Achamal n° 998 le 18 Juin 2019

Page 1

‫ثريا الصواف‬

‫ضيف سلسلة «تذكرة سفر»‬ ‫بصمة طنجة استثنائية في حياتي‪ .‬فما أزال‬ ‫أتذكر تلك األجواء الحياتية الرائعة حيث كنا نخرج‬ ‫بكامل أناقتنا للتجول المسائـي ببولفـار طنجـة‬ ‫الرئيسـي الراقي جـدا‪.‬‬ ‫الصفحة األخيرة‬

‫جريدة الشمال وجريدة طنجة‬ ‫واكبتا هذا الملف منذ شهور‬

‫بفضل الرعاية الملكية أجريت‬ ‫عملية جراحية ناجحة لطفل‬ ‫والده معتقل سابق‬ ‫صفحة ‪18‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫عصـام سرحـان‬ ‫جنـم برنامج‬

‫صفحة ‪4‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 998‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثـاء ‪� 14‬شوال ‪� 18 / 1440‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫حوار مع الإعالمية‬

‫أسمهان عمور‬ ‫صفحة ‪6‬‬

‫العرائش‬

‫جوهرة المحيط التي ندرت اآلن‬ ‫العرائش !‬

‫كلمة الشمال‬

‫تنعتها المصادر التاريخية األجنية‪ ،‬خصوصا اإلسبانية‪ ،‬بجوهرة المحيط‪ .‬تقع جغرافيا على ساحل المحيط األطلسي‪،‬‬ ‫وعلى الضفة اليسرى من مصب واد لوكوس‪ .‬فهي مدينة مائية تاريخها أشسع مما يمكن تخيله‪ ،‬امتد على عصور سحيقة‪..‬‬ ‫فينيقية وقرطاجية ورومانية إلى أن آل بها األمر في التاريخ المعاصر إلى مستعمرة إسبانية‪.‬‬ ‫احتلت العرائش في المخيال اإلنساني مكانة ساحرة بحكم ما حظيت به‪ ،‬طبيعيا وأنتربولوجيا وثقافيا‪ ،‬من موقع آسر‪،‬‬ ‫وعرفت سياحيا مجدا منقطع النظير إشعاعيا‪ ،‬انعكس بكل تأكيد على مردوديتها االقتصدية واالجتماعية‪.‬‬

‫عبد اإلله المويسي‬

‫ساحة التحرير ببناءاتها المستندة إلى تنوع المرجعيات الهندسية األوروبية أكسبتها جماليا مالمح خصوصية‬ ‫موريسكية تربطها بأصولها اإلسالمية‪ .‬والساحة متصلة من حيث مدارها الحضري بمعمار المدينة العتيقة الساحرة‬ ‫اآلهلة بالسكان وبالمحالت التجارية التي شكلت على الدوام عصب اقتصاد المدينة‪.‬‬

‫(البقية ص ‪)2‬‬


‫‪2‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫العرائش‬

‫جوهرة المحيط التي ندرت اآلن‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ًؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫رئيس التحرير ‪:‬‬

‫عبد الإلـه املـوي�سـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫إذن تاريخيا كانت العرائش مدار اهتمام عالمي سياحيا واقتصاديا‪ ،‬حققت به ترتيبا‬ ‫متقدما في مؤشرات استجالب المشاريع العائدة بالمردودية على ساكنتها‪.‬‬ ‫غير أن المدينة في مآالتها األخيرة تردت على مستوى التأهيل الذي يفترض الذي‬ ‫أن يواكب مكانتها التاريخية‪ .‬بل إن العديد من مكتسباتها في المجال السياحي‪ ،‬وعلى‬ ‫مستوى الغنى في المآثر التاريخية شهدت إهماال ملحوظا جعل منها مدينة غير مغرية‬ ‫من ناحية جلب السياح أو استيراد المشاريع الخاصة‪ ،‬الوطنية والدولية‪.‬‬ ‫العديد من مدن الشمال عرفت قفزات جريئة من جانب نموها السياحي‪..‬أصيال‬ ‫وطنجة وتطوان المضيق‪ ...‬يشد إليها الرحال صيف كل سنة‪ .‬وغير خاف على كل متتبع‬ ‫حجم االنتعاش االقتصادي الذي تخلقه دينامية قضاء العطل الصيفية والمناسباتية‬ ‫بهذه المدن‪.‬‬ ‫شاطئ العرائش بامتداداته الشاسعة وبنموذجيته اإليكولوجية‪ ،‬وبباقي مؤهالت‬ ‫المدينة الجمالية والطبيعية والمعمارية ‪:‬‬ ‫شاطئ «بليغروسا»‪.‬‬ ‫«الشرفة األطلسية»‪ ،‬مزار كل وافد على المدينة‪.‬‬ ‫غابة «األوسطال»‪ ،‬المتنفس الطبيعي‪.‬‬ ‫الموقع األثري «الليكسوس» بحموالته األثرية واألسطوريــة‪ ..‬التنيـن المرمري‪،‬‬ ‫التفاح الذهبي‪...‬‬ ‫إقامة «الدوكيسا» التي تثير العديد من اللغط الثقافي حاليا بسبب إمكانية‬ ‫هدمها‪.‬‬ ‫«حصن الفتح» و «برج اللقالق» و «القبيبات» و «الصقالة»‪.‬‬ ‫معلمة «الكوميدانسيا»‪ ،‬حيث يوجد حاليا المركز الثقافي والمعهد الموسيقي‪.‬‬ ‫كل هذه المدخرات يفترض أن تجعل مدينة العرائش مفخرة مغربية سياحية‪ ،‬وأن‬ ‫تجعل األنظار من جديد تتجه صوبها تعيد إليها مجدها المتواري‪.‬‬

‫شاعر فلسطيني أقام طويال بالعرائش قال في مطلع قصيدة شعرية‪:‬‬

‫عرائش الكون ال أهوى سواها هي الدنيــا وقفــر ما عداهــــا‬

‫لست أعلم إن كان كل هذا المنجز المسطر تاريخيا وحضاريا في سجل «جوهرة‬ ‫الشمال» يحضر في أذهان المتقلدين لمسؤولية تدبير المدينة محليا ووطنيا‪ .‬ولست‬ ‫أدري أيضا إن كان هناك أي استشعار للمعاني األخالقية والقانونية الذي قد يتحمله‬ ‫هؤالء تجاه مدينة جلبت إليها سابقا المطامع االستعمارية‪ ،‬قبل أن تجلب إليها المشاريع‬ ‫االقتصادية التي شكلت متنفسا اقتصاديا ومعنويا لساكنتها‪.‬‬ ‫لم يحصل األمر‪ ،‬بدون دالالت حضارية‪ ،‬أن يختار اثنان من كبار األدباء العالمين‬ ‫العرائش لإلقامة والموت بها‪« ..‬جون جونيه» الذي تعايش مع ساكنة العرائش‪ ،‬وأقام‬ ‫بينهم لسنوات‪ ،‬وتقاسم معهم أملهم وألمهم‪ ،‬واستثمر جزء في فضاءاتها في متخيالته‬ ‫الروائية‪ ،‬وترك وصيته التاريخية بأن يوارى جثمانه بين بسطـاء مدينة عظيمــة‪...‬‬ ‫«وخوان غويتيسولو» الذي الذي كان حلمه الذي يالزمه أن يودع موته أمانة بين يدي‬ ‫العرائشيين‪.‬‬ ‫قبرا الكاتبين العالميين اآلن يشكالن مزارا طقوسيا ضروريا للعديد من الشخصيات‬ ‫العالمية التي تقرر المجيء للعرائش الكتشاف األسرار الخفية وراء قرار هذين العظيمين‬ ‫الختيارها ملجأ ومنجى روحيا لهم‪.‬‬ ‫نهر اللوكوس ارتبط رمزيا بملحمة حدائق «هيسبريديس»‪ ،‬الجنة التي كان‬ ‫يحميها التنين المرمري‪ ،‬الذي ليس إال النهر نفسه‪ ،‬يحميها من األطماع‪،‬ويحرس‬ ‫تفاحها الذهبي الذي ليس إال المعادل اإلستيطيقي لخيراتها المنذورة للنهب‪.‬‬ ‫في ديوان «رماد هيسبريس» للشاعر المغربي محمد الخمار الكنوني نقتبس هذا‬ ‫المقطع الشعري‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫«من يد ليد تتنقل هذي الحقول ترابا‪ ،‬هواء‪ ،‬وماء‪.‬‬ ‫فهل كان ذلكم قدرا وقضاء؟‬ ‫أبحرت بالحقول السفين‪،‬‬ ‫إلى أين؟ لست أدري؟‬ ‫األسرار الخفية بسيطة على ما يبدو‪ ،‬بل وجلية لكل زائر للعرائش‪ .‬فهي مدينة‬ ‫«أسطورية» بكل المعاني والرمزيات الممكنة‪.‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيـدة الورياغلـي‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫هدى املجاطـي‬ ‫�أبو اخلري النا�صري‬ ‫عبد احلـي مفتـاح‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى ال�سباعي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬ ‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬


‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫حين أرى ابن عمي‪« ،‬معاذ حجاج» يتحمس لعمرة رمضان‪ ،‬ويجمع لها الجموع‪ ،‬ويحشد‬ ‫الحشود‪ ،‬أدعو له بالتوفيق والسداد‪ ،‬والنجاح والفالح‪.‬‬ ‫وعمرة رمضان تمتد ألربعين يوما بالتمام والكمال‪ ،‬فاإلعالنات التي يوزعها ذات اليمين‬ ‫وذات الشمال‪ ،‬تشير إلى هذه المدة‪ ،‬فهي تبتدئ في الثالث والعشرين من شعبان‪ ،‬وال تنتهي‬ ‫إال في الخامس من شوال‪.‬‬ ‫أربعون يوما يتحمل فيها هذا العبد الضعيف ـ عن طواعية واختيار ـ أحمال أربعين أو ثالثين‬ ‫نفرا‪ ،‬يحملها منذ يُسلمون له جوازات سفرهم‪ ،‬إلى أن يتسلمها من السلطات السعودية بمطار‬ ‫جدة في يوم من أيام شوال‪.‬‬ ‫وهو مسؤول عن التأشيرة‪ ،‬ومسؤول عن تسلمها قبل أوان السفر بأيام معدودة‪.‬‬ ‫والتأشيرة ـ كما نعلم ـ حبالها طويلة‪ ،‬ودهاليزها ملتوية‪ .‬وفي حالة عدم الحصول عليها‪،‬‬ ‫فإن صاحبنا يتحمل عبء ربط االتصال بالسفارة السعودية‪ ،‬وعبء الضغوط التي يمارسها عليه‬ ‫صاحب الجواز‪ ،‬خصوصا إذا كان قد حجز تذكرة السفر‪.‬‬ ‫وقد يجتاز هذا االمتحان‪ ،‬ليجد نفسه أمام امتحان آخر‪ ،‬وهو مدى االلتزام الذي التزم به‬ ‫أصحاب اإلقامة بالحرمين الشريفين‪ ،‬فإن نفذوا التزاماتهم‪ ،‬ووفوا بوعودهم‪ ،‬فذاك هو المأمول‪،‬‬ ‫وإال فسيكون له شأن وأي شأن مع مرافقيه‪.‬‬ ‫وقس على هذا في التنقل‪ ،‬وفي أداء المناسك‪ ،‬وفي كل صغيرة وكبيرة‪.‬‬ ‫إنه هنا يلعب دور رب األسرة‪ ،‬بما تعنيه هذه الكلمة من مسؤوليات وتبعات‪ .‬وأسر ٌة كثيرة‬ ‫العدد كهذه‪ ،‬فيها الكبير والصغير‪ ،‬والسليم والمريض‪ ،‬وفيها أصحاب المزاج الرائق‪ ،‬وأصحاب‬ ‫المزاج العكر‪ ،‬وفيها من كل فن طرف‪ ،‬تحتاج إلى «القشابة» الواسعة‪ ،‬والصدر الرحب‪.‬‬ ‫ومعاذ ـ كما أعرفه ـ له هذه «القشابة»‪ ،‬وله هذا الصدر‪.‬‬ ‫ويوم تحملت عشر عشر ما يتحمله‪ ،‬عرفت مقدار الصبر الذي يصبره المرشدون الدينيون‪،‬‬ ‫ذلك أنني أردت أن أوفر على الحجاج الذين أفرزتهم القرعة في موسم ـ ‪ 2007/ 2006‬ـ مشاق‬ ‫االنتقال إلى مطار طنجة‪ ،‬فاقترحت عليهم االتصال بشركة حمادي للنقل‪ ،‬لتخصص لنا حافلة‬ ‫مناسبة توفر على أهلنا وذوينا مشقة السفر ـ ليال ـ إلى طنجة‪ ،‬فنال االقتراح رضا الجميع‪،‬‬ ‫وكلفوني بتنفيذه‪.‬‬ ‫وطيلة المدة التي تفصلنا عن لحظة االنطالق‪ ،‬جفاني النوم‪ ،‬بسبب هاجس عدم مجيء‬ ‫الحافلة في موعدها الموعود‪ ،‬وبسبب هاجس آخر‪ ،‬هو العطب الذي قد يحدث لها أثناء توجهها‬ ‫بنا إلى المطار‪.‬‬ ‫لم يزايلني الهاجس األول‪ ،‬إال عندما رأيت الناس يهللون ويكبرون لمجيء الحافلة‪ .‬ولم‬ ‫أتخلص من الهاجس الثاني إال عندما وطئت قدماي أرض المطار‪.‬‬ ‫إنها المسؤولية‪ ،‬ال يتحملها إال ذوو العزم من الرجال‪ ،‬من أمثال معاذ وأشباهه‪.‬‬

‫التعاونية النسوية للنسيج بتنفلت‬

‫التزويد بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية‬ ‫للرفع من القدرة التنافسية‬ ‫‪-‬‬

‫جميع الشركاء كانوا حاضرين في قاعة االجتماعات بالجماعة‬ ‫القروية الداردارة يوم األربعاء ‪ 12‬يونيو ‪ 2019‬صباحا‪ ،‬جمعية التنمية‬ ‫المحلية‪ -‬المغرب‪ ،‬تعاونية أزموت ‪ 360‬اإلسبانية‪ ،‬ممثلي كل من‬ ‫الجماعة القروية الداردارة والجماعة الحضرية لشفشاون‪ ،‬تعاونية‬ ‫تنفلت النسوية للنسيج و تعاونية كودبير للطاقات المتجددة‪ ،‬غرفتي‬ ‫التجارة والصناعة والخدمات والصناعة التقليدية‪ ،‬للمشاركة في اللقاء‬ ‫االختتامي لمشروع «تحسين القدرة التنافسية للتعاونية النسوية‬ ‫للنسيج بتنفلت للتنمية االقتصادية المحلية بشمال المغرب»‪.‬‬ ‫تعاونية تنفلت النسوية تأسست منذ سنوات بالدوار الذي‬ ‫تحمل اسمه والذي يقع بالمنتزه الطبيعي الجهوي «بوهاشم» في‬ ‫إطار مشروع آخر أنجز بشراكة بين جمعية التنمية المحلية‪-‬المغرب‬ ‫ومنظمة بروديفيرسا اإلسبانية حيث تم بناء مقر التعاونية الذي يحتوي‬ ‫على ورشة للنسيج مجهزة وروض لألطفال‪ ،‬كما سبق‪ ،‬من قبل‪ ،‬أن‬ ‫تدخل الشريكان معا في نفس‬ ‫الدوار بمشروع آخر مندمج هم‬ ‫عدة مستويات متكاملة‪ :‬الزراعة‬ ‫البديلة (إنشاء مشتل لشجرة‬ ‫الخروب للتشجيع على هذه‬ ‫الزراعة)‪ ،‬والماء و المحافظة على‬ ‫البيئة(استعمال األفرنة المحسنة)‬ ‫والبنية التحتية (تهيئة المسلك‬ ‫المؤدي إلى الدوار)‪.‬‬ ‫لقد مرت سنوات على‬ ‫اشتغال التعاونية‪ ،‬لكن كان من‬ ‫الضروري التدخل من جديد‬ ‫لتأهيلها وتقوية قدرات أعضائها‬ ‫وإدماجها في محيطها وتحسين‬ ‫أدائها‪ ،‬وهو ما حمله على عاتقه‬ ‫مشروع «تحسين القدرة التنافسية‬ ‫للتعاونية» الذي تنجزه جمعية التنمية المحلية‪-‬المغرب بشراكة مع‬ ‫أزيموت ‪ 360‬وجماعتي الداردارة وشفشاون وباقي الشركاء المباشرين‬ ‫وغير المباشرين وبتمويل من الوكالة اإلسبانية للتعاون الدولي‬ ‫للتنمية‪.‬‬ ‫ورغم أن العنصر النسوي أبان عن جدية االنخراط في النشاط‬ ‫التعاوني والمثابرة في العمل‪ ،‬كما أظهر رغبة وطموحا للمساهمة‬ ‫في الدورة اإلنتاجية للدوار بصفة خاصة والجماعة بصفة عامة‪ ،‬فإن‬ ‫إشعاع التعاونية بقي محصورا‪ ،‬بسبب تأخر ربط مقر التعاونية بالشبكة‬ ‫الكهربائية‪ ،‬وضعف التسويق‪ ،‬والحاجة إلى التكوين لتجديد منتوج‬ ‫التعاونية وتحسينه ليجد مكانه في سوق المنتوجات التقليدية المجالية‬ ‫على المستوى المحلي اإلقليمي والجهوي‪ ،‬خصوصا وأن هذه السوق‬ ‫واعدة بحكم الطفرة السياحية التي يعرفها اإلقليم ومجاله القروي‬ ‫ومنتزهاتهالطبيعية‪.‬‬ ‫المشروع‪ ،‬رغم صغر حجمه‪ ،‬حاول اإلجابة ما أمكن عن األعطاب‬ ‫والمعيقات التي كانت تتخبط فيها التعاونية والتي كانت تهدد حالتها‬ ‫بالتدهور؛ أوال بخلق تعبئة لبعث روح متجددة فيها‪ ،‬ثم بعمليات‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫وأنشطة ملموسة استغرق تنزيلها وتنفيذها ما يقارب السنة والنصف‪.‬‬ ‫وهكذا استفاد مقر التعاونية من تركيب شبكة شمسية صغرى‬ ‫لتزويده بالكهرباء باإلضافة إلى المدرسة االبتدائية المجاورة له‬ ‫وسكنى األساتذة‪ ،‬ورافق ذلك تكوين نظري وعملي ألعضاء جمعيتي‬ ‫كودبير التي قامت بالتركيب وستتكلف بالصيانة بموجب اتفاقية‬ ‫بينها وبين الجماعة القروية المعنية‪ ،‬واستفاد أعضاء جمعية تنفلت‬ ‫النسوية من تكوين في الخياطة والفصالة والتسويق وارتباطا بذلك‬ ‫تم تزويد التعاونية بآلة كهربائية للخياطة‪ ،‬وذلك من أجل تنويع‬ ‫منتوجات التعاونية التي تعتمد باألساس على إنتاج المنديل الجبلي‬ ‫المتميز‪ ،‬وفتح الباب أمامها الختراق أسواق جديدة‪ ،‬كما نظمت ورشات‬ ‫تحسيسية همت الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وطريقة استعمال‬ ‫الشبكة الشمسية الصغرى‪.‬‬ ‫و بعد توزيع الشواهد على‬ ‫المستفيدين مــن التكوينــــات‪،‬‬ ‫زار وفد مكون من الشركاء مقر‬ ‫تعاونية تنفلـــت‪ ،‬حيث قدمــت‬ ‫لهم شروحات تفصيلية عن‬ ‫كيفية اشتغال الشبكة الشمسية‬ ‫الصغرى‪ ،‬وعن طبيعة المنتوجات‬ ‫التي تبدعها أفكار وأنامل عضوات‬ ‫التعاونية والتي تعد بالمزيد من‬ ‫االبتكار‪.‬‬ ‫و التخفى أهميــة الشبكـــة‬ ‫الشمسية الصغــرى التي تـــم‬ ‫تركيبها في التشجيع على استعمال‬ ‫الطاقات المتجددة واقتصاد‬ ‫الطاقة‪ ،‬وفي ابتكار الحلول لضمان‬ ‫استمرارية العديد من المرافق‬ ‫والمؤسسات التي يصعب تزويدها عن طريق الشبكة الوطنية العادية‪،‬‬ ‫كما أن ربط التكوين النظري بالعملي من شأنه أن يؤهل الكفاءات‬ ‫البشرية العاملة على المستوى المحلي ويرفع من قدراتها ويرفع من‬ ‫مستوى التعاونيات و الحرف ويساهم في تحريك النسيج اإلنتاجي‬ ‫والخدماتي‪.‬‬ ‫كما ال يخفى أن أشياء كبيرة قد تبدأ بمبادرات صغيرة وليس‬ ‫بخطابات مجلجلة‪ ،‬وهي الحكمة التي تعلمنا إياها الممارسة والحياة‪،‬‬ ‫هذا ما أريد أن أؤكد عليه هنا‪ ،‬إذ إن السقوط في االنتظارية واالتكالية‬ ‫باالعتماد الدائم على الدولة من طرف المجتمع وجماعاته ليس دائما‬ ‫صحيحا‪ ،‬كما أن اللجوء إلى الشراكة يكون غالبا مفيدا ولو في مشاريع‬ ‫صغيرة التي يمكن أن تفتح األبواب أمام شراكات متطورة بعد تذويب‬ ‫الجليد‪.‬‬ ‫وفي األخير فإن الدرس الذي يمكننا أن نخرج به من مثل المشروع‬ ‫الذي نحن بصدده هو الـتأكيد أن أثمن رأسمال تملكه أية جماعة‬ ‫وشعب بعد اإلنسان هو مواردها الطبيعية او بيئتها الطبيعية والتي‬ ‫إذا أحسنت توظيفها أغنتها‪ ،‬و إذا فرطت واستهانت بها انقلبت وباال‬ ‫عليها‪.‬‬

‫موافقات‬ ‫عمرية *‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫«نظم الآللئ والدرر في موافقات سيدنا عمر» أو‬ ‫«كشف النقاب عن موافقات سيدنا عمر بن الخطاب»‬ ‫فتح علمي للمرحوم سيدي عبد الرحمن بن جعفر‬ ‫الكتانـي ؛ سليـل األســـرة الكتــانيـــة المبـــاركـــة‬ ‫(‪1297‬ـ ‪ 1334‬هـ ) حققته وقدمت له الدكتورة نجـــاة‬ ‫الصباحي‪.‬‬ ‫نظم الآللئ كتاب جليل في التعريــف بعظمـــاء‬ ‫اإلسالم من منطلق ‪ :‬االعتقاد في عدالة صحابة رسول‬ ‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأفضالهــم (على مذهب‬ ‫أهل السنة والجماعة) يعالج جانبا من جوانب العبقرية‬ ‫والنبوغ العمريين‪.‬‬ ‫وقد بذلت الدكتورة نجاة جهـــدا علميــا جديرا‬ ‫بالتنويه؛ حيث ‪:‬‬ ‫• أعدت ترجمة لصاحبه ‪ ،‬تضمنت ضبط اسمه‬ ‫ونسبه ونشأته وحاله ومشيخته ومؤلفاته ووفاته‪..‬‬ ‫• وضعت الكتاب في سياق تأليفي مركب؛ خاص‬ ‫أتت فيه على ذكر جل ما ألف في موضوع الموافقات؛‬ ‫وعام مرتبط باستمداد مادته من مؤلفات تاريخية‬ ‫ومنقبية وكتب مذاهب وملل ونحل‪..‬‬ ‫• وثقـت نسبة الكتاب لصاحبــه مع وصف حجمه‬ ‫ومقياسه وما يرتبط بمطلعه وصورته على وجه اختصار‬ ‫ودقة‪..‬‬ ‫• استعرضت معماره ومنهجه ومصادره‪..‬‬ ‫• أبانت خطتها في تحقيق مخطوطته األم‪..‬‬ ‫وأما مفتاح تقديمي لهذا الكتاب الجليل فبنيته على‪:‬‬ ‫• تحديد مفهومي عام ؛ ينطلق من داللتين لغوية‬ ‫واصطالحية سياقية؛ لغوية بما يفيد الجمع بين شيئين‬ ‫في تالحم وانسجام‪ ..‬واصطالحية سياقية تحيل على‬ ‫علوم شتى خاصة األصول والحديث والتصوف‪.‬‬ ‫• تحديد مفهومي خاص ؛ ذي صلة بفراسة المؤمن؛‬ ‫وهي فراسة معتبرة شرعا لقوله تعالى في سورة الحجر‬ ‫«ان في ذلك آليات للمتوسمين» ؛ والمتوسمون هم‬ ‫المتفرسون المتأملون بعين البصر والبصيرة ؛ وفي‬ ‫هذا السياق نتبين داللة قول سيدنا محمد صلى اهلل‬ ‫عليه وسلم «اتقوا فراسة المؤمن ألنه ينظر بنور اهلل»‪.‬‬ ‫الفراسـة ضرب من حــدس أو نوع نتيجتــه العلم‬ ‫والتجربة الملحقة بمكتسب مالحظـات ظواهر وتتبــع‬ ‫حركات‪ ..‬وأما فراســة المؤمن فمكاشفــة يقينيـــة‪..‬‬ ‫ومعاينــة غيبية‪ ..‬ومنة نورانية يعطاها مجتبى مختار‬ ‫لتقذف في عين بصيرته ؛ فيكون نورا لعين ربه ‪.‬‬ ‫وموافقات سيدنا عمر رضي اهلل عنه ‪:‬‬ ‫• ترجمان حاله المتحققة بأخالق ربه‪ ..‬وكشف ألسرار‬ ‫ذاته وأنوار صفاته‪.‬‬ ‫• داللة على قوة قربه من ربه ؛ وبقوة هذا القرب‬ ‫تمكن من معرفة صيرت فراسته صدقا‪.‬‬ ‫• بالغة قلب صاف يفقه وال يخطئ ‪..‬‬ ‫• مؤشــرة على علم إسالمــي خالص ؛ هو علـــم‬ ‫الموافقات‪..‬‬

‫ـــــــــــــــــــ‬

‫* رؤوس أفكار مشاركتي في لقاء نظمه فرع رابطة كاتبات المغرب‬ ‫بطنجة بتنسيق مع جمعية أعمدة لتقديم كتاب الدكتورة نجاة الصباحي‬ ‫يوم ‪ 6‬شوال ‪ 1440‬ـ ‪ 10‬يونيو ‪ 2019‬بفضــاء المندوبيـــة الساميــة‬ ‫للمقاومين وجيش التحرير‪.‬‬


‫الشمال الفني‬ ‫‪4‬‬

‫حو‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫مع‬

‫فـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ن‬

‫إشراف الفنان يوسف سعدون‬

‫العدد ‪ 998‬ـ الثالثـاء ‪ 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫عصام سرحان‬ ‫الفـنــان‬

‫حاوره عبد اإلله المويسي‬

‫• من هو عصام سرحان؟‬

‫عصام سرحان فنان ولد شمال المغرب‬ ‫بمدينة القصر الكبير ‪ ،‬تنقسم حياتي الفنية‬ ‫بين مرحلة الموهبة ومرحلـــة صقل الموهبة‬ ‫ثم وصوال إلى مرحلــة االحتــــراف ودخول‬ ‫عالم النجومية مع برنامج دالفويـــس درست‬ ‫الموسيقى األكاديمية بمعهد الفنون القصر‬ ‫الكبير ثم إلتحقت بالمعهد العالي بتطوان‬ ‫درست فيها لمدة أكثر من ‪ 10‬سنوات تخصص‬ ‫قراءة النوتة (الصولفيج ) ودراسة عزف العود‬ ‫والموشحات‪ .‬الدراسة االكاديمية لعبت معي‬ ‫دور العبور من فنان موهوب بالفطرة إلى فنان‬ ‫دارس أكاديميا‪.‬‬

‫• نبدأ بالســؤال حول بداياتك األولى‬ ‫في مجال الموسيقى والغناء؟‬

‫أنتمي لعدة تيارات فنية تتحدى تحديد الهوية‬ ‫واالنفتاح على موسيقى عالمية مختلفة تتجاوز‬ ‫اللغة ومما يقال أن الموسيقى لغة العالم‪.‬‬

‫• ما هو إحساسك بتألقك الباهـر‬ ‫ببرنامج «دوفويس»‪ ،‬ومسانــدة كــل‬ ‫المغاربة لتجربتك؟‬

‫ما أحسست به طوال مشاركتـــي في‬ ‫البرنامج العربي الضخم دالفويس ال يمكن‬ ‫وصفه خصوصا مساندة المغاربة لي بشكل‬ ‫منقطع النظيـــر وكذلك مسانــدة الجمهــــور‬ ‫العربي عامة وهو ما كان يعطيني دافعا كبيرا‬ ‫في التألق من أسبـــوع إلى أسبـــوع وإكمال‬ ‫الخريطة الموسيقية التي دخلت قصد تطبيقها‬ ‫من اللون األندلسي المغربي إلى آخر حلقة من‬ ‫البرنامج القدود والعتابة واللون العراقي ‪.‬‬

‫• ما هو أهم حدث طبع مشوارك‬ ‫بداياتي الفنية كانت فطرية بحثة خصوصا‬ ‫وأن عائلتي أغلبهم يمتلك صوتا جميال بالوراثة الفني؟‬

‫حيث كان أخي األكبر يلقنني في سن السابعة‬ ‫أناشيد و موشحات تكبر عن سني بكثير فتعلمت‬ ‫على يده العديد من المدارس الغنائية المختلفة‬ ‫و هي ما جعلت صوتي مخضرما وشربت من‬ ‫مياه كثيرة بدأت أوال بالتواشيح ثم المدرسة‬ ‫الشرقية الكالسكية إلى الغناء األندلسي‬ ‫والعديد من المدارس التي جعلت من إحساسي‬ ‫وصوتي مثقفا‪.‬‬

‫• هل يمكن الحديث عن تيـــار فني‬ ‫ينتمي إليه عصام سرحان؟‬ ‫أنتمي إلى التيار الطربي لكن عندما أحدد‬ ‫هويتي‪ ،‬موسيقاي بيني وبين نفسي‪ ،‬أجد أنني‬

‫أهــم حــدث فني في مشــواري الفني هوـ‬ ‫مشاركتي في برنامـــج دالفويس وبصمتي‬ ‫الخاصة التي قدمتها كانت بمتابة الحلم منذ‬ ‫الصغر‪.‬‬

‫• ما هي تقديراتك لحضور األغنية‬ ‫في مجال اإلعالم العمومي؟‬ ‫أرى أن األغنيـــة في المجـــال اإلعالمـــي‬ ‫العمومي حاضرة مع برامج نوعية تبث على‬ ‫الفضائيات المغربية‪ ،‬تربط الشباب الناشئ‬ ‫بالماضي إلى عصرنا هذا‪ .‬وأنا أكثر الفنانين‬ ‫إشادة بهذه البرامج أذكر منها برنامج ‘ نغنيوها‬ ‫مغربية ‘ ‘وألحان عشقناها ‘ على القناة الثانية‬

‫الذي يقوم بإعداده األستاذ عبد السالم الخلوفي‬ ‫برنامج «نجوم األولى» الذي يبث على القناــة‬ ‫األولى إعداد األستـــاذ السي محمد السعودي‪،‬‬ ‫هـذه البرامــج لها دور مهم جدا في الحفــاظ‬ ‫على الموروث الفني المغربي و العربي وربــط‬ ‫الماضي بالحاضر ‪ ،‬وفي ظل حضور األغنية في‬ ‫اإلعالم العمومي أرى أن عصر األنترنت مهيمن‬ ‫أكبر من خالل إدمان الهواتف لكن تحقيق‬ ‫المعدلة بينهما هو ما يمكن االشتغال عليه في‬ ‫المسقبل‪.‬‬

‫• من هو نموذجك في مجال الغناء ؟‬

‫نمادج فنية أقتــدي بمشوارها الفني هي‬ ‫عديده من خالل انفتاحي‪ ،‬الفنـــي لكن يمكن‬ ‫حصرها في التالي ‪:‬‬ ‫مسار صباح فخري موسيقى الموشحات‪.‬‬ ‫مسار جورج وسوف في تجديد الطرب‪،‬‬

‫مسار محمد عبد الوهـاب في االنفتاح على‬ ‫ألحان الغرب‪.‬‬ ‫مسار عبد الوهـاب الدوكالــي في تجديد‬ ‫الموسيقى المغربية‪.‬‬

‫• ما هي األغنية التي تتمنى لو أنك‬ ‫من أداها ؟‬

‫أغنية راحلة‪ ،‬هذه األغنية التي كلما غنيتها‬ ‫في أســرت قلــوب المستمعين وقلبي كذلك‬ ‫ولها وقــع خاص لدي من ألحـان الموسيقــار‬ ‫عبد السالم عامر ابن مدينتي‪ ،‬و غناء المطرب‬ ‫محمد الحياني ‪.‬‬

‫• كلمة لقراء جريدة الشمال؟‬

‫أشكركم على هذا الحوار الشيق و أتمنى‬ ‫أن كون عند حسن الجمهور الكريم و أن يكون‬ ‫قارئ الشمال قــد استمتــع واستفاد‪ ،‬مع حبي‬ ‫وتقديري الشديد للمعجبين بي‪.‬‬


