي في مجال االتصال يحتم توقير‬ ‫حرية اإلعالم‪ ،‬وتعزيز اإلطار التشريعي وإرساء‬ ‫الضوابط القانونية وضمان التعددية في بعدها‬ ‫السياسي والفكري والثقافي‪ ،‬وضبط آليات الدعم‬ ‫العمومي للمقاولة الصحافية وضمان االستقاللية‬ ‫المالية واالقتصادية للمؤسسة اإلعالمية وحماية‬ ‫الصحافي وصون كرامته‪.‬‬ ‫والحظ الخلفي وجود وعي كبير بضرورة تصريف التعددية الثقافية والسياسية في‬ ‫المجال اإلعالمي لضمان حقوق األفراد والمجتمع وأن مستقبل اإلعالم مرتبط بالثورة‬ ‫الرقمية حيث إن ‪ 18‬مليون مغربي يبحرون في األنترنيت و ‪ 11‬مليون يستعملون‬ ‫الوسائط التواصلية‬

‫الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال‬ ‫يفوز بجائزة الكتاب المغربي في فئة الشعر لسنة ‪2016‬‬ ‫عن ديوانه األخير «نمنمات»‬ ‫فاز الشاعر الكبير األستاذ عبد الكريم‬ ‫الطبال بجائزة المغرب الكبرى للكتاب‬ ‫في فئة الشعر‪ ،‬برسم سنة ‪.2016‬‬ ‫وأعلنـت وزارة الثقافـة عن جوائـز‬ ‫الكتاب الوطنية لهذا العام‪،‬‬ ‫في السرديات والمحكيات‪ ،‬والعلـوم‬ ‫اإلنسانيـة‪ ،‬والعلـوم االجتماعية‪،‬‬ ‫والدراسات األدبية‪ ،‬والترجمة‪.‬‬ ‫شاعرنا الكبيــر فاز بجائزة الشعر‬ ‫عن ديوانه األخير «نمنمات» الذي كان‬ ‫موضوع دراسة تحليلية خالل ندوة ثقافية‬ ‫نظمت بمركز محمد السادس للثقافة‬ ‫والفنون بشفشاون‪ ،‬بداية غشت من السنة‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫موسم أصيلة‬

‫«مؤسسة منتدى أصيلـة» تحفز أطفـال أصيلـة‬ ‫على امتطاء صهـوة اإلبــداع‬

‫في إطار أنشطتهــا الثقافيــة والفنيـة‬ ‫السنوية‪ ،‬نظمت مؤسسة منتدى أصيلة في‬ ‫الفترة الممتدة من ‪ 19‬إلى ‪ 22‬أبريل الجاري‪،‬‬ ‫مشغال « لكتابة وإبداع الطفل» بتأطير من‬ ‫الباحث والمبدع المغربي محمد المسعودي‪،‬‬ ‫وبتنسيق مع الشاعرة المغربية إكرام عبدي‪.‬‬ ‫فبعد الدورة الخريفية بتأطير من الكاتب‬ ‫المغربي العربي بن جلون‪ ،‬انطلق مشروع‬ ‫الدورة الربيعية من تصور مفاده أن تمثل‬ ‫النصوص المقروءة‪ ،‬ومحاولة تطويرها‪ ،‬والنسج‬ ‫على منوالها هو المنطلق األساس نحو كتابة‬ ‫إبداعية تتحسن مع مرور الزمن‪ ،‬وتغتني عبر‬ ‫الممارسة‪.‬‬ ‫ولهذا يتم في هذه الورشة‪ ،‬تشجيع براعم‬ ‫إعدادية اإلمام االصيلي المتراوحة أعمارهم‬ ‫بين ‪ 12‬و‪ 15‬سنة‪ ،‬على القراءة أوال‪ ،‬بحيث تم‬ ‫استحضار أسماء إبداعية عربية ومغربية في‬ ‫القصة والشعر والمسرح والخاطرة‪ ،‬واقتصرت‬ ‫عملية تطوير نص‪ ،‬أو افتراض آفاق تخيلية‬ ‫أخرى له على نص مبدع واحد حسب النوع‬ ‫األدبي‪.‬‬ ‫ومن خالل هذه العملية تساهم المجموعة‬ ‫بجميع عناصرها في إنتاج نص أدبي واحد‬

‫‪2‬‬

‫خط جوي جديد بين الحسيمة وطنجة‬ ‫عبر اتفاقية شراكة‬ ‫عبر اتفاقية شراكة بين كل من وزارة‬ ‫الداخلية ووزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬ووزارة‬ ‫التجهيز والنقل واللوجستيك‪ ،‬وكذا والية جهة‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬ومجلس الجهة‪ ،‬وشركة‬ ‫الخطوط الملكية المغربية‪ ،‬تم تغيير الخط‬ ‫الجوي الرابط بين الدار البيضاء والحسيمة عبر‬ ‫تطوان‪ ،‬بخط جديد يربط البيضاء بالحسيمة عبر‬ ‫مدينة طنحة‪ ،‬والرحالت المنظمة سوف تكون‬ ‫على الشكل التالي‪ :‬ثالث رحالت في األسبوع‬ ‫كحد أدنى‪ ،‬على أن يتم في فترة الذروة برمجة‬ ‫رحالت بين الدار البيضاء وتطوان على أساس‬ ‫رحلتين في األسبوع كحد أدنى مع إمكانية رفع‬ ‫سقف الرحالت حسب الطلب‪.‬‬ ‫وسيساهم مجلس الجهة بأربعة ماليين‬ ‫درهم والمديرية العامة للجماعات المحلية‬ ‫كذلك بثالثة ماليين وخمسمائة وخمسين ألف‬ ‫درهم‪ ،‬وبالنسبة التجهيز والنقل واللوجيستيك‬

‫حسب النوع األدبي‪ ،‬إلى جانب إنتاج نصوص‬ ‫فردية‪ ،‬وبالتالي تتعود المجموعة على إنتاج‬ ‫نصوص فردية ‪/‬ذاتية‪ ،‬وأخرى مشتركة جماعية‪،‬‬ ‫إلى جانب تعلم امتالك الحس النقدي‪ ،‬والقدرة‬ ‫التواصلية مع اآلخر‪.‬‬ ‫أطفال إعدادية اإلمام األصيلي الذين‬

‫حضروا الدورتين الخريفية والربيعية‪ ،‬مطالبون‬ ‫بحضور دورة مشغل «كتابة وإبداع الطفل»‬ ‫الصيفية في إطار موسم أصيلة الثقافي الثامن‬ ‫والثالثين‪ ،‬مرحلة ستكون بمثابة محطة‬ ‫للتتويج‪ ،‬واختيار أحسن طفل مبدع‪/‬ة في ختام‬ ‫فعاليات موسم أصيلة القادم‪.‬‬

‫عن طريق مصلحة الدولة المسيرة بطريقة‬ ‫مستقلة والمديرية العامة للطيران المدني‬ ‫بخمسة ماليين وستمائة وسبعين ألف درهم‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للثمن التفضيلي للرحالت‬ ‫فهي كالتالي “خط من وإلى طنجة ‪400.00‬‬ ‫درهم خط الحسيمة – الدار البيضاء ‪500.00‬‬ ‫درهم”‪ ،‬مع تحديد شكل ومواقيت الرحالت‬ ‫التي تناسب الزبناء واحترام الثمن‪ ،‬كما سيتم‬ ‫تحديث لجنة مشتركة للتتبع والتقييم برئاسة‬ ‫مجلس الجهة أو من ينوب عنه وتتكون من‬ ‫ممثل عن كل طرف في االتفاقية‪ ،‬وتجتمع كل‬ ‫ثالثة شهر من أجل تقديم التقارير المعدة من‬ ‫طرف شركة الخطوط الملكية المغربية‪ ،‬على أنه‬ ‫من المرتقب أن يصادق مجلس الجهة على هذه‬ ‫االتفاقية‪.‬‬

‫فكري ولد علي‬

‫جامعة ربيعية بوزان لدعم تدريس‬ ‫اللغة الفرنسية بالمدرسة اإلبتدئية‪ ‬‬

‫إسدال الستار على المهرجان الربيعي ألنشطة الحياة‬ ‫المدرسية بالمؤسسات التعليمية بتطوان نسخة ‪2016‬‬

‫أسدل الستار يوم الجمعة الماضية بقاعة‬ ‫المركز الثقافي بدار الثقافة بتطوان‪ ،‬عن فعاليات‬ ‫المهرجان الربيعي ألنشطة الحياة المدرسية‬ ‫بالمؤسسات التعليمية بالمديرية اإلقليمية‬ ‫بتطوان في نسحته األولى (من ‪ 12‬مارس إلى‬ ‫‪ 15‬أبريل ‪ .،)2016‬واشرف على اختمام هذا‬ ‫الحفل والي والية جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫محمد اليعقوبي ومدير األكاديمية الجهوية‬ ‫للتربية والتكوين جهة طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫محمد عواج ‪ ،‬والمدير اإلقليمي للتربية والتكوين‬ ‫تطوان رشيد ريان‪.‬‬ ‫و شهد اختتام المهرجان اإلعالن عن النتائج‬ ‫النهائية وتوزيع الجوائز وشواهد االستحقاق‬ ‫على الفائزين ‪ ،‬حيث اشتمل الحفل الختامي‬ ‫على رواق لعرض منتوجات المعامل التربوية‬ ‫واألدوات واألواني واأللبسة واألكسسوارات‬ ‫القديمة ومشغوالت يدوية لبعض المؤسسات‬ ‫التعليمية‪ ،‬كما تخلل هذا الحفل عرض للوحات‬ ‫فنية استعراضية في رقصة الفالمينكو ووصالت‬ ‫غنائية للمجموعة الصوتية «شقائق النعمان»‬ ‫لمدرسة ‪18‬نوفمبر االبتدائية‪.‬‬ ‫هذا وفاق عدد المؤسسات المتنافسة ‪80‬‬ ‫مؤسسة تعلمية من مختلف األسالك التعلمية‪،‬‬ ‫وجرت المسابقات على عدة مراحل شملت‬ ‫مواد تربوية وتعليمية وثقافية تندرج ضمن‬ ‫المقررات التعليمية ‪ ..‬ونظمت هذه المسابقـــات‬ ‫بعدد من الفضاءات ومنها مسرحي القاضي‬ ‫عياض والمركز الثقافي وفضاءات المؤسسات‬ ‫المشاركة‪ .‬وأشرف على تنظيم الملتقى إدارة‬ ‫المهرجان‪ ،‬اللجـان الوظيفية للمهرجـــان‪.‬‬ ‫والمديـــرات والمديرون واألطـــر اإلداريــة‬

‫بالمؤسســات التعليمية‪ .‬باإلضافة إلى منشطات‬ ‫ومنشطي األندية التربوية والتعاونيات‬ ‫المدرسية وأطر التنشيط التربوي والرياضي‬ ‫بالمؤسساتالتعليمية‪.‬‬ ‫وسعت فعاليات األنشطة الثقافية إلى‬ ‫إتاحة الفرصة أمام التلميذات والتالميذ واألندية‬ ‫التربوية والفرق الرياضية بمختلف مجاالتها‬ ‫وتخصصاتها للكشف عن إمكاناتها وتنفيذ‬ ‫مشاريعها وتقييم منجزاتها‪ .‬كما سعت إلى خلق‬ ‫فرص للتقاسم وتبادل الخبرات والتجارب بين‬

‫التلميذات والتالميذ ومؤطرات ومؤطري األندية‬ ‫التربوية والفرق الرياضية‪.‬‬ ‫وكان المدير اإلقليمي رشيد ريان دعا‬ ‫في وقت سابق كل األطر التعليمية والتربوية‬ ‫إلى المشاركة‪ ‬في هذا المهرجان الذي‪ ‬يهم‬ ‫جميع الفئات التالميذية‪ .‬بهدف استثمار جهود‬ ‫األطر ‪ ‬التربوية والتعليمية من أجل تثمين‬ ‫النشاط المدرسي وإبراز قدرات التالميذ في‬ ‫مختلف األسالك التعليمية‪.‬‬

‫أحمد المريني‬

‫مؤتمر دولي للرياضيات‬ ‫في رحاب كلية المتعددة التخصصات بالناظور‬

‫تنظمالكليــــةالمتعـــددةالتخصصات‬ ‫بالناظـــور‪ ،‬بجامعــة محمـــد األول وجــدة‪،‬‬ ‫بشراكــة مــــع المركـــز الدولي للرياضيات‬ ‫البحتــة والتطبيقيـــة (‪ )CIMPA‬بمدينــــة‬ ‫نيس الفرنسيـــة‪ ،‬مؤتمرا دوليا تحت شعــار‪:‬‬ ‫«النمذجة‪ ،‬والتحليالت الرياضية والرقميــة‬ ‫الخاصة بالمسائل ذات االشتقاقات الجزئية‪،‬‬ ‫وذلك على مدى ثالثـــة عشر يوما من‬ ‫‪ 09‬ماي إلى غاية ‪ 21‬ماي ‪ 2016‬بمدينة‬ ‫الناظور ـ سلوان ‪.‬‬ ‫بدعم من االتحــاد الدولي للرياضيات‪،‬‬ ‫الكونكريـس الدولي للصناعة والرياضيــات‬ ‫التطبيقيـــة‪ ،‬أكاديمية الحســـن الثانـي‪،‬‬ ‫المركــز الوطني للبحث العلمي والتقني‪،‬‬ ‫والعديد من المؤسسات الوطنية‪ ،‬وانطالقا‬ ‫من حرص مختبر الرياضيات التطبيقية‬ ‫ونظام المعلومات بالكلية‪ ،‬الدائم على‬ ‫النهوض بأنشطة ومجاالت البحث العلمي‪،‬‬ ‫اللقاء الدولي سيتجسد بمدرسة للبحث‬ ‫العلمي ‪ ،CIMPA‬وتتضمن سلسلة من‬

‫الدورات المصغرة والتي تركز على نماذج‬ ‫رياضية‪ ،‬التحليل الرياضي للمعادالت‬ ‫المشتقة الجزئية سواء خطية أو غير ذلك‪،‬‬ ‫ثم طرق التقريب والتنفيذ والتصميم لبرامج‬ ‫الحاسوب ‪ .‬بينما ورشة العمل فتحتوي على‬ ‫محاضرات عامة‪ ،‬عروض شفهية وجلسات‬ ‫لملصقات ‪.‬‬

‫يشــارك في المؤتمـــر العديـــد من‬ ‫الباحثين من مختلف البلدان األوروبية‬ ‫واألفريقيــــة‪ ،‬إضافــــة إلى عدد كبير من‬ ‫األساتذة اإلختصاصييـــن في هذا المجـــال‬ ‫من الجامعة المغربية والجامعات اآلخرى‪.‬‬ ‫ويهــــدف المؤتــمـــر في العمــوم‬ ‫تعمـــيــــم المعـــرفــة في حــــقــــول‬ ‫الرياضيــــات كافـــة وعالقتـــه بالعلــوم‬ ‫االخرى‪ ،‬وتبـــادل المعلومات واألبحـــاث‬ ‫بيـــن االختصاصييــن والوقـــوف عنـــد‬ ‫أخر المستجدات‪ ،‬وتشجيع االتصال بين‬ ‫األوساط العلمية‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنّ المركز الدولي‬ ‫للرياضيات البحتة والتطبيقية (‪)ICPAM‬‬ ‫يشكـل شريكاً دائماً لليونسكـــو في ما‬ ‫يتعلق بمبادرات بناء القدرات الرامية‬ ‫إلى تعزيز البحوث والتدريب المتقدم في‬ ‫مجال الرياضيات‪.‬‬

‫« إننا نرمي ‪ ‬من وراء تنظيم هذه الجامعة‬ ‫الربيعية‪ ،‬التي تدخل في إطار التعاون بين‬ ‫المركز الفرنسي بتطوان‪ ،‬وأكاديمية التربية‬ ‫والتكوين بجهة طنجة ‪ /‬تطوان ‪ /‬الحسيمة‪،‬‬ ‫االستجابة لحاجيات مدرسي ومدرسات اللغة‬ ‫الفرنسية بالمدرسة االبتدائية بإقليم وزان‪،‬‬ ‫تعلق األمر ‪ ‬بالتكوين المستمر الذي نعمل على‬ ‫تجويده‪ ،‬أو تمكينهم‪/‬هن من األدوات والوسائل‬ ‫األساسية المساعدة التي تسمح للمتعلمين‬ ‫والمتعلمات من ضبط اللغة الفرنسية كتابة‬ ‫وقراءة ونطقا ‪ .‬كما أن من بين ما يحققه تنظيم‬ ‫هذه الجامعة إضافة إلى ما سبق‪ ،‬مد قنوات‬ ‫التواصل وتبادل الخبرات بين أساتذة وأستاذات‬ ‫يعيشون في عزلة بالعالم القروي « ‪.‬‬ ‫جاء هذا التصريح الذي أدلت به للجريدة‬ ‫السيدة‪ ADEL GILOIS ‬المكلفة بالتعاون‬ ‫اللغوي والتربوي بالمركز الفرنسي بتطوان‪ ،‬على‬ ‫هامش الجامعة الربيعية التي احتضنت أشغالها‬ ‫يومي ‪ 22‬و‪ 23‬أبريل‪ ،‬ثانوية عبد اهلل بن ياسين‪،‬‬ ‫والتي كان عنوان محورها « دعم تدريس اللغة‬ ‫الفرنسية بالمدرسة االبتدائية» ‪.‬‬

‫أشغـــال الدورة الربيعيـــة توزع فيهــا‬ ‫المشاركون والمشاركات على ثالث ورشات‬ ‫تكوينية‪ ،‬توزعت أهدافها بين الرغبة في‬ ‫مد الجسور أمام تالميذ المدرسة اإلبتدائية‬ ‫تمكنهم من القبض على اللغة الفرنسية‪ ،‬فهما‬ ‫وتعبيرا‪ ،‬وتطوير كفاياتهم في مجال التواصل‬ ‫والتعبير‪ ،‬وصقل الذوق المسرحي لديهم‪،‬‬ ‫ومساعدة المدرسين والمدرسات على الفهم‬ ‫األحسن‪ ‬للهدف من القراءة‪ ،‬وهو ما ‪ ‬يسمح‬ ‫لهم ‪ /‬هن باختيار واستعمال نصوص أدبية في‬ ‫تعلم القراءة ‪.......‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن المديرية اإلقليمية للتربية‬ ‫الوطنية والتكوين المهني بوزان‪ ،‬ورغم الكثير‬ ‫من اإلكراهات‪ ،‬تمكنت من توفير المناخ‬ ‫المساعد على إنجاح النسخة األولى لهذه‬ ‫الجامعة الربيعية التي شارك في أشغالها على‬ ‫امتداد يومين أزيد من ‪ 60‬أستاذ وأستاذة‪،‬‬ ‫يدرسون اللغة الفرنسية بالمدرسة اإلبتدائية ‪.‬‬ ‫كما أشرف على تأطيرهم‪/‬هن خمسة‪ ،‬خبراء في‬ ‫المجال‪ ،‬مغاربة وفرنسيات‪.‬‬

‫«كل نفس ذائقة الموت»‬

‫محمد حمضي‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫بعميق األسى واألس��ف‪ ،‬تلقينا نبأ‬ ‫وفاة المشمول برحمة اهلل تعالى الفقيد‬ ‫العزيز‬

‫م�صطفى بخات‬ ‫المحامي بهيئة طنجة‬

‫وذلك يــوم ‪ 18‬أبريل ‪ .2016‬وفي‬ ‫محفل جنائـــزي مهيب‪ ،‬حضره األهـــل‬ ‫واألحباب واألصدقــاء المقربين للفقيد‪،‬‬ ‫ووري جثمانه الطاهــر بعد صالة‬ ‫العصر‪ ،‬بمقبرة سيدي عمار بطنجة‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمــة‪ ،‬نتـقــدم‬ ‫بالتعازي الحـارة‪ ،‬إلى جميع أفراد أسرة الفقيد‪ ،‬وإلى هيئة المحامين‬ ‫بطنجة‪ ،‬سائلين اهلل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنه فسيح‬ ‫جناته‪ ،‬وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان‪ ،‬وأن يعينهم على اجتياز هذا‬ ‫المصاب الجلل‪ ،‬ويحفظهم من كل مكروه‪ .‬آمين‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫درد‬ ‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬

‫شة‬

‫يوم نال شهادة التخرج بميزة حسنة‪ ،‬اعتقد أنه ودع حياة المعاناة‪ ،‬وحياة الغربة‪،‬‬ ‫واستقبل حياة الرخاء‪ ،‬وحياة االستقرار‪.‬‬ ‫لكن التعيين‪ ،‬أو على األصح قرار التعيين‪ ،‬بعثر أوراقه‪ ،‬واغتال أحالمه‪ ،‬وأجّل‬ ‫مشاريعه‪ ،‬ووضع بينه وبين أسرته الصغيرة‪ ،‬حجابا كثيفا‪ ،‬وستارا سميكا‪ ،‬وبيداً دونها‬ ‫–كما قال المتنبي‪-‬بيد‪.‬‬ ‫فال هو استمتع بالمنصب‪ ،‬وال هي –أي األسرة‪ -‬استمتعت بتواجده بين أكنافها‪،‬‬ ‫ووقوفه إلى جانبها في السراء والضراء‪.‬‬ ‫والحل؟ الحل في يد المسؤولين الذين يتعمدون ‪-‬عن سبق إصرار وترصد–‬ ‫اجتثاث الشباب المتخرجين من موطنهم‪ ،‬والحكم عليهم بالنفي‪ ،‬وتعيينهم باألماكن‬ ‫النائية‪.‬‬ ‫تصوروا أسَرنا وهي تنتظر مَن يأخذ بيدها‪ ،‬ويُسَـرّي عنها‪ ،‬فإذا أثمر أبناؤها‬ ‫وأينعوا‪ ،‬امتدت يد غير رحيمة‪ ،‬وقذفت بهم إلى منفى سحيق‪ ،‬وموطن بعيد‪.‬‬ ‫تصوروا هذه الصورة‪ ،‬وحا ِولوا استقراء شعور هذه األسر‪ ،‬واستبطان شعور أبنائها‪،‬‬ ‫وقولوا رأيكم في هذا المسؤول الذي يتجرد من اإلنسانية وهو يوقع على قرارات‬ ‫التعيين‪ ،‬بدعوى أن مغربنا واحد‪ ،‬ووطننا واحد‪ ،‬ال فرق بين شماله وجنوبه‪ ،‬وشرقه‬ ‫وغربه‪.‬‬ ‫إن هذا الوطن المفترى عليه‪ ،‬ال يرضى ألبنائه أن يصابوا في آمالهم وأحالمهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فاالرتباط بالمحيط‪ ،‬والحنينُ إلى مسقط الرأس‪ ،‬وأدا ٌء‬ ‫وال في أُسَرهم وأهليهم‪.‬‬ ‫الواجب األسري‪ ،‬أشياء ال يكفر بها إال جاحد‪ ،‬وال ينكرها إال كافر‪.‬‬ ‫وشبابنا أو أغلبهم هم أطواق النجاة ُألسر ضحت من أجلهم بالغالي والنفيس‪،‬‬ ‫انتظارا لدخولهم إلى سوق العمل‪.‬‬ ‫فأيّ وازع يدفع أصحاب القرار بالرباط‪ ،‬لتشتيت شمل األسر‪ ،‬وحرمانها ممن‬ ‫يعُولها‪ ،‬ويُحسّن دخْلها؟‬ ‫أية وطنية هاته؟ وأي وطن هذا إذا لم يٌنصف أبناءه‪ ،‬ويوفر لهم الراحة واالستقرار؟‬

‫الباحثان فؤاد بوعلي والمعتمد الخراز‬ ‫يناقشان عالقة اللغة العربية بالهوية في شفشاون‬ ‫شفشاون ‪ :‬مراسلة خاصة‬

‫في إطار فعاليات الدورة السابعة لربيع شفشاون‪ ،‬واحتفاء بمرور الذكرى‬ ‫‪ 25‬لتأسيس جمعية التواصل للثقافة والعلوم بشفشاون‪ ،‬تم تنظيم ندوة‬ ‫فكرية في موضوع‪« :‬اللغة العربية وسؤال الهوية»‪ ،‬بمشاركة الدكتور فؤاد‬ ‫بوعلي رئيس االئتالف الوطني من أجل اللغة العربية‪ ،‬والدكتور المعتمد‬ ‫الخراز رئيس جمعية أساتذة اللغة العربية بوزان‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 16‬أبريل‬ ‫‪ 2016‬بقاعة المحاضرات التابعة لمجمع محمد السادس للثقافة والفنون‬ ‫والرياضة بشفشاون‪.‬‬ ‫افتتح الندوة األستاذ عبد العزيز استيتو رئيس جمعية التواصل للثقافة‬ ‫والعلوم‪ ،‬بكلمة رحب فيها بالضيفين وبالحضور الكريم‪ ،‬ثم قدم نبذة‬ ‫مختصرة عن تاريخ الجمعية منذ تأسيسها سنة ‪ ،1991‬ثم تم عرض شريط‬ ‫مصور يعرض مسار الجمعية وذاكرتها‪.‬‬ ‫بعد أن وطأت مسيرة الجلسة األستاذة نبيلة العكال للندوة‪ ،‬أخذ الكلمة‬ ‫الدكتور فؤاد بوعلي الذي استهل مداخلته بعدد من األسئلة‪ ،‬من قبيل‪ :‬هل‬ ‫يمكن الحديث عن وجود هوية؟ وهل هناك هوية مغربية؟ بعد ذلك تبنى‬ ‫الباحث التعريف الذي قدمه عبد الوهاب المسيري المتمثل في أن الهوية‬ ‫هي «دوائر انتماء»‪ ،‬وأن هذه الدوائر ال يمكن الفصل بينهما‪ .‬بعد ذلك أثار‬ ‫فؤاد بوعلي قضية الكتاب العرب الذين يتخذون الفرنسية لغة للتعبير‪ ،‬وأكد‬ ‫أن هؤالء يتسمون ب «هوية مشروخة»‪ .‬ثم أكد أن «الهوية هي منظومة‬ ‫قيم»‪ ،‬وأن محاربة اللغة العربية محاربة للقيم والمعارف والعناصر الثقافية‪،‬‬ ‫وأهم هذه المعتقدات العقيدة والدين‪ .‬وأشار إلى أن رواد الحركة الوطنية‬ ‫التفتوا إلى هذه العالقة‪ ،‬وهذا ما جعل خطابهم خطابا هوياتيا‪ ،‬من أمثال‬ ‫عالل الفاسي ومحمد المختار السوسي‪ .‬وميز المتدخل أن في المغرب اليوم‬ ‫مستويين من الخطاب اتجاه اللغة‪ ،‬مستوى الخطاب الرسمي‪ ،‬ومستوى‬ ‫الخطاب العام الشعبي‪ .‬وعن عالقة اللغة العربية بباقي اللغات المتداولة‬ ‫في المجتمع المغربي أكد الباحث أننا نعيش في هذا المستوى «االستثناء‬ ‫المغربي»‪.‬‬ ‫أما الدكتور المعتمد الخراز فقد قدم مداخلة موسومة ب«اللغة العربية‬ ‫هوية جامعة»‪ ،‬أكد في مفتتحها أن قضية اللغة العربية تمثل قضية القضايا‬ ‫في المشروع النهضوي التحديثي‪ ،‬ثم طرح عددا من األسئلة‪ ،‬مثل‪ :‬عن أية‬ ‫هوية نتحدث؟ وهل نحن بصدد هوية ثابتة مكتملة أم هوية حركية متجددة؟‬ ‫وعن عالقة اللغة العربية بالهوية؛ هل األمر يتعلق بانتماء إلى هوية واحدة‪،‬‬ ‫أم هويات متعددة ومختلفة؟ ليقوم بعد ذلك بحفريات في مفهوم الهوية‬ ‫في الكتابات المعاصرة مع محمد عمارة ومحمد عابد الجابري وعبد السالم‬ ‫بنعبد العالي وغيرهم‪ ،‬ليؤكد أن مفهوم الهوية الرحب‪ ،‬الذي يستوعب اآلخر‬ ‫ويحاوره‪« ،‬له القدرة على استيعاب هويتنا اللغوية‪ ،‬عبر سيرورتها‪ ،‬الممتدة‬ ‫منذ ما قبل اإلسالم‪ ،‬وإلى اآلن‪ ،‬بما عرفته من حركية وتشكل وتجدد»‪ .‬بعد‬ ‫ذلك ركز الدكتور المعتمد الخراز على عالقة اللغة العربية بمكونين من‬ ‫مكونات الهوية‪ ،‬وهما‪ :‬الدين والعرق‪ .‬ومن خالل مقاربة علمية رصينة‪،‬‬ ‫تستند على نصوص القرآن والحديث والتراث النثري والشعري وما واكبها‬ ‫من قراءات معاصرة‪ ،‬قام المتدخل بالبحث عن مصدر قدسية اللغة العربية‬ ‫التي ضمنت لها البقاء والتطور واالنتشار من جهة‪ ،‬وساهمت في جمودها‬ ‫من جهة أخرى‪ .‬وألن تاريخ اللغة العربية يمتد إلى مرحلة ما قبل اإلسالم‪ ،‬قام‬ ‫الدكتور المعتمد بالكشف عن عالقة اللغة العربية بالنصرانية واليهودية‪،‬‬ ‫ليواصل بحثه في هذه العالقة بعد اإلسالم‪ .‬أما فيما يخص عالقة العربية‬ ‫بالهوية العرقية‪ ،‬فقد انتهى الباحث في حفرياته‪ ،‬مستندا على آراء طه حسين‬ ‫ومحمد عبد الرحمان مرحبا وغيرهما من المفكرين‪ ،‬إلى أن اللغة العربية‬ ‫تتجاوز أفق العرق لتصير هوية جامعة‪.‬‬ ‫وبعد نقاش عميق للقضايا المطروحة في المداخلتين أثراه عدد من‬ ‫الحاضرين‪ ،‬سُلمت للمحاضرين شواهد تقديرية ودرع مدينة وزان من قبل‬ ‫األستاذ عبد العزيز استيتو رئيس جمعية التواصل واألستاذ حسن دحمان‬ ‫نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة وزان‪.‬‬

‫تجارب‬ ‫في الترجمة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫أنجـز الصديق المهـدي أخريف ترجمـة ذكية لنص‬ ‫تاريخي يدلل على وحدة شجرة النسب بين التاريخ واألدب‪..‬‬ ‫يتعلق هذا النص بسيـرة الشريف أحمـد الريسوني‬ ‫كتبها المؤرخ اإلسباني خوان باندو ديسبيرتو بعنوان ‪:‬‬ ‫«‪ »Siete vidas para una sola muerte‬واختار‬ ‫المهدي ترجمـة هذا العنوان ب «تسعـة أعمار لميتة‬ ‫واحدة» *‪.‬‬ ‫ترجمة المهدي هاته تنضاف إلى منجزه لترجمات أخر‬ ‫لبعض عيون األدب العالمي ‪..‬‬ ‫ونظـرا للمسحــة األدبية لهــذا النص التاريخـــي‬ ‫أجازالمهدي ارتكاب بعض «الخيانات األسلوبية الجميلة»‬ ‫رهانا منه على ‪:‬‬ ‫أ ـ مزيد من التبيين واإليضاح‬ ‫ب ـ رفع منسوب إمتاع التلقي لنص صيغ في قالب سرد‬ ‫مشوق وترجم بفطنة وحذق ومهارة وخبرة آلت إلى ممارسة‬ ‫قرائية متبصرة‪.‬‬ ‫وزع المؤرخ اإلسباني في هذا الكتاب الصغير الحجم‬ ‫عمر الشريف أحمد الريسوني على سبع مراحل جلى فيها‬ ‫حقائق لم تكن معروفة أو ظلت طي الكتمان‪ ..‬وبالتالي‬ ‫فمطالعة هذا الكتاب يفيد في ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ مراجعة كثير من األحكام المتحاملة واألطروحات‬ ‫ذات الصلة بزعامة امتلك صاحبها ‪:‬‬ ‫قوة الشخصية‪ ..‬دهاء السياسة‪ ..‬نجاعة المناورة‪..‬تبرير‬ ‫البراغماتية‪..‬‬ ‫جرأة الفعل في سياق ملتهب طفت فوق أديمه زعامات‪..‬‬ ‫وعرف ضعفا غير مسبوق للسلطة المخزنية وتكالب القوى‬ ‫االستعمارية ‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ توكيد الصلة بين األدب والتاريخ‪..‬‬ ‫‪ 3‬ـ رفد بناء ترجمة ذاتية للشريف أحمد الريسوني؛‬ ‫الشخصية ذات الميسم اإلشكالي‪ ..‬باالستناد على مصادر‬ ‫أجنبية لم يخل من حياد موضوعي‪..‬‬ ‫‪ 4‬ـ عقد مقارنات بين شهادات المقيم والوافد ‪ ..‬ومعرفة‬ ‫طبيعة التناقضات المصلحية بين الزعامات من جهة وبين‬ ‫القوى االستعمارية من جهة أخرى مما يؤدي إلى تقريب‬ ‫الوعي الموضوعي واستئناف النظر في كثير من المزاعم‪..‬‬ ‫‪ 5‬ـ معرفة حقيقة الصالت بين الشريف أحمد الريسوني‬ ‫والمقيمين العاميين اإلسبانيين خوردانا وبيرنكير ‪..‬‬ ‫‪ 6‬ـ التعرف على الموقــف الحاســم للشريف أحمد‬ ‫الريسوني من االستعمار الفرنسي‪..‬‬ ‫‪ 7‬ـ معرفـة حجــم الضغط الممــارس على السلطان‬ ‫عبد العزيز من طرف إسبانيا وفرنسا لعزل الشريف أحمد‬ ‫الريسوني‪..‬‬ ‫‪ 8‬ـ الوقوف على مأساتين ‪ :‬أوالها اعتقال الشريف‬ ‫أحمد الريسوني بسجن الصويرة في ظروف الإنسانية مدة‬ ‫تنيف عن أربع سنوات‪..‬وثانيهما إنهاء حياته في أجدير بعد‬ ‫تسميمه ‪« ..‬وما تدري نفس بأي أرض تموت»‪.‬‬ ‫‪9‬ـ مراجعة كثير من المغالطات في األطروحة الجرمانية‬ ‫( نسبة لجرمان عياش) واألطاريح التي دارت في فلكها‪..‬‬ ‫حرر بتازروت صباح يوم السبت‬ ‫‪ 15‬رجب ‪ 1437‬ـ ‪ 23‬أبريل ‪2016‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬ ‫* نظم ملتقى الدراسات المغربية األندلسية وفرقة البحث في‬ ‫اإلبداع النسائي بآداب تطوان لقاء مع الشاعر والمترجم المهدي‬ ‫أخريف حول هذه الترجمة في إطار البرنامج العلمي والثقافي « الحلقة‬ ‫األولى» من سلسلة «تجارب في الترجمة» بتأطير علمي للدكاترة أحمد‬ ‫هاشم الريسوني ‪ ،‬جميلة رزقي ‪ ،‬سعاد الناصر وعبد اللطيف شهبون‬ ‫لفائدة الطلبة المنتظمين في سلك الدكتوراه «وحدة النص األدبي‬ ‫العربي القديم » وماستر األدب العربي في المغرب العلوي ‪« :‬األصول‬ ‫واالمتدادات» صباح يوم الثالثاء ‪ 19‬أبريل بقاعة العميد محمد الكتاني‬ ‫‪.2016‬‬


‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال‬ ‫يفوز بجائزة الكتاب المغربي في فئة الشعر لسنة ‪2016‬‬ ‫عن ديوانه األخير «نمنمات»‬

‫فاز الشاعر الكبير األستاذ عبد الكريم‬ ‫الطبال بجائزة المغرب الكبرى للكتاب في‬ ‫فئة الشعر‪ ،‬برسم سنة ‪.2016‬‬ ‫وأعلنــت وزارة الثقافـــة عن جوائـــز‬ ‫الكتاب الوطنية لهذا العـام‪ ،‬في السرديات‬ ‫والمحكيات‪ ،‬والعلـوم اإلنسانيــة‪ ،‬والعلـوم‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والدراسات األدبية‪ ،‬والترجمة‪.‬‬ ‫شاعرنا الكبيــر فاز بجائزة الشعر عن‬ ‫ديوانه األخير «نمنمات» الذي كان موضوع‬ ‫دراسة تحليلية خالل ندوة ثقافية نظمت‬ ‫بمركز محمد السادس للثقافة والفنون‬ ‫بشفشاون‪ ،‬بداية غشت من السنة الماضية‪.‬‬ ‫واعتبر الشاعر الطبال حصوله على جائزة‬ ‫الكتاب المغربي في فئة الشعر عن ديوانه‬ ‫«نمنمات»‪« ،‬تحفيزا» له على المزيد من‬ ‫العطاء الفكري وعلى العمل من أجل نشر‬ ‫الثقافة المغربية واإلبداع المغربــي على‬ ‫نطاق واسع‪.‬‬ ‫كما اعتبر أن الجائزة تتوجه لكل‬ ‫الشاعرات والشعراء المغاربة‪ ،‬تنويها‬ ‫بعطاءاتهم الوفيرة والناضجة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يدل على أن المغرب يزخر بالعطاء الشعري‬ ‫الذي يعكس الصورة المتميزة لإلبداع‬ ‫المغربي والعبقرية المغربية التي تجاوزت‬ ‫حدود البلد حتى صار المغرب مرجعا في‬ ‫الكتابات الشعرية على مستوى العالم‬ ‫العربي‪ ،‬سواء تعلق األمر بالشعر المقفى أو‬ ‫الشعر الحر‪.‬‬ ‫وأثار الشاعر في حديثه لإلعالم‪ ،‬بمناسبة‬ ‫حصوله على جائزة الكتاب المغربي لسنة‬ ‫‪ ،،2016‬أن مثل هذه الجوائز تعمل على‬ ‫الدفع باإلبداع المغربي والنبوغ المغربي‬ ‫إلى المزيد من العطاء في ظل المنافسة‬ ‫األدبية التي ال يمكن إال أن تغني الخزانة‬ ‫األدبية الوطنية والعربية‪.‬‬ ‫الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال ابن‬ ‫مدينة الشاون‪ ،‬أيقونة المدن المغربية‬ ‫وسادس أجمل مدن العالم‪ ،‬ازداد بها سنة‬ ‫‪ ،1931‬وظل ملتصقا بها درجة االندماج‬ ‫الكلي في تفاعل عاطفي ووجداني سرعان‬ ‫ما طغى على شعره وهو يتخطى خطواته‬ ‫األولى في اإلبداع‪ ،‬في ستينات القرن‬ ‫الماضي وليبرز في تطوان‪ ،‬وكانت حاضرة‬ ‫للعلم والمعرفة‪ ،‬اشتهرت بروابط واسعة‬ ‫ومتينة مع النهضة الثقافية بالمشرق‪ ،‬عبر‬ ‫بعثات طالبية عديدة‪ ،‬واستقبال الكتب‬ ‫والمطبوعات العلمية والفكرية واألدبية‬ ‫المشرقية‪ ،‬ونشرها وتوزيعها في مدن‬ ‫الشمال‪ ،‬وهو ما عجل بانبعاث نخبة من‬ ‫الشباب المثقف المبدع في مختلف مجاالت‬ ‫اآلداب والمعرفة والفنون‪ ،‬وأغنى المشهد‬ ‫الثقافي في الشمال‪.‬‬ ‫في هذا الجو الثقافي المشبع بأفكار‬ ‫التجديد والتحديث‪ ،‬نشأ الفتى ودرس‬ ‫بجامعة القرويين والتحق بالمعهد العالي‬ ‫بتطوان حيث نال اإلجازة في الدراسات‬ ‫اإلسالمية واشتغل بالتعليم إلى أن وصل‬ ‫السن القانوني للمغادرة‪ ،‬فتفرغ لشعره‬ ‫ومدينته ينسج من دروبها وأزقتها ومآثرها‬ ‫وشالالتها وجبالها وحدائقها ذات الطرز‬ ‫األندلسي البديع‪ ،‬أبياتا شعرية غاية في‬ ‫الرقة والسحر والجمال‪ ,‬لتتحول شفشاون‬ ‫إلى قصيدة في فم عبد الكريم الطبال‪ ،‬بل‬ ‫عنوانا دائما لكل دواوينه‪ ،‬يترجم تجربته‬ ‫الخصبة في الشعر وتشهد بريادته في‬

‫الحقل األدبي المغربي‪ ،‬شاعرا تتقاطع في‬ ‫أبيات قصائده نفحات الرمزية والرومانسية‬ ‫والوجودية والصوفية‪ ،‬ما أضفى على شعر‬ ‫الطبال تنوعا مثيرا وعمقا شعريا غنيا‬ ‫يتنقل عبره من عالم اإلنسان في عالقاته‬ ‫االجتماعية إلى فضاءات الصوفية بحيث‬ ‫ينطلق شعره من ذاته المتأملة ليعود إليها‬ ‫محمال بتأمالت صوفية برموز عجيبة‪.‬‬ ‫وخالل ندوة لديوان «نمنمات»‪ ،‬اعتبر‬ ‫المشاركون أن هذا الديوان يعتبر «جوهرة‬ ‫شعرية» وتحفة في اإلبداع و«قالدة ثمينة»‬ ‫شكال ومضمونا‪ ،‬وإضافة متميزة في التجربة‬ ‫الشعرية العربية‪ .‬ديوان «نمنمات»‪ ،‬اعتبر‬ ‫أيضا عمال شعريا رائعا يدفع القارئ إلى‬ ‫الغوص في أعماق وأسرار الذات اإلنسانية‬ ‫ومالمسة مختلف القضايا المتصلة بهموم‬ ‫اإلنسان من فرح وحزن واضطراب وحيرة‬ ‫وما يعترى هذا اإلنسان من شعور بالقلق‬ ‫أمام تساؤالته المتصلة بالوجود وبمحيطه‬ ‫وتعامله مع الكون‪ ،‬ومع الحياة‪.‬‬ ‫عبد الكريم الطبال جبل شامخ كتلك‬ ‫الجبال الشامخة المحيطة بمدينة شفشاون‪،‬‬ ‫مدينته التي يتنفس عشقها ويعانق‬ ‫أحالمها ويستقبل إيحاءاتها ويتفاعل مع‬ ‫إلهاماتها المتجددة‪ ،‬شفشاون مدينة‬ ‫الشعر والشعراء بامتياز‪ ،‬يتفرد أهلها بحس‬ ‫الجمال وبقدرة خارقة على اإلبداع في‬ ‫الشعر كما في الموسيقى وشتى مجاالت‬ ‫الفنون األخرى‪.‬‬ ‫يعتبر العديد من النقاد أن لشعر الطبال‬ ‫خصائص مميزة منها البحث الدائم عن‬ ‫جمالية المعنى والرغبة في التحرر من‬ ‫القيود التقليدية والعمل على سبر أغوار‬

