Achamal n° 932 le 13 mars 2018 pdf

‫‪ TGV‬في آخر تجاربه‬ ‫يقــوم مكتــب السكك الحديدية‬ ‫بالمراحل التجريبية األخيــرة‪ ‬الختبار‬ ‫مختلف مكـوناتـــه قبــل المصادقة‬ ‫النهائية عليهــا لالنتقال إلى مرحلـــة‬ ‫التشغيل واالستغالل‪.‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 932‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 24‬جمادى الثانية ‪� 13 / 1439‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫ومعلوم أن المكتب ‪ ‬بدأ في شهر‬ ‫فبراير الماضـي سلسلــة أخيـرة من‬ ‫االختبارات الديناميكية شملت مجمل‬ ‫منشآت الخط فائق السرعة بعد إيصاله‬ ‫مسبقا بالتيار العالي في ‪ 6‬يناير الماضي‪ ،‬بهدف التحقق من توافق المعدات المتحركة وبنياتها‬ ‫التحتية كاملة‪ ،‬مع أنظمة التزويد الكهربائي‪ ،‬والتشوير ‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬والربط بين محطات طنجة‬ ‫والقنيطرة‪ ,‬وفي هذا الصدد تم اإلعالن أنه بعد بضعة أسابيع وفي إطار هذه االختبارات‪ ،‬سيتم‬ ‫تسجيل رقم قياسي جديد للسرعة خالل اختبارات “ما فوق السرعة العادية”‪ ،‬مع رحالت ذهاب وإياب‬ ‫مرتقبة بسرعة ‪ 52،3‬كلم في الساعة كحد أدنى من أجل اختبار المنظومة بأكملها بشكل يتجاوز‬ ‫نطاق سرعتها التجارية‪.‬‬

‫‪ ‬مذكرات المجاهد‬ ‫األستاذ عبد الرحمان اليوسفي‬

‫مذكرات المجاهد األستاذ عبد الرحمن اليوسفي حركت في الشعــب المغربي‪ ،‬بكل فئاته وأعماره وتوجهاته السياسية‪ ،‬الكثير من الذكريات‬ ‫الوطنية ومن مشاعر االعتزاز بمراحل النضال التي خاضها الرواد األوائل من أجل االستقالل‪ ،‬وبناء االستقالل‪ ،‬واالنتقال بالمغرب من نظام حكم‬ ‫تقليدي قائم على «األعراف المرعية»‪ ،‬إلى نظام ديمقراطي يستند إلى المؤسسات الديمقراطية في دولة الحق والقانون وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ولو قدر لمنظمي لقاء اليوسفي مع محبيه ‪ ‬وعارفي قدره ومقدري فضله‪ ،‬في فضاء أرحب من المكان الذي نظم فيه‪ ،‬الخميس الماضي بالرباط‪ ،‬لرحل‪ ‬‬ ‫الشعب المغربي من وجدة إلى لكويرة‪ ،‬في مسيرات حاشدة‪ ،‬لمعانقة آخر هرم من أهرامات النضال السياسي المغربي وواحد من الرموز العليا للشعب‬ ‫المغربي ‪ ‬ومن العالمات الدالة على صالبة مقاومته لالستعمار باألمس‪ ،‬ومواجهته لورثة بعض مقومات االستعمار اللغوية والثقافية واالقتصادية‪،‬‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫دورة تكوينية حول «التحكيم التجاري»‬ ‫بتطوان‬

‫‪2‬‬

‫إعالميون في زيارة ميداينية‬ ‫لوادي لو‬

‫نظمت جمعية ملتقى الثقافات بتطوان‬ ‫بتعاون مع المعهد الدولي للتحكيم والدراسات‬ ‫القانونية‪ ،‬دورة تكوينية بعنوان «التحكيم‬ ‫التجاري في ظل سياسة االنفتاح على دول‬ ‫افريقيا‪ ،‬الواقع واآلف��اق» نهاية شهر فبراير‬ ‫‪2018‬م‪ ،‬بتطوان‪.‬‬ ‫‪ ‬وحسب تصريح السيد عدنان تليدي رئيس‬ ‫جمعية ملتقى الثقافات بتطوان خص به جريدة‬ ‫«الشمال» فإن الهدف من الدورة يأتي في إطار‬ ‫األنشطة الثقافية والعلمية والتكوينية التي‬ ‫دأبت على تنظيمها جمعية «ملتقى الثقافات»‪،‬‬ ‫وكذا تقديم برامج تكوينية عالية المستوى‬ ‫لتزويد المشاركين وتمكينهم من الوسائل‬ ‫المستخدمة لترسيخ مفاهيم ثقافة التحكيم‬ ‫وأهميته في إدارة وتسوية المنازعات التجارية‬ ‫في أوساط الشركات والمؤسسات والمجتمع‪.‬‬ ‫وفي تصريح أحد المشاركين في الدورة‬ ‫خص به جريدة «الشمال» فإن الجمعية توفقت‬ ‫في اختيار الموضوع حول «التحكيم التجاري»‬ ‫نظرا لراهنيته وأهميته‪ ،‬خصوصا وأن المغرب‬ ‫باختياره االنفتاح على إفريقيا استراتيجيا‬ ‫واقتصاديا وماليا‪ ،‬يدعم بناء صرح التحكيم‬ ‫باعتباره صمام أمان لحماية استثماراته بالقارة‬ ‫السمراء‪ ،‬ألن المنازعة أمام القضاء‪ ،‬ال تستقيم‬ ‫مع الدبلوماسية التي ينهجها المغرب حاليا‪..‬‬ ‫فالتحكيم أضحى من المؤشرات الدالة على‬ ‫صالبة ونجاعة‪ ‬النظام القانوني والقضائي ألي‪ ‬‬ ‫بلد» يقول المتحدث‪.‬‬ ‫لإلشارة فالدورة التكوينية أشرف على‬ ‫تأطيرها كل من الدكتور والمحامي بهيأة‬ ‫تطوان عبد الكريم الخصاصي والدكتور‬

‫الجامعي نور الدين الفقيهي المشهود لهما‬ ‫بالحنكة والتخصص في المجال‪.‬‬ ‫كما عرف اللقاء حضوار وازن��ا لثلة من‬ ‫الباحثين والقانونيين والمختصين‪ ،‬و أصحاب‬ ‫المقاوالت التجارية‪ ،‬نظرا لكون اللقاء العلمي‬

‫الرصين‪ ،‬يعتبر إضافة نوعية‪ ،‬من أجل مراكمة‬ ‫التجارب الفضلى‪ ،‬داخل هذا الحقل المعرفي‪،‬‬ ‫الذي الزال يتلمس خطواته األولى نحو مسار‬ ‫طويل‪ ،‬وهو مسار ال زال بطبيعة الحال ‪ ‬بحاجة‬ ‫إلى مزيد من هاته اللقاءات النوعية‪.‬‬

‫إعالميون في دورة تكوينية حول»اإلعالم‬ ‫والبيئة» بتطوان‬

‫نظرا ألهمية استحضار البعد البيئي‬ ‫في كافة أوراش التنمية الشاملة واإلقالع‬ ‫اإلقتصادي المستدام‪ ،‬ووعيا منها بأهمية‬ ‫موضوع البيئة‪ ،‬ودور اإلعالم في التعريف‬ ‫والتحسيس‪ ،‬نظمت جمعية ملتقى الثقافات‬ ‫بتطوان‪ ،‬بشراكة من مؤسسة «أمانديس»‪،‬‬ ‫دورة تكوينية حول موضوع « اإلعالم‬ ‫والبيئة»‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 6‬مارس ‪،2018‬‬ ‫بتطوان‪.‬‬ ‫الدورة التكوينية حضرها عدد من‬ ‫اإلعالميين المشتغلين بعدد من المنابر‬ ‫اإللكترونية والورقية بجهة طنجة تطوان‬ ‫الحسيمة‪ ،‬وذلك بتأطير كل من األستاذ‬ ‫لحبيب سليماني عن إذاعة طنجة الجهوية‪،‬‬ ‫واألستاذ مصطفى الشيخي مدير إذاعة‬ ‫تطوان الجهوية اللذان تطرقا إلى كيفية‬ ‫معالجة المواضيع البيئية بطريقة إعالمية‬ ‫صحفية مهنية‪ ،‬عالوة على تدريبات عملية‬ ‫تطبيقية همت المشاكل والحلول المتعلقة‬ ‫بمعالجة الموضوع وتقديمه كمادة صحفية‬ ‫متوازنة‪.‬‬ ‫وفي تصريح للسيد يونس البوعناني‬ ‫مدير شركة أمانديس تطوان لجريدة‬ ‫«الشمال» فقد أكد على انخراط مؤسسة‬ ‫«أمانديس» في تجويد الحياة البيئية‬ ‫للمواطن‪ ،‬باعتبارها مسألة تدخل في صلب‬ ‫الوظائف الرئيسة للشركة‪ ،‬مشددا على‬ ‫كون أمانديس» هي مقاولة مشهود لها‬ ‫عالميا‪ ،‬باحترام المعايير الدولية المعتمدة‬ ‫في احترام الصحة والسالمة والحفاظ على‬ ‫البيئة ‪.‬‬ ‫كما نوه رئيس جمعية ملتقى الثقافات‬ ‫في كلمته أمام الحضور‪ ،‬باألهمية البالغة‬ ‫لمثل هاته الدورات التكوينية الموضوعاتية‪،‬‬ ‫التي تسلط الضوء على موضوع أصبح‬ ‫يكتسي راهنية كبرى خاصة في السنين‬ ‫األخيرة ‪.‬‬ ‫وقد أجمع المشاركون خالل الدورة‬ ‫التكوينية على أن االعالم هو شريك رئيس‪،‬‬ ‫في التنمية‪ ،‬فهو يحمل رسالة تجعله مطالبا‬ ‫بتقديم بعض األجوبة‪ ،‬لجميع اإلكراهات‬ ‫واألعطاب المحيطة بنا‪ ،‬وبصفة خاصة‪،‬‬ ‫األعطاب التي يمكن أن تلحق الضرر الفادح‬ ‫بحياة ومستقبل األجيال القادمة‪.‬‬

‫على هامش الدورة التكوينية حول‬ ‫«اإلعالم والبيئة» لعدد من الصحفيين‬ ‫واإلعالميين بالجهة‪ ،‬التي دعت إلى تنظيمها‬ ‫جمعية ملتقى الثقافات بتطوان يومي ‪06‬‬ ‫و‪ 07‬مارس ‪ 2018‬بشراكة مع أمانديس‬ ‫تطوان ‪ ،‬قام عدد من اإلعالميين بزيارة‬ ‫ميدانية لتراب جماعة وادي لو‪ ،‬للوقوف على‬ ‫أهم المنشآت الثقافية والسياحية والرياضية‬ ‫والبيئيةبالمنطقة‪.‬‬ ‫وكان في استقبال الوفد اإلعالمي‬ ‫الذي يضم أكثر من عشرين صحفيا رئيس‬ ‫البلدية والنائب البرلماني عن دائرة تطوان‬ ‫السيد محمد المالحي الذي قدم شروحات‬ ‫مستفيضة عن منطقة وادي لو التي تحولت‬ ‫في السنوات األخيرة من قرية إلى مدينة‬ ‫بفعل المنجزات التي راكمها المجلس‬ ‫الجماعي وبفضل الزيارات الملكية المتتالية‬ ‫للمنطقة‪.‬‬ ‫كما وقف اإلعالميون عن قرب‪ ،‬على ما‬ ‫تزخر به المنطقة من منشأت وعلى رأسها‬ ‫محطة معالجة المياه العادمة ومكتبة‬ ‫رقمية حديثة‪ ،‬باإلضافة إلى معلمة رياضية‬ ‫تعتبر األولى من نوعها بالمدينة‪ ،‬والتي تم‬ ‫إنجازها بشراكة مع وزارة الشبيبة والرياضة‬ ‫وبلدية وادي لو والمبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫وفي تصريح رئيس الجماعة خص به‬ ‫جريدة «الشمال» فإن المدينة أصبحت قبلة‬

‫للعديد من الزوار صيفا وشتاء ‪ ،‬باعتبارها‬ ‫وجهة سياحية تجمع بين جمال البحر‬ ‫والطبيعة ‪.‬‬ ‫كما قام الوفد أيضا بزيارة ميدانية‬ ‫للملعب‪ ،‬للوقوف على مدى تقدم أشغال‬ ‫إنجازه والذي سيتوفر على عشب اصطناعي‬ ‫من النوعية الجيدة ومنصة مغطاة ومنصة‬ ‫شرفية إضافة إلى العديد من المرافق‬ ‫الصحية ومستودعات المالبس وقاعات‬ ‫المدربين والزوار‪.‬‬ ‫وأوضح المالحي في هذا الصدد أن‬ ‫بناء هذا الملعب جاء استجابة لحاجة ملحة‬ ‫لشباب المنطقة‪ ،‬حيث تتوفر وادي لو على‬ ‫فريقين في قسم الهواة لكنهما ال يلعبان‬ ‫في المدينة‪ ،‬حيث يضطرون الستقبال الفرق‬ ‫الزائرة بتطوان ومرتيل‪.‬‬ ‫وفي الختام شدد رئيس بلدية وادي‬ ‫لو على أن النموذج التنموي يجب أن يأخذ‬ ‫بعين االعتبار االحتياجات الحقيقية للساكنة‬ ‫خاصة الفئات العمرية الشابة‪ ،‬لذا فإن هذا‬ ‫الملعب البلدي الكبير لوادي لو‪ ،‬سيكون‬ ‫حاضنة ألبناء المنطقة‪ ،‬وسنحاول ‪ -‬يقول‬ ‫المالحي ‪ -‬أن نجعله مشتال لصناعة العبين‬ ‫محترفين‪ ،‬وسيكون بمثابة خزان بشري لدم‬ ‫الفرق الوطنية والرياضة المغربية بصفة‪،‬‬ ‫خاصة وأن المغرب يراهن على احتضان‬ ‫مونديال ‪.2026‬‬

‫جحوح يخلق الحدث بالهند‬

‫كما أوصى المشاركون‪ ،‬خالل الدورة‬ ‫التكوينية على ضرورة التحفيز على مثل‬ ‫هذه التكوينات المتخصصة في الشأن‬ ‫البيئي وإنشاء قناة بيئية متخصصة تقوم‬ ‫بأدوار التحسيس والتوعية والمواكبة ‪،‬على‬ ‫غرار القنوات الثقافية والرياضية والدينية‬

‫‪،‬ألن اإلعالم هو المعول عليه ‪،‬لخلق وتمتين‬ ‫الترابط بين جميع الشركاء المجتمعيين‪،‬‬ ‫لحماية هذا الكوكب المهدد‪ ،‬والذي هو‬ ‫بيتنا جميعا‪ ،‬وبيت أبنائنا وبناتنا من األجيال‬ ‫المقبلة ‪.‬‬

‫لم يدم مقام أحمد جحوح الالعب‬ ‫السابق لفريق المغرب التطواني طويال‬ ‫بالهند‪ ،‬حتى خلق الحدث بعد رفضه حمل‬ ‫قميص فريقه الجديد «غوا» الممارس‬ ‫بالدوري الهندي الممتاز‪ ،‬بسبب وجود دعاية‬ ‫مشروب كحولي على القميص‪ ،‬جحوح أصر‬ ‫على حذف الدعاية من على قميصه وهو‬ ‫األمر الذي استجابت له إدارة النادي الهندي‬ ‫على الفور‪ ،‬معتبرة جحوح أحد أهم الركائز‬ ‫في الفريق‪.‬‬ ‫وقد نقلت صحف هندية محلية تصريحا‬ ‫لجحوح قال فيه أنه أصر على اللعب بقميص‬ ‫مغاير لزمالئه في الفريق كون الدين‬ ‫اإلسالمي السمح يرفض الدعاية لمشروب‬ ‫كحولي محرم كيفما كان نوعه‪ ،‬وتابع‬ ‫جحوح أن إدارة الفريق تفهّمت األمر ولبت‬ ‫رغبته بحذف الدعاية من قميصه الخاص‪،‬‬

‫وهو األمر الذي أثار جدال واسعا بنادي غوا‬ ‫الهندي‪.‬‬ ‫وأضاف جحوح في تصريحه أن األمر‬ ‫يتعلق فقط بديانته ولن يساهم في اإلشهار‬ ‫لمشروب كحولي‪ ،‬مؤكدا ذلك بقوله ‪« :‬لدي‬ ‫مبادئيالمستمدةمنالديناإلسالميوعلي‬ ‫احترامها‪ ،‬ولهذا ألعب بقميص ال يحمل‬ ‫اإلشهار على عكس زمالئي في الفريق»‪.‬‬ ‫جحوح القادم إلى فريق «غوا» الهندي‬ ‫كمعار من فريقه السابق الفتح الرباطي‬ ‫لموسم واحد‪ ،‬يخوض تجربة بالهند تعتبر‬ ‫من التجارب القليلة التي يخوضها الالعبون‬ ‫من خالل االنتقال للدوري الهندي‪ ،‬ويعتبر‬ ‫ابن ‪ 29‬ربيعا من أبرز الالعبين في صفوف‬ ‫فريق «غوا» الهندي العريق‪ ،‬كما يمارس‬ ‫بجواره المغربي عدنان بوموس القادم من‬ ‫فريق المغرب التطواني‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫ودّعْنا هذه األيام‪ ،‬أخا عزيزا علينا‪ ،‬هو المرحوم برحمة اهلل السيد عبد الكريم‬ ‫الرزيني‪ ،‬هذا الرجل كان له شأن مع الخليفة السلطاني موالي الحسن بن المهدي‪ ،‬فقد‬ ‫تربى مع أوالده‪ ،‬ونشأ نشأتهم‪.‬‬ ‫وحين شب عن الطوق‪ ،‬وعرف الحياة‪ ،‬واحتك بالناس‪ ،‬جمع من التجارب والخبرات‪،‬‬ ‫ما أهّله ألن يكون المرافق األثير لموالي الحسن بن المهدي‪ ،‬يوم قام بمهام سفارة‬ ‫المغرب بانجلترا‪ ،‬ثم يوم تقلد منصب والي بنك المغرب‪ ،‬فقد كان يُدرجه في قائمة‬ ‫المرافقين له في سفرياته إلى الخارج‪.‬‬ ‫وظلت عالقته وطيدة بأسرة الخليفة السلطاني‪ ،‬إلى أن فارق الحياة في ‪ 4‬مارس‬ ‫‪.2018‬‬ ‫هذا الرجل كان من الغيورين على مدينته‪ ،‬فهو يريدها أن تظل قطبا رئيسيا في‬ ‫الجهة‪ ،‬بل يريدها أن تكون أهم قطب‪ ،‬ويوم بلغه نبأ تحويلها إلى عمالة‪ ،‬كاد يبكي‬ ‫من شدة التأثر‪ ،‬فقد كبُر عليه أن تكون تطوان عاصمة ملكنا محمد السادس الصيفية‪،‬‬ ‫ثم تُنتزع عنها صفة الوالية‪.‬‬ ‫صور ٌة أخرى لهذا الرجل‪ ،‬هي صورة المحسن الذي يمد يد العون والمساندة‪ ،‬لكل‬ ‫من يأنس فيه حبه لتطوان‪ ،‬وسعيه إلعادة االعتبار إليها‪.‬‬ ‫ظهرت هذه الصورة في منزل الزعيم عبد الخالق الطريس‪ ،‬يوم تأسست جمعية‬ ‫تطاون أسمير‪ ،‬فقد كان أول من أخرج شيكا من جيبه‪ ،‬وكتب فيه مبلغا ماليا محترما‬ ‫إلعطاء دفعة لهذه الجمعية‪ .‬وظل هذا دأبه معها كل شهر من شهور رمضان‪.‬‬ ‫وظهرت في جامع ابن صالح الموجود بحي المطامر‪ ،‬فقد أبى إال أن يُعيد ترميمه‬ ‫وإصالحه من ماله الخاص‪ ،‬ليظل مفتوحا في وجه المصلين‪.‬‬ ‫بيته كان مفتوحا في وجه الجميع‪ ،‬وصدره كان مفتوحا للجميع‪ ،‬وجيبه كان وقفا‬ ‫على المساكين وأبناء السبيل‪.‬‬ ‫فرحمه اهلل رحمة واسعة‪ ،‬وجعل أعماله في ميزان حسناته‪ ،‬يوم تجد ّ‬ ‫كل نفس ما‬ ‫عملت مِن خير مُحْضَرا‪ ،‬وألهم شريكة حياته الصبر والسلوان‪.‬‬

‫السياسة وسلطة المال في المغرب‬ ‫إشكال شائك‬ ‫ عبد الحي مفتاح‬‫يحتدم النقاش كلما تعلق األمر‬ ‫بتقلد رجال األعمال والمال أو األغنياء‬ ‫لمناصب سياسية‪ ،‬وكأن السياسة خلقت‬ ‫لطبقة أو لشريحة دون أخرى‪.‬‬ ‫لكن المعروف في العالم كله أن‬ ‫الميدان السياسي هو حلبة تتعارك فيها‬ ‫أحزاب وتنظيمات تمثل قوى المجتمع‬ ‫كلها‪ ،‬وداخل هذه األحزاب والتنظيمات‬ ‫تتنافس الكفاءات المختلفة االنتماء‬ ‫الطبقي؛ فقيرها و»مستورها»‪ ،‬وغنيها‬ ‫ومتوسطها ‪.‬‬ ‫لذلك ليس المهم في السياسة‬ ‫الحي الذي تسكنه‪ ،‬أو ما هو دخلك أو‬ ‫كم تملك أو ما هو أصلك‪ ،...‬إذ نجد في‬ ‫كثير من األحيان أشخاصا من مختلف‬ ‫الطبقات والشرائح ينتمون لنفس األحزاب‬ ‫والتنظيمات‪ ،‬وقد تجد الفقير أو ذا الدخل المتوسط في حزب ليبرالي‪ ،‬وقد تجد‬ ‫غنيا في حزب «اشتراكي» او «شعبي»‪.‬‬ ‫للسياسة قواعدها وأساليبها وطرقها‪ ،‬كما أن للصعود السياسي‬ ‫ ‬ ‫فنونه ومسالكه ومساريبه ‪ ،‬فقد ينجح رجل األعمال والمال في ميدانه ويخفق‬ ‫في ميدان السياسة‪ ،‬وقد ينجح غير رجل األعمال في السياسة فيما يفشل في أن‬ ‫يجلب لنفسه الغنى‪.‬‬ ‫ممارسة السياسة والنجاح في مداركها ال يدرس في الجامعات‪ ،‬ويعتمد‪،‬‬ ‫في ما يعتمد عليه‪ ،‬على كفاءات إنسانية قلما تجتمع في شخص واحد‪ ،‬كالقدرة‬ ‫على الخطابة واإلقناع والتعبئة‪ ،‬وامتالك الثقة في النفس‪ ،‬واإلصرار‪ ،‬والشجاعة‪،‬‬ ‫والجرأة‪ ،‬والحدس‪ ،‬ومعرفة اتجاهات الرأي العام وموازين القوى الوطنية‬ ‫والدولية‪ ،‬والتمكن من أسرار التفاوض و المناورة‪ ،‬واكتساب خبرات التقدم‬ ‫والتأخر‪ ،‬والجمع بين الهبة والبساطة أو التمتع بما يسمى ب»الكاريزما»‪.‬‬ ‫في المغرب؛ كانت األحزاب الوطنية ابتداء بحزب االستقالل مشتال‬ ‫ ‬ ‫لسياسيين مألوا مرحلة طويلة من فترة ما بعد االستقالل‪ ،‬وقد صعد في هذه‬ ‫األحزاب نجم المحامين و األساتذة والمهندسين واألطباء‪ ،‬والموظفين بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬وهذا يبدو منطقيا في بلد خرج لتوه من فترة الحماية وانطلق في‬ ‫تأسيس أعمدة الدولة الوطنية‪ ،‬لكن اآلن جرى ماء كثير تحت الجسر‪ ،‬ووقعت‬ ‫تحوالت في المجتمع وتشكالته‪ ،‬وطفا على السطح قطاع خاص تترسخ عروقه‪،‬‬ ‫وتزداد مساحاته‪ ،‬وتتضاعف إمكانيات توسعه ونهوضه‪ ،‬لذلك كان من الالزم‬ ‫أن تقع تقلبات في األحزاب والتنظيمات كذلك‪ ،‬وتنفتح أكثر فأكثر شهية نخب‬

‫جديدة‪ ،‬وخاصة األغنياء‪ ،‬للسياسة‬ ‫والدخول إلى معتركها‪.‬‬ ‫ قد تعلو أص��وات كثيرة‬ ‫لترجم ارتباط السياسة أواإلعالم‬ ‫بعالم المال واألع��م��ال‪ ،‬و لتربط‬ ‫بالتالي فساد السياسة بخضوعها‬ ‫للمؤسسات المالية الدولية خارجيا‬ ‫ول»مول الشكارة» داخليا‪ ،‬ولتعتبر‬ ‫بالتالي دخ���ول رج���ال األع��م��ال‬ ‫والمال لميدان السياسة فيه تنازع‬ ‫للمصالح وخراب لهيكل السياسة‬ ‫المحروس باألسالك الشائكة لغير‬ ‫رجال األعمال من محترفي السياسة‬ ‫وممتهنيها‪،‬وشياطينهاوفقهائها‪...‬‬ ‫لكن المفارقة هو أن األحزاب‬ ‫والتنظيمات السياسية دون استثناء‬ ‫تجتهد في جذب واستمالة رجال األعمال والمال ألن خوض غمار السياسة ال‬ ‫يستقيم بدون موارد مالية كاالستثمار بدون رأس المال؛ وفي هذا قصص‬ ‫كثيرة الخفي منها أعظم من الجلي‪ ،‬لذلك كان أصل االحتجاج والتشنيع على‬ ‫انخراط رجال األعمال والمال في السياسة هو الصراع السياسي نفسه بين قوى‬ ‫أو وتيارات أيدويولوجية واجتماعية‪ ،‬والمالحظ أن هذا االحتجاج يستعمل فقط‬ ‫إلرباك الخصوم واكتساب مساحات مهمة من الرأي العام‪ ،‬على اعتبار أن سلطة‬ ‫المال لها تأثير حاسم في السياسة‪ ،‬وكذا اإلعالم‪ ،‬ومن ال يمتلك هذه السلطة‬ ‫يسعى وقد يتحايل بشتى الطرق المتالكها إن لم يكن كلها فجزء منها‪.‬‬ ‫ومع ذلك تبقى السياسة مجاال مفتوحا لصراع اإلرادات واألفكار‬ ‫ ‬ ‫والمشاريع‪ ،‬وقد يصلح فيها السياسي رجل األعمال والمال مثلما قد يصلح‬ ‫المحامي واألستاذ والطبيب والمهندس والموظف إلخ‪ ،‬لكن الغرابة ال تأتي‬ ‫من ممارسة رجال المال واألعمال للسياسة‪ ،‬بل تأتي من تحول السياسة‪ ،‬عند‬ ‫البعض من غير رجال المال واألعمال‪ ،‬إلى مصعد للغنى‪ ،‬وباب للدخول إلى عالم‬ ‫المال واألعمال‪...‬؟‪.‬‬ ‫إن اإلشكال السياسي الحقيقي في المغرب هو ضبابية االختيارات‬ ‫ ‬ ‫واالصفافات السياسية لألحزاب والتنظيمات‪ ،‬الشيء الذي ينتج عنه ضبابية‬ ‫في المشهد السياسي‪ ،‬واختالط للحابل بالنابل‪ ،‬وهو ما يترك المواطن في‬ ‫حيص بيص‪ ،‬والوطن في انتظار أجواء الصفاء لرؤية المستقبل‪ ،‬والتحرر من‬ ‫أغالل وعقد الماضي‪ ،‬ثم النهوض واإلقالع‪ ،‬بثقة في النفس‪ ،‬كأمة واحدة يتسع‬ ‫حضنها لكل االختالفات في ظل دولة مدنية ديموقراطية‪ .‬‬

‫دروس في الخط العربي‬ ‫تنظم جمعية المتقاعدين بالمغرب‪ ،‬فرع طنجة‪ ،‬حصة في دروس الخط العربي‪ :‬أسسه ‪ -‬قواعده‬ ‫بالطريقة األكاديمية الصحيحة‪ ،‬تحت إشراف األستاذ عبد الخالق‪ ،‬لفائدة المتقاعدات والمتقاعدين‬ ‫وذوي الحقوق والعموم‪ ،‬وذلك يوم الخميس ‪ 18‬مارس الجاري‪ ،‬ابتداء من الساعة الرابعة والنصف‬ ‫مساء بنادي ابن بطوطةلرجال التعليم بطنجة‪.‬‬

‫اليوم العالمي‬ ‫للشعر دعوة‬ ‫إلى القيم البانية‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫‪ ‬في سنوات مضت‪ ،‬واإلنسانية تستشرف االحتفال باليوم العالمي للشعر‪،‬‬ ‫كتبت‪:‬‬ ‫اإلنسان نطفة لغوية يسعى هذا العالم اإلسمنتي المحموم على سحقها‬ ‫وتذويبها وصهرها ضمن هياكل يحكمها العجز والغموض وخطابات‬ ‫العولمة‪ ..‬‬ ‫‪ ‬هذا اإلنسان النطفة اللغوية تبقى أمامه إمكانية فريدة متجذرة جمالية‬ ‫هي العودة إلى رحم اللغة الشعرية ‪ ..‬‬ ‫في ثاني فبراير ‪ 1992‬أطلق صديقي العزيز الشاعر أحمد الطريبق أحمد‬ ‫أول دعوة من مدينة طنجة لالحتفال باليوم العالمي للشعر ؛ نشرتها جريدة‬ ‫القدس العربي وقتئذ في عددها ‪.1081‬‬ ‫ككل دعوة جمالية رافع سيدي أحمد حفظه اهلل عن جاللية وجمالية‬ ‫المتعة الشعرية‪ ،‬مركزا في مرافعته على جملة أمور منها قوله‪:‬‬ ‫«منذ آالف السنين وهذا المخلوق الوجداني يريد أن ينحت يوم ميالده‬ ‫بإزميل الكينونة البشرية»‪.‬‬ ‫«الشعر كائن يتحدى األزمنة‪ ،‬وسيظل عرس اللغة في كل محافل‬ ‫المعمور‪.» ..‬‬ ‫<<اليوم العالمي للشعر يوم للتربية الجمالية وللمطالبة بحقوق الشعر‬ ‫والشعراء>>‬ ‫«يا شعراء العالم‪ :‬اتحدوا خارج الزمن»‪.‬‬ ‫«اليوم العالمي للشعر حلبة تتناغى فيها األصوات البشرية من الصراخ‬ ‫والعويل‪ ..‬وتتناخى أصوات النخبة من أهل األرض لتصنع سمفونية األمل»‪.‬‬ ‫«يا ساسة العالم ‪ :‬دعونا نتنفس الصعداء في اليوم العالمي للشعر‪،‬‬ ‫واتركونا نشرب زرقة البحر والسماء على نخب األطفال المحاصرين في شتى‬ ‫بقاع األرض‪ ..‬نرحب بأشعة الصباح الجديد في اليوم العالمي للشعر »‪.‬‬ ‫هكذا تكلم الشاعر‪ ‬سيدي أحمد‪ ،‬ثم كان االحتفال بيوم الشعر بعد ذلك‬ ‫في مدينة الدار البيضاء بعد انصرام سنوات على دعوته‪ .‬وكان األستاذ عبد‬ ‫الرحمان اليوسفي الوزير األول في حكومة التناوب حاضرا في ذلك اليوم‬ ‫التاريخي غير المسبوق في زمن الحكومات المغربية‪ .‬‬ ‫تحية لعزيزي سيدي أحمد وتحية لألستاذ عبد الرحمان اليوسفي رمز‬ ‫الوطنية والقيم الحقوقية التي يسرت أفق المصالحة‪ .‬‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬

‫في هذا العمل‪ ،‬الذي يتخذ شكل رحلة إلى داخل‬ ‫بالد المغرب‪ ،‬يكتشف القارئ أولى مالمح االحتكاك‬ ‫السياسي والثقافي بين الغرب األوروبي ممثال بإسبانيا‬ ‫والمغرب‪ ،‬بوابة العالم العربي واإلسالمي الغربية‪ ،‬بعيد‬ ‫منتصف القرن التاسع عشر‪ .‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬م�صطفى الورياغلي‬

‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 13‬مــار�س ‪2018‬‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫ونادي الفرو�سية �آل�سي الأعرج‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫مطلوب مبادرة جادة‬ ‫وشجاعة لحماية مدينة‬ ‫طنجة من اإلفالس‬ ‫تتوالى على جماعة طنجة الحضرية عمليات الحجز على ميزانيتها‬ ‫بأمر قضائي استخالصا لحقوق الغير ممن وقع نزع ملكية أراضيهم‬ ‫وعقاراتهم بدعوى المصلحة العامة التي يصادف أن ال تكون عامة‬ ‫كأرض اإلكسبو بماالباطا وقصتها معروفة‪.‬‬ ‫مؤخرا‪ ،‬شهدت جماعة طنجة‪ ،‬عملية حجز جديدة ‪ ،‬حيث تم تنفيذ‬ ‫عشرة ملفات بمبلغ إجمالي قارب الستة ماليير درهم دفعة واحدة لفائدة‬ ‫الغير من طرف بنك المغرب بدون إشعار مسبق للجماعة‪.‬‬ ‫ومعلوم أن جماعة طنجة تشهد اقتطاعات كثيرة وبشكل مستمر‬ ‫من حسابها ببنك المغرب منذ أكتوبر ‪ ، 2015‬قاربت األربعين مليارا‪،‬‬ ‫بسبب أحكام قضائية تتعلق بنزع الملكية ما تسبب في تراكم كبير‬ ‫لديون الجماعة‪ ،‬التي تتأهب لتسجيل اقتطاعات جديدة تقدر بماليير‬ ‫الدراهم‪ ......‬و المسلسل مستمر‪.! ‬‬ ‫وللحقيقة نسجل أن ال مسؤولية لمجلس جماعة طنجة الحالي‬ ‫الذي يقوده األستاذ البشير العبدالوي في هذا الوضع الصعب بالنسبة‬ ‫لميزانية الجماعة‪ ،‬إذ أن مجموع قضايا نزع الملكية موضوع المتابعات‬ ‫القضائية تعود إلى المجالس السابقة وتحديدا المجالس األخيرة حيث‬ ‫وقع نوع من «الترامي» على ملكيات الغير‪ ،‬بدعوى المصلحة العامة‪ ،‬على‬ ‫طريقة «الفار ويسط» دون االهتمام بمصالح من انتزعت منهم أراضيهم‬ ‫دون تعويض أو بتعويض بخس ال يوازي أسعار رواج وقته‪ ،‬خاصة صغار‬ ‫الفالحين ممن ال يملكون فوق المائة أو المائتي متر مربع‪ ،‬كانت هي‬ ‫كل رزقهم وما يملكون‪ ،‬ولعل أهل طنجة يذكرون كارثة منطقة‬ ‫مغوغة الصناعية التي أنشأها الراحل الحسن الثاني سنة ‪1994‬في إطار‬ ‫«التدابيـر الملكيـة إلنعـاش طنجة بعد ما أسمـاه جاللته بـ «الزلزال‬ ‫االقتصادي» الذي ضرب طنجة» بعد إلغاء الميثاق الملكي لطتجة غداة‬ ‫إلغاء النظام الدولي‪ ،‬والقصة معروفة‪.....!!! ‬‬ ‫في هذه الظروف المغعومة باألمل والتفاؤل تشكلت لجمة برئاسة‬ ‫الماحي العراقي المدير السابق لوكالة توزيع الماء والكهرباء بطنجة‬ ‫وحددت ثمن التعويض لألراضي المنتزعة ملكيتها بدرهم واحد‪ ! ‬حين‬ ‫أقمنا ضجة كبرى تنديدا بهذا القرار المجحف رفعت اللجنة السعر إلى‬ ‫درهم و عشرين سنتيما‪.....!!! ‬‬ ‫بمثل هذه العقلية المتجبرة كانت اإلدارة تتعامل مع قضايا نزع‬ ‫الملكية وكأنها «أراض مسترجعة» أو أراض «نولوس» وهو ما خلق لدى‬ ‫الشعب شعورا بالكراهية لعملية نزع الملكية التي خصها جاللة الملك‬ ‫بفقرة هامة وبليغة عند افتتاح السنة التشريعية األولى من الوالية‬ ‫التشريعية العاشرة حيث أبرز جاللته تذمر المواطنين من الدولة بسبب‬ ‫عدم قيامها بتعويضهم عن أمالكهم أوبسبب تأخير عملية التعويض‬ ‫لسنوات أوألن مبلغ التعويض أقل من ثمن البيع المعمول به‪.‬‬ ‫ولذا نصحنا المجلس الجماعي لطنجــة أن ال يشـرع في تنفيذ‬ ‫المخطط الهيكلي الجديد لهذه المدينة الذي عرض على السكان مؤخرا‬ ‫وووجه باعتراضات فاقت ألخمسة آالف إال بعد توفير االعتمادات الكافبة‬ ‫لمواجهة قضية التعويض‪.‬‬ ‫إال أن وضعية ديون جماعة طنجة تحتاج إلى تدخل الدولة إليجاد‬ ‫حلول عاجلة وعملية لها انطالقا من مبدأ التضامن الوطني بين الدولة‬ ‫والجماعات واعتبارا ألنه من غير الالئق سياسيا ووطنيا وأخالقيا إهمال‬ ‫مدينة كبرى لتشل فيها كل أوجه الحركة والنشاط والخدمات العامة‬ ‫واالستثمارات الهادفة إلى تحقيق ظروف حياة أحسن في مدينة خصها‬ ‫جاللة الملك بمخطط تنموي شامل ليجعل منها إحدى عواصم المتوسط‬ ‫الكبرى‪.‬‬ ‫‪ ‬ونقترح على منتخبي طنجة المحليين والجهويين والبرلمانيين‬ ‫والغرف المهنية |إضافة إلى المنظمات األهلية والمثقفين والنخبة‬ ‫من األهالي أن يقوموا بمبادرة جادة وشجاعة لدى الحكومة من أجل‬ ‫إيجاد مخرج لهذه األزمة في احترام تام لحقوق المواطنين في ما يخص‬ ‫حصولهم عى تعويضاتهم المقضى لهم بها وأيضا في احترام واجب‬ ‫صيانة مصالح مدينة كبرى وحمايتها من اإلفالس‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫االقتصادية التي يمر بها المغرب ‪ ،‬في إشارة إلى مطلب الزيادة في‬ ‫األجور الذي سبق وأن تصدت له رئيسة الباطرونا‪ ،‬بن صالح بحجة‬ ‫«تهديد» التنافسية المغربية‪.....‬ولكن «اهلل غالب» !‬ ‫وبالمقابل‪ ،‬طلب رئيس الحكومة من النقابات إعداد ملفات‬ ‫واضحة لدراستها خالل ال��ح��وارات القطاعيــة‪ ،‬وتسريـع وتيرة‬ ‫المفاوضات من أجل الوصول إلى حل توافقي يرضي الجميع‪ ،‬بغاية‬ ‫«التوقيع» عليه قبل فاتح ماي المقبل‪.‬‬ ‫خالصة ‪:‬‬ ‫«الغالب اهلل» ‪ ،‬فقط‪ ،‬بالنسبة للعمال‪ ،‬وصغار الموظفين ‪ ،‬و‬ ‫«البطاليين» من خريجي المعاهد العليا ‪ ،‬حاملي الشهادات الجامعية‬ ‫التي قد ال يحلم بها العديدون من أصحاب القرار !‪....‬‬