‫العدد ‪998‬‬

‫الشمال الفني‬

‫بيــان فـنـي »‬ ‫«‬ ‫فـنـــي»‬ ‫«بيـــان‬

‫إعداد ‪ :‬يوسف سعدون‬

‫بيان فني‪ ،‬هو سلسلة لقاءات تدشنها الشمال مع مجموعة مت المبدعين‪ ،‬يقدم عبرها‬ ‫الضيوف تجاربهم الفنية وانشغاالتهم ومواقفهم‪ ،‬وهو غير ملزم ألي جهة‪..‬‬ ‫بيان هذا العدد‪ ‬يوقعه الفنان عبد الكريم الوزاني‪.‬‬

‫أنا الموقع أسفله‪:‬‬ ‫عبدالكريم الوزاني‪،‬فنان تشكيلي محترف‬ ‫منذ السبعينيـــات‪ ،‬من مواليـد تطوان سنة‬ ‫‪.1954‬‬ ‫ازددت بمنزل كانت تصدر به صحيفتان‪:‬‬ ‫جريدة الريف التي كان يصدرها عمي المرحوم‬ ‫التهامي الوزاني‪،‬وجريدة بريد الصباح التي كان‬ ‫يصدرها والدي رحمه اهلل‪،‬انتقالنا للعيش بعمارة‬ ‫الصحافة المحاذية لمدرسة الفنون الجميلة كان‬ ‫له دور كبير في عشقي للرسم حيث كنت أواظب‬ ‫على معاينة الطلبة وهم يرسمون بالحجرات‪،‬كما‬ ‫ان استقرار عمي بالمدرسة في إطار السكن‬ ‫الوظيفي ساهم أيضا في ارتباطي بهذا الفضاء‬ ‫الفني‪،‬وتوفيت جدتي رحمها اهلل بأحد غرف هذا‬ ‫السكن والذي حولته لمكتبي اإلداري حينما‬ ‫كنت مديرا للمعهد ألجل استحضار روحها‬ ‫الزكية ‪-‬ولها أهدي هذا البيان‪ ،-‬جدتي‬ ‫يرجع لها الفضل في موهبتي الفنية‪،‬حيث‬ ‫تأثرت بها لما كانت تتميز به من مهارات في فن‬ ‫التطريز و فن الحكاية الذي طور عندي الخيال‪.‬‬ ‫التحقت بمدرسة الفنون الجميلة سنة‬ ‫‪،1972‬وتتلمذت على يد أساتذة كبار من حجم‬ ‫المرحومين المكي مغارة وعبداهلل الفخار‪،‬وكذا‬ ‫الفنان سعد بن الشفاج وغيرهم‪،‬بعد ذلك التحقت‬ ‫بباريز سنة ‪ 1975‬لمتابعة الدراسات العليا‬ ‫بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة‪،‬وكانت‬ ‫أهم معهد للفنون بفرنسا‪،‬وحصلت بها على‬ ‫دبلوم التخرج بعد مسار دراسي حافل اضطلعت‬ ‫من خالله على مستجدات الفنون المعاصرة‪.‬‬ ‫بعدها رجعت للمغرب سنة ‪،1979‬حيث اشتغلت‬ ‫كمدرس للفن في مدرسة المعلمين في إطار‬ ‫الخدمة المدنية ثم التحقت للتدريس بمدرسة‬ ‫الفنونالجميلة‪.‬‬ ‫* المعهد الوطني للفنون الجميلة ‪:‬‬ ‫لي مع هذه المؤسسة ارتباط وجداني‬ ‫كبير لكوني قضيت بها أزهى فترات عمري‪..‬‬ ‫من مرحلة الدراسة إلى التدريس ثم التسيير‬ ‫اإلداري‪،‬وعبر هذا المشوار الطويل عايشت‬ ‫أجياال من الطلبة واألساتذة وكنت شاهدا على‬ ‫التحوالت العميقة التي عرفته هذه المؤسسة‬ ‫سواء من خالل تحولها من مدرسة إلى معهد أو‬ ‫من خالل انفتاحها على شعب جديدة وكذا تطور‬ ‫مناهجهاالدراسية‪.‬‬ ‫مرحلتي الدراسية بالمدرسة شكلت‬ ‫بالنسبة لي األساس األكاديمي لتكويني‬ ‫الفني‪،‬ومرحلة التدريس بها مكنتني من تطوير‬ ‫أدائي البيداغوجي من خالل تكسيري لتلك‬ ‫الصورة القديمة لألستاذ والتمرد على بعض‬ ‫التقاليد من خالل تقربي من الطلبة واالنفتاح‬ ‫عليهم‪..‬نفس النهج سلكته‪ ،‬حينما تحملت‬ ‫مسؤولية التسيير اإلداري‪.‬‬ ‫بداية مشواري اإلداري كانت بالمدرسة‬ ‫قبل ان تتحول إلى معهد بعد تقاعد المرحوم‬ ‫السرغيني‪ ،‬حيث اقترحني لتحمل مسؤولية‬ ‫إدارتها في عهد وزير الثقافة محمد بنعيسى‪،‬لكن‬ ‫مدير ديوانه آنذاك محمد المليحي كان له رأي‬ ‫آخرباعتباري كنت شابا‪،‬فاقترح األركيولوجي‬ ‫األمين اليونسي الذي كان مديرا للمتحف‬ ‫األثري‪،‬وتم تعييني ناظرا عاما‪،‬وللحقيقة اقول‬ ‫أنني كنت المسير الفعلي للمدرسة الشيء الذي‬ ‫عجل بتعييني رسميا مديرا لها‪،‬اشتغلت بعقلية‬ ‫الفريق منذ البداية مع نخبة من اإلداريين‬ ‫خصوصا أثناء تهييئنا لمشروع المعهد الوطني‬ ‫للفنون الجميلة‪.‬وتم بالفعل إصدار القانون‬ ‫األساسي للمعهد في مرحلة وزير الثقافة‬ ‫سي ناصر وكنت واحدا من الفاعلين في هذا‬ ‫اإلنجاز‪،‬‬ ‫تم تعيين المرحوم محمد شبعة مديرا‬ ‫للمعهد‪،‬وترك بصمته الكبيرة رحمه اهلل نظرا‬ ‫للنفس الجديد الذي زرعه فيه‪،‬وبعده تم تعييني‬ ‫من جديد مديرا في فترة الوزير محمد األشعري‬ ‫فكانت فرصتي لتطبيق استراتيجيتي عبر خلق‬ ‫شعب جديدة كشعبة األشرطة المرسومة بدعم‬ ‫من المعهد الوطني للفنون الجميلة ببلجيكا‬ ‫والتأسيس للمهرجان الدولي لهذا الفن والذي‬ ‫أصبح اليوم تظاهرة عالمية بامتياز‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪5‬‬

‫مع رواد الفن الت�شكيلي املعا�صر باملغرب‬

‫�سعد بن �سفاج‬

‫تطوان جذبتني للتشكيل‪..‬‬ ‫عمل والدي قربني من فن الهندسة‪..‬‬ ‫مسيري عرف مراحل لم أخطط لها‪..‬‬ ‫بعض شخوص لوحاتي مستوحاة من حلم‪.‬‬

‫الدكتور عبد الواحد الطريس‬

‫المشروع الفني ‪:‬‬ ‫بدأ مشروعي الفني منذ دراستي بباريز‬ ‫عبر اختياري التشكيلي الذي الزلت أطور فيه‬ ‫بحثي‪،‬ويرتكز هذا المشروع على استلهام‬ ‫العملية اإلبداعية مما اختزلته ذاكرتي من نمط‬ ‫إبداعي في مرحلة الطفولة‪،‬حيث كنت أمارس‬ ‫حريتي في الرسم بعفوية كبيرة لكي أكسر‬ ‫تلك القيود التي كانت تفرضها علينا المناهج‬ ‫الدراسية آنذاك‪.‬وتعمق عندي هذا االختيار في‬ ‫مهرجان الربيع بفضاء الفدان حيث جعلت منه‬ ‫وسيلة أساسية للتواصل مع األطفال وإدماجهم‬ ‫في الفضاء الفني واللعب معهم‪،.‬اخترت التحدي‬ ‫وأكملت مشواري الذي يعتمد على الرسم‬ ‫كاألطفال لترجمة القوة اإلبداعية الداخلية التي‬ ‫تغمرني‪،‬واختياري هذا جاء عن وعي ودون اهتمام‬ ‫بتسويق لوحاتي التي هي آخر اهتماماتي‪،‬وأنا‬ ‫في الحقيقة ارسم لألطفال الكبار ألنني أعتبر أن‬ ‫الطفولة تعيش بداخلنا إلى األبد‪،‬كما ساعدني‬ ‫المحيط العام الذي عشت فيه على عشقي للعمل‬ ‫اإلبداعي خصوصا الفسيفساء التي كانت تغمر‬ ‫المنزل القديم الذي وهبني إياه الوالد رحمه اهلل‬ ‫والذي حولته لمرسمي لفترة مهمة من حياتي‬ ‫اإلبداعية‪،‬واشتغالي باألكريليك ساعدني أيضا‬ ‫على رسم المسطحات التي هي الزمة إلبداعاتي‪،‬‬ ‫مسألة أخرى البد ان أشير إليها وتتعلق‬ ‫بكوني أشتغل على مفهوم (الثالثي االبعاد)من‬ ‫خالل اللوحة‪،‬وال أصنف نفسي نحاتا مادامت‬ ‫تجربتي تعتمد على النحت اللوني فقط واعمالي‬ ‫يمكن التعامل معها من مختلف الواجهات‪،‬كما‬ ‫يمكن لمسها والوقوف عند تفاصيلها عبر‬ ‫أبعادهاالمتعددة‪.‬واعتبرايضالوحاتيالمسطحة‬ ‫مشاريع ألعمالي المتعددة األبعاد‪.‬‬ ‫ومنذ السبعينيات وانا اواصل البحث في‬ ‫هذا االنشغال الفني والذي نظمت له مجموعة‬ ‫من المعارض الفنية داخل المغرب وخارجه‪..‬وانا‬ ‫اآلن بصدد التهييء لمعرضي الفردي بمتحف‬ ‫الفن الحديث بتطوان خالل هذا الشهر‪.‬‬ ‫بموازاة مع انشغاالتي الفنية‪،‬كان لي‬ ‫حضور في مختلف المنابر الفنية سواء من خالل‬ ‫مساهمتي في تأسيس متحف تطوان للفن‬ ‫الحديث الذي تحملت مسؤولية رئاسة لجنة‬ ‫اإلشراف عليه في البداية‪.‬ثم سلمت المشعل‬ ‫ألخي بوعبيد بوزيد ليتحمل مسؤولية إدارته‪.‬‬ ‫كما ساهمت في خلق مجموعة من الجمعيات‬ ‫خصوصا جمعية شوف التي تنظم المهرجان‬ ‫الدولي لألشرطة المرسومة دون أن أرغب‬ ‫في تحمل مسؤولية رئاستها‪،‬وأما بخصوص‬ ‫مهرجان تطوان السينمائي فأعتبر نفسي شريكا‬ ‫له قبل والدته‪ ،‬حيث كنت مع الصديق حسني‬

‫ضمن فريق النادي السينمائي الذي مهد لهذا‬ ‫المهرجان من خالل تأسيس جمعية أصدقاء‬ ‫الشاشة وانا من يصمم ملصقات هذا المهرجان‬ ‫منذ ايام النادي السينمائي‪.‬‬ ‫واقع التشكيل بالمغرب‪:‬‬ ‫العطاء التشكيلي بالمغرب متميز نظرا‬ ‫لتنوعه وامتدادات أجياله‪،‬مرحلتنا نحن اتسمت‬ ‫بصعوبات كبيرة من حيث انعدام فرص‬ ‫العرض وكذا انعدام اإلمكانيات لمواكبة‬ ‫جديد التشكيل‪،‬على عكس ما نعرفه في وقتنا‬ ‫الحالي والذي لعبت فيه وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي واالنترنيت دورا كبيرا في التكوين‬ ‫والمواكبة‪،‬وهناك أسماء شابة مغربية فرضت‬ ‫نفسها في الساحة التشكيلية وطنيا ودوليا‬ ‫وشكلت إضافات مهمة للبحث الفني‪،‬لكن هناك‬ ‫تجارب الزالت بعيدة عن المستوى وتعمل فقط‬ ‫على اجترار التراث التشكيلي اإلنساني‪.‬‬ ‫لكن هناك مسألة أساسية تتمثل في‬ ‫غياب حركة نقدية علمية تواكب هذا التراكم‬ ‫الفني‪،‬والسبب في ذلك يرجع لنظامنا التعليمي‬ ‫الذي غيب الفنون التشكيلية في التعليم‬ ‫العالي‪،‬لهذا‪،‬بقيت الحركة النقدية عندنا تجريبية‬ ‫فقط من خالل اجتهادات بعض الفنانين وكذا‬ ‫بعض المشتغلين في علم الجمال وبعض نقاد‬ ‫الفنون األخرى كالشعر‪.‬‬ ‫حركة التشكيل بتطوان ‪:‬‬ ‫اريد ان أصحح مسالة تتعلق بما يسمى‬ ‫بمدرسة تطوان في الفن التشكيلي المغربي‪.‬‬ ‫ال يمكننا الحديث عن هذه المدرسة كاتجاه‬ ‫فني ألن هذا االتجاه غير موجود وال يتوفر على‬ ‫أسس نظرية‪،‬هناك فقط مجموعة من الفنانين‬ ‫من تطوان ومن باقي المدن الزالوا يرسمون‬ ‫بعقلية مدرسة الفنون الجميلة سابقا‪..‬والواقع‬ ‫ان فناني تطوان ال يمكن تأطيرهم في هذا‬ ‫االتجاه ألن هناك الكثيرين الذين تحرروا من‬ ‫كل القيود األكاديمية ويشتغلون ضمن مشاريع‬ ‫فنية خاصة بهم‪.‬بمعنى آخر هناك تنوع تشكيلي‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫ختـامـا ‪:‬‬ ‫ذاك الطفل الذي يسكنني‪،‬الزال يحلم‬ ‫بعودة قوية للفن في مناهجنا الدراسية من اجل‬ ‫الحفاظ على قيم الجمال‪،‬ذلك الطفل‪،‬الزال يحلم‬ ‫أيضا بفكر متفتح حداثي ينبذ اإلقصاء ويؤمن‬ ‫بثقافة االختالف‪،‬‬ ‫لكم كل التحايا ‪..‬‬

‫بادرت قاعة عرض بمدينة الدار البيضاء بطبع كتاب عن أعمال وحياة الفنان‬ ‫التطواني سعد بن سفاج ؛ أحد رواد الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب طبع‬ ‫الكتاب باللغة الفرنسية ‪ ،‬وقد ضم شذرات من مسير وعمل سعد مرفوقة بصور‬ ‫شخصية وأسرية ـ باألبيض واألسود واأللوان ـ مؤرخة لعطائه التشكيلي‪.‬‬ ‫طبع الكتاب بايطاليا في حجم كبيربجودة عالية‪ ..‬بتحرير مختصين من‬ ‫سويسرا‪ .‬لقي الكتاب ترحابا كبيرا في توقيع أول دام أربع ساعات يوم تقديمه‬ ‫سعد بن سفاج ‪:‬‬ ‫سليل أسرة عريقة في تطوان ‪ ،‬نزحت من الجزائر ضمن مجموعات أسرية‬ ‫‪ ،‬استقرت بتطوان بعد احتالل فرنسا لهذا البلد الشقيق سنة ‪ . 1830‬حمل‬ ‫هذا اللفيف األسري فنونا وأنماط معيش بسمات تركية في اللباس والمأكل‬ ‫والعادات‪ ..‬شكل قيمة مضافة لنسق حضاري محلي ‪ /‬أندلسي بتطاون العامرة ‪.‬‬ ‫سعد بن سفاج ‪:‬‬ ‫من مواليد مدينة تطوان سنة ‪ .1939‬مالمحه ـ مظهرا ومخبرا ـ دالة على‬ ‫حيوية شاب جم التواضع ‪ ،‬رغم شموخه‪..‬‬ ‫التحق بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان سنة ‪ . 1955‬وفي السنة ذاتها‬ ‫التحق الفنانان التطوانيان المكي مغارة وعبد اهلل الفخار بعد أن سبقهما الفنان‬ ‫العرائشي محمد السرغيني ‪.‬‬ ‫مدرسة الفنون الجميلة بتطوان أسسها الفنان االسباني برطوشي أواخر‬ ‫أربعينيات القرن الماضي ‪ ،‬وشاركه في هذه المغامرة الفنية فنانون مارسوا‬ ‫التدريس بها مثل كيبيكو وكامس ‪ ،‬وهذا األخير ـ بعد عودته الى اسبانيا ـ‬ ‫التقى بسعد في مدريد ‪ ،‬وطلب منه أن يزوره في منزله باشبيلية ‪ ،‬وكم كانت‬ ‫مفاجأة سعد كبيرة حين وقعت عيناه على جدارية في منزل الفنان المذكور ؛ هي‬ ‫عبارة عن رسم لجبال تطوان ‪ ،‬قال عنها صاحبها ‪ :‬افتقدت هذا المنظر الخالب‬ ‫فرسمته ‪ ،‬ووضعته في غرفة نومي حتى ستيقظ عليه كل صباح‪..‬‬ ‫يحكي سعد أن ما جذبه للتشكيل ‪:‬‬ ‫تطاون نفسها بمحموالتها الثقافية ومناخاتها اآلسرة وقتئذ ‪ ..‬وهوية‬ ‫تطاون كما يقول سعد ‪ :‬لوحة زيتيه‪ ..‬سماؤها زرقاء‪ ..‬بيوتها بيضاء‪ ..‬في أفقها‬ ‫يلوح بحر‪..‬‬ ‫مهنة والده ؛ مصمم منازل كثيرة في تطاون ‪،‬وقد قربه عمله من فن‬ ‫الهندسة‪..‬‬ ‫معاينته لفنانين اسبان ‪ ،‬كانوا يجلسون أمام مساند لوحاتهم ‪ ،‬ليرسموا ما‬ ‫يرونه بافتتان‪..‬‬ ‫تفرسه في لوحاتهم ‪ ،‬وكيفيات اشتغالهم ‪ ،‬ومهارات تلويناتهم مما جذبه‪،‬‬ ‫وأصل في ذاته حبا كان مفتاح تعلمه مبادئ التشكيل‪..‬‬ ‫ـ رسم سعد أول لوحة وهو تلميذ بالمدرسة الفرنسية بتطوان ؛ لوحة‬ ‫طبيعية بها سحب‪ ..‬وما رآها مدير المدرسة السيد « دفور» ‪ ،‬حتى استدعى‬ ‫والده ‪ ،‬ونصحه بتسجيل سعد في مدرسة الفنون الجميلة بتطاون ‪..‬‬ ‫ـ استكمل سعد دراسته باشبيلية وحصل على شهادة األستاذية في‬ ‫الفنون التشكيلية ‪..‬‬ ‫ـ انتقل إلى فرنسا لتعميق دراسته في فنون القرون الوسطى واالنطباعية‬ ‫ـ عاد إلى اشبيلية وانتظم طالبا في مسلك األركيولوجية بكلية الفلسفة واآلداب‪.‬‬ ‫ـ في تطوان امتهن تدريس تاريخ الفن ‪ ،‬وبدأ مسيره الفني في معارض‬ ‫جماعية وفردية‪..‬‬ ‫ـ كما له اسهام منتظم في مجلة أنفاس مع زميله المرحوم محمد شبعة‬ ‫يقول سعد ‪ :‬أنا ككل الفنانين عرف مسيري مراحل ‪..‬لم أخطط لها بشكل‬ ‫بل فرضتها علي ظروفي ومحيطي ‪..‬‬ ‫ابتدأ سعد بالتصويرية فالتجريدية الرمزية فالتعبيرية فاالنطباعية ‪:‬‬ ‫في المرحلة التجريدية اتسمت لوحاته بمحمول رمزي للثقافة المغربية ؛‬ ‫حاله في هذا حال الفنان المرحوم بلكاهية ‪..‬‬ ‫في المرحلة التعبيرية ظل يعبر باللون والريشة عن خلجات نفسه ‪ ،‬وعن‬ ‫كل األشياء التي يرسمها اختيارا أو قهرا ؛ وداللة القهر في هذا السياق معنوية‬ ‫روحية ‪..‬‬ ‫في المرحلة االنطباعية رسم تأثير وانطباعات األشياء في ذاته ؛ احساسا‬ ‫ومشاعر دونما انغمار في تفاصيل االنطباعية الفرنسية‪..‬‬ ‫لوحاته الراهنة مستوحاة من الميثولوجية اليونانية ومن أحالم وأضغاث‬ ‫وترسبات زمن طفولي‬ ‫يقول سعد ‪ « :‬بعض شخوص لوحاتي تظهركأنها غير مكتملة ؛ لكونها‬ ‫مستلهمة من حلم ؛ والحلم دائما غير مكتمل ‪..‬وبعض األطياف التي أرسمها‬ ‫ال أسعى لمعرفة مصدرها ‪ ..‬هل هي أثر أطياف زمن طفولي في ليال شتوية‬ ‫بتطاون ؟ هل هي انطباع لما وقع عليه بصري في أزقة ضيقة معتمة ؟ هل‬ ‫هي استرجاع لصور ثاوية في ذاكرتي عندما كنت أذهب ـ وأنا طفل ـ لحمام‬ ‫النساء؛ حيث رؤية األشياء مضببة بفعل ضعف النور وتصاعد البخار فتمسي‬ ‫الرؤية تخييال ؟»‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫‪6‬‬

‫حوار مع اإلعالمية‬

‫إعالم‬

‫أسمهان عمور‬ ‫حاوره عبد اإلله المويسي‬

‫• من هي أسمهان عمور؟‬ ‫من مواليد برج العذراء‪ ،‬الترتيب الثاني وسط خمسة‬ ‫أخوة من أصول أمازيغية‪ ،‬تحديدا من رباط الخير أهرمومو‬ ‫سابقا‪ .‬نشأت وسط عائلة جد متواضعة‪ ،‬نشأت في المنطقة‬ ‫الشرقية بوجدة‪ ،‬بحكم اشتغال الوالد في صفوف القوات‬ ‫المسلحة الملكية‪ ،‬الوالد الذي افتقدته مبكرا سنة ‪1978‬‬ ‫وعمري لم يتجاوز ‪ 16‬سنة‪ .‬في غياب الوالد المبكر‪ ،‬قامت‬ ‫الوالدة رحمها اهلل‪ ،‬بدور بطولي حيث استطاعت أن تحتضن‬ ‫األسرة المكونة من ستة أشخاص‪ ،‬وأن تقودنا إلى بر األمان‬ ‫بشخصيتها القوية‪ ،‬وتوجيهاتها وصرامتها التي كانت لنا‬ ‫جميعا خارطة طريق الحياة‪ ،‬رغم كون هذه األم ال تعرف ال‬ ‫القراءة وال الكتابة‪ .‬تابعت دراستي االبتدائية واالعدادية‬ ‫والثانوية والجامعية بنفس المدينة‪ ،‬أي بمدينة وجدة‪.‬‬ ‫أنا أم ألسامة وعبير‪ ،‬ومتزوجة من اإلعالمـي الحسين‬ ‫العمراني‪.‬‬

‫• بداياتك األولى في مجال اإلعالم؟‬

‫أنا خريجة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية من جامعة‬ ‫محمد األول بوجدة سنة ‪ ،1986‬ولم يكن اإلعالم وممارسته‬ ‫في صلب آفاقي آنذاك علما بأنني كنت من سميعي اإلذاعة‬ ‫الوطنية والعربية‪ ،‬او التي كانت تبث من دول أجنبية إال أنها‬ ‫ناطقة بالعربية‪ ،‬فكنت متابعة جيدة لمجموعة من البرامج‬ ‫في إذاعة صوت العرب‪ ،‬وإذاعة البي بي سي من لندن وإذاعة‬ ‫موسكو وإذاعة هلفرسن من هولندا‪ .‬فالتصاقي بالمذياع‬ ‫لم يكن أبدا سببا حقيقيا في ولوجي اإلعالم‪ ،‬بل كانت‬ ‫الصدفة إذ استدعيت إلى برنامج الشاعر محمد بنعمارة‬ ‫«ماذا يقرأون؟» وهو برنامج صيفي يعتمد على القراءات‬ ‫الصيفية‪ ،‬وصادف أن كان مدير اإلذاعة الراحل عمر بلشهب‬ ‫حاضرا أثناء التسجيل‪ ،‬فأثنى على صوتي الذي اعتبره إذاعيا‬ ‫بامتياز فشجعني على ولوج اإلذاعة‪ .‬وهكذا‪ ،‬وجدتني في‬ ‫قسم اإلنتاج العربي باإلذاعة الوطنية‪ ،‬رفقة جهابذة اإلعالم‬ ‫آنذاك محمد الجفان‪ ،‬السيدة ليلى‪ ،‬رشيد الصباحي‪ ،‬محمد‬ ‫البوكيلي‪ ،‬والجيل الجديد آنذاك أيضا صباح بنداود‪ ،‬فؤاد آيت‬ ‫القايد‪ ،‬والحسين العمراني‪ .‬فكان أول برنامج قدمته لإلذاعة‬ ‫متابعات أدبية‪ .‬ليليه‪ ،‬حقيبة األسبوع وزهور‪ .‬كان ذلك في‬ ‫سنة ‪1987‬‬

‫• هل يمكن الحديث عن تيار إعالمي معين تنتمي‬ ‫إليه أسمهان عمور؟‬

‫أنا ال أؤمن بالتيارات اإلعالمية بقدر ما أؤمن بالموهبة‬ ‫أوال‪ ،‬ثانيا التخصص‪ .‬فبعد تقديمي لمجموعة من البرامج‬

‫ذات البعـد الفنـــي والترفيهـي والسياســي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬وجدتنـي مؤهلـة بحكم دراساتي‬ ‫األدبية إلعداد وتقديم البرامج الثقافية‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن هذا النوع من اإلعـالم الثقافــي يستوجب‬ ‫اإلحاطة واإللمام والمواكبة للحركية الثقافية وطنيا‬ ‫وعربيا‪ .‬ومن هذا المنطلق أشرف من سنة ‪1994‬‬ ‫على إعداد وتقديم برنامج ثقافي «حبر وقلم» الذي‬ ‫حاورت فيه كبار المثقفين في المغرب والوطن العربي‪،‬‬ ‫ونلت بفضلـه الجائــزة الفضية في مهرجان القاهرة‬ ‫لإلعالم العربي‪ .‬واستطعت من خاللــه تمثيل اإلذاعـــة‬ ‫الوطنية في مجموعــة من المهرجانات الثقافيـــة‬ ‫في اإلمارات ومصر وتونس وسوريا‪ .‬إضافة إلى‬ ‫تغطيات فعاليات ثقافيــة وطنيــة في المغرب‪،‬‬ ‫كما أذكر ان البعـــد الثقافـي الزمني من‬ ‫خالل برامج أخرى‪ ،‬كبرنامج على متن‬ ‫باخرة وهمية وهو برنامج ذو بعد‬ ‫فلسفي ونظرة الضيوف إلى‬ ‫مجريات األحداث في الحياة‪،‬‬ ‫وأعتـز كثيـرا بأني رحلـت‬ ‫في هذا السفر الوهمي مع‬ ‫الشاعر محمد الفيتوري واألديب سهيل إدريس والشاعر عبد‬ ‫الوهاب البياتي والمغترب صالح نيازي والشاعر محمد بنيس‬ ‫وغيرهم كثير‪.‬‬

‫• هــل أنـت راضيـة على مـا قــدمتـه لحــد اآلن‬ ‫في مشاورك اإلعالمي‪.‬‬ ‫اعتقد أن مرور ‪ 32‬سنة على معانقة المكروفون يجعلني‬ ‫راضية ليس على ما قدمته فقط‪ ،‬ولكن راضية أيضا على‬ ‫اختياري مجاال ليس بالهين وهو اإلعـالم الثقافي الذي ال‬ ‫يمنحنا الشهرة كإعالميين كما هو مألوف بالنسبـة للذين‬ ‫يشتغلون في الجوانب الفنية أو السياسية‪ ،‬لسبب بسيط‪،‬‬ ‫ألن الثقافة ال تشكل أولوية في المجال اإلعالمي‪ ،‬وأن الثقافة‬ ‫غير مذرة بالمفهوم المادي‪ .‬من هذا المنطلق أعتقد أن كل‬ ‫الذين يشتغلون في هذا المجال هم مناضلون بامتياز‪ .‬ووجب‬ ‫التذكير أيضا بفضل إصراري على االشتغال في هذا المجال‪،‬‬ ‫قدمت برنامجا تلفزيونيا لفائدة الدوتشيفيلي األلمانية‬ ‫«الصالون الثقافي»‪ ،‬وأعتبر هذه الخطوة انتصارا لتخصصي‬ ‫في المجال الثقافي‪.‬‬

‫• من هو نموذجك في المجال اإلعالمي؟‬ ‫استنادا إلى ما قلته سابقا وهو االستماع الدائم لإلذاعات‬

‫الوطنية والعربية‪ ،‬الزالت أصوات قديرة راسخة في الذاكرة‪،‬‬ ‫من خالل برنامج ندوة المستمعين في البي بي سي‪ ،‬أو‬ ‫إذاعة منوتي كارلو أو إذاعة الجزائر في بعض برامجها‪ .‬إال‬ ‫أن صوتا ألفته طوال دراستي الجامعية هو صوت فؤاد آيت‬ ‫القايد وصباح بنداود‪ ،‬وأعتبر األول من رواد التنشيط اإلذاعي‬ ‫بمفهومه الحديث الذي يعتمد على الحركية الموسيقية‬ ‫والخفة في األداء‪ .‬إضافة إلى الراحل محمد الجفان الذي‬ ‫كان لي الشرف أن اشتغلت معه في تقديم بعض البرامج‬ ‫في اإلذاعة الوطنية‪ ،‬كما أن الذاكرة الزالت تحتفظ بصورة‬ ‫وصوت ليلى رستم مقدمة برنامج تلفزيوني «محاكمات‬ ‫أدبية»‪.‬‬

‫• ما هي تقديراتك لحضور اإلذاعة في مجال‬ ‫االستهالك اإلعالمي العمومي؟‬ ‫شخصيا‪ ،‬أعتقد أن اإلذاعــة كوسيلة إعالمية كان لها‬ ‫حضور بارز في تعميم الوعي والخطاب التحسيسي والرفــع‬ ‫بالوعي الجماعي‪ ،‬علما بأن أدباء كبار اليوم ساهموا في‬ ‫صناعة إعالم هادف‪ ،‬كالروائي محمد برادة والرحل عبد‬ ‫الجبار السحيمي والعربي المساري وعبد الرفيع جواهري وعبد‬ ‫الحق زروالي ووجيه فهمي صالح وغيرهم كثير ممن صنعوا‬ ‫امجاد اإلذاعة الوطنية التي كانت وحيدة مركزية إلى جانب‬ ‫اإلذاعات الجهوية‪ .‬غير أنه في خضم تحرير السمعي البصري‬ ‫تناسلت إذاعات متعددة‪ ،‬كل لها لغــة خطابهـــا‬ ‫والشريحة المستهدفة وبالتالي‪ ،‬فإن اإلذاعة اليوم‪،‬‬ ‫من منظوري الخاص تقلص الدور الحقيقي لإلذاعة‬ ‫كجهاز إعالمي‪ ،‬إضافة إلى أن الوسائل التكنولوجية‬ ‫الحديثة أصبحت تستهوي مستعمليها في إيجاد‬ ‫منافذ أخرى للمعرفة أو التسلية‪.‬‬

‫• ما هو البرنامج الذي تمنيت لو أنك من‬ ‫تنجزينه؟‬ ‫كثيرة هي األقــالم المهاجرة والمغتربــة من‬ ‫المغاربة الذين اختاروا أن يعيشوا في بلدان بعيدة‬ ‫عن أوطانهم‪ ،‬وبحكم حضور األسماء في الساحة‬ ‫الثقافية الدولية‪ ،‬حلمي أن أتنقل إلى مواطن إقامتهم‬ ‫للقاء بهم واستضافتهم في برنامج إذاعي يقرب‬ ‫هذه األصوات المغربية والعربية التي لم تنسلخ من‬ ‫انتماءها العربي وتقديمها للجمهور المغربي‪ .‬هي‬ ‫فكرة كثيرا ما راودتني وهي امتــداد دائما لهذا‬ ‫النضال الثقافي الذي راهنت عليه منذ ‪ .1994‬هذا‬ ‫الحلم ال يتحقق إال باإليمان بالفكرة أوال واحتضانها‬ ‫ماديا ومعنويا‪ ،‬هذا إذا كان لإلدارة المشرفة إيمان‬ ‫بالثقافة‪ .‬وقد كانت نواة الفكرة سنة ‪ 1997‬في‬ ‫إطار برنامج «إبداعات مهاجرة» استضاف ميكروفون‬ ‫اإلذاعة زوار المغرب المغتربين المبدعين‪.‬‬


‫العدد ‪998‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫إدارة‬ ‫و‬ ‫اقتصاد‬ ‫يف �أ�سبوع‬