‫اللغة الباطنية العميقة عبر تأمالته الكونية‬ ‫التي اكتسبها من تجربته الصوفية‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الشاعر الكبير كان موضع‬ ‫تكريم في أكثر من مناسبة كواحد من‬ ‫أبرز شعراء المغرب الحديث‪ ،‬بل كمؤسس‬ ‫للقصيدة المغربية الحديثة‪ ،‬كان من أبرزها‬ ‫حصوله على جائزة «تشيكايا أوتامسي»‬ ‫خالل الموسم الثقافي الدولي ألصيلة‪ ،‬سنة‬ ‫‪ ،2004‬بحضور شخصيات هامة‪ ،‬عربية‬ ‫وإفريقية ومغربية‪ .‬كما أنه فاز بجائزة‬ ‫المغرب للشعر‪ ،‬عن ديوانه «عابر سبيل»‬ ‫لسنة ‪.1994‬‬ ‫وتم أيضا تكريم الشاعر الطبال بمدينة‬ ‫وزان سنة ‪ ،2014‬من طرف أساتدة اللغة‬ ‫العربية وفضاء «أما للفنون» حيث أطلق‬ ‫إسمه على الدورة الثانية لـ «الصالون‬ ‫الشعري ‪.»2014‬‬ ‫وكان شاعرنا الكبير ضيفا مكرما على‬ ‫الدورة الرابعة عشرة للشعر بمدينة إيموزار‬ ‫كندر‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬المنظم من جمعية‬ ‫«الفينيق لإلبداع والتواصل» بدعم من وزارة‬ ‫الثقافة‪ ،‬وتنسيق مع كلية العلوم اإلنسانية‬ ‫فاس سايس‪ ،‬تحت شعار «إيموزار كندر‪،‬‬ ‫تغريبة الشعر‪...‬نشيد الماء» ‪.‬‬ ‫وقد تم االحتفاء بالشاعر الكبير عبد‬ ‫الكريم الطبال كأحد أهم الوجوه المشرقة‬ ‫في الشعر المغربي الحديث‪ ،‬ومن «األسماء‬ ‫األولى التي تصدرت المشهد الشعري في‬ ‫المغرب» وذاع صيتها في العالم العربي‪.‬‬ ‫ونظمت بالمناسبة ندوة فكرية حول‬ ‫موضوع « التجليات الشعرية في شعر عبد‬ ‫الكريم الطبال»‪ .‬والالئحة طويلة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫يقول الشاعر عن نفسه في حوار مع‬ ‫«المساء» إنه ‪« :‬واحد في الزحام‪ ،‬واحد في‬ ‫الضباب الكثيف‪ ،‬يتلمس الطريق‪ ،‬يتلمس‬ ‫النافذة‪ ،‬يتلمس يده التي تكتب‪ ،‬ودائما هو‬ ‫هكذا في اكتظاظ الطرق والمسافات‪ ،‬حيث‬ ‫هناك طيور وأحباب وأصدقاء كلهم في‬ ‫الطريق نفسها وإن كانت الطريق ليست‬ ‫واحدة‪ ،‬فهي واحدة في الظاهر‪ ،‬وهي طرق‬ ‫في الباطن‪ ،‬كلنا نمشي وكلنا له خطواته‬ ‫التي تختلف عن خطوات اآلخرين»‬ ‫وعن كتاباته األخيرة المتسمة بغزارة‬ ‫العطاء‪ ،‬يقول ‪« :‬أعتقد أن الكتابة مثل‬ ‫التنفس عند الشاعر‪ ،‬حينما أكتب‪ ،‬ولربما‬ ‫تقريبا كل يوم‪ ،‬أتنفس الهواء وأحس أنني‬ ‫أعيش‪ ،‬أو أنني أحيا‪ ،‬وال أنتهي من كتابة‬ ‫قصيدة إال بعد أن أعيشها لغة ورؤيا‪ ،‬إال‬ ‫بعد تغيير وتبديل‪ .،‬وفي بعض األحايين‪،‬‬ ‫تأتي القصيدة دون أن أبحث عنها‪ ،‬تأتي‬ ‫مكتملة بقدمها‪ ،‬تنزل علي فأنزلها على‬ ‫الورقة‪ .‬القصيدة التي أكتب في هذه‬ ‫السنين األخيرة‪ ،‬هي غور في الذات وغور‬ ‫في الحياة»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الشاعر عبد الكريم الطبال‬ ‫أصدر العديد من الدواوين الشعرية نذكر‬ ‫منها ‪« :‬الطريق إلى اإلنسان» (‪،)1971‬‬ ‫«األشياء المنكسرة» (‪« ،)1974‬عابر‬ ‫سبيل» (‪« ،)1993‬آخر المساء» (‪،)1994‬‬ ‫«شجر البياض» (‪« ،)1995‬القبض على‬ ‫الماء» (‪« ،)1996‬على عتبة البحر» (‪)2000‬‬ ‫و«نمنمات» التي حاز بها على جائزة الكتاب‬ ‫لسنة ‪ 2016‬الشعرية‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪834‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫الجرائم اإللكترونية‪ ...‬تشهيرٌ و سبّ وقذف وتحريض‪...‬‬ ‫عندما يبدأ العنف في األذهان‬ ‫لمياء السالوي‬ ‫قبل أن يصل إلى األبدان‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫إعداد ‪:‬‬

‫يجد السنجاب في العالم االفتراضي ملعبه األثير‪ ،‬فها هو الجبان الخامل يصبح اً‬ ‫بطل هناك‪ ،‬ينتقي‬ ‫لنفسه أسماء وهمية ويدخل بها العالم االلكتروني‪ ،‬يشن من خاللها حمالت التشهير‪ ،‬يسب‪ ،‬يكيل‬ ‫التهم‪ ،‬ويتزعم غارات القدح والذم والتخوين‪ ،‬أساليب حديثة لتواكب معارك العصر الحديث‪ ،‬ليكرّس‬ ‫بعد كل هذه الخسائر اإلنسانية في حمالت التشهير تلك‪ ،‬اسمين مستعارين‪« ،‬أبو قتادة» ذو المرجعية‬ ‫ّ‬ ‫الظل ذاته بحصانة‬ ‫الدينية‪ ،‬و «ولد الشعب» ذو المرجعية الوطنية والخطاب الشعبوي‪ ،‬وهكذا يحيط‬ ‫دينية وطنية شعبوية ستالقي نجاحًا الفتًا لدى عموم القرّاء والمع ّلقين اآلخرين‪« ،‬المهم أن ولد‬ ‫الشعب صار نجم الموقع بال منازع»‪.‬‬ ‫‪ ‬تعتبر ظاهرة التشهير عبر اإلنترنت من أبرز سلبيات الشبكة العنكبوتية‪ ،‬فلقد كثرت المهازل‬ ‫التي يتداولها (خفافيش اإلنترنت) عن أفراد من المجتمع‪ ،‬بغرض التشهير بهم‪ ،‬وهز صورتهم أمام‬ ‫اآلخرين‪ ،‬وأصبح كل من لديه حقد أو ثأر‬ ‫على أحد المسؤولين أو أحد مشاهير الكتاب‪،‬‬ ‫أو الدعاة أو اإلعالميين يستخدمه كخميرة‬ ‫دسمة لدسائس وأكاذيب يعجنها أحدهم‬ ‫بماء‪ ‬الكــذب‪ ‬والبهتـان‪ ،‬ويخبزهـا بأفـــران‬ ‫المنتديات على المأل‪ ،‬ثم يوزعها زاعمــ ًا‬ ‫أن صنيعه هذا من باب النصيحة والغيرة‬ ‫العامة على‪ ‬األخالق‪ ‬والدين!‬ ‫كما شملت هذه الظاهرة أيضا نشر‬ ‫معلومات شديدة الخصوصية عن األفراد‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬أو نشر ما يدعي أنه أسرار شركة‬ ‫ما‪ ،‬واتهام بعض الشخصيات المعروفة‪ ،‬أو‬ ‫نشر قصص عنهم تحتمل‪ ‬الصدق‪ ‬أو الكذب‪،‬‬ ‫أو فضح‪ ‬ممارسة مسؤول أو إدارة ما‪ ،‬أو‬ ‫نشر هواتف أو عناوين البعض والتشنيع‬ ‫عليهم‪ ،‬وقد يصل ذلك إلى ما في حكم قذف‬ ‫المحصنات الغافالت‪.‬‬ ‫يرى علم النفـس أن الشخصية التي‬ ‫تشهر بزمـالء العمــل أو بمنافسيـن أو‬ ‫بشخصيات عامة هي شخصية ناقمة على‬ ‫المجتمــع‪ ،‬تعمل ضــد القيم االجتماعيـة‬ ‫واألخالقيــة‪ ،‬ألنها تعاني من بعض العقد‬ ‫النفسية التي ربما تكونت منذ الطفولة‬ ‫نتيجة أساليـب تربويـة خاطئـة أدت إلى‬ ‫الشعور بالنقص والدونية أمام اآلخرين‪ ،‬وبأنها أقل منهم جهدا وخبرة وعمال وإخالصا‪ ،‬وبالتالي يعتقد‬ ‫الشخص المشهر أنه لو فعل ذلك وشهر بغيره أو بمنافسه استطاع أن يكسب األصوات‪ ،‬وال يعلم أنه‬ ‫بذلك يكون قد خسر نفسه ألنه بهذا العمل شوه سمعة وسيرة من يشهر بهم وقد يكونوا أبرياء‪،‬‬ ‫وبالتالي فهناك ضرورة إليجاد واستحداث مواد تربوية في المدارس مثال «التربية االجتماعية» حيث‪ ‬يتم‬ ‫عن طريقها إيصال الرسائل الهادفة للتالميذ‪ ،‬السيما في ظل القصور الواضح في‪ ‬أدوار األسرة التربوية‬ ‫واالجتماعية داخل المجتمع الذي قد يكون له دورا في انتشار مثل‪ ‬هذه الظواهر السلبية‪.‬‬ ‫‪ ‬واكب تطور المجتمعات البشرية عبر التاريخ تطورا في نوع الجرائم التي تعانيها هذه المجتمعات‪،‬‬ ‫األمر الذي كان يدعو إلى تبني التشريعات والقوانين التي تحد من اآلثار السلبية لهذه الجرائم على‬ ‫الفرد والمجتمع‪ ،‬وإن كانت العقود األخيرة من عمر البشرية تعتبر عصراً فرضت فيه التكنولوجيا نفسها‬ ‫وبكل أشكالها على الجميع‪ ،‬فقد فتحت هذه التكنولوجيا باب ًا جديداً ألنواع لم تكن معهودة من الجرائم‪،‬‬ ‫جرائم قد يغيب عن العيان مشهد مرتكبها‪ ،‬بل ويغيب حتى الجاني عن مكان الضحية‪ ،‬جرائم عابرة‬ ‫للقارات‪ ،‬سالح المجرم فيها خبرة تكنولوجية عالية يوظفها في خدمة أهداف غير مشروعة‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫أي نوع من الرقابة‪ ،‬مستهدف ًا مصالح األفراد والمؤسسات‬ ‫والدول‪ ،‬مستغالً قدرته على إتالف األدلة ليحاول الهرب‬ ‫من العقاب‪ ،‬لينتقل عبر الشبكة إلى مكان آخر في العالم‬ ‫يمارس فيه جرائمه اإللكترونية ‪.‬‬ ‫‪ ‬وإن ك��ان المجرم القائم بالجريمة اإللكترونية‬ ‫يستطيع أن يبقى مخفي ًا حتى عن أقرب الناس إليه ألنه‬ ‫ال يحمل مواصفات المجرم التقليدي‪ ،‬األمر الذي ّ‬ ‫يعقد من‬ ‫ّ‬ ‫متعقبي هذا النوع من الجرائم‪ ،‬ويتطلب أن يكون‬ ‫مهمة‬ ‫مطبقو العدالة في مجال محاربة هذا النوع من الجرائم‬ ‫على معرفة علمية عالية‪ ،‬متابعين لكل جديد في عالم‬ ‫التقنية‪ ،‬ليستطيعوا حماية المجتمع من هذا الخطر الدائم‪،‬‬ ‫ومن هؤالء المرضى النفسيين ‪.‬‬ ‫يجدها البعض مكسب ًا سهالً ال يتطلب جهداً من أجل‬ ‫اإلنجاز‪ ،‬ويراها آخرون تسلية ومتعة أثناء تصفح صفحات‬ ‫«اليوتيوب» أو أحد مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بينما يراها‬ ‫المتخصصون جريمة تنتهك حقوق المشاهير وتستغل‬ ‫أسماءهم من أجل الكسب المادي السهل‪ ،‬وتلطخ سمعتهم‬ ‫وتتجرأ عليهم بطريقة مستفزة ومنافية لألخالق والقانون‪.‬‬ ‫جريمة التشهير اإللكتروني التي انتشرت بالمغرب مؤخراً بطريقة سريعة‪ ،‬يزيد عددها وعدد‬ ‫المعجبين بها حسب طريقة ترويجها‪ ،‬يذهب ضحيتها من كتبوا أسماءهم بالخط العريض على صفحات‬ ‫الجرائد والمجالت‪ ،‬ويستغل مرتكب الجريمة شهرة أسمائهم من أجل جلب الكثير من المشاهدات‪،‬‬ ‫لتزيد نسبة الربح‪.‬‬ ‫اعتبرت الكثير من الدول «التشهير اإللكتروني» جريمة في حق مواطنيها‪ ،‬ونصت على عقوبات‬ ‫في حق مرتكبيه‪ ،‬حتى وإن عارضت ذلك بعض المنظمات الحقوقية كـ «هيومن رايتس» باعتباره جزءا‬ ‫من حرية الرأي والتعبير‪ ،‬والذي اعتبرتها كل القوانين الدولية أنها جرائم تستحق العقاب الشديد للحد‬ ‫منها قبل أن تتحول إلى ممارسات همجية كسائر الممارسات التي بات اإلنسان يسلكها طريقا من أجل‬ ‫إفراغ ما في قلبه ونفسيته من حقد وغل على المجتمع بأفراده ومؤسساته‪.‬‬ ‫أهمية تقنينه جاءت من تأثيره على الواقع المعاش للمتضررين منه‪ ،‬حيث استطاعت التغيرات‬

‫التي تتصل بالجرائم االلكترونية التأثير على السياسة الجنائية في العديد من الدول‪ ،‬وبدأت تظهر‬ ‫التعديالت على القوانين وتطرح النقاشات بقوة في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وقد تابع المغرب هذه التطورات‪ ،‬وجرّم هذه األفعال‪ ،‬وحاول جعلها مؤطرة بنصوص قانونية‪،‬‬ ‫سواء تعلق األمر بالجنائية منها أو بقانون حماية المعلومات الخاصة‪ ،‬وما يمكن استنتاجه بهذا الصدد‬ ‫حسب األستاذ محمد رقوش‪ ،‬محامي بهيئة الرباط‪ ،‬أن تواتر القضايا المتعلقة بالعالم اإللكتروني في‬ ‫السنوات األخيرة بكثرة على المحاكم المغربية من تشهير وقذف عبر اإلنترنيت‪ ،‬هو ما دفع بالمشرع‬ ‫المغربي للتفكير بوضع قوانين بهذا الخصوص كي ال يسود الفراغ وتتفشى الفوضى»‪.‬‬ ‫وبالنسبة لألحكام التي يواجهها مرتكبو هذه الجرائم‪ ،‬فهناك أحكام تكون سالبة للحرية عندما‬ ‫تكون أضرارها كبيرة‪ ،‬كانتهاك الحرمة أو‬ ‫التشهير أو نشر صور تمس بالحياة الخاصة‪،‬‬ ‫بينما هناك قضايا اكتفت فيها المحاكم بإدانة‬ ‫المتهمين بعقوبات موقوفة التنفيذ‪.‬‬ ‫ال بد لمقاطــع الفيديــو ذات الحمولــة‬ ‫التشهيرية من تأثير ولو بسيط على صورة‬ ‫الشخص المستهدف في ذهنية المجتمع‪ ،‬وال‬ ‫أدل على ذلك من التعليقات السلبية التي‬ ‫ترافقها‪ ،‬وفي هذا الصدد يرى رشيد جرموني‬ ‫المتخصــص في علم االجتمـاع‪ ،‬أننا حاليــا‬ ‫نعيش في زمن الصورة‪ ،‬والصورة تتداول‬ ‫أكثر من أي شيء آخر‪ ،‬وتصل إلى أكبر عدد من‬ ‫الناس‪ ،‬بشتى فئاتهم ومكانتهم ومجاالتهم‬ ‫وبيئاتهم‪ ،‬والصورة هي التي تحسم المعارك‬ ‫حاليا‪ ،‬في عالم الساسية واالقتصاد والبيئة‬ ‫واالجتماع والثقافة‪.‬‬ ‫وعن استعمال الدين والتركيز عليه في‬ ‫كل الفيديوهات التي تمس سمعة المشاهير‪،‬‬ ‫فيرى جرموني أن استعمال الدين في هذه‬ ‫الحاالت له عدة تفسيرات‪ ،‬أولها ضعف التكوين‬ ‫الفكري والمنطــق االستداللــي واإلقناعــي‬ ‫والنقدي عند من يستعمل الدين في هذه‬ ‫المعارك‪ ،‬فبكل بساطة عندما يخالفه اآلخر‬ ‫في الرأي أو السلوك أو في القول‪ ،‬يمر مباشرة‬ ‫لالحتماء بالدين‪ ،‬وهذا راجع إلى وجود حالة من الخواء المعرفي في قضايا الدين‪.‬‬ ‫وأكد جرموني أن لهذه الطرق في التشهير أضراراً مجتمعية خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار ردود‬ ‫األفعال القوية التي تسببها في مجتمعنا‪ ،‬فهي ترسخ ثقافة التقليد واالستسالم والتشهير المجاني‪،‬‬ ‫وتوقف ملكة العقل وقدرته على المحاججة‪ ،‬وخطر هذا النوع يتمثل أيضا في وجود حاالت من العنف‬ ‫والعنف المضاد الذي يوّلد استقطابات حادة‪ ،‬وقد يتطور األمر لنوع من الحرب الكالمية التي نحن في‬ ‫غنى عنها في مغرب اليوم‪ ،‬حسب تعبيره‪ ،‬لينتهي المتحدث ذاته بالقول إن «العنف يبدأ في األذهان‬ ‫قبل أن يصل إلى األبدان»‪.‬‬ ‫و قد تم في السنوات األخيرة احداث مكاتب تابعة للشرطة الوطنية ‪ ،‬مهمتها تتبع وترصد ومن‬ ‫ثمة اقتفاء أثر مرتكبي الجرائم اإللكترونية سواء منها تلك المتعلقة بالهاتف النقال أو بالحاسوب‬ ‫المتصل مباشرة بالشبكة العنكبوتية األنترنيت‪،‬بحيث أن هذه المكاتب تعتمد على تقنية المراقبة‬ ‫اإللكترونية المعتمدة على برنامج الترصد الخاص بنظام «‪ »ipadress ‬إلخ…‪ ،.‬إال أنه ومع التطور‬ ‫التكنلوجي الالمحدود الذي تعرفه مختلف دول العالم‬ ‫التي توحد فيما بينها تحديات العولمة المفرطة‪ ،‬فإن‬ ‫معظم الحلول المتوصل إليها في مجال مكافحة الجريمة‬ ‫اإللكترونية تظل جد محدودة األمر الذي يتطلب معه وضع‬ ‫ترسانة قانونية مرنة يمكن تطويعها مع التغيرات الدولية‬ ‫المتغيرة والمرتبطة مباشرة بعوامل الثورة التكنلوجية‪،‬‬ ‫وخلق شبكات معلوماتية دولية موحدة تكون مهمتها‬ ‫التتبع والترصد الدوليين لمظاهر الجريمة اإللكترونية ومن‬ ‫ثمة إيجاد حلول كفيلة بمواجهتها‪ ،‬مع ضرورة ربط سوق‬ ‫التكنلوجيا المغربية بنظيرتها الدولية ال لشيء إال من أجل‬ ‫االستفادة المستمرة من التجارب األجنبية االحترازية في‬ ‫هذا المجال ولما ال عقد شراكات دولية ثنائية أو متعددة‬ ‫األطراف بهدف تبادل الخبرات األجنبية في مجال مكافحة‬ ‫الجرم اإللكتروني‪ ،‬وض��رورة خلق محاكم توكل إليها‬ ‫مهمة النظر في القضايا المتعلقة بالجرائم االلكترونية‪،‬‬ ‫ووضع آليات حديثة للمراقبة عن بعد مجهـزة بنظام‬ ‫«‪ »ipadress ‬يعهد إليها بمهمـة المراقبة المستمرة‬ ‫للتطبيقات المعلوماتية االلكترونية‪ ،‬والحرص على تكوين‬ ‫أطر وكفاءات بشرية قادرة على مكافحة الجريمة اإللكترونية‬ ‫وذلك بخلق وحدات للتكوين الجامعي والتقني في هذا المجال‪ ،‬وضمان مواكبة الشركات المعلوماتية‬ ‫الوطنية للمستجدات الخاصة بتتبع الجرم اإللكتروني األمر الذي ال يمكن أن يتم تحقيقه إال عبر تكوين‬ ‫أطرها تكوينا مستمرا يتماشى وتطور الوسائط التكنلوجية اإللكترونية‪.‬‬ ‫إن المغرب مطالب بنهج جهود كبيرة في مجاالت مكافحة الجريمة اإللكترونية مما يعني بأن‬ ‫الحاجة ملحة إلى تكوين موارد بشرية مختصة في المجال وتزويدها بالموارد المالية واللوجستية‬ ‫الكفيلة بتوفير األجواء المالئمة للقيام بمهامها أحسن قيام‪ ،‬فالتعدي على الناس بالتشهير والسب‬ ‫والقذف لم يعد مقبوال في مغرب اليوم‪ ،‬ولسنا بحاجة للتفنن في الجرائم‪ ،‬فيكفينا ما وصلنا إليه إلى‬ ‫حد اآلن من جرائم باتت تقشعر لها األبدان من قتل لألصول وزنا المحارم واغتصاب لألطفال والشباب‬ ‫والشيب ‪.‬‬


‫العدد ‪834‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫اختلط الحابل بالنابل‬ ‫في مجلس جماعة طنجة‬ ‫االقتطاعات في أجور الموظفين المضربين‬ ‫تسببت في فضيحة داخل أروقة «الجماعة» التي‬ ‫فوجئت بمحتجين ممن لم يشاركوا في األضراب‬ ‫المعلوم ولكنهم تعرضوا القتطاعات في أجورهم‪،‬‬ ‫اعتبروها نوعا من «العقاب» على «تخلفهم» عن‬ ‫اإلضراب‪.....‬‬ ‫العمدة اكتشف األم��ر بعد وص��ول أص��وات‬ ‫المحتجين إلى مكتبه‪ ،‬فأمر المصالح المعنية‬ ‫بالتدقيق في لوائح المضربين من غيرهم من أجل‬ ‫«تصحيح الوضعية» التي أرجعها المستهدفون في‬ ‫أرزاقهم إلى «تخبط» المجلس البيجيدي في ضبط‬ ‫التسيير‪ ،‬لقلة خبرته وتجربته في هذا الميدان‪...‬‬ ‫ماعليهش! في ريوس اليتامى يتعلم الحجامة‪.‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫بلدية مرتيل مهددة باإلفالس‬ ‫وطنجة في الطابور !‬ ‫يبدو أن القضاء بدأ يتعامل بصرامة‪ ،‬دفاعا‬ ‫عن حقوق المواطنين التي «تسطو» عليها بعض‬ ‫الجماعات‪ ،‬خاصة في حاالت نزع الملكية‪ ،‬التي ال‬ ‫تحيطها تلك الجماعات بالشروط الالزمة‪ ،‬حماية‬ ‫لحقوق ومصالح المتضررين‪.‬‬ ‫بلدية مارتيل مهددة باإلفالس بسبب قرار‬ ‫تنفيذ حكم قضائي بدفع البلدية مبلغ مليار و ‪700‬‬ ‫مليون سنتيم لشركة تضررت من مسطرة نزع‬ ‫الملكية‪.‬‬ ‫جماعة مارتيل «ركعت» في األخيرأمام الشركة‪،‬‬ ‫انقاذا للبلدية من اإلفالس ‪ .‬حالة مارتيل ال تختلف‬ ‫كثيرا عن حالة جماعة طنجة المهددة أيضا بإفالس‬ ‫تستحقه‪ ،‬تحت طائلة حكم قضائي عادل ومنصف‪،‬‬ ‫في قضية مماثلة‪.‬‬ ‫يحي العدل‪ ،‬ولتذهب كل بلديات العالم إلى‬ ‫اإلف�لاس إنصافا لمواطن واح��د تعرض للضياع‬ ‫بسبب قراربلدي جائر !!!‪...‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫وثائق تمويالت مشاريع «طنجة الكبرى» تغزو محالت بيع «الزريعة»‬ ‫أوضحت مصادر مطلعة أن فضيحة تفجرت أخيرا بمدينة‬ ‫طنجة تتعلق بأسرار تمويالت مشاريع تندرج في إطار «برنامج‬ ‫طنجة الكبرى»‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات التي حصلت عليها «األخبار»‪ ،‬فإن‬ ‫عددا من زبناء أحد المحالت التجارية بالمدينة‪ ،‬المختصة‬ ‫في بيع الفواكه الجافة «الزريعة»‪ ،‬ظلوا يتوصلون بفواتير‬ ‫تخص إحدى الشركات التي تربطها اتفاقية مع والية الجهة‪،‬‬ ‫وتندرج في إطار إحداث مشاريع تهم البنيات التحتية وتزويد‬ ‫بعض هذه المشاريع بالكهرباء والماء الصالح للشرب‪ ،‬التي‬ ‫ظلت المصالح الوالئية تدخلها ضمن «أسرار» تمويل هذه‬ ‫المشاريع في ظل انغالقها عن بقية المؤسسات المنتخبة‪.‬‬ ‫ووفق وثيقة حصل عليها «فالش بريس»‪ ،‬فإن أحد‬

‫المشاريع المتعلقة بربط شبكة للكهرباء كلف لوحده حوالي‬ ‫‪ 600‬مليون سنتيم‪ ،‬وفازت به إحدى الشركات التي تعود‬ ‫لصاحبها (إ‪.‬م)‪ ،‬وهو مستثمر محلي‪ ،‬فضال عن كونه يملك‬ ‫عددا من المشاريع العقارية في قلب الحي اإلداري‪.‬‬ ‫وتكشف الوثيقة التي هي عبارة عن فاتورة في إطار‬ ‫االتفاقية التي تربط الشركة بوالية الجهة‪ ،‬أن المصالح‬ ‫الوالئية لجأت إلى أشغال المقاولة في إطار دفتر تحمالت بين‬ ‫الطرفين‪ ،‬تتضمن كافة األرقام المتعلقة باألثمنة الخاصة‪،‬‬ ‫بالمشروع السالف ذكره‪ ،‬وتحمل ختما يعود إلى الشركة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب طابع بريدي من فئة ‪ 20‬درهما‪ ،‬ويرجع‪ ،‬وفق بعض‬ ‫المصادر‪ ،‬أن تكون الشركة تخلصت من أرشيف الصفقات‪،‬‬ ‫ما جعلها تبيع هذه المذكرات إلى أصحاب هذه المحالت‬

‫التجارية‪ ،‬خصوصا أن األمر من شأنه أن يعيد طرفي المشروع‬ ‫إلى الواجهة في ظل التكتم الشديد الذي تفرضه المصالح‬ ‫الوالئية على تفاصيل هذه المشاريع‪.‬‬ ‫يذكر أن اتهامات تبادلها كل من فريق المعارضة داخل‬ ‫المجلس الجماعي‪ ،‬وعمدة المدينة‪ ،‬حول المعلومة المتعلقة‬ ‫بهذه المشاريع‪ ،‬وكون المصالح الوالئية تحتكر األمر‪،‬‬ ‫وال تتوصل المجالس المنتخبة بكافة التفاصيل المتعلقة‬ ‫بالصفقات المرتبطة بهذا األمر‪ ،‬في الوقت الذي سبق للعمدة‬ ‫أن قال إنه من «غير الممكن أن يعرف كل شيء‪ ،‬وأن يطلع‬ ‫على جميع التفاصيل» وإن كل ما يعرفه عن هذا البرنامج هو‬ ‫كون غالفه المالي حدد في ‪ 7،63‬ماليير درهم‪.‬‬

‫م‪.‬أبطاش‬

‫تحالف الوفاء برئاسة إدعمار يعيش على صفيح ساخن‬ ‫علمت «األخبار» من مصادر خاصة داخل مجلس تطوان‪،‬‬ ‫أن تحالف الوفاء برئاسة محمد إدعمار بات يعيش‪ ،‬خالل‬ ‫اآلونة األخيرة‪ ،‬على صفيح ساخن بسبب خالفات حول مشروع‬ ‫المطرح العمومي وتشبث إدعمار برئاسة مجموعة الجماعات‬ ‫المكلفة بتدبيره وتسييره‪ ،‬عكس االتجاه الذي تسير فيه‬ ‫السلطات الوصية والوالية باقتراح تسليم جماعة صدينة‬ ‫للرئاسة وتمثيل جماعة تطوان بأربعة مقاعد فقط‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر ذاتها أن مشروع المطرح العمومي‬ ‫رصدت له ميزانية تفوق ‪ 7‬ماليير سنتيم‪ ،‬وأن العديد من‬ ‫أعضاء التحالف كانوا ينتظرون انتخابهم لتسلم مهمة التدبير‬ ‫والتسيير في هذا المشروع المهم‪ ،‬قبل أن يفاجؤوا بتخصيص‬ ‫أربعة مقاعد فقط لجماعة تطوان‪ ،‬ما خلق جوا من االحتقان‬ ‫رالتوتر داخل التحالف‪ ،‬أدى إلى تأجيل الدورة التي كانت‬ ‫ستعقد من أجل تدارس الموضوع‪ ،‬في تفجير بعض الخالفات‬ ‫الداخلية وإخراجها إلى العلن‪.‬‬

‫وقال مستشار عن التحالف ينتمي إلى أعضاء حزب‬ ‫االستقالل‪( ،‬رفض ذكر اسمه)‪ ،‬إن الفريق يحس بالتهميش‬ ‫وعدم إشراكه في القرارات المهمة التي يتم اتخاذها داخل‬ ‫التحالف‪ ،‬مشددا على أن مستشاري الحزب ستكون لهم الكلمة‬ ‫عما قريب في مجموعة من المشاكل التي تعيشها المدينة‪،‬‬ ‫مع التأثير الكبير في جميع القرارات التي يتم اتخاذها في‬ ‫موضوع الشأن العام المحلي بالمدينة‪ ،‬إلى جانب االحتفاظ‬ ‫بكل الوسائل الممكنة للضغط من أجل تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫هذا وكشف فاعل سياسي أن خالفات تحالف الوفاء يمكن‬ ‫أن تشهد تطورات مهمة خالل المراحل القادمة‪ ،‬خاصة مع‬ ‫اقتراب موعد حملة االنتخابات البرلمانية‪ ،‬التي ستشهد تنافسا‬ ‫شرسا بين األحزاب المتحالفة للفوز بالمقاعد المخصصة‪،‬‬ ‫وسط تباين المشاريع اختالفات‪ .‬ناهيك عن أن التحالف شهد‬ ‫هزات متتالية منذ خروجه إلى العلن‪ ،‬أهمها تلك الهزة التي‬ ‫كادت أن تعصف به خالل االحتجاجات على شركة «أمانديس»‬

‫المكلفة بقطاع الماء والكهرباء في إطار التدبير المفوض‪،‬‬ ‫عندما راسل رئيس الجهة محمد إدعمار في الموضوع‪ ،‬من‬ ‫أجل وضع حلول مستعجلة واالستجابة لمطالب المحتجين‪.‬‬ ‫الشيء الذي اعتبره األخير تدخال في شؤونه‪ ،‬قبل يخرج فريق‬ ‫األصالة والمعاصرة ببيان يدعم مضمون المراسلة‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬قالت مصادر إن مصالح الوالية عقدت‬ ‫اجتماعات ماراطونية مع كل من مكونات مجلس تطوان‬ ‫وجماعة صدينة قصد التحضيــر النتخاب ممثلين لتسيير‬ ‫وتدبير المطـرح العمومـي‪ ،‬في انتظار ما ستفــرزه الدورة‬ ‫من نتائــج وتأثير ذلك على تماسك تحالف الوفاء ومدى‬ ‫صموده‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫بنعبد اهلل يحذر أهل طنجة !‬ ‫حذر الوزير بنعبداهلل أهل الشمال‪ ،‬وطنجة‬ ‫بوجه خاص‪ ،‬بعودة البناء العشوائي بعد الجهد الذي‬ ‫بذل من أجل الحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها‪.‬‬ ‫لربما كان الوزير يقرأ في دفاتر أعدها له‬ ‫خبراء وزارته الذين أعلنوا طنجة مدينة خالية من‬ ‫«مدن القزدير»‪ ،‬والحال أن ال شيء تغيرفي هذه‬ ‫المدينة‪ .‬فالقزدير موجود والحمد هلل الذي ال يحمد‬ ‫على مكروه سواه‪ ،‬بل إنه يحاصر المدينة من كل‬ ‫جوانبها‪ ،‬وكل ما «ترقعت» أحوالها االقتصادية‪،‬‬ ‫ازداد «القزدير» قوة وانتشارا‪ ،‬وازداد سكانه مناعة‬ ‫وصالبة‪ .‬الوزير تحدث عن «الهجرة» الوطنية وما‬ ‫تتطلبه من «مواجهة» على مستوى العرض السكني‬ ‫من أجل «ضمان حق» أصحاب الدخل المحدود في‬ ‫السكن‪.....‬كلمات‪ ،‬كلمات‪ ،‬كلمات‪....!!! .‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫مسؤول فوق العادة‬ ‫أن يحاول مهرب مخدرات أو «سارق باليص»‬ ‫دهس شرطي بزيه الرسمي‪ ،‬فهذا أمر اعتدنا عليه‪،‬‬ ‫ألن «الهيبة» انتفت أو ك��ادت‪ ،‬ولكن أن يهدد‬ ‫مسؤول أمني «رفيع» بصدم «زميل» في المهنة‬ ‫‪،‬على األق��ل‪ ،‬ولو من معدن أدن��ى‪ ،‬ما دام الناس‬ ‫«معادن»‪ ،‬فهذا هو العجب بعينه‪.‬‬ ‫هذه «الكارثة» حدثت بشاطئ المهدية‪ .‬بطلها‬ ‫أمني ركن سيارته الفاخرة حيث ال يسمح بذلك‪ ،‬ما‬ ‫دعا رجل أمن عمومي إلى تسجيل مخالفة‪ ،‬وعوض‬ ‫أن يمتثل السائق ويدلي بأوراق سيارته للشرطي‪،‬‬ ‫أشبعه إهانات وتهديدات كما جاء بجريدة المساء‪،‬‬ ‫بل إنه أشهر ورقته في وجه رجل األمن الذي كان‬ ‫يقوم بواجبه‪ ،‬األمر الذي استفز مشاعر عدد من‬ ‫المواطنين الذين كانوا شهود الواقعة !‪...‬ثم ترجل‬ ‫واتجه إلى سوق السمك‪ ،‬تاركا سيارته حيث كانت‪،‬‬ ‫يعني في مكان غير مسموح به قانونا‪.‬‬

‫‪jjjj‬‬

‫فيالت برخص اصطبالت‬ ‫بعض المغاربة من معادن «سمينة» يبرعون‬ ‫في التحايل على القانون‪ ،‬ما دام األم��ر يخدم‬ ‫مصالحهم الشخصية‪ .‬فقد الحظ قضاة المجلس‬ ‫الجهوي للحسابات بالرباط في تقريرهم لسنة‬ ‫‪ 2014‬تنامي ظاهرة البناء الفاخر الغير القانوني‬ ‫لفيالت وإقامات من «سطاندينغ» عال‪ ،‬عبر استغالل‬ ‫رخص بناء اسطبالت يتحصلون عليها من الجماعة‬ ‫القروية‪ .‬دون المرور بالمسطرات اإلدارية المعتادة‬ ‫التي تضبط طبيعة البناء وتحافظ على خصوصيات‬ ‫الوجه العمراني للمناطق والجهات‪.‬األمر الذي تسبب‬ ‫في خلق مجال عمراني غير منتظم وغير منسجم‪.‬‬ ‫وهلل في خلقه شؤون !‬

‫مكالمة هاتفية توقع بتاجر للشهب االصطناعية في طنجة‬ ‫ألقت مصالح األمن بطنجة القبض على أحد‬ ‫المتاجرين في الشهب االصطناعية الممنوع استعمالها‬ ‫قانونا داخل المالعب الوطنية‪ ،‬وذلك بعدما نصبت له‬ ‫كمينا االثنين الماضي قبل يومين من مباراة القمة التي‬ ‫جمعت اتحاد طنجة بالوداد البيضاوي على أرضية ملعب‬ ‫«ابن بطوطة»‪.‬‬ ‫وحسب المعطيات التي حصلت عليها المساء من‬ ‫مصادر مطلع‪ ،‬فإن عناصر األمن توصلت لمعلومات تفيد‬ ‫بأن شخصا يتاجر بشكل سري في الشهب االصطناعية‬ ‫بالمدينة القديمة لطنجة‪ ،‬لتقرر نصب كمين له حيث‬ ‫ضبطته متلبسا‪.‬‬

‫واتصل شخص بالمشتبه به‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 19‬عاما‬ ‫والذي ينتمي للفصيل التشجيعي «ألترا هيركوليس»‪ ،‬حيث‬ ‫أقنعة بأنه مشجع وأنه يحتاج لكميات من تلك الشهب‬ ‫االصطناعية قبل مباراة االتحاد ضد الوداد‪ ،‬وهو ما استجاب‬ ‫له البائع‪.‬‬ ‫وألقت الشرطة القبض على المشتبه به متلبسا‬ ‫بعد وقوعه في الكمين‪ ،‬كما ألقت القبض على مساعده‬ ‫القاصر‪ ،‬وحجزت مع اإلثنين ما ال يقل عن ‪ 15‬وحدة من‬ ‫تلك الشهب‪ ،‬والتي تسببت في معاقبة اتحاد طنجة خالل‬ ‫آخر مقابلتين‪.‬‬

‫وتمنع الجامعة الملكية لكرة القدم‪ ،‬وكذلك وزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬إدخال الشهب االصطناعية إلى المالعب‪ ،‬حيث‬ ‫يحتم القانون مصادرتها عند ضبطها مع أحد المشجعين‪،‬‬ ‫لكن رغم ذلك يجد هؤالء سبال إلخفائها وتهريبها إلى‬ ‫داخل الميادين‪ ،‬ما ينتهي بإضرامها وبالتالي معاقبة‬ ‫الفريق أو قد يؤدي ذلك إلى ما هو أسوأ‪ ،‬كما حدث مع‬ ‫مشجع خريبكي قبل أسابيع حيث لقي حتفه بعد أن أصيب‬ ‫بإحدها‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫لجنة من الداخلية بالقصر الكبير بعد تفاقم الصراع بين أتباع العنصر‬ ‫وإخوان بنكيران‬ ‫حلت لجنة تحقيق من وزارة الداخلية‪ ،‬الثالثاء الماضي‪،‬‬ ‫ببلدية القصر الكبير‪ ،‬حيث أشعرت كل موظفي‬ ‫ومهندسي وتقنيي الجماعة بوضع أنفسهم رهن‬ ‫إشارتها‪ ،‬وشرعت في ساعة مبكرة في افتحاص ملفات‬ ‫بقسم التعمير والصفقات‪.‬‬ ‫وأوفدت الداخلية لجنة التحقيق إلى بلدية القصر‬ ‫الكبير‪،‬بعدما بلغ الصراع أشده‪ ،‬بين أتباع العنصر الذين‬ ‫يتموقعون في تدبير شؤون الجماعة‪ ،‬وإخوان بنكيران الذين‬ ‫يتموقعون في صف المعارضة‪ ،‬إذ وصل الصراع بين الطرفين‬ ‫إلى حد تبادل االتهامات‪ ،‬ليوجه سعيد خيرون‪ ،‬البرلماني‬ ‫بفريق العدالة والتنمية‪ ،‬والرئيس السابق لبلدية القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬رسالة إلى وزير الداخلية محمد حصاد‪ ،‬عدد ‪/2015‬‬ ‫‪ ،4073‬بتاريخ ‪ 10‬دجنبر ‪ ،2015‬طالبه فيها بإيفاد لجنة‬ ‫قصد التحقيق في أرشيف الجماعة وإخفاء الوثائق‪ ،‬اعتبارا لما‬ ‫للمفتشية العامة للداخلية من دور هام في مراقبة ومتابعة‬ ‫اختالالت الجماعات الترابية‪.‬‬ ‫واتهم خيرون خلفه محمد السيمو‪ ،‬في الرسالة ذاتها‪،‬‬ ‫بكونه «منكب على خلق األوهام‪ ،‬والعمل على إثارة الفتن‬

‫داخل الجماعة والمدينة‪ ،‬وانصرف عن االنكباب على معالجة‬ ‫قضايا المواطنات والمواطنين‪ ،‬وشغل الرأي العام بأكاذيب‬ ‫وإشاعات ال أساس لها من الصحة»‪ ،‬مشيراً إلى أن هذه‬ ‫االدعاءات تهم مؤسسة دستورية‪ ،‬سبق أن أشرفت لجنة‬ ‫تابعة لقطاع الداخلية على عملية تسليم السلط بين الرئيس‬ ‫السابق والحالي‪ ،‬مؤكدا أن السيمو أطلق مجموعة من‬ ‫االتهامات في حقه‪ ،‬بدءا بإخفاء وثائق الجماعة‪ ،‬مرورا بسرقة‬ ‫أرشيفها‪ ،‬وانتهاء باتهامات ال حصر لها‪.‬‬ ‫في السياق نفسه‪ ،‬أصدر فريق المستشارين بالكتابة‬ ‫المحلية لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬بيانا إلى الرأي العام‪،‬يحمل فيه‬ ‫المشرفين الحاليين عن الجماعة مسؤولية الخروقات القانونية‬ ‫التي عرفتها الدورة االستثنائية المنعقدة بتاريخ ‪ 7‬مارس‪،‬‬ ‫والتي فشلت خاللها رئاسة المجلس في تطبيق القانون‬ ‫والتزامها بالمادة ‪ 270‬من القانون التنظيمي ‪ ،14،113‬كما‬ ‫استنكر «عقلية الصراع والتشنج ضد المعارضة» خالل جلسات‬ ‫المجلس‪ ،‬ورفض االستجابة لتدخالت مستشاري العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬حيث كان عامل اإلقليم قد قرر إلغاء جل النقاط التي‬ ‫تم التصويت عليها خالل تلك الدورة‪ ،‬بلغت في مجموعها ‪8‬‬