‫شكرا أن بدأت توجه بصرك شطرالشمال حيث العشرات بل‬ ‫المئات من المآثر التاريخية الوطنية من طنجة إلى حدود بالد‬ ‫«الدايات» األتراك‪ ،‬توجد في حالة إهمال وال من يتحرك‪ ،‬قصبة‬ ‫غيالن وموقع زيليل بأحد الغربية وما حولها من مواقع محيطة‬ ‫بأصيلة إلى وليلي الرومانية ‪ ،‬مرورا بموقع باناصا‪ ،‬آثارنا بالشمال‪،‬‬ ‫تندثر كما تندثر الرسومات الصخرية بأقصى الجنوب‪....‬وال من‬ ‫يتحرك !‬ ‫شكرا أيضا على تقييد مؤسسة الغولف الملكي بطنجة على‬ ‫الئحة المواقع التاريخية ‪ ،‬ألنه يشكل فعال معلمة من معالم المغرب‬ ‫ويحيلنا على فترة تاريخية هامة من عالقات المغرب مع الدول‬ ‫األجنبية وسفرائها لدى البالط المغربي‪.‬‬

‫صبرك يارب !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫وال زالت لدينا مطالب بهذا الشأن‪ ،‬ومنها على الخصوص في‬ ‫الوقت الراهن‪ ،‬ملعب الفروسية الذي يندرج‪ ،‬بدوره ‪ ،‬في إطار التعامل‬ ‫النبيل لسالطين المغرب مع السفراء االجانب والجاليات األجنبية‬ ‫ويعتبر جامعة رياضية وطنية منذ قرنين من الزمن لتكوين أبطال‬ ‫مغاربة في فن الفروسية‪ .‬وهو يستحق كذلك أن يكنش على «لوحة‬ ‫الشرف» لمآثر المغرب‪.‬‬

‫بن�شما�س يتنازل‬ ‫ت����ك����رم رئ����ي����س م��ج��ل��س‬ ‫المستشاريـن فقبــل التنــازل عــن‬ ‫القضيــة التي تمـــت بواسطتها‬ ‫متابعة أربعــة صحافييــن‪ ،‬بتهمة‬ ‫«تسريب» معلومات محمية بقانون‬ ‫السرية والمتعلقة بجلسة االستماع‬ ‫إلى رئيس الحكومة السابق‪ ،‬من‬ ‫طرف لجنــة تقصي الحقائــق حول‬ ‫صناديق التقاعد التي شكلها مجلس‬ ‫المستشارين‪.‬‬ ‫وكــانــت النـقــابــة الوطنيــة‬ ‫للصحافة المغربية قــد توسطــت‬ ‫في القضية لدى الرئيس بنشماس‬ ‫الذي أكد أنه لم يضع شكاية ضد‬ ‫الصحافيين بل إنه‪ ،‬فقط‪ ،‬قام بإحالة الملف على النيابة العامة‬ ‫كما توصل به من رئيس لجنة تقصي الحقائق‪ .‬فما هو المدلول‬ ‫القانوني لوضع هذا الملف تحت أنظار النيابة العامة التي ليس من‬ ‫مهامها البحث عن «التسويات» السياسية‪ ،‬باألساس‪ ،‬بل تطبيق‬ ‫القانون !‬ ‫المهم أن رئيس مجلس المستشارين ورئيس لجنة تقصي‬ ‫الحقائق استجابا لوساطة نقابة الصحافة وتنازال عن الشكاية ليتم‬ ‫طي ملف آخر من ملفات متابعة الصحافيين المتواصلة‪.......‬‬

‫وال تفوتنـي الفرصــة أن أوجه عنايــة وزارة الثقافة ووزارة‬ ‫الخارجية إلى معلمة وطنية ودولية ودبلوماسية تاريخية‪ ،‬أال وهي‬ ‫«دار النيابة» التي كانت بمثابة الـ ‪ Foreing Office‬البريطاني‬ ‫أو ‪ le Qui d’Orsay‬الفرنسي‪ ،‬يوم كان السفراء المعتمدون لدى‬ ‫سلطان المغرب يقيمون بطنجة حيث كان النائب السلطاني يدبر‬ ‫عالقات المغرب الخارجية من هذه البناية‪ ،‬بوصفه المخاطب الرسمي‬ ‫للسفراء باسم المغرب؟!‬ ‫أال تستحق هذه البناية التاريخية التي تتذمر يوما عن يوم‬ ‫بسبب إهمال من ال غيرة لهم عن تاريخ بالدهم‪ ،‬تحت أنظار الحكام‬ ‫والنواب ‪ ،‬أن تسجل ضمن مآثر المغرب التاريخية وتتحول إلى متحف‬ ‫للدبلوماسية المغربية؟!‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫رقابة �أخالقية !‬ ‫يبدو أن وزارة الثقافـة عـادت‬ ‫إلى ممارسـة الرقابــة «األخالقية»‬ ‫على اإلبداعات الفنية بعد أن تكون‬ ‫قد أمرت بسحب لوحـــة تشكيلية‬ ‫للفنانة خديجة طنانـة من معرض‬ ‫جماعي دولي مقام بتطوان‪ ،‬وذلك‬ ‫بذريعة أن هذا العمل الفني يجسد‬ ‫وضعيات جنسية‪.‬‬ ‫الخبر تناقلتـه بعض وسائــل‬ ‫اإلعالم من بينها الوكالة اإلسبانية‬ ‫لإلعالم التي أخبرت أن موظفين من‬ ‫هذه الوزارة حملوا أمر ‘’السحــب’’‬ ‫بطريقــة «الشفـــوي» إلى الفنانــة‬ ‫دون توضيح‪.‬‬ ‫استغـربـت الفــنانــة من هـذا‬ ‫القرار المفاجئ خاصــة وأن العمــل‬ ‫نفسه كان قد عرض بمدينة الدار البيضاء دون مشاكل‪ ،‬وكرد فعل‬ ‫منها وضعت شريطا الصقا على فمها ويديها داخل قاعة المعرض‪،‬‬ ‫بمتحف الفن المعاصر بتطوان الذي تأبى بعض العقليات المتحجرة‬ ‫أن تقبل بدور الفن في التربية الجنسية وتأثيره على توضيح النظرة‬ ‫إلى الجنس بعيدا عن الطابوهات المتوارثة والتي تسبب الكثير من‬ ‫المعاناة للمرأة على مستوى التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة‬ ‫والتمييز على أساس النوع‪ ،‬واالغتصاب‪.‬‬ ‫يذكر أن هذا المعرض الذي يعالج قضايا تتعلق بالمرأة‪ ،‬نظم‬ ‫من طرف معهد ثيرفانتيس اللمغرب‪ ،‬بشراكة مع المعهد الثقافي‬ ‫الفرنسي ورواق الفن المعاصر «سعيدة» بمدينة تطوان‪ ،‬وبإشراف‬ ‫من وزارة الثقافة المغربية‪.‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«اهلل غالـب» !‬

‫‪ ‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬ومع اقتـراب موعــد «المسيرات النقابية» بمناسبة عيد‬ ‫الشغل‪ ،‬ومحاولة استباق مطالب المركزيات أو «تليين» مواقفهـا‬ ‫اعتبارا لـ «الظرفية» المعاكسة لرغبة الحكومة في تبني المطالب‬ ‫النقابية ‪ ،‬اجتمع رئيس الحكومة إلى ممثلي المركزيات النقابية‬ ‫األكثر تمثيلية‪ ،‬في أولى جوالت الحوار االجتماعي الذي تم «إحياؤه»‬ ‫بعد بوار‪.....‬‬ ‫وحسب مصادر إعالمية‪ ،‬فإن العثماني لم يذهب بعيدا عن حلقة‬ ‫النوايا الحسنة والرغبة األكيدة في تبني المطالب النقابية لفائدة‬ ‫الشغيلة المغربية‪ ،‬إال أنه حاول تحسيس مخاطبيه بصعوبة الظرفية‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫‪ 46.2‬مليار لدعم غرف التجارة‬

‫‪ ‬‬

‫مبروك !‬ ‫فازت غرف التجارة والصناعة والخدمات بالجهات اإلثنتي عشرة‬ ‫بدعم مباشر من الوزارة الوصية التي يتوالها حفيظ العلمي يبلغ‬ ‫‪ 452‬مليون درهم !‬ ‫الغرض تمويل مخططات التنمية الخاصة بالغرف بالجهات‪.‬‬ ‫الحكومة فسرت هذا الدعم بكونه سوف يساهم في «إحداث‬ ‫نموذج تدبير فعال» و «خدمات تستجيب الحتياجـات األعمــال‬ ‫والشركات على مستوى المعلومات والمواكبة»‪ .‬وتعزيز االقتصاد‬ ‫المحلي عبر النهوض بالشركات ومنافسة منتجاتها في األسواق‬ ‫العالمية بغاية تعزيز التجارة الخارجيــة الوطنية‪ ،‬اعتبارا إلى أن‬ ‫«المخططات التنموية الجديدة‪ ،‬ستفتح آفاقــا جديدة لمواكبـــة‬ ‫استثمارات المقاوالت المتوسطة والصغيرة في الجهات»‪ .‬خاصة‬ ‫وأن ‪ 95‬بالمائة من الشركات المغربية‪ ،‬تصنف في خانة المؤسسات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬و أن دعمها سيمكن من تحسين الخدمات‪.‬‬ ‫كالم معقول !‬ ‫إال أن الرأي العام ال يعلم شيئا عن «مخططات التنمية الخاصة‬ ‫بالغرف التجارية»‪ ،‬كما أنه يجهل كل الجهل وجود «المخططات‬ ‫التنموية الجديدة»‪ .‬الشائعُ هو أن المغرب يبحث عن «نموذج‬ ‫تنموي جديد» بعد «فشل» النموذج التنموي القديم ! دون النبش‬ ‫في أسباب ذاك الفشل !‬ ‫ثم إن التبريرات المقدمة من الحكومة لهذا الدعم المليوني‬ ‫الهام والذي يحق للغرف المغربية االستفادة منه‪ ،‬تحمل الغرف‬ ‫«تكاليف وأعباء» تفوق إمكانياتها‪ ،‬بل وقد تعجز دونها وزارة‬ ‫االقتصاد ذاتها‪ ،‬من «إح��داث نموذج تدبير فعال» و «خدمات‬ ‫تستجيب الحتياجات األعمال والشركات على مستوى المعلومات‬ ‫والمواكبة»‪ .‬وتعزيز االقتصاد المحلي عبر النهوض بالشركات‬ ‫ومنافسة منتجاتها في األس��واق العالمية بغاية تعزيز التجارة‬ ‫الخارجية الوطنية‪.‬‬ ‫رجال األعمـال‪ ،‬ياسيـدي‪ ،‬بحاجة‪ ،‬بالدرجـة األولى‪ ،‬إلى حســن‬ ‫االستقبال في كل المحافل التي يقصدونها‪ ،‬وإلى توفر المعلومات‬ ‫الدقيقة‪ ،‬وسهولة تدفق المعلومات وتداولها‪ ،‬وسرعة االستجابة‬ ‫لمطالبهم اإلداري��ة والمالية‪ ،‬ألنها أصال ال تحتمل البيروقراطية‬ ‫التي ينكوي بها المواطنون‪ ،‬من الجماعة إلى الوزارة‪ .......،‬إلى يوم‬ ‫القيامة !!!!‪........‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫انتحار األطفال بالمغرب‪ ...‬عندما أصبح دور‬ ‫األسرة المغربية مقتصراً على الوالدة فقط‬

‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫يخطفهــم المــوت من بيـن أحضـــان‬ ‫عائالتهم دون سابق إنذار‪ ،‬أطفال لم يعيشوا‬ ‫من الحياة سوى بدايتها‪ ،‬فكروا ونفذوا دون‬ ‫استشارة أو إثارة شبهات‪ ،‬فغادروا نحو عالم غي ِر‬ ‫ذلك الذي لم يمكنهم من العيش براحة تامة‪،‬‬ ‫آملين إيجاد حلول بالعالم اآلخر الذي رأوا فيه‬ ‫الحل األخير‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قد يعتبره البعض موضوعًا ثانويا لقلة‬ ‫المعلومات عنه‪ ،‬لكنه أصبح بالنسبة للكثيرين‬ ‫هاجسًا مؤر ًقا‪ ،‬خاصة منهم اآلباء الذين فقدوا‬ ‫فلذات أكبادهم في لمح البصر‪ ،‬ممّن ذهبوا‬ ‫دون ترك أثر غير عالمات استفهام كثيرة‬ ‫ومحيرة‪.‬‬

‫لكل ظاهرة أسبابها‬

‫لم يحصل إجماع حول أسباب لجوء األطفال‬ ‫إلى إنهاء حياتهم‪ ،‬إال أن المشاكل الكبرى التي‬ ‫ّ‬ ‫تشكل ضغطاً عليهم معروفة وواضحة‬ ‫قد‬ ‫بالنظر لبنيتهم النفسية الهشة‪ ،‬وفي المغرب‬ ‫وبالنظر لعدة عوامل اجتماعية‪ ،‬دينية وثقافية‪،‬‬ ‫تحُول دون اإلفصاح عن حاالت اإلنتحار وكشف‬ ‫أسبابه‪ ،‬يتعقد األمر أكثر ويصعب على الباحثين‬ ‫العمل على تحديد مالبساته القبلية‪.‬‬ ‫ومن منظور بسيكولوجي يرى رضا امحاسني االختصاصي‬ ‫النفسي‪ ،‬أن موضوع انتحار األطفال في المغرب أو في مجتمعات‬ ‫أخرى مشابهة يظل طابو‪ ،‬وذلك راجع للثـقل الديني والثقافي‬ ‫اللذان ال يسمحان به‪ ،‬مما يجعل اإلنتحار متنكرًا دائما في زيّ‬ ‫الحادث العرضي‪ ،‬والسبب األساسي حسبه « منع الثقافة والدين‬ ‫من تقديم التعازي في المنتحر والمشاركة في مراسيم جنازته‪،‬‬ ‫وألن مأواه جهنم فالمنفذ لفعل اإلنتحار يظل مسكوت عنه»‪.‬‬ ‫وعن األسباب األساسية في تفكير األطفال في اإلنتحار أو‬ ‫اإلقدام عليه‪ ،‬يقول رضا امحاسني أنه يحدث بعد حالة التعاسة‬ ‫واإلكتئاب التي تتولد إمّا بسبب الوسط المرضي الذي يعيش‬ ‫الطفل داخله‪ ،‬أو بسبب حالة طالق أو وفاة مفاجئة‪ ،‬ويحدث هذا‬ ‫حسب الدكتور امحاسني ألن تربية الطفل في مجتمعنا تقوم على‬ ‫فكرة تربية إنسان غير مكتمل‪ ،‬يتولد عنها سلوكات وأفعال تأتي‬ ‫بنتائج وخيمة‪.‬‬ ‫وفي غياب أرقام واضحة حول الموضوع‪ ،‬اعتمد الدكتور‬ ‫على الممارسة والتجربة ليستنتج أن غالبية األطفال الذين‬ ‫يقومون باإلقدام على اإلنتحار هم األطفال متخلى عنهم مبكرًا‪،‬‬ ‫أو مضطهدين معنويًا أو معتدى عليهم جنسيا‪ ،‬يعانون لهذه‬ ‫األسباب من الهشاشة العاطفية والنفسية‪ ،‬تتولد عنها سلوكيات‬ ‫عدائية أو انطوائية وأحيانًا إجرامية‪ ،‬ومن أكثرها خطورة اإلنتحار‪.‬‬ ‫وعن مؤشرات المرض النفسي المزمنة عند األطفال‪ ،‬يؤكد‬ ‫الدكتور أنها المؤشرات نفسها عند اإلنسان البالغ‪ ،‬كاالضطرابات‬ ‫في السلوكيات العاطفية والحسية‪ ،‬أو اإلضطراب في التحصيل‬ ‫الدراسي‪ ،‬أو مؤشرات اإلنطواء وعدم اإلندماج في المحيط‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى اإلحساس بالنقص وبالهوية السلبية داخل الوسط‬ ‫الذي يحيط بالطفل المنتحر‪.‬‬ ‫أما عن عالقة الطفل باإلنتحار‪ ،‬فتبقى بالنسبة لألطباء‬ ‫النفسيين مغايرة عن عالقة البالغ بها‪ ،‬وذلك الختالف اإلدراك عند‬ ‫كليهما‪ ،‬فبينما يكون غرض البالغ إنهاء الحياة‪ ،‬يعتقد الطفل أنه‬ ‫باإلنتحار سيتمكن من إنهاء المعاناة فقط‪ ،‬وهنا يؤكد الدكتور‬ ‫امحاسني أنه من بين مجموع األطفال‪ ،‬يكون الطفل المختلف‬ ‫(المريض أو المعاق أو صاحب البشرة الداكنة أو األشهب مثال) هو‬ ‫األكثر عرضة لإلضطهاد الذي تتولد عنه العقد النفسية‪ ،‬لهذا فهم‬ ‫األكثر عرضة للتفكير في اإلنتحار‪.‬‬

‫اللوم والمسؤولية المشتركة‪ ‬‬

‫ترى نجية أديب رئيسة جمعية ماتقيش والدي‪ ،‬أن الطفل‬ ‫عندما يلجأ لإلنتحار تكون له أسباب غالبًا ما تندرج في خانة‬ ‫األمراض النفسية‪ ،‬منها ما ينتج عن اإلغتصاب والتحرش الجنسي‬ ‫كما تعاين المتحدثة داخل جمعيتها‪ ،‬إذ تؤكد أن كل الحاالت‬ ‫التي تم استقبالها بعد اإلعتداء عليها حاولت التخلص من الحياة‬ ‫بمختلف الطرق‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى الجريمة التي ارتكبت في حقه‪ ،‬تقول أديب ّ‬ ‫إن‬ ‫الطفل المغتصب كمثال‪ ،‬يالقي تهميشًا معنويا وماديا من قبل‬ ‫أسرته‪ ،‬التي ال تبالي بترسبات اإلعتداء‪ ،‬بل وتتجاوز ذلك لتقوم‬ ‫بتأنيبه ولومه‪ ،‬ولهذا فالمسؤولية حسبها تتحملها األسر بالدرجة‬ ‫األولى‪’‘ ،‬إذ أنها السبب األساسي في تفكير الطفل في اإلنتحار’’‪،‬‬ ‫وتع ّلل أديب ذلك بسلوكيات األسر المغربية خاصة اتجاه الفتيات‪،‬‬ ‫اللواتي يعانين داخلها من تفضيل الذكر عليهن‪ ،‬مما يولد عُقدًا‬ ‫نفسية كثيرة لدى اإلناث وحقدا دفينا ال نعلمه إال بعد فوات األوان‪.‬‬ ‫الحل في نظر الحقوقية المهتمة بالطفولة المغربية‪ ،‬هو تربية‬ ‫األسرة المغربية من جديد‪ ،‬وذلك من أجل أن تتمكن من تربية‬ ‫أجيال جديدة بمنظور جديد‪ ،‬فعدم وعي األسرة ومعرفتها بأهمية‬ ‫الشق النفسي في تربية األطفال يترسب عنه مشاكل بالجملة‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى األسرة‪ ،‬لم تنكر أديب كون الدولة تساهم من‬ ‫جهتها في تأزيم وضعية األطفال المغاربة‪ ،‬فهي تتحمل مسؤولية‬ ‫كبيرة بإهمالها لمجال الصحة النفسية‪ ،‬وتتمادى في تقصيرها‬ ‫بعدم توفر اختصاصيين نفسيين في المدارس‪ ،‬خاصة بعدما‬ ‫أصبح دور األسرة المغربية مقتصرًا على الوالدة فقط‪ ،‬لتصبح‬ ‫التربية مسؤولية تتشارك فيها كل من الدولة والمجتمع واإلعالم‪.‬‬

‫اجتماعيا‪ :‬االنتحار وصمة عار‬

‫يتفق التحليل اإلجتماعي والنفسي كون انتحار شخص راشد له‬ ‫أسباب متراوحة ما بين نفسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬لكن انتحار‬ ‫طفل مراهق ال يرتبط غالبًا إال باألزمات النفسية التي يعيشها‬ ‫والمرتبطة أساسا بفترة المراهقة أو إرهاصاتها األولى‪.‬‬ ‫وهنا يعتبر يوسف معضور الكاتب المتخصص في القضايا‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬أن تلك الفترة العمرية تكون حاسمة في حياة‬ ‫الفرد كمرحلة تشهد مجموعة تحوالت على المستوى النفسي‬ ‫والفيزيولوجي‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يمكن اعتبار عوامل أخرى مثل‬

‫مشاهدة األفالم الدرامية كمحفزات سلبية على‬ ‫والدة فكرة اإلنتحار لدى الطفل‪ ،‬حيث تكوّن له‬ ‫صورة أوضح حولها من حيث التوقيت و األداة‪.‬‬ ‫ويعتبر يوسف معضور أن ظاهرة اإلنتحار من‬ ‫بين الظواهر الصادمة في المجتمع الرتباطها‬ ‫القوي بمسألة الموت بطريقة غير شرعية‪ ،‬أي قتل‬ ‫نفس بغير حق حسب المنظور الديني‪ ،‬لذلك تبقى‬ ‫وصمة عار على جبين عائلة المنتحر التي تحاول‬ ‫قدر اإلمكان إخفاءها والتستر عليها‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى تخاف تلك العائالت سماع اللوم و العتاب‬ ‫من طرف المحيط العائلي فيما يخص تقصيرها‬ ‫في مسألة تربية األبناء واإلعتناء بهم‪.‬‬ ‫اإلشتغــال على التكوين النفسي والتربوي‬ ‫للطفــل هو من بين اآلليــات األساسيـة التي‬ ‫ستمكن المجتمع من تفادي تفاقم الظاهرة‬ ‫حسب يوسف معضور‪ ،‬وذلك من خالل العمل على‬ ‫تطوير البرامج التعليمية وكذلك البرامج التلفزية‬ ‫واإلذاعية خاصة الموجهة لجمهور عريض‪ ،‬هو‬ ‫ما سيساهم في الحد من ظاهرة انتحار األطفال‪،‬‬ ‫ولتقوية المناعة الفكرية لديهم وتحفيزهم أكثر‬ ‫على البحث عن البدائل اإليجابية حينما تصادفهم بعض المشاكل‬ ‫وتدفعهم إلى البحث عن الخالص‪ .‬‬ ‫وتستمر الظاهرة التي يعتبرها المجتمع وصمة عار‪ ،‬في اجتثاث‬ ‫أرواح أطفال أبرياء لم يدركوا عواقب فعلتهم‪ ،‬ليفارقوا الحياة قبل‬ ‫الشروع فيها‪ ،‬وفي انتظار تحديد المسببات وبلورة آليات الحماية‬ ‫الفعالة أو أساليب للحد منها‪ ،‬يأمل من اكتووا بنارها أن يتم‬ ‫التحرك من أجل مواجهتها‪.‬‬

‫بعـض النصـائــح لبعض األسـر ع ّلها تنقــذ‬ ‫أطفالها من هذه الظاهرة‬

‫ربما من أهم ما يجب على األسر القيام به هو إيالء الطفل‬ ‫اإلهتمام الكافي واإلشباع العاطفي بالتعبير عن الحب والتواصل‬ ‫الجسدي معه‪ ،‬واإلستماع إليه‪ ،‬والسماح له بالتعبير عن مشاعره‬ ‫ومناقشتها‪ ،‬و عند قيامه بشيء ال يصح‪ ،‬هنا نستخدام أساليب‬ ‫تعديل السلوك غير العنيفة مع الطفل‪ ،‬والبُعد عن الشتائم وعدم‬ ‫اإلنتقاص من قيمته‪ ،‬ومناقشته في أخطائه ومنحه فرصة توضيح‬ ‫موقفه‪ ،‬واستخدام أساليب عقاب تتناسب مع حجم الخطأ الذي‬ ‫ارتكبه وليس مع حجم غضب األب أو األم‪.‬‬ ‫في حالة الترمل أو فقدان الوظيفة أو الخالفات الزوجية‬ ‫أو اإلنفصال‪ ،‬على األم و األب تجنّب الحديث إلى الطفل عن‬ ‫مشاعرهم السلبية‪ ،‬وإشعارهم بأنه مسؤول عنهم ويمكنه‬ ‫مساعدتهم‪ .‬فالطفل يبقى طف ً‬ ‫ال وال يستطيع تحمّل عبء مشاعر‬ ‫أحد‪ ،‬ألنه لم ينضج انفعالياً بالدرجة الكافية للتعامل مع ألمهم‬ ‫أو تحمّله عنهم‪ .‬وتعتبر إساءة نفسية كبيرة للطفل تحمّله عبئاً‬ ‫نفسياً ال يطيقه‪ ،‬وتقتل رغبته في الحياة‪.‬‬ ‫مراقبة محتوى ما يشاهده األطفال في التلفزيون واأللعاب‬ ‫االلكترونية والحديث المستمر معه في شأن ما يشاهد ويسمع‪،‬‬ ‫الطفل يراقب و ال يترك للعالم الخارجي يربيه و يختار له مساره‪،‬‬ ‫األمر بسيط ال يحتاج إلى عبقرية‪ ،‬و إذا الحظت األسر أياً من‬ ‫عالمات اإلنتحار أو هدّد الطفل باإلنتحار أو أبلغ أحد أصدقائه نيته‬ ‫ذلك‪ ،‬يجب التحدث اليه فوراً‪ ،‬و ال يترك وحده‪ ،‬و من ثم البحث عن‬ ‫اختصاصي ليساعد األسرة في التعامل مع الموضوع‪.‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫ندوة بمدينة المضيق تميط اللثام عن انتهاكات حقوق‬ ‫النساء المحتجزات بتندوف‬

‫احتضنت مدينة المضيق ندوةعلمية وطنية حول‬ ‫موضوع الدفاع عن النساء المحتجزات بتندوف من خالل‬ ‫القانون الدولي والعمل الديبلوماسي الرسمي والموازي‪،‬‬ ‫نظمتها الهيئة الوطنية لحقوق اإلنسان بشراكة مع وزارة‬ ‫الدولة المكلفة بحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وأوصى المشاركون في ختام الندوة بضرورة توفير‬ ‫الحماية الدولية للنساء المحتجزات بتندوف‪ ،‬وتمكينهن‬ ‫من حــق العودة إلى الوطــن األم‪ ،‬وتحميــل الجزائـــر‬ ‫المسؤولية الدولية عن انتهاكات حقوق اإلنسان التي‬ ‫تطال النساء المحتجزات استنادا إلى القانون الدولي‪.‬‬ ‫في اإلطار ذاته‪ ،‬خاض الباحث منير أو خليفا في‬ ‫أهمية االلتفاف الوطني حول مسألة الدفاع عن حقوق‬ ‫النساء المحتجزات بمخيمات تندوف‪ ،‬مركزا في حديثه‬ ‫على الفصل ‪ 38‬من الدستور الذي يلزم الجميع‪ ،‬أفرادا‬ ‫وجماعات ومؤسسات عمومية ومنتخبة وجمعيات وهيئات‬ ‫حقوقية ومدنية‪ ،‬من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية‬ ‫للمملكة‪ ،‬وربطها باألدوار التي يجب أن يلعبها الجميع‬ ‫في مسألة الترافع الرسمي والموازي من أجل الدفاع عن‬ ‫حقوق النساء المحتجزات بتندوف‪.‬‬ ‫فيما تناول الدكتور حكيم التوزاني حماية حقوق‬ ‫النساء المحتجزات في مخيمات تندوف من خالل القانون‬

‫الدولي «ليطرح إشكالية تحديد الوضعية القانونية‬ ‫لمحتجزي مخيمات تندوف قصــد سبــر أغوار الوضعية‬ ‫الحقوقية للنساء في هذه المنطقة‪ ،‬محددا المركز‬ ‫القانوني لساكنة تندوف قصد تحديد الوضع الحقوقي‬ ‫للنساء المحتجزات بالمخيمات باعتبارهن الفئة الهشة في‬ ‫المعادلة اإلنسانية‪ ،‬ومتنقال بعد ذلك للبحث عن دالئل‬ ‫تحديد المسؤولية الدولية عن الوضعية المزرية التي‬ ‫تعيشها نساء المخيمات‪ ،‬في أفــق رصــد آليات المتابعة‬ ‫الجنائية‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬تقدم الدكتــور عبد الرحمان‬ ‫البدراوي بمداخلة حملت عنوان‪« :‬دور الجزائر في الوضع‬ ‫بتندوف» تطرق فيها إلى أن قضية الصحراء هي قضية‬ ‫كل المغاربة وأن الصحراء مغربية بدون منازع‪ ،‬مثبتا‬ ‫ذلك بوثيقة تعود إلى سنة ‪ 1824‬التي تعد من بين‬ ‫آالف الوثائق الصادرة آنذاك والتي تؤكد أن الصحراء‬ ‫مغربية‪.‬‬ ‫فيما ركزت مداخلـــة محسن النـــدوي حول «دور‬ ‫الدبلوماسية الرسمية في الدفاع عن النساء المحتجزات‬ ‫بمخيمات تندوف» حيث ناقشت بدورها العالقات التي‬ ‫تقوم بها الدولة المغربية ألجل الوصول إلى حلول عملية‪،‬‬ ‫وتحدثت عن القوة التي تستمدها الدولة المغربية من‬

‫خالل الحقوق الشرعية‪ ،‬دون إغفال اإلكراهات التي‬ ‫تعيق الدولة في هذا الشأن‪ .‬كما ناقش الباحث وضعية‬ ‫المحتجزين بمخيمات تندوف من خالل الوضعية التي‬ ‫تعيشها النساء المحتجزات بالمخيمات وأن االعتماد في‬ ‫المعيشة مرتبط بالمساعدات‪ ،‬وفي األخير تطرق إلى‬ ‫المعايير المحددة لوضعية المحتجزين‪ ،‬والمتمثلة في‬ ‫ثالثة محددات ‪ :‬طابع اجتماعي‪ ،‬طابع سياسي ‪ ،‬وطابع‬ ‫قانوني‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬تكلمت فاطمة مهاجر عن «الدبلوماسية‬ ‫الموازية ودورها في الترافع أمام المنتظم الدولي بشأن‬ ‫وضعية النساء المحتجزات بمخيمات تندوف»‪ ،‬متناولة‬ ‫استراتيجيات وتقنيات التعاطي مع المرافعة من أجل‬ ‫الدفاع عن النساء المحتجزات بتندوف في عالقة وطيدة مع‬ ‫مختلف األشكال واآلليات المتوفرة من أجل إظهار الحقيقة‬ ‫وتقريب الواقع المعيش لهؤالء النساء‪ ،‬باعتماد مقاربة‬ ‫النوع االجتماعي في التعاطي مع الموضوع‪ .‬مع استعراض‬ ‫بعض التجارب ‪ :‬النساء الفلسطينيات‪ ،‬نساء الشعوب‬ ‫األصلية بدول أمريكا الالتينية وبكندا‪ ،‬والتركيز على نقط‬ ‫القوة والضعف في هذه التجارب‪.‬‬

‫إلهام بنجدية‬

‫األمطار تستمر في كشف عيوب البنية التحتية بالشمال‬ ‫وارتفاع منسوب األودية يهدد السكان‬

‫كشف استمرار تهاطل األمطار الغزيرة بمناطق الشمال‪،‬‬ ‫منذ يوم الخميس الماضي‪ ،‬المزيد من عيوب البنية التحتية‬ ‫التي ظهر أنها غير قادرة على الصمود لوقت أطول أمام‬ ‫سوء األحوال الجوية والرياح العاصفية‪ ،‬فضال عن ارتفاع‬ ‫منسوب بعض األودية بشكل غير مسبوق‪ ،‬وتهديد العديد‬ ‫من األحياء العشوائية بالغرق نتيجة الفيضانات‪ ،‬كما هو‬ ‫الحال بالنسبة لوادي مرتيل الذي هدد مجموعة من األحياء‬ ‫بتطوان‪ ،‬وخلق حالة من الهلع في نفوس سكان حي‬ ‫كويلمة‪ ،‬خاصة مع استمرار التساقطات المطرية‪.‬‬ ‫هذا وتحولت العديد من شوارع مدن تطوان ومرتيل‪،‬‬ ‫المضيق والفنيدق‪ ،‬وكذا شفشاون إلى وديان جارفة‪ ،‬نتيجة‬ ‫غياب البنية التحتية الالزمة‪ ،‬وانتشار معضلة البناء العشوائي‬ ‫الذي يساهم في تفشي مظاهر الفوضى‪ ،‬ناهيك عن مشاكل‬ ‫أخرى مرتبطة بإعادة الهيكلة‪ ،‬واستنزاف المال في العام‬ ‫أشغال ترقيعية يصعب أن تحول دون أخطار الفيضانات‬ ‫ومشاكل انسداد القنوات الخاصة بتصريف مياه األمطار‪،‬‬ ‫نتيجة غياب الصيانة المستمرة‪.‬‬ ‫وحسب مصادر متطابقة‪ ،‬فقد عاشت المصالح المسؤولة‬ ‫بإقليم شفشاون حالة استنفار قصوى‪ ،‬بسبب ارتفاع مستوى‬ ‫األودية بالمناطق القروية وكذا منطقة رأس الماء السياحية‬ ‫داخل المدار الحضري‪ ،‬إلى جانب استمرار انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي عن العديد من المناطق النائية‪ ،‬بسبب صعوبة‬ ‫تدخل مصالح المكتب الوطني للماء والكهرباء في ظل‬ ‫استمرار الرياح العاصفية واألجواء الماطرة بالجبال‪ ،‬حيث‬ ‫بادر مجموعة من الشباب إلى التعاون إلبعاد بعض األعمدة‬ ‫الكهربائية عن الطرق وإعادة تثبيت بعضها‪ ،‬مع ما يشكله‬ ‫ذلك من خطر على حياتهم وسالمتهم الجسدية‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر نفسها أن ظاهرة البناء العشوائي‬

