«الصابو» بين المفخخ والمفكك
يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع
الربيد الإلكرتوين : info@achamal.ma
املوقع الإلكرتوين : www.achamal.ma
املدير امل�س�ؤول :عبد احلق بخات ـ الهاتف 05.39.94.30.08 :ـ الفاك�س 05.39.94.57.09 : العدد 954ـ الثمن 4دراهم ـ الثالثـاء 24ذو القعدة � 14 / 1439إلى 20غ�شت 2018
اتخذت قضية «الصابو» أشكاال جديدة من اإلحتجاج الشعبي المندد بهذه الطريقة «المهينة» ،المعتمدة من طرف بعض البلديات« ،عقابا» لبعض «المرتكبين لمخالفات سير داخل المدار الحضري. وفي رد متحضـر ،تشكلـت تجمعات مدنية إلعالن رفض المجتمع لمثل هذه «السلوكات» التي اعتبرتها نوعا من الشطط في استعمال السلطة من طرف بعض الجماعات المحلية. وتم اللجوء ،في مرحلة ثانية إلى القضـاء الذي ألغى، مرتين ،حــق شركاـت «الصابـو» في «تفخيخ» سيارات األشخاص ومنعهم من استغالل مركباتهم كما يشاؤون ولفترات تحددها الشركــات المستفيــدة من «اإلمتياز» الجماعي. وإعماال لمضمون القـرار القضائي ،وفي غــياب أي إرادة من أصحاب «الصابو» لتنفيذه ،أقدمت «مجموعة مدنية» بطنجة على تفكيك «الفخ « كلما تعرضت سيارة مدنية لـ «الحجز»« الصوماجيكي – البركيني».
( البقية ص )2
مدينة القصر الكبير تخلد الذكرى 440لمعركة وادي المخازن تحت شعار :
«من الصدام العسكري إلى اللقاء الحضاري»
خلدت مدينة القصر الكبير المجاهدة ،في جو من الحماس الوطني المؤثر ،الذكرى األربعين بعد المائة الرابعة لمعركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثالثة ،كما يأتي ذكرها في بعض كتابات الغرب ،تلك التي واجه خاللها المغرب السعدي مؤامرة أوروبية مدعومة من الفاتيكان ،من أجل االستيالء على المغرب وتنصيره أمال في القضاء نهائيا على مشاعره الدينية التي تدفع به منذ عقبة بن نافع وموسى بن نصير ،إلى «الجهاد» من أجل رفع راية اإلسالم في الضفة المقابلة من القارة األوروبية. وتأتي هذه الحرب الصليبية بعد «طرد» المسلمين من شبه الجزيرة اإليبيرية ،بدءا من سنة ،1492و»تصدع» الوضع السياسي في دولة السعديين بالمغرب ،ما دفع المطالب بالعرش ،محمد المتوكل إلى اللجوء إلى ملك البرتغال ،الشاب دوم سيباستيان ،طالبا دعمه العسكري مقابل امتيازات كبيرة منها التنازل لدولته على كافة موانئ المغرب .ورغم معارضة نبالء البالط البرتغالي ،فإن الملك سيباستيان لم ينجح في مقاومة إغراء العرض الذي تقدم به إليه محمد المتوكل ،وقرر الدخول في «مغامرة» غزو المغرب وتنصير شعبه ،تلك المغامرة التي كان يتصورها «جولة سياحية» في بالد «المورو» سوف ينهيها في سويعات ....ولكنها انتهت ،بالفعل ،قي سويعات من صباح اإلثنين 4غشت من سنة ،1578بموت الملك (أو فراره إلى الفاتيكان) وفق بعض مؤرخي البرتغال ،وبهزيمة جيش البرتغال وجيوش حلفائه ،وموت األالف من جنوده ،وأسر عدد كبير من نبالء القصر الملكي الذين ركبوا المغامرة مع دوم سيباستيان ،وضياع مملكة وعرش البرتغال الدي دخل في حكم اإلسبان لحوالي سبعة عقود. تفاصيل المعركة وما سبقتها من أحداث وما تلتها من وقائع معروفة كما تناولها العديد من المؤرخين العرب واألجانب ،إال أنه يجب أن توضع هذه المعركة في منطق زمانها وهو منطق القوة الذي هيمن على معظم «الغزوات» السياسية والعسكرية منذ القرون الوسطى وبعد أن بدأت أوروبا تتشكل سياسيا وتتخلص ،تدريجيا ،من حروبها البينية ،لتوجه اهتماماتها إلى الجوار الذي كان المغرب من أبرز دوله قوة وعتادا. وبالتالي ،فإن االحتفال باالنتصارات العسكرية التاريخية ،ال ينبغي أن ينظر إليه من باب تمجيد ماضي« الفتوحات العسكرية» أو الدخول في« جدبات عنترية» ،بل إن الغاية هي استنباط العبرة من كل حدث حدث ،كان انتصارا أو أفوال ،بغاية بناء الحاضر والمستقبل على أسس راسخة ،مع األخذ بعين االعتبار أن الماضي يصنع المستقبل وأن مستقبل البشرية رهين بترسيخ قيم التعايش والتوافق والتعاون والسلم بين األمم .ولنا في عالقات المغرب مع البرتغال خير مثال على ذلك .فقد أبرم البلدان أول معاهدة للسلم والتعايش وعدم االعتداء ،في بداية القرن السابع عشر ،قبل معاهدة مماثلة أبرمها المغرب مع الواليات المتحدة األمريكية بعد اعترافه باستقاللها.
ع .كنوني
(البقية على الصفحة األخيرة)