‫مقررات‪ ،‬بدعوى أنه تم اتخاذها من قبل األغلبية في غياب تام‬ ‫للقانون التنظيمي للجماعات والنظام الداخلي للمجلس‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال مصدر جماعي مقرب من السيمو‪ ،‬إن‬ ‫هذا األخير سبق له أن أبدى تحفظه أثناء تسلمه للسلط من‬ ‫سلفه سعيد خيرون‪ ،‬ولم يستبعد أن تفتحص لجنة الداخلية‬ ‫ملفات قسم التعمير والصفقات التي تم إنجازها في عهد‬ ‫تدبير العدالة والتنمية لشؤون الجماعة‪ ،‬مستدال بحدوث‬ ‫شقوق وتصدعات بدار الثقافة‪ ،‬والقاعة المغطاة‪ ،‬وسوق حي‬ ‫بوشويكة‪ ،‬وأشغال عدد من شوارع المدينة‪.‬‬ ‫وبخصوص سفر السيمو إلى إسبانيا تزامنامع حلول‬ ‫لجنة الداخلية بالبلدية‪ ،‬والذي اعتبره متتبعو الشأن المحلي‬ ‫«هروبا» له من مواجهة اللجنة‪ ،‬أكد المصدر أن سفره إلى‬ ‫منطقة كتالونيا اإلسبانية‪ ،‬جاء في إطار سفر رؤساء جماعات‬ ‫جهة طنجة تطوان الحسيمة أو من ينوب عنهم‪ ،‬وذلك لتبادل‬ ‫التجارب مع إقليم برشلونة‪.‬‬

‫العربي الجوخ‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ 64‬مليار درهم تحويالت مغاربة العالم‬ ‫تمكن مغاربة العالم ‪ ،‬حسب تقرير للبنك الدولي‪،‬‬ ‫من احتالل الرتبة الثالثة في الشرق األوسط وشمال‬ ‫إفريقيا بما يصل إلى نحو ‪ 64‬مليار درهم‪ ،‬ومعلوم‬ ‫أن تحويالت مغاربة المهجر تضاعفت بـ‪ 12‬مرة سنة‬ ‫‪ 2015‬مقارنة بسنة ‪ ،1970‬بسبب تزايد عدد المغاربة‬ ‫وأن قيمة تحويالت بالدرهم المغربي ارتفعت بنسبة‬ ‫‪ 4،5‬في المائة‬ ‫وقد جاء تصنيف مغاربة العالم في المرتبة الثالثة‬ ‫من حيث التحويالت المالية‪ ،‬وراء كل من مهاجري‬ ‫مصر ولبنان الذين احتلوا الرتبة األول��ى والثانية‬ ‫على التوالي برصيد ‪ 17،7‬مليار دوالر لمصر‪ ،‬و‪7،2‬‬ ‫مليار دوالر لمهاجري لبنان‪ .‬وجاءت األردن في الرتبة‬ ‫الرابعة بتحويالت تقدر بـ ‪ 3،8‬مليار دوالر‪..‬‬ ‫وأفاد التقرير أن حجم تحويالت المهاجرين في العالم انخفض خالل سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 581،6‬مليار دوالر مقابل‬ ‫‪ 592‬مليار دوالر في سنة ‪ ،2014‬مؤكدا أن بلدان المنطقة العربية الزالت تعتمد بشكل كبير على تحويالت مواطنيها‬ ‫المقيمين بالخارج‪ ،‬حيث شكلت جزاء كبيرا من الناتج المحلي اإلجمالي سنة ‪ ،2014‬بالعديد من الدول العربية‬ ‫كاألراضي الفلسطينية ‪ 17،1‬في المائة‪ ،‬لبنان ‪ 16،2‬في المائة‪ ،‬األردن ‪ 10،4‬في المائة‪ ،‬في حين تمثل تحويالت‬ ‫المغاربة المقيمين بالخارج حوالي ‪ 6،3‬في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي للمغرب‪.‬‬ ‫وتوقع البنك الدولي نمو تحويالت المغتربين إلى الشرق األوسط بنسبة ‪ 2،6‬في المائة هذا العام‪ ،‬لتصل إلى‬ ‫‪ 51،6‬مليار دوالر مقابل ‪ 50،3‬مليار دوالر عام ‪.2015‬‬ ‫وذكر التقرير أن التحويالت المغتربين إلى الدول النامية ارتفعت بصورة ضئيلة عام ‪ ،2015‬نتيجة لضعف أسعار‬ ‫النفط ولعوامل أخرى مرتبطة بمحدودية دخل المهاجرين الدوليين وقدرتهم على إرسال أمرال إلى أسرهم في‬ ‫بلدنهم األصلية‪.‬‬ ‫وأرجع التقرير بطء النمو في تحويالت المغتربين في العام الماضي إلى انخفاض أسعار النفط‪ ،‬والذي أثر على‬ ‫كثيرر من الدول المصدرة للنفط مثل روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن هذا االنخفاض أثر على كثير من الدول التي تتلقى تحويالت من الخارج‪ ،‬بما في ذلك الهند‬ ‫التي تعتبر أكبر متلق للتحويالت في العالم‪.‬‬ ‫على صعيد متصل‪ ،‬توقع خبراء البنك الدولي تعافي تحويالت المغتربين في الواليات المتحدة ومنطقة اليورو‪،‬‬ ‫واستقرار أسعار صرف الدوالر في الدول التي تعتبر مصدر التحويالت‪.‬‬

‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫احتياطيات بنك المغرب من العملة الصعبة تسجل ارتفاعا قويا‬ ‫وصل المعدل الصافي لالحتياطات الدولية من‬ ‫العملة الصعبة للبنك المركزي المغربي إلى ‪7.236‬‬ ‫مليارات درهم إلى غاية ‪ 08‬أبريل الجاري‪ ،‬ليسجل‬ ‫بذلك ارتفاعا نسبته ‪ 6.29‬في المائة‪ ،‬كزيادة سنوية‪.‬‬ ‫وأوض��ح بنك المغرب‪ ،‬أن هذه االحتياطات‬ ‫سجلت‪ ،‬في ظرف أسبوع‪ ،‬ارتفاعا نسبته ‪ 7‬في المائة‪،‬‬ ‫بالمقارنة مع األسبوع الماضي‪.‬‬ ‫وأبرز المصدر ذاته أن البنك المركزي قام‪ ،‬ما‬ ‫بين ‪ 07‬و‪ 13‬أبريل الجاري‪ ،‬بضخ ‪ 9‬ماليير درهم من‬ ‫خالل عمليات القروض المضمونة‪ ،‬في إطار برنامج‬ ‫دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪،‬‬

‫لكنه لم يقم بدفع تسبيقات خالل سبعة أيام‪.‬‬ ‫وأضاف بنك المغرب أن المعدل البيبنكي سجل انخفاضا بخمس نقط أساسية‪ ،‬ليتراجع إلى ‪ 20،2‬في المائة‬ ‫كمعدل متوسط‪ ،‬فيما انتقل حجم المبادالت‪ ،‬كمعدل يومي‪ ،‬من ‪ 8،1‬مليار درهم إلى ‪ 2‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ولم يقم بنك المغرب‪ ،‬خالل األسبوع المشار إليه‪ ،‬بضخ أي تسبيقات خالل طلب العروض المؤرخ بـ‪ 13‬أبريل‬ ‫(تاريخ القيمة‪ 14 :‬أبريل الجاري)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بنشاط البورصة‪ ،‬سجل مؤشر «مازي» تقدما في أدائه‪ ،‬بحيث ارتفع من ‪ 1‬إلى ‪ 2،6‬في المائة‪ ،‬منذ‬ ‫بداية السنة الجارية‪ .‬ويرجع التطور األسبوعي للمؤشر المرجعي‪ ،‬بشكل أساسي‪ ،‬إلى االنخفاض المسجل على مستوى‬ ‫قيم قطاعات «البناء وأدواته» وذلك بنسبة ‪ 8،2‬في المائة و «المواصالت» بنسبة ‪ 6،1‬في المائة و «األبناك» بنسبة‬ ‫‪ 5‬في المائة و «التأمينات» بنسبة ‪ 8،1‬في المائة‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬سجل المؤشر القطاعي لقطاع «العقار» ارتفاعا بنسبة‬ ‫‪ 1،1‬في المائة‪.‬‬ ‫وارتفعت المبادالت‪ ،‬على مستوى سوق العمليات‪ ،‬إلى ‪ 1،1‬مليار درهم بعد أن كانت مستقرة في ‪ 2،744‬مليون‬ ‫خالل األسبوع السابق‪ ،‬وذلك نتيجة االرتفاع المسجل في رأس المال‪ ،‬والذي وصل إلى ‪ 8،636‬مليون‪ .‬وفي المقابل‪،‬‬ ‫تراجع معدل التحويالت على مستوى السوق المركزية إلى ‪ 4،444‬مليون بعد أن كان مستقرا في ‪ 3،711‬مليون خالل‬ ‫األسبوع السابق‪.‬‬ ‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬سجل المؤشر «م‪ »3‬ارتفاعا بنسبة ‪ 3،1‬في المائة‪ ،‬خالل فبراير ‪ ،2016‬وهذا يرجع‪ ،‬من جهة‪ ،‬إلى‬ ‫النمو الذي سجلته االحتياطات الدولية بنسبة ‪ 9،1‬في المائة‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬إلى ارتفاع نسبة الحاجيات االقتصادية‪،‬‬ ‫وخاصة منها النقدية‪ ،‬إلى ‪ 8‬في المائة‪ .‬وأوضح بنك المغرب أن الدرهم سجل ما بين ‪ 07‬و‪ 13‬أبريل الجاري زيادة أمام‬ ‫األورو بنسبة ‪ 17‬في المائة وأمام الدوالر بنسبة ‪ 28‬في المائة‪.‬‬

‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫التجاري وفا بنك يتصدر‬ ‫تصدرت مجموعة التجاري وفا بنك قائمة األبناك المغربية األكثر ربحية ومردودية خالل سنة ‪ ،2015‬وبحسب‬ ‫معطيات تتعلق بالقطاع البنكي بالمغرب‪ ،‬فقد جاء التجاري وفا بنك في قائمة األبناك المغربية المدرجة بالبورصة‬ ‫سواء من حيث الحصيلة اإلجمالية‪ ،‬أو من حيث الناتج الصافي البنكي أو األرباح الصافية لحصة المجموعة‪ .‬وبلغ الناتج‬ ‫الصافي لألبناك الستة المدرجة بالبورصة ما يناهز ‪ 53،2‬مليار درهم بارتفاع بلغت نسبته ‪ 0،9‬في المائة مقارنة مع‬ ‫سنة ‪ .2014‬وسجلت كتلة األرباح من جهتها نموا بنسبة ‪ 5،1‬في المائة لتصل إلى ‪ 10،1‬مليار درهم‪.‬‬

‫وحسب الحصيلة اإلجمالية جاءت مجموعة التجاري وفا بنك في المرتبة األولى إذ سجلت حصيلة إجمالية بـ ‪411،1‬‬ ‫مليار درهم بارتفاع نسبته ‪ 2،3‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ .2014‬كما سجلت األموال الذاتية للمجموعة نموا بـ ‪ 2‬في‬ ‫المائة إلى ‪ 41،2‬مليار درهم‪ .‬فيما احتلت مجموعة البنك الشعبي المركزي المرتبة الثانية في ترتيب األبناك المغربية‬ ‫األكثر مردودية‪ ،‬إذ بلغت األموال الذاتية الموحدة للمجموعة نموا بـ ‪ 11،9‬في المائة إلى ‪ 38،9‬مليار درهم‪ .‬فيما جاء‬ ‫البنك المغربي للتجارة الخارجية في المرتبة الثالثة متبوعا ببنك بي إم سي إي في المرتبة الرابعة ومصرف المغرب في‬ ‫المرتبة الخامسة ثم البنك العقاري والسياحي في المرتبة السادسة‪.‬‬ ‫أما من حيث الناتج الصافي البنكي فقد احتلت مجموعة التجاري وفا بنك المرتبة األولى بـ ‪ 19‬مليار درهم‪ ،‬متبوعا‬ ‫بمجموعة البنك الشعبي بـ ‪ 15،3‬مليار درهم بنمو بلغت نسبته ‪ 4‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ ،2014‬حيث تجاوز الناتج‬ ‫الصافي البنكي للبنك الشعبي وألول مرة في تاريخه حاجز الـ ‪ 15‬مليار درهم‪ ،‬وساهم في هذا اإلنجاز األداء الجيد‬ ‫المسجل على مستوى هامش الفوائد الذي سجل نموا بـ ‪ 4،8‬في المائة إلى ‪ 10،5‬مليار درهم‪ ،‬وهامش العموالت الذي‬ ‫عرف تطورا بـ ‪ 1،9‬في المائة إلى ‪ 1،95‬مليار درهم‪ ،‬هذا باإلضافة إلى مساهمة الفروع اإلفريقية التي أثرت بشكل‬ ‫إيجابي في نمو الناتج الصافي لمجموعة البنك الشعبي‪ .‬فيما سجل الناتج البنكي الموحد لمجموعة البنك العقاري‬ ‫والسياحي‪ ،‬الذي جاء في الرتبة السادسة‪ ،‬نموا بنسبة ‪ 5،3‬في المائة إلى ‪ 1،8‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبخصوص تصنيف األبناك الستة المدرجة بالبورصة على مستوى األرباح الصافية لحصة المجموعة‪ ،‬تأتي‬ ‫مجموعة التجاري وفا بنك دائما في الصدارة إذ بلغت أرباح المجموعة خالل سنة ‪ 2015‬ما يناهز ‪ 4‬ماليير و‪ 501‬مليون‬ ‫درهم بنمو نسبته زائد ‪ 3،4‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ .2014‬وجاءت مجموعة البنك الشعبي في المرتبة الثانية من‬ ‫حيث األرباح الصافية لحصة المجموعة بتحقيقها ‪ 2‬ماليير و‪ 511‬مليون درهم أي ما يعادل نموا بزائد ‪ 14،4‬في المائة‬ ‫مقارنة مع سنة ‪ .2014‬هذا في الوقت الذي احتل فيه البنك العقاري والسياحي المرتبة الرابعة بتحقيق أرباحا صافية‬ ‫لحصة المجموعة بـ ‪ 520‬مليون درهم خالل سنة ‪ 2015‬أي بنمو يعادل زائد ‪ 7،7‬في المائة مقارنة مع سنة ‪.2014‬‬

‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫‪ 1200‬عارض من ‪ 60‬دولة يشاركون في المعرض الدولي‬ ‫للفالحة بمكناس‬ ‫أعلن أن ‪ 1200‬ع��ارض ينتمون إل��ى ‪ 60‬دولة‬ ‫سيشاركون في الدورة ‪ 11‬للمعرض الدولي للفالحة‬ ‫بمكناس‪ ،‬المقرر تنظيمه ما بين ‪ 27‬أبريل وفاتح ماي‬ ‫المقبل‪ .‬ومن المرتقب أن يستقطب المعرض‪ ،‬هذه‬ ‫السنة‪ ،‬فوق ‪ 800‬ألف زائر خالل هذه السنة‪ .‬وستشارك‬ ‫اإلم��ارات العربية المتحدة في معرض هذه السنة‬ ‫المنظم تحت شعار «تثمين الموارد من أجل فالحة‬ ‫ناجحة ومستدامة»‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المعرض الفالحي الدولي بمكناس بات‬ ‫يكتس أهمية كبيرة وأضحى موعدا سنويا للفالحين‬ ‫والمهنيين من أجل االطالع على آخر المستجدات التي‬ ‫يعرفها القطاع الفالحي ‪ ،‬ومناسبة للزوار والمهنيين من أجل الوقوف على التحوالت العميقة التي عرفتها الفالحة‬ ‫المغربية في مختلف المجاالت والسالسل‪.‬‬ ‫ويعد المعرض الفالحي الدولي بمكناس‪ ،‬األول من نوعه على الصعيد اإلفريقي ويتميز خالل هذه الدورة‬ ‫ببرنامج حافل سيتمحور بالخصوص حول تقاسم نتائج األبحاث والتجارب من خالل عروض ومداخالت ستقدم من‬ ‫طرف العديد من الخبراء خالل الندوات والمؤتمرات إلى جانب توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بمشاركة الفاعلين‬ ‫االقتصاديين والمهنيين‪.‬‬ ‫وستعالج الدورة الحالية إشكالية التغيرات المناخية وتأثيراتها على القطاع الفالحي نظرا ألهمية وراهنية هذا‬ ‫الموضوع على المستوى الدولي خاصة مع احتضان المغرب أواخر السنة الجارية للمؤتمر الدولي حول المناخ ( كوب‬ ‫‪.)22‬‬ ‫وستمتد فضاءات المعرض الدولي للفالحة بمكناس على مساحة إجمالية تقدر ب ‪ 172‬ألف متر مربع منها ‪80‬‬ ‫ألف متر مربع مغطاة مع توفره على ‪ 3000‬موقف لركن السيارات‪.‬‬ ‫وتضم هذه الدورة تسعة أقطاب تتوزع بين « قطب الجهات» و « قطب المؤسسات والمحتضنين» و « القطب‬ ‫الدولي» و « قطب المنتجات» و « قطب المعدات واللوازم الفالحية» و « قطب الطبيعة والحياة» و « قطب المنتجات‬ ‫المحلية» و « قطب تربية المواشي» و «قطب اآلالت الفالحية »‪.‬‬ ‫ويروم المعرض الدولي للفالحة منذ انطالقه سنة ‪ 2006‬تسهيل تبادل الخبرات والتجارب وربط عالقات التعاون‬ ‫بين الفاعلين الفالحيين والمهنيين مع االطالع على آخر المستجدات في الميدان خاصة ما يتعلق بالتكنولوجيات‬ ‫المرتبطة بالفالحة إلى جانب تحسيس الشركاء بضرورة حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها‪.‬‬

‫‪jjjjjjjjjjj‬‬

‫تخصيص ‪ 143‬مليار إلنجاز ‪ 4500‬كلم من الطرق‬ ‫أبرمت وزارة التجهيز والنقل اتفاقيات في مجال الطرق تغطي كافة أقاليم المملكة‪ ،‬يقدر حجم االستثمارات‬ ‫المترتبة عنها بـ ‪ 14،3‬مليار درهم بهدف التخفيف من حدة الفوارق الجهوية على مستوى البنية الطرقية وأن هذه‬ ‫االتفاقيات‪ ،‬التي تهم إنجاز ‪ 4500‬كلم‪ ،‬منها ‪ 460‬كلم من الطرق السريعة‪ ،‬تندرج في إطار حرص هذه الوزارة على‬ ‫توزيع استثماراتها بطريقة تروم تحقيق إنصاف مجالي وترابي أفضل‪.‬‬ ‫وتشير مصادر رسمية أن هذه الوزارة تولي أهمية كبيرة لعنصر التوزيع المجالي للبنية التحتية‪ ،‬وتسعى إلى‬ ‫التوفيق بين إنجاز البنيات التحتية األساسية ذات المردودية االقتصادية واالجتماعية والبيئية ومالءمتها مع مبدإ‬ ‫التوزيع المجالي العادل‪ ،‬وفق استراتيجية تتوخى المساهمة في التهيئة المجالية للتراب الوطني‪ ،‬ومواكبة تنمية‬ ‫النسيج االقتصادي وترسيخ التماسك االجتماعي‪.‬‬


‫العدد ‪834‬‬

‫‪8‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫الغارة على بالد نفطستان‬ ‫(رواية)‬

‫• محمد الحافظ الروسي‬ ‫الفصل التاسع ‪:‬‬

‫هكذا أيها السادة كان لقائي بشيخي‪ .‬كان ذلك‬ ‫في شهر رجب‪ ،‬وقد مكثت عنده بقية هذا الشهر‪،‬‬ ‫وشهور شعبان‪ ،‬ورمضان‪ ،‬وشوال‪ ،‬وذي القعدة‪ ،‬وعشر‬ ‫ذي الحجة‪ .‬فلما كان اليوم الثالث من أيام العيد جاءني‬ ‫شيخي بعد أن صلى الـضحى فلما رأيته مقبال قمت من‬ ‫مكاني‪ ،‬فأشار إلي أن اقعد‪ ،‬فقعدت بين يديه أنظر إلى‬ ‫سبحته بين أصابعه‪ ،‬وهو يحركها‪ ،‬ثم وضعها في جيبه‪،‬‬ ‫ونظر إلي طويال‪ ،‬وقال‪“ :‬فتح الباب”‪ ،‬هل قرأت وردك‬ ‫من القرآن اليوم؟‪.‬‬ ‫قلت‪ ،‬صادقا‪ :‬نعم‪ ،‬سيدي‪ ،‬لقد قرأته‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وأين وصلت في قراءتك؟‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أنا في آخر سورة الحشر عند قوله تعالى‪“ :‬لو‬

‫�أنزلنا هذا القر�آن على جبل لر�أيته خا�شعا مت�صدعا‬ ‫من خ�شية اهلل‪ ،‬وتلك الأمثال ن�رضبها للنا�س لعلهم‬

‫يتفكرون”‪.‬‬

‫قال‪ :‬اجعل القرآن بينك وبين الناس حاجزا‪ ،‬ولذ به‬ ‫عند الشدائد‪ ،‬وامش مطمئنا بين الخالئق ال يروعك‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬اشتقت إلى بالدي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هذا أوان رحيلك‪ ،‬غير أن كل بالد اهلل للمؤمن‬ ‫بالد‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ما خبر أهلي في نفطستان يا سيدي؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬نكصوا عن الحق فسالت بينهم الدماء‪ ،‬وطال‬ ‫عليهم األمد فقست قلوبهم‪ ،‬وأصبح بأسهم بينهم‬ ‫شديدا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أهم اليوم في حرب؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هم اليوم في الحرب السابعة‪ ،‬ولو َطهُرَتْ‬ ‫قلوبهم‪ ،‬ما كان فيهم اليوم من ينتظر قتال‪ ،‬أو يطلب‬ ‫َذحْ ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫قلت‪ :‬سيدي‪ ،‬أدن منهم‪ ،‬وانزل إليهم‪ ،‬وأصلح ما‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬هيهات‪ ،‬هيهات‪ .‬ال يمكن للشيخ أن ينزل إال‬ ‫إذا صعد المريد إليه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬سيدي‪ ،‬في صدري بكاء مخزون‪َ ،‬ف َ‬ ‫اذ ْن لي أن‬ ‫أخرجه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬دونك الجبل‪ ،‬لعل اهلل يصنع بك خيرا‪ ،‬أو‬ ‫يدلك على خير‪.‬‬ ‫قبلت يد الشيخ‪ ،‬وانطلقت نحو ُقنَّةِ الجبل‪ ،‬ثم‬ ‫صرخت صرخة سمعتها الكائنات كلها‪ ،‬حتى الحيتان‬ ‫في البحر المؤدي إلى “ينكي دنيا”‪ ،‬ودوابه‪ ،‬والسباع‪،‬‬ ‫وطير الماء‪ ،‬إال الثقلين لم يسمعني منهم أحد‪ .‬فلما‬ ‫علمت أن صرختي قد استقرت في مسامع الكون‪،‬‬ ‫وقفت على صخرة هناك‪ ،‬والتفت نحو بالد نفطستان‪،‬‬ ‫وخطبت خطبة طويلة‪ ،‬أذكر منها اليوم قولي‪“ :‬يا أهل‬ ‫نفطستان‪ ،‬من عرفني‪ ،‬فقد عرفني‪ ،‬ومن لم يعرفني‬ ‫فأنا “فتح الباب”‪ .‬كل كنز في الدنيا‪ ،‬وكل معدن فضة‬ ‫فهو من عروق هذا الجبل‪ .‬وكل ذهب في األرض‬ ‫فهو من نصاب هذا الجبل‪ .‬من جاءنا في هذا الجبل‬ ‫أطعمناه القرص األبيض الذي أطعمه الحوتُ األعظم‬ ‫“بلوقيا” فظل أربعين سنة ال يجوع‪ ،‬وال يعطش‪ .‬يا أهل‬ ‫نفطستان في هذا الجبل طائر رأسه من ذهب‪ ،‬وعيناه‬ ‫من ياقوت‪ ،‬ومنقاره من لؤلؤ‪ ،‬وبدنه من زعفران‪،‬‬ ‫وقوائمه من زمرد‪ ،‬يطعمكم متى شئتم من مائدة‬ ‫يقوم عليها‪ ،‬هو أمين عليها إلى يوم القيامة‪ ،‬فاتركوا‬ ‫حروبكم‪ ،‬واتبعوني‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان‪ ،‬في هذا الجبل‪ ،‬أبو العباس‪.‬‬ ‫وأنتم ال تعرفون أبا العباس‪ .‬أقول لكم‪ :‬هو الخضر‪،‬‬ ‫عليه ثياب بيض‪ .‬ال يخطو خطوة إال نبت الحشيش‬ ‫تحت قدميه‪ .‬قد طالت غيبته عنكم‪ .‬فاتركوا حروبكم‬ ‫تجدوه في محاريب مساجدكم‪ ،‬وفوق منابرها‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان في هذا الجبل فاكهة في غير‬ ‫وقتها‪ .‬وإن رازق هذه الفواكه لقادر على أن يرزق من‬ ‫العجوز العقيم‪ ،‬والشيخ الكبير‪ ،‬ولدا ال يعرف الحرب وال‬ ‫يشتهيها‪ .‬فاتركوا حروبكم واتبعوني‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان لست أقدر على الكالم بعد ثالث‬ ‫فاسمعوا مني اآلن‪ ،‬واكتبوا عني‪ ،‬إلى أن يرجع إلي‬ ‫صوتي‪.‬‬ ‫يا أهل نفطستان هذا زمان سياحتي‪ ،‬فاشهدوا‬ ‫أني بعد اليوم ال أعرفكم‪ .‬إني أتبرأ منكم‪ .‬كبيركم‬ ‫وصغيركم‪ .‬أنثاكم وذكركم‪ .‬شيخكم وطفلكم‪ .‬أتبرأ من‬

‫جرب نوقكم‪ ،‬ومن بئر نفطكم‪ ،‬ومن أعشاب أرضكم‪ ،‬ما‬ ‫ناحت على األرض نائحة‪ ،‬وصرخت فوقها صارخة‪ ،‬وما‬ ‫سجعت الحمائم في أجواف النسور‪ِّ ،‬‬ ‫وعُلق على األطفال‬ ‫التمائم بين يدي القبور‪ .‬فوداعا يا أهل هذه األرض‪،‬‬ ‫فإن أرض اهلل واسعة‪ ،‬وإني قد نويت الهجرة فيها”‪.‬‬ ‫وبعد هذه الخطبة عدتُ إلى شيخي‪ ،‬وقد استقر‬ ‫في خلدي أن أبلغ أرض “ينكي دنيا” أو أهلك دونها‪.‬‬

‫(الفصل الثالث)‬ ‫رجع الكالم إلى ما كان عليه‬ ‫اعذروني‪ ،‬أيها السادة الكرام‪ ،‬فأنا مضطر أن ال‬ ‫أورد لكم بقية ما في أوراق “فتح الباب” إلى أن أشرح‬ ‫لكم حديث “الحروب السبعة” التي أشار إليها “فتح‬ ‫الباب” ولم يبسط القول فيها‪ .‬فأنا قد شهدتها‪،‬‬ ‫وهو قد سمع بأخبارها مختصرة من شيخه‪ .‬فدعوني‬ ‫أحدثكم بأخبارها‪ ،‬قبل أن أعود إلى سرد ما في أوراق‬ ‫هذا الضابط الغامض‪.‬‬ ‫بدأت الحرب بمعركة ُّ‬ ‫الث ْكنَةِ‪ ،‬وانتهت بعد خمسة‬ ‫عشر يوما‪ ،‬بإعالن دولتين‪ :‬شمالية وجنوبية‪ ،‬ومع‬ ‫أن الجنوب لم تكن فيه بئر نفط واحدة‪ ،‬فقد أصرت‬ ‫قبائل الجنوب على االحتفاظ باسم دولة نفطستان‬ ‫المجيدة اسما للدولة الجديدة‪ ،‬لما يحمله هذا االسم‬ ‫من إيحاءات تاريخية ال يمكن التنازل عنها بحال من‬ ‫األحوال‪.‬‬ ‫وقد امتدت حدود دولة نفطستان الشمالية من‬ ‫قبر أبي رافع الخدجي المقتول غيلة سنة سبع‪ ،‬إلى‬ ‫مضارب قبيلة بني الفتان شرقا‪ ،‬ثم إلى نخلة أبي أسيد‬ ‫األبرص جنوبا‪ ،‬التي كانت محاولة قطعها سببا في‬ ‫الحرب السابعة بين نفطستان الشمالية ونفطستان‬ ‫الجنوبية‪ ،‬فإلى بركة البط غربا‪ ،‬ويحدها جنوبا بيت‬ ‫القاضي‪ ،‬وذلك لحكمة‪ ،‬وهي أنه ال قاضي سواه في‬ ‫الدولة‪ ،‬فاقتضى الرأي السديد أن تكون حديقته بدولة‬ ‫الشمال‪ ،‬وباب البيت الخلفي بأرض الجنوبيين‪ ،‬حتى‬ ‫يتسنى له إقامة األحكام في الحديقة‪ ،‬والتملي بمظاهر‬ ‫التمدن من خالل شرفة بيته الخلفية‪ .‬وهذا رأي وقع‬ ‫عليه اإلجماع وال سبيل إلى تغييره‪.‬‬ ‫وبعد هذا االتفاق عم السلم أرجاء البلدين‪ ،‬وظن‬ ‫الناس أن األحوال قد استقرت‪ ،‬وتفرغ بعض تالمذة‬ ‫“محجوب األحذ” ممن برعوا في الطب على يديه‪،‬‬ ‫لبناء بيمارستان في الشمال يضاهي ذلك الذي يديره‬ ‫“محجوب” في الجنوب‪ ،‬واتصلوا بأستاذهم يستشيرونه‬ ‫في بعض تفاصيل المشروع‪ ،‬وشاع أن مسألة الوحدة‬ ‫َ‬ ‫تُوُصِّل فيها إلى‬ ‫قد طرحت في االجتماعات‪ ،‬وأنه قد‬ ‫حل نهائي لقضية نخلة أبي أسيد األبرص‪ ،‬ولغيرها‬ ‫من القضايا المستعصية‪ ،‬وابتهج عموم الناس بهذه‬ ‫األخبار‪ ،‬حتى كانت حرب البيوض األولى‪.‬‬

‫البيوض األولى}‬ ‫{حربُ‬ ‫ِ‬

‫وكان من خبر حرب البيوض األولى بين دولة‬ ‫نفطستان الشمالية وبين دولة نفطستان الجنوبية‪،‬‬ ‫أنه لما تمت الهدنة بين الدولتين‪ ،‬بعد ترسيم الحدود‪،‬‬ ‫على االستفادة من بركات النخلة الفاصلة بينهما‪،‬‬

‫الواقعة جنوبا‪ ،‬حددت االستفادة أوال من ظل النخلة‪،‬‬ ‫ثم اكتشف نبهاء الدولتين أن الظل متحرك‪َ ،‬فغُيِّرَ‬ ‫البند إلى االستفادة من ثمر النخلة‪ .‬تستفيد نفطستان‬ ‫الشمالية منه عاما‪ ،‬وتستفيد نفطستان الجنوبية منه‬ ‫عاما آخر‪ .‬فلما كان العام الذي تستفيد منه نفطستان‬ ‫َ‬ ‫النخلة دا ُء البيوض‪ ،‬وهو داء ال دواء له‪.‬‬ ‫الجنوبية أصاب‬ ‫فأصر الجنوبيون على أن تبدأ استفادتهم من النخلة‬ ‫بعد هذا العام‪ ،‬وأصر الشماليون على مضمون االتفاق‪،‬‬ ‫وأن الخطأ خطأ الجنوبيين لجهلهم بزراعة النخل‪ ،‬حيث‬ ‫أكثروا من الماء في السقي‪ ،‬ولهذا فهم إلى جانب‬ ‫تشبثهم بمضمون االتفاق طالبوا بتعويض مناسب‬ ‫عن إتالف الجنوبيين للنخلة‪ ،‬وتنادى القوم إلى السالح‪،‬‬ ‫فنشبت حرب ضروس‪ ،‬استشهد فيها عم والدي “عباس‬ ‫األكحل”‪ ،‬المشهور بشهيد النخلة‪ .‬مات‪ ،‬رحمه اهلل‬ ‫تعالى‪ ،‬مقبال غير مدبر‪ ،‬وهو يقول‪ ،‬غفر اهلل له‪ :‬ال نخلة‬ ‫إال أنت!‪.‬‬ ‫وفي هذه الحرب عظم أمر “حماد”‪ ،‬وكان شماليا ال‬ ‫يرى بأسا أن يقاتل مع الجنوبيين‪ .‬فكان مرة مع هؤالء‪،‬‬ ‫ومرة مع هؤالء‪ .‬وهو مع ذلك إذا قاتل صدق‪ .‬انغمس‬ ‫في حرب البيوض األولى ثالث مرات‪ ،‬وكان يومها مع‬ ‫الشماليين‪ ،‬ثم بدا له فقاتل مع الجنوبيين في حرب‬ ‫الرقعة وما بعدها‪.‬‬ ‫واعتزل الحرب في أيامها األولى أبو حازم‪ ،‬ثم عاد‬ ‫فكان أشد رجالها فتكا‪ ،‬وأقلهم رحمة‪ ،‬وأجرأهم على‬ ‫فتوى‪.‬‬ ‫وقيل بأن عباسا األقرع عاش إلى أن قاتل في حرب‬ ‫البيوض الثانية‪ ،‬وقيل بأنه خرج يطلب “فتح الباب”‪.‬‬ ‫ولم يصح عندي في هذه المسألة شيء‪ .‬وأغرب األقوال‪،‬‬ ‫وأبعدها عن التصديق قول من قال بأنه قد غلبه السكر‬ ‫يوما‪ ،‬فلبس ثيابا صفرا‪ ،‬وخرج يختال بين الصفين‪ ،‬يوم‬ ‫وقعة “بركة البط”‪ ،‬فسمع قائال يقول‪ :‬أحسنت يا بقرة‬ ‫بني إسرائيل‪ ،‬غير أنك ال تسر الناظرين‪ .‬فمد يده إلى‬ ‫مسدسه‪ ،‬وقد أثقله السكر‪ ،‬فلم يشعر إال وقد رُمي به‬ ‫في البركة‪ ،‬ولم يكن يعرف السباحة‪ ،‬فمات فيها غرقا‪.‬‬

‫(حرب العَلم)‬ ‫بعد حرب البيوض األولى‪ ،‬وتخليدا لذكرى انتصار‬ ‫نفطستان الجنوبية على نفطستان الشمالية‪ ،‬اقترح‬ ‫أهل الرأي في الجنوب أن يضاف رسم نخلة إلى العلم‬ ‫الوطني المؤلف من خط أصفر يرمز إلى شساعة‬ ‫الصحراء وامتدادها‪ ،‬وخط أحمر يرمز إلى الدماء التي‬ ‫سالت على هذه الصحراء دفاعا عنها‪ ،‬وأخذا بثأر من قتل‬ ‫ظلما من أبنائها‪ .‬وعددهم منذ أن كانت نفطستان إلى‬ ‫اليوم الذي أحدثكم فيه ال يزيد عن ثالثة آالف شهيد‪.‬‬ ‫غير أن مصالحنا المعنوية الحظت أن هذا الرقم غير‬ ‫مناسب‪ ،‬فغيرته إلى رقم اعتبرته مقبوال‪ ،‬وهو‪ :‬خمسون‬ ‫شهيدا ومائة ألف شهيد‪ ،‬رحمهم اهلل جميعا‪.‬‬ ‫واختارت نفطستان الجنوبية بعد االنفصال أن‬ ‫تجعل الخط األصفر تحت الخط األحمر‪ ،‬وحافظ أهل‬ ‫الشمال على شكل العلم األصلي وهو خط أحمر فوقه‬ ‫خط أصفر‪ .‬وألنهم اعتبروا أنفسهم منتصرين فقد‬ ‫رسموا فوق رايتهم قطرة ماء‪ ،‬إشارة إلى الخطأ الذي‬ ‫ارتكبه الجنوبيون في سقي النخلة‪.‬‬

‫ولما علمت وزارة الدفاع في الجنوب بهذا القرار‬ ‫المستفز من أعدائهم التاريخيين‪ ،‬كتبت مذكرة للدول‬ ‫الكبرى‪ ،‬تعلمها بهذه المستجدات البالغة الخطورة‪،‬‬ ‫وتحمل الشماليين عواقب أفعالهم‪ ،‬ثم ألفت لجنة‬ ‫لتتبع هذا الملف‪ ،‬تحت اسم‪ :‬لجنة القطرة‪ .‬وبلغنا أن‬ ‫قرارا أمميا صدر بضبط النفس‪ ،‬وهو القرار الذي اعتبره‬ ‫الجنوبيون غير كاف‪ ،‬فتحركت قواتهم نحو الحدود‪،‬‬ ‫فكانت معارك حرب العلم‪ .‬وفيها أُسِر أحد القادة‬ ‫الشماليين‪ ،‬وافتدي‪ ،‬على عادتنا القديمة‪ ،‬بزق خمر‬ ‫وشاة‪ .‬وهو الفداء الذي ُفدِي به قديما جدنا الحارث‬ ‫بن ظالم‪ ،‬كما هو معروف متداول‪ ،‬ثم أصبح سنة بين‬ ‫قبائلنا في فداء أسرى الحرب‪.‬‬

‫{حرب الرُّقعة}‬

‫وكان من خبر هذه الحرب أن “حمادا صدر الصورة”‬ ‫حمل راية الشماليين يوم حرب العلم‪ ،‬ثم بدا له أن‬ ‫القوم بخسوه حقه‪ ،‬ومنعوه نصيبه‪ ،‬واستأثروا بغنائم‬ ‫المعارك دونه‪ ،‬فغضب‪ ،‬وأخذته الحمية‪ ،‬وعزم على أن‬ ‫ال يقاتل تحت رايتهم قط‪ .‬ثم إنه حملها بليل حتى‬ ‫لحق بالجنوبيين‪ ،‬فلم يشعر القوم إال وحماد بينهم‪،‬‬ ‫وقد رمى الراية تحت أقدامهم‪ ،‬وهو يقول‪ :‬اشهدوا‬ ‫أن هذه الراية ليست اليوم إال رقعة‪ .‬أو قال‪ :‬خرقة‪.‬‬ ‫الشك مني‪ .‬فما هو إال أن سمع الشماليون بالخبر‪ ،‬حتى‬ ‫جمعوا من المقاتلة ما لم يكونوا قد جمعوا من قبل‪،‬‬ ‫وغضب لهم ما لم يكن قد غضب من أهل الشمال‪،‬‬ ‫ولحق بهم من المتطوعة‪ ،‬والمرتزقة زهاء عشرين‬ ‫ألفا‪ ،‬واستُنْفِر الكبير والصغير‪ ،‬وجاؤوا يجرون الشوك‬ ‫والحجر‪ ،‬واستعدوا بالمال والسالح‪ ،‬ورهنوا بئر نفطهم‬ ‫في نفقات الحرب‪ ،‬ونُدِب للمقاتلة من يحرضهم‬ ‫حتى استسهلوا الشهادة في سبيل الراية‪ .‬ثم خرجوا‬ ‫فجرا يريدون أهل الجنوب‪ ،‬فلما تراءى الناس‪ ،‬وهيئت‬ ‫المدافع‪ ،‬وحُركت الدبابات‪ ،‬خطب قائد جيش الشمال‬ ‫في من معه خطبة عصماء‪ ،‬كانت سببا مباشرا في‬ ‫َ‬ ‫حُفِظ منها عنه قوله‪ ”:‬يا معشر‬ ‫نصر ذلك اليوم‪.‬‬ ‫أهل الشمال‪ ،‬هذا يوم له ما بعده‪ ،‬هذا يوم مشهود‪،‬‬ ‫وعز مردود‪ .‬هذا يوم خفق البنود‪ .‬ال يغرنكم ما أنتم‬ ‫عليه من الحق‪ ،‬وما هم عليه من الباطل‪ ،‬فتطمئن‬ ‫قلوبكم إلى نصر يبعثه الحق‪ ،‬ويضمنه العدل‪ .‬إنما‬ ‫النصر بالصبر‪ ،‬والفوز بالفتك‪ ،‬والغلبة لمن خاف العار‪،‬‬ ‫فكره الفرار‪ .‬وهذا عدوكم قد خبركم وخبرتموه‪،‬‬ ‫وعرفكم وعرفتموه‪ ،‬وشهد معكم المشاهد قبل أن‬ ‫ينكص على عقبيه‪ ،‬ويعض اليد التي مدت إليه‪ .‬فهو‬ ‫إن ِّ‬ ‫مُكنَ من رقابكم رَوَّى منها رماحَه غير هياب‪،‬‬ ‫وال وجل‪ ،‬وال راحم‪ .‬وإن يُنْصَرْ عليكم اليومَ يستعبد‬ ‫أسيركم‪َ ،‬‬ ‫ويُذ ِّففْ على جريحكم‪ .‬فاهلل اهلل في أنفسكم‪،‬‬ ‫وفي أوالدكم‪ ،‬وفي ذراريكم ونسائكم‪ .‬ال أراكم اليوم‬ ‫تفرون‪ .‬فإن نجاتكم في حتفكم‪ ،‬وحياتكم في موتكم‪.‬‬ ‫الدماء‪ .‬الدماء‪ .‬حتى أرى صفرة هذه األرض قد عجنت‬ ‫بماء هذه األجساد‪ ،‬فاحمرت غضبا لما لحق رايتكم‪،‬‬ ‫وانطلق منها الشرار المحرق‪ ،‬والموت المحدق‪ .‬وإني‬ ‫اليوم منغمس في عدوكم‪ ،‬فإن رأيتموني خلفكم فقد‬ ‫أحللت لكم دمي‪ ،‬وإن التفت فلم أركم خلفي جميعا‬ ‫فقد أحللت لورثتي دماءكم‪ .‬إيها إلى الحرب ُقدُماً غير‬ ‫ناكصين”‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫من وحي الندوة التكريمية للدكتور‬ ‫جعفر السلمي عاشق المخطوطات‬ ‫• محمد العربي الفتوح‬ ‫باحث في المعالم التراثية‬

‫من �أولياء ووليات مدينة الق�رص الكبري‪:‬‬ ‫‪ )10‬الولية الصالحة فاطمة‬ ‫بنت أحمد الجبارية الصالحة‬ ‫والزاهدة‬