‫تساهم في ارتفاع حجم الخسائر المادية بين السكان‪ ،‬عند‬ ‫كل تساقطات مطرية تعرفها مدن الشمال‪ ،‬لذلك تجب‬ ‫محاسبة اللوبيات المسؤولة عن انتشار الظاهرة‪ ،‬وعالقاتها‬ ‫الخفية والمتشعبة مع السياسيين بالمجالس الجماعية‪،‬‬ ‫الذين يستغلون فوضى التعمير من أجل توسيع القاعدة‬ ‫االنتخابية وضمان الفوز بالمنصب السياسي لقضاء المصالح‬ ‫الشخصية الضيقة‪ ،‬مقابل إهمال ملفات وقضايا الشأن العام‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫وكشفت المصادر ذاتها أن األحياء العشوائية تنتشر‬ ‫بشكل مكثف بجماعات أزال‪ ،‬تطوان وواد لو ‪ ،‬وإقليم المضيق‬ ‫ـ الفنيدق‪ ،‬حيث يعاني سكانها من غياب البنية التحتية‬ ‫والطرق‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للطريق المؤدية إلى حي‬ ‫البوير العشوائي بأزال‪ ،‬حيث تمنع األوحال أثناء تساقط‬

‫األمطار السكان من الوصول إلى منازلهم‪ ،‬دون إغفال‬ ‫الصعوبات التي يعانيها التالميذ من أجل الوصول إلى‬ ‫المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫يذكر أنه عند كل موسم تساقطات مطرية يتأكد‬ ‫فشل المجالس الجماعية بالشمال في التعامل مع حاالت‬ ‫الطوارئ‪ ،‬بسبب عدم تجنيد فرق خاصة للتدخل في الحاالت‬ ‫التي تتطلب االستعجال وتوفير اللوجستيك الضروري‪ ،‬حيث‬ ‫ما زال االعتماد على وسائل تقليدية هو السائد‪ ،‬عوض‬ ‫االهتمام بشروط الصحة والسالمة والوقاية من األخطار‪،‬‬ ‫والتخطيط المسبق للتعامل مع نشرات الطقس اإلنذارية‪،‬‬ ‫علما أن بعض النقط السوداء تتكرر بها المشاكل نفسها‬ ‫وتهددها الفيضانات عند كل موسم أمطار‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫ثاني اعتداء في أسبوع واحد ضد األساتذة يهز العرائش‬ ‫هز ثاني اعتداء ضر أساتذة في غضون أسبوع فقط‪،‬‬ ‫مدينة العرائش ‪ ،‬وذلك إثر تعرض أستاذ العتداء وصف‬ ‫بالبشع من قبل عائلة بأكملها‪ ،‬هاجمته‪ ،‬يوم السبت‬ ‫الماضي‪ ،‬داخل قاعة الدرس بالمدرسة االبتدائية المهدي‬ ‫بن تومرت‪.‬‬ ‫وحسب بعض المعطيات المتوفرة‪ ،‬فإن أقارب أحد‬ ‫التلميذات أصيب بما يشبه هيجانا في ظروف غامضة‪،‬‬ ‫فاتجهت العائلة والمكونة من خمسة أشخاص صوب قاعة‬ ‫الدروس‪ ،‬لالعتداء على هذا األستاذ‪ ،‬وذلك أياما فقط من‬ ‫مهاجمة عصابة ملثمة أستاذة أخرى بالمدينة‪.‬‬ ‫وذكرت بعض المصادر أن هؤالء أحدثوا هلعا داخل‬ ‫المؤسسة‪ ،‬بعد اقتحامها على شاكلة العصابات‪ ،‬حيث‬

‫هاجموا الحارس محدثين هلعا وذعرا كبيرا في صفوف‬ ‫التالميذ واألساتذة من هول الصدمة‪ ،‬حيث عمدوا إلى‬ ‫إغالق القسم على األستاذ وأبرحوه ضربا بعد إسقاطه على‬ ‫األرض‪ ،‬ما أدى إلى إصابته بإغماء‪ ،‬قبل أن يتم نقله صوب‬ ‫المستشفى المحلي‪.‬‬ ‫هذا وعابت بعض المصادر تسجيل تأخر المصالح‬ ‫األمنية المكلفة بحماية المؤسسات التعليمية من مثل‬ ‫هذه االعتداءات‪ ،‬والتي وصلت بشكل متأخر‪ ،‬حيث جرى‬ ‫فتح تحقيق دقيق للوقوف على مالبسات الحادث‪ ،‬فيما فر‬ ‫المعتدون نحو وجهة مجهولة‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬وعقب هذا االعتداء‪ ،‬دخلت إطارات‬ ‫نقابية على خط القضية‪ ،‬مطالبة بوضع حد لما وصفته‬

‫باالستهتار بقيم المدرسة العمومية‪ ،‬وتعريض األطر‬ ‫لالعتداءات البشعة‪ ،‬بعد يومين فقط من إصابة أستاذة‬ ‫مادة الموسيقى بجروح ورضوض في مختلف أنحاء جسمها‪،‬‬ ‫بعد أن هاجمها مجهولون ملثمون أمام مؤسستها‬ ‫التعليمية‪ ،‬فيما غادر األستاذ الضحية المستشفى وأكد‬ ‫لمصادر نقابية أنه يجهل خلفيات االعتداء عليه‪ ،‬في حين‬ ‫تلفظ أفراد العائلة أثناء االعتداء عليه‪ ،‬بأنه عرض ابنتهم‬ ‫التلميذة للضرب وهو ما نفاه األستاذ جملة وتفصيال‪،‬‬ ‫مؤكدا أن هناك مساطر قصد الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬وليس‬ ‫اقتحام المؤسسة وتعريضه للضرب‪ ،‬ما أدى إلى إرساله‬ ‫صوب المستشفى في ظروف مزرية وفي سابقة من نوعها‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫ترقب في جماعات‬ ‫الشمال لقرارات‬ ‫تأديبية‬

‫خلف اجتماع تواصلي رفيع المستوى‪ ،‬نظمه المجلس‬ ‫الجهوي للحسابات‪ ،‬بمقر والية جهة طنجة يوم الثالثاء‪،‬‬ ‫ترقبا لدى المنتخبين الذين حضروا أشغاله‪ ،‬خاصة وأنه‬ ‫تزامن مع التحركات المكثفة التي تقوم بها المفتشية‬ ‫العامة لوزارة الداخلية‪ ،‬في عدد من الجماعات الترابية عبر‬ ‫مختلف أقاليم التراب الوطني‪ ،‬األمر الذي جعل عددا من‬ ‫المسؤولين الجماعيين يتساءلون عما إذا كانت أم الوزارات‬ ‫تتجه لتغييرات قادمة في أجل قريب‪.‬‬ ‫وحضر أشغال اللقاء المذكور الذي استغرق حوالي‬ ‫أربع ساعات ونصف‪ ،‬رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة‪،‬‬ ‫إلياس العماري‪ ،‬ورؤساء الجماعات القروية والمدن‪ ،‬ورؤساء‬ ‫مجالس العماالت واألقاليم‪ ،‬ورؤساء مجموعة الجماعات‬ ‫الترابية‪ ،‬ومدراء المصالح الخارجية التابعة للقطاعات‬ ‫الحكومية اآلمرين بالصرف‪ ،‬وأطره كل من رئيس المجلس‬ ‫الجهوي للحسابات‪ ،‬ووكيل الملك لدى المجلس‪ ،‬ووالي‬ ‫الجهة محمد اليعقوبي‪.‬‬ ‫ولئن كانت طبيعة اللقاء حسب ما أكده مصدر‬ ‫مطلع ل»أخبار اليوم»‪ ،‬ذا طابع «تحسيسي صرف»‪ ،‬هدفه‬ ‫تقديم شروحات حول «دور المجلس الجهوي للحسابات‬ ‫في تحسين الحكامة المحلية‪ ،‬وتعزيز ربط المسؤولية‬ ‫بالمحاسبة»‪ ،‬إال أن مصادر من المنتخبين حضرت أشغال‬ ‫االجتماع التواصلي ‪ ،‬لم تستبعد أن يكون اللقاء الذي‬ ‫تضمن «إشارات تنبيه» لمن يعنيهم األمر في اتجاه اتخاذ‬ ‫مزيد من الحيطة‪ ،‬تمهيدا ل»زلزال إداري» قد يعصف‬ ‫برؤساء عدة جماعات‪.‬‬ ‫وكشفت مصادر من داخل االجتماع المذكور‪ ،‬أن قضاة‬ ‫مجلس إدريس جطو‪ ،‬قدموا عروضا قانونية تتعلق باإلطار‬ ‫القانوني المنظم للمجلس الجهوي للحسابات‪ ،‬ودوره‬ ‫في المراقبة وكيفية تطبيق المساطر القانونية‪ ،‬وقدموا‬ ‫شروحات للمنتخبين حول مسؤولياتهم في تبرير أوجه‬ ‫صرف فصول الميزانية الذاتية للمجالس التي يترأسونها‪،‬‬ ‫ونبهوا إلى اختالالت شائعة تعكس «جهال أو استهتارا»‬ ‫من لدن بعض المنتخبين» على مستوى التدبير اإلداري‬ ‫والمالي للمؤسسات المنتخبة‪.‬‬ ‫ومن بين المحاور التي تطرق إليها قضاة جطو‪ ،‬تضيف‬ ‫مصادر «أخبار اليوم»‪ ،‬موضوع «التصريح بالممتلكات»‪،‬‬ ‫حيث شدد وكيل الملك بالمجلس الجهوي للحسابات‪ ،‬على‬ ‫المنتخبين الحاضرين بأشغال اللقاء التحسيسي‪ ،‬أن يكونوا‬ ‫ملزمين بجرد ممتلكاتهم‪ ،‬والتأكد من صحة التصاريح‬ ‫عند بداية المهام االنتدابية وأثناء الممارسة وبعد مغادرة‬ ‫مناصب المسؤولية‪.‬‬ ‫ونبه المسؤول القضائي إلى أن تقديم البيانات غير‬ ‫الكافية أو عدم مطابقة المعطيات للواقع‪ ،‬يضع صاحبه‬ ‫تحت طائل المحاسبة والجزاءات المنصوص عليها في‬ ‫القانون‪ ،‬لذلك تم توجيه دعوة الذين تأخروا في الشروع‬ ‫في هذا اإلجراء بتسوية وضعيتهم في أقرب أجل‪.‬‬ ‫وأفادت مصادرنا‪ ،‬أن اللهجـــة التي تحـــدث بهـــا‬ ‫قضاة المجلس الجهـــوي للحسابات جعلــت مجموعــة‬ ‫من المنتخبين يتدخلون أثناء فترة المناقشة‪ ،‬لبسط‬ ‫الصعوبات الموضوعية التي تواجههم أثناء مزاولة‬ ‫مهامهم‪ ،‬والتي قد تسقطهم في دائرة «التقصير» دون‬ ‫نية مسبقة أو متعمدة‪ ،‬مستفسرين عن كيفية التعامل‬ ‫مع اإلكراهات التي تستوجب في بعض األحيان عدم اتباع‬ ‫مسطرة اإلعالن عن طلبات العروض‪ ،‬إلنجاز وإتمام بعض‬ ‫سندات الطلب التي يكون االستعجال ناجما عن ظروف‬ ‫غير متوقعة بالنسبة لصاحب المشروع‪ ،‬وهي االستفسارات‬ ‫التي رد عليها قضاة جطو بأجوبة قانونية‪.‬‬

‫عبد الرحيم بلشقار‬

‫البحث عن أدوية ؟‬

‫العديد من األدوية نفذت من السوق‪ ،‬سواء على مستوى‬ ‫الصيدليات أو المستشفيات‪ ،‬وخاصة بعض األدوية المرتبطة‬ ‫باألمراض العقلية والنفسية‪ ،‬األمر الذي يؤثر على المرضى‬ ‫وذويهم الذين يعانون معهم األمرين‪ ،‬آملين من الجهات‬ ‫المختصة حل مشكل غياب األدوية المشار إليها بالسوق؟‬

‫م‪.‬إ‬

‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫إقتصاد‬ ‫‪ ‬‬

‫فائض الجماعات الترابية يقفز إلى ‪ 4.4‬مليار‬ ‫إلى متم دجنبر الماضي‬

‫أف��ادت الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬التابعة‬ ‫لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬بأن وضعية التحمالت‬ ‫والموارد بالنسبة للجماعات الترابية تظهر فائضا‬ ‫قدره ‪ 4.4‬مليار درهم متم شهر دجنبر ‪.2017‬‬ ‫وأوض��ح��ت الخزينة‪ ،‬التي أص���درت نشرة‬ ‫إلحصائيات المالية المحلية لشهر دجنبر ‪،2017‬‬ ‫أن المداخيل العادية برسم السنة المالية ‪2017‬‬ ‫حققت ارتفاعا بنسبة ‪ 5‬بالمائة لتبلغ ‪ 39‬مليار‬ ‫درهم‪ ،‬فيما ارتفعت النفقات العادية بنسبة ‪5.9‬‬ ‫بالمائة لتصل إلى ‪ 23.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وأشارت الخزينة إلى أن ارتفاع المداخيل العادية يرجع إلى ارتفاع المداخيل المحولة بنسبة‬ ‫‪ 5‬في المائة والمداخيل التي تديرها الدولة لفائدة الجماعات الترابية بنسبة ‪ 2.5‬في المائة‪،‬‬ ‫والمداخيل التي تديرها الجماعات الترابية بنسبة ‪ 7.3‬في المائة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬عزت الخزينة هذا االرتفاع إلى زيادة بنسبة ‪ 5.7‬بالمائة في نفقات‬ ‫الموظفين‪ ،‬و‪ 7.4‬بالمائة في باقي نفقات المعدات والخدمات‪ ،‬وانخفاض كلفة فوائد الدين‬ ‫ب‪ 6.1‬بالمائة‪.‬‬ ‫وفي ما يخص النفقات العامة التي قامت بها الجماعات الترابية‪ ،‬فقد استقرت في ‪40.4‬‬ ‫مليار درهم‪ ،‬بزيادة ‪ 13‬في المائة مقارنة بنفس الفترة من متم شهر دجنبر ‪ ،2016‬مشكلة‬ ‫‪ 58.6‬بالمائة من النفقات العادية‪.‬‬ ‫وحسب النشرة‪ ،‬فإن الميزانيات الملحقة والحسابات الخاصة المسيرة من طرف الجماعات‬ ‫الترابية سجلت‪ ،‬في نهاية شهر دجنبر ‪ ،2017‬رصيدا إيجابيا بلغ على التوالي ‪ 6‬مليون درهم‬ ‫و ‪ 4.62‬مليار درهم مقابل رصيد إيجابي بلغ ‪ 9‬مليون درهم و ‪ 4.45‬مليار درهم للحسابات‬ ‫الخاصة في متم شهر دجنبر ‪.2016‬‬ ‫ومكن فائض ميزانيات الجماعات الترابية المسجل في سنة ‪ ،2017‬الذي تنضاف له مداخيل‬ ‫اقتراض قدرها ‪ 3.867‬مليار درهم‪ ،‬من سداد جزء مهم من الدين البالغ ‪ 1.17‬مليون درهم‬ ‫وإعادة تشكيل المبالغ المتوفرة ب ‪ 2.7‬مليار درهم‪.‬‬ ‫وبلغت المبالغ المتاحة للجماعات الترابية متم شهر دجنبر ‪ 35.4 ،2017‬مليار درهم من‬ ‫فائض الحسابات السابقة‪ .‬وتتدخل الجماعات في ‪ 61.1‬بالمائة من الموارد المتاحة للجماعات‬ ‫الترابية‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫مشكل ندرة المياه على الصعيد العالمي‪ ‬‬ ‫يعد المغرب من الدول ال‪ 45‬التي تعاني من ندرة المياه عالميا‪ .‬‬ ‫ليس حـال المملكــة مثــل بعض الدول العربية واإلفريقية مثل الكويت وإفريقيا الوسطى‬ ‫واإلمارات العربية المتحدة‪ ...‬ولكن المغرب ال يوفر إال ‪ 500‬متر مكعب من المياه في السنة‬ ‫لكل نسمة في حين أن المنظمة العالمية للتغذية ‪ FAO‬تحدد السقف األدنى في ‪ 50‬لتر من‬ ‫المياه في كل يوم ولكل فرد‪ .‬‬ ‫ويضيف التقرير أن‪ %40‎‬من ساكنة العالم تعاني من مشكل ندرة المياه وأن هذا المشكل‬ ‫سيتضاعف مع حلول العام ‪ 2040‬إذا لم تتدخل الحكومات من أجـل تقنيـن اإلحتبــاس الحراري‬ ‫والتحكـم في النمـو الديمغرافي والحضري‪ .‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫اقتصاد ألمانيا تحت قيادة ميركل‬ ‫إن المؤشرات الماكرواقتصادية أللمانيا كلها خضراء وإيجابية ‪ :‬فمعدل البطالة لم يعد‬ ‫يتجاوز‪ %5‎‬بل تم تقسيمه على ثالثة أضعاف ما بين سنة ‪ 2005‬وسنة ‪ .2017‬‬ ‫ويالحظ كذلك أن المديونية تراجعت إلى مستواها إبان سنة ‪ 2005‬وهي أقل من ‪%60‎‬‬ ‫من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬وارتفع فائض الميزان التجاري بنسبة‪ %64‎‬خالل اإلحدى عشرة سنة‬ ‫األخيرة‪ .‬‬

‫وينتج عن هذا التبادل التجاري عجز في الميزان التجاري يقدر ب ‪ 1,25‬مليار درهم لصالح‬ ‫بريطانيا‪ .‬‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أعاد البنك البريطاني النظر في معدل نمو بريطانيا وحدده في ‪ % 1,8‬من‬ ‫الناتج الداخلي الخام خالل سنة ‪ 2018‬كما أن معدل التضخم سيبقى مرتفعا شيئا ما خالل سنة‬ ‫‪ 2018‬أي بما قدره ‪.% 2,4‬‬ ‫‪ EEEEEEEE‬‬

‫دعم الطاقة في الدول العربية‬ ‫إن اإلعانات التي تصرفها الدول من أجل دعم‬ ‫النفقات الطاقية تصل في المتوسط إلى ‪% 4,5‬‬ ‫من الناتج الداخلي الخام بالنسبة للدول المنتجة‬ ‫والمصدرة للبترول و ‪ % 3‎‬بالنسبة للدول األخرى‪.‬‬ ‫وحسب بحث قام به صندوق النقد العربي فإن دعم‬ ‫الدول العربية بالنسبة للطاقة قد وصل إلى ‪117‬‬ ‫مليار دوالر‪ .‬وهذا هو ما دفع بالصندوق (أقصد‬ ‫بذلك‪ ‬صندوق النقد الدولي) باقتراح حلول مثل‬ ‫تقليص نفقات صناديق المقاصة ونهج سياسة‬ ‫“حقيقة األثمان” وذلك بتفعيل قانون السوق‬ ‫الحرة وتجاذب العرض والطلب‪.‬‬ ‫بينما ما هو مطلوب باألساس هو عقلنة نفقات الطاقة وإحداث ضرائب جديدة بالنسبة‬ ‫للطاقات الملوثة والبحــث الدائــم عن الطاقــات المتجددة والبديلة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫المراقبة الجبائية‬ ‫إن عدد الملفات الجبائية التي تم التدقيق فيها ومراجعتها بموجب سنة ‪ 2017‬وصل إلى‬ ‫‪ 3900‬ملف أي بارتفاع يقدر بنسبة‪ %20‎‬مقارنة مع سنة ‪.2016‬‬ ‫هذه العملية مكنت الدولة من استرداد ما يزيد عن ‪ 6,7‬مليار درهم خالل السنة الماضية‬ ‫أي بارتفاع يقدر بنسبة‪ % 9‎‬مقارنة مع السنة التي قبلها‪.‬‬ ‫وإذا أمعنا النظر في عملية المراقبة الجبائية فإننا سنالحظ أن التملص من أداء الضريبة‬ ‫على القيمة المضافة يأتي في الدرجة األولى متبوعا بالعمليات السوداء التي ال يتم التصريح‬ ‫عنها داخل العمليات المحاسباتية بيعا وشراء‪.‬‬ ‫هذه الصرامة في المراقبة الجبائية هي التي بوَّأت المغرب درجة مشرفة في الئحة الدول‬ ‫التي ينشرها البنك الدولي (ريادة األعمال) حيث أصبح المغرب يحتل الدرجة ‪ 25‬عالميا من أصل‬ ‫‪ 190‬دولة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫عجز ميزانية سنة ‪ 2017‬تجاوز هدفـه المحدد‬ ‫في قانون المالية‬ ‫وصل عجز الميزانية (خارج الخوصصة) بموجب سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 37,8‬مليار درهم بينما ما‬ ‫كان مسطرا في قانون مالية سنة ‪ 2017‬هو عجز ال يتعدى ‪ 33‬مليار درهم‪.‬‬ ‫هذا يعني أن الحكومة لم تكن قادرة على ضبط مواردها ومصروفاتها حيث ارتفعـت األولى‬ ‫بنسبة ‪ % 5,7‬لتصل إلى ‪ 254,3‬مليار درهم والثانية بنسبة تفوق ‪ % 2‬لتصل إلى ‪ 230,1‬مليار‬ ‫درهم من النفقات العادية‪.‬‬ ‫يمكن القول بأن قانون مالية سنة ‪ 2017‬كان حالة استثنائية ولكن األشهر القليلة من هذا‬ ‫العام ستوضح لنا هل ستلتزم حكومة سعد الدين العثماني بضبط عجز الميزانية في حدود‪%3‎‬‬ ‫من الناتج الداخلي الخام أم ال ؟ ‪ ‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫السياحة المغربية تنتعش بالمغاربة القاطنين بالخارج‬

‫وأخيرا‪ ،‬قررت أنجيال ميركل أن ال ترفع من الضريبة على األغنياء وقامت كذلك بوضع‬ ‫مشاريع جديدة‪ ،‬مهيكلة وبناءة ‪ ...‬ولكن المشكل الوحيد الذي تعاني منه المرأة الحديدية‬ ‫األلمانية حاليا هو الهجرة ألن كل سنة يتم طلب ما بين ‪ 190.000‬و ‪ 220.000‬طلب للدخول‬ ‫إلى ألمانيا ووصل عدد الالجئين حاليا ومنذ سنة ‪ 2015‬إلى مليون الجيء‪ .‬‬

‫إن عدد السياح الوافدين إلى المغرب وصل‬ ‫خالل سنة ‪ 2017‬إلى ‪ 11,3‬مليون واف��د‪ .‬وهو‬ ‫يمثل ارتفاعا يقدر بنسبة ‪ %10‎‬مقارنة مع سنة‬ ‫‪.2016‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫ولكن البد من التذكير بأن ‪ 5,4‬مليون وافد‬ ‫منهم هم من المغاربة القاطنين بالخارج‪ ،‬أي أن‬ ‫تقريبا ‪ %50‎‬من الوافدين إلى بالدنا هم أصال‬ ‫مغاربة‪.‬‬

‫العالقات اإلقتصادية البريطانية المغربية‪ ‬‬ ‫تحتل بريطانيا الدرجة السابعة كشريك اقتصادي وتجاري للمملكة المغربية وتمثل أكثر‬ ‫من‪ %3‎‬من صادراتنا نحو الخارج‪ .‬‬ ‫ويصدر المغرب نحو بريطانيا ما مجموعه ‪ 4,8‬مليار درهم‪ ،‬تأتي السيارات السياحية في‬ ‫قائمة الصادرات متبوعة بالمالبس ثم التجهيزات اإللكترونية والكابالت ‪...‬‬ ‫وتعتبر بريطانيا الممول رقم ‪ 11‬بالنسبة للمملكة المغربية التي تستورد تقريبا ‪ %2‎‬من‬ ‫احتياجاتها من هذا البلد‪ .‬‬

‫ما يجب فعله حاليا هو تحسين وتجويد خدمة‬ ‫السياحة التي يقدمها المغرب سواء تعلق األمر باألجانب أو السياح المغاربة القاطنين بالخارج‬ ‫وبهذه العملية نستطيع أن ننمي سياحتنا ونجعلها رافعة للتنمية اإلقتصادية ببالدنا (حاليا‬ ‫ال تتعدى السياحة ‪ %6‎‬من الناتج الداخلي الخام للمملكة) وكسب الرهان في أفق ‪ 2020‬وهو‬ ‫استقطاب حوالي ‪ 20‬مليون سائح سنويا‪.‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫«المرأة المغربية واإلعالم‪...‬‬ ‫واإلعالن العالمي لألمم المتحدة‬ ‫من أجل إنهاء العنف ضدها»‬ ‫ـ المغرب يحتفل باليوم الوطني للمرأة في ‪ 10‬أكتوبر من كل سنة‪،‬‬ ‫ويوم ‪ 8‬مارس من كل سنة يشارك العالم كله باليوم العالمي للمرأة‪ ،‬ونرى‬ ‫أن صورة المرأة المغربية في اإلعالم الزالت صورة نمطية تتبنى بقايا من‬ ‫مخلفات الماضي‪ ،‬فالتعامل مع صورة المرأة فيها نوع من التمييز‪ ،‬خصوصا‬ ‫عندما تثار المنافسات السياسية في عدة مواقع واستحقاقات انتخابية‬ ‫وغيرها‪ ،‬ألننا نجدها توصف من جنسها بأنها امرأة فقط وجعلها مرتبطة‬ ‫بالزوج واألسرة كأن ال شخصية لها كالرجل ومساواتها له كما جاء في‬ ‫الدستور المغربي بالفصل ‪ 19‬الذي يذكر بالباب الثاني المتعلق بالحريات‬ ‫والحقوق األساسية كما يلي‪( :‬يتمتع الرجل والمرأة‪ ،‬على قدم المساواة‪،‬‬ ‫بالحقوقوالحرياتالمدنيةوالسياسيةواالقتصاديةواالجتماعيةوالثقافية‬ ‫والبيئية‪ ،‬الواردة في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي مقتضياته األخرى‪ ،‬وكذا‬ ‫في االتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وكل ذلك في‬ ‫نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها)‪.‬‬ ‫تسعى الدولة إلى تحقيق مبدإ المناصفة بين الرجال والنساء‪ .‬وتحدث‬ ‫لهذه الغاية‪ ،‬هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‪ ).‬كما أن اإلعالم‬ ‫ال يشخص قضاياها ومشاكلها كمعالجة العنف الذي تتعرض له أحيانا‪.‬‬ ‫ويظهر أن الصورة المتواصلة باإلعالم سلبية وليست إيجابية‪ ،‬ألن‬ ‫وسائل اإلعالم بالمغرب هي قليال ما تتمكن من إنتاج موارد تهمها وتهم‬ ‫مجتمعنا المتكافئ في الحقوق والواجبات‪ ،‬وبعضهن إن وجدن في بعض‬ ‫المنابر اإلعالمية‪ ،‬يكتبن أحيانا عن النساء‪ ،‬يذبجن مقاالت بعقلية ذكورية‪،‬‬ ‫فالمرأة لها أدوار رائدة في المجتمعات‪ ،‬وهي أساس تقدم األمم والشعوب‪،‬‬ ‫كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم‪:‬‬

‫األم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب األعراق‬

‫والحكمة القديمة تقول (وراء كل عظيم امرأة)‪ ،‬إذ ال يمكن أن نربط‬ ‫دائما المرأة بالزوج واألسرة والخدمات المنزلية فقط‪ .‬بل ال بد لنا إلعادة‬ ‫االعتبار للمرأة وخاصة لدورها في المجاالت المختلفة من أنشطة حقوقية‬ ‫وسياسية‪ ،‬وكذلك فهي خبيرة في عدة مجاالت مختلفة ومسؤولة ووزيرة‬ ‫وقاضية وعدلة مؤخرا ومحللة ومحامية‪ ...‬الخ‪ ..‬فال يمكننا سلبها مميزاتها‬ ‫في المجتمع ودورها الفعال في عدة مناصب‪ ،‬فالمرأة ليست جسدا أو‬ ‫سلعة أو أداة من األدوات فقط‪ ،‬إذ ال بد أن نحارب الصورة النمطية للمرأة‪.‬‬ ‫وهذا مرتبط بااللتزام بالدستور المغربي لفاتح يوليوز ‪ 2011‬والتزامات‬ ‫المغرب أمام المواثيق الدولية‪ ،‬لذا يجب تكثيف عدة برامج تكوينية لها‬ ‫وتأهيل الجميع لمناهضة التمييز بين الجنسين ـ المرأة والرجل ـ والعمل‬ ‫بمجهودات أكثر لهذا الشأن‪.‬‬ ‫ومع ذلك نجد أن هناك نماذج مهمة وأساسية في بعض وسائل‬ ‫اإلعالم لدور المرأة بالمغرب فيها كاإلعالميتين التاليتين المتميزتين‪:‬‬ ‫«لمياء السالوي»‪ ،‬و «سمية أمغار» بجريدة «الشمال ‪ »2000‬العتيدة‬ ‫الجهوية والمغربية الجادة في مسيرتها وبعض الوسائل اإلعالمية األخرى‬ ‫ببلدنا‪ ،‬وقد يعبرن بمواقفهن وأفكارهن الهامة والدالة وآرائهن النيرة‬ ‫والمشعة في مجال اإلعالم المغربي‪ ،‬وبعض القنوات التلفزية المغربية أو‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬ولكنها ليست كافية‪...‬‬ ‫وقد بذلت الحركة النسائية مجهودات متواصلة‪ ،‬ونضاالت خالل‬ ‫العقود األخيرة خاصة‪ ،‬وهذا جعل المرأة المغربية في حالة أكثر استقطابا‬ ‫للمواجهات والمنافسات والرهانات مع العلم أن قضيتها أصبحت لها‬ ‫أشكال من التأويل واالستثمار السياسي واإلديولوجي من مختلف األفراد‬ ‫والجماعات‪ .‬وهذا جعل المرأة توجد في قلب الصراعات المادية والرمزية‬ ‫والمنافسات ورهانا أساسيا في المجتمع المغربي والعالمي‪.‬‬ ‫ونجد أن هناك ارتباط شديد بين الدين والسلطة والمرأة وهي‬ ‫معادلة ثالثية‪ ،‬ونجد كذلك الهيأة المكلفة بالمناصفة ومحاربة كل أشكال‬ ‫التمييز من حيث المساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والحريات‬ ‫االقتصاديةوالمدنيةواالجتماعيةوالثقافيةوالبيئيةوتقاطعهامعمجالس‬ ‫أخرى مثل (الهيأة الوطنية للوقاية من الرشوة) الوسيط «المنافسة «‬ ‫الهاكا‪ ،‬وال بد من وجود تحول كيفي في المجتمع المغربي‪ ،‬وكذلك في‬ ‫الثقافة التي تحدد وعيه وتحكمه ومفهوم لالنتقال بمجتمعنا إلى التحديث‬ ‫والحداثة يبقى بين شيئين متعارضين على المستويين الجماعي والفردي‬ ‫والعام‪ ،‬خصوصا وأن الدستور المغربي غير واضح في موضوع المساواة‬ ‫والمناصفة‪ ،‬والحاجة إلى تجاوز ظلم قديم وأخطاء تاريخية وقعت للمرأة‪.‬‬ ‫فتحقق مطالب الحركة النسائية ليست باألمر الهين وخاصة في‬ ‫المجتمعات التي هي في األطوار األولى لهذا المجال‪ ،‬فالمرأة نجدها‬ ‫كذلك لها صورة نمطية في اإلشهار كمتاع (تشييء المرأة) وليس ككائنة‬ ‫إنسانية‪ ،‬رغم أننا نجد أن بلدنا يتوفر على ميثاق وطني لتحسين صورة‬ ‫المرأة في اإلعالم‪ ،‬وال بد أن نعمل بجدية وبجبهة للدفاع عن صورتها‬ ‫في هذا المجال لنبرزها على أنها فاعلة في محيطها االجتماعي على كل‬ ‫المستويات‪.‬‬ ‫وختاما ال بد أن أشير إلى أن العالم في شهر مارس سنة ‪ 2013‬عمل‬ ‫على تجاوز خالفاته لالتفاق على إعالن تاريخي لألمم المتحدة يتضمن‬ ‫مدونة سلوك لمكافحة العنف ضد النساء‪ ،‬وأكد على أن ((العنف ضد النساء‬ ‫والبنات ال يمكن تبريره بأية عادات أو تقاليد أو اعتبارات دينية)) وقد شارك‬

‫‪8‬‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫م�صطفى احلراق‬

‫بقلم‪ :‬الإعالمي واحلقوقي‬ ‫عبد القادر �أحمد بن قدور‬

‫في هذا اللقاء األممي أزيد من ‪ 6000‬مندوب يمثلون المجتمع المدني‬ ‫بمختلف أنحاء المعمور‪ ،‬وذلك بعد مفاوضات عسيرة‪ ،‬وقد صادق الوفد‬ ‫المغربي‪ ،‬على هذه االتفاقية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة‪ ،‬إذ ذاك‪...‬‬ ‫وهكذا بعد أن خطا المغرب قدما على طريق تكريس الحقوق‬ ‫المدنية والسياسية واالجتماعية للمرأة‪ ،‬التي أصبحت تنافس الرجل في‬ ‫تحمل المسؤوليات بجهاز اإلدارة الترابية والعمل الدبلوماسي والسلطة‬ ‫التنفيذية‪ ،‬فقد فتح الملك المحبوب محمد السادس حفظه اهلل بصفته‬ ‫أميرا للمؤمنين أفقا جديدا برسم المناصفة في تدبير الشأن الديني وإلقاء‬ ‫الدروس الدينية في أكبر ملتقى إسالمي وروحي كبير تجسد في سلسة‬ ‫الدروس الرمضانية وتولى أدوارا طالئعية في اإلرشاد الديني والروحي‬ ‫واستطاع بذلك إعادة االعتبار للمرأة المسلمة في المغرب وإفريقيا والعالم‬ ‫أجمع وسط أجواء إقليمية ودولية مشحونة ببعض المنغصات‪ ،‬كما أن‬ ‫المرأة المغربية انخرطت في النضال والجهاد من أجل استقالل المغرب‬ ‫الحديث‪ ،‬ومواجهة كل أشكال الغزو األجنبي‪ ،‬وخاصة وأن المرأة المسلمة‪،‬‬ ‫قد كتبت صفحات مشرقة منذ ظهور فجر اإلسالم إلى اليوم‪ ،‬وفي فترات‬ ‫النهضة واالزدهار واالرتقاء بمدارك العلم والفكر اإلنساني والحضارة‬ ‫اإلسالمية العريقة بالمغرب خاصة والدول اإلسالمية‪ ،‬كما أن المرأة تولت‬ ‫مهمة اإلرشاد وكان في وسعها أن تحدث األثر المطلوب في وقف كل‬ ‫نزيف وجراح سوداء على الجسد المغربي‪.‬‬ ‫كما ان التوجيهات الملكية السامية للمرأة المغربية أعطت لها قيمة‬ ‫مضافة لما يجب أن يميز مسؤوليات ومهام العالمات والمرشدات الدينية‬ ‫بوطننا العريق‪.‬‬ ‫وانتساب المرأة إلى المجالس العلمية جدد الدراية واإللمام وعمق‬ ‫المعرفة بمقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكذلك حسن السلوك‪ ،‬والقدرة على‬ ‫الدفاع عن الرأي السديد وعلى اإلقناع به‪.‬‬ ‫كما أن حقوق اإلنسان في العصر الحديث قد تطورت كثيرا‪،‬‬ ‫وأصبحت مبادئها تدعمها مؤسسات عالمية في القيم والمعايير‪ ،‬وقد‬ ‫تمت وتطورت‪ ،‬وتفرعت إلى حقوق غير مسبوقة للمرأة خاصة وللطفل‬ ‫والمسنين والمعوقين‪ ،‬ولكل طبقات المجتمع وللدولة‪ ،‬وهي من أسلحة‬ ‫الصراع االجتماعي وطنيا ودوليا ومعتمدة عالميا‪ ،‬وال بد أن أذكر أنه منذ‬ ‫أكثر من ألف عام‪ ..‬كانت المرأة أرخص من العبد وعلى األم التي تلد أنثى‬ ‫أن تتطهر مرتين‪...‬وإال توقد شمعة‪ ..‬كما أن المرأة عاشت مئات السنين‬ ‫مظلومة ومضطهدة وقالت المرأة إنها عاطفية‪...‬مع أنها عملية كثيرا‪.‬‬ ‫هذا وإن الفصل ‪ 16‬من الدستور المغربي يؤكد ما يلي ‪:‬‬ ‫(تعمل المملكة المغربية على حماية الحقوق والمصالح المشروعة‬ ‫للمواطنات والمواطنين المغاربة المقيمين في الخارج‪ ،‬في إطار احترام‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬والقوانين الجاري بها العمل في بلدان االستقبال‪ .‬كما‬ ‫تحرص على الحفاظ على الوشائج اإلنسانية معهم‪ ،‬وال سيما الثقافية‬ ‫منها‪ ،‬وتعمل على تنميتها وصيانة هويتهم الوطنية)‪.‬‬ ‫وفي اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي اعتمد في ‪ 10‬ديسمبر‬ ‫‪ 1948‬من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة في الفصل ‪ 23‬بالفقرة (‪)2‬‬ ‫لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل‪.‬‬ ‫كما تؤكد المادة ‪ 28‬من هذا اإلعالن على ما يلي‪( :‬لكل فرد الحق‬ ‫في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات‬ ‫المنصوص عليها في هذا اإلعالن تحققا تاما)‪.‬‬ ‫والمادة ‪ 29‬منه توضح وتؤكد ما يلي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته‬ ‫أن تنمو نموا حرا كامال‪.‬‬ ‫(‪ )2‬يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها‬ ‫القانون فقط‪ ،‬لضمان االعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق‬ ‫المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة واألخالق في مجتمع‬ ‫ديمقراطي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ال يصح بحال من األحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة‬ ‫تتناقض مع أغراض األمم المتحدة ومبادئها‪.‬‬ ‫والمادة األخيرة ‪ 30‬تثبت ما يلي‪( :‬ليس في هذا اإلعالن نص يجوز‬ ‫تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو‬ ‫تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه)‪:‬‬ ‫القصر الكبير في‪2018/03/04 :‬‬