‫يراهن صندوق النقد الدولي على نمو اقتصادي‬ ‫عالمي يوازي‪%3,3‎‬‬ ‫حسب توقعات صندوق النقد الدولي فإن النمو اإلقتصادي‬ ‫العالمي سيصل خالل سنة ‪ 2019‬إلى ‪ %3,3‎‬ثم سينتقل إلى ‪%3,6‎‬‬ ‫خالل سنة ‪.2020‬‬ ‫بالنسبة لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان‬ ‫وباكستان لن يتعدى معدل النمو في هذه المنطقة في المتوسط‬ ‫‪ %1,5‎‬خالل سنة ‪.2019‬‬ ‫وحسب المحللين اإلقتصاديين التابعين للصندوق فإن العوامل‬ ‫الماكرو اقتصادية وليست التعريفات الجمركية هي التي تؤثر في‬ ‫الميزان التجاري للدول ‪ ‬المتقدمة أو السائرة ‪ ‬في طريق النمو‪،‬‬ ‫تصديرا واستيرادا‪.‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫تحليل النمو اإلقتصادي المغربي ومستوى‬ ‫الفقر من طرف البنك الدولي‬ ‫حسب البنك الدولي لن يتعدى معدل النمو اإلقتصادي لسنة‬ ‫‪ 2019‬نسبة ‪ %2,9‎‬وهي نفس النسبة التي أعلنت عنها المندوبية‬ ‫السامية للتخطيط منذ شهر مارس‪.‬‬ ‫لكن هذا المعدل سيعود إلى اإلرتفاع نسبيا ليصل إلى‪ %3,5‎‬مع‬ ‫حلول العام ‪ 2020‬ثم سينتقل إلى‪ %3,6‎‬خالل سنة ‪.2021‬‬ ‫أما من حيث معدل التضخم فإن هذا األخير سيبقى مضبوطا في‬ ‫حدود ‪ ،%2‎‬في حين أن عجز الميزانية لن يتعدى ‪ %3‎‬من اآلن وإلى‬ ‫حدود سنة ‪.2021‬‬ ‫ويضيف البنك الدولي قائال بأن المغرب يعاني نسبيا من الفقر‬ ‫ألن ‪ %25‎‬من المغاربة أو ‪ 10‬مليون نسمة ال يتوفرون على دخل‬ ‫يومي يوازي ‪ 5,5‬دوالر‪ .)tahcA’d riovuoP ed étiraP( ‬ولحل‬ ‫هذا المشكل ال بد من رفع مستوى النمو اإلقتصادي على األقل‬ ‫بنقطتين والرفع كذلك من مستوى اإلستثمارات التي تخلق فرص‬ ‫الشغل المباشرة وغير المباشرة‪.‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫االستراتيجية الجديدة للبنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫في المغرب‬

‫وصل عدد القروض التي يمنحها البنك اإلسالمي للتنمية إلى ‪7‬‬ ‫مليار دوالر مع نهاية سنة ‪.2018‬‬ ‫توزع ‪ %3,4‎‬مليار دوالر على منطقة شمال إفريقيا والشرق‬ ‫األوسط وكذلك أوروبا‪ .‬ثم‪ 2,1‎‬مليار دوالر على الدول اإلفريقية‪ .‬أما‬ ‫المشاريع الجهوية فتستفيد من ‪ 58‬مليون دوالر في حين أن ‪25,8‬‬

‫‪7‬‬

‫مليون دوالر تمنح للخدمات الجماعية للدول التي ليست عضوا في‬ ‫البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬ ‫أما اإلستراتيجية الجديدة للبنك فهي ترتكز على أربعة محاور ‪:‬‬ ‫ الشراكة بين القطاعين الخاص والعام ؛‬‫ العلوم والتكنولوجيات واإلبتكار ؛‬‫ سلسلة القيمة العالمية ؛‬‫ والمالية اإلسالمية ‪.‬‬‫أما بالنسبة للمغرب وإلى حدود سنة ‪ 2024‬فإن خطة العمل‬ ‫سترتكز على ثالثة محاور ‪:‬‬ ‫ أوال‪ ،‬األنشطة التجارية الحديدة ؛‬‫ ثانيا‪ ،‬دعم التعليم األساسي ؛‬‫‪ -‬ثالثا‪ ،‬ترقية الجهات الشمالية للمملكة‪.‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫قطاع اللوجستيك‬ ‫أصبح قطاع اللوجستيك والنقل من القطاعات المهمة اقتصاديا‬ ‫فهو يساهم بنسبة ‪ %5,1‎‬في الناتج الداخلي الخام الوطني كما أنه‬ ‫يخلق أكثر من ‪ 500.000‬منصب شغل وينتج قيمة مضافة مهمة‬ ‫تقدر بنسبة ‪ 46‬مليار درهم‪.‬‬ ‫ولتطوير هذا القطاع مستقبال البد من خلق مناطق لوجستيكية‬ ‫مكرسة للتنمية المحلية وأيضا في المناطق النائية والتي تعاني من‬ ‫نقص في البنيات التحتية األساسية‪.‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫مخطط التسريع الصناعي ومستوى‬ ‫خلق فرص الشغل‬ ‫إن مخطط التسريع الصناعي دخل حيز التطبيق منذ سنة ‪2014‬‬ ‫وسينتهي مع حلول العام ‪.2020‬‬ ‫ولعل من أهم أهداف المخطط هناك ‪:‬‬ ‫ أوال‪ ،‬رفع حصة الصناعة في الناتج الداخلي الخام تقريبا بتسع‬‫نقاط‪ ،‬أي من‪ %14‎‬إلى‪،%23‎‬‬ ‫وهذا الهدف قد تم تحقيقه بفضل النشاط الصناعي الذي‬ ‫يعرفه قطاع السيارات ببالدنا‪.‬‬ ‫ ثانيا‪ ،‬خلق وإحداث نصف مليون منصب شغل نصفها من‬‫اإلستثمارات الخارجية المباشرة والباقي يأتي من تجديد النسيج‬ ‫الصناعي الوطني‪.‬‬ ‫وحسب اإلحصائيات التي أصدرتها الوزارة المكلفة فإنه تم خلق‬ ‫‪ 405.496‬منصب شغل مع نهاية سنة ‪ .2018‬بمعنى أن معدل‬ ‫اإلنجاز قد تجاوز‪.%81‎‬‬

‫إعداد ‪ :‬د‪ .‬ابراهيم التمسماني‬ ‫‪brahimtemsamani@yahoo.fr‬‬

‫وإذا كان الرجال يستحوذون على‪ %51‎‬من المناصب فإن النساء‬ ‫يقتربن من النصف‪.‬‬ ‫ويعتبر قطاع السيارات هو األكثر إحداثا لفرص الشغل بما يناهز‬ ‫‪ 116.611‬منصب شغل‪ ،‬متبوعا بقطاع النسيج ‪ ،79.300‬ثم قطاع‬ ‫األوفشورينغ أو قطاع ترحيل الخدمات بنسبة ‪ 69.932‬وأخيرا قطاع‬ ‫صناعة األغذية بنسبة ‪ 63.198‬منصب شغل‪ .‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫من يؤدي الضريبة فعال في المغرب ؟‬ ‫من أكبر اإلشكاليات التي خرجت بها المناظرة الوطنية الثالثة‬ ‫حول الجبايات (‪ 3‬و‪ 4‬ماي ‪ )2019‬هي كيف يمكن وضع نظام جبائي‬ ‫وطني جديد يتميز باإلنصــاف والشفافيــة و المطابقة للمعاييــر‬ ‫الدولية؟‬ ‫وعندما طرح سؤال ‪ :‬من يؤدي الضريبة في المغرب ؟‬ ‫كانت اإلجابة على الشكل التالي ‪:‬‬ ‫ ‪ %80‎‬من الضريبة على الشركات (‪ )IS‬تؤديها ‪ % 0,98‬من‬‫الشركات ؛‬ ‫ ‪ %70‎‬من الضريبة على القيمة المضافة (‪ )TVA‬ثم جمعها‬‫وتسديدها من طرف‪ %0,66‎‬من دافعي الضرائب‪.‬‬ ‫ ‪ %73‎‬من الضريبة على الدخل يقوم بأدائها عمال وأجراء‬‫القطاع الخاص‪ ،‬من جهة ‪ ،‬وموظفو الدولة والقطاع العام‪ ،‬من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬الخطر يأتي من تركيز الضريبة على حفنة من دافعي‬ ‫الضرائب ال تتعدى في المجمل‪ .%1‎‬هذا يعني أن منظومتنا الضريبية‬ ‫تشكو من عدة خروقات وأنه حان األوان لوضع نظام ضريبي متكامل‬ ‫ومنسجم مع تطلعات مغرب الغد‪.‬‬

‫‪EEEEEE‬‬

‫‪ ‬عملية الدعم لرمضان ‪ 1440‬هجرية‬ ‫أعطى جاللة الملك اإلنطالقة الرسمية للدعم الغدائي “رمضان‬ ‫‪ ”1440‬الموافق لسنة ‪ 2019‬وذلك بتخصيص ما ال يقل عن ‪70‬‬ ‫مليون درهم يستفيد منها أكثر من ‪ 2,5‬مليون مغربي‪.‬‬ ‫هذه العملية التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس كل سنة لها‬ ‫رمزية قوية وعناية مولوية خاصة بالنسبة للمغاربة عامة وبالنسبة‬ ‫لألشخاص الذين يوجدون في وضعية اقتصادية هاشة‪.‬‬ ‫كما سبق وأن ذكرت‪ ،‬يصل عدد هؤالء األشخاص إلى أكثر من‬ ‫‪ 2,5‬مليون مغربي ومغربية وهم موزعون على ‪ 500.300‬أسرة‬ ‫يتواجد‪ %80,4‎‬منها في المحيط القروي وتقريبا ‪ 98.062‬أسرة في‬ ‫المحيط الحضري‪.‬‬ ‫وكسابقتها تأتي عملية الدعم لرمضان ‪ 1440‬لتكريس القيم‬ ‫اإلسالمية النبيلة للتضامن والتآزر واإليثار والمحبة التي تميز‬ ‫المجتمع المغربي كغيره من المجتمعات العربية واإلسالمية‪.‬‬


‫العدد ‪998‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪ ‬بعض العلماء الذين كافحوا وناضلوا‬ ‫في صدر اإلسالم وفي العصر الحديث‬ ‫من أجل الحق والعدل واإلنصاف‪...‬‬ ‫• بقلم ‪ :‬عبد القادر أحمد بن قدور *‬ ‫‪ ‬في صدر اإلسالم ظهر بعض العلماء محسوبين على‬ ‫رؤوس األصابع كانوا يرفضون تسخير الدين للحصول على الهبات‬ ‫المالية والوظائف من طرف الحكام الظالمين والمستبدين بإسم‬ ‫الدين‪ ،‬وقد كانوا يتصفون بالتقوى والصدق واإليمان األكيد‪ ،‬كما‬ ‫كانوا يتحاشون تسخير الدين‪ ،‬لمأربة خاصة أو لمصالح ذاتية‪،‬‬ ‫ومن أهمهم وأبرزهم أبو حنيفة النعمات (‪ 699‬ـ‪ 767‬م) إذ كان‬ ‫يقوم بالنقد البناء للقضاة وأحكامهم ويجرؤ في فتواه الخالصة هلل‬ ‫ولتصرفات الوالة ومظاليمهم‪...‬‬ ‫وقد حاول أبو جعفر المنصور أن يشتري ضميره بالعطايا‬ ‫والهدايا ومنحه قاضي القضاة‪ ،‬فاعتذر له عن توليه هذا المنصب‪،‬‬ ‫فاعتقله هذا الحاكم المستبد وتعرض للتعذيب بالسياط يوميا‬ ‫حتى خارت قواه‪ ،‬ولم يعد يقدر حتى الوقوف على رجليه‪ ،‬ويقول‬ ‫بعض المؤرخين والرواة أنه قتل مسموما داخل السجن‪...‬‬ ‫كما أن اإلمام مالك ابن أنس (‪711‬ـ‪795‬م) أصدر فتوى ال‬ ‫تجيز بيعة المكره‪ ،‬واعتبرها حاكم المدينة جعفر ابن سليمان‬ ‫الطاغية بأنها دعوة للتمرد عليه‪ ،‬وأمر بتعذيبه بالسياط قصد أن‬ ‫يغير فتواه إال أن هذا الرجل الشجاع والمتدين كثيرا ظل متشبثا‬ ‫برأيه مما زاد في تعذيبه لمدة طويلة‪...‬‬ ‫كما أن اإلمام والفقيه أحمد ابن تيمية (‪1262‬ـ‪1327‬م)‬ ‫انتقد سلوك بعض الفقهاء المنافي للدين بالقاهرة‪ ،‬فعملوا على‬ ‫تحريض حاكم المدينة عليه فأدخله إلى السجن مرتين دامت‬ ‫ثالث سنوات‪.‬‬ ‫ولما رجع إلى دمشق بسوريا عمل على إصدار فتوى عن‬ ‫مسألة الحلف بالطالق‪ ،‬ألن الطالق يفرق األسرة‪ ،‬وحصلت بهذا‬ ‫الفعل مآسي كثيرة لألسر وأصر على أن الطالق ال يقع بالحلف‬ ‫من طرف الزوج وال تنفصم به عقدة الزوجية‪ ،‬فثار عليه الفقهاء‬ ‫الرجعيون ثورة كبيرة ولكي يرضيهم الحاكم آنذاك اعتقله وظل‬ ‫بالسجن لمدة خمسة أشهر كاملة‪...‬‬ ‫ولما هاجم التتار المدينة ظلت أقلية من الفقهاء صامدين‬ ‫وعلى رأسهم أحمد ابن تيمية صحبته زين الدين الفارقي وابن‬ ‫القوام خيارة وإبراهيم الرقي وشرف الدين ابن تيمية وطافوا على‬ ‫المساجد وطلبوا من الناس الصمود والجهاد في وجه المعتدين‪،‬‬ ‫وقاوم المكافحون ‪ ‬الطغاة التتار الهمج مقاومة شديدة‪ ،‬وألحقوا‬ ‫بهم هزيمة نكراء في معركة (شقحب) سنة ‪728‬هـ ‪1327‬م‪.‬‬ ‫وهذا أزعج الحاكم المستبد فأطلق عليه فقهاء السوء الذين‬ ‫أخذوا عليه مواقفه في الفقه التي ال تروق الحكام الظالمين‪ ،‬وألقى‬ ‫عليه القبض مرة أخرى حتى توفي بسجنه في قلعة دمشق‪...‬‬ ‫وخالل الحروب الصليبية والغزو التركي والمنغولي الفقهاء‬ ‫الذين كافحوا وصمدوا في وجه الطغاة كان قليال جدا إذا‬ ‫قارنهم مع األعداء الكثيرة من الفقهاء الذين ارتبطوا مع‬ ‫الحكام المنهزمين والمتواطئين مع األعداء قصد الحفاظ على‬ ‫مناصبهم ومن جهة أخرى كانت طائفة أخرى من الفقهاء ورجال‬ ‫الدين منعزلة عن الحكام والجهاد وصامتة وتكتفي باألكل‬ ‫والنوم‪.‬‬ ‫وخالل القرن ‪ 18‬بلغ التطور الصناعي في أوربا الرأسمالية‬ ‫دروته‪ ،‬واستطاعت أن تهيمن على البلدان اإلسالمية‪ ،‬وعرف‬ ‫المثقفون والمثقفات التخلف الذي لحق ببلدانهم‪ ،‬ورأ وا أوطانهم‬ ‫مهددة تهديدا كبيرا بالسيطرة الثقافية واالقتصادية لالستعمار‬ ‫الغاشم‪ ،‬وبدأ ويدقون ناقوس الخطر إليقاظ جماهير شعوبهم‬ ‫من هذا الزحف‪ ،‬وشهروا حروبهم على البدع والتواكلية وواجهوا‬

‫‪8‬‬

‫االستعمار والغزو األجنبي بشعارات كثيرة كالسلفية والوطنية‪،‬‬ ‫والتنبيه للجميع بخطر االستعمار ودواعيه‪.‬‬ ‫وأول الدعاة الوطنيين من العلماء والمفكرين بهذا األمر‬ ‫كان هو جمال الدين األفغاني (‪1839‬ـ‪1897‬م) والذي اضطر إلى‬ ‫مغادرة بلده أفغانستان والتوجه إلى دولة مصر الشقيقة ومنها‬ ‫التجأ إلى عدد من دول أوربا‪ ،‬وكان متمكنا من عدة لغات‪ ،‬حيث‬ ‫استقر بفرنسا بعض السنوات‪ ،‬وأصدر جريدته المشهورة والهامة‬ ‫«العروة الوثقى» منذ سنة ‪1883‬م ودافع فيها عن سيادة العقل‬ ‫الذي هو ضروري به نفهم الدين‪ ،‬كما دعا إلى دراسة التراث‬ ‫الحضاري العربي‪ ،‬وعلينا أن نعرف أسرار تفوقه وأن ننتقي الذي‬ ‫يفيد نامنه‪ ،‬وبعده جاء تلميذه محمد عبده (‪1849‬ـ‪1905‬م) وقد‬ ‫نشر هذا األفكار التي تعمل إلى تجديد المجتمع اإلسالمي بالفكر‬ ‫الخالق والبناء للشعوب واألمم‪ ،‬واالستعانة بكل العلوم والتجارب‬ ‫والنظريات‪ ،‬كما تمكن بصفته مفتي مصر وعميد جامعة األزهر‬ ‫من توضيح وإشهار سالح العقل على الفقهاء الرجعيين‪ ،‬وذلك‬ ‫بواسطة مجلة (المنار) التي كان يصدرها الشيخ رشيد رضا‪ ،‬وتوزع‬ ‫على أنحاء العالم اإلسالمي‪...‬‬ ‫كما أصدر هذا العالم المتفتح محمد عبده فتاوي عديدة‪،‬‬ ‫كالسماح بارتداء اللباس األوربي‪ ،‬وإدخال األموال في البنوك‬ ‫والحصول على الفائدة‪ ،‬كما أجاز التأمين على الحياة والممتلكات‪،‬‬ ‫ودافع عن حقوق المرأة دفاعا مستميتا وقال بشأنها‪:‬‬ ‫‪ ...‬إعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا‬ ‫سادة في بيوتهم‪ ،‬إنما يلدون عبيدا لغيرهم‪ )).‬كما ألقى بمسؤولية‬ ‫االنحطاط آنذاك والذي كان يسبح فيه المسلمون على الحكام‬ ‫المستبدين والفاسدين‪ ،‬وعلى الفقهاء الرجعيين والجامدين‪.‬‬ ‫إلى غير ذلك من المفكرين والعلماء األفذاذ والمستنيرين‬ ‫الذين أضاؤوا بنورهم عتمات الظالم الذي أناخه في العالم العربي‬ ‫واإلسالمي حكام جائرون مستبدون والذين هيمنوا على شعوبهم‬ ‫بالسجون والمعتقالت‪ ،‬حيث استطاع بعض الفقهاء والعلماء أن‬ ‫ينتفضوا ضدهم ليبقى بعض آثارهم وأفكارهم خالدة وصامدة‬ ‫في أذهان وعقول بعض مفكرين الذين أناروا لنا الطريق حتى‬ ‫استحقنا االستقالالت ببلداننا بالوطنيين األقحاح الذين ضحوا‬ ‫بالغالي والنفيس من أجل العمل على إنهاض هممنا من الغفلة‬ ‫حتى ال نبقى غافلين ومتهورين ومستعمرين بالفكر االستعماري‬ ‫البغيض حتى نحقق لبلداننا التقدم المنشود بالصمود والنضال‬ ‫المتواصل والكفاح المستنير‪ ...‬بعيدا عن التخلف الموبوء والحكام‬ ‫المستبدين‪ ،‬وذلك بنور العقل السليم والمحبة المتجددة ألن‬ ‫نتقدم وتتقدم اإلنسانية كافة لنتوحد من أجل اإلصالح الشامل‬ ‫والصالح لنا جميعا ولفلذات أكبادنا بالعمل الذي نتمناه بأن يزداد‬ ‫لتهدأ النفوس والعقول من أجل الغد األفضل والعمل الخالق‬ ‫لرقي الشعوب واألمم في ظل عالم راق بعيدا عن الفتن والحروب‬ ‫يبنيه السلم والسالم واألخوة اإلنسانية الخالقة بتالقح الشعوب‬ ‫واألمم‪ ...‬والبناء المتواصل والمستنير‪ ...‬ال بالتخريب والدمار الذي‬ ‫يقضى على الجميع‪ ،‬بل بالحب والتعاطف بين بني البشر التواق‬ ‫إلى العمل والبناء والتشييد المستمر‪...‬‬ ‫القصر الكبير في يوم األحد ‪2019/03/03‬‬ ‫ـــــــــــــــ‬ ‫* األديب واإلعالمي‬ ‫والعضو الشرفي بمنظمة العفو الدولية‬ ‫‪ ‬ـ فرع المغرب ـ‬

‫السجن المحلي بتاونات يودع‬ ‫شهر رمضان بأنشطة متنوعة‬ ‫بادرة طيبة تلك التي قامت بها المؤسسة السجنية (السجن المحلي)‬ ‫بتاونات‪ ،‬وهي تحيي أنشطة خالل العشر األواخر من شهررمضان المنصرم‪،‬‬ ‫طابعها اجتماعي‪ ،‬ديني‪ ،‬ورياضي‪ ،‬بمشاركة بين اتحاد تاونات والمجلس العلمي‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬بتاونات‪.‬‬ ‫ومن بين األنشطة التي تم إحياؤها تنظيم دوري في كرة القدم المصغرة‪،‬‬ ‫مع توزيع جوائزعلى الفائزين من السجناء‪ ،‬تحفيزا لهم على العطاء الرياضي‪،‬‬ ‫والعناية ببدنهم وصحتهم التي يحث عليها ديننا الحنيف‪ ،‬فضال عن دروس‬ ‫الوعظ واإلرشاد المقدمة لهم‪ ،‬وكذا تحسيسهم وتوعيتهم بما يمليه عليهم‬ ‫واجبهم الديني واإلنساني‪ ،‬سواء تجاه أنفسهم أو تجاه اإلدارة السجنية‬ ‫المحتضنة لهم بنوع من الرفق واللين‪ ،‬وهي تسعى إلى أداء رسالتها التربوية‬ ‫واالجتماعية واالنسانية‪ ،‬على حد سواء‪.‬‬

‫وعرفت البادرة ذاتها إعداد فطور جماعي‪ ،‬حيث التف النزالء الصائمون حول‬ ‫الموائد الكريمة والشهية المخصصة لإلفطارالجماعي‪ ،‬بمعية أطروموظفي‬ ‫اإلدارة في جويطبعه الدفء والتآزروالتراحم‪ ،‬في شهريعد من بين أحسن‬ ‫الشهور على اإلطالق‪.‬‬ ‫كما كانت المرأة النزيلة حاضرة بقوة‪ ،‬ضمن برنامج هذه البادرة االجتماعية‬ ‫واإلنسانية التي استحسنها جميع المستفيدات والمستفيدين‪ ،‬شاكرين‬ ‫مديرالمؤسسة السجنية وباقي المشرفين اإلداريين على اهتمامهم وعنايتهم‬ ‫الالفتة‪.‬‬

‫جمعية حنان بتطوان تحتفل بأطفالها المبدعين‬ ‫رغبة منها في إبراز مواهب أطفالها من ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬عملت جمعية حنان لرعاية األطقال‬ ‫المعاقين بتطوان على تنظيم معرض جماعي ألطفالها المبدعين ومجموعة من الفنانين التشكيليين‬ ‫بتطوان ابتداءا‪ ‬من ‪ 12‬إلى غاية ‪ 15‬يونيو ‪ 2019‬برواق المكي مغارة‪ .‬وتأتي هذه التظاهرة الفنية‬ ‫في إطار احتفاالت الجمعية بالذكرى الخمسين لتأسيسها حيث عملت منذ ميالدها على احتضان ورعاية‬ ‫مجموعة من ذوي االحتياجات الخاصة بصبر ونضال حتى نالت المراد من خالل االعتراف بها وطنيا ودوليا‪ ‬‬ ‫كمؤسسة فاعلة في هذا المجال اإلنساني‪،‬الشيء الذي أهلها للتوفر حاليا على مركب في المستوى يضم‬ ‫مرافق متعددة للرعاية الصحية والنفسية والترفيهية للمحتاجين‪.‬‬ ‫وهذا المعرض يعبر بامتياز عن التوجه الحداثي التي تنهجه الجمعية حيث جعلت من الفن وسيلة‬ ‫لإلدماج وللتواصل والعالج‪.‬كما يعتبر أيضا سابقة في مثل هذه المبادرات لكونها جمعت فنانين محترفين‬ ‫كان لهم شرف مشاركة فناني الجمعية من ذوي القدرات الخاصة في هذا الحدث الفني السامي ‪..‬وشكل‬ ‫حفل االفتتاح شهادة اعتراف بالطاقات اإلبداعية ألطفال الجمعية الذين تماهت أعمالهم بشكل واضح مع‬ ‫أعمال الفنانين المشاركين‪.‬واألعمال المعروضة ألطفال الجمعية هي ثمرة للورشات الفنية التي أطرتها‬ ‫الفنانة المقتدرة نسرين الشاودري‪..‬‬ ‫تجذر اإلشارة إلى أن حفل االفتتاح حضره جمهور غفير وشخصيات مهمة في مقدمتهم السيد عامل‬ ‫اإلقليم وباشا المدينة ومجموعة من المثقفين والفنانين ورواد جمعية حنان‪.‬‬

‫أبو لمياء‬


‫العدد ‪ 998‬ـ الثالثـاء ‪ 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫سالش‬

‫امللحق الثقايف‬

‫‪9‬‬

‫الكتابة واألب‬

‫لقطة ذهنية نقتطعها من انشغاالت الكتاب المغاربة والعرب‪،‬‬ ‫نرغب من خاللها في أن نعرف الدالالت التي تتركهـا في حياتهـم‬ ‫«وجودات صغيرة» تصاحبهم على الدوام‪.‬‬ ‫هـذا «السالش» يحـاول أن يستحضر المعاني الممكنة المرتبطـة‬ ‫بــ «الكتابة واألب»‪.‬‬

‫الروائي عبد الكريم جويطي‬

‫«لم يرفض لي الوالد طلباتي المتكررة‬ ‫له بأن يعطيني ثمن الكتب»‬

‫الشاعرة روبي كور‬

‫أربع قصائد للشاعرة‬ ‫روبي كور ‪Rupi Kaur‬‬ ‫ترجمة نور الدين الزويتني‬ ‫روبي كور ‪ Rupi Kaur‬شاعرة وكاتبة ورسامة كندية شابة من‬ ‫مواليد ‪ 1992‬من أصل هندي‪ .‬ولدت في إقليم البنجاب وهاجرت وهي‬ ‫طفلة إلى كندا حيث استقرت منذ ذلك الحين في مدينة تورونتو‪ .‬صدر‬ ‫كتابها الشعري األول «حليب وعسل» ‪ Milk and Honey‬سنة ‪2014‬‬ ‫وبلغت مبيعاته حتى اآلن أكثر من ‪ 2.5‬مليون نسخة حول العالم‪،‬‬ ‫وبقي أكثر من سنة على قائمة أفضل الكتب الرائجة في صحيفة‬ ‫نيويورك تايمز‪ .‬نشرت مؤخرا ‪ 2017‬كتابا شعريا ثانيا «الشمس‬ ‫وأزهارها» ‪ .The Sun and its Flowers‬القصائد األربع من ديوانها‬ ‫«حليب وعسل» كما أن الرسومات المصاحبة من إنجازها‪.‬‬

‫أذى‬

‫�إلى الآباء وبناتهن‬ ‫يف كل مرة‬ ‫تخرب ابنتك‬ ‫�أنك �إمنا ت�رصخ فيها‬ ‫بدافع احلب‬

‫ف�أنت تعلمها �أن تخلط‬ ‫بني الغ�ضب واللطف‬

‫ويبدو �أن الفكرة جيدة‬

‫�إلى �أن تكرب م�ست�سلمة بثقة‬ ‫لرجال ي�ؤذونها‬ ‫لأنهم كثريا‬ ‫ي�شبهونك‬

‫فراق‬ ‫مل �أتركك لأنني مل �أعد‬ ‫�أحبك‪ ،‬تركتك لأنني‬ ‫كلما بقيت �أكرث معك‬ ‫غدا حبي لنف�سي �أقل‪.‬‬

‫حدود‬ ‫يف املرة القادمة‬ ‫عندما يومئ‬ ‫�أن زغب �ساقيك‬ ‫ينمو من جديد‬ ‫ذكري ذلك الولد‬ ‫�أن ج�سدك لي�س بيتا ميلكه‬ ‫هو جمرد �ضيف‬ ‫حذريه‬ ‫�أال يتعدى مرة �أخرى‬ ‫حدود‬ ‫�ضيافتك له‬

‫انكسار‬ ‫عندما تنك�رسين‬ ‫بعد �أن يكون تخلى عنك‬ ‫ال ت�س�أيل نف�سك‬ ‫�إذا مل تكوين‬ ‫امراة كفاية‬ ‫امل�شكلة �أنك كنت امر�أة‬ ‫ب�شكل كاف جدا‬ ‫حتى �أنه مل يقو على حملك‬

‫كان والدي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬بائع زرابي‪ .‬يجوب ببضاعته أسواق األطلس‪ ،‬وخصوصا بالد زيان‪ .‬ال نكاد نراه إال لماما‪ .‬يقام‬ ‫سوق بني مالل األسبوعي يوم الثالثاء في مكان قريب من حينا كاسطور‪ .‬وكانت رحبة الزرابي تجاور رحبة الكتب‪ .‬منذ‬ ‫طفولتي المبكرة وأنا أرى الكتب وسحرها وغموضها‪ ،‬أراها مثلما أرى حديقة مزهرة تلوح بدعوة مفتوحة للتنزه بداخلها‪ .‬كان‬ ‫لقاء مؤجال فقط فما أن صرت قادرا على القراءة حتى قادتني خطاي نحو الكتب‪ .‬لم يرفض لي الوالد وطيلة سنوات طلباتي‬ ‫المتكررة له بأن يعطيني ثمن الكتب التي أريد قراءتها‪ .‬ولم يتردد أبدا في تدبر المبلغ ولو كانت تجارته كاسدة ولو لم يكن‬ ‫في جيبه سوى ما احتاجه‪ .‬لقد ساعدني في تكوين مكتبة محترمة وأنا بعد صغيرا وجعل عالما ساحرا يقيم بالقرب من راحة‬ ‫يدي‪ ..‬لوال كرم أبي لما قرأت ولوال ما قرأت لما كتبت‪ ،‬كان الوالد ورغم أنه لم يدخل المدرسة يجل القراءة ويعتبرها من‬ ‫اعظم ما يمكن القيام به‪ .‬وكان يرى فيها هو المرتحل الدائم أعظم سفر يمكن القيام به‪ .‬لم يقرأ ما كتبت لكنه يبتسم حين‬ ‫يرى كتابا لي ‪ ،‬وتلخص بسمته كل شيء ‪ :‬الرضا‪ ،‬فرح أداء الواجب‪ ،‬وطعم االنتصار على كل ما حرم منه هو‪...‬‬

‫أقل من فراشة‬ ‫جفت روحي ك�أنها �صحراء‬

‫ـ ليبيا ـ‬

‫يلهث فيها �ألف ذئب �رش�س‬ ‫وال يبايل كم ظفر انغرز يف ج�سد �أيامي‬ ‫اتذكر ق�صائدي القدمية‬ ‫وكم نار ا�شتعلت وانطف�أت فيها‬ ‫كنت مبئة روح‬ ‫�أعرب اجلغرافيا املرة‬ ‫�أ�رشب من املنابع املقد�سة للوهم‬ ‫�أتلو �أورادي و�أنا �أحلق فوق املحيط‬ ‫وفوق ماتركه الله يل من فراغ ت�سقط فيه �أيامي‬ ‫النيئة‬ ‫�أنا العابثة والعاقلة �أتعرث كلما و�صلت‪،‬‬ ‫�أرتق ال�شباك املمزقة يف ر�أ�سي‬ ‫وا�ضحك كلما واتاين زماين‬ ‫�أخربتني احلكمة امليتة �أنني كنت عبادة �شم�س‬ ‫يدور قلبها مع الريح وتبلل وجه الوقت ليمطر‬ ‫كنت الرغبات احللوة‬ ‫والق�سوة واجلمال‬ ‫والفن الذي يجن ليكون جمرد كلمات‬ ‫لكنني الآن �أقل من فرا�شة تركت �ألوانها على وجه‬ ‫العامل‬ ‫وحلقت يف الرماد‬

‫الشاعر ة سميرة البوزيدي‬


‫العدد ‪998‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الشاعرة أمل األخضر‬ ‫�أَ ْم ِ�ضي فيِ الحْ ُ ِّب َك َم ْن يمَ ْ ِ�ضي �إِ َلى َح ْت ِف ِه ‪،‬‬ ‫ال َ‬ ‫�أَ َ�ضعُ خْ ُ‬ ‫وذ َة عَ َلى َر ْ�أ ِ�سي وال ِّد ْر َع َ‬ ‫احل ِدي ِد َّي على َ�ص ْد ِري َح َّتى َال �أَ ْل َت ِهب ‪.‬‬

