Achamal n° 812 le 24 nov 2015

Page 1

‫البيئة والمآثر التاريخية في برامج األحزاب‬ ‫السياسية بطنجة‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫الـعدد ‪ 812‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 05‬صفر ‪� 24 / 1437‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫كشفت دراسة ميدانية أنجزها مرصد‬ ‫حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة‪ ،‬أن البعد‬ ‫البيئي لم يحتل المكانة الالئقة به في برامج‬ ‫األحزاب السياسية خالل االنتخابات األخيرة‪.‬‬ ‫وخالل لقاء تواصلي نظم األسبوع‬ ‫الماضي بطنجة‪ ،‬كشف رئيس المرصد‪ ،‬ربيع‬ ‫الخمليشي ‪ ،‬أن الهدف من إنجاز هذه الدراسة‬ ‫هو لفت انتباه األحزاب السياسية إلى ضرورة‬ ‫تخصيص حيز كبير من برامجها االنتخابية المقبلة‪ ،‬لمشاريع حماية البيئة وصيانة المآثر التاريخية وأن‬ ‫الهاجس البيئي يجب أال يبقى موضوع شعارات ‪ ،‬بل مخططات بأهداف معينة ومشاريع مظبوطة‪.‬‬ ‫واتضح للمرصد‪ ،‬عبر لقاءات ومقابالت مع بعض المترشحين ووكالء اللوائح خالل انتخابات ‪ 4‬شتنبر‬ ‫الماضي‪ ،‬غياب مفهوم البيئة والمآثر التاريخية من معظم البرامج السياسية التي طرحت للنقاش خالل الحملة‬ ‫اإلنتخابية األخيرة‪.‬‬ ‫وتجلى في هذه الدراسة عدم اهتمام النخبة السياسية بطنجة بشكل جدي‪ ،‬بمسألة البيئة والمآثر‬ ‫التاريخية كقضايا جوهرية تهم حاضر ومستقبل المواطنين وتحافط على فضاءات عيشهم الذي يتدهور‬ ‫باستمرار بفعل عامل اإلنسان والزمان‪.‬‬

‫حزب االستقالل‬ ‫حميد شباط يمنع الصحافيين من تغطية أشغال‬ ‫المجلس الوطني لحزب االستقالل‬ ‫• ال مؤتمر وال لجنة تحضيرية قبل االنتخابات التشريعية‬ ‫• األمين العام باق إلى مرحلة ما بعد االستحقاقات المقبلة‬

‫فوجئ رجال اإلعالم بقرار منعهم من تغطية أشغال‪ ‬دورة السبت الماضي للمجلس الوطني لحزب االستقالل‪ ،‬وسدت أبواب مركز «باب االحد»‪ ‬‬ ‫في وجوههم‪ ،‬بعد أن توصل العديد من المنابر اإلعالمية بدعوات رسمية لتغطية أشغال تلك الدورة‪... ! ‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يترك هذا القرار شعورا بالغبن لدى رجال اإلعالم‪ ،‬والهيئات الحقوقية والمنظمات األهلية‪ ،‬وأن يضع أكثر من سؤال حول‬ ‫الدواعي الخفية لهذا القرار المزعج والمباغت والذي يتعارض مع البند ‪ 27‬من الدستور بخصوص الحق في الولوج إلى المعلومة‪! ‬‬ ‫(�ص ‪)4‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫اللقاء الوطني التاريخي حول مخطط‬ ‫تهيئة مصيدة األربيان‬

‫ذكرى “األعياد الثالثة المجيدة”‬

‫ت�صوير ‪ :‬حمودة‬

‫داهمتنا ذكرى األعياد “”الثالثة المجيدة”‬ ‫عودة الشرعية الوطنية‪ ،‬وعيد عرش المحرر‬ ‫األعظم‪ ،‬محمد الخامس‪ ،‬وإع�لان االستقالل‬ ‫الوطني‪ ،‬ونحن في شبه غفلة من أمرنا‪ ،‬تتنازعنا‬ ‫التجاذبات السياسية العقيمة‪ ،‬وهواجس‬ ‫انتخابات ‪ 2016‬النيابية‪ ،‬التي قد تحمل إلينا‬ ‫مفاجآت س��ارة وأخ��رى أق��ل مدعاة للسرور‪،‬‬ ‫وصراعات اليسار المتهاوي بسبب “وصولية”‬ ‫بعض “المتطفلين” على اإلرث الوطني لزعماء‬ ‫الحركة الوطنية‪ ،‬و “خيانات” بعض األحزاب‬ ‫المفبركة في الظروف التي نعلم وللغايات‬ ‫نفسها التي قد ال نعلم‪ ،‬كما تتقاذفنا معاركنا‬ ‫اليومية من أجل الكرامة‪ :‬خبز وسكن وشمعة‬ ‫ودواء وتعليم‪ ....،‬وضدا على “الحكرة” !‬ ‫حتى أن أعيادنا المجيدة‪ ،‬باغتتنا ونحن‬ ‫أقل ما نكون استعدادا الستقبالها بما يليق‬ ‫بها من تعظيم واحترام وقدسية وإج�لال‪...‬‬ ‫داهمتنا ونحن في “شبه غفلة” من أمرنا ‪ ،‬إال‬ ‫ما كان من بالغ للمقاومة وجيش التحرير‪،‬‬ ‫تتكرر جمله ومعانيه عند كل عام‪ ،‬ثم يلقح في‬ ‫خاتمته بما يضفى عليه نوعا من األأناة‪ ،‬تأتي‬ ‫على نقله ونشره ‪ ،‬للمناسبة‪ ،‬بعض الصحف‬ ‫والمواقع‪.....‬‬ ‫وتمر الذكرى وكأنها ال تختزل نضال عرش‬ ‫وأمة استمر على امتداد أربعة عقود من أجل‬ ‫اإلنعتاق من ربقة االستعمار وال ترمز إلى أغلى‬ ‫أمنية تناضل من أجل تحقيقها الشعوب الحرة‬ ‫الكريمة‪ :‬االستقالل والحرية‪..... ! ‬‬ ‫حلت إذن أيام ‪ 17‬و ‪ 18‬و‪ 19‬نونبر الجاري‬ ‫الذكرى الستون لعودة محمد الخامس‪ ،‬وعيد‬ ‫عرش محمد الخامس وإعالن محمد الخامس‬ ‫لنهاية عهد الحجر والحماية وبزوغ عهد الحرية‬ ‫واالستقالل‪....‬يالها من لحظات رهيبة عاشتها‬ ‫الماليين من أف��راد الشعب المغربي ممن‬

‫كتبت لهم السعادة بحضور حفل اإلعالن عن‬ ‫االستقالل أو من تلقف هذا “النبأ العظيم’’ من‬ ‫فم صاحب معجزة االستقالل‪ ،‬محمد الخامس‬ ‫طيب اهلل ث��راه‪ ،‬لينصهر الجميع في األعياد‬ ‫الثالثة المجيدة التي كانت وستظل قمة أعياد‬ ‫األمة‪ ،‬بالنسبة لجيل االستقالل وللجيل الذي‬ ‫يليه‪ ،‬حيث كانت تلك األعياد تتميز بتنظيم‬ ‫احتفاالت شعبية متواصلة بالليل والنهار‪ ،‬في‬ ‫كل حي ومدينة وقرية ‪ ،‬تلقى خاللها كلمات‬ ‫حماسية للتذكير بأمجاد المغرب التي ال‬ ‫يعرف عنها الجيل الصاعد إال النزر القليل‪ ،‬وال‬ ‫مسؤولية له في ذلك‪ ،‬بل المسؤولية ألنظمة‬ ‫التعليم التي ال تزال “تتخبط” في “مستنقع”‬ ‫اإلصالح واإلصالح المضاد‪......‬كما كانت تتلى‬ ‫خاللها األناشيد الوطنية التي كانت تحفظ في‬ ‫المدارس‪ ،‬والتي لم يبق لها من أثر اليوم‪ ،‬إال‬ ‫النزر القليل‪ ،‬لقلة العناية بها‪ ،‬وصيانتها من‬ ‫التلف والضياع‪ ..‬وكانت أيضا مناسبة لتمجيد‬ ‫ق��ادة الحركة الوطنية الذين أط��روا الشعب‬ ‫ووجهوه وق��ادوه إلى النصر المبين ‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسهم زعيم حزب االستقالل‪ ،‬عالل الفاسي‪،‬‬ ‫وزعيم حزب الشورى واالستقالل محمد حسن‬ ‫الوزاني‪ ،‬وزعيم حزب الوحدة واالستقالل الشيخ‬ ‫محمد المكي الناصري وزعيم حزب اإلصالح‬ ‫الوطني‪ ،‬عبد الخالق الطريس‪ ،‬وقد التحقوا‬ ‫كلهم بالرفيق األعلى‪ ...‬فمن يذكرهم اليوم‬ ‫من أجيال ما بعد االستقالل ‪ .‬اسألوا طلبة‬ ‫الجامعات‪.....! ‬‬ ‫هؤالء الزعماء أصروا على أن يكونوا دوما‬ ‫في مقدمة الصفوف‪ ،‬كما كانوا في مقدمة من‬ ‫تعرضوا للتعذيب والتنكيل والنفي من طرف‬ ‫أعوان االستعمار ‪ ،‬فلم يهونوا ولم يضعفوا‪،‬‬ ‫بل تصدروا المعركة في الداخل والخارج‪،‬‬ ‫منتقلين بين أروقة المنظمات العربية والدولية‪،‬‬

‫مشيل فوزيل في زيارة عمل لمجلس‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫مسلحين بإيمانهم في عدالة قضية بالدهم‪،‬‬ ‫مصرين على عودة الشرعية بعد أن امتدت يد‬ ‫االستعمار والخيانة إلى رمز السيادة الوطنية‪،‬‬ ‫في ‪ 20‬غشت ‪ ،1953‬وك��ان زعماء الحركة‬ ‫الوطنية قد شكلوا‪ ،‬هنا في طنجة” الكتلة‬ ‫الوطنية‪ ،‬لمواجهة المناورات االستعمارية التي‬ ‫كانت تحاك ضد المغرب وملكه الشرعي‪ ،‬محمد‬ ‫الخامس‪.‬‬ ‫ولعل أول شرارة وطنية في حرب التحرير‬ ‫كانت قد انطلقت من طنجـــة‪ ،‬سنـــة ‪،1947‬‬ ‫حين أعلن جاللة الملك محمد الخامس‪ ،‬في‬ ‫وجه العالم‪ ،‬من منبــر هذه المدينة “الدولية”‬ ‫وأمام عدد من سفراء الدول األجنبية‪ ،‬مطالبة‬ ‫المغرب بحقه في االستقالل والحرية والوحدة‪،‬‬ ‫وحنينه إلى االنضمام إلى الجامعة العربية‬ ‫وإل��ى المنظمات اإلسالمية‪ ،‬وأم��ن على هذا‬ ‫المطلب بمقولته التاريخية ‪“ :‬ما ضاع حق من‬ ‫ورائ��ه طالب” “إن حق المغرب ال يضيع ولن‬ ‫يضيع”‪.....! ‬‬ ‫وكان ما تنبأ به الملك المحرر‪ ،‬وعاد إلى‬ ‫عرشه مظفرا منتصرا‪ ،‬بعد سنتين من النفي‬ ‫واالغتراب‪ ،‬وأعلن بزوغ فجر الحرية واالستقالل‬ ‫وانتقال المغرب من الجهاد األصغر إلى الجهاد‬ ‫األكبر‪ ،‬وهو بناء االستقالل‪.....‬الذي تواله من‬ ‫بعده خلفه الراحل الحسن الثاني‪ ،‬ثم بعده جاللة‬ ‫الملك محمد السادس الذي يقود شعبه بخطى‬ ‫حثيثة على طريق التقدم والتطور والحداثة‬ ‫وترسيخ قيم الديمقراطية وصيانة الوحدة‬ ‫الترابية وإذكاء إشعاع المغرب على العالم ‪ ،‬منارة‬ ‫لالستقرار والتعايش والتسامح بين كافة شعوب‬ ‫العالم‪ ،‬في إطار االحترام المتبادل وتعزيز القيم‬ ‫اإلنسانيةالمثلى‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫نظمت غرفة الصيد البحري المتوسطية‬ ‫بطنجة برئاسة يوسف بن جلون‪ ،‬لقاء وطنيا‬ ‫تاريخيا حول مخطط تهيئة مصيدة األربيان‪،‬‬ ‫الجمعة ‪ 20‬نونبر الجاري بفندق أندلوسيا‬ ‫غولف‪.‬‬ ‫وتميز اللقاء بحضور غرف الصيد البحري‬ ‫األربعة باإلضافة إلى الكنفدراليتين الوطنية‬ ‫والمغربية للصيد الساحلي‪ ‬وعدد من مهنيي‬ ‫القطاع على المستوى الوطني من بحارة‬ ‫وربابنة‪.‬‬ ‫إن عدم تجاوب وزارة الفالحة والصيد‬ ‫البحري مع االقتراحات العديدة للغرف المعنية‬ ‫والتــي طالما أعلنـــوا فيها عن تشبث كل‬ ‫المهنيين بمبــدأ المحافظة على الثروة‬ ‫السمكيــة‪ ،‬واستعدادهـــم للحوار والتشـــاور‬ ‫مع الوزارة الوصية والمعهد الوطني للبحث‬ ‫بهدف تهيئ مخطط واقعي لصيد األربيان‪،‬‬ ‫والعمل بطريق عادية ( أي عدم توقيفهم‬ ‫عن نشاط الصيد)‪ ،‬مع وضع بواخر للصيد‬ ‫الساحلي رهن إشارة المعهــد الوطنــي للبحث‬ ‫في الصيد البحري والقصد التأكد من عدم‬ ‫التأثير على المخزون السمكي‪ ،‬لكن الجهات‬ ‫المسؤولة لم تعبأ بهذه اإلقتراحات ‪،‬وفرضت‬ ‫عليهم مخطط تهيئة مصيدة قشريات “‬ ‫األربيان” (قمرون)‪ ،‬دون استشارتهم ودون‬ ‫التفكير في انعكاسات ذلك على مصدر‬ ‫عيشهم والتزاماتهم‪ ،‬ما دفعهم إلى توقيف‬ ‫نشاطهم واإلحتجاج على القرار أكثر من مرة ‪...‬‬ ‫وتفيـــد المعطيـــات التي أوصــــت بها‬ ‫وزارة الفالحـة والصيد البحري والتي أمرت‬ ‫بتوقيف نشاط صيد األربيان في إطار راحة‬ ‫بيولوجية لمدة شهرين (يناير وفبرايـر) في‬ ‫بعض المصايــد في ‪ ،2013‬ألجل المحافظة‬ ‫على المخـزون في هذا الصنف من القشريات‪،‬‬ ‫وذلك بناء على توصيات ودراسات المعهد‬ ‫الوطني للبحث في الصيد البحـري‪ ،‬لكنها‬ ‫كانت مـــدة طويلة بالنسبة للمهنيين‪ ،‬ولم‬ ‫يسبقها أية استشارة أو تخطيط تشاركي‬ ‫يسمح لهم باإلستعداد لهذه الفترة‪ ،‬وأوضح‬ ‫على اثرها المهنيون أن الحفاظ على المخزون‬ ‫السمكـــي هو هاجــس يتقاسمونه مع‬ ‫األوصياء والمتدخلين في القطاع‪ ،‬لكنهم يرون‬

‫أن أي إجراء في هذا السياق يجب أن يتم في‬ ‫إطار الحوار لتحقيق األهداف المشتركة‪ ،‬حماية‬ ‫للثروة السمكية وفي آن واحد حفاظا على‬ ‫مصالح البحارة ‪،‬سيما في ظرفية صعبة تتسم ‪-‬‬ ‫حسب تأكيدات الكثير منهم ‪ -‬بالكساد ‪،‬وغالء‬ ‫وسائل اإلستغالل ‪،‬وثقل الواجبات الضريبية‪ ...‬‬ ‫و تجدر االشارة الى أن مخطط تهيئة‬ ‫مصيدة األربيان‪ ،‬والذي تم وضعه منذ فاتح‬ ‫يناير من ‪ 2011‬ومراجعته برسم موسم الصيد‬ ‫لسنة ‪ ،2013‬رمى إلى ضمان استدامة مخزون‬ ‫األربيان وضمان استغالله بشكل عقالني‬ ‫ومستدام‪ ،‬وذلك من خالل مراجعة أسلوب‬ ‫استغالله الحالي ومالءمته مع وضعية المصيدة‬ ‫وخصوصــيــات كـــل ‪ ‬األســــــــاطيـــل‬ ‫العاملـــة باستغالل هذا المخزون‪ ،‬وقد أدرج‬ ‫هذا المخطط ضمن مقتضياتـــه‪ ،‬إجراءات‬ ‫استعجاليه على المدى القصير وأخرى على‬ ‫المدى الطويل‪ ،‬والتي تروم حماية مناطق‬ ‫تفريخ وتكاثر األربيان من خالل توقف نشاط‬ ‫الصيد وخلق مناطق التجميع ‪.‬‬ ‫و تم من خالل اللقاء الذي دام لمدة تزيد‬ ‫عن الخمس ساعات من النقاش المستفيض‬ ‫حول التطورات التي يعرفها الميدان واإلكراهات‬ ‫التي تعــوق سيره وتؤرق بال العاملين به‬ ‫بسبب مخطط الوزارة الوصية‪ ،‬فقد أسفر‬ ‫وبإجماع كل الحاضرين على تسطيــر مجموعة‬ ‫من الخطوات ذات الصبغة النضالية الرامية‬ ‫إلى إسماع المسؤوليــن صوتهم الذي أصبح‬ ‫خافتا في آذانهم بالوزارة‪ ،‬وفي طليعة هذه‬ ‫الخطوات إجماع الحضور على رفض الصيغة‬ ‫الجديدة ‪ ‬لمشروع تهيئة مصيدة األربيان‪،‬‬ ‫واالتفاق ‪ ‬على بلورة تهيئة ‪ ‬مصايد ‪ ‬األربيان‬ ‫تحت محور تشاوري ثالثي األطراف‪ ،‬ما ‪ ‬بين‬ ‫مهنيي الصيد ‪ ‬الساحلي وأعالي ‪ ‬البحار‬ ‫والريّاسة‪ ،‬آخذين ‪ ‬بعين ‪ ‬االعتبار وقـــت‬ ‫التوالـــد ما ‪ ‬بين فترة ‪ 15‬يناير إلى حدود‬ ‫أبريل جنوب ‪ ‬شمال‪ ،‬وخاصيات مراكب الصيد‬ ‫الساحلي المعيقة لبعد القرارات‪ ،‬والتوافق‬ ‫ما ‪ ‬بين الصيد الساحلي وأعالي ‪ ‬البحار مع‬ ‫تطبيق أي ‪ ‬قرار متعلق بهذه ‪ ‬التهيئة‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫الندوات ال�شهرية للمنظمة‬ ‫املغربية للإعالم اجلديد‬

‫من تشويه اللغة العربية في مواقع اإلعالم الرقمي‪،‬‬ ‫إلى دور اإلعالم في التغلب على ظاهرة الشغب الرياضي‬

‫‪ 11‬ديسمبر القادم موعد جمهور الشباب مع الندوة الشهرية الثانية حول ظاهرة الشغب الرياضي‪ .‬وفيما يلي التغطية‬ ‫الصحافية للندوة األولى‪ ،‬من تحرير زميلنا الصحافي أحمد قروق ‪:‬‬

‫في إطار اتفاقية الشراكة التي تجمع جهة طنجة‬ ‫تطوان سابقا‪ ،‬طنجة تطوان الحسية حاليا‪ ،‬وجهة‬ ‫بروفنس ألب كوت دزور (باكا) التي شهدت أولى أحرف‬ ‫التوقيع على االتفاقية اإلطار للتعاون الثنائي منذ ‪15‬‬ ‫مايو ‪ .2000‬وتطور هذا التعاون المتعدد القطاعات‬ ‫‪،‬في بادئ األمر‪ ،‬حول محورين رئيسيين‪ :‬دعم لإلدارة‬ ‫الجهوية من خالل برامج تكوين المنتخبين وأطر‬ ‫الجهة‪ .‬و تهيئة المجال الترابي في إطار التنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬السيما عبر تطوير مشروع «‪”PAD‬‬ ‫في إطار دعم الجهوية بتعزيز قدرات أعضاء مجلس‬ ‫جهة طنجة‪-‬تطوان و أطر الجهة فيما يخص تهيئة‬ ‫المجال الترابي أو عبر إنشاء المنتزه الطبيعي بوهاشم‪.‬‬ ‫يستعد مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة في إطار‬ ‫المرحلة الجديدة من التعاون مع انطالق مشروع‬ ‫الجهوية الموسعة التي تهدف إلى رفع استقاللية‬ ‫الجهات المغربية وتوسيع صالحياتها واختصاصاتها‪.‬‬ ‫الستقبال رئيس جهة بروفنس ألب كوت دزور (باكا)‪،‬‬

‫مشيل فوزيل (‪ ،)Michel Vauzelle‬الذي يقوم بزيارة‬ ‫عمل إلى طنجة يومي ‪ 24‬و ‪ 25‬نوفمبر الجاري‪.‬‬ ‫ويتضمن برنامج الزيارة مجموعة من األنشطة‬ ‫أبرزها‪ ،‬يوم الثالثاء افتتاح رسمي من طرف رئيسي‬ ‫الجهتين والتوقيع على اتفاقية التعاون حول برنامج‬ ‫العمل ‪ 2017 - 2015‬بمقر جهة طنجة تطوان على‬ ‫الساعة الثالثة والنصف زواال‪ .‬يليها تقديم عرض‬ ‫حول جهة طنجة تطوان الحسيمة وحصيلة التعاون‬ ‫بين الجهتين‪ .‬ثم مسار حول برنامج تنفيذ السياسة‬ ‫الجهوية لالقتصاد االجتماعي والتضامني‪ .‬وتقديم‬ ‫بعض المشاريع‪ ،‬وعقد ندوة صحفية على الساعة‬ ‫الخامسة مساء‪ .‬ويختتم برنامج الثالثاء باختتام‬ ‫المنتدى بين الجهتين برئاسة رئيسي الجهتين‪.‬‬ ‫ويتواصل برنامج الزيارة يوم األربعاء ‪ 25‬نوفمبر‬ ‫بزيارة لتطوان لعقد لقاءات واالطالع على بعض‬ ‫مشاريع التعاون‪.‬‬

‫محمد السعيدي‬

‫اللغة العربية في مواقع اإلعالم الرقمي هو‬ ‫موضوع أولى الندوات الشهرية التي افتتحت بها‬ ‫“المنظمة المغربية لإلعالم الجديد”‪ ،‬موسمها‬ ‫الثقافي تزامنا مع اليوم الوطني لإلعالم الذي يصادف‬ ‫‪ 15‬نوفمبر من كل عام‪.‬‬ ‫كان الحدث يوم األربعاء الماضي ‪ 11‬نوفمبر‬ ‫‪ 2015‬بإحدى قاعات مندوبية وزارة الثقافة بمدينة‬ ‫طنجة وبحضور جمهور غفير من الشباب والمهتمين‬ ‫بقضايا اإلعالم وبمشاركتهم الفعلية والمتميزة‬ ‫في معالجة هذا الموضوع الذي اختارته “المنظمة‬ ‫المغربية لإلعالم الجديد” لتلفت النظر إلى الدور‬ ‫الهدام لبعض قنوات اإلعالم الرقمي في تشويه‬ ‫اللغة العربية وتحقيرها بابتداعها ألساليب وألفاظ‬ ‫بعيدة كل البعد عن قواعد اللغة العربية‪ ،‬ومتجاهلة‬ ‫لمكانتهاوقدسيتها‪.‬‬ ‫كما تم التنبيه إلى الجانب الالأخالقي لبعض‬ ‫المواقع اإلعالمية الرقمية وما تحدثه من تصدعات‬ ‫ومشاكل بين أفراد المجتمع‪ ،‬وإلى استغالل بعضها‬ ‫من طرف أفراد ال عالقة لهم بقواعد وأخالقيات مهنة‬ ‫الصحافة‪.‬‬ ‫وبعد اإلستماع إل��ى جملة م��ن العروض‬ ‫القيمة لمنشطي هذا اللقاء وهم األساتذة ‪( :‬الطيب‬

‫بوتبقالت‪ ،‬خالد مشبال‪ ،‬أحمد إفزارن‪ ،‬خالد شطيبات‪،‬‬ ‫ناهد الزيدي) ‪،‬فتح باب النقاش والحوار الجاد بحيث‬ ‫أكد الجميع على وجوب مراعاة اإلعالم الرقمي لما‬ ‫تستحقه اللغة العربية من قداسة واحترام بوصفها‬ ‫لغة القرآن ولغة البالد الرسمية بناء على نص الدستور‬ ‫المغربي إلى جانب اللغة األمازيغية‪ ،‬مؤكدين أن هذا‬

‫ال يتنافى مع خصوصيات اإلعالم الرقمي الذي يتطلب‬ ‫السرعة واإلختصار واإليجاز في نقل المعلومات‪.‬‬ ‫وفي ختام اللقاء‪ ،‬أكدت “المنظمة المغربية‬ ‫لإلعالم الجديد”‪ ،‬أنها ستقوم بتنظيم ندوات شهرية‬ ‫تتناول مواضيع مستلهمة من اهتمامات المواطنين‬ ‫وانشغاالتهم‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫دردشة‬ ‫بمجرد أن تسلم وثائق تقاعده ومستحقاته‪ ،‬اختفى عن األسماع واألبصار‪ ،‬فلم نعد نراه إال‬ ‫بين الحين والحين‪ ،‬حين يفرض عليه موعد من المواعيد‪ ،‬التواجدَ بنادي االتحاد‪.‬وهو ال يسلم‬ ‫لك نفسه‪ ،‬أو يتفرغ لك في هذه الدقائق المعدودة المحدودة‪ ،‬أو يتجاذب معك أطراف الحديث‪،‬‬ ‫وإنما تجده يتطاول بعنقه إلى النافذة‪ ،‬وكأنه استبطأ صاحب الموعد‪ ،‬أو تخوف من أن يهدر‬ ‫وقته الثمين في االنتظار‪ ،‬دون أن يظهر له أثر‪.‬‬ ‫هو انضم إلى هذه الفئة التي آثرت البيت‪ ،‬وفضلت القعود أمام جهاز التلفاز أو جهاز‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬أو أمام أي جهاز من األجهزة المستحدثة‪ ،‬وعزفت عن االختالط بالناس‪ ،‬أو الخوض‬ ‫فيما يخوضون فيه‪ ،‬أو مجاراتهم في حضور األعراس أو شهود الجنائز‪ ،‬أو ما يُصنف عادة في‬ ‫خانة المجامالت و (الصواب)‪.‬‬ ‫حتى فصل الصيف الذي هو فصل الترويح عن النفس وكسر الروتين اليومي‪ ،‬ال يحتفي به‬ ‫كما يحتفي به اآلخرون‪ ،‬وال يدرجه في برنامجه السنوي‪ ،‬وإنما صيفه ال يختلف في شيء عن‬ ‫شتائه وخريفه‪.‬‬ ‫ولوال كرة القدم التي يجد في متابعتها اللذة والمتاع‪ ،‬لما وجد الطعم الذي يجده األحياء‬ ‫في تعاملهم مع الدنيا ومغرياتها‪.‬‬ ‫إنها حياته التي ارتضاها لنفسه عن طيب خاطر‪ ،‬وسبق إصرار وترصد‪ .‬وما كان لي وال‬ ‫لغيري من أصدقائه وخالنه‪ ،‬وعشيرته األقربين‪ ،‬أن نكسر عنه هذا الطوق‪ ،‬أو نتسور أسوار‬ ‫داره‪ ،‬أو نغير مسار حياته‪.‬‬ ‫فيكفينا أنه سعيد بخلوته‪ ،‬وسعيد بعزلته‪ ،‬وسعيد بالبرنامج الذي خططه لنفسه‪،‬يوم وضع‬ ‫رجله على عتبة التقاعد‪.‬‬ ‫المهم أن يتمتع بالصحة والعافية‪ ،‬وأن نسمع عنه الخير كل الخير‪.‬‬

‫اللغة العربية الحصيلة واآلفاق‪ ،‬موضوع ندوة دولية‬ ‫بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‬ ‫تنظم شعبة اللغـة العربيـــة وآدابها‬ ‫التابعة لكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بتطوان جامعــة عبد الملك السعدي‪ ،‬ندوة‬ ‫علمية دولية حول موضوع تدريس اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬الحصيلة واآلفاق‪ .‬وذلك يومي‬ ‫األربعاء والخميس ‪ 26 – 25‬نوفمبر الجاري‪.‬‬ ‫وينتمي المشاركــون في هــذا الملتقــى‬ ‫العلمي العالمي إلى دول عربية وإفريقية‬ ‫وأوربية ‪.‬‬ ‫وتعالج الندوة الدوليــة التي تشارك‬ ‫فيها جامعات مغربية ودولية‪ ،‬ثالثة محاور‪،‬‬ ‫وهي موضوع كفاءات مناهج ومقررات اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وقضايا البحث العلمي في اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬ومعايير الجودة في التدريس‬ ‫والتحصيل‪.‬‬ ‫ومـن المنتظــر أن ينكـــب الباحثــون‬ ‫واألكاديميــون من المغــرب وخارجــه‪ ،‬في‬ ‫هذا الملتقى العلمي على مناقشة جملة‬ ‫من القضايا ‪ ،‬ومنها تدريس اللغة العربية‬ ‫في بالد غير عربية‪ ،‬من خالل الحصيلة‬ ‫واآلفاق‪ ،‬ومقررات اللغة العربية في التعليم‬ ‫الجامعي بين تواصل العلوم واإلفادة من‬ ‫إنجازات العصر‪ ،‬ثم الكشف عن حقيقة الثورة على قواعد اللغة العربية‪،‬‬ ‫والشواهد اللغوية وأثرها في تطوير مناهج تعليم اللغة‪.‬‬

‫وستكون هذه المحاور الثالثـة مناسبـــة‬ ‫لمعالجة مواضيع عديدة منها‪ ،‬تحديد كفايات‬ ‫معلم اللغة العربية وأثرها في تطوير تعليم‬ ‫اللغة العربيـــة‪ ،‬والتطويــر المهني لمعلمي‬ ‫اللغة العربية وتطوير قدراتهم‪ ،‬باعتبارها نقلة‬ ‫جديدة في ظل التعليم المبني على المعايير‪،‬‬ ‫ثم تدريس اللغة العربية في السلك التأهيلي‪.‬‬ ‫ينضاف إلى ذلك تحديد ظاهرة الضعف اللغوي‬ ‫في البحوث العلمية‪ ،‬والبحث عن المشاكل‬ ‫والحلول‪.‬‬ ‫قضايا أخرى ستكون على طاولة النقاش‬ ‫ومنها‪ ،‬إشكالية توطين مؤسسات التعليم‬ ‫العالي األجنبية في العالم العربي واإلسالمي‬ ‫وأثرها على الهوية الثقافية واللغوية‪ .‬ورصد‬ ‫اللغة العربية في الفضاء الجامعي المغربي‪،‬‬ ‫وتحديد دور أقسام اللغة العربية في النهوض‬ ‫بالعربية وآدابها‪ ،‬ثم إلقاء الضوء على القراءة‬ ‫المنهجية للنصوص األدبية‪.‬‬ ‫كما سيكون اللقاء العلمي األكاديمي ‪،‬‬ ‫فرصة لمعالجة مواضيع أخرى تخص تدريس‬ ‫اللغة العربية ومن أبرزها ‪ ،‬تجليات الضعف عند‬ ‫طلبة شعبة اللغة العربية اللغة العربية وسوق‬ ‫العمل‪ ،‬وضعف التحصيل في أقسام اللغة‬ ‫العربية وعالقته بمعايير توجيه الطلبة في الجامعات العربية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى التحديات التي تواجه دراسة اللغة العربية بالمغرب‪ ،‬وآفاق تدريسها‬ ‫ألبناء المهجر‪.‬‬

‫إقليم تطوان‪ :‬المجلس اإلقليمي يدشن أنشطته على الصعيد‬ ‫الدولي بالمشاركة في لقاء حول المناطق الحدودية‬ ‫ترأس السيد محمد العربي‬ ‫المطنـــي‪ ،‬رئيـــس المجلـــس‬ ‫اإلقليمي لتطوان‪ ،‬الوفد المغربي‬ ‫الذي شارك في األيام الدراسية‬ ‫حول اإلدارة المحلية في المناطق‬ ‫الحدودية‪ ،‬المنظمة من طرف‬ ‫مؤسسة إيكوديــس (مؤسســـة‬ ‫دولية إسبانية تعنى بمشاريع‬ ‫التعاون الدولي) و بلدية مدينة‬ ‫مالقة و ذلك يومي ‪ 3‬و ‪ 4‬نوفمبر‪.‬‬ ‫حيث تميـــز هــذا اللقـــاء‬ ‫بالكلمة التي ألقاهـــا رئيــــس‬ ‫المجلس اإلقليمي و التي تطرق‬ ‫فيها إلى السياســة المغربيـــة‬ ‫الجديدة في مجال الهجرة‬ ‫واللجوء السياسي و التي تم سنها بعد الخطاب التاريخي لصاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس نصره اهلل و أيده‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬نوفمبر ‪، 2013‬حيث‬ ‫أعطى تعليماته المولوية للحكومة من أجل تمكين جميع المهاجرين‬ ‫الغير الشرعيين المتواجدين على تراب المملكة من بطائق اإلقامة و‬ ‫أيضا تيسير ولوجهم إلى الخدمات اإلجتماعية األساسية‪ .‬كما تطرق‬

‫إلى التعــاون المثالي الذي يجمــع‬ ‫البلدين‪،‬المملكة المغربية و إسبانيا‪،‬‬ ‫في عدة مجاالت‪ ،‬خصوصا في المجال‬ ‫األمني و محاربة الهجرة السرية‪.‬‬ ‫و على هامش هــذا اللقاء الهام‪،‬‬ ‫تباحث رئيس المجلس اإلقليمي مع‬ ‫نظرائه اإلسبان سبل تنمية التعاون‬ ‫في عدة قطاعات ‪ ،‬خصوصا القطاع‬ ‫الفالحي و القطاع السياحي القروي‪،‬‬ ‫كما كانت هناك فرصــة للرئيس‬ ‫للتباحث مع مسؤولين من جمهورية‬ ‫الدومينيكـــان حــول عدة مواضيــع‪،‬‬ ‫خصوصا قضية الوحدة الوطنية‬ ‫ومشروع الجهوية المتقدمة‪.‬‬ ‫رئيس المجلس اإلقليمي كان مرفوقا بالسيد إبراهيم بنصبيح‪،‬‬ ‫رئيس جماعة زاوية سيدي قاسم و عضو المجلس اإلقليمي‪ ،‬و السيد‬ ‫نورالدين مواتي‪ ،‬خبير دولي في مجــال العالقات الدوليــة و التنمية‬ ‫المحلية‪.‬‬

‫من عيار‬ ‫خاص‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫اختير لقاء «الشاعرة إيمان الخطابي في حوزة الكتابة»‬ ‫مساء يوم السبت رابع عشر نوفمبر ‪ 2015‬استهالال للدورة‬ ‫األولى للبرنامج الثقافي لفرع اتحاد كتاب المغرب بالقصر‬ ‫الكبير في فضاء مستحدث جميل معمارا ومرافق ‪ ..‬يستحق‬ ‫منجزوه كل التقدير والتنويه ؛ فضاء «دار الثقافة الجديدة»‬ ‫الذي سيحمل ـ كما أخبرت بذلك ـ اسم الشاعر المرحوم‬ ‫محمد الخمار الكنوني‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ بذكاء مستميل قدمت الشاعرة المجيدة أمل األخضر‬ ‫فقرات ذلك اللقاء ‪..‬أنصت الحاضرون لشذرات منتقاة من رسم‬ ‫توقيع أوتوبيوغرافي للشاعرة إيمان الخطابي‪.‬‬ ‫عناوين تلك الشذرا ت‪:‬‬ ‫محنة النشأة والتكوين‪..‬‬ ‫اندراج في منظومة استعاضية جابرة للخاطر واألضرار‪..‬‬ ‫مجاهدات لخلق زمن شعري مخصوص ‪..‬‬ ‫‪ 2‬ـ في تنويع ثان قدم المشاركون شهاداتهم في شاعرية‬ ‫إيمان ‪:‬‬ ‫قال عبد اإلله المويسي ‪ :‬اسمها راسخ في تجربة الكتابة‬ ‫الشعرية المعاصرة بالمغرب‪..‬‬ ‫وقال األمين األغزاوي ‪ :‬في شعرها حزن الحكمة ‪،‬وحكمة‬ ‫الحزن‪..‬‬ ‫وقال مصطفى الغرافي ‪ :‬صاحبة رؤية منفلتة من كل‬ ‫جاهزية أو ابتذال‪..‬ونصوصها تعانق الحداثة الشعرية‪..‬‬ ‫وقال عبد الرزاق اسطيطو‪ :‬تمتلك رؤية مركبة‪..‬‬ ‫وقال أنس الفياللي ‪ :‬تكتب بحرقة تعززها مقومات‬ ‫جمالية‪..‬‬ ‫وقال رشيد الجلولي ‪ :‬قوة شاعريتها متواشجة مع ورقتها‬ ‫األوتوبيوغرافية؛ حيث تبدو صورتها أكبر من حقيقتها‪..‬‬ ‫وقلت ‪:‬‬ ‫أ ـ منذ ما ينيف عن عشرين حوال وإيمان تكتب شعرا‪،‬‬ ‫لكنها لم تصدر سوى مجموعتين ‪« :‬حمالة الجسد» و «البحر‬ ‫في بداية الجزر»‪ ،‬مما يؤشر على ثبات وهدوء‪..‬واحتكام‬ ‫لمنطق التميز في الكيف ؛ وترجمان حالها يتناغم مع فكرة‬ ‫صاحب‬ ‫«عيار الشعر» في كون «الناس يأنسون من الكالم‬ ‫بالعدل والصواب‪ ..‬ويسكنون إلى ما يوافقهم ويحدث فيهم‬ ‫أريحية‪..‬وليس‬ ‫إلى ما يخالفهم ويقلقهم ‪ »..‬والشاعرة إيمان من عيار‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫ب ـ تستدعي إيمان لبها وحقيقتها في ومضاتها التي‬ ‫تنحتها بمهارة على تنويعات شكلية مستجيبة لذائقة‬ ‫متلقيها‪ ..‬مضاعفة إشفاء غليل سامعيها‪ ..‬وفي تجربتها‬ ‫تنبجس بالغتا اللمح و اإلنشاد‪..‬‬ ‫وأما مصروف األولى ففي متواتر القول «الشعر لمح تكفي‬ ‫إشارته‪»..‬؛ محيال على ثاو في مجاهل أقطار كينونة مكلومة‪.‬‬ ‫وأما مصروف الثانية ففي مهارة أدائها لحظة تلقي‬ ‫اإلنشاد باحتفاء‪..‬‬ ‫ج ـ النظر في شعر إيمان يشترط عدة قرائية بما هي‬ ‫رصد ومراقبة أحوال ومسالك قولها‪ ..‬فاندساس في جوهر‬ ‫غير مقول‪..‬‬ ‫‪3‬ـ وأنا أقرأ وأصغي إلى شعر إيمان أستحضر ما أضحت‬ ‫تعج به السوق الثقافية من كتابات حول األدب النسائي‬ ‫لبعض من يسميهم أحد الظرفاء بمموني ومتعهدي إشهار‬ ‫مواد منتهية الصالحية؛ بمكر‪ ..‬واحتيال‪ ..‬وقنص‪ ..‬واسترزاق‪..‬‬ ‫وكبت ‪ ..‬ورهان على اإليقاع في أشراك‪..‬وهذه آفة ابتلي بها‬ ‫الناس وهم في انتظار رفع البأس ‪ »..‬وأما الزبد فيذهب جف‬ ‫اء‪»..‬‬ ‫‪4‬ـ في ختم اللقاء مع الشاعرة إيمان قدمت لها أمل‬ ‫األخضر أسئلة في موضوعات ‪ :‬الشعر ‪..‬الزواج‪..‬األمومة‪..‬‬ ‫الحب‪..‬الحرية‪ ..‬راهن الشعر المغربي‪ ..‬الرواية‪ ..‬الدين‪..‬‬ ‫التصوف ‪ ،‬وهذين األخيرين قالت إيمان‪:‬‬ ‫أنا مؤمنة ومتدينة ‪ ،‬لكن بعض الكتابات في الدين‬ ‫تقلقني ‪..‬‬ ‫التصوف فضاء سمح‪ ..‬يفتح األبواب‪ ..‬وينير الضوء‬ ‫للسالكين‪..‬لطالما بكيت كثيرا وأنا أطالع مدونات صوفية ؛‬ ‫ألني شعرت أني أتطهر‪..‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* هامش مستظرف ‪:‬‬ ‫الصديق العزيز عبد اإاله المويسي ‪:‬‬ ‫أشكرك على دعوتي للمشاركة في أشغال حوزتكم الكتابية ‪..‬‬ ‫أهديتني صورتك ؛ صورة المحبة‪ ..‬وها حالي يردد ‪:‬‬ ‫هداني صورتو لبـــــارح‬ ‫وكتب فيها بخط واضــح‬


‫العدد ‪812‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪4‬‬

‫حزب االستقالل‬

‫حميد شباط يمنع الصحافيين من تغطية أشغال المجلس الوطني لحزب االستقالل‬ ‫ال مؤتمر وال لجنة تحضيرية قبل االنتخابات التشريعية‬ ‫األمين العام باق إلى مرحلة ما بعد االستحقاقات المقبلة‬

‫فوجئ رجال اإلعالم بقرار منعهم من تغطية‬ ‫أشغال‪ ‬دورة السبت الماضي للمجلس الوطني لحزب‬ ‫االستقالل‪ ،‬وسدت أبواب مركز «باب االحد»‪ ‬في‬ ‫وجوههم‪ ،‬بعد أن توصل العديد من المنابر اإلعالمية‬ ‫بدعوات رسمية لتغطية أشغال تلك الدورة‪... ! ‬‬ ‫وكان طبيعيا أن يترك هذا القرار شعورا بالغبن‬ ‫لدى رجال اإلعالم‪ ،‬والهيئات الحقوقية والمنظمات‬ ‫األهلية‪ ،‬وأن يضع أكثر من سؤال حول الدواعي‬ ‫الخفية لهذا القرار المزعج والمباغت والذي يتعارض‬ ‫مع البند ‪ 27‬من الدستور بخصوص الحق في الولوج‬ ‫إلى المعلومة‪! ‬‬ ‫منع الصحافييـن من تخطـــي «باب العزيزية»‬ ‫الشباطية‪ ،‬بغاية تغطية أشغال جمع عام علني‬ ‫يخص هيئة سياسية وطنية‪ ،‬شكل‪ ،‬فعال‪ ،‬صدمة‬ ‫قوية وغير منتظرة‪ ،‬لكل الذين كانوا يعتقدون أن‬ ‫هيئاتنا السياسية‪ ،‬وفي طليعتها حزب االستقالل‪ ،‬قد‬ ‫انخرطت‪ ،‬عمليا‪ ،‬في مسلسل «الشفافية والوضوح»‬ ‫الذي يطبع‪ ،‬أو كان من المفروض أن يطبع‪ ‬المرحلة‬ ‫الجديدة التي انتقل إليها المغرب‪ ،‬في مساره‬ ‫الديمقراطي‪ ،‬وأن حزب االستقالل قد تخلى‪ ،‬بصفة‬ ‫قطعية‪ ،‬عن شعار «المغرب لنا» ‪ ،‬وآمن بأن السياسة‬ ‫ال تصنع في الظالم‪...!!! ‬‬ ‫إال أن شباط وجماعته كان لديهم‪ ،‬كما يبدو‪،‬‬ ‫ما يخفونه عن اإلعالم وعن الرأي العام‪ ،‬والحال أنه‬ ‫لم يعد في‪ ‬مقدور أي سلطة في العالم‪ ،‬ديمقراطية‬ ‫كانت أم استبدادية‪ ،‬إخفاء شيء ما في عالم العولمة‬ ‫المعلوماتية التي عرت المتحكمين والمناوريــــن‬ ‫والمناوئين لحريــــة الشعــوب وحقهم في العلم‬ ‫واإلعالم‪.‬‬ ‫والذين «أبحــروا» صبـــاح السبــت‪ ‬األخيــــر‪،‬‬ ‫في «محيطـــات» األنترنيــت‪ ،‬تمكنوا‪ ،‬طيلة ذلك‬ ‫اليوم‪ ،‬من االطالع‪ ،‬وبمنتهى الدقة‪ ،‬على مجريات‬ ‫أشغال المجلس الوطنــي لحزب االستقـــالل‪ ،‬وعلى‬ ‫المواجهات التي حصلـت‪ ،‬بصفـــة خاصـــة بين‬ ‫ياسمينة بادو التي اصطفت إلى جانب كريم غالب‬ ‫وأحمد حجيرة‪ ،‬المطالبين بـ «التغيير» و عبد القادر‬ ‫الكيحل ‪ ‬المناصر لشباط بصحبة عبد اهلل البقالي‬ ‫ومحمد األنصاري وحمدي ولد الرشيد‪ ،‬على ما يبدو‪،‬‬ ‫خاصة بعد «الجلبة» التي أحدثها‪ ،‬بمجرد افتتاح‬ ‫األشغال‪ ،‬العديد من «المندسين» داخل القاعة‪ ،‬بعد‬ ‫أن تمت «تعبئتهم» بغرض دعم شباط‪ ‬في موقفه‬