‫المجتمع وحاجته‬ ‫إلى القوى‬ ‫المبدعة‬ ‫إن حاجــة المجتمع إلى القوى‬ ‫المستفيذة من العطاء الثقافي ال تقل‬ ‫حدة من حاجته إلى القوي المبدعة‪.‬‬ ‫إن العطاء إذا لم يصادف من يستفيد‬ ‫منه يسقط ويموت كالثمرة الناضجة‪.‬‬ ‫إن تحويل الجمهور من جمهور مختل‬ ‫يقبل ما يقدم إليــه‪ ،‬وتحويله إلى‬ ‫جمهـور واع‪ ،‬جمهور مشارك ينتقد‪،‬‬ ‫ينتخب ما يروقه‪ ،‬يعد من مقومات‬ ‫التنمية الثقافية‪ ،‬وال تنمو الثقافــة‬ ‫المبدعة المنتجة في ظل الوسط‬ ‫االجتماعي المالئم‪ ،‬وأمام هذا الواقع‬ ‫تبدو معركة الثقافة معركة صعبة‬ ‫وطويلة‪ ،‬ورغم إيمان الباحثين وكذا‬ ‫المهتمين بالشأن الثقافي بانتصار‬ ‫كل المظاهر السلبية‪ ،‬إال أنهم يرون‬ ‫أن استعداد اإلنسان ليكون مالئما‬ ‫لإلبداع الثقافي عملية أساسية في‬ ‫التنمية الثقافية‪.‬‬ ‫إن تطور الثقافة بشكل يواجه‬ ‫العصر الذي نعيش فيــه‪ ،‬وفي إطار‬ ‫قيمنا االجتماعية والروحية يتم من‬ ‫خالل البحـــث الثقــافي المستمــر‬ ‫لفهم التراث‪ ،‬ولمتابعة ما يجري من‬ ‫تطور في الحاضر‪ ،‬وللرؤية الصحيحة‬ ‫للمستقبل‪ ،‬فال مستقبل ثقافي جدي‬ ‫دون بحوث أساسية جدية‪.‬‬ ‫ويعد التمويل ركنا أساسيا في‬ ‫مخططات التنمية الثقافية البعيدة‬ ‫المردودية‪ ،‬فالثقافــة ليست جهدا‬ ‫مجانيا‪ ،‬أو نبتة تنمو وحدها‪ ،‬بل تعد‬ ‫مقوما أساسيا‪ ،‬ومن المقومات التي‬ ‫تسهم في تطور المجتمع‪ ،‬و أيضا في‬ ‫بلورة هويته الحضارية‪ .‬وإذا كان من‬ ‫المسلم به أن كل خطة تنموية تكون‬ ‫موضوعة بشكل علمي تعطي لإلبداع‬ ‫والنشر الثقافي مكانها من العناية‬ ‫الفائقة‪ ،‬فإنها بالتالي تنقلهـــا من‬ ‫القطاعات الهامشية إلى القطاعات‬ ‫ذات األولوية من حيث االهتمام‪.‬‬ ‫وقد كان تمويل اإلبداع الثقافي‬ ‫يرتبط تاريخيا برعاية اآلداب والثقافة‪،‬‬ ‫على أن هذه الصورة القديمة انتهت‬ ‫اآلن‪ ،‬وص��ار التمويل الثقافي حقا‬ ‫من الحقوق العامة‪ ،‬ولم يعد خاصا‬ ‫برعاية اآلداب والفنون بل شمل‬ ‫المجال الثقافي جميعه‪ ،‬وال بد من‬ ‫وضع صيغ إقليمية ووطنية بجانب‬ ‫الصيغة المحلية لهذا التمويل‪ ،‬عن‬ ‫طريق االشتراك في إقامة المعارض‬ ‫والمهرجانات واألسابيع الثقافية‪،‬‬ ‫ودع��م المكتبات العامـــة‪ ،‬وكتابة‬ ‫الموسوعات التي أضحــت ضرورة‬ ‫ملحة‪ ،‬كما يمكن االستفادة من‬ ‫اإلمكانيات المتاحة‪ ،‬وأدوات التواصل‬ ‫الحديثة‪ ،‬وتشجيع المبادرات التي‬ ‫تقوم بها الجمعيات واألندية الثقافية‬ ‫واإلستفادة من خدماتها التطوعية‪،‬‬ ‫وال يمكن ت��ط��ور عملية التنمية‬ ‫الثقافية دون م��راف��ق أو منشآت‬ ‫مالئمة‪ ،‬وأدوات وأجهزة عمل‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )15‬جورج جردَاق‬

‫شاعر «هذه ليلتي وحلم حياتي»‬ ‫( ‪ 2014 - 1933‬م )‬ ‫الشاعر جورج سجعان جُ��رداق ولد في مرج العيون بلبنان سنة‬ ‫‪1933‬م‪ ،‬درس بمسقط رأسه ثم التحق ببيروت حيث أتم دراسته‪ .‬فقد‬ ‫حفظ بعض أشعار الشعراء العرب وعلى رأسهم الشاعر العباسي أبو‬ ‫الطيب المتنبي‪ ،‬ودرس فقه اللغة العربية‪ .‬وهو كاتب وشاعر وإعالمي‬ ‫لبناني‪ .‬وقد ولج مجال الكتابة ونظم الشعر وتأليف الكتب‪ ،‬فكان ينشر‬ ‫كتاباته وأشعاره في بعض الصحف والمجالت اللبنانية والعربية‪ ،‬وعمل‬ ‫باإلذاعة بلبنان‪ ،‬وذاع صيته‪ ،‬وبات من الشعراء العرب الذين نالوا شهرة‬ ‫كبيرة في األقطار العربية والسيما بعد أن انتشرت قصائده المغناة‬ ‫من طرف بعض عمالقة الطرب العربي أمثال أم كلثوم ووديع الصافي‬ ‫وماجدة الرومي وغيرهم‪.‬‬ ‫وتوفي في يوم ‪ 6‬نوفمبر سنة ‪2014‬م ‪.‬‬ ‫قصيدةهذه ليلتي‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أجمل قصائد‬ ‫الشاعر جورج جُرداق‪ ،‬وقد تحولت إلى أغنية رائعة‪ .‬فقد لحن محمد عبد‬ ‫الوهاب هذه القصيدة سنة ‪ 1968‬م‪ ،‬وغنتها المطربة الكبيرة أم كلثوم‪،‬‬ ‫وقصة نظمها ولحنها وغنائها حسب ما جاء في كتاب حكايات األغاني‪،‬‬ ‫أنه كان محمد عبد الوهاب يحب جورج جُرداق وشعره‪ ،‬وذات مرة أخبره‬ ‫أنه كان تكلم بالهاتف مع أم كلثوم‪ ،‬وهي تبلغه السالم‪ .‬وأضاف ‪ :‬ولقد‬ ‫اتفقنا على أن تغني أم كلثوم قصيدة لك في الموسم القادم‪ .‬وفكر‬ ‫الشاعر في كتابة قصيدة تليق بسيدة الغناء‪ .‬وقبل أن يشرع في ذلك‪،‬‬ ‫جمعته سهرة بعبد الوهاب في أحد فنادق مصيف بحمدون‪ .‬وفي ما هما‬ ‫جالسان في الشرفة المطلة على الوادي الجميل‪ ،‬راح جورج جرداق يردد‬ ‫أبياتا من قصيدة له عنوانها « هذه ليلتي»‪ .‬وحينما سمعها عبد الوهاب‬ ‫قال ‪ :‬هذه هي القصيدة ! رائعة ‪ ..‬ألول مرة المرأة هي صاحبة القرار‪ ،‬هي‬ ‫التي تقول «هذه ليلتي»‪ .‬وهي تعتبر من أشهر أغاني أم كلثوم‪ .‬فقد‬ ‫انتشرت وذاعت حيث القت إعجابا كبيرا ونالت شهرة واسعة ‪.‬‬ ‫يقول فيها ‪:‬‬ ‫هذه ليلتي َو ُحل ُْم َح َياِتي‬ ‫ني َم ٍ‬ ‫ا�ض من الزّ ِ‬ ‫مان َو� ِآت‬ ‫َب َ‬ ‫َ‬ ‫اله َوى �أن َ​َت كُ لُّه وال َأمان‬ ‫َ‬ ‫رام َو َه ِ‬ ‫ِالغَ‬ ‫ات‬ ‫ب‬ ‫أ�س‬ ‫�‬ ‫الك‬ ‫ل‬ ‫آ‬ ‫فام‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫لُ‬ ‫احلُ‬ ‫ارا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫َبع َد ِحنيٍ ُيب‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ارا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫َهج‬ ‫ت‬ ‫أوكَ‬ ‫َو َ‬ ‫الع َ�صافِ ُ‬ ‫ري ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫يارا‬ ‫يار كَ انَت َقد ً‬ ‫َودِ ٌ‬ ‫ِميا دِ َ‬ ‫قِ‬ ‫َارا‬ ‫َ�س رَتَانَا‪ ،‬كَ َما ن َ​َر َ‬ ‫اها‪ ،‬ف َ‬ ‫َ�س َ‬ ‫َلهوبِنا احلَ ياةُ وتَ�سخَ ر‬ ‫وف ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫َفت َ​َعالَ �أ ِح ُّبكَ ال َآن �أكث‬ ‫اء الذِي ت َ​َه َادى �إِلينَا‬ ‫امل�س ُ‬ ‫َو َ‬ ‫ُث َّم �أ�صغَ ى َواحلُ ُّب يف ُمقلَتينَا‬ ‫اله َوى َو َج َو ٍ‬ ‫اب‬ ‫ل�س َ�ؤالٍ َعنِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َو َحد ٍ‬ ‫وب يف َ�شفَتينَا‬ ‫ِيث َي ُذ ُ‬ ‫الو ُق َ‬ ‫ني َد َعان‬ ‫وف ِح َ‬ ‫َقد �أَ َطالَ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ�شواق َعن �أجفان‬ ‫ل َِيل َُّم ال‬ ‫َ‬ ‫وخذ �إِليكَ َحنَاين‬ ‫َفادن منّي ُ‬ ‫ُث ُّم �أَ‬ ‫ْ‬ ‫غم�ض َعينيكَ َحتَّى ت َ​َراينَ‬ ‫كن لَيلُنا ًطوِ ي ًال َطوي ًال‬ ‫َو َلي ُ‬ ‫ان َقلي َال‬ ‫كثري اللقِاءِ كَ َ‬ ‫َف ُ‬ ‫احلَ‬ ‫َ‬ ‫َلهو ِبنَا ياة َوتَ�سخَ ر‬ ‫َ�سوف ت ُ‬ ‫َفت َ​َعالَ �أُ ُح ّبك ال َآن �أَكث‬ ‫الهوى َماعلينَا‬ ‫اب َ‬ ‫َيا َحبيبِي َط َ‬ ‫راحت َْينَا‬ ‫ام يف َ‬ ‫لَو َح َملنَا الأَ َّي َ‬

‫ود إِ�لَينَا‬ ‫ُوج َ‬ ‫ُ�صد َف ٌة �أَه َد ِت ال ُ‬ ‫َقاءنَا فالتَقينَا‬ ‫تاحت ل َ‬ ‫َو�أَ َ‬ ‫الريا َُح‬ ‫فيِ بِحارٍ ت ُّ‬ ‫َئن َ‬ ‫فيها ّ‬ ‫فِيها املِج َد ُ‬ ‫اف واملال َُّح‬ ‫اع َ‬ ‫َ�ض َ‬ ‫كَ م �أَ‬ ‫ذلَّ‬ ‫مِ‬ ‫لقاء‬ ‫َّا‬ ‫ن‬ ‫اق‬ ‫ِر‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫باح‬ ‫كُ لُّ ليلٍ �إ َِذا التقينَا َ�ص ُ‬ ‫ِيبا َقد َطالَ فِ يِه ُ�س َهادي‬ ‫َي َ‬ ‫احب ً‬ ‫ريبا ُم�سافِ ًرا ب ُف�ؤادِ ي‬ ‫َو َغ ً‬ ‫َ�س َ‬ ‫َلهو ِبنَا احلَ َياةُ َوتَ�سخَ ر‬ ‫وف ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫حبكَ ال َآن �أكرث‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫َفت َ​َعالَ ُّ‬ ‫َ�س َه ُر َّ‬ ‫الع ُي ِ‬ ‫ون اجلميلة‬ ‫ال�ش ِ‬ ‫وق يف ُ‬ ‫الهوى �أَن يطِ يلَه‬ ‫ُحل ٌُم �آ َث َر َ‬ ‫َو َح ٍ‬ ‫ُله‬ ‫ديث يف احلُ ِب �إن مل َنق ُ‬ ‫�أَ َ‬ ‫مت َحولَنا �أن يقُول َْه‬ ‫ال�ص‬ ‫و�شكَ َّ ُ‬ ‫َيا َحبيبي َو�أنت خمرِ ي وك�أ�سي‬ ‫و�ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫البحارِ َ‬ ‫م�سي‬ ‫َو‬ ‫�رشاعي َ‬ ‫فوق َ‬ ‫�صمتي َوفيكَ نطقِي َو ِ‬ ‫فيكَ‬ ‫هم�سي‬ ‫ْ‬ ‫َو َغدي يف َه َواك َي�سبِق � ِ‬ ‫أم�سي‬ ‫ان ُعمري �إلى َه َ‬ ‫واك دلي ًال‬ ‫كَ َ‬ ‫َّيايل كَ انَت �إِليكَ َ�سبِي َال‬ ‫والل ِ‬ ‫َ�س َ‬ ‫َلهو ِبنَا احلَ َياةُ َوتَ�سخَ ر‬ ‫ت‬ ‫وف ُ‬ ‫ُ‬ ‫حبكَ الآن �أكرث‬ ‫َفت َ​َعالَ �أ ُّ‬ ‫الُ‬ ‫ّدامى‬ ‫َهلَّ يف لَيلَتي َخ َي الن َ‬ ‫والن ِ‬ ‫اما‬ ‫ُّوا�س ُّي َعانق اخلَ ّي َ‬ ‫ت�س َاقوا مِ ن َخ ِ‬ ‫أحالما‬ ‫اطرِ ي ال َ‬ ‫َو َ‬ ‫اما‬ ‫أي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫أ�سكر‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫َو�أَ َ ُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ِزم ِ‬ ‫باه‬ ‫ان ِ�ص ُ‬ ‫َر ِّب مِ ن �أين لل َ‬ ‫�ساه‬ ‫وم‬ ‫ره‬ ‫ج‬ ‫�إن َ�صحونَا‪َ ،‬و َف ْ ُ َ ُ‬ ‫يرى احلُ ُّب بع َدنَا َمن َه َو ُاه‬ ‫لَن َ‬ ‫َيلُ‬ ‫َحن ُ�ض َح ُاه‬ ‫نحن ل‬ ‫اله َوى ون ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وق َوملُّ كيان‬ ‫لء َقلبي َ�ش ٌ‬ ‫مِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َهذه لَيلتي فق ْ‬ ‫ِف يازَ َماين‬ ‫َلهو بِنا احلَ ياةُ وتَ�سخَ ر‬ ‫َ�سوف ت ُ‬ ‫حبك الآن � رَ ُ‬ ‫أكث‬ ‫َفت َ​َعالَ �أُ ُّ‬

‫********‬

‫مختارات من شعره ‪:‬‬ ‫‪ )1‬قصيدة سمراء الليل ‪ :‬تغنيها ماجدة الرومي‪ .‬من تلحين‬ ‫إيلي شويري ‪.‬‬ ‫�سمراء كليلِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سهران وكطلّة بنت ال�سلطـــــــــان‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫اخللجان‬ ‫�ضحكتها كالفرح املن�صوب �رشاع ًا فوق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بف�ستان‬ ‫الريح‬ ‫كرق�ص‬ ‫ك�صباح مترح فيه ال�شم�س‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫من فرحة �أر�ض �أزلية من رنة عود �رشقيــــــــة‬ ‫ُّ‬ ‫اخلفة‪ ..‬خطوتهــا الرق�صــــــــــــــــــــــــــة‬ ‫لفتتها‬ ‫لهجتـــــهـــــا امل�صـــريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫�أوراق زهور برية‪� ..‬أجنحة طيور بحرية‬ ‫ليلٌ وحرير وتكية‬

‫وتقول ال�شفة اخلمرية‪� :‬أنا م�رصية‬ ‫كالأر�ض حميمة وبهية‬

‫كال�شم�س قدمية و�صبية‬ ‫وت�س�ألُني‪ :‬هل تن�ساين؟‬

‫هل تذكر دوم ًا عنواين؟‬

‫�أنا كل ع�صور احلب وكل جنوم ال�رشق ب�أدراين‬ ‫وب�ساط الريح على كفي ومرايا ال�سحر ب�أجفاين‬

‫�أنا بنت النيل وزهو اجليل بكل جميل تلقاين‬

‫يف قمر الليل وموج البحرِ و�شم�س ال�صحراء تراين‬ ‫يف وجه الدنيا كتبوين للغات الدنيا نقلوين‬ ‫و�إ�شتاقوا يل و�أحبوين‬ ‫�أنا ل�ست امر�أة عادية‬ ‫�أنا م�رصية‬

‫********‬

‫‪ ) 2‬قصيدة نغم ساحر‪ .‬يغنيها وديع الصافي ‪.‬من تلحين رياض‬ ‫السنباطي ‪.‬‬ ‫�سـاحـر ولـيـلٌ‬ ‫وجـــديـد‬ ‫وقدمي مـن الهـوى‬ ‫فـريــد‬ ‫نـغـم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫بعـيــد‬ ‫قريـب‬ ‫�صـوت �أوتـارِ ِه‬ ‫وعـود‬ ‫وعا�شقـان‬ ‫وجنـوم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تـعـــــود‬ ‫وعود وليـال علـى �صــداه‬ ‫ذكريات مت�شي بهِ و‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حكت عن نعيمها‬ ‫أعادت حديـثـهـا و�أعــادوا‬ ‫�شهرزاد و�‬ ‫كم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اخللق للهوى ما �أرادوا � َ‬ ‫رقاد‬ ‫طاب فيهـا‬ ‫ألف ليـلٍ ما‬ ‫�سهر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يا حبيبـي و�أنـت كـل م�سائـي لون عينيك �أجنمي و�سمائـي‬ ‫هات يل ما حم ْلتَه لفــــ�ؤادي من �أغانيكَ يف ليالـي البعــادِ‬ ‫ِ‬ ‫الال �أتـــى بـــال مـيـعـــادِ‬ ‫ال�سهـــادِ وهــ ً‬ ‫يا جما ًال ح َالّه ُ‬ ‫لون ّ‬ ‫عليــا‬ ‫الفجر‬ ‫خليـا �شه َد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وامل�ســـاء َّ‬ ‫كنـــت قبـل اللقـاء قلبـ ًا َّ‬ ‫ُ‬ ‫أ�شعلت يدي م�صباحــي �أطف�أته يـا ليـل ُّ‬ ‫الريــاح‬ ‫كـف‬ ‫كلّما �‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫و�إذا ما � َّ‬ ‫أقــــداح‬ ‫ـاح حاكمتـه يـدي �إلـى ال‬ ‫أطـل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وجـه ال�ص ّب ِ‬ ‫ـذاب ْ‬ ‫عمر الزّ ِ‬ ‫يديا‬ ‫وان�س‬ ‫�شفتيـا‬ ‫الع ِ‬ ‫خـذ‬ ‫يا �شهي َ‬ ‫مان بني َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المراجع ‪:‬‬ ‫ــ كتاب حكايات األغاني رحلة القصيدة من الديوان إلى األغنية‪ .‬فارس يواكيم‪.‬‬ ‫الطبعة األولى‪ .‬السنة ‪ 2013‬م‪ .‬الصفحة ‪ 387‬و ‪. 388‬‬ ‫ــ كتاب محمد عبد الوهاب بين التقليد والتجديد‪ .‬جهاد فاضل‪ .‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫السنة ‪ 2011‬م ‪.‬‬ ‫ــ كتاب لبنان الشاعر‪ .‬صالح لبكي‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬السنة ‪ 1964‬م ‪.‬الصفحة ‪.114‬‬ ‫ــ كتاب مختارات من الشعر العربي الحديث‪ .‬مصطفى بدوي‪ .‬السنة ‪ 1969‬م ‪.‬‬ ‫ــ كتاب تاريخ الشعر العربي الحديث‪ .‬أحمد قبش‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫المدرسة الحرة للفن المسرحي‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫‪...‬انعكستْ طبيعة األجواء الوطنية التي كانتْ سائدة في‬ ‫األربعينيات من القرن العشرين‪ ،‬إذ ما وقع بالفعل على صيغة االستقراء‪،‬‬ ‫والدة فرقة المسرح األدبي‪ ،‬من رحم المدرسة اإلسالمية التي كانتْ‬ ‫تحت إشراف ذ‪.‬محمد العربي الخطابي‪ .‬ولعلى معيار سبب ذلك‪ ،‬وثيقتان‬ ‫للمطالبة باالستقالل لشهرَيْ أبريل ‪1943‬م ويناير‪1944‬م‪ ،‬ومن‬ ‫أهمّ خصائصهما زيارة وخطاب ملك البالد محمد بن يوسف (رحمه‬ ‫اهلل ) سنة ‪1947‬م بالمندوبية بطنجة ‪.‬دعا ُّ‬ ‫كل ذلك إلى منهج استنباط‬ ‫فكرة‪ ،‬وفي نفس التاريخ تأسيس فرقة المسرح األدبي بتطوان على‬ ‫أيدي شباب وطني يافع‪ ،‬منهم (ليس على سبيل الحصر) محمد عبد‬ ‫السالم النشناش ومحمد المجدوبي‪ ،‬وآخرون‪ .‬وقد وجب علينا األخذ‬ ‫بهذا التحليل لعمق الحدث ‪.‬‬ ‫انتقلت الفرقة من الجزئي إلى الكلي‪ ،‬وكأني أجدُ ريحَ مسمياتها‬ ‫بالتدَرُّج‪ ،‬من فرقة «النجاح» إلى فرقة «الهالل» سنة ‪1949‬م ثمَّ‬ ‫«الفرقة القومية للتمثيل العربي» سنة ‪1953‬م والتي مُنعت من‬ ‫الصفة نزوال عند إحداث «الفرقة الوطنية لمعمورة» إلى غاية عام‬ ‫‪1957‬م‪ ،‬حيث ستصبح حاملة اسم «فرقة المسرح األدبي» سنة‬ ‫‪1958‬م‪ ،‬إذ تمَّ لها إصدار مجلة بعنوان « جريدة المسرح األدبي»‪.‬‬ ‫تميَّزتْ فرقة المسرح األدبي بالعنصر النسوي في شخص الفنانة‬ ‫الكبيرة ثريا حسن وهو االسم الفني المستعار (بينما اإلسم الحقيقي‬ ‫لها هو ارحيمو الناصري )‪ ،‬وهي أول سيدة اعتلتْ خشبة المسرح في‬ ‫زمان كان هذا العمل «بدعة» ْ‬ ‫إن لن يكن «حراما» !‪ ..‬ثمَّ تلتها صفة‬ ‫«مؤسسة المسرح األدبي» الخاضعة للضرائب‪ .‬ووعياً من مؤطريها‬ ‫بكيفية عقالنية‪ ،‬تمَّ اختيارهم السم «جمعية مؤسسة المسرح‬ ‫األدبي»‪ .‬كان الفضل في ذلك لمجموعة من األدباء‪ ،‬تناقلوا توزيع‬ ‫األدوار الفنية‪ ،‬من بينهم ‪ :‬األساتذة محمد الدَّحروش‪ ،‬والحُسْني‬ ‫الوزاني‪ ،‬ومحمد اليعقوبي وأحمد البوطي (رحمهم اهلل )‪ .‬لذلك ولوقتها‬ ‫انتُخبَ األستاذ رضوان احدَادو رئيساً لها‪ ،‬جاء بعده األستاذان الطيب‬ ‫الوزاني وعبد السالم الشعشوع‪ .‬فقدعانتْ الجمعية لفترة فراغاً‪،‬‬ ‫تطوَّعَ لملء ذلك األستاذ عبد الواحد الشاط‪ ،‬إلى ْ‬ ‫أن استقرَّ األمر‬ ‫عند الرئيس الحالي األستاذ رشيد الميموني‪ .‬المسرح الحديث ينحو‬ ‫إلى نهضة ثقافية‪ ،‬يسعى من خاللها إلى استصالح المنطق اإلنساني‬ ‫من المفاهيم والقيم‪ .‬فرقة المسرح األدبي تتبنى مواضع الموْروث‬ ‫الثقافي المغربي التطواني‪ ،‬من تآليف الفنان المبدع األستاذ رشيد بن‬ ‫زروق‪ ،‬واإلخراج للمبدع الفنان األستاذ رشيد الميموني‪ .‬كما تشتغل‬ ‫بثقافة التعددية إلثراء فضاء المسرح المغربي‪ .‬إذ بها ال تشكل حالة‬ ‫استثنائية عندما تأخذ هوية فضاء تطوان للمسرح المتعدِّد منذ سنة‬ ‫‪2004‬م إلحياء ماضيها المجيد‪ ،‬باللغات ‪ :‬العربية الفصحى واألمازيغية‬ ‫والحسانية‪ ،‬ثمَّ الفرنسية واإلسبانية‪ .‬ويغلب عليها العروض بالعربية‬ ‫الدَّارجة دون حشو األلفاظ األجنبية للعمل على التوعية من أجل‬ ‫تفادي أيِّ دخيل على لغتنا العربية‪ .‬دون المساس بالمقدسات وال‬ ‫بالسياسة‪ .‬إال أيام الحماية‪ ،‬كانت المسرحيات تأخذ طابعاً وطنياً‪ ،‬فتمنع‬ ‫غالباً من العرض على خشبة المسرح‪ ،‬فيتحو ُ‬ ‫َّل المعترك السياسي إلى‬ ‫منازل بعض الوطنيين‪.‬‬ ‫أعيدتْ تمثيلية « عايشة قانديشة» على خشبة إسبانيول‬ ‫تحت اسم « شعكوكة» من اقتباس األستاذ المرحوم امحمد بنونة‪،‬‬ ‫كما عرضت من األعمال الفنية أثناء المهرجانات منها ‪ « :‬سبعة‬ ‫دعاوي»(مسرحية هزلية‪ ،‬تنتقد السياسة االستعمارية) ومسرحية‬

‫قصيـدة زجليـة نظمها الشاعر‬ ‫في حق الكاتب والناقد‬

‫نجيب العوفي‬

‫«طاني طانان» (عقدة األبهة)‪ .‬مسرحية «باب االحْباب» (شخصية‬ ‫غير مرغوب فيها)‪ .‬كما يجتهد الطاقم الفني على ثالثة أعمال ‪ « :‬ال‬ ‫ديدي ال حبْ الملوك» و«القلب وما هوى»‪ ،‬القصة من تأليف الفنان‬ ‫القدير رشيد بن زروق‪ ،‬ومسرحية « موالت الساقية» ( مقتبسة عن‬ ‫األديب لوبيس دي فيكا)‪ ،‬حوارها باللغة العربية الفصحى للشعراء ‪:‬‬ ‫حميد اليعقوبي‪ -‬فتيحة المجاهد‪-‬و محمد سعيد الحمام‪ .‬قام بترجمتها‬ ‫إلى العربية الدكتور عبود‪ .‬وقد وجد نفسه (رشيد بن زروق) يُجيِّشُ‬ ‫بعناصر شابة لتأطيرهم وتدريسهم فن التمثيل ‪.‬‬ ‫تستضيف جمعية مؤسسة المسرح األدبي لمهرجانها السنوي‬ ‫الذي سوف يرى األنوار تتألأل على خشبة مسرح إسبانيول في أكتوبر‬ ‫‪2018‬م‪ ،‬وهو يحمل اسم المبدع الفنان جمال الدين الدخيسي‪.‬‬ ‫إلعادة الفضاء للفنون المسرحية‪ ،‬أعادتْ الجمعية إلى الصدارة دعوة‬ ‫الفرق المسرحية من الدول الشقيقة والصديقة‪ ،‬كالجزائر وتونس‬ ‫ومصر والشام واإلمارات العربية المتحدة ثم فرنسا وإسبانيا‪ ،‬بعضاً‬ ‫منها سوف تشرفنا بحضور فرقها المسرحية‪ .‬وسوف يتمُّ تكريم‬ ‫الفنان القدير محمد صبحي من جمهورية مصر العربية‪ ،‬ومن المغرب‬ ‫الفنانة القديرة نعيمة المشرقي والفنان محمد مفتاح‪ ،‬ومن األردن‬ ‫الشقيق عبير عيسى‪ .‬للمهرجان ضيوف مرموقين في شخص محمد‬ ‫كامل ومها أحمد ثم مدير مهرجان جرس محمد أوسماقة مع نقيب‬ ‫الفنانين األردنيين ساري األسعد‪ .‬تتميز العروض لهذه الدورة إلغناء‬ ‫الفضاء الفني بتنوُّع المادة المسرحية من الحداثة إلى الكالسيكية‬ ‫والفلكلورية‪ .‬وسوف يكون مسك الختام من المغرب تتخللها ندوات‬ ‫نقدية‪ ،‬تُتوَّج بندوة دولية حول المسرح ما بعد الحداثة و « المسرح‬ ‫بمفهومه الكوْني ودوره في تالقح الثقافات»‪ .‬ذلك من أجل إعادة‬ ‫الثقة في «التياترو»‪ ،‬ومن دون ْ‬ ‫أن يُدْرك الفاعل المسرحي أنه يغرس‬ ‫بذرتها الطيبة أكلها دائم وظلها‪ُّ .‬‬ ‫كل العروض المسرحية التي تعلو‬ ‫خشبة مسرح إسبانيول‪ ،‬يُعاد عرضها مسجلة على أقراص مدْمجة‬ ‫بفضاء الثانويات واإلصالحيات بطنجة وتطوان ووادْالو‪ .‬تطالعنا‬ ‫هوية المسرح المتعدد على ثراء فضاءاته ‪ :‬فضاء األصوات السجية‬ ‫– فضاء أصوات الكورال لطلبة المعهد الموسيقي‪ .‬فضاء التواصل‬ ‫واإلعالم‪ .‬فضاء الزجل‪ ،‬لتلقين أصول هذا التراث‪ .‬دأبتْ الجمعية أن‬ ‫تقيم مهرجان للزجل باسم حسْني الوزاني‪ ،‬يحضره أهل فن الزجل‬ ‫من أنحاء المغرب‪ – .‬فضاء الفن التشكيلي ‪ -.‬ثم فضاء الطباعة‬ ‫والنشر‪ ،‬لتآليف المسرحيين من مبدعي الجمعية‪ ،‬كاألساتيذ ‪ :‬الحسني‬ ‫الوزاني ورضوان احدادو ومحمد الدَّحروش والطيب الوزاني وأحمد‬ ‫امغارة ورشيد الميموني‪ ،‬والسيرة الذاتية للفنانين القديرَين محمد‬ ‫الدَّحروش وارحيمو الناصري (ثريا حسن ) من مؤلفات وإنتاج جمعية‬ ‫مؤسسة المسرح األدبي ‪.‬‬ ‫تضرب الجمعية موعداً لها‪ ،‬بندْوة حديث الساعة‪ ،‬وقد فرضت‬ ‫طبيعة الموضوع على شواعر الحنين‪ ،‬بعنوان ‪ :‬المسرح والصحافة‪ .‬من‬ ‫أجل تدارس قانون الصحافة باستعمال أدواته اللغوية ( وذلك في شهر‬ ‫أبريل ‪2018‬م ) ‪.‬كما ستقدِّم فرقة القناع الذهبي مسرحية شعرية في‬ ‫أحضان مهرجان حسني الوزاني الخامس للزجل‪ ،‬تحت عنوان ‪ « :‬هيا‬ ‫بنا فالوقت يداهمنا»‪ْ ..‬‬ ‫إن كانت هناك استراتيجية معتمدة الكتشاف‬ ‫المبدعين‪ ،‬فالطريق إلى النهضة واإلبداع والنبوغ يمرُّ من هنا‪..‬فالدنيا‬ ‫مسرح كبير‪ .‬على حدِّ قول هرَم المسرح «شيكسبير» ‪ :‬أعطيني مسرحاً‬ ‫أعطيك شعباً عظيماً»‪...‬‬

‫ْ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ َن ُّة ْارجِ عِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال ّ َنف ُ‬ ‫َو ْاد ُخلِي َج َّنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫والد املديرة الإقليمية لل�شباب والريا�ضة بوزان يف ذمة اهلل‬ ‫أسلم الروح إلى بارئها يوم االثنين ‪ 5‬مارس ‪ ،‬والد السيدة ثورية الغزاري‪ ،‬المديرة اإلقليمية لوزارة الشباب‬ ‫والرياضة بوزان ‪.‬‬ ‫وأمام هذا المصاب الجلل ‪ ،‬وبعد الوقوف خشوعا وإجالال أمام الروح الطاهرة للفقيد ‪ ،‬يتقدم محمد حمضي‬ ‫عضو اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪،‬ورئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان‪،‬‬ ‫بالتعازي الحارة والمواساة القلبية للسيدة المديرة اإلقليمية ‪ ،‬ومن خاللها لكل أبناء وبنات وأهل المرحوم ‪ ،‬راجيا‬ ‫لهم الصبر والسلوان ‪ ،‬وللفقيد المغفرة والرضوان ‪ ،‬وأن يمطره الذي جل جالله بشآبيب رحمته ويسكنه فسيح‬ ‫جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬ويرزق أهله وذويه الصبر والسلوان ‪ .‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫م�صطفىم�شبال‬ ‫‪2016-10-03‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫من �أعالم الفكر‬ ‫الأندل�سي ‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫ابن حيان القرطبي‬ ‫(‪)3/1‬‬

‫رغم أهمية المؤرخ الكبير ابن حيان ومساهمته العظيمة في إغناء التاريخ األندلسي‪ ،‬فإن الباحثين‬ ‫المسلمين لم يولوه أهمية كبرى إال في اآلونة األخيرة‪ .‬بينما كان المستعربون قد سبقوهم إلى دراسة‬ ‫تراثه منذ أكثر من قرن‪ ،‬إذ قدموا دراسات وأبحاث عنه كما اعتنوا بتراثه والتعريف بما عثروا عليه مثل‬ ‫الراهب اإلسباني «ملشور أنطونيا» والمستشرق اإلسباني «فرانسيسكو كوديرا» والمستشرق الفرنسي‬ ‫«ليفي بروفنسال»‪.‬‬ ‫إن ما يبرز المكانة الرفيعة البن حيان هو اعتزاز األئمة من العلماء بتاريخه الكبير إذ اعتبروه‬ ‫مفخرة لهم‪ ،‬كما نقل عنه بعدهم كبار مؤرخي األندلس كابن بسام وابن حزم‪ ،‬مع التنويه به واإلصرار له‬ ‫باإلمامة والرياسة‪.‬‬ ‫فمن هو هذا المؤرخ الكبير؟ وما هي أهم مؤلفاته؟ ثم ما منهجه التأريخي؟ وما أهميته في تاريخ‬ ‫األندلس؟‬