‫بقلم‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫واجهة �ضريح الولية‬

‫الدكتور جعفر السلمي يتسلم جائزة تكريمه في الندوة التكريمية‬

‫بحثت عن الصفاء في أفتن العيون‬ ‫فلم أجده‪ ،‬بحثت عنه في الحياة العريضة‬ ‫المشرقة في قلوب العذارى فلم أجده في‬ ‫خرير جداويل كيتان الغناءة فلم أعثر عليه‬ ‫في عيون كالوديا (‪ )cardinal‬فلم أجده‬ ‫أيضا‪ ،‬لكني وجدته أخيرا في فكر وعبقرية‬ ‫األستاذ جعفر السلمي‪.‬‬ ‫مررت باألزقة العتيقة أسألها‪ ،‬هل‬ ‫في تطوان وأرباضها (جعفر)؟! أجابت‬ ‫والبشر يعلو محياها جعفر من ؟ البرمكي‪،‬‬ ‫أم السلمي ؟ قلت لها بل السلمي‪ ،‬قالت‬ ‫لعلك تقصد عاشق المخطوطات إنه مع‬ ‫عمدة الراوين للمؤرخ الرهوني ومع‬ ‫(النعيم المقيم) للعالمة المرير‪ ،‬وقد كان‬ ‫لي الشرف أن أمنحه مخطوطا عن جدي‬ ‫من األم الولي الصالح المجاهد سيدي‬ ‫طلحة الدريج‪ ،‬وهو عبارة عن تقييد في‬ ‫ترجمة سيدي طلحة الدريج بعنوان‬ ‫(المسك األريج في نسب أهل الدريج)‬ ‫لسلمان الحوات اإلدريسي الشفشاوني‪،‬‬ ‫وليس من السهل أن تتناول بالدرس‬ ‫أعمال الدكتور جعفر السلمي فالرجل‬ ‫موسوعة في اللغة واآلداب والتاريخ‪ ،‬ففي‬ ‫اللغة تحس بنشوة لغوية وأنت تستمع‬ ‫إلى محاضراته واأللفاظ تخرج من شفتيه‬ ‫ترقص كالفراشات تأخذ حضها من‬ ‫اإللقاء‪ ،‬بل وحتى التاء المعجمية تأخذ‬ ‫عنده هي األخرى نصيبها من اإللقاء‬ ‫(والتاء المعجمة هذه يسقط في فخها‬ ‫كثير من الكتاب)‪ ،‬كما يسقط البعض‬ ‫في كلمة ورق بكسر الراء عندما ينصبها‬ ‫فيغير معناها‪ ،‬فهي تعني بكسر الراء‬ ‫(المال) كما هو الشأن في قصة أهل‬ ‫الكهف‪ ،‬فالورق بكسر الراء يعني المال‬ ‫وبنصب الراء يعني الورق الذي نكتب‬ ‫عليه‪ ،‬وفي محاضرات األستاذ جعفر متعة‬ ‫في شتى فنون المعرفة ففيها الفكر‬ ‫والبالغة والتاريخ والشعر وهي تعتبر‬ ‫ضربا من ضروب تلك الدروس الحسنية‬ ‫التي كان يلقيها العالمة بلخوجة‪ ،‬بل‬ ‫هي عبارة عن سنفونيات‪ ،‬ومن الناحية‬ ‫النفسية تعتري أستاذنا جعفـر السلمي‬ ‫حالة نفسية وهو يلقي محاضراته‪ ،‬حالة‬ ‫يحس بها المبدعون وتعتريهم من حين‬ ‫آلخر وهذه الحالة النفسية يسميها نقاد‬ ‫األغنية العربية (بالوقفة الحراقة) وهي‬ ‫حالة النشوة (‪ )Le plaisir‬أي عندما‬ ‫يحس المبدع بأنه حقا قد أبدع كما‬ ‫كان يفعل البحتري عندما ينتهي من‬ ‫إلقاء قصائده فيقول ‪« :‬أحسنت واهلل»‪،‬‬ ‫وهذه الحالة النفسية التي تعتري جعفر‬ ‫السلمي هي خروجه عن مستوى اإللقاء‬ ‫الطبيعي لبعض الجمل التي يبتلع بعض‬

‫حروفها ويكون هذا البلع مفضوحا بسبب‬ ‫تفخيم هذا اإللقاء الذي تسببت فيه نشوة‬ ‫اإلبداع ولم أجد إال أن أهنئه بهذه النشوة‬ ‫اإلبداعية فأقول ‪:‬‬ ‫ته دالال فأنت أهل لذلك‬ ‫وتمتع فالرب قد أعطاك‬ ‫هذه فدلكة لغوية أحسست بها‬ ‫وأخرجتها من أدب جعفر السلمي واألستاذ‬ ‫جعفر يغبط الباحثين والدارسين لألدب‬ ‫الحديث الذين يدرسون شوقي والبارودي‬ ‫وحافظ يجدون األرض مفروشة بالورود‬ ‫(على حد تعبيره) ألنهم لم يعانوا ما عاناه‬ ‫جعفر السلمي وهي يبحث في األدب‬ ‫الموحدي وهو يبحث عن شاعر موحدي‬ ‫أرقه‪ ،‬وهنا أطرح سؤاال ألم يجد الدكتور‬ ‫جعفر السلمي الذي يبحث عن ضالته في‬ ‫األدب الموحدي في النبوغ المغربي لعبد‬ ‫اهلل كنون ؟ الم يجد مبتغاه في الوافي‬ ‫باألدب العربي للمغرب األقصى وهو‬ ‫الكتاب الذي استحق عليه مؤلفه جائزة‬ ‫الدولة محمد بن تاويت أستاذ الجيل؟!‬ ‫إن ما يبحث عنه جعفر السلمي‬ ‫البد أن يكون موجودا في كتاب (الوافي‬ ‫باألدب العربي في المغرب األقصى)‬ ‫وموضوع األدب الموحدي قد تطرق إليه‬ ‫ابن تاويت التطواني وال يمكن أن تفوته‬ ‫فيه كل كبيرة وصغيرة‪ ،‬لهذا استحق‬ ‫عليه جائزة الدولة الكبرى في األدب‪،‬‬ ‫وكنت وأنا أستمع إلى جعفر السلمي‬ ‫وهو يتحدث عن أيام دراسته بفاس وهو‬ ‫يذكر الذين تتلمذ عليهم من األساتذة‬ ‫الكبار مثل الهراس وعبد القادر زمامة‬ ‫وحجي‪ ،‬أقول كنت أغبطه ولست أدري‬ ‫لماذا نسي أن يذكر لنا إمام البالغة‬ ‫وسليل سيبويه األستاذ الكبير محمد بن‬ ‫تاويت التطواني‪ ،‬أما عن التاريخ وخاصة‬ ‫عمدة الراوين الذي حققه فلي فيه بعض‬ ‫األسئلة‪ ،‬لقد تطرق المؤرخ داود في‬ ‫تاريخ تطوان إلى موضوع حرب تطوان‬ ‫في ستين صفحة وذكر فيها مخطوط‬ ‫(مدريد) الذي توجد فيه صورة عن‬ ‫الحياة االجتماعية في تطوان أيام تلك‬ ‫الحرب ‪ 1860/1859‬فكيف عالج المؤرخ‬ ‫الرهوني ذلك المخطوط ؟‬ ‫كما أن أبيـات شعرية قيلـت في‬ ‫تطوان توجد في ذلك المخطوط وهي ‪:‬‬ ‫أحن إلى تطـوان في كل موطـن‬ ‫حنيـن مشــوق للعنـاق وللضـــم‬ ‫وما ذاك إال ألن جسمي رضيعها‬ ‫والبـد من شـوق الرضـيـع إلى األم‬

‫فمن قائل هذه األبيات ؟! هل‬ ‫هو الشاعر الرافعي‪ ،‬وهناك موضوع‬ ‫آخر يتعلق بحرب تطوان أو ما يعرف‬ ‫بأدب حرب تطوان كيف عالجه المؤرخ‬ ‫الرهوني ؟! وقد سبق أن وضعت فيه‬ ‫دراسة نقدية بعنوان (أدب حرب تطوان‬ ‫بين المطرقة والسندان) وقد هنأني‬ ‫عليه أستاذي المرحوم الدكتور أحمد‬ ‫اإلدريسي عمدة تطوان السابق‪ ،‬ورجعت‬ ‫إلى نفس الموضوع بعنوان آخر وهو‬ ‫(أبو البقاء الروندي والحطيئة في زيارة‬ ‫تطوان)‪ ،‬وطلع علينا في مجلة المناهل‬ ‫المرحوم الخطيب بموضوع أدب حرب‬ ‫تطوان يشمل األشعار التي قالها اإلسبان‬ ‫ضدنا في هذه الحرب ومن باب الصدفة‬ ‫وأنا أرافق ضابطا عسكريا إسبانبا كلفت‬ ‫بمرافقته ثالثة أيام زار معي تطوان‬ ‫والشاون وطنجة والعرائش وكان في كل‬ ‫يوم يردد لي شعرا إسبانيا يشمل حرب‬ ‫تطوان ويبدو أن هذا الضابط السامي ال‬ ‫يحمل أدبية وأخالق الحوار ذلك أن الشعر‬ ‫الذي قاله في حرب تطوان هو شعر هجاء‬ ‫وسخرية وتهكم‪ ،‬والشعر هو ‪:‬‬ ‫‪Quien me compra las babuchas‬‬ ‫‪del Hermano del Sultán‬‬ ‫‪Que les han caído en la batalla‬‬ ‫‪de Tetuán‬‬ ‫من يشتري مني نعال أخ السلطان‬ ‫التي أضاعها في حرب تطوان‬ ‫أصابع االتهام تشير إلى أن قائل هذا‬ ‫الهجاء هو الشاعر الصحفي ألركون الذي‬ ‫كان يرافق الجيوش اإلسبانية في حرب‬ ‫تطوان ‪ ،1860/1859‬واتصلت باألخ‬ ‫الدكتور محمد المرابط الذي قدم رسالة‬ ‫الدكتورة في االركون فلم أجد عنده شيئا‬ ‫في هذا الموضوع ولم يبق لي سوى‬ ‫الدكتور عديلة أتمنى أال يخيب ظني هذا‬ ‫األخير‪.‬‬ ‫وأخيرا أتمنى أن تكون هذه الشهادة‬ ‫التي هي في الواقع عربون محبة واخالص‬ ‫في حق الصديق المكرم الدكتور جعفر‬ ‫السلمي الذي نكن له كل حب وتقدير لما‬ ‫يقدمه لنا في عالم المعرفة وتحية طيبة‬ ‫مباركة في ما حوته الصدور واستقرت‬ ‫عليه القلوب‪.‬‬ ‫كانت هذه الشهادة التي قدمتها‬ ‫في الندوة التكريمية في حق المحتفى‬ ‫به الدكتور جعفر السلمي وقد شارك فيها‬ ‫عدد من األساتذة الدكاترة األجالء وإلى‬ ‫اللقاء يا معشر األصدقاء‪.‬‬

‫هي فاطمة بنت الفقيه العالمة سيدي أحمد‬ ‫بن الحسين الجباري الشريف الحسني القصري‪،‬‬ ‫تنحدر من العائلة الجبارية القصرية التي أنجبت‬ ‫العديد من العلماء والفقهاء والصلحاء‪ ،‬الذين‬ ‫ساهموا في نشر العلم والمعرفة‪.‬‬ ‫لم أقف لها على ترجمة كاملة‪ ،‬وال على‬ ‫تاريخ ومكان والدتها‪ ،‬ونشأتها وتعليمها‪ ،‬وكذا‬ ‫العلماء والفقهاء الذين تتلمذت علي يديهم‬ ‫وأخذت عنهم‪ .‬باستثناء بعض المعلومات القليلة‬ ‫التي ال تشفي الغليل‪ .‬فهي تعد سليلة عائلة‬ ‫علمية حيث نشأت وترعرعت بين أفرادها‪،‬‬ ‫وتميز علماؤها بالعمل في التدريس والقضاء‬ ‫أال وهي األسرة الجبارية‪ .‬جاء في كتاب معجم‬ ‫شهيرات المغرب ‪ ( :‬وقد انتقل بعض أفرادها إلى‬ ‫مدينة القصر الكبير في القرن العاشر الهجري‪،‬‬ ‫وبرزوا في مجال العلم والتصوف ‪ ...‬وفاطمة هذه‬ ‫من ذريتهم‪ ،‬عرفت بالوالية والصالح‪ ،‬والسعي‬ ‫في نشر السلوك القويم‪ ،‬واتخذت من منزلها‬ ‫مجلسا لحلقات الذكر والتربية الروحية لفائدة‬ ‫مريداتها المتصوفات)‪ .‬الصفحة ‪.247‬‬ ‫وقد عاشت الولية الصالحة فاطمة الجبارية‬ ‫في القرن الحادي عشر الهجري‪ ،‬القرن السابع‬ ‫عشر الميالدي‪ ،‬خالل عصر الدولة السعدية (‬ ‫‪ 915‬هـ ‪ 1069 /‬ـ ‪ 1510‬ــ ‪1658‬م)‪ .‬وافتها‬ ‫المنية بمدينة القصر الكبير سنة ‪1080‬هـ‬ ‫‪1670 /‬م‪ .‬حسب ما هو مشار إليه بالرخامة‬ ‫الموجودة بحائط الضريح ال��ذي دفنت فيه‬ ‫بعدوة باب الواد حي الديوان بالدرب الذي يحمل‬ ‫إسمها درب لال بنت أحمد‪.‬‬ ‫وقد ورد في كتاب لمع من ذاكرة القصر‬ ‫الكبير‪( :‬توجد تربتها في مجاورة المسجد‬ ‫المنسوب إليها من رأس الديوان داخل القصر‬ ‫الكبير‪ ،‬ويقال إنها كانت معاصرة لسيدي‬ ‫الفضلي المتوفى رحمه اهلل سنة ‪ 1060‬هـ)‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ .118‬رقم ‪.24‬‬ ‫وج��اء في معلمة المغرب ‪( :09‬الجباري‬ ‫فاطمة بنت أحمد القصرية ولية صالحة كان‬ ‫والدها من علماء المدينة‪ ،‬وهو المترجم قبل‪.‬‬ ‫اشتهرت بتنظيم حلقات الذكر بمنزلها‪ ،‬وكانت‬ ‫ظاهرة البركات‪ .‬توفيت بمدينة القصر الكبير‬ ‫في أواخر القرن الحادي عشر (‪17‬م)‪ .‬ودفنت بدار‬ ‫سكناها بحي باب الواد‪ ،‬ثم أقيمت عليها قبة‪،‬‬ ‫وبني بإزاء ضريحها مسجد تقام فيه الصلوات‬ ‫الخمس‪ .‬وما زال أبناء األسرة الجبارية بالقصر‬

‫الكبير ينظمون سنويا بضريحها حفال إلحياء‬ ‫ليلة المولد النوبوي الشريف )‪ .‬الصفحة ‪.2901‬‬ ‫المشهور عن الولية الصالحة فاطمة بنت‬ ‫أحمد أنها كانت تنظم بمنزلها حلقات للذكر‬ ‫وسهرات صوفية‪ ،‬تتلى فيها آيات من الذكر‬ ‫الحكيم وأوراد دينية وصوفية‪ .‬يقول عنها‬ ‫الخضر بن عبد السالم الجباري في كتابه تيسير‬ ‫الباري‪ ...( :‬كانت تقيم حلقات الذكر بمنزلها‬ ‫الذي دفنت فيه بحومة باب ال��وادي‪ ،‬ويذكر‬ ‫المسنون من أفراد عائلتنا أنها كانت تعتريها‬ ‫غيبة عند ذكر النبي (صلعم)‪ ،‬وتبقى على حالها‬ ‫تلك مدة طويلة‪ ،‬توفيت رحمها اهلل أواخر القرن‬ ‫الحادي عشر الهجري ودفنت بمرقدها الكائن‬ ‫بحومة الديوان من القصر الكبير وأقيمت عليها‬ ‫قبة‪ ،‬كما بني مسجد بإزاء ضريحها تؤدى فيه‬ ‫الصلوات الخمس‪.‬‬ ‫رثاها أخوها وكان زجاال بمرثية جاء في‬ ‫مطلعها ‪:‬‬

‫الال نعست سنـــــــــــدت‬ ‫كان هي في النوم راكـدا‬ ‫قولو لها الحضرة تعكست‬ ‫قوم يابنت أحمد تكلســــا‬

‫وال زال ضريحها يشهد كل عام تجمعا‬ ‫كبيرا ألبناء الجباري وعموم المؤمنين بمناسبة‬ ‫عيد المولد النبوي الشريف حيث يتلى القرآن‬ ‫الكريم والمدائح النبوية الشريفة في جو‬ ‫روحاني عظيم‪ ،‬نفعنا اهلل بها آمين)‪ .‬الصفحتان‬ ‫‪ 25‬و‪.26‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ - 1‬كتاب تيسير الباري في ثبوت النسبة النبوية‬ ‫الشريفة ألوالد الجباري‪ .‬إعداد الخضر بن عبد السالم‬ ‫الجباري الحسني‪ .‬السنة ‪1989‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬كتاب لمع من ذاكرة القصر الكبير‪ .‬كتاب‬ ‫جماعي‪ .‬إعداد وتنسيق محمد العربي العسري و ج‪.‬‬ ‫محمد أخريف‪ .‬السنة ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬معلمة المغرب العدد ‪1998 .9‬م‪ .‬الصفحة‬ ‫‪ .2901‬من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة‬ ‫والنشر‪.‬‬ ‫‪ - 4‬كتاب معجم شهيرات المغرب‪ .‬تأليف زهراء‬ ‫ناجية الزهراوي‪.‬الطبعة األولى ‪2009‬م ‪ .‬رقم ‪.255‬‬ ‫الصفحة ‪.247‬‬ ‫‪ – 5‬كتاب إتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث‬ ‫عشر والرابع‪ .‬تأليف عبد السالم بن عبد القادر بن‬ ‫سودة‪ .‬تحقيق محمد حجي‪.‬‬

‫قافلة طبية بمقريصات‬

‫لتمكين سكان زومي وعين بيضاء من الخدمات الطبية وخاصة المعوزين منهم‪ ،‬نظمت‬ ‫جمعية أجيال للتنمية بمقريصات‪ ،‬بالتعاون مع النيابة اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان‪،‬‬ ‫وبمساهمة جمعية إسفان للبيئة والتنمية‪ ،‬وعدد من الجمعيات المحلية في كل من زومي وعين‬ ‫بيضاء ‪ ،‬أيام ‪21‬و ‪ 22‬و‪ 23‬أبريل الجاري بالثانوية التأهيلية أم قريصات‪ ،‬قافلة طبية للفحص‬ ‫الطبيبالمجان‪.‬‬ ‫وحسب المسؤولين فإن تنظيم هذه القافلة الطبية المجانية تروم تقريب المراكز‬ ‫االستشفائية‪ ،‬عن طريق تنظيم مثل هذه القوافل لتوفير تكاليف وعناء تنقل المرضى إلى المدن‬ ‫ما يربو عن ‪ 1400‬شخص استفادوا من فحوصات مجانية‪ ،‬و‪ 400‬منهم استفادوا من أدوية‬ ‫مجانية‪ ،‬في عدد من التخصصات من بينها الطب العام وطب العيون واألسنان واألنف والحنجرة‬ ‫واألذن وطب األطفال‪.‬‬ ‫وإلى جانب الفحوصات الطبية‪،‬عرفت هذه القافلة خالل الثالثة أيام‪ ،‬تنظيم أنشطة توعوية‪،‬‬ ‫همت مجاالت الصحة اإلنجابية والتربية الغذائية‪ ،‬والسلوك الصحي اليومي للمواطن‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬


‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫الدالفين تمنع بحارة الحسيمة من الصيد و جمعية‬ ‫خريجي المعهد التكنولوجي للصيد البحري بالحسيمة‬ ‫تدق ناقوس الخطر‬ ‫الحسيمة تنتمي إلى منطقة الريف الكبرى‬ ‫(شمال المغرب)‪ ،‬وتتميزالمدينة والمنطقة‬ ‫المحيطة بها بتضاريسها الجبلية‪ ،‬وعلى مستوى‬ ‫البحر يعتبر ميناء الحسيمة الذي يقع على ساحل‬ ‫البحر األبيض المتوسط ثالث ميناء على‬ ‫المستوى الوطني لعبور المسافرين والمنفتح‬ ‫الوحيد على المتوسط للمنطقة الشمالية‬ ‫الوسطى‪ .‬وذلك من حيث توفره على محطة‬ ‫بحرية ببنيات تحتية عصرية‪ ،‬لكن غالبا ما يظل‬ ‫الميناء مغلقاً خالل السنة بسبب عدم وجود‬ ‫اإلرادة السياسية‪ ،‬ليتم فتحه خالل فترات العطلة‬ ‫الصيفية ويعرف ميناء الحسيمة بفعل هجرة‬ ‫مراكب الصيد المذكورة شلال وركودا تجاريا‬ ‫غير مسبوقين‪ ،‬حيث إن الحسيمة تستورد‬ ‫أزيد من ‪ 90‬بالمائة من حاجياتها من األسماك‬ ‫بعدما كانت في السابق مصدرة لهذه المادة‬ ‫الحيوية‪ ،‬وأصبح اإلفالس يطوق المدينة التي‬ ‫تعتبر هذه الوحدة االقتصادية قلبها النابض‪،‬‬ ‫وذلك في الوقت الذي لم تحرك فيه الوزارة‬ ‫الوصية ساكنا‪ ،‬تاركة األمور تسير نحو األسوأ‪،‬‬ ‫كما يجب إحداث لجنة خاصة لتتبع أثمنة السمك‬ ‫جملة وتقسيطا‪ ،‬حيث يتناسب مع مستوى عيش‬ ‫السكان‪ ،‬وكذا إعفاء بائعي السمك المستورد‬ ‫من التعشير مرة ثانية‪ ،‬ثم توحيد ثمن السمك‬ ‫في جميع أماكن بيعها بثمن مناسب يرضي‬ ‫الجميع وال يضر الساكنة‪ ،‬ومن ناحية الضرائب‬ ‫إعفاء القطاع لمدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬مع أعادة النظر‬ ‫في بعض الجمعيات الممثلة لقطاع الصيد في‬ ‫التسيير وأن مصلحة البحار بصفة عامة هي‬ ‫فوق كل اعتبار شخصي‪ ،‬مع الضرب على أيدي‬ ‫المسؤولين المخلين باألوضاع وإفساد قطاع‬ ‫الصيد‪ ،‬مع بدل كل مجهود إلغناء المنطقة‬ ‫بما فيهم البرلمانيين‪ ،‬والمنتخبين ومهنيين‬ ‫ورؤساء المصالح من أجل استقرار واستمرار حياة‬ ‫الحسيميين والمنع من تشردهم‪ ،‬واتحادالتدابير‬ ‫الالزمة اتجاه الوحش المزعوم انه ال شرعا وال‬ ‫عرفا يترك لتمزيق اقتصاد المدينة وتهجير ما‬ ‫يفوق عن ‪ 2500‬بحار وتخريب ممتلكات الناس‬ ‫وتمزيق كشباك السمك‪ ،‬سواء على المستوى‬ ‫المحلي أو اإلقليمي أو الجهوي‪ ،‬ال يقبل عقال‬ ‫وال شرعا وال عرفا أن يترك وحش يتسبب في‬ ‫تمزيق ومحق اقتصاد مدينة‪ ،‬وتشريد عائالت‪،‬‬ ‫وتهجير ما يفوق ‪ 2500‬بحار‪ ،‬وتخريب ممتلكات‬ ‫الناس كالشبكة السمك وغيرها‪ ،‬وتكبيد خسائر‬ ‫جسيمة في الحسيمة س��واء على المستوى‬ ‫المحلي أو اإلقليمي أو الجهوي‪ ،‬فالبد من العمل‬ ‫الجدي لفك هذه المعضلة‪ ،‬لتحيى مدينتا بسالم‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫‪ 14‬ـ �إطاللة على امل�رسح املغربي‬

‫التمثيل اإلذاعي‬ ‫‪-‬‬

‫ولتستمر النوارس بميناء الحسيمة بعد أن‬ ‫هجرته مراكب الصيد‪.‬‬ ‫ها هي النتيجة التي لم تكن متوقعة‬ ‫مغادرة مراكب الصيد من الحسيمة ‪ ،‬ومغادرة‬ ‫أكثر من ‪ 500‬بحري ومعهم العاملون في‬ ‫القطاع ومن الخاسر من هذا ‪ ،‬الجميع بطبيعة‬ ‫الحال ‪ ،‬األزمة لم تصل بعد الى الجميع ولكن‬ ‫إذا استمر الوضع هكذا سيتضرراإلقليم باكمله‬ ‫وسيعاني كل من له صلة بهذا القطاع‪.‬‬ ‫يقولون لنا مخطط اليوتيس واإلتفاقيات‬ ‫الدولية في حماية الحيوانات وكذا وكذا ‪ ...‬نحن‬ ‫نقول هل تفكر وزارة الصيد البحري في تنمية‬ ‫حقيقية ودعم قطاع الصيد البحري بالحسيمة‬ ‫واإلستماع الى هموم المهنيين والبحارة ألنه‬ ‫القطاع الوحيد الذي يشغل نسبة كبيرة من‬ ‫اليد العاملة ‪ ،‬أم أنها منكبة فقط على برامجها‬ ‫التنموية على الواجهة األطلسية‪ ،‬فقط مشكل‬ ‫النيكرو ليس سهال وال يمكن حله ببعض‬ ‫التقنيات البسيطة وبعض األالت التي تصدر‬ ‫موجات صوتية ألن هذا الحيوان ذكي جدا‬ ‫ولديه حدس كبير ويتكيف مع هذه التقنيات‪،‬‬ ‫لهذا نطلب من وزارة الصيد البحري والمعنيين‬ ‫بالقطاع الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة‬ ‫الوضع بجدية إليجاد الحل‪.‬‬ ‫و نتمنى من المسؤولين بذل المزيد من‬

‫المجهودات والعمل على استرجاع قطاع الصيد‬ ‫البحري بالمنطقة لعافيتة ورج��وع المراكب‬ ‫والبحارة إلى مدينتهم وعائالتهم‪.‬‬ ‫وفي اتصال هانفي مع السيد فكري ولد‬ ‫شعيب نائب رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬قال بأن هذه المراكب توجهت‬ ‫للصيد في المنطقة الممتدة ما بين القنيطرة‬ ‫وطنجة‪ ،‬مبرزا أنه لم يتبق اآلن بميناء الحسيمة‬ ‫س��وى مركبين صغيرين لصيد السردين‪،‬‬ ‫ويتكبدان بشكل مستمر خسائر قد تدفع بهما‬ ‫أيضا إلى المغادرة‪.‬‬ ‫ولد شعيب‪ ،‬أض��اف بأن هذا النوع من‬ ‫الدالفين يستهدف شباك مراكب الصيد‬ ‫الساحلي التي تبلغ قيمتها حوالي ‪ 80‬مليون‬ ‫سنتيم‪ ،‬لكونها شباك ليست قوية مثل شباك‬ ‫الصيد بالجر‪ ،‬ويسهل على هذه األسماك الفتك‬ ‫بها وإلحاق أض��رار كبيرة تستلزم في بعض‬ ‫األحيان ‪ 3‬ماليين إلصالحها‪.‬‬ ‫وأكد نفس المتحدث أن هذا النوع من‬ ‫الدالفين محمي بموجب اتفاقيات وقعها‬ ‫المغرب‪ ،‬وفي حالة اإلضرار به من طرف البحارة‬ ‫فإن ذلك يعرضهم للمساءلة القانونية‪ ،‬وهو ما‬ ‫أجبرهم في النهاية‪ ،‬أمام تكاثر الدالفين‪ ،‬على‬ ‫االنسحاب‪ ،‬مستغربا في نفس الوقت عدم اتخاذ‬ ‫الدولة إجراءات كفيلة بإنهاء هذا الوضع‪.‬ــ‬

‫فكري ولد علي‬

‫من مشاكل الصحة العمومية بالحسيمة‬

‫انتقال أطباء اختصاصيين من مدينة الحسيمة ‪...‬‬ ‫يضاعف مشاكل السكان في مجال التطبيب‬ ‫رغمالمجوداتالمبذولةمنطرفومسؤولي‬ ‫القطاع الصحي بالمغرب وبما يمكن أن يوفره‬ ‫لساكنة الريف لحدود اللحظة النتشال واقعهم‬ ‫المرير سيما على المستوى الصحي ؛ فيما يستمر‬ ‫الكثيرون في طرح سؤال منطقي مع أنفسهم؛‬ ‫من نحن ؟؟ من نحن؟؟؟ هو س��ؤال تطرحه‬ ‫ساكنة الحسيمة لحدود هذه اللحظة‪ ،‬وضعية‬ ‫مأساوية يعيشها أكبر وأقدم مستشفى جهوي‬ ‫على مستوى اإلقليم‪ ،‬والذي ال يتوفر على أبسط‬ ‫الشروط لترقيته واقعيا وتقييميا بسبب اإلهمال‬ ‫وانعدام التجهيزات والوسائل الطبية؛ ناهيك عن‬ ‫هجرة األطباء المتخصصين والعمليات الجراحية‬ ‫التي ال تتم فيه والتي تبعث وتقسم على باقي‬ ‫المدن مما يضطر معه المرضى إلى التنقل خارج‬ ‫اإلقليم إلجراء العمليات الجراحية‪.‬‬ ‫وأفادت مصادر المطلعة أن عدد األطباء‬ ‫المتخصصين بمستشفى محمد الخامس‬ ‫بالحسيمة‪ ،‬غادرت نحو مستشفيات أخرى في‬ ‫وج��دة وال��دار البيضاء‪ ،‬أو نحو المستشفيات‬ ‫الخاصة‪ ،‬الشيء الذي زاد في الطين بلة‪ ،‬هو‬ ‫“الهجرة الجماعية” لألطباء المتخصصين الذي‬ ‫زاد الوضع المتردي تأزما‪.‬‬ ‫كل هذا زاد من معاناة المرضى المتوافدين‬ ‫على هذا المستشفى بعد طول انتظار للمواعد‬ ‫التي تعطى بعد أسابيع وشهور‪ ،‬مما يجعل‬ ‫المرضى في دوامة شاقة بالمتاعب في سبيل‬ ‫تشخيص مرضهم ال في سبيل العالج‪.‬‬ ‫المدينة تعاني من أزمات كثيرة اقتصاديا‪،‬‬ ‫والتي تنعكس سلبا على القطاع الصحي‪ ،‬مما‬ ‫ساعد على هجرة األطباء المختصين للبحث عن‬ ‫مدن تبرز كفاءتهم وأكثر طلبا لتخصصاتهم‬

‫‪10‬‬

‫مثل أمراض العظام والعيون والوالدة‪ ،‬واحتكار‬ ‫الميدان من قبل أطباء يستغلون خلو الميدان‬ ‫الطبي من هذه التخصصات حيث يعملون‬ ‫على رفع أثمان الفحص والعمليات الجراحية‬ ‫والتي تزيد من معاناة الساكنة‪ ،‬ويجد المرضى‬ ‫نفسهم مضطرين إلى قطع مئات الكيلومترات‬ ‫نحو مدن فاس‪ ،‬الرباط للعالج‪.،‬‬ ‫أوضحوا بأن ميزانية مهمة رصدت القتناء‬ ‫وإدخال وتزويد المؤسسات االستشفائية بأجهزة‬ ‫و أدوات طبية‪ ،‬لكن لم يتحقق شيء لحدود‬ ‫اللحظة‪ ،‬سيما وأن أغلب المواطنين لم يلمسوا‬ ‫أي تحسن أو رفع ألي كفاءة وجاهزية في أي قسم‬ ‫من األقسام التابعة لمستشفى محمد الخامس‬ ‫الجهوي ‪.‬‬

‫وع�لاق��ة بالموضوع ح��ل م��ؤخ��را عامل‬ ‫اإلقليم محمد الزهر رفقة باشا مدينة الحسيمة‬ ‫بمستشفى محمد الخامس‪ ،‬في زيارة تفقدية‬ ‫فجائية‪ ،‬مما خلق نوعاً من االرتباك وسط‬ ‫الطاقم الطبي العامل بالمستشفى‪.‬‬ ‫واطلع عامل اإلقليم على قسم الوالدة‬ ‫وأجنحة أخرى كقسم تحاقن الدم رفقة باشا‬ ‫المدينة‪ ،‬حيث وقف على الخصاص الكبير الذي‬ ‫يعاني منه المستشفى في كميات الدم‪ ،‬حيث‬ ‫بات يستغيث بمستشفيات في مدن أخرى لطلب‬ ‫الدم في الحاالت المستعجلة‪.‬‬

‫ف‪ .‬و‪ .‬ع‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬مصطفى الحراق‬

‫في الحلقة الماضية‪ ،‬تطرقنا إلى ما اصطلح عليه في تلك‬ ‫الفترة من تاريخ التمثيل اإلذاعي بالتمثيل الشعبي‪ ،‬الذي كان‬ ‫قد اتخذ اللهجة المغربية الدارجة في رواياته‪ ،‬حيث اشتدت‬ ‫الرغبة لتلك النهضة الشاملة‪ ،‬فيما يخص التمثيل اإلذاعي‪،‬‬ ‫ووجد المستمعون والمتتبعون في اللهجة الدارجة تبليغا مباشرا‪،‬‬ ‫وتمثيال واقعيا‪ ،‬يجسد حياتهم اليومية‪ ،‬سواء من خالل أفراحهم‬ ‫أو من خالل معاناتهم‪ ،‬كما نهج هذا التمثيل الشعبي نهجا‬ ‫توجيهيا‪ ،‬إلبراز طرق الحياة العصرية‪ ،‬ومحاربة الرجعية‪ ،‬رغبة في‬ ‫رفع مستوى النضج الفكري لدى المتلقي‪ ،‬بتحييد النظرة القديمة‬ ‫عن األشياء‪ ،‬وكان يمرر بأسلوب تمثيلي هزلي‪ ،‬على أن تلك‬ ‫التمثيليات كان في بعضها آني وظرفي‪ ،‬وحتى المواضيع التي‬ ‫عالجها‪ ،‬جاءت في وقتها المناسب‪ ،‬حيث كانت محل تعاليق من‬ ‫طرف المستمعين‪ ،‬وشكلت نقاشا مستفيضا من بعض الشباب‬ ‫المهتم بالعمل التمثيلي اإلذاعي‪.‬‬ ‫وكانت الروايات التي قدمت باللهجة المغربية الدارجة خالل‬ ‫موسم ‪ 1950 - 1949‬في اإلذاعة العربية لراديو المغرب‪ ،‬قد‬ ‫نالت من طرف المستمعين تعليقات كلها إطراء ومدح‪ ،‬حيث‬ ‫خلفت صدى طيبا لدى مختلف الشرائح االجتماعية المغربية‪.‬‬ ‫وقد برز كما قلنا آنفا اسم عبد اهلل شقرون‪ ،‬كمتخصص في‬ ‫التمثيل اإلذاعي باللهجة المغربية الدارجة في جميع الروايات‬ ‫التي كانت قد قدمتها اإلذاعة‪ ،‬نذكر من أهمها (سوسة‬ ‫المجتمع‪ ،‬انسيب امي فطومة‪ °‬سوسة المجتمع‪ ،‬السعادة‬ ‫المغصوبة‪ ،‬والمستضعفون ‪ ) ...‬وقد ازدادت في هذه الفترة‬ ‫رغبة المستمعين لروايات باللهجة المغربية الدارجة‪ ،‬فعملت‬ ‫اإلذاعة على إرضائهم قدر اإلمكان‪ ،‬لكنها لم تقبل التفريط في‬ ‫التمثيل األدبي والروايات الكالسيكية بالعربية الفصحى‪ ،‬وظلت‬ ‫اإلذاعة على هذا النهج سائرة‪ ،‬وكانت اللغة العربية الفصحى هي‬ ‫البارزة في الروايات المستمدة من التاريخ‪ ،‬والروايات ذات الطابع‬ ‫األدبي‪ ،‬أمام التمثيليات التي تتناول مواضيع مستوحاة من‬ ‫المجتمع المغربي‪ ،‬ومن حياته اليومية‪ ،‬ألن اللهجة الدارجة فيها‬ ‫أكبر مبا شرة وأصدق تعبير‪ ،‬وإذا لم تكن في بعض األحيان أكثر‬ ‫تبليغا للمواقف التمثيلية العنيفة‪ ،‬لما مثلت فرقة راديو المغرب‬ ‫روايات (السعادة المغصوبة‪ ،‬وسوسة المجتمع‪ ،‬والمستضعفون‪...‬‬ ‫وغيرها)‪.‬‬ ‫كانت مواقف هذه الروايات التمثيلية مؤثرة‪ ،‬ممزوجة ‪ -‬في‬ ‫حواراتها‪ -‬بألفاظ عربية مبسطة التركيب‪ ،‬أي أنها كانت غير‬ ‫مقيدة عند نطقها بالقواعد النحوية‪ ،‬فكانت التجربة موفقة‪،‬‬ ‫وذلك بشهادة المستمعين والمتتبعين للتمثيل اإلذاعي‪ ،‬الذين‬ ‫كانوا يراسلون «راديو المغرب»‪ ،‬يعبرون من خاللها عن إعجابهم‬ ‫واستحسانهم للفكرة‪ ،‬منوهين بجميع الروايات التي بثت‪ ،‬عبر‬ ‫أثير راديو المغرب‪ ،‬وخاصة الروايات التي اشتمل بعضها على‬ ‫مقاطع غنائية‪.‬‬ ‫أما األغاني التي اشتملت عليها الروايات في ذلك الوقت‪ ،‬كان‬ ‫يتولى تلحينها وعزفها في غالب األحيان محمد الغربي‪ ،‬الذي كان‬ ‫يختار لها النغمات المغربية والجزائرية القديمة‪ ،‬وكان محمد‬ ‫الغربي ممثال أيضا‪ ،‬عاشر فرقة التمثيل اإلذاعي براديو المغرب‬ ‫منذ سنة ‪ .1946‬ومجمل القول يمكن اعتبار الموسم اإلذاعي‬ ‫‪ 1950 - 1949‬بداية النطالقة خالقة للتمثيل اإلذاعي براديو‬ ‫المغرب‪ ،‬حيث كان شاهدا على ترعرع التمثيل اإلذاعي باللهجة‬ ‫المغربية الدارجة‪ ،‬وشاهدا على روايات عديدة باللغة العربية‬ ‫الفصحى‪ °‬حيث كانت مدة كل حصة من حصص التمثيل تستغرق‬ ‫ساعة ‪ ،‬كما تم تقليص المدة الزمنية للروايات وأضحت تمثيليات‬ ‫قصيرة لملء بعض الفراغات‪ ،‬أثناء غياب بعض الحصص والبرامج‬ ‫التي كانت مقررة‪ ،‬لذلك كانت بعض الحصص األسبوعية تشتمل‬ ‫على تمثيليتين‪ ،‬تذاع يوم الخميس ويوم األحد‪ .‬ونزوال عند رغبة‬ ‫المستمعين‪ ،‬كانت بعض الروايات التمثيلية تعاد مرة ومرتين‪،‬‬ ‫مع العلم أن العديد من التمثيليات لم يتم تسجيلها إال في أحوال‬ ‫نادرة‪ ،‬حيث كانت إعادتها تتطلب إعادة تشخيصها مباشرة أمام‬ ‫مذياع اإلذاعة‪ .‬أما التمثيليات التي يتم تسجيلها فكانت تذاع‬ ‫خالل العطلة السنوية للممثلين‪ .‬كما كانت هناك عدة مناسبات‪،‬‬ ‫استلزمت عدم التقيد بإذاعة التمثيليات‪ ،‬يومي الخميس واألحد‪،‬‬ ‫حيث أذيعت في بعض األحيان متوالية‪ ،‬وخاصة في شهر رمضان‪،‬‬ ‫كما أذيعت أيضا في أيام متباعدة‪ ،‬نظرا لحلول مناسبة من‬ ‫المناسبات‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫وكاد الفقر أن يكون كفرا‪!...‬‬