‫المناهض للداعين إلى تنظيم المؤتمر الوطني‬ ‫السابع عشر ‪ ‬قبل االنتخابات التشريعية المقبلة‬ ‫وتكوين لجنة إلعداد‪ ‬المؤتمر وضبط جدول أعماله‬ ‫التي من بينها تشكيل قيادة جديدة‪.‬‬ ‫ولكن شباط «أحسن اللعبة» و «أتقن الغرزة»‪ ‬‬ ‫ولعب على وتر العواطف‪ ،‬ليلهي الغاضبين من‬ ‫تشبثه بكرسي الرئاسة‪ ،‬رغم الوعد الذي قطعه‬ ‫على نفسه باالستقالة في حال ما إذا لم يتصدر‬ ‫حزب االستقالل انتخابات ‪ 4‬شتنبر‪ ،‬ومن القرار الذي‬ ‫اتخذه‪ ،‬على هواه‪ ،‬بالمساندة النقدية (التي ال تعني‬ ‫شيئا) لحكومة عبد اإلله بنكيران‪ ،‬والتي اهتدى إليها‬ ‫بعد أن تيقن من أن حليفه «التحكمي»‪( ‬األصالة‬ ‫والمعاصرة) خذله في آخر ساعة وتخلى عن مساندته‬ ‫في طموحه إلى تولي جهة فاس مكناس‪.‬‬ ‫ما حصل هو أن شباط لم يف بوعده بـ «المغادرة‬ ‫الطوعية»‪ ،‬تاركا االنطباع لدى خصومه‪ ‬بأنه لن‬ ‫يغادر إال «مسرحا»‪ ‬أو «مكرها»‪...!!! ‬وما لم يحصل‪،‬‬ ‫هو أن شباط لم يظفر بجهة فاس مكناس‪ ،‬وهي من‬ ‫معاقل حزب االستقالل التقليدية‪ ،‬بعد أن «خانه»‬ ‫حليفه البام‪ ،‬وتآمر عليه األحرار والحركة‪.....! ‬‬ ‫نعود للمجلس الوطني‪.‬‬ ‫فبعد أن أغلقت البـــاب في وجـــه الصحافيين‪،‬‬ ‫وتأكد حراس أمن شباط من خلو المكان من‪ ‬أولئك‬ ‫المشاغبين‪ ،‬دلف الجميع إلى داخل المركز لالستماع‬ ‫إلى العرض السياسي لألمين العام‪ .‬وحتى ال أتأثر‬ ‫بتقارير تم ترويجها‪ ،‬مبكرا‪ ،‬في وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫قصدت الموقع الرسمي للحزب حيث اطلعت على‬ ‫ملخص لعــروض المتدخليـــن‪ ‬على أصلهـــا‪ ،‬لم‬ ‫يمسسها‪ ،‬قبل‪ ،‬وال بعد‪ ،‬إنس وال جان‪..! ‬‬ ‫ال جديد في تقرير «األخ األمين العام» ال‬ ‫بالنسبة للحاضر وال للمستقبل‪ .‬عموميات تعودنا‬ ‫عليها في خطب السياسيين والوزراء والزعماء‪،‬‬ ‫وهلم جرا‪...!!! ‬‬ ‫حديث «المؤامرة» بل المؤامرات‪« ‬الخارجية»‪ ،‬‬ ‫كان حاضرا في خطاب األمين العام‪ ،‬تلك التي تحاك‪ ‬‬ ‫من طرف «آلية التحكم»‪( ‬التي كان متحالفا معها‬ ‫إلى حين «واقعة»‪ ‬جهة فاس مكناس الشهيرة)‪.‬‬ ‫ولكنه أكد أن الحزب «المتصالح مع نفسه» لقادر‬ ‫على الدفـــاع عن «وحدتــــه» و «استقالليــــة قراره‬ ‫السياسي»‪...! ‬‬ ‫يقول تقرير موقع الحزب‪ ،‬إن األميـــن العام‬

‫استعرض أهم األحــداث التي عاشهــا المشهـــد‬ ‫السياسي‪ ‬بالمغرب‪ ‬والحصيلة المرحلية التي حصل‬ ‫عليها الحزب خالل االنتخابات الماضية‪ .‬و «القرارات‬ ‫الحكيمة» التي اتخذهــا والتي تراعـــي مصلحة‬ ‫الوطن‪ ‬وطلب باستنبـــاط العبـــر‪ ‬واستخــالص‬ ‫الدروس من الماضي وتحديد األهــداف واآلفـــاق‬ ‫المستقبلية‪ ،‬وتصحيح األوضاع‪ ،‬ورسم المسار السليم‬ ‫للحزب ‪ ‬وممارسة النقد الذاتي ‪« ،‬ممارسة حقيقية‬ ‫وجريئة»‪....‬‬ ‫كالم جميل‪! ‬‬ ‫وفي محاولة «ذكية» الستدرار عطف القيادات‬ ‫التاريخية ‪ ،‬أكد شباط أنه ال يمكن الفصل‪ ،‬في حزب‬ ‫االستقالل‪ ،‬بين‪ ‬أجيال الحاضر وجيل التضحيات‪،‬‬ ‫معتبرا أن «تحرير اإلنسان واألرض هو سر وجود حزب‬ ‫االستقالل‪ ،‬وأثنى على الرواد التاريخيين‪ ،‬بأسمائهم‪،‬‬ ‫عالل الفاسي ورفاقه‪ ،‬وعلى الجيل المعاصر‪ ‬من‬ ‫المجاهدين أمثال محمد بوستة‪ ،‬ومحمد الدويري‪،‬‬ ‫وعبد الكريم غالب‪ ... ،‬ولم يذكر‪ ‬عباس الفاسي‪ ،‬وال‬ ‫عبد الواحد الفاسي باإلسم‪....‬‬ ‫ولكنه دعا أعضاء المجلس الوطني للتكتل‬ ‫والوحدة داخـل صفـــوف الحــــزب‪ ،‬مُشيرًا إلى أن‬ ‫الحزب تنتظره جهود كبيرة خالل المرحلة المقبلة‬ ‫التي وصفها بالمصيريـــة‪ ،‬خصوصًا االنتخابات‬ ‫البرلمانية المقبلة‪.‬‬ ‫كما أنه ترك االنطباع لدى «معارضيه» ‪ ،‬خاصة‬ ‫من تيار «بال هوادة»‪ ،‬أنه يجنح للسلم و «للصلح»‪،‬‬ ‫حين تحدث عن مراجعات ينبغي أن تمهد لخطاب‬ ‫سياسي جديد‪ ،‬ولنقد ذاتي للمرحلة التي ترأس فيها‬ ‫شباط األمانة العامة للحزب‪ ،‬والتي اتسمت بصراع‬ ‫شباط مع حزب «العدالة والتنمية» بعد الخروج من‬ ‫حكومة بنكيران األولى‪.‬‬ ‫كما أكد حميد شباط‪ّ ،‬‬ ‫أن حزب االستقالل ما‬ ‫يزال في المعارضة‪ّ ،‬‬ ‫وأن الحزب يمتلك قوة سياسية‬ ‫واقتراحية‪ ،‬وأن سيادة قراراته بيده‪.... ! ‬‬ ‫سلسلة عموميات‪ ،‬كما تالحظون‪ ،‬تصب كلها في‬ ‫خانة المراوغة من أجل استمرار «التجربة الشباطية»‬ ‫التي يرى العديد من المناضلين الغاضبين أنه‬ ‫يجب وضع حد لها بانتخاب قيادة جديدة‪ ‬بتوجه‬ ‫جديد على مستوى الخطاب السياسي‪ ،‬إذ يعتبرون‬

‫القيادة الحالية‪ ،‬إن استمرت‪ ،‬لن تزيد أزمة الحزب‬ ‫إال استفحاال‪ ‬وتفاقما‪« ،‬وقد تهدد الحزب برمته»‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬راجت أخبار مفادها أن حميد‬ ‫شباط هدد‪ ،‬خالل اجتماع اللجنة التنفيدية األخير‬ ‫كل الذين يستعجلون مغادرته للحزب ‪،‬خاصة كريم‬ ‫غالب وياسمينة بادو‪ ،‬بسبب تحركاتهما التي أزعجت‬ ‫«الزعيم» ودعوتهما إلى مؤتمر استثنائي قبل‬ ‫انتخابات ‪ ،2016‬من أجل تشكيل قيادة جديدة‪.‬‬ ‫ولدعم مكانتنه الحزبية‪ ،‬كزعيم موحد‪ ،‬أوحى‬ ‫للمجلس الوطني بإصدار «عفو شامل» على كل‬ ‫الذين شملتهم قرارات تنظيمية بالتوقيف أو الطرد‪،‬‬ ‫وعددهم ‪ ،31‬من بينهم أعضاء تيار «بال هوادة»‬ ‫الذي يتزعمه الدكتــور عبد الواحد الفاسي‪ ،‬نجل‬ ‫مؤسس الحـزب‪ ،‬والوزير المشاغــب‪ ،‬محمد الوفـا‪،‬‬ ‫الذي أعلن «العصيان» على الزعيم شباط‪ ،‬حين‬ ‫فضل منصب الوزير على بطاقة «مناضل» في الحزب‬ ‫العتيد‪.‬‬ ‫وقد راج في كواليس المجلس الوطني أن حرص‬ ‫حميد شباط على إرجاء انعقاد المؤتمر الوطني‬ ‫السابع عشر إلى ما بعد انتخابات ‪ ،2016‬راجع إلى‪ ‬‬ ‫أمرين‪ .‬أولهما‪ ،‬تمديد بقائه على رأس الحزب‬ ‫وثانيهما إمكانية رئاسته للحكومة ‪ ،‬في حال ما‬ ‫إذا تصدر حزب االستقالل االنتخابات التشريعية‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫على أي‪ ،‬فقــد نجـح حميد شباط في إلهــــاء‬ ‫المجلس الوطني عن أمر استقالته وفاء بوعده‪ ،‬وعن‬ ‫عقد المؤتمر الوطني قبل االنتخابات المقبلة وأخيرا‬ ‫عن مشروع تكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني‬ ‫تحدد موعده وتضبط جدول أعماله‪ ،‬لتكون المادة‬ ‫الوحيدة للنقاش‪ ،‬خالل أشغال المجلس الوطني‪ ،‬هو‬ ‫العرض السياسي لألخ الزعيم‪...! ‬‬ ‫تبقى اإلشارة في الختام إلى ما دونه عادل‬ ‫بنحمزة ‪ ،‬الناطق الرسمي باسم الحزب‪ ،‬في لوحته‬ ‫الفيس بوكية‪ ،‬على خلفية منع الصحافيين من‬ ‫حضور أشغال دورة السبت الماضي للمجلس الوطني‬ ‫لحزب االستقالل‪ ،‬الذي قال عنه إنه أعلى سلطة‬ ‫حزبية بعد المؤتمر‪ ،‬واالقتصار على اإلعالم الرسمي‪،‬‬ ‫«المنضبط»‪ ،‬حيث ذكر بأن قرار الحزب قرار سيادي‬ ‫وهو ال يمس اإلعالم الوطني «الذي نكن له كل‬ ‫التقدير واالحترام»‪....‬‬ ‫فأيّ إعالم يمس إذن ؟‪.....! ‬‬

‫عزيز كنوني‬


‫العدد ‪812‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫تعنيف األساتذة و التربويين‪ ....‬عندما يسود‬ ‫الصمت و تلتهب الفاجعة‬ ‫يقول الشاعـر أحمد شوقـي‬ ‫«قـم للمعلـم وفِّه التبجيــال‬ ‫كاد المعلم أن يكون رسوال»‪..‬‬ ‫‪ ‬مقولة لطالما رددت كتعبير عن دور األستاذ في‬ ‫المجتمع‪ ،‬لكنها اليوم غابت عن أذهان الكثير من التالميذ‬ ‫الذين يتصيد بعضهم الفرص لإليقاع بالمدرس رجال‬ ‫كان أم امرأة‪ ،‬ضرب‪ ،‬شتم‪ ،‬قذف‪ ،‬تحرش‪ ،‬تشهير‪ ...‬كلها‬ ‫سلوكات يعاني منها اليوم مجموعة من األساتذة‪ ،‬خاصة‬ ‫أساتذة اإلع��دادي والثانوي‪ ،‬سلوكات جعلت بعضهم‬ ‫يصاب بمرض نفسي‪ ،‬يزورون بسببه الطبيب بحثا عن‬ ‫الراحة بعد أن أرهقتهم كثرة الضغوط الممارسة عليهم‪،‬‬ ‫التي تجعل منهم ضحية يرعبهم تلميذ «منحرف» داخل‬ ‫القسم‪.‬‬ ‫‪ ‬شبه مجموعة من األساتذة التقتهـــم «جريدة‬ ‫طنجة» الوضع داخ��ل بعض المؤسسات العمومية‬ ‫ب«اإلصالحية»‪ ،‬بسبب السلوكات «المنحرفة» التي يقوم‬ ‫بها بعض التالميذ‪ .‬تحدث لنا أستاذ بثانوية شهيرة‬ ‫بطنجة ‪ ،‬تحدث بشكل عام عن االعتداءات التي تطالهم‬ ‫كأساتذة‪ ،‬والتي يغلب فيها االعتداء اللفظي‪ ،‬معتبرا أن‬ ‫الوضع التعليمي أصبح يقلقهم‪ ،‬خصوصا أن البعض‬ ‫منهم يعتبر نفسه أستاذا في «إصالحية» وليس في‬ ‫مؤسسة تعليمية‪ ،‬فمنهم من سرق منه هاتفه المحمول‬ ‫في القسم‪ ،‬ومنهم من سرقت نقوده‪.‬‬ ‫وعـزا برحـال ذلك إلى مشاكـل عدة من ضمنهــا‬ ‫االكتظاظ في القسم‪ ،‬وكون األستاذ غير محمي قانونيا‪،‬‬ ‫فالقانون المغربي دائما يكون في صف التلميذ القاصر‪،‬‬ ‫الذي في حالة ارتكابه للجرم تكون األحكام مخففة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي جعلهم باعتبارهم أساتذة يتخوفون من التلميذ‬ ‫الذي يشوب سلوكه «انحراف»‪ .‬لم يعد األستاذ يحظى‬ ‫باالحترام كما في السابق‪ ،‬بل أضحى مثارا لالستهزاء‬ ‫من طرف بعض التالميذ‪ ،‬فأبسط انتقام من األستاذ‬ ‫هو القيام بتصويره في أي وضع كان وتلفيق تهمة له‬ ‫ونشرها في اليوتوب أو الفايس بوك‪ ،‬كما حدث مع أحد‬ ‫األساتذة‪ ‬بالبيضاء‪ ،‬الذي كان يحتسي الشاي في قسمه‬ ‫فوجد صوره في الفايس بوك على أنه يحتسي الخمر‪.‬‬ ‫وتحدث لنا مدير مؤسسة تعليمية‪ ‬عن حالة اثنين من‬ ‫اإلخوة يشكالن «حاالت شاذة» داخل المؤسسة‪ ،‬يقول إنه‬ ‫نهج معهما مختلف الطرق التربوية واإلدارية لضبطهما‬ ‫لكنهما مازاال يتماديان في سلوكاتهما تجاه األساتذة‬ ‫أحدهما يهدد أستاذته قائال «تخرجي غنذبحك» ‪.‬‬ ‫من جهته صنف أستاذ مادة العلــوم الطبيعيــة‬ ‫بالثانوية اإلعدادية ‪ ،‬التالميذ إلى ثالث فئات‪ ،‬فئة شغوفة‬ ‫محبة لها هدف‪ ،‬مدعومة من طرف أسرتها‪ ،‬وفئة أخرى‬ ‫غير محبة‪ ،‬تتموقع في الوسط تدرس بال هدف وال تجد‬ ‫من يقدم لها يد المساعدة‪ ،‬وفئة ثالثة خطيرة تدعى‬ ‫الفئة النفور‪ ،‬التي تستدعي حصرها‪ ،‬بحيث يضيف‬ ‫أن التلميذ عندما ينفر الدراسة ويكرهها يبحث عن‬ ‫البدائل التي تكون هي المخدرات أو ممارسة أشكال‬ ‫من العنف تجاه زمالئه وتجاه األستاذ‪ ،‬لهذا أكد على‬ ‫ضرورة حصرها من طرف الوزارة وإبداع وسائل جديدة‬ ‫في التعامل معها‪.‬‬ ‫وفي ظل غياب مساعدين اجتماعيين أو نفسيين‬ ‫داخل االعداديات والثانويات‪ ،‬فإن األستاذ يلعب جميع‬ ‫األدوار‪ ،‬فهو الموجه والمربي والمعلم مما جعل العديد‬ ‫من األساتذة يواجهون ضغوطا «ال تطاق»‪.‬‬

‫من المسؤول؟‬

‫أجمع معظم األساتذة الذين استقت «جريدة طنجة»‬ ‫رأيهم على أن للعنف الذي يمارسه التلميذ تجاه األستاذ‬ ‫دواعي وأسبابا كالتفكك األسري وارتفاع حاالت الطالق‬ ‫وانسحاب األسرة من مسؤولياتها التربوية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى االكتظاظ داخل األقسام‪ ،‬وافتقار المدرسة للمرافق‬ ‫الثقافية والرياضية‪...‬‬ ‫كلها عوامل تعمق حدة العنف على حد تعبيرهم‬ ‫وتكون لها آثار على نفسية التلميذ وتصرفاته‪ ,‬التي قد‬ ‫تتسم بالعدوانية فيلجأ إلى شتى الطرق لتفريغها‪.‬‬ ‫يقول مجموعة من ‪« ،‬إن بعض التالميذ المراهقين‬

‫‪5‬‬

‫إعداد ‪ :‬لمياء السالوي‬ ‫‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫وهذا ما يزيد من حدة العنف داخل المؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫معاناة مع ّلمة‬

‫عبد اإلله بنكيران في زيارة ألحد األساتذة ضحايا التعنيف بمدينة سال‬

‫يدـــخنـــون في المراحيــض ويتــعاطـــون المخــدرات‬ ‫ك «المعجون» و«القرقوبي» حتى أنك عند الحديث معهم‬ ‫تجد عيونهم حمراء اللون‪ ،‬الشر يتطاير منها»‪.‬‬ ‫من الحاالت التي حكاها بعض التالميذ والتي وقعت‬ ‫بإحدى المدارس العمومية أن أحد األساتذة «الملحدين»‬ ‫حسب تعبير أحدهم ‪ ،‬قال لهم في السنة الماضية عبارات‬ ‫من قبيل (ال وجود هلل ‪ -‬ضغط على زر المصباح وقال لهم‬ ‫‪ :‬نادوا على اهلل ليطفئه ‪ )...‬وهي عبارات استفزت التالميذ‬ ‫فصرخوا في وجهه وضربوه بالدفاتر وغير ذلك‪ ،‬وكذا‬ ‫حالة أستاذة سبت أحد التالميذ بقولها (الحمار) مما جعل‬ ‫التلميذ يثور في وجهها وكاد يضربها‪.‬‬ ‫هناك أيضا من ربط ذلك بغياب األمن‪ ،‬خاصة أن‬ ‫من المعتدين من يتورط في جرائم لها عالقة بتعاطي‬ ‫المخدرات والسرقة ومعظمهم قاصرون‪.‬‬ ‫ومن األسباب التي تساعد على ارتفاع نسب االعتداء‬ ‫على األساتذة يقول أستاذ السلك الثانوي‪ ،‬ع‪.‬ج ‪ ،‬اكتفاء‬ ‫المدرسين بعــرض التالميذ على المجالس التأديبيــة‬ ‫الداخلية للمؤسسة دون ولوج ردهات المحاكم‪ ،‬وكذا‬ ‫تنازلهم في كثير من القضايا عن حقهم في المتابعة‬ ‫القضائية‪ ،‬بعد وساطات أسرية أو تعليمية استحضارا‬ ‫منهم لدورهم التربوي‪ ،‬ومراعاة للمرحلة العمرية التي‬ ‫يمر منها التالميذ‪ .‬زيادة على عدم رغبة بعضهم في ولوج‬ ‫المحاكم خوفا من اإلدانة‪ ،‬مثل ما حدث ألحد األساتذة‪،‬‬ ‫عندما منع أحد المتمدرسين من الغش في امتحان‬ ‫الباكلوريا‪ ،‬فما كان من التلميذ إال أن قام باالعتداء على‬ ‫األستاذ‪ ،‬واستصدر من أحد األطباء شهادة طبية‪ ،‬ولما‬ ‫رفع األستاذ دعوى قضائية ضد التلميذ‪ ،‬أدينا معا بتبادل‬ ‫الضرب والجرح‪ ،‬مما جعل العديد من األساتذة ينأون‬ ‫بأنفسهم عن متابعة التالميذ قضائيا‪.‬‬ ‫وحسب ع‪.‬ج‪ ‬فإنه يمكن إرج��اع ظاهــرة العنــف‬ ‫المدرسي إل��ى سياقها المجتمعي العام‪ ،‬حيث نجد‬ ‫انخفاض منسوب القيم عند األطفال والمراهقين‪ ،‬من‬ ‫خالل حديثهم الفظ والعنيف مع ذويهم‪ ،‬خصوصا منهم‬ ‫الوالدين‪ ،‬بل نجد االعتداء الجسدي على األقارب بما في‬ ‫ذلك اآلباء‪ ،‬ومن‬ ‫اعتدى على والديه وذوي��ه ال يجد أدنى حرج في‬ ‫االعتداء على األساتذة والمدرسين‪.‬‬ ‫وأض��اف أن انتشار ظاهرة العنف ضد األساتذة‬ ‫جعل البعض منهم يرفع شعار «النقطة مقابل السالمة‬ ‫البدنية»‪ ،‬حيث أصبح بعض التالميذ يستفيدون من ريع‬ ‫خاص‪ ،‬وهو النقطة التي لن يحظى بها ذلك التلميذ غير‬

‫المشاغب‪ ،‬بل إن أحد األساتذة صرح أنه يخبر التالميذ‬ ‫منذ بداية الموسم الدراسي أن آخر نقطة هي ‪ ،10‬وما‬ ‫على التالميذ إال االلتزام بالهدوء ليحصلوا على هذا‬ ‫االمتياز‪ ،‬وهذا يزيد الطين بلة‪ ،‬فبدل أن يقوم األستاذ‬ ‫بدوره في التربية وترسيخ القيم لدى الناشئة‪ ،‬فإنه يرسخ‬ ‫لديهم قيما سلبية مثل الرشوة ‪.‬‬ ‫واقترح ع‪.‬ج لمعالجة الظاهرة تيسير عملية دمج‬ ‫التلميذ في العملية التعليمية من خالل محاربة االكتظاظ‪،‬‬ ‫والتركيز على القيم‪ ،‬تدريسا وتطبيقا‪ ،‬والقرب أكثر من‬ ‫التالميذ‪ ،‬بخلق مراكز وخاليا استماع داخل المؤسسات‪،‬‬ ‫فضال عن تنقية محيط المؤسسات التعليمية من براثن‬ ‫الفساد التي تنتعش فيها (بيع المخدرات) وإحداث شراكة‬ ‫حقيقية بين وزارات التربية الوطنية ووزارة الشباب‬ ‫والرياضة ووزارة الثقافة‪ ،‬وتنزيل هذه الشراكة على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬لتحويل طاقات التالميذ إلى إبداع فعال‪ ،‬في‬ ‫المجال الرياضي أو الموسيقي ‪...‬‬

‫نبذ العنف‬

‫عبرت مجموعة من الفعاليات النقابية عن نبذها‬ ‫للعنف بصفة عامة‪ ،‬واصفة العنف الموجه ضد األساتذة‬ ‫بالظاهرة الخطيرة التي تقتضي إعادة النظر في المنظومة‬ ‫التعليمية‪ ،‬فسلسلة االعتداءات التي تعرض لها عدد من‬ ‫األساتذة على الصعيد الوطني جعلت النقابات التعليمية‬ ‫تدق ناقوس الخطر وتتداول في اجتماعاتها الموضوع‬ ‫مطالبة وزارة التربية الوطنية بمناظرة وطنية حوله‪.‬‬ ‫‪ ‬عبد الحق صيفار‪،‬عضو بالجامعة الوطنية للتعليم‪،‬‬ ‫التابعة لالتحاد المغربي للشغل‪ ،‬اعتبر في اتصال هاتفي‬ ‫أن هناك خلال في المنظومة التعليمية بحيث جل المدارس‬ ‫العمومية تفتقد لألنشطة الرياضية والثقافية والفنية التي‬ ‫تساعد التلميذ على تجاوز مشاكله االجتماعية‪ ،‬زيادة على‬ ‫مطالبته بتفعيل الدور االجتماعي للملحقين التربويين‪.‬‬ ‫من جهته أوض��ح الكاتب العام للنقابة الوطنية‬ ‫للتعليم‪ ،‬التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل‪ ،‬عبد‬ ‫العزيز إيوي‪ ،‬أن مستوى العنف الممارس ضد األساتذة في‬ ‫ارتفاع مستمر وأن وزارة التربية الوطنية في عهد الحبيب‬ ‫المالكي أعدت دراسة في الموضوع‪ ،‬لكن لم يتم اإلعالن‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫وطالب الكاتب العام الفاعلين الحكوميين بالتدخل‬ ‫للحد من ه��ذه الظاهرة معتبرا أن المقاربة األمنية‬ ‫للموضوع ال تنفع ألن لألمر عالقة بما هو سيكولوجي‪،‬‬ ‫متأسفا كون معظم األساتذة يتلقون تكوينا بيداغوجيا‬ ‫فقط في حين يتم تغييب الجانب النفسي واالجتماعي‬

‫أهكذا يكرم أستاذ أفنى عمره في التعليم‬

‫بعد حـادث أستــاذ سال الشهير‪ ،‬ناقشــت إحــدى‬ ‫األستاذات بالقنيطرة مع تالميذ الباكلوريا درسا خاصا‬ ‫بالظواهر االجتماعية‪ ،‬وطلبت منهم تحديد ظاهرة معينة‬ ‫كنموذج قصد دراستها‪ ،‬فاقترحوا مشكل االعتداء على‬ ‫األساتذة‪ ،‬وانجر النقاش إلى قضية حمل التالميذ للسالح‬ ‫األبيض‪ ،‬وانقسم التالميذ إلى فريقين‪ ،‬فريق يستنكر‬ ‫المسألة ويرفضها‪ ،‬وفريق يدافع عنها بدعوى أن التلميذ‬ ‫يمر من أماكن معينة قد يتعرض فيها العتداء‪ ،‬لذا يجب‬ ‫أن يكون مستعدا للدفاع عن نفسه‪ ،‬فطرحت عليهم‬ ‫األستاذة السؤال اآلتي ‪ :‬من منكم يحمل سالحا أبيض‬ ‫اآلن ؟ ففوجئت بالنتيجة‪ ،‬حيث أظهر لها جميع التالميذ‬ ‫الذكور – إال اثنين – سالحهم األبيض داخل الفصل‬ ‫الدراسي‪.‬‬ ‫منـذ ذل��ك الوقت واألس��ت��اذة تنتابها هواجس‬ ‫وتخوفات‪ ،‬فكما يتعرض الرجل األستاذ للتعنيف ال تسلم‬ ‫المرأة منه أيضا‪ ،‬غير أن العنف الذي يطالها في القرى‬ ‫هو أكثر وأكبر تقول إحداهن‪ ،‬عينت حديثا في جماعة‬ ‫نائية‪ ،‬بعد أن درست سنوات في مدينة الرباط «تخيفني‬ ‫الحـوادث التي أسمعهـا والتي تعرضـت لها أستاذات‬ ‫في مناطق قروية كاالغتصاب»‪ ،‬مضيفة «عندما تأتي‬ ‫المرأة إلى هذه المناطق بلباس معين يختلف عن ثقافة‬ ‫المنطقة وعاداتها وطقوسها فهي تجر عليها كوارث قد‬ ‫ال تسلم منها»‪.‬‬ ‫في مدينة شفشاون تعرضت إحدى األستاذات بفرعية‬ ‫أزطوط التابعة لمجموعة مدارس الحاج العسالني‪ ،‬جماعة‬ ‫باب تازة‪ ،‬لالغتصاب حيث رماها المعتدون من سيارتهم‬ ‫أمام باب المؤسسة‪ ،‬والذوا بالفرار‪ ،‬مخلفين وراءهم‬ ‫ضحية أنهكها العنف الجسدي (اغتصاب وضرب) لتصاب‬ ‫جراءه برضوض وجروح خطيرة‪.‬‬

‫حاالت متفرقة‬

‫االعتداءات التي تطال األساتذة تنقسم إلى أنواع‪،‬‬ ‫فالغالب فيها السب والشتـــم ثم الضرب فاالعتــــداء‬ ‫الجسدي‪،‬‬ ‫هذا األخير كان من أبرز حاالته التي خلقت ضجة‬ ‫داخل الوسط التعليمي حادثة االعتداء الذي طال أستاذ‬ ‫مادة الفرنسية بمدينة سال‪ ،‬الذي تلقى طعنة بواسطة‬ ‫سالح أبيض‪ ،‬وجهها له تلميذ يدرسه في القفا نجا منها‬ ‫بأعجوبة قبل أن يلوذ بالفرار ‪.‬‬ ‫حالة أخرى شبيهة لها وقعت في إحدى المناطق‬ ‫النائية ولم تلق تغطية إعالمية‪ ،‬تتعلق بأستاذ مادة‬ ‫االجتماعيات في ثانوية موسى بن نصير في جماعة بومية‬ ‫بميدلت‪ ،‬الذي أصيب في ركبته بطعنة سكين «غادرة»‬ ‫من تلميذ كان يتابع دراسته بنفس القسم‪ ,‬بعد أن أدار‬ ‫األستاذ وجهه للسبورة‪ ،‬قام التلميذ بعمله اإلجرامي‪.‬‬ ‫أيضا حالة وقعت في ضواحي مدينة سيدي سليمان منذ‬ ‫ست سنوات عندما كانت المعتدية تلميذة في اإلعدادي‬ ‫ضربت أستاذها في مادة اإلنجليزية بسكين‪ ،‬نقل على إثر‬ ‫ذلك إلى مستشفى اإلدريسي بالقنيطرة‪.‬‬ ‫إن أبناءنا لم يولدوا وفي جيوبهم سكاكين‪ ،‬لم‬ ‫يولدوا وفي قلوبهم كل هذا الحقد على البشر ‪ ،‬لم‬ ‫يولدوا مل ّقنين كل أنواع الشتائم واأللفاظ الجارحة‪.... ‬‬ ‫أبناؤنا هم نتيجة تربيتنا العقيمة وتسييرنا‬ ‫الخاطئ لهم‪ ...‬أنا أحمل بالدرجة األولى المسؤولية‬ ‫لألسرة ‪ ،‬نعم لألسرة وال أحد غيرها‪ ...‬ثم تأتي بعدها‬ ‫باقي الجهات عندما يتمرّد أبناؤنا وال نجد من يعيننا‬ ‫عليهم‪ ....‬لكن هذه من المفترض أن تكون حاالت‬ ‫استثنائية‪ ،‬وليس األغلبية‪....‬‬ ‫عودوا إلى بيوتكم وربّوا أبناءكم على االحترام‬ ‫وعلى القيم والمبادئ‪.‬‬ ‫امنحوهــــم الثـــقــة والحــب وسيعيـــشــــون‬ ‫سويّيـــن مستقيمين‪.‬‬ ‫ربوا أوالدكم على احترام الكبير بغــض النظر‬ ‫عن م ّلته وعِرْقـه ومهنته وشخصه‪،‬ربّوهم أو اعتزلوا‬ ‫مقام األسرة‪.‬‬


‫العدد ‪812‬‬

‫دفاتري‬

‫من‬

‫عزيـز‬

‫نشل بالفنيدق وقتل بالشاون‬ ‫ظاهرة السرقة بالنشل بالدراجات النارية‪ ،‬تفشت‬ ‫هذه األيام‪ ،‬بالفنيدق‪ ،‬لم تسلم منها حتى األحياء‬ ‫«المودرن»‪ ،‬مثل حي األميرة‪ .‬شابان يركبان دراجة العام‬ ‫زين‪.‬‬ ‫ذكرنا محمد بوسعيد بمقولة «العام زين» وهو‬ ‫يدافع عن ميزانية العام المقبل باعتبار أنها تترجم‬ ‫االصالحات البنيوية التي تبنتها الحكومة على المستويين‬ ‫الوطني والدولي‪.‬‬ ‫وانبرى للرد على الذين يلومونه بترديد مقولة‬ ‫«العام زين» مدعيا أن المغرب انتقل من مرحلة كاد‬ ‫خاللها أن يفقد قراره السياسي والمالي إلى مرحلة‬ ‫«التوازنات» االقتصادية الكبرى والصغرى وأن كبريات‬ ‫المؤسسات المالية العالمية تردد ‪ ،‬في جوقة موحدة»‬ ‫مع الحكومة المغربية‪ ،‬وعلى إيقاع رقصة «وحدة ونص»‬ ‫المصرية‪ :‬العام زين‪..‬العام زين‪ ..‬بالمغرب‪! ‬‬ ‫ومالو‪ ،‬قولوها‪ ،‬ما نيضاش‪ ،‬ما نيضاش‪ ،‬ولوإرضاء‬ ‫لخاطر وزيرنا بوسعيد وحكومته السعيدة !‬

‫******‬ ‫تقارير جطو ليست قرآنا‬

‫الذي أفتى بذلك هو الوزير الشيوعي سابقا‪ ،‬الحاج‬ ‫بنعبداهلل وهو يؤاخذ المجلس األعلى للحسابات على أن‬ ‫تقاريره ترتكز في بعض األحيان على أحكام وال تأخذ‬ ‫بعين االعتبار ‪ ،‬أشياء إسمها الوجاهة السياسية لالختيارات‬ ‫والمرتكزات األساس‪ .‬الحديث كان خالل اجتماع لجنة‬ ‫المالية والموضوع ‪ :‬مؤسسة العمران التي تعرضت لنيران‬ ‫بعض النواب من المعارضة واألغلبية حتى قالت في حقها‬ ‫النائبة حسناء أبو زيد‪ :‬إنها مدرسة في سوء التدبير‪! ‬‬

‫******‬ ‫الهرهورة‬

‫تصوروا أن يلجأ مجموعة من مديري شركة العمران‬ ‫بالرباط إلى تاسيس ودادية سكنية وحصولهم على أرض‬ ‫العمران بمنطقة الهرهورة قرب الرباط بمبلغ حددوه‬ ‫بأنفسهم ال يتعدى ‪ 193‬درهما للمتر المربع‪ .‬وحتى لو‬ ‫أضفنا صفرين‪ ،‬يمينا‪ ،‬على هذا المبلغ لما اقترب من ثمن‬ ‫السوق بتلك المنطقة ‪ .‬وزير السكنى قال إن «المشكل‬ ‫مطروح» ومجلس جطو يباشر تحقيقاته ‪ ،‬وقد تستغرق‬ ‫وقتا قصيرا أو طويال‪ ،‬ولكن المديرين سوف يلقون الجزاء‬ ‫الذي يستحقونه ليس بسبب تحايلهم للحصول على أرض‬ ‫عمومية‪ ،‬من «منتجات» العمران‪ ،‬بل‪ ،‬فقط‪ ،‬لكونهم هم‬ ‫من حددوا بأنفسهم ثمن المتر المربع‪ .‬األمر الذي اعتبره‬ ‫الوزير بنعبداهلل «هفوة أساسية»‪ .‬والهفوات سواء كانت‬ ‫أساسية أو تافهة‪ ،‬ال حكم لها في شرع هذا الزمان‪ ،‬واهلل‬ ‫أعلم‪...! ‬‬

‫******‬ ‫العنصر يفتي «أن ال اجتهاد‬ ‫في اإلرث»‬

‫بينما كان أعضاء المجلس الوطني للحركة الشعبية‬ ‫ينتظرون بيانات حول «الخطة التصحيحية» التي كانت‬ ‫تهدف إلى قلب األوضاع «المزمنة» بهذا الحزب‪ ،‬طلع‬ ‫األمين العام امحاند العنصر على أعضاء المجلس الوطني‬ ‫المنعقد مؤخرا بمدينة سال‪ ،‬بفتوى تؤيد رأي الفقهاء‬ ‫والخبراء في ما يخص موضوع اإلرث الذي قال بشأنه إنه‬ ‫«ال اجتهاد معه»‪ ،‬ألن المسألة محددة شرعا بنص قرآني‪! ‬‬ ‫والدستور يقر بأن المملكة المغربية دولة إسالمية ‪،‬‬ ‫وبذلك فإن مسألة اإلرث محددة شرعا وأنه ال اجتهاد مع‬ ‫وجود النص‪.‬‬ ‫اهلل اهلل‪ ،‬سعدات «العفاريت» اللي قرات!!!‪.....‬‬

‫******‬ ‫أميـون‬

‫وزير جديد تسلل إلى الحكومة من النافذة‪ ،‬وما‬ ‫أن استقر به المقام على الكرسي المريح‪ ،‬حتى بادر إلى‬ ‫تعميم مذكرة داخلية يقترح من خاللها تنظيم دروس‬ ‫لمحو األمية لفائدة موظفي مختلف مصالح وزارته‪..! ‬‬ ‫مصادر من داخل الوزارة‪ ،‬ونعني الشباب والرياضة‪،‬‬ ‫قالت إن الوزير وصف موظفي وزارته بـ «األميين»‬ ‫ويحتاجون إلى إعادة تكوين‪ .‬وكما كان متوقعا‪ ،‬فقد أثار‬ ‫نعث الوزير السكوري موظفي وزارة الشباب والرياضة‬ ‫باألميين موجة من االحتقان داخل مختلف مصالح هذه‬ ‫الوزارة التي توالها قبله رئيسه امحاند العنصر وقبله زميله‬ ‫في الحزب‪ ،‬الزين صاحب «الكراطة» الشهيرة‪ ،‬دون أن‬ ‫يالحظا «أمية» الموظفين التي اكتشفها السكوي قبل أن‬ ‫«يسخن مقعده»‪.....‬‬ ‫طبيعة الدروس التي تضمنتها مذكرة الموارد‬ ‫البشرية تشمل دروس محو األمية‪ ،‬واألمية الوظيفية‬ ‫واألمية الرقمية لـ «فائدة» موظفي المصالح المركزية‬ ‫والمديريات اإلقليمية والجهوية ‪.‬‬ ‫وما يدريك‪ ،‬فلربما انتبه رئيس الحكومة النبيه عبد‬ ‫اإلله بنكيران‪ ،‬إلى مزية ووجاهة هذا اإلجراء وقرر تعميمه‬ ‫على جميع موظفي الدولة األميين‪.‬‬ ‫ما يدريك!!!‪.....‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫ن�شطاء على مواقع التوا�صل االجتماعي يدعون �إلى التظاهر‬ ‫ب�سبب الو�ضع ال�صحي بطنجة‬

‫أطلق نشطاء بمدينة طنجة حملة واسعة‬ ‫النطاق على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬منذ‬ ‫بداية األسبوع يدعون فيها إلى النزول إلى‬ ‫التظاهر أمام المستشفى الجهوي محمد‬ ‫الخامس‪ ،‬حيث تم إحداث صفحات على موقع‬ ‫التواصل االجتماعي «فيسبوك»‪ ،‬تدعو إلى‬ ‫الخروج للتنديد بما أسماه هؤالء بالوضع الصحي‬ ‫الكارثي‪ ،‬الذي تعيش على وقعه المدينة‪ ،‬وجل‬ ‫المراكز الصحية‪ ،‬كما تم بث صورة وأشرطة‬ ‫فيديو‪ ،‬تكشف عن معاناة المواطنين‪ ،‬مع هذه‬ ‫المؤسسة الصحيـــة الوحيدة التي تستقبـــل‬ ‫عشرات اآلآلف من المرضى‪ ،‬بشكل شهري حيث‬ ‫تفتقد إلى الوسائل الطبية‪ ،‬وسبق أن سجلت‬ ‫فيها وفيات بسبب النقص الحاد في األدوية‬ ‫وغيرها‪ .‬والقت الدعوة إقباال كثيفا من خالل‬ ‫مشاركتها‪ ،‬على الشبكات االجتماعية من قبل‬ ‫النشطاء وروادها‪ ،‬الذين انخرطوا في البحث عن‬ ‫صور تبين الوضع الكارثي لهذا المستشفى‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وذكر منشطـو الصفحة‪ ،‬المواطنيـن‬

‫بأن الوضع الصحي بحاجة إلى وقفة الجميع‪ ،‬قصد ما‬

‫قالوا عنه أخذ العبرة من االحتجاجات التي عرفتها‬ ‫المدينة ضد الشركة الفرنسية «أمانديس» والتي‬ ‫انطلقت بعفوية‪ ،‬لتتدخل المصالح الوزارية للكشف‬ ‫عما يجري‪ ،‬وتنزيل مجموعة من اإلجراءات‪ ،‬وهو‬ ‫األمر الذي شجع الطنجاويين إلى خوض هذه‬ ‫الحملة الجديدة‪ ،‬قصد الدفع بالمسؤولين على‬ ‫وزارة الصحة‪ ،‬لاللتفاتة إلى هذا المستشفى الذي‬ ‫يوصف محليا بـ «مقبرة األحياء» وسبق لألطباء‬ ‫والممرضين أن دخلوا بدورهم على الخط‪ ،‬حيث‬ ‫وقعت خمس تنسيقيات نقابية تقريرا‪ ،‬تم توجيهه‬ ‫إلى الوزارة الوصية‪ ،‬بغرض التدخل وإنهاء معاناة‬ ‫الجميع‪ ،‬مع ما أضحى عليه المستشفى الذي وصلت‬ ‫خدماته إلى الحضيض‪ ،‬كما ال يمر يوم دون تسجيل‬ ‫حالة اعتداءات التكسير لبعض الواجهات‪ ،‬بسبب‬ ‫غضب عائالت المرضى من جهة‪ ،‬أو االعتداءات‬ ‫التي بدأت تطول الموظفين والممرضين‪ ،‬نتيجة‬ ‫غياب الحراسة الفعلية بشكل دائم‬