‫المبحث األول‪ :‬أبن حيان‪ :‬مؤلفاته ومصادره‪:‬‬ ‫‪ -‬التعريف بابن حيان‪:‬‬

‫هو أبو مروان حيان بن خلف القرطبي(‪367‬هـ ‪-469‬هـ)‪ .‬ما زالت معظم آثاره مفقودة‪ ،‬وعرف بضالعته‬ ‫وسعة أفقه األدبي والتاريخي‪ ،‬وبأسلوب الهجاء لشخصيات معاصرة له‪ .‬تميز بصدقه ودقته في نقل‬ ‫األحداث مقارنة مع الكثير من المصادر المعاصرة له‪.‬‬ ‫بالنسبة للباحثين القدامى في تاريخ األندلس‪ ،‬ال يمكنهم الحديث عن نظم األندلس واقتصادها دون‬ ‫الرجوع إليه‪ ،‬وهو ما أكده «المقري «الذي يكثر من نقول ابن حيان في نفح الطيب‪ ،‬عند ذكره ألخبار «عبد‬ ‫الرحمن بن معاوية األموي» إذ قال‪ :‬قال أكثر هذا مؤرخ األندلس الثبت الثقة أبو مروان بن حيان»‪ .‬وقال‬ ‫عنه «أبو عبد اهلل الحميدي»‪ :‬صاحب التاريخ الكبير في أخبار األندلس وملوكها وله حظ وافر من العلم‬ ‫والبيان وصدق اإليراد»‪.‬‬ ‫فيما يخص المؤرخين المحدثين‪ ،‬نجدهم ينحون‬ ‫نفس المنحى‪ .‬أبرزهم «محمود علي مكي» الذي قال‪:‬‬ ‫«يتفق الكثير من الباحثين على أن أبا مروان من أعظم‬ ‫مؤرخي اإلسالم وهو بغير شك أعظم مؤرخ أنجبته‬ ‫األندلس بل والغرب كله‪ :‬اإلسالمي والمسيحي على‬ ‫السواء طوال العصور الوسطى»‪.‬‬ ‫إن أفضل ما نعرف به هذا المؤرخ الفذ هو حديثه‬ ‫عن نفسه فيما نقله ابن بسام‪« :‬وبعد فإني امرؤ يسرت‬ ‫لطلب هذا الخبر واقتفاء هذا األثر أحرس شاردة‪ ،‬وأقيد‬ ‫نافرة وأبيت بأبوابه‪ ،‬وأنصب لطالبه‪ ،‬فشغلت دهرا‬ ‫وفجرت منه نهرا‪ ،‬صيرني تربا لعدنان وزماما على‬ ‫الحدثان‪ ،‬أقصي أنباءه وأضرب أمثاله وأحصي وقائعه‬ ‫وأحترز مواعظه»‪.‬‬ ‫بالنسبة للمهام التي تقلدها ابن حيان‪ ،‬فقد عمل‬ ‫في منصب إمالء الذكر ألبي الوليد الثرة فقد قال‪« :‬وكنت‬ ‫ممن جادته سماء هذا الرئيس أبي الوليد الثرة وكرم‬ ‫فعله ابتداء من غير مسألة‪..‬أن قلدني إمالء الذكر‪..‬‬ ‫المطابق لصنعتي الالئق بتحرفي براتب واسع»‪ .‬ويذكر‬ ‫المقري أن ابن حيان تقلد منصب صاحب الشرطة‪:‬‬ ‫«وذكر أبو مروان ابن حيان صاحب الشرطة أن مباني‬ ‫الزهراء اشتملت على أربعة آالف سارية»‪.‬‬ ‫كان ابن حيان من مخضرمي عصري األمويين‬ ‫والطوائف‪ ،‬إذ كان والده كاتبا للمنصور مما يفسر تأثيره‬ ‫عليه‪ ،‬فقد خصص سفرا خاصا عن الدولة العامرية‪ .‬في هذا الصدد يبين ذ أحمد أمين أنه كان أيضا كاتبا‬ ‫للمنصور كأبيه‪.‬‬

‫مؤلفات ابن حيان‪:‬‬ ‫لقد ظل تراث ابن حيان غابرا لزمن طويل حتى اكتشفه المؤرخ الهولندي «راينهارت دوزي» صاحب‬ ‫أول مجهود علمي حقيقي في كتابة تاريخ األندلس‪ ،‬ودعا لالهتمام بتراث مؤرخنا فكان أول من استجاب‬ ‫له هو المستشرق اإلسباني «فرانسيسكو كوديرا» الذي عثر على قطعة من «المقتبس» بمكتبة «سيدي‬ ‫حمودة» بمدينة القسطنطينية شرق الجزائر‪ .‬ليأتي بعده المستشرق «إميلبو غومس» فنشر مقاال حول‬ ‫«الحكم المستنصر» والبربر بعد أبحاث «كوديرا» بثالثين سنة‪ .‬ثم قام الراهب «ملشور أنطونيا» سنة‬ ‫‪1937‬م بنشر ملحق للدكتوراه التي حصل عليها وهو عبارة عن قطعة من السفر الثالث للمقتبس‬ ‫المحفوظة بالمكتبة البودليانية‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬قام «علي مكي» بتحقيق أوراق من «المقتبس» ما بين ‪ 189‬و‪ 284‬التي بقيت مما أخذ‬ ‫«بروفنسال» من مكتبة القرويين بفاس‪ ،‬وتتحدث عن الوقائع التي جرت في عهد «الحكم بن هشام»‬ ‫وأهمها الحرب بينه وبين عميه «عبد اهلل البلنسي» و«سليمان الشامي»‪ ،‬ثم ثورة طليطلة التي دامت‬ ‫عشر سنوات ‪ ،‬وثورة الربض سنة ‪202‬هـ‪ .‬ختم رواياته ببيعة «الحكم» البنيه «عبد الرحمن» و«المغيرة»‪.‬‬ ‫ثم قدم تراجم مفصلة لكبار رجال الدولة في عهده‪ .‬أما النصف الثاني من المخطوط فيتحدث عن إمارة‬ ‫«عبد الرحمن األوسط» وينتهي المخطوط في منتصف أحداث ‪232‬هـ‪ .‬بعد ذلك قام الباحث العراقي «عبد‬ ‫الرحمن الحجي» سنة ‪1965‬م بتحقيق قطعة استنسخها «كوديرا» من خزانة «سيدي حمودة» السالفة‬ ‫الذكر‪ .‬وهي من السفر السابع من المقتبس‪ ،‬أودعها بالمعهد الملكي بمدريد تتناول خمس سنوات من‬ ‫خالفة «المستنصر» (ما بين ‪ 360‬و‪364‬هـ) التي قام «غرسية غومس» بترجمتها لإلسبانية كما أعلن في‬ ‫نفس السنة اكتشافه للسفر الخامس من المقتبس‪.‬‬ ‫يضاف لذلك القطعة التي نشرها المستشرق «بيدرو تشالميتا» بمساعدة األستاذين «فيدريكو‬ ‫كورينتن» و«محمود صبح» سنة ‪1979‬م‪ ،‬تتألف من ‪ 165‬ورقة تتناول الثالثين سنة من حكم «عبد‬ ‫الرحمن الناصر» (‪330 - 300‬هـ) وكانت تلك القطعة محفوظة بالخزانة الملكية بالرباط‪.‬‬ ‫مما سبق يظهر لنا مدى التمزق والضياع اللذين تعرض لهما تراث «ابن حيان»‪ ،‬وقذ ورد في‬ ‫ذخيرة ابن بسام والحلة السيراء البن األبار والبيان المغرب البن عذارى وإعمال اإلعالم البن الخطيب ونفح‬ ‫الطيب للمقري‪ .‬من خالل هذه المصادر نكتشف مؤلفات ابن حيان وهي‪:‬‬ ‫ المقتبس في أخبار أهل األندلس‪:‬‬‫يتفق المؤرخون على أنه سبق عصر «ابن حيان»‪ ،‬وهو في عشرة أجزاء‪ .‬أرخ لثالثة قرون من أول الفتح‪،‬‬ ‫حيث سجل ابن حيان أحداثه مع تفسيره ألسباب نجاحه واعتزازه بذلك النجاح الكبير‪ ،‬مع ذكره لتحلل‬

‫�إعداد ‪:‬‬

‫‬‫الأ�ستاذة فاطمة الكنوين‬

‫المجتمع القوطي وفساد زعمائه‪ .‬ثم انتقل للحديث عما حصل بعد ذلك المجد من فتن وصراعات خالل‬ ‫عصر الوالة ليسهل األمر على «عبد الرحمن بن معاوية» الدخول لألندلس‪.‬‬ ‫انتقل «ابن حيان» ليؤرخ لمن جاء بعد «عبد الرحمن الداخل» من األمراء األمويين وعددهم‬ ‫ستة‪ ،‬حتى وصل لعهد «عبد الرحمن الناصر» الذي أرخ له بتفصيل نظرا ألهمية المرحلة‪ ،‬فأعاد استقرار‬ ‫األندلس وتلقب بالخالفة بعدما كانت حكرا على العباسيين بالمشرق‪ .‬انتقل بعد ذلك لعهد ابنه «الحكم‬ ‫المستنصر» ثم حاجبه «المنصور بن أبي عامر»‪ .‬فوصف «ابن حيان هذا العصر الحافل بالغزوات إلى حين‬ ‫وفاته سنة ‪393‬هـ لتستمر دولته في عهد ولديه «المظفر والمأمون» إلى غاية سنة ‪399‬هـ‪ :‬تاريخ الفتنة‬ ‫المبيرة إلى أن انهار البنيان تمام سنة ‪422‬هـ‪.‬‬ ‫أما عبد الرحمن الحجي فانفرد بقول أن «المقتبس» تحدث عن الفتح حتى عصر ابن حيان أي عصر‬ ‫الطوائف‪ .‬لعل ما يفصل هذا الخالف شهادة «ابن حزم» عن هذا الكتاب إذ قال‪« :‬ومنها كتاب التاريخ الكبير‬ ‫في أخبار األندلس تأليف أبي مروان ابن حيان نحو عشرة أسفار من أجل كتاب ألف في هذا المعنى وهو‬ ‫في الحياة بعد لم يتجاوز االكتهال»‪ .‬وقد بين ابن حيان سبب تأليفه بطلب من بعض أصدقائه أو ليهديه‬ ‫ألحد ملوك الطوائف «أبي الوليد ابن جهور»‪.‬‬

‫ المتين‪:‬‬‫يعد أهم كتب ابن حيان جميعا‪ ،‬يقع في ستين جزء‪ .‬زعم «جورجي زيدان» أنه موجود في تونس‪ ،‬وقد‬ ‫قام «عبد اهلل جمال الدين» بجمع أجزاء منه في كتاب «من نصوص من كتاب المتين للمؤرخ القرطبي أبي‬ ‫مروان ابن حيان»‪ ،‬جمعها من مطبوع ومخطوطات الذخيرة البن بسام‪.‬‬ ‫يؤرخ الكتاب للفتنة البربرية التي بدأت باألندلس سنة ‪399‬هـ وينتهي بسنة ‪463‬هـ ألن هذا هو‬ ‫التاريخ الذي تنقطع عنده األحداث‪ .‬يقول ابن بسام عن المتين‪« :‬فقد كانت أخبار بني جهور وخروج ابن‬ ‫ذي النون ملك طليطلة من قرطبة هي آخر ما نقل صاحب الذخيرة عن هذا الكتاب»‪ .‬فهو إذن‪ ،‬يؤرخ ألربع‬ ‫وستين سنة عاصر ابن حيان أحداثها بنفسه‪ .‬معظمها يرتبط‬ ‫بعصر الطوائف‪.‬‬ ‫إذا كان ابن حيان قد سجل في مقتبسه أحداثا سابقة‬ ‫لعهده‪ ،‬فإننا نجده في المتين يؤرخ لعصره‪ :‬أربعين سنة من‬ ‫عصر الطوائف‪ .‬أهدى كتابه هذا لملك طليطلة «يحيى بن‬ ‫ذي النون» إذ قال‪« :‬وكنت اعتقدت االستئثار به لنفسي وخبأه‬ ‫لولدي والضن بفوائده الجمة على من تنكب إحمادي إلى ذمي‬ ‫ومنقصتي‪...‬إلى أن رأيت زفافه إلى ذي خطبة سنية أتتني على‬ ‫بعد الدار‪..‬األمير المؤثل اإلمارة‪...‬يحيى بن ذي النون»‪.‬‬ ‫هكذا أرخ ابن حيان لعصر الطوائف‪ ،‬فكان مثنيا لبني ذي‬ ‫النون بطليطلة‪ ،‬وبني جهور بقرطبة‪ .‬وسبقت اإلشارة الفتخاره‬ ‫بتولي الذكر لدى أبي الوليد بن جهور‪ .‬ثم أنكر من أمره ما‬ ‫حمل ابنه عبد الملك على توعده بالقتل لقوله أن ابن حيان ال‬ ‫يصلح لهذا األمر فرد أبوه‪« :‬أتريد أن يضرب بنا المثل في سائر‬ ‫البلدان بأننا قتلنا شيخ األدب والمؤرخين ببلدنا تحت كنفنا مع‬ ‫أن ملوك البالد القاصية والدانية تداريه وتهاديه»‪ .‬ثم كان مع‬ ‫القرطبيين حين حوصرت مدينتهم وأثنى على المعتمد بن عباد‬ ‫إلسراعه في نجدتهم‪ ،‬لينكر بعده عليه ضمه لقرطبة‪ .‬لعل هذا‬ ‫التقلب في مواقفه يعكس الصراعات واالنقسامات التي سادت‬ ‫عصر الطوائف‪.‬‬ ‫ أخبار الدولة العامرية‪ :‬إن الكثير من المؤرخين الذين‬‫نقلوا عن ابن حيان يؤكدون وجود هذا الكتاب‪ ،‬فذكر عنوانه‬ ‫كامال ابن الخطيب ب «أخبار الدولة العامرية المنسوخة بالفتنة‬ ‫البربرية وما جرى فيها من األحداث الشنيعة»‪ .‬أما المراكشي‬ ‫فسماه «المآثر العامرية»‪ .‬لكن بين «عبد اهلل جمال الدين» أنه خلط بين كتاب ابن حيان وبين كتاب‬ ‫الحسين ابن عاصم صاحب الكتاب الذي ذكره‪ .‬بالنسبة البن األبار‪ ،‬فيورد نصا مهما قال فيه‪« :‬وغزواته في‬ ‫كل طائفة متصلة‪...‬عدها ابن حيان في كتابه الموضوع في أخبار الدولة العامرية وجعله لمن شاء خزله‬ ‫عن تاريخه الكبير أو ضمه إليه»‪ .‬يرى محمود علي مكي أن «هذا الكتاب يتناول تاريخ الدولة العامرية‬ ‫منذ تولي هشام المؤيد الخالفة حتى ثورة المهدي ومصرع عبد الرحمن شنجول»‪ ،‬أي ما بين سنتي ‪366‬‬ ‫و‪399‬هـ‪.‬‬ ‫ البطشة الكبرى‪ :‬أثبت كل من ابن الخطيب وابن بسام هذا الكتاب البن حيان‪ ،‬وهو يتناول استيالء‬‫المعتمد بن عبود على قرطبة وبطشه بحكامها بنو جهور ونفيهم‪ ،‬وهم الذين استنجدوا به ليخلصهم‬ ‫من هجوم المأمون بن ذي النون وذلك سنة ‪462‬هـ‪.‬‬ ‫إضافة لالختالفات الكبيرة بين المؤرخين حول الكتب المنسوبة البن حيان‪ ،‬فقد أضاف آخرون أن‬ ‫مؤرخنا ألف أعماال في الالهوت وعلوم أخرى‪ .‬أما د‪.‬الحجي فاقتصر مؤلفات ابن حيان على كتاب واحد وهو‬ ‫المتين‪ .‬أما الكتب األخرى إما اقتباسا منه أو مختصرات‪ ،‬استنادا لكون المقتبس يعني اقتبسه من المتين‪،‬‬ ‫فهو مختصر منه‪.‬‬ ‫أضاف د علي مكي إلى مؤلفات ابن حيان‪ ،‬روايته الثنين من أهم كتب اللغة هما‪ :‬األلفاظ وإصالح‬ ‫المنطق البن السكيت‪ .‬كانت روايته عن شيخه ابن أبي الحباب‪ ،‬فضال عن روايته األمالي ألبي علي القالي‪.‬‬

‫‪ -‬مصادر ابن حيان‪:‬‬

‫أ‪ -‬في المقتبس‪ :‬ما دام قد أرخ فيه ألحداث سبقت عهده‪ ،‬فقد اعتمد على كتب «الرايات» لمحمد‬ ‫بن موسى الرازي وكتاب «تاريخ افتتاح األندلس» ألبي بكر ابن القوطية‪ ،‬وكتاب «تاريخ بني أمية في‬ ‫األندلس» لمعاوية بن هشام‪ ،‬وكتاب «شعراء األندلس» ألبي بكر بن عبادة بن ماء السماء‪ ،‬وكتاب «العقد‬ ‫الفريد» البن عبد ربه و «االستنكار لمذهب علماء األمصار» ألبي عمر يوسف بن عبد البر‬ ‫ب‪ -‬في الدولة العامرية‪ :‬اعتمد على مرويات والده وما شاهده بنفسه وما رواه غيره من كتاب تلك‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫ت‪ -‬في المتين‪ :‬بين ابن حيان مصادره في صدر كتابه كما رواها ابن بسام على لسانه‪« :‬مما أصبت‬ ‫به تذكرة أو أخذته عن ثقة أو صلتني به مشاهدة أو حاشته إلي مذاكرة حتى نظمت أخبارها»‪ .‬فمثال روى‬ ‫عن صديقه الكاتب أحمد بن برد أحداث الفتنة البربرية‪.‬‬ ‫أورد ابن حيان نصوصا عن المماليك المسيحية حتى القرن العاشر‪ ،‬مما دفع المؤرخين للتساؤل عن‬ ‫المصادر التي أخذ منها‪ .‬فدوزي وأنطونيا يردان ذلك إلتقانه عجمية األندلس‪ ،‬أي الالتنية الدارجة‪ ،‬وربما‬ ‫اطلع على مدونات مسيحية‪ ،‬بينما يشك إميليو جارثيا جومس في هذا الطرح نظرا لكون ابن حيان صرح‬ ‫بأسماء المؤرخين السابقين‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫عامل‬ ‫وعلم‬

‫‪12‬‬

‫الدكتور حسن الوراكلي‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪-‬‬

‫إعداد ‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫هذه السلسة من العلماء والمفكرين واألدباء والمثقفين الذي أناروا لنا الطريق في مجال البحث والدراسة‪ ،‬بما كتبوه من مؤلفات‬ ‫ودراسات ومواضيع‪ ،‬كان لها الصدى الطيب في الساحة الثقافية المغربية والعربية‪ ،‬فمنهم من انتقل إلى جوار ربه‪ ،‬ومنهم مازال‬ ‫على قيد الحياة‪ .‬ولكن أفكارهم وآراءهم وإنتاجهم العلمي والفكري والثقافي سيبقى حيا تتوارثه أجيال وأجيال‪ ،‬كما عاشت أفكار من‬ ‫سبقوهم‪ .‬وقد ارتأيت أن أخصص لكل «عالم» بعد أن أعرف به‪ ،‬ملخصا مركبا على شكل حوار أتناول فيه خمسة أو ستة فصول مركزة‬ ‫على جميع قضاياه المعرفية تقريبا‪ ،‬إنها رحلة فكرية نجول خاللها عبر محطات معرفية مختلفة‪.‬‬

‫استأثرت األندلس باهتمام الدكتور حسن الوراكلي‪ ،‬تاريخا وحضارة‬ ‫وفكرا ‪ -‬منذ سنوات ‪ -‬فاتجه نحوها باحثا ودارسا ومترجما ‪ -‬في تراثها ‪ -‬فأنجز‬ ‫فيه دراسات عديدة ومتنوعة‪ ،‬نشرت في كتب مستقلة أو في مجالت عربية‬ ‫متخصصة‪ .‬أتقن اللغة اإلسبانية فغاص في آدابها دارسا ومترجما فنقل إلى‬ ‫اللغة العربية صفحات كثيرة من هذا األدب نشرت في مجالت مغربية وعربية‪.‬‬ ‫اهتم بالكتابة منذ شبابه فأصدر مع ثلة من المهتمين أمثاله سنة ‪1959‬م‬ ‫مجلة ثقافية أطلقوا عليها اسم )النصر(‪.‬‬ ‫عمل أستاذا للتعليم العالي بقسم الدراسات اإلسالمية واللغة العربية‪.‬‬ ‫عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية‪ .‬بجامعة أم‬ ‫القرى بمكة المكرمة‪ ،‬بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان‪ .‬كلية اآلداب‪.‬‬ ‫عضو في عدد من الرابطات واالتحادات‪ :‬رابطة علماء المغرب‪ ،‬اتحاد كتاب‬ ‫المغرب‪ ،‬رابطة األدب اإلسالمي العالمية بالهند‪ ،‬جمعية الدراسات الموريسكية‬ ‫بتونس‪ ،‬الجمعية المغربية للتراث بفاس‪.‬‬ ‫من مؤلفاته‪ :‬ابن سيده المرسى ـ شيوخ العلم وكتب التدريس بسبتة ـ‬ ‫القاضي عياض مفسرا ـ المضمون اإلسالمي في شعر عالل الفاسي ـ اإلسالم‬ ‫والغرب ـ أبحاث أندلسية وغيرها‪.‬‬

‫اإلسالم والغرب ‪ /‬التحدي والمواجهة‪:‬‬ ‫يرى الدكتور حسن الوراكلي أن اإلسالم بلور من خالل القرآن والسنة‬ ‫تعاليم ومبادئ ومثال وقيما تتحدد بها صورته على المستويين‪ :‬الرؤية والفعل‪.‬‬ ‫أما من حيث المستوى األول فيمكن القول بأن أهم ما يميز هذه الرؤية أنها‬ ‫شاملة‪ ،‬كلية للكون‪ ،‬والحياة‪ ،‬واإلنسان‪ ،‬ليس ألي دين وألية إيديولوجية وألية‬ ‫فلسفة‪ ،‬مثلها سعة أفق‪ ،‬وعمق جوهر‪ ،‬وواقعية هدف‪ ...‬وأما على مستوى‬ ‫الممارسة فقد ترجم رسول اهلل (ص) ومعه الذين اتبعوه‪ ،‬مقاصد هذا الدين‬ ‫الكبرى كما تبلورها رؤيته الشاملة الكلية‪ ،‬إلى سلوك وفعل أكدا معا بكامل‬ ‫الجالء والوضوح أن رسالة هذا الدين رسالة تغيير واستشراق‪.‬‬ ‫تلكم هي صورة اإلسالم على مستوى الرؤية والفعل‪ ،‬ال ريب أنها بقدر ما‬ ‫شحذت وتشحذ نفوس المؤمنين حتى يكونوا أدلة هداة‪ ،‬أثارت‪ ،‬وتثير المخاوف‬ ‫في نفوس أئمة الكفر وأتباعهم‪ ،‬وهي المخاوف التي عبر عنها غالدستون رئيس‬ ‫الوزارة البريطانية عام ‪1882‬م حين وقف في مجلس العموم البريطانية وقد‬ ‫أمسك بيده نسخة من المصحف الشريف يقول لهم‪( :‬إنه ما دام هذا القرآن في‬ ‫أيدي المسلمين فلن يقر لنا قرار في تلك البالد‪ ،‬وال أن تكون أوربا في أمان)‪.‬‬ ‫كما عبر عنها بن جريون حيث قال‪( :‬إننا ال نخشى القوميات واالشتراكيات‬ ‫والديمقراطيات في المنطقة‪ ،‬ولكن ما نخشاه هو اإلسالم‪ ،‬ذلك المارد الذي نام طويال ثم أخذ يستيقظ من جديد)‪.‬‬ ‫ومن هنا كانت المواجهة بين اإلسالم وبين القوى المضادة له تأججت منذ اليوم الذي ارتضى فيه اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى اإلسالم دينا للبشرية‪ ،‬يوحي بتعاليمه ومبادئه إلى أنبيائه ورسله من لدن إبراهيم عليه السالم إلى محمد‬ ‫(ص)‪ ،‬وستظل هذه المواجهة متأججة‪ ،‬مستعرة إلى يوم الدين‪ ،‬ألنها في الجوهر‪ ،‬مواجهة بين الحق والباطل‪ ،‬وبين‬ ‫االستواء واألكباب‪...‬‬ ‫ومن المسلم به أنه أية أمة من األمم البد أن تكون وراء سلوكها‪ ،‬وممارستها وموقفها ثقافة ‪ -‬بأوسع‬ ‫معاني الثقافة وداللتها ‪ -‬تجري منها مجرى الدم‪ ،‬وهكذا فإن ثقافة الجشع واألنانية تهب أصحابها منطق النهب‬ ‫واالستغالل مثلما تمنح ثقافة الحقد والكراهية عقلية العدوان والتسلط‪ ،‬وتصوغ ثقافة اإليمان واالستعالء روح‬ ‫التضحية واالستشهاد‪ .‬ومن هنا كانت مسؤولية «الثقافة» عما تغزره من معلومات ومهارات ومنجزات تؤلف فيما‬ ‫بينها ما يصطلح على تسميته (بالحضارة) التي قد يفسر في كثير من األحيان‪ ،‬مثلما هو الشأن بالنسبة لحضارة‬ ‫الغرب‪ ،‬الفصل بين المادي والمعنوي من العناصر التي تؤلف نسيجها‪ .‬وحقا أنه ال سبيل إلى إنكار ما حققه الغرب‬ ‫بفضل تقدمه العلمي من مبتكرات ومخترعات بدت بها هذه الحضارة براقة‪ ،‬خالبة‪ ،‬تسحر أعين الناس وتستحوذ‬ ‫على ألبابهم‪ ،‬غير أننا عند التأمل في التطبيق الغربي لمبتكرات حضارته ومخترعاته سرعان ما نكتشف أنه‪ ،‬أي الغرب‬ ‫(فصل بين العلم والحكمة‪ ،‬أي بين الوسائل والغايات‪ ،‬فكان المحرك األساسي لتنمية العلوم والتقنيات في الحضارة‬ ‫الغربية هو إرادة القوة والربح سواء كانت هذه اإلرادة إرادة األفراد أم الجماعات أم األمم‪ ،‬العلوم والتقنيات هدفها في‬ ‫الغرب إشباع الحاجات التي يشترك فيها الحيوان واإلنسان‪ :‬الغذاء‪ ،‬الكساء‪ ،‬المأوي‪ ،‬الدفاع‪ ،‬الهجوم)‪.‬‬ ‫تلكم هي صورة الغرب‪ ،‬من خالل ثقافته وحضارته‪ ،‬ال فرق فيها بين وجهها الليبرالي أو وجهها الشيوعي‪ ،‬وهي‬ ‫صورة على سلبياتها وتردياتها‪ ،‬ال تعدم جوانب من الفعاليات العلمية والتكنولوجية للمسلمين أن يفيدوا منها في‬ ‫إطار تصورهم اإليماني للعلم‪ ،‬وهم يتأهبون للبعث الحضاري‪.‬‬ ‫أما عن مالبسات اللقاء وظروفه بين اإلسالم والغرب‪ ،‬فإنه قبل أن يتم اللقاء في العصور المتأخرة‪ ،‬كان سبق‬ ‫لهذا وذاك أن يتالقيا من قبل في الحرب أحيانا وفي السلم أخرى‪ ،‬لكن لقاء الحروب ونعني بها وبدرجة أولى‪ ،‬الحروب‬ ‫الصليبية في المشرق والمغرب‪ ،‬والتي استمرت مدى قرون هو الذي عمق الهوة بين اإلسالم والغرب‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ازداد به بينهما سوء التفاهم واشتدت البغضاء‪ ،‬على أنه‪ ،‬كما يقول المستشرق درمنجهم‪( ،‬مما يجب أن نعترف به‬ ‫أن أكثر البغضاء كان من جهة المسيحيين)‪ ،‬أما تسامح المسلمين فأمر معروف ثابت باألدلة والبراهين‪ ...‬وال شك‬ ‫أن هذا اإلرث من العداء والكراهية‪ ،‬فضال عن عوامل أخرى مستجدة‪ ،‬كان مما دفع بالغرب دفعا في العصور الحديثة‬

‫إلى مهاجمة «اإلسالم» في عقر دياره انطالقا من حمالت التنصير الكنسية‬ ‫مرورا بهجمات االستعمار العسكرية وانتهاء بغزوات اإليديولوجيات والتيارات‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪...‬‬ ‫ً‬ ‫وباألصح‪ :‬واقع أمة اإلسالم‪ ،‬فيمكن القول‬ ‫أما بخصوص واقع اإلسالم‪،‬‬ ‫بعامة بأنه كان من التردي واالنهيار والتخاذل بحيث غذت أغلب بالد المسلمين‬ ‫إن لم نقل كلها مطمع أمم الغرب التي سرعان ما تداعت عليها كما تداعى‬ ‫األكلة إلى قصعتها‪ ،‬وقد تبت حال هذا الواقع‪ ،‬بتردياتها وتناقضاتها في مجالت‬ ‫عدة أهمها‪ :‬المجال العقدي‪ ،‬المجال السياسي‪ ،‬المجال االقتصادي‪ ،‬المجال‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫أما واقع الغرب فبوسع الدارس أن يستكشف صورته خالل القرن التاسع‬ ‫عشر‪ ،‬وهي الفترة التي بدأ الغرب يقتحم فيها على اإلسالم ديار بنيه في بعدين‬ ‫إثنين‪ :‬بعد مادي وبعد روحي‪ ...‬وعلى العموم فقد حرص الغرب على تسديد‬ ‫الضربات لهذه العقدية‪ ،‬ألن في تدميرها وشل حركاتها تدميرا لإلسالم وشال‬

‫لحركته‪ ،‬وتوسل في تنفيذ خطته بالتبشير واالستشراق‪.‬‬

‫الهوية الثقافية اإلسالمية‬

‫وأسأل الدكتور حسن الوراكلي عن الهوية الثقافية اإلسالمية‪ .‬فيرد قائال‪:‬‬ ‫إن الشرط الجوهري في إنجاز أي مشروع لألحياء واالنبعاث يكمن في‬ ‫عنصر االنتماء‪ ،‬أي االرتباط بالذات التاريخية لألمة وهي المتمثلة في التراث‬ ‫بوصفه انتماء بأوسع دالالت االنتماء ومعانيه‪ ،‬وأخصها االنتماء الثقافي‪ .‬ومن‬ ‫هنا ننتقل إلى النظر في الهوية الثقافية‪ .‬إن اآلراء ووجهات النظر التي أريد‬ ‫بها تحديد مدلول الثقافة يمكن ردها‪ ،‬على تعددها واختالفها إلى منظورين‬ ‫أساسيين‪ :‬أولهما تجريدي نظري يربط الثقافة بمجال األفكار والمعارض‬ ‫والفنون‪ .‬وثانيهما تطبيقي إجرائي يرى الثقافة منهج حياة تتحدد من خاللها‬ ‫أنماط السلوك والممارسة والموقف‪ .‬على أن تحليل هذين المنظورين يكشف‬ ‫لنا عن تداخلها وتكاملها‪ ،‬أي عن جدليتهما التي تتمثل‪ ،‬بوضوح وجالء‪ ،‬فيما‬ ‫للعقديات واألخالقيات ‪ -‬ومستودعها الفكر‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬والفن ‪ -‬من آثار في‬ ‫الواقع الموضوعي في تحديد منطقه ومنهجه‪ ،‬وما يتمخض عنها من مقاييس‬ ‫تعتمد في التمييز بين الحق والباطل‪ ،‬والخير والشر‪ ،‬والحسن والقبيح‪ ،‬وبعبارة‬ ‫أخرى‪ :‬تحديد الرؤية للكون‪ ،‬واإلنسان‪ ،‬والعصر‪ .‬وإذا كان أهم ما يستخلص من‬ ‫هذا الرأي هو أن الثقافة مادة وصورة أي إنها معرفة (مادة) تفرز سلوكا (صورة)‬ ‫فإن لنا ‪ -‬ونحن نشهد على مختلف أدوار التاريخ‪ ،‬وفي عصرنا الراهن‪ ،‬اختالف‬ ‫(المعرفيات) وتباين ما تفرزه‪ ،‬بالضرورة‪ ،‬من رؤية وموقف ‪ -‬أن نقر بحقيقة ليس‬ ‫يماري فيها إال من سفه نفسه‪ ،‬وهي أن الثقافة ليست واحدة‪ ،‬بل ثقافات شتى‪ ،‬لئن بدا‪ ،‬للوهلة األولى‪ ،‬تماثلها من‬ ‫حيث كونها (نظرا وتطبيقا) إال أنها‪ ،‬وقد تباينت مادتها (النظرية) أي مذهبيتها‪ ،‬كان ال بد أن يترتب‪ ،‬بالتأسيس‬ ‫على ذلك‪ ،‬تباين في الرؤية والموقف يبلغ أحيانا‪ ،‬درجة من التناقض ال سبيل معه إلى التالقي والتشارك في الرأي‬ ‫ووجهة النظر!‪.‬‬ ‫إن مرد هذا التباين بين الثقافات إلى التكوين العقدي‪ ،‬والفكري‪ ،‬وهو ما تبلوره هويتها الثقافية‪ ،‬ومن أهم‬ ‫مكوناتها التراث‪ .‬وإن أجدى األساليب في استلهام هذا التراث يتمثل في تحويله إلى ثقافة فاعلة في الفكر والسلوك‬ ‫لدى أصحابها‪ .‬وبعبارة أخرى‪ :‬صهر روح التراث في حياتهم الفردية والجماعية‪ ،‬الخاصة والعامة‪ ،‬بما يغدون به ذوي‬ ‫هوية مستقبلية متميزة من سواها‪.‬‬ ‫كما أن لكل تراث مرجعية عقدية‪ ،‬فمن البديهي‪ ،‬إذن‪ ،‬أن يقترن الفعل الثقافي الذي يستوحي التراث بمذهبية‬ ‫هذا و (إيديولوجية)‪ .‬والبيئة الثقافية‪ ،‬التي هي ثمرة سلطة التراث‪ ،‬أوضح شاهد على ذلك‪ ،‬فاإليمان واإللحاد مثال هما‬ ‫في أغلب األحيان ينتقالن إلى اإلنسان من بيئته الثقافية‪ ...‬إال أن الذي يتعلق بالعدد األكبر من البشر العاديين أن‬ ‫اإليمان والجحود عندهم يفصل فيه الجو الذي نشأوا فيه‪ .‬من أجل ذلك قال رسول اهلل ص‪« :‬ما من مولود إال ويولد‬ ‫على الفطرة‪ ،‬فأبواه يهودانه‪ ،‬أو ينصرانه أو يمجسانه»‪ .‬إن التعبير (أبواه) يمكن‪ ،‬منطقيا‪ ،‬أن يتناول البيئة العامة‬ ‫التي تتحكم في تطور الطفل‪.‬‬ ‫إن تباين المرجعيات المذهبية أو (اإليديولوجية) للتراث أصل في تباين الفعل الثقافي واختالفه من أمة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬بل يجوز التأكيد على أن هذا الفعل‪ ،‬وهو الوجه اإلجرائي للهوية الثقافية‪ ،‬ال ينتجه غير أبناء األمة التي أنتجت‬ ‫أجياله في القديم‪ ،‬تراثها‪ .‬أما غيرهم‪ ،‬وألنهم ال يملكون حق االنتماء إلى التراث الذي يفرز ذلك الفعل‪ ،‬فهم عاجزون‬ ‫على إنتاجه (ولو حرصوا)‪ ،‬وأقصى ما يبلغونه درجة القدرة على (االستهالك)‪.‬‬ ‫وبالنسبة للتراث اإلسالمي والهوية الثقافية التي تنبع منه‪ ،‬فنمط التفكير‪ ،‬وتفسير المعرفة‪ ،‬وأسلوب العيش‬ ‫تهمين عليها جميعها قيم اإلسالم ومثله‪ .‬وهذا األساس الديني لهوية المسلمين الثقافية هو ما استرعى نظر‬ ‫لويس برنارد فكتب في مؤلفه (الغرب والشرق األوسط) ما يلي‪« :‬ولجميع الشعوب اإلسالمية قاسم مشترك‬ ‫واحد من اإليمان والوالء للشريعة اإلسالمية يطبعها بطابع هوية واحدة يبقى ويدوم حتى ولو فقد اإليمان‬ ‫وأهملت الشرعية‪ ...‬والوحدة التي تجمع هذه الشعوب على قاسمها المشترك هي عقيدة (ال إله إال اهلل وأن‬ ‫محمد رسول اهلل)‪ .‬كان والء المسلمين األساس لإلسالم‪ ،‬وكأن المعارضون والمتمردون والثائرون يسعون‬ ‫لتغيير الوزراء أو الحكام أو حتى الخالفة الحاكمة كلها ولكنهم لم يسعوا أبدا لتغيير أساس الوالء لدولة اإلسالم‬ ‫ولوحدة هويته»‪.‬‬