‫الوزيرة الحقاوي و «أمي فتيحة»‬ ‫والثروة والصناديق‪...‬‬ ‫وأمور أخرى !‬

‫محمد أديب السالوي‬

‫وألن الفقر كلمة قاسية وثقيلة ومرعبة‬ ‫وباهظة‪ ،‬ها هي تجبرنا على العودة إليها مرغمين‬ ‫في هذه الزاوية بعدما تعرضنا إلى مالمحها في‬ ‫الزاوية السابقة‪ ،‬فهي تسكننا بقوة الواقع‪ ،‬وبقوة‬ ‫السياسات والظرفيات المتعاقبة علينا طوال عهد‬ ‫االستقالل… فهي أباحت المصدر األساسي‬ ‫للجوع والبطالة والتخلف والجريمة‪ ،‬والمرجعية‬ ‫األولى لمهانة واإلزدراء واإلحباط والخوف‪ ،‬في‬ ‫مجتمعنا الصغير‪ ،‬كما في مجتمعنا الكبير‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعني أن “الفقر” أصبح يتحول شيئا فشيئا إلى‬ ‫هوية من الصعب علينا اإلنفكاك منها والتخلص‬ ‫من آثارها‪ ،‬لذلك نعود إليها مرغمين‪.‬‬ ‫في الزمن الراهن‪ ،‬دفعنا الفقر لإلنخراط في‬ ‫دوامة سوداء‪ ،‬قد نجد لها بداية‪ ،‬ولكن قد ال نجد‬ ‫لها نهاية‪.‬‬ ‫أ‌‪ -‬عشرون في المائة من مجموع اليد‬ ‫العاملة تنخرط في البطالة‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬أزيد من سبعة ماليين من المغاربة‬ ‫ينخرطون في متاهات الفقر الموحشة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬توزيع الشعب المغربي بين قلة قليلة‬ ‫من األغنياء وأكثرية مهولة من الفقراء‪.‬‬ ‫د‪ -‬عجز واضح في التعليم والصحة والسكن‬ ‫والتشغيل واألم��ن والتجهيزات األساسية‬ ‫والخدمات‪.‬‬ ‫هـ – ارتفاع مهول في الجريمة‬ ‫و‪ -‬أوضاع أخالقية متدهورة‬ ‫ز‪ -‬أوضاع مالية واقتصادية خطيرة‬ ‫ل‪ -‬أوضاع إدارية متردية‬ ‫‪ ‬وهو ما يعني في نهاية المطاف‪،‬‬ ‫وبصيغة موضوعية‪ ،‬أن الظرفية السياسية‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية لمغرب اليوم‪ ،‬تجعل‬ ‫ترتيبه بسبب الفقر وتحداياته وتراكماته في‬ ‫مرتبة متدنية في السلم العالمي للتنمية‪ ،‬وتجعل‬ ‫هذه الظرفية المشحونة بالتحديات الكبرى التي‬ ‫تواجه طموح المخططات التنموية واالستثمارية‬ ‫تجعل المغرب أمام غول من التحديات هي أقرب‬ ‫إلى المستحيل منها إلى الممكن‪.‬‬ ‫م��ن الناحية العلمية‪ ،‬وبسبب هذه‬ ‫التحديات‪ ،‬كشفت لنا العمليات اإلحصائية‬ ‫التي جرت بالمغرب خالل العقود الماضية‪،‬‬ ‫أن ما يقرب من ثمانين في المائة من األسر‬ ‫المغربية‪ ،‬تعيش فقرها بصمت مؤلم‪ ،‬وهو‬ ‫أمر لم يندهش له أحد من أهل اإلحصاء‪ ،‬ذلك‬ ‫ألن الدين قاموا بالعمليات اإلحصائية‪ ،‬وقدموا‬ ‫معلوماتها التفصيلية‪ ،‬يعلمون أكثر من غيرهم‪،‬‬ ‫أن عوامل الفقر والفساد والتهميش واإلقصاء‬ ‫التي تضافرت على مر السنين‪ ،‬لم يكن لها سوى‬ ‫خلق المزيد من الفقر بالنسبة للفئات الواسعة‬ ‫من المواطنين‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمحللين اإلقتصاديين‪ ،‬وعلماء‬ ‫اإلجتماع‪ ،‬أن ح��االت الفقر التي تفجرت في‬ ‫مجتمعنا خالل هذا اإلستقالل‪ ،‬على مراحل‪،‬‬ ‫وبإيقاع تباعدي‪ ،‬لم تستند فقط على مؤشرات‬ ‫النمو الديمغرافي غير الخاضعة ألي تخطيط‪،‬‬ ‫ولكنها أيضا توجيه اإلستثمارات الداخلية‬ ‫والخارجية‪ ،‬إلى القطاعات المنتجة التي تعتمد‬ ‫التوازن والفاعلية‪ ،‬وعلى إشكالية تهرب القطاع‬ ‫الخاص من تحمل مسؤولياته‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫اإلرتفاع الفاحش للمديونية الخارجية‪ ،‬وارتفاع‬ ‫الفاتورة الطاقوية‪ ،‬وسقوط األسعار العالمية‬ ‫لكثير من المواد األولية (منها أسعار الفوسفاط)‬ ‫وارتفاع أسعار الدوالر‪ ،‬وأسعار فوائد القروض‪،‬‬ ‫وهو ما جعل النتيجة –في نهاية المطاف‪ -‬ثقيلة‬ ‫ومرعبة‪.‬‬ ‫طبعا من الصعب على المغاربة تصديق‬ ‫هذه الخالصات فهم أصحاب بلد غني بثرواته‬ ‫البشرية والفالحية والبحرية والمنجمية… ولكن‬ ‫الفقر استقطبهم في هويته المشؤومة‪.‬‬ ‫أ‌‪ -‬المغرب بلد زراع��ي‪ ،‬تغطي أراضيه‬ ‫الصالحة والقابلة لإلصالح واإلستصالح ماليين‬ ‫الهكتارات من المفترض أن تحقق فالحته‬ ‫وزارعته اإلكتفاء الذاتي في التغذية‪ :‬حبوب‪/‬‬ ‫زيتيات‪ /‬سكريات‪ /‬ألبان… وغيرها من المواد‬ ‫التي أجبر الفقر المغرب على استيرادها عالنية‬ ‫وبال رقابة أحيانا‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬والمغرب بلد بحري‪ ،‬شواطئه الطويلة‬ ‫والعريضة‪ ،‬والتي تطل على بحرين عظيمين‪،‬‬ ‫ثراوته السمكية ال تحصى وال تعد‪ ،‬تقول األرقام‬ ‫أن هذه الثروات ق��ادرة على تزويد المغاربة‪،‬‬ ‫بمليوني طن من األسماك سنويا‪ ،‬وعلى تشغيل‬ ‫أزيد من نصف مليون من المغاربة… ولكن ها‬ ‫هو الفقر الذي يجعل البحر‪ ،‬فقد مصيدة لشبابنا‬

‫‪11‬‬

‫‪-‬‬

‫الذين يدفعهم الفقر لإلنتحار على شواطئه‪،‬‬ ‫ويجعل هذه الثروات في يد الذين ال هم لهم‬ ‫سوى تراكم الثروات‪...‬‬ ‫ج‪ -‬والمغرب بلد منجمي يملك ستين‬ ‫في المائة من اإلحتياطي العالمي من مادة‬ ‫الفوسفاط‪ ،‬ويملك مناجم ألصناف متعددة‬ ‫من الطاقة‪ :‬الحديد‪ /‬النحاس‪ /‬الذهب‪ /‬الفضة‪/‬‬ ‫الحامش الفوسفوري‪ /‬األورانيوم‪ /‬الصخور‬ ‫النفطية‪ …/‬ولربما النفط ولكن مع ذلك‬ ‫فهو على الئحة الدول األكثر فقرا في عالم‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫كيف للمواطن المغربي أن يصدق‪ ،‬أن بلده‬ ‫الذي يوجد على هذه الصورة من الثراء‪ ،‬يملك‬ ‫ثروات ما في باطنه‪ ،‬ويملك اإلنسان وطموحاته‬ ‫ووطنه مسجل على الئحة البلدان الفقيرة‪ ،‬في‬ ‫مرتبة متدنية من السلم العالمي للتنمية؟ أين‬ ‫تغيب المعادلة‪ ،‬وأين تحضر‪..‬؟‬ ‫طبعا هناك خطابات سياسية متعددة‪،‬‬ ‫تواجه “فاعلية” الفقر وتحدياته‪ ،‬الحكومات‬ ‫المتعاقبة تحدثت دائما عن اإلصالحيات التي‬ ‫من شأنها تذويب هذه “الفاعلية”‪ /‬فاعلية الفقر‪،‬‬ ‫تحدثت عن تأهيل النسيج اإلقتصادي‪ ،‬عن تقوية‬ ‫المقاولة المغربية‪ ،‬عن تحديث أنظمة وآليات‬ ‫اإلنتاج‪ .‬عن تفصيل مراكز اإلستثمار‪ ،‬عن إخراج‬ ‫مدونة‪ ‬الشغل‪ ،‬عن إصالح العدل عن تكريس‬ ‫األخالق المهنية‪ ،‬عن إصالح اإلدارة وإحداث‬ ‫مناصب الشغل‪ ،‬عن اإلع��ت��راف ب��دور المرأة‬ ‫ومواطنتها الكاملة‪ ،‬عن إدماج التراث الثقافي‬ ‫في الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬عن إصالح‬ ‫التعليم‪ ،‬عن ترجيع مبدأ التشارك مع الفاعلين‬

‫اإلقتصاديين واإلجتماعيين… وتحدثت عن‬ ‫خلق جو من الثقة والشفافية والموضوعية بين‬ ‫الدول والفاعلين‪ ،‬وعن بلورة استراتيجية للتنمية‬ ‫في العالم القروي‪ ،‬وعن تطوير فاعلية التكوين‬ ‫المهني‪ ،‬وعن مقاربة كل أشكال اإلنحراف‬ ‫واستغالل النفوذ وفساد المال العام… ولكن‬ ‫مع ذلك ظلت مؤشرات الفقر مرتفعة‪ ،‬وظلت‬ ‫الخطابات السياسية للحكومات المتعاقبة حبر‬ ‫على ورق يحس بالغبن‪ ،‬ال يعرف أين تغيب‬ ‫المعادلة وال أين تحضر‪.‬‬ ‫خارج هذه الحقيقة‪ ،‬تبرز في مغرب اليوم‪،‬‬ ‫حيث يتبنى جاللة الملك الشاب األوراش‬ ‫اإلصالحية‪ ،‬تبرز أسئلة ملحة وعلى قدر كبير‬ ‫من األهمية‪ :‬ماهية اإلجراءات التي سيواجه بها‬ ‫جاللة الملك‪ ،‬الفساد المالي‪ /‬الفساد اإلداري‪/‬‬ ‫الفساد السياسي‪ ،‬الذي اتخذ شكل الظاهرة‬ ‫المخيفة التي هددت ومازالت تهدد كل خطط‬ ‫التنمية واإلنقاذ في عهد المغرب الجديد‪..‬؟‬ ‫كيف ستواجه اإلج�����راءات الحكومية‬ ‫المسؤولة ظواهر أطفال الفقر والتسول والعهارة‬ ‫والجريمة والعنف القسري وكل مظاهر اإلحباط‬ ‫اإلجتماعي واإلقتصادي وغير ها من الظواهر‪ ‬‬ ‫السلبية الناتجة عن ظاهرة الفقر‪ ،‬والمتناقضة‬ ‫مع أه��داف ومبادئ حقوق اإلنسان التي يلح‬ ‫عليها الخطاب الملكي منذ اعتالء جاللته عرش‬ ‫أسالفهالمنعمين‪.‬‬ ‫طبعا ال أحد يستطيع اإلجابة عن هذه‬ ‫األسئلة… ولكن حالة الفقر التي تطبعنا وتخيف‬ ‫أجيالنا الصاعدة‪ ،‬تجعلنا على ثقة أن الجواب عنها‬ ‫سيأتي من السدة العالمية‪.‬‬

‫اللغات دعامة أساسية لإلندماج‬ ‫السوسيو اقتصادي‬

‫تحت هذا الشعار اختتم بثانوية سيدي‬ ‫بوصبر التأهيلية ب���وزان م��ؤخ��را األسبوع‬ ‫التحسيسي لدعم تدريس اللغات األجنبية‪،‬‬ ‫الذي نظمته األطر اإلدارية والتربوية بالمؤسسة‪،‬‬ ‫حيث اشتمل على مجموعة من األنشطة التربوية‬ ‫التواصلية‪ ،‬تهدف باألساس تسليط الضوء على‬ ‫اإلشكالية التي يطرحها تعلم اللغات‪ ،‬لفتح‬ ‫النقاش من أجل البحث عن الحلول المناسبة‪.‬‬ ‫وكذلك تحسيس التالميذ بأهمية التمكن من‬ ‫اللغات‪ ،‬كمفتاح للنجاح‪ ،‬في مسارهم الدراسي‬ ‫والمهني‪ ،‬ودفعهم للقيام بمجهود إضافي ذاتي‪،‬‬ ‫لتحسين مستواهم اللغوي‪.‬‬ ‫هذه األنشطة استهلت باجتماع تنسيقي‬ ‫موسع حول موضوع اللغات بمشاركة أساتذة‬ ‫اللغات العربية‪ ،‬الفرنسية واالنجليزية‪ ،‬وبعض‬ ‫األطر اإلدارية بالمؤسسة ‪ ،‬إلى جانب عينة من‬ ‫التالميذ‪.‬‬ ‫مدير المؤسسة بعد أن ذك��ر بالسياق‬ ‫الذي يأتي فيه تنظيم هذا األسبوع التحسيسي‪،‬‬ ‫واألهداف المتوخاة منه‪ ،‬ذكر بحصيلة النتائج‬ ‫الدراسية بمؤسسة سيدي بوصبر التأهيلية على‬ ‫مستوى اللغات‪ ،‬فيما أبرز األساتذة واقع تدريس‬

‫واكتساب اللغات بالفصول الدراسية‪ ،‬موضحين‬ ‫الصعوبات واإلك��راه��ات التي تعرقل هذه‬ ‫العمليات التي تحول دون نجاحها‪ .‬نفس الشيء‬ ‫عبر عنه التالميذ خالل تدخالتهم‪ ،‬مبرزين ما‬ ‫يعانونه من إكراهات عند إقبالهم على اللغات‬ ‫والتحدث بها‪.‬‬ ‫اليوم التحسيسي خرج بتوصيات أهمها‪،‬‬ ‫خلق محترفات للكتابة باللغة العرببة‪ ،‬يؤطرها‬ ‫أساتذة مختصون‪ ،‬على أن تستمر بعد نهاية‬ ‫األسبوع التحسيسي‪ ،‬وتقديم عروض توجيهية‬ ‫للمتعلمين حول أساليب وطرق اكتساب اللغه‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬وتكثيف حصص الدعم المخصصة‬ ‫لتالميذ اللغة الفرنسية‪ ،‬واستمرار تداريب فرقة‬ ‫جيل النور لإلنشاد‪ ،‬ودعم الفرقة المسرحية‬ ‫لالشتغال على مسرحيتين‪.‬‬ ‫واختتم هذا األسبوع التحسيسي بأمسية‬ ‫ثقافية وفنية متنوعة تضمنت عرض مسرحيتي‪:‬‬ ‫دموع الفقر والمرأة الفلسطينية؛ وقراءات شعرية‬ ‫متنوعة أداه��ا تالميذ المؤسسة؛ إلى جانب‬ ‫تقديم مجموعة من األنشودات أدتها فرقة جيل‬ ‫النور لإلنشاد‪.‬‬

‫م‪.‬ح‬

‫بقلم ‪ :‬سمية أمغـار‬

‫الوزيرة الحقاوي تراكم المفاجآت الغير السارة‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬عبر‬ ‫تصريحاتها التي تثيرها ‪ ،‬اعتباطا‪ ،‬في وجه المغاربة‪ ،‬بين الفينة واألخرى‪ ،‬والتي‬ ‫تريد بها أن «تروج» لتصوراتها وتمثالتها لما عليه المرأة واألسرة في المغرب‪،‬‬ ‫من نعم ال ينكرها إال جاحد !‪...‬‬ ‫وفي آخر «خرجة» للوزيرة البيجيدية‪ ،‬بعد حوارها المثير مع «أخبار اليوم»‪،‬‬ ‫عدد ‪ ،1952‬بتاريخ ‪9‬ـ‪ 10‬أبريل الجاري‪ ،‬دفاعا عن مشروع قانون «ها»‬ ‫بشأن العنف ضد النساء‪ ،‬والتي اعتبرت خالله أن المغرب هو الدولة األولى‪،‬‬ ‫إقليميا‪ ،‬التي تتوفر على آلية قانونية لمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬وأن هذا‬ ‫القانون «يتضمن «جميع» عناصر حماية المرأة من العنف‪ ،‬وقاية وحماية‬ ‫وزجرا وتكفال‪ ،‬إلى آخره‪ ،‬بعد تلك التصريحات المثيرة التي قوبلت بالكثير من‬ ‫االنتقادات الالذعة‪ ،‬على قنوات التواصل االجتماعي‪ ،‬خاصة‪...... ،‬‬ ‫ها هي الوزيرة «تفاجئنا» برد «عنيف» عن سؤال بمجلس المستشارين‪،‬‬ ‫حول ظاهرة الفقر بالمغرب المستشري بشكل مخيف في جل حواضر وبوادي‬ ‫البالد‪ ،‬والذي ال يحتاج إلى حجة أو دليل ‪ ،‬إذ «ليس الخبر كالتبحصيص» !‪..‬‬ ‫الوزيرة «الموفقة» في االعتماد على حجة األرقام والتقارير‪ ،‬والمعتدة‬ ‫بمقاييس «عتبة الفقر» عند األروبيين والميريكان‪« ،‬نفت» بصورة قطعية‪،‬‬ ‫وجود الفقر بالمغرب‪ ،‬كذريعة لالنتحار حرقا أو غرقا أو اختناقا‪ ،‬أو على أي شكل‬ ‫من أشكال «المغادرة الطوعية» للحياة‪ ،‬تحت وطأة الفقر والعوز والحاجة أو‬ ‫الظلم واإلهانة التي يعتبرها المغاربة «حكرة» مما قد يكون السبب في تنامي‬ ‫ظاهرة االنتحار بين صفوف الشرائح المعدمة من المواطنين‪....‬‬ ‫والوزيرة القيمة بمنتهى الجد والحكمة على قطاع «التضامن والمرأة‬ ‫واألسرة والتنمية االجتماعية» ال تنطلق من «انطباعات» شخصية ‪ ،‬في حكمها‬ ‫هذا‪ ،‬كما جاء في ردها على سؤال المستشار البرلماني‪ ،‬بل إنها تستند على‬ ‫تقارير دولية وعلى استنتاجات علمية تضمنها تقرير مندوبية التخطيط التي‬ ‫أقرت‪ ،‬علنا‪ ،‬بأن الفقر في المغرب «تراجع»‪ ،‬نعم «تراجع» سنة ‪ ،2014‬من ‪3,5‬‬ ‫في المائة‪ ،‬إلى ‪ 0,3‬في المائة ‪ .‬وأن المغرب «بلد تقدم» ولم يعد يعتمد دوالرا‬ ‫واحدا وال حتى دوالرين ونصف الدوالر كمرجعية للحد األدنى لعتبة الفقر‪....‬‬ ‫يعنى أن فقراءنا األنجاد‪ ،‬يحصلون على ما فوق خمسة وعشرين درهما‪ ،‬في‬ ‫الحد األدنى‪ ،‬يوميا‪ ،‬لتدبير شؤون حياتهم‪.‬‬ ‫وكنا ننتظر من الوزيرة أن تعقب على هذا «النجاح الباهر» لحكومة‬ ‫بنكيران‪ ،‬بمقولة زميلها في اهلل والوطن والوزارة‪ ،‬محمد الوفا ‪:‬وزير التعليم‬ ‫السابق‪ ،‬الذي صرح ذات يوم بأن «أوباما بباه ال يملك مدرسة بجودة مدارسنا»‬ ‫وفي حالة الوزيرة الحقاوي‪ ،‬أن «أوباما بباه‪ ،‬لم يستطع الوصول إلى ما وصل‬ ‫إليه المغرب في ما يخص القضاء على الفقر‪ ،‬في بلده الذي يعتبر األقوى‬ ‫واألغنى في العالم !‪..‬‬ ‫وفي محاولة بئيسة‪ ،‬والحق يقال‪ ،‬لقمع المستشار المستفسر‪ ،‬كما فهمنا‪،‬‬ ‫أكدت الوزيرة أن لكل المواطنين الحق في ثروات الدولة والحال أنها «ثروات‬ ‫الشعب» وأضافت أنه حق «ال يحتاج إلى مستشار أو برلماني ليدافع عنه»‪.....‬‬ ‫بمعنى أن البركة في الحكومة لتعمل على توزيع الثروة الوطنية على الشعب‪،‬‬ ‫وهو ما لم يحصل‪ ،‬بالرغم من وجود مستشارين ونواب يجهرون بالمطالبة‬ ‫بالقسط والعدل في استفادة جميع المواطنين من الثروة الوطنية !‪..‬‬ ‫ومن هذه الباب‪ ،‬نفذت الوزيرة إلى «حالة أمي فتيحة» بائعة الحلوى‬ ‫والبغرير التي أضرمت النار في جسدها حتى الموت‪ ،‬بسبب «حكرة» قائد‬ ‫المنطقة‪ ،‬الذي تقول الروايات والشهادات التي تناقلها اإلعالم‪ ،‬أن أعوان‬ ‫السلطة صادروا «سلعتها» التي تسترزق بها لتوفير لقمة العيش لها والبنتها‪،‬‬ ‫وأن قائد المقاطعة تدخل لتعنيفها‪ ،‬باللفظ ثم بالصفع‪ ،‬لتنتهي‪ ،‬في لحظة قهر‬ ‫ويأس‪ ،‬إلى إضرام النار في جسدها‪ ،‬وتفارق الحياة بالمستشفى‪.‬‬ ‫الوزيرة استغربت انتحار «امي فتيحة» والبالد تتوفر على منظومة قانونية‬ ‫تحمي حقها في الثروة دون ما ضرورة إلثارة هذا الموضوع تحت قبة البرلمان‪،‬‬ ‫ولكنها تأسفت لما حدث للهالكة التي فضلت الموت على اإلهانة‪ .‬وقد قيل‬ ‫إن وزير العدل أمر بفتح تحقيق في النازلة‪ ،‬كما أن بعض الهيئات السياسية‪،‬‬ ‫من بينها حزب االستقالل‪ ،‬حمل القضية إلى البرلمان‪ ،‬بينما تشكلت وقفات‬ ‫احتجاج بحي اوالد امبارك حيث كانت الهالكة تقطن مع ابنتها‪ ،‬للمطالبة‬ ‫بمحاكمة المسؤولين والقصاص منهم‪.‬‬ ‫ولالستدالل على وجود منظومة حقوقية واسعة‪ ،‬إلسعاف الفقراء‬ ‫والمعوزين‪ ،‬بعد أن نفت في البداية وجود فقر بالبالد‪ ،‬وتتدارك األمر في ما‬ ‫بعد‪ ،‬وتعترف بأن الحكومة‪ ،‬حفظها اهلل من كل شر وسوء‪ ،‬اتخذت مجموعة‬ ‫من التدابير وفتحت «ش ّ‬ ‫ال» صناديق تغدق منها على الفقراء والفقيرات‪ ،‬وليس‬ ‫عليهم إال أن يتسلموا بطاقات «راميد» للعالج المجاني‪ ،‬واالستفادة من دعم‬ ‫اليتامى وصندوق «تيسير» وصندوق التماسك االجتماعي وصندوق التكافل‬ ‫العائلي ودور الطالبات والطالب وصندوق التنمية القروية الذي مرت ملياراته‬ ‫الخمسة والخمسون من تحت أنف بنكيران رغم أنه هو رئيس الحكومة الوحيد‬ ‫واألوحد ضدا على بلمختار وبوخنوش‪.‬‬ ‫إال أن أصحاب الحاجة إلى الرميد والتيسير والصناديق المعلومة والملغومة‪،‬‬ ‫يعلمون أن «الطريق إلى المستحيل طويل» وأن الوصول إلى الصناديق ‪.‬‬ ‫«وهم وانتحار»‪ ،‬وأن بينهم وبينها «ريح وغيم وبرد وبرق ورعد» «وبيتبوالت»‬ ‫قد ال يسلم منها سوى أصحاب المهارات و «الفتوحات» ‪....‬‬ ‫ومن لم يصدق‪ ،‬فليجرب !‪....‬‬


‫العدد ‪834‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫شهادة لقسيس إسباني في حق موالي عبدالسالم بن مشيش‬ ‫في القرن الثاني عشر الهجري‪ /‬السابع عشر الميالدي‬ ‫• بقلم المؤرخ‪ :‬محمد بن عزوز حكيم‬

‫تقديم‪:‬‬

‫لقد كانت شخصية موالي عبدالسالم بن مشيش‪ ،‬محط اهتمام العلماء والدارسين قديما وحديثا‪ ،‬وذلك لما‬ ‫يمثله هذا الرجل من مكانة في الزهد والصالح‪ ،‬فهو يعد أحد أبرز علماء السلوك في القرن السابع الهجري‪ ،‬وكذلك‬ ‫ما يمثله هذا الشريف العلمي من نقطة تحول في مسار الشرف اإلدريسي في شمال المغرب‪ ،‬حيث عوض األدارسة‬ ‫عن السلطة الدنيوية بالخالفة القطبانية‪ ،‬كما كان لهذا الشريف العلمي من التأثير الواضح في كيان التصوف‬ ‫السني بالمغرب‪ ،‬وفي انتشار مبادئه في العالم اإلسالمي‪ .‬وقد توجهت عناية العلماء إلى اقتفاء أثر وصايا الشيخ‬ ‫المولى عبدالسالم ابن مشيش التي خص بها تلميذه أبا الحسن الشاذلي (ت ‪656‬هـ)‪ ،‬واالستشهاد بها في كتب‬ ‫التربية والسلوك التي ألفوها لمريدهم‪ ،‬والدعوة إلى التشبع بروحها والتحلي بهديها‪ ،‬ومجموع تلك الوصايا أدرجت‬ ‫نصوصها في الكتب المؤلفة في ترجمة تليمذه المذكور‪ .‬وقد عمد علماء آخرون إلى شرح الصالة المنسوبة إليه‪،‬‬ ‫وأبدعوا في شرحها مؤلفات عديدة نافت على الثالثين بين مختصر ومطول‪ ،‬وذاع خبر تلك الصالة واشتهر أمرها‬ ‫وتداولها المتأخرون مغربا ومشرقا بالرواية واإلسناد‪.‬‬ ‫ورغم شهرة الرجل وجاللة فضله‪ ،‬فإن المصادر المتقدمة من كتب التاريخ والتراجم وطبقات الصلحاء‪،‬‬ ‫والمناقب‪ ،‬لم تعن بذكر تفاصيل عن أطوار حياة هذا العلم األشم‪ ،‬وجوانب من تحصيله العلمي‪ ،‬والتربية الروحية‬ ‫التي سلكها في حياته‪ ،‬ومواقفه العلمية والجهادية‪ ،‬وكل هذه المحطات ال تسعفنا المصادر القديمة بأي إفادات‬ ‫عن شخصية موالي عبدالسالم بن مشيش‪ .‬والغريب أن المعاصرين له‪ ،‬لم يستعرضوا أخباره ولم يترجموا له‪ ،‬ولم‬ ‫يذكروه عرضا في مؤلفاتهم أمثال‪ :‬ابن الزيات (ت ‪617‬هـ) في كتابه (التشوف إلى رجال التصوف)‪ ،‬والعزفي السبتي‬ ‫(ت ‪633‬هـ) في كتابه (دعامة اليقين في زعامة المتقين)‪ :‬وهو كتاب في مناقب الشيخ أبي يعزى الذي عاصر موالي‬ ‫عبدالسالم بن مشيش‪ ،‬والبادسي (كان حيا سنة ‪722‬هـ ) في كتابه (المقصد الشريف والمنزع اللطيف في ذكر‬ ‫صلحاء الريف)‪ .‬وجملة اإلفادات القليلة واإلشارات الضئيلة جدا حول هذه الشخصية المغربية الفذة احتفظت لنا بها‬ ‫المصادر التالية‪ :‬تقييد في ترجمة وأحوال أبي الحسن الشاذلي لعبدالنور بن محمد العمراني (كان حيا سنة ‪750‬هـ)‪،‬‬ ‫أحببت التحدث إليكم عن الولي الصالح القطب‬ ‫موالنا عبدالسالم بن مشيش من خالل ما كتبه عنه‬ ‫راهب إسباني من الطائفة الفرانسيسكانية الكاثوليكية‬ ‫الذين يرجع تاريخ وجودهم بأرض المغرب إلى عهد‬ ‫السلطان السعدي عبدالمالك بن زيدان (‪ )1‬الذي سمح‬ ‫لهم باإلقامة بمراكش وسال وتطاون لتفقد أحوال‬ ‫األسرى النصارى عامة واإلسبانيين خاصة والذين كانوا‬ ‫يتواجدون بكثرة في المدن الثالثة المذكورة‪.‬‬ ‫وقد ألف هذا الراهب كتابا حول حياة األسرى‬ ‫النصارى بالمغرب في عهد السلطان موالي إسماعيل‪،‬‬ ‫وجعل له العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪(Epitome de la vida y sufrimientos de‬‬ ‫‪los cautivos cristianos en los dominios‬‬ ‫)‪del Sultan Mulay Ismail‬‬ ‫(مختصر األخبار عن حياة وشقاء األسرى النصارى‬ ‫بمملكة السلطان موالي إسماعيل)‪.‬‬ ‫وقد فضل صاحب الكتاب كتمان اسمه حيث يقول‪:‬‬ ‫إنه ٌ‬ ‫عمل قام به الراهب المكلف بدير مكناس‪Padre .‬‬ ‫‪.Guardia del Convento de Mequinez‬‬ ‫والمخطوط موجود بخزانة مدينة األسكوريال (‪El‬‬ ‫‪ ،)Escourial) (2‬على بعد ثمانين كيلومتر من مدريد‪،‬‬ ‫حسب ما يؤكده المؤرخ اإلسباني طوماس كارثيا‬ ‫فيكيراس ‪ T. Garcia Figueras‬في كتابه‪:‬‬ ‫‪(Mulay Ahmed el Raisuni. Gran figura‬‬ ‫‪del Marruecos contemporaneo).‬‬ ‫(موالي أحمد الريسوني الشخصية البارزة في‬ ‫المغرب المعاصر)‪ .‬هذا الكتاب الذي كان على وشك‬ ‫طبعه إال أن المنية وافته سنة ‪1981‬م(‪.)3‬‬ ‫وبادئ ذي بدء أنبه إلى أن ما أقدمه هنا هو‬ ‫كالم لراهب عدو اإلسالم ينعت الرسول صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم بالمفتري (أستغفر اهلل)‪ ،‬وينعت اإلسالم‬ ‫بدين الباطل (معاذ اهلل)‪ ،‬ويشك في قداسة األولياء‬ ‫والصالحين وكراماتهم‪ ،‬إلى غير ذلك مما نجده عادة‬ ‫في كتب النصارى عامة والرهبان خاصة‪.‬‬ ‫يقول فيكيراس نقال عن الراهب المذكور‪:‬‬ ‫« يوجد على رأس المغاربة‪ :‬أتباع النبي محمد‪،‬‬ ‫الذين يكنون لنا كراهية كبيرة‪ ،‬الفقهاء رجال دينهم‬ ‫الباطل هؤالء الفقهاء الذين يعتبرهم الجميع أولياء‬ ‫وقديسين‪ ،‬تنسب إليهم كرامات ومعجزات باطلة‬ ‫تعتقد العامة أنها صحيحة وما هي بذلك»‪.‬‬ ‫« والغريب في األمر هو أن هذا االعتقاد األعمى‬ ‫في األولياء والقديسين لم ينته عند المغاربة بانتهاء‬ ‫حياة [أولئك] األولياء والقديسين‪ ،‬بل يستمر قائما بعد‬ ‫وفاتهم‪ ،‬لدرجة أن األضرحة التي تقام على قبورهم‬ ‫تصبح مكانا لزيارة موسمية في أيام معلومات من‬ ‫السنة الهجرية‪.‬‬ ‫وال شك أن أشهر وأعظم تلك األضرحة بأرض‬ ‫المغرب هو ضريح وليهم المعروف بموالي عبدالسالم‬ ‫(‪ )4‬الذي يقع بقبيلة بني عروس بمكان يعرف بجبل‬ ‫العلم في الشمال الغربي من المملكة‪.‬‬ ‫والموسم العظيــم الذي يقـام حول الضريح‬ ‫المذكور يكون في منتصف شهر شعبان من كل سنة‬ ‫أي في اليوم الذي يعرف عندهم بالنسخة وهو اليوم‬ ‫الذي يعتقدون أن ملك الموت يحرك فيه شجرة الحياة‬ ‫المكتوب في كل أوراقها اسم أحد المخلوقات‪ ،‬ومن‬ ‫سقطت ورقته في ذلك اليوم سوف يموت قبل حلول‬ ‫يوم ‪ 15‬شعبان المقبل‪.‬‬ ‫وال أظن أنه يوجد بالمغرب موسم أشهر وأعظم‬ ‫من هذا‪ ،‬ولعله أقدم المواسم بهذه المملكة حيث‬ ‫يرجع تاريخه إلى منتصف القرن السابع الهجري‬ ‫الموافق لمنتصف القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬الذي‬

‫توفي فيه قديسهم المفتري (‪ :)5‬الشيء الذي يدل على‬ ‫درجة اعتقادهم الباطل في واليته ليس فقط عند ما‬ ‫كان حيا بل وبعد وفاته بخمسة قرون‪.‬‬ ‫وقيل لي أن زيارة ضريح موالي عبدالسالم إذا‬ ‫تكررت سبع مرات في عمر اإلنسان أصبحت تساوي‬ ‫فريضة الحج إلى مكة والمدينة (‪.)6‬‬ ‫هناك أيضا روايات عديدة عن كرامات ومعجزات‬ ‫وليهم هذا‪ ،‬كما أن هناك عدة روايات عن أسباب‬ ‫اغتياله‪ ،‬وقد ذكر لي الفقيه المكناسي سيدي أحمد‬ ‫الفالح (‪ )7‬الذي لي صلة به هنا‪ ،‬أن مقتل موالي‬ ‫عبدالسالم كان بإيعاز من الحاكم الموحدي على‬ ‫مدينة سبتة (‪ )8‬وذلك انتقاما منه على ما كان يقوم به‬ ‫من الدعاية بين سكان النواحي الجبلية ضد السلطان‬ ‫إدريس المامون الموحدي لألسباب التالية‪:‬‬ ‫كان إدريس المامون هذا يحكم مدينة إشبيلية‬ ‫عندما توفي أخوه السلطان عبداهلل العادل بمراكش‬ ‫سنة ‪1228‬م (‪ )9‬فعزم على االلتحاق بهذه المدينة‬ ‫ليحل محل أخيه على عرش المغرب‪ ،‬غير أنه لم يكن‬ ‫يتوفر على القوات العسكرية التي تساعده على فرض‬ ‫نفسه على ابن أخيه يحيى الذي استبد بالحكم في‬ ‫مراكش(‪.)10‬‬ ‫وهذا ما جعل المامون يستنجد بملك قشتالة‬ ‫فيرناندو الثالث‪ )Fernando III (11‬الذي وضع‬ ‫تحت تصرفه جيشا يتكون من اثني عشرة ألف من‬ ‫المحاربين النصارى (‪ )12‬الذين ساعدوه في االستيالء‬ ‫على العاصمة المغربية في شهر ديسمبر من سنة‬ ‫‪.1228‬‬ ‫ولم يكن قد سبـق للمغاربة أن رأوا سلطانا‬ ‫لهم يأتي بجنود من النصارى إلى أرضهم لمقاتلة‬ ‫المسلمين (‪ ،)13‬الشيء الذي أثار غضب الشعب‬ ‫المغربي وأتاح لرجال دينهم الفرصة إلثارة مشاعر‬ ‫الجماهير ضد الملك الموحدي الجديد الذي أباح‬ ‫للنصارى قتلهم للمسلمين والتحكم في رقابهم في‬ ‫عقر دارهم‪.‬‬ ‫وكان وليهم المفتري موالي عبدالسالم على رأس‬ ‫رجال الدين الذين طافوا في البالد مندِّدِّين بالعمل‬ ‫الشنيع في نظرهم الذي قام به السلطان المامون‪،‬‬ ‫خصوصا بعد سماحه للجنود النصارى ببناء كنيسة‬ ‫مسيحية لهم بالعاصمة المغربية‪ ،‬طبقا لالتفاق الذي‬ ‫كان بينه وبين ملك قشتالة من أن تكون لهم كنيسة‬

‫سبك المقال لفك العقال‪ .‬لعبدالواحد ابن الطواح التونسي (من أعالم القرن الثامن الهجري)‪ ،‬و لطائف المنن في‬ ‫مناقب الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن‪ .‬البن عطاء اهلل السكندري (ت ‪709‬هـ)‪.‬‬ ‫وقد احتفظت الروايات الشفوية التي تناقلت عبر األزمنة واألحقاب‪ ،‬أخباراً كثيرة وروايات متضاربة عن هذا‬ ‫الشيخ الزاهد‪ ،‬وهي تجمع في مجملها بين الغث والسمين‪ ،‬وبين الحقيقة والخيال‪ ،‬ومستغرقة أحيانا في سرد‬ ‫الغرائبي والعجائبي في سيرته‪ ،‬وهي من دون شك من نسج خيال العوام‪ ،‬وال يستسيغ المنطق السوي كثيرا من‬ ‫القصص المتداولة عند العامة‪.‬‬ ‫وفي الورقة التالية إضاءة جديدة عن المالبسات والظروف التي استشهد فيها موالي عبدالسالم بن مشيش‪،‬‬ ‫وهي غير ما تعارف عليها الناس من أن المتنبئ الثائر محمد بن أبي الطواجن الكتامي قتله غيلة‪ ،‬والمالحظ أن‬ ‫المراجع المتأخرة ركزت على وصف لحظة استشهاده دون أن تشير إلى الدوافع الحقيقية والصراعات المحتملة‬ ‫التي أودت باستشهاد الرجل الصالح‪ .‬والشهادة التالية نقلها قسيس إسباني (عاش بمدينة مكناس خالل القرن‬ ‫‪12‬هـ‪17/‬م)‪ ،‬من فيه الفقيه الفالح المكناسي الذي صرح له بالدواعي األساسية التي عجلت باستشهاد الشيخ‬ ‫الصالح‪ ،‬معرجا على ما أحاط اللحظة التاريخية من صراعات على السلطة واالستنجاد بكتائب النصارى لترجيح كفة‬ ‫أقطاب الصراع بالمغرب الموحدي‪.‬‬ ‫ويجمل القول إن هذه الورقة التالية يعود الفضل في إثارتها إلى البحاثة المؤرخ محمد بن عزوز حكيم رحمه‬ ‫اهلل (ت ‪2014‬م)‪ ،‬معتمدا على شهادة غميسة انفرد المؤرخ اإلسباني طوماس كارثيا فيكيراس (ت ‪1981‬م) بإدراج‬ ‫نصها في كتابه عن الزعيم أحمد الريسوني‪.‬‬ ‫وأشير إلى أن هذا العرض التاريخي القيم سبق أن قدم في الندوة العلمية‪ :‬الشيخ موالي عبدالسالم بن‬ ‫مشيش‪ ،‬التي نظمتها مندوبية الثقافة بتعاون مع بلدية العرائش أيام ‪ 26-27-28‬سنة ‪1993‬م‪ .‬وألهمية هذا‬ ‫العرض التاريخي‪ ،‬وما يقدمه من معلومات قيمة‪ ،‬غابت عن المؤرخين القدامى والدارسين المحدثين‪ ،‬وربما تعين‬ ‫الباحثين على إعادة قراءة سيرة الشيخ موالي عبدالسالم بن مشيش‪ ،‬وتجلية جوانب جديدة في مواقفه السياسية‪،‬‬ ‫نتحف قراء جريدة الشمال بهذا العرض القيم‪ ،‬داعين للمؤرخ الجليل بالثواب الجزيل على ما أسداه ألمته من تعريف‬ ‫بأعالمها‪ ،‬و جهود موفقة في خدمة تاريخ بالده‪ ،‬ومساهمته في إفادة جمهور الباحثين بنص غميس له أهميته في‬ ‫تاريخ الشمال‪ .‬وفيما يلي نص العرض‪:‬‬

‫عمومية يقيمون فيها شعائرهم الحنيفة بكل حرية‬ ‫ينادى فيها للصلوات بواسطة النواقيس‪.‬‬ ‫والحق يقال إن إدريس المامون كان أول سلطان‬ ‫مغربي سمح بوجود نواقيس تدق بكنيسة مسيحية‬ ‫بأرض المغرب‪ ،‬غير أن هذه الكنيسة ويا لألسف لم‬ ‫تعمر طويال حيث أتت عليها العامة بتحريض من رجال‬ ‫الدين مثل وليهم موالي عبدالسالم‪ ،‬وقامت بتهديمها‬ ‫في شهر أكتوبر من سنة ‪.)14( 1232‬‬ ‫وعلى ذكر وليهم هذا نقول‪ :‬إن المغاربة كانوا‬ ‫وال زالوا يفضلونه على باقي أوليائهم المفترين لدرجة‬ ‫أنهم يعتقدون أنه كان في زمانه القطب الخفي الذي‬ ‫يدير شؤون الدنيا بأكملها مستوحيا قدرته وسلطته‬ ‫الدينية من نور نبيهم محمد؛ وحتى في يومنا هذا لو‬ ‫سألت أي مغربي عالما كان أو جاهال بشؤون دينهم‬ ‫الباطل عن المكانة التي يحظى بها وليهم موالي‬ ‫عبدالسالم لقال لك‪ :‬إن مقامه عند ربهم عظيم لدرجة‬ ‫أن منحه ما لم يمنحه لغيره من األولياء والصالحين‪،‬‬ ‫وهو عدم انقطاع كراماته بموته كما هو شأن باقي‬ ‫األولياء عندهم‪ ،‬حيث يؤكدون أن كراماته ال زالت‬ ‫تظهر للعيان لمن يتوجه إلى ضريحه طالبا شفاعته‬ ‫ووساطته لدى ربهم‪.‬‬ ‫وذكر الفقيه الفقيه المكناسي (‪ )15‬من بين ذرية‬ ‫موالي عبدالسالم الذين تزعموا حركة الجهاد ضد‬ ‫البرتغاليين في المناطق الجبلية من المملكة زعيمين‪:‬‬ ‫أحدهما يعرف بموالي علي بن راشد وهو الذي‬ ‫تزعم حركة الجهاد ضد البرتغاليين المحتلين لسبتة‬ ‫وطنجة وأصيال في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل‬ ‫القرن السادس عشر (‪ )16‬وذلك بعد أن قام بتأسيس‬ ‫مدينة الشاون (‪.)17‬‬ ‫وأما الزعيم الثاني فهو امحمد بن علي ابن ريسون‬ ‫الذي شارك في معركة المخازن (‪ )18‬سنة ‪ 1578‬على‬ ‫رأس مجاهدي الناحية الجبلية‪ ،‬وكان له رباط وزاوية‬ ‫بقرية تازروت بقبيلة بني عروس المشهورة بعداء‬ ‫سكانهاللنصارى»‪.‬‬ ‫هذا ما جاء به فيكيراس نقال عن مخطوط الراهب‬ ‫اإلسباني المجهول‪.‬‬ ‫وهنا يجب أن أقول إنني بعد أن وقفت على ما‬ ‫نقله فيكيراس في كتابه الذي أتوفر على نسخة منه‬ ‫مطبوعة على اآللة الكاتبة‪ ،‬أردت االطالع على مخطوط‬ ‫الراهب نفسه‪ ،‬غير أن المحاوالت العديدة التي قمت‬

‫بها لدى القائمين على مكتبة االسكوريال قد باءت‬ ‫بالفشل‪ ،‬ولي اليقين أن الرهبان المشرفين على‬ ‫المكتبة لم يكونوا صادقين عندما أكدوا لي أنهم ال‬ ‫علم لهم بوجود المخطوط المذكور هناك‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فإن قراءة ما جاء به القسيس‬ ‫المجهول في مخطوطه عن الولي الصالح موالنا‬ ‫عبدالسالم بن مشيش وعالقاته باألحداث التي جرت‬ ‫بأرض المغرب في العقد الثالث من القرن السابع‬ ‫عشر الميالدي(‪ )1225-1229‬تتفق تماما مع ما تقره‬ ‫المصادر التاريخية الموثوق بها‪.‬‬ ‫وإذا كان صحيحا ما قاله الراهب المجهول‬ ‫بخصوص تأثير موالي عبدالسالم في األحداث الناتجة‬ ‫عن الجنود النصارى الذين أتى بهم السلطان إدريس‬ ‫المامون من األندلس وعن السماح لهم ببناء كنيسة‬ ‫مسيحية بمراكش‪ ،‬إذا صح ذلك يمكننا أن نجزم أن‬ ‫استشهاد موالي عبدالسالم قد تأخر إلى ما بعد سنة‬ ‫‪626‬هـ (‪1229‬م) وبذلك يزول اإلشكال الذي حصل‬ ‫للمؤرخين المغاربة حول سنة وفاته حيث إنهم يقولون‬ ‫إنها كانت إما سنة ‪ 622‬أو سنة ‪ 623‬أو سنة ‪ 624‬أو‬ ‫سنة ‪ 625‬أو سنة ‪.)19( 626‬‬ ‫وقد أثبتت في تعاليق هذا البحث تصحيحات‬ ‫لبعض أقوال الراهب التي ال تتفق والمصادر التاريخية‬ ‫التي نتوفر عليها‪.‬‬ ‫والسالم‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬ ‫هوامش‪:‬‬