‫محمد أبطاش‬

‫وايل جهة طنجة يلقي الأحزاب واجلمعيات بال�شمال حول «�أماندي�س»‬ ‫عقد والى جهة طنجة تطوان الحسيمة اجتماعات‬ ‫متواصلة‪ ،‬بكل من مدن الفنيدق والمضيق ومرتيل‪ ،‬وذلك‬ ‫من أجل التواصل مع الهيئات السياسية والمستشارين‬ ‫وجمعيات المجتمع المدني حول االحتجاجات ضد‬ ‫«أمانديس» وما بات يعرف بمسيرات الشموع‪ ،‬الوالي‬ ‫اليعقوبي افتتح برنامجه بالفنيدق على الساعة العاشرة‪،‬‬ ‫حيث اجتمع مع ممثلي جمعيات المجتمع المدني التي‬ ‫طرحت جملة من المشاكل التي تعانيها المدينة‪ ،‬وضمنها‬ ‫مشكل غالء الفواتير الخاصة بالماء والكهرباء‪ ،‬ليجيب‬ ‫الوالي بعدها بأنه يتفهم أسباب االحتجاجات‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن كل من يطالب برحيل «أمانديس» في هذه الظروف هو‬ ‫في حقيقة األمر يقدم خدمة مجانية للشركة التي يجب أن‬ ‫تحاسب‪ ،‬ومحاسبتها تتطلب الصبر من أجل سلك المساطر‬

‫القانونية الضرورية‪ ،‬بحسب قوله‪ .‬وقد انتقل الوالي إلى‬ ‫المضيق ثم إلى مرتيل ليستمع إلى شكايات المواطنين‬ ‫ويتواصل مع جمعيات المجتمع المدني قبل أن يختم‬ ‫برنامجه باالجتماع بالمجلس الجماعية للمدن المذكورة‬ ‫ويبحث معهم ظروف استمرار االحتجاجات ضد «أمانديس»‬ ‫وضرورة تنزيل القرارات التي تم اتخاذها بالسرعة والنجاعة‬ ‫المطلوبتين‪ .‬وكان عامل عمالة المضيق الفنيدق بدوره‬ ‫قد قام بجولة واسعة‪ ،‬شملت األحياء الهامشية لمدينة‬ ‫الفنيدق والمضيق‪ ،‬واستمع فيها بشكل مباشر إلى معاناة‬ ‫السكن مع التهميش‪ ،‬وشكاياتهم التي تخص شركة‬ ‫«أمانديس» الموكول لها تدبير قطاع الماء والكهرباء‪،‬‬ ‫في إطار ما يسمى بالتدبير المفوض‪ ،‬يذكر أنه تم‪ ،‬أول‬ ‫أمس الثالثاء‪ ،‬تشكيل تنسيقية بالفنيدق للدخول في حوار‬

‫مع المسؤولين المعنيين حول مشاكل المدينة‪ ،‬وحددث‬ ‫التنسيقية مهمتها في ضمان استمرار «أمانديس» في‬ ‫تنزيل القرارات بعيدا عن المزايدات السياسية ومحاولة‬ ‫الركوب على مطالب الساكنة الواقعية‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬ركز‬ ‫الوالي اليعقوبي خالل جوابه عن أسئلة المواطنين أن‬ ‫ملف «أمانديس» واالحتجاجات ضدها ال يحتمل الصراع‬ ‫السياسي وال المزايدات المجانية‪ ،‬داعيا المجتمع إلى‬ ‫االلتزام بحماية المصالح العليا للوطن‪ ،‬وضرورة وضع‬ ‫حلول واقعية تحافظ على المال العام من جهة وتعالج‬ ‫المشكل في العمق من جهة أخرى‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫قا�ضي التحقيق بتجارية طنجة ي�شرع يف اال�ستماع �إلى برملاين �سابق‬ ‫شرع قاضي التحقيق بالمحكمة التجارية لطنجة في‬ ‫االستماع إلى البرلماني السابق عبد الرحمان أربعين‪،‬‬ ‫بخصوص اتهامه من طرف ابن أخيه بتزوير عقود شركة‬ ‫والتالعب في حساباتها‪ ،‬والسرقة وخيانة األمانة واالختالس‪.‬‬ ‫وبعد توجيه آخر استدعاء له قبل إغالق الحدود في‬ ‫وجهه‪ ،‬استجاب أربعين‪ ،‬الذي فقد مؤخرا مقاعده في المجالس‬ ‫المنتخبة لطنجة بعد خسارته المدوية‪( ،‬استجاب) الستدعاء‬ ‫قاضي التحقيق هشام الغلبزوري‪ ،‬في قضية الشركة العامة‬ ‫للصيد والمعلبات بالمغرب‪ ،‬حيث استمع له لمدة ساعة من‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫ومثل أربعين أمام قاضي التحقيق مرفوقا بمحاميين‪،‬‬ ‫األول من هيأة طنجة والثاني برلماني قادم من هيأة مكناس‪،‬‬

‫وقد كان من المنتظر أن تتلو جلسة االستماع جلسة أخرى‬ ‫للمواجهة بين المشتكى به وابن شقيقه المشتكي‪ ،‬لكن‬ ‫المسؤول القضائي ارتأى تأجيلها لمدة ثالثة أشهر‪ ،‬رغم‬ ‫حضور الطرفين‪ ،‬ليتمكن المشتكى به من استدعاء شهوده‪،‬‬ ‫حسب ما أوردته مصادر «المساء»‪.‬‬ ‫وحضر أربعين إلى مكتب قاضي التحقيق بعد عدة‬ ‫تأجيالت‪ ،‬أبرزها تأجيل استند على شهادة طبية تثبت عجز‬ ‫المشتكى به صحيا لمدة ‪ 3‬أشهر‪ ،‬لكن هذه المدة تزامنت مع‬ ‫الحملة االنتخابية لالستحقاقات الجماعية والجهوية والتي نزل‬ ‫فيها البرلماني السابق بنفسه وبدأ بوضع ملف الترشيح لدى‬ ‫السلطات‪ ،‬باعتباره وكيال لالئحة حزب االستقالل بمقاطعة بني‬ ‫مكادة‪.‬‬ ‫وتحمل الشكاية المباشرة التي توصل بها قاضي‬

‫التحقيق والموقعة من طرف من «ع‪ .‬أربعين» تهما ثقيلة‬ ‫لعمه وأبناء عمه وأفرادا آخرين من عائلته‪ ،‬وتتعلق بتزوير محرر‬ ‫تجاري واستعمال ورقة مزورة مع العلم بزوريتها وخيانة األمانة‬ ‫والسرقة والتصرف بسوء نية في مال مشترك واالختالس‪.‬‬ ‫وترتكز الشكاية على وثائق تشير إلى التالعب في حصة‬ ‫المشتكي‪ ،‬عن طريق تزوير توقيعه للتمكن من االستيالء على‬ ‫حصته البالغة ‪ 1200‬سهم من أصل ‪ ،20000‬والتي انتقلت‬ ‫إلى ابن عمه‪ ،‬هذا األخير الذي تقول الشكاية إن صلة قرابته‬ ‫بالمشتكي أيضا جرى تزويرها‪ ،‬حيث تمت اإلشارة إلى كونه‬ ‫شقيقه‪ ،‬وأنه حصل على أسهمه منه على شكل هبة‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫�أمن طنجة يطلق الر�صا�ص لإيقاف مبحوث عنه‬ ‫اهتزت مدينة طنجة على وقع عملية إطالق الرصاص من‬ ‫قبل الشرطة من أجل إيقاف شخص مبحوث عنه يوصف بأنه‬ ‫أخطرالمجرمين‪.‬‬ ‫الحادثة وقعت‪ ،‬مساء أول أمس‪ ،‬بمنطقة «مرس أشناد»‬ ‫بمقاطعة بني مكادة‪ ،‬هناك حيث انتشرت دورية أمنية تبحث‬ ‫عن هذا الشخص البالغ من العمر ‪ 25‬سنة‪ ،‬وقد وجهت ضده‬ ‫شكايات كثيرة تتعلق بالضرب والحرج والسرقة واستعمال‬ ‫السالح األبيض‪.‬‬ ‫المعلومات التي توصلت إليها الدورية التابعة للدائرة‬ ‫األمنية السابعة‪ ،‬تفيد بأن المبحوث عنه يجلس في مقهى‬ ‫بالحي المذكور‪ .‬انتقلت عناصر األمن إلى هناك وعثرت على‬ ‫المعني باألمر‪ ،‬بيد أنه كان مسلحا بسالح أبيض من الحجم‬ ‫الكبير‪ ،‬باإلضافة إلى مادة «ال كريموجين» المسيلة للدموع‪،‬‬ ‫التي واجه بها عناصر األمن‪.‬‬

‫من جهة‪ ،‬أفاد بالغ لوالية األمن أن المشتبه فيه‪ ،‬وهو‬ ‫من ذوي السوابق القضائية العديدة‪ ،‬ومطلوب للعدالة في‬ ‫أربع قضايا جنائية تتعلق بالسرقة بالعنف‪ ،‬رفض االمتثال‬ ‫للشرطة واعتدى على أحد عناصر الدورية األمنية‪ ،‬وهو ما دفع‬ ‫بزميل هذا األخير إلى إطالق رصاصتين من سالحه الوظيفي‪،‬‬ ‫األولى تحذيرية في الهواء‪ ،‬والثانية أصابت المشتبه فيه‪.‬‬ ‫وأضاف البالغ أنه تم تقديم العالجات الضرورية للشرطي‬ ‫المصاب‪ ،‬وكذا المشتبه فيه الذي تم االحتفاظ به تحت‬ ‫الحراسة الطبية بالمستشفى‪ ،‬في انتظار إخضاعه للبحث الذي‬ ‫يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وخلفت هذه الوقائع حالة من الذعر والخوف بمحيط‬ ‫هذا المقهى‪ ،‬الذي كان قد تحول إلى ساحة للمواجهة بين‬ ‫الدورية األمنية والمتهم‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬أفاد مصدر طبي‪ ،‬بقسم المستعجالت‬

‫بمستشفى محمد الخامس‪ ،‬بطنجة بأنه استقبل يوم األربعاء‬ ‫شابا مصابا بالرصاص على مستوى الصدر‪ ،‬وقد خضع لعملية‬ ‫جراحية مستعجلة‪ ،‬حيث تمكن األطباء من استخراج الرصاصة‬ ‫من منطقة الظهر‪ ،‬وهو يرقد حاليا بقسم اإلنعاش تحت‬ ‫حراسة أمنية مشددة‪.‬‬ ‫وهذه هي المرة األولى التي يصوب فيها الرصاص من‬ ‫قبل األمن إلى منطقة الصدر بدل الساقين‪ ،‬من أجل إيقاف‬ ‫األشخاص الذين يدخلون في مواجهات مباشرة مع األمن‬ ‫مستعملين السالح األبيض‪.‬‬ ‫وكان شهود عيان قد أكدوا لـ«أخبار اليوم» أن المتهم‬ ‫شكل تهديدا حقيقيا للدورية األمنية‪ ،‬ولم تتمكن من االقتراب‬ ‫منه بسبب حمله للسالح األبيض‪ ،‬لذلك لجأ أحد عناصرها إلى‬ ‫إطالق الرصاص من أجل إيقاف هذا الشخص المبحوث عنه‪.‬‬

‫عمر بن بوشعيب‬


‫العدد ‪812‬‬

‫إقتصاد‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫ارتفاع االستثمارات األجنبية المباشرة بـ ‪ 11،3‬في المائة‬ ‫مع نهاية أكتوبر الماضي‬ ‫وفق المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية برسم أكتوبر‪ ،2015‬لمكتب الصرف فإن تدفقات االستثمارات األجنبية المباشرة بلغت‬ ‫‪ 23,32‬مليار درهم عند متم أكتوبر ‪ ،2015‬مقابل ‪ 20,96‬مليار درهم خالل نفس الفترة من السنة الماضية‪ ،‬أي بارتفاع نسبته ‪ 3،11‬بالمائة‪.‬‬ ‫وأوضح المكتب الذي نشر مؤخرا المؤشرات األولية للمبادالت الخارجية برسم أكتوبر ‪ ،2015‬أن هذا التطور يعزى إلى ارتفاع المداخيل ب‬ ‫‪ 14‬بالمائة (‪ 29,21‬مليار درهم حتى متم أكتوبر ‪ 2015‬مقابل ‪ 25,62‬مليار درهم متم أكتوبر ‪ ،)2014‬والنفقات ب‪ 26،3‬بالمائة (‪5,83‬مليار‬ ‫درهم مقابل ‪ 4,66‬مليار درهم‪.).‬‬ ‫وسجلت مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعا بنسبة ‪ 3,8‬بالمائة‪ ،‬مسجلة ‪ 52،52‬مليار درهم متم أكتوبر ‪ ،2015‬مقابل ‪50,59‬‬ ‫مليار درهم خالل نفس الفترة من سنة ‪ .2014‬وبدوره‪ ،‬حقق ميزان األسفار فائضا بقيمة ‪ 39،5‬مليار درهم مقابل ‪ 41،1‬مليار درهم متم‬ ‫يوليوز ‪ ،2014‬بانخفاض نسبته ‪ 4,3‬بالمائة‪.‬‬ ‫وقد بقيت مداخيل األسفار شبه مستقرة (‪ 50,9‬مليار درهم مقابل ‪ 51,4‬مليار درهم)‪ ،‬في حين ارتفعت النفقات بـ ‪ 13,1‬بالمائة (‪11,5‬‬ ‫مليار درهم مقابل ‪ 10,1‬مليار درهم)‬

‫بنك المغرب يرخص لبنك جديد ‪CFG Bank‬‬ ‫أقدم بنك المغرب‪ ،‬وللمرة األولى منذ ‪ 50‬سنة على الترخيص لمؤسسة بنكية جديدة في سوق تحتكره مجموعة أبناك معدودة جدا‪،‬‬ ‫حيث أعلنت مجموعة ‪ CFG Bank‬الفاعل المستقل على الساحة المالية بالمغرب مرحلة جديدة من التنمية االستراتيجية مع إطالق نشاط‬ ‫بنكي عالمي موجه للزبناء األفراد ‪.‬‬ ‫وهكذا تتحول مجموعة ‪ CFG Group‬إلى‪ CFG Bank‬وتتبنى شعار «عالمتنا التزامنا»‪ .‬وستفتح أبوابها ابتداء من ‪ ،2016‬في كل‬ ‫من الدار البيضاء‪ ،‬الرباط‪ ،‬و فاس‪ ،‬كخطوة أولى‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد أذن في سنة ‪ ،2012‬بإدماج‪ CFG Group‬والشركة التابعة لـ‪.CasablancaFinanceMarkets‬‬ ‫ويتموقع بنك ‪ CFG‬كبنك عالمي‪ ،‬يلبي االحتياجات المالية ويقدم خدمات بنكية لزبنائه من‪ ‬األفراد االراغبين بغض النظر عن سنهم‬ ‫أو مستوى دخلهم‪ .‬كما يجمع البنك الجديد‪ ،‬الذي تم تقديمه لوسائل اإلعالم‪ ،‬بين كونه بنكا على اإلنترنت يتميز بأعلى المعايير الدولية‪،‬‬ ‫مدعوما بوسائل قوية ومتعددة القنوات‪ ،‬لتسهيل‪ ‬القيام بالعمليات البنكية‪ ،‬و شبكة من وكاالت الجيل الجديد الستقبال‪ ،‬ومواكبة وتقديم‬ ‫المشورة للزبناء في الوقت المحدد‪.‬‬

‫البنك المغاربي لالستثمار والتجارة قبل نهاية السنة‬ ‫أعلنت السكرتارية العامة التحاد المغرب العربي‪ ،‬عن بدء عمل البنك المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية‪ ،‬الذي من المنتظر افتتاحه‬ ‫قبل نهاية السنة الجارية‪ .‬وأن البنك سيشرع في العمل خالل دجنبر المقبل‪ ،‬وسيكون مقره في تونس‪.‬‬ ‫وخالل حديثه أمام المنتدى السادس للتنمية بشمال أفريقيا‪ ،‬والذي تنظمه لجنة األمم المتحدة االقتصادية ألفريقيا صرح ممثل‬ ‫السكرتارية العامة التحاد المغرب العربي‪ ،‬بأن البنك سيتم تمويله من قبل حكومات وأيضا القطاع الخاص في الدول الخمسة األعضاء‬ ‫باالتحاد المغاربي‪ ،‬وهي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن يعمل البنك المغاربي على المساهمة في بناء اقتصاد مغاربي تنافسي ومندمج‪ ،‬وتمويل مشروعات مشتركة في‬ ‫قطاعات تطوير البنية التحتية ووسائل النقل والمواصالت واالتصاالت والربط الكهربائي‪ ،‬وتشجيع التبادل التجاري‪ ،‬وتنقل رؤوس األموال‬ ‫بين بلدان االتحاد‪.‬‬ ‫كما يهدف البنك‪ ،‬الذي خصصت له ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬موزعة على الدول الخمس األعضاء باإلتحاد المغاربي‪ ،‬إلى دعم االندماج والتكامل‬ ‫االقتصادي والتنمية داخل الفضاء المغاربي‪ ،‬وتعزيز المبادالت في المجال البيئي‪ ،‬وسيمكن البنك الدول األعضاء وكذا رجال األعمال من إيجاد‬ ‫مصدر جديد لتمويل مشروعاتهم لتحسين مختلف الخدمات المقدمة في سوق يتجاوز عدد المستهلكين فيه ‪ 90‬مليون شخص‪.‬‬ ‫يذكر أن فكرة إنشاء البنك المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية بين دول المغرب العربي تعود لسنة ‪1993‬‬

‫البنك المغربي للتجارة الخارجية وأسواق القارة اإلفريقية‬ ‫بعد غرب إفريقيا‪ ،‬يتطلع البنك للتجارة الخارجية إلى فتح سوق إفريقيا الشرقية أمام المقاوالت المغربية‪ ،‬وذلك بعد نجاح الوجود الهام‬ ‫للمقاوالت المغربية بسوق إفريقيا الغربية‪ .‬وقال حسن بلعتيق مدير التسويق في مجموعة ‪ BMCE BANK‬إن المجموعة تفكر في إمكانية‬ ‫عقد لقاءات تجارية مع دول شرق إفريقيا‪ ،‬باستحضار فرص األعمال الكبيرة في هذه المنطقة‪ ،‬خاصة أن مجموعة البنك المغربي للتجارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬عبر فرعها بنك أوف أفريقيا تعتبر المجموعة الوحيدة التي توجد بأفريقيا الشرقية‪.‬‬ ‫وأوضح بلعتيق أن مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية التي توجد في كل من كينيا وتنزانيا وجيبوتي تحذوها الرغبة في القيام‬ ‫بهذه اللقاءات في إفريقيا الشرقية‪ ،‬معتبرا أن تلك اللقاءات تشكل بداية تنزيل تصور لمبادرة الولوج إلى أسواق إفريقيا السرقية على أن يتم‬ ‫التوجه فيما بعد إلى دول أخرى قصد تعميق العالقات معها‪.‬‬ ‫و تروم خطة التوجه نحو أسواق إفريقيا الشرقية‪ ،‬تغطية المجموعة لـ ‪ 54‬بلدا أفريقيا‪ ،‬نظرا لوجود العديد من إمكانيات التقارب في ما‬ ‫بين هذه الدول رغم اإلكراهات القائمة‪ ،‬كاإلكراه اللغوي بالنظر إلى أن اللغة السائدة بهذه المنطقة غالبا هي اإلنجليزية‪ ،‬وكذا إكراه النقل‬ ‫واللوجيستيك‪ ،‬إذ ال يوجد ربط قار في اتجاه هذه الدول من قبل شركات النقل الجوي‪ ،‬وهوما يؤثر على نسبة ودرجة التكامل بين هذه الدول‪،‬‬ ‫على أن هناك مشاريع ربط قار للخطوط الجوية المغربية ما بين الدار البيضاء ونيروبي في نطاق مشاريع تغطية عواصم إفريقية أخرى من‬ ‫طرف الخطوط الجوية المغربية‪.‬‬

‫ملتقى «الحالل» بالدار البيضاء في دجنبر المقبل‬ ‫«المغرب قاعدة جهوية لتجارة الحالل»‪ ،‬شعار الدورة الثانية للملتقى المغربي للمنتجات الحالل الذي سيفتتح بداية شهر دجنبر المقبل‬ ‫بالدار البيضاء‪.‬‬ ‫ويهدف هذا الملتقى‪ ،‬المنظم بمبادرة من المعهد المغربي للتقييس‪ ،‬تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي‪،‬‬ ‫ووزارة الفالحة والصيد البحري‪ ،‬وبتعاون مع عدد من الشركاء المؤسساتيين‪ ،‬إلى التقريب بين الفاعلين المغاربة المعنيين بصناعة وتسويق‬ ‫المنتجات الحالل‪ ،‬وإطالعهم على المعايير الدولية المعمول بها في هذا الميدان‪ ،‬إلى جانب التعريف بالمعايير الالزم توفرها للحصول على‬ ‫عالمة الجودة‪ ،‬وسبل تحسين تنافسية المقاوالت المغربية في السوق الدولي‪.‬‬ ‫وجاء في بالغ للمنظمين أن برنامج هذا الملتقى يتضمن عقد ندوات وورشات متخصصة‪ ،‬يؤطرها خبراء مغاربة وأجانب من بلدان‬ ‫حققت السبق في مجال تجارة المنتجات الحالل‪ .‬ومن أبرز المواضيع التي ستتم دراستها في هذه الورشات‪ ،‬موضوع «المنظومات االقتصادية‬ ‫لتجارة المنتجات الحالل»‪ ،‬وما يتصل بهذا الموضوع من محاور تهم النهوض بالصادرات الحالل‪ ،‬والقوانين المنظمة للقطاع‪ ،‬ومساطر‬ ‫الحصول على شهادات الجودة‪ ،‬والحالة الراهنة لألسواق العالمية‪ ،‬والممارسات الفضلى في هذا القطاع‪.‬‬ ‫وسيتم توزيع هذه المواضيع على ثالث ورشات محورية حول «المتطلبات المرجعية لعالمة حالل»‪ ،‬و «منظومات تدبير سالمة المنتجات‬ ‫الغذائية»‪ ،‬و «طرق تحليل المنتجات من مصدر حالل»‪.‬‬ ‫وأوضح المنظمون أن المعهد‪ ،‬ومن خالل تنظيم هذه التظاهرة االقتصادية السنوية‪ ،‬يطمح إلى توفير فضاء مالئم يتيح للمقاوالت‬ ‫الوطنية االطالع على الرهانات والفرص المتعلقة بسوق «الحالل» عبر العالم‪ ،‬وتشجيعها على تبادل وتقاسم الخبرات بينها فيما يخص‬ ‫شهادات الجودة كآلية لتعزيز موقعها في األسواق الخارجية‪.‬‬ ‫وكانت الدورة األولى لهذا الملتقى نظمت بالعاصمة االقتصادية للمملكة في شهر أكتوبر ‪ ،2014‬حيث تم منح شارة «حالل» برسم‬ ‫تلك السنة إلحدى عشرة مقاولة وطنية تنشط في قطاعي الصناعة الغذائية ومواد التجميل‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫دين الحب‬ ‫بقلم‪ :‬حمزة الحساني بنطنيش‬ ‫‪Elhassanibentanich@gmail.com‬‬

‫مهما ابتعد العبد فهو في صلة أفقية‪،‬‬ ‫روحية مقدسة تربطه بالسماء‪ ،‬بالقوة أو بالفعل‪،‬‬ ‫قد تظهر هذه الصلة كوازع‪ ،‬أو كضمير مؤنب‪ ،‬أو‬ ‫حاث على فعل اإليجابي وترك السلبي‪.‬‬ ‫كوكب األرض من مكة إلى مكة‪ ،‬بكافة‬ ‫الجهات‪ ،‬هناك ما ال إدراك له من األدي��ان‬ ‫والعقائد‪ٌّ ،‬‬ ‫وكل كيف يعيش طقوسه اليومية‪ ،‬في‬ ‫انتظام أو عبثية‪ ،‬صحة أو فساد ‪ ..‬المهم هو أن‬ ‫هناك أديان بشتى األنواع‪.‬‬ ‫من بين هذه األديان يجب أن نفرز األديان‪،‬‬ ‫التي تلقن مريديها أن إلههم بالسماء‪ ،‬وإن‬ ‫شئت صديقي القارئ فهي األديان السماوية‪،‬‬ ‫وهي دين واحد‪ ،‬مشترك في العقائد منذ سيدنا‬ ‫آدم عليه وعلى نبينا الصالة والسالم‪ ،‬حتى خاتم‬ ‫النبوات والرسائل‪ ،‬مع الرسالة السرمدية لدين‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ال نغفل على أن هذه الديانات في موقف‬ ‫الناس منها‪ ،‬اثنان ال غير‪:‬‬ ‫‪ - 1‬مسلم ‪ :‬ويتسمون بتمام االستسالم‬ ‫هلل‪ ،‬واالنقياد له (أسلمت وجهي هلل رب العالمين)‬ ‫متهم ‪ :‬ومنهجهم اتهام هذه الديانات‬ ‫‪ِ -2‬‬ ‫بأنها المصدّر األول للإلرهاب‪ ،‬ولوالها لكان‬ ‫العالم بسالم‪.‬‬ ‫تفريق بسيط في النظرة العامة‪ ،‬التي ينظر‬ ‫بها الناس لألديان‪ ،‬دون الشروع في تفاصيل‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫األدي��ان السماوية الثابتة‪ ،‬من مثل دين‬ ‫نوح‪ ،‬موسى‪ ،‬عيسى‪ ،‬محمد ‪ ..‬عليهم وعلى نبينا‬ ‫الصالة والسالم‪ ،‬هي منبع للحب‪( :‬قل إن كنتم‬ ‫تحبون اهلل فاتبعوني يحببكم اهلل)‪ ،‬للرحمة‪( :‬وما‬ ‫أرسلناك إال رحمة للعالمين)‪ ،‬للحوار مع اآلخر‪:‬‬ ‫(قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمات سواء بيننا‬ ‫وبينكم)‪ ،‬للسلم‪( :‬وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)‪،‬‬ ‫وكثيرة هي حقائق أديان اهلل‪ ،‬أو دين اهلل إن‬ ‫شئت‪ ،‬على ما قلنا أن دين اهلل واحد‪ ،‬منذ ءادم‬ ‫حتى محمد عليهم الصالة والسالم‪.‬‬ ‫المسلم يجب عليه أن يتفانى في خدمة‬ ‫اآلخر‪ ،‬حتى يقنعه بأن اهلل لجميع القلوب‪ ،‬وهو‬ ‫إله العالمين‪ ،‬واإلسالم ليس دين إقليم أو مصر‬ ‫من األمصار‪ ،‬اإلسالم يتسم بالعالمية‪.‬‬ ‫أتوقف معك صديقي القارئ‪ ،‬ألعيش معك‬

‫حدثا‪ ،‬قمة في الغيرة على اآلخر‪ ،‬والحرص على‬ ‫جعله ينعم برحمة هذا الدين‪ ،‬مهما كانت‬ ‫الظروف‪ ،‬وذلك ما في قصة موالنا رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم مع عبد اهلل‬ ‫بن أبي بن سلول‪ ،‬وهو رأس المنافقين‪ ،‬وأشد‬ ‫الناس إيذاء لرسول اهلل بالمدينة‪ ،‬خذله في‬ ‫الجيش‪ ،‬وآذاه في زوجته السيدة عائشة رضي‬ ‫اهلل عنها في حادثة اإلفك‪ ،‬ووصف نفسه باألعز‪،‬‬ ‫ورسول اهلل باألذل‪ ..‬ومع هذا ظل قلب رسول اهلل‬ ‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم متعطشا ألن يرى‬ ‫عبد اهلل في ظالل الصالحين‪ ،‬ناسيا نفسه وأهله‪،‬‬ ‫وال تحمله حاجة إال أن يوجه اآلخر إلى اهلل‪ ،‬وكما‬ ‫يروي لنا التاريخ وأهل السير‪ ،‬أن ابن عبد اهلل بن‬ ‫أبي بن سلول وهو صحابي من صحابة رسول‬ ‫اهلل‪ ،‬جاء إلى رسول اهلل بعد وفاة رأس المنافقين‪،‬‬ ‫يطلب كفنا ألبيه‪ ،‬وما كان لرسول اهلل إال أن خلع‬ ‫رداءه ودفعه للرجل‪ ،‬وصلى صالة الجنازة عليه‪،‬‬ ‫وتوقف عند قبره يستغفر له‪ ،‬وهذا تمام الحب‬ ‫الذي تتسم به األرواح‪ ،‬المتشبعة بروح اإلسالم‪.‬‬ ‫قصة رسول اهلل في الطائف أيضا مشهورة‪،‬‬ ‫فدين اهلل دين الحب‪ ،‬ال إرهاب وال جبر اآلخر على‬ ‫شيء منه‪.‬‬ ‫الفهم المتزمت للدين‪ ،‬حان الوقت كي نبرأ‬ ‫جميعا منه‪ ،‬ونستنكر على كل متشدد‪ ،‬حمّل‬ ‫دين اهلل ما ال يطيق‪ ،‬وفعل باسمه األفاعيل‪ ،‬فآذى‬ ‫وطغى وتجبر‪ ،‬ونتحمل جميعا مسؤولية فضح‬ ‫الجماعات المتطرفة‪ ،‬واإلرهابيون الذين يخربون‬ ‫عمران األرض باسم الدين‪ ،‬ونقد أسلوبهم نقدا‬ ‫علميا فاضحا‪ ،‬كاشفا‪ ،‬حتى تنجلي للناس حقيقة‬ ‫دين اإلسالم‪ ،‬وواقع هؤالء المتأسلمين‪.‬‬ ‫لقد آن األوان لكي نلقن الناس دين اهلل‬ ‫الحقيقي‪ ،‬بعيدا عن التشددات‪ ،‬والفهم المتزمت‪،‬‬ ‫تحت رداء قول موالنا رسول اهلل (إن هذا الدين‬ ‫يسر‪ ،‬ولن يشاد الدين أحد إال غلبه ‪ ...‬فيسروا وال‬ ‫تعسروا‪ ،‬وبشروا‪ ،‬وال تنفروا)‪.‬‬ ‫الدين ليس عبـارة‪ ،‬عن لوغاريتميـات‪ ،‬أو‬ ‫تطاحنات‪ ،‬أو إرهاب‪ ،‬الدين بخالصة كما تعالى‬ ‫(فاستقم كما أمرت) وقول موالنا رسول اهلل (قل‬ ‫آمنت باهلل ثم استقم)‪.‬‬ ‫الدين‪ :‬هو الحب‪ ،‬هو البذل‪ ،‬هو العطاء‪ ،‬هو‬ ‫عشق اهلل‪ ،‬هو التيهان في حروف هذا الكون‪،‬‬ ‫ليقرأ مريد اهلل‪ ،‬في كون اهلل‪ ،‬بقلم اهلل‪.‬‬

‫‪ANNONCE LEGALE ET ADMINISTRATIVE‬‬ ‫‪L’EXPERT DE COMPTA-NORD‬‬

‫‪Cabinet comptable‬‬

‫‪Société à responsabilité limitée d’associe unique‬‬ ‫‪au capital de 10.000,00 DH‬‬ ‫‪RUE JABAL TARIK RESIDENCE 31 RDC N° 1 TANGER‬‬ ‫‪GSM : 06 61 21 31 79‬‬ ‫‪CONSTITUTION D’UNE SOCIETE A RESPONSABILITE LIMITEE‬‬ ‫‪SOCIETE «PIDO EXPORT » SARL AU‬‬ ‫‪TANGER‬‬ ‫‪I / Qu’aux termes d’un acte sous seing privé, en date à Tanger du‬‬ ‫‪11/10/2015, il a été établi les statuts d’une société à responsabilité limitée‬‬ ‫‪d’associé unique, dont les principales caractéristiques sont les suivantes :‬‬ ‫‪L’ASSOCIE UNIQUE:‬‬ ‫‪Mr ZAKARIA HAYEK né le 06/05/1994 titulaire de la CIN K497127‬‬ ‫‪domicilié A RUE 24 N 3 EMSALLAH TANGER‬‬ ‫‪DENOMINATION :‬‬ ‫‪La société prend la dénomination de : «PIDO EXPORT » SARL AU‬‬ ‫‪OBJET SOCIAL :‬‬ ‫‪La société se fixe pour objet :‬‬ ‫‪• L’importation, l’exportation, la distribution et la commercialisation‬‬ ‫‪de tous produits, matières, matériels, denrées, de quelques natures que ce‬‬ ‫; ‪soit‬‬ ‫‪Et plus généralement, toutes opérations commerciales, financières,‬‬ ‫‪mobilières, ou immobilières, pouvant se rattacher directement ou‬‬ ‫‪indirectement, en partie ou en tout, à l’une ou à l’outre des opérations sus‬‬ ‫‪indiquées pouvant faciliter, développer ou favoriser l’activité de la société.‬‬ ‫‪SIEGE SOCIAL :‬‬ ‫‪Il est fixé au : QUARTIER BOUCHTA RUE 10 N°5 BIR CHIFA‬‬ ‫‪TANGER‬‬ ‫‪DUREE DE LA SOCIETE :‬‬ ‫‪Elle est fixée à quatre vingt dix neuf années entières et consécutives‬‬ ‫‪à compter de la date d’immatriculation de la société au registre du‬‬ ‫‪commerce, sauf en cas de prorogation ou dissolution anticipée.‬‬ ‫‪CAPITAL SOCIAL ET REPARTITION :‬‬ ‫)‪Le capital est fixé à dix mille dirhams (10 000,00), divisé en cent (100‬‬ ‫‪parts de Cent dirhams (100,00) chacune entièrement libérées.‬‬ ‫‪GERANCE DE LA SOCIETE :‬‬ ‫‪La société est administrée par Mr ZAKARIA HAYEK. Il est désigné‬‬ ‫‪gérant de la société pour une durée illimitée.‬‬ ‫‪EXERCICE SOCIAL :‬‬ ‫‪Il commence le premier janvier et se termine le trente et un décembre‬‬ ‫‪de chaque année.‬‬ ‫‪Quant au premier exercice, il s’achèvera le trente et un décembre 2015.‬‬ ‫‪BENEFICES :‬‬ ‫‪Sur les bénéfices, il est fait un prélèvement de 5 % pour la constitution‬‬ ‫‪des fonds de réserve légale, le solde restant est laissé à l’affectation jugée‬‬ ‫‪utile par les associés.‬‬ ‫‪II/ Le dépôt légal a été effectué au tribunal commercial de la wilaya‬‬ ‫‪de Tanger le 20/11/2015 sous n°72855 au registre chronologique.‬‬ ‫‪POUR EXTRAIT ET MENTION‬‬

‫‪La gérance‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫بين‬

‫ين (‬

‫زمن‬

‫فضاء األنثـى ‪:‬‬

‫أزمنة التحرير‬ ‫‪-‬‬

‫دشنت جمعية “ دائرة اإلبداع والفنون “ الفتية‪،‬‬ ‫فعلها الثقافي ـ المدرج في قانونها األساسي‪ ،‬كإحدى‬ ‫التزاماتها األولية ـ بتفاعل جميل‪ ،‬مع أزمنة محملة‬ ‫بقضايا تحرير اإلنسان واألرض‪.‬‬ ‫تزامن يوم ذكرى المسيرة الخضراء المجيدة‪،‬‬ ‫مع اليوم العالمي للكاتب اإلفريقي‪ ،‬بفرق يوم واحد‪،‬‬ ‫وقاسم مشترك بحجم تجربة اإلنسان مع كينونته‪،‬‬ ‫قبل أن يخلدها شكسبير في مقولته الشهيرة ‪ “ :‬أكون‬ ‫أو ال أكون‪. ”...‬‬ ‫احتضن مقر جمعية “ دائرة اإلبداع والفنون”‬ ‫الحدثين‪ ،‬وتم استحضار قضية المغاربة االول��ي‪،‬‬ ‫ذكرى استرجاع ركن من كينونته‪ ،‬وقطعة من قطعه‬ ‫الجغرافية ‪...‬تلك الجغرافية الممتدة الجذور في الزمن‬ ‫اإلفريقي‪ ...‬حضرت األعالم المغربية‪ ،‬مؤثثة فضاء‬ ‫المقر بصبيب هادر بالحس الوطني‪...‬و قدم الشاعران‬ ‫عبد الرحمن زيوزيو والعزيزة الشمشام حوارية شعرية‬ ‫وطنية‪ ،‬وهي عبارة عن قراءة لقصيدتين بصوتين‪،‬‬ ‫يجمعهما موضوع واحد هو الصحراء المغربية األبية ‪،‬‬ ‫و إحساس واحد هو التعلق بكل حبة رمل فوق أرضها‪.‬‬ ‫‪...‬ولإلشارة فإن كال من الشاعرين ينتميان للجمعية‬ ‫الفتية “ دائرة اإلبداع والفنون”‪.‬‬ ‫غشي الشعر في دفقه الوطني‪ ،‬أمسيتنا‪...‬تغنى‬ ‫الشعراء بحبيبة وحدتهم الوطنية‪....‬عبق الفضاء‬ ‫بتلقائية المشاعر‪....‬وصدق الوفاء ل”‪ ....‬رجال صدقوا‬ ‫ما عاهدوا اهلل عليه فمنهم من قضى نحبه‪ ،‬ومنهم‬ ‫من ينتظر وما بدلوا تبديال‪)1(”..‬‬ ‫ظالل ندية خضبت ـ هذه السنة ـ أجواء مراسيم‬ ‫تخليد ذكرى المسيرة المجيدة‪ .‬قد تكون من فعل‬ ‫جيل مواليدها الذين احتفلوا هذا العام ببلوغهم‬ ‫سن األربعين ‪ ...‬سن الكمال في النضج‪ ،‬والموعد مع‬ ‫المسؤولية الجماعية‪ .‬والوعي بجدية القضية‪ ،‬وطول‬ ‫نضالها‪ ،‬ومدى ارتباط سنهم بكل ذلك‪ .‬وقد يكون‬ ‫سحر الصفر الذي أتى هذه السنة يتوج الكينونة‬ ‫الفعلية لألربعين‪ .‬ورمزية االستمرارية التي يحملها‪،‬‬ ‫حيث األعداد‪ ،‬ال يمكنها االستمرار بدونه‪...‬باإلضافة‬ ‫إلى إبائه للقسمة‪ .‬وهذا ـ لعمري ـ له داللته وإشارته‬ ‫في موضوع صحرائنا تاريخا وجغرافية‪.‬‬ ‫ملمح ثان‪ ،‬كشف أسراره مع “الصفر” إنها “‬ ‫لوسي الساحرة”‪ ...‬لوسي التي غيرت وجه تاريخ‬ ‫الوجود البشري فوق األرض‪ ،‬وشغلت العلماء بالبحث‬ ‫في أسرارها أربعين سنة‪ ،‬وال زالت البحوث مفتوحة‬ ‫على أسرار نشأة اإلنسان وتطوره‪...‬تجلت لوسي في‬ ‫هيئة اإلنسان المنتصب القامة يمشي‪ ،‬وقد حملت‬ ‫مشعل تاريخ الوجود اإلنساني فوق أرض إفريقيا‪.‬‬ ‫إفريقيا تلك القارة التي قرر االستعمار أن تظل خارج‬ ‫التاريخ ‪...‬فأبت األقدار إال أن ينشق فجر التاريخ فوق‬ ‫أرضها‪ ،‬حين اكتشف العلماء هيكل إنسان أنثى‪،‬‬ ‫أطلقوا عليه اسم لوسي‪.‬‬ ‫انبث هذا الملمح في ذهني‪ ،‬وأنا أتابع اليوم‬ ‫األول من النشاط الثقافي‪ ،‬الذي انطلقت به جمعيتنا‬ ‫“ دائرة اإلبداع والفنون” ـ كما أسلفت اإلشارة ـ في‬ ‫موسمها األول‪ .‬والذي كانت فقرة االحتفاء بالكاتب‬ ‫اإلفريقي‪ ،‬هي الحصة الموالية لذكرى ملحمة المسيرة‬ ‫الخضراء الخالدة‪.‬‬ ‫في الحقيقة تالحمت المواضيع ـ في مداخالت‬ ‫وإبداعات الحضور ـ تلقائيا ‪ .‬لم تكن هناك فوارق‬ ‫بينها ‪،‬ال جغرافية‪ ،‬وال تاريخية‪...‬حضرت لوسي وهي‬ ‫تحتضن حفيدتها الصحراء المغربية‪ ،‬عروسا ترفل في‬ ‫أردية العزة المغربية‪ ،‬معطرة باالمتداد في االنتماء‬ ‫اإلفريقي‪ ....‬واحتشدت وفود الكتاب ‪....‬آباء‪ ،‬وأبناء‬

‫فقهي عجيب‬ ‫خَمرج‬ ‫ّ‬

‫مل�س�ألة ُ‬ ‫امل�ساواة يف الإرث‬

‫بقلم ‪ :‬الزهرة حمودان‬

‫‪ -‬بقلـم ‪� :‬سم ّيــة �أمغـار‬

‫عمومة‪ ،‬وأخواال‪...‬فرسان التاريخ‪...‬كتبوه بدمائهم‪.....‬‬ ‫رجال جعلوا التاريخ يترجل أمام مقاصل االستعباد‪،‬‬ ‫وهي تستبيح إنسانيتهم‪ ....‬سجلوا أروع المالحم ‪...‬‬ ‫ساسة وشعراء وروائيون‪ ،‬ومسرحيون‪ ،‬أدباء وكتاب‬

‫ومؤرخون‪ ،‬أبدعوا زنوجتهم‪ ،‬أيقونة فخر لإلنسان‬ ‫اإلفريقي‪....‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬

‫‪ 1‬ـ سورة االحزاب ـ اآلية ‪23‬‬

‫اللغة العربية لي�ست �شابة ولن ت�شيخ‬

‫يبدو أن معالي وزي��ر التربية‪ ،‬يريد تطبيق‬ ‫مضمون فكره بإيعاز من أنصار الفرانكفونية‪ ،‬بأن يتم‬ ‫تدريس الرياضيات والعلوم باللغــة الفرنسية‪ ،‬وذلك‬ ‫حتى تتقدم األجيال في المجاالت العلمية‪ ،‬والحياتية‪،‬‬ ‫وغض الطرف عن اللغة اإلنجليزية التي تتقدم اللغة‬ ‫الفرنسية بعشر سنوات في كل المجاالت العلمية‬ ‫واألدبية ترجمة وتأليفا‪ ،‬وابتكارا‪ ،‬كما تغاضى معالي‬ ‫الوزير عن ما قدمته اللغة العربية في مجال الطب‪،‬‬ ‫والفلسفة‪ ،‬وعلم النبات‪ ،‬وعلم البحار‪ ،‬والموسيقى‪،‬‬ ‫وفنون الطبخ‪ ،‬وبما أخذه الغرب واشتغل على نظريات‬ ‫وتطبيق اللغة العربية في مجمل العلوم والفنون‪،‬‬ ‫ولمعالي الوزير أن يراجع شهادات المحدثين من‬ ‫جهابذة مفكري الغرب‪ ،‬وهنا نذكر معالي الوزير‬ ‫بعض األش��واط من التحقيق العلمي ألساطنة‬ ‫العلماء العرب والمسلمين لما قدموا لإلنسانـية من‬ ‫بواكر أفكارهـم في جـل المجاالت الحياتيــة‪ ،‬وأخذ‬ ‫عنهم الغرب‪ ،‬وللتذكير فإن التطــور العلمــي يرجع‬ ‫باألساس إلى لغة الشعوب‪ ،‬فهل اليابان‪ ،‬والصين‪،‬‬ ‫وألمانيا‪ ،‬وإنجلترا‪ ،‬تعد من الشعوب المتخلفة يا‬ ‫معالي الوزير ؟!‬ ‫إليك يا معالي الوزير نماذج من علمائنا ممن‬ ‫أدوا لإلنسانية خدمات جلى ‪:‬‬ ‫الخوارزمي‪ ..‬هو “محمد بن موسى الخوارزمي”‬ ‫أول من ألف في الجبر “كتاب الجبر والمقابلة”‪ ،‬وكل‬ ‫ما ألفه العلماء فيما بعد كان مبنيا عليه ونقل منه‬ ‫إلى الالتينية‪.‬‬ ‫الحاوي‪ ..‬من أعظم الكتب في المؤلفات الطبية‬ ‫ألبي بكر الرازي‪ ..‬وترجم إلى الالتينية‪ ،‬وبقي مرجع‬ ‫األوروبيين في جامعاتهم إلى منتصف القرن الرابع‬ ‫عشر للميالد‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫الحسن بن الهيثم‪ ..‬من أعظـم علمــاء‬ ‫الطبيعة في القرون الوسطــى‪ ،‬ومن علماء البصريات‬ ‫القليلين في العالم كله‪ ،‬وثبت من كتابه الشهير‬ ‫“كتاب المناظر” أن ابن الهيثم مهد للطرق العلمية‬ ‫وأصولهاوعناصرها‪.‬‬ ‫في مصر ظهر الفلكي “ابن يونس” وهو ‪ :‬علي‬ ‫بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس‪ ،‬من مشاهير‬ ‫الرياضيين والفلكيين‪ ،‬وقد سبق غيره في استعمال‬ ‫الساعات الدقاقة‪ ،‬وسبق “جاليليو” في اختراع بندول‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني‪ ..‬أحد‬ ‫مشاهير رياضيي القرن الرابع للهجرة‪ ،‬ويعد كتابه‬ ‫“كتاب التفهيم ألوائل صناعة التنجيم” أشهر كتاب‬ ‫ظهر في القرن الحادي عشر للميالد‪ ،‬والكتاب‬