‫العدد ‪932‬‬ ‫من كتيب ‪:‬‬

‫فتات مشبعات‬

‫الإ�شعاع‬ ‫الرتبوي ‪:‬‬

‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫«وما أمروا إال ليعبدوا اهلل مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا‬ ‫الصالة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة « صدق اهلل العظيم‬ ‫(سورة البينة اآلية ‪.)5‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى»‬ ‫(سورة األعلى اآلية ‪.)15‬‬ ‫من الفرائض التي فرضها اهلل على المسلم الزكاة‪.‬‬ ‫الزكاة ‪ :‬معناها الخير والبركة واإلصالح تغني الفقير بحصوله‬ ‫على الزكاة وتزيد في غنى الغنى بزيادة حسناته يوم الحساب ‪.‬‬ ‫النصاب في الزكاة بالمغرب ‪ :‬حاليا عشرون ألفا درهما فائض‬ ‫حاجياته وحاجيات عياله ومر عليها الحول أي سنة وهي ‪ 2.5‬في‬ ‫المائة أي ‪ 25.00‬درهم في كل عشرة آالف درهم وأجمع على هذا‬ ‫فقهاء المغرب ‪.‬‬ ‫ـ من ال يؤد الزكاة وفي حوزته النصاب فهو مرتد يجب‬ ‫محاربته‪.‬‬ ‫ـ قال تعالى ‪« :‬خذ من أموالهم صدقات تطهرهم» صدق اهلل‬ ‫العظيم‪.‬‬ ‫ـ تحمى صفائح من النار للذين لم يؤدون الزكاة فتكوى بها‬ ‫جنوبهم‪ .‬وقد حارب أبو بكر الصديق رضي اهلل مانع الزكاة‪.‬‬ ‫ـ قال تعالى ‪« :‬ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» صدق اهلل‬ ‫العظيم ‪.‬‬ ‫ـ تعطى الزكاة ‪ :‬قال تعالى «إنما الصدقات للفقراء والمساكين‬ ‫والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم‪ ،‬وفي الرقاب والغارمين وفي‬ ‫سبيل اهلل» صدق اهلل العظيم (سورة التوبة ‪.60‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬وما أموالكم وال أوالدكم بالتي تقربكم عندنا‬ ‫زلفى إال من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا‬ ‫وهم في الغرفات آمنون» صدق اهلل العظيم (سورة سبأ اآلية ‪.)37‬‬ ‫ـ األفضل للمؤمن والمسلم الغيور الجمع بين الزكاة‬ ‫والصدقة بأن يخرج الواجب إخراجه ثم يزيد على ذلك ما استطاع‪.‬‬ ‫ـ قال تعالى ‪« :‬ولوال فضل اهلل عليكم ورحمته ما زكى منكم‬ ‫أحدا أبدا» (سورة النور اآلية ‪.)24‬‬ ‫ـ وقال تعالى ‪« :‬قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»‬ ‫(سورة الشمس اآلية ‪.)24‬‬ ‫ـ «بل اهلل يزكي من يشاء وال يظلمون فتيال» (سورة النساء‬ ‫اآلية ‪.)4‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬وال يكلمهم اهلل وال ينظر إليهم يوم القيامة‬ ‫وال يزكيهم» (سورة آل عمران اآلية ‪.)77‬‬ ‫ـ وقال تعالى ‪« :‬وسيجنبها األتقى الذي يؤتي ماله يتزكى»‬ ‫(سورة النيل اآلية ‪.)92‬‬ ‫ـ في القرآن الحكيم آيات تحت على إخراج الزكاة مثال ‪:‬‬ ‫في سورة البقرة ‪ 5‬آيات ‪.‬‬ ‫في سورة النساء ‪. 2‬‬ ‫في سورة المائدة ‪.2‬‬ ‫وفي سور األعراف ـ التوبة ـ الكهف ـ مريم ـ األنبياء ـ الحج‬ ‫ـ النور ـ النمل ـ الروم ـ لقمان ـ األحزاب ـ فصلت ـ المجادلة ـ‬ ‫المزمل ـ البينة (ذكر اهلل تعالى فيها الزكاة)‪.‬‬ ‫ـ تخرج الزكاة عامة عند نهاية سنة هجرية (شهر من الحجة)‪.‬‬ ‫ـ تخرج زكاة الذهب المصنوع عن كل ‪( 86‬غرام)‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪« :‬اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة»‬ ‫صدق اهلل العظيم (سورة البقرة ‪.)23‬‬ ‫قال عليه السالم ‪ :‬يأمرنا اهلل تعالى بالصالة والزكاة والصلة‬ ‫والعفاف‪.‬‬ ‫أتى أعرابي النبي صلى اهلل عليه وسلم فقال دلني على عمل‬

‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫الزكاة‬ ‫(‪)3/2‬‬

‫إذا عملته دخلت الجنة قال ‪ :‬تعبد اهلل ال تشرك به شيئا ‪ .‬وتقيم‬ ‫الصالة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان‪.‬‬ ‫أخي المسلم ‪ :‬إذا أردت التوسع في أصناف الزكاة والحق‬ ‫العيني فيها راجع صحيح مسلم ج‪ .1‬س ص ‪ 312 .‬ـ ‪. 317‬‬ ‫أخي المسلم ‪ :‬قال تعالى ‪« :‬اتقوا النار التي وقودها الناس‬ ‫والحجارة (البقرة ‪ )23‬والجنة سلعة غالية الثمن‪ .‬ال تنال إال‬ ‫باألماني واألحالم والعمل الصالح واإلسالم‪ ،‬ليس قصرا على‬ ‫العلماء والفقهاء والمحدثين وليس قصرا على األغنياء والفقراء‪.‬‬ ‫وإنما حق لكل الناس‪.‬‬

‫الحج لمن استطاع إليه سبيال‬ ‫الحج هو الركن الخامس لإلسالم لمن استطاع إليه سبيال ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من‬ ‫مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم واسماعيل أن طهرا‬ ‫بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود» صدق اهلل العظيم‬ ‫(سورة البقرة اآلية ‪.)124‬‬ ‫*الحج ‪ :‬لغة هو القصد‪.‬‬ ‫في الشرع ‪ :‬هو قصد مكة المكرمة للقيام بأعمال الحج أو‬ ‫العمرة‪ ،‬شروطه الخمسة ‪ :‬اإلسالم ـ البلوغ ـ العقل ـ االستطاعة‪.‬‬ ‫أركانه أربعة ‪ :‬اإلحرام ـ السعي ـ الوقوف بعرفة ـ طواف‬ ‫اإلفاضة‪.‬‬ ‫واجباته ‪ :‬أ) اإلحرام ـ ب) التجرد من المخيط والمخيط للرجال‬ ‫فقط أما المرأة تبقى بلباسها العادي‪ .‬وال تغطى وجهه وال كفيها‪.‬‬ ‫ج) التلبية وهي ‪:‬‬ ‫لبيك اللهم لبيك‪ .‬لبيك ال شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة‬ ‫لك والملك ال شريك لك‪.‬‬ ‫تكرر التلبية راكبا ماشيا جالسا في كل وقت وحين ‪.‬‬ ‫انتباه ‪ :‬أحسن كتيب لشرح الحج ‪( :‬دليل الحج) والعمرة‬ ‫لألستاذ عبد الرحيم الكتاني‪.‬‬

‫ثواب الحج‬

‫قال النبي عليه السالم مخاطبا أنصاريا‪.‬‬ ‫فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ال تضع ناقتك خفا‬ ‫وال ترفعه إال كتب اهلل ل كبه حسنته ومحا عنك خطيئة‪.‬‬ ‫ـ وأما ركعتان بعد الطواف فكعتق رقبة من بني اسماعيل‬ ‫وأما طوافك بالصفا والمروة ذلك فكعتق سبعين رقبة‪.‬‬ ‫ـ وأما وقوفك عشية بعرفة‪.‬‬ ‫فإن اهلل تعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم المالئكة‬ ‫يقول ‪ :‬عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي‪.‬‬ ‫فلو كانت ذنوبهم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر‬ ‫لغفرتها‪ .‬أفيضوا عبادي مغفورا ولمن شفعته به‪( .‬اهلل أكبر‪ .‬اهلل‬ ‫أكبر‪ .‬ما أعظم الحج وفوائده كله نعمة من اهلل على المسلمين)‪.‬‬ ‫وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من‬ ‫الموبقات‪.‬‬ ‫ـ وأما حلقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى بها‬ ‫عنك خطيئة‪.‬‬ ‫ـ وأما طوافك بالبيت يعد ذلك تطوف وال ذنب لك‪ ،‬يأتي ملك‬ ‫حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول‪« .‬اعمل فيما تستقبل فقد‬ ‫غفر لك ما مضى»‪.‬‬ ‫ال تنسى زيارة المدينة المنورة ففيها ضريح النبي المصطفى‬ ‫محمد عليه السالم‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫دعاء‬

‫اللهم أحييني مسلما وأمتني مسلما‪ .‬واجعل طريقي الجنة‬ ‫بإذنك ورضاك بصالتي القائمة ‪ .‬وصيامي مغفرة لذنوبي وزكاتي‬ ‫فضل منك وعلى العباد ‪ .‬وحجي رجوعي بلدي كيوم ولدتني أمي‪.‬‬ ‫يا اهلل يا اهلل يا اهلل يا غافر الذنب ألم تقل يا ربي ادعوني أستجب‬ ‫لكم فاستجب دعاءي ودعاء المسلمين يا أكرم األكرمين يا حي يا‬ ‫قيوم برحمتك أستغيث ‪.‬‬ ‫قال أحد الوعاظ ‪« :‬من جعل في خلده أن هذا اليوم الذي‬ ‫يعيش فيه آخر أيامه وجدد توبته وأحسن عمله ‪.‬‬ ‫اللهم اجعل خاتمتنا سرا ومغفرة ولسوف يعطيك ربك‬ ‫فترضى‪.‬‬ ‫وقال آخر ‪« :‬اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»‬ ‫واعمل آلخرتك كأنك تموت غذا‪.‬‬ ‫وأقول ‪:‬‬ ‫األمس حلما جميال وانقضى مع مرور الزمن ولن يعود و(؟)‬ ‫رؤية لألمل أعيش دقائق وساعات نهاري‪.‬‬ ‫ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض‬ ‫تموت‬ ‫إن اهلل عليم خبير (سورة لقمان اآلية ‪)34‬‬ ‫*من آداب الحج ‪:‬‬ ‫قال تعالى ‪« :‬الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فال‬ ‫رفت وال فسوق وال جدال في الحج‪.‬‬ ‫وما تفعلوا من خير يعلمه اهلل‪ .‬وتزودوا فإن خير الزاد التقوى‬ ‫واتقون يا أولى األلباب‪ .‬صدق اهلل العظيم (سورة البقرة اآلية‬ ‫‪.)196‬‬

‫أخي ما تقدمه لغد للحقل الديني والمجتمعي‬

‫وأبدأ باسم اهلل الرحمن الرحيم‪ .‬أول كل سورة وأول كلمة‬ ‫يقوله المؤمن الصادق ليبدأ عمله فيكون اهلل في عونه ومدده‪.‬‬ ‫إنه اجتهاد شخصي نابع من قلب يملؤه الحب والعطاء ويملؤه‬ ‫حب اهلل والرسول إلى أوالدي وأحفادي‪ .‬وكل من يدور في فلكي‬ ‫من األقارب واألحباب واألصدقاء‪ .‬كتبت هذه النصائح الغالية من‬ ‫أمهات الكتب‪ ،‬قرأتها وتصفحت أوراقها‪ ،‬وعشت بين دفاتها تغني‬ ‫الباحث عن السؤال‪ .‬هي هداية متواضعة‪.‬‬ ‫ولنجعل آية من آيات اهلل الكريم عنوانا لكل مرحلة‪.‬‬

‫الربا يتضاعف‬

‫قال تعالى ‪« :‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا الربا أضعافا‬ ‫مضاعفة واتقوا اهلل لعلكم تفلحون‪ .‬واتقوا النار التي أعدت‬ ‫للكافرين» صدق اهلل العظيم (سورة آل عمران اآلية ‪.)30‬‬ ‫متطلبات الحياة اليوم عديدة ومتنوعة لمن أراد أن يعيش في‬ ‫شبه ترف يطرق أبواب األبناك المفتوحة للقرض والسلف نسبتها‬ ‫في تصاعد دائم‪ .‬ال خوف لألبناك لديها‪ .‬فالضمانة العقارية‬ ‫المحفظة بين أيديها محجوزة عليه حتى يسدد آخرها سلف وما‬ ‫فرض وهي ربا مطلقا ال شك فيها‪ ،‬والنتائج غير مرضية ال تسدد‬ ‫مبتغاك‪ .‬فالدين يشغل بالك ليال ونهارا قال أحد الحكماء‪ :‬الدين‬ ‫هم بالليل وذل في النهار‪.‬‬ ‫فالدين يجعلك تجري جري الوحوش الضالة كالخيل الهائجة‬ ‫في السياق لرد الدين وال نتائج تذكر‪ .‬وسرعان ما ينتجه المرء إلى‬ ‫تصرفاته الطائشة وقد اكتويت بالدين المتصاعد‪.‬‬ ‫وليجعل حال وقائيا يبيع عقارا غير محجوز عليه ولو بأقل‬ ‫ثمن‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫مكانة المرأة في اإلسالم‬ ‫بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ‪2/1‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫انطالقا من المساواة والتكريم اللذين خص بهما اإلسالم المرأة‪ ،‬وتحدثنا عنهما في العدد الماضي خاطب‬ ‫اهلل تعالى النساء باإليمان والمعرفة واألعمال الصالحة في العبادات والمعامالت كما خاطب الرجال‪ ،‬وجعل لهن‬ ‫عليهم مثل ما جعل لهم عليهن‪ ،‬وقرن أسماءهن بأسمائهم في آيات كثيرة‪ ،‬وبايع النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫المؤمنات كما بايعه المؤمنون‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬يأيها النبيء إذا جاءك المومنات يبايعنك على أن ال يشركن باهلل‬ ‫شيئا وال يسرقن وال يزنين وال يقتلن أوالدهن وال ياتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن وال يعصينك‬ ‫في معروف فبايعهن واستغفر لهن اهلل‪ ،‬إن اهلل غفور رحيم)‪ ،‬فما يرويه لنا التاريخ أن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم أخذ من النساء البيعة يوم فتح مكة ‪ ،‬وأمر سبحانه النساء بتعلم الكتاب والحكمة كما أمر الرجال ‪.‬وانظر‬ ‫كيف يؤكد القرآن الكريم هذا المبدأ في اآلية الكريمة ( إن المسلمين والمسلمات‪ ،‬والمؤمنين والمؤمنات‪،‬‬ ‫والقانتين والقانتات‪ ،‬والصادقين والصادقات‪ ،‬والصابرين والصابرين‪ ،‬والخاشعين والخاشعات‪ ،‬والمتصدقين‬ ‫والمتصدقات‪ ،‬والصائمين والصائمات‪ ،‬والحافظين فروجهم والحافظات‪ ،‬والذاكرين اهلل كثيرا والذاكرات‪ ،‬أعد‬ ‫اهلل لهم مغفرة وأجرا عظيما )‪ .‬فهذه اآلية نص صريح في المساواة بين الرجل والمرأة في العمل والحساب‬ ‫والجزاء ‪ ،‬فهي نداء إلهي موجه إلى الجنسين دون تمييز وال تفريق‪.‬‬ ‫وما يترتب عن المساواة في التكليف والجزاء المساواة أيضا في‬ ‫طلب العلم والتعلم‪ ،‬تعلم الكتاب والحكمة‪ ،‬تعلم الفروض والواجبات‪،‬‬ ‫تعلم ما يفيدهن في دينهن ودنياهن فالحق سبحانه وتعالى يقول‪( :‬قل‬ ‫هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون) فلم يقل‪ :‬الرجال الذين‬ ‫يعلمون والذين ال يعلمون‪ ،‬فالخطاب هنا مطلق ينطبق على الذكر‬ ‫واألنثى‪ ،‬والرسول صلى اهلل عليه وسلم كان يعلم أهله ويأمر المسلمين‬ ‫بتعليم أبنائهم وبناتهم‪ ،‬وقد روت زوجاته رضوان اهلل عليهن أحاديث‬ ‫كثيرة‪ ،‬وفي الحديث‪( :‬أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها‬ ‫وأدبها فأحسن تأديبها ‪ ...‬الخ) ‪ ،‬فكيف يجوز بعد قراءة هذا أن يمنعن‬ ‫من العلم بما عليهن من الواجبات لربهن وأزواجهن وألوالدهن ولألمة‬ ‫جمعاء‪ ،‬العلم اإلجمالي المبين لما يجب فعله لمنفعته وما يجب تركه‬ ‫لمضرته‪،‬والعلم التفصيلي الضروري لرعاية األسرة وتربية النشإ ومسايرة‬ ‫التطور اإلنساني‪ ،‬فكيف يمكن للمرأة أن تؤدي واجبها وتطلب حقوقها‬ ‫وهي جاهلة بهما‪ ،‬بل كيف يمكن ألمة أن تتطور وتتقدم ونصفها جاهل بما يجب عليه لربه ولنفسه وألهله‪،‬‬ ‫وبما يجب أن يساير به أسس التقدم والتحرر‪ .‬إن ما يجب على المرأة أن تتعلمه من عقائد دينها وفرائض‬ ‫عبادتها معلوم محدود‪ ،‬لكن ما يجب عليها أن تتعلمه من أجل تربية أبنائها وتعليم صغارها ومساهمتها في‬ ‫البناء وتجديد المجتمع اإلسالمي كثير متشعب يتطور بتطور األزمان ويتغير بتغير األحوال والظروف‪ ،‬فباألمس‬ ‫كانت تكتفي بتعليم أبنائها الكتابة والقراءة وتحرص على تحفيظهم آيات من كتاب اهلل‪ ،‬أما اليوم فقد أضحى‬ ‫من الواجب عليها أن تعلمهم باإلضافة إلى ذلك تشغيل الحاسوب والبحث في االنترنيت وتراقب المواقع التي‬ ‫يفتحونها وتختار لهم البرامج التي يستفيدون منها‪ ،‬وباألمس كان تمريض المرضى ومداواة الجرحى يسيرا‬ ‫على النساء في عصر النبي صلى اهلل عليه وسلم وعصر الخلفاء‪ ،‬أما اليوم فقد أضحى متوقفا على تعلم فنون‬ ‫متعددة وتربية خاصة تقتضي معرفة أكثر من لغة ومعرفة أنواع األدوية وكيفية مراقبة الحرارة وموضع ضرب‬ ‫اإلبر‪.‬‬ ‫ومن مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة ‪ :‬المساواة في العمل والكسب‪ ،‬فاإلسالم يستهدف تحقيق منهجه‬ ‫الكامل ال لحساب الرجال وال لحساب النساء‪ ،‬ولكن لحساب المجتمع واإلنسانية‪ ،‬ولحساب العدل واإلنصاف‪،‬‬ ‫ولحساب الكد واالجتهاد‪ ،‬فقد قال تعالى‪ ( :‬وال تتمنوا ما فضل اهلل به بعضكم على بعض ) أي في األمور الدينية‬ ‫وكذا الدنيوية ( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) أي كل له جزاء على عمله بحسبه‪،‬‬ ‫إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا‪ ،‬ال فرق بين رجل وامرأة‪ ،‬من عمل منهم عمال يجازى عليه بحسب ما أنجز وقدم‬

‫الموضوع القرآن الكريم‬ ‫الحزب ‪58‬‬

‫‪1‬‬

‫ما مصير القاسطين ؟‬

‫‪2‬‬

‫أتمم «وما تقدموا‬ ‫ألنفسكم من‪»....‬‬

‫‪3‬‬

‫كم عدد آيات سورة‬ ‫القيامة ؟‬

‫‪4‬‬

‫متى نذكر اسم اهلل؟‬

‫‪5‬‬

‫كم مرة وردت آية‬ ‫ويل يومئذ للمكذبين؟‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫ال بحسب جنسه وطبيعته‪ ،‬وكم من األعمال تنجزها النساء بوجه من اإلبداع واإلتقان أفضل بكثير مما يبدعه‬ ‫الرجال‪ ،‬فكيف يعقل في هذه الحالة أن يكون جزاؤهن أقل من جزاء الرجال‪.‬‬ ‫ومن مظاهر المساواة أيضا ‪ :‬المساواة في الحقوق الزوجية يقول تعالى ‪ ( :‬ولهن مثل الذي عليهن‬ ‫بالمعروف وللرجال عليهن درجة واهلل عزيز حكيم )‪ ،‬فهذه اآلية الكريمة قاعدة كلية ناطقة بأن المرأة مساوية‬ ‫للرجل في جميع الحقوق‪ ،‬لها من الحقوق والواجبات مثل ما على الرجل في المعاشرة والمعاملة وما يجري عليه‬ ‫عرف الناس وما هو تابع لشرائعهم وآدابهم وعاداتهم‪ ،‬فهذه اآلية تقيد معاملة الرجل لزوجته وتضع لها ميزانا‬ ‫واحدا في جميع الشؤون واألحوال‪ ،‬فإذا طالبها بشيء يجب عليه أن يعلم أنه يجب عليه مثله إزاءها‪ ،‬لهذا قال‬ ‫ابن عباس‪ « :‬إنني ألتزين المرأتي كما تتزين لي لهذه اآلية» وهنا ال بد أن نقف على قوله تعالى‪ ( :‬وللرجال‬ ‫عليهن درجة ) وقولــه في آية أخرى ‪ ( :‬الرجال قوامون على النساء بما فضل اهلل بعضهم على بعض وبما أنفقوا‬ ‫من أموالهم) لندحض تلك اآلراء التي تتخذ من هاتين اآليتين ذريعة للحكم على دونية المرأة وللحكم على‬ ‫اإلسالم بأنه وضع المرأة في مكان دون مكانة الرجل وقيمته‪ ،‬فبالنسبة لآلية األولى ‪ ( :‬وللرجال عليهن درجة )‬ ‫فقد اختلف المفسرون في المراد بتلك الدرجة المستثناة وذهبوا في ذلك‬ ‫مذاهب شتى أهمهما ‪:‬‬ ‫• الجهاد المفروض على الرجال دون النساء ‪.‬‬ ‫• النفقة والصداق الواجبان على الرجل دون المرأة ‪.‬‬ ‫• الطالق والرجعة اللذان بيد الرجل ‪.‬‬ ‫• مظاهر البنية الطبيعية كالقوة البدنية واللحية والصوت الخشن ‪.‬‬ ‫والناظر في هذه األمور جميعها وفي غيرها من التفسيرات والتأويالت‬ ‫ال يجد تفضيال وال تحقيرا بل يجد تكليفا للرجل بأمور ال يستطيع القيام‬ ‫بها إال هو‪ ،‬وال تناسب إال تكوينه وخلقته‪ ،‬فإذا كان الجهاد قد فرض‬ ‫على الرجل دون المرأة فلبنيته وتكوينه وقساوته وقوة تحمله‪ ،‬ولرقة‬ ‫المرأة ورهافة حسها وحفاظا على جمالها وانسيابها مع معاني الرحمة‬ ‫والحنان والحب فلم يأمرها الشرع بإزهاق األرواح واقتحام الصعاب‪ ،‬وإذا‬ ‫كان الشرع قد أمر الرجل بمنح المرأة صداقا قبل الزواج وقيامه بشؤونها‬ ‫بعده فذلك من تشريفه لها وتكليف له‪ ،‬وتعظيم لها وتسخير له‪ ،‬وإذا كان الشرع قد جعل الطالق والرجعة بيد‬ ‫الرجل فلتكوين المرأة المرهف وطبيعتها المتقلبة وسيطرة العاطفة عليها‪ ،‬ولكون الرجل أحرص من غيره على‬ ‫استمرار الحياة الزوجية وتمكنه من السيطرة على نفسه والتحكم في عاطفته‪.‬‬ ‫أما اآلية الثانية وهي قوله تعالى‪ ( :‬الرجال قوامون على النساء ‪ )....‬فمعناها القيام بأمرهن والتكليف‬ ‫برعايتهن والسعي من أجلهن وخدمتهن‪ ،‬أي كل ما تفرضه القوامة من تكليفات وخدمات‪ ،‬فاألمر هنا من بال‬ ‫التكليف وليس من التشريف والتفضيل‪ ،‬وقوامة الرجل على المرأة تأتي من سببين ‪:‬‬ ‫• قوته وتكوينه الفطري وقدرته على تحمل المشاق التي ال تتحملها المرأة‪ ،‬وكونه متوازي األحوال مستعد‬ ‫للعمل في كل األوقات ال يعتريه حيض وال نفاس مما يغير حاله ويضعف قوته‪.‬‬ ‫• تكليفه بالنفقة والكسب ورعاية شؤون العائلة ‪.‬‬ ‫فالحياة الزوجية حياة اجتماعية وال بد لكل اجتماع من رئيس‪ ،‬ألن المجتمعين البد أن تختلف آراؤهم‬ ‫ورغباتهم في بعض األمور‪ ،‬وال تقوم مصلحتهم إال إذا كان لهم رئيس يرجع إليه في الخالف‪ ،‬لئال يعمل كل على‬ ‫ضد اآلخر‪ ،‬فتنفصم عروة الوحدة الجامعة ويختل النظام‪ .‬وإذا كلف الرجل بالرياسة فألنه أقدر على التنفيذ بقوته‬ ‫وماله‪ ،‬ومن ثم كان هو المطالب شرعا بحماية المرأة والنفقة عليها‪ ،‬ومعنى هذا أن الرجل يفقد هذه األحقية‬ ‫متى أصبح عاجزا عن التسيير أو فاقد أهلية حسن التدبير‪.‬‬

‫المسابقة الثالثة ‪ /‬شهر مارس ‪2018‬‬

‫اإلشعاع الديني‬

‫مكان اإلجابة‬

‫النقطة‬ ‫المستحقة عن‬ ‫كل جواب صحيح‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫فكرة وإنتاج ‪:‬‬

‫عبد الرحيم ابن جلون‬ ‫النقطة التي‬ ‫حصل عليها‬ ‫المتسابق‬

‫نوع الهدية‬

‫الرقم التسلسلي‬ ‫لألغلفة‬

‫كتيب فضائل سورة الكهف‬

‫رقم‬ ‫السؤال‬

‫السؤال‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫كل من حصل على ‪ 25‬نقطة‬ ‫رقـم المتسابــق ‪......................................................................................................... :‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ستصله الهدية مجان ًا‪.‬‬ ‫العنوان‪/‬المدينة ‪ ......................................................................................................... :‬ترد هذه القسيمة إلى مقر الجريدة في غالف مع طابـع بريـدي من فئة ‪ 2‬دراهم‪.‬‬ ‫الرقم البريــدي ‪ ......................................................................................................... :‬الفائدة المرجوة ‪ :‬قراءة القرآن الكريم وتتبع آياته‪.‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫«طوق الحمامة»‬

‫أقدم كتاب تناول تيمة الحب بدقة وأمانة‬ ‫«طوق الحمامة في األلفة ُ‬ ‫واألالف»‪ ،‬هو من أشهر كتب ابن حزم األندلسي (توفي بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪456‬ه‪15/‬غشت‬ ‫والدَرس عاطفة الحب اإلنسانية ؛‬ ‫‪1064‬م ) يحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين‪ ،‬ويتناول بالبحث‬ ‫ّ‬ ‫وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه؛ ترجم إلى العديد من اللغات العالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تصنيفا‬ ‫و يعد مؤلف «طوق الحمامة» أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم من أكبر جهابدة علماء األندلس‬ ‫ً‬ ‫وتأليفا‪،‬وهو إمام حافظ وفقيه ظاهري‪ ،‬ومتكلم وأديب وشاعر ونسابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل‪ ،‬بل وصفه‬ ‫البعض بالفيلسوف‪ ،‬كما عد من أوائل من قال بكروية األرض‪..‬يقال إنه صنف أربعمائة مجلد فيما يعادل ثمانين ألف‬ ‫ورقة‪ ،‬حرقت ج ّلها بأمر من المعتضد بن عباد أمير إشبيلية‪.‬‬ ‫عاش طفولته وريعان شبابه بين أحضان الجواري في قصروالده‪ /‬أحد وزراء المنصور بن أبي عامر‪ ،‬حيث تيسر له‬ ‫العيش الرغد فتفرغ لتحصيل العلوم والفنون‪ ،‬فكتب «طوق الحمامة» وهو في الخامسة والعشرين من عمره‪.‬‬ ‫وكعربون على المحبة ندعو القراء األعزاء إلى مأدبة االستمتاع بما لذ وطاب من عجائب أخبار الحب والمحبين على‬ ‫سماط «طوق الحمامة» المتضمن لثالثين صنفا من شهي األطباق حسب مختلف األذواق‪:‬‬

‫باب من أحب في النوم ‪- 3 -‬‬ ‫والبد لكل حب من سبب يكون له أص ً‬ ‫ال‪ ،‬وأنا مبتدئ بأبعد ما يمكن أن يكون من أسبابه‬ ‫ليجري الكالم على نسق‪ ،‬أو أن يبتدأ أبداً بالسهل واألهون‪.‬‬ ‫فمن أسبابه شيء لوال أني شاهدته لم أذكره لغرابته‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬وذلك أني دخلت يوماً على أبي السري عمار بن زياد صاحبنا مولى المؤيد فوجدته‬ ‫مفكراً مهتماً فسألته عما به‪ ،‬فتمتع ساعة ثم قال لي‪« :‬أعجوبة ما سمعت قط»‪.‬‬ ‫قلت‪« :‬وما ذاك قال؟»‪« :‬رأيت في نومي الليلة جارية فاستيقظت وقد ذهب قلبي فيها‬ ‫وهمت بها‪ ،‬وإني لفي أصعب حال من حبها»‪.‬‬ ‫ولقد بقي أياماً كثيرة تزيد على الشهر‬ ‫مغموماً ال يهنئه شيء وجداً‪ ،‬إلى أن عذلته وقلت‬ ‫له‪« :‬من الخطأ العظيم أن تشغل نفسك بغير‬ ‫حقيقة‪ ،‬وتعلق وهمك بمعدوم ال يوجد‪ ،‬هل تعلم‬ ‫من هي؟»‪ ،‬قال‪« :‬ال واهلل»‪ ،‬قلت‪« :‬إنك لفيل‬ ‫الرأي* مصاب البصيرة إذ تحب من لم تره قط‪،‬‬ ‫وال خلق وال هو في الدنيا‪ ،‬ولو عشقت صورة من‬ ‫صور الحمام لكنت عندي أعذر»؛ فما زلت به حتى‬ ‫سال وما كاد‪.‬‬ ‫وهذا عندي من حديث النفس وأضغائها‪،‬‬ ‫وداخل في باب التمني وتخيل الفكر(‪.)...‬‬

‫باب من أحب بالوصف ‪- 4 -‬‬ ‫من غريب أصول العشق أن تقع المحبة‬ ‫بالوصف دون المعاينة‪ ،‬وهذا أمر يترقى منه إلى‬ ‫جميع الحب‪ ،‬فتكون المراسلة والمكاتبة والهم‬ ‫والوجد والسهر على غير اإلبصار‪ ،‬فإن للحكايات‬ ‫ونعت المحاسن ووصف األخبار تأثيراً في النفس‬ ‫ظاهراً؛ وأن تسمع نغمتها من وراء جدار‪ ،‬فيكون‬ ‫سبباً للحب واشتغال البال‪.‬‬ ‫وهذا كله قد وقع لغير ما واحد‪ ،‬ولكنه عندي‬ ‫بنيان هار على غير أس‪ ،‬وذلك أن الذي أفرغ‬ ‫ذهنه في هوى من لم ير البد له إذ يخلو بفكره‬ ‫أن يمثل لنفسه صورة يتوهمها وعيناً يقيمها‬ ‫نصب ضميره‪ ،‬ال يتمثل في هاجسه غيرها‪ ،‬قد‬ ‫مال بوهمه نحوها‪ ،‬فإن وقعت المعاينة يوماً‬ ‫ما فحينئذ يتأكد األمر أو يبطل بالكلية‪ ،‬وكال‬ ‫الوجهين قد عرض وعرف‪ ،‬وأكثر ما يقع هذا‬ ‫في ربات الخدور المحجوبات من أهل البيوتات‬ ‫مع أقاربهن من الرجال‪ ،‬وحب النساء في هذا أثبت من حب الرجال لضعفهن وسرعة إجابة‬ ‫طبائعهن إلى هذا الشأن‪ ،‬وتمكنه منهن (‪)...‬؛وإن هذه األحوال لتحدث بين األصدقاء واإلخوان‪،‬‬ ‫وعني أحدث ‪ ،‬خبر‪ :‬أنه كان بيني وبين رجل من األشراف ود وكيد وخطاب كثير‪ ،‬وما تراءينا قط‪،‬‬ ‫ثم منح اهلل لي لقاءه‪ ،‬فما مرت إال أيام قالئل حتى وقعت لنا منافرة عظيمة ووحشة شديدة‬ ‫متصلة إلى اآلن(‪.)...‬‬ ‫ووقع لي ضد هذا مع أبي عامر بن أبي عامر رحمة اهلل عليه‪ ،‬فإني كنت له على كراهة‬ ‫صحيحة وهو لي كذلك‪ ،‬ولم يرني وال رأيته‪ ،‬وكان أصل ذلك تنقي ً‬ ‫ال يحمل إليه عني وإلي عنه‪،‬‬ ‫ويؤكده انحراف بين أبوينا لتنافسهما فيما كانا فيه أود الناس وصرت له كذلك‪ ،‬إلى ان حال‬ ‫الموت بيننا(‪)...‬؛ وأما أبو شاكر عبد الواحد بن محمد القبري فكان لي صديقاً مدة على غير‬ ‫رؤية‪ ،‬ثم التقينا فتأكدت المودة واتصلت وتمادت إلى اآلن‪.‬‬