‫�أَ ْم ِ�ضي فيِ الحْ ُ ِّب‪،‬‬ ‫َو�أَعْ َل ُم َ�أنيِّ َك َم ْن ُي َق ِام ٌر ِب� ِآخ ِر ِف ْل ٍ�س يف َج ْي ِب ِه‪،‬‬ ‫الر َه َان‪،‬‬ ‫َح َّتى ِ�إ َذا َما َخ�سرِ ْ ُت ِّ‬

‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يِ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫�ض‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫حْ ُ ِّ‬ ‫ْ‬

‫�صور ِة ِق َط ٍار َو َغ َف ْو ُت ‪.‬‬ ‫َر َم ْي ُت ِب َن ْف�سي يف أ�َ َّولِ َم ْق َ‬ ‫ات يف َ�ص ْد ِري‪،‬‬ ‫�أَ ْم ِ�ضي ‪َ ..‬و�أُ َح ِّر ُ�ض ْ أ‬ ‫الُ ْغ ِن َي ِ‬ ‫يوب َّ‬ ‫الذ ِاك َر ِة‪،‬‬ ‫الرا ِق َد َة يف ُج ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫َو ْال َك َم ْن َج ِ‬

‫ات ْال َعا ِل َق ِة ِب ُح ْن ُج َرتي‪،‬‬ ‫َو�أُ َح ِّر ُ�ض �أَ ْي ً�ضا َب َقا َيا ال َّد ْن َد َن ِ‬ ‫ُم ْن ُذ عَ هْ ٍد َبعي ٍد‪.‬‬

‫�أَ ْم ِ�ضي َو َال �أَ ْط َمعُ يف �أَ ِّي َ�ش ْيءٍ ‪،‬‬

‫َو �أُ َه ِّيئُ ُك َّل َ�ش ْيءٍ ‪،‬‬ ‫وح ‪ ،‬المْ ا ِئ َد َة ِب َ�ص ْح َنينْ ِ ُم َتقا ِب َلينْ ِ ‪َّ ،‬‬ ‫ال�ش ْمعَ ِب َ�ض ْوءٍ َخا ِف ٍت ‪،‬‬ ‫عاك َ�س َة َِ أل ِ�ش َّع ِة ُّ‬ ‫ال�س َ‬ ‫تائر ْال ِ‬ ‫َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫وانات َّ‬ ‫و�ش علىا ًَ�ص ْف َح ِة َ�س َّجا ٍد ُت ْر ِك ٍّي ‪.‬‬ ‫ثار َز ْه ٍر َم ْر ُ�ش ٍ‬ ‫الز َم ِن الجْ َ ميلِ ‪َ ،‬و ُن َ‬ ‫�أُ ْ�س ُط ِ‬ ‫�أَ ْم ِ�ضي فيِ الحْ ُ ِّب ‪،‬‬ ‫َك َم ْن يمَ ْ ِ�ضي �إِ َلى َح ْت ِف ِه ‪،‬‬

‫ال ِخ َري َة ‪َ ،‬و �أُ�ؤَ ِّدي ال ُّد َ‬ ‫ور ُه‬ ‫�أَ ْك ُت ُب َو ِ�ص َّي ِتي َْ أ‬ ‫يون َّال ِتي عَ َل َّي ‪َ ،‬و �أُ َر ِّت ُب َب ْي ِتي َّالذي َ�س َي ُز ُ‬ ‫المْ ُ َ�ش ِّي ُع َ‬ ‫ون َب ْع ِدي ‪.‬‬

‫�أَ ْم ِ�ضي ‪� . .‬إِ َل ْي ِه ِب َك ِاملِ ِزي َن ِتي ‪،‬‬

‫الَ ِث َري َة ‪َ ،‬و �أُلمَ ِّ عُ ِح َذا ِئي ‪َ ،‬و أ�َ َ�ضعُ َم ْاك َي ِاجي خْ َ‬ ‫�أَ ْر َت ِدي َج ِاك َّت ِتي خْ َ‬ ‫ال ِف َ‬ ‫يف ‪َ ،‬و�أَ ْ�ص ُبغ‬ ‫ال�ضرْ َ َاء ْ أ‬ ‫ون َّ‬ ‫َ�ش ْي َب �ش ْع ِر َي ْ أَ‬ ‫ال َم ِام َّي ‪َ ،‬ح َّتى �أَ ْب ُدو ُد َ‬ ‫الث َال ِث َ‬ ‫ني َق ِلي ًال ‪،‬‬

‫َو�أُ َخ ِّف ُف َو ْزنيِ ‪َ ،‬و�أَ ْج َع ُل ُخ ُط َوا ِتي �أَ�سرْ َ َع ‪ َِ ،‬أل ُك َ‬ ‫ال َّف ِة المْ َ ْط ُلو َب ِة فيِ الحْ ُ ِّب ‪.‬‬ ‫ون ِب خْ ِ‬ ‫باب ‪� ،‬أَ َكا ُد �أَ ْ�ص َف ُع ُه ‪،‬‬ ‫�أَ َت َ�س َّل ُل �إِ َل ْب ِه ‪ ،‬فيِ ُج ْن ِح ْال َو ْق ِت ‪� ،‬أُ َو ِار ُب ْال َ‬

‫الُ ْخ َرى ‪� ،‬أَ ْن عُ ودي ‪،‬‬ ‫ُيناديني َ�ص ْو ٌت يف الجْ ِ هَ ِة َ أ‬ ‫�أَ َت َعثرَّ ُ يف خْ َ‬ ‫ال ْط ِو ‪،‬‬

‫َو ِب ْال َكث ِري ِم َن َ‬ ‫احل�سرْ ِة �أَ ْب َت ِلعُ َح�شرْ َ َج ًة َ‬ ‫طاز َج ًة‪،‬‬ ‫ال�ضرْ َاء ‪َ ،‬و �أَ َم َ�سحُ َم ْاك َي ِاج َي َ‬ ‫ول ٍة ‪� ،‬أَ ْر ِمي َج ِاك َّتتي خْ َ‬ ‫َو ِب�أَ�صابِعَ َم ْخ ُذ َ‬ ‫اخل َ‬ ‫فيف ‪َ ،‬و�أَ ْر مَتي‬ ‫ر�س ِّي ْالهَ َّز ِاز ‪،‬‬ ‫عَ َلى ْال ُك ِ‬ ‫يف �أَ ْق َ�صى َز ِاو َي ِة ْال ُغ ْر َفة ‪.‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪10‬‬

‫الشاعر صالح الوديع‬

‫حتى � ْ‬ ‫أتت ِ‬ ‫يداك‬ ‫بريوت‬ ‫على �ضفاف الكون يف‬ ‫ْ‬ ‫قلت لها‬ ‫ُ‬ ‫يدين‬ ‫�أنا الذي ترين واقفا بال‬ ‫ْ‬ ‫و�صامتا ك�رصح معب ٍد‬ ‫�أنا الذي جنا‬ ‫ْ‬ ‫من زمنٍ‬ ‫مخيف‬ ‫�أنا الذي �أتى‬ ‫ٌ‬ ‫�سحابة‬ ‫ومل تظلل ر�أ�سه‬ ‫�أنا الذي ر�أى‬ ‫معجم‬ ‫يجد حروف‬ ‫ومل ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫النزيف‬ ‫جرحه‬ ‫تكتب‬ ‫ُ‬ ‫أتت ِ‬ ‫يداك من وراء الغيم والردى‬ ‫حتى � ْ‬ ‫ْ‬ ‫الفرا�شة‬ ‫كر َّفة‬ ‫على جبنيِ رعبه ال ْ‬ ‫أليف‬ ‫املبتور‬ ‫حتط فوق كِ تفه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫املحفور‬ ‫ارجتاف جرحه‬ ‫ت�ضمد‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حتت ظلها‬ ‫ينام َ‬ ‫فيكف ال ُ‬

‫املنثور؟‬ ‫يعب من زاللها‬ ‫وكيف ال ُّ‬ ‫ْ‬


‫العدد ‪998‬‬

‫الشمال الثقافي‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪11‬‬

‫ُّ‬ ‫اللغة ونحن‪..‬‬ ‫اإلعالمية خديجة سبيـل‬ ‫رئيسة تحرير «مجلة نساء»‬

‫تعمدت وأنا أتناول الموضوع‪ ،‬إشكال النقاش الدائر حول المصادقة على قانون‬ ‫تدريس اللغات العلمية باللغة الفرنسية‪ ،‬أن أقوم بجولة أعتبرها صحية وأفادتني‬ ‫كثيرا في استنباط بعض اآلراء حول هذا النقاش الذي أريد له أن يكون سياسيا‬ ‫بالدرجة األولى‪ ،‬مادام الحسم فيه يتطلب‪ ،‬المصادقة على قانون ستكون له‬ ‫تأثيرات كيفما كان نوعها على واقع التعليم ببالدنا‪.‬‬ ‫وصراحة تعمدت ذلك بما أحدثه التفكير في هذا الموضوع من حيرة لدي في‬ ‫اتخاذ موقف واضح أو لنقل حاسم‪ ،‬من هذا النقاش المحتدم في مجتمعنا حول‬ ‫لغة التدريس في منظومتنا التعليمية‪ .‬وجدتني والحالة هته أفكر في الموضوع‬ ‫من وجهات نظر مختلفة‪ ،‬تتصارع فيها نوازع اإلنسانة بهواجس المواطنة وبقلق‬ ‫األم التي اكتوت بنار نواقص منظومتنا التعليمية‪ ،‬بعد أن جربت كل الخلطات‬ ‫التي يقدمها التعليم الخصوصي‪ ،‬قبل أن تستسلم لمنظومة المدارس التابعة‬ ‫للبعثات األجنبية‪ .‬على مضض‪ ،‬ال لشيء سوى أنني وجدت من خاللها مؤسسة‬ ‫تتفهم إكراهات التالميذ ممن يعانون من بعض الصعوبات في التمدرس‪ ،‬تحتضن‬ ‫اختالفاتهم المجتمعية وفوارق إدراكاتهم التحصيلية والمعرفية‪ ،‬دون أن تكون‬ ‫النقطة والمعدل الحاسم األول في القبول بانضمام التلميذ إليها‪ .‬ولحسن الحظ‬ ‫أن هذا المخرج جاء متأخرا بعد أن أتيح لولدي‪ ،‬قبل هذا االختيار‪ ،‬فرصة المرور‬ ‫من التعليم المزدوج الذي لم يحرمهما من الدراسة باللغة العربية‪ ،‬رغم أنهما لم‬ ‫يشعرا بقيمة ذلك‪ ،‬إال بعد أن تحوال إلى نظام التعليم الفرنسي‪ ،‬حيث أضحت معه‬ ‫اللغة العربية التي تذمرا كثيرا منها ولسنوات‪ ،‬أضحت مبعث تميز لهما يحصدان‬ ‫فيها أعلى النقط‪ ،‬وتحدث لديهما احساسا جميال بالتفوق‪ .‬وبانتقالهما هذا خف‬ ‫استخفافهما بها لغة ال تسمن وال تغني من جوع‪ ،‬وأدركا قيمتها بعد أن الحظا كيف‬ ‫أن النظام الفرنسي يعتمدها لغة ثانية أساسا في مسطرة التنقيط والتحصيل‪.‬‬ ‫لماذا أستحضر هذه التجربة حيث إني على يقين أن الكثير من األسر‪ ،‬عاشتها‬ ‫بشكل أو بآخر في السنوات األخيرة‪ ،‬بعد حالة الضياع التي خلفها تعاقب التجارب‬ ‫والقرارات في نظامنا التعليمي‪ ،‬وأعتقد أنه تأكد لدى ابني اآلن أهمية مكسب اللغة‬ ‫في مستقبلهما الدراسي وحتى المهني‪ ،‬بعد أن كان االعتقاد دوما مع فشل نظام‬ ‫التعريب في أن المشكل كان في اللغة وليس في المنظومة ككل‪ ،‬والدليل على ذلك‬ ‫هو أن تدريس التالميذ المواد العلمية باللغة العربية لم تحل دون تفوقهم في‬ ‫هته المواد‪ ،‬لكن المشكل الذي واجه هذا الجيل‪ ،‬حقيقة هو أن التعليم الجامعي لم‬ ‫يخضع لسياسة التعريب نفسها‪ ،‬ليس في كالمي هذا أي دفاع عن تجربة التعريب‬ ‫التي تم اعتمادها لسنوات في نظامنا التعليمي وال يمكنني أن أربط بينها وبين‬ ‫حالة التردي التي تعرفها المنظومة التعليمية ببلدنا‪ ،‬بل مامن شك أن ثمة عوامل‬ ‫وأسباب موضوعية وذاتية هي ما يفسر ذلك‪ ،‬خاصة مع غياب معطيات ودراسات‬ ‫علمية مواكبة لكل التحوالت التي عرفها قطاع التعليم‪.‬‬ ‫وقبل أن أعرض عليكم‪ ،‬بعضا من اآلراء التي تبلورت لدي من باب االستئناس‬ ‫وحتى من مبدأ التقاسم كما تقتضي ذلك أصول الحوار والمشاركة الديمقراطية‪،‬‬ ‫سيما وأن القضية قضية رأي عام‪ ،‬تهم مصير أبنائنا من األجيال القادمة‪ .‬فأقول‬ ‫إن اللغة العربية ال يمكن أن تكون عائقا في التحصيل أو في بلوغ المعرفة‪ ،‬وال في‬ ‫تحقيق االرتقاء المهني واالجتماعي‪ ،‬بل إن العائق الكبير يكمن في منظومة تفكيرنا ككل‪،‬‬ ‫وفي انعكاسها على نظامنا التعليمي‪ .‬فنحن من أمعنا في خلق هوة االمتياز اللغوي وسياساتنا‬ ‫العمومية هي من كرست األمر‪ ،‬ألنها لم تحرص على أن يتمتع التالميذ بنفس الثقافة‪ ،‬من‬ ‫خالل تلقينهم نفس التعليم‪ .‬كما أنها كانت بخيلة في توفير الشروط الكافية والمالئمة لهذا‬ ‫التحول سواء أكان على مستوى التعليم الجامعي أم حتى على مستوى سوق الشغل‪ .‬لقد ظلت‬ ‫اللغة العربية مرتبطة في مخيلتنا االجتماعية بالمواد األدبية‪ ،‬التي تبقى فرص الشغل فيها‬ ‫قليلة ومحدودة‪ ،‬وهي النقطة التي استغلتها منظومة التعليم الخاص‪ ،‬فروجت لفلسفة جديدة‬ ‫في التحصيل الدراسي‪ ،‬أساسها االستثمار الالمحدود في تدريس األبناء‪ ،‬وفق متطلبات سوق‬ ‫المعاهد العليا الخاصة أو األجنبية‪ ،‬التي لن تقبل بخريجي المدارس المعربة‪ ،‬ومن تم زاد‬ ‫اتساع الهوة بين المدرسة العمومية وبين سوق الشغل‪ ،‬فهل حقا باعتمادنا من جديد للغة‬ ‫الفرنسية لغة وحيدة‬ ‫لتدريس مواد العلوم‪ ،‬سيكون حبل نجاة إلنقاذ ما يمكن إنقاذه في تعليمنا العمومي‪،‬‬ ‫نضاعف من خالله فرص اإلرتقاء الدراسي والمعرفي والفكري للجميع‪ ،‬ونضع من خالله حدا‬ ‫فاصال مع ثقافة االمتياز المجتمعي القائمة على التباهي بالتحدث باللغات األجنبية مظهرا‬ ‫لإلرتقاء الذي لن يكون سوى واهيا‪ ،‬مادام يفتقد للجوهر المعرفي والروح الحضارية البناءة‪.‬‬ ‫المشكل في العمق‪ ،‬له بعد ثقافي وفكري‪ ،‬يتعلق بتصورنا حول اللغة العربية ويمكن‬ ‫تلخيصه في السؤال التالي‪ :‬هل اللغة العربية‪ ،‬في وضعها الحالي‪ ،‬قادرة على التعامل‬ ‫الموضوعي والعلمي مع المعارف وتجاريها في تطورها الدائم؟ وخصوصا في مرحلة تتميز‬ ‫بعولمة المعرفة على الصعيد االنساني تبعا لعولمة االقتصاد الكوني ومركزته بين يدي‬ ‫القوى العظمى؟‪ ...‬فتتفرع المواقف عند هذا السؤال بين فريقين‪ ،‬من يرى في اللغة العربية‬ ‫قدرة كبيرة على االتصال بالعلوم وترجمتها‪ ،‬ويكشف معها قدرتها البنيوية والمعجمية على‬ ‫استيعاب المفاهيم العلمية استيعابا‪ .‬ثم يلجؤون إلى التاريخ وتسترفدون منه ما يعضد‬

‫اعتقادهم فيشيرون الى كيفية تعامل الغرب مع العلوم والفلسفات العربية‪ ،‬كالرياضيات‬ ‫والطب والهندسة وعلوم أخرى‪ ،‬لما كانت هي المتقدمة‪ ،‬اذ عمدوا إلى ترجمتها إلى لغتهم‪،‬‬ ‫ودرسوها بلغاتهم االصلية وليس بالعربية على الرغم من نفاذ معاجم علمية وفلسفية عربية‬ ‫إلى لغاتهم‪ ،‬وقوة العربية لغة وحضارة‪.‬‬ ‫وهناك فريق ثان يصدر عما يصفه بالمنظور البرغماتي‪ ،‬يصله بالتطورات التي تحققها‬ ‫المعارف من جهة‪ ،‬وبأهمية اللغة (اللغات) في التحصيل والنقل والتعامل وتطوير الخبرات‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬فيشددون على أنه من الواضح أن الفرنسية بالنظر إلى مركزها التاريخي أيضا‬ ‫في البنيات االقتصادية واإلدارية والتعليمية بعامة‪ ،‬هي اللغة الممكنة التي من المفروض‬ ‫اعتمادها في التدريس وتدريس المواد العلمية على وجه الخصوص‪ .‬ويبرزون أنه اختيار‬ ‫برغماتي ذات أهداف نفعية في عالقتها بأجيال المتعلمين‪ .‬ويلحون على أنهم في ذلك‬ ‫ليسوا ضد العربية في تدريس نفس المواد‪ ،‬غير أن اعتماد هذه اللغة يجب أن يتم في إطار‬ ‫نوع من التأهيل اليبدو أن الواقع التعليمي في المغرب‪ ،‬وهو يرزح في أزمته‪ ،‬مع وجود أسباب‬ ‫أخرى بقادر على بلوغه»‪.‬‬ ‫إن تفكيرنا في هذا اإلشكال الجوهري الذي سيترتب على نتائج تفعيله حصاد تجريب‬ ‫القناعات‪ ،‬سيكون حاسما لرسم وتيرة تطورنا‪ ،‬وحيث يبدوا واضحا أن الخالف قائم ومحتدم‬ ‫حول أي الخيار أنسب‪ ،‬سيكون السبيل بنظري هو منح مزيد من الوقت للنقاش وللجدل‪ ،‬ففيه‬ ‫فقط تتبلور الرؤى والخيارات‪ ،‬وتكون االستنتاجات أعمق‪ .‬يتعين أن نتفق على أن النقاش‬ ‫يتعين ان تكون غايته مصلحة مجتمعية ووطنية واحدة‪ ،‬وأن يتحدد ويدور داخل منظومة‬ ‫تفكير محكومة بالقناعة اآلتية وهي أنه من جهة ال ازدهار قائم في مجتمع من دون اعتبار‬ ‫لغته الوطنية القوية اعتبارا جوهريا‪ ،‬لكن من جهة أخرى أيضا ال تطور لمجتمع دون انفتاح‬ ‫على لغات العالم التي تتبلور فيها تصورات وافكار ومعارف يزدهر معها العلم والحضارة‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬


‫الشمال الثقافي‬

‫العدد ‪998‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪12‬‬

‫شعراء الفايسبوك‬ ‫محمد بنقدور الوهراني‬

‫الشاعرة صباح بنداود‬

‫َح ِل ْم ُت‬

‫حلمت‬

‫حلمت ال�شتا‬

‫تغ�سلني باحلرية‬

‫كت�صب خمر‬

‫تلب�سني �أر�ض �إالهها‬

‫وريقي كي�سيل ع�سل‬

‫�إن�سانية م�سبوغة بقو�س قزح‬

‫�شفت الورد نابت‬ ‫ف كفوف الظلمة‬ ‫و�شفت قلبي مراح‬ ‫ملقهور فيه يرتاح‬ ‫والأر�ض جنة‬ ‫كل�شي ديالنا كاملني‬ ‫عيني رمو�شها �سبول‪...‬‬ ‫تامر محبة ‪..‬‬ ‫خدودي جنان ليمون‬ ‫اللي جاعت �شوفتو يتنزه‬ ‫حرويف بحر بالحراكة‬ ‫�أر�ض بال دم‬ ‫نظرة بال هم‬ ‫ليل بال ظالم‬

‫خط معنق خوه‬ ‫لون يكب ف خوه‬ ‫واللوان كتزيد تن�صاح �ضو‬ ‫�شفت الريح �سادة ودنيها‬ ‫عيات من �صوتها املجروح‬ ‫عيات تغوت ف ودن ال�رش‬ ‫عيات تنقي حلق لبحر‬ ‫من �سيا�سة ريحتها تعفنت‬ ‫وباقة زايدة جتر �صوتها‬ ‫ف جوف اخلابية‬ ‫اللي قلبها عمر‬ ‫فا�ض ف كا�س املحنة‬ ‫وخويتو ف كر�ش احلوت‬

‫�شفت احللمة حاملة بيا‬

‫على الله يتفكر‬

‫وقبل ماتولدين‬

‫كاينة احلياة‬

‫حلفتها تقمطني بالنور‬

‫وكاينة املوت‬

‫تأسيسا على معطى ضرورة تغير المفاهيم الثقافية واألدبية‬ ‫الشعرية‪ ،‬الذي أحدثتــه الثــورة اإللكترونية‪ ،‬واعتمادا على القــراءة‬ ‫المتواتـــرة لعدد من المنشورات المقدمة على أنهــا شعــر‪ ،‬ســواء‬ ‫على جدران الفايسبوك أو على صفحات المواقع األدبية المتعددة‪،‬‬ ‫أو على شكل دواوين توزع على نطاق إلكتروني واسع‪ ،‬واستئناسا‬ ‫بالكثير من اآلراء واالنطباعات التي يمكن أن تكون صالحة في مجال‬ ‫التأصيل للكتابة الشعرية المنشورة إلكترونيا‪ ،‬يمكن ألي مهتم‪،‬‬ ‫وليس بالضرورة مختص‪ ،‬أن يتساءل‪:‬‬ ‫ هل يمكن للكتابة الشعرية أن تكون تامة بدون الخضوع ألي‬‫وازع أدبي مرتبط بالمفهوم العام للشعر؟‬ ‫ هل التصنيف الموضوعي للقصيدة العربية‪ ،‬القصيدة العمودية‬‫وقصيدة النثر‪ ،‬يمكن اعتباره محددا أوليا في تناول أي مادة إبداعية‬ ‫تحت مسمى(شعر)؟‬ ‫ هل قصيدة النثر‪ ،‬باعتبارها مشروعا أدبيا إبداعيا قائم الذات‪،‬‬‫لها حدود ومواصفات تعتمد على وعي نقدي متكامل‪ ،‬أم هي هكذا‬ ‫مجرد كتابة إبداعية بدون أي موجه معرفي مضبوط؟‬ ‫ هل يمكن اعتبار المجهودات التأصيلية الكبيرة التي قام بها‬‫عدد من المنظرين العرب‪ ،‬في معالجتهم لقصيدة النثر‪ ،‬وجعلها فرعا‬ ‫أصيال من أصول الشعر العربي‪ ،‬موجها لنا في كتاباتنا نستهدي بها‬ ‫ونستأنس بتوجيهاتها المعرفية واإلبداعية‪ ،‬أم نكتب كما يخطر لنا‬ ‫بدون أي موجه أو هاد أو نموذج؟‬ ‫ هل الشعراء العرب األوائل الذين مهدوا الطريق نحو قصيدة‬‫النثر العربية‪ ،‬كانوا يؤسسون لكتابة قصيدة عربية جديدة‪ ،‬بمقاييس‬ ‫جديدة‪ ،‬تستحضر القديم لتؤسس عليه الجديد‪ ،‬وفق رؤية وأفق‬ ‫مفاهيمي محدد‪ ،‬أم كانوا يجترون التجربة الغربية بحذافيرها كما‬ ‫حددتها ( سوزان برنار )؟‬ ‫ لماذا وجدت علوم البالغة وعلوم النحو إذا لم تكن لالطالع‬‫والتمكن قبل أي كتابة؟‬ ‫ هل يميز الكثير من شعراء الفايسبوك بين قصيدة النثر والشعر‬‫الحر‪ ،‬مثال؟‬ ‫ هل يميز الكثير من شعراء الفايسبوك في كتاباتهم الشعرية‬‫بين التخييل والتقرير‪ ،‬مثال؟‬ ‫ هل يميز الكثير منهم‪ ،‬من جانب الموسيقى الشعرية‪ ،‬بين‬‫الوزن واإليقاع؟‬ ‫ هل يميز الكثير منهم بين اللغة الشعرية المنزاحة‪ ،‬واللغة‬‫المعجمية الثابتة؟‬ ‫ هل يميز الكثير من شعراء الفايسبوك بين الرمزية والغموض‬‫مثال؟‬ ‫ هل األنواع البالغية‪ ،‬من تشبيهات ومجــازات واستعــارات‪،‬‬‫يعتمدها شعراء الفايسبوك في كتاباتهم الشعرية بوعي إبداعي‬ ‫مدروس؟‬ ‫ هل اللغة الموظفة في كتابات هؤالء الشعراء المفترضين مبنية‬‫على المتصورات األصلية في الحياة‪ ،‬أم هي مبنية على تصورات ال‬ ‫وجود وال أصل لها في الواقع وفي الحياة؟‬ ‫فضاء الشعر أصبح مفتوحا على مصراعيه في الفايسبوك‪ ،‬تماما‬ ‫كما هو المجال التداولي الذي يتواجد فيه‪ ،‬ولكن الخوف‪ ،‬كل الخوف‪،‬‬ ‫أن يسير هذا الشعر في هذا الطريق المفتوح على كل االحتماالت‪،‬‬ ‫فيجد نفسه‪ ،‬في يوم ما‪ ،‬مجرد أزرار وأسالك في عالم افتراضي بكل‬ ‫المقاييس‪...‬‬


‫العدد ‪998‬‬

‫رسائل‬ ‫تطوانية‬

‫‪13‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫من أرشيف الدبلوماسي األديب‬

‫سيدي التهامي أفيالل التطواني‬ ‫حفظه اهلل (‪)18‬‬

‫ إعداد وتقديم‪ :‬الدكتور يونس السباح‬‫‪Younes_sebbah@hotmail.com‬‬

‫تقديم‬

‫تعتبر المراسالت العلمية رافداً ثرياً لكتابة التاريخ‪ ،‬باعتبار ما تحمله في طيّاتها من المعلومات الدّفينة‪ ،‬والفوائد الغميسة النادرة‪ ،‬التي ال توجد في غيرها‪ ،‬ولكونها مرتبطة بزمان ومكان وموضوع معيّن‪،‬‬ ‫كما تعدّ أيضاً فنّاً أدبياً‬ ‫ًّ‬ ‫مستقال بنفسه‪ ،‬بما تحمله من صادق التعبير‪ ،‬وجميل اإلحساس‪ ،‬وحسن اإلنشاء‪ ،‬وبديع السّبك‪ ،‬وخصوصاً إذا أضيف إلى هذه المعاني جمال الخط‪ ،‬ورونق الحرف‪ ،‬وكانت صادقة‬ ‫اإلحساس معبّرة عن الصلة العائلية‪ ،‬والمتابعة الدراسية بين الوالد والوَلد مث ً‬ ‫ال‪ ،‬أو بين تلميذ وشيخه‪ ،‬أو الصديق وصديقه‪...‬‬ ‫ومن المراسالت المتّصفة بهذه الصفات‪ ،‬ما تحتويه خزانة األديب الشاعر‪ ،‬والدبلوماسي السابق‪ ،‬أحد أفراد بيت العلم والشرف والمجد‪ ،‬سيدي التهامي أفيالل حفظه اهلل‪ ،‬وما يشتمل عليه أرشيفه الذي‬ ‫يضمّ كمّا هائ ً‬ ‫ال من الرسائل‪ ،‬معظمها صادرة عن أفراد أسرته‪ ،‬كجدّه القاضي سيدي التهامي أفيالل‪ ،‬أو عمّه الوزير سيدي محمد بن التهامي‪ ،‬أو أخيه األديب‪ ،‬سيدي البشير أفيالل‪ ،‬أو واردة عليهم وعلى‬ ‫أفراد آخرين من هذا البيت‪.‬‬ ‫ولمّا كانت هذه المراسالت لها قيمة أدبية وتاريخية‪ ،‬ولم يسبق أن رأت النور‪ ،‬أو اهتمّ أحد بإخراجها للناس‪ ،‬استأذنّا صاحب األرشيف‪ ،‬الشريف المذكور‪ ،‬في العمل على إخراجها وتيسيرها للنّاس عبر‬ ‫صفحات جريدة الشمال الغراء‪ ،‬التي تستأثر بنشرها‪ ،‬فوافق مشكوراً مأجوراً‪ ،‬وقمنا نحن برقن هذه الرسائل‪ ،‬وصنّفناها حسب ّ‬ ‫كل شخص (منه‪/‬عليه)‪ ،‬وآثرنا أن نبتدئ باألقدم تاريخاً‪ ،‬فكان صاحب السّبق هو‬ ‫القاضي الشهير‪ ،‬والفقيه الكبير‪ ،‬سيدي التهامي بن محمد أفيالل (ت‪1339:‬هـ)‪ ،‬وقد استوفينا رسائله –حسبما عثرنا عليه‪ -‬في الحلقات الماضية من هذه الجريدة‪ ،‬ونثنّي برسائل ولده العالمة الوزير‬ ‫سيدي محمد أفيالل الصادرة منه والواردة عليه‪.‬‬