‫يبحث في أحكام النجوم والهندسة والحساب‪.‬‬ ‫ثابت بن قرة‪ ..‬من الذين تعددت عبقريتهم‬ ‫في الرياضيات‪ ،‬والفلك‪ ،‬والفلسفة والطب‪ ،‬ولقد‬ ‫ت��وارث “القرة” العلم عن “ثابت” ومنهم الطبيب‬ ‫والعالم “أبو الحسن بن سنان بن ثابت”‪.‬‬ ‫كتاب القانونو وهو من أهم المؤلفات النادرة‬ ‫التي تشتمل على أساس علوم الطب كتبه “ابن سينا”‬ ‫الذي يعتبر من أعظم علماء اإلسالم‪ ،‬وهو ‪ :‬أبو علي‬ ‫الحسن بن عبد اهلل بن سينا‪.‬‬ ‫عمر الخيام‪ ..‬كان شاعرا وفيلسوفا مشهورا‪،‬‬ ‫ولكنه أنجز أهم مؤلفاته القيمة في الجبر والفلك‬ ‫والهندسة‪ ،‬غير أن رباعيته في الشعر من أشهر‬ ‫أعماله‪.‬‬

‫عبد العزيز الحليمي‬

‫رغم مرور أسابيع على توصية المجلس الوطني لحقوق اإلنسان حول توزيع‬ ‫اإلرث مناصفة بين الرجل والمرأة‪ ،‬تحقيقا لمبدإ المناصفة التي أقرها المغرب‪ ،‬هذه‬ ‫التوصية التي جاءت في «الوقت الضائع» بالنسبة للوالية الراهنة لهذا المجلس‬ ‫والتي ‪ ‬اعتبرها الكثيرون نوعا من «المزايدة السياسية» في ظروف سياسية‬ ‫مثيرة‪ ،‬ناتجة عن الجدل الذي ال زال قائما على خلفية نتائج االنتخابات األخيرة‪،‬‬ ‫كما اعتبرها التيار المحافظ المتشدد‪ ،‬ضربا من ضروب «الفتنة»‪ ......‬ال تزال‬ ‫الصحف تنشر بين الفينة والفينة‪« ،‬مقاالت رأي» لمعلقين ومحققين ‪ ‬ومهتمين‬ ‫وسياسيين‪ ،‬حول «توصية» المساواة في اإلرث وما خلفت من جدال المس العنف‬ ‫الكالمي أحيانا حول «مصيبة» ‪ ‬توزيع اإلرث بالتساوي بين الجنسين‪ ،‬التي اتهم‬ ‫بسببها‪ ‬مجلس‪ ‬حقوق اإلنسان بالجهل وخدمة أجندة خارجية‪... ! ‬‬ ‫أطراف الصراع‪ ،‬تقف على خط تناقض قوي وواضح بين تياري المحافظين‬ ‫المناهض للتوصية‪ ،‬والمتشبث‪ ‬بمصادر التشريع اإلسالمي‪ ‬األساسية ‪ ،‬وتيار‬ ‫الحداثيين الذي يدفع في اتجاه االجتهاد ‪ ‬وااللتزام بالمواثيق الدولية التي صادق‬ ‫عليها المغرب فيما يخص حقوق اإلنسان‪ .‬وبين هذين التيارين‪ ،‬يغوص عدد من‬ ‫«المنظرين» كل «وما وصل إليه لوحه» من «العلم»‪...! ‬‬ ‫ورغم حدة الموضوع وجديته‪ ،‬فإن معظم المتدخلين يسعون إلى تفادي‬ ‫«اإلثارة»‪ ‬في النقاش حول اإلرث‪ ،‬انطالقا من فكرة أن لكل من طرفي الصراع‪،‬‬ ‫حججه وقوته في الشارع‪ ،‬ولكل منهما تطلع مشروع لإلصالح في نطاق الثوابت‬ ‫التي أقرها الشعب‪.‬‬ ‫تقرير المجلس الوطني لحقوق اإلنسان دفع البعض إلى الريبة في أهدافه‪ ‬‬ ‫«الخفية»‪ ‬وتوقيته «المفاجئ»‪ ،‬خاصة والمجلس «يودع»‪ ‬ومالمح «تغييرات‪ ‬‬ ‫جوهرية تلوح في أفقه‪ ،‬وأن هذا التقرير لم يحرك التيارات النسائية بالقوة‬ ‫المنتظرة‪ ،‬كما حدث حين أثيرت قضية اإلجهاض ومسألة المطالبة بمراجعة‬ ‫مدونة األسرة التي‪ ‬ثبتت محدودية فعاليتها عند التنفيذ‪ ،‬بالرغم من بعض‬ ‫«اإلضاءات» التي جاءت بها‪ ،‬وبالتالي فإن الجدل ‪ ‬بشأن المساواة في اإلرث ظل‬ ‫محصورا في التيارات السياسية‪ ‬المتصارعة‪ ‬من أجل الوصول إلى أكبر عدد من‬ ‫«الكراسي» بعد استحقاقات ‪.2016‬‬ ‫هذا‪ ،‬وال يمكن أن يستهان‪ ،‬قطعا‪ ،‬باالنتفاضات المستمرة للمرأة المغربية ‪،‬‬ ‫من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬للمطالبة بــ «المساواة الشاملة» و «المواطنة الكاملة»‪،‬‬ ‫و «حماية حق المرأة في الحياة الكريمة»‪ ،‬و «إعمال مبدأ المناصفة في التمثيل‬ ‫البرلماني» و «توفير الظروف لتعميم حرية المواطنات والمواطنين و المساواة‬ ‫بينهم ‪ ،‬في الحياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية»‪ ،‬ورفع كل‬ ‫أشكال التمييز ضد المرأة»‪ ،‬و «احترام مبدإ كونية حقوق اإلنسان التي هي كل‬ ‫ال يتجزأ» و « القضاء على ‪ ‬الثقافة المناهضة لصورة ووضع المرأة في المجتمع‬ ‫والتي تكرس النظرة الدونية للمرأة في المجتمع واإلعالم والمؤسسات»‪،‬‬ ‫و«محاربة العنف ضد النساء بسن ضمانات قانونية ومؤسساتية كفيلة بحماية‬ ‫المرأة وصون كرامتها في البيت والعمل» و «عدم التساهل في التحايل على‬ ‫السن القانوني للزواج بغاية تزويج القاصرات» الالئي بلغ عددهن‪ ،‬هذه السنة‬ ‫حوالي ‪ 35‬ألف ‪ ،‬منهن من لم يتممن الرابعة عشرة‪ ،‬إلى غير ذلك من المطالب‬ ‫األساسية التي رفعتها المنظمات النسائية‪ ، ،‬ومن بينها «التنسيقية‪ ‬الوطنية‬ ‫لنساء المغرب»‪ ،‬و «الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة»‪ ،‬و «شبكة نساء من‬ ‫أجل النساء»‪ ،‬و «منتدى النساء البرلمانيات»‪ ،‬وغيرها من المنظمات النسائية‬ ‫المناضلة من أجل حقوق المرأة بالمغرب‪.‬‬ ‫وبالعودة إلى مسألة توزيع اإلرث بالتساوي بين الرجل والمرأة‪ ،‬نسجل فتوى‬ ‫عجيبة طلع بها علينا الفقيه ‪ ‬المثير للجدل بسبب فتاويه الجنسية العجيبة‪ ،‬عبد‬ ‫الباري الزمزمي‪ ،‬وهو‪ ،‬للعلم‪ ،‬رئيس جمعية ‪ ‬فقه النوازل‪ ،‬الذي شدد على أن‬ ‫قضية المناصفة في اإلرث ال يصح فيها اجتهاد شرعي لوجود نص قاطع في‬ ‫القرآن يحسم في ‪ ‬الموضوع‪ ،‬في حين أثار قضية توريث ابن االبن الذي كان‬ ‫محروما من اإلرث في الفقه اإلسالمي‪ ،‬إال أن االجتهاد الفقهي مكن ابن االبن‬ ‫من أخذ نصيب أبيه إذا مات أبوه قبل جده‪.‬‬ ‫على أن الفقيه الزمزمي أظهر براعة غير مسبوقة في إيجاد مخرج فقهي‬ ‫يمازج بين الشرع والقانون‪ ،‬حين اقترح أن يمنح األب في حياته ‪ ،‬بحريته ورضاه‪،‬‬ ‫عطاء واحدا مما يملك‪ ،‬بالتساوي‪ ‬بين بناته وأبنائه‪ ،‬وال يترك تركة بعد وفاته‬ ‫آلنها تأخذ مسار التركة التي ورد ت بشأنها «آيات حكم الفرائض» في سورة‬ ‫«النساء» اآلية ‪« ،11‬يوصيكم اهلل في أوالدكم» (ص)‪.‬‬ ‫الغريب ‪ ‬في األمر‪ ،‬أنه لم يفطن أحد قبل الشيخ الزمزمي لهذا المخرج‬ ‫الشرعي البارع‪ ،‬أو إن الذين «فطنوا» ‪« ،‬سكتوا» عنه حماية للمال من أن يذهب‬ ‫مذهبا ال يرضي الذكور‪ ‬المتشبثين ب «حظيهما»‪ ،‬حتى أنهم ال يأخذون من‬ ‫حدود اهلل سوى النص الشرعي المتعلق بالميراث‪ ،‬فال يقبلون فيه نقاشا أو جدال‬ ‫أو اجتهادا‪...! ‬‬ ‫أما وقد اهتدى الفقيه الزمزمي إلى ‪ ‬المخرج الشرعي لهذه «النازلة»‪ ،‬فقد‬ ‫يسر لــ «المتحايلين» على النص القرآني‪ ،‬مشاق تكوين شركات مجهولة اإلسم‬ ‫ومحدودة المسؤولية‪ ،‬يكون‪ ‬لإلناث والذكور فيها أسهم متساوية‪ ‬يستفيدون‬ ‫منها بعد أن يحل قضاء اهلل‪ .‬وال يجد األخوة واألخوات ما يدفعهم‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬إلى‬ ‫الخصومة والعداوة‪ ،‬والبغضاء‪.‬‬ ‫من أجل «وسخ الدنيا» الفانية‪...!!! ‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫من ذاكرة الشمال المسرحية‬

‫‪9‬‬

‫المسرح في المعتقد والعقيدة‬

‫ما المعتقد؟ وما العقيدة؟ أوضح أن المقصد‪ ،‬عندنا هنا‬ ‫واآلن‪ ،‬من استعمال كلمة «المعتقد» التي تقابلها كلمة‬ ‫«العقيدة» هو التمييز والتفريق بين العابر والثابت‪ ،‬أي بين‬ ‫الوهم أو التوهم والحق أو الحقيقة‪ ،‬ثم الرغبة في إثبات‬ ‫وجود ممارسات مسرحية لدى اإلنسان البدائي تعدّ شكال‬ ‫من أشكال هذا المسرح في صيغته البدائية العفوية؛ وذلك‬ ‫في ما يصطلح عليه النقاد والباحثون‪ ،‬اليوم‪ ،‬الظواهر الما‬ ‫قبل التمسرح أو الما قبل المسرح‪ ،‬موازاة مع معتقداته التي‬ ‫تناهض ذاك «المسرح» بل تبنت الكثير من طقوسه‪ ،‬وهي‬ ‫معتقدات – كما نعلم‪ -‬سبقت إلى الظهور األديان السماوية‪،‬‬ ‫إذ انساق ذاك اإلنسان مدفوعا بقوة انجذابية إلى نسج‬ ‫عالقات متعددة بقوى خارجية هو ال يعرف كيف انساق إليها‬ ‫معتقدا فيها من القدرات ما اعتقد‪.‬‬ ‫في تلك المرحلة الموسومة بالفراغ الروحي‪ ،‬وجد اإلنسان‬ ‫نفسه بفطرته التي فطره اهلل عليها محتاجا إلى «عقيدة»‬ ‫يعتنقها ويؤمن بها‪ ،‬تكون له المالذ والملجأ‪ ،‬وقد حمّلها‬ ‫القوى الغامضة وجعل لها القدرات الخارقة مهروال إليها‬ ‫متضرعا مقدما القرابين في مواسم الجفاف وكلما مسّه‬ ‫ضيم أو حزن أو ّ‬ ‫حل به همّ أو ضيق أو مكروه أو استعصى‬ ‫عليه أمر أو زاره حلم مزعج مريب‪ ،‬وهو يهرول إليها أيضا‬ ‫فرحا شاكرا في مواسم الجني والحصاد وكلما وجد لنفسه‬ ‫مخرجا من ضيقه ومحنته‪ ...‬إلخ‪...‬‬ ‫إن هذا االحتياج الفطري هو الذي دفعه إلى أن يوجد‬ ‫لنفسه معبودات وآلهة من وهم؛ فعبد الكواكب والنجوم‪،‬‬ ‫وعبد الشمس والقمر والحيوان‪ ،‬ووضع لنفسه وبنفسه آلهة‬ ‫من خشب وطين وحجر‪ ،‬وأحاط كل تلك المعبودات (اآللهة)‬ ‫بقدسية مفردا لها منزلة في قلبه وفكره‪ ،‬وأبدع طقوسا‬ ‫وأشكاال تعبيرية للتقرب إليها‪.‬‬ ‫ويمكن أن نستحضر‪ ،‬هنا‪ ،‬الطريقة التي كانت تحج بها‬ ‫سنويا قبيلة «عك» والتي ال تكاد تخرج عن كونها موكبا‬ ‫كرنفاليا مسرحيا احتفاليا‪ ،‬إذ يتقدم الموكب طفل في صورة‬ ‫غراب برأسه وجناحيه بطالئه وريشه وهم يرددون‪ :‬عك‪..‬‬ ‫إليك عاثية‪ ،‬عبادك اليمانية‪ ،‬تحج الثانية‪ ..‬إلخ‪..‬‬ ‫وهنا‪ ،‬يحضر اإلخراج والحوار‪ ،‬واللباس والمكياج وغيرها‬ ‫من المكونات األساسية الالزمة للعرض المسرحي في‬ ‫الشكل الحديث المتداول؛ وهي طقوس عرفتها ومارستها‬ ‫كل الشعوب البدائية‪.‬‬ ‫وبنزول الرساالت السماوية‪ ،‬سيرتقي ذاك اإلنسان‬ ‫بعقيدته وهو ينتقل من الوهم والشك إلى مراقي االطمئنان‬ ‫واليقين؛ ولكن الصراع الدرامي سيظل مالزما له‪ ،‬معتمال‬ ‫ومحتدما داخله بحكم تجاذبات متضاربة متناقضة‬ ‫ومتصارعة‪ :‬الخير ‪ /‬الشر‪ ،‬والوهم ‪ /‬الحقيقة‪ ،‬والحق ‪ /‬الباطل‪،‬‬ ‫والحب‪ /‬الكراهية‪ ،‬إلى غير ذلك مما كان يبحث له عن أجوبة‬ ‫مريحة مطمئنة‪..‬‬

‫• رضوان احدادو‬

‫وكان أيضا على هذا اإلنسان‪ ،‬الذي يعتمل كل ذلك في‬ ‫داخله ويسكنه ويقلقه سواء في وثنيته أو هديه‪ ،‬أن يبتدع‬ ‫لنفسه – مدفوعا بفطرة اهلل‪ -‬مجاالت للترفيه والترويح؛ فكان‬ ‫الشعر واإلنشاد‪ ،‬والطرب والرقص‪ ،‬والغناء واإليقاع‪ ،‬وكان‪...‬‬ ‫وكانت المحاكاة‪ ،‬جوهر المسرح‪.‬‬ ‫فإذا كان للدين ــ بصفة عامة ــ كبير تأثير على عقل‬ ‫اإلنسان المتدين وفكره ‪ ،‬وعلى سلوكاته المختلفة في عالقته‬ ‫بخالقه والناس؛ فإن المسرح جاء تنفيسا بطرحه لألسئلة‬ ‫المعلقة واإلشكاالت العويصة التي شغلت‪ ،‬إلى حد بعيد‪،‬‬ ‫عقل اإلنسان‪« :‬ونحن نقول إن المسرح والدين عنصران‪..‬‬ ‫لها قصة درامية‪ ،‬على مدى تاريخ الحضارة اإلنسانية‪...‬‬ ‫فيها من التفاعل والتضارب والتقارب والتنافر أيضا ما يمثل‬ ‫مشاهد ومواقف وفصوال‪ ...‬إلخ» (أحمد شوقي قاسم‪ ،‬المسرح‬ ‫اإلسالمي‪ ..‬روافده ومناهجـــه‪ ،‬دار الفكر العـــربي‪- 1980 ،‬‬ ‫ص ‪.)12‬‬ ‫وبحكم هذا التطابق أو التوافق‪ ،‬وبحكم غريزة االنجذاب‬ ‫نحو البوح والتعبير‪ ،‬وإيمانا بجدوى المسرح وقدراته الخارقة‬ ‫على التجميع واالستقطاب والشيوع؛ أوجد هذا األخير لنفسه‬ ‫مكانا؛ أوال في المؤسسة الدينية قبل اإلسالم التي سعت‬ ‫من جانبها إلى احتضانه ثم إنتاجه وترويجه‪ ،‬إذ لم تكن هي‬ ‫التي أنجبته ليكون أول األمر مسرحا عقائديا ودينيا بامتياز‪،‬‬ ‫فوجدناه «في الوثنية الفرعونية‪ ،‬والوثنية اإلغريقية من‬ ‫خالل ما تم تشخيصه من مسرحيات مستنبطة من أساطير‬ ‫ترتبط عادة بصراع القيم‪ ،‬الخير والشر‪ ،‬النور والظالم‪،‬‬ ‫وصراع اآللهة» (المرجع نفسه)‪.‬‬ ‫وعلى النهج نفسه‪ ،‬ستنحو وتنمو الدراما الرومانية التي‬ ‫رأى فيها الباحثون والنقاد عامة أنها ال أكثر من نسخة مكررة‬ ‫مستنسخة وطبق األصل للدراما اإلغريقية‪ ،‬إذ هي بذلك دراما‬ ‫إغريقية مستنبتة في أرض رومانية؛ وذلك قبل أن تستقل‬ ‫بذاتها‪ ،‬ويصبح لها طابعها المميز كدراما رومانية فعال‪.‬‬ ‫وستلوح التجليات األولى لهذا االستقالل أو التمييز في‬ ‫االبتعاد التدريجي عن روح الدين والطقوس الدينية‪ ..‬إنه‬ ‫العصيان أو المروق األول‪ ،‬الذي سيفرز مسرحا مغايرا أساسه‬ ‫الفرجة وفيه االستمتاع الجمالي واإلشباع الذاتي‪.‬‬ ‫ولعله – كما قلت‪ -‬أول مروق في التاريخ لهذا المسرح‬ ‫وهو يتحرر من الطقس الديني وينشد اإلبداع الفني‪.‬‬ ‫ولهذا‪« ،‬يعتبر المسرح الروماني أول من نأى عن المجال‬ ‫الديني‪ ،‬بعد أن بدأ فيه» (المرجع نفسه)؛ غير أن هذا المسرح‬ ‫لم تكن له ‪ -‬وقتها‪ -‬من المناعة ما يجعله قادرا على مواصلة‬ ‫السير باإليقاع نفسه الذي ظهر به‪ ،‬إذ انفلت من أيدي‬ ‫الفنانين الرواد‪ ،‬فركب موجة السفلة وأرذال القوم‪ ،‬وانحطت‬ ‫قيمته ومكانته‪.‬‬ ‫وصادف مرحلة انحرافه هاته بظهور المسيحية بقيمها‬

‫المثلى المناهضة للفساد‪ ،‬فشنت عليه حمالت نفرت منه‬ ‫الجماهير‪ .‬وكان هذا الهجوم أول صدام للمسرح مع الدين‪،‬‬ ‫قبل أن يعود من جديد إلى منطلقه ومكانه الطبيعي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الكنيسة المسرح إلى حضيرتها‪ ،‬فأخضعته‬ ‫وقد أعادت‬ ‫كليا لتعاليمها وطقوسها‪ ،‬فاتسمت العروض المسرحية‬ ‫بحضور الخطاب الديني في صيغته المباشرة‪ ،‬خصوصا بعدما‬ ‫انخرط الرهبان ورجال الدين عامة في إنتاجه وفعله؛ فكان ‪-‬‬ ‫بحق‪ -‬جزءا من رسالتها‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن المسيحية‪ ،‬عند ظهورها‪ ،‬لم تستهدف‬ ‫المسرح كفعل فني؛ وإنما استهدفت االنحرافات التي دخلته‪.‬‬ ‫والواقع أن المسرح استفاد بنفسه من الدين‪ ،‬وهو يعتبر‬ ‫في الكتاب المقدس مادة ثرية خصبة صالحة لالشتغال‬ ‫ومغرية به لما يحتويه من قصص وأحداث درامية بامتياز‪:‬‬ ‫مأساة آدم وقصة طرده وزوجته من الجنة‪ ،‬ومأساة السيد‬ ‫المسيح عليه السالم إلى غير ذلك مما ورد ذكره في القرآن‬ ‫الكريم أيضا‪ ،‬إضافة إلى استغالله وسيلة شرح لبعض‬ ‫الطقوس والتعاليم الكنائسية‪.‬‬ ‫وأمام االنتشار الكاسح لهذا المسرح واإلقبال الجماهيري‬ ‫الكبير عليه‪ ،‬حيث لم يعد هيكل الكنيسة قادرا على احتوائهم؛‬ ‫كان طبيعيا التفكير في االنتقال بالفرجة ‪ /‬الرسالة إلى‬ ‫فضاءات تكون قادرة على استيعاب أكبر عدد من المشاهدين‬ ‫‪ /‬المؤمنين‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬جرى نقل الفرجة أول األمر إلى الصحن الكنسي‪،‬‬ ‫قبل أن ينتقل التمثيل إلى دور البلديات التي تحولت لها –‬ ‫بدل الكنيسة‪ -‬الوالية واإلشراق؛ وهي خطوة سيكون لها ما‬ ‫بعدها‪..‬‬ ‫وبالرغم من انفكاك المسرح من أحضان الكنيسة‪ ،‬وهو‬ ‫انفكاك اضطراري‪ ،‬وابتعاده عن أجوائها وطقوسها؛ فإنه ظل‬ ‫مشتغال بالمضامين نفسها‪ ،‬من حيث االرتباط بالعقيدة‬ ‫المسيحية‪ ،‬مؤديا رسالته التبشيرية خدمة للدين وتقربا من‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫وقد احتفظ لنا التاريخ بنماذج لبعض تلك المسرحيات ال‬ ‫مجال لذكرها هنا واآلن‪.‬‬ ‫نخلص من كل هذه المعطيات إلى أن المسرح كان‬ ‫حاضرا في‪:‬‬ ‫الطقوس العقائدية الدينية القديمة التي انساق إليها‬ ‫اإلنسان وعبدها قبل ظهور الدين السماوي‪.‬‬ ‫في الديانات السماوية التي كانت سابقة لإلسالم‪.‬‬ ‫إن المسيحية كدين سماوي لم تحارب المسرح؛ بل‬ ‫احتضنته واشتغل رجالها به‪ ،‬وهي لم تنبذ المسرح إال في‬ ‫مرحلة انحرافه عن القيم والتعاليم‪.‬‬


‫العدد ‪812‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫‪10‬‬

‫تازوظا‪،‬‬

‫كنز تاريخي يخبو في صمت‬

‫• بحث وحتقيق جمال البوطيبي‬

‫يتابع الباحث األستاذ جمال البوطيبي إتحافنا بتحقيقات مشوقة وعلى درجة عالية من الجودة العلمية‪ ،‬حول مآثر الريف التاريخية‪ ،‬وهي ‪ ،‬كما قال‪« ،‬كنوز»‬ ‫تحالف عليها الزمان والبشر‪ ،‬وأحالها جهل أصحاب الحال بماضي المنطقة والبلد‪ ،‬إلى خراب ودمار‪ .‬ولعلهم ال يعلمون أن مستقبل المغرب ال يستقيم إال‬ ‫بمعرفة تاريخه وماضيه‪ ،‬وصيانة ذاكرته‪ ،‬وتلقينه للنشء الجديد حتى يعلم ما حققه بلده‪ ،‬على توالي األزمنة والعهود‪ ،‬من انجازات‪ ،‬وما راكمه من فتوحات‪.‬‬ ‫فشكرا لرجال أفذاذ‪ ،‬كاألستاذ الباحث جمال الوطيبي ‪ ،‬الذي كرس جزء من نشاطه للنبش في مآثر منطقته بالريف العتيد‪.‬‬ ‫ويسعدنا أن تقدم لقراء «الشمال» هذه الباقة الجديدة من أعمال أستاذنا البوطيبي حول حصن «تازوظا» الذي كان يوما «ال متناول له وال مطمع‬ ‫فيه»‪....‬‬ ‫ع‪.‬ك‬ ‫غدت قلعة تازوظا والمنطقة التاريخية المحيطة‬ ‫بها في وضعية كارثية تنبئ بقرب اندثارها القريب‪،‬‬ ‫بسبب عاملين اساسيين‪ ،‬األول تشكله عوادي الزمان‬ ‫والعوامل الطبيعية التي أخـذت مأخذها منها أما‬ ‫الثاني فبفعل البشـر سواء تعلـــق األمر باإلهمال‬ ‫غير المبرر من طرف السلطات المسؤولية إقليميا‬ ‫وجهويا ومركزيا أو بفعل المخربين الذين تطاولوا‬ ‫على برج تازوظا وعمدوا إلى اقتالع أعمدته الحديدية‬ ‫باستعمال مناشير متطورة تشتغل بالكهرباء أمام‬ ‫مرأى ومسمع الجميع‪ ،‬ولذلك فإن هذه المعلمة‬ ‫التاريخية التي ظلت منتصبة لقرون وشاهدة على‬ ‫حقب غابرة من تاريخنا صارت قاب قوسين أو أدنى‬ ‫من االندثار إلى األبد بفعل التصدعات والتشققات‬ ‫الخطيرة التي أصيبت بها على غرار ما حصل لعديد‬ ‫من المآثر التاريخية مثل حاضرة غساسة التي تحولت‬ ‫إلى فصل من فصول التاريخ فقط ال وجود ألطاللها‬ ‫فلوال صمود مرقد سيدي مسعود لما عرف لهذه‬ ‫الحاضرة التي يربط تاريخها القارتين اإلفريقية‬ ‫واألروبية أصل أو فصل ‪.‬‬ ‫وأخذت قلعة تازوظا هذا اإلسم في العهد‬ ‫المريني وفق ما نقل عن عذارى المراكشي الذي‬ ‫بلغ الناظور سنة ‪ 609‬ه باجماع المؤرخين‪ ،‬وأصبحت‬ ‫القلعة حينها عاصمة للريف الشرقي طوال القرن‬ ‫السابع الهجري ‪.‬‬ ‫وظل حصنها مركزا قيادة حربية يحتوى على‬ ‫مخازن للحبوب ومستودع للجبايات كما خصص بنو‬ ‫مرين واسع العناية للمدينة األندلسية غساسة بفعل‬ ‫توفرها على ميناء تجاري رائد آنذاك‪ ،‬وبفعل الطابع‬ ‫االستراتيجي لقلعة تازوظا فإن كافــة الحضارات‬ ‫واإلمبراطوريات التي مرت من اإلقليم أولت عنايتها‬ ‫لها وتم ترميمها أربع مرات قبل أن تحط القوى‬ ‫االستعمارية رحالها بشمال المغرب (سبتة ومليلية)‪.‬‬ ‫وتذكر كتب التاريخ أن الحاكــم األمازيغـــي‬ ‫النوميدي «يوغرطة» أو «بوجاريثن» حوصر في‬ ‫قلعة «جارة» أو تازوظا وقتل غصبا إثر بطش القائد‬ ‫الروماني «ماريوس» وجيشه الغاشم‪ ،‬واعتبر ماريوس‬ ‫الساحل الشرقي‪ ،‬مليلية ورك «واش بالمحليـــة»‪،‬‬ ‫بمثابة مستعمرة وهو ما كرره اإلمبراطور الروماني‬ ‫«باسياسيانوس» بعده ‪.‬‬ ‫كما أشار «ابن حوقل» في كتبه أن تازوظا تابعة‬ ‫ألراضي النكور وسماه حصن «تازوظا»‪ ،‬أما أبو عبيدة‬ ‫األندلسي فسماه «قلعة جارة» واعتبره بن خلدون‬ ‫حصنا منيعا طبيعيا ال مطمع فيه لألعداء ‪.‬‬ ‫وتم تدمير حصن تازوظا على يد ميسور الخصي‬ ‫العبيدي سنة ‪323‬هـ وأعيد بناؤه على يد األندلسيين‬ ‫لصالح موسى ابن أبي الصافية وبعدها خربه جيوش‬ ‫القائد األندلسي «جوهر الصقلي» مرتين‪ ،‬وجدد‬ ‫بناؤه على يد محمد بن إدريس لمواجهة الزحف‬ ‫المرابطي ‪.‬‬ ‫ويزخر محيط تازوظا بمعالم تاريخيــة مهمــة‬ ‫للغاية وهي عبارة عن نقوش على الصخور ومغارات‬ ‫وبقايا األواني المستعملة انذاك في الحياة اليومية‬ ‫للناس‪ ،‬تحتاج إلى الكثير من البحث والتحليل العلمي‬ ‫الستجالء أساليب الحياة المعتمدة آنذاك وتحديد‬ ‫الحضارات التي مرت منها بدقة علمية ‪.‬‬ ‫وبات من الالزم في وقتنا الحضاري إيالء العناية‬ ‫الالزمة لهذه المنطقة التاريخية من خالل إعادة‬ ‫ترميم المآثر التاريخية الموجودة بها وبناء المسالك‬ ‫الطرقية المؤدية إليها وإقامة عالمات تشوير تشير‬ ‫إلى مكان وتاريخ كل مكان تاريخي على حدة ألنه في‬ ‫جميع األحوال فإن الشعوب التي ال تعرف تاريخها ال‬ ‫تعلم كيف تصنع مستقبلها ‪.‬‬ ‫وقد قمنا بزيارة للموقع فأعددنا لقراء «الشمال»‬ ‫التحقيق المصور التالي ‪:‬‬


‫العدد ‪812‬‬

‫■ أطروحة لنيل‬ ‫الدكتوراه في اآلداب ‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫بيوتات أهل األندلس‬

‫دراسة في السياقات التاريخية والعلمية واألدبية‬

‫نوقشت صباح يوم الخميس ‪ 19‬نوفمبر ‪ 2015‬بقاعة االجتماعات بمركز الدكتوراه بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان أطروحة جامعية أعدها الطالب الباحث رشيد العفاقي لنيل‬ ‫شهادة الدكتوراه في اآلداب تحت إشراف الدكتور عبد اللطيف شهبون‪ ،‬والدكتور عبد اهلل المرابط الترغي (رحمه اهلل)‪.‬‬ ‫وقد تكونت لجنة المناقشة من السادة األساتذة‪:‬‬ ‫الدكتورة سعاد الناصر (رئيسا)‪ .‬الدكتور عبد اللطيف شهبون (مشرفا ومقررا)‪ .‬الدكتور الطيب الوزاني (عضوا)‪ .‬الدكتورة جميلة رزقي (عضوا)‪ .‬الدكتور يوسف ناوري (عضوا)‪ .‬الدكتور‬ ‫مزوار اإلدريسي (عضوا)‪.‬‬ ‫وقد امتدت مناقشة الباحث رشيد العفاقي في مضامين أطروحته لمدة ‪ 3‬ساعات‪ ،‬وبعد المداوالت منحت لجنة المناقشة الطالبَ الباحث رشيد العفاقي شهادة الدكتوراه بتقدير مشرِّف‬ ‫ِجدًّا‪ .‬وفيما يلي نصّ التقرير الذي تقدم به الباحث أمام لجنة المناقشة ‪:‬‬

‫باسم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫أن الكِتابة عن بُيُوتَات األندلس تُعتبر‬ ‫ال شكّ في ّ‬ ‫ألن‬ ‫مِنْ صَمِيم الكِتابة عن حضارة وتاريخ األندلس‪ّ ،‬‬ ‫جُ��زءاً كبيراً من تلك الحضارة وذلك التّاريخ لم يَ ُقمْ إال‬ ‫على ْأكتَافِ هذه البيوتات‪ ،‬سَوَا ٌء في الميدان السياسي‬ ‫أو في المجال العِ ْلمِي‪َ ،‬فضْلاً عن أَ َّن عَادَات وتقاليد أبناء‬ ‫البُيوتات هي التي وَسَمَت الحضارة األندلسية وأَ ْفرَدَتْهَا‬ ‫بالتّميز عن باقي الشُّعُوب‪ ،‬وأصبح نمط حياتهم نموذجا‬ ‫يُحتذى لدى اآلخرين‪ .‬ومَ��نْ يَ ُقمْ بإطاللة عَ َلى ُكتب‬ ‫ُ‬ ‫سيُالحِظ مَا َك َ‬ ‫ان لِعَدَدٍ من‬ ‫التاريخ والتّراجم األندلسية‬ ‫بُيُوتَات العرب والبربر في عَصْ ِر ّ‬ ‫الطوائف باألندلس‪ ،‬وفي‬ ‫غير عصر الطوائف حتى نهاية األندلس‪ ،‬مِنْ ِر ْفعة ْ‬ ‫وشَأنٍ‬ ‫في الميدان السياسي‪ ،‬ومَا َقامَتْ به ُ‬ ‫األسَر العِ ْلمِيّة من‬ ‫ُ‬ ‫واآلدَاب‪.‬‬ ‫وم‬ ‫ِ‬ ‫جُهْدٍ في سبيل المحافظة على تَسَ ْلسُل العُل ِ‬ ‫ونظرا ألهمية هذا الجانب من التاريخ األندلسي‪ ،‬فقد وقع‬ ‫اختياري عليه ليكون موضوعا ألطروحتي لنيل درجة الدكتوراه‪،‬‬ ‫عَاَلجْتُ فيها جوانب شَتَّى من الحياة االجتماعية والتاريخية‬ ‫واألدبية والعلمية باألندلس‪ ،‬هذه الحياة التي ساهم فيها‬ ‫أبناء البيوتات األندلسية بشكل بارز‪.‬‬ ‫إن القصْد مِنْ (البيوتات األندلسية) هي األسر التي‬ ‫ّ‬ ‫برزت في تاريخ األندلس السياسي والعلمي واألدبي‪ .‬وقد‬ ‫بدأنا الدراسة ِبتَجْلية النسيج االجتماعي الذي ّ‬ ‫شكل المجتمع‬ ‫األندلسي من زمن الفتح إلى القرن الخامس الهجري‪ .‬بيد أنه‬ ‫كان ال بد من توضيح بعض المنطلقات‪ ،‬من ذلك أنه إذا كان‬ ‫المؤرخون األجانب وبعض من تأثر بأفكارهم من األكاديميين‬ ‫العرب قد درسوا المجتمع األندلسي كطبقات اجتماعية آخذين‬ ‫في ذلك بمناهج حديثة في التحليل التاريخي‪ ،‬وأعني التحليل‬ ‫الماركسي بصفة خاصة‪ ،‬فإنهم ‪ -‬بال شك‪ -‬كانوا يمارسون‬ ‫إسقاطا ثبت عدم جدواه في البيئة المجتمعية األندلسية‬ ‫التي لم تتشكل ّ‬ ‫قط على ذلك النحو من الطبَقيَّة‪ ،‬وإنما كان‬ ‫المجتمع األندلسي مجتمعا َقبَلِيًّا كما تشهد على ذلك ُكتُبُ‬ ‫َ‬ ‫األنْسَاب –(جمهرة أنساب العرب) البن حزم مثاال‪ ،-‬وكذلك‬ ‫كتب التاريخ والتراجم األندلسية التي مافتئت تخبرنا بأحوال‬ ‫الصراع ال َقبَلِيّ الذي نشب بين عدد من الطوائف في فجر‬ ‫التاريخ األندلسي‪.‬‬

‫على أنه إذا كانت القبيلة هي أساس المجتمع األندلسي‬ ‫في أوّل أمره‪ ،‬فإنه بعد عقود ومراحل من التراكم الحضاري‬ ‫صار “البيت” هو “الوحدة المجتمعية” البارزة على الساحة‬ ‫في غير ما مجال‪ ،‬بل أصبح “البيت” هو عنوان المدَنيّة أو‬ ‫المدينية األندلسية التي تج ّلت في تسلسل العُلوم واآلداب‬ ‫في عدد من األسر‪ ،‬وفي ّ‬ ‫تمكن بيوتات عديدة من تسنم‬ ‫القيادة السياسية في كثير من الحواضر األندلسية‪ .‬ومن‬ ‫هُنا فالبيوتات لها أساس اجتماعي تاريخي‪ ،‬قاعدته األساس‬ ‫هي (القبيلة) قبل أن تندثر السمات القبلية ويبرز (البيت)‬ ‫بشكله الحضاري المعروف‪ ،‬تلك البيوتات ظهرت في الميدان‬ ‫تمكن بعضها من ْ‬ ‫السياسي حين ّ‬ ‫حُك ِم مُدُن ومناطق مِنَ‬ ‫األندلس؛ وبشكل مواز صار للبيوتات إشعاع علمي وأدبي‬ ‫أبرزته بجالء ُكتُب تراجم علماء األندلس‪ .‬ومِنَ الشّواهد‬ ‫الدّاّلة على سُمُوِّ مكانة “البيت” أو “البيوتات” في المجتمع‬ ‫األندلسي أنه أُِّلفَ في بعضها تآليف مثل‪“ :‬الروض المنظور‬ ‫نَسَب بني حجّاج”‪،‬‬ ‫في أوصاف بني منظور”‪ ،‬و”المنهاج في‬ ‫ِ‬ ‫والبن سعيد القلعي كتاب سمّاه‪“ :‬الياقوت في حُلى ذوي‬ ‫البيوت”‪ .‬كما نجد ابن سعيد المذكور يخصّص فصال معتبرا‬ ‫ألدباء وشعراء بني سعيد أصحاب القلعة في كتابه “المغرب‬ ‫في حُلى المغرب”‪ ..،‬وغير ذلك من التآليف‪.‬‬ ‫لقد هدفنا من هذا البحث إلى إنجاز جرد شامل‪ ،‬أو شبه‬ ‫شامل‪ ،‬للبيوتات األندلسية التي تركت أثرها في التاريخ‬ ‫األندلسي في مجال ما‪ ،‬بحسب ما ورد عنها في المصادر التي‬ ‫وصلتنا على األقل‪ .‬وال شك أن السياسة والعلوم واآلداب‬ ‫هي المجاالت الكبرى التي استقطبت نشاط أبناء البيوتات‬ ‫األندلسية‪ ،‬من غير أن نغفل أن بعض األسر كانت تتوارث‬ ‫الصنائع والحِرف وهي أيضا كانت جديرة ِب ِّ‬ ‫الذ ْكر في هذه‬ ‫األطروحة‪.‬‬ ‫من جانب آخر بَرَزَت في البحث بعض اإلشكاالت‪ ،‬حاولنا‬ ‫ايجاد جواب أو تفسير لها أثناء العرض‪ .‬من ذلك التعرّف على‬ ‫الظروف التي سمحت لبعض ُ‬ ‫األسر األندلسية باعتالء خشبة‬ ‫المسرح السياسي وتسنّم قيادة مدينة من مُدن األندلس‬ ‫أو جهة من جهاتها‪ .‬وأيضا البحث عن األسباب التي ساعدت‬ ‫بعض ُ‬ ‫األسَر على توارث الخُطط العلمية والحفاظ على العلم‬ ‫مسترسال في أفراد بيتها‪ .‬كما أن شبكة العالقات بين تلك‬ ‫األسر والبيوتات لم تكن تخلو في بعض األوقات من تصادم‬ ‫من أجل مصالح سياسية‪ ،‬أو تنافس على احتالل مواقع إدارية‬ ‫واقتصادية في أوقات أخرى‪ .‬لقد كان لبعض ذلك ٌّ‬ ‫حظ في‬ ‫أطروحتنا لكننا لم نتناول هذا الجانب إال بمقدار ما تسمح‬ ‫به القراءة الواضحة والسليمة للنصوص المتوفرة لدينا من‬ ‫غير أن نسبح في التنظير الفضفاض أو نَتِيهَ في استنتاجات‬ ‫بعيدة عن الواقع‪.‬‬

‫أن موضوع بحث هذه‬ ‫وال يخفى على الدارسين ّ‬ ‫األطروحة يُعتبر موضوعا جديدًا‪ ،‬فعَ َلى الرّغم من ظهور‬ ‫بعض الكِتابات التي أُِّل َفت في موضوع البيوتات األندلسية‬ ‫ال يُوجَدُ ‪-‬حتى اآلن‪ -‬كتابٌ جامعٌ يُحْصِي أعدادهم‬ ‫ِّ‬ ‫ويُجَلي دَوْرَهُم في ازدهار الحضارة األندلسية‪ .‬وإن كنت‬ ‫لست بغافل لبعض المشارقة إسهامهم في إلقاء الضّوء على‬ ‫جوانب يسيرة من هذا الموضوع إلاّ أن أعمالهم جاءت ناقصة‬ ‫وال يُلمس في كثير منها صَنْعة المؤرِّخ‪ .‬كما أن لبعض‬ ‫المستعربين اإلسبان أبحاثا متميزة في هذا المجال ولكنها‬ ‫تحتاج إلى تطوير كبير‪ ،‬وقد جهدنا في إبراز ذلك ضمن بحثنا‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫ويُمكن القول بصفة عامّة‪ ،‬إنه إذا كانت العائالت‬ ‫األندلسية التي تسنمت قيادة منطقة من مناطق األندلس‬ ‫في مراحل تاريخية معينة عرفت بعصر الطوائف قد نالت حظا‬ ‫صالحا من الدراسة‪ ،‬فإن بيوتات العلم باألندلس لم تنل من‬ ‫قدر ذلك الحظ إال بأقل القليل‪ .‬أقول هذا وقد نشرت دراسات‬ ‫حول بيوتات العلم باألندلس‪ ،‬ومع ذلك فاإلضافات بقيت‬ ‫مطلوبة والزال مجال القول ذا سعة‪ .‬ومن عالمات النقص‬ ‫التي اكتشفناها أثناء البحث في هذا المجال هو أنه حتى بعض‬ ‫الجهود التي وُجِّهت لدراسة هذا الموضوع‪ ،‬وأعني بعض‬ ‫األبحاث اإلسبانية‪ ،‬لم تأتِ باإلفادة إال بقدر يسير‪ ،‬أشرت إلى‬ ‫ذلك في مواضع من األطروحة‪ ،‬فثمّة في تلك األعمال عائالت‬