‫باب من أحب من نظرة واحدة ‪- 5 -‬‬

‫وكثيراً ما يكون لصوق الحب بالقلب من نظرة واحدة‪ ،‬وهو ينقسم قسمين‪ ،‬فالقسم الواحد‬ ‫مخالف للذي قبل هذا‪ ،‬وهو أن يعشق المرء صورة ال يعلم لمن هي وال يدري لها اسماً وال‬ ‫مستقراً‪ ،‬وقد عرض هذا لغير واحد؛ خبر‪ :‬حدثني صاحبنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق عن‬ ‫ثقة أخبره سقط عني اسمه‪ ،‬وأظنه القاضي ابن الحذاء‪ ،‬أن يوسف بن هارون الشاعر المعروف‬ ‫بالرمادي كان مجتازاً عند باب العطارين بقرطبة‪ ،‬وهذا الموضع كان مجتمع النساء‪ ،‬فرأى جارية‬ ‫أخذت بمجامع قلبه وتخلل حبها جميع اعضائه‪ ،‬فانصرف عن طريق الجامع وجعل يتبعها وهي‬ ‫ناهضة نحو القنطرة‪ ،‬فجازتها إلى الموضع المعروف بالربض‪.‬‬ ‫فلما صارت بين رياض بني مروان ‪ -‬رحمهم اهلل ‪ -‬المبنية على قبورهم في مقبرة الربض‬ ‫خلف النهر نظرت منه منفرداً عن الناس ال همة له‬ ‫غيرها‪ ،‬فانصرفت إليه فقالت له‪« :‬مالك تمشي‬ ‫ورائي؟»‪ ،‬فأخبرها بعظيم بليته بها؛فقالت له‪:‬‬ ‫«دع عنك هذا وال تطلب فضيحتي فال مطمع لك‬ ‫في البتة وال إلى ما ترغبه سبيل»‪ ،‬فقال‪« :‬إني‬ ‫أقنع بالنظر»‪ ،‬فقالت‪« :‬ذلك مباح لك»‪ ،‬فقال لها‪:‬‬ ‫«يا سيدتي‪ ،‬أحرة أم مملوكة؟» قالت‪« :‬مملوكة»‪،‬‬ ‫فقال لها‪« :‬ما اسمك؟»؛ قالت‪« :‬خلوة»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«ولمن أنت؟»‪ ،‬فقالت له‪« :‬علمك واهلل بما في‬ ‫السماء السابعة أقرب إليك مما سألت عنه‪ ،‬فدع‬ ‫المحال»‪ ،‬فقال لها‪« :‬يا سيدتي‪ ،‬وأين أراك بعد‬ ‫هذا؟»‪ ،‬قالت‪« :‬حيث رأيتني اليوم في مثل تلك‬ ‫الساعة من كل جمعة»‪.‬‬ ‫فقالت له‪« :‬إما تنهض أنت أو انهض أنا»‪،‬‬ ‫فقال لها‪« :‬انهضي في حفظ اهلل»‪.‬‬ ‫فنهضت نحو القنطرة ولم يمكنه اتباعها‬ ‫ألنها كانت تلتفت نحوه لترى أيسايرها أم ال‪.‬‬ ‫فلما تجاوزت باب القنطرة أتى يقفوها فلم‬ ‫يقع لها على مسألة‪.‬‬ ‫قال أبو عمر ‪ -‬وهو يوسف بن هارون ‪« :-‬فو‬ ‫اهلل لقد الزمت باب العطارين والربض من ذلك‬ ‫الوقت إلى اآلن فما وقعت لها على خبر وال أدري‬ ‫أسماء لحستها أم أرض بلعتها‪ ،‬وإن في قلبي‬ ‫منها ألحر من الجمر»‪ ،‬وهي خلوة التي يتغزل بها‬ ‫في أشعاره‪.‬‬ ‫ثم وقع بعد ذلك على خبرها بعد رحيله في‬ ‫سببها إلى سرقسطة في قصة‪.‬‬ ‫والقسم الثاني مخالف للباب الذي بعد هذا‬ ‫الباب إن شاء اهلل‪ ،‬وهو أن يعلق المرء من نظرة‬ ‫واحدة جارية معروفة االسم والمكان والمنشأ‪،‬‬ ‫ولكن التفاضل يقع في هذا في سرعة الفناء‬ ‫وإبطائه‪ ،‬فمن أحب من نظرة واحدة وأسرع‬ ‫العالقة من لمحة خاطرة فهو دليل على قلة‬ ‫الصبر‪ ،‬ومخبر بسرعة السلو‪ ،‬وشاهد الطرافة والملل‪.‬‬ ‫وهكذا في جميع األشياء‪« :‬أسرعها نمواً أسرعها فناء‪ ،‬وأبطؤها حدوثاً أبطؤها نفاداً»‪.‬‬ ‫خبر‪ :‬إني ألعلم فتى من أبناء الكتاب ورأته امرأة سرية النشأة‪ ،‬عالية المنصف‪ ،‬غليظة‬ ‫الحجاب‪ ،‬وهو مجتاز‪ ،‬ورأته في موضع تطلع منه كان في منزلها‪ ،‬فعلقته وعلقها‪ ،‬وتهاديا‬ ‫المراسلة زماناً على أدق من حد السيف‪ ،‬ولوال أني لم أقصد في رسالتي هذه كشف الحيل وذكر‬ ‫المكايد ألوردت مما صح عندي أشياء تحير اللبيب وتدهش العاقل‪ ،‬أسبل اهلل علينا ستره وعلى‬ ‫جميع المسلمين بمنه‪ ،‬وكفانا‪..‬‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫* ضعيف الرأي‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫العدد ‪932‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)835‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫“في صحبة أستاذي‬ ‫محمد الحافظ الروسي”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫هل يمكن لرواد العمل األكاديمي والثقافي واإلبداعي الوطني الراهن‪،‬‬ ‫تحترق‪ .‬وخلف كل إبداع هناك شموع تصر على االستمرار في التوهج‪ .‬وخلف‬ ‫التوثيق لتجاربهم داخل عوالم الكتابة واإلبداع بدون العودة الستحضار‬ ‫كل بذرة هناك فالح‪ .‬وخلف كل فكرة‪ ،‬يوجد “مهندسها” الذي صنعها نطفة‬ ‫مجمل السير الذهنية ألساتذتهم ولمعلميهم ولمؤطريهم؟ وهل يمكن‬ ‫ورعاها مشروعا وسهر عليها تأطيرا وتقويما وتدعيما‪.‬‬ ‫كتابة إبداالت خصوبة العطاء الثقافي الفرداني للذوات الفاعلة‪ ،‬بدون هذه‬ ‫والختزال أبرز سمات توهج عطاء األستاذ محمد الحافظ الروسي كما‬ ‫العودة إلنصاف توهج كل من سقى غرس هذه الخصوبة بالتوجيه وباإلشراف‬ ‫وبالتكوين وبالتأطير؟ وكيف يمكن لمسار االعتراف اإلنساني النبيل أن يعيد‬ ‫استلهمها أبو الخير الناصري‪ ،‬نقرأ في الكتاب‪“ :‬عرفته مدرسا فصيحا‪ ،‬بليغا‪،‬‬ ‫تصحيح العالقات القائمة والمفترضة بين ذوات الفعل الثقافي واإلنتاج‬ ‫حريصا على إفادة طالبه في دروسه ومحاضراته‪ ..‬وعرفته أكاديميا مناقشا‬ ‫المعرفي وشروط إنصاف الذاكرة الثقافية الجماعية؟ أال يعتبر ذلك مدخال‬ ‫لبعض األطروحات الجامعية‪ ،‬مبينا في مناقشاته عن دقيق فهم وواسع اطالع‪.‬‬ ‫لتجاوز ثقافة الجحود واالستكانة لليقينيات وللنرجسيات الذاتية الطاووسية‬ ‫وعرفته رئيسا لشعبة اللغة العربية وآدابها بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫المتعالية؟ وأخيرا‪ ،‬هل استطاع مثقفو الراهن الثقافي المغربي ترسيخ ثقافة‬ ‫االعتراف وسلوك االمتنان ومكارم التقدير تجاه كل من زرع بذرة التربية‬ ‫بتطوان‪ ،‬شهدت الشعبة على عهده صحوة علمية من عالماتها الكبرى ما‬ ‫والتعليم والتكوين في نفوسنا‪ ،‬كل من موقعه‪ ،‬وكل من منطلقات عطائه‪،‬‬ ‫احتضنته الكلية من ندوات علمية دولية‪ ..‬وعرفته باحثا عالما قرأت له من‬ ‫بدءا من مراحل التكوين االبتدائي األولي‪ ،‬ومرورا بمنعرجات دهشة اكتشاف‬ ‫مؤلفاته “ظاهرة الشعر عند حازم القرطاجني”‪ ،‬و”دراسات أدبية وإسالمية”‪،‬‬ ‫العالم وعتبات المعرفة‪ ،‬وانتهاءا بمسارات التكوين الجامعي واألكاديمي‬ ‫و”في البالغة والتصوف”‪ ،‬فوجدتها مؤلفات مفيدة كاشفة عن أصالة رأي‬ ‫الذي يالزم الباحث إلى آخر أيامه‪ ،‬منتجا صور البهاء المعرفي والتميز الثقافي‪،‬‬ ‫وربما النبوغ العلمي؟‪...‬‬ ‫أستاذنا في كثير من القضايا وتصويبه لكثير من األفهام الخاطئة‪ ..‬وعرفته‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬نعيد إثارتها في هذا المقام على هامش صدور كتاب “في‬ ‫أديبا مبدعا قرأت له من إبداعاته ديوانه “ما لي ال أرى الهدهد؟” وفصوال‬ ‫صحبة أستاذي محمد الحافظ الروسي”‪ ،‬لمؤلفه الدكتور أبو الخير الناصري‪،‬‬ ‫من روايته “الغارة على بالد نفطستان”‪ ،‬وأعجبني ما قرأت له شعرا وسردا‪..‬‬ ‫سنة ‪ ،2017‬في ما مجموعه ‪ 163‬من الصفحات ذات الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫وعرفته رئيسا لمركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية التابع‬ ‫والكتاب‪ ،‬شهادة امتنان وعربون وفاء من المؤلف تجاه األستاذ محمد‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب‪ ،‬استطاع بعلمه‪ ،‬وحلمه‪ ،‬وانفتاحه على إخوانه‬ ‫الحافظ الروسي‪ ،‬باعتباره أحد أعمدة الدرس اللغوي األكاديمي الوطني المغربي‬ ‫الراهن‪ ،‬وأحد منارات العطاء الخصب داخل الجامعة وداخل مجمل المراكز البحثية‬ ‫وأصحابه أن يسير بهذا المركز سيرا قويما‪( ”...‬ص ص‪.)7-8 .‬‬ ‫والمواقع الثقافية والمنابر العلمية المرتبط باسم صاحبها‪ ،‬مثلما هو الحال مع كلية اآلداب‬ ‫ولالستجابة لمعالم األفق العام لهذا التأليف‪ ،‬حرص األستاذ أبو الخير الناصري على تقسيم‬ ‫والعلوم اإلنسانية بتطوان‪ ،‬أو مع “مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية واألدبية”‪.‬‬ ‫والحقيقة‪ ،‬إن األستاذ الناصري قد نجح في التوقيع على سلوك نبيل‪ ،‬أضحى عملة نادرة في واقعنا مضامين عمله‪ ،‬بين أربعة أقسام متكاملة‪ ،‬اهتم في أوالها بالكتابة عن أخالق األستاذ محمد‬ ‫العلمي والثقافي‪ ،‬بتكريسه لثقافة االعتراف ولفضيلة إرجاع الفضل ألصحابه‪ ،‬باعتبارها منطلقا الحافظ الروسي وعن أفضاله اإلنسانية التي جعلت منه باحثا مجدا وعالما مجددا‪ .‬وفي القسم‬ ‫لصنع تميز الذات داخل المحيط المباشر الذي يتفاعل مع عطائها وإبداعها وإنتاجها الفكري‪ .‬وقد الثاني‪ ،‬انتقل المؤلف للتوثيق لسلسلة من يومياته التي جمعته بأستاذه‪ ،‬وسعى في القسم‬ ‫عبر المؤلف عن سمات هذه الفضيلة في كلمته التصديرية‪ ،‬عندما قال‪“ :‬في زمن مغربي يغلب‬ ‫عليه الجحود‪ ،‬جحود أفضال األساتيذ والشيوخ‪ ،‬يسعدني أن أصدر هذا الكتاب الذي أبتغي من الثالث‪ ،‬لنشر حوار علمي عميق تحت عنوان “اإلنسان كائن بالغي”‪ ،‬وختم عمله بإعادة نشر ملحق‬ ‫إصداره التعبير عن شكري ألستاذي الدكتور محمد الحافظ الروسي‪ ،‬ومحبتي له‪ ،‬وإقراري بأفضاله يتضمن باقة منتقاة من رصيد منجز األستاذ الروسي في الشعر وفي المقالة وفي السرد‪.‬‬ ‫علي‪ ،‬كما أبتغي من ورائه الخروج من “سجن” الذين وصفهم أحد العلماء المغاربة باإلهمال‬ ‫وبذلك‪ ،‬نجح المؤلف في تقديم مادة ثرية‪ ،‬ال شك وأنها تشكل عتبة ضرورية الستكناه عوالم‬ ‫ودفنهم فضالءهم في قبري تراب وإخمال‪.”...‬‬ ‫الكتابة واإلبداع والعطاء األكاديمي لمحمد الحافظ الروسي‪ .‬إنه عمل مؤسس‪ ،‬يعيد ربط المشهد‬ ‫ينابيع‬ ‫من‬ ‫لألخذ‬ ‫نسعى‬ ‫الذي‬ ‫المشارك‬ ‫العالم‬ ‫ومنطلق‬ ‫إنه موقف نبيل‪ ،‬موقف العلماء الكبار‪،‬‬ ‫األستاذ أبو الخير الناصري اختزال هذه االلتفاتة‪ ،‬ترسيخا الثقافي الوطني بمنطلقات التأصيل لقيم تقدير أهل العلم والعطاء‪ ،‬باعتبارها حضنا إنسانيا البد‬ ‫فضله واجتهاده وعطائه‪ .‬ولقد أحسن‬ ‫لثقافة بديلة‪ ،‬نراهن عليها –اليوم‪ -‬من أجل إصالح أعطاب تلقي خطابات المعرفة وإنتاج التراث منه لتأطير كل أشكال التلقي المعرفي والثقافي‪ ،‬ضد ثقافة التنميط وسقف اإلسفاف وآفة الجحود‬ ‫الرمزي والفكري داخل تحوالت الحقل الثقافي الوطني الراهن‪ .‬فخلف كل التجارب‪ ،‬ثمة أسماء ومهاوي النرجسيات المخادعة‪.‬‬

‫ندوة وطنية بتطوان حول األمن‬ ‫المعلوماتي وتحديات التكنولوجيا‬

‫العرائش تحتضن االجتماع اإلداري للجمعية‬ ‫الوطنية للبحارة الصيادين بالمغرب‬

‫نظمت مجموعة البحث‪ ،‬ومركز الدراسات واألبحاث حول المواطنة والحكامة والتنمية‪ ،‬وماستر قانون‬ ‫األعمال ‪ ،‬بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان‪ ،‬ومجلة األبحاث والدراسات القانونية‪،‬‬ ‫بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بتطوان ندوة وطنية حول» االمن المعلوماتي وتحديات‬ ‫التكنولوجيا»‪.‬‬ ‫هذه الندوة الوطنية التي أدارتها كل من الدكتورة نزهة الخالدي أستاذة باحثة بكلية الحقوق بتطوان‬ ‫والدكتورة مارية بوجداين استاذة باحثة بنفس الكلية‪ ،‬شهدت حضور رئيس جامعة عبد المالك السعدي‬ ‫حذيفة امزيان و ممثل غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتطوان ناصر اللنجري ‪ ،‬ومنسقة مجموعة البحث‬ ‫ماريا الفقيه‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من األساتذة ينتمون لبعض الكليات والمحاكم ‪ .‬حيث تطرقوا إلى مجموعة‬ ‫من النقط التي تمس واقع وإشكالية األمن المعلوماتي‪ ،‬والتي باتت تؤرق كاهل المتعاملين ‪ ،‬ومدى الحماية‬ ‫التي يمنحها المشرع المغربي سواء على صعيد قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬أوالمقتضيات الدولية فيما يخص‬ ‫المتعاقد االلكتروني وفعالية حماية المواقع اإللكترونية وكذا الخروقات التي يعرفها مجال العقار من جراء‬ ‫السمسرة االلكترونية‪ ،‬أو على صعيد قانون الشغل فيما يخص حماية الحياة الخاصة لألجراء من التكنولوجيا‬ ‫الحديثة التي بات يسخرها المشغل لخدمة ‪ ،‬وكذا موضوع تحديث وعصرنة العمل القضائي من خالل إدخال‬ ‫ثقافة التكنولوجيا المعلوماتية إلى قطاع العدل‪.‬‬ ‫وكان من ابرز النقط التي تم التطرق اليها في هذه الجلسة موضوع شبكات التواصل االجتماعي وما‬ ‫يطرحه من إشكاالت خطيرة فيما يخص حماية المعطيات الشخصية لمستخدمي هذه المواقع االفتراضية‬ ‫والتي تهدد أمنهم الشخصي وذلك ما نلمسه من واقع األحداث الكثيرة والتي وصلت في خطورتها إلى حد‬ ‫المساس بالحياة الشخصية لإلنسان‪.‬‬ ‫كما تطرقت الندوة من خالل مدخالت األساتدة المشاركين فيها إلى المستجدات التي جاء بها المشرع‬ ‫المغربي فيما يخص الجريمة االلكترونية ومدى الحماية الجنائية التي يوفرها القانون الجنائي للمعلومات‬ ‫ذات الطبيعة الشخصية في ظل الفراغ التشريعي الذي يعرفه المغرب فيما يتعلق بتحقيق األمن المعلوماتي‬ ‫الندوة خرجت بعدة بتوصيات أهمها مطالبة المشرع المغربي اإلسراع في فك رموز هذه اإلشكالية‬ ‫المعلوماتية الصعبة والخروج بحلول فعالة من خالل نصوص قانونية متينة للحد من الجرائم االلكترونية‬ ‫والحفاظ على األمن المعلوماتي لمستعملي التكنولوجيا‪.‬‬

‫بمعهد التكنولوجيا للصيد بالعرائش عقد المجلس اإلداري للجمعية الوطنية للبحارة الصيادين بالمغرب مؤخرا‬ ‫جمعه اإلداري‪ ،‬حيث كان مناسبة الستعراض الوضعية التي يعيشها العديد من البحارة في بعض الموانئ‪ ،‬وخاصة‬ ‫بحارة الصيد التقليدي‪ ،‬حيث شهد اللقاء نقاشا موسعا جرى من خالله االستماع إلى معاناة البحارة بجميع أصنافهم‬ ‫وفي مختلف الموانئ المغربية‪.‬وخاصة ميناء الجبهة وما يعانيه البحارة من مشاكل تعوق سير العمل فيه‪ ،‬ومشكل‬ ‫سمك النيكرو الذي أصبح كابوس الصيادين في الحسيمة ‪ ،‬ومسألة التعويضات التي خلقت مشكال آخرا في القطاع‪،‬‬ ‫وأزمة الشباك المنجرفة وما يعانيه بحارة طنجة من تمييز‪ ،‬دفع بالعديد من األسر إلى حافة التشرد بسبب تردي القطاع‪.‬‬ ‫ومشكل مدخل ميناء مدينة أصيلة الغير صالح لإلبحار وخاصة في فترات الجزر‪ ،‬و ميناء العرائش ومعاناة البحارة من‬ ‫مشكل التصريح بكمية األسماك المصطادة‪ ،‬محملين المسؤلية للعاملين بسوق الداللة بالميناء ما يسمى ب (ال لونخا)‬ ‫الذين يتغاضون عن تهريب كميات كبيرة من األسماك‪ .‬إلى جانب ذلك يتغاضون أيضا عن السماح ببيع األسماك‬ ‫الصغيرة والغير قانونية داخل سوق الجملة بالميناء‪ ،‬ما يطرح سؤاال عريضا عن دور السلطات الوصية على القطاع في‬ ‫هذا الباب‪ .‬كما دعت المداخالت إلى توحيد جهود الصيادة من أجل انتزاع مطالبهم المشروعة‪.‬‬ ‫وفي الختام‪ ،‬تمت تالوة التوصيات التي خرج بها اللقاء‪ ،‬وهي عبارة عن رزمة من المطالب اآلنية والمستقبلية‪،‬‬ ‫تهدف كلها باألساس إلى الرفع من معاناة البحارة بعدد من الموانئ المغربية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م ‪.‬ح‬

‫العدد ‪932‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫عبد القادر أحمد بن قدور‬

‫يخاطب رئيس‬ ‫المجلس اإلداري‬ ‫للتعاضدية العامة‬ ‫لموظفي اإلدارات‬ ‫العمومية بالمغرب‬

‫أين هي اإلصالحات؟!‬

‫في رده على ما اطلع عليه من تصريحات للرئيس المدير العام‬ ‫للتعاضدية العامة لموظفي اإلدارات العمومية بالمغرب‪ ،‬استغرب األستاذ‬ ‫والحقوقي واإلعالمي عبد القادر أحمد بن قدور من كون عبد المولى عبد‬ ‫المومني نفى جملة وتفصيال كل ما يروج حول االختالالت في تدبير شؤون‬ ‫التعاضدية والتي اعتبرها مغالطات وإشاعات يتم ترويجها بسوء نية‪.‬‬ ‫وقدم األستاذ بنقدور حجــة على معاناة العديــد من المنخرطيــن‬ ‫في التعاضدية ومنهم زوجته االستاذة نجاة بنقاسم (رقم االنخراط في‬ ‫التعاضدية ‪ 136767‬والتسجيل ‪ )932412397‬التي تقدمـت‪ ،‬برفقتــه‪،‬‬ ‫بالعديد من الشكايات عن طريق المقر الجهوي للتعاضدية بطنجة‪.‬‬ ‫كما أنه توجه بملف زوجته إلى قسم الشكايات للصندوق الوطني‬ ‫لمنظمات االحتياط االجتماعي – مديرية المراقبة الطبية – ملحقة الرباط‪-‬‬ ‫والذي كان مقره قرب مقر وزارة الداخلية المغربية بالحي اإلداري بالرباط‬ ‫يوم ‪ 2017/05/09‬دون جدوى‪ ،‬عدا أن المسؤول منحه وثيقتين طلب‬ ‫منه إرفاقهما بشكاية أخرى إلى المدير العام من أجل القيام بالمتعين في‬ ‫تصفية مستحقات زوجته‪.‬‬ ‫ولم تنفع المراسلة الجديدة للمدير العام بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪ 2017‬و‪24‬‬ ‫يناير من السنة الحالية وال الزيارة التي قام بها لمقر الشكايات للتعاضدية‬ ‫من أجل إخبار المسؤول بالشكايات المتعلقة بزوجته حيث بعد أخذ ورد‬ ‫طلب منه تقديم شيك ملغى (باري) من أجل حصول زوجته على مستحقاتها‬ ‫التي تفوق ‪ 1300‬درهم‬ ‫كما قيل له بالمركز الجهوي‪.‬عن النظارات والفحص الطبي‪.‬‬ ‫السيد عبد القادر أحمد بنقدور يتوجه بخطاب مباشر في رده الذي‬ ‫توصلنا بنسخة منه إلى السيد المومني يذكره باالختالالت العديدة التي‬ ‫تطفح بها الصحافة بخصوص التعاضدية والشكايات الكثيرة التي تقدم‬ ‫بشأنها كما ذكره بوعود اإلصالح التي يطلقها المسؤولون بين الفينة‬ ‫واألخرى ويتساءل أين هي اإلصالحات التي يطالب بها الجميع؟!‬

‫إنها الحكرة‪ ..‬نائب خيي يحتجز‬ ‫مواطناً ويعتدي عليه بسبب‬ ‫شهادة إدارية!‪..‬‬

‫بعد ساعات فقط من الحكم الذي أصدرته المحكمة اإلبتدائية بأصيلة‪،‬‬ ‫والذي أدين بموجبه مستشار من العدالة والتنمية بجماعة المنزلة بالسجن ‪8‬‬ ‫أشهر‪ ،‬بسبب اعتدائه على قائد قيادة دار الشاوي‪ ،‬تفجرت فضيحة اعتداء جديدة‬ ‫بطلها نائب رئيس مقاطعة بني مكادة محمد العربي مارصو‪ ،‬المنتمي لحزب‬ ‫العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫ونقل شهود عيان أن أحد المواطنين تعرض‪ ،‬يوم الخميس‪ ،‬للتعنيف‬ ‫اللفظي و الجسدي مع االحتجاز داخل مقر مقاطعة بني مكادة من طرف النائب‬ ‫الخامس لرئيس المقاطعة‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر أن المعتدى عليه تقدم بطلب شهادة إدارية للتزود بالماء‬ ‫و الكهرباء بمسكنه الكائن بتراب المقاطعة‪ ،‬ليطلب منه نائب الرئيس مرافقته‪ ‬‬ ‫لعين المكان‪ ‬قصد معاينة المنزل‪ ،‬خالفا لما تجري به العادة في تسليم مثل‬ ‫هذه الشواهد للمتعاطفين مع حزبهم‪ ،‬فضال عن كون ما قام به النائب المذكور‬ ‫يخالف القانون ذلك أن المعاينة هي من اختصاص فريق تقني وليس نائب‬ ‫الرئيس‪.‬‬ ‫بعد معاينة مارصو لمنزل المواطن‪ ،‬لم يقتنع النائب بمبررات تسليمه لهذه‬ ‫الشهادة‪ ،‬فقام بصب جام غضبه على هذا المواطن البسيط بدعوى أنه أتعبه‬ ‫وأضاع وقته ليستمر في تعنيفه لفظيا طيلة طريق العودة من منزله إلى مقر‬ ‫المقاطعة‪.‬‬ ‫‪ ‬األكثر من ذلك‪ ‬وفــق المصادر أن مارصو قام بتمزيق وثائق ملفه ورميها‬ ‫في وجهه مما جعل المواطن يشعر بحكرة و إهانة شديدتين دفعته الى مساءلة‬ ‫العضو عن أسباب هذا التعامل الغريب تجاهه‪.‬‬ ‫و عند وصولهم لباب مقر المقاطعة انتابت المستشار المذكور نوبة‬ ‫هيستيرية قام على اثرها بسحب المواطن من السيارة‪ ،‬ووجه إليه عدة لكمات‬ ‫قبل أن يقتاده بالقوة الى مقر المقاطعة حيث ظل محتجزا إلى حين وصول‬ ‫األمن‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)399‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪399‬‬

‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 932‬ـ الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫الزال‬

‫العديد من متتبعي مسيرة اتحاد طنجة لكرة القدم ال يصدق بكون الفريق قادر‬ ‫على صنع الحدث وإحراز البطولة األولى في تاريخه‪ .‬أكيد ان هناك عوامل كثيرة‬ ‫تتثير الشك‪ ،‬لكن ال بد لنا أن نتشبث باألمل‪ ،‬ألن مثل هذه المرحلة مر منها فريق حسينة‬ ‫أكادير الذي ظفر بالبطولة الوطنية األولى في زمن ال أحد كان يتصور ذلك أمام تغول الوداد‬ ‫والرجاء البيضاويين والجيش الملكي‪ ،‬وبعدما كانت البطولة محتكرة في محوري الرباط والدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬لكن الفريق السوسي الذي حمل لقب غزالة سوس‪ ،‬وبعده المغرب التطواني‪ ،‬الحمامة‬ ‫البيضاء‪ ،‬كسرا هذه القاعدة وحمل آماال ألندية باقي المدن لتتنافس على لقب البطولة‪ .‬إلى‬ ‫حدود الساعة‪ ،‬فاتحاد طنجة يحقق مسيرة موفقة تحت قيادة مدربه الشاب‪ ،‬ادريس المرابط‪.‬‬ ‫هذا األخير يؤكد بذكاء في كل تصريح يعقب مباريات فريقه أن الحديث عن المنافسة على‬ ‫البطولة سابق ألوانه‪ ،‬وهي طريقة ذكية من أجل إخراج العبيه من الضغط‪ .‬وال شيء إسمه‬ ‫«مستحيل»‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ كأس العالم‬ ‫للشباب تحت عشرين‬ ‫عاما‪)3( :‬‬

‫الوافي البقالي‪..‬‬

‫رئي�س ع�صبة البوغاز ومدير الدوري الدويل املفتوح للكراطي‬

‫• على ذكر الدوري الدولي‬ ‫المفتوح للكراطي الذي‬ ‫ستنظمون نسخته التاسعة‬ ‫في مارس المقبل‪ ،‬تحدث لنا‬ ‫عن ظروف ميالده و بعض‬ ‫نسخه‪ ،‬خاصة األخيرتين؟‬

‫النسخة الخامسة ‪ ..‬االتحاد السوفيتي ‪1985‬‬ ‫•‪ ‬احتفظت البرازيل بلقب البطولة عقب فوزها على إسبانيا في المباراة‬ ‫النهائية بهدف دون رد‪.‬‬ ‫•‪ ‬الظهور االول للكرة األفريقية في النهائيات كان قوياً إذ حصلت نيجيريا‬ ‫على المركز الثالث في حل أصحاب األرض السوفييت في المركز الرابع‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك في البطولة ‪ 16‬منتخباً خاضوا ‪ 32‬مباراة أحرز خاللها ‪ 80‬هدفاً‬ ‫وتابعها ‪ 657.800‬متفرجاً‪.‬‬ ‫•‪ ‬البرازيلي باولو سيالس والذي درب العربي والغرافة القطريين توج‬ ‫أفضل العب في البطولة فيما حصل اإلسباني سيباستيان لوسادا العب ريال‬ ‫مدريد وأتلتيكو مدريد وسلتا فيغو سابقاً على لقب الهداف برصيد ‪ 3‬أهداف‬ ‫فقط‪.‬‬

‫النسخة السادسة ‪ ..‬تشيلي ‪1987‬‬

‫•‪ ‬أصبح المنتخب اليوغوسالفي هو ثالث منتخب أوروبي بعد االتحاد‬ ‫السوفييتي والمانيا الغربية فاز باللقب بعد أن فاز بركالت الترجيح على ألمانيا‬ ‫الغربية ‪ 5-4‬بعد أن انتهى الوقتين االصلي واإلضافي بالتعادل بهدف لهدف‪.‬‬ ‫•‪ ‬حصلت ألمانيا الشرقية على المركز الثالث فيما حلت تشيلي الدولة‬ ‫المستضيفة رابعة‪.‬‬ ‫•‪ ‬المدرب الحالي الكرواتي والذي يتولى تدريب منتخب أذربيجان وسبق‬ ‫له اللعب لصفوف ريال مدريد وبرشلونة وإشبيليه روبرت بروزنسكي حصل على‬ ‫لقب أفضل العب في البطولة فيما توّج األلماني مارسيل فيستزيك ‪ ‬مهاجم‬ ‫بايرن ميونيخ السابق بلقب هداف البطولة برصيد ‪ 7‬أهداف‪ ,‬وجاء في المركز‬ ‫الثاني الكرواتي الشهير دافور سوكر هداف مونديال ‪ 1998‬في فرنسا‪ ،‬بعد أن‬ ‫سجل خاللها ‪ 6‬أهداف‪.‬‬ ‫•‪ 16 ‬فريقاً شاركوا في نهائيات البطولة أحرزوا ‪ 86‬هدفاً في ‪ 32‬مباراة‬ ‫شاهدها ‪ 712.00‬ألف متفرجأً‪.‬‬

‫النسخة السابعة ‪ ..‬السعودية ‪1989‬‬

‫•‪ ‬للمرة الثانية تستضيف دولة عربية نهائيات البطولة التي أقيمت عام‬ ‫‪ 1989‬في السعودية وللمرة الثانية أيضاً تتواجد نيجيريا في المباراة النهائية‬ ‫وحصلت على مركز الوصيف عقب خسارتها ‪ 0-2‬من البرتغال البطلة‪.‬‬ ‫•‪ ‬حلت البرازيل في المركز الثالث فيما جاءت الواليات المتحدة رابعة في‬ ‫أول ظهور قوي لها على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫•‪ ‬بيسمارك البرازيلي فاز بلقب أفضل العب في البطولة‪.‬‬ ‫•‪ ‬ذهب لقب الهداف إلى مهاجم االتحاد السوفيتي وقتها أوليغ سالينكو‬ ‫برصيد خمسة أهداف وهو اول مهاجم في التاريخ والوحيد أيضاً الذي حصل على‬ ‫لقب هداف كأس العالم للكبار وكأس العالم للشباب‪ ،‬إذ توّج عقب ذلك بلقب‬ ‫هداف مونديال ‪ 1994‬برصيد ستة أهداف سجلها مع المنتخب الروسي‪.‬‬ ‫•‪ ‬شارك في البطولة ‪ 16‬فريقاً أحرزوا ‪ 81‬هدفاً خالل ‪ 32‬مباراة شاهدها‬ ‫من المدرجات ‪ 643.815‬متفرجاً‪.‬‬

‫النسخة الثامنة ‪ ..‬البرتغال ‪1991‬‬

‫•‪ ‬استطاع منتخب البرتغال أن يحتفظ باللقب ليصبح بذلك ثاني‬ ‫المنتخبات التي تتمكن من الفوز بلقب البطولة مرتين متتاليتين عقب المنتخب‬ ‫البرازيلي‪ ،‬وجاء اإلنجاز البرتغالي على حساب البرازيلي ذاتها بالتغلب عليها في‬ ‫المباراة النهائية بركالت الترجيح (‪. )4-2‬‬ ‫•‪ ‬واصل االتحاد السوفييتي تألقه على صعيد منتخبات الشباب بحصوله‬ ‫على المركز الثالث فيما سجلت أستراليا أول ظهور قوي لها باحتاللها المرتبة‬ ‫الرابعة‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫كما أكدنا عبر منبركم دائما‬ ‫وفي مرات عديدة‪ ،‬الفكرة انطلقت‬ ‫بشكل ع��ادي سنة ‪ ،2009‬أثناء‬ ‫مشاركة في دوري دولي باكادير‪،‬‬ ‫وص��ادف تدريبا دوليا هناك‪ .‬وبدأ‬ ‫األم��ر بنقاش مفتوح م��ع إخ��وان‬ ‫بالجامعة وأع��ض��اء م��ن عصبتنا‪.‬‬ ‫وطرحت فكرة نقل ه��ذه التجربة‬ ‫إلى مدينة طنجة‪ .‬فنظمت النسخة‬ ‫األولى وتواصل الدوري الذي نحن‬ ‫اليوم على أبواب نسخته التاسعة‪.‬‬ ‫و كما تعلمون أننا نظمنا النسخة‬ ‫الثامنة خالل شهر مارس الماضي‪.‬‬ ‫هناك مجهودات مبذولة من طرف‬ ‫أعضاء العصبة حتى واصلنا تنظيم هذه التظاهرة الدولية‪ .‬وبالنسبة‬ ‫للنسختين األخيرتين أعني السابعة والثامنة‪ .‬فالنسخة السابعة‪ ،‬حققنا‬ ‫خاللها نجاحات من جانب‪ ،‬ولقينا كذلك بعض الصعوبات‪ .‬على مستوى‬ ‫مشاركات الدول شهدت انخفاضا بداعي بعض الظروف والمشاكل‬ ‫العامة التي شهدها العالم وبفعل بعض االضطرابات ببعض الدول‪.‬‬ ‫وأثر ذلك على نسبة المشاركة‪ .‬لكن على مستوى المشاركة بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬حققنا رقما قياسيا من خالل تجاوز ‪ 800‬مشارك‪ ،‬وهو رقم مهم‬ ‫جدا من حيث االبطال االجانب والوطنيين والجهويين والمحليين‪.‬‬ ‫وبالنسبة للنسخة الثامنة اكتست طعما خاصا‪ ،‬وكانت بمثابة مختبر‬ ‫الختبار قدراتنا على تنظيم بطولة البحر األبيض المتوسط للكراطي‪.‬‬ ‫والتي نظمنها خالل شهر شتنبر وكللت بنجاح كبير‪ .‬وبلغنا النسخة‬ ‫الثامنة بفضل صمود وتضحيات العصبة التي واجهات مشاكل عدة‬ ‫من أجل تحقيق االستمرارية‪ .‬سيما أن الكراطي بات رياضة أولمبية‪،‬‬ ‫والرياضة جزء مكمل للمشاريع الرياضية الكبرى التي تشهدها مدينة‬ ‫طنجة على مستوى البنيات التحتية‪ ،‬منها القرية الرياضية التي في طور‬ ‫اإلنجاز في إطار مشروع طنجة الكبرى‪.‬‬

‫• مــاذا عن الدورة الحاليــة ومدى استعداداتكم‬ ‫إلنجاحها؟‬ ‫كما نقول دائما أن اليد الواحدة ال تصفق‪ ،‬نحن كعصبة نبذل‬ ‫جهودنا من أجل الحفاظ عل االستمرارية أوال‪ ،‬ثم توفير أجواء مالئمة‬ ‫أكثر دورة بعد أخرى‪ .‬والرابح األول هنا هو رياضة الكراطي ومدينة‬ ‫طنجة والبلد ككل‪ .‬ألن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الدولية‬ ‫تجاوز سقف خدمة الرياضة واصبح هدفا لترويج صورة المغرب ومدينة‬ ‫طنجة في مجاالت عدة‪ ،‬ضمنها السياحة واالقتصاد من خالل استقطاب‬ ‫عدد كبير من األجانب الذين يشاركون في الدوري من دول مختلفة‬ ‫يطلعون على مؤهالت مدينتنا وبلدنا عن قرب وهي مناسبة لتكذيب‬ ‫الشائعات المغرضة التي تروج ضد بلدنا‪ .‬لهذا ندعو دائما إلى دعمنا‬ ‫من أجل الحفاظ على هذا المكسب الرياضي‪ .‬فمن جانب السلطات‬ ‫المحلية والجماعة الحضرية‪ ،‬فهناك مجهودات تبذل كل دورة‪ ،‬أكيد‬ ‫نحن نطمع في المزيد ألن هدفنا جميعا واح��د‪ .‬وندعو الفعاليات‬ ‫االقتصادية بالمدينة لالنخراط معنا في تمويل هذا الدوري الهام‪.‬‬ ‫نحن ال نطلب الدعم المادي المباشر‪ ،‬ونطمح إلى شركاء يتكفلون‬ ‫بمصاريف اإلقامة‪ ،‬أو النقل أو أي متطلبات الدوري ويسهرون بشكل‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫مباشر على العملية في إطار من‬ ‫الشفافية والحكامة الجيدة التي‬ ‫نؤمن بها كجهة منظمة ليس‬ ‫غرضها الربح المادي‪ ،‬بل خدمة‬ ‫رياضة الكراطي باعتبارها أصبحت‬ ‫رياضة أولمبية‪ ،‬ونحن على أبواب‬ ‫المشاركة في دورة طوكيو ‪،2020‬‬ ‫وسوف لن نذهب للسياحة هناك‪،‬‬ ‫ألن طموحنا هذه المرة هو العودة‬ ‫بميداليات‪ ،‬ولنا أبطال قادرون عل‬ ‫التحدي ويجدون في دوريات دولية‬ ‫مثل دوري طنجة الدولي المفتوح‬ ‫فرصة لالحتكاك والتحضير الجيد‪.‬‬ ‫وأستغل الفرصة هنا ألحيي السيد‬ ‫محمد مقتبل‪ ،‬رئيس الجامعة‬ ‫الملكية المغربية لرياضة الكراطي‬ ‫واساليب مستركة على مساهمته‬ ‫في النهضة التي شهدتها رياضة‬ ‫الكراطي في عهده والمجهودات‬ ‫التي يبذلها من أجل الرقي بهذه‬ ‫الرياضة إلى األفضل‪ .‬و للتذكير‬ ‫فقد أكدت العديد من الدول مشاركتها في النسخة التاسعة وبعدد‬ ‫كبير‪ ،‬ضمنها فرنسا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر‪ .‬كما أضيفت الرأس‬ ‫األخضر والنيجر‪ ،‬لمواكبة انفتاح بلدنا على قارتنا اإلفريقية‪.‬‬