‫[الرسالة السابعة والستون]‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها‬ ‫على أحواله ويفيده ببعض األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده وصلى اهلل على سيّدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيّدنا الوالد المحترم أعزّك اهلل وحفظك‪ ،‬والسالم التّام عليك ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫فال زائد على ما قدّمته لك من تلبية دعائك للقدوم‪ ،‬والعزم على السفر‪ ،‬وقد عقدنا الكراء‬ ‫مع سيدي المختار العلمي الشفشاوني بقصد العرائش إن كانت طريق طنجة مخوفة‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ال فإليها‪،‬‬ ‫وسنخرج يوم السبت صبيحة غد تاريخه‪ ،‬وقد ارتفع الكراء حتى جاوز الحدّ بسبب ذهاب جميع‬ ‫الحمّارة مع المخزن‪ ،‬ولحاق من يرد بعد خروجه به حام ً‬ ‫ال أنواع السالح‪ ،‬مع ملء الفناديق هنا‬ ‫بالسلعة المهيّأة لتوجيهها لطنجة والعرائش‪ ،‬وقد كنتُ رأيتُ أن نتأخّر عن السّفر لهذا السبب‪،‬‬ ‫ال موافقتُه‪ ،‬وإ ّ‬ ‫فلم يساعدني الرفيق‪ ،‬سيّما وقد أقبل رمضان فما وسعني إ ّ‬ ‫ال لحقني العار حيث‬ ‫تأخرت لهذا السبب‪ .‬واالكتراء مع العلمي المذكور بريال ‪ ،20‬مع تمام المكايسة ومزيد المشاحة‬ ‫بعد أن رأينا من يعطيه القدر المذكور من التجار‪ ،‬وفضّ َلنا عليهم‪ ،‬وبحثنا في جميع الفناديق فلم‬ ‫نلق سواه‪ ،‬فتعيّن السفر معه بالقدر المذكور‪ ،‬والمولى يخلف لك‪ ،‬وقد تركنا الكتب تحت يد سيدي‬ ‫أحمد بن يوسف الفاسي‪ ،‬بعد أتمّ سالمه عليك‪ ،‬وقد حوّزها إلى داره إ ّ‬ ‫ال جملة منها‪ ،‬فسنصحبها‬ ‫في يدنا‪ .‬كما تركنا له ما كان لنا من سمن وخليع وأواني بيت المدرسة بعد أن حوّزنا له مفتاحه‬ ‫إلى أن نُعلمه بما يفعل بذلك‪ ،‬بعد الوفود لحضرتكم بحول اهلل‪ .‬والمأمول من المولى هو سالمة‬ ‫الطريق كما هو الشائع على جميع األلسنة اليوم‪ ،‬وعند حلول العرائش بحول اهلل نعلمكم ليطمئنّ‬ ‫خاطركم‪ ،‬ويقرّ ناظركم‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وصرف اللويز الواحد منا بريال ‪ 6‬و‪ 12‬بليون‬ ‫ّ‬ ‫انحط إلى ‪ 10‬بليون‪ ،‬والزال‬ ‫بعد أن صرفت منه ثالثة‬ ‫كذلك‪ ،‬وقد استغنيت عن صرفه هنا اآلن إلى أن نتوقف‬ ‫على شيء منه بطنجة‪ ،‬وياحبّذا عدم المرور بالعرائش إن‬ ‫كانت طريق طنجة سالمة‪ ،‬لما في المرور بها من مزيد‬ ‫المشقة وكلفة الركوب بالبحر‪ ،‬وزيادة الصوارف‪ ،‬وها نحن‬ ‫في مشيئة اهلل‪ ،‬نرضى بما اختاره‪ ،‬ونطلب منكم تزويده‬ ‫بصالح الدعاء‪ ،‬مس ّلما منا على جميع األهل والقرابة‪ ،‬ومن‬ ‫هنا الرفيق والخمّال وأخريف‪ ،‬ودمتم بخير والسالم‪ .‬في‬ ‫‪ 11‬شعبان عام ‪1325‬هـ‬ ‫نجلك محمد وفقه اهلل‪.‬‬ ‫وربّما نترك المطربتين هنا ونقتصر على الزربيتين‬ ‫لثقل [‪ ]...‬لجميع الملبوس‪ .‬وما انضاف إليه من كتب‬ ‫وغيرها لما عهد من ّ‬ ‫أن الحمّار ال يقبل الزايد على القدر‬ ‫المعهود في حمل البهيمة مع الركوب‪.‬‬ ‫الرسالة الثامنة والستون]‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة‬ ‫القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها على أحواله‬ ‫ويفيده ببعض األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫وصلى اهلل على سيّدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫ّ‬ ‫بعد تقبيل راحتي سيّدنا الوالد‪ ،‬الجدير من الخيرات بكل طارف وتالد‪ ،‬وإقرائك جميل السالم‪،‬‬ ‫وجليل التّحيّة‪ ،‬فقد أنبئتُ بإنعام سيّدنا دام عاله برجوعك ّ‬ ‫لخطتك‪ ،‬وتقليد ذلك الفقد ثانيا‬ ‫بلبّتك‪ ،‬بعد أن عرف كغيره بفقد فضلك‪ ،‬وتحقق الجميع بميل غيرك عن الحق عد َلك‪ ،‬فقد أُلهم‬ ‫نهج الصواب‪ّ ،‬‬ ‫ألن بذلك تقتصّ الحقوق‪ ،‬وتُقضى األراب‪ ،‬والشكّ أنّه سُرَّ بذلك كما أعلمت به‬ ‫المكاتب جميعُ أهل الثغر‪ ،‬خصوصا األيتام واألرامل والعدول وأهل الفقر‪ ،‬أخذ اهلل بيدك وسلك‬ ‫بك مسلك الرشاد‪ ،‬وأماط عنك زيغ أهل ال ّلدَد والعِناد‪ ،‬وجعل ألطافه تسايرك‪ ،‬وتوفيقه يسامرُك‪،‬‬ ‫حتّى تكون في حماه‪ ،‬يكون لك حيث ال تكون‪ ،‬ويرعاك في ّ‬ ‫كل حركة وسكون‪ .‬هذا‪ ،‬وال شكّ أن‬ ‫يكون أصبح ألجل ذلك قوم بدور عزّهم طالعة مسفرة‪ ،‬ووجوه أفراحهم ضاحكة مستبشرة‪ ،‬وآخرون‬ ‫وجوههم عليها غبرة‪ ،‬ترهقها قتَرة‪ ،‬أولئك هم الكفرة الفجرة‪ .‬أراد ّ‬ ‫كل منهم إطفاء نور اهلل بفيه‪،‬‬ ‫هّ‬ ‫والل متمّ نوره ومستوفيه‪ّ ،‬‬ ‫(إن اهلل ال يصلح عمل المفسدين‪ ،‬ويحق اهلل الحق بكلماته ولو كره‬ ‫المجرمون)‪ .‬وقد طلب منّي الخليل السيّد أحمد بن يوسف النيابة عنه في تهنئتك بعد تحيّتك‪،‬‬ ‫وال تسأل عمّا حصل له من الفرح والسّرور‪ ،‬المخرجين له عن حدّ ّ‬ ‫الطور‪ ،‬حتّى صار يرقص بالحومة‪،‬‬ ‫ويعلم ألجل النّكاية ّ‬ ‫كل من له ب (ق) بعض المودّة‪ ،‬ويطلب لقيّه ليكدّر خاطره بما أقرّ ناظره‪،‬‬ ‫وإن كان ّ‬ ‫الكل ال يتك ّلم مع اآلخر‪ ،‬وأنا ّ‬ ‫أكفه عن ذلك‪ .‬وقد أنبئتُ ّ‬ ‫بأن (ق) لمّا أخبر بذلك صار كبده‬ ‫تتو ّقد بالزّفرات‪ ،‬وخَ َلده يتردّد بين النكبات‪ ،‬زاده اهلل من تلك األشجان والحسرات‪ ،‬فالحمد هلل الذي‬ ‫طهّر تلك المقصورة من نجس السمسار‪ ،‬وتابعه النجّار‪ ،‬وأبدى عاقبة األمر لمتبوعهما الذي كان‬ ‫ّ‬ ‫ولكل‬ ‫بهما في اغترار‪ .‬اآلن أبلت األيام جديدهم‪ ،‬ونشرت يد الحوادث عقودهم‪ ،‬وعلموا أين المآب‪،‬‬ ‫أجل كتاب‪ .‬مس ّلم ًا منّا على سيّدتنا الوالدة‪ ،‬واإلخوة واألختين والصهرين‪ ،‬وسائر أبناء العمّ‪ ،‬ومن‬ ‫هنا طلبتنا وابن يوسف‪ ،‬والسالم في فاتح رجب عام ‪1328‬هـ‪.‬‬ ‫وقد أمر سيّدنا يومه العلماء بالمثول بين يديه لقراءة الحديث على العادة الماضية‪ ،‬والزلتُ‬ ‫أنتظر وصول البدعية الموجّهة بالبوسطة‪ ،‬ولع ّلها قد تأخّرت ّ‬ ‫بالطريق‪.‬‬ ‫[الرسالة التاسعة والستون]‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى والده العالمة القاضي التهامي أفيالل يطمئنّ فيها‬ ‫على أحواله ويفيده ببعض األحداث التاريخية‪ ،‬واألخبار الدراسية]‪.‬‬ ‫الحمد هلل وحده صلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫بعد تقبيل راحتي سيّدنا الوالد المحترم‪ ،‬أعزّك اهلل وحفظك‪ ،‬والسالم التّامّ عليك ورحمة اهلل‬ ‫وبركاته‪.‬‬ ‫فقد وصل عزيز كتابك‪ ،‬ولذيذ خطابك‪ ،‬أفاد سالمة أحوالكم‪ ،‬ودوام عافيتكم األهمّين لدينا‪،‬‬ ‫وذكرتَ عدمَ إصابة الصواب فيما فعله ابن العمّ من تغ ّلبه على من تغ ّلب‪ ،‬وبذله من الدّراهم‬ ‫في مستفاد أسفي ما بذل الخ‪ ،‬فأنت أدرى منّي بخبايا األمور‪ ،‬وإن كان المذكور ال يختلف اثنان في‬ ‫طيشه وعدم نظره لعواقب األمور‪ ،‬وقد كان تع ّلق أوّل قدومه لهنا بلعبّاس في تنفيد الجامع‪،‬‬ ‫فسعى له في تنفيدها فوراً‪ ،‬ثمّ طلب منه الخدمة بالمرسى فوعده خيراً‪ ،‬سيّما وقد كتب له العامل‬ ‫يوصيه به خيراً‪ ،‬ثمّ بعد ذالك تع ّلق بابن عزّوز خفية منه‪ ،‬فغضب األوّل غضب ًا شديداً‪ ،‬حتّى قال‬ ‫للرفيق إن تأتّى لك أن تنزع له تنفيد الجامع فانزعه ومكنّي به‪ ،‬وقال‪ :‬إنّه سيسعى له في البدل‬ ‫بعد نحو شهرين‪ ،‬وبعد سفره اعتذرت عنه بأنّه كثر ّ‬ ‫الطيش‪ ،‬وأنّه قد ندم على ما فعل عسى أن‬ ‫يسكن غضبه‪ ،‬وقد كنت سلفت له ريال ‪ ، 50‬ويستخرجها لي عند ابن ثابت هنا‪ .‬وما شاع عندكم‬ ‫من طلب البقالي تنفيد سانية الزيتون ال أصل له‪ ،‬والطالب لذلك هو سيدي أحمد بن البشير‪ ،‬ولم‬ ‫يُجَب لذلك‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬وقد كتب المخزن يأمر قائد البلد بحضور العسكر الذي كان قد قدم صحبته لحضرتكم‪،‬‬ ‫وسيُقتصر على تنظيم نحو المائتي‪ ،‬وقائد رحاها هو الدراوي‪ ،‬وسيقبض ظهير التولية يوم تاريخه‪،‬‬ ‫ومحمد حسّون كان يطلب أن يكون ناسخ الكنانيش بالعرائش‪ ،‬غلم يُجب‪ ،‬والطيّب الحرّاق يطلب‬ ‫أن يكون ع ّ‬ ‫الف ًا‪ ،‬ولع ّله لم يُجَب أيض ًا‪ ،‬وأحمد سالمة سيكون أمين المستفاد بحضرتكم بواسطة‬ ‫الرفيق وولد الزاوية الساكن بالعيون على ميزانية الديوانة‪ ،‬وبعد أن كان وبعد أن طلب السلق‬ ‫من أهل فاس‪ ،‬فأبى البعض شيع المخزن تبديل األمناء‪ّ ،‬‬ ‫وأن من أعطى قدراً يخدم تسارع عدد‬ ‫كثير فبذل على ّ‬ ‫كل قدر وسعة‪ ،‬ثمّ وقع السّكوت على ذلك‪ ،‬وخرج األمر لألمين ازنيبر بتعيين‬ ‫األمناء مجّان ًا‪ ،‬وسيكون من جميع المراسي ومن‬ ‫مراكش‪ ،‬وأن ال يخدم عدل من فاس‪ .‬وإلى اآلن لم‬ ‫يظهر ذلك للوجود‪ ،‬هذا واألسعار مرتفعة غير كنت‬ ‫ّ‬ ‫أظنّ ّ‬ ‫انحط قد‬ ‫أن الزرع والشعير فبعد أن كان ثمنه‬ ‫صار يرتفع‪ ،‬فثمن المدّ من الزرع الجيّد ‪ 18‬بليون‪،‬‬ ‫ومن الشعير ‪ 6‬بليون ونصف‪ ،‬وثمن الرطل من‬ ‫لحم الغنم ‪ 30‬أواق‪ ،‬والبقر ‪ 26‬أواق‪ ،‬وكذلك المعز‪،‬‬ ‫والرطل من السمن المذاب ب ‪ 76‬أواق‪ ،‬والق ّلة من‬ ‫الزيت ب ‪ 3‬ريال ونصف‪ ،‬والبض ‪ 4‬بليون‪ ،‬وهذا ما‬ ‫وجب به اإلعالم‪ ،‬مس ّلم ًا منّا على اإلخوة واألختين‬ ‫والصهرين وسائر أبناء العمّ واألحبّة‪ّ ،‬‬ ‫وكل سائل‬ ‫عنّا‪ ،‬ومن هنا الرفيق وأبناء عنّه بلعبّاس وسيدي‬ ‫أحمد بن يوسف والخمال وأخريف والدراوي‪،‬‬ ‫والسالم‪ .‬في ‪ 20‬رمضان ‪1326‬هـ‪.‬‬ ‫نجلك محمد وفقه اهلل‬ ‫[الرسالة والسبعون]‬ ‫[من الطالب السيد محمد أفيالل‪ ،‬إلى أخيه‬ ‫السيد البشير أفيالل يطمئن فيها عن أحواله‬ ‫الصحية‪ ،‬ويدعو له بالشفاء‪ ،‬ويفيده ببعض األحداث‬ ‫التاريخية‪ ،‬واألخبار العائلية]‪.‬‬ ‫وص ّلى اهلل على سيّدنا وموالنا محمد وآله‬ ‫الحمد هلل وحده‬ ‫شقيقي العزيز‪ ،‬سيّدي البشير‪ ،‬حفظك اهلل ورعاك‪ ،‬ومن ّ‬ ‫كل شرّ نجّاك ووقاك‪ ،‬وعجّل عافيتك‬ ‫وأعطاك أمنيتك‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فال زائد على ما ودّعناكم به ساعة ضعنكم التي كان لها نوع من التأثير في نفوس سائر‬ ‫ّ‬ ‫اضمحل ذلك التأثير‪ ،‬وربّما استحال التّرح إلى فرح بعد‬ ‫العشيرة‪ ،‬ولكنه ثلب األزمنا يسيرا حتى‬ ‫استعمال الروية وغلبة رجاء حسن العاقبة بتمام العافية‪ ،‬ومحو أثر ذلك الداء الذي أعيى األطبّاء‬ ‫دواؤه بالمرّة‪ ،‬حتّى كان لم يكن شيئا مذكوراً‪ ،‬وما ذلك على اهلل بعزيز‪ ،‬أمّا اآلن فنهنّيكم بسالمة‬ ‫القدوم لتلك الحضرة الفاسية‪ ،‬ذات المحاسن الفاشية‪ ،‬واجتماع شملكم بذلك األخ الوفي‪ ،‬ونزولكم‬ ‫معه على الرحب والسّعة‪ ،‬ووجودكم بمقامكم أه َ‬ ‫ال كأهلكم‪ ،‬وعشيرة كعشيرتكم‪ ،‬ونرجو اهلل أن‬ ‫تكونوا شرعتم في االستحمام‪ ،‬وفق ما كنتم تظنون‪ ،‬ووجدتم من التسهيل في الذهاب واإليّاب‬ ‫فوق ما كنتم تؤمّلون‪ .‬ولئن سألتم عن حال سيّدتنا الوالدة ّ‬ ‫وان ذلك لمن أهمّ ما يسأل عنه‬ ‫عندكم‪ ،‬فحالها والحمد هلل حسَن بسَن‪ ،‬يتقدّم إلى األمام تقدّم ًا محسوس ًا مع الهوينا‪ ،‬وهي‬ ‫مسرورة جدا [‪ ]...‬في ّ‬ ‫كل لحظة‪ ،‬فهنئ ًا هنيئ ًا‪ .‬واألهل ملتفون حولها في غالب األحوال يتناشدون‬ ‫أحاديثكم‪ ،‬ويالحظون حركاتكم وأنتم وصلتم إلى كذا‪ ،‬ثمّ إلى كذا الخ‪ ،‬يحصون لكم الخطوات‬ ‫حتّى كأنّهم في جولتكم حاضرون‪ ،‬ولحركاتكم في ظهر الغيب مشاهدون‪ .‬أمّا أخوكم فال زال‬ ‫مالزم الفراش‪ ،‬وإن كان خفّ الحال عمّا كان عليه قبل‪ .‬أمّا شقيقتكم فقد أشار عليها الطبيبان‬ ‫باالستحمام صباحا ومساء مدّة من ثالثة أيّام‪ ،‬وحكّ الجسد بمحة من الشعر الغليظ‪ ،‬ثمّ االدّهان‬ ‫بدهن ربّما يأتي على جلد البشرة تمام ًا‪ ،‬واالتفاف في ثياب مغسولة بال ّل ْقشيّة‪ ،‬وغسل جميع ما‬ ‫دارت فيه من الشباب بعد طنجة‪ ،‬وتبخير ما عدا الثياب البيض‪ ،‬وسائر ملبوساتها ومفروشاتها في‬ ‫المستشفى الطبّي‪ ،‬وبعد مرور أيام ‪ 3‬يعاودان النظر‪ .‬وقد بدأت في العملية يوم تاريخه‪ ،‬واهلل‬ ‫الشافي ال ربّ غيره‪ .‬مس ّلم ًا منّا على سيدي أحمد بن يوسف‪ ،‬وقد كنت عزمت على أن أكتب له بعض‬ ‫كليمات‪ ،‬ولكن اآلن عييت‪ ،‬فلم تساعدني الحالة الصحية من جهة الضعف‪ ،‬وإنّا قل له‪( :‬طبطريق‬ ‫أسيف يتمتق روحه)‪ ،‬وعلى سائر طلبتنا وسيدي محمد الدّبّاغ‪ .‬ومنّا عليكم سيّدتنا الوالدة بأتمّه‪،‬‬ ‫وعليكم وعلى سيّدي أحمد األخ‪ ،‬والسيد الحاج عبد السالم‪ ،‬وسيدي عالل وقد تحسّنت حالته‪،‬‬ ‫وسيدي الحسن الزال مصمما على ما ان عزم عليه من زيارته لكم آخر مدّة مقامكم‪ ،‬واهلل الميسّر‪،‬‬ ‫وبه إعالمكم والسالم‪ .‬في عشيّة يوم افثنين ‪ 25‬شوال عام ‪1346‬هـ‪ ،‬وبعده أتمّ السالم وازكاه من‬ ‫أهل دارنا ودار سيدي عالل‪ ،‬عدا أهل دار سيدي أحمد ‪...‬‬ ‫أخوكم‪ :‬محمد لطف اهلل به‪.‬‬


‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجـة‬

‫وقفات مع حديث عمر ابن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه‬ ‫الإميان باهلل (‪)6/2‬‬

‫حتدثنا يف العدد املا�ضي عن مطلع احلديث النبوي ال�رشيف‬ ‫وقدوم �سيدنا جربيل على الر�سول �صلى الله عليه و�سلم‪،‬‬ ‫وكيفية جلو�سه وت�أدبه‪ ،‬ثم �س�ؤاله عن الإ�سالم ودالالته‪،‬‬ ‫وجواب الر�سول �صلى الله عليه و�سلم اجلامع‪.‬‬ ‫ون�أتي اليوم �إلى قول �سيدنا عمر ر�ضي الله عنه َ‬ ‫(قالَ‬ ‫َف َعجِ ْبنَا ل َُه َي ْ َ‬ ‫�س�أل ُ​ُه َو ُي َ�ص ِّد ُق ُه)‪ ،‬فهذان �أمران مختلفان ال‬ ‫يجتمعان؛ فال�س�ؤال يدل على �أنه يريد التعلُّم‪ ،‬والت�صديق يدل‬ ‫على �أنه عامل؛ لذا كان َمثار ا�ستغراب ال�صحابة – ر�ضوان‬ ‫ق�صد من ذلك �أن ُيريهم‬ ‫الله عليهم – َ‬ ‫وع َجبهم‪ ،‬ولكن جربيل َ‬ ‫�آداب ال�س�ؤال‪ ،‬وكيفية املحاورة مع �أهل العلم‪ ،‬فكان يف دور‬ ‫طالب العلم املتحلي باجلر�أة املقرونة بالأدب‪ ،‬والذي يختار‬ ‫أهمها و�أعمها فائدة‪ ،‬وبعد �سماعه اجلواب من‬ ‫من امل�سائل � َّ‬ ‫الر�سول – �صلى الله عليه و�سلم – �أراد �أن يعلِّمهم كيف يكون‬ ‫الإذعان للحق‪ ،‬و�إن�صاف امل�س�ؤول �إذا �أعطى اجلواب املقنِع‬ ‫ف�سارع �إلى ت�صديقه‪.‬‬ ‫البينِّ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الَ‬ ‫ان‪َ .‬قالَ «�أَ ْن ُت�ؤْمِ َن بِاللَّهِ‬ ‫ِمي ِ‬ ‫نِ‬ ‫برِ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫خ‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ‫ْ‬ ‫ْ نيِ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َم َال ِئكَ تِهِ َوكُ ُتبِهِ َو ُر ُ�سلِهِ َوال َْي ْو ِم ال ِآخرِ َو ُت�ؤْمِ َن بِا ْل َق َدرِ َخيرْ ِهِ‬ ‫َو�شرَ ِّ هِ»‪ ،‬وهذا مق�صدنا وغر�ضنا من �إيراد هذا احلديث‪،‬‬ ‫الله‬ ‫َادا َجازِ ًما ِب َ�أ َّن َ‬ ‫ان بِاللهِ �أَ ْن َي ْع َت ِق َد الإِنْ َ�س ُ‬ ‫ِمي ُ‬ ‫اع ِتق ً‬ ‫ان ْ‬ ‫فم ْعنَى الإ َ‬ ‫َ‬ ‫ود َال ُي ْ�شب ُِه َ�ش ْي ًئا مِ َن‬ ‫ود َال َ�شكَّ فيِ ُو ُجودِ هِ‪َ ،‬م ْو ُج ٌ‬ ‫ت َ​َعالَى َم ْو ُج ٌ‬ ‫ود ِ‬ ‫�س َح ْج ًما‬ ‫الـم ْو ُج َ‬ ‫َ‬ ‫ام‪َ ،‬ول َْي َ‬ ‫ات‪ ،‬ل َْي َ‬ ‫�س ِج ْ�س ًما َو َال ُي ْ�شب ُِه الأَ ْج َ�س َ‬ ‫ان َواحلَ َجرِ‬ ‫�س ِج ْ�س ًما كَ ثِيفًا كَ الإِنْ َ�س ِ‬ ‫ام‪ ،‬ل َْي َ‬ ‫َو َال ُي ْ�شب ُِه الأَ ْح َج َ‬ ‫َو َّ‬ ‫الله‬ ‫الـم َال ِئكَ ةِ ‪َ ،‬ف ُ‬ ‫ال�ش َجرِ ‪َ ،‬و َال ِج ْ�س ًما لَطِ يفًا كَ َ‬ ‫اله َواءِ َواجلِ ِّن َو َ‬ ‫ات َو َال اجلَ َم َاد ِ‬ ‫ات‪َ ،‬و َال ُي ْ�شب ُِه‬ ‫ان َو َال الن َ​َّب َ‬ ‫ُ�س ْب َحان َُه َال ُي ْ�شب ُِه الإِنْ َ�س َ‬ ‫الـم َال ِئكَ َة َو َال اجلِ َّن َف ُه َو ت َ​َعالَى‬ ‫وح َو َال َّ‬ ‫َ‬ ‫اله َو َ‬ ‫اء َو َال ُّ‬ ‫ال�ض ْو َء َو َال َ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬ ‫العالمَ ِ َبلْ ُه َو كَ َما �أَ ْخبرَ َ َع ْن َنفْ ِ�سهِ‬ ‫مِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬ ‫�ش‬ ‫ِه‬ ‫ب‬ ‫�ش‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ود‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َم ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫ِهِ‬ ‫مِ‬ ‫ِهِ‬ ‫كِ‬ ‫َ‬ ‫ري»‪،‬‬ ‫�ص‬ ‫الب‬ ‫يع‬ ‫ال�س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ى‬ ‫�ش‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫�س‬ ‫َي‬ ‫ل‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫ب‬ ‫َا‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫كَ‬ ‫كَ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫فيِ ُ ْ‬ ‫ْ ٌ َ َ َّ ُ َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫الله ُ�س ْب َحان َُه َوت َ​َعالَى بِخِ ال ِ‬ ‫َف َذلِكَ ‪� ،‬أَ ْي‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ�ص َّو ْر َت ب َِبالِكَ َف ُ‬ ‫َو َم ْه َم َ‬ ‫ِكَ‬ ‫الو ْه ِم َو َال َيت َ​َم َّثلُ فيِ ال َّنفْ ِ‬ ‫�س‪َ ،‬غ َاي ُة‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫َ�ص‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫َال ُي ْ�شب ُِه َذ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ ُ فيِ‬ ‫َ‬ ‫ِاللهِ‬ ‫الـم ْعرِ َفةِ‬ ‫َان ب ُِو ُجودِ هِ ت َ​َعالَى ِب َال كَ ْي ٍف َو َال َمكَ ٍ‬ ‫ان �أَي‬ ‫ق‬ ‫ِي‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْق َ�صى َما ت ِ‬ ‫َ�صلُ �إِل َْيهِ َم ْعرِ َف ُة ا إِلنْ َ�س ِ‬ ‫ان بِاللهِ ت َ​َعالَى ُه َو �أَ ْن َي ْع َت ِق َد‬ ‫ِ�صف ِ‬ ‫َّ�ص ٌف ب ِ‬ ‫ات ُمت ِ‬ ‫ود ِ‬ ‫َات‬ ‫�أَن َُّه ُ�س ْب َحان َُه َوت َ​َعالَى َم ْو ُج ٌ‬ ‫الـم ْو ُج َ‬ ‫ود َال كَ َ‬ ‫ُوقِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫املـ‬ ‫َات‬ ‫ف‬ ‫�ص‬ ‫ِه‬ ‫ب‬ ‫ُ�ش‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ِيق بِهِ َوا َّلتِي‬ ‫ني مِ ْن َغيرْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الكَ َمالِ ا َّلتِي َتل ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ةٍ‬ ‫ِ‬ ‫مِ‬ ‫اجلِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س ِّت َومِ ْن‬ ‫ات‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫َى‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َع‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫َه‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْن َيكُ َ‬ ‫فيِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون ُ�س ْب َح ُ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫اكِ‬ ‫مِ‬ ‫ون ُ�س ْب َحان َُه َوت َ​َعالَى فيِ َمكَ ٍ‬ ‫ان َن الأ َم نِ ‪.‬‬ ‫َغيرْ ِ �أَ ْن َيكُ َ‬ ‫وهكذا ت�شمل عقيدة امل�ؤمن الإميان الكامل الواجب يف‬ ‫حقه تعالى‪ ،‬واملتلخ�صة يف‪:‬‬ ‫• الإميان بوجود الله وجودا �أزليا �سابقا على جميع‬

‫عالم من‬ ‫�أ‬ ‫املغرب ‪:‬‬ ‫�شمال‬

‫‪14‬‬

‫الكائنات وباقيا بعد فناء كل املوجودات‪ ،‬فلو كان (حادثا‬ ‫الفتقر �إلى محدث �أحدثه‪ ،‬وكذلك القـــول يف محدثه‪ ،‬وذلك‬ ‫ي�ؤدي �إلى الت�سل�ســـل والت�سل�سل ي�ؤدي �إلى نفينا‪ ،‬ونفينــا مع‬ ‫وجودنـــا محال‪ ،‬وما �أف�ضى �إلى محال فهو محال)‪.‬‬ ‫• الإميان بربوبيته تعالى �أي �أنه الإله اخلالق امللك‬ ‫املدبر‪ ،‬املريد العامل‪.‬‬ ‫• الإميان ب�أ�سمائه احل�سنى و�صفاته الكاملة العليا‪ ،‬واجلزم‬ ‫ب�أن هذه ال�صفاة كلها قدمية‪� ،‬إذ لوكان �شيء منها حادثا‪ ،‬للزم‬ ‫�أن ال يعرى عنه �أو عن االت�صاف ب�ضده احلادث‪ ،‬وبكونها‬ ‫�أي�ضا واحدة موحدة‪ ،‬حيث تكون قدرة واحدة و�إرادة واحدة‬ ‫وعلما واحدا‪ ،‬وكذا ما بعدها‪.‬‬ ‫• الإميان بوحدانيته‪ ،‬فال �رشيك له يف �ألوهيته وال يف‬ ‫�س كَ مِ ْثلِهِ َ�ش ْي ٌء ۖ َو ُه َو‬ ‫ربوبيته وال يف �أ�سمائه و�صفاته « ل َْي َ‬ ‫ري «‪ ،‬لأن املثلني كل موجودين مت�ساويني يف‬ ‫ال�سمِ ُ‬ ‫يع ال َْب ِ�ص ُ‬ ‫َّ‬ ‫جميع �صفاة النف�س‪ ،‬والرب تعالى مقد�س عن �سمات اجلوهر‬ ‫والأعرا�ض‪ ،‬فوجب �أن يكون مخالفا لها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫«ي ْعل َُم َما َبينْ َ �أ ْي ِديهِ ْم‬ ‫• الإميان ب�أنه عامل الغيب وال�شهادة َ‬ ‫َو َما َخ ْلف َُه ْم َو اَل ُيحِ ُ‬ ‫اء»‪ .‬و»‬ ‫يط َ‬ ‫ون ب َِ�ش ْيءٍ مِ ْن ِعلْمِ هِ �إ اَِّل بمِ َ ا َ�ش َ‬ ‫ۖ‬ ‫َو ِع ْن َد ُه َمف حِ ُ‬ ‫«و َي ْعل َُم َما فيِ ا ْلبرَ ِّ‬ ‫َات الْغَ ْي ِب اَل َي ْعل َُم َها �إ اَِّل ُه َو ‪َ ،‬‬ ‫»‪،‬و َما ت َْ�سق ُ​ُط مِ ْن َو َر َقةٍ �إ اَِّل َي ْعل َُم َها َو اَل َح َّبةٍ فيِ ُظل َُم ِ‬ ‫ات‬ ‫َوال َْب ْحرِ َ‬ ‫�ض َو اَل َر ْط ٍب َو اَل َياب ٍ‬ ‫الَ ْر ِ‬ ‫ِ�س �إ اَِّل فيِ كِ ت ٍ‬ ‫َاب ُمبِنيٍ «‪ .‬و» �إ َِّن‬ ‫ْأ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام ۖ َو َما‬ ‫اعةِ َو ُينَزِّ لُ الْغَ ْي َث َو َي ْعل َُم َما فيِ ْ أ‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫َّه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْر َح ِ‬ ‫ال�س َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فْ‬ ‫فْ‬ ‫ِ‬ ‫�س ِب�أَ ِّي �أَ ْر ٍ‬ ‫رِ‬ ‫رِ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َد‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫غ‬ ‫ب‬ ‫�س‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫اذ‬ ‫م‬ ‫�س‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َد‬ ‫ت‬ ‫وت‬ ‫َكْ‬ ‫�ض مَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۖ َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِري»‪ ،‬والدليل على �أنه تعالى عامل قادر‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َّه‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫«‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِيم َخب ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫(ا�ستحالة �صدور الفعل الر�صني املحكم املتقن من غري عامل‬ ‫وال قادر‪ ،‬وثبوت لطائف ال�صنع‪ ،‬وما تت�صف به ال�سماوات‬ ‫والأر�ضون وما بينهما من االنتظام والإتقان دليل على �أنه‬ ‫عامل قادر)‪.‬‬ ‫• الإميان ب�أن له ملك ال�سماوات واالر�ض يخلق ما ي�شاء‬ ‫ويهب ما ي�شاء ملن ي�شاء‪.‬‬ ‫• الإميان ب�أنه تعالى مع خلقه‪ ،‬يعلم �أحوالهم وي�سمع‬ ‫�أقوالهم‪ ،‬ويرى �أفعالهم ويدبر �أمورهم‪ ،‬يرزق الفقري وي�شفي‬ ‫املري�ض‪ ،‬وي�ساعد املحتاج ويعاقب املتجرب‪ ،‬ينزع امللك‬ ‫ممن ي�شاء ويعز من ي�شاء ويذل من ي�شاء‪ ،‬ال يعجزه �شيء‬ ‫يف ال�سماوات واالر�ض لكمال علمه وقدرته‪�ِ « ،‬إنمَّ َ ا �أَ ْم ُر ُه �إ َِذا‬ ‫ون»‪.‬‬ ‫�أَ َر َاد َ�ش ْي ًئا �أَ ْن َيقُولَ ل َُه كُ ْن َف َيكُ ُ‬ ‫• الإميان ب�أن الله تعالى ير�ضى عن الذين �آمنوا وعملوا‬ ‫ال�صاحلات ويغ�ضب على من ي�ستحق الغ�ضب من الكافرين‬

‫وغريهم‪ ،‬ال يظلم �أحدا لكمال عدله وال يغفل عن �أحد من عباده‬ ‫لكمال رقابته و�إحاطته‪.‬‬ ‫فالإميان يعني الت�صديق واالعتقاد اجلازم ب�أن الله تعالى‬ ‫هو رب كل �شيء ومليكه‪ ،‬وخالقه ومدبره‪ ،‬و�أنه وحده الذي‬ ‫ي�ستحق العبادة؛ من �صالة و�صوم ودعاء ورجاء‪ ،‬وخوف‬ ‫وذل وخ�ضوع‪ ،‬و�أنه املت�صف ب�صفات الكمال كلها‪ ،‬املنزه‬ ‫عن كل عيب ونق�ص‪.‬‬ ‫‪ ‬فالإميان بالله تعالى وحده يت�ضمن توحيده يف ثالثة‬ ‫�أمور‪ :‬يف ربوبيته‪ ،‬ويف �ألوهيته‪ ،‬ويف �أ�سمائه و�صفاته‪،‬‬ ‫وهذا يعني تفرده �سبحانه وتعالى بالربوبية والألوهية و�صفات‬ ‫الكمال و�أ�سماء اجلالل‪ .‬ال كما فعل �أهل اجلاهلية الأولى الذين‬ ‫�أقروا لله بالربوبية‪ ،‬و�أ�رشكوا معه يف الألوهية؛ « َو إِ� َذا قِيلَ‬ ‫الر ْح َم ُن �أَن َْ�س ُج ُد لمِ َا َت�أْ ُم ُرنَا‬ ‫ِلر ْح َمنِ َقالُوا َو َما َّ‬ ‫ا�س ُج ُدوا ل َّ‬ ‫ل َُه ُم ْ‬ ‫َوزَ َاد ُه ْم ُنفُور ًا»‪.‬‬ ‫ثم �إن الإميان قول بالل�سان‪ ،‬وت�صديق باجلَ نان‪ ،‬وعمل‬ ‫باجلوارح والأركان‪ ،‬يزيد بالطاعة وينق�ص بالع�صيان‪،‬‬ ‫ولقد �ضلت طوائف من �أهل البدع والأهواء يف معنى الإميان؛‬ ‫فمنهم من زعم �أن الإميان هو جمرد الت�صديق بالقلب دون‬ ‫عمل باجلوارح �أو نطق بالل�سان‪ .‬ومنهم من زعم �أن الإميان‬ ‫جمرد النطق بالل�سان وحده دون ت�صديق �أو عمل‪ .‬ومنهم‬ ‫من زعم �أن �أهل الكبائر مخلدون يف النار‪ .‬وطائفة زعموا‬ ‫�أن من �آمن بقلبه‪ ،‬ونطق بل�سانه فهو يف اجلنة ولو ارتكب‬ ‫الذنوب العظام‪.‬‬ ‫‪ ‬وهذا كله جهل ما �أنزل الله به من �سلطان‪ ،‬يقول‬ ‫احل�سن الب�رصي عليه رحمة الله‪« :‬لي�س الإميان بالتحلي‪ ،‬وال‬ ‫بالتمني‪ ،‬ولكن هو ما وقر يف القلوب‪ ،‬و�صدقته الأعمال»‪.‬‬ ‫‪ ‬فالإميان �إذا متكن من النفو�س‪ ،‬وخالطت ب�شا�شته‬ ‫القلوب ظهرت نتائجه من خالل الأعمال‪ ،‬فكيف يزعم البع�ض‬ ‫�أن الإميان جمرد الت�صديق بالقلب‪� ،‬أو النطق بالل�سان‪ ،‬دون‬ ‫عمل واجتهاد‪ ،‬وك�أن �إبلي�س وفرعون وهامان مل ي�صدقوا‪،‬‬ ‫ومل يقروا بوجود الله تعالى و�أنه امل�ستحق للعبادة دون‬ ‫َمن �سواه‪ .‬وك�أن �أهل اجلاهلية الأولى كانوا ينكرون وجود‬ ‫«و َلئِن َ َ‬ ‫�س�أ ْلت َُهم َّم ْن َخل َ​َق‬ ‫اخلالق �سبحانه وتعالى وقد قال الله‪َ :‬‬ ‫�ض ل َ​َيقُول َُّن الله»‪.‬‬ ‫ال�سماوات َوالأَ ْر َ‬ ‫(يتبع)‬