‫أو بيوتات علمية كثيرة لم َ‬ ‫يُتَطرّق لها‪ ،‬لذلك توجهت عنايتي‬ ‫إلى دراسة هذه العائالت األندلسية النبيهة‪ ،‬استدراكا للنقص‬ ‫الحاصل في الموضوع من جهة‪ ،‬وألنها تستحق أن تُدرس‬ ‫ويُعرّف بأعالمها لِمَا أَسْدَتْهُ تلك البيوتات من خير للثقافة‬ ‫اإلسالمية عامّة واألندلسية المغربية خاصة‪.‬‬ ‫أما بخصوص المادة المصدرية التي استندنا إليها في‬ ‫هذا البحث‪ ،‬فهي عموما مصادر تاريخ األندلس والمغرب‪ ،‬على‬ ‫أن بحثا توخينا فيه الشمولية مثل هذا الذي أنجزناه َفرض‬ ‫ّ‬ ‫علينا االطالع على كل ما وصلنا من نصوص تاريخ العدوتين‬ ‫(األندلس والمغرب)‪ ،‬وقد استعنت في هذه النقطة ببعض‬ ‫األدلة والفهارس التي سَهَّ َلت عليَّ عملية االهتداء إلى ينابيع‬ ‫البحث‪ .‬كما ّ‬ ‫اطلعت على العديد من نتائج الدراسات اإلسبانية‬ ‫التي أنجزت حول ُ‬ ‫األسر األندلسية التي نبغت في مجال من‬ ‫المجاالت‪ ،‬وقد نُشرت تلك الدراسات في ُكتب مستقلة أو على‬ ‫أن تلك‬ ‫شكل مقاالت ضمن مجالت متخصِّصة‪ ،‬وأشير هنا إلى ّ‬ ‫الدراسات ال تخلو من فائدة‪ ،‬فعددٌ منها يتفرّد بمعلومات‬ ‫مُستقاة من بعض المصادر القشتالية لتاريخ األندلس التي‬ ‫ال نجدها في نظيراتها العربية‪.‬‬ ‫لقد حرصت على أن يكون هذا البحث جامعا لمادة غزيرة‬ ‫حول البيوتات األندلسية‪ .‬أما نوع هذه المادة فهي‪ :‬األخبار‬ ‫التاريخية والتراجم والنصوص األدبية نثرا وشعرا‪ .‬وقد ّ‬ ‫ركزتُ‬ ‫في البحث أساسا على إنجاز تراجم أفراد بيوتات أهل األندلس‪،‬‬

‫مستثمرا ما ورد في أخبارهم من معلومات لتَجْلية صورتهم‬ ‫أوال‪ ،‬وللجواب على العديد من اإلشكاالت التي يطرحها‬ ‫الموضوع ثانيا‪.‬‬ ‫كما رأيت أنه مِنَ المفيد أن أجمع بيوتات ّ‬ ‫كل مدينة‬ ‫في فصل مستقل‪ ،‬ألن هذا الشّكل من التّصميم في‬ ‫اعتقادي سيُتيح لي التّعرف على ُ‬ ‫األسَ ِر التي توارثت عِ ْلمًا‬ ‫خُطة من َ‬ ‫من العُلوم أو ّ‬ ‫الخُططِ‪ ،‬ومن جهة ثانية سيلمس‬ ‫التطور العلمي والسياسي الذي عرفته كل مدينة أندلسية‬ ‫أن البيوتات العلمية كانت من مميزات‬ ‫على حِدة‪ ،‬السيما ّ‬ ‫الحاضرة األندلسية‪ ،‬ومما أحببت االستشهاد به في هذا‬ ‫الجانب قول ابن األبار في ترجمة عبد الرحمن بن طاهر‬ ‫أن أهل مرسية (أكبروا مكانه‪ ،‬وعمّروا ازدحاما‬ ‫القيسي وهو ّ‬ ‫عليه‪ ،‬وابتدارا إليه زمانه‪ ،‬وتنافس فيه أُوُلوا أحسابهم التليدة‬ ‫وبيوتاتهم المشيدة‪ّ ،‬‬ ‫فقل كهل من نبهائهم‪ ،‬أو حدث من‬ ‫أبنائهم‪ ،‬إال اقتبس منه‪ ،‬وجلس بين يديه لألخذ عنه‪ ،‬كبني‬ ‫طاهر‪ ،‬وبني وضّاح‪ ،‬وبني خطاب‪ ،‬وبني عصام‪ ،‬وبني جعفر‪،‬‬ ‫وبني مهلب‪ ،‬وبني إدريس‪ ،‬وبني الحاج‪ ،‬وبني بشتغير‪ ،‬وبني‬ ‫فتحون‪ ،‬وغيرهم)‪.‬‬ ‫إن األخبار التاريخية والتراجم التي يتضمنها هذا البحث‬ ‫ ّ‬‫تُبْ ِرزُ إسهام أبناء البيوتات في الحياة الثقافية األندلسية‪،‬‬ ‫سيما وقد عرضنا أوجها من إنتاجهم النثري والشعري‪ .‬وقد‬ ‫فرضت المادة المتوفرة عن البيوتات األندلسية في مصادر‬ ‫التاريخ أن تأتي هذه الدراسة مُجَزَّأَة‪ ،‬بعد مقدمة تمهيدية‬ ‫في الموضوع‪ ،‬إلى ثالثة فصول‪:‬‬ ‫• الفصل األوّل‪ :‬دَرَسْ��تُ فيه السياقات التاريخية‬ ‫َ‬ ‫والمُكوِّنَات العرقية التي أنتجت األندلس والمجتمع‬ ‫األندلسي منذ والدته ونشأته‪ ،‬والروافد البشرية التي ّ‬ ‫غذته‬ ‫وأغنته فيما بعد إلى أن َّ‬ ‫ُ‬ ‫وَيُحِيل‬ ‫تَشَكل ككيان واحد يُعَبِّرُ‬ ‫على هوية واح��دة‪ .‬ودَرَسْ���تُ فيه أيضا السِّمَة األبرز‬ ‫والتَّحَوُّل الكبير للمجتمع األندلسي والتي تتجلى في انتقاله‬ ‫من (القبيلة) إلى (البيت) الذي صار عنوانا للتمدن وبالتالي‬ ‫الحضارة األندلسية‪ .‬مع عرض للقاعدة الجغرافية التي توزّعت‬ ‫عليها بيوتات أهل األندلس‪.‬‬ ‫• وفي الفصل الثاني‪ :‬عرضت ألهم بيوتات أهل األندلس‪.‬‬ ‫وهي البُيوتات التي برزت في تاريخ األندلس السياسي‬ ‫والعلمي واألدبي‪ .‬وفي هذا الفصل أمكننا التّعرف على ُ‬ ‫األسر‬ ‫التي توارثت عِلما من العلوم أو خطة من الخطط‪ ،‬ومن جهة‬ ‫ثانية سنلمس من خالل ذلك التطور العلمي والفكري الذي‬ ‫عرفته المدينة األندلسية من خالل البيوتات‪.‬‬ ‫• أمّا الفصل الثالث‪ :‬فقد قدّمت فيه نماذج من ألمع‬ ‫بيوتات األندلسيين‪ ،‬وترجمت فيه ألعالم بيوتات مرموقة‬ ‫كـ(بني جبير)‪ ،‬و(بني سعيد)‪ ،‬و(بني مغاور)‪ ،‬و(بني الشيخ)‪،‬‬ ‫و(بني جزي)‪ ،‬مع عرض أوجه من إسهامات بعض أبناء تلك‬ ‫البيوتات في ميدان الكتابة والتأليف‪ ،‬فضال عن مختارات من‬ ‫محاسن نثرهم وبديع شِعرهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وبالتالي جاءت نتائج بحثنا هذا غ ِنيّة من ِجهَة المادة‬ ‫ّ‬ ‫والمسطرة‬ ‫اإلخبارية واألدبية‪ ،‬ومطابقة لألهداف المرتجاة‬ ‫في مقدمته‪ ،‬بحيث أصبح البحث مرآة كاشفة لألسر التي‬ ‫دَوْر مُتَمَيِّز في الحياة السياسية واألدبية والعلمية‬ ‫قامت ِب ٍ‬ ‫باألندلس‪ .‬كما أنه من ِجهَة ثانية وبحسب المنهج المتّبع‬ ‫في تراجم األطروحة‪ ،‬والذي يجمع المترجَمين الذين ينتمون‬ ‫إلى كل مدينة على حدة في فصل مستقل‪ ،‬جعل من هذا‬ ‫البحث كتابا من صنف ُكتُب التواريخ البلدانية ألنه ِّ‬ ‫يُغَطي‬ ‫قسما كبيرا من تاريخ تلك المدن والحواضر من خالل علمائها‬ ‫وأدبائها‪.‬‬ ‫أن مادة هذا العمل تالمس‬ ‫وفي األخير أود أن أشير إلى ّ‬ ‫قضايا أندلسية متشعبة‪ :‬من تاريخ ومجتمع وسياسة كما‬ ‫اآلداب والعلوم‪ ،‬وهذه المكونات يهتم بها المؤرخ والباحث‬ ‫السوسيولوجي والناقد األدبي والباحث األكاديمي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فهذه أطروحة متعددة االهتمامات تُ َقدّم في سياق معرفي‬ ‫هو (تعدد التخصصات) الذي يناقض االنغالق داخل التخصص‬ ‫أن أساس أطروحتنا كان هو المادة التراثية وإن‬ ‫الوحيد‪ ،‬على ّ‬ ‫ُكنّا لم نُ َفوّت فرصة االستمداد من مناهج البحث الحديثة‬ ‫في العلوم اإلنسانية خالل بعض الجوانب من هذه األطروحة‪.‬‬ ‫فالشكر هلل الذي وو ّفقنا إلى خِدمة العِ ْلم واألدب‬ ‫األندلسي‪ .‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫الطالب الباحث ‪ :‬رشيد العفاقي‬


‫العدد ‪812‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫بنيعيش‬ ‫الدكتور محمد‬ ‫الثقافة غير مهتمة بصيانة معالمنا التراثية بتطاوين‬ ‫وزارة‬

‫معلمة سجن المطامير تستغيث‬

‫• محمد العربي الفتوح*‬

‫في عهد االستعمار اإلسباني إلى هذه المطامير‪ ،‬فقال إنه‬ ‫لم يشاهد الحجرات التي تحمل األرقام اآلتية في تصميم‬ ‫المطامير وهي ‪– 14 – 13 – 10 – 9 – 32 – 31 - 40 :‬‬ ‫‪ ،39‬لقد كانت مقفلة‪ ،‬وقد أزاح النقاب عن هذه الغرف الباحث‬ ‫اإلسباني مونطالبان (‪ )Montalban‬ال��ذي كلفته إدارة‬ ‫القسم الثقافي التابع أللطا كوميسارية( (�‪La alta comes‬‬ ‫‪ )aria‬بتطوان‪ ،‬لقد كلفه المسؤولون اإلسبان بتنظيف هذه‬ ‫المطامير وترميمها‪ ،‬ففتح تلك الغرف كما اكتشف المعبد‬ ‫الذي يوجد في غرفة رقم ‪ 5‬التي يقول عنها مونطالبان إنها‬ ‫تعد من األهمية بمكان من الناحية التاريخية واألركيولوجية‪.‬‬

‫إذا كان أسالفنا الكرام قد قدموا الغالي والنفيس من أجل‬ ‫مدينة تطاوين لكي تبدو عالية الرأس في الميدان الثقافي‬ ‫والحضاري‪ ،‬فإن أقل ما يمكن أن نقوم به نحن اليوم هو لفت‬ ‫االنتباه إلى ما حل ويحل لمعالم مدينة تطاوين التراثية من‬ ‫ضياع وتخريب وتهميش مفتعل من قبل مندوبية الثقافة في‬ ‫هذه المدينة‪ .‬وإذا كان المصريون قد حافظوا على تراثهم‬ ‫الحضاري الذي يقدر عمره بخمسة آالف ‪ 5000‬من السنين‪،‬‬ ‫فلماذا ال نستطيع نحن التطوانيون الحفاظ على تراثنا الذي‬ ‫ال يزيد عمره عن بضع مئات من السنين؟!! ومن بين هذه‬ ‫المعالم التاريخية التي تستغيث‪ ،‬والتي بات من الضروري‬ ‫إخراجها للوجود وجعلها مزارا للباحثين والدارسين (معلمة‬ ‫سجن المطامير) التي تعد من أهم المعالم التاريخية بتطوان‬ ‫بما تحويه من أسرار وكنوز لو علم بوجودها السياح لجاءوها‬ ‫من كل حدب وصوب (وخاصة سياح إسبانيا والبرتغال)‪.‬‬

‫يقول الكاتب اإلسباني جيلرمو بوسطوس (‪Guillermo‬‬ ‫‪ )Bostos‬متحدثا عن معلمة سجن المطامير ‪ :‬ال توجد عندنا‬ ‫حقائق كافية عن بداية هذه المطامير‪ ،‬كما أن هذه المطامير‬ ‫كانت في الزمن الماضي تجاورها ساحة‪ ،‬فالمنازل الموجودة‬ ‫اآلن المقابلة لها لم تكن موجودة‪ .‬أما ليون اإلفريقي‪ ،‬الحسن‬ ‫الوزان‪ ،‬صاحب كتاب “وصف إفريقيا” الذي كان يعاصر حفيد‬ ‫المنظري (مجدد بناء مدينة تطواين) فقد قال لنا أنه شاهد‬ ‫ثالثة آالف أسير يلبسون قشاشيب صوفية يشتغلون في‬ ‫النهار والليل ينامون في هذه المطامير‪ ،‬يحملون األصفاد في‬ ‫أرجلهم‪ ،‬وكان عدد األسرى يفوق عدد سكان مدينة تطاوين‬ ‫في عهد المنظري‪ ،‬وكان في المدينة سوق ضخم للعبيد عرف‬ ‫رواجا منقطع النظير في القرن السادس عشر والسابع عشر‪،‬‬ ‫ويقول الراهب كونظريراس (‪ ،)Contereras‬وهو الذي كانت‬ ‫ترسله عائالت األسرى إلى تطاوين ليفتدي اسراهم بالمال‪،‬‬ ‫ويقول هذا الراهب إن عدد األسرى كان يفوق خمسة آالف‬ ‫أسير‪ ،‬وبعد هذا بثالث سنوات تأتي المصادر البرتغالية لتقول‬ ‫بأن عدد األسرى في تطاوين يقدر بـ ‪ 300‬أسير‪ ،‬وليس من‬ ‫الضروري أن يظل في هذه المطامير نفس العدد من األسرى‬ ‫دون أن ينقص خصوصا إذا كنا نعلم أن تطوان كان فيها‬ ‫سوق للعبيد‪ ،‬وأن هؤالء األسرى كانوا يباعون مثل العبيد‪ .‬زد‬ ‫على ذلك أقارب األسرى الذين كانوا يرسلون بعض الرهبان‬ ‫بالمال ليفتدوهم‪ ،‬فالعدد إذن كان يزيد وينقص‪ .‬لم يكن‬ ‫سجن المطامير كله موجودا في أيام المنظري‪ ،‬وخاصة الجناح‬ ‫الذي كان يشمل المنابر والكنائس الصغيرة‪ .‬وفي سنة ‪1548‬‬ ‫جاء إلى تطوان الراهب كونطريراس وكانت هذه هي المرة‬ ‫الثانية التي يزور فيها تطوان‪ ،‬أقصد المطامير‪ ،‬ولم يصل هذا‬ ‫الراهب باألسرى في المطامير ألن الكنائس لم تكن بعد قد‬ ‫بنيت فيها‪ .‬ويقول جيلرمو صاحب كتاب “المورسكيون في‬ ‫المغرب”‪ ،‬توجد ثالثة كنائس في داخل هذه المطامير عبارة‬ ‫عن ثالث حجرات بعضها كان لها منفذ لالتصال بحجرات‬ ‫أخرى‪ ،‬وآخر هذه الحجرات استعملت فيما بعد للمساجين‬ ‫من أهل المدينة‪ ،‬وقد علق أحد الرهبان على الحالة المزرية‬ ‫التي كان يعيشها األسرى في هذه المطامير‪ :‬في النهار كانوا‬ ‫يشتغلون‪ ،‬وفي الليل كانوا ينامون في هذه المطامير‪ ،‬يحفهم‬ ‫البرد القارس‪ ،‬وحتى المرضى منهم كانوا يشتغلون‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫هذا الكالم فيه شيء من التعصب خصوصا عندما يقول إن‬ ‫المسؤولين عن هذه المطامير لم يفرقوا بين الشيخ والغالم‪،‬‬ ‫والمرأة والرجل‪ ،‬الجميع كان يحمل األصفاد ولم تقدم لهم‬ ‫اإلسعافات عندما يمرضون‪ ،‬وهذا كالم ال يقبله العقل‪ ،‬ألن‬ ‫هؤالء األسرى كانوا يباعون في األسواق‪ ،‬فهم سلعة يراد بها‬ ‫الربح ال الخسارة‪ ،‬وأن مدخول تجارة هؤالء األسرى والعبيد‬ ‫كان يساهم في اقتصاد المدينة‪ ،‬فكيف يمكن والحالة هذه‬ ‫أن يتعرض األسرى لعدم الرعاية الصحية؟!!‬

‫ولم تكن المطامير وحدها مكانا لألسرى‪ ،‬بل كانت‬ ‫بعض البيوت التطوانية تستقبل ه��ؤالء األس��رى الذين‬ ‫يقومون بدورهم بما تتطلبه تلك البيوت من أشغال‪ .‬ومن‬ ‫بين الذين كانوا يتاجرون في األسرى رجل كان يسمى بوردن‬ ‫(‪ ،)Bordn‬وذلك في بداية القرن السابع عشر وبالضبط في‬ ‫سنة ‪1607‬م وفي ‪1609‬م‪ ،‬و‪1614‬م‪ ،‬ولم يكن المسؤولون‬ ‫في هذه المطامير يسألون هؤالء األسرى عما يحسون‪ ،‬وفيما‬ ‫يرغبون‪ ،‬وإذا سقط أحد منهم على األرض وقت العمل‬ ‫ضربوه بالعصا حتى يقف‪ ،‬وتخيل الحرارة والبرودة داخل‬ ‫هذه المطامير!! وكيف كان يحس بهما األسرى‪ .‬كثير منهم‪،‬‬ ‫كما تقول المصادر اإلسبانية‪ ،‬يقول جيلرمو قبل وبعد أن‬ ‫يفتديهم أقاربهم يموتون‪ ،‬وقد اشترى الراهب كونطريراس‬ ‫من المسؤولين قطعة أرض خصصت لدفن موتى هؤالء‬ ‫األسرى المسيحيين‪ ،‬ويضيف كونطريراس قائال ‪ :‬إن هذه‬ ‫األرض توجد بجوار مقبرة المسلمين وأطلق عليها اسم‬ ‫سلرولينو (‪ ،)Celrollino‬وفي سنة ‪ 1579‬وجدت حاالت من‬ ‫الذين عاكسهم الحظ فماتوا في تطوان بعد أن دفعوا واجب‬ ‫حريتهم‪ ،‬ويصف الراهب ذيسكرسيادوس( (�‪Desgrecea‬‬ ‫‪ ،)dos‬تلك اللحظة المؤلمة التي كان يراها في عيون األسرى‬ ‫الذين كانوا يرون زمالءهم الذين أفرج عنهم يودعونهم‬ ‫والدموع تنهمر من عيونهم‪ ،‬بالموقف الدرامي‪ ،‬وفي سنة‬ ‫‪ 1661‬جاء راهب آخر يدعى (‪ )Meteo‬ودفع لحراس المطامير‬ ‫ريالين لكي يسمح له بالنزول والدخول كي يصلي بالمساجين‬ ‫المسيحيين في كنيسة المطامير‪ .‬وجاء بعض الرهبان في سنة‬ ‫‪ 1645‬ونزلوا إلى المطامير‪ ،‬وكم كانت فرحة األسرى عظيمة‬ ‫عندما شاهدوا رهبانهم وقد جاؤوا خصيصا إلحياء عيد رأس‬ ‫السنة (‪ )La Semana Santa‬داخل المطامير وقدم هؤالء‬ ‫إلى األسرى اللحم والسمك والخبز والحلوى والشراب وما يلزم‬ ‫إلحياء الحفل الديني‪ ،‬وكان ما أنفق على هذا يقدر بـ ‪ 136‬رياال‬ ‫فضيا وهو مبلغ كبير جدا‪.‬‬

‫سجن المطامير‪ ،‬يظهر منه البئر الذي كان يشرب منه األسرى‬ ‫ولما جاء جيلرمو بوسطوس (‪ )Gullermo Bostos‬إلي‬ ‫كلية اآلداب بتطوان ليشارك في إحدى الندوات التاريخية‪ ،‬كان‬ ‫لي الشرف في مناقشة بعض من شاركوا فيها‪ ،‬ومن بينهم‬ ‫الكاتب اإلسباني جيلرموا الذي طرحت عليه سؤاال في موضوع‬ ‫المطامير يتعلق بافتداء األسرى‪ :‬قلت في كتابك (المورسكيون‬ ‫في المغرب) إن الراهب كونطيراس دفع مبلغ ‪ 180‬رياال فضيا‬ ‫الفتداء بعض األس��رى‪ ،‬أريد أن أعرف كم كان عدد هؤالء‬ ‫األسرى الذين دفع فيهم الراهب هذا المبلغ؟!! فظل األستاذ‬ ‫مبهوتا ولم يجبني عن سؤالي‪.‬‬ ‫بقي أن أشير إلى أن الكنائس الموجودة في المطامير‬ ‫بنيت في الثلث األخير من القرن ‪ ،XVI‬ويقدر ارتفاع هذه‬ ‫المطامير بستة أمتار‪ ،‬وقد أنفق الرهبان على بعض الرسوم‬ ‫والصور في إحدى المعابد بالمطامير ما قيمته ‪ 168‬رياال‬ ‫فضيا‪ ،‬وهو مبلغ ضخم‪ ،‬والصور التي كانت تمثل القديسة‬

‫مرسيدس( (‪ )Mercedes‬والقديس سان بيدرو (�‪San Pe‬‬ ‫‪ ،)dro‬وتوجد في هذه المطامير (مع كامل األسف) حفرة‬ ‫يتسرب منها الماء من أحد المنازل‪ ،‬أما مدخل هذه المطامير‬ ‫فيوجد بحي المطامير في المدينة العتيقة‪ ،‬وقد أخذ هذا‬ ‫الحي اسمه من هذه المعلمة التاريخية‪ ،‬فأصبح يعرف بحي‬ ‫المطامير‪ ،‬وبه يوجد مدخل لهذه المعلمة من األرض عبارة‬ ‫عن رخامة‪ ،‬وبالذات أمام (درج الغياطين)‪ ،‬والطريق الذي يصل‬ ‫بك إلى زاوية سيدي علي بن ريسون‪ ،‬كما يوجد مدخل آخر‬ ‫بالقرب من حمام (مدينة)‪ ،‬وآخر بحي الوسعة‪ ،‬ولكن جميع‬ ‫هذه المداخل أقفلت‪ ،‬كما أن هناك أيضا مدخل من إحدى‬ ‫المنازل التي توجد فوق سجن المطامير‪ ،‬وكانت في هذه‬ ‫المطامير أيضا حجرات تستغل لتخزين ما يلزم السكان من‬ ‫حاجياتهم وأغراضهم مقابل دفع قليل من المال للمسؤولين‪،‬‬ ‫وصرح الكاتب كوميز مورينو (‪ )Gomez Moreno‬الذي نزل‬

‫إن جزءا كبيرا من هذه المطامير قد ضاع بسبب بناء‬ ‫بعض المنازل على مساحتها‪ .‬إن الحجرة التي تحمل رقم ‪ 1‬في‬ ‫التصميم سعتها ‪ 5‬أمتار‪ ،‬أما سقف هذه المطامير فهو على‬ ‫شكل قباب‪ ،‬وهذا ما يضفي عليها جماال ويشوق الباحثين‬ ‫والفضوليين إلى مشاهدتها‪ .‬ويقول الصحافي اإلسباني‬ ‫كوميز الذي زار المطامير‪ :‬إن الحجرة رقم ‪ 28‬والحجرة رقم ‪36‬‬ ‫لهما ممر يؤدي إلى الحجرتين ‪ 46‬و ‪ ،2‬أما قوس الحجرتين‬ ‫‪ 37‬و ‪ 38‬فيؤدي إلى الحجرتين رقم ‪ 39‬و ‪ ،40‬أما حجرة ‪47‬‬ ‫فتصل بحجرة ‪ ،27‬ويقول مونطالبان إن قوس ‪ 37‬وقوس‬ ‫‪ 38‬قد رمما ووقع عليهما إصالح‪ ،‬أما حجرة ‪ 39‬فتشبه كنيسة‬ ‫صغيرة‪ ،‬كذلك رقم ‪ ،40‬أما ‪ 41‬فيوجد فيها منبر‪ ،‬وقد وقع‬ ‫إصالح في قوس ‪ 30‬فبنى حائط بجانبه لكي يتوسد عليه‪.‬‬ ‫أما حجرة رقم ‪ 45‬فيوجد بها ردمة منزل يوجد فوقها‪ ،‬أما أهم‬ ‫األماكن المسيحية فهي ‪ :‬رقم ‪ ،1 – 39 – 36 – 5 – 2‬أما‬ ‫الذي وضع تصميم هذه المطامير فهو المهندس اإلسباني‬ ‫كارلوس أبيطو في عهد الحماية‪ .‬أما مونطالبان الباحث‬ ‫اإلسباني فقد كلف بتنظيف المطامير سنة ‪ ،1921‬ويرجع إليه‬ ‫الفضل في اكتشاف بعض الحجرات والغرف التي كانت مغلقة‪،‬‬ ‫وكانت هذه المطامير في القرن ‪ XIX‬تستعمل في تخزين‬ ‫عبيد التجارة السود الذين ال عالقة لهم بالقرصنة والحروب‪،‬‬ ‫بقي أن نشير إلى أن هذه المطامير كان فيها ثالثة أنواع من‬ ‫األسرى في فترات ‪ - 1 :‬أسرى الجهاد البحري الذي كان يقوم‬ ‫به أسطول المنظري على السواحل ضد السفن اإلسبانية‬ ‫والبرتغالية‪ ،‬وأسرى المجاهد العياشي السالوي الذي كان‬ ‫يرابط بأسطوله في سال‪ - 2 ،‬أسرى معركة وادي المخازن‬ ‫الشهيرة‪ 3- ،‬العبيد السود المغاربة ليكونوا خدما وحشما في‬ ‫قصور ومنازل علية القوم‪ ،‬وكان لهؤالء العبيد واألسرى تجار‬ ‫وسماسرة‪ ،‬فباإلضافة إلى التاجر بوردن الذي ذكرناه‪ ،‬كان‬ ‫هناك تجار آخرون‪ ،‬وفي سنة ‪ 1548‬كان في تطوان التاجر‬ ‫اليهودي إسحاق بن فريمي وكان من وجهاء يهود تطوان‪،‬‬ ‫وكان يتحكم في ‪ 20%‬من تجارة هؤالء األسرى‪.‬‬

‫ولنعد إلى حجرات هذه المطامير فقد اعتقد مونطالبان‬ ‫أنه رأى في حجرة ‪ ،36‬صليبا التينيا مع أربعة أقواس في مربع‬ ‫رسم يوجد في المربع ‪ 2‬وآخر مع صورة في رقم ‪ 3‬الذي يؤدي‬ ‫إلى مكان التعبد في حجرة ‪ 5‬التي كانت تعتبر مكانا مقدسا‬ ‫تقام فيه الصلوات‪ ،‬أما حجرة رقم ‪ 7‬فكانت خاصة بالراهب‪،‬‬ ‫أما غرفة رقم ‪ 6‬فكانت حجرة االعترافات الدينية المسيحية‪،‬‬ ‫وتأتي حجرة رقم ‪ 12‬التي كانت عبارة عن تحفة زينت بالزليج‬ ‫األسود واألبيض ترجع قيمته التاريخية إلى القرن ‪ ،WVI‬وفي‬ ‫سنة ‪ 1795‬أطلق موالي سليمان سراح األسرى الذين كانوا‬ ‫في هذه المطامير‪ ،‬ومن ذلك التاريخ لم تعد هذه المطامير‬ ‫كمكانللسجن‪.‬‬

‫وأتساءل بعد هذه الجولة المتواضعة الشيقة الممتعة‬ ‫في أغوار وأسرار هذه المعلمة التاريخية الهامة التي طواها‬ ‫النسيان والتهميش من قبل وزارة الثقافة‪ ،‬فعن أي ثقافة‬ ‫تتحدث وزارة الثقافة؟!! إذا لم تهتم بمعالمنا الحضارية‬ ‫والتراثية وتخرجها للوجود؟!! ما سر هذا التكاسل وهذا‬ ‫التهميش المفتعل من قبل مندوبية الثقافة في هذه‬ ‫المدينة؟!! إنها تهتم فقط بمهرجان عيد الكتاب وقد فاتها‬ ‫بأن اإلهتمام كان ينبغي أن يكون أوال بالمعالم التراثية لهذه‬ ‫المدينة ففيها تكمن أسرار حضارتنا وثقافتنا‪ ،‬فالسائح عندما‬ ‫يزور بالدنا يأتي مدفوعا بحب االستطالع يريد معرفة تراثنا‬ ‫وحضارة بالدنا فماذا قدمنا له؟!! ثم إن هذه الصيحة كان‬ ‫ينبغي أن يقوم بها البرلمانيون الذين يمثلون هذه المدينة‪،‬‬ ‫والذين همهم الوحيد النوم تحت قبة البرلمان وليس الدفاع‬ ‫عن مصالح هذه المدينة ومصالحها التراثية‪ ،‬فإذا أخرجنا‬ ‫معلمة سجن المطامير للوجود‪ ،‬أمكن لمدينة تطاوين‬ ‫أن تنافس مدينة مراكش وغيرها من المدن في الحركة‬ ‫السياحية‪ ،‬ووقتها يصح لنا أن نقول أن تطاوين تعد مدينة‬ ‫سياحية‪ .‬آمل أن تحظى هذه الصيحة باهتمام وزارة الثقافة‬ ‫وتطلق سراح (معلمة سجن المطامير) بتطاوين‪.‬‬ ‫وإلى اللقاء يا معشر األصدقاء في موضوع آخر‬

‫* باحث في المعالم التراثية لمدينة تطاوين‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫• وصف افريقيا‪ ،‬ليون اإلفريقي‪ ،‬الحسن الوزان‪.‬‬ ‫‪• El Mandari el Fundador de tetouan. (Guill‬‬‫‪ermo lostos).‬‬ ‫تصميم معلمة سجن المطامير‬

‫‪• Los Marruescos en tetouan. ( Guillermo‬‬


‫العدد ‪812‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫حضور المرأة في القصة المغربية القصيرة‪..‬‬ ‫تأمالت في الصورة والسمات‬ ‫‪1‬‬ ‫تعدّ قضية المرأة من القضايا التي شغلت اهتمام‬ ‫ُكتّاب القصة القصيرة بالمغرب‪ ،‬إذ حظيت هموم المرأة‬ ‫وأوضاعها في المجتمع بحضور الفت في عديد من‬ ‫التجارب القصصية المغربية‪.‬‬ ‫والستجالء أشكال حضور صورة المرأة في القصة‬ ‫القصيرة بالمغرب وسماتها‪ ،‬فقد انتقيت ثالث مجموعات‬ ‫قصصية حديثة هي‪ ،‬حسب ترتيب تواريخ صدورها‪“ :‬بأمر‬ ‫من موالنا السلطان” لألديبة مريم بن بخثة (دار الوطن‪-‬‬ ‫الرباط‪ /‬نونبر ‪ ،)2012‬و”‪ ...‬إلخ” للقاص المهدي نقوس‬ ‫(منشورات رابطة أقالم أحمر‪ -‬اليوسفية‪ ،)2014 /‬و”وداعا‬ ‫شوبنهور” لألديب القاص عبد السالم الجباري (سليكي‬ ‫أخوين‪ -‬طنجة‪ /‬فبراير ‪...)2015‬‬ ‫وإن هذا االختيار يعود إلى ما الحظته من حضور‬ ‫وهيمنة للمرأة في المجموعات الثالث‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فما‬ ‫الصورة أو الصور التي صاغتها هذه القصص القصيرة‬ ‫للمرأة؟ وما سماتها؟‬

‫‪2‬‬

‫تتعدد صور حضور المرأة في قصص المجموعات‬ ‫الثالث‪ ،‬موضوع هذا المقال‪ ،‬بتعدد الوظائف واألدوار‬ ‫التي أسندها إليها كل كاتب؛ فمن دور المرأة ‪ -‬األم التي‬ ‫تسهر على تربية فلذات أكبادها وتعطف عليهم‪ ،‬إلى‬ ‫المرأة ‪ -‬الزوجة التي تتولى تدبير شؤون البيت ورعاية‬ ‫زوجها‪ ،‬فالمرأة األرملة التي تكابد من أجل التغلب على‬ ‫تكاليف الحياة بعد غياب الزوج‪ ،‬ثم إلى المرأة – العاشقة‬ ‫‪ /‬المعشوقة ‪ -‬المومس‪ -‬الصديقة التي تبادل اآلخر ‪/‬‬ ‫الرجل مشاعر ملتهبة وال تتوانى عن الدخول في أساليب‬ ‫ماكرة وغاوية من أجل اإلطاحة بغريمها‪ ،‬إلى الموظفة‬ ‫التي ال تجد أي حرج في الكالم الفارغ على حساب الوقت‬ ‫الرسميلعملها‪...‬‬ ‫تتضمن مجموعة “بأمر من موالنا السلطان” ‪12‬‬ ‫قصة قصيرة‪ ،‬للمرأة نصيب وافر من الحضور في هاته‬ ‫القصص؛ ففي قصة “حب مجنون”‪ ،‬يقول السارد‪“ :‬مرام‬ ‫فتاة جميلة جدا تقطع األنفاس‪ ،‬بتصميم جسدها‪ ،‬الذي‬ ‫كان وكأنه قطع فنية اختيرت بدقة وفن‪ ،‬تناهز العشرين‬ ‫ونيفا‪ ،‬وشعر أسود كثيف كليل طويل‪ ،‬طويل (‪ )....‬التقى‬ ‫أحمد الفتى بمرام في ملتقى سياسي فأغرم بها‪ ،‬أضحى‬ ‫ظلها الذي يالزمها‪ ،‬أينما حلت وارتحلت‪ ،‬وسط الجموع‬ ‫من أصحابهما في معهد الفنون الجميلة‪ ،‬حيث كان فنانا‬ ‫وكانت مبتدئة‪ ..‬كان يتسلل بينهم حتى يكون قربها‪..‬‬ ‫كانت كنجمة تضيء ما حولها‪ ،‬وهو كان كسفينة وجدت‬ ‫مرفأها” (ص ‪ .)19‬وفي قصة “ساعة الحقيقة”‪ ،‬يقول‬ ‫الراوي‪“ :‬بدأت وطأة زحمة الشارع الكبير المعتادة كل‬ ‫مساء تخفّ‪ ،‬عندما أرخى الليل سدوله‪ .‬بين الممرات‪ ،‬كان‬ ‫الراجلون يغدون خطوهم‪ ،‬مولين نحو مالذهم الليلي؛‬ ‫لكن عند منتصف الشارع عند الزاوية اليمنى‪ ،‬كانت الحياة‬ ‫تدبّ فيه من جديد بعد سكون النهار‪ .‬قلة من المارين‬ ‫كانت تقترب منه‪ ...‬نساء بصدور بارزة قلما تختفي‬ ‫تحت ألبسة لم تستطع ستر إال قلة من لحم بارز مكتنز‪،‬‬ ‫تطايرت أبراجه من كل حدب وصوب‪ ،‬قهقهات تكسر‬ ‫سكون ليل خجول”‪( .‬ص ‪ .)37‬وفي قصة “هل سيعود؟”‪،‬‬ ‫يروي السارد عن محنة امرأة هجرها زوجها الذي شاءت‬ ‫األقدار أن يتعرض لحادثة شغل تسببت له في إعاقة‪،‬‬ ‫وأيضا غاب عنها ابنها البكر‪“ :‬أمطرت غزيرا عيناها (‪)...‬‬ ‫حاولت أن تتظاهر بالصالبة خلف شالل الدموع‪ ،‬بكلمات‬ ‫مقتضبة بدأت الحكاية‪ :‬هل هي‪ ،‬حقا‪ ،‬حكايتها وحدها أم‬ ‫هي مأثورة تتوارثها كل النساء‪ ،‬لعنة تعيشها بنات حواء؟”‬ ‫(صص ‪ ..)75 74-‬تقول الزوجة المكلومة عن غياب‬ ‫زوجها عن البيت‪ )...(“ :‬كنت جريحة ال أقوى إال على هذه‬ ‫األسئلة الحمقاء تطاردني كظلي؛ فال أشعر إال بالخواء‬ ‫والضياع‪ ...‬لكن فكرة واحدة طرأت جعلتني أنتفض‬ ‫من غفوتي‪ ،‬وأسترجع بعضا من قوتي‪ .‬تذكرت أبنائي‬ ‫وحالهم‪ ،‬وما سيصيبهم لو ّ‬ ‫حل بي شيء‪ ،‬الضياع والتشرد‬ ‫مآلهم”‪( .‬ص ‪ ...)78‬ولعل ما يؤرق بال الزوجة هو أن‪ ،‬مثل‬ ‫ما ورد على لسانها‪“ ،‬تقاليدنا ال تتقبّل عمل المرأة‪ ،‬بعد‬ ‫غياب زوجها أو طالقها‪ ،‬وأن هذه مسؤولية وليّ أمرها؛‬ ‫أكان والدها أم أخاها أم غيرهما من عشيرتها” (ص ‪.)82‬‬ ‫وفي قصة “ذاكرة النسيان”‪ ،‬تروي الساردة عن عالقتها‬ ‫برجل مخاطبة إياه‪ ....“ :‬أنت كسرت حواجزي أنا‪ ...‬صهرت‬ ‫الجليد الذي كان يلفني‪ ...‬كان علي أن أحتاط منك؛ لكنني‬ ‫لم أفعل‪ ..‬خدعت بالبراءة في عينيك الودودتين‪ .‬لم أكن‬ ‫أعلم أنك قناص وأني فريستك”‪( .‬ص ‪.)65‬‬

‫‪13‬‬

‫وبين التعبير عن التعاطف االنحياز إلى جانب المرأة‬ ‫وقضاياها العادلة وتوجيه النقد القاسي إلى الكثير من‬ ‫سلوكاتها في الحياة اليومية‪ ،‬استطاعت المجموعة‬ ‫القصصية الموسومة بعنوان “‪ ...‬إلخ” للقاص المهدي‬ ‫نقوس والمتضمنة لـ‪ 20‬قصة قصيرة أن تخلق التوازن‬ ‫في الرؤية بخصوص قضية المرأة؛ ففي قصة “فصوص‬ ‫الغواية والفتنة”‪ ،‬يعلن السارد قائال‪“ :‬وألنهن هن هن‪...‬‬ ‫النساء القليالت العرض يمضين النهارات والليالي‬ ‫في تكحيل المآقي (‪ )....‬وألنهم هم هم شيوخ الرعب‬ ‫ينظرون‪ ،‬بعين الوجع وحرقة العطش‪ ،‬إلى عين تغمز (‪)...‬‬ ‫فيخفق لهم قلب (‪ )....‬فقد أفتوا بسترهن من ُقبل ومن‬ ‫دُبر‪ ،‬ولفهن من فوق ومن تحت‪ ،‬خشية فتنة” (صص‬ ‫‪ .)72 71‬وفي قصة “المدام ذات الكعب العالي”‪ ،‬يقدم‬‫السارد صورة مفارقة وساخرة عن امرأة تشتغل موظفة‬ ‫بإحدى اإلدارات العمومية‪ ...“ :‬وصلت المدام إلى المكتب‬ ‫في العاشرة إال ربعا‪ ،‬محمولة على إيقاع رنة كعب حذائها‬ ‫العالي‪ .‬بتؤدة‪ ،‬أخرجت مرآتها‪ .‬بتأن‪ ،‬بدأت تزيل الشعيرات‬ ‫الناشزة في قوسي الحاجبين‪ .‬وبأسى مكين‪ ،‬أخذت تمعن‬ ‫النظر إلى التجاعيد الناتئة على رقبتها‪ ،‬األخاديد التي لم‬ ‫تفلح المساحيق في محو أثالمها (‪ )....‬خرجت إلى المكتب‬ ‫المجاور عند زميلتها اليمين‪ ...‬حدثتها عن مشاكل الزوج‬ ‫واألبناء والخادمة‪ ،‬واسترسلت الدموع مدرارا‪ ...‬عادت‬ ‫إلى مكتبها‪ ،‬سوّت هيأتها‪ ،‬مسحت دموعها ومخاطها‪،‬‬ ‫كتبت كلمات على اآللة الكاتبة‪ ....‬دخلت إلى مكتب‬ ‫إحدى صويحباتها الشمال‪ ....‬تجاذبتا حديثا حول أحداث‬ ‫الحلقة الماضية من المسلسل التلفزيوني الذي تبثه‬ ‫قناة “روتانا”‪ ،‬واسترسلتا في بكاء مرير‪ ....‬في الزوال إال‬ ‫ربع‪ ،‬تأبطت حقيبتها اليدوية‪ ،‬همت بالخروج‪ ...‬احتج‬ ‫أحد المواطنين محتجا” (صص ‪ .)74 - 73‬وفي قصة‬ ‫“وليمة سقراط األخيرة”‪ ،‬يحكي السارد‪ ...“ :‬شيء وحيد‬ ‫لم يستعمله المعلم (سقراط) وهو على أبواب اآلخرة؛‬ ‫ال مآل الفلسفة‪ ،‬ألنه يعرف أي الرجال هم الذين لقنهم‬ ‫خلود المعرفة؛ وال مستقبل أثينا‪ ،‬ألن الديكتاتوريات‬ ‫تدول وتزول‪ ...‬بل عويل ونواح إكزانتيب‪ ،‬المرأة الشديدة‬ ‫التي كانت دائما تدلق عليه طست الغسيل وتردد في‬

