١٨
لقد نوَّ َه األب جوزف دو سانت ماري للقديسة مريم عن ذھول الق ّديسة تريزا ھذا .ھذا الذھول يُعطي ھذه الرؤيا قيمتھا الكاملة. ممّا يُفسِّر بالفعل ،أ ّنه مع تقديرھا لألب المذكور بأ ّنه كان راھبًا تلحظ الق ّديسة فيه عالمات القداسة التي تبرِّ ر ھذا الصعود تق ًّيا ،فلم َ المباشر إلى السماء ،دون المرور بالمطھر .لقد سجَّ َل ْ ت دون أدنى ك بعض مالمح البؤس البشريّ الموجودة فيه .ھذا ھو ك ّل ما ش ّ عناهُ ذھولھا .ومن ھذه الناحية ،يبدو مدلول الرؤيا ،الذي أتى ليُذ ِّكر ويؤ ِّكد للق ّديسة تريزا قيمة "المرسوم السبتيّ ". ويق ِّدم المؤلِّف نفسه ھذه المالحظة السديدة: "إنّ المرسوم السبتي الذي ھو ح ًّقا كثير التقدير ،ال يجب أن َيمحي االمتياز األوّ ل ،الذي ھو الوعد األساسيّ واألثمن للسيّدة العذراء :أال وھو النجاة من خطر الھالك األبديّ في جھ َّن ْم". "جھ َّنم النار األبديّة" .إن العذاب الرئيسيّ في جھ َّنم يتش َّكل في االنفصال األبديّ عن ﷲ ،الذي فيه وحده يمكن لإلنسان الحصول على الحياة والسعادة اللتين ُخلِ َق من أجلھما ،وإليھما يتوق .إنّ تأكيدات الكتاب المق ّدس وتعاليم الكنيسة حول جھ َّنم ) (...تش ِّكل ندا ًء من أجل االرتداد" .أدخلوا من الباب الضيّق ،قال سيّدنا يسوع المسيح؛ ألنّ الطريق المؤ ّدية إلى الھالك واسعة وعريضة، وكثيرون ھم الذين يسلكونھا؛ ولكن ،ضي ٌّق ھو الباب ،وضي ٌ ّقة ھي الطريق المؤ ّدية إلى الحياة ،وقليلون ھم الذين يسلكونھا") .متى: .(١٤-١٣/٧