‫ملك المغرب من سنة ‪ 1628‬إلى سنة ‪1631‬م‪.‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫أقول إنه موجود هناك‪ ،‬ألن فيكيراس الذي نقل‬ ‫‪. 2‬‬ ‫عنه يؤكد ذلك‪ ،‬غير أنني لم أتمكن من االطالع عليه حيث‬ ‫قال لي القائمون على المكتبة أنه غير موجود بها‪.‬‬ ‫أتوفر على نسخة مطبوعة على اآللة الكاتبة‬ ‫‪. 3‬‬ ‫بإهداء من مؤلف الكتاب‪.‬‬ ‫يتعلق األمر بالولي الصالح موالنا عبدالسالم‬ ‫‪. 4‬‬ ‫بن مشيش دفين جبل العلم‪.‬‬ ‫انظر ما أقوله في خاتمة البحث عن سنة وفاة‬ ‫‪. 5‬‬ ‫موالنا عبدالسالم‪.‬‬ ‫ال زالت العامة تعتقد أن سبعة زيارات لضريح‬ ‫‪. 6‬‬ ‫موالي عبدالسالم تساوي حجة إلى بيت اهلل الحرام‪.‬‬ ‫فقيه غير معروف لدينا‪.‬‬ ‫‪. 7‬‬ ‫تقول جميع المصادر المغربية إن قاتل موالي‬ ‫‪. 8‬‬ ‫عبدالسالم هو أبو الطواجين الكتامي نسبة إلى مدشر كتامة‬ ‫بقبيلة أهل سريف‪.‬‬ ‫حكم المغرب من سنة ‪ 621‬إلى سنة ‪624‬هـ‬ ‫‪. 9‬‬ ‫(‪1224‬ـ ‪1227‬م)‪.‬‬ ‫‪ . 10‬يتعلق األمر بيحيى بن محمد الناصر الذي تولى‬ ‫الملك من سنة ‪ 624‬إلى ‪626‬هـ (‪ 1227‬ـ ‪1229‬م)‪.‬‬ ‫‪ . 11‬ملك قشتالة الملقب بالقديس ‪،El Santo‬‬ ‫حكم من سنة ‪ 1217‬إلى سنة ‪1252‬م‪.‬‬ ‫‪ . 12‬صحيح أن جميع المؤرخين يؤكدون أن المامون‬ ‫جاء ب ‪ 12000‬محارب إسباني إلى المغرب‪ ،‬ولكن هذا غير‬ ‫صحيح ألن الكتيبة المسيحية التي رافقته عند مجيئه إلى‬ ‫المغرب من األندلس كانت تتكون من ‪ 500‬جندي فقط‪.‬‬ ‫‪ . 13‬لم يكن المامون هو أول سلطان مغربي‬ ‫استعان بالجنود النصارى في حروبه بالمغرب بل كانت هناك‬ ‫كتائب مسيحية في جيوش المرابطين والموحدين قبله‪.‬‬ ‫‪ . 14‬المعلومات التي جاء بها الراهب عن بناء‬ ‫الكنيسة بمراكش واستعمال النواقيس بها كلها صحيحة‪.‬‬ ‫‪ . 15‬انظر تعليق ‪.7‬‬ ‫‪ . 16‬انظر كتابي‪:‬غزوات موالي علي بن راشد‪.‬‬ ‫‪ . 17‬تأسست مدينة شفشاون سنة ‪876‬هـ (‪1471‬م)‬ ‫على إثر احتالل البرتغال لمدينتي أصيال وطنجة‪.‬‬ ‫‪ . 18‬هذا ما تقره الوثائق وكان السبب في وهب‬ ‫المنصور الذهبي أرض المعركة للزاوية الريسونية بتازروت‪.‬‬ ‫‪ . 19‬انظر كتاب حصن السالم بين يدي أوالد موالي‬ ‫عبدالسالم للفقيه الطاهر اللهيوي‪ ،‬الدار البيضاء‪.1978 .‬‬ ‫صفحة ‪.122‬‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫قصة مواطنة مغربية وابنتها‪ ..‬نجتا من حرب ليبيا الطاحنة‪!.‬‬

‫(الحلقة األولى)‬

‫زارتنا بمقر الجريدة‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬المواطنة “حرية العلوي العبدالوي”‪ ،‬برفقة ابنتها الوحيدة‪ ،‬المسماة “ياسمين”‪ ،‬راغبة‬ ‫في نشرقصتها للرأي العام‪ ،‬لإلفادة من جهة‪ ،‬ولكي تستريح من جهة ثانية‪ ،‬ذلك أن التعبير عن دواخلها‪ ،‬أوالتفريغ عما‬ ‫ألمّ بها‪ ،‬طيلة عقود‪ ،‬من شأنه أن يريحها ويساعدها على التقاط أنفاسها‪ ،‬ولو نسبيا‪ ،‬تشير”حرية”‪ ،‬هذه المواطنة التي‬ ‫تغربت عن أرض الوطن‪ ،‬لمدة حوالي ‪ 30‬سنة‪ ،‬قضتها بالديار الليبية‪ ،‬التي خرجت منها‪ ،‬وكأنها مولودة من جديد‪،‬‬ ‫وذلك بسبب نجاتها من الحرب الطاحنة والظروف القاسية التي عرفتها وتعرفها هذه البالد‪.‬‬ ‫ازدادت “حرية” بمدينة فاس سنة ‪ ،1956‬وترعرعت بمدينة المحمدية‪ ،‬وعاشت بضع سنوات بمدينة الدار البيضاء‪،‬‬ ‫لكن ظروف أسرتها الصعبة على مستويات عدة‪ ،‬دفعت بها إلى ضرورة االعتماد على نفسها‪ ،‬فقد نالت حظا من‬ ‫التعليم (التاسعة ثانوي ـ النظام القديم)‪ ،‬أهلها لتواجه مصيرها‪ ،‬بكل شجاعة ورباطة جأش‪ ،‬حيث اغتنمت أول فرصة‪،‬‬ ‫عرضت عليها للعمل بدولة ليبيا‪ ،‬فهاجرت إليها‪ ،‬دون تردد‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،1985‬هروبا من جحيم أوضاع أسرتها‪ .‬فكانت‬ ‫محظوظة ـ تقول ـ ألنها في بداية األمر‪ ،‬نزلت بمدينة “طرابلس “عند عائلة ليبية‪ ،‬محافظة طيبة‪ ،‬ثم اشتغلت بجهاز‬ ‫إسعاف الطيران‪ ،‬لمدة ثالث سنوات‪ ،‬بعدها عملت بمصحة خاصة‪ ،‬يطلق عليها “سبعة دكاترة” ‪ ،‬لمدة سنتين‪ ،‬حسب‬ ‫انتهاء عقود عملها في كل مرة‪ ،‬قبل أن تشتغل حرة فيما بعد‪ ،‬كمصوّرة لجميع المناسبات واألفراح الشعبية‪ ،‬بمحلها‬ ‫التجاري (استوديو)‪ .‬هذا العمل جعلها تحظى بحب الناس‪ ،‬ومنحها شعبية كبيرة‪ ،‬حتى لدى بعض إدارات ومؤسسات‬ ‫الدولة‪.‬وفي سنة ‪ ،1989‬شاء القدرأن تتعرف “ حرية “ إلى “باكستاني”‪ ،‬سرعان ما خفق قلبه لها‪ ،‬فطلبها للزواج‪.‬‬ ‫وكأي أنثى تحلم بتكوين أسرة‪ ،‬والعيش تحت سقف مودة ورحمة‪ ،‬لم تمانع أمام قسمتها ونصيبها‪ .‬وهكذا أضيئت‬ ‫مصابيح الفرح‪ ،‬ودُقت الطبول‪ ،‬وتك ّلم النغم‪ .‬وبعد حوالي‪ ،‬سبع سنوات من الزواج‪ ،‬أنجبت ابنتها الوحيدة‪“ ،‬ياسمين”‬ ‫التي كان مجيئها إلى هذا الوجود‪ ،‬بمثابة عصفورة غرّدت في دنيا والدتها الموحشة والمقفرة‪ ،‬حيث الغربة القاسية‬ ‫والمنفى االختياري‪.‬لكن‪ ،‬من الطبيعي‪ ،‬أن دوام الحال من المحال‪ ،‬فالحرب األهلية الطاحنة التي دارت رحاها بالبالد‪،‬‬ ‫خالل السنوات األخيرة‪ ،‬حولت حياة أفراد هذه األسرة إلى اضطراب‪ ،‬حيث كانوا يرون الموت بأم أعينهم‪ ،‬كل يوم‪ .‬وكان‬ ‫من المتوقع ـ كذلك ـ في كل دقيقة أو ساعة من الزمن‪ ،‬أن يكونوا في عداد الجثث واألشالء التي تتطاير‪ ،‬نتيجة إطالق‬ ‫القنابل والصواريخ‪ ،‬فوق رؤوس المدنيين‪.‬‬ ‫في ظل هذا الوضع‪ ،‬فر أفراد هذه األسرة‪ ،‬للعيش بمزرعة بمنطقة نائية‪ ،‬بليبيا‪...‬‬ ‫(يتبع)‪.....‬‬

‫محمد إمغران‬

‫احلاج عمر البزيوي يف ذمة اهلل‬

‫املنا�ضل العربي العلمي يف دار البقاء‬

‫انتقل إلى رحمة اهلل وكرمه‪ ،‬المغفور له الحاج عمر البزيوي‪ ،‬الذي وافاه األجل المحتوم يوم‬ ‫الخميس ‪ 4‬فبراير الجاري ‪ ،‬بعد رحلة ناهزت ‪ 93‬سنة‪ ،‬في دنيا الفناء‪ ،‬قضاها في خدمة وطنه‬ ‫مناضال ومقاوما ومجاهدا من أجل عزة بلده وكرامة وطنه وشعبه‪.‬‬ ‫وقد ازداد الفقيد العزيز بمدينة سال بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،1923‬وتابع دراسته بجامع‬ ‫القرويين حيث حصل على درجة العالمية واشتغل كاتبا ملحقا بديوان الصدر األعظم الحاج‬ ‫المقري بدار المخزن‪ ،‬وانخرط مبكرا في حزب الشورى واالستقالل إلى جانب كبار أساتذة وعلماء‬ ‫القرويين الذين اختاروا النضال في صفوف هذا الحزب العتيد‪.‬‬ ‫وبعد حصول المغرب على االستقالل اختاره األستاذ سيدي محمد الشرقاوي عضوا بديوان‬ ‫وزارته المكلفة بالمفاوضات مع الحكومة الفرنسية حول كيفية تسليم السلط من إدارة الحماية‬ ‫إلى الدولة المغربية ‪.‬‬ ‫والتحق‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬بديوان الشكايات ثم بديوان المظالم إلى جانب موالي هاشم العلوي‬ ‫بالرباط‪ .‬وكان المرحوم‪ ،‬يحظى‪ ،‬على الدوام‪ ،‬بتقدير واحترام كل من عرفوه أو تعاملوا معه بما عرف عنه من إنصات لمشاكل‬ ‫المظلومين والعمل على إيجاد الحلول الممكنة لها‪ ،‬إنصافا للمظلومين وجبرا للضرر الملحق بهم‪.‬‬ ‫وبعد تقاعده اشتغل رحمه اهلل في أعمال حرة إلى أن لقي ربه بقلب سليم‪.‬‬ ‫وجريدة الشمال تتقدم بتعازيها الحارة إلى عائلة الفقيد الصغيرة في فقدان هرم من أهرام الوطنية والنضال‪ ،‬المرحوم الحاج‬ ‫عمر البزيوي‪ ،‬وإلى كل الشرفاء الشوريين بالمغرب مع الدعاء للفقيد العزيز بالرحمة والمغفرة وألسرته وأصدقائه ورفاقه في العمل‬ ‫الوطني‪ ،‬بالصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫�آ�سية الرميقي‬

‫حرم عبد اللطيف أياسين‬

‫وفي محفل جنائزي مهيب شارك فيه األهل واألحباب واألصدقاء‪ ،‬والجيران‪ ،‬ووري جثمانها‬ ‫الطاهر بمقبرة سيدي عمار بعد صالة العصر بمسجد جامع المقرع‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بالتعازي الحارة إلى زوج الفقيدة عبد اللطيف أياسين‪ ،‬وأوالدهما عمر‪ ،‬حمزة‪ ،‬محمد ومريم‪ ،‬وإلى‬ ‫عائلة أياسين‪ ،‬الرميقي‪ ،‬شفيرة والحليمي‪ ،‬سائلين اهلل تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته‪ ،‬وأن يسكنها فسيح جناته‪ ،‬وأن يلهم‬ ‫ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫كما تعبر أسرة الفقيدة وعلى رأسها زوجها بهذه المناسبة األليمة عن شكرها وامتنانها الخالص لكل من واساهم من قريب أو‬ ‫بعيد‪ ،‬في هذا المصاب الجلل‪ ،‬سائلين اهلل أن يحفظهم وذويهم من أي مكروه‪ ،‬وأن يتغمد الفقيدة برحمته الواسعة‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫«وما عند اهلل خري و�أبقى»‬

‫عن عمر يناهز ‪ 58‬سنة‪ ،‬انتقلت إلى عفو اهلل بعد مرض عضال‪ ،‬يوم اإلثنين ‪ 10‬رجب‬ ‫‪ 1437‬هجرية‪ ،‬الموافق لـ ‪ 18‬أبريل ‪ 2016‬م‪ ،‬المشمولة برحمته تعالى الفقيدة‬ ‫العزيزة المرحومة‬

‫اإلطار السابق للبنك الشعبي بطنجة‬

‫ببالغ الحزن واألسى‪ ،‬حمل إلينا صديقنا السيد‬ ‫محمد ليموري نعي صهره وزوج ابنته السيدة نادية‬ ‫ليموري الذي التحق بالرفيق األعلى يوم الجمعة ‪15‬‬ ‫أبريل الجاري‪.‬‬ ‫والمرحوم العربي العلمي من المناضلين األوفياء‪،‬‬ ‫الذين بذلوا النفس والنفيس فداء لوطنهم‪ ،‬ومن أجل‬ ‫تحقيق أماني شعبهم في الحرية والعدل والمساواة‬ ‫والديمقراطية‪ ،‬فكان أن اعتقل بسبب انتمائه لمنظمة‬ ‫إلى األمام‪ ،‬سنة ‪ 1974‬وحكم عليه بالسجن ‪ 17‬سنة‪،‬‬ ‫قضى منها أربع عشرة سنة في المعتقالت‪.‬‬ ‫ولم يكن االعتقال والسجن ليفال من عزمه في‬ ‫مواصلة نضاله من أجل المبادئ التي آمن بها خدمة‬ ‫لوطنه‪ ،‬عبر نشر ثقافة حقوق اإلنسان مع رفاق دربه في‬ ‫منظمة العمل الديمقراطي الشعبي‪ ،‬ثم اليسار االشتراكي الموحد‪.‬‬ ‫وجريدة الشمال تتقدم بعبارات العزاء الصادق لصديقنا المناضل الشوري محمد‬ ‫ليموري وكريمته السيدة نادية‪ ،‬أرملة الراحل العربي العلمي وإلى ولديها المهدي‬ ‫ومنصف وإلى كافة أفراد األسرة ورفاق الفقيد العزيز في النضال‪ ،‬راجين للفقيد العزيز‬ ‫الغفران وعظيم األجر والثواب‪.‬‬ ‫هلل ما أعطى وله ما أخذ‪ ،‬وكل شيء عنده بأجل‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي‬ ‫القدير ‪.‬‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫انتقلت إلى المإل األعلى ملبية نداء ربها راضية‬ ‫مرضية يوم اإلثنين ‪ 3‬رجب ‪1437‬هـ موافق‬ ‫‪ 11‬أبريل‪2016‬م‪،‬‬

‫ال�سيدة الفا�ضلة احلاجة‬ ‫الزهرة بنت الفقيه‬ ‫محمد احلنوين‬

‫حرم المشمول بعفو اهلل السيد الحاج أحمد السماللي‬

‫وقد شيعها إلى مثواها األخير جموع غفيرة من أهلها وذويها ومحبي‬ ‫األسرة‪ .‬وتمت صالة الجنازة عليها بمسجد محمد الخامس بعد ظهر يوم‬ ‫الثالثاء‪ ،‬ووري جثمانها الثرى بمقبرة المجاهدين‪.‬‬ ‫تغمد اهلل الفقيدة الجليلة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه‪،‬‬ ‫وأسدل عليها رداء رضاه ورضوانه‪ ،‬وجعل لها مقعد صدق مع الصالحين‬ ‫والصالحات األبرار وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة نتقدم بأصدق التعازي والمواساة إلى‬ ‫كافة أنجالها الكرام البررة السادة‪ :‬الطيب‪ ،‬عبد الحميد ‪ ،‬محمد‪ ،‬البشير‪،‬‬ ‫عبدالكبير‪ ،‬مصطفى‪ ،‬فريدة‪ ،‬رشيدة‪ .‬سائلين المولى تعالى أن يلهمهم‬ ‫جميل الصبر والسلوان وأن يؤجرهم في مصابهم الجلل‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪834‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫اإليمان باليوم اآلخر‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫من أركان اإليمان وركائز العقيدة الصحيحة اإليمان باليوم اآلخر ‪،‬فهو ال ينفصل عن اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه‬ ‫ورسله‪ ,‬وكل منكر له أو شاك في وجوده وتحققه فهو كافر‪ ,‬ألن اإليمان باهلل يحقق المعرفة بالمصدر األول الذي صدر عنه‬ ‫الكون وأوجد جميع الكائنات‪ ,‬واإليمان بالمالئكة يحقق معرفة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه‪ ,‬واإليمان بالكتب يحقق‬ ‫العلم برحمة اهلل تعالى وعنايته بخلقه حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به وشرع لكل أمة ما يناسبها‪ ,‬واإليمان بالرسل‬ ‫يحقق محبتهم وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم ألنهم رسل اهلل قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده‪ ,‬واإليمان‬ ‫باليوم اآلخر يحقق المعرفة بالمصير الذي ينتهي إليه هذا الوجود والحرص على طاعة اهلل تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم‬ ‫والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم‪.‬‬ ‫فالحق سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا بال قصد وال غاية‪ ,‬بل خلقنا لعبادته وإقامة أوامره واالبتعاد عن نواهيه‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ال ْن َ�س �إِ اَّل ِل َي ْع ُبدُونِ ) الذريات ‪ ,56‬ولما كان األمر كذلك فال بد من غاية ونهاية‪ ,‬وال بد من موقف يتميز‬ ‫(و َما َخ َل ْق ُت جْ ِ‬ ‫النَّ َو ْ إِ‬ ‫َ‬ ‫فيه المطيع من العاصي والعامل من المهمل‪ ,‬قال تعالى‪�( :‬أَ َف َح�سِ ْب ُت ْم َ�أ مَّ َ‬ ‫نا َخ َل ْق َن ُاك ْم َع َب ًثا َوَ�أ َّن ُك ْم �إِ َل ْي َنا اَل ُت ْر َج ُعونَ ) المؤمنون ‪.115‬‬ ‫وقد سمى اهلل اليوم اآلخر بأسماء كثيرة يدل كل واحد منها على ما يجري فيه من حقائق وأهوال منها‪:‬‬ ‫• يوم البعث‪ :‬أي اليوم الذي يبعث اهلل فيه الناس من قبورهم ليحاسبهم على أعمالهم وما قدموه في الحياة الدنيا‪,‬‬ ‫اب ال َّلهِ �إِ َلى َي ْو ِم ا ْل َب ْع ِث َف َه َذا َي ْو ُم ا ْل َب ْع ِث َو َل ِك َّن ُك ْم ُك ْن ُت ْم اَل َت ْع َل ُمونَ )‬ ‫ميانَ َل َقدْ َل ِب ْث ُت ْم يِف كِ َت ِ‬ ‫(و َق َال ا َّلذِينَ �أُو ُتوا ا ْل ِع ْل َم َو ْ إِ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ال َ‬ ‫الروم ‪.56‬‬ ‫• يوم القيامة‪ :‬أي اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم ويقفون أما الحق سبحانه وتعالى للحساب والعقاب‪ ,‬قال‬ ‫(و َي ْو َم ا ْل ِق َي َامةِ َت َرى ا َّلذِينَ َك َذ ُبوا َع َلى ال َّلهِ ُو ُجوهُ ُه ْم ُم ْ�س َو َّد ٌة �أَ َل ْي َ�س يِف َج َه َّن َم َم ْث ًوى ِل ْل ُم َت َك رِّبِينَ ) الزمر‪.58‬‬ ‫تعالى‪َ :‬‬ ‫• يوم الدين‪ :‬أي اليوم الذي يدان فيه الخلق ويجازون على أعمالهم‪ ,‬قال تعلى‪ ( :‬مالك يوم الدين) الفاتحة ‪.3‬‬ ‫• القارعة ألنها تقرع القلوب بأهواله‪ ,‬قال تعالى‪ ( :‬القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش‬ ‫المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش) القارعة ‪1‬ـ ‪. 4‬‬ ‫اب)‬ ‫• يوم الحساب أي اليوم الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم ‪ ,‬قال تعالى‪َ ( :‬و َقا ُلوا َر َّب َنا َع ِّج ْل َل َنا ق َِّط َنا َق ْب َل َي ْو ِم حْ ِ‬ ‫ال َ�س ِ‬ ‫ص ‪ .15‬وقال موسى عليه السالم‪ :‬إني عدت بربي وربكم من كل متكبر ال يؤمن بيوم الحساب‪.‬‬ ‫ِيها َو�أَنَّ ال َّلهَ َي ْب َع ُث َمنْ يِف‬ ‫ال�س َاع َة �آ ِت َي ٌة اَل َر ْي َب ف َ‬ ‫• الساعة‪ :‬أي ساعة وموعد الحساب والجزاء والعقاب‪ ,‬لقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫(و�أَنَّ َّ‬ ‫ا ْل ُق ُبورِ ) الحج ‪. 7‬إلى غير ذلك من األسماء‪.‬‬ ‫وقيام الساعة أو اليوم اآلخر مما استأثر اهلل به وبعلمه فلم يطلع عليه أحدا من خلقه‪ ,‬فال يأتي إال غفلة وفجأة‪ ,‬قال‬ ‫ات َو ْ أَ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ي ْ َ‬ ‫ال�س َاعةِ َ�أ َّيانَ ُم ْر َ�ساهَ ا ُق ْل ِ�إ مَّ َ‬ ‫�ض اَل‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫ال�س َم َاو ِ‬ ‫نا عِ ْل ُم َها عِ ْن َد َر ِّبي اَل ُي َج ِّل َيها ل َِو ْقت َِها ِ�إ اَّل هُ َو َث ُق َل ْت يِف َّ‬ ‫�س�أ ُلو َن َك َعنِ َّ‬ ‫َت�أْتِي ُك ْم �إِ اَّل َب ْغ َت ًة َي ْ َ‬ ‫نا عِ ْل ُم َها عِ ْن َد ال َّلهِ َو َلكِنَّ �أَ ْك رَ َ‬ ‫�س�أ ُلو َن َك َك�أَ َّن َك َحف ٌِّي َع ْن َها ُق ْل �إِ مَّ َ‬ ‫ا�س اَل َي ْع َل ُمونَ ) األعراف ‪ . 187‬يبدأ هذا اليوم‬ ‫ث ال َّن ِ‬ ‫بفناء عالمنا هذا فيموت كل من فيه وتتبدل األرض غير األرض والسماوات‪ ،‬ثم ينشئ اهلل النشأة اآلخرة‪ ,‬فيبعث اهلل الناس‬ ‫(وهُ َو ا َّلذِي َي ْب َد�أُ خْ َ‬ ‫ال ْل َق ُث َّم ُيعِي ُد ُه َوهُ َو‬ ‫جميعا بإعادة بناء األجسام بعد فنائها ‪ ،‬وإعادة الحياة إليها بعد سلبها منها‪ ,‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫�ض َوهُ َو ا ْل َعزِ يزُ حْ َ‬ ‫�أَهْ َونُ َع َل ْيهِ َو َلهُ مْ َ‬ ‫الكِي ُم ) الروم ‪ .26‬وقد أوكل اهلل ملكا كريما بالنفخ في‬ ‫ات َو ْ أ‬ ‫ال َث ُل ْ أ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫ال�س َم َاو ِ‬ ‫الَ ْع َلى يِف َّ‬ ‫الصور‪ ,‬وهو إسرافيل عليه السالم‪ ,‬فإذا نفخ األولى ماتت الخالئق وهذه هي الراجفة‪ ,‬وإذا نفخ الثانية تبعث من قبورها وتعود‬ ‫إليها الحياة لتقف للحساب والعقاب ‪ ,‬وهذه هي الرادفة‪ ,‬ثم تحشر الخالئق كلها لموقف الحساب‪ ,‬اإلنس والجن ودواب األرض‬ ‫وطيورها للقصاص وإرجاع الحقوق‪ ,‬قال صلى اهلل عليه وسلم ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ‪ .‬حتى يقاد للشاة الجلحاء‬ ‫من الشاة القرناء) ‪ :‬رواه مسلم المسند الصحيح – ‪ 2582‬ومعنى الجلحاء التي القرون لها‪.‬‬ ‫ويحشر الناس عراة في موقف صعب تشتد فيه حرارة الشمس وتدنو من الرؤوس حتى يغرق الناس في عرقهم ‪ ,‬قال‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم (تدني الشمس ‪ ،‬يوم القيامة ‪ ،‬من الخلق ‪ ،‬حتى تكون منهم كمقدار ميل ‪ .‬قال سليم بن عامر ‪ :‬فواهلل‬ ‫! ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة األرض‪ ،‬أم الميل الذي تكتحل به العين‪ .‬قال‪ :‬فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق‪.‬‬ ‫فمنهم من يكون إلى كعبيه‪ .‬ومنهم من يكون إلى ركبتيه‪ .‬ومنهم من يكون إلى حقويه‪ .‬ومنهم من يلجمه العرق إلجاما‪.‬‬ ‫قال وأشار رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بيده إلى فيه‪ .‬رواه مسلم المسند الصحيح ‪ .2864 -‬ثم يأخذ الناس صحائف‬ ‫أعمالهم حيث يأخذها المومنون بأيمانهم والكافرون بشمائلهم‪ ,‬وتوضع الموازين القسط التي تزن أعمال العباد‪ ,‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(و َن َ�ض ُع مْ َ‬ ‫ا�سبِنيَ) األنبياء‬ ‫ال َوازِ ينَ ا ْلق ِْ�س َط ِل َي ْو ِم ا ْل ِق َي َامةِ َف اَل ُت ْظ َل ُم َن ْف ٌ�س َ�ش ْيئًا َو ِ�إ ْن َكانَ مِ ْث َق َال َح َّبةٍ مِ نْ َخ ْردَلٍ َ�أ َت ْي َنا ب َِها َو َك َفى ِب َنا َح ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ .47‬إذ يؤتى بالعباد فيقفون أمام ميزان أعمالهم‪ ,‬فمن رجحت حسناته على سيئاته نادى ملك بصوت تسمعه الخالئق‪ :‬سعد‬ ‫فالن بن فالن سعادة ال يشقى بعدها أبدا ‪ ,‬وإذا رجحت سيئاته نادى الملك شقي فالن بن فالن‪ .‬روى اإلمام البخاري ومسلم‬ ‫والترمدي عن عدي بن خاتم أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ ( :‬ما منكم من أحد إال سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه‬ ‫وبينه ترجمان‪ ،‬فينظر أيمن منه فال يرى إال ما قدم من عمله‪ ,‬وينظر أشأم منه فال يرى إال ما قدم‪ ,‬وينظر بين يديه فال يرى‬ ‫إال النار تلقاء وجهه‪ ،‬فاتقوا النار ولو بشق ثمرة)‪.‬‬ ‫ثم يؤمر بالصراط وهو جسر منصوب على جهنم يمر منه الناس جميعا‪ ،‬بسرعة تناسب أعمالهم وطاعتهم هلل وامتثالهم‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫ألمره في الدنيا‪ ،‬فتمر الطائفة األولى بسرعة البرق‪ ،‬ثم الثانية بسرعة الريح ‪ ،‬والثالثة بسرعة الطير‪ ،‬والرابعة بسرعة شد‬ ‫الرجال والخامسة والسادة إلى أن يصل إلى من تعجز بهم أعمالهم فيزحفون ويسقطون حيث تجدبهم كالليب جهنم‪.‬‬ ‫ثم إما إلى الجنة وهي مأوى المومنين حيث الثواب األكبر والنعيم األوفر‪ ،‬أو إلى النار وهي مأوى الكافرين حيث العقاب‬ ‫األكبر أعاذنا اهلل منها‪.‬‬ ‫وهكذا يجب على المسلم التسليم المطلق‪ ،‬والتصديق الكامل بكل ما جاء في القرآن الكريم وبكل ما أخبر به النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم من حقائق اليوم اآلخر‪ ،‬فيؤمن بالموت والنهاية المحتومة على كل موجود‪ ،‬وما يعقبها من بعث وحياة‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫ويؤمن بفتنة القبر‪ ،‬وهي سؤال الميت في قبره بمجرد دفنه عن ربه ودينه ونبيه‪ ،‬فيقول المؤمن‪ :‬اهلل ربي‪ ،‬واإلسالم‬ ‫ديني‪ ،‬ومحمد نبي‪ ،‬ويتلعثم الكافر والمنافق فيقوال‪ :‬ال ندري سمعنا الناس يقولون شيئا فقلناه‪ .‬قال تعالى‪ُ ( :‬ي َث ِّب ُت ال َّلهُ ا َّلذِينَ‬ ‫ال َيا ِة ال ُّد ْن َيا َو يِف ْالآخِ َر ِة َو ُي ِ�ض ُّل ال َّلهُ َّ‬ ‫� َآم ُنوا بِا ْل َق ْولِ ال َّثاب ِ​ِت يِف حْ َ‬ ‫الظ مِالِنيَ َو َي ْف َع ُل ال َّلهُ َما َي َ�ش ُاء ) إبراهيم ‪.29‬‬ ‫ويؤمن بنعيم القبر للمؤمنين‪ ،‬وعذابه للظالمين الكافرين‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ا َّلذِينَ َت َت َو َّفاهُ ُم مْ َ‬ ‫ال اَل ِئ َك ُة َط ِّيبِنيَ َي ُقو ُلونَ َ�س اَل ٌم‬ ‫با ُك ْن ُت ْم َت ْع َم ُلونَ ) النحل ‪ 32‬وقال �سبحانه �أي�ضا‪َ (:‬و َل ْو َت َرى �إِ ِذ َّ‬ ‫الظ مِ ُ‬ ‫ال ْو ِت َو مْ َ‬ ‫ات مْ َ‬ ‫َع َل ْي ُك ُم ادْ ُخ ُلوا جْ َ‬ ‫ال اَل ِئ َك ُة‬ ‫الونَ يِف َغ َم َر ِ‬ ‫ال َّن َة مِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي حْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫جُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫زَ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اب‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫ج‬ ‫خ‬ ‫بونَ )‬ ‫ونِ‬ ‫رِ‬ ‫هِ‬ ‫مِ‬ ‫َب ِ‬ ‫ال ِّق َو ُك ْن ُت ْم َعنْ �آ َياتِهِ َت ْ�س َت ْك ُرِ‬ ‫ونَ‬ ‫نَ‬ ‫ا�س ُطو �أَ ْيد ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫ِيه ْم َ�أ ْ ُ‬ ‫رْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫األنعام ‪94‬‬ ‫ويؤمن بيوم القيامة الذي ال يوم بعده‪ ,‬حيث يبعث الناس أحياء للحساب والعقاب‪ ،‬واالنتقال إلى دار النعيم أو دار العذاب‬ ‫األليم‪.‬‬ ‫ويؤمن بالبعث وهو إحياء اهلل تعالى جميع الموتى وبعثهم من قبورهم للحساب والعقاب‪ ،‬حفاة بال نعال‪ ،‬وعراة بال ثياب‪.‬‬ ‫�ض �إِ اَّل َمنْ َ�ش َاء ال َّلهُ ُث َّم ُنف َِخ فِيهِ �أُ ْخ َرى َف�إِ َذا هُ ْم ِق َي ٌام‬ ‫ات َو َمنْ يِف ْ أ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫ال�س َم َاو ِ‬ ‫قال تعال‪َ ( :‬و ُنف َِخ يِف ُّ‬ ‫ال�صورِ َف َ�صع َِق َمنْ يِف َّ‬ ‫َي ْن ُظ ُرونَ ) الزمر ‪.65‬‬ ‫ويؤمن بصحائف األعمال التي سجل بها عمل اإلنسان من بلوغه وتكليفه إلى وفاته‪ ،‬يأخذها المومن بيمينه والكافر‬ ‫ورا َو َ�أ َّما َمنْ �أُوت َِي كِ َتا َبهُ‬ ‫ا�س ُب حِ َ�سا ًبا َي�سِ ً‬ ‫�س ً‬ ‫ريا َو َي ْن َقل ُِب ِ�إ َلى َ�أهْ لِهِ َم رْ ُ‬ ‫بشماله‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ف�أَ َّما َمنْ �أُوت َِي كِ َتا َبهُ ِب َيمِ ينِهِ َف َ�س ْو َف ُي َح َ‬ ‫ريا ) االنشقاق ‪ 7‬ـ ‪.12‬‬ ‫َو َر َاء َظ ْهرِ ِه َف َ�س ْو َف َي ُ‬ ‫ورا َو َي ْ�ص َلى َ�س ِع ً‬ ‫دْعو ُث ُب ً‬ ‫ويؤمن بالميزان الذي توزن به األعمال‪ ،‬فال تظلم نفس شيئا وال يهمل مثقال حبة من خردل‪ ,‬قال تعالى‪َ ( :‬ف�إِ َذا ُنف َِخ يِف‬ ‫اب َب ْي َن ُه ْم َي ْو َم ِئ ٍذ َو اَل َي َت َ�س َاء ُلونَ ‪َ ,‬ف َمنْ َث ُق َل ْت َم َوازِ ينُهُ َف ُ�أو َلئ َِك هُ ُم مْ ُ‬ ‫ال ْفل ُِحونَ ‪َ ,‬و َمنْ َخ َّف ْت َم َوازِ ينُهُ َف�أُو َلئ َِك ا َّلذِينَ‬ ‫ُّ‬ ‫ال�صورِ َف اَل �أَ ْن َ�س َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫�سوا �أَ ْن ُف َ�س ُه ْم يِف َج َهن َم خا ِلدُونَ ) المومنون ‪ 102‬ـ ‪.104‬‬ ‫َخ رِ ُ‬ ‫ويؤمن بالصراط الذي يمر منه الناس جميعا‪ ،‬فالمؤمنون ينجون على حسب حالهم بسرعة تختلف باختالف وتفاوت‬ ‫أعمالهم‪ ،‬والكافرون يسقطون في النار‪.‬‬ ‫ويؤمن بالجنة دار النعيم التي أعدها اهلل تعالى للمؤمنين المتقين‪ ،‬وجعلها لهم جزاء على طاعتهم وعملهم في الدنيا‪،‬‬ ‫ا�ض َي ٌة يِف َج َّنةٍ َعا ِل َيةٍ‬ ‫فيها ماال عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر‪ ،‬قال تعلى‪ُ ( :‬و ُجو ٌه َي ْو َم ِئ ٍذ َناعِ َم ٌة ل َِ�س ْعي َِها َر ِ‬ ‫وع ٌة َو مَ َ‬ ‫نارِ ُق َم ْ�ص ُفو َف ٌة َوزَ َراب ُِّي َم ْب ُثو َث ٌة ) الغا�شية‬ ‫اب َم ْو ُ�ض َ‬ ‫�س ٌر َم ْر ُف َ‬ ‫ِيها َعينْ ٌ َجارِ َي ٌة ف َ‬ ‫ِيها اَلغِ َي ًة ف َ‬ ‫اَل َت ْ�س َم ُع ف َ‬ ‫وع ٌة َو�أَ ْك َو ٌ‬ ‫ِيها رُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫زَ‬ ‫با كانوا َي ْع َملونَ ) السجدة ‪.17‬‬ ‫‪ .8-16‬وقال تعالى‪َ ( :‬فل ت ْعل ُم نف ٌ�س َما �أخف َِي ل ُه ْم مِ نْ ق َّر ِة �أ ْعينُ ٍ َج ًاء مِ َ‬ ‫ويؤمن بالنار دار العذاب الدائمة الخالدة التي أعدها اهلل للكافرين‪ ،‬وفيها من العذاب والنكال ما اليخطر على قلب بشر‪،‬‬ ‫ال ُّق مِ نْ َر ِّب ُك ْم َف َمنْ َ�ش َاء َف ْل ُي�ؤْمِ نْ َو َمنْ َ�ش َاء َف ْل َي ْك ُف ْر �إِ َّنا �أَ ْع َتدْ َنا ل َّ‬ ‫ِلظ مِالِنيَ َن ًارا �أَ َح َ‬ ‫(و ُقلِ حْ َ‬ ‫�سادِ ُق َها َو�إِ ْن َي ْ�س َتغِي ُثوا‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬ ‫اط ب ِ​ِه ْم رُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫شرَّ‬ ‫ْ‬ ‫باءٍ َك مْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اب َو َ�س َاء ْت ُم ْرتفقا ) الكهف ‪.29‬‬ ‫ْ�س ال� َ ُ‬ ‫ُي َغا ُثوا مِ َ‬ ‫ال ْهلِ َي�شوِ ي ال ُو ُجو َه ِبئ َ‬ ‫ويؤمن بالشفاعة العظمى الخاصة برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬يشفع عند اهلل للناس حين يصبيهم من الهم‬ ‫والكرب ما اليطيقون‪ ،‬فيذهبون إلى آدم ثم نوح‪ ،‬ثم إبراهيم ثم موسى‪ ،‬ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫ويؤمن بشفاعته صلى اهلل عليه وسلم ألمته فيمن دخل النار من المومنين أن يخرجوا منها‪ ،‬قال تعال‪َ ( :‬ي ْو َم ِئ ٍذ اَل َت ْن َف ُع‬ ‫الر ْح َمنُ َو َر ِ�ض َي َلهُ َق ْو اًل ) طه ‪.106‬‬ ‫ال�شَّ َف َاع ُة �إِ اَّل َمنْ �أَذِنَ َلهُ َّ‬ ‫ويؤمن بحوض رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬ماؤه أشد بياضا من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل ‪ ،‬وأطيب من رائحة‬ ‫المسك‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك أبدا‪ ،‬طوله شهر ‪ ،‬وعرضه شهر‪ ،‬وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة‪ ،‬يرده المؤمنون‬ ‫من أمته‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬إنا أعطيناك الكوثر)‪.‬‬ ‫ويؤمن بكل ما جاء في القرآن الكريم‪ ،‬وما أخبر به الرسول صلى اهلل عليه وسلم من أخبار يوم القيامة وأهوالها أعاننا‬ ‫اهلل عليها‪.‬‬ ‫ومن ثمرات هذا اإليمان الحرص على طاعة اهلل رغبة في ثوابه‪ ،‬واالبتعاد عن معصيته خوفا من عقابه واالستعداد لذلك‬ ‫اليوم وأهواله‪ ،‬وتسلية المومن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم اآلخرة وثوابها ‪.‬‬