‫• وماذا عن عصبة البوغــاز التي تراسونها‪ ،‬وعـــن‬ ‫ناديكم‪ ،‬كاليفورنيا و جديده ؟‬ ‫عصبة البوغاز سائرة في خدمة الكراطي بالجهة‪ ،‬وهي مسؤولية‬ ‫أخذتها على عاتقها بروح المسؤولية‪ .‬و أنشطتنا وبرامجنا مستمرة‬ ‫في االتجاه الصحيح‪ .‬اكيد أننا نعاني مثلما تعاني جميع العصب من‬ ‫غياب الدعم المادي الكافي‪ .‬ولو تحقق هذا الجانب بإمكاننا أن نبصم‬ ‫على مسار متميز أفضل من الحالي‪ ،‬ورغم ذلك فإن عصبة البوغاز‬ ‫تعد من أقوى العصب الجهوية حركية‪ ،‬سواء على مستوى تكوين‬ ‫األبطال أو على مستوى تنفيذ البرامج‪ .‬و ما يثبت هذا وجود عناصر‬ ‫من العصبة ضمن المنتخب الوطني‪ ،‬قادرة عل التألق عالميا‪ .‬وعلى‬ ‫مستوى األنشطة‪ ،‬كما قلت‪ ،‬نحن أوفياء لبرامجنا وبرامج الجامعة‪،‬‬ ‫ونظمنا يوم األحد الماضي البطولة الجهوية بقاعة الزياتن شهدت‬ ‫أكثر من ‪ 200‬مشارك‪ ،‬ومرت في مستوى عال ولقيت استحسان‬ ‫الجميع‪ ،‬وأف��رزت متأهلين إلى البطولة الشطرية التي تحتضنها‬ ‫شفشاون غدا األحد من أجل التأهل للبطولة الوطنية‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫لجديد نادي كليفورنيا‪ ،‬فهو يسير على نفس خطى العصبة‪ ،‬والخبر‬ ‫السار هذا األسبوع بالنسبة للنادي‪ ،‬هو اجتياز المدير التقني للنادي‪،‬‬ ‫هشام البقالي امتحان الحزام األسود من الدرجة الخامسة بنجاح‪ ،‬وهو‬ ‫من أعلى الدرجات في رياضة الكراطي‪ ،‬ونفس اإلنجاز حققه الدكتور‬ ‫الجناتي محمد الذي ينتمي بدوره للنادي وحصل على نفس الحزام‪.‬‬ ‫وأهنئهما بالمناسبة‪ .‬وفي الختام‪ ،‬اشكر بالمناسبة السلطات المحلية‪،‬‬ ‫والجماعة الحضرية لطنجة‪ ،‬ومجلس عمالة طنجة أصيلة على الدعم‬ ‫المادي واللوجستيكي الذي قدموه لنا في النسخة السابقة‪ .‬كما نشكر‬ ‫السلطات المحلية‪ ،‬ورجال األمن‪ ،‬والوقاية المدنية على ما أسدوه من‬ ‫خدمات‪ .‬و نشكر كذلك الجامعة في شخص رئيسهما السيد محمد‬ ‫مقتبل‪ ،‬وأعضاء عصبة البوغاز وأنديتها على دعمهم‪ .‬و أجدد ندائي‪،‬‬ ‫سيما الفعاليات االقتصادية كي ينخرط معنا الجميع لتكون النسخة‬ ‫التاسعة من الدوري الدولي المفتوح للكراط يومي ‪ 17‬و ‪ 18‬مارس‬ ‫الجاري افضل من سابقاتها لتحقيق مزيد من اإلشعاع للمدينة والبلد‪.‬‬

‫سان جيرمان يحدد سعراً فلكياً لنيمار‬

‫كشفت تقارير صحفية‪ ،‬الجمعة‪ ،‬أن باريس سان جيرمان‪ ،‬قد يوافق على بيع نيمار‬ ‫دا سيلفا‪ ،‬الصيف المقبل‪ ،‬مقابل مبلغ خيالي‪ .‬ووفقا لصحيفة‪« ‬آس»‪ ‬اإلسبانية‪ ،‬فإن رغم‬ ‫تصريح ناصر الخليفي‪ ،‬رئيس سان جيرمان‪ ،‬في أكثر من مناسبة‪ ،‬بأن نيمار ليس للبيع‪،‬‬ ‫لكن النادي الفرنسي قد يسمح برحيل البرازيلي‪ ،‬مقابل ‪ 400‬مليون يورو‪ .‬من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬قالت الصحيفة إن ممثلين لريال مدريد‪ ،‬التقوا قبل بضعة أسابيع في باريس‪،‬‬ ‫مع والد نيمار‪ ،‬واثنين من المحامين‪ ،‬لمناقشة الصفقة المحتملة‪ .‬وأكد ممثلو ريال‬ ‫مدريد ‪ ،‬خالل االجتماع‪ ،‬أن الميرينجي مستعد لدفع أي مبلغ‪ ،‬للحصول على نيمار‪ .‬كما‬ ‫تمت مناقشة اإلستراتيجية التي سيتبعها الالعب‪ ،‬إلجبار سان جيرمان على السماح له‬ ‫بالرحيل‪ ،‬باإلضافة إلى الراتب السنوي‪ ،‬والمكافآت التي سيحصل عليها نيمار‪ ،‬في حال‬ ‫انتقاله لملعب سانتياجو برنابيو‪.‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫لقجع يؤكد أن اختيار المغرب الحتضان المناظرة‬ ‫اإلفريقية للكرة النسوية يثبت انخراطه الصادق‬ ‫في تطوير الكرة اإلفريقية‬ ‫تحت الرعاية السامية لصاحب‬ ‫الجاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل‪ ،‬احتضن قصر المؤتمرات بمدينة‬ ‫مراكش صباح االثنين ‪ 5‬مارس‪،‬‬ ‫أشغال المناظرة اإلفريقية حول كرة‬ ‫القدم النسوية‪ ،‬بمشاركة العديد‬ ‫من الفعاليات الرياضية اإلفريقية‬ ‫والعالمية‪ .‬وفي كلمته االفتتاحية‬ ‫لهذه التظاهرة الرياضية‪ ،‬نوه‬ ‫راشيد الطالبي العلمي‪ ،‬وزير الشباب‬ ‫والرياضة‪ ،‬بتخصيص هذه المناظرة‬ ‫لتدارس واقع وآفاق كرة القدم النسوية‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬مشيرا للدور الذي تلعبه كرة‬ ‫القدم في تحقيق اإلدماج االجتماعي‬ ‫للفتاة والمرأة اإلفريقية‪ .‬وأشاد وزير‬ ‫الشباب والرياضة‪ ،‬بالمجهودات‬ ‫المبذولة على المستوى القاري من‬ ‫أجل النهوض بكرة القدم النسوية‪،‬‬ ‫وتوسيع نطاق ممارستها وتأهيلها حتى تتمكن من مضاهاة‬ ‫نظيرتها الرجالية‪ .‬وأكد الطالبي ‪ ،‬أن كرة القدم النسوية‪ ،‬ال تزال‬ ‫تعاني من العديد من اإلشكاليات التي تحد من تحقيق تطورها‪،‬‬ ‫داعيا إلى ضرورة التفكير في السبل الكفيلة لتطويرها‪ ،‬وهذا لن‬ ‫يتحقق إال بإعادة النظر بشكل شمولي في التعامل مع اللعبة من‬ ‫منطلق المساواة بين الجنسين‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أكد فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬أن اختيار االتحاد اإلفريقي لكرة القدم‬ ‫المغرب الحتضان هذه المناظرة‪ ،‬ينبع من إيمانه بانخراطه الصادق‬ ‫والفعلي في مسار تطوير كرة القدم االفريقية‪ ،‬مشيرا إلى أن هذا‬ ‫الملتقى الرياضي يُشكل امتدادا للمناظرة الدولية التي نظمتها‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ‪ ،‬بشراكة مع «الكاف»‪،‬‬ ‫تحت شعار» كرة القدم االفريقية هي رؤيتنا»‪ ،‬والتي حققت‬ ‫نجاحا مشهودا نتج عنه بلورة رؤية مستقبلية لتطوير كرة القدم‬ ‫االفريقية التي تعتبر كرة القدم النسوية إحدى اهم مرتكزاتها‪.‬‬ ‫وأوضح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في كلمته‪،‬‬ ‫أن المغرب وبقيادة صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره‬ ‫اهلل‪ ،‬يُواصل مسيرته في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في‬ ‫الحقوق والواجبات‪ ،‬مؤكدا أن المرأة المغربية استطاعت أن تثبت‬ ‫كفاءتها وجدارتها في الميدان الرياضي‪ ،‬وان تبصم على مسار‬ ‫حافل باإلنجازات‪ .‬وأبرز فوزي لقجع‪ ،‬أن الجامعة الملكية المغربية‬ ‫لكرة القدم‪ ،‬وضعت خارطة طريق لتطوير كرة القدم النسوية‪،‬‬ ‫وحريصة كذلك على تبادل التجارب والخبرات مع األشقاء األفارقة‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن التحدي يبقى حاليا هو وضع تصور شامل لتطوير‬ ‫منظومة كروية نسوية قائمة الذات‪ ،‬تنبني على توفير الظروف‬ ‫المالئمة لتوسيع قاعدة الممارسة‪ ،‬ووضع هياكل خاصة بتدبير‬

‫كرة القدم على مستوى االتحادات‬ ‫والجامعات الكروية وتنظيم بطوالت‬ ‫احترافية نسوية وتقوية التكوين‬ ‫والبنيات التحتية ودعم األندية ماديا‬ ‫وتحسين المواكبة اإلعالمية‪ .‬وأشار‬ ‫رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬إلى أن تعميق النقاش والحوار‬ ‫حول أهم الرهانات والقضايا المرتبطة‬ ‫بكرة القدم اإلفريقية‪ ،‬سيساهم‬ ‫في إذكاء الوعي الجماعي للدفاع‬ ‫عن المصالح المشتركة سواء فيما‬ ‫يخص صناعة القرار والتمثيلية داخل‬ ‫هيئات اإلتحاد الدولي لكرة القدم‪ ،‬أو‬ ‫فيما يتعلق بالدعم المالي أو الحق‬ ‫المشروع في تنظيم كأس العالم‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أكد فوزي لقجع‪ ،‬أن‬ ‫قوة ملف ترشيح المغرب الستضافة‬ ‫نهائيات كأس العالم ‪ 2026‬تكمن في‬ ‫دعم األفارفة له‪ ،‬مشيرا إلى أن القارة السمراء لم تنل هذا الشرف‬ ‫إال مرة واحدة‪ .‬ودعا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫جميع األشقاء األفارقة إلى التعبئة جميعا من أجل الدفاع عن حق‬ ‫مشروع يتمثل في احتضان افريقيا لكأس العالم من خالل تفعيل‬ ‫مبدأ التداول بين القارات‪ ،‬مؤكدا ان المغرب راكم ما يكفي من‬ ‫التجارب الناجحة على مستوى تنظيم أكبر التظاهرات القارية‬ ‫والعالمية‪ ،‬وحقق تطورا كبيرا على مستوى تطوير البينات التحتية‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬تطرق أحمد أحمد‪ ،‬رئيس اإلتحاد اإلفريقي لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬في كلمته لدور المرأة في المجتمع والمكانة التي تحتلها‬ ‫في جميع التخصصات‪ ،‬وهذا ما أهلها لتولي المسؤولية سواء على‬ ‫المستوى اإلفريقي أو الدولي‪ ،‬مذكرا بالمسار الذي قطعته السيدة‬ ‫نوال المتوكل منذ إحرازها الميدالية الذهبية في دورة األلعاب‬ ‫األولمبية التي أقيمت بلوس أنجلس عام ‪ 1984‬مشددا على دور‬ ‫هذا اإلنجاز الذي يعتبرا منعطفا نحو تقلدها مناصب عليا وسامية‪.‬‬ ‫ودعا رئيس اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬جميع اإلتحادات‬ ‫الكروية اإلفريقية إلى دعم ترشح المغرب الحتضان كأس العالم‬ ‫‪ 2026‬باعتبار ترشيحه يأخذ بعدا استثنائيا في التأثير على عقلية‬ ‫الشباب اإلفريقي وتحفيزه‪ ،‬ومنحه الثقة في المستقبل وبناء أمل‬ ‫في تحقيق غذ أفضل‪.‬‬ ‫وأكدت فطومة سمورة‪ ،‬األمينة العامة لالتحاد الدولي لكرة‬ ‫القدم‪ -‬فيفا‪ -‬على أهمية تواجد العنصر النسوي في مواقع القرار‪،‬‬ ‫حيث قدمت مجموعة من اإلحصائيات في هذا الشأن‪ ،‬إذ أشارت‬ ‫إلى أن ‪ 750‬موظفا يشتغلون بالفيفا ‪ 48‬في المائة منهم نساء‪.‬‬ ‫ونوهت فطومة سمورة‪ ،‬بتوجه اإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪،‬‬ ‫الرامي إلى تطوير الممارسة الخاصة بالكرة النسوية‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل تحسين البنيات التحتية ورصد أغلفة مالية لدعمها‪.‬‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫لقاء صحافي مشترك بين رئيس الجامعة‬ ‫ورئيس اإلتحاد الكاميروني لكرة القدم‬ ‫عقد فوزي لقجع‪ ،‬رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬وديودوني هابي‬ ‫رئيس اإلتحاد الكاميروني لكرة القدم‪ ،‬صباح يوم الثالثاء الماضي بقصر المؤتمرات‬ ‫بمدينة مراكش‪ ،‬لقاء إعالميا مشتركا‪ ،‬عبر من خالله الجانبان عن متانة العالقات‬ ‫التي تجمع بين الهيئتين الكرويتين بالبلدين‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬قال فوزي لقجع‪ ،‬إن‬ ‫العالقات التي تجمع بين المغرب والكاميرون كانت دائما قوية ومبنية على األخوة‬ ‫التي تربط البلدين الشقيقين وتتعدى ما هو رياضي‪ ،‬مشيرا إلى أن الجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم‪ ،‬ستضع كل إمكانياتها رهن إشارة االتحاد الكاميروني ليكون‬ ‫جاهزا لتنظيم كاس إفريقيا لألمم لعام ‪ .2019‬من جانبه‪ ،‬شكر ديودوني هابي‪،‬‬ ‫الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على دعمها ومساندتها الحتضان الكاميرون‬ ‫لنهائيات كأس إفريقيا لألمم لسنة ‪ ،2019‬مشددا على العالقة المتينة التي تجمع‬ ‫بين المغرب والكاميرون‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫اجتماع للنهوض بكرة القدم على المستوى الجهوي‬ ‫تبعا للقرار الذي اتخذه المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪،‬‬ ‫في اجتماعه األخير‪ ،‬اجتمعت يوم الثالثاء ‪ 6‬مارس ‪ 2018‬لجنة منبثقة عن الجامعة‪،‬‬ ‫برئاسة ادريس حنفي وبعضوية جمال السنوسي‪ ،‬مع رؤساء وممثلي العصب الجهوية‪،‬‬ ‫من اجل تدارس مجموعة من النقاط التي تهم بالنهوض بكرة القدم على المستوى‬ ‫الجهوي‪ ،‬والتي ستحال على أنظار المكتب المديري للجامعة في اجتماعه المقبل‪ .‬كما‬ ‫تمت برمجة يومي ‪ 30‬و‪ 31‬مارس ‪ 2018‬اجتماعات أخرى للجنة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة يفوز على المنتخب اإلماراتي‬ ‫في مناسبتين‬ ‫فاز المنتخب الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة‪ ،‬بنتيجة هدف واحد لصفر في المباراة‬ ‫الودية التي جمعته مساء الخميس ‪ 8‬مارس ‪ 2018‬بالمنتخب اإلماراتي‪ .‬و وقع هدف‬ ‫المنتخب الوطني في هذه المباراة الودية التي أقيمت على أرضية ملعب ذياب عوانه‪،‬‬ ‫بمدينة دبي الالعب يوسف الليموري في الدقيقة ‪ .70‬وسبق للمنتخب الوطني أن فاز‬ ‫يوم الثالثاء الماضي‪ ،‬على المنتخب اإلماراتي بنفس النتيجة‪ ،‬ووقع هدف المنتخب‬ ‫الوطني في هذه المباراة الودية التي أقيمت على نفس الملعب‪ ،‬الالعب ياسين المين‬ ‫في الدقيقة ‪ .35‬جدير بالذكر‪ ،‬أن المبارتين تدخال في إطار استعدادات المنتخب‬ ‫الوطني ألقل من ‪ 19‬سنة لالستحقاقات المقبلة‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية يفوز على لكسمبورغ‬ ‫فاز المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية‪ ،‬بنتيجة ‪ 7‬أهداف مقابل هدف واحد‬ ‫في المباراة الودية التي جمعته مساء السبت ‪ 3‬مارس ‪ 2018‬بمنتخب لكسمبورغ‪.‬‬ ‫وتناوب على تسجيل أهداف المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية في هذه المقابلة‬ ‫التي أقيمت بالملعب الكبير لمدينة طنجة‪ ،‬كل من غزالن شباك من ضربة جزاء‬ ‫(الدقيقة ‪ )7‬وابتسام الجريدي (الدقيقتين ‪ 9‬و‪ )35‬ونجاة بدري (دقيقة ‪ )27‬ومريم‬ ‫هاجيري (الدقيقتين ‪ 32‬من ضربة جزاء و‪ )40‬وسناء السودي (الدقيقة ‪،)90‬‬ ‫ووقع الهدف الوحيد للمنتخب اللكسمبورغي في هذه المقابلة الودية التي‬ ‫قادتها الحكمة بشرى كربوب‪ ،‬الالعبة داسيلفا كاتي في الدقيقة ‪.72‬‬

‫انطالق منافسات كأس المرحوم «اللواح»‬ ‫بعد اختتام بطولة مؤسسة «النور» لكرة القدم‬ ‫تواصل مؤسسة «النور» الحرة أنشطتها الرياضية المتميزة‬ ‫التي يسهر عليها رشيد الخمسي‪ ،‬أستاذ التربية البدنية من خالل‬ ‫برمجة دوريات هامة على مدار الموسم الدراسي‪.‬‬ ‫و انطلقت األنشطة بالدوري السنوي في كرة القدم بين‬ ‫األقسام الذي ينظم على شكل بطولة لتي انطلقت أطوارها منذ‬ ‫أكتوبر الماضي واختتمت هذا الشهر‪.‬‬ ‫و كانت هذه البطولة انطلقت بمشاركة ‪ 10‬فرق ضمت‬ ‫أقسام الخامس والسادس‪ ،‬وخاض كل فريق ‪ 18‬مباراة ذهابا‬ ‫وإيابا‪ .‬لكن الترتيب النهائي شمل كل مستوى على حدة‪ .‬حيث‬ ‫توج فريق تشيلسي بطال ألقسام الخامس‪ ،‬في انتظار مباراة‬ ‫حاسمة متبقية من البطولة لتحديد بطل أقسام السادس‪.‬‬ ‫والجديد في بطولة هذا الموسم هو تسمية كل قسم مشارك‬ ‫بأسماء فرق عالمية‪ .‬تضم أتلتيكو مدريد‪ ،‬فلينسيا‪ ،‬باريس سان‬ ‫جيرمان‪ ،‬يوفينتوس‪ ،‬تشيلسي‪ ،‬مانشستسر يونايتد ألف وباء‪،‬‬ ‫ليفيربول‪ ،‬مانشيستر سيتي‪ ،‬واتحاد طنجة‪ .‬والجديد في بطولة‬ ‫هذا الموسم هو تتويج هداف الشهر من خالل مسابقة خاصة‬ ‫تتحدد كل شهر منذ انطالق البطولة‪.‬‬ ‫وشهدت مسابقة أحسن هداف في البطولة بالقسم الخامس‬ ‫تتويج محمد أيمن أحيتاف بالمركز األول برصيد ‪ 42‬هدف‪ ،‬متبوعا‬

‫بمحمد العربي الدرهم برصيد ‪ 41‬هدف ثم ريان حمو برصيد ‪36‬‬ ‫هدف‪ .‬أمام بالنسبة ألقسام السادس‪ ،‬توج بالمركز األول الهداف‬ ‫بدر العبوتي برصيد ‪ 72‬هدف‪ ،‬متبوعا بياسين الموساوي برصيد‬ ‫‪ 55‬هدف ثم وليد الفالح بوغابة برصيد ‪ 48‬هدف‪ .‬و بخصوص‬ ‫النشاط الثاني المتميز‪ ،‬والمتعلق بكاس المرحوم « عبد السالم‬ ‫اللواح» بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاته‪ .‬فانطلقت منافساته من‬ ‫أجل تحديد أبطاله‪ .‬واسفرت قرعة منافساته عن مواجهات في‬ ‫ثالث مجموعات‪ ،‬تضم كل واحدة منها أربعة فرق‪ .‬وسيتأهل عن‬ ‫كل مجموعة الفريقان المحتالن للمركزين األول والثاني‪ .‬حيث‬ ‫ستتبارى الفرق الستة المؤهلة عن المجموعات الثالث لتتنافس‬ ‫في بطولة مصغرة ثانية تفرز أربعة فرق أوائل لتدخل مرحلة نصف‬ ‫نهائي ثم نهائي لتحديد بطل كاس المرحوم‪ .‬فيما تشارك الفرق‬ ‫الستة المقصية في مرحلة المجموعات األولى فيما بينها من أجل‬ ‫الكاس الثاني‪ .‬حيث ستشهد نفس نظام المنافسات بتأهل الفرق‬ ‫األربعة األولى إلى مرحلة نصف النهائي ثم النهائي‪ .‬و قررت الجهة‬ ‫المنظمة كذلك فسح مجال المشاركة في البطولة لألقسام (األول‬ ‫والثاني والثالث)‪ ،‬حيث ستنطلق بطولة خاصة بهم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫إشراك القسم الرابع في كاس المرحوم من خالل فرق «نجوم‬ ‫القسم الرابع»‪.‬‬

‫انطالق التسجيل بمدرسة نهضة طنجة‬ ‫لكرة القدم‬

‫تعلن إدارة مدرسة نهضة طنجة لكرة القدم أنها شرعت في تسجيل‬ ‫وإعادة التسجيل للتالميذ الراغبين في االنخراط بالمدرسة‪ ،‬وعلى الراغبين‬ ‫في ذلك االتصال بمدير المدرسة على الرقم التالي (‪ )0661720614‬أو‬ ‫الحضور لملعب مرشان حسب البرنامج التالي‪:‬‬ ‫ كل يوم األربعاء‪ :‬من الساعة الثانية زواال (‪ )h 14‬إلى الخامسة مساء‬‫(‪.)h 17‬‬ ‫ كل يوم الجمعة‪ :‬من الساعة الثالثة زواال (‪ )h 15‬إلى السادسة مساء‬‫(‪. )h 18‬‬ ‫ كل يوم السبت‪ :‬مـن الساعـة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬ ‫ كل يوم األحــد‪ :‬من الساعــة الثامنــة صباحا (‪ )h 08‬إلى الواحدة‬‫زواال (‪.)h 13‬‬

‫العدد ‪932‬‬

‫األخيرة‬

‫الثالثاء ‪� 13‬إلى ‪ 19‬مار�س ‪2018‬‬

‫فضاء األنثى ‪:‬‬

‫يف عيد املر�أة‬ ‫عيد ب�أي حال عدت‬ ‫ياعيد‬

‫‪-‬‬

‫بقلـم ‪:‬‬

‫�سم ّيــة �أمغـار‬

‫ثالث محطات تاريخية تسجل نضال المرأة عالميا من أجل‬ ‫انتزاع حقوقها وفرض االعتراف بمكانتها ومساهمتها في بناء‬ ‫المجتمعات الديمقراطية عبر العالم المتمدن‪.‬‬

‫‪ ‬مذكرات المجاهد‬ ‫األستاذ عبد الرحمان اليوسفي‬ ‫مذكرات المجاهد األستاذ عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫حركت في الشعــب المغربي‪ ،‬بكل فئاته وأعماره‬ ‫وتوجهاته السياسية‪ ،‬الكثير من الذكريات الوطنية‬ ‫ومن مشاعر االعتزاز بمراحل النضال التي خاضها الرواد‬ ‫األوائل من أجل االستقالل‪ ،‬وبناء االستقالل‪ ،‬واالنتقال‬ ‫بالمغرب من نظام حكم تقليدي قائم على «األعراف‬ ‫المرعية»‪ ،‬إلى نظام ديمقراطي يستند إلى المؤسسات‬ ‫الديمقراطية في دولة الحق والقانون وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ولو قدر لمنظمي لقاء اليوسفي مع محبيه ‪ ‬وعارفي‬ ‫قدره ومقدري فضله‪ ،‬في فضاء أرحب من المكان الذي‬ ‫نظم فيه‪ ،‬الخميس الماضي بالرباط‪ ،‬لرحل‪ ‬الشعب‬ ‫المغربي من وجدة إلى لكويرة‪ ،‬في مسيرات حاشدة‪،‬‬ ‫لمعانقة آخر هرم من أهرامات النضال السياسي‬ ‫المغربي وواحد من الرموز العليا للشعب المغربي ‪ ‬ومن‬ ‫العالمات الدالة على صالبة مقاومتــه لالستعمار‬ ‫باألمس‪ ،‬ومواجهته لورثة بعض مقومات االستعمار‬ ‫اللغوية والثقافية واالقتصادية‪ ،‬اليوم‪.‬‬ ‫ذلك أن اليوسفي رجل دولة بالمفهوم الشامل‪،‬‬ ‫الوطنـــي والسياســي واإلداري‬ ‫والقيادي‪ ،‬حمل السالح لتحرير‬ ‫ال��وط��ن وس��اه��م ف��ي تنظيم‬ ‫جيش التحرير وسائر التنظيمات‬ ‫العلنية والسرية يوم آمن بفكرة‬ ‫المعارضة للنظام القائم وبضرورة‬ ‫تصحيح ال��وض��ع ول��ك��ن الحس‬ ‫الوطني ال��ذي يملك عليه كل‬ ‫أحاسيسه ومشاعره جعله ال يتردد‬ ‫لحظة في االستجابة لنداء جاللة‬ ‫الملك من أجل إنقاذ المغرب من‬ ‫«السكتة القلبيـــة»‪ ‬التي كانـت‬ ‫تتهدده‪ ‬في أية لحظة واالنخراط‬ ‫كليا في مشروع حكومة التناوب‬ ‫بعد أن ضمن له الراحل الحسن‬ ‫الثاني «شروطهــا الضروريــة»‪.‬‬ ‫استجابة اليوسفي لعرض جاللة‬ ‫الملك جاءت عفوية وبدون شروط‬ ‫بالرغم م��ن معاناة ال��رج��ل مع‬ ‫«النظام» و «رجاله» من ‪ ‬متابعات‬ ‫ومضايقات واعتقال وعنف ومحاكمات وأحكام جائرة‬ ‫بلغت حد اإلعدام‪ ،‬إال أنه غلب مصلحة الوطن وانحاز‬ ‫إلى الخيار الذي اعتبره األنسب للمصلحة الوطنية ضدا‬ ‫على االعتبارات السياسية والحزبية الضيقة‪.‬‬ ‫فبالرغم م��ن مواجهته سنة ‪ 2003‬لظروف‬ ‫استثنائية غير متوقعة وغير مسايرة للمنهج الدستوري‪،‬‬ ‫واضطراره إلى «الهجرة» التطوعية‪ ،‬الثانية‪ ،‬فإن قامة‬ ‫األستاذ اليوسفي ظلت حاضرة بقوة‪ ،‬في الفضاء‬ ‫السياسي والفكري والثقافي الوطني وفي وجدان كل‬ ‫المغاربة ‪ ،‬ينجذب أليها الشباب المغربي بوصف خاص‪،‬‬ ‫ألن اليوسفي يمثل بصدق رمزا للزعامات التاريخية‬ ‫للشعب المغربي المتميزة بالعلم والمعرفة واألصالة‬ ‫والصدق والتفاني في خدمة الوطن والتضحية في‬ ‫سبيله‪ ،‬بعيدا عن «المســخ» الحزبي» والسياسي‬ ‫المنافي ألخالق ال��رواد والممارس من طرف بعض‬ ‫من ال خلق وال خالق لهم ‪ ‬وال هدف لهم سوى تحقيق‬ ‫مصالح ذاتية آنية ‪ ‬ومن بعدهم الطوفان‪....! ‬‬

‫مذكرات المجاهد األستاذ عبد الرحمن اليوسفي‬ ‫فتحت أمامنا صفحات منيرة ‪ ‬من تاريخ مغرب النضال‬ ‫من أجل االستقالل ووضعت ‪ ‬أمامنا ‪ ،‬بعد حوالي قرن‬ ‫من الزمان على انطالق الحركة الوطنية وفوق ستين‬ ‫عاما‪ ‬على االستقالل‪ ،‬علبة أس��رار مناضل من كبار‬ ‫الرواد‪ ،‬اكتنزت ذاكرته احداثا هامة في تاريخ الشعب‬ ‫المغربي‪ ،‬شاء له ق��دره أن يكون‪ ‬طرفا فاعال فيها‬ ‫ومتفاعال معها في إطار من الشجاعة ‪ ‬والجرأة والنزاهة‬ ‫الفكرية واالستقامة النضالية‪.‬‬ ‫فضال عن الجزء البيوغرافي تضمنت المذكرات‬ ‫مجموعة من األح��داث واألخبارالهامة حول عالقاته‬ ‫المتميزة مع القصر‪ ،‬ولقاءات اليوسفــي مع الراحل‬ ‫الحسن الثاني ونقاشاته مع جاللته ‪،‬وتحقيق حكومة‬ ‫التناوب النتخابات نزيهة األولى في عهد االستقالل‪ ‬‬ ‫سنة ‪ ،2002‬وعرض اليوسفي استقالته على جاللة‬ ‫الملك الذي فضل اإلعراض عنها في ذلك الوقت‪ ،‬إلى‬ ‫غير ذلك من األحداث التي وردت تفاصيلها «في ما‬ ‫جرى» وأهمها اللحظات الصعبة التي سبقت وتلت وفاة‬ ‫جاللة الملك الحسن الثاني رحمه اهلل وتدبير مرحلة‬ ‫انتقال الحكــم إلى ولي عهده‬ ‫جاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل‪.‬‬ ‫ونصل إلى نهايــة مرحلـــة‬ ‫التناوب التي شابها ن��وع من‬ ‫الخروج عن المنهجية الدستورية‬ ‫حين انتقلت الوزارة األولى من‬ ‫الحزب االشتراكي ال��ذي حصل‬ ‫على المرتبة األولى في انتخابات‬ ‫‪ ،2002‬و«ق��ب��ول استقالتــه»‬ ‫بمفعـول رجعـــي‪ ،‬وتعيــــيــن‬ ‫تقنوقراطي بدلــه‪ ،‬ما اضطره‬ ‫لمغادرة المغرب ولكن ليس‬ ‫قبل أن يوضـح موقفــه ويقدم‬ ‫محاضرة في الموضوع بالعاصمة‬ ‫بروكسيل‪.‬‬ ‫إال أن صالته بجاللة الملك‬ ‫محمد ال��س��ادس ظلــت قوية‬ ‫ووثيقة وهو ما أك��ده في أكثر‬ ‫من مناسبة كما أن جاللة الملك‬ ‫واصل رعايته لألستاذ اليوسفي وكان من مظاهر تلك‬ ‫الرعاية الكريمة عيادة جاللته له بالمستشفي حين‬ ‫توعكت صحته‪ ،‬وأيضا حين أشرف جاللته بنفسه على‬ ‫حفل ‪ ‬إطالق اسم عبد الرحمن اليوسفي على شارع‬ ‫كبير من شوارع مدينة طنجة مسقط رأسه وذلك في‬ ‫إطار االحتفاالت بالذكرى ‪ 17‬لعيد العرش‪.‬‬ ‫حفل تكريم األستاذ اليوسفي ‪ ‬الذي ابتدأ بترديد‬ ‫النشيد الوطني‪ ،‬تميز بحضور عدد من أصدقائه من‬ ‫بينهم السنيور فيليبي غونزاليس األمين السابق‬ ‫للحزب العمالي االشتراكي اإلسباني السابق ورئيس‬ ‫الحكومة االسبانية األسبق والخاضر االبراهيمي‬ ‫الدبلوماسي الجزائري السابق واالستاذ فائق ‪ ‬رئيس‬ ‫المجلس القومي المصري لحقوق االنسان‪ ،‬ومستشاران‬ ‫ملكيان ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء والبرلمانيين‬ ‫والسياسيين والدبلوماسيين وممثلي المنظات األهلية‬ ‫وشخصيات أخرى‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫ــ ‪ 1945‬انعقاد أول مؤتـمر لالتحاد النسائـي العالمي‬ ‫المحسوب على المرجعية الشيوعية ‪.‬‬ ‫ــ ‪ 1977‬األمم المتحدة تعلن ‪ 8‬مارس يوما عالميا للمرأة‬ ‫للوقوف على مكتسبات المرأة خاصة في المجاالت الحقوقية‬ ‫وعلى مطالبهن المشروعة في ما يخص تحصيــن آليـــات‬ ‫حمايتهن ورفــع كل أشكال الضرر عنهــن من تمييز وعنف‬ ‫وغيره‪.‬‬ ‫في المغرب انطلقت الحركات الحديثة مع االستقالل على‬ ‫يد رائدات في العمل السياسي واالجتماعي والتربوي‪ .‬ونظرا‬ ‫لقرب المجتمع المغربي من التيارات التحررية في أوروبا فقد‬ ‫تشبعت المرأة المغربية‪ ،‬خاصة في الشمـال‪ ،‬بأفكار الحرية‬ ‫والديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات‪ ،‬وانطلقت‬ ‫مطالبها في هذا االتجاه بالرغم من اعتراضات الذهنيات‬ ‫المتحجرة التي كانت ‪ ،‬وال زالت تنظر إلى المرأة نظرة الجاهلية‬ ‫األولى وتأبى أن تعترف بأن العالم تغير بعد ألف وأربعمائة‬ ‫وتسع وثالثين عاما على ظهور اإلسالم وأن المرأة لم تعد‬ ‫ال جارية وال «عورة» وال متاعا‪ ،‬بل إنسانا كامل اإلنسية بما‬ ‫شرع اهلل لها من حقوق وهي حقوق واسعة لوال تدخل الفكر‬ ‫الذكوري المنحرف‪ ،‬الظالم‪ ،‬المتعجرف‪ ،‬المستبد‪.‬‬ ‫وانطالقــا من هـذه االقتناعات الراسخــة‪ ،‬طلعت المرأة‬ ‫المغربية على المجتمع بمجموعة من المطالب تخص وضعها‬ ‫كإنسـان وكــأم وكزوجــة وكشريكــة للرجل مشاركة تامة‬ ‫في تدبير الشأن األسري والشأن العام‪.‬‬ ‫ولم يكن من السهل رفع مثل هذه المطالب أمام «جيوب‬ ‫المقاومة» الرجعية التي ترفع بدورها أحكاما جاهزة محفوظة‬ ‫عن ظهر قلب‪ ،‬من األزمنة الخوالي لعرقلة كل جهد يرمي إلى‬ ‫تحرير المرأة من القيود الجائرة المفروضة عليها‪.‬‬ ‫وهكذا نجحــت المرأة المغربية في فرض جملــة من‬ ‫مطالبها على أصحاب القرار تمثلت في إصالح مدونة األسرة‬ ‫التي تحتاج إلى مراجعة جديدة تتماشى مع األوضاع األسرية‬ ‫المتطورة كما حصلت على نصوص تشريعيــة تسير في‬ ‫اتجاه مطالبها بالحمايــة من كل أشكــال العنف والتمييز‬ ‫والظلم والجور والحيف وتيسر السبل أمامها لولوج مراتـب‬ ‫المسؤوليات في أعلى مراكزها‪ .‬وجميع تلك النصوص تحتاج‬ ‫إلى مراجعة دقيقة وفق منهجية التشارك وليس في مكاتب‬ ‫الحقاوي بتوجيه من العثماني وجهابذة العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫وإذا كان من لزوم لتكريم المرأة المغربية في هذا اليوم‬ ‫المشهودـ فإن هذا التكريم يجب أن يتوجه إلى المرأ ة المغربية‬ ‫القروية المحرومة من كل أسباب العيش الكريم وإلى عامالت‬ ‫التهريب المعاشي بالمعابــر‪ ،‬وإلى األمهات العازبات وإلى‬ ‫القاصرات المتزوجات قسرا وإلى السيدة القروية من مدشر‬ ‫الشرقية بأحد الغربية التي نقلت على تابوت ثم على شاحنة‬ ‫مدفوعة بجرار فقط للوصول إلى سيارة اإلسعاف لعدم وجود‬ ‫طريق معبدة‪.‬‬