‫وجهه األفطس‪ :‬أنت وتخريفاتك!!!” (ص ‪ .)62‬وفي قصة‬ ‫“سهرة مع الثعابين”‪ ،‬يقول السارد‪“ :‬خمسة كانوا‪ :‬امرأة‬ ‫مسترجلة لم يطرق أحد ّ‬ ‫قط باب عزلتها المزمنة‪ ،‬وال‬ ‫ناوش عنوستها المبكرة ابن أنثى‪ ،‬تعيد ترتيب حساباتها‬ ‫الخاسرة‪ ،‬مستعينة بالمساحيق الكثيفة لترسيم تضاريس‬ ‫فتنتها وإضفاء إيحاء شهويّ على هيأتها‪ ...‬وأربعة رجال‬ ‫متجهمو السحنات‪( .”....‬صص ‪ ،)56 55-‬ويضيف السارد‬ ‫في القصة نفسها‪ ...”:‬أداروا بعض األشرطة الغنائية في‬ ‫المسجلة‪ ...‬سايرت المرأة الخالسية اإليقاع على صينية‬ ‫الشاي وتصفيق الحاضرين؛ فيما تفرقع بحركات داعرة‬ ‫فقاعات من علكة فمها‪ ....‬ضبطتني أسترق النظر من باب‬ ‫الفضول المعرفي إلى فخديها‪ ..‬غمزتني‪ ،‬شهقت‪ ،‬ورفعت‬ ‫تنورتها قليال‪ ،‬وشرعت والشبق في عينيها تتلذذ بتعذيبي‬ ‫وإثارتي‪( .”.....‬ص ‪)57‬‬ ‫وفي مقابل تلك الصورة التي تلقي باللوم والنقد‬ ‫المبطن إلى فئة من النساء بسبب بعض مظاهر االعوجاج‬ ‫التي تسقطن فيها ويسلط عليها سهام النقد الحاد‪ ،‬نجد‬ ‫السارد في قصص أخرى وردت ضمن هاته المجموعة‬ ‫المتميزة يعلن انحيازه إلى المرأة ويبدي نوعا من التعاطف‬ ‫معها وينتصر إلى حق المرأة في الحياة الكريمة ويساند‬ ‫قضاياها؛ ففي قصة ‪ /‬أقصوصة “تضحية”‪ ،‬يقول السارد‪:‬‬ ‫“تخرج في الصباح بصدر بارز‪ ،‬وقوم ممشوق‪ ،‬ووجه متورد‪،‬‬ ‫وقلب سليم‪ ،‬متنقلة من حضن إلى حضن‪ ،‬ومن صدر إلى‬ ‫صدر‪ ،‬ومن ذراع إلى ذراع‪ ..‬في المساء‪ ،‬تؤوب بوجه ذابل‪،‬‬ ‫وصدر متهدل‪ ،‬وقامة منحنية‪ ،‬وقلب سقيم‪ ،‬متنقلة من‬ ‫لسان إلى عين‪ ،‬ومن عين إلى فم‪ ،‬ومن فم إلى أذن‪..‬‬ ‫إن الزمن لعنود لوام كنود‪ ..‬ال أحد يعترف بالتضحيات”‪.‬‬ ‫(ص ‪ .)77‬وفي قصة “الحمرية”‪ ،‬التي تتداول قصتها‬ ‫الرواية الشفهية الشعبية بقبيلة أحمر‪ ،‬يقول السارد‬ ‫واصفا هاته الشخصية غريبة األطوار‪ ...”:‬تحتفظ بسمات‬ ‫جمال‪ ،‬وقوة ال تزال‪ ...‬موسوم قدّها باالمتالء والنحافة‬ ‫من غير إفراط‪( .”....‬ص ‪ .)65‬وفي قصة “شرف”‪ ،‬يحكي‬ ‫الراوي‪“ :‬لكثرة ما شغل شرف المرأة وكرامتها ومستقبلها‬ ‫ووضعها تفكير الفقهاء‪ ،‬فقد اجتمعوا وحبروا (‪ )...‬وبعد كر‬ ‫وفر‪ ،‬أجمعوا على أن عقلها في حرّها؛ وحتى ال تشتهي‬

‫‪ -‬بقلم ‪ :‬عبد اهلل بديع‬

‫وال تتهيّج (‪ )....‬فقد أفتوا بختانها” (ص ‪ .)79‬إن القصة‬ ‫تنطوي على حس نقدي عال إلى طبيعة النظرة التي‬ ‫تختزنها فئة الفقهاء تجاه المرأة‪...‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬حرص القاص عبد السالم الجباري على‬ ‫أن يهدي مجموعة “وداعا شوبنهور” إلى “شجرة المعالي‪،‬‬ ‫والدتي‪ ...‬إلى نجاة‪ ،‬زوجتي”‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬تحظى المرأة في‬ ‫هذه المجموعة بحضور الفت ومتعدد؛ فإلى جانب اإلهداء‬ ‫السالف الذكر الذي صدر به الكاتب المجموعة‪ ،‬فإن‬ ‫قصصها تكاد ال تخلو من شخصية المرأة‪ .‬وإن السارد‬ ‫يركز‪ ،‬مثله مثل القاصين بن بخثة ونقوس‪ ،‬على المظهر‬ ‫الخارجي الفيزيائي للشخصيات النسائية؛ ففي قصة‬ ‫“خلف شجرة التوت”‪ ،‬يقول السارد‪ ...“ :‬قالت المرأة ذات‬ ‫البشرة البيضاء والصوت الجهوري‪( ”...‬ص ‪ .)16‬ويضيف‬ ‫السارد في القصة ذاتها‪“ :‬رفعت عن جبينها خصلة شعرها‬ ‫شديد السواد‪ ،‬احمر وجهها‪ ،‬أدخلت يدها‪( ”....‬ص ‪.)11‬‬ ‫وفي قصة “إياك أن تنسى لورا”‪ ،‬يقول السارد متحدثا‬ ‫عن بيكيطا ابنة لورا‪“ :‬وجنتاها موردتان مثل وجنتي‬ ‫أمها‪( ”....‬ص ‪ .)15‬وفي قصة “وداعا شوبنهور”‪ ،‬التي‬ ‫تحمل المجموعة كلها عنوانها (تتضمن المجموعة ثالثا‬ ‫وثالثين قصة قصيرة)‪ ،‬ورد في حوار على لسان شاكر‪،‬‬ ‫إحدى شخصيات القصة‪ -“ :‬انظر إلى كونتشيطا كم هي‬ ‫سعيدة‪ ،‬كم هي بيضاء‪ ،‬تأمل فستانها الرمادي المخطط‬ ‫باألخضر واألحمر‪ ،‬انظر‪( “ ....‬ص ‪ .)20‬وفي قصة “ميمي‪..‬‬ ‫الشيخ عاد”‪ ،‬يقول الراوي‪ ...“ :‬ميمي ال تكتمل عندها‬ ‫األنوثة حتى تشرب‪ .‬ساعتئذ‪ ،‬تتحرك نحو جسدها‪”.....‬‬ ‫(ص ‪ .)31 - 30‬وفي قصة “الطنبوري والكرسي”‪ ،‬يقول‬ ‫الراوي متحدثا عن امرأة ترافق زوجها الموظف (مدير‬ ‫مؤسسة تعليمية)‪ ،‬الذي أصيب بالعجز وأصبح يستعمل‬ ‫كرسيا متحركا‪ ...“ :‬قرب باب القاعة‪ ،‬كانت امرأة تجر عربة‬ ‫بعجالت أربع‪ .‬في وسط العربة‪ ،‬رجل لم يعد له بريق‬ ‫الحياة سوى الرحيل؛ هو جثة هامدة تتعب اآلخرين” (ص‬ ‫‪ .)42 41‬وفي قصة “المارشال”‪ ،‬يقف القارئ أمام نسوة‬‫عديدات ممن جعلن البغاء حرفة ‪ /‬مهنة لكسب العيش‪،‬‬ ‫ويتحدث السارد عن كل واحدة من هؤالء النسوة اللواتي‬ ‫وإن اختلفت ظروفهن؛ فإن القاسم المشترك الذي‬ ‫يجمعهن هو احتراف الدعارة بأحد البورديالت‪ .‬ويصف‬ ‫السارد كل واحدة منهن‪ ،‬ويقدم أوصافا لكل واحدة‬ ‫منهن‪ .‬والمالحظ هو أن األوصاف تركزت كلها حول‬ ‫المظهر الخارجي؛ وهو ما يدل على طبيعة النظرة التي‬ ‫يرى بها السارد ‪ /‬الرجل األنثى‪ -‬المرأة‪.‬‬ ‫تلكم كانت هي أهم أشكال وصور حضور المرأة في‬ ‫قصص المجموعات الثالث؛ فماذا عن سمات هذه الصور؟‬

‫‪3‬‬

‫ومن خالل تأمل تلك النصوص القصصية واستقصاء‬ ‫حضور صور المرأة داخلها‪ ،‬خلصت إلى أن الصور التي‬ ‫قدمتها تلك القصص عن المرأة في الحياة اليومية وفي‬ ‫الذهن والمخيلة تتسم بجملة من السمات؛ أبرزها‪ :‬الصبر‬ ‫أو القدرة على التحمل والتجلد؛ والجرأة واالنفتاح؛ والكفاءة‬ ‫والتحدي والقوة والصبر والمقاومة والنضال؛ والخداع‬ ‫والمكر والغدر والدهاء؛ والضعف واالنكسار؛ والحنان‬ ‫والرأفة؛ وغيرها من السمات‪ ...‬ولعل ما لفت انتباهي‬ ‫هنا هو سمة االلتباس التي تطبع عالقة المرأة بالرجل‬ ‫أو بباقي مكونات المجتمع‪ ،‬إذ إنها بدت في كثير من‬ ‫قصص تلك المجموعات الثالث ذات هوية هالمية؛ وهو‬ ‫ما يجعل عالقتها باآلخرين تتسم بااللتباس‪ .‬وإن الصور‬ ‫التي قدمها السادر ‪ /‬الساردون في هاته القصص‪ ،‬بكل‬ ‫السمات التي تطبعها‪ ،‬هي انعكاس واضح ومطابق لما‬ ‫يمور به المجتمع المغربي (والعربي في بعض الحاالت)‬ ‫من تناقضات وأعطاب ونجاحات وأفراح ومسرات‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫وإجماال‪ ،‬يمكن القول إن القارئ لهاته القصص‬ ‫يستطيع النفاذ إلى أعماق الشخصيات النسائية ودواخلها؛‬ ‫ألن تلك الصور وسماتها التي يقدمها لنا السارد ‪/‬‬ ‫الساردون في هاته القصص جاءت محملة بكثير من‬ ‫العواطف والمشاعر اإلنسانية الخفية والفياضة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تباين أساليب الكتابة القصصية‬ ‫لدى المبدعين الثالثة وتفاوتها في توظيف التقنيات‬ ‫القصصية واختالفها في جوانب محددة (اللغة‪ ،‬الحوار‬ ‫بنوعيه‪ ،) .....،‬فإن القاسم المشترك الذي يوحّد بين‬ ‫هاته التجارب القصصية الثالث يكمن في القدرة على‬ ‫النفاذ إلى أعماق الشخصيات القصصية واستنطاقها‬ ‫وكشف مخبوء بواطنها أمام القارئ‪ ،‬وخصوصا المرأة؛‬ ‫لتبدو‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬عارية أمام المرآة‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫انحراف الشباب‪ :‬مسؤولية من ؟‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد كنون احل�سني‬

‫إن األمم والمجتمعات ال تستطيع المحافظة على استمرار وجودها‬ ‫وتقدمها ورقيها إال بفضل إعداد أجيالها المتعاقبة اإلعداد السليم المتكامل‪،‬‬ ‫وبقدر ما تحافظ األمم والشعوب على تربية هذه األجيال على التمسك بدينها‬ ‫ومعتقداتها وأخالقها بقدر ما تحافظ على بقائها وعلو شأنها؛ لذلك وجهنا‬ ‫اإلسالم إلى االهتمام والعناية بالشباب وتنشئتهم تنشئة صالحة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الغالية وذخرَها الثمين‪ ،‬يكون خيرًا ونعم ًة‬ ‫فالشبابُ يُعتَبر ثرو َة األمّة‬ ‫حين يُستَثمر في الخير والفضيلةِ والبناء‪ ،‬ويغدو ضررًا مستطيرًا وشرًّا وبي ًال‬ ‫حين يفترسه الشرُّ والفساد‪.‬‬ ‫االنحرافُ في مرحلة الشّباب خطيرٌ ومخوِّف‪ ،‬فمنحرفُ اليوم هو مجرمُ‬ ‫الغدِ ما لم تتداركه ُ‬ ‫بالشباب والعنايةِ بشؤونهم‬ ‫عناية اهلل‪ ،‬وعلى َقدِر الرعاية‬ ‫ِ‬ ‫يتحدَّد مصيرُ األمّة والمجتمع‪.‬‬ ‫ولذلك حث نبينا على اغتنام مرحلة الشباب قبل المشيب‪ ،‬قال النبي لرجل‬ ‫وهو يعظه‪ْ :‬‬ ‫«اِغتَ ِنمْ خَمْسًا َقبْل خَمْس‪ :‬شَبَابك َقبْل هَرَمك‪ ,‬وَصِحَّتك‬ ‫َقبْل سَ َقمك‪ ,‬وَغِنَاك َقبْل َف ْقرك‪ ,‬وَ َفرَاغك َقبْل شُغْلك‪ ,‬وَحَيَاتك َقبْل‬ ‫مَوْتك»‪ .‬والغنيمة ال تكون إال لشيء يخشى فواته وضياعه إن لم يتدارك‬ ‫ويستغل‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن الواجب في هذه األمة مشترك بين المسلمين جميعا‪،‬‬ ‫شبابا وشيوخا‪ ،‬ولكن خص الشباب بالذكر ألنها مرحلة مهمة جدا في حياة‬ ‫المسلم نفسه‪ ،‬وفي حياة مجتمعه المسلم‪ ،‬فهم الذين يقومون بواجبهم بعد‬ ‫رحيل الجيل الذي سبقهم‪.‬‬ ‫ومن أجل هذا المطلب أرشدنا نبينا إلى سلوك الطريق النبوي في تربية‬ ‫هذا النشء‪ ،‬بدءا من اختيارك لزوجتك الصالحة المؤمنة التي تعتبر بحق هي‬ ‫المدرسة األولى لتربية النشء‪ ،‬إلى أن يكبر النشء من األوالد والفتيات ليقوموا‬ ‫بدورهم من جديد‪ .‬ولقد رسم النبي فيما رسم منهجًا واضحًا لآلباء والمربين‬ ‫لتربية شباب األمة المحمدية‪ ،‬ممث ًال في ابن عمه الغالم عبد اهلل بن عباس‬ ‫ات‪ْ :‬اح َف ْظ ال َّلهَ َي ْح َف ْظ َك‪،‬‬ ‫الم‪� ،‬إِ يِّن �أُ َع ِّل ُم َك َكل َِم ٍ‬ ‫رضي اهلل عنهما‪ ،‬حيث قال‪َ « :‬يا ُغ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تدْ ُه جُ َ‬ ‫ا�س َتعِنْ بِال َّلهِ‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ْت‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ا�س‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫هَ‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ا�س‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ْاح َف ْظ ال َّلهَ جَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تاهَ َك‪� ،‬إِ َذا َ�س�أَ ْل َت َ ْ‬ ‫وك ب َِ�ش ْيءٍ مَ ْل َي ْن َف ُع َ‬ ‫َو ْاع َل ْم �أَنَّ الأُ َّم َة َل ْو ْاجت َ​َم َع ْت َع َلى �أَ ْن َي ْن َف ُع َ‬ ‫وك �إِال ب َِ�ش ْيءٍ َقدْ َك َت َبهُ‬ ‫�ض َ‬ ‫�ض َ‬ ‫وك ِ�إال ب َِ�ش ْيءٍ َقدْ َك َت َبهُ ال َّلهُ‬ ‫وك ب َِ�ش ْيءٍ مَ ْل َي رُ ُّ‬ ‫ال َّلهُ َل َك‪َ ،‬و َل ْو ْاجت َ​َم ُعوا َع َلى �أَ ْن َي رُ ُّ‬ ‫ال�ص ُح ُف»‪.‬‬ ‫َع َل ْي َك‪ُ ،‬ر ِف َع ْت الأَ ْقلاَ ُم َو َج َّف ْت ُّ‬ ‫إن أول لبنة في بناء الشباب لبنة العقيدة السليمة وقوة اإليمان وصدق‬ ‫التعلق باهلل وحده‪ ،‬إن أولها حفظ اهلل بحفظ حقوقه وحدوده وحفظ أمره‬ ‫ونهيه‪ ،‬ومن ثم االستعانة به وحده في األمور كلها والتوكل عليه واليقين الجازم‬ ‫بأنه بيده سبحانه الضر والنفع‪ ،‬يأتي كل ذلك ـ أيها اإلخوة ـ ليكون دافعًا للشاب‬ ‫وهو في فورته وطموحه وتكامل قوته ليكون قوي العزيمة عالي الهمة‪.‬‬ ‫ثم ها هو نبينا الكريم صلوات اهلل وسالمه عليه ينادي شباب أمته جميعا؛‬ ‫ليوجههم إلى حفظ شهواتهم وغرائزهم حتى ال يسقطوا في وحل اإلثم‬ ‫والمعصية‪ ،‬قال رسول اهلل ‪َ « :‬يا َم ْع�شرَ َ َّ‬ ‫ا�ست َ​َط َاع ا ْل َب َاء َة َف ْل َيتَزَ َّو ْج؛‬ ‫ال�ش َب ِ‬ ‫اب‪َ ،‬منْ ْ‬ ‫َف ِ�إنَّهُ �أَ َغ ُّ‬ ‫ِال�ص ْو ِم؛ َف ِ�إنَّهُ َلهُ‬ ‫�ض ِل ْل َب�صرَ ِ َوَ�أ ْح َ�صنُ ِل ْل َف ْر ِج‪َ ،‬و َمنْ مَ ْل َي ْ�س َتطِ ْع َف َع َل ْيهِ ب َّ‬ ‫وِ َج ٌاء»‪.‬‬ ‫ومن المنهج النبوي في تربية الشباب ذكورًا كانوا أو ً‬ ‫إناثا قول الرسول ‪:‬‬ ‫«م ُروا �أَ ْو ُ‬ ‫َاء‬ ‫ِني‪َ ،‬و رْ ِ‬ ‫َاء َ�س ْب ِع ِ�سن َ‬ ‫ا�ض ُبوهُ ْم َع َل ْي َها َوهُ ْم �أَ ْبن ُ‬ ‫ِال�صال ِة َوهُ ْم �أَ ْبن ُ‬ ‫الدَك ْم ب َّ‬ ‫ُ‬ ‫َع�شرْ ٍ‪َ ،‬و َف ِّر ُقوا َب ْين َُه ْم يِف مْ َ‬ ‫ال َ�ضاجِ ِع»‪ .‬فالبرغم من أن ابن السابعة ليس مكل ًفا‬ ‫بالواجبات‪ ،‬ولكنه يؤمر بالصالة ألجل أن يعتادها ويألفها فتنطبع في ذهنه؛‬ ‫وذلك ألن الصالة فيها سر عظيم في تربية النشء على اإلسالم الصحيح‪ ،‬قال‬ ‫ال�صلاَ َة َتن َْهى‬ ‫تعالى في ذلك‪« :‬ات ُْل َما �أُوحِ َي �إِ َل ْي َك مِ نَ ا ْل ِكت ِ‬ ‫ال�صلاَ َة �إِنَّ َّ‬ ‫َاب َو�أَ ِق ِم َّ‬ ‫َعنِ ا ْل َف ْح َ�شاء َو مْ ُ‬ ‫ب َوال َّلهُ َي ْع َل ُم َما ت َْ�ص َن ُعونَ ‪ ،‬وقال عز وجل‪:‬‬ ‫الن َكرِ َو َلذ ِْك ُر ال َّلهِ �أَ ْك رَ ُ‬ ‫ري ٌة �إِ َّال َع َلى خْ َ‬ ‫ِني ا َّلذِينَ َي ُظ ُّنونَ �أَ َّن ُهم‬ ‫ال ِ‬ ‫ِال�ص رْ ِ‬ ‫ا�شع َ‬ ‫ب َو َّ‬ ‫ا�س َتعِينُو ْا ب َّ‬ ‫ال�ص َال ِة َو�إِ َّن َها َل َك ِب َ‬ ‫َ‬ ‫«و ْ‬ ‫ُّم َال ُقو َر ِّب ِه ْم َو�أَ َّن ُه ْم ِ�إ َل ْيهِ َراجِ ُعونَ »‪.‬‬ ‫وقوله ‪« :‬وفرقوا بينهم يف امل�ضاجع» أي‪ :‬ال تتركوهم ينامون تحت غطاء‬

‫ن ود‬

‫دي‬

‫نيا ‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫واحد أو على فراش واحد؛ خشية أن يطلع بعضهم على عورات بعض‪ ،‬فتقع‬ ‫الفتنة التي ال تحمد عاقبتها‪.‬‬ ‫ثم اعلم ـ أيها المربي وأنت أيها الشاب ـ أن تنشئة الولد أو البنت على‬ ‫طاعة اهلل ورسوله فيها األجر العظيم عند اهلل‪ ،‬وذلك حتى قبل أن يدخل الجنة‪،‬‬ ‫«�س ْب َع ٌة ُيظِ ُّل ُه ْم ال َّلهُ‬ ‫فروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي قال‪َ :‬‬ ‫يِف ظِ ِّلهِ َي ْو َم ال ظِ َّل �إِال ظِ ُّلهُ ‪ :‬الإِ َم ُام ا ْل َع ُ‬ ‫اب ن َ​َ�ش�أَ يِف عِ َبادَ ِة َر ِّبهِ‪ .»..‬قال‬ ‫ادِل‪َ ،‬و َ�ش ٌّ‬ ‫ابن حجر رحمه اهلل‪« :‬خص الشاب لكونه مظنَّة غلبة الشَّهوة لما فيه من ُقوَّة‬ ‫فإن مالزمة العبادة مع ذلك أشَدُّ وأَ ّ‬ ‫الباعث على متابعة الهوى‪َّ ،‬‬ ‫دل على غلبة‬ ‫التَّ ْقوَى»‪.‬‬ ‫أيها المسلمون‪ ،‬روى الترمذي عن ابن مسعود عن النبي قال‪« :‬ال تَزُ ُ‬ ‫ول‬ ‫آدَم َي ْو َم ا ْل ِق َي َامةِ مِ نْ عِ ْن ِد َر ِّبهِ َح َّتى ُي ْ�س�أَ َل َعنْ َخ ْم ٍ�س‪َ :‬عنْ ُع ُمرِ ِه فِي َم َ�أ ْفنَاه؟‬ ‫َق َد ُم ا ْبنِ � َ‬ ‫ِيما‬ ‫َو َعنْ َ�ش َبابِهِ فِي َم �أَ ْبال ُه؟ َو َمالِهِ مِ نْ �أَ ْينَ ْاكت َ​َ�س َبهُ ؟ َوفِي َم �أَ ْن َف َقهُ ؟ َوَ َما َذا َعمِ َل ف َ‬ ‫شَبَابهِ فِيمَ أبْالهُ؟))‪ .‬فأنت‬ ‫َع ِل َم؟»‪ ،‬فالشاهد من الحديث هو قوله ‪(( :‬وَعَنْ‬ ‫ِ‬ ‫ـ أيها المسلم ـ مسؤول أمام اهلل يوم القيامة عن هذا الشباب‪ ،‬وهو المرحلة التي‬ ‫يكون اإلنسان فيها قويًا فتيًا‪ ،‬ماذا عمل فيه؟ وبماذا استغله؟‬ ‫إن من يمعن النظر ويتأمل أحوال شبابنا اليوم يصاب بالدهشة وخيبة‬ ‫األمل يجد أمامه أنواعا من الشباب على طرق كثيرة من األهواء والفساد‬ ‫والضالل‪ ،‬فنجد أن بعضهم اهتموا بالتزين والتعطر حتى أفرطوا في ذلك‬ ‫فتشبهوا بالنساء‪ ،‬بل تدنى بهم الحال حتى لبسوا المالبس الرقيقة التي هي‬ ‫أقرب لألنوثة من الرجولة وتبع ذلك تسريحات الشعر فانعدمت في هؤالء معالم‬ ‫الذكورة وصفات الرجولة حتى أصبحت ال تفرق بينهم وبين النساء‪ ،‬فهذا واهلل‬ ‫من أعجب العجب ‪.‬‬ ‫وأين ذهب هؤالء من الوعيد الشديد للمتشبهين من الرجال بالنساء‬ ‫وبالعكس؟ قال ‪« :‬لعن اهلل المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن اهلل المتشبهات‬ ‫من النساء بالرجال»‪ ،‬فيا شباب اإلسالم من يصبر على لعن اهلل سبحانه وتعالى؟‬ ‫واللعن هو الطرد واإلبعاد عن رحمة اهلل‪.‬‬ ‫وبعض الشباب على العكس من هؤالء تماما يظنون أن الرجولة هي بأذية‬ ‫الخلق في الطرقات واألسواق والمنتزهات وتجدهم يمشون في األرض مرحا‬ ‫وكبرا وتيها‪ ،‬تعرفهم بسيماهم فوجوههم عابسة‪ ،‬وعيونهم بارزة‪ ،‬شعارهم‬ ‫الجفاء وقلة الحياء وعدم االحترام اآلخرين‪ ،‬والمجاهرة بشرب الدخان وما يتبعه‬ ‫من المسكرات‪ ،‬يحملون معهم ما يؤذون به خلق اهلل من كل آلة حادة‪ ،‬ووسيلة‬ ‫مؤذية‪ ،‬اليتوارون عن السرقة والقتل واالغتصاب‪ ،‬يعصون اهلل جهارا ويحسبون‬ ‫في القوة والتسلط رجولة وشهامة‪.‬‬ ‫وبعض الشباب همّه الوحيد هو مغازلة النساء في التلفون أو في الشارع‬ ‫أو في األسواق‪ ،‬ولو سئل هذا الخبيث‪ :‬أترضى أن يفعل هذا مع أمك أو أختك أو‬ ‫زوجتك أو إحدى قريباتك؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬فيكف إذاً يرضاه لغيره‪.‬‬ ‫وبعضهم تجد قبلته الكسل والخمول وهدفه المخدرات والخمور‪ ،‬يقضي‬ ‫يومه بين الدروب وقبالة األبواب‪ ،‬هذا هو الضالل البعيد شعاره الكسل وهدفه‬ ‫الخمول وإتالف العقل‪ ،‬ومعرفته منحصرة في أنواع الخمور والمخدرات‪ ،‬هكذا‬ ‫حياته ال يدري لم خلق‪ ،‬وال يفكر حتى أن يصلي‪ ،‬أو يساعد والديه‪ ،‬لكنه كما‬ ‫قال عنه وعن أمثاله‪« :‬جيفة بالليل وحمار بالنهار‪ ،‬عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر‬ ‫اآلخرة»‪..‬‬ ‫وبعض الشباب من المثقفين ولكن بغير الثقافة الدينية تجده يزدري‬ ‫الناس وباألخص المتدينين وتجده يتندر بذكرهم في المجالس بأنهم معقدون‬ ‫ومتشددون‪ ...‬الخ‪ ،‬ويظن نفسه أنه من أهل الوسط وأنه على الحق وما علم‬ ‫المسكين أنه من أصحاب الكمال المزيف الذي يتوصل من تمكن منه إلى أردأ‬ ‫األخالق وهو خلق الكبر‪ ،‬فالكبر كما أخبر ‪« :‬أنه غمط الناس (أي احتقارهم) وبطر‬ ‫الحق أي الصد عن قبول الحق»‪.‬‬ ‫وبعض الشباب يتأثر بوسائل التأثير الخاطئة التي تغرس في عقول الشباب‬ ‫أفكار منحرفة تتنافى مع قيم ومبادئ الدين اإلسالمي الحنيف وكذا مفاهيم‬ ‫مغلوطة عن قضايا المجتمع والوطن بغية إحياء الفتنة وقتل األبرياء‪ ،‬فيدعي‬ ‫اإلسالم وهو منه براء‪ ،‬ويدعي تطبيق مبادئه وهو يهدم معانيه وأساليبه‪،‬‬ ‫ينصاغ وراء اآلراء الخاطئة والمفاهيم المنحرفة ليستبيح القتل وسفك الدماء‬ ‫وتشريد األبناء وهدم الديار‪ ،‬يستنير بفتاوى الجهالء من أجل الجنوح إلى العنف‬ ‫والتخريب وإرهاب األفراد والجماعات وإشاعة الذعر والخوف في قلوب الناس مع‬

‫العلم أن اإلسالم قد أحاط الفرد بسياجات أمنية متعددة تهدف إلى تحصينه‬ ‫ضد ارتكاب الجريمة‪ ،‬منها السياج الذاتي المتمثل في مراقبة اهلل تعالى‪،‬‬ ‫والسياج األمني المتمثل بالعقوبة والخوف منها‪ ،‬والسياج االجتماعي من خالل‬ ‫نظرة المجتمع الذي يزدري الجريمة ويمقتها ويرى في مرتكبها الشذوذ عن‬ ‫المنهج والخروج عن الطريق السوي‪.‬‬ ‫إن مرحلة الشباب مرحلة مهمة جدا في حياة المرء المسلم‪ ،‬فبها ينجو من‬ ‫ن�سانَ َلفِي ُخ�سرْ ٍ �إِ َّال ا َّلذِينَ � َآمنُوا َو َعمِ ُلوا‬ ‫الخسران‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫«وا ْل َع�صرْ ِ �إِنَّ الإِ َ‬ ‫ا�ص ْوا ب حْ َ‬ ‫ال�ص حِ َ‬ ‫ِال�ص رْبِ» ‪ .‬فجنس اإلنسان في خسارة إال‬ ‫ال ِ‬ ‫ا�ص ْوا ب َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِال ِّق َوت َ​َو َ‬ ‫ات َوت َ​َو َ‬ ‫من اتصف باإليمان والعمل به‪ ،‬ثم الدعوة إليه‪ ،‬وأخيرًا الصبر على األذى فيه‪.‬‬ ‫فما واجبات الشباب اليوم؟ إنها كثيرة ومن أهمها‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬يجب على الشباب المسلم أن يعتني بتعلم العلم الشرعي بالقدر‬ ‫الذي يستقيم به دينهم وتصح به عبادتهم‪،‬فيجب عليهم أن يتعلموا التوحيد‬ ‫والعقيدة الصحيحة وما يخالفها من العقائد الفاسدة‪ ،‬كما يجب عليهم تعلم‬ ‫أحكام الصالة والصيام والزكاة والحج وأركان اإليمان الستة ومعرفة نواقض‬ ‫اإليمان‪ ،‬وذلك حتى يقيموا دينهم على أساس صحيح‪ .‬وإن الواقع ألليم يا أولياء‬ ‫األمور‪ ،‬إننا نرى شبابا قد بلغ السابعة عشر من العمر وهو على وشك أن ينتهي‬ ‫من دراسته الثانوية‪،‬ولألسف ال يعرف كيف يقرأ كتاب اهلل عز وجل‪ ،‬بل جلهم ال‬ ‫يعرف كيف يقرأ الفاتحة بصورة صحيحة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬على شباب المسلمين أن يرتبطوا بعلماء المسلمين من أهل السنة‬ ‫والجماعة‪ ،‬وأن يرتبطوا بكبارهم‪ ،‬فالناس ال يزالون بخير ما أخذوا العلم عن‬ ‫أكابرهم‪ ،‬فإن أخذوه عن أصاغرهم هلكوا‪ ،‬واألصاغر هم علماء السوء من أهل‬ ‫البدع والضالالت‪ .‬وإذا ما انفصل الشباب عن العلماء الربانيين وارتبطوا بعلماء‬ ‫السوء الذين يفتون بغير علم ويدعون إلى التطرف تلقفتهم التيارات المنحرفة‬ ‫من خالل الفضائيات أو اإلنترنت‪ ،‬فأصبحوا لقمة سائغة ألصحاب األغراض‬ ‫السيئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬على الشباب أن يجتنبوا أصدقاء السوء؛ ألنهم سبب لشقاء الشاب في‬ ‫دينه ودنياه‪ ،‬والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل‪.‬‬ ‫وأخيرًا‪ :‬يا أولياء األمور‪ ،‬يا معاشر اآلباء واألمهات‪ ،‬يا معاشر المعلمين‪،‬‬ ‫اتقوا اهلل في شباب اإلسالم‪ ،‬نشئوهم على طاعة اهلل ورسوله‪ ،‬كونوا لهم قدوة‬ ‫حسنة‪.‬‬ ‫فاألسر ُة تفقد دورَها وتضيِّع رسالتها إذا انصرَف اآلبا ُء عن أُسَرهم‪ ،‬وكان‬ ‫الحبل على الغارب لألوالدِ والتقصي ِر‬ ‫همُّهم األكبر توفيرَ مادّة الكسب مع ترك ِ‬ ‫في تربيتهم وعدم تخصيص وقتٍ لهم يمارسون فيه التوجيه والرعاية‪ .‬فكثير‬ ‫من اآلباء واألمهات يعتقد أن تربية األوالد مقتصرة على توفير حاجاتِ األوالد‬ ‫أكل وشُرب وكِسوةٍ وترفيه‪ ،‬أما ُ‬ ‫تربية األخالق وتهذيبُ السلوك وبنا ُء‬ ‫من ٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫الشخصية فليس بذي أهمية‪ ،‬وهذا خطأ بين واضح‪ ،‬قال تعالى‪َ « :‬يا �أ ُّي َها الذِينَ‬ ‫راع‬ ‫ا�س َو حْ ِ‬ ‫� َآمنُوا ُقوا �أَن ُف َ�س ُك ْم َو�أَهْ ل ُِيك ْم ن ً‬ ‫َارا َو ُقودُهَ ا ال َّن ُ‬ ‫ال َج َار ُة» ‪ ،‬وقال ‪« :‬والرجل ٍ‬ ‫ؤول عن رع َّيته‪ ،‬واملر�أة راعية يف بيت زوجها‪ ،‬وم�س� ٌ‬ ‫يف �أهله‪ ،‬وهو م�س� ٌ‬ ‫ؤولة‬ ‫اإلسالم مسؤول ٌة عن حمايةِ الشباب من االنحرافِ‪.‬‬ ‫في‬ ‫عن رعيتها»‪ .‬األسر ُة‬ ‫ِ‬ ‫راقبوا أبناءكم مع من يسيرون‪ ،‬ومتى إلى البيت يرجعون‪ ،‬تعاونوا مع‬ ‫المدارس في متابعتهم والسؤال عنهم وعن مستواهم الدراسي‪ ،‬ال تترك‬ ‫اإلنترنت عند ولدك أو بنتك في غرفته الخاصة أبدًا‪ ،‬بل راقبه واجعله في مكان‬ ‫يراه كل أفراد األسرة‪.‬‬ ‫أيها األب‪ ،‬ال تسرف على ولدك باألموال بحجة أنه كبر ومصاريفه قد زادت‪،‬‬ ‫فاألموال سبب لفساد األبناء‪ ،‬بل انظر ما يحتاجه واشتره له‪.‬‬

‫مناعة املر�أة ‪ ..‬تف�ضيل من هّ‬ ‫الل وم ّنة‬

‫إن اإلسالم دين الفطرة التي فطر اهلل عليها بني آدم؛ وهذه الفطرة تستلزم أن يكون ّ‬ ‫لكل ذكر أنثاه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫«ومِ ْن � َآياتِهِ �أَ ْن‬ ‫ولكل أنثى ذكرها يسكن إليها وتسكن إليه بالمودة والرحمة‪ ،‬مصدا ًقا لقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫ِكَ‬ ‫ةً‬ ‫ون»‬ ‫ر‬ ‫َك‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫َو‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ات‬ ‫آي‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫َي‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ُوا‬ ‫ن‬ ‫َ�س‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اج‬ ‫و‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ُ�س‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫َخل َ​َق‬ ‫ّ‬ ‫َكُ‬ ‫كُ‬ ‫كُ‬ ‫َكُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫زْ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ْ ٍ َ ُ َ‬ ‫َّ َ َّ َ َ ْ َ َّ يِ‬ ‫ْ َ ً‬ ‫ْ َ َ َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫(الروم‪ )21 :‬من هذا المنطلق الشرعي‪ ،‬فإن النساء شقائق الرجال في العبادات والمعتقدات والمعامالت‪،‬‬ ‫فلهن من الحقوق ما عليهن من الواجبات‪ ،‬مثلهن مثل الرجال‪ ،‬وهذا منسجم مع الفطرة التي خلقا‬ ‫عليها ولتعمير األرض واالستخالف فيها واستمرار الحياة على ظهرها‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫قِم َو ْج َهكَ لِل ِّدينِ‬ ‫«ف�أَ ْ‬ ‫ين ال َق ِّي ُم َولَكِ َّن �أَكْ رَ َ‬ ‫َحنِيفًا ْ‬ ‫ّا�س َعل َْي َها ال ت َْبدِيلَ خِ َ‬ ‫ث ال َن ِ‬ ‫ّا�س ال َي ْعل َُمون»‬ ‫لل ِْق اللهِ َذلِكَ ال ِّد ُ‬ ‫فِط َرة اللهِ ا َلتِي َف َط َر ال َن َ‬ ‫(الروم‪)30:‬‬ ‫إذا كان اإلسالم قد خص الرجال ببعض الحقوق قد يراها بعض الجهلة بالدين اإلسالمي سلبا‬ ‫لحقوق المرأة‪ ،‬فإنه قد رفع عن النساء في مقابل ذلك بعض الواجبات تحقي ًقا للعدل الذي قامت به‬ ‫السماوات واألرض‪.‬‬ ‫ال يوجد هناك تشريع كرم المرأة وأعزها كإعزاز التشريع اإلسالمي لها‪ ،‬فقد أوالها عناية بالغة في‬ ‫جميع أطوار حياتها‪ ،‬فهداها ووجهها لصالح دنياها وآخرتها‪ ،‬وبوأها مكانة عالية في مجتمعها اإلسالمي‪،‬‬ ‫بدون نقصان أو تهميش‪،‬‬ ‫فاعتبرها المدرسة األولى التي تساهم في تربية الناشئة وجعلها اإلسالم شريكة الرجل في أعباء‬ ‫«م ْن َعمِ لَ َ�ص حِ ً‬ ‫الا ّمِ ن َذكَ رٍ �أَ ْو‬ ‫الحياة في السراء والضراء بمنزلة الجسد الواحد‪ ،‬تحقيقاً لقول اهلل تعالى ‪َ :‬‬ ‫�أُن َثى َو ُه َو ُم ؤْ�مِ ٌن َف َلن ُْحي َِي َنّهُ َح َياةً َط ِّي َب ًة َو َلن َْجزِ َي َن ُّه ْم َ�أ ْج َر ُهم ِب�أَ ْح َ�سنِ َما كَ انُوا َي ْع َملُون» (النّحل‪ .)97:‬من هنا‬ ‫يكون العمل الصالح والجزاء اإللهي للرجل والمرأة أكبر دليل على تعاونهما وتكاملهما‬ ‫وإذا كانت المرأة بهذه الدرجة الرفيعة في اإلسالم‪ ،‬فإنه ينبغي عليها الحفاظ على هذه المنزلة‬ ‫التي أعزها بها وزيادة على ذلك‪ ،‬فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬وهو أهم حق من‬ ‫حقوق المرأة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الرّجل والمرأة نموذجان مختلفان في كثير من المجاالت‪ .‬من ناحية المظهر الخارجي‪ ،‬بمعنى‬ ‫وجود نموذجين من جنس اإلنسان لكل منها خصوصيات‪ ،‬تلك الخصوصيات من إعجاز اللهّ سبحانه‬

‫‪-‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد الشعري‬

‫�س ال َّذكَ ُر كَ الأُن َثى» (آل عمران‪ .)36 :‬إن هذه الجملة من اآلية‬ ‫وتعالى في خلقه‪ .‬يقول اهلل تعالى‪َ :‬‬ ‫«ول َْي َ‬ ‫الكريمة في سورة آل عمران‪ ،‬يتخذها العلماء المسلمون‪ ،‬كل حسب تخصصه‪ ،‬مجاال للتدبر والتأمل في‬ ‫خلق اهلل‪.‬‬ ‫من الناحية الفيزيولوجية‪ ،‬حاول العلماء إبراز خاصيات فضل اهلل بها المرأة وأعلى من شأنها‪،‬‬ ‫الستمرار النسل والحياة وإعطائها المكانة الفيزيولوجية المريحة‪ ،‬لهذه الوظيفة النبيلة‪.‬‬ ‫إن جهاز المناعة عند المرأة والرّجل يظهر تفضيل المرأة في هذا المجال الحيوي والصحي‪.‬‬

‫تعريف المناعة‪:‬‬

‫المناعة هي طريقة فيزيولوجية للكائن الحي‪ ،‬يدافع بها عن حياته ضد الغزاة من الجراثيم والسموم‬ ‫والخاليا السرطانية‪ .‬عدد هائل من الميكروبات لها تأثير مباشر على صحة اإلنسان‪ ،‬ومن الممكن لها‬ ‫أن تلحق به أضرارا وأمراضًا مختلفة ومتفاوتة الخطورة‪ .‬وإذا كان اإلنسان في أغلب أوقات حياته في‬ ‫صحة جيدة‪ ،‬فألنه في معظم الحاالت يقاوم جهازه المناعي الهجوم الخطير من الميكروبات والجراثيم‬ ‫والسموم‪.‬‬ ‫إن المناعة تنقسم إلى قسمين‪ :‬القسم األول مناعة طبيعية والقسم الثاني مناعة مكتسبة‪ .‬في‬ ‫القسم األول‪ ،‬يقاوم الكائن الحي بعض الميكروبات طبيعيا والقسم الثاني الكائن الحي يكتسب مناعته‬ ‫بواسطة اللقاح أو التلقيح أو بطريقة نشيطة بواسطة نظام مناعته المختص وغير المختص‪.‬‬ ‫إن جهاز المناعة عند المرأة جد متطور وأغلب الجزيئات العضوية التي تفرزها المرأة تأتي بواسطة‬ ‫تعبير جينات توجد بالصبغيّات الجنسية للمرأة‪.‬‬ ‫لقد برهنت النّتائج العلمية على تفضيل الجنس األنثوي من الناحية الصحية للمناعة‪ ،‬وهو كنز ال‬ ‫يقدر بثمن‪ ،‬وهذه منة من اهلل على المرأة لحماية نفسها وحماية جنينها‪.‬‬ ‫فإذا كان في اإلرث للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬فصحة المرأة من ناحية المناعة لألنثى مثل حظ‬ ‫الذكرين ‪.‬‬ ‫من بين ‪ 15172‬مريضا‪ ٪ 92 ،‬من الرجال و‪ ٪ 6.45‬من النساء مصابون بمرض فقدان المناعة‬ ‫المكتسبة‪ .‬هذا يبين فعالية المناعة عند المرأة‪ ،‬مقارنة مع الرجل والفرق شاسع بين الجنسين‪.‬‬


‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache7@hotmail.com‬‬

‫نوادر وطرائف من التراث العربي األصيل (‪)7‬‬ ‫ما أحوج المرء‪ ،‬في هذا الزمن الرهيب ذي الوجه الكئيب‪ ،‬إلى ما يبدد ظلمات غمه ويشع نورالبهجة في صدره‪ ،‬وهو يستمتع بقراءة ما سجله السابقون من مستملحات‬ ‫ونوادر وطرائف تعيد للنفس بعض االتزان‪.‬‬ ‫ومما يحفز القارئ على اقتناص فرصة شافية لتصفية المزاج‪ ،‬ما تزخر به خزانة الثقافة العربية من أمهات كتب أدبية وفكرية تتضمن كما هائال من النوادر والطرائف‪،‬‬ ‫المجسدة بشكل فني ساخر للحظات مشرقة تنطوي على فوائد ترفيهية ونقدية (اجتماعية‪ ،‬أدبية وسيا سية‪ ،)...‬ككتاب «األغاني» ألبي فرج اإلصفهاني‪ ،‬وكتاب «العقد الفريد»‬ ‫البن عبدربه‪ ،‬و «يتيمة الدهر» للثعالبي‪ ،‬و «المستطرف» لألشبيهي‪ ،‬و «نفح الطيب» للمقري‪ ،‬و«مروج الذهب» للمسعودي‪ ،‬و«المحاسن والمساويء» للبيهقي‪ ،‬و «عيون‬ ‫األخبار» البن قتيبة‪ ،‬و«صبح األعشى» للقلقشندي‪ ،‬وكتاب «األذكياء» البن الجوزي والجاحظيات عامة‪ ،‬وغيرها من الكتب والتراجم التي اليسع المجال لذكرها‪.‬‬ ‫وإحياء لهذا التراث الطريف التليد الذي يشخص لحظات عابرة عاشتها أقوام غابرة‪ ،‬نقدم للقارئ الكريم‪ ،‬وعبرسلسلة حلقات‪ ،‬باقة منتقاة من الطرائف والنوادرالتي‬ ‫اقتطفناها بعناية من حقل كتاب «أحلى الحكايا» وهو ـ من منشورات دارالكتب اللبنانية ـ لمؤلفه الباحث عبد األميرعلي مهنا‪ ،‬الذي يقول في مسك ختام مقدمة كتابه الذي‬ ‫أعده بأسلوب فكاهي ‪:‬‬ ‫«وتراثنا العربي مليء بالكتب التي تتناول الشخصيات الطريفة التي تدخل إلى األوساط الغنية المترفة واألوساط الفقيرة وقصور الملوك ومجالس الخلفاء والقادة‪ ،‬هذه‬ ‫الشخصيات التي وهبها الخالق البديهة والحساسية النقدية المرهفة التي تجعلها تلتقط أحداث الحياة وأحوالها العادية فتتحول على يديها إلى ضحك ونوادر مفعمة بروح‬ ‫النقد االجتماعي والخلقي واألدبي والسياسي‪.‬‬ ‫هذه الطرائف تصورلنا جوانب من الحياة االجتماعية عند العرب‪ ،‬أعددتها بأسلوب فكاهي شيق وممتع‪ ،‬آمال أن أكون وفقت إلى بعض مانشدت ومااجتهدت‪ ،‬واهلل الموفق»‪.‬‬ ‫وأملنا أن يستفيد الالحقون مما خلفه السابقون من نوادر وطرائف التخلومن فائدة‪.‬‬ ‫فقراءة ممتعة ومفيدة‪.‬‬