‫الفقيه األمين بن محمد بوزيد‬

‫اسمه ونسبه‪ :‬هو السيد األمين بن محمد بن الهاشمي بن محمد ـ فتحا ـ بوزيد اإلدريسي الحسني‪ .‬الحمراوي‬ ‫نسبة إلى عين حمراء بقبيلة أنجرة‪ ،‬ثمّ الطنجي قرارا ومدفنا‪.‬‬ ‫والدته‪ :‬ولد رحمه اهلل بمدشر عين حمراء من قبيلة أنجرة حوالي سنة ‪1315‬هـ‪1897 /‬م‪.‬‬ ‫نشأته وطلبه للعلم‪ :‬نشأ بعين حمراء من قبيلة أنجرة حيث حفظ القرآن الكريم على والده الفقيه محمد بن‬ ‫الهاشمي(ت‪1329‬هـ‪1911/‬م)‪ ،‬وتل ّقى عنه مبادئ العلوم من خالل حفظ المتون واستيعاب المختصرات‪ ،‬ثمّ انفصل‬ ‫عنه متجوّال في مداشر منطقة جبالة متنقال بين حلقات شيوخها وأعالمها‪ ،‬ينهل من حياضهم‪ ،‬ويرتشف رحيق‬ ‫علمهم؛ حيث درس على‪ :‬العالمة أحمد السّماحة بقبيلة الحوز‪ ،‬والفقيه أحمد شتوان بني يدر‪..‬‬ ‫ولما آنس منه والده تحصيل المطلوب والمراد‪ ،‬ح ّفزه للرّحلة إلى فاس رفقة شقيقه أحمد قصد إتمام المشوار‬ ‫التعليمي واالغتراف من حلقات شيوخ جامع القرويين‪ ،‬وهناك تتلمذ على نخبة من العلماء‪ ،‬منهم‪:‬‬ ‫• العالمة محمد ـ فتحا ـ بن محمد النّميشي (ت‪1339‬هـ)‪.‬‬ ‫• والفقيه المهدي الوزّاني (ت‪1342‬هـ)‪.‬‬ ‫• وشيخ الجماعة أحمد بن الخيّاط الزّكاري (ت ‪1343‬هـ)‪.‬‬ ‫• والفقيه األديب أحمد بن المامون البلغيثي (ت ‪1348‬هـ)‪.‬‬ ‫• والفقيه محمد بن رشيد العراقي (ت‪1359‬هـ)‪.‬‬ ‫وظائفه‪:‬‬ ‫وبعد رجوعه من فاس استقر بمدينة طنجة‪ ،‬التي أصهر بها إلى أسرة من بيت األمير عبدالقادر الجزائري‪،‬‬ ‫وتصدّر مهمّات ووظائف‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫• العدالة‪ :‬تو ّلى العدالة بسماط العدول بطنجة‪.‬‬ ‫• خليفة القاضي‪ :‬لمدّة ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫• الفتوى‪ :‬برز بمجال الفتوى إجابة عمّا ينزل بالنّاس من نوازل‪ .‬قال محمّد كنون‪( :‬وعدل عن كل عمل إال‬ ‫الفتوى في النّوازل الشّرعية التي كان يتنزّل لها على القواعد المرعية)‪.‬‬

‫‪ -‬بقلم الدكتور محمد كنون احل�سني‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫د‪ .‬بدر العمراني‬

‫• التّدريس‪ :‬تصدّر لإلفادة بقبيلته أنجرة بعدما ترك العدالة ‪ ..‬يقول محمد بن عبدالصّمد كنون‪( :‬ثمّ زهد في‬ ‫ذلك ك ّله وعاد إلى قبيلته‪ ،‬وتجرّد لنشر العلم بين قاصديه من ّ‬ ‫الطلبة‪ ،‬واالشتغال بخويصته)‪ .‬ثمّ ألقى دروسا في‬ ‫المنطق واألصول والنّحو بكل من الجامع الكبير وجامع المص ّلى بطنجة‪..‬‬ ‫وكان ّ‬ ‫خطاطا ماهرا‪ ،‬فقد حدّثني شيخنا الفقيه محمّد بوخبزة ّ‬ ‫أن الفقيه األمين بوزيد األنجري ثمّ الطنجي‪ ،‬كان‬ ‫يجيد ّ‬ ‫الخط؛ بل يتقن المحاكاة والتزوير بالرّجل‪ ،‬وذات مرّة أيام االحتالل قام بتزوير وثيقة عدلية‪ ،‬فا ْفتُضِح األمر‪،‬‬ ‫وأُشير عليه بأصابع االتّهام‪ ،‬ثم ُقدّم إلى المراقب اإلسباني بقبيلة أنجرة‪ ،‬فأنكر الفقيه بأنّه كتب الوثيقة‪ ،‬وأقسم‬ ‫على ذلك‪ ،‬وهو يقصد الكتابة باليد‪ ،‬فأصّر عليه المراقب كي يعترف‪ ،‬لكنّه أبى‪ ،‬وفي آخر المطاف أمّنه المراقب إنِ‬ ‫اعترف ألاّ يصيبه مكروه‪ ،‬فأقرّ بأنّه كتب الوثيقة برجله‪ ،‬عندها أمره بمغادرة القبيلة‪ ،‬وحرمه من االستقرار بها ما‬ ‫دامت تحت حكمه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شهادات قيلت فيه‪ :‬قال الشيخ محمد بن عبدالصّمد كنون‪( :‬فقيه طويل الباع‪ ،‬واسع االطالع‪ ،‬له مشاركة في‬ ‫العلوم وإلمام بالمنطوق منها والمفهوم‪ ،‬من بيت معروف بالعلم والتّقوى وطيب العنصر وإسقاط الدّعوى)‪.‬‬ ‫وقالت األستاذة ليلى كنون‪( :‬هو دَارَا ِنيُّ عصره [نسبة إلى أبي سليمان الدّاراني المتصوّف الزّاهد(ت‪205‬هـ)]‪،‬‬ ‫العلاّ مة المفتي‪ّ ،‬‬ ‫الخطاط الماهر‪ ،‬المربّي العدل‪ ،‬البعيد الصّيت‪ ،‬الجامع بين الصّالح والعلم والعمل‪ ،‬الفقيه الرّاسخ‬ ‫في علوم قومه‪ ،‬الورع الزّاهد‪ ،‬الشيخ المح ّقق‪ ،‬المشارك النّزيه)‪.‬‬ ‫وفاته‪ :‬لقي ربه رحمه اهلل بعد حياة حافلة بالعلم والتّدريس ببيته بطنجة في ‪ 17‬ذي الحِجّة سنة ‪1393‬هـ‪10/‬‬ ‫يناير ‪1974‬م‪ ،‬وأُقبر بمقبرة السّواني حسب وصيته‪.‬‬ ‫مصادر الترجمة‪:‬‬ ‫ مواكب النّصر وكواكب العصر‪ .‬محمد بن عبدالصّمد كنون ‪.117-119‬‬‫ وقليل ما هم‪ :‬منطقة جبالة‪ .‬ليلى كنون ‪.99-100‬‬‫ تراجم أعالم أنجرة‪ .‬أحمد بنياية‪.55 .‬‬‫ تراجم أعالم طنجة‪ .‬محمد الحمزاوي‪ .‬بحث إجازة مرقون‪.‬‬‫‪ -‬معلومات شفهية عن الفقيه محمّد بوخبزة واألستاذ محمّد العشيري الحامّي‪.‬‬


‫العدد ‪998‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪15‬‬

‫القضاء على األمية‪ ،‬أولوية وطنية ومسؤولية جماعية‬

‫حوار مع‬

‫السيد عبد العزيز فياللي صدوق‬ ‫المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحاربة األمية )‪(2/1‬‬

‫• عبد الغني بلقاسم‬

‫مرت منظومة محو األمية‪ ،‬منذ االستقالل‪ ،‬عبر مجموعة من المحطات اإلصالحية‪ ،‬لم تستطع من خاللها القضاء على آفة األمية‪ ،‬أو حتى التقليص منها بنسب معقولة‪ ،‬فأصبح من‬ ‫الضروري التفكير في وضع استراتيجية وطنية واضحة المعالم تتسم بالفعالية والنجاعة‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذه الغاية تم إحداث وكالة وطنية لمحاربة األمية طبقا لظهير سنة ‪ 2011‬تحت رقم ‪ 1.11.142‬بتنفيذ القانون رقم ‪ ،38.09‬تتمتع بالشخصيةالمعنوية واالستقالل المالي‪،‬‬ ‫وتخضع لوصاية الدولة والمراقبة المالية المطبقة على المنشآت العامة‪ ،‬وتعمل وفق قوانين تنظيمية تحمل في طياتها رؤية تصورية للتعاطي مع ظاهرة محو األمية‪،‬من خالل تحديد‬ ‫االستراتيجية وتوفيراإلمكانات القانونية والتنظيمية والبشرية والمالية‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ولمزيد من التوضيحات حول ظاهرة األمية بالمغرب‪ ،‬وبجهة طنجة تطوان الحسيمة تحديدا‪ ،‬وحول هياكل الوكالة الوطنية ووظائفها‪ ،‬واالستراتيجية المتبعة للقضاء‬ ‫على الظاهرة‪ ،‬وعن اإلشكاالت واإلكراهات التي تعترض سبيل برنامج محاربة األمية‪ ...‬التقينا بالسيد عبد العزيز فياللي صدوق؛ المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحو األمية بجهة طنجة‬ ‫تطوان الحسيمة‪ ،‬وأجرينا معه الحوار التالي‪:‬‬ ‫تتعدى ‪ 350‬درهما لكل مستفيد(ة) في السنة في برامج محاربة‬ ‫تنطلق الوكالة الوطنية لمحاربة األمية‪ ،‬من رؤية جديدة‬ ‫تتجاوز سلبيات المقاربات السابقة في مجال محو األمية‪ .‬ما هي‬ ‫األمية‪ ،‬و‪ 500‬درهم سنويا في برامج ما بعد محاربة األمية‪.‬‬ ‫اإلضافات النوعية التي حملتها الوكالة للقضاء على آفة األمية؟‬ ‫ولإلشارة فقد ساعد نظام المعلومات ‪ SIMPA‬على ضبط لوائح‬ ‫للجواب على هذا السؤال ال بأس من التذكير‪ ،‬ولو في عجالة‬ ‫المستفيدين واكتشاف أسماء الذين سبق تسجيلهم في أكثر من‬ ‫ببعض تلك السلبيات‪ ،‬ولعل أهمها إسناد منظومة محاربة األمية‬ ‫سنة وفي أكثر من برنامج‪ .‬كما أصبحت الوكالة تلجأ أكثر فأكثر‬ ‫لقطاع حكومي له مهامه الخاصة وأولوياته التي يحاسب عليها‪،‬‬ ‫إلى فسخ االتفاقيات عند االقتضاء أو لالقتطاعات والخصم من‬ ‫وبالتالي فإن المجهودات التي يقوم بها في مجال محاربة األمية‬ ‫مبالغ الدعم المخصص‬ ‫مهما كانت أهميتها ال ترقى إلى النتائج المنتظرة‪ ،‬واغتنم الفرصة‬ ‫للجمعيات في كل الحاالت التي تستوجب ذلك من قبيل‬ ‫ألشكر باسم الوكالة الوطنية القطاعات الحكومية التي تولت‬ ‫وجود تسرب أو هدر بين في أعداد المستفيدين‪ ،‬أو تسجيل‬ ‫مسؤولية محاربة األمية‪ ،‬وخاصة وزارة التربية الوطنية باعتبارها‬ ‫أشخاص سبق لهم أن استفادوا من برامح محاربة األمية‪ ،‬أو‬ ‫آخر قطاع حكومي تولى هذه المسؤولية قبل إحداث الوكالة‬ ‫في حاالت عدم وفاء بعض الجمعيات بتعهداتها المنصوص‬ ‫الوطنية‪ ،‬حيث تم تحقيق ‪ 11‬نقطة في هذا المجال ما بين ‪2004‬‬ ‫و‪ 2014‬وهذا أعلى عدد من النقط حققه المغرب في عشرية‬ ‫عليها في اتفاقية الشراكة بصفة عامة‪ ،‬عالوة على االستعانة‬ ‫معينة‪ .‬بفضل الدينامية التي خلقتها الرسالة الملكية السامية‬ ‫بالمحاسبين المعتمدين لتدقيق نفقات جميع المشاريع‪ ،‬والقيام‬ ‫بمناسبة انطالق مسيرة النور في ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،2003‬والتعبئة‬ ‫بعمليات االفتحاص الداخلي‪ ..‬وبعد أن أصبح على ‪ -‬المستوى‬ ‫الشاملة بين مختلف القطاعات والهيآت بقيادة كتابة الدولة في‬ ‫الوطني ‪ -‬لكل شريك إمكانية تتبع المعطيات الخاصة به‪ ،‬نسعى‬ ‫قطاع التربية الوطنية ‪ ،‬التي كانت مكلفة بمحاربة األمية آنذاك‪.‬‬ ‫جهويا وإقليميا إلى إشراك الفاعلين المحليين في التتبع والمراقبة‬ ‫وكذا تزامنها مع انطالق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة‬ ‫وتوفير الجودة‪ ،‬وذلك بوضع مختلف معطيات ومعلومات نظام‬ ‫‪ .2005‬واآلن نأمل كوكالة وطنية أن نحقق نتائج أفضل من‬ ‫المعلومات رهن إشارتهم‪.‬‬ ‫خالل هذه المبادرة الجديدة؛ المبنية على أسس متينة بدء من‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬وفي إطار ترشيد النفقات‪ ،‬تسعى الوكالة‬ ‫طريقة تشكيل مجلس إدارتها ولجانها ووصوال إلى مديرياتها‬ ‫إلى عقد شراكات لتغطية تكاليف ضرورية؛ ال تقوى عليها مثل‬ ‫الجهوية ومندوبياتها اإلقليمية‪ ،‬وتبني نظام معلومات لتدبير‬ ‫البرامج وتطويره وفق مستجدات البرامج وخصوصيات المتدخلين‬ ‫حمالت التحسيس والتعبئة‪ ،‬وتكاليف تكوين األطر وتكوين‬ ‫وانتقال مناهجها من الكفايات األبجدية إلى الكفايات الوظيفية‪.‬‬ ‫المكونين والبحث العلمي في مجال تعليم الكبار إلخ‪...‬‬ ‫رغم كل المجهودات المبذولة في مجال محاربة األمية‪،‬ال‬ ‫بعد إقرار الهياكل الجهوية‪ ،‬كيف تدبر الوكالة مسألة‬ ‫أما بالنسبة للشروط الضرورية لضمان تحقيق أهداف خارطة‬ ‫الجديد‬ ‫زال في المغرب ما يفوق ‪ 8‬ماليين شخص أمي ‪..‬إذن ما هو‬ ‫الطريق فأذكر منها على الخصوص ضمان تمويل كاف ومستدام المقرات اإلدارية‪ ،‬والتجهيزات والموارد البشرية؟‬ ‫النتائج‬ ‫هي‬ ‫الذي تحمله الوكالة لتسريع وتيرة القضاء على األمية؟ وما‬ ‫وإرساء حكامة جيدة‪ ،‬ووضع إستراتيجية مالئمة للتواصل والتعبئة‬ ‫إن تدبير مقرات الوكالة الوطنية؛ على مستوى المديرية الجهوية‬ ‫المنتظرة بدء بتلك التي شرعتم في تحقيقها؟‬ ‫والترافع‪ .‬عالوة على مراجعة وإثراء اإلطار التشريعي والتنظيمي بما والمندوبيات اإلقليمية‪ ،‬وكذا التجهيزات والموارد البشرية الضرورية‪،‬‬ ‫لالطالع على المستجدات التي أتت بها الوكالة الوطنية البد من يسمح بتحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬ ‫يتم وفق القانون المنظم للوكالة والذي ينص على استعانة الوكالة‬ ‫الرجوع إلى خارطة الطريق التي وضعتها الوكالة الوطنية لمحاربة‬ ‫تحدثتم قبل قليل عن نظام ‪ .SIMPA‬ما هو هذا النظام وما بالفضاءات الشاغرة لدى القطاعات األخرى لمساعدتها في هذا اإلطار؛‬ ‫األمية والتي تهدف إلى ما يلي‪:‬‬ ‫دوره وأهميته في ظل هذه الشروط ؟‬ ‫حرصا من المشرع ومن الوكالة على ترشيد نفقاتها‪.‬‬ ‫• تسريع وثيرة اإلنجاز‪ ،‬وذلك بتقليص نسبة األمية إلى ‪ 20‬في‬ ‫جواب‪ :‬نظام المعلومات ‪ SIMPA‬هو نظام لإلعالم وتدبير برامج‬ ‫ال شك أن نجاح منظومة محاربة األمية متوقف على التعبئة‬ ‫المائة سنة ‪ ،2021‬و‪ 10‬في المائة في أفق سنة ‪ ، 2026‬من خالل محاربة األمية‪ ،‬بحيث تتم جميع العمليات بواسطة هذا النظام؛ بدء من‬ ‫اإلعالن عن طلب ترشيح الجمعيات للحصول على الدعم‪ ،‬إلى تقديم الشاملة لكل الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين‪ ،‬والمسؤولين‬ ‫محو أمية مليون و‪ 50‬إلف مستفيد سنويا على المستوى الوطني ‪.‬‬ ‫• تعزيز عملية االنتقال نحو قرائية تأهيلية ومتعددة األساليب من الطلبات بطريقة الكترونية‪ ،‬مرورا بتنقيط المشاريع وفق معايير صارمة‪ ،‬عن القطاع العام‪ ،‬وممثلي الجماعات المحلية والقطاعات المنتجة‪،‬‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬من جهة ‪ ،‬وتعبئة المستفيدين من جهة ثانية‪.‬‬ ‫خالل االنفتاح على مختلف الفئات االجتماعية والمهنية وعلى مختلف وعقد اتفاقيات الشراكات‪ ،‬وتنفيذها وتتبعها ميدانيا‪.‬‬ ‫المحتويات والمقاربات واآلليات‪ ،‬وتوسيع نطاق التدخل قصد الوصول‬ ‫سؤال ‪ :‬على ذكر التتبع الميداني‪ ،‬يشاع أن منظومة محاربة األمية ما هي اإلجراءات التي اتخذتها الوكالة الوطنية في هذا االتجاه لخلق‬ ‫إلى المناطق األكثر احتياجا‪ ،‬وإلى الفئات االجتماعية األكثر حرمانا؛ تفتقر إلى آليات التتبع والتقويم‪ ،‬بحيث يتم تسجيل أعداد كبيرة من عمل تشاركي بين كل هذه األطراف؟‬ ‫وإرساء مبدأ االلتقائية بين برامج محو األمية وباقي برامج التنمية‪ ،‬المستفيدين‪ ،‬وال نعرف بعد ذلك مدى استفادتهم من الدروس ‪.‬‬ ‫لقد سبق لصاحب الجاللة أن أرسل عدة إشارات في هذا الصدد في‬ ‫وتنويع الشركاء التقنيين والماليين‪ ،‬والمتدخلين المحليين‪ ،‬وفق توجيه‬ ‫هذه الظاهرة كانت موجودة بحدة أكبر عندما كان تدبير الشراكات خطابه السامي بمناسبة انطالق مسيرة النور حين قال جاللته‪:‬‬ ‫مدروس ومالئم وواقعي ألي دعم أو تدخل‪.‬‬ ‫يتم عن طريق المصالح المركزية بالقطاعات الحكومية السابقة‪.‬‬ ‫« ‪ ..‬إن تحقيق القضاء على األمية ال ينبغي أن يقتصر على العمل‬ ‫• تحسين جودة التدخل من خالل تنويع المقاربات الديداكتيكية‬ ‫من أجل تلبية حاجيات مختلف الفئات المستهدفة؛ ومأسسة نظام لكن بعد خلق كتابة الدولة المكلفة بمحاربة األمية‪ ،‬وإحداث الوكالة الذي تتحمل الحكومة مسؤوليته ‪ ،‬ولكن يحتاج إلى التعبئة العامة‪.‬‬ ‫الوطنية؛ أصبح تدبير البرامج يتم عن قرب‪ ،‬كما تم تطوير نظام‬ ‫وإن أول ما ينبغي التنبيه إليه في هذه التعبئة هو التوعية بأهمية دور‬ ‫اإلشهاد في مجال محاربة األمية‪ ،‬ليصبح منسجما مع اإلطار الوطني المعلومات بحيث أصبح يتضمن هذا البرنام جميع المعلومات الخاصة‬ ‫لإلشهاد وإرساء مسالك بين محو األمية وأنظمة التكوين المهني بكل فصل من فصول محاربة األمية مهما كان موقعه ووسطه حضريا المواطن في التنمية»‪.‬‬ ‫تعمل الوكالة الوطنية لمحاربة األمية‪ ،‬منذ إحداثها‪ ،‬على توجيه‬ ‫والتأهيلي وتعزيز قدرات مختلف المتدخلين لتحقيق االحترافية لديهم‪ ،‬كان أو قرويا‪ ،‬إذ نجد في البرنام عنوان المركز والمعلومات الدقيقة‬ ‫وتجويد إسهامهم في هذا المجال ‪ ،‬وتنويع وأجرأة وضبط آليات التتبع حول المكون والمستفيدين واستعماالت الزمن والمعلومات الخاصة وتنسيق أنشطة مختلف الفاعلين في المجال‪ ،‬وذلك عبر مقاربة‬ ‫والمراقبةوالتقييم‪.‬‬ ‫بالتقويم وباالنقطاع‪ ...‬ثم يتم تزويد المصالح المركزية والمصالح تشاركية لبرامج محاربة األمية‪ ،‬ومالءمتها المستمرة حسب حاجيات‬ ‫الدعم الذي تقدمه الوكالة للجمعيات ككلفة فردية لتحرير شخص الجهوية واإلقليمية ومكاتب دراسات خاصة بكل هذه المعلومات المستفيدين‪.‬‬ ‫من األمية ال تتعدى ‪ 350‬درهما لكل مستفيد(ة) في السنة في برامج وتكليفها بالتحقق الميداني من المعطيات ‪ ،‬ورفع تقارير يتم على إثرها‬ ‫وأول شيء قامت به الوكالة في هذا الصدد هو تشكيل مجلسها‬ ‫محاربة األمية‪ ،‬و‪ 500‬درهم سنويا في برامج ما بعد محاربة األمية‪.‬‬ ‫اتخاذ اإلجراءات الالزمة في حق كل من تسول له نفسه استغالل المال‬ ‫اإلداري بشكل يضمن تمثيلية ومشاركة مختلف القطاعات والهيآت‪،‬‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ما هي الشروط الكفيلة بتحقيق هذه األهداف؟‬ ‫وإحداث لجان تضم كفاءات ذات حس وطني وبعد إنساني كبير‪ ،‬توجه‬ ‫على ذكر المال العام‪ ،‬كيف يتم التدبير المالي بالوكالة في عالقة‬ ‫قبل الجواب عن الشروط ‪ ،‬اسمح لي أن أذكر بعض األهداف التي‬ ‫عمل الوكالة وتراقبه‪ .‬كما أن الوكالة الوطنية أحدثت هذه السنة‬ ‫شرعت الوكالة في تحقيقها ‪ ،‬وأخص بالذكر تسجيل أكثر من مليون مع التدبير البيداغوجي للبرامج؟‬ ‫مديريات جهوية وإقليمية لتدبير البرامج والشراكات عن قرب‪ ،‬مع‬ ‫مستفيد في السنة‪ ،‬وهذا رقم يحقق ألول مرة في تاريخ المغرب‪ ،‬وذلك‬ ‫ميزانية الوكالة الوطنية ال ترقى إلى تغطية التكاليف الضرورية‬ ‫بفضل إحداث وكالة متفرغة لمحاربة األمية‪ ،‬وبفضل مضاعفة جهود لرفع التحديات وكسب الرهانات المطروحة على بلدنا‪ ،‬لذلك يتم تدبير الحرص على التفويض التدريجي لمجموعة من الصالحيات التي من‬ ‫بقية المتدخلين خاصة قطاع األوقاف والشؤون اإلسالمية وجمعيات هذه الميزانية بترشيد كبير‪ ،‬وأحيانا بتقشف‪ ،‬بحيث أن الدعم الذي شأنها تأمين التدبير الجهوي واإلقليمي الجيد‪.‬‬ ‫المجتمع المدني‪.‬‬ ‫(يتبع)‬ ‫تقدمه الوكالة للجمعيات ككلفة فردية لتحرير شخص من األمية ال‬


‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)900‬‬

‫‪16‬‬

‫“مقاربة تحليلية لبعض القضايا‬ ‫الحربية في تاريخ المغرب”‬

‫استطاع األستاذ أحمد البسيري أن يحقق تراكما علميا غزيرا‬ ‫في مجال وضع القواعد اإلجرائية والرؤى القطاعية ذات الصلة‬ ‫بالتاريخ الحربي المغربي‪ .‬كما استطاع أن يعيد إثارة انتباه الباحثين‬ ‫والمؤرخين المتخصصين إلى حجم الفراغ المهول الذي ظل يعتري‬ ‫هذا الجانب داخل رصيد منجز البحث التاريخي األكاديمي المعاصر‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من تجدد ذهنيات قراءة المظان‪ ،‬وعلى الرغم من اتساع‬ ‫مفهوم الوثيقة االرتكازية في البحث وفي التجميع‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫جرأة المدارس التاريخية الحديثة‪ ،‬وعلى الرغم من الطفرات الهائلة‬ ‫التي حققتها مناهج البحث المتخصصة‪ ...،‬على الرغم من كل ذلك‪،‬‬ ‫ظل التاريخ العسكــري بعيـدا عن اهتمامـات المؤرخين‪ ،‬باستثناء‬ ‫أعمال متفرقة راكمها جيل مغرب االستقالل وباحثيه المجددين‪،‬‬ ‫من أمثال محمد المنوني‪ ،‬وثريا برادة‪ ،‬وعبد الحق المريني‪ .‬فكانت‬ ‫النتيجة‪ ،‬تواري القضايا الحربية خلف تقليعات التاريخ االجتماعي‪،‬‬ ‫وخلف فقاقيع التنظير النزوعي‪ ،‬وخلف بريق المدارس المجددة‪ ،‬مثل‬ ‫الحوليات والوضعية والبنيوية‪...‬‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫بالعمل على تحليل األحداث ومحاولة الكشف عن ما هو صحيح‬ ‫وغير صحيح‪ ،‬مع أن األحداث الحربية ال يمكن الوقوف عندها بشكل‬ ‫منفصل عن التاريخ العام للمغرب‪ .‬وبالتالي فإن تحليل األحداث‬ ‫الحربية ونقدها يلقي كثيرا من األضواء على التاريخ العام‪ ،‬ويساعد‬ ‫على فهمه والنظر إليه في إطاره المتكامل‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن وضع مؤلف‬ ‫تحليلي يتطرق إلى بعض القضايا التاريخية العسكرية له ما يبرره‬ ‫في الوقت الراهن‪ ،‬على اعتبار العالقة الوطيدة القائمة بين تطور‬ ‫الفعل التاريخي والفعل العسكري‪ ،‬فكالهما عرف تحوالت خاصة‪،‬‬ ‫ليس على مستوى الكتابة فحسب‪ ،‬بل أيضا على مستوى التطورات‬ ‫والمفاهيم العسكرية نفسها‪( ”...‬ص‪.)11 .‬‬

‫وإلضفاء بعد إجرائي على هذا السقف العلمي األصيل في التنقيب‬ ‫وفي التركيب‪ ،‬سعى المؤلف إلى تركيز البحث على قضايا قطاعية‬ ‫محددة في زمانها وفي مكانها‪ ،‬ساعيا لالبتعاد عن العموميات‬ ‫المبتذلة وعن األحكام اليقينية المتوارثة داخل اإلسطوغرافيات‬ ‫الكالسيكية والمجددة‪ ،‬اعتمادا على عدة منهجية صارمة‪ ،‬وعلى‬ ‫لكل ذلك‪ ،‬أمكن القول إن األستاذ أحمد البسيري أصبح صاحب‬ ‫روح نقدية موجهة‪ ،‬وعلى بعد تفكيكي متحرر من ثوابت الكتابة‬ ‫داخل‬ ‫سبق نحو إثارة قضايا لم تكن لتنال إال اهتمامــات جزئية‬ ‫التاريخية التقليدية العربية اإلسالمية‪ ،‬وكذا من ثوابت التدوينات‬ ‫اإلسطوغرافيات التاريخية المغربية‪ ،‬سواء منها الكالسيكية أم‬ ‫الكولونيالية لعقود نهاية القرن ‪ 19‬والنصف األول من القرن ‪.20‬‬ ‫المجددة‪ ،‬ليس بفضل كثافة معطياته التوثيقية ومظانه المصدرية‪،‬‬ ‫لقد ابتعد األستاذ البسيري عن عموميات التصنيفات التنميطية‪،‬‬ ‫ولكن –أساسا‪ -‬بفضل قدرته على تقديم مقاربات نسقية لفهم‬ ‫عندما اختار الخوض في الملفات الشائكة‪ ،‬عبر إثارة أسئلة تفكيكية‬ ‫إبداالت القضايا الحربية داخل نظيمة تطور الدولة والمجتمع‬ ‫لما يمكن اعتباره مداخل تأصيلية للبحث في قضايا التاريخ الحربي‬ ‫المغربيين خـالل القرون الطويلة الماضيـة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن صدور‬ ‫المغربي‪ ،‬مثلما هو الحال مع نبشه العميق في إشكالية مصطلح‬ ‫كتابه الجديد تحت عنوان “مقاربة تحليلية لبعض القضايا الحربية‬ ‫الكناب‬ ‫غالف‬ ‫السالح الناري‪ ،‬ومع إعادة إثارته لقضية إحراق طارق بن زياد لسفنه الحربية‬ ‫في تاريخ المغرب”‪ ،‬خالل مطلع سنة ‪ ،2018‬في ما مجموعه ‪ 172‬من الصفحات‬ ‫وخطبته الشهيرة بعد نزوله بالساحل اإلسباني‪ ،‬أو مع تداعيات مسألة مطاردة‬ ‫ذات الحجم الكبير‪ ،‬يشكل تعزيزا لألفق العام للبحث وللدراسة في هذا الحقل المليء باأللغام‬ ‫وباألسرار وبالطابوهات‪ .‬فمنذ صدور كتابه األول تحت عنوان “مصادر من التراث العسكري يوسف بن تاشفين للعدو اإلسباني المنهزم في معركة الزالقة الشهيرة‪ ،‬أو عند تنقيبه التصنيفي‬ ‫بالمغرب” (‪ ،)2014‬ثم صدور كتابه الثاني تحت عنوان “األساليب التكتيكية العسكرية عبر تاريخ في أطروحات ابن خلدون في مجال الشؤون الحربية بالمغرب‪ ،‬أو عند إثاره لمسألة تحديث‬ ‫الحروب المغربية” (‪ ،)2016‬ظل العقيد البسيري حريصا على توسيع دوائر بحثه في قضايا التاريخ الجيش المغربي من منظور الفقهاء والعلماء المغاربة خالل القرن ‪ 19‬من خالل نموذج العالمة‬ ‫الحربي المغربي‪ ،‬تجميعا للمظان‪ ،‬وتصنيفا للبيبليوغرافيات‪ ،‬وتفكيكا للمتون‪ ،‬واستلهاما للتجارب الكردودي صاحب كتاب “كشف الغمة ببيان أن حرب النظام حق على هذه األمة”‪.‬‬ ‫الدولية‪ ،‬واستثمارا لتجربته ولخبرته الميدانية الممتدة في الزمن‪ ،‬وانفتاحا على أرقى تجارب‬ ‫وفي كل هذه القضايا المتداخلة‪ ،‬ظل األستاذ البسيري حريصا على إغناء تنقيباته‪ ،‬من‬ ‫البحث األكاديمي المتخصص سواء داخل المغرب أم خارجه‪ .‬فكانت النتيجة‪ ،‬تتابع صدور نتائج خالل استثماره ألرصدة البيبليوغرافيا ذات الصلة‪ ،‬العربية واألجنبية‪ ،‬ومن خالل الدفع بحدود‬ ‫أعماله بإيقاع سريع ومثير‪ ،‬ال شك وأنه يساهم في سد العديد من الثغرات المرتبطة بمحدودية التأويل والتفكيك إلى أبعد المدى‪ .‬لذلك‪ ،‬أمكن القول‪ ،‬إن هذا العمل يضع قواعد رصينة لتنظيم‬ ‫انفتاح مؤرخي الزمن المغربي الراهن على قضايا التاريخ الحربي المغربي والعربي‪.‬‬ ‫االشتغال على قضايا التاريخ الحربي المغربي في عالقته بمجمل التحوالت التي طرأت على بنية‬ ‫ولقد أجمل األستاذ أحمد البسيري اآلفاق العامة لعمله الجديد‪ ،‬بكلمة تركيبية تقديمية‪ ،‬الدولة والمجتمع المغربيين‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن هذا التاريخ لم يعد مجرد تفصيل جزئي على هامش‬ ‫جاء فيها‪“ :‬ما من شك في أن الكتابة المرتبطة بالتاريخ العسكري ما فتئت تثير اهتمام العديد التطورات الكبرى ألنساق التحول بالدولة المغربية‪ ،‬بقدر ما أنه أضحى انعكاسا مباشرا ألشكال‬ ‫من الدراسات في الوقت الراهن‪ ،‬وإن كانت تؤسس في مضمونها على قضايا تاريخية تحليلية التماهي الداخلي مع “اآلخر الغازي” ثم مع “ضرورات الوقت” ومع مستلزمات تحصين الذات في‬ ‫تجمع ما بين الشق التاريخي والشق العسكري‪ .‬غير أنه من المالحظ أن الشق العسكري ظل ظل الشرخ الكبير في موازين القوى الذي أضحى يميز عالقة المغاربة بجيرانهم اإليبيريين‪ ،‬منذ‬ ‫قليل االهتمام والعناية من لدن معظم المؤرخين المغاربة عند دراستهم لتاريخ المغرب‪ ،‬وذلك مطلع العصور الحديثة‪.‬‬