‫الشيخوخة حالة متدرجة ال مفرّ منها (‪)5‬‬

‫عَمَن بلغها أو وصفها‬ ‫ضعف الشيخوخة نذير الهالك‪ ،‬ولذلك عبَّرَ عنها القرآن الكريم حكاية ّ‬ ‫[مَسَ ِنىَ ا ْلكِبَرُ] الحجر ‪ ،54‬و[أَصَابَهُ ا ْلكِبَر] البقرة ‪ 266‬و[ َقدْ‬ ‫بأسلوب يفيد االسترحام‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بَ َلغَ ِنىَ ا ْلكِبَر] آل عمران ‪ ،40‬و[ َقدْ بَ َلغْتُ مِنَ ا ْلكِبَ ِر عِتِيٌا] مريم ‪ 8‬و[أَبُونَا شَيْخٌ َك ِبير]‬ ‫القصص ‪ ،23‬وللتدهور في البنية والوظائف‪ ،‬وصف القرآن الشيخوخة بأنها (أَرْ َذل ا ْلعُمُ ِر)‪ ،‬ومن أهم‬ ‫مالمح التدهور إصابة المخ وتناقص المهارات العقلية والكفاءات الذهنية والعلم بالذات والموجودات‪،‬‬ ‫«وال َّلهُ‬ ‫مما قد يفسر سبب اختيار تلك الوظيفة العليا التي تختص بالتكليف لتبرير الوصف‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫َخ َل َق ُك ْم ُث َّم َي َت َو َّف ُاك ْم َومِ ن ُك ْم َمن ُي َر ُّد �إِ َلى �أَ ْر َذلِ ا ْل ُع ُمرِ ِل َك ْى ال َي ْع َل َم َب ْع َد عِ ْل ٍم َ�ش ْيئا» النحل ‪.70‬‬ ‫اب ُث َّم مِ ن ُّن ْط َفةٍ ُث َّم‬ ‫ا�س ِ�إن ُكن ُت ْم فِى َر ْي ٍب مِ نَ ا ْل َب ْع ِث َ ِف�إ َّنا َخ َل ْق َن ُاكم ِّمن ُت َر ٍ‬ ‫وقال تعالى‪َ «:‬ي�آ�أَ ُّي َها ال َّن ُ‬ ‫ي َل ُك ْم َو ُنق ُِّر فِى الأَ ْر َح ِام َما َن َ�ش� ُآء �إِ َلى �أَ َجلٍ ُم َ�س ٌّمى‪،‬‬ ‫مِ نْ َع َل َقةٍ ُث َّم مِ ن ُم ْ�ض َغةٍ ُم َخ َّل َقةٍ َو َغ رْ ِ‬ ‫ي ُم َخ َّل َقةٍ ِّل ُن َب نِّ َ‬ ‫ُث َّم ُن ْخرِ ُج ُك ْم طِ ْف ًال ُث َّم ِل َت ْب ُل ُغو�آ �أَ ُ�ش َّد ُك ْم َومِ ن ُكم َّمن ُي َت َو َّفى َومِ ن ُكم َّمن ُي َرد �إِ َلى َ�أ ْر َذلِ ا ْل ُع ُمرِ ‪ِ ،‬ل َك ْيال َي ْع َل َم مِ ن‬ ‫َب ْع ِد عِ ْل ٍم َ�ش ْي�أ»‪ ،‬الحج ‪.5‬‬ ‫و الحكيم العليم ـ سبحانه وتعالى ـ يسن تشريعًا لألبناء يكشف العلم بالمخلوقات‪ ،‬يراعي فيه‬ ‫«و َق َ�ضى َر ُّب َك �أَال َت ْع ُب ُدو�آ‬ ‫حالة الضعف البدني والعقلي عند اآلباء عند بلوغهم الكِبَر‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ِب َ �أ َح ُدهُ َما �أَ ْو كِ الهُ َما‪َ ،‬فال َت ُقل َّل ُه َم�آ ُ�أ ٍّف َوال َت ْن َه ْرهُ َما‬ ‫�إِال �إِ َّيا ُه َوبِا ْل َوا ِل َد ْينِ �إِ ْح َ�سا ًنا ِ�إ َّما َي ْب ُل َغ َّن عِ ن َد َك ا ْلك رَ َ‬ ‫ُ‬ ‫اخف ْ‬ ‫ميا َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ري ‪»h‬‬ ‫الر ْح َمةِ َوقل َّر ِّب ْار َح ْم ُه َما ك َما َر َّب َيانِى َ�ص ِغ ً‬ ‫َو ُقل َّل ُه َما َق ْو ًال َكرِ ً‬ ‫اح ال ُّذ ِّل مِ نَ َّ‬ ‫ِ�ض َل ُه َما َج َن َ‬ ‫(اإلسراء ‪ 23‬و‪ .)24‬ولك أن تلحظ في التعبير غاية العناية والرأفة والرحمة بكبار السن‪ ،‬حتى إن‬ ‫القرآن قد َق َ‬ ‫رَن اإلحسان بالوالدين عند الكِبَر بوحدانية اهلل وهي قضيته الكبرى‪.‬‬ ‫قال المفسرون‪« :‬ألرذل من كل شيء الرديء منه‪ ( :‬وال يرجى له بعده عود من النقصان إلى‬ ‫الزيادة ومن الجهل إلى العلم‪ ،‬كما يرجى مصير الصبي من الضعف إلى القوة ومن الجهل إلى العلم)‬ ‫وإيثار ( فعل) الرد ( نَرُدُّهُ) على الوصول والبلوغ ونحوهما‪ ،‬لإليذان بأن بلوغه والوصول إليه رجوع‬ ‫في الحقيقة إلى الضعف بعد القوة‪َ ،‬‬ ‫(لِكيْال يَعْ َلمَ بَعْدَ عِ ْلم شَيْ ًئا)‬ ‫ٍ‬ ‫او ْي َل َتا �أَ�أَ ِل ُد َو َ�أ َنا َع ُجوزٌ َوهَ َذا‬ ‫وفي قوله تعالى ـ حكاية عن امرأة إبراهيم ـ عليه السالم‪َ :‬قا َلتْ « َي َ‬ ‫َب ْعلِى َ�ش ْي ًخا �إِ َّن هَ َذا َل َ�ش ْى ٌء َعجِ يب» (هود ‪ ،)72‬أضاف القرآن إلى عجزها عن اإلنجاب سببًا آخر الستعجابها‬ ‫َ‬ ‫(وَهَذا بَعْلِى شَيْخًا)‪ ،‬و(البعولة) من الذكورة والفحولة وال يوصف بها سوى الذكر‪ ،‬فكأنه‬ ‫بقولها‪:‬‬ ‫أخبر ضِمْنًا عن تحول نشاطه إلى الضعف‪ ،‬عندما أصبح شيخًا‪ ،‬وأما لفظ ( عجوز) المشتق من ( العجز)‬ ‫فقد قصره على وصف األنثى المقطوع بعجزها عن اإلنجاب‪ ،‬بتجاوزها سن الحيض كما قال تعالى‪�( :‬إِال‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫َع ُجوزً ا فِى ا ْل َغابِرِ ين) الشعراء ‪ ،171‬والصافات ‪ ،135‬ولذا رافق اللفظ (عجوز) الوصف (عقيم) النقطاع‬ ‫األمل في اإلنجاب بانقطاع الحيض في قوله‪َ ( :‬ف َّ‬ ‫صَكتْ وَجْهَهَا وَ َقا َلتْ عَجُوزٌ عَقِيم) الذاريات‬ ‫‪ ،29‬والشيخ غير مقطوع األمل ووصفه هنا يتعلق ببيان ضعف النشاط الزوال الخصوبة‪ ،‬والعجيب أن‬ ‫القرآن لم يصف الذكر أبدًا باللفظ (عجوز) بينما لغة التخاطب‪ ،‬منذ التنزيل إلى اليوم تجيز لك القول‪:‬‬ ‫(هذا رجل عجوز)‪ ،‬انظر إلى أي مدى‪ ،‬قد بلغت الدقة في التعبيرالقرآني‪.‬‬ ‫في وقتنا الحالي‪ ،‬يمكننا تقديم األدلة على أن الشيخوخة مقدرة وفق برنامج يعكس العلم‬ ‫والحكمة في الخلق‪ّ .‬‬ ‫إن األبحاث العلمية الحديثة تؤيد أن الشيخوخة ليست إال وجهًا من الموت‬ ‫المبرمج للجسم‪.‬‬ ‫إن أول من تنبه لظاهرة الشيخوخة كعلم مستقل هو الطبيب الفرنسي شاركوت عام ‪1881‬م‪،‬‬ ‫ولم يتبعه أغلب الباحثين‪ ،‬إال في القرن العشرين‪ ،‬ولذا نتعجب أن يولي القرآن الكريم موضوع‬ ‫الشيخوخة عنايته‪ ،‬قبل ذلك بأكثر من عشرة قرون‪ ،‬وال تجد لهذا نظيرًا في أي كتاب آخر‪ ،‬ينسب‬ ‫اليوم للوحي غير القرآن الكريم‪ ،‬وإن إدراك خفايا الشيخوخة في عصرنا حيث توفرت التقنيات إنما هو‬ ‫القدير‪«:‬وك َّذ َب بِهِ َق ْو ُم َك َوهُ َو حْ َ‬ ‫َ‬ ‫شهادة للقرآن‪{:‬أَنَّهُ ا ْلحَق}؛ يقول العلي‬ ‫ال ُّق ُقل َّل ْ�س ُت َع َل ْي ُكم ب َِوكِ يلٍ‬ ‫ِل ُك ِّل َن َب�إٍ ُّم ْ�س َت َق ٌّر َو َ�س ْو َف َت ْع َل ُمون» (األنعام ‪ 66‬و‪).67‬‬ ‫الهوامش ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ لسان العرب ج‪ 6‬ص‪243‬‬ ‫‪ 2‬ـ فتح القدير للشوكاني ج‪ 3‬ص‪414‬‬ ‫‪ 3‬ـ روح المعاني ج‪ 23‬ص‪46‬‬ ‫‪ 5‬ـ البغوي ج‪ 4‬ص‪18‬‬ ‫‪ 7‬ـ ابن كثير ج‪2‬ص ‪577‬‬ ‫‪ 8‬ـ الروح ج‪1‬ص‪151‬‬ ‫‪ 9‬ـ دقائق التفسير ‪325 1‬‬ ‫‪ 10‬ـ العين ج‪ 8‬ص‪.83‬‬


‫العدد ‪834‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫الذكرى األولى لرحيل المرحوم العالمة الموسوعي‬ ‫الدكتور عبد الهادي التازي (‪)4/4‬‬

‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬ ‫في يوم ثاني أبريل‪/‬نيسان من سنة ألفين وخمسة عشر‪ ،‬فقدت األمة علما من أعالمها األفذاذ‪ ،‬فقدت الفقيه المؤرخ»عميد المؤرخين المغاربة»‪،‬المترجم المحقق‪ ،‬الدبلوماسي الرحالة‪،‬العضو‬ ‫بأكاديمية المملكة المغربية‪،‬والعضو بمجمع اللغــة العربية‪ ،‬العالمة الموسوعــي‪ ،‬الدكتور عبد الهادي التازي ‪.‬عام يدورعلى رحيل روح مرشدنــا على جناح مالك الموت إلى دار البقاء ملبية نداء ربها‪:‬‬ ‫«يا �أيتها النف�س املطمئنة ارجعي �إلى ربك را�ضية مر�ضية‪،‬فادخلي يف عبادي وادخلي جنتي»‪.‬‬ ‫وتزكية لوشائج المحبة األزلية الرابطة بين مهجتنا وروح الفقيد العزيز‪،‬ارتأينا أن نستحضر‪-‬في الذكرى األولى لرحيله إلى دار البقاء‪ -‬باقة من الرسائل العطرة التي بعث بها إلينا رحمه اهلل‪،‬في‬ ‫مناسبات معينة‪،‬دعما و تشجيعا وتعقيبا على بعض ما نشرناه من مقاالت عبرسلسلة حلقات ضمن ركن» نبش في الذاكرة‪ »...‬بجريدتي طنجة والشمال ؛ وهي رسائل لطيفة التخلومن متعة وفائدة‪..‬‬ ‫كما كان سعادته ال يتقاعس عن مراسلتنا ولو كان على سفرأوحل به سقم ‪،‬حيث راسلنا رحمه اهلل من أرض الكنانة في أوج ربيعها‪،‬وكذا بعد عودته من مسقط (عمان)وإثرعدد من الرحالت العلمية‬ ‫قادته إلى بعض بلدان الخليج‪ ،‬كما راسلنا ‪ -‬رحمه اهلل‪ -‬وهو طريح الفراش بالمستشفى العسكري بالرباط‪.‬‬ ‫وإنه لشرف عظيم أن يحظى شخصنا المتواضع بصفة «النباش»من لدن هذا الرجل العظيم الذي ستظل محبته متجذرة في أعماق وجداننا إلى يوم تحشرفيه أجسادنا‪ ،‬فتتعانق أرواحنا بفرحة اللقاء‬ ‫بعد حرقة فراق ولوعة اشياق ‪.‬‬

‫رسائل خصّ بها المرحوم عبد الهادي التازي محبه النباش (‪)4‬‬ ‫وتعقيبا على مقال” نفض الغبار عما يكتنف الوشم من رموز وأسرار”وكذا على مقال “حميرنا تذبح‬ ‫من البوغازإلى الخليج‪،‬وفي أرض الكنانة شعبولة يغني ‪“ :‬باحبك ياحمار”‪ ،‬كاتبنا عزيزنا التازي برسالة‬ ‫استدركت بعض ما سهونا عن ذكره في الوشم‪ ،‬وأفادت من جهة أخرى بأن حديثنا عن “سيدنا الحمار‬ ‫كان مستوعبا شامال‪.”...‬‬ ‫مرشدنا الفقيد العزيز كان قارئا محققا مدققا يدرك مواطن القوة والضعف في أي نسق معرفي‪،‬‬ ‫مخطوطا كان أم منطوقا‪ ،‬واليتوانى في إحاطة المتلقي بما خفي عنه من غميس أفكار ودقيق معلومات‪،‬‬ ‫قلما تعثر عليها بين دفتي كتاب؛ ومثيل ذلك ما سنقف عليه في الرسالة التالية‪:‬‬

‫ما لم يذكره” كوالن” مما لحق “بوعبولة “من أذى صبيان وشبقية فتيان وجشع باعة ألبان‪..‬‬ ‫المثل الشعبي “ارطب وياكل الشوك بحال بوعبولة”الذي علق عليه الدكتور عبد الهادي التازي‬ ‫ مشكورا ‪ -‬في متن الرسالةالمنشورة أعاله‪،‬أيقظ ذاكرتي الطفولية الستحضار بعض ما اختزنته من‬‫لحظات غابرة عن هذا المخلوق المشرد الذي يأكل الشوك ‪،‬ويتعرض لشتى أصناف العذاب والهوان‬ ‫واإلبادة من لدن همجيين قاصرين وراشدين ”دنجوانيين”‪ ،‬سعيا لتحقيق أغراض رخيصة ونزوات‬ ‫خسيسة‪.‬‬ ‫ولمزيد من اإليضاح‪ ،‬وإن كان “شرح الواضحات من المفضحات”كما يقول الفقهاء‪،‬فهذا الحيوان‬ ‫اللزج الذي ذكره “كوالن” في معجم اللغة العامية المذكور‪،‬والذي يتخلى عن قوقعته‪،‬رغما عن أنفه‪ -‬لكبر‬ ‫حجمه ‪،‬كان عادة ما يتعرض ألذى القوارض والطيور‪ ،‬وكذا لبطش بعض الصبيان الذين يلحقون به شر‬ ‫أذى ‪ ،‬حيث يزهقون روحه؛ ومن اليافعين بالبوادي من كانوا يستعينون به في ممارسة العادة السرية‬ ‫عوض”البصاق” ‪،‬إذ يقومون بدعكه بقبضة اليد اليسرى تيسيرا للعملية‪.‬‬ ‫ففي ميعة الصبا ‪ -‬أواخر الستينيات ‪-‬اقتنصت صدفة ‪ ،‬ب ”أقشمير” فوق مرتفعات الحاجب‪ ،‬ثلة من‬ ‫التالميذ المشاغبين‪ ،‬وقد تواروا عن األنظارخلف صخرة ‪،‬وبشكاراتهم حفنة من “بوعبولة” وهم على‬ ‫أهبة تنفيذ حكم اإلعدام فيها شنقا بقبضات أيديهم إشباعا لرغبات مكبوتة‪.‬‬ ‫وبلغ إلى علمي أن بعض البدويات اللعينات كن يقمن بدس “بوعبولة”‪”/‬بعلولة”كما ينطقها أهل‬ ‫الشمال‪،‬في قدور اللبن‪،‬حتى يطلق بزاقه‪ ،‬ويصبح اللبن “خاثرا”‪،‬فيكون عليه اإلقبال‪.‬‬ ‫وأخبرني أحد الزمالء أن شخصا بحي السواني بطنجة حباه الخالق ببنية بدنية قوية‪ ،‬إال أنه كان‬ ‫مصابا بعلة‪-‬نتحفظ عن ذكرها ألسباب موضوعية‪-‬كان يجمع كميات من “بوعبولة”بالمقابرالمعشوشبة‬ ‫ويلتهمها حية‪ ،‬حتى شفي من علته ‪،‬ولقدعمر طويال ‪،‬إلى أن لقي حتفه “مبعلال”‪.‬وتلحق صفة‬ ‫“بوعبولة”بالذكر الثقيل الظل”فالن مبعلل”وباآلنثى الخمولة”فالنة مْبعللة حتى للطرف”‪.‬‬ ‫فلو ظل “بوعبولة” مالزما لقوقعته ‪/‬سكنه‪،‬رغم شظف عيشه ‪،‬غير طامع في رزق غيره‪ ،‬الحافظ على‬ ‫رشاقة قوامه واستقراره ‪،‬وما كان ليتعرض ألذى أهل زمانه‪،‬إناثه وذكوره‪.‬‬ ‫كانت المراسالت بين النباش ومحبه التازي الترتدي مسوح الرهبان والتخفي رؤوس أقالمها وراء‬ ‫كتبان النفاق والبهتان‪،‬بل كانت مضامينها صادقة صريحة واضحة المعالم والبنيان‪ ،‬ترشد الغافلين‬ ‫من بني اإلنسان‪ ،‬وتعيد للنفس بعض االتزان في عالم قاتم طغى فيه عمى األلوان‪ .‬وهذا ما وطد‬ ‫أواصرالصداقة األزلية بين النباش ومرشده عبر امتداد الزمان وانتشار المكان‪ ،‬مثلما تعبر عنه هذه‬ ‫الرسالة المشعة نورمحبة من أعماق الوجدان‪:‬‬

‫كما وافانا‪ ،‬عزيزنا ومرشدنا الدكتور عبد الهادي التازي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬برسالة تنوير وتشجيع ‪ -‬كان‬ ‫لها كسابقاتها ‪ -‬بالغ األثرفي نفوسنا‪ ،‬لما تضمنته من مشاعر رقيقة وفوائد رائقة‪ ،‬أشعت في دواخلنا‬ ‫ما نكنه من محبة لهذا الرجل العظيم ‪،‬قاهر عوادي الزمان بإيمان قوي‪ ،‬ووطنية صادقة؛ حباه الباري‬ ‫تعالى شخصية متواضعة أنيقة‪ ،‬ورحابة صدرعميقة‪،‬وزاده فضال إحاطته بثقافة موسوعية عريقة‪ ،‬ورؤى‬ ‫مستقبلية دقيقة‪ ،‬ولباقة دبلوماسية‪ ...‬طحنت شوكها وأتت أكلها في بلدان شقيقة وأخرى صديقة‪.‬‬ ‫ولنا شرف أن نحظى‪ ،‬في هذا المقام‪ ،‬بصفة”الفتاش”من لدن عزيزنا التازي‪ ،‬لتنضاف إلى ميزة‬ ‫”النباش” التي خصنا بها سعادته آنفا‪ ،‬وكلتاهما شهادتان فخريتان تعتز بهما جريدتنا باسم أحد أفراد‬ ‫أسرتها ‪ ،‬أال وهو وطاش (النباش ‪/‬الفتاش)‪.‬‬ ‫وكعربون على مانكنه لمرشدنا الجليل من بالغ مودة وكبيرمحبة‪ ،‬نورد نص هذه الرسالة ‪:‬‬

‫وتعزيزا لفحوى هذه الرسالة بما تضمنته من معلومات تاريخية سجلنا ورقة حمراء في حق هذا‬ ‫المخلوق المضطهد المهضوم الحقـوق اخترنا لها عنوانا شامال كامال كتكميلة لما لم يذكره كوالن‬ ‫في معجمه‪،‬هو ذانصها‪:‬‬

‫هذه نماذج من الرسائل الرفيعة التي وافانا بها مرشدنا الدكتور عبدالهادي التازي في مناسبات‬ ‫معينة إرتأينا أن ننشر بعضها ضمن هذا الركن تزكية لروابط المحبة التي تربطنا بفقيدنا العزيز دون‬ ‫أن يجمعنا سابق لقاء في هذه الدارالفانية‪ ،‬وإنما تعانقت أرواحنا على بياض صفحات جريدة طنجة الغراء؛‬ ‫واليفوتني بالمناسبة أن أترحم على روح الدكتورة آمنة اللوه قيدومة األديبات والصحافيات المغربيات‬ ‫(حرم المرحوم إبرهيم اإللغي‪ ،‬شقيق المرحوم المختار السوسي) و التي كانت تنشر مقاالتها المتميزة في‬ ‫جريدتنا‪ ،‬وهي صاحبة الفضل في اهتداء الدكتور عبد الهادي التازي إلى هذا المنبر الذي وجد فيه ضالته‬ ‫رحمه اهلل‪ .‬كما اليفوتنا أن نشد بحرارة على يد حامل البشارة” محقق سيف النصر‪ ”...‬صديقنا األديب‬ ‫الظريف السماللي عبد اللطيف المخلص‪ /‬األمين للدكتورة آمنة اللوه تغمدها اهلل بواسع رحمته وبنى‬ ‫لها بيتا في جنته‪ .‬وفي الختام نجدد تعازينا ألسرة الفقيد العزيز ولمؤسسة عبد الهادي التازي المنيفة‬ ‫التي لنا شرف االنتماء إليها كشريك متميز‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)739‬‬

‫‪16‬‬

‫«مغرب الشهوة والتعصب»‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫العميق‪ .‬ومن هذه الزاوية بالذات‪ ،‬يبدو تركيز الكتابات السفارية اإلسبانية على‬ ‫إذا كان مجال الدراسات االستشراقية الفرنسية قد نال نصيبا كبيرا من‬ ‫االهتمام ومن البحث ومن التجميع‪ ،‬فإن األمر لم يكن كذلك بالنسبة للدراسات‬ ‫قضايا مثل الجنس ووضعية المرأة وتعدد الزوجات والدعارة‪ ،‬من األمور الدالة‬ ‫االستشراقية اإلسبانية إال في حدود ضيقة‪ .‬وإذا كان مجال الكتابات الغرائبية‬ ‫التي تساعد على التقاط التفاصيل «األخرى» المنفلتة من بين متون النص‬ ‫الفرنسية قد نال قصب السبق في استكناه العوالم العميقة «للمغرب الذي كان»‬ ‫اإلسطوغرافي المغربي التقليدي‪ .‬وهي قيمة ال شك وأنها أخذت تحفز باحثي‬ ‫حسب التعبير األثير للكاتب والتر هاريس‪ ،‬فإن ضعف تداول النصوص اإلسبانية‬ ‫المغرب المعاصر من أجل االنفتاح على عوالمها‪ ،‬تجميعا للنصوص وتعميما‬ ‫ذات الصلة‪ ،‬قد حرم الباحثين المعاصرين من فرص هامة الستكشاف الكثير من‬ ‫لترجماتها وتمهيدا الستثماراتها التأريخية والسوسيولوجية العلمية األصيلة‪.‬‬ ‫العناصر الفكرية والثقافية االستشراقية التي تحكمت في مجمل الصور النمطية‬ ‫في إطار هذا التصور العام‪ ،‬يندرج صدور الترجمة اإلسبانية لكتاب‬ ‫ ‬ ‫التي يحملها اإلسبان تجاه المغرب والمغاربة‪ .‬وتزداد أبعاد هذه الوضعية‬ ‫«مغرب الشهوة والتعصب» لمؤلفته أورورا برترانا‪ ،‬ضمن منشورات معهد‬ ‫وضوحا‪ ،‬إذا أخذنا بعين االعتبار السياقات التاريخية التي تحكمت في الوجود‬ ‫اإليبيري فوق األرض المغربية‪ ،‬وهي السياقات التي تعود إلى مطلع القرن ‪15‬م‬ ‫الدراسات اإلسبانية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،2009‬في‬ ‫عندما تمكنت البرتغال من احتالل مدينة سبتة سنة ‪ 1415‬ثم إسبانيا من‬ ‫ما مجموعه ‪ 230‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪ .‬والكتاب‪ ،‬الذي ساهم في‬ ‫احتالل مدينة مليلية سنة ‪ ،1497‬مع ما تبع ذلك من سقوط متتال للعديد من‬ ‫ترجمته من اللغة الكطالنية إلى اللغة اإلسبانية كل من رجاء الخمسي وفرناندو‬ ‫الثغور المغربية المتوسطية واألطلنتية مثلما هو الحال مع مدن طنجة وأصيال‬ ‫كارسيا مارتين‪ ،‬يقدم نصا أدبيا شيقا كتبته صاحبته عقب زيارتها للمنطقتين‬ ‫والعرائش ومازكان وأزمور وأسفي وموغادور وأكادير وسيدي إيفني‪ .‬لقد هيأ‬ ‫الخليفية والسلطانية من المغرب خالل سنة ‪ .1935‬وقد نحت فيه إلى البحث‬ ‫هذا االحتالل الممتد في الزمن الطويل للقرون الخمسة الماضية‪ ،‬الكثير من‬ ‫في قضايا وضعية المرأة المغربية‪ ،‬عبر اختراق عوالمها الحميمية المرتبطة‬ ‫عناصر الكتابة واالشتغال على « ورشة المغرب»‪ ،‬باعتباره حقال خصبا للتأمل‬ ‫بطابوهات متداخلة في هذه العوالم‪ ،‬مثل تعدد الزوجات والدعارة والسلوك‬ ‫وللقراءة وللتفكيك‪ ،‬ثم لالستيعاب‪ .‬ومع توالي تطور الحضور اإليبيري فوق‬ ‫اإلنجابي ووضعية الدونية النسائية وما يرتبط بها من قضايا االستغالل‬ ‫التراب المغربي‪ ،‬انبثقت موجة من االندهاش الغرائبي التي بحثت لنفسها عن‬ ‫الذكوري المتعدد األوجه واألبعاد والتمظهرات‪ .‬ولالستجابة لهذا األفق العام‪،‬‬ ‫شروط إشباع نهم القارئ اإلسباني والبرتغالي لالطالع على مجاالت «مغرب‬ ‫السكون»‪ « ،‬مغرب التقليد «‪« ،‬مغرب الحريم»‪ ،‬باختصار «مغرب ألف ليلة وليلة «‬ ‫قسمت المؤلفة كتابها إلى قسمين مركزيين‪ ،‬اهتمت في أولهما برصد العوالم‬ ‫مجاهل‬ ‫كما فهمته واستوعبته وجسدته كتب الرحالت التي استهدفت سبر أغوار‬ ‫الشهوانية وطقوس التعصب التي كانت تكبل واقع المرأة المغربية بالمنطقة‬ ‫غـالف الكتاب‬ ‫إفريقيا‪ .‬ومع تزايد النزوعات االنبهارية المؤطرة لرحالت االستكشاف العلمي للمغرب‬ ‫الخليفية من خالل نماذج منتقاة من مدن تطوان وأصيال وشفشاون‪ ،‬واهتمت في القسم‬ ‫وخاصة خالل القرنين الماضيين‪ ،‬بدأت الكتابات اإلسبانية التدوينية المهتمة بهذا المجال‪ ،‬تكتسب الثاني بنفس المنحى بالمنطقة السلطانية لمرحلة االستعمار من خالل نماذج منتقاة من مدن فاس‬ ‫عناصر االبتعاد عن اللغة التقريرية أو التسجيلية المباشرة‪ ،‬لترتقي إلى مصاف الكتابات اإلبداعية والرباط والدار البيضاء ومراكش وبعض المناطق المتاخمة لألطلس وللصحراء والتي لم تكن قد‬ ‫التخييلية‪ ،‬بأدواتها التأملية الفاحصة وبرؤاها الجمالية الواسعة‪ ،‬ثم بآفاقها الكولونيالية الفاقعة‪.‬‬ ‫خضعت بعد لسلطات االستعمار الفرنسي المباشر‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن كل ما يمكن تسجيله من مالحظات حول الدور الذي قامت به مثل هذه‬ ‫ ‬ ‫لقد استطاع الوصف الذي قدمته المؤلفة أن يكشف النقاب عن الكثير من خبايا «الحريم»‬ ‫ ‬ ‫الكتابات في تكريس صورة المغربي ‪ /‬المورو « المتوحش « و» المتخلف « في أذهان إسبان األمس‬ ‫واليوم‪ ،‬فالمؤكد أن العودة لقراءة النصوص التأصيلية لمثل هذه األحكام‪ ،‬تظل عنصرا ناظما لكل وعن تمثالت المغاربة تجاه قضايا « الشهوانية « ومنغلقاتها الصارمة‪ ،‬مما يقدم متنا شيقا ال شك‬ ‫محاوالت الكشف عن ثوابت المواقف اإلسبانية تجاه المغرب‪ ،‬هذا « الجار المقلق « حسب التعبير وأنه يستحق أن يكون موضوع قراءة متجددة واستثمار متواصل‪ ،‬مادمنا ال نجد ما يشفي الغليل داخل‬ ‫المتداول إعالميا على نطاق واسع بإسبانيا الراهنة‪ .‬لقد صنعت هذه الكتابات تخريجات نمطية وأضفت مصنفات المدونات الكالسيكية المتداولة‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك حرص المؤلفة على ربط تجميعها‬ ‫عليها قيما سلوكية تستجيب لنهم القارئ اإلسباني في استكشاف مجاهل المغرب وفي فهم أسرار لمواد كتابها بمجمل التطورات السياسية الميدانية التي كانت تجري بإسبانيا وبالمغرب خالل‬ ‫بنياته االجتماعية والذهنية واألنتروبولوجية المتداخلة‪ ،‬وهي البنيات التي سعت الرؤى الكولونيالية ثالثينيات القرن الماضي‪ ،‬أمكن القول – وكما انتبهت إلى ذلك األستاذة فتيحة بنلباه في كلمتها‬ ‫إلى تطويعها وفق ما يستجيب لضرورات المصلحة االستعمارية اإلسبانية اآلنية‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬تبدو التقديمية‪ ،‬إلى أننا أمام عمل غير مسبوق‪ ،‬استطاع أن يستوعب خصوصيات التطورات الميدانية‬ ‫العودة الحالية لقراءة متون هذه الرحالت االستكشافية مدخال لتحقيق قيم مزدوجة في كل محاوالت السياسية والعسكرية بإسبانيا وبالمغرب‪ ،‬من أجل اكتساب أدوات ربط الظواهر ببيئاتها الحاضنة‬ ‫تقييم الحمولة المعرفية والتأريخية لهذه الكتابات‪ .‬ترتبط أولى هذه القيم‪ ،‬باإلمكانات الهائلة التي‬ ‫تتيحها الكتابات السفارية في التوثيق إلبداالت الذهنيات اإلسبانية على مستوى تعاطيها مع الشأن والتوثيق للتمثالت المتبادلة بالمغرب وبإسبانيا تجاه قضايا المرأة والجنس‪ .‬إنه انبهار عجائبي‪ ،‬أكتفي‬ ‫المغربي في جوانبه ومكوناته وأبعاده المتشعبة‪ .‬وترتبط ثاني هذه القيم‪ ،‬بغنى نفس النصوص في في هذه العجالة‪ ،‬باالستدالل على تمظهراته الفريدة بالوصف الرائع الذي قدمته المؤلفة – على سبيل‬ ‫التوثيق للكثير من الخصائص المجتمعية التي قد ال نجد لها أثرا في الكتابات التاريخية الكالسيكية المثال ال الحصر ‪ -‬لعالقات باشا مدينة أصيال بنسائه األربع‪ ،‬أو بعوالم حي بوسبير الشهير بمدينة الدار‬ ‫الوطنية‪ ،‬إما بسبب انتظامها خارج نسق اشتغال المؤرخ اإلسطوغرافي التقليدي‪ ،‬وإما بسبب تركيزها البيضاء‪ ،‬حيث شرعن االستعمار الفرنسي للذة المحرمة في إطار عوالمها المحررة للجسد وللشهوة في‬ ‫على قضايا «المحرم» أو «الطابوهات» أو «المسكوت عنه» داخل مجاالت التفكير والفعل المغربي أبعادهما الوظيفية المؤطرة لشروط التحكم االستعماري لعقود النصف األول من القرن ‪.20‬‬

‫نجوم تطوانيون ذوي إعاقة ذهنية يمثلون المغرب في المهرجان العربي‬ ‫األول للمواهب الخاصة بمسرح اليونسكو ببيروت (لبنان)‬ ‫أرسلت جمعية حنان لرعاية األطفال المعاقين‬ ‫بتطوان‪ ،‬في إطار المساهمة في تفعيل االتفاقية‬ ‫الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وخاصة‬ ‫مادتها ‪ 30‬المتعلقة بحق األشخاص ذوي اإلعاقة‬ ‫في المشاركة في الحياة الثقافية وأنشطة الترفيه‬ ‫والتسلية والرياضة‪ ،‬وفدا مكونا من ‪ 7‬أشخاص (‪5‬‬ ‫أشخاص ذوي إعاقة ذهنية ومربيتين) للمشاركة‬ ‫في المهرجان العربي األول للمواهب الخاصة‬ ‫المنظم من لدن جمعية أصدقاء المعوقين –مركز‬ ‫إعداد‪ -‬ببيروت لبنان ما بين ‪ 18‬إلى ‪ 23‬أبريل‬ ‫‪ 2016‬بمسرح اليونسكو ببيروت (لبنان)‪.‬‬ ‫و مثلت فرقة جمعية حنان المغرب في هذه‬ ‫التظاهرة العربية المهمة بعرض كوريغرافي من‬ ‫إخراج أستاذة المسرح بالجمعية لمياء عبو‪ ،‬وديكور‬ ‫العرض من إعداد الفنان ذ‪ .‬حسني البقالي منسق‬ ‫الدمج المهني بالجمعية‪ ،‬و مالبس العرض من‬ ‫إعداد أستاذة ورشة الخياطة بالجمعية خديجة‬ ‫بوحرمة التي أشركت تالمذتها ذوي إعاقة في‬ ‫خياطة مالبس العرض‪ ،‬والمحافظة العامة للعرض‬ ‫كلفت بها ذة‪ .‬فائزة العمراني‪.‬‬ ‫و مثل في العرض األطفال والشباب ذوي‬ ‫إعاقة ذهنية‪ :‬مروان بركة‪ ،‬وإلياس براضي‪ ،‬وحمزة‬ ‫أحبيب‪ ،‬وبالل ابن منصور‪ ،‬ومحمد بن ادريس‪.‬‬ ‫اسم العرض «دورة»‪ ،‬وهو من نوع العروض‬ ‫الكوريغرافية ‪ ،Chorégraphie‬ويتلخص العرض‬ ‫في أنه عبارة عن لوحات فنية تعبيرية‪ ،‬يحاول من‬ ‫خالله الممثلون (‪ 5‬أشخاص ذوي إعاقة ذهنية)‬ ‫تجسيد دورة الحياة البشرية وصيرورتها‪ ،‬والتعايش‬ ‫بين األجناس‪ ،‬وتالقح الحضارات‪ ،‬وكذلك الصراع‬ ‫الغريزي من أجل البقاء‪.‬‬ ‫و تمرن أعضاء الفرقة لمدة تزيد عن ‪ 3‬أشهر‬

‫فريق العرض مع المخرجة على يسار الصورة‪ ،‬و مخرج الديكور وسط الصورة‪ ،‬و المحافظة العامة يمين الصورة‬

‫موظفوا سفارة المملكة المغربية بلبنان و أعضاء الجمعية المنظمة للمهرجان في استقبال األطفال و الشباب‬ ‫في وضعية إعاقة التطوانيين‪ ،‬بمطار بيروت يوم ‪ 18‬أبريل ‪2016‬‬

‫فوق خشبة مسرح المركز الثقافي بتطوان‪ ،‬حتى‬ ‫يستأنس األطفال ذوي اإلعاقة بأجواء وكواليس‬ ‫المسرح قبل إلقاء عرضهم بمسرح اليونسكو‪.‬‬ ‫و تجدر اإلشارة أن تكاليف السفر إلى جمهورية‬ ‫لبنان لتمثيل المغرب في هذه التظاهرة‪ ،‬تكفل بها‬ ‫أربعة أعضاء من المجلس اإلداري لجمعية حنان من‬ ‫مالهم الخاص‪ ،‬والجزء الباقي تكفلت به الجمعية‪،‬‬ ‫بعدما لم يستجب لطلبات الجمعية ال السلطات‬ ‫الحكومية وال المنتخبة باإلقليم‪ ،‬وبعد اعتذار شركة‬ ‫الخطوط الجوية المغربية عن توفيرها للتذاكر أو‬ ‫تخفيض ثمنها بحجج تخصها‪ ،‬وتبقى مؤسسة دار‬ ‫السكة بسال التابعة لبنك المغرب‪ ،‬هي المؤسسة‬ ‫الحكومية الوحيدة التي تفاعلت بجدية وسرعة‬ ‫مع طلب الجمعية‪ ،‬وذلك بطبعها جواز سفر أحد‬ ‫المشاركين ذوي إعاقة في ظرف قياسي‪ ،‬مكنه من‬ ‫السفر مع أقرانه‪.‬‬ ‫سيعرف المهرجان حضور فنانين لبنانيين‬ ‫مشهورين لتقييم العروض واختيار األفضل فيها‬ ‫لتتوجها بدرع المهرجان‪ ،‬وكذلك السفراء العرب‬ ‫بجمهورية لبنان‪ ،‬ورؤساء جمعيات األشخاص ذوي‬ ‫اإلعاقة العربية واللبنانية المشاركة في فعاليات‬ ‫المهرجان‪.‬‬ ‫و كان في استقبال األطفال والشباب في وضعية‬ ‫إعاقة التطوانيين‪ ،‬بمطار بيروت يوم ‪ 18‬أبريل‬ ‫‪ ،2016‬بعض موظفي سفارة المملكة المغربية‬ ‫بلبنان وأعضاء الجمعية المنظمة للمهرجان‪ ،‬والتي‬ ‫تعتبر من أكبر الجمعيات التي تعمل مع األشخاص‬ ‫ذوي اإلعاقة على مستوى لبنان وعلى مستوى‬ ‫العالم العربي‪.‬‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫العدد ‪834‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)304‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫بناية آيلة للسقوط في قلب حي‬ ‫شعبي مكتظ بالسكان‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫هذه البناية‪ ،‬الكائنة بزنقة ابن طفيل (كراج زرياح)‪ ،‬وكما تبدو للعيان‪،‬‬ ‫آيلة للسقوط‪ ،‬حيث تشكل خطرا موقوتا على السكان والمارة‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫المكان يعرف حركة دؤوبة‪.‬أكثر من ذلك أن البناية محاذية لروض أطفال‪،‬‬ ‫مما يثيرقلق األمهات واآلباء‪ ،‬وخوفهم على فلذات أكبادهم من أن يتعرضوا‬ ‫لمكروه مفاجئ‪ ،‬من قبيل سقوط أجزاء من البناية عليهم‪ ،‬إن لم تسقط‬ ‫برمتها‪ ،‬القدر اهلل!‬ ‫والمثير‪ ،‬حسب ما أفادنا به مصدر مطلع‪ ،‬أن هذه البناية المتآكلة‬ ‫والمتصدعة‪ ،‬كان قد صدر في حقها قرار بالهدم‪ ،‬لكنها الزالت قائمة‬ ‫منتصبة‪ ،‬تتفرج على ضحايا “ قادمين “‪ ،‬فمن يدري ؟‬ ‫الجهات المسؤولة عليها تدارك األمر‪ ،‬قبل فوات األوان‪ ،‬أليس كذلك ؟‬

‫تظلم ‪:‬‬ ‫تحفيظ على تحفيظ وامتناع‬ ‫عن التنفيذ‬ ‫اتصل بالجريدة السيد العيد الطالبي بن العربي‪ ،‬مواطن مغربي‬ ‫مقيم بفرنسا‪ ،‬ملتمسا نشر تظلمه بشأن قطعة أرض في ملك زوجته‬ ‫وملكه‪ ،‬واقعة بمنطقة مسنانة‪ ،‬اقتنياها سنة ‪ 1999‬ب وأقاما على‬ ‫تحفيظها برسم عقاري سجل تحت عدد ‪ ،06.62444‬إال أنهما فوجئا‬ ‫عند زيارة لطنجة‪ ،‬بوجود بناء بملكهم الممتد على مساحة ‪ 365‬م ‪.2‬‬ ‫ليكتشفا أن شخصين قاما بشراء قطعتين من العقار المذكور بمساحة‬ ‫‪ 42‬و‪ 37‬مترا مربعا‪ ،‬بواسطة تصريح عدلي‪ ،‬وقاما بتحفيظ القطعتين‬ ‫والبناء فوقهما‪ ،‬األمر الذي دعا السيد العيد الطالب بن العربي وزوجته‬ ‫إلى التوجه للقضاء الذي أنصفهما ابتدائيا واستئنافيا‪ ،‬وتوقف األمــر عند‬ ‫التنفيــذ‪ ،‬هذه سنوات‪.‬‬ ‫وهما يستغربان من كون إدارة المحافظة العقارية قامت بتحفيظ‬ ‫قطعتين من ملك محفظ أصال‪ ،‬ويوجد في ملك الغير‪ ،‬على أساس عقد‬ ‫عدلي‪ ،‬ويطالبان بفتح تحقيق في الموضوع‪ ،‬كما يطالبان بالتنفيذ‬ ‫المستعصي إلى اآلن نظرا المتناع المعتديين على ملكهما عن تنفيذ ما‬ ‫حكم به عليهما من تعويض عن الضرر‪.‬‬

‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫مواطن يطالب بإنصافه في قضية‬ ‫اعتداء بالقوة والعنف‬

‫م‪ .‬إمغران‬

‫‪www.achamal.com‬‬

‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫أ‪ .‬صدقي‬

‫تعرض مواطن مغربي من‬ ‫الجالية المغربية المقيمة بالخارج‪،‬‬ ‫ف��ي وق��ت س��اب��ق الع��ت��داء عنيف‬ ‫ب��أرض الوطن‪( ،‬ال��ص��ورة) حصل‬ ‫إثره على شهادة طبية‪ ،‬حددت مدة‬ ‫العجز في ‪ 40‬يوما‪ ،‬و ذلك على‬ ‫يد أشخاص‪ ،‬ذكر ضحية االعتداء‬ ‫أسماءهم وعناوينهم في شكاية‬ ‫وجهها إلى وزير العدل و الحريات‪،‬‬ ‫تتوفر الجريدة على نسخة منها‪،‬‬ ‫قبل أن يوكل ‪ ،‬الحقا‪ ،‬محاميا من‬ ‫هيئة طنجة للمرافعة عنه‪ ،‬لكن‬ ‫الضحية محمد العربي التمسماني‬ ‫يشير في تظلمه إلى أنه فوجئ بصدور حكم ابتدائي بتاريخ ‪29‬ـ‪06‬ـ‪2015‬‬ ‫يبرئ المتهم الرئيسي في القضية الذي تخلف عن حضور الجلسة رغم‬ ‫توصله باالستدعاء‪ ،‬كما أشار الضحية أيضا إلى أن المحكمة لم تستدع‬ ‫دفاعه للترافع أمامها لفائدته‪ ،‬مضيفا أن نفس االختالالت عرفتها مرحلة‬ ‫التقاضي أمام محكمة االستئناف‪ ،‬إذ قامت محكمة الدرجة الثانية بتأييد‬ ‫الحكم الصادر عن ابتدائية طنجة و القاضي بتبرئة المتهم من المنسوب‬ ‫إليه‪ ،‬رغم إدالء الضحية بشهادة طبية تثبت العجز لمدة تفوق الشهر‪.‬‬ ‫ويلتمس الضحية من وزير العدل ضمن شكايته اتخاذ ما يلزم من‬ ‫إجراء قصد إنصافه في هذه القضية‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪304‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 834‬ـ الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫بعدما‬

‫عاد اتحاد طنجة لكرة السلة ببطاقة التأهل إلى ربع نهائي كاس العرش عقب‬ ‫تأكيد فوزه الذهاب‪ ،‬وتحقق فوز ثاني في إياب دور ثمن نهائي كأس العرش‬ ‫أمام المغرب الفاسي بقاعة ‪ 11‬بناير بمدينة فاس بحصة ‪ 72‬مقابل ‪ .70‬بعدما كان الفريق‬ ‫الطنجاوي فاز في مباراة الذهاب بقاعة الزياتن بفارق نقطة واحدة‪ ،‬بنتيجة ‪ 76‬مقابل ‪ .75‬رحل‬ ‫الفريق األحد إلجراء مباراة الذهاب برسم دور ربع نهائي الكاس أمام الوداد البيضاوي‪ ‬بقاعة‬ ‫الوداد بالدار البيضاء‪ .‬لالسف أن هذه المباراة لم تحترم األخالق والروح الرياضي‪ ،‬وتعرض‬ ‫الفريق الطنجاوي للمؤامرة‪ ،‬من جانح حكام المباراة من جهة الذين أعلنوا عن ‪ 32‬خطأ ضد‬ ‫إتحاد طنجة و ‪ 15‬خطأ فقط لصالح الوداد‪ .‬وحين كان الفريق يسير نحو إنهاء المباراة بفارق ‪3‬‬ ‫نقاط‪ ،‬وهو الفارق الذي يمن تجاوزه في مباراة اإلياب بطنجة‪ ،‬غير الفريق الودادي وجه المباراة‬ ‫باستعمال العنف والفوضى‪ ،‬ولم يحرك الحكام ساكنا نتيجة مجموعة من الحركات والتصرفات‬ ‫الالرياضية منها إهانة و ضرب أحمد العروسي مساعد المدرب أحمد قجاج‪ .‬لتنتهي المباراة كما‬ ‫أرادها الوداديون لصالحهم بنتيجة ‪ 82‬مقابل‪ .67‬لالسف‪.‬‬