‫�أبو دُالمة يهجو نف�سه‬ ‫قال المدائني‪:‬‬ ‫دخل أبو دُالمة على المهدي وعنده إسماعيل بن محمد وعيسى بن موسى والعبّاس بن محمد بن إبراهيم‬ ‫اإلمام وجماعة من بني هاشم‪ .‬فقال له‪ :‬واللهّ لئن لم تهجُ واحداً ممن في البيت ألقطعنّ لسانك‪ .‬فنظر إلى القوم‪،‬‬ ‫فك ّلما نظر إلى واحد منهم غمزه عليه رضاه‪.‬‬ ‫قال أبو دُالمة‪ :‬فعلتُ أني قد وقعت‪ ،‬وأنها عزمة من عزماته ال بدّ منها‪ ،‬فلم أرَ أحداً أحقّ بالهجاء منيّ‪ ،‬وال‬ ‫أدعى إلى السالمة من هجاء نفسي‪ ،‬فقلت‪:‬‬

‫ْ‬ ‫دُالمـــــــة‬ ‫أال أبلــــــغ إلـيــــــك أبــا‬ ‫إذا لبــس العمــامــة كــــان قـــــردا‬ ‫جمعــت دمـامــ ًة وجمعــــــت لؤمــــ ًا‬ ‫ْ‬ ‫فإن تــك قـــد أصبــتَ بنعـيم دُنيــا‬

‫فضحك القوم ولم يبقَ منهم أحدٌ َّ‬ ‫إال أجازه‪.‬‬

‫فليــــس مــن الكـــــرام وال كــــرامــــهْ‬ ‫وخنــــزيــــرا إذا نــــزع العــــمـــــامـــة‬ ‫كــذلك اللــؤم تتبــــــعه الدمـــــامــــة‬ ‫فــال تفــرح فقــــد دنــــت القــيــامـــة‬

‫خلقه ليذل به اجلبابرة‬ ‫رُوي ّ‬ ‫أن أبا جعفر المنصور كان جالساً‪ ،‬فسقط عليه الذباب‪ ،‬فطيّره‪،‬‬ ‫فعاد إليه وألحَّ عليه‪ ،‬وجعل يقع على وجهه‪ ،‬وأكثر من السقوط عليه مراراً‬ ‫حتى أضجره‪ ،‬فقال المنصور‪ :‬انظروا من بالباب‪ ،‬فقيل له‪ :‬مقاتل بن سليمان‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬عليَّ به‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فلماّ دخل عليه قال له‪ :‬هل تعلم لماذا خلق‬ ‫اللهّ تعالى الذباب؟‬ ‫قال‪ :‬نعم ّ‬ ‫ليذل اللهّ عزّ وجل به الجبابرة‪ .‬فسكت المنصور‪.‬‬

‫كرثة ال�شمو�س ّ‬ ‫و�شدة الظلمة‬

‫قال‪ :‬ال نالتني شفاعة محمد (ص) وإني لفي أول يوم من أيام اآلخرة وآخر يوم من أيام الدنيا إن كنت وضعت‬ ‫يدي عليها لريبة‪ ،‬فما برحنا حتى مات‪.‬‬

‫مل ي�سلم من ل�سانه �شريف‬ ‫كان أبو عبيدة معمر بن المثنى البصري النحوي جبّاهاً‪ ،‬لم يكن بالبصرة أحد إ ّال وهو يداجيه ويتقيه ويتجنّبه‬ ‫على عرضه‪ .‬وخرج إلى بالد فارس قاصداً موسى بن عبد الرحمن الهاللي‪ .‬فلما قدم عليه قال لغلمانه‪ :‬احترزوا من‬ ‫أبي عبيدة‪ّ ،‬‬ ‫فإن كالمه ك ّله دقّ‪ .‬ثم حضر الطعام فصبَّ بعض الغلمان على ذيله مرقة‪ .‬فقال له موسى‪ :‬قد أصاب‬ ‫ثوبك مرقٌ‪ ،‬وأنا أعطيك عوضه عشر ثياب‪ .‬فقال أبو عبيدة‪ :‬ال عليك‪ ،‬فإن مرقكم ال يؤذي‪ ،‬أي ما فيه دهن‪ ،‬ففطن‬ ‫لها موسى وسكت‪.‬‬ ‫وكان األصمعي إذا أراد دخول المسجد قال‪ :‬انظروا ال يكون فيه ذاك‪ ،‬يعني أبا عبيدة‪ ،‬خوفا من لسانه‪ ،‬فلما مات‬ ‫لم يحضر جنازته أحد‪ ،‬ألنه لم يكن يسلم من لسانه شريف وال غيره‪.‬‬

‫�أخجله ثالثة فقط‬ ‫قال الصاحب بن عباد‪:‬‬ ‫ما أخجلني ّ‬ ‫نفر من جلسائي فقلت له وقد أكثر من أكل‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫فإنه‬ ‫البديسي‪،‬‬ ‫الحسن‬ ‫أبو‬ ‫منهم‬ ‫ثالثة‪:‬‬ ‫قط غير‬ ‫ٍ‬ ‫المشمش‪ :‬ال تأكله فإنه ّ‬ ‫يلطخ المعدة‪ ،‬فقال‪ :‬ما يعجبني من يطبّ على مائدته‪.‬‬ ‫وآخر قال لي وقد خرجت من دار السلطان وأنا ضجر من أمر عرض‬ ‫لي‪ :‬من أين أقبلت يا موالنا؟‬ ‫فقلت‪ :‬من لعنة اللهّ ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ردّ اللهّ غربتك وأحسن على إساءته األدب‪.‬‬ ‫وصبي مستحسن داعبته فقلت‪ :‬ليتك تحتي‪ .‬فقال‪ :‬مع ثالثة‬ ‫آخرين‪ ،‬يعني في الجنازة‪ ،‬فأخجلني‬

‫هديّته �أملح من كل الهدايا‬

‫قيل‪:‬‬ ‫اجتمع في دمشق على القضاء «ثالثة» شموس‪ :‬شمس الدين عبد‬ ‫الرحمن الحنبلي‪ ،‬وشمس محمد بن عطاء الحنفي‪ ،‬وشمس الدين ابن‬ ‫خ ّلكان‪ .‬وحدث أن عينّ ابن خلكان له نائباً لقبه شمس الدين أيضاً‪ ،‬فأثار‬ ‫ذلك بعض الظرفاء إلى ّ‬ ‫التهكم من كثرة تلك الشموس‪ ،‬بينما يعيش الناس‬ ‫في ظالم‪:‬‬

‫حكى جعفر بن قدامة عن ميّة البرمكية قالت‪:‬‬ ‫كانت ألم علي بنت الراس جارية مغنية يقال لها مكر‪ ،‬وكانت من‬ ‫أحسن الناس وجهاً وغنا ًء‪ ،‬وكان لها رفقاء من الكتّاب ووجوه التجّار‪،‬‬ ‫كان أبو يحيى الكيبخي يعاشرها‪ ،‬فافتصدت(‪ )4‬يوماً فأهدى إليها‬ ‫رفقاؤها صنوف الهدايا‪ ،‬وبعث إليها أبو يحيى ثالث سالل مختومة‪ ،‬فإذا‬ ‫س ّلة فيها ماش(‪ )3‬ومعه رقعة فيها‪ :‬الماش خير من الش ـ أي الشيء ـ‬ ‫‪ ،‬وفي األخرى عصافير بأجنحتها‪ ،‬فلما فتحت طارت ومعها رقعة فيها‪ :‬يا‬ ‫سيّدتي أعتقت عنك هؤالء المساكين ولو كان بدلها عبيداً ألعتقتهم‪،‬‬ ‫وفتحت األخرى فإذا هي فارغة وفيها رقعة مكتوبة فيها‪ :‬يا موالتي لو‬ ‫كان عندي شيء لبعثت إليك بشيء‪ ،‬ولكن ليس عندي شيء فلم أبعث‬ ‫إليك بشيء‪ .‬فضحكوا وبعثوا إليه بنصيب وافر من كل ما أهدي إليها‪،‬‬ ‫وكتبتْ إليه أم عليّ‪ :‬أعطي اللهّ عهداً إن لم تكن هديتك أملح من كل‬ ‫هدية وردت إلينا‪ ،‬وفي هداياي متّسع‪...‬‬

‫َّ‬ ‫ــام‬ ‫أهــــل دمـــشــــق اســترابــوا مـن كــثرة‬ ‫الـحــك ِ‬ ‫ظـــالم‬ ‫إذ هـــم جــيـــع ًا شــمـــوسٌ وحــالــهـم في‬ ‫ِ‬

‫املحمدون الثالثة‬ ‫كان محمد بن سفيان أحد الثالثة الذين سُموا بمحمد في الجاهلية‪،‬‬ ‫وذكرهم ابن قتيبة في كتاب المعارف(‪ ،)1‬وقال السهيلي في كتاب «الروض‬ ‫ُ‬ ‫األنُف»(‪ :)2‬ال يعرف في العرب من تسمى بهذا االسم قبله (ص) إ ّال ثالثة‬ ‫طمع آباؤهم حين سمعوا بذكر محمد (ص) وبقرب زمانه وأنه يبعث في الحجاز‪ ،‬أن يكون ولداً لهم‪ ،‬وذكرهم ابن‬ ‫فورك في كتاب «الفصول» وهم‪ :‬محمد بن سفيان بن مجاشع جدّ جدّ الفرزدق الشاعر‪ ،‬واآلخر محمد بن أُحيحة بن‬ ‫الجالح‪ ،‬وهو أخو عبد المطلب جدّ رسول اللهّ (ص) ألمه‪ ،‬واآلخر محمد بن حمدان من ربيعة‪ .‬وكان آباء هؤالء الثالثة‬ ‫قد وفدوا على بعض الملوك‪ ،‬وكان عنده علم الكتاب األول‪ ،‬فأخبرهم بمبعث رسول اللهّ (ص) وباسمه‪ ،‬وكان كل واحد‬ ‫منهم قد خلف امرأته حام ًال‪ ،‬فنذر كل واحد منهم إن وُلد له ذكر أن يسمّيه محمداً‪ ،‬ففعلوا ذلك‪.‬‬

‫احلب العفيف‬ ‫ع�شرون �سنة من ّ‬ ‫ذكر الزبير بن بكار عباس بن سهل الساعدي قال‪:‬‬ ‫بينا أنا بالشام إذ لقيني رجل من أصحابي فقال‪ :‬هل لك في جميل(‪ )3‬نعوده فإنه يعتل؟ فدخلنا عليه بنفسه‪،‬‬ ‫فنظر إليّ وقال‪ :‬يا ابن سهل‪ ،‬ما تقول في رجل لم يشرب الخمر ّ‬ ‫قط ولم يزن ولم يقتل النفس ولم يسرق‪ ،‬ويشهد‬ ‫أن ال إله َّ‬ ‫إال اللهّ ؟‬ ‫قلت‪ :‬أظنه قد نجا وأرجو له الجنّة‪ ،‬فمن هذا الرجل؟‬ ‫قال‪ :‬أنا‬ ‫قلت له‪ :‬واللهّ ما أحسبك سلمت وأنت تشبّب منذ عشرين سنة ببثينة‪.‬‬

‫‪ 360‬يوم ًا على ‪ 360‬جارية‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫إن أحمد بن مروان الكردي الحميدي المل ّقب نصر الدولة‪ ،‬صاحب ميَّافارقين وديار بكر‪ ،‬ملك البالد بعد أن ُقتل‬ ‫أخوه منصور‪ ،‬وكان رج ًال مسعوداً قضى من ّ‬ ‫اللذات وبلغ من السعادة ما يقصر الوصف عن شرحه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحكى ابن األزرق الفارقي في تاريخه أنه لم ينقل أن نصر الدولة المذكور صادر أحدا في أيّامه سوى شخص‬ ‫واحد‪ ،‬وقصّ قصّته وال حاجة إلى ذكرها‪ ،‬وأنه لم تفته صالة الصبح عن وقتها من انهماكه في ال ّلذات‪ ،‬وأنه كان‬ ‫له ثالث مائة وستون جارية يخلو ّ‬ ‫كل ليلة من ليالي السنة بواحدة‪ ،‬فال تعود النوبة إليها إ ّال في مثل تلك الليلة من‬ ‫العام الثاني‪ ،‬وقصده شعراء عصره ومدحوه وخ ّلدوا مدائحه في دواوينهم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪« )1‬المعارف»‪ .566 :‬وانظر‪« :‬ابن رسته»‪.201 ،‬‬ ‫(‪« )2‬الروض األنف»‪.150:2 ،‬‬ ‫(‪ )3‬جميل‪ :‬هو جميل بن عبد هّ‬ ‫الل بن معمر العذري‪ ،‬شاعر من عشاق العرب‪ .‬افتتن ببثينة من فتيات قومه‪ ،‬وتوفي سنة ‪82‬هـ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬فصد المريض‪ :‬شقّ عرقه‪.‬‬ ‫(‪ )5‬الماش‪ :‬نوع من الحبوب‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫«المجتمع الحضري‬ ‫والسلطة بالمغرب»‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)717‬‬

‫صدر كتاب «المجتمع الحضري والسلطة‬ ‫بالمغرب من القرن الخامس عشر حتى الثامن‬ ‫عشر ‪ :‬قضايا ونصوص» لمؤلفيه عبد األحد‬ ‫السبتي وحليمة فرحات‪ ،‬خالل سنة ‪،2007‬‬ ‫وذلك في حلة أنيقة توزعت محتوياتها على ما‬ ‫مجموعه ‪ 178‬صفحة من الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫والكتاب توسيع لمجال االشتغال الذي دشنه‬ ‫المؤلفان عند إصدارهما لكتاب «المدينة في‬ ‫العصر الوسيـط ‪ :‬قضايا ووثائق من تاريخ‬ ‫الغرب اإلسالمي»‪ ،‬الصادر سنة ‪ 1994‬والذي‬ ‫سبق أن تناولنا أهم مضامينه‪ .‬لذلك‪ ،‬فالكثير‬ ‫من خصائص العمل الجديد تنسجم مع األفق‬ ‫العام الذي وضعه المؤلفــان في إصدارهما‬ ‫األول‪ ،‬خاصة على مستــوى توزيع المظان‬ ‫وانتقاء النصوص وتفحص المصادر األصلية‪،‬‬ ‫ثم ترتيبها في إطــار موضوعاتي ينسجم‬ ‫مع الرؤية المتحكمة في تسلســل األحداث‬ ‫وفي تراتـــب الوقائـــع‪ .‬أضــف إلى ذلك‪ ،‬أن‬ ‫العمل الجديد يستجيب النتظارات الباحثين‬ ‫المتخصصين في تحوالت ماضي منطقة الشمال‪ ،‬بالرغم من أن نصوصه ومواده تشغل قضايا‬ ‫مركزية تهم عموم بالد المغرب في حدودها الجغرافية المميزة للعصور الحديثة‪ .‬فحضور المنطقة‬ ‫يظل وازنا العتبارات تاريخية تعود لدورها الجيوستراتيجي كمنطقة تالقي بين العوالم المتوسطية‬ ‫واإليبيرية والعربية اإلسالمية واألمازيغية‪ ،‬إلى جانب أدوارها الثقافية والعلمية واالقتصادية التي‬ ‫ارتبطت بالمسارات التاريخية الطويلة المدى للدولة المغربية‪ ،‬منذ العهود القديمة لمرحلة ما‬ ‫قبل الميالد‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت مدن المنطقة وحواضرها نقاطا ارتكازية في كل الدراسات‬ ‫الخاصة برصد تطور أنظمة الدولة والمجتمع المغربيين في عالقتهما بمكوناتهما الداخلية من‬ ‫جهة‪ ،‬وفي عالقتهما بمحيطهما المحلي والجهوي والوطني والدولي من جهة ثانية‪ .‬ولعل هذا‬ ‫ما يفسر مستوى غنى الكتاب موضوع هذ التقديم بإحاالت مصدرية إلى وقائع محددة في مجالها‬ ‫الزمني الممتد بين القرنين ‪ 15‬و‪ 18‬الميالديين‪ ،‬بحموالت مرتبطة بالتغيرات العميقة التي دخلت‬ ‫على مدن منطقة الشمال خالل هذه الفترة التاريخية‪ ،‬ألسباب داخلية مرتبطة بضعف الجهاز‬ ‫المخزني المركزي وعدم وضوح الحدود الرابطة بين المركز والهامش في عالقة المخزن بالقبائل‬ ‫وبالحواضر‪ ،‬ثم بتكالب الضغط اإليببيري الذي استهدف احتالل المغرب بشكل كلي وإلحاقه‬ ‫بمصالح كل من إسبانيا والبرتغال‪ ،‬الشيء الذي انطلق تجسيده – عمليا – على أرض الواقع منذ‬ ‫احتالل مدينة سبتة سنة ‪ 1415‬م‪ ،‬ثم سقوط العديد من الثغور الشمالية األخرى مثل القصر‬ ‫الصغير وأصيال وطنجة ومليلية ‪...‬‬ ‫ال يتخذ الكتاب موضوع هذا التقديم شكل دراسات قطاعية في مجال تخصصها‪ ،‬بقدر ما أنه‬ ‫تجميع لنصوص مصدرية تم تصنيفها بشكل يراعي وحدة الموضوع المدروس ويسمح بمقاربة‬ ‫اإلشكاالت الكبرى في عالقة المجتمع الحضري المغربي بالسلطة المركزية أو بالسلط الرمزية‬ ‫السائدة خالل مرحلة العصور الحديثة‪ .‬وقد أوضح المؤلفان خصائص هذا التوجه العام في البحث‪،‬‬ ‫عندما قاال في تقديمهما ‪ ... « :‬اتخذ الكتاب شكل متن من النصوص والوثائق التي تتيح تغطية‬ ‫الفترة المدروسة في حدود اإلمكانيات المتاحة‪ .‬لكن عوض االكتفاء بتجميع النصوص حسب محاور‬ ‫كبرى‪ ،‬عملنا على انتقاء نماذج معبرة‪ ،‬وفق شبكة من المحاور والمواضيع الفرعية‪ .‬ويمثل الكتاب‬ ‫في آن واحد محاولة تركيبية في مجال تاريخ المدينة المغربية‪ .‬والمالحظ أنه رغم ألفة الحديث عن‬ ‫أهمية الظاهرة الحضرية في تاريخ المغرب‪ ،‬نالحظ غياب التأليف التركيبي حول المدينة المغربية‪،‬‬ ‫بل وحتى ندرة الدراسات المونوغرافية حول نفس الحقل‪ .‬وبالتالي فالمجهود التركيبي ال ينطلق‬ ‫من وفرة دراسات حاالت محددة كما هو الشأن في البلدان ذات التراكم الكبير في البحث التاريخي‬ ‫الجامعي‪ .‬لذلك اضطررنا إلى الجمع بين البحث والتركيب‪ ،‬وهذا ما يجعل من عملنا منتوجا يلبي‬ ‫فضول عموم القراء‪ ،‬ويخاطب الباحثين المهتمين من خالل إثارة أسئلة ومسالك تستحق المزيد‬ ‫من الدراسة ‪ ( »...‬ص ص‪.) 8 – 7 .‬‬

‫«وما عند اهلل خري و�أبقى»‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬

‫(صدق اهلل العظيم)‬

‫لبت نداء ربها المشمولة بعفو‬ ‫اهلل المرحومة‬

‫حرم المرحوم محمد أقزاز‪ ،‬عن‬ ‫عمر يناهز ‪ 79‬سنة‪ ،‬وذلك يوم األحد‬ ‫‪ 08‬نونبر ‪ ،2015‬وشيع جثمانها‬ ‫الطاهر في موكب جنائزي مهيب‪،‬‬ ‫حضره األهل واألحباب والمعارف‪،‬‬ ‫ودفن في اليوم الموالي (اإلثنين ‪09‬‬ ‫نونبر) بمقبرة السواني بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلـل‪ ،‬نتقــدم بأحر التعازي إلى أبناء‬ ‫الفقيدة‪ ،‬عبد اللطيف ومليكة وسعاد وزينب وجميلة وأمينة‬ ‫وسعيد ومريم‪ ،‬راجين لهم منه تعالى الصبر والسلوان‪،‬‬ ‫وللفقيدة األجر والثواب‪ ،‬تغمدها اهلل بواسع رحمته وأسكنها‬ ‫فسيح جناته‪.‬‬

‫والدة صديقنا يوسف بنعيسى‪،‬‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 79‬سنة‪ ،‬وذلك يوم‬ ‫السبـت ‪ 14‬نونبـــر ‪ ،2015‬وشيــــع‬ ‫جثمانها الطاهر في موكب جنائزي‬ ‫مهيب‪ ،‬حضره األهـــل واألحبـــاب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفـــن بمقبرة السواني‬ ‫بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل‪ ،‬نتقدم بأحر التعازي إلى أبناء الفقيدة‪،‬‬ ‫خالد وسعيدة وأحمد ويوسف ومريم وحنان‪ ،‬راجين لهم منه‬ ‫تعالى الصبر والسلوان‪ ،‬وللفقيدة األجر والثواب‪ ،‬أمطرها اهلل‬ ‫بشآبيب رحمته وأسكنها فسيح جناته‪ ،‬مع النبيئين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ولالقتراب من سقف هذه األسئلة والمسالك‪،‬‬ ‫توزعت نتائج المجهـــود التجميعـــي والتركيبي‬ ‫للمؤلفين بين أربعة فصول متكاملة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫تقديم عام تمهيدي خاص بالضوابط المنهجية‬ ‫والمعرفية التي تم االشتغال على أساسها‪ ،‬وكذا‬ ‫باإلشكاالت التاريخية الكبرى التي وجهت جهود‬ ‫البحث والتجميع والتحليل والتركيب‪ .‬في هذا‬ ‫السياق‪ ،‬تم تخصيــص الفصل األول لمقاربة‬ ‫تحوالت المدينة الساحلية المغربية التي أصبحت‬ ‫تطوراتها محصــورة بين معادلتــي االحتـــالل‬ ‫واالستقالل‪ ،‬حيث استفاض المؤلفان في رصد‬ ‫ظروف االحتالل وجهود المقاومة‪ ،‬ثم توجهات‬ ‫الدولة إلنعاش الواجهة األطلنتية‪ .‬وفي الفصل‬ ‫الثاني‪ ،‬نجد تجميعا تركيبيا لعالقات جديدة‬ ‫بمتغيرات متميزة طرأت على فضــاء المدينــة‬ ‫المغربية منذ مطلع العصور الحديثة‪ ،‬يتعلق‬ ‫األمر بمؤسسة الزاوية ثم بعنصر الشرافة‪ ،‬في‬ ‫عالقة ذلك بتحوالت المجال الحضري وبأنماط‬ ‫التعايش المجتمعـــي‪ .‬أما الفصل الثالث‪ ،‬فقد‬ ‫خصصه المؤلفان لرصد مظاهر المراقبة والتدبير‪ ،‬المحددة للعالقات القائمة ‪ /‬والممكنة للمخزن‬ ‫بالمدينة‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬تم تقديم مواد تركيبية مرجعية حول ركام من القضايا المهيكلة لهذا‬ ‫المجال‪ ،‬مثل البيعة‪ ،‬العمران السلطاني‪ ،‬أفراك‪ ،‬العبيد‪ ،‬الكيش‪ ،‬جهود إضعاف المدينة‪ ...،‬وفي‬ ‫الفصل الرابع واألخير من الكتاب‪ ،‬تتبع المؤلفان معالم بروز الزعامات المحلية بالمدن المغربية‬ ‫ونزوعها نحو المواجهات المفتوحة مع المخزن أو مع مكوناتها الداخلية المناقضة لخطاباتها‬ ‫ولمصالحها‪ ،‬مع التركيز على توضيح مكونات هوية الثقافة الحضرية والتفاوتات التي ميزت بين‬ ‫عناصرها خالل المرحلة التاريخية المدروسة‪.‬‬ ‫وبذلك قدمت المقاربة المعتمدة في الكتاب رؤية متقدمة لدراسة عالقات السلط بالمجتمع‬ ‫المغربي خالل العصور الحديثة‪ ،‬إذ لم يعد األمر مرتبطا بمركزية السلطة المخزنية‪ ،‬ولكن كذلك‬ ‫بانبثاق سلط داخلية فاعلة متمثلة في الزوايا‪ ،‬ثم ببداية الخضوع المباشر لالحتالل اإليبيري‬ ‫الغازي‪ .‬فسلطة الدولة المخزنية لم تعد تشكل – بهذا البعد – إال مجاال أحاديا لممارسة فعلي‬ ‫التحكم والتدبير‪ ،‬وكان البد من توسيع دوائر البحث لفهم جميع الميكانزمات األخرى التي أصبحت‬ ‫تتحكم في عالقات الدولة بالحواضر‪ ،‬قريبا ‪ /‬أو بعيدا عن التدخل المباشر آلليات الجهاز المخزني‪.‬‬ ‫إنه عمل تركيبي غير مسبوق‪ ،‬يفتح األعين على ممكنات واسعة لتطوير القراءات التركيبية‬ ‫والتحليلية لنصوص األسطوغرافيا الكالسيكية ولوضعها في سياقاتها التاريخية الحقيقية‪ ،‬بشكل‬ ‫يعيد تأسيس الحدود العامة للعالقات المباشرة التي جمعت بين كل الفاعلين داخل الدولة‬ ‫المغربية الحديثة‪ ،‬أجهزة ومؤسسات وقبائل وزوايا وزعامات محلية وقوى خارجية‪ ،‬وفق نظرة‬ ‫ترصد عناصر التغير في أنماط الحياة داخل النسق الحضري وفي النظم المتحكمة في المواقف‬ ‫وفي الرؤى المتبادلة بين كل الفاعلين‪ .‬وقد نجح الكتاب في توضيح األبعاد العامة لعالقة الثابت‬ ‫بالمتغير في سياق هذه التطورات‪ ،‬ليس فقط بالمقارنة بين تحوالت عقود العصور الحديثة‪ ،‬ولكن‬ ‫كذلك بالمقارنة بين الخصوصيات العامة للظواهر المدروسة حسب ما ساد خالل مرحلة التاريخ‬ ‫الوسيط‪ .‬ولعل من عناصر القوة في هذا النوع من التعاطي مع الموضوع‪ ،‬ارتكازه إلى رصيد‬ ‫بيبليوغرافي غني ومتنوع‪ ،‬واالستناد إلى جهد تحليلي متمرس بصنعة كتابة التاريخ‪ ،‬الشيء الذي‬ ‫سمح باستغالل جل ممكنات القراءات التاريخية التحليلية للنصوص‪ ،‬قصد استخالص األحكام‬ ‫العامة المرتبطة بالتصنيف التركيبي المعتمد في الكتاب‪ ،‬إلى جانب االعتماد على مداخل تقديمية‬ ‫في كل الفصول‪ ،‬وتعزيز المتون المصدرية بإحاالت توضيحية أو تحليلية أو تعريفية لكل القضايا‬ ‫المدروسة‪ .‬إنه عمل تأسيسي ال شك وأنه سيحفز أصحابه على توسيع مجال الدراسة‪ ،‬باالنتقال إلى‬ ‫تتبع تغيرات الظاهرة الحضرية بالمغرب خالل الفترات الموالية المرتبطة بمختلف عقود التاريخ‬ ‫المعاصر والراهن‪.‬‬

‫لبت نداء ربها المشمولة بعفو‬ ‫اهلل المرحومة‬

‫فطومة �أقزاز‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬

‫زبيدة مغفور‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫والدة الدكتور عبد اللطيف الربيني‬ ‫احلاجة عائ�شة الربيني يف ذمة اهلل‬ ‫عن عمر يناهز ‪ 80‬سنة أسلمت‬ ‫روحها إلى بارئها‪ ،‬المشمولة بعفو‬ ‫اهلل‪ ،‬المرحومــة عائشـــة البرينــي‪،‬‬ ‫والدة صديقنا عبد اللطيف البريني‪،‬‬ ‫اإلطارالمسؤول بالوكالة الحضرية‬ ‫لطنجة‪ ،‬وذلك يــوم الخميـــس ‪19‬‬ ‫نونبر ‪ 2015‬بمدينــة تــازة‪ .‬وشيــع‬ ‫جثمانها الطاهـر في موكب جنائزي‬ ‫مهيــب‪ ،‬حضره األهــل واألحبــاب‬ ‫والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبــرة المدينــة‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلــل‪ ،‬تتقدم أســـرة جريدة «الشمال»‬ ‫بأحر التعازي إلى ابنها الدكتور عبد اللطيف البريني‪ ،‬وإلى جميع‬ ‫إخوته وكذا إلى جميع أفراد عائلته‪ ،‬راجية لهم منه تعالى الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬وللفقيدة عظيم األجروالغفران‪ ،‬أمطرها اهلل بشآبيب‬ ‫رحمته وأسكنها فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء‬ ‫والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫العدد ‪812‬‬

‫مع‬

‫‪17‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)283‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫من ينصف امرأة معاقة تتعرض‬ ‫لعنف جسدي ونفسي متواصل‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيدة جدا لتقوية مهارات المنطق‪ ،‬ويستخدمها مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫المواطنة الماثلة أمامكم في الصورة‪ ،‬المسماة لطيفة السويسي القصيري‪ ،‬وجه مألوف‬ ‫بأزقة وشوارع المدينة‪ ،‬حيث تتراءى للمارة‪ ،‬وهي على متن كرسيها المتحرك‪ ،‬بعد فقدانها‬ ‫لرجليها معا‪ ،‬كنهاية مؤلمة لماضيها الجميل‪ ،‬وعزها الذي انتهى إلى وضع صعب ومرير‪،‬‬ ‫اجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬تشير المعنية باألمر في تصريحها لجريدة طنجة‪.‬‬ ‫هذه المواطنة‪ ،‬القاطنة بزنقة ‪ 33‬رقم ‪ 12‬باطيو التوزاني بحي المصلى‪ ،‬بعدما كان شغلها‬ ‫الشاغل هو تدبير سبل عيشها والتغلب على احتياجاتها الملحة‪ ،‬أصبح عليها أن تضاعف من‬ ‫جهودها‪ ،‬رغم طاقتها الفانية‪ ،‬لكي تواجه أساليب القهر و” الحكرة “ وممارسة العنف عليها‬ ‫من طرف بعض جيرانها‪ ،‬وذلك بتحريرها شكايات ولجوئها إلى الملحقة اإلدارية‪ ،‬ثم إلى إدارة‬ ‫األمن‪ ،‬فإلى المحكمة‪ ،‬بعد ذلك تعيد الكرّة‪ ،‬طلبا إلنصافها‪.‬وألن المشتكى بهم ال يتم إيقافهم‬ ‫عند حدهم‪ ،‬بقوة القانون‪ ،‬توضح المتضررة والمعتدى عليها‪ ،‬فإنهم يستمرون في إلحاق األذى‬ ‫بها‪.‬‬ ‫“ تعرضت لهجوم عنيف من طرف إحداهن‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 11‬نونبر الجاري‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫كنت نائمة في غرفتي‪ ،‬حوالي الساعة ‪ 8‬صباحا‪.‬ولكم أن تتصوروا وقع هجوم على امرأة معاقة‬ ‫مثلي في هذا التوقيت‪ ”!.‬تقول المشتكية‪ ،‬وهي تمسح دموعهـــا من شـــدة إحساسهـــا‬ ‫ب”الحكرة” !‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فاألمر هنا اليتعلق باحتياجات مواطنة معاقة‪ ،‬من بين المئات من المعاقين‬ ‫الذين يعانون من عدة مشاكل‪ ،‬التتوفق الجهات المسؤولة حتى في التخفيف منها‪ ،‬وإنما يتعلق‬ ‫األمر بضحية مبتورة الرجلين‪ ،‬ومعرضة لعنف جسدي ونفسي‪ ،‬يأخذ طابع االستمرارية في حقها‪،‬‬ ‫دون أن تهتدي إلى من ينصفها !؟‬

‫مجـ��رد القــــي��ام‬ ‫بجول��ة عبرالعدي��د من‬ ‫ش��وارع وأزق��ة المدينة‪،‬‬ ‫نه��ارا‪ ،‬والتمع��ن ف��ي‬ ‫أمكنته��ا وفضاءاته��ا‪،‬‬ ‫فإن أول مايلف��ت انتباه‬ ‫المالح��ظ‪ ،‬ه��و اإلن��ارة‬ ‫العمومي��ة‪ ،‬المش��غّلة‬ ‫ف��ي عزالش��مس وضوء‬ ‫النهار‪.‬أعم��دة كثــي��رة‪،‬‬ ‫شاهدة مصابيحها على‬ ‫احتفال‪ ،‬دامت مراس��مه‬ ‫لم��دة ش��هور‪ ،‬فجعلت‬ ‫النهارات «متخمة» بالنور‬ ‫االصطناع��ي‪ ،‬المنضاف‬ ‫إلى النور الطبيعي‪.‬‬ ‫اإلن��ارة العمومي��ة‬ ‫المشغّلة في عز النهار‪،‬‬ ‫هي ليست حديث اليوم‪،‬‬ ‫بل س��بق لهذه الجريدة‬ ‫أن أث��ارت الموض��وع‪،‬‬ ‫وعل��ى منوالها‪ ،‬س��ارت‬ ‫منابر إعالمية أخرى‪ ،‬منها‬ ‫الورقي��ة واإللكتروني��ة‪،‬‬ ‫لك��ن ال ش��يء تغيّ��ر‪،‬‬ ‫فالمصابيح الزالت تنافس‬ ‫بنورها الس��خي أش��عة الش��مس الذهبية‪ ،‬وتجعل من الش��وارع واألمكنة فضاءات احتفالية‪،‬‬ ‫مفتوحة‪ ...‬إلى إش��عار آخر‪.‬والغريب في األمر‪ ،‬هوأن هذه الشوارع واألمكنة ليست منعزلة‪ ،‬بل‬ ‫هي تنعم باالستراتيجية وتوجد في قلب ووسط المدينة‪.‬أكثر من هذا‪ ،‬واالمثير جدا‪ ،‬هوكيف‬ ‫أنه لم يتدخل ولو مسؤول واحد من الجهات المعنية‪ ،‬إليقاف هذا النزيف الكهربائي‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي اليمكن التسليم بعدم رؤية جميع المسؤولين لإلنارة العمومية‪ ،‬وهي مشغّلة بالشوارع‬ ‫الرئيس��ية‪ ،‬وفي عز النهار‪ ،‬مع أن مش��كل ارتف��اع فواتير الماء والكهرب��اء الزال يلقي بظالله‬ ‫على المدينة وعلى جيوب ش��ريحة واسعة من المواطنين الذين كانوا خاضوا‪ ،‬طيلة األسابيع‬ ‫الماضية‪ ،‬سلسلة من االحتجاجات والمسيرات‪ ،‬ضدا على استهداف جيوبهم‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬توجد بالمدينة أزقة وشوارع‪ ،‬تحت جنح الظالم‪ ،‬حيث لم يتم عالجها باإلنارة‪،‬‬ ‫خاصة وأنها تساعد لصوص الليل وقطاع الطرق على فتح شهيتهم أمام تنفيد أعمالهم‬ ‫اإلجرامية‪ ،‬من اعتداء وطعن وسلب ونشل‪ ،‬في حق ضحاياهم‪.‬وفي ذات الوقت قد تساهم في‬ ‫وقوع حوادث سير‪ ،‬بفعل الظلمة المخيمة بها‪.‬‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ملـيـاء ال�سـالوي‬ ‫محمد وطـا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫محمد إمغران‬

‫اإلنارة العمومية نشيطة هنا بالنهار‪...‬‬ ‫مظلمة هناك بالليل‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 10‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪283‬‬


‫الرياضي‬ ‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 812‬ـ الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫كلمة العدد‬

‫يعاني‬

‫محمد بمنسعود أحد قدماء العبي كرة القدم بطنجة ومؤطر تقني من مرض خبيث‪،‬‬ ‫وعل إثر هذه المعاناة تشكلت لجنة من العبين قدامى وإعالميين بمن فيهم رئيس‬ ‫سابق التحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬شكلوا لجنة في غضون شهر أبريل ‪ 2012‬من أجل دعمه‪ ،‬وبذلت هذه‬ ‫اللجنة مجهودا كبيرا في عملها التطوعي من أجل إنجاح عملية دعمه‪ ،‬وساهمت بمجهوداتها في إنجاح‬ ‫عملية تكريمه خالل مباراة اتحاد طنجة ضد سطاد المغربي في بطولة القسم الثاني يوم ‪ 6‬ماي ‪،2012‬‬ ‫التي خصص مدخولها لفائدته‪ .‬وتمكنت اللجنة من جمع مبلغ ‪ 134‬ألف درهم كدعم مادي لفائدته‬ ‫كانت تشتغل بتعليمات رئيس سابق التحاد طنجة الذي كان يمارس مهامه في الموسم ذاته‪ ،‬وتكفل‬ ‫بالحفاظ بالمبلغ‪ ،‬مدعيا أنه بمعية اللجنة سيعمالن على شراء شقة لمنحها له تكريما له على عطاءاته‬ ‫في مجال كرة القدم ودعما له للتخفيف من معاناة المرض الذي يعاني منه‪ .‬لكن المعاناة زادت حين‬ ‫فوجئ بنمسعود بنوع من النصب الذي مورس عليه طيلة ثالث سنوات حين لم يحصل ال على سكن وال‬ ‫على المبلغ الذي جمع لفائدته‪ ،‬وبعد طرقه لجميع األبواب طيلة هذه المدة‪ .‬اضطر للجوء للقضاء من‬ ‫أجل إنصافه‪ .‬ترى ماذا لو تم التفكير بقليل من الحكمة والتبصر واستحضار الجانب اإلنساني على األقل‬ ‫وحل هذه المشكلة؟‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫رياضة السباحة تاريخها‬ ‫أنواعها ومجاالتها‬

‫مروان فخر‪..‬‬ ‫حار�س مرمى احتاد طنجة‬

‫• كيف تعاملــت مـــع‬ ‫الخطـــأ الـــذي ارتكبتــه‬ ‫في الجديدة وحرمـت بــه‬ ‫فريقك من الفــوز‪ ،‬وكيف‬ ‫تعامـل معـــك الجمهور ؟‬

‫(‪)10/7‬‬

‫‪5‬ـ مناهج تعلم السباحة ‪:‬‬ ‫المنهج هو الوسيلة التي تسمح بالقيام بالعديد من األعمال في‬ ‫جو يساعد على تعليم مجموعة من التالميذ‪.‬‬ ‫ليس هناك منهج علمي معمول به لتدريس السباحة بل يجب‬ ‫استعمال كل المناهج الممكنة في التعليم للحصول على نتائج جيدة‬ ‫وأكثر فعالية لتعليم السباحة تستعمل ثالثة مناهج‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المنهج البصري‪.)16(:‬‬ ‫يستند باألخص على عرض التقنية‪ ،‬ثم على التلميذ أن يرى‬ ‫ويحاول بعد ذلك تحقيق مارآه‪ ،‬يمكن أن تكون التقنية صعبة‬ ‫فالعرض يصبح مستحيال وال نستطيع القيام بالحركة بصفة جيدة‪،‬‬ ‫وهنا نستعمل وسائل سمعية بصرية وعرض أفالم أو مخططات‬ ‫لرسم صور ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المنهج السمعي‪:‬‬ ‫يعني استعمال األوامر الشفهية مهم جدا بواسطة شرح شفهي‬ ‫قصير ومفهوم‪ .‬قصير ومفهوم من طرف المعلم أن يكسب المبتدئ‬ ‫فكرة جيدة واضحة حول التمرين الذي يجب عليه تعلمه‪.‬‬ ‫ولكن اآلثار من األوامر الشفهية المعقدة باألخص عندما يتعلق‬ ‫األمر باألطفال في المرحلة المبكرة تصبح غامضة غير مفهومة‪،‬‬ ‫السرد والشروحات‪ ،‬المواصفات‪ ،‬األحاديث‪ ،‬التحليالت‪ ،‬األوامر كلها‬ ‫تمثل السمعي (الشفهي)‪.‬‬ ‫ج‪ -‬المنهج التطبيقي‪:‬‬ ‫إنه المنهج األكثر أهمية واألكثر استعماال وهو يعتمد على‬ ‫عرض التمرين المفتوح بطريقة علمية وهو منهج من التمرينات‬ ‫تأخذ طابع جزئي وطابع كلي مختلط‪ ،‬وهناك أيضا المنهج التنافسي‬ ‫الذي طالما خلق االنفعال والنشاط في الحصص‪ ،‬زيادة على هذا‬ ‫األلعاب والترويج التي تعطي إمكانية إعادة الحركة والتمرينات‬ ‫المتعلمة‪.)17(.‬‬ ‫(يتبع)‬

‫فئة الفتيان‪ ،‬والشبان إلى أن حملت‬ ‫قميص الفريق األول في مرحلة‬ ‫غشراف المدرب الحسين عموتة‬ ‫على تدريب الفريق‪ .‬استطعت إثبات‬ ‫شخصيتي ضمن المجموعة التي‬ ‫كانت تضم أسماء كبيرة استفدت‬ ‫منها كثيرا‪ .‬طبعا كان من الصعب‬ ‫المنافسة مع اسماء بارزة بالفريق‬ ‫الفتحي‪ ،‬قررت كما يقولون‪ ،‬القيام‬ ‫بثالث خطوات إلى الوراء بهدف‬ ‫القيام بخطوة كبيرة نحو األمام‪،‬‬ ‫التحقت بفريق وداد اتمارة بالهواة‬ ‫ولعبت لسنتيــن‪ ،‬التحقـــت بعــــد‬ ‫ذلك بجمعيــة سال بالقســم األول‬ ‫موسم الصعود رفقة المدرب عزيز‬ ‫الخياطي‪ .‬وجدت مشاكل حالت دون‬ ‫التوافق على توقيع العقد‪ ،‬التحقت‬ ‫باتحاد اتمارة بالقسم الثاني ولعبت‬ ‫معه لموسميــــن‪ ،‬كانت تجــربــة‬ ‫ناجحة‪ ،‬استفدت من خبرة إضافية‬ ‫عبدت لي الطريق لاللتحاق باتحاد‬ ‫طنجة‪ .‬وآمل أن تكون انطالقتي‬ ‫الحقيقية نحو التألق من طنجة إن‬ ‫شاء اهلل‪.‬‬