‫سالماً أيها الغيم‪..‬‬

‫(�أقا�صي�ص)‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫المبدعـة‬ ‫ِّيشــة‬ ‫هذه شذراتٌ سرديــ ٌة قصصي ٌة‪ ،‬التقطتها الر‬ ‫َ‬ ‫درب‬ ‫من شرفةِ الحياةِ واألحيا ِء‪ ،‬وتغنّتٍ بها في حدا ٍء فجريٍّ على ِ‬ ‫الخضير‪..‬‬ ‫الحيــارى‪ ،‬والمكلومين‪ ،‬والحالمين بمساقـطِ الغيثِ‬ ‫• البطاقة األولى‪:‬‬ ‫أن هذه الشذرات اختارت لنفسها قالب ًا صغيراً‪َ ،‬‬ ‫صحيحٌ َّ‬ ‫ونفس ًا‬ ‫أعــــراس‬ ‫بنادقُ الفتيـــــانِ تُ َلعْلعُ في‬ ‫قصيراً‪ ،‬لكنها تروم َّ‬ ‫بث َّ‬ ‫ِ‬ ‫اللمحةِ فـي غـاللــةٍ نثــريـةٍ فنيـةٍ ذاتِ‬ ‫ألوانٍ وتحاسينَ‪ ..‬فمن رحبَ بها‪ ،‬وفتــح ذراعيــه لساللها‪ ،‬فقد فلسطين‪..‬‬ ‫أحسن الظنَّ بصاحبها‪ ،‬وربما استسمن ذا ورم! ومن أعرض عنها‬ ‫والحجرُ في انتفاضتهِ وازهـــرارهِ‪ :‬نشيدٌ‪،‬‬ ‫وأشاح بوجهه‪ ،‬فليدعُ مأجوراً مشكوراً لهذا القلم ببلسم العافية‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وصليل‪ ،‬وراية‪..‬‬ ‫واخضالل المآب ‪..‬‬ ‫والجرحُ عناقيدُ‪ ،‬وزغاريدُ‪ ،‬وطريـــقٌ إلى‬ ‫فراديس اهلل‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يكتبــون‬ ‫دمهم‬ ‫واألطفال ينزفون‪ ..‬ومن ِ‬ ‫البشار َة!‬

‫بطائق‪..‬‬

‫• البطاقة الثانية ‪:‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القزحيـــة تخلعُ ردا َء‬ ‫الفــراشــة‬ ‫بيروتُ‪..‬‬ ‫َّمس‪ ،‬والبح ِر‪،‬‬ ‫المنسوج‬ ‫زرقتِها‬ ‫ِ‬ ‫بجدائل الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫والفيرو ِز‪..‬‬ ‫الرصاص‬ ‫تستحمُّ في نزيفِ شرايي ِنها‪ ،‬وبح ِر‬ ‫ِ‬ ‫الذي ال ينتهي‪..‬‬

‫بقلم‪ :‬قطب الري�سوين ‪ .‬ال�شارقة ـ‬

‫والياسمين‪،‬‬ ‫من يردُّ إليها صباحَ الوردِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والزَّقزقاتِ البنفسجيةِ؟‬ ‫َ‬ ‫انثيال العَبَق ؟‬ ‫من يردُّ إليها‬

‫• البطاقة الثالثة ‪:‬‬ ‫حُجب‬ ‫أيها المتربصُ بقلمِكَ من ورا ِء‬ ‫ِ‬ ‫المدادِ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫العراق‬ ‫نهــر ثالثٍ في‬ ‫هل ستكتبُ عن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اسمهُ ‪ :‬الدَّمُ والنجيعُ ؟‬ ‫ْ‬ ‫بساتين‬ ‫هل ستكتبُ عن نخلةٍ فرَّتْ من‬ ‫ِ‬ ‫الرَّشيدِ؟‬ ‫بابل السِّح ِر والشِّع ِر‪ ،‬أم‬ ‫هل ستكتُبُ عن ِ‬ ‫الخراب ؟‬ ‫أبابيل‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫• البطاقة الرابعة ‪:‬‬ ‫حمائمُ المسجدِ األمويِّ تنشدُ بجه ِر‬ ‫العرس‪ ،‬والزغرودةِ‪ ،‬والقيامةِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫طويل أيها الليل»‬ ‫«‬

‫ُ‬ ‫والليل يأبى الخروجَ من عباءتهِ السَّودا ِء ‪!..‬‬ ‫*******‬ ‫بطائقُ وبطائقُ تحتشدُ في عقيرةِ مدادهِ‪،‬‬ ‫وباحــةِ دفاتـــرهِ‪ ..‬تطالبُ بمهجةِ الكلمـــةِ‪،‬‬ ‫وأهازيج الحرف‪..‬‬ ‫ِ‬


‫العدد ‪998‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫ميغيل آسين بالثيوس‬ ‫)‪MIGUEL ASIN PALACIOS (1781-1944‬‬ ‫قمة االستعراب اإلسباني المعاصر ‪3/1‬‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫يعتبر ميغيل آسين بالثيوس أنبغ طالب خوليان‬ ‫ريبيرا ونجبائهم‪ .‬ولد في مدينة سرقسطة سنة‬ ‫‪ 1871‬من أسرة متواضعة‪ ،‬تعلم في مدرسة اآلباء‬ ‫اليسوعيين‪ ،‬بعدها اتجه إلى الدراسات الدينية‪ ،‬بهدف‬ ‫أن يصبح راهبا‪ .‬وخالل هذه الدراسة الدينية كان يتردد‬ ‫على كلية اآلداب‪ ،‬وهناك التقى بأستاذه المستعرب‬ ‫خوليان ريبيرا الذي أعجب بمواهبه واستعداده‪،‬‬ ‫فساعده ماديا ومعنويا بحيث لم يفترقا منذ أن تعرفا‬ ‫على بعضهما‪ ،‬فعمال معا في نفس الخط الذي كان قد‬ ‫بدأه أستاذهم الكبير المستعرب فرانسسكوا كوديرا‬ ‫‪ .‬ولما أكمل «دراسته الالهوتية‪ ،‬ودراسته في كلية‬ ‫اآلداب وأراد مطران المدينة أن يعينه خوريا في كنيسة‬ ‫قروية‪ ،‬ولكنه استطاع بعد جهد كبير أن يعمل مدرسا‬ ‫لتاريخ الفلسفة» في عدد من المعاهد ذات صفة‬ ‫دينية‪ ،‬ولم يستطع‪ ،‬كما كانت رغبته‪ ،‬أن يعمل مدرسا‬ ‫للغة العربية‪ ،‬ألن وظائفها كلها مشغولة بشبان من‬ ‫جيله‪ ،‬مما أغلق الباب في وجهه‪ .‬وبلغت المشكلة‬ ‫أسماع استاذه فرانسسكوا كوديرا‪ .‬وكان يشغل كرسي‬ ‫اللغة العربية في جامعة مدريد‪ ،‬فطلب أن يحال إلى‬ ‫المعاش قبل أن يبلغ السن القانونية‪ ،‬ليفسح الطريق‬ ‫أما تلميذه النابه‪ .‬وجاءت التضحية الثانية من استاذه‬ ‫ريبيرا حين قبل على غير العادة‪ ،‬أن يبقى في جامعة‬ ‫سرقسطة اإلقليمية‪ ،‬وأن يرسل بطالبه الذكي استاذا‬ ‫للغة العربية في الجامعة المركزية بالعاصمة‪ ،‬منصب‬ ‫كان أولى به وأحق‪ ،‬ولكنه آثر أن ينتظر وأن يرتقب‬ ‫فرصة أخرى» (‪.)1‬‬ ‫وهكذا استطاع آسين بالثيوس أن يحقق أمنيته‬ ‫وهي الحصول على وظيفة استاذ اللغة العربية بجامعة‬ ‫مدريد المركزية فسار في عمله على نهج أستاذه‬ ‫حريصا على واجبه رغم الصعوبات التي كانت تعترضه‬ ‫في مهمته وذلك النعدام الكتب والمعاجم العربية في اسبانيا التي كانت تعيش ظروفا سياسية واقتصادية صعبة‬ ‫فكان «نموذجيا في سلوكه‪ ،‬دقيقا في موعده ال يتخلف عن درسه‪ ،‬وال يتأخر عن محاضراته‪ ،‬جوادا في عمله‪ .‬فال يبخل‬ ‫منه بشيء على طالبه‪ ،‬يتخير النابهين منهم فيعطيهم دروسا خاصة‪ ،‬ثم يدعوهم إلى بيته‪ ،‬ويفتح أمامهم مكتبته‬ ‫ويهاديهم بنسخ من ألف ليلة وليلة‪ ،‬وألف لهم في قواعد اللغة العربية مختصرا بسيطا منظما‪،‬‬ ‫خير ماألف في بابه‪ ،‬يدرسه الطالب في شهرين‪ ،‬وبعدهما يستطعون أن يترجموا نصوصا من‬ ‫اللغة العربية إلى اإلسبانية‪ ،‬وأن يحللوا هذه النصوص بمساعدة المعاجم‪ ،‬وماأصعب النصوص‬ ‫التي كانوا يترجمونها» (‪.)2‬‬ ‫جمع آسين بالثيوس في حياته عملين مهمين‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬التدريس‪ ،‬فقد استمر مدرسا للغة العربية في جامعة مدريد‪ ،‬إضافة إلى إشرافه ورئاسته‬ ‫لمعهد الدراسات العربية الذي أنشئ سنة ‪ 1932‬في مدريد إلى أن تقاعد سنة ‪1941‬م وهو في‬ ‫السبعين من عمره‪ ،‬حصل فيها على عضوية مجمع اللغة اإلسبانية سنة ‪ 1910‬ثم مديرا له سنة‬ ‫‪1943‬م‪ ،‬كما حصل على عضوية مجمع العلوم األخالقية‪ ،‬والسياسية ومجمع التاريخ‪ .‬وانتخب‬ ‫عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق‪ .‬كما مثل بالده في معظم مؤثمرات المستشرقين ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬البحث والدراسة والنشر‪ ،‬بحيث أنجز العديد من الدراسات واألبحاث نشرت في مجالت‬ ‫متخصصة أو في كتب مستقلة‪« .‬فما بين أول دراسة كتبها بالثيوس سنة ‪1898‬م وبين آخر يوم‬ ‫فارق فيه الحياة سنة ‪ 1944‬حرر ‪ 245‬مؤلفا‪ ،‬بعضها بحوث مركزة صغيرة الحجم‪ .‬وبعضها اآلخر‬ ‫دراسات موسعة‪ ،‬جاءت في أجزاء متعددة‪ ،‬ونشر معظمها في حياته‪ ،‬وقليل منها قام على نشره‬ ‫تالميذه بعد وفاته‪ ،‬وتغطي هذه البحوث مساحة واسعة في حقل الدراسات االنسانية ففيها ما‬ ‫يتصل ياللغة أو التاريخ أو اآلداب‪ ،‬وجاء معظمها في الفلسفة االسالمية بجوانبها المتعددة‪.‬‬ ‫توحيدا وزهدا وتصوفا» (‪.)3‬‬ ‫انصب اهتمام آسين بالثيوس منذ البداية على الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬فكانت رسالته‬ ‫للدكتوراه التي تقدم بها عام ‪1901‬م عن (الغزالي‪ :‬اتجاهاته الصوفية والفكرية)‪ ،‬كما درس‬ ‫أصول الفلسفة في الربوع األندلسية ورأى «أن تاريخ الفكر الفلسفي في اسبانيا اإلسالمية هو‬ ‫صورة مطابقة لما كانت عليه الثقافة اإلسالمية المشرقية‪ ،‬دون أن تكون له بالتراث المحلي صلة‬ ‫حقيقية يقوم عليها الدليل… وأن الفلسفة لم تدخل األندلس صريحة ظاهرة بوجه مسفر‪ ،‬وإنما‬ ‫وفدت عليه في صحبة العلوم التطبيقية‪ -‬الفلك والرياضيات والطب‪ -‬أو تسربت إليه متسترة في‬ ‫ثنايا بدع االعتزال وبعض مذاهب الباطنية‪ ،‬كما اجتهد أصحاب هذا المذهب – التي كان الناس‬ ‫يتحاشونها – في النجاة بأنفسهم من تعقب الفقهاء وأهل الدولة بالظهور في مظهر التدين‬ ‫والنسك»(‪.)4‬وكان أهم انجازاته في هذا الميدان هو دراسته القيمة عن الفيلسوف األندلسي ابن‬ ‫مسرة ومذهبه‪ ،‬وكان محمد بن مسرة القرطبي(‪269-318‬هـ) «أول مفكر أصيل اطلعه األندلس‬ ‫اإلسالمي‪ .‬وكان يستر آراءه وراء نسكه وزهادته‪ ،‬وكان أبوه عبد اهلل من أهل البيع والشراء‪ .‬وكان‬ ‫يهوى آراء المعتزلة‪ ،‬وكان صديقا لخليل الغفلة‪ ،‬وهو الذي علم ابنه محمد علوم الدين والفلسفة…‬ ‫وقد ضاعت كتب ابن مسرة كلها‪ ،‬ولم يصل إلينا إال اسما اثنين منها هما ‪( :‬كتاب التبصرة) و‬ ‫(كتاب الحروف)‪ .‬وقد استطاع آسين بالثيوس أن يجمع أطراف مذهب ابن مسرة الفلسفي والديني‪،‬‬ ‫معتمدا على ما ورد من كتب الكتاب األندلسيين‪ ،‬أمثال ابن حزم وصاعد الطليطلي والشهرزوري‬ ‫والشهرستاني وابن أبي أصيبعه والقفطي»(‪.)5‬‬ ‫لقد انتشرت أفكار ابن مسرة في األندلس وكان لها التأثير القوي والمباشر في كل المذاهب‬ ‫الفلسفية التي جاءت بعده في األندلس‪ ،‬ولكن كتبه بقيت مغمورة ‪ ،‬وقد اختلف الناس حوله اختالفا‬ ‫شديدا‪ ،‬فكثر أعداؤه كما كثر أصدقاؤه‪ .‬إضافة إلى هذا العمل القيم‪ ،‬فقد قام بالثيوس بدراسة‬ ‫شخصية ابن عربي المرسي الصوفي الشهير (‪560-638‬هـ) صاحب (الفتوحات المكية) و (ونصوص‬ ‫الحكم) و (الديوان)‪».‬وقارن بينه وبين «رايموند لول» وتتبع مظاهر التشابه بينهما‪ ،‬ووضع يده على‬ ‫نقط اللقاء‪ ،‬أو األخذ إذا شئت الدقة‪ ،‬ووجد أنهما يلتقيان في التعاليم األساسية لمذهبيهما‪ ،‬فالعلم‬ ‫عند كليهما واحد‪ ،‬وهدفه البحث عن (الواحد) والعلوم تدرك عن طريق اإليمان أو عن طريق العقل‪،‬‬ ‫وعندما يعجز التفكير النظري عن الوصول إلى كنهها يكشف اهلل عن كنوزها لعباده عن طريق‬ ‫االشراق‪ ،‬إذ أن كثيرا من األشياء «إنما يوجد في الناحية األخرى من جيل المعرفة االنسانية»كما‬ ‫قال بروكلس وأفالطون من قبله»(‪.)6‬‬ ‫ذاعت آراء ابن عربي ذيوعا عظيما في بالد اإلسالم‪ ،‬والزالت معروفة متداولة إلى اليوم‪،‬‬ ‫بل انتقلت إلى بالد النصرانية‪ ،‬وقد أقيم في مدينة مورسيا ‪ MURCIA‬مسقط رأسه في شهر‬ ‫نونبر سنة ‪1990‬م أول لقاء عالمي حول ابن عربي‪ ،‬وذلك بمناسبة مرور ‪ 750‬سنة على وفاته‬ ‫(‪1240‬م‪-1999‬م)أشرف على تنظيمه العديد من الهيئات والمراكز الثقافية في اسبانيا‪،‬‬ ‫واستدعي إليه العديد من الباحثين في العالم إلى جانب باحثين ومستعربين اسبان‪ ،‬وقد ساهم‬ ‫الجمع بدراسات وافية ومهمة تناولت جوانب عديدة من حياة وفكر هذا الصوفي وتأثيره في‬ ‫العالم المسيحي» (‪.)7‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الباحث ‪:‬‬

‫محمد القاضي‬

‫كما حظيت شخصية ابن حزم باهتمام كبير من طرف‬ ‫آسين بالثيوس وغيره من المستعربين اإلسبان‪ ،‬واختلفوا‬ ‫في تحديد هويته بين عربي إسباني أم إسباني متعرب»(‪.)8‬‬ ‫قام بترجمة كتابه «األخالق والسير في مداواة‬ ‫النفوس» عام ‪1916‬م وقد أجمل وصفه بقوله «أنه أشبه‬ ‫بسجل يوميات دون فيه ابن حزم مالحظات أو اعترافات‬ ‫تتصل بسيرة حياته‪ ،‬وهذه المالحظات ترد في الكتاب دون‬ ‫ترتيب يقصد به إلى التعليم والتربية‪ ،‬ولم يراع في تنسيقها‬ ‫منطق‪ ،‬ونحن إذ نقرأه نجد فيه الوقائع كما سجلها رجل يقظ‬ ‫دقيق المالحظة أثناء تجاربه الواسعة‪ ،‬وصاغها في قالب‬ ‫مبادئ عامة وحكم»(‪.)9‬‬ ‫أما المؤرخ اإلسباني سانشيت البرنوت ‪SANCHES‬‬ ‫‪ ALBORNOZ‬فيقول عن زيارته لبالثيوس في مكتبه وهو‬ ‫يقوم بترجمة الكتاب»وما أكثر األمسيات التي شهدت فيها‬ ‫بالثيوس يترجم الكتاب ويسود الصفحات البيض‪ .‬في مكتبه‬ ‫في شارع أنشا ‪ .ANCHA‬أحسست باألهمية المتزايدة لهذه‬ ‫الشخصية االسبانية المسلمة المنقطعة النظير»(‪.)10‬‬ ‫كما قام بنشر كتابه (الفصل بين الملل واألهواء‬ ‫والنحل) مثنا وترجمة اسبانية‪ ،‬مع تحليل لنقده األفكار‬ ‫الدينية في خمسة أجزاء كبار نشرته األكاديمية التاريخية‬ ‫بمدريد (‪ ،)1927-1932‬ودراسته مفصلة عن شخصية ابن‬ ‫حزم نشرها في مجلة (األندلس) سنة ‪1934‬م‪.‬‬ ‫أما كتاب (الفصل) فهو تاريخ نقدي لألديان والفرق‬ ‫والمذاهب (حافل بما فيه من مادة وأفكار ‪ ،‬يعرض فيه ابن‬ ‫حزم شتى مذاهب الذهن البشري في موضوع الدين‪،‬من اإللحاد المطلق الذي عليه السفسطائيون الذين ال يؤمنون‬ ‫بشيء بل ال يؤمنون بأن تفكيرهم نفسه حقيقة مجردة‪ ،‬إلى إيمان العوام الذين يصدقون كل شيء‪ ،‬ويؤمنون بالخرافات‬ ‫في جهل‪ ،‬وال يشكون في شيء»(‪.)11‬‬ ‫يعتبر كتاب (الفصل) أشهر ما ألف ابن حزم في مادة التاريخ وأعظمه قيمة لما اشتمل عليه من‬ ‫معلومات مهمة فيما يتصل بتاريخ اآلراء والمذاهب‪ .‬يقول آسين بالثيوس عن قيمة الكتاب وأهميته‪»:‬‬ ‫إننا النجد بين أيدينا وثيقة هي أغنى وال أجدر بالثقة من كتاب (الفصل) البن حزم تمكننا من تتبع‬ ‫سير تيار الثقافة الذي لم يتوقف أبدا خالل العصور الوسطى فيما يتصل بتاريخ اآلراء والمذاهب‪ ،‬ففي‬ ‫ثنايا صفحات هذا الكتاب يتجلى لنا ذلك النسيج الذهني الذي تتألف منه الفلسفة الخالدة‪ .‬ذلك النسيج‬ ‫الذي صنعته أوفر عبقريات اإلغريق حكمة بأيديها الصبور في مهارة فائقة‪ .‬وعلى ضوء صفحاتها نرى‬ ‫كيف يزداد النسيج سعة وامتدادا‪ ،‬وكيف تدخل في تكوينه على مر العصور أنسجة جديدة‪ ،‬وربما وجدنا‬ ‫أن هذه األنسجة الجديدة ال تضاهي نسيج اإلغريق روعة وبريقا ولكنها تقل عنه مكانة وقدرة على‬ ‫البقاء‪ ،‬ونراها تجود وتزداد إحكاما بفضل ما أدخله عليها التفكير النصراني الشرقي وما أضافه إليها‬ ‫المسلمون من مادة أوفر‪ ،‬وقد كان المسلمون آخر من انتهت إليهم أطراف هذه العناصر كلها‪ ،‬ولهذا‬ ‫فقد تجمعت بين أيديهم ثمرات هذا التطور الفكري الغني ونتائجه‪ ،‬ومن ثم لم يكن بالعسير عليهم‬ ‫أن يسبقوا مفكري النصارى من أهل الغرب في تحليلها ووضع منهجها وأساسها اللذين سيقوم‬ ‫عليهما التفكير المنهجي االسكوالستي في القرن الثالث عشر‪.)12(».‬‬ ‫وقد فوجئ العالمة األمير شكيب أرسالن بالروح العلمية الهادئة الرزينة التي كان يتمتع بها‬ ‫آسين بالثيوس عندما اجتمع به في األسكوريال سنة ‪ 1930‬وسأله عن رأيه في علماء غرب األندلس‪،‬‬ ‫قال‪ »:‬فرأينا له في حقهم رأيا عظيما‪ ،‬وذكر منهم عددا من جملتهم أبي محمد ابن حزم! قال األمير‪:‬‬ ‫برغم كون ابن حزم طعن كثيرا في النصرانية وأن آسين بالثيوس ليس نصرانيا فحسب‪ ،‬بل هو‬ ‫قسيس متمسك بدينه!‪)13(.‬‬ ‫ــــــــــــــــ‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ .1‬قمة االستشراق اإلسباني المعاصر‪ .‬الطاهر أحمد المكي‪ .‬مجلة آفاق عربية‪.‬عدد‪. 1977. 3‬ص‪.73‬‬ ‫‪ .2‬مجلة «آفاق عربية»‪.‬عدد ‪.1977. 3:‬ص‪73‬‬ ‫‪ .3‬مجلة «آفاق عربية»‪.‬عدد ‪.1977. 3:‬ص‪74‬‬ ‫‪« .4‬تاريخ الفكر األندلسي»‪.‬آنجيل غونثاليث بالينثيا‪ ،‬ترجمة الدكتور حسين مؤنس ‪.‬ص ‪323‬و‪326‬‬ ‫‪ .5‬تاريخ الفكر األندلسي ‪.‬ص‪326‬و‪327‬و‪ .329‬وانظر كذلك مجلة «دعوة الحق»‪ /‬عدد ‪8/9‬‬ ‫(‪.)1962‬د‪ .‬محمود علي مكي‪( .‬التصوف األندلسي مبادئه وأصوله) ص‪.10:‬‬ ‫‪ .6‬مجلة «آفاق عربية»‪ .‬عدد ‪ .1977 .3:‬ص ‪.76‬‬ ‫‪ .7‬انظر نشرة ‪ARABISMO/ INSTITUTO DE COOPERACION CON EL MONDO‬‬ ‫‪.ARABE – MADRID/Nº58 /P.7Y8/ 1990‬‬ ‫‪ .8‬أنظر حول هذا الموضوع كتاب (دراسات ابن حزم وكتابه طوق الحمامة – الباب الرابع – ص ‪139:‬‬ ‫إلى ‪ .)145‬الدكتور الطاهر أحمد مكي‪.‬‬ ‫‪ .9‬تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬آنجيل غونثاليث بالينتثيا‪ .‬ص ‪.217‬‬ ‫‪ .10‬انظر كتاب دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة‪ .‬ص‪.140‬‬ ‫‪ .11‬تاريخ الفكر األندلسي‪.‬آنجيل غونثاليت بالينثا‪ .‬ص ‪.221‬‬ ‫‪ .12‬تاريخ الفكر األندلسي‪ .‬آنجيل غونثاليت بالينثا‪ .‬ص‪ .228‬وانظر كذلك مجلة (البينة) المغربية‪ .‬السنة‬ ‫األولى‪ .‬العدد الثاني‪ .‬يونيه ‪« .1962‬هل أثر ابن حزم في الفكر المسيحي «‪ .‬د‪ .‬محمد ابراهيم الكتاني‪ .‬ص‪68‬‬ ‫إلى ‪.87‬‬ ‫‪« .13‬الحلل السندسية في األخبار األندلسية‪ .‬شكيب أرسالن‪ .‬الجزء األول‪ .‬ص‪.360‬‬


‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫جريدة الشمال وجريدة طنجة واكبتا هذا الملف منذ شهور‬

‫بفضل الرعاية الملكية أجريت عملية جراحية ناجحة‬ ‫لطفل والده معتقل سابق‬ ‫بعد معاناة طويلة األمد مع اإلعاقة الجسدية التي ازداد بها‬ ‫الطفل إياد طبيب‪ ،‬البالغ من العمر حوالي سنة ونصف‪ ،‬تنفس والداه‬ ‫الصعداء‪ ،‬بفضل تدخل ورعاية جاللة الملك‪ ،‬وتنسيق وزارة الصحة‬ ‫مع جميع المصالح المختصة‪ ،‬بما فيها الجهات اإلسبانية‪ ،‬وتحديدا‬ ‫المستشفى الجراحي ببرشلونة‪ ،‬حيث أجريت‪ ،‬مؤخرا للطفل عملية‬ ‫جراحية كللت بالنجاح‪ ،‬وذلك على مستوى عموده الفقري‪ .‬وهي عملية‬ ‫جراحية مكلفة‪ ،‬ينصح بإجرائها بالخارج‪ ،‬تتطلب مبلغ‪ 57‬مليون سنتيم‪،‬‬ ‫حسب التقارير وكشوفات المستشفى اإلسباني الذي قام بتخفيض‬ ‫نسبة من الثمن اإلجمالي‪ ،‬قدرها ‪ 7‬ماليين سنتيم‪ ،‬تتوفر جريدة‬ ‫الشمال على الملف الطبي للطفل المريض الذي كان والده عبد العزيز‬ ‫طبيب‪ ،‬المعتقل السابق الذي قضى نصيبا من عقوبة حبسية بمختلف‬ ‫سجون المملكة‪ ،‬إثرتورطه في جريمة جنائية‪ ،‬إبان فترة مراهقته‬ ‫وطيشه‪ ،‬أدى ثمنها غاليا‪ .‬وبعد اإلفراج عنه بعفو ملكي استثنائي‪ ،‬منذ‬ ‫بضع سنوات‪ ،‬ظل يتردد طويال على مركز مؤسسة محمد السادس‬ ‫إلدماج السجناء بطنجة‪ ،‬بحثا عن مساعدته في إيجاد شغل شريف‬ ‫وقارله‪ ،‬لكي يعيل بواسطته‬ ‫نفسه وأسرته الصغيــرة‪،‬‬ ‫إال أن األمــور لم تذهـب‬ ‫كما كان السجين السابق‬ ‫يمني به نفسه‪ ،‬بل انضاف‬ ‫لديه هذا المشكل الصحي‬ ‫المتعلــق بابنه «إيــــاد»‬ ‫الذي تألم كثيرا بسببه‪،‬‬ ‫بل وضاق صدره واسودت‬ ‫الدنيــا أمـــام عينيــه في‬ ‫الوقت الذي خاصم النـوم‬ ‫جفنيه لفتــرات‪ ،‬هو الذي‬ ‫لم يجد حتى العمـل‪ ،‬بعد‬ ‫إطالق سراحه‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫شهادة حسن السيرة بقيت‬ ‫تشكل له عائقا في كثيرمن‬ ‫فرص العمل التي أتيحت‬ ‫له‪ ،‬رغم أنه غادرالمؤسسة‬ ‫السجنية‪ ،‬بنوع من النضج‬ ‫واالنضباط والشيء يهمه‬ ‫غيرالتفكير واالنشغال بأمور‬ ‫حياتـــهالمستقبليـــة‪ ،‬علما‬ ‫أن هذه الجريدة وجريدة‬ ‫طنجة كانتا قد تابعتا هذا‬ ‫الملف وأسالتـــا الكثيرمن‬ ‫المداد بشأنه في أعدادهما‬ ‫السابقة‪.‬‬ ‫وكما يقال أنه مهما طالت ليالي الهم واألسى واالنتظار‪ ،‬البد‬ ‫وأن تشرق شمس االنفراج واالرتياح‪ ،‬بل البد وأن تسطع شمس‬ ‫الحقيقة كما هي‪ ،‬فيأخذ كل ذي حق حقه‪ ،‬حسب التصريح الذي‬ ‫أدلى به لنا المعتقل السابق عبد العزيز طبيب‪ ،‬الموجود حاليا بالديار‬ ‫االسبانية‪ ،‬وبالضبط بمدينة برشلونة‪ ،‬حيث فاجأنا‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬بمراسلة‬ ‫جاء فيها أن طفله الوحيد «إياد» البالغ من العمرحوالي سنة ونصف‪،‬‬ ‫أجرى عملية جراحية كللت له بالنجاح‪ ،‬وأن حالته الصحية مستقرة‬ ‫وهلل الحمد‪ ،‬فضال عن المعاملة اإلنسانية الرائعة جدا التي عوملوا‬ ‫بها جميعا من طرف العاملين بالمصحة والطاقم الطبي بها‪ ،‬مع‬ ‫التخفيض (‪7‬ماليين سنتيم) من مبلغ العملية‪ ،‬لتصبح فقط بخمسين‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪461‬‬