‫أسامة غريب‪...‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫الريا�ضة بني املا�ضي واحلا�ضر‬

‫عميد احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫• أثرت جدال في بداية الموسم‪ ،‬بعد أن أشار الكثيرون‬ ‫أنك كنت وراء كل التعاقدات‪ ،‬واقترحت على المكتب أسماء‬ ‫الالعبين والمدرب عبدالحق بنشيخة؟‬

‫الرياضة حديثاً (‪)1‬‬

‫• • هذا الكالم غير صحيح‪ ،‬صحيح أنني لعبت التحاد طنجة‬ ‫قبل أن أدخل تجارب أخرى وعدت هذا الموسم من أجل أن‬ ‫يستفيد الفريق من خبرتي‪ ،‬لكن ليس إلى حد أنني فرضت على‬ ‫المسؤولين أسماء الالعبين المطالبين بالتعاقد معهم‪ ،‬كل ما في‬ ‫األمر أن المسؤولين استشاروني عن بعض الالعبين الذين ليس‬ ‫لديهم معلومات عنهم‪ .‬أعتقد أن اتحاد طنجة يملك مسؤولين في‬ ‫المستوى ولهم دراية بعالم الكرة‪ ،‬بدليل النتائج التي سجلناها في‬ ‫ظرف وجيز بعد صعودنا هذا الموسم للدرجة األولى‪.‬‬

‫• غبـت بعد سنــوات لعبتها بالفتح والوداد‬ ‫والدفـاع الجديـدي‪ ،‬قبل أن تقــرر العـودة‬ ‫لفريقك‪ ،‬كيف كانت هذه العودة؟‬

‫• • كان ال بد أن أعـود يوما إلى فريقي‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬ألنني آثـرت دخول تجارب من‬ ‫أجل تحقيق طموحـات أخـرى‪ ،‬طبعـا حققـت‬ ‫مجموعة من األهداف وألقاب‪ ،‬وقررت أن‬ ‫أعود لفريقي ألسخر له تجربتي‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫صعوده إلى الدرجة األولى‪ ،‬لذلك لم أمانع‬ ‫في حمل ألوانه مجددا بعد أن اتصل بي‬ ‫المسؤولين‪.‬‬

‫شهد عصرنا الحاضر تطورا علمياً وتكنولوجيا بصورة لم‬ ‫تعرفها البشرية في تاريخها من قبل وقد ساهمت الرياضيات‬ ‫مادة وطريقة مساهمة فعالة في هذا التطور العلمي‬ ‫والتكنولوجي فالطاقة النووية والحاسبات اإللكترونية واألقمار‬ ‫الصناعية والسفن الفضائية والصواريخ وأجهزة التسيير‬ ‫الذاتي وغيرها من مظاهر التقدم العلمي والتكنولوجي تعتمد‬ ‫اعتمادً كبيراً على الرياضيات وبصفة عامة نستطيع أن نقول‬ ‫إن ثورة التكنولوجيا التي شهدها القرن العشرون والتي كان‬ ‫ارتياد اإلنسان للقمر من قمم إنجازاتها إنما يعود الفضل في‬ ‫تقدمها إلى التطور في الرياضيات الذي ازدهر في بداية القرن‬ ‫الماضي وبلغ اوجه في القرن الحالي‪ .‬ولقد غزت الرياضيات‬ ‫اآلن وبشكل ظاهر حياة اإلنسان اليومية حيث كثر استخدامها‬ ‫في مجال الصناعة وخاصة في مجال تصميم وتحليل تجارب‬ ‫البحث الصناعي وفي مشكالت التحكم النوعي اإلحصائي(ما‬ ‫يعرف بمراقبة جودة اإلنتاج) فض ً‬ ‫ال عن انتشار الحاسبات‬ ‫والعقول اإللكترونية في عالم الصناعة والتجارة والعمل ولم‬ ‫تعد الرياضيات وقفاً على علوم المهندسين والفيزيائيين بل‬ ‫أصبحت تحقق قيادة حقيقية في مجاالت العلوم الطبيعية‬ ‫واالجتماعية وإدارة األعمال والصناعة واالقتصاد فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫غزو الرياضيات لجميع فروع المعرفة األخرى مثل علوم الحياة‪،‬‬ ‫والكيمياء والجيولوجيا‪ ،‬والعلوم االجتماعية واإلنسانية وعلم‬ ‫االقتصاد وعلوم الطب والصيدلية ‪ ،‬والعلوم السياسية وغيرها‬ ‫فنظرية األلعاب التي تعتبر من أحدث الموضوعات الرياضية‬ ‫والتي بدأت عام ‪ 1920‬وازدهرت عام ‪ 1944‬لم تسهم فقط‬ ‫في تطور العديد من الموضوعات الرياضية مثل األنظمة‬ ‫الخطية ‪ Linear Systems‬والمصفوفـــات االحتماليــة‬ ‫والبرمجة الخطية وإنما استخدمت في االقتصاد‪ ،‬وفي مشكلة‬ ‫وضع القرار‪ ،‬واألعمال‪ ،‬وعلم النفس وعلم االجتماع وغيرها‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫• بات اتحـاد طنجـة ظـاهــرة‬ ‫الموسم‪ ،‬بعد نتائجـه اإليجابيـة‪،‬‬ ‫هل كنت تتوقـع الثـورة التي‬ ‫قمتم بها‪ ،‬وأال تشكـل القاعـدة‬ ‫الجمـــــاهـــريــة ضغطـــا فـي‬ ‫المباريات؟‬

‫• • فعـال‪ ،‬فريقنــا صعـد هذا‬ ‫الموسـم وقام بانتدابـات كثيرة‪،‬‬ ‫لذلك لم اكن أنتظر هذه النتائج‬ ‫الرائعة‪ ،‬نحن حاليا نحتل المركز‬ ‫الثالث وهو مركز مشجـع ويزيد‬ ‫من طموحنـا‪ ،‬نحن نلعـب دون‬ ‫ضغط‪ ،‬ونلعب مباراة تلو اخرى‪.‬‬ ‫وبالنسـبــة لضـغ الجماهيـــر‪،‬‬ ‫صحيح أننا نفكر كثيرا ‪ ‬في هذا‬ ‫الجمهور‪ ،‬ودائمـا ما نلعب من‬ ‫أجله‪ ،‬لكن ليس لحـد شعورنـا‬ ‫بالضغط‪ ،‬ألننا نعرف أن جمهور‬ ‫اتحاد طنجة يتميز بروح عالية‬ ‫ويساندنا مهما كانت النتائج التي‬ ‫نسجلها في الدوري المغربي‪ ،‬وال أرى‬ ‫حضوره الكبير في المباريـات من الجانب‬ ‫السلبي‪.‬‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫أسامة غريب‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫دراسة تحدد السعر الحالي لميسي‬ ‫وكريستيانو رونالدو‬

‫كشفت دراسة حول قيمة الالعبين نشرت أخيرا أن‬ ‫سعر األرجنتيني ليونيل ميسي حال انتقاله من ناديه‬ ‫الحالي برشلونة يصل إلى ‪ 141‬مليون يورو‪ ،‬بينما يبلغ‬ ‫سعر البرتغالي كريتسيانو رونالدو العب ريال مدريد إلى‬ ‫‪ 101‬مليون‪ .‬وأشارت الدراسة‪ ،‬التي جاءت في إطار دورة‬ ‫موك التي تشهدها جامعة فالنسيا اإلسبانية حول قيمة‬ ‫العبي كرة القدم‪ ،‬إلى أن اإلثنين يمثالن أغلى العبين لكرة‬ ‫القدم في العالم‪ ،‬حيث سجل كليهما في آخر جوالت الليجا‪.‬‬ ‫وسجل البرغوث هدفه رقم ‪ 500‬في مشواره مع اللعبة في‬ ‫خسارة برشلونة أمام فالنسيا ‪ ،1-2‬كما سجل «الدون»‬ ‫في انتصار فريقه العريض أمام خيتافي الهدف الختامي‬ ‫‪ 1-5‬بالجولة الـ‪ .33‬ويتربع كريستيانو (‪ 31‬عاما) حاليا على‬ ‫صدارة قائمة هدافي الليجا برصيد ‪ 31‬هدفا‪ ،‬بينما يحتل‬ ‫ميسي (‪ 28‬عاما) المركز الثالث برصيد ‪ 23‬هدفا‪.‬‬


‫العدد ‪834‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬

‫المنتخب المغربي يفوز على مصر في النهائي‬ ‫ويحرز لقب بطولة كأس األمم اإلفريقية‬ ‫لكرة القدم داخل القاعة‬

‫بنشيخة يحمل الجبيرة لثالثة‬ ‫أسابيع ويطالب العبيه بالفوز على‬ ‫أكادير‬ ‫كشفت الفحوصات الطبية التي خضع‬ ‫لها عبد الحق بنشيخة‪ ،‬مدرب اتحاد‬ ‫طنجة لكرة القدم بأحد المصحات الخاصة‬ ‫بمدينة طنجة‪ ،‬حاجته لحمل الجبيرة لمدة‬ ‫ثالثة اسابيع‪ .‬وكان المدرب الجزائري‬ ‫تعرض إلصابة على مستوى أسفل قدمه‬ ‫اليسرى بعد نهاية مباراة فريقه بأسفي‬ ‫أمام األولمبيك لحساب الدورة الرابعة‬ ‫والعشرون من البطولة االحترافية لكرة‬ ‫القدم‪ .‬وكان بنشيخة الم خط دفاع فريقه‬ ‫وحمله مسؤولية الهزيمة أمام اسفي‬ ‫بهدفين وقعهما عبداهلل مادي في الدقيقة‬ ‫‪ 9‬من الشوط األول‪ ،‬والمهدي النملي في‬ ‫الدقيقة ‪ .73‬منتقدا المستوى الذي ظهر‬ ‫به الفريق‪ ،‬وخط الهجوم الذي كان بدوره‬ ‫غير فعال‪ .‬كما اعتبر مدرب اتحاد طنجة‬ ‫إجراء مباراة قوية وسط األسبوع ضد‬ ‫الوداد البيضاوي سببا كذلك في خسارة‬ ‫فريقه لمباراة اسفي‪ ،‬بعدما أثرت بدنيا‬ ‫على العبيه‪ .‬وطالب فريقه بالتعويض‬ ‫خالل مباراة حسنية أكادير وتأتى له ذلك‪.‬‬

‫منــع الجمهــور من حضــــور‬ ‫التداريـب‬

‫قرر مكتب اتحاد طنجة إجراء تدريبات‬ ‫الفريق في غياب الجمهور‪ .‬وجاء هذا القرار‬ ‫نتيجة السب والشتم ومحاولة التهجم‬ ‫التي تعرض لها الالعبون‪ ‬في التداريب‬ ‫من طرف فئة من الجمهور‪ ،‬التي أغضبتها‬ ‫الخسارة األخيرة أمام أولمبيك أسفي‬ ‫في الدورة ‪ 24‬من البطولة االحترافية‪.‬‬ ‫ويسعى مسؤولو اتحاد طنجة للحفاظ‬ ‫على تركيز الالعبين وتفادي كل ما من‬ ‫شأنه أن يؤثر عليهم في استعداداتهم‬ ‫للمباريات القادمة‪ ،‬لذلك قرروا أن يفتحوا‬ ‫األبواب للجماهير في حصة واحدة‪ .‬وكان‬ ‫الالعبون قاطعوا تداريب الثالثاء الماضي‬ ‫لقلقهم من االنتقادات التي تعرضوا لها‬ ‫في التداريب من طرف فئه من الجمهور‬ ‫الغاضب‪.‬‬ ‫ويستعد فريق اتحاد طنجة‪ ،‬الستضافة‬ ‫فريق النادي القنيطري‪ ،‬برسم الجولة‬ ‫‪ 26‬من البطولة‪ .‬حيث سيحاول استغالل‬ ‫عاملي األرض والجمهور‪ ،‬لتعزيز منافسته‬ ‫على اللقب‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫لوبيــرا ينجــو من الفرصــة‬ ‫األخيرة‬

‫أبرشان يعوض بلخيضر‬ ‫بعدما تم تأكيد عقوبة اإليقاف لسنتين‬ ‫في حق حسن بلخيضر الكاتب العام التحاد‬ ‫طنجة والناطق الرسمي للفريق من قبل‬ ‫لجنة االستئناف التابعة للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬أعلن المكتب المسير‬ ‫لفارس البوغاز أنه أوكل هذه المهمة لعبد‬ ‫الحميد أبرشان رئيس الفريق الذي يبقى‬ ‫المخول له رسميا التحدث باسم فريق‬ ‫اتحاد طنجة‪ ،‬إلى جانب البالغات التي‬ ‫يصدرها الفريق على الموقع الرسمي‬ ‫والصفحة الرسمية للنادي على الفيسبوك‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫أحرز المنتخب المغربي األحد الماضي النسخة السادسة‬ ‫للقب بطولة كأس األمم األفريقية لكرة القدم داخل القاعة‬ ‫إثر فوزه في النهائي على مصر بثالثة أهداف مقابل هدفين‬ ‫بملعب «إيليس بارك» في جوهانسبرغ و هي المرة األولى‬ ‫التي يتوج فيها المغرب بلقب البطولة وحرم نظيره المصري‬ ‫من الظفر بلقبها للمرة الرابعة بعد أعوام ‪ 1996‬و‪2000‬‬ ‫و‪ ،2004‬علما بأن الفراعنة خسروا نهائي عام ‪ 2008‬أمام ليبيا‪.‬‬ ‫وثأر المنتخب المغربي من نظيره المصري الذي كان تغلب‬ ‫عليه بالنتيجة ذاتها في الجولة الثالثة األخيرة من الدور األول‪.‬‬

‫وكانت أفضل نتيجة للمنتخب المغربي في البطولة المركز‬ ‫الثاني في النسخة الثانية عام ‪ ،2000‬ثم حل ثالثا عامي ‪2004‬‬ ‫و‪ .2008‬وكان المغرب ومصر ضمنا تأهلهما إلى بطولة العالم‬ ‫المقررة الخريف المقبل في كولومبيا من ‪ 10‬سبتمبر حتى ‪1‬‬ ‫أكتوبر المقبلين‪ ،‬ولحقت بهما موزامبيق بفوزها على زامبيا‬ ‫‪ 2-1‬بضربات الترجيح (الوقتان األصلي واإلضافي ‪ )5-5‬في‬ ‫مباراة المركز الثالث‪ .‬ويذكر أنها المرة الثانية التي يبلغ فيها‬ ‫المغرب المونديال بعد عام ‪ 2012‬عندما ودع بثالث هزائم‬ ‫أمام بنما ‪ 3-8‬وإيران ‪ 1-2‬وإسبانيا ‪.1-5‬‬

‫اتحاد طنجة يحقق فوزه الحادي عشر على‬ ‫الحسنية وبنشيخة يغيب عن الندوة الصحفية‬ ‫رغم األخطاء التحكيمية‬ ‫التي شهدتها مباراة اتحاد‬ ‫طنجة وحسنية أكادير‪ ،‬فالندوة‬ ‫الصحفية تميزت بالمجاملة‪،‬‬ ‫وتبادل التهاني‪ ،‬سيما أن فريق‬ ‫اتحاد طنجة يتميز بمكانـة‬ ‫خاصة في قلــب عبد الهادي‬ ‫السكتيـوي‪ ،‬مدرب الحسينــة‪،‬‬ ‫الذي سبق له تدريب فارس‬ ‫البوغـــاز‪ .‬وشهـدت المباراة‬ ‫احتجاجات من طرف الحسنية‬ ‫على تحكيم الداكي الرداد الذي أخرج البطاقة الصفراء‬ ‫في تسع مناسبات‪ ،‬إثنين لكال من عبد الفتاح بوخريص‬ ‫وجمال آيت المعلم من اتحاد طنجة‪ ،‬وسبعة كل من‬ ‫زوماما كوني‪ ،‬بديع أووك‪ ،‬ياسين كرين‪ ،‬سفيان زكرياء‪،‬‬ ‫جالل الداودي‪ ،‬سعيد الزايدي وعبد الحفيظ ليركي من‬ ‫الحسينة‪ .‬وحالة طرد في حق عبد الغني معاوي من اتحاد‬ ‫طنجة في الدقيقة األولى من الوقت بدل الضائع‪ .‬وقال‬ ‫عبد الرزاق بلعربي‪ ،‬المدرب المساعد لعبد الحق بنشيخة‬ ‫‪ »:‬كنا نعلم أن المباراة ستكون قوية وصعبة‪ .‬واجهنا‬ ‫فريقا في المستوى‪ ،‬يلعب كرة حديثة‪ ،‬يتمتع بأقوى خط‬ ‫هجوم‪ .‬حضرنا بما فيه الكفاية رغم الظروف الصحية التي‬ ‫مر منها المدرب بنشيخة‪ .‬الالعبون كانوا في المستوى‬ ‫وأكدوا قدرتهم على قلب الطاولة في أية لحظة على أي‬ ‫منافس كيفما كانت قوته»‪ .‬وأضاف بلعربي ‪»:‬المباراة‬ ‫أجريت على جزئيات بسيطة‪ .‬لن نتحدث عن التحكيم‪،‬‬ ‫ألننا كنا ضحية أخطاء تحكيمية في بعض المبارايات‪ ،‬وال‬

‫داعي للعودة لهذا الموضوع‪.‬‬ ‫الحكام بشر بإمكانهم الخطأ‬ ‫سيما أن هناك مجموعة من‬ ‫الحكام الشباب في البطولة‬ ‫في بداية مشوارهم»‪ .‬وأحرز‬ ‫اتحاد طنجة فوزه الحادي‬ ‫عشر هذا الموسم‪ ،‬بثالثــة‬ ‫أهداف مقابل هـدف واحـد‪،‬‬ ‫على حساب الحسنية مساء‬ ‫األحد بالملعب الـكبير بطنجة‬ ‫لحســاب الجولـــة الخامسة‬ ‫والعشرون من البطولة االحترافية لكرة القدم‪ .‬وافتتح‬ ‫رجل المباراة‪ ،‬يوسف سكور حصة أهداف اتحاد طنجة‬ ‫من ضربة ثابتة في الدقيقة ‪ .21‬وعادل حفيظ ليركي‬ ‫النتيجة للحسنية من ضربة جزاء في الدقيقة ‪ 25‬انتهى‬ ‫على وقعها الشوط األول‪ .‬وعاد يوسف سكور للتسجيل‬ ‫من جديد لصالح فريقه بإحرازه الهدف الشخصي الثاني‬ ‫في الدقيقة ‪ 63‬بضربة رأس قوية‪ .‬وبعده بست دقائق‪،‬‬ ‫حسم هداف الفريق‪ ،‬عبد الغني معاوي النتيجة بتوقيع‬ ‫الهدف الثالث من كرة ثابتة وبتسديدة مركزة هزم‬ ‫بها هشام المجهد‪ ،‬حارس الحسينة‪ .‬وبهذا الفوز ارتقى‬ ‫اتحاد طنجة للمركز الثاني مناصفة مع الرجاء برصيده‬ ‫‪ 40‬نقطة‪ .‬بينما تجمد رصيد حسنية أكادير بالمركز‬ ‫السادس عند ‪ .37‬جدير بالذكر أن المباراة حضرها طلبة‬ ‫من جامعة نيو إنغالند‪ ،‬األمريكية التي أبرمت اتفاقا مع‬ ‫الفريق الطنجاوي لدعمه بمبلغ ‪ 600‬مليون‪ ،‬سيتم‬ ‫تسديدها على ‪ 3‬سنوات‪.‬‬

‫وداد طنجة يحرز كأس دوري طنجة الكبرى‬ ‫ويظفر بحافلة‬ ‫تـــوج شبــاب وداد‬ ‫طنجة بطـــال للنسخـــة‬ ‫األولى من دوري طنجة‬ ‫الكبرى (طنجة األبطال)‬ ‫المنظم من طرف والية‬ ‫طنجة تطوان الحسيمة‪.‬‬ ‫وأحـيــى هــــذا الدوري‬ ‫منافسة كروية رائعة بين‬ ‫شريحة ال يستهان بها‬ ‫من شباب أحياء مدينة‬ ‫طنجة‪ ،‬من خالل مشاركة‬ ‫‪ 548‬فريق بما يقــارب‬ ‫‪ 6440‬العـــب في هذا‬ ‫الدوري‪ ،‬تباروا في ‪ 510‬مباراة إقصائية تمكن خاللها‬ ‫فريقي شباب وداد طنجة ونادي مغرب طنجة من بلوغ‬ ‫النهائي الذي دارت رحاه مساء االحد الماضي بالملعب‬ ‫الكبير وآل لصالح وداد طنجة بهدفين دون رد سجلهما‬ ‫سمير المرابط في الدقيقة ‪ 25‬و سليمان الرغيف في‬ ‫الدقيقة ‪ .44‬ونال وداد طنجة جائزة الدولي وهي عباراة‬

‫عـــن حافلـــة سعتهــا‬ ‫‪ 28‬مقعــد‪ .‬ومثل بطل‬ ‫الدولي الالعبون‪ ،‬محمد‬ ‫رضى السوســي‪ ،‬توفيق‬ ‫كيكس‪ ،‬مروان الطويل‪،‬‬ ‫حاتم الوهــابـــي‪ ،‬علي‬ ‫الحداد‪ ،‬محمد القويدي‪،‬‬ ‫معاد الغديوي‪ ،‬اسماعيل‬ ‫الشاط‪ ،‬سعد أزعري‪ ،‬عبد‬ ‫اهلل اليطفـتـي‪ ،‬محمد‬ ‫المتقي‪ ،‬سمير المرابط‪،‬‬ ‫العربي الزكيري‪ ،‬سليمان‬ ‫الرغيف ومحمد أسيداه‪ .‬وتميز الحفل الختامي بحضور‬ ‫محمد اليعقوبي‪ ،‬والي جهة طنجة تطوان الحسيمة الذي‬ ‫اشرف قبل انطالق المباراة النهائية على تكريم نجم كرة‬ ‫القدم المغربية‪ ،‬واليسرى السحرية‪ ،‬محمد التيمومي‪،‬‬ ‫وقيدوم اتحاد طنجة سيف الدين النايب‪ ،‬واإلطار الوطني‬ ‫فتحي جمال‪.‬‬

‫درس المغــرب التطواني الخيــارات‬ ‫المتاحــة لتعويض المــدرب اإلسباني‬ ‫سيرخيو لوبيرا والذي اقترب من مغادرة‬ ‫النادي‪ ،‬بعد سلسلة النتائج السلبية‬ ‫األخيرة‪ ،‬ومنها خسارته في آخر ‪ 3‬مباريات‬ ‫بالبطولة المغربية‪ .‬ويسود انقسام كبير‬ ‫نادي المغرب التطواني‪ ،‬بخصوص مصير‬ ‫لوبيرا‪ ،‬في الوقت الذي ارتفعت أصوات‬ ‫داخل المكتب المسير للفريق تطالب‬ ‫بمنحه فرصة أخيرة أمام القنيطري السبت‬ ‫الماضي في مباراة الجولة ‪ 25‬من الدوري‪،‬‬ ‫ومطالبته بتحقيق االنتصار‪ .‬وهذا ما تحقق‬ ‫للمرب اإلسباني الذي لم يحقق نتائج طيبة‬ ‫مع النادي وكان أبرز إنجاز له قيادة الفريق‬ ‫للتواجد بدور المجموعات لدوري أبطال‬ ‫أفريقيا في النسخة السابقة‪.‬‬

‫خضروف يعود للتهديف‬ ‫سجل عبد العظيم خضروف هدفين‬ ‫من اصل أربعة فاز بها المغرب التطواني‬ ‫على النادي القنيطري‪ .‬هذا االنتصار‬ ‫وصفه خضروف بالمحفز للمضي قدما‬ ‫نحو تصحيح المسار‪ ،‬وكان متوقعا بعدما‬ ‫استفزت الهزائم األخيرة الفريق‪ ،‬ودفعته‬ ‫لتقديم مباراة كبيرة أمام الكاك‪ .‬وقال‬ ‫خضروف‪ ”:‬كنت بحاجة لألهداف للتحرر‬ ‫من الضغوطات وتجاوز الفترة الصعبة‬ ‫التي عشتها أنا والفريق ككل‪ .‬وال توجد‬ ‫أمامنا الكثير من الخيارات غير تحقيق‬ ‫تلك العودة”‪ .‬وعن رأيه في المنافسة على‬ ‫الدوري أضاف الالعب‪ ”:‬الدوري مفتوح أمام‬ ‫كل االحتماالت‪ ،‬ورهاننا هو أن نتواجد في‬ ‫مرتبة متقدمة‪ ،‬والعودة من جديد لدوري‬ ‫األبطال”‪.‬‬

‫يعيـش يحتـج على تحكيــم‬ ‫مباراة تطوان‬ ‫دافع سمير يعيش مدرب النادي‬ ‫القنيطري عن اختياراته الفنية في مباراة‬ ‫المغرب التطواني التي خسرها على أرضه‬ ‫السبت بنتيجة ‪ 4-3‬وهي الهزيمة الثانية‬ ‫على التوالي بعد خماسية أكادير األسبوع‬ ‫قبل المنصرم‪ .‬وقال يعيش في تصريحات‬ ‫تلفزيونية عقب نهاية المباراة “واجهنا‬ ‫فريقا منظما والتحكيم إضافة لبعض‬ ‫األخطاء ساهمت في الهزيمة” وأضاف‪:‬‬ ‫“المغرب التطواني يلعب كرة هجومية‬ ‫مميزة واستغل أخطاءنا كلها وحولها‬ ‫ألهداف‪ ،‬كما أن التحكيم ارتكب بعض‬ ‫الهفوات التي غيرت مجرى المواجهة”‪.‬‬ ‫وتابع يعيش‪“ :‬المهم ما حققناه قبل جوالت‬ ‫وهو ضمان البقاء بالدوري االحترافي و هو‬ ‫ما جعلني أمنح الفرصة لالعبين ناشئين‬ ‫لخوض المباريات واألهم عندي حاليا أن‬ ‫يكتسبوا خبرة و تجربة مباريات دوري‬ ‫المحترفين قبل النتيجة”‪.‬‬


‫العدد ‪834‬‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫إلياس العماري‪:‬‬

‫‪ % 53‬من اقت�صاد جهة طنجة ـ تطوان ـ احل�سيمة‬ ‫قائم على جتارة املخدرات بجميع �أنواعها‬ ‫كشف إلياس العماري رئيس جهة طنجةـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬في لقاء مع خريجي جامعة‬ ‫محمد الخامس‪ ،‬عن أن ‪ 53‬بالمائة‪ ،‬بالضبط‪ ،‬من اقتصاد الجهة التي يرأس مجلسها «قائم‬ ‫على تجارة المخدرات بجميع أنواعها»‪ ،‬حسب تقرير أعد لفائدة وزارة الداخلية واالتحاد‬ ‫األوروبي‪.‬‬ ‫وأضاف أن هذا الرقم يبين أن الجهة الشمالية «الغربية» تعتمد في اقتصادها‪ ،‬بشكل‬ ‫كبير على المخدرات‪ .‬وأضاف ‪ :‬إذا كنتم تريدون الحقيقة‪ ،‬فها هي ‪ ،‬مجردة وينطبق عليها‬ ‫المثل القائل ‪« :‬المزوق من برة‪ ،‬آش اخبارك من الداخل» ؟‪.....! ‬‬ ‫الرئيس العماري لم يبين لنا الجهة التي أعدت التقرير المشار إليه‪ ،‬وال المؤشرات التي‬ ‫تم اعتمادها للتقرير بأن ‪ ، 53‬وليس ‪ 52‬أو ‪ 54‬بالمائة من اقتصاد جهة الشمال الغربي تأتي‬ ‫من تجارة الكيف وما جاوره من المخدرات األخرى‪ ،‬األقل انتشارا‪،‬مقارنة من المخدر الوطني‬ ‫المقنب‪...! ‬‬ ‫وإذا ما صح كالم إلياس العماري‪ ،‬فإن اقتصاد الجهة‪ ،‬القائم على مجموعة ضخمة‬ ‫من الصناعات الميكانيكية واإلليكترونية وصناعة السيارات والطائرات واأللياف واألسالك‬ ‫والنسيج‪ ،‬والصناعات الموازية‪ ،‬والصناعات التقليدية والفالحة ومئات الشركات والمصانع‬ ‫الموجودة بالمنطقة الصناعية والمناطق الصناعية الحرة بمركب ميناء طنجة المتوسط ‪،‬‬ ‫ونشاط هذا الميناء بالذات‪ ،‬الذي يعد اليوم من أكبر موانئ ضفتي األبيض المتوسط‪ ،‬كل‬ ‫هذه األنشطة االقتصادية التي أثارت انتباه العالم إلى الجهة‪ ،‬وإلى طنجة بوجه خاص‪ ،‬نظرا‬ ‫لخصوصيات هذه المدينة‪ ،‬ال تمثل إال ‪ 47‬بالمائة من منتوج اقتصاد جهة طنجةـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وأن السبسي يتكفل بالباقي‪....! ‬‬ ‫حقيقة إن إلياس العماري ‪ ،‬ابن الريف‪ ،‬يعتبر واحدا من المدافعين المتحمسين ‪ ،‬لتقنين‬ ‫زراعة الكيف‪ ،‬في الريف‪ ،‬والرفع حالة التجريم عن هذه الزراعة إانتاجا وتسويقا واستهالكا‪،‬‬ ‫بل إن إلياس العماري وضع مسألة تقنين الكيف على سلم أولويات جهة طنجة ـ تطوان ـ‬ ‫الحسيمة‪ ،‬ولو أن طنجة‪ ،‬ال يعنيها أمر الكيف ‪ ،‬أن يقنن أو أن يرفع عنه التجريم أو أن يستمر‬ ‫الوضع على ما هو عليه‪ ،‬بدعم من البيجيدي الذي رفض التجاوب مع مقترحي قانون تقدم‬ ‫بهما كل من االستقالل واألصالة والمعاصرة‪ ،‬في هذا الموضوع‪ ،‬كما رفض التجاوب مع‬ ‫توصيات الندوة «العلمية» التي نظمها إلياس العماري بطنجة مؤخرا والتي تعتبر الكيف‬ ‫مكونا أساسيا من مكونات التنمية االقتصادية ألقاليم الريف إذا ما تمت معالجته علميا‬ ‫وبطرق حديثة‪ ،‬بينما يعتبر العدالة والتنمية أن المعالجة الحقيقية آلفة الكيف تتأسس‬ ‫على التنمية االقتصادية واالجتماعية للمناطق المعنية ‪ ،‬عبر تطوير بنياتها التحتية وخلق‬ ‫نشاطات انتاجية مفيدة وتحسين ظروف عيش السكان‪.‬‬ ‫ودفاعا عن تقنين زراعة الكيف وعن آثاره الصحية على مستوى االستهالك‪ ،‬صرح إلياس‬ ‫العماري مؤخرا بأن هذا الموضوع «علمي» يتطلب مناقشة هادئة من جانب مختصين‪،‬‬ ‫ال سياسيين وبعيدا عن المزايدات السياسية التي تحيل الموضوع برمته على مطامع‬ ‫انتخاباوية من هذا الجانب أو ذاك‪ .‬وللتدليل على أن ال خطر من استهالك الكيف «الكتامي»‬ ‫أو «الحسيمي» «المعتق» ‪ ،‬قال إنه عاش في قبيلة كل سكانها لديهم سبسي ومطوي‬ ‫وجلدة لتخزين الكيف المعالج بطابا‪ ،‬على الطريقة التقليدية‪ ،‬ــ هذا الوصف من جانبنا ــ ‪،‬‬ ‫وكانوا «يشربون» «أشقافا» من الكيف من الصباح إلى المساء‪ ،‬و «عمروا» طويال‪ ،‬وماتوا‬ ‫بعد أن فاقت أعمارهم التسعين سنة!!!‪....‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فدفوعات العماري تتجه إلى ضرورة حماية أربعين ألف مزارع ريفي للنبتة‬ ‫العجيبة يوجدون في حالة مطاردة دائمة واستغالل مستمرمن جهات نافذة‪ ،‬وابتزاز‬ ‫متواصل حسب مزاج سلطوي متقلب ‪ .‬الكيف الريفي يحول إلى حشيش ويصدر فوق ‪80‬‬ ‫بالمئة منه إلى أوروبا حيث يتصدر المغرب اإلنتاج العالمي لهذا «المخدر» الخفيف‪ ،‬بحصة‬ ‫‪ 60‬بالمائة‪ .‬وقد ورد في تقرير أوروبي حديث للمرصد األوروبي لمراقبة المخدرات واإلدمان‬ ‫والبوليس األوروبي «أوروبول»‪ ،‬أن ‪ 22‬مليون أوروبي يصرفون حوالي ألف مليار سنتيم‬ ‫على الحشيش سنويا‪ ،‬ثلثا الكميات المهربة إلى الدول األوروبية‪ ،‬عبر إسبانيا خاصة‪ ،‬تأتي‬ ‫من شمال المغرب‪ ،‬وأن أطنان الحشيش المغربي الموجه إلى أوروبا في «تصاعد مستمر»‪.‬‬ ‫ويلح المناصرون لحل التقنين على أن زراعة الكيف في مناطق الريف يشكل الزراعة‬ ‫الوحيدة بتلك المناطق‪ ،‬التي يرى أبناؤها أن ال حل أمامهم سوى تلك الزراعة‪ ،‬المحفوفة‬ ‫باألخطار‪ ،‬وبالتالي فالحل يكمن في إضفاء الطابع القانوني على تلك الزراعة‪ ،‬وإصدار عفو‬ ‫شامل على المزارعين الريفيين‪ ،‬وتحويل منتوجها إلى صناعات مفيدة‪ ،‬وغير ضارة بصحة‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫إال أن المناهضين لهذا االتجاه يتقدمون بمجموعة من اإلشكاالت التقنية والعملية‪،‬‬ ‫في حالة تقنين زراعة الكيف وانتشارها عبر ربوع المملكة‪ ،‬مع عجز الدولة الواضح عن‬ ‫التحكم فيها‪ ،‬ومراقبتها وحصر اتساع رقعتها خاصة حين تصل هذه الزراعة إلى تغطية‬ ‫آالف الهكتارات ليصبح الكيف منافسا خطيرا للعديد من الزراعات الغذائية التي يتوقف عليها‬ ‫السلم الغذائية للمغرب‪.‬‬ ‫وأمام الجذل القائم بين أنصار التقنين في األصالة والمعاصرة واالستقالل وخصومهم‬ ‫في العدالة والتنمية‪ ،‬جدد سفير المغرب لدى األمم المتحدة‪ ،‬عمر هالل‪ ،‬بمناسبة الدورة‬ ‫االستثنائية الثالثين للجمعية العامة لألمم المتحدة حول مشكلة المخدرات العالمية‪،‬‬ ‫التأكيد على التزام المغرب الراسخ بمحاربة‪ ،‬إنتاج وتهريب وتعاطي المخدرات واإلدمان‬ ‫وإصراره على ذلك بدون هوادة‪ .‬‬ ‫وأكد الجهود المبذولة من قبل المغرب‪ ،‬المعترف بها من قبل الهيئة الدولية لمراقبة‬ ‫المخدرات ومكتب األمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة‪ ،‬واإلجراءات المتخذة والوسائل‬ ‫البشرية والمالية الهامة التي عبأها في إطار استراتيجيته‪ ،‬مكنت من تقليص المساحات‬ ‫المزروعة بالقنب الهندي بنسبة ‪ 65‬في المئة منذ سنة ‪.2003‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فالحرب ال زالت مشتعلة بين أنصار وخصوم تقنين زراعة الكيف حيث تتجدد‬ ‫المواجهات بينهما على صفحات الجرائد والمنابر الخطابية خالل التجمعات السياسية وتحت‬ ‫قبة البرلمان‪ ،‬كما حدث مؤخرا حين تطرق بوانو رئيس فريق البيجيدي إلى سلبيات المخدرات‬ ‫في تعقيب على رد الوزير الوردي بخصوص معالجة المدمنين‪ ،‬وتساءل بخصوص مقترحات‬ ‫بتقنين زراعة الكيف ‪ :‬هل نبيع الوهم للمواطنين؟‬ ‫وجاء الرد سريعا من مضيان‪ ،‬رئيس فريق االستقالل الذي دعا إلى عدم «الخلط بين‬ ‫شعبان ورمضان» وأن المطالبة بتقنين زراعة الكيف جاءت بغاية القضاء على المخدرات‬ ‫وتطهير المؤسسات بالنظر إلى المخدرات الصلبة المنتشرة بقوة بالمغرب‪ ،‬كالكوكايين‬ ‫والهيروين والقرقوبي وأن التقنين جاء ألغراض طبية وهي تجربة قام بها عدد من الدول‬ ‫وبنجاح‪ ،‬و»أننا ال نزرع وال نبيع الوهم للمواطنين»‬ ‫فهل يمكن أن نتصور حال لمعضلة الكيف بمزيد من زراعة الكيف ؟‬

‫الثالثاء ‪� 26‬أبريل �إلى ‪ 02‬ماي ‪2016‬‬ ‫األخيرة‬ ‫الحسيمة ‪ :‬مهرجان «إ‪-‬صورة» السينمائي يكرم‬ ‫المخرج لطيف لحلو والممثلة خديجة عدلي‬ ‫انطلقت‪ ،‬الجمعــة الماضيــة‪ ،‬فعاليات‬ ‫المهرجان السينمائي بالحسيمة في دورته‬ ‫الثانية‪ ،‬المنظمة من طرف «جمعية الريف‬ ‫للسينما والتنشيط الثقافي»‪ ،‬تحت شعار ‪:‬‬ ‫«الهجرة والهوية السينمائية»‪ ،‬والذي استمر‬ ‫لغاية أمس اإلثنين‪.‬‬ ‫وخالل حفل االفتتاح تم تكريم المخرج‬ ‫والمنتج السينمائي‪ ،‬لطيف لحلو‪ ،‬والممثلة‬ ‫خديجة عدلي‪ ،‬اعتبارا لعطاءاتهما الغنيـــة‬ ‫في مجال اإلبداع السينمائي انتاجا وإخراجا‬ ‫وتمثيال‪.‬‬ ‫م��ن جهة أخ���رى‪ ،‬أش���ار المنظمون‬ ‫بالمناسبة إلى أن مهرجان الحسيمة يهدف‬ ‫ب��األس��اس إل��ى تنشيط الحركة الثقافية‬ ‫السينمائية بالمدينة‪ ،‬والتعريف بمؤهالت‬ ‫الحسيمة الطبيعية التي تؤهل هذه المدينة‬ ‫الجميلة لتضطلع بدور هام في مجال اإلنتاج‬ ‫السينمائي المغربي والدولي‪.‬‬ ‫ومعلوم أن برنامج هذه الدورة‪ ،‬المنظمة‬ ‫بدعم من المركز السينمائي المغربي‪،‬‬ ‫والمعهـد الملكي للثقــافـــة األمازيغيــــة‪،‬‬ ‫والمجلس الجهوي طنجة تطوان الحسيمة‬ ‫واإلقليمي للحسيمة‪ ،‬تجمع بين عروض‬ ‫سينمائية وندوات فكرية وورشات تكوينية‬ ‫وتكونا خاصا في مجال السينما التوثيقية‪.‬‬ ‫كما أنه تمت برمجة ‪ 37‬فيلما من أربع‬ ‫دول هي فرنسـا وبلجيكا ولبنان والمغرب‪،‬‬ ‫ضمن المسابقتيـن الرسميـة والجهوية‪،‬‬ ‫حيث إن ‪ 14‬فيلما رشحت للتباري على جائزة‬

‫تهنئة‬

‫المسابقة بينما تبارى على جائزة المسابقة‬ ‫الجهوية سبعة أفالم‪ ،‬في حين تم عرض ‪12‬‬ ‫فيلما في فقرة بانوراما‪ ،‬وفيلمين في حفل‬ ‫االفتتاح‪ ،‬وفيلمين آخرين في حفل االختتام‪.‬‬ ‫أم��ا ف��ق��رة ال��ن��دوات ال��ف��ك��ري��ة‪ ،‬فقد‬ ‫خصصت لتنظيم ندوتين رئيسيتين‪ ،‬األولى‬ ‫بعنوان «الهجرة‪ ،‬السينما والهوية الوطنية»‬ ‫بمشاركـة البرلمانـي البلجيكـي من أصل‬ ‫مغربي فؤاد أحيضار‪ ،‬والباحث أحمد عصيد‪،‬‬ ‫والثانية بعنوان «دور السينما في التنمية‬ ‫االجتماعيــة واالقتصادية للجهة»‪ ،‬بمشاركة‬ ‫المخرج والمنتج السينمائي لحسن زينون‬

‫والمنتج والمخرج محمد عبد الرحمان التازي‪.‬‬

‫أما الفقرة المخصصة للقاءات والورشات‬ ‫التكوينية‪ ،‬فقد أدرج المنظمون ثالث ورشات‬ ‫تكوينية على م��دى يومين‪ ،‬األول��ى حول‬ ‫«إدارة الممثل» من تأطير الممثل محمد‬ ‫الشوبي‪ ،‬والثانية حول «الصورة» من تأطير‬ ‫مدير التصوير فاضل اشويكة‪ ،‬والثالثة حول‬ ‫«السيناريو» من تأطير السيناريست محمد‬ ‫أعريوس‪ .‬كما نظم لقاء علمي حول موضوع‬ ‫«الفيلم المغربي كوثيقة تاريخية» من تأطير‬ ‫المخرج عبد السالم الكالعي ‪.‬‬

‫«نور» يشع نورها في بيت قمر وسليمان‬

‫ازدان فراش كريمة عبد المجيد اإلدريسي‪ ،‬قمر وزوجها سليمان أعراب‪ ،‬بمولود أنثى‪،‬‬ ‫اختار لها من األسماء ‪:‬‬

‫«نــور»‬

‫نسأل اهلل َّ‬ ‫أن ينبتها نباتا حسنا‪ْ ،‬‬ ‫جل وعال ْ‬ ‫وأن يتكفال بها أبواها بتنشئة إبداعية‬ ‫طيبة تفيض بمشاعر الخير في جو من السعادة واالطمئنان ‪ ...‬تهانينا الحارة ألسرة‬ ‫اإلدريسي‪ ،‬وأعراب والمرابط‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.