‫• • من المفروض أن تتقبل‬ ‫الخطأ‪ ،‬الخطأ وارد في أي وقت‪،‬‬ ‫وقد أخطئ مرة أخرى‪ .‬أعتبر نفسي‬ ‫دائما أتعلم يوما بعد يوم‪ .‬األهداف‬ ‫تأتي من األخطاء‪ ،‬لكن األهم أن‬ ‫اإلنسان يتعلم من األخطاء‪ .‬الحمد‬ ‫هلل أنني وجدت إلى جانبي طاقم‬ ‫تقني كبير من حجم المدرب عبد‬ ‫الحق بنشيخة‪ ،‬والمدرب المساعد‬ ‫عبـــد الرزاق بلعربـــي ومــدرب‬ ‫الحراس محمــــد الجباري الذين‬ ‫وقفوا إلى جانبي في تلك اللحظة‬ ‫الصعبة‪ ،‬شجعوني لنسيان ذلك‪.‬‬ ‫ودخلت المباراة التي بعدها‪ ،‬أمام‬ ‫نهضة بركان بمعنويات مرتفعة‬ ‫وأنهيتها في أجواء جدية‪ .‬بالنسبة‬ ‫للجمهور‪ ،‬أعترف أنني أخطأت‬ ‫وكلفت فريقي إهدار نقطتين‪.‬‬ ‫كان علي أن أعتذر له وللجمهور‪،‬‬ ‫إنه جمهور كبير و متفهم‪ ،‬أعتبره‬ ‫من طينة الجماهير األوربية‪،‬‬ ‫تعامل معي باحترافية‪ ،‬وينتظر‬ ‫مني الشيء الكثير‪.‬‬

‫• كيف التحقت باتحاد طنجة‪ ،‬ومن اين كانت‬ ‫بداية مسيرتك؟‬

‫• • كانت هناك عروض من أندية أخرى إلى جانب اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬المغرب الفاسي‪ ،‬حسنية أكادير والجيش الملكي‪ .‬لكن‬ ‫اتحاد طنجة الذي تابع خطواتي لموسمين حين واجهته رفقة‬ ‫اتحاد اتمارة بالقسم الثاني‪ ،‬كان عرضه مقنع جدا بالنسبة‬ ‫إلي‪ ،‬سيما بعد إلحاح إدارة الفريق على التعاقد معي‪ .‬وبالنسبة‬ ‫لمسيرتي تلقنت أولى أحرف اللعبة من مدرسة فريق الجيش‬ ‫بفئة الصغار‪ ،‬وبحكم الدراسة انتقلت لفريق الفتح الرباطي في‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫• ما رأيك في بيسطارة‪،‬‬ ‫وكيف تتوقع مسيرة اتحاد‬ ‫طنجة في الموسم الجاري؟‬

‫• • أرى فيه األخ األكبر‪ ،‬سيما حين نكون بجوار بعضنا‬ ‫طيلة األسبوع في التداريب‪ ،‬ال يبخل علي بخبرته التي لمها‬ ‫طيلة مشواره الحافل مع أندية كبيرة‪ .‬اتصل بي في الفندق‬ ‫وقدم لي نصائح مهمة جدا‪ .‬ونحن نتعايش مع بعضنا في إطار‬ ‫مصلحة الفريق‪.‬بالنسبة لمسيرة اتحاد طنجة‪ ،‬ال أعتبره فريقا‬ ‫صاعدا إلى القسم األول‪ .‬بل عائدا إلى مكانته الطبيعية بحكم‬ ‫أن الفريق كان من أبرز أندية هذه الدرجة في مواسم سابقة‪.‬‬ ‫سيقارع الكبار وسيكون إن شاء اهلل ضمن الخمسة األوائل في‬ ‫الترتيب النهائي للبطولة الحالية‪.‬‬

‫بيكنباور يخرج عن صمته ويهاجم‬ ‫اإلتحاد األلماني‬

‫خرج فرانز بيكنباور عن صمته فيما يتعلق بقضية كأس العالم ‪ ،2006‬مهاجماً رئيسي االتحاد‬ ‫األلماني لكرة القدم المؤقتين راينهارد راوبال وراينر كوخ اللذان طالباه بتقديم توضيحات حول‬ ‫الشبهات التي شابت ملف تنظيم ألمانيا للبطولة‪ .‬قطع قيصر الكرة األلمانية فرانز بيكنباور‬ ‫صمته ألول مرة منذ أن ترددت أنباء قبل حوالي ثالثة أسابيع حول توقيع بيكنباور وثيقة مع جاك‬ ‫وارنر المسؤول السابق باالتحاد الدولي للعبة (فيفا) قبل التصويت على اختيار البلد المنظمة‬ ‫لمونديال ‪ 2006‬في عام ‪ .2000‬وهاجم فرانز بيكنباور الذي شغل رئيس اللجنة المنظمة‬ ‫لمونديال ‪ 2006‬بحدة الرئيسين المؤقتين لالتحاد األلماني لكرة القدم راينهارد راوبال وراينر‬ ‫كوخ في حوار مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ‪ .‬وذكر فرانز بيكنباور في حواره مع صحيفة‬ ‫زود دويتشه تسايتونغ األلمانية‪« :‬أن رئيسا االتحاد األلماني لكرة القدم راينهارد راوبال وراينر‬ ‫كوخ قد صرحا للقناة األلمانية الثانية أنهما رفضا مجالسة بيكنباور في لقاء شخصي بطلب منه‬ ‫للحديث عن االتهامات التي ترتبط بحصول ألمانيا على شرف تنظيم بطولة كأس العالم عام‬ ‫‪ ،»2006‬وتابع بيكنباور مستنكراً «ما هذا المستوى؟»‪ .‬انتقادات متبادلة وكان راوبال وكوخ قد‬ ‫وجها انتقادات حادة لبيكنباور على خلفية توقيع بيكنباور وثيقة مع جاك وارنر المسؤول السابق‬ ‫باالتحاد الدولي للعبة (فيفا) قبل التصويت لصالح ألمانيا كبلد مستضيف لنهائيات مونديال‬ ‫‪ ،2006‬حيث اعتبر راوبال التوقيع على هذه الوثيقة أنها ترقى إلى «محاولة رشوة»‪ .‬وطالب كوخ‬ ‫بيكنباور عبر وسائل اإلعالم باالنكباب على توضيح موقفه من «االتهامات» الموجهة إلى لجنة تنظيم بطولة كأس العالم ‪.2006‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬قال بيكنباور لزود دويتشه تسايتونغ إنه توجه إلى كوخ وراوبال برسالة سرية خاصة قال فيها إنه «من األفضل الحديث‬ ‫مع بعضنا البعض وليس الحديث على بعضنا البعض» وإنه كذلك «مستعد لمالقاتهما أيضاً لإلجابة على جميع أسئلتهما»‪ .‬التحقيق‬ ‫مع بيكنباور وأوضح بيكنباور أنه «كان يريد الحديث إلى كوخ وراوبال في أقرب وقت ممكن وبشكل مستقل عن اللقاءات التي جمعته‬ ‫بمكتب التحقيقات فريشفيلدز»‪ ،‬ويذكر أن مكتب التحقيقات «فريشفيلدز» هو مكتب تحقيقات خاص كلفه االتحاد األلماني لكرة‬ ‫القدم لكشف مالبسات تنظيم ألمانيا لكأس العالم ‪ .2006‬حري بالذكر أن «فريشفيلدز» استجوب األسطورة الكروية األلمانية فرانز‬ ‫بيكنباور بصفته شاهداً‪ ،‬وأوضح كوخ وراوبول أن بيكنباور هو الذي يقف وراء اتفاق تم وضعه وتوقيعه مع جاك وارنر العضو السابق‬ ‫باللجنة التنفيذية لالتحاد الدولي للعبة (فيفا) نيابة عن اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) قبل أربعة أيام‬ ‫من تصويت االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الختيار البلد المنظم لكأس العالم ‪ ،2006‬في عام ‪ .2000‬ويشار إلى أن فولفغانغ‬ ‫نيرسباخ نائب رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ‪ ،2006‬قد استقال من رئاسة اتحاد الكرة األلماني في التاسع من الشهر الجاري‪.‬‬ ‫ويخضع نيرسباخ وتيو تسفانتسيغر الرئيس السابق لالتحاد األلماني لكرة القدم وهورست شميدت سكرتير عام االتحاد للتحقيق‬ ‫بتهمة التهرب الضريبي فيما يتعلق باألموال التي دفعت في ‪ .2005‬‬


‫العدد ‪812‬‬

‫أخبـار‬ ‫اتحـاد طنجـة‬

‫الشمال الرياضي‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫خريبكة يحرز ثاني كأس في مشواره على‬ ‫حساب الفتح في نهائي باهت بطنجة‬

‫مدرسـة االتحــاد في ضيافـــة‬ ‫كاسترو دي رييو‬ ‫بدعوة رسمية من فريق (‪)Castro de rio‬‬ ‫كاسترو دي رييو من مدينة قرطبة االندلسية‪،‬‬ ‫وبمناسبة العطلة المدرسية شاركت مدرسة‬ ‫اتحاد طنجة لكرة القدم في الدوري الكروي‬ ‫الهـام في فئة الكتاكيت والبراعم والصغار‬ ‫الذي شهـد مشاركــة أربعــة ضمنها الفريق‬ ‫المنضم‪ ،‬مدرسة اتحاد طنجة‪ ،‬قرطبة‪ .‬حيث‬ ‫تميز الدوري بحماس وندية بين األطفال‬ ‫المشاركين‪ .‬كما أتيحت الفرصة بموازة مع‬ ‫هـذا النشاط الرياضي‪ ،‬للوفد الطنجاوي للقيام‬ ‫بزيارة لبعض المعالم التاريخية األندلسية‬ ‫لمدينة قرطبة‪ ،‬واالستمتاع بمناظرهـا الخالبة‪.‬‬ ‫واستغرقت الرحلة ثالثة ايام كانت متميزة‬ ‫وناجحة على جميع المستويات‪ .‬وفي إطار‬ ‫برنامج الدوري‪ ،‬وعلى هامش اختتامه‪ ،‬استقبل‬ ‫عمدة المدينة وفد الفريق الطنجاوي الذي‬ ‫رحب وأشاد بمستوى تالميذ مدرسة اتحاد‬ ‫طنجة‪ ،‬ودعاهم للحضور في أنشطة المدينة‬ ‫في جميع المناسبات السانحة‪.‬‬

‫لوجستيك اتحــاد طنجـة رهن‬ ‫اإلشارة‬ ‫كما هو معلوم‪ ،‬احتضن الملعب الكبير‬ ‫بالزياتن بطنجــة األربعــاء الماضي نهائــي‬ ‫كأس العرش في نسخته الثامنة والخمسون‪،‬‬ ‫والذي ترأسـه صاحب السمــو الملكي األمير‬ ‫موالي رشيد‪ ،‬وجمع بين فريقي الفتح الرباطي‬ ‫(حامل اللقب) وصاحب ستة كؤوس وأولمبيك‬ ‫خريبكة صاحب كأس واحــدة في مشــواره‪.‬‬ ‫وانتهت المواجهة بفوز الفريــق الخريبكــي‬ ‫بالكاس بالضربات الترجيحية بعدما انتهى‬ ‫الوقـت األصلي والشوطيــن اإلضافيين من‬ ‫المباراة بالتعادل بدون أهداف‪.‬‬ ‫وعلى هامش هذا العرس الرياضي الكبير‬ ‫الذي صادف ذكرى عيد االستقالل المجيد‪،‬‬ ‫وضع المكتب المسير التحاد طنجة لكرة القدم‬ ‫كل إمكانياته اللوجستيكية من أجل إنجاح هذا‬ ‫الحدث‪.‬‬

‫أخبـار‬ ‫المغرب التطواني‬

‫لوبيــرا مستمـر مع المغــرب‬ ‫التطواني‬

‫اتحاد طنجة ألقل من ‪ 15‬سنة‬ ‫بطل دوري المسيرة‬ ‫استعدادا للبطولة الوطنية لفئة أقل من‬ ‫‪ 15‬سنة‪ ،‬فاز فريق اتحاد طنجة عشية يوم أمس‬ ‫األربعاء بدوري المسيرة الخضراء الودي الذي‬ ‫يقام كل سنة بمدينة المحمدية بمشاركة‬ ‫أعتد األندية الوطنية‪ .‬وقد شارك أبناء البوغاز‬ ‫بفئة أقل من ‪ 15‬سنة في هذا الدوري الوطني‪،‬‬ ‫حيث شهدت مرحلة الدور األول من الدوري‬ ‫الذي نظم بأحد المالعب بعاصمة الزهور‬ ‫المحمدية‪ ،‬تأهل الفريق الطنجي باستحقاق‬ ‫حيث فازوا على جميع الفرق في الدور األول‬ ‫و الثاني بنتائج مبهرة‪ ،‬مما جعلهم يتأهلون‬ ‫مباشر ًة إلى دور النصف النهائي‪ ،‬الذي انتهى‬ ‫لصالحهم بعدما انتصروا بخماسية نظيفة‪.‬‬ ‫وشهدت المقابلة النهائية مواجهة قوية بين‬ ‫اتحاد طنجة و أحد أعتد المدارس الرياضية‬ ‫بالمحمدية و انتهت لصالح ممثل الشمال‬ ‫بسبعة أهداف لواحد‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫عزز اولمبيك اخريبكة خزانته بثاني كأس لعرش في‬ ‫مشواره بعد فوزه بالنسخة الثامنة والخمسون على حامل‬ ‫اللقب الفتح الرياضي بالضربات الترجيحية في نهائي باهث‬ ‫لم يشهد فرصا حقيقية للتسجيل باستثناء فرصة واحدة‬ ‫الولمبيك اخريبكة انتظرها حوالي ‪ 30‬ألف متفرج حتى الدقيقة‬ ‫‪ 117‬بتسديدة قوية من رجل عثمان البناي أخرجها ببراعة‬ ‫عبد الرحمان الحواصلي حارس الفتح وبصعوبة ‪ ‬الى الزاوية‬ ‫‪ .‬واحتكم الفريقان الى الضربات الترجيحية بعد إعالن الحكم‬ ‫الدولي بوشعيب لحرش عن نهاية الوقت األصلي بالتعادل‬ ‫بدون اهداف‪ .‬وتمكن الفريق الخريبكي من حسم النتيجة‬ ‫لمصلحته بتوقيع اربع ضربات ترجيحية‪ ،‬مقابل اثنين بعدما‬ ‫تصدى امين بورقادي حارس الفريق الخريبكي لتسديدة مراد‬ ‫باطنا وتسديد محمر الناهري فوق المرمى‪ .‬وتسلم ابراهيم‬ ‫بزغودي عميد أولمبيك اخريبكة الكأس من يد صاحب السمو‬ ‫الملكي األمير موالي رشيد بحضور وزير لشباب والرياضة‬ ‫وأعضاء المكتب الجامعي‪ .‬ونوه أحمد العجالني مدرب‬ ‫أولمبيك اخريبكة بالعبيه» انوه بالتضحيات الكبيرة التي‬ ‫بذلها الالعبون والطاقم التقني والمجهودات المضنبية التي‬ ‫مر بها الفريق»‪ .‬وأضاف العجالني حول التتويج» هو من ثمار‬ ‫مجهودات هذه األطراف‪ ،‬شكرهم على اإلحساس الجميل الذي‬ ‫منحوني و اشعر طيلة الفترة التي اشرف خاللها العمل مع‬ ‫الفريق»‪ .‬وتحدث مدرب ـولمبيك اخريبكة عن معاناة الوصول‬ ‫إلى النهائي» كلفنا ذلك مشقة كبيرة بالرغم من الظروف التي‬ ‫مر بها الفريق طيلة مراحل منافسات كأس العرش‪ ،‬وطيلة‬ ‫مراحل البطولة منذ بداية الموسم‪ ،‬فريقي ولفتح الرياضي‬ ‫لعبا ‪ 15‬مباراة‪ ،‬بمعدل نصف الموسم‪ ،‬اولمبيك اخريبكة‬ ‫بصفة خاصة قطع هذا الموسم ‪ 10‬الف كلم على متن الحافلة‪،‬‬

‫نمارس في ظروف سيئة‪ ،‬نتدرب في ظروف أسوء‪ ،‬وهذا ربما‬ ‫يجهله العديد من المتتبعين لشؤون الكرة المغربية»‪.‬‬ ‫شخيصا أعاني‪ ،‬ال أنوي من خالل كالمي إفساد الفرحة التي‬ ‫يعيشها الفريق بإحرازه كاس العرش الثانية في مشوار‬ ‫لنادي‪ ،‬لكن آن األوان لقول الحقيقة»‪ .‬من جانبه هنأ وليد‬ ‫الركراكي مدرب الفتح الرباطي منافسه وقال»‪ ‬أود في والبداية‬ ‫ان اهنئ اولمبيك اخريبكة على التتويج‪ .‬كنا نأمل في الحفاظ‬ ‫على اللقب‪ ،‬لكن علينا ان نتقبل الهزيمة بصدر رحب‪ ،‬أهنئ‬ ‫العبي فريقي‪ ،‬ال حق لي ان اعاتبهم اليوم‪ ،‬قاموا بمباراة‬ ‫جيدة استماتو‪ ،‬سيطروا على الفريق المنافس وكان علينا‬ ‫حسم النتيجة خالل المباراة‪ ،‬لكننا بلغنا الضربات الترجيحية‪،‬‬ ‫هنا يتحكم الحظ‪ ،‬ال يعني ان الفريق الذي سيطر وتحكم في‬ ‫مجريات المباراة طيلة أشواطها سيفوز حتما‪ .‬الن في مرحلة‬ ‫الضربات الترجيحية تتساوى الحظوظ»‪ .‬وأوضح الركراكي‬ ‫حول ظروف المباراة» أحسسنا ان اولمبيك اخريبكة كان هدفه‬ ‫جرنا الى بلوغ مرحلة تسديد الضربات الترجيحة‪ ،‬اعتمد على‬ ‫المرتدات‪ ،‬شكلت احداها خطرا كبيرا على حارسنا الذي تدخل‬ ‫ببراعة‪ .‬انا سعيد جدا اليوم بالعبي فريقي وبالجمهور الذي‬ ‫تحمل السفر ورافقنا الى طنجة‪ ،‬سعيد بالنادي ككل‪ ،‬بلغنا‬ ‫النهائي مرتين متتاليتين‪ ،‬فزنا في السنة الماضية وانهزمنا‬ ‫اليوم‪ ،‬اعرف ان هزه لهزيمة ستأثر على الالعبين‪ ،‬ليست‬ ‫هزيمة في الواقع ألننا انهينا المباراة بالتعادل‪ ،‬اهنئ اخريكة‪،‬‬ ‫فريق يشتغل جيدا سيما في السنتين األخيرتن‪ ،‬أهنئ زميلي‬ ‫العجالني على العمل الكبير الذي يقوم به مع الفريق‪ .‬وحين‬ ‫نترك المدرببن يشتغلون في المغرب بدون شك تتحقق‬ ‫النتائج المرجوة‪ .‬قراة المباراة اتركها لكم»‪.‬‬

‫‪ 30‬ألف تابعوا نهائي كأس العرش‬ ‫من الملعب الكبير بطنجة‬

‫قرر المكتب المسيـــر لفريق المغـــرب‬ ‫التطواني لكرة القدم‪ ،‬اإلبقاء على المدرب‬ ‫اإلسباني سيرخيو لوبيرا مدربا‪ ،‬إلى غاية نهاية‬ ‫الموسم الحالي‪ ،‬بعد نجاحه في كسب التحدي‬ ‫وعبور مطب مباراة الرجاء البيضاوي األخيرة في‬ ‫البطولة االحترافية بنجاح‪ .‬وتقرر دعم لوبيرا‬ ‫واستمراره في مهامه التقنية بعدما كان قاب‬ ‫قوسين أو أدنى من المغادرة نتيجة للنتائج‬ ‫السلبية التي رافقت بداية الفريق التطواني‬ ‫هذا الموسم‪ ،‬واحتالله ‪ ‬المركز األخير بالدوري‬ ‫وخروجه المبكر من مسابقة كأس العرش‪.‬‬ ‫ويمضي لوبيرا عامه الثاني رفقة التطواني‪،‬‬ ‫بعدما عوض بعد مونديال األندية األخيرة في‬ ‫المغرب‪ ،‬عزيز العامري بمنصبه‪.‬‬

‫كروش يعتذر لجمهور الرجاء‬ ‫البيضاوي‬ ‫نشر زيد كروش مهاجم المغرب التطواني‬ ‫المغربي‪ ،‬فيديو قصير على موقع التواصل‬ ‫االجتماعي” فيسبوك”‪ ،‬يعتذر فيه لجمهور‬ ‫الرجاء البيضاوي على الحركة التي قام بها‬ ‫أثناء احتفاله بالهدف الذي سجله لفريقه‬ ‫في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بثالثة‬ ‫أهداف مقابل هدفين يوم الثالثاء الماضي‬ ‫لحساب الدورة الثامنة بالدوري المغربي لكرة‬ ‫القدم‪ .‬وقال الالعب‪“ :‬أريد تقديم اعتذاري‬ ‫الخالص لجمهور الرجاء‪ ،‬الذي له مكانة خاصة‬ ‫في قلبي‪ ،‬أريد التأكيد أنكم جمهور محترم‪،‬‬ ‫لم أتمالك نفسي بعد تسجيلي الهدف وقمت‬ ‫بهذه الحركة بدون شعور‪ ،‬ولم أشعر بالذنب‬ ‫إال بعد نهاية المباراة”‪ .‬وتابع‪“ :‬أشعر بالندم‬ ‫على هذا الخطأ الذي اقترفته في حق جمهور‬ ‫الرجاء‪ ،‬أنا أعشق هذا الفريق من زمان‪ ،‬أي منذ‬ ‫مشاركته في مونديال األندية بالبرازيل عندما‬ ‫واجه ريال مدريد اإلسباني‪ ،‬وقتها لم أكن‬ ‫أعرف سوى الرجاء‪ ،‬لذلك أكرر اعتذاري ألن هذا‬ ‫الفريق كبير ليس فقط على الصعيد المحلي‬ ‫بل العالمي”‪.‬‬

‫المغــرب التطواني يهنــــئ‬ ‫أولمبيـك خريبكـــة‪ ،‬ويختتـــم‬ ‫األيام التكوينية لحراس الفئات‬ ‫الصغرى‬

‫ثالثون الف متفرج تابع نهائي كاس العرش في طبعته‬ ‫الثامنة والخمسون الذي جمع اولمبيك اخريبكة بالفتح الرباطي‬ ‫بالملعب الكبير بطنجة‪ .‬الذي فتح ابوابه في وجه الجمهور منذ‬ ‫الحادية عشرة صباحا‪ .‬وكان عدد الجمهور الذي دخل الملعب‬ ‫بالتذكرة حوالي خمسة عشر الف متفرج قبل ان يتضاعف العدد‬ ‫بعد فتح أبواب الملعب في وجه الجميع قبل نهاية المباراة‬

‫بحوالي بع ساعة‪ .‬وتفوق الجمهور الخريبكي على الجمهور‬ ‫الرباطي في نهائي كاس العرش من حيث العدد‪ .‬وقدر األول‬ ‫بحوالي خمسة الف متفرج‪ ،‬بينما لم يتجاوز الجمهور الرباطي‬ ‫الف متفرج‪ ،‬وتشكلت باقي الجماهير الحاضرة من الطنجاويين‬ ‫وبعض المدن المجاورة‪ ،‬سيما تطوان اصيلة والعرائش‪.‬‬

‫رئيس سلة اتحاد طنجة يدق ناقوس الخطر‬ ‫بسبب الوضع المادي وإقفال القاعة‬ ‫دق عبد الواحد بولعيش‪ ،‬رئيس اتحاد طنجة لكرة‬ ‫السلة‪ ،‬ناقوس الخطر في أذن المشرفين على تسيير القاعات‬ ‫الرياضية بمدينة طنجة‪ .‬سيما الجماعة الحضرية بسبب‬ ‫استمرار إقفال قاعة بدر‪ ،‬والغموض الذي يلف قاعة الزياتن‪.‬‬ ‫ونقل بولعيش في كلمته خالل الجمع العام االستثنائي الذي‬ ‫عقده نهضة االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة مساء اإلثنين‬ ‫بمقر عصبة الشمال لكرة السلة‪ ،‬من أجل تغيير إسم الفريق‬ ‫إلى اتحاد طنجة‪ ،‬المشاكل التي يعاني منها الفريق على‬ ‫مستوى غياب مرافق رياضية‪ ،‬وإقفال قاعات المدينة في وجه‬ ‫الفريق‪ ،‬ما يعرقل انطالقة مختلف فئاته‪ ،‬من الفريق األول‬ ‫للذكور‪ ،‬وصيف بطل المغرب وكأس العرش في الموسم‬ ‫الماضي‪ ،‬وفريق اإلناث الذي يمارس بالقسم األول‪ ،‬والفريق‬ ‫الرديف للذكور الذي يمارس بالقسم الثالث‪ ،‬وباقي الفئات‬ ‫الصغرى التي ال تجد أين تتدرب والموسم الرياضي على‬ ‫األبواب‪ ،‬رغم أن الفريق جاهز على مستوى البرامج والعنصر‬

‫البشري‪ ،‬من ممارسين وتقنين‪ .‬كما نبه رئيس اتحاد طنجة‬ ‫إلى الوضع المادي المزري الذي يعيشه الفريق‪ ،‬وتراكم ديون‬ ‫عن الموسم الماضي تصل إلى مليون درهم‪ .‬مشيرا أنه راسل‬ ‫والية طنجة‪ ،‬ويتوخى خيرا بسبب التزام والي طنجة مع فريقه‬ ‫في العديد من محطات الموسم الماضي‪ .‬سيما ان الفريق كان‬ ‫في الموعد دائما مع مسلسل الترويج لمشروع طنجة الكبرى‬ ‫خالل المنافسات المحلية‪ ،‬الجهوية‪ ،‬الوطنية والقارية‪ .‬وصادق‬ ‫الجمع العام على تغيير إسم الفريق‪ ،‬الذي استعاد اسمع‬ ‫السابق‪ ،‬االتحاد الرياضي لطنجة لكرة السلة‪ ،‬ووضع الثقة‬ ‫في عبد الواحد بولعيش رئيسا له‪ ،‬ومنحه الصالحية إلعادة‬ ‫هيكلة باقي أعضاء المكتب المسير‪ .‬ووعد بولعيش على تنفيذ‬ ‫جميع البرامج والمشاريع التي أحدثت في عهد نهضة االتحاد‬ ‫الرياضي‪ ،‬وفتح باب االنخراط‪ ،‬داعيا الجهات المعنية إلى تنفيذ‬ ‫وعودها بشأن الدعم المادي للفريق وحل مشاكل المرافق‬ ‫الرياضية‪.‬‬

‫بمناسبة تتويج نادي أولمبيك خريبكة‬ ‫للمرة الثانية في تاريخه بالكأس الغالية ـ‬ ‫كأس العرش ـ بعد فوزه في المباراة النهائية‬ ‫التي أقيمت مساء يوم األربعاء ‪ 18‬نونبر الجاري‬ ‫بالمركب الكبير لمدينة طنجة‪ ،‬على حساب‬ ‫فريق الفتح الرباطي بالضربات الترجيحية‪،‬‬ ‫هنأ عبد المالك أبرون رئيس نادي المغرب‬ ‫أتلتيك تطوان أصالة عن نفسه ونيابة عن‬ ‫باقي أعضاء المكتب المسير وكافة مكونات‬ ‫النادي‪ ،‬كل مكونات نادي أولمبيك خريبكة‪،‬‬ ‫وتمنى لهذا الفريق المزيد من التألق‪ ،‬كما‬ ‫تمنى لفريق الفتح الرباطي حظ أوفر في قادم‬ ‫المسابقات بعد أن ضاع منه لقب الكأس‬ ‫الفضية الذي توج بها الموسم الماضي‪.‬‬ ‫وفي موضوع آخر‪ ،‬اختتمت بمركز التكوين‬ ‫التابع لنادي المغرب أتلتيك تطوان بمنطقة‬ ‫المالليين‪ ،‬األيام التكوينية لحراس المرمى‬ ‫التي نظمتها مدرسة المغرب التطواني على‬ ‫مدى ثالثة أيام‪ .‬وعرفت هاته األيام التكوينة‬ ‫التي أشرف على تأطيرها محمد بن قاسم‪،‬‬ ‫مشاركة مكثفة لجميع حراس الفئات الصغرى‬ ‫للنادي‪ ،‬الذين استفادوا من دروس نظرية في‬ ‫الفترة الصبحية لكل يوم‪ ،‬ودروس تطبيقية‬ ‫في الفترات المسائية على المستطيل األخضر‪.‬‬ ‫واعتبرت هاته الدورة التكوينية فرصة للحراس‬ ‫الناشئين‪ ،‬لإلستفادة من تأطير في المستوى‬ ‫العالي بشقيه النظري والتطبيقي‪ ،‬حيث‬ ‫من المؤكد أنه سيفيد هؤالء الحراس في‬ ‫مسيرتهمالكروية‪.‬‬


‫العدد ‪812‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 24‬إلى ‪ 30‬نوفمرب ‪2015‬‬

‫المدرسة العليا للدراسات التجارية و التقنية بطنجة‬ ‫تحتفي بخرّيجيها‬

‫كلمة رئي�س التحرير ‪:‬‬ ‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫من يضحكُ علينا ؟‬ ‫الحكومة‪ ،‬أمانديس‪ ،‬أم هما معا؟‪...!!! ‬‬

‫تصوير ‪ :‬حمودة‬

‫احتجاجات أهل طنجة ضد شركة «أمانديس» خلق الحدث بمغرب ما بعد الدستور‬ ‫الجديد‪ ،‬إذ ألزم الحكومة بالتدخل العاجل‪ ،‬مخافة أن تتسع رقعة االحتجاجات ضد «التدبير‬ ‫المفوض» بمباركة الدولة‪ ،‬لتشمل كل المدن الخاضعة لهذا النوع من «التبذير» الذي‬ ‫أصبحت الحكومة ترعاه وترفض الحديث عن «رحيله»‪.‬‬ ‫هذا ما يستشف من تدخالت رئيس الحكومة خالل جلسة المحاسبة تحت قبة البرلمان‪،‬‬ ‫الثالثاء الماضي‪ ،‬حين أقر‪ ،‬للمرة األلف‪ ،‬بوقوفه على «اختالالت» ومشاكل في تدبير الشركة‬ ‫الفرنسية لقطاع الماء والكهرباء بسبب «عدم وفاء الشركة بالتزاماتها»‪ ،‬وصرح بأنه ووزير‬ ‫داخليته اجتمعا في طنجة‪ ،‬مع ممثلي هذه الشركة‪ ،‬وألزماها بمراجعة الفواتير ‪« ،‬وهو ما‬ ‫حصل فعال» يؤكد بنكيران الذي صرح أن الحكومة «ال تريد أن يظلم المواطن‪ ،‬أو أن تظلم‬ ‫الشركة»‪...! ‬بالرغم من أنه حمل أمانديس تبعات «العدادات المشتركة» التي أفرزت فواتير‬ ‫في الشطر الرابع أو الخامس‪ ،‬الخاص باألسر الميسورة‪ ،‬والتي طلب من السكان «الغير‬ ‫ميسورين» تأديتها‪ ،‬فتمت «القومة» الطنجاوية التي أثنى بنكيران على الطريقة الحضارية‬ ‫والسلمية التي تمت بها‪ ،‬دون أن يترك الفرصة تمر ليثير االنتباه إلى «الصورة السلبية‬ ‫لالحتجاجات وتأثيرها على المستثمرين وعلى العالقات مع الشركات األجنبية‪...!!! ‬‬ ‫يعني أنه بمنطق بنكيران‪ ،‬كان يجب على المتظلمين من فواتير أمانديس أن يتحملوا‬ ‫الظلم والفقر والجوع والذل من أجل خاطر المستثمرين والشركات األجنبية وحتى يحظى‬ ‫بنكيران وحكومته الالشعبية‪ ،‬بثناء «عطر» من مادام الغارد مديرة صندوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫ومن معها‪...! ‬‬ ‫وقدم بنكيران لنواب األمة درسا في باب التدبير المفوض الذي قال عنه إنه من‬ ‫«أكثر طرق تسيير المرافق العمومية شيوعا» وأن المغرب لم يخرج عن القاعدة ‪ ،‬على أن‬ ‫هذا التدبير المفوض يعرف «بعض المشاكل» في المغرب‪’‘ ،‬بسبب عدم التزام الطرفين‬ ‫المتعاقدين ببعض الشروط التعاقدية‪ ،‬و «قلة خبرة الجماعات المفوضة في مجال المراقبة»‬ ‫على أي‪ ،‬فإن «تبوريدة» رئيس الحكومة بالبرلمان ‪ ،‬خالل الجلسة الشهرية للسياسة‬ ‫العامة للحكومة‪ ،‬تحتاج إلى «مجلدات» للرد على ما جاء فيها من «كالم موزون ومقفى» البد‬ ‫وأن يكون قد خرج من محبرة تعودت على مقولة «العام زين» ‪ ،‬ومنها أن «الدولة ليست‬ ‫«نائمة» كما قد يتصور البعض وال تقوم بواجبها‪ ،‬وحين تقع اختالالت أو تجاوزات‪ ،‬يتكلم‬ ‫المواطنون وتتحرك الدولة ‪ ....‬بالطريقة المعلومة‪ ،‬طبعا‪... ! ‬‬ ‫إال أن الشركة الفرنسية «المدبرة على رأسها»‪ ،‬سارعت إلى نفض تهم االختالالت‬ ‫والتجاوزات والزيادات عنها‪ ،‬بمجرد ما عاد بنكيران إلى الرباط‪ ،‬ليتفصح على النواب‬ ‫فيما بعد‪ ،‬وقبلهم على رجال اإلعالم الذين اتهمهم‪ ،‬كعادته‪ ،‬بتحريف كالمه واستغالله‬ ‫االستغالل السيء‪! ‬‬ ‫مدير الزبناء بالشركة واسمه الحسن العمراني‪ ،‬نقلت عنه جريدة «أخبار اليوم» ‪ ،‬ما‬ ‫معناه أن غالء الفواتير راجع إلى احتساب األشطر االجتماعية‪ ،‬حيث أن ما يجب احتسابه‬ ‫في الشطرين األول والثاني ينقل إلى الشطرين الرابع أو الخامس فينتقل ثمن األشطر‬ ‫االجتماعية من درهمين و ‪ 73‬سنتيما إلى ما فوق ‪ 11‬درهما و ‪ 32‬سنتيما ‪ ،‬األمر الذي تتضرر‬ ‫منه الفئات االجتماعية الضعيفة‪ ،‬بطبيعة الحال‪ .‬أما ارتفاع فاتورة غشت وشتنبر فهو راجع‬ ‫حسب المسؤول األمانديسي» إلى االستهالد المرتفع في فصل الصيف‪...! ‬‬ ‫وما أن هدأت احتجاجات أهل طنجة ضد أمانديس في انتظار «الفرج»‪ ،‬حتى طلع‬ ‫علينا المدير العام لشركة «فيوليا ـ المغرب» برونو كوالرد‪ ،‬بتصريحات مثيرة‪ ،‬اتهم‬ ‫فيها سياسيين ومنتخبين محليين ب «تسييسهم المتعمد» الرتفاع فواتير أمانديس‪،‬‬ ‫واستغاللهم لقضية هذه الفواتير لتأجيج الزبناء ومحاولة إقناعهم بحمل صورة سيئة عن‬ ‫الشركةالفرنسية‪.‬‬ ‫وأكد في حوار مع جريدة «الصباح»‪ ،‬أن هناك «جهات» سعت إلى إقناع السكان بأن‬ ‫الشركة «أخطأت» في حقهم‪ ،‬ولم تف بالتزاماتها االستثمارية في القطاع الموكول إليها أمر‬ ‫تدبيره‪ ،‬وهو ما دفع الرأي العام إلى االعتقاد أن الشركة تعمدت رفع أسعار استهالك الماء‬ ‫والكهرباء‪ ،‬وهذا عكس الحقيقة‪..!! ‬‬ ‫والحقيقة من وجهة نظر برونو كوالرد‪ ،‬هي أن األسعار المطبقة حاليا تستند إلى «قرار‬ ‫حكومي» يشمل كافة الجماعات المحلية بالمغرب وفق العقد البرنامج الموقع بين الدولة‬ ‫والمكتب الوطني للماء والكهرباء والذي يستمر تنفيذه خالل السنتين المقبلتين‪ ،‬عبر‬ ‫زيادتين في التعريفة ‪ ،‬األولى في يناير ‪ 2016‬والثانية في يناير ‪.2017‬‬ ‫وأوضح‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬أن معالجة حوالي ‪ 80‬ألف فاتورة‪ ،‬بطنجة‪ ،‬لم تكن بسبب وجود‬ ‫أخطاء في تحديد قيمة الفواتير‪ ،‬وإنما بسبب مشكل مرتبط بالعدادات الجماعية التي‬ ‫ينعكس استخدامها سلبا على الزبناء‪،‬وبالتالي كان الزما معالجة هذا األمر بوضع عدادات‬ ‫فردية‪.‬‬ ‫وختم تصريحه باإلشارة إلى أن لشركة أمانديس مستحقات متأخرة على مجلس جماعة‬ ‫طنجة الحضرية بقيمة ‪ 100‬مليون درهم‪.‬‬ ‫للتذكير فإن الدولة تعهدت في إطار العقد البرنامج بضخ ‪ 45‬مليار درهم‪ ،‬في خزينة‬ ‫المكتب الوطني للماء والكهرباء إلنقاذه من األفالس «السريري» دون أن تشغل الحكومة‬ ‫بالها بمعرفة أسباب هذا اإلفالس أو بمساءلة مديره وهو‪ ،‬لعلمكم ‪ ،‬ينتسب إلى قبيلة‬ ‫الفاسيين الفهريين العتيدة ‪ .‬وبمقتضى هذا العقد تتحمل الدولة ‪ 70‬بالمائة من مجمل‬ ‫الدعم الحكومي بينما يتحمل المشتركون في شبكتي الماء والكهرباء‪ ،‬النسبة الباقية‪،‬‬ ‫خالل مدة العقد (‪ ،)2018 - 2014‬عبر مراجعة تدريجية ( نقرأ‪ :‬زيادات فلوسية) لألثمان‬ ‫ابتداء من فاتح غشت ‪ .2014‬وال شك أن هذه «الزيادات التدريجية» هي التي آلمت أهل‬ ‫طنجة وأخرجتهم من ديارهم لالحتجاج على غالء الفواتير‪...! ‬‬ ‫وهكذا تصر الحكومة على أن سبب ارتفاع فواتير الماء والكهرباء بطنجة ناتج عن‬ ‫«اختالالت» و «مشاكل» تلمسها رئيس الحكومة خالل زيارته «البرقية» لوالية طنجة‪،‬‬ ‫وإلى عدم وفاء الشركة المعنية والسلطة المفوضة‪ ،‬بالتزامتهما المنصوص عليها في‬ ‫عقد التفويض‪ ،‬وتصر الشركة الفرنسية ــ التي تولى بنكيران الدفاع عنها حين عاب علي‬ ‫المستهلكين (بفتح الالم طبعا)‪ ،‬نعتها باالستعمارية ــ‪ ،‬على رفض تحمل مسؤولية غالء‬ ‫الفواتير وتؤكد أن السعر المطيق تم وفق قرار تتخذه الجماعات مع اعتبار ثمن الشراء من‬ ‫المكتب الوطني للماء والكهرباء‪ ،‬كما تؤكد أن قراءة العدادات تتم بصورة عادية بل وتصل‬ ‫إلى ‪ 95‬بالمائة منها فيما يتم اعتماد تقدير لتحديد االستهالك بالنسبة إلى باقي العدادات‬ ‫التي يصعب الوصول إليها‪ .‬أما الزيادات التي تضرر منها المواطنون بالنسبة لشهري يوليوز‬ ‫وغشت‪ ،‬فإن أمرها راجع إلى قرارات حكومية في إطار العقد البرنامج المبرم بين الدولة‬ ‫ومكتب «الما والضو» وأن أمانديس ال يمكنها أن تزيد أو تنقص في سعر االستهالك إال‬ ‫بقرار حكومي‪.‬‬ ‫من يضحط علينا إذا ! ؟‬

‫احتضن مقر مجلس المدينــة بطنجــة يوم‬ ‫السبت ‪ 14‬نونبر الجــاري‪ ،‬مراسيم حفل التخرج‬ ‫لطلبة المدرسة العليا للدراسات التجارية والتقنية‬ ‫‪ HECT‬بطنجة‪ ،‬بحضور نائب عمدة المدينة محمد‬ ‫أمحجور‪ ،‬ورئيس جامعة عبدالمالك السعدي‪ ،‬حذيفة‬ ‫أمزيان‪ ،‬والدكتور عبد الحق بخات مدير جريدة‬ ‫طنجة‪ ،‬والذي تقدم بكلمة وجّه من خاللها مجموعة‬ ‫من النصائح القيّمة للطلبة المتخرجين بناء على‬ ‫تجربته الشخصية العصامية التي قادته لنيل شهادة‬

‫الدكتوراه عن جدارة واستحقاق‪ ،‬مبرزا مدى أهمية‬ ‫مواصلة الدراسة وتثقيف الذات لالرتقاء بشخص‬ ‫اإلنسان ولمواكبة كل هذه التطورات الجذرية التي‬ ‫يشهدها المغرب على جميع المستويات ‪..‬‬ ‫كما حضر الحفل أعضاء المدرسة العليا ورجال‬ ‫أعمال ووجهاء المدينة وأولياء األمور‪ ،‬دون أن ننسى‬ ‫الحضور المميّز للرئيس المدير العام للمؤسسة‪،‬‬ ‫السيد يوسف منسوم‪ ،‬والذي بدوره وجه كلمة للطلبة‬ ‫الخريجين حول الفرصة الذهبية التي تنتظرهم في‬

‫ندوة وطنية‬

‫ِ‬ ‫من �آخر م�ؤلفـــات فقيــد املغرب الكبيـــر‬ ‫الراحـــل العزيــــز حممد العربي امل�ساري‬ ‫تغمده اهلل بوا�سع رحمته‪ ،‬كتابه احلامل‬ ‫لعنوان «�إ�سبانيـــا الأخــرى» الذي قدم‬ ‫فيه جردا تاريخيا و�سيا�سيا للعالقــات‬ ‫املغربية الإ�سبانية‪ ،‬عرب �أربعة �أبواب‪:‬‬ ‫• االنتقال الدميقراطي يف �إ�سبانيا‬ ‫• �إ�سبانيا وملف ال�صحراء‬ ‫• �إ�سبانيا والإ�سالم �إ�سبانيا واملغرب‪.‬‬ ‫ويخــتـــم مبقــاربـــة ل�صـورة املـغــــرب‬ ‫يف �إ�سبانيا‪.‬‬ ‫كتـــاب مرجعـــي للدار�سيـــن‬ ‫والباحثيــــن الراغبني يف فهم العالقات‬ ‫املغربية الإ�سبانية‪ ،‬قال عنه الأديب‬ ‫ح�سن �أوريد‪� ،‬إنه «لبنة من لبنات التوا�صل‬ ‫بني البلدين وحجرة يف مقاربة جديدة‬ ‫يف ظل ما يعتمل على ال�ساحة الدولية من‬ ‫حتوالت عميقة»‪.‬‬ ‫رحم اهلل العزيز حممد العربي امل�ساري‪.‬‬

‫خضم المشروع الضخم لطنجة الكبرى‪ ،‬مبرزا أن‬ ‫المنطقة تحتاج بال شك لخريجين أك ّفاء في جميع‬ ‫التخصصات المطلوبة من قبل الشركات‪ ،‬ال سيما‬ ‫في مجاالت اإلدارة والخدمات اللوجستية‪ ،‬ونظم‬ ‫المعلومات‪ ،‬وتمويل الشركات‪ ،‬وقال أيضا‪ ،‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬أن مشروع طنجة ال يمكن أن يكون ناجحا‬ ‫بدون موارد بشرية مؤهلة قادرة على شغل مناصب‬ ‫استراتيجية للدفع قدما بمستقبل جهة طنجة‪-‬‬ ‫تطوان‪ -‬الحسيمة ‪.‬‬

‫ل‪ .‬س‬

‫يوم درا�سي‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.