‫لجميع إعالناتكم‬ ‫اإلشهارية واإلدارية‬ ‫يف جريدة‬

‫االتصال على الرقم ‪:‬‬ ‫‪0539943008‬‬

‫‪18‬‬

‫(‪ )50‬مليون سنتيم‪ ،‬مشيرا إلى أنه يشكر بالمقام األول صاحب الجاللة‬ ‫الملك محمد السادس حفظه اهلل‪ ،‬حيث تدخل الديوان الملكي وواكب‬ ‫إجراءات الملف الصحي الذي تم إهماله في البداية بوزارة الصحة ‪ ،‬كما‬ ‫يشكرجميع الجهات المختصة‪ ،‬مؤسسسة محمد السادس إلدماج‬ ‫السجناء بالرباط‪ ،‬والسيد عبد العزيز السعدي مدير مركز إدماج السجناء‬ ‫بطنجة والعاملين معه‪ ،‬ووالية األمن ووالية طنجة وكذا الرجل الطيب‬ ‫إكرام عفيفي المدير الجهوي لوزارة الصحة الذي الزال يواكب هذه‬ ‫العملية الجراحية ويتابع اإلجراءات الواجبة بعدها‪ .‬كما يتقدم بشكر‬ ‫خاص للرجل الشهم والمتفاني في عطائه ومواقفه االنسانية العظيمة‬ ‫جدا‪ ،‬المساعد االجتماعي بمؤسسة محمد السادس إلدماج السجناء ـ‬ ‫فرع طنجة األمر يتعلق بالسيد عبد العزيز صبري الذي ـ وكما يؤكد‬ ‫المتحدث ـ يرجع له الفضل في العديد من المواقف الجبارة‪ ،‬كتواصله‬ ‫المستمر والشاق مع كافة المصالح اإلدارية‪ ،‬بدءا بالمستشفى الجراحي‬ ‫ببرشلونة‪ ،‬بهدف الحصول على ‪ devis‬الخاص بالعملية‪ ،‬والتقرير‬ ‫الطبي‪ ،‬وما واجه ذلك من صعوبات على مستوى إجراء الفحوصات‬ ‫الطبية‪ ،‬باإلضافة إلى إجـراء‬ ‫هـذا المساعــد االجتماعي‬ ‫«عبد العزيــز صبري» لكل‬ ‫األمور والتفاصيل الصغيرة‬ ‫والكبيرة‪ ،‬للحصــول على‬ ‫تأشيـــرة السفــر للطفــل‬ ‫ولوالديه معا‪ ،‬وفي وقـــت‬ ‫سريع‪.‬‬ ‫وأوضــح عبد العزيــز‬ ‫طبيب‪ ،‬حسب علـمــه‪ ،‬أنـــه‬ ‫من العار أن ال يتوصــل‬ ‫المرشد االجتماعي المذكور‬ ‫برسالة تنويه من طرف إدارة‬ ‫مؤسســة محمد السادس‬ ‫التي ربما التعرف الكثير عن‬ ‫هذا اإلنجاز الرائع لفائدة‬ ‫حالة إنسانية تعد األولى من‬ ‫نوعها‪ ،‬لعب خاللها السيد‬ ‫صبري دورالسفير اإلنساني‬ ‫الذي شـــرف الوطن وهو‬ ‫يتواصل يوميا من المغرب‬ ‫بطنجة مع مسؤولين وأطباء‬ ‫إسبان‪ ،‬من أجل إنقاذ براءة‬ ‫وفلذة كبده‪ .‬وأضــاف والد‬ ‫الطفـــل أنه عندمــا كان‬ ‫يتابع الملف الطبي البنـــه‪،‬‬ ‫ويسافـــر كثيــرا من وإلى‬ ‫طنجـــة والرباط ويحتـــج‬ ‫بشكل حضاري‪ ،‬دفاعا عن قضية عالج ابنه‪ ،‬كان يتعرض مرارا لالعتقال‬ ‫المؤقت ببعض الوزارات واإلدارات بكل من الرباط وطنجة‪ ،‬وذلك إما‬ ‫من طرف األمن العادي أومن طرف األمن االستعالماتي‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أنه تعب كثيرا من أجل الوصول إلى عالج ابنه «إياد»‪.‬وهذا التعب‬ ‫مصدره بعض الموظفين والمسؤولين الذين اليستحقون أن يكونوا‬ ‫في مناصبهم‪ ،‬لكن التعب تمت إزالته شيئا فشيئا‪ ،‬وذلك بفضل بعض‬ ‫الموظفين والمسؤولين الرائعين الذين سعد بهم‪ ،‬حقا‪ ،‬لكونهم‬ ‫يقدمون صورة جميلة عن الوطن‪ ،‬تحت قيادة ملك عظيم‪ ،‬يريد الخير‬ ‫كل الخيرلرعاياه األوفياء من طنجة إلى الكويرة‪.‬‬

‫محمد إمغران‬

‫‪Convocation à l’assemblée générale extraordinaire‬‬ ‫‪des actionnaires de la‬‬ ‫‪SOCIETE FONCIERE DE GERANCE BOOKS SA‬‬ ‫‪Il est porté à la connaissance de tous les actionnaires de la SOCIETE‬‬ ‫‪FONCIERE DE GERANCE BROOKS SA qu’une assemblée générale extraordinaire‬‬ ‫‪des actionnaires sera tenue le 03 juillet 2019 à 12:00, à l’hôtel EL MENZAH à‬‬ ‫‪TANGER, afin de statuer sur les points suivants :‬‬ ‫‪- Constatation de décès des MESSIEURS GERALD BEACH BROOKS et‬‬ ‫;‪WILLIAM HERBERT BROOKS‬‬ ‫;‪- Examen de l’entrée des nouveaux actionnaires‬‬ ‫;‪- Constatation de l’entrée des nouveaux actionnaires‬‬ ‫;‪- Approbation des donations des parts sociales‬‬ ‫;‪- La nouvelle répartition du capital social‬‬ ‫‪- Constatation de décès de tous les membres de conseil d’administration‬‬ ‫‪nommés à l’assemblée générale extraordinaire du 22/02/1976; et Nomination d’un‬‬ ‫;‪nouveau conseil d’administration pour mandat de 3 ans‬‬ ‫;‪- Modification corrélative des articles dans les statuts de la société‬‬ ‫;‪- Mise à jour des statuts; Approbation des statuts refondus de la société‬‬ ‫;‪- Pouvoirs des formalités légales et administratives‬‬ ‫;‪- Question diverses‬‬ ‫‪Chaque actionnaire est invité à prendre part personnellement à la réunion. Il‬‬ ‫‪est demandé aux actionnaires qui ne peuvent pas être personnellement présents‬‬ ‫‪de remplir et de renvoyer une procuration.‬‬ ‫‪Mr. BUTLER JERMY JOHN‬‬ ‫‪Mandataire des héritiers de famille BROOKS‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)461‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها ؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد‪ ،‬حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬


‫الجمع العام التحاد طنجة‬ ‫يوم ‪ 3‬يوليوز المقبل‬ ‫صفحة‬

‫�إعداد ‪ :‬م�صطفى ال�سباعي‬

‫العدد ‪998‬‬

‫الثالثاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫‪19‬‬

‫اكد فريق اتحاد طنجة لكرة القدم انه سيعقد جمعه‬ ‫العام السنوي العادي للموسم الرياضي ‪ 2019-2018‬يوم‬ ‫األربعاء ‪ 3‬يوليوز المقبل على الساعة ‪11‬صباحا بقاعة‬ ‫الندوات بمركز الكريكيت‪.‬‬ ‫ويتضمن جدول األعمال النقاط التالية‪.‬‬ ‫ تــالوة التقريـريـن األدبــي والمـالـي وعرضهمــا‬‫على المصادقة‪.‬‬ ‫‪ -‬دراسة نقاط مختلفة‪.‬‬

‫مجرد رأي ‪:‬‬

‫قبل انطالق مناف�سات «الكان»‬

‫الدوري االحترافي المغربي‬ ‫في المحك‬

‫األسود يتراجعون مركزين في تصنيف الفيفا‬

‫أسدل الستار على منافسات الدوري االحترافي المغربي لكرة القدم‬ ‫لموسم ‪ 2019-2018‬بتتويج نادي الوداد البيضاوي بطال وهبوط فريقي‬ ‫شباب الريف الحسيمي والكوكب المراكشي إلى القسم الثاني‪.‬‬ ‫ولحد اآلن ال يزال الحديث مستمرا حول ما سمي بالخروقات التي‬ ‫شهدتها بعض المباريات في الجوالت األخيرة مثيرة الجدل والقيل والقال‬ ‫وكثرة السؤال‪.‬‬ ‫فريق الكوكب المراكشي لم يهضم احتالله للمرتبة ما قبل األخيرة‬ ‫وبالتالي توديعه للدوري االحترافي المغربي حيث كان لذلك تداعيات على‬ ‫الفريق ككل ومن بينها تقديم الرئيس فؤاد الورزازي الستقالته‪.‬‬ ‫الورزازي ورغم االستقالة قرر الدفاع عن الكوكب وانتدب محاميا‬ ‫فرنسيا ليترافع عن الفريق في قضية االعتراض الذي تقدم به على نتائج‬ ‫الجولتين األخيرتين من بطولة الدوري االحترافي لكرة القدم‪..‬ومطالبته‬ ‫بإعادة مباراته أمام نادي أولمبيك اسفي عن الجولة ‪ 29‬للدوري بسبب‬ ‫اجتياح جماهير القرش المسفيوي للملعب وتوقيف المباراة حوالي ‪20‬‬ ‫دقيقة‪.‬‬ ‫الكوكب المراكشي و على لسان رئيسه المستقيل أكد أنه ينتظر‬ ‫موقفا حاسما من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومن العصبة‬ ‫االحترافية للكشف عن مواقفه المقبلة‪ .‬وقد يذهب بعيدا ويلجأ إلى الفيفا‬ ‫ومحكمة التحكيم الرياضي‪.‬‬ ‫الكوكب شعر بالغبن وأشار إلى أن بعض مباريات الجولتين األخيرتين‬ ‫شهدت بعض األشياء التي التمت للرياضة بصلة ومنها حسب رأيه تراخي‬ ‫الرجاء البيضاوي في مباراته أمام المغرب التطواني في الجولة ماقبل‬ ‫األخيرة والسيما بعد تسجيل الوداد الر ياضي للهدف الرابع والحاسم أمام‬ ‫اولمبيك خريبكة وضمان فوزه بلقب الدوري االحترافي‪.‬‬ ‫الجامعة والعصبة االحترافية ملتزمتان بفتح تحقيقات في ادعاءات‬ ‫واتهامات الكوكب‪ ..‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة في حق كل من سولت له‬ ‫نفسه التالعب بنتائج المباريات أيا كان والضرب بيد من حديد للحفاظ‬ ‫على سمعة الكرة المغربية‪.‬‬

‫المغرب التطواني يعود للتداريب‬ ‫في ‪ 7‬من يوليوز المقبل‬

‫منح طارق السكتيوي مدرب المغرب التطواني العبي الفريق راحة لمدة‬ ‫أربعة أسابيع قبل العودة ال ستئناف التداريب التحضيرية للموسم المقبل يوم‬ ‫‪7‬يوليوز المقبل‪.‬‬ ‫وكان المغرب التطواني قد أنهى الموسم في الرتبة ‪13‬برصيد ‪ 34‬نقطة‬ ‫وحافظ بذلك على مكانته ضمن أندية الدوري االحترافي المغربي‪.‬‬

‫المنتخب المغربي للسبعينيات‬ ‫مع اقتراب انطالق منافسات كأس إفريقيا لألمم‬ ‫بمصر وبالنظر إلى النتائج السلبية ومنها الهزيمة أمام‬ ‫غامبيا في اللقاء الودي بمراكش تراجع المنتخب المغربي‬ ‫لكرة القدم مركزين في التصنيف الشهري للفيفا حيث بات‬ ‫يحتل المركز ‪ 47‬عالميا بعدما كان في الرتبة ‪.45‬‬ ‫ويستعد األسود للمشاركة في كأس أمم إفريقيا‬ ‫بمصر ورغم صعوبة المهمة وعدم االستعداد الجيد‬ ‫والمبكر‪ ،‬فإن حظوظ األسود تظل قائمة إلى جانب مصر‬ ‫البلد المنظم والسينغال‪.‬‬

‫ويتواجد األسود في المجموعة الرابعة وهي أصعب‬ ‫مجموعة إلى جانب منتخبات ناميبيا وجنوب إفريقيا وكوت‬ ‫ديفوار‪.‬‬ ‫وسيقص شريط مباريات الكان بلقاء ناميبيا‪.‬‬ ‫ويتطلع المغاربة إلى تحقيق المفاجأة ومعانقة الكأس‬ ‫اإلفريقية التي طال انتظارها منذ عام ‪ 1976‬تاريخ الظفر‬ ‫بالكأس القارية في أديس أبابا ويتذكر الرياضيون باعتزاز‬ ‫هدف التعادل الذي وقعه بابا العب الدفاع الجديدي أمام‬ ‫غينيا والذي منح التتويج لألسود بالكأس ألول مرة مع‬ ‫المدرب الروماني المقتدر ماردا ريسكو‪.‬‬

‫بيدرو بنعلي مرشح لتدريب اتحاد طنجة‬ ‫في الموسم القادم‬

‫أشارت مصادر مطلعة من داخل مكتب اتحاد طنجة لكرة القدم أن‬ ‫المدرب المغربي الحامل للجنسية اإلسبانية بيد رو بنعلى يتوفر على‬ ‫حظوظ وافرة لكي يصبح مدربا رسميا التحاد طنجة في الموسم القادم‬ ‫خلفا للمدرب عبد الواحد بنقاسم المرشح ليكون مدربا مساعدا‪.‬‬ ‫مصادرنا أشارت إلى أن المكتب المسير لفارس البوغاز توصل‬ ‫بالسيرة الذاتية للمدربين محمد أمين بنهاشم وعبد الرحيم طاليب‬ ‫وغاموندي المدرب السابق للرجاء الرياضي وسيموندي مدرب حسنية‬ ‫أكادير‪ ..‬غير أن حظوظ بيدرو بنعلي تبدو وافرة‪.‬‬ ‫بنعلي لإلشارة من مواليد منطقة عين اقطيوط بطنجة ويبلغ حاليا‬

‫سن ‪ 50‬وقد تعلم أبجديات كرة القدم بملعب «كامبو دْ الشريف» الذي‬ ‫اندثر مع الزحف العمراني واألسمنتي الذي عرفته المنطقة ‪.‬‬ ‫ومارس كرة القدم المصغرة بملعب حسنونة‪ ،‬قبل اال لتحاق بنادي‬ ‫«برونطون» من أندية الهواة‪.‬‬ ‫وطارق بنعلي المغربي األصل واإلسباني الجنسية المعروف ببيدرو‬ ‫بنعلي هو من أب مغربي وأم إسبانية‪.‬‬ ‫حاصل على دبلوم ويفا للتدريب‪.‬‬ ‫وقد سبق أن درب فريق شباب الريف الحسيمي‪ ،‬قبل أن ينفصل‬ ‫عنه وسط الموسم الماضي‪.‬‬


‫األخيرة‬

‫الثالثـاء ‪� 18‬إلى ‪ 24‬يونيو ‪2019‬‬

‫العدد ‪998‬‬

‫تذكرة سفر‬

‫احللقة الأولى‬

‫لقاءات حوارية‪ ،‬في حلقات متسلسلة‪ ،‬مع شخصيات مؤثرة في المجال العمومي المغربي والعربي واإلنساني‬ ‫بمختلف تعبيراته‪ ،‬تسائلها حول تجربتها في الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬وترحل بها عبر تذكرة سفر معنوية‬ ‫وروحية إلى الماضي وإلى المستقبل‪.‬‬ ‫تذكرة السفرالثالثة مع اإلعالمية ثريا الصواف‪ ،‬أحد أبرز الوجوه التلفزيونية المغربية ما بين مرحلة‬ ‫الثمانينيات والتسعينيات‪ ،‬فقد أغنت المشاهدة التلفزية المغربية بتجربتها المؤكدة‪ ،‬وطبعتها بالعديد من‬ ‫اإلنجازات الفارقة وقتها‪ ،‬فقد حاورت المرأة بشجاعة نادرة كبار الشخصيات السياسية والثقافية العالمية‪ ،‬من‬ ‫رؤساء الدول والحكومات‪ ،‬وكانت أول إعالمية مغربية استطاعت أن تلج إلى عوالم القصر الملكي المغربي‬ ‫الداخلية في مهمة إعالمية لم تكن سهلة على اإلطالق‪.‬‬

‫• عبد اإلله المويسي‬

‫من جانب آخر حضر المسرح أيضا في‬ ‫حياة الشابة التي كنتها وقتها‪ ،‬فقد كنت أتلقى‬ ‫حصصا تدريسية جيدة في المسرح بالمدرسة‬ ‫الخاصة‪ .‬دون أن أنسى طبعا تعلقي الجنوني‬ ‫بعالم المكتبات التي كنت أرتادها بانتظام‬ ‫لإلطالع على ما جد في العالم السحري للكتب‪.‬‬

‫• تحضر اإلعالميــة ثريا الصـــواف‬ ‫في الذاكرة المرئية للمغاربــة بصــورة‬ ‫المرأة القويــة المتحكمــة باحترافية‬ ‫في أدائها المهني‪ ،‬والمتقنة للمهمــة‬ ‫المنـوطـــة بهـا‪ ،‬ســواء في محاورة‬ ‫ضيوفهــا‪ ،‬أو في تقـــديـم بعـــض‬ ‫النشـرات‪ ،‬وبالمرأة المميزة في هيأتها‬ ‫الشكلية من خالل أناقتها وبظهورهـا‬ ‫الجالـب لالنتباه على الشاشة‪.‬‬ ‫قبل أن نأخذ في حديثنا عن أهم ما‬ ‫طبع هذه التمفصالت في مشوار حياتك‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬أريد أن أبـدأ معك من النقط‬ ‫األصولية األولى التي تفجرت منها هذه‬ ‫الشخصية التي التف حولها المشاهدون‬ ‫للتلفزة المغربية‪.‬‬ ‫ماذا تستحضر ثريـــا الصــواف على‬ ‫وجه الخصوص من بداياتها األولى‪ ،‬ومن‬ ‫طفولتها على وجه التحديد؟‬

‫كنت مشــدودة عمومــا لمعرفة حيـــاة‬ ‫اآلخرين‪ ،‬سواء في العالــم الواقعــي‪ ،‬أو العالم‬ ‫التخييلي للكتب‪..‬كنت أرغب‪ ،‬بتعلق كبير‪،‬‬ ‫في معرفة مثال كيف يعيش الهنود‪ ،‬وما هي‬ ‫خصوصياتهم وعاداتهم في األكل في اللباس‬ ‫في المسكن‪ ،‬وفي طقوسهم الدينية أيضا‪ ،‬وفي‬ ‫الحياة بشكل عام‪.‬‬ ‫• دعني أستوضحك‪ ،‬بشكـل عابــر‪،‬‬ ‫في «عنصر تكويني» لربما له صلـــة‬ ‫بشخصيتك القوية‪ ،‬ويتعلق األمر بالزخم‬ ‫الثقافـي والمعرفــي الذي ميــزك في‬ ‫حضورك بالتلفزيون‬ ‫ما هـي المصادر والمرجعيات األولى‬ ‫التي استمدت منها ثريا الصواف هذه‬ ‫الغزارة المعرفية ؟‬

‫••• أنا من مواليد طنجة‪ ،‬ازددت بالضبط‬ ‫بحي يسمى «بني مكادة»‪ ،‬حيث كان يوجد‬ ‫وقتها مركز بريدي صغير كان والدي يشتغل‬ ‫مسؤوال به‪ .‬غير أنني عشت بمدن مغربية‬ ‫متعددة‪ ،‬ألننا ونحن صغــار كنــا مرتبطين‬ ‫بالمصير المعيشي لألسرة‪ ،‬وبما أن والدي عرف‬ ‫من ناحية عمله عدة تنقالت مرتبطة بترقيته‬ ‫المهنية‪ .‬وهكذا عشت بمدينة «أزرو» مقر عمل‬ ‫والدي الثاني‪ ،‬وقضيت بها جزء صغيرا من حياتي‬ ‫كطفلة صغيرة جدا‪ ،‬بعدها أيضا انتقل والدي‬ ‫للعمل من جديد بمدينة «وزان» فانتقلنا معه‬ ‫طبيعيا‪ .‬وأخيرا استقر بنا األمر ألربع سنوات‬ ‫بمراكش وكان عمري وقتها تسع سنوات‪ ،‬ودائما‬ ‫في إطار تحركات والدي المهنية‪.‬‬

‫من جانب آخر كانت لدي عمة تسكـــن‬ ‫بباب المرصى‪ ،‬وكانت امرأة رائعة جدا بحنوها‬ ‫وعطفها‪ ،‬ومن بيتها كنت أحظى برؤية رهيبة‬ ‫لمنظر طنجة من جهة البحر‪.‬‬ ‫وضروري أن أعترف أن طنجة قد استعادت‬ ‫الكثير من رونقها في اآلونة األخيرة من خالل‬ ‫التهيئة الحضرية الحديثة التي شهدتها‪.‬‬ ‫عموما عشت طفولتـــي ومراهقتي وعـز‬ ‫شبابي في مدينة كوسموبوليتية‪ ،‬فلقد تساكنت‬ ‫بها مختلف األجناس بتعايش منقطع النظير‪،‬‬ ‫وأقام بها العديد من الكتاب والفنانين العالميين‬ ‫مثل بول بولز وبربرا هيوستون وتينيسي وليامز‬ ‫وغيرهم‪.‬‬

‫يدور الزمن دورته الطبيعية ونعود إلى‬ ‫االستقرار من جديد بمدينتي األصلية طنجة‪.‬‬ ‫بداية تلقيت جزء صغيــرا من دراستـــي‬ ‫االبتدائية بمدرسة «‪ »Renoire‬بمراكش‪،‬‬ ‫ولدى عودتنا إلى طنجة استأنفت تعليمي‬ ‫االبتدائي بمدرسة «‪ ،»Berchet‬وتدرجت إلى‬ ‫أن انتقلــت للدراســـة الثـــانويــة بثـانويــة‬ ‫«‪ ،»Regnaut‬أنا وجميع إخوتي‪.‬‬

‫مدينة طنجة اآلن تشسعــت في عـــدد‬ ‫سكانهـــا وفي الـــعادات‪ ،‬وفي المساحــــات‪.‬‬ ‫ولست أدري إن كان ذلك على حساب رونقها‬ ‫وخصوصياتها وسحرها‪.‬‬

‫طفولتي بطنجة غنية جدا من خالل حجم‬ ‫الذكريات المتعلقة بالطفلة والمراهقة وبريعان‬ ‫الشباب‪.‬‬

‫بصمة طنجة استثنائية في حياتي‪ .‬فما‬ ‫أزال أتذكر تلك األجواء الحياتية الرائعة حيث‬ ‫كنا نخرج بكامل أناقتنا للتجول المسائي ببولفار‬ ‫طنجة الرئيسي الراقي جـدا‪ ،‬وحيث أيضا كنــا‬ ‫نقضي أجمل أوقات مرحنا بـ «الباليا» «‪»Playa‬‬ ‫للسباحة وممارسة مختلف الرياضات بشاطئها‪.‬‬ ‫لكني ما أزال منبهـرة بتلك الروح المتمدنة‬ ‫ألهالي طنجـة‪ .‬ما تزال منطبعـــة في ذهني‬ ‫وذاكرتي تلك الصورة لمختلف شرائح المجتمع‬ ‫وهي تتجه من بداية «البولفار» إلى الشاطئ‬ ‫متردية لباس البحر دون أن يثير ذلك أي تحفظ‬ ‫أو استنكار لدى أحد‪.‬‬

‫من ذكريات طفولتي أيضا بطنجة أنني‬ ‫كنت‪ ،‬لحسن حظي ربما‪ ،‬أحظى بحياة صغيرة‬ ‫ضاجة باألنشطة الموازية‪ ،‬خصوصا في ثانوية‬ ‫«‪ ،Regnaut‬فقد كنت نشيطة رياضيا أشارك‬ ‫باستمــرار في الدوريــات الرياضيـة خصوصا‬ ‫رياضة كرة السلة‪ ،‬وفي رياضة القفــز العلوي‬ ‫واألفقي‪.‬‬

‫ِ‬

‫إصدار العدد‬

‫األجمل في طنجة هو أن شبكة صداقاتنا‬ ‫الطفولية المدرسية كانت من مختلف األجناس‬ ‫البشرية‪ ،‬من إسبانيا والهند وإيطاليا وفرنسا‪.‬‬ ‫ومن هنا اكتسبت ثقافة االنفتـــاح والبعــد‬ ‫اإلنساني والكوني في شخصيتي‪.‬‬

‫القوي أيضا أقبلت على كل ما كان يقع بين يدي‬ ‫من كتب األطفال‪« ،‬المكتبة الوردية»‪ ،‬وعلى‬ ‫وجه الخصوص مغامــرات المحققين المثيــرة‬ ‫لنادي ‪ 5‬من المكتبة الخضراء‪ .‬هكذا‪ ،‬كما يتبين‪،‬‬ ‫كان قد تولد لدي شغف القراءة منذ األعوام‬ ‫األولى من حياتي‪.‬‬ ‫بعد مــرور سنــوات الطفولــة المدهشــة‬ ‫واآلسرة لمخيالي الصغير‪ ،‬اكتشفت عالما آخر في‬ ‫مجال القراءة أكثر افتتانا وإثارة يتعلق بالكتاب‬ ‫الكبار‪ ،‬وبالعناوين التي لم يكن بوسعي تفاديها‬ ‫في مجال األدب الفرنسي‪ .‬روايات‪ ،‬مجموعات‬ ‫شعرية‪ ،‬أعمال تاريخية‪ ،‬بل وأجناس أدبية أخرى‬ ‫اكتشفت فيها متعة ال تضاهى‪ ،‬منحتني قدرة‬ ‫خيالية على التحليق بسعادة في سموات جديدة‬ ‫لم أعهدها من قبل‪.‬‬ ‫كنت حقا أهرب‪ ،‬بكل ما تعنيه الكلمة‪ ،‬إلى‬ ‫هذه السعادة الحالمة‪ ،‬من خالل االنفتاح على‬ ‫عالم آخر تهيؤه كتب األدب‪ .‬تعمقت معرفتي من‬ ‫اآلخرين ومن حياتهم‪ ،‬وتعمقت أكثر من الحالة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ومن تاريخ البشرية‪.‬‬ ‫رواية «ذهب مع الريح» للروائية األمريكية‬ ‫العظيمة «مارغريت ميتشيـل» كانت الطريق‬ ‫الممهدة األولى لي من خالل ‪ 1250‬صفحة‬ ‫طالعتها وأعدت مطالعتها مرارا‪.‬‬

‫أخذتني هـذه الروايــة إلى عالم سحري‬ ‫تتسامى فيه الحياة‪ ،‬قبل حرب االنفصال الرهيبة‬ ‫التي تذكر بالواقع القاسي للحياة على األرض‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالمدرسة‪ ،‬فال أذكر أنني‬ ‫كنت أتألق بكل الجدارة المفترضة أو المطلوبة‪.‬‬ ‫فإذا كنت‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬تميزت بإتقاني الجيد‬ ‫للغة الفرنسية فالفضل في ذلك يعــود إلى‬ ‫المطالعة الشديدة التي كنت شغوفة بها‪ ،‬وإلى‬ ‫الشره الذي تعاطيت به مع المؤلفات المكتوبة‬ ‫باللغة الفرنسية‪ .‬والحال عليه فإنني فقط‬ ‫كنت أصارع وأجاهد نفسي فيما يتعلق بالمواد‬ ‫الدراسية األخرى‪.‬‬ ‫نتائجي الدراسية كانت غير متوازنة‪ ،‬إذا‬ ‫صحت الكلمة‪ ،‬أو غير منتظمة‪ .‬فقد كان يحصل‬ ‫أن أبدو جيدة في سنة دراسية‪ ،‬وأبدو هزيلة‬ ‫ضعيفة في السنة الموالية‪.‬‬ ‫غير أني دائما ما كنت حريصة بكل الهوس‬ ‫على القـــراءة‪ ،‬حتى أصبحت الكتب هوايتي‬ ‫المفضلـة‪ ،‬ومتعتــي األبديـة‪ ،‬وأنشطتــي التي‬ ‫أغتني بها‪.‬‬ ‫منذ ذلك الحين‪ ،‬هيـــأ لي األدب تكوينا‬ ‫عقليا مؤسسا‪ ،‬وعمل على تطوير حساسيتي‬ ‫نحو األفضل‪ ،‬وسمح لي بفهم أعمق للوضعية‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫ما أروع أن تتاح لك فرصة وقدرة القراءة‪.‬‬

‫ما أزال أذكر جيدا بعض الطرائف والتي‬ ‫لم تكن تخلو من حالوة العيش وعفويتها‬ ‫وبساطتها وتلقائيتها اآلسرة‪ ،‬فقد كان يحدث‬ ‫أن ينقطع التدفق المائي عن المدينة لساعات‬ ‫طويلة وربما أليام بسبب بنية التجهيز التحتية‬ ‫الضعيفة وقتها‪ ،‬وكنا نضطر لملء كل األواني‬ ‫المنزلية الممكنة (الطناجر والبانيوات)‪ ،‬ونوزع‬ ‫بالتقسيط ما ندخره من ماء على أيام ممتدة‪.‬‬ ‫أتخيل أننا اآلن سنكون عاجزين على االستمرار‬ ‫في الحياة لو انقطع عنا الماء ولو لساعات قليلة‪.‬‬

‫أقمنا بداية بالسكن الوظيفي التابع لمكتب‬ ‫البريد المركـزي الموجـــود بـ «‪»Boulevard‬‬ ‫بطنجة‪.‬‬

‫ذاكرة الصداقة مزدحمة بأسماء كثيرة‬ ‫من رفقاء الطفولة‪ ،‬وكان أغلبهم أبناء أصدقاء‬ ‫والدي‪ ،‬غير أنني ارتبطت بصديقة حميمة طالت‬ ‫العالقة بيننا إلى درجة أننا كنا نتقاسم تفاصيل‬ ‫حميمة جدا‪ ،‬ثم فرقت بيننا مالبسات الحياة حيث‬ ‫انتقلت للعيش بالواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫وكنت أُمَنِّي نفسي كثيرا بااللتقاء بها مجددا‬ ‫بعدما كبرنا‪ ،‬غير أن الموت لألسف اختطفها ولم‬ ‫يتحقق اللقاء ‪ ،‬وكم حزنت لألمر‪.‬‬

‫••• نحن أسرة مكثرة‪ ،‬فقد كنا نتشكل‬ ‫عدديا من تسعة إخوة وأخوات‪ ،‬وكانت تفصل‬ ‫بين كل واحد منا سنتان من ناحية العمر‪ .‬كان‬ ‫بيتنا يضج بالحياة‪ ،‬وكم كنا سعداء بذلك ألنه‬ ‫كان يمنحنا بهجة ودفئـا آسريين استثنائيين‪.‬‬ ‫وكم أتخيل اآلن كم كانت جميلة تلك البهرجة‪.‬‬ ‫لكن بالنسبة لي كنت ميالة إلى العزلة‪،‬‬ ‫وغالبا ما كنت أجد في غرفتي ملجأ روحيا يمنحني‬ ‫متعة االنفراد الذاتي‪ .‬وكنت أجد في كتب األدب‬ ‫المهرب الروحي إلى عالم بشساعة خيالية ال‬ ‫يمكن تخيلها‪ .‬وهكذا أقبلت على قراءة الكتب‬ ‫بنهم غريب‪.‬‬ ‫طبعا أولى كتبي كانت القصص المصورة‬ ‫المقترنة بالشخصيات الخيالية العجائبية التي‬ ‫كانت تشدني إليها بشدة‪ .‬وبدافــع الفضول‬

‫الإعالمية ثريا ال�صواف‬

‫عن مؤسسة سليكي أخوين صدر هذا الكتاب (أبريل ‪ )2019‬في مجلدين يضمان ستا وستين وتسعمائة صفحة‬ ‫بمعلومات كثيفة وبيانات مفيدة‪ ،‬معظمها ظل محجوبا عن المتابعين المهتمين بتاريخ المغرب الحديث‪ ،‬وعن شخصية‬ ‫موالي أحمد الريسوني ـ رحمه اهلل ـ يقول صاحب هذا التأليف ‪:‬‬ ‫«‪..‬كان كبير النفس‪ ،‬عالي الهمة‪ ،‬جديا في أقواله وأفعاله‪ ،‬بعيدا عن السفاسف واألخالق الساقطة‪ ،‬ذا عزيمة صارمة ؛‬ ‫اذا قال فعل‪ ..‬يزن األشياء بميزانها‪ ..‬كريما‪ ،‬شجاعا‪ ،‬مقداما‪ ،‬ذا رأي صائب‪ ،‬وتدبير محكم‪ ،‬في الشكيمة‪ ،‬قوي البطش‪ ،‬آخذا‬ ‫بحقوق اهلل ‪ ..‬ممتازا بدهاء فكري ؛ يرى النتائج قبل مقدماتها‪ ،‬ذا فراسة دبر بها مكائد األعداء ‪.»..‬‬ ‫وفي كلمة تقديمية لهذا المصــدر التاريخــي يقول أحمد هاشم الريسوني ‪:‬‬ ‫«هذا الكتاب ثمرة جهد ثلة مباركة‪ ،‬اجتمعت على اإلسهام في إظهار جانب مهم من تاريخ المغرب الحديث أصابهـا‬ ‫تحريف وتزييف وانفالت أخالقي وروحي‪ ..‬وأما أصله فمخطوطة في أربعة أجزاء خطه عالم محقق ونسابة مدقق ومؤرخ جليل‬ ‫هو سيدي الطاهر بن عبد السالم اللهيوي الوهابي العلمي رحمه اهلل‪ ..‬وهذا الكتاب‪ /‬األثر يعيد تركيب عناصر الصورة من‬ ‫منطلق األثر الباقي‪..‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.