Sawb sayidat el karmal

Page 1


ูก


‫‪٢‬‬

‫ثوب س ّيدة الكرمل‬ ‫خالص ثمينة‬ ‫حُجَّ ة‬ ‫ٍ‬ ‫ض َع ُه رھبان دير الق ّديس يوسف في كليرفال‬ ‫َو َ‬ ‫منشورات "‪ "Traditions Monastiques‬فرنسا‬

‫ن ّقحه األب ميشال عبّود الكرملي‬ ‫تنشره راھبات كرمل الوحدة )حريصا(‬ ‫بالتعاون مع جمعيّة "جنود مريم"‬

‫بإذن الرؤساء‬ ‫‪www.jounoudmariam.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/jounoud.mariam‬‬

‫يو ّزع مجانا ً‬


‫‪٣‬‬

‫تمھيـــد‬ ‫ھذه المحاولة للتعريف عن ثوب سيّدة الكرمل‪ ،١‬تھدف إلى‬ ‫التعريف عن الثوب كعالمة رجا ٍء وحماي ٍة من العذراء مريم للحياة‬ ‫المسيحيّة والخالص األبدي‪.‬‬ ‫إنّ أُمنيتنا ھي مساعدة المؤمنين الراغبين في لبس الثوب‪،‬‬ ‫بالتعرّ ف على روح ھذا التعبُّد‪ ،‬وتاريخه‪ ،‬والشروط المتوجِّ بة‬ ‫نحوه‪.‬‬ ‫لن ن َّدعي مع ذلك بأ ّننا أعطينا موضوع الثوب ك ّل ما يختصُّ‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬وال في تبيان ك ّل منافعه الروحيّة‪.‬‬ ‫به‬ ‫ٍ‬

‫وألن لثوب الكرمل مكانة في الكنيسة‪ ،‬نعرض في ھذا‬ ‫وج َھھا قداسة البابا يوحنا‬ ‫السياق‬ ‫مقتطف من الرسالة التي َّ‬ ‫ٌ‬ ‫بولس الثاني إلى رھبنة الكرمل‪ ،‬في ‪ ٢٥‬آذار سنة ‪،٢٠٠١‬‬ ‫بمناسبة السنة اليوبيل ّية وسبعماية وخمسون سنة على استالم‬ ‫الثوب المقدَّس‪.‬‬ ‫‪" .١‬ثوب سيّدة الكرمل"‪ ،‬النصّ المصادَ ق عليه من ِق َبل الجمعيّة الرومانيّة للعبادة اإللھيّة‬ ‫ونظام األسرار‪ ،‬في ‪ ١٠‬نيسان ‪.١٩٩٦‬‬


Ù¤


‫‪٥‬‬

‫‪ .١‬مع الزمن‪ ،‬وبواسطة انتشار التعبّد لثوب الكرمل‪ ،‬لقد غدا‬ ‫اإلرث المريميّ الغنيّ للكرمل‪ً ،‬‬ ‫كنزا للكنيسة كلّھا‪.‬‬ ‫خالصة فع ً‬ ‫ً‬ ‫َّالة من‬ ‫‪ .٢‬إنّ عالمة الثوب‪ُ ،‬ت ْظ ِھ ُر بوضوح‪،‬‬ ‫الروحانيّة المريميّة‪ُ ،‬ت ّ‬ ‫غذي تعبّد المؤمنين وتجعلھم حسَّاسين‬ ‫لحضور العذراء مريم المحِبّ في حياتھم الخاصّة‪ .‬إنّ الثوب ھو‬ ‫بين‬ ‫بشكل أساسيّ لباس‪ .‬الذي يستلمه‪ ،‬يصبح مقبوالً أو ُم ْش َر ًكا َ‬ ‫بينْ بدرج ٍة حميم ٍة في رھبنة الكرمل‪ ،‬المُقامة لخدمة سيّدتنا‪ ،‬من‬ ‫أجل خير الكنيسة كلّھا‪.‬‬ ‫‪ .٣‬الذي يرتدي الثوب‪ ،‬يدخل ھكذا في أرض الكرمل‪" ،‬لكي‬ ‫يتذوق ثمارھا وجمالھا"‪ ،‬ولكي يختبر حضور مريم العذب‬ ‫َّ‬ ‫والوالديّ ‪ ،‬في االلتزام اليوميّ بلبس المسيح يسوع داخل ًّيا‪،‬‬ ‫وإظھاره ح ًّيا فيه‪ ،‬من أجل خير الكنيسة والبشريّة كلّھا‪.‬‬ ‫‪ .٤‬إنّ عالمة الثوب ُتذ ِّكر ًإذا بحقيقتين‪ :‬من جھةٍ‪ ،‬الحماية‬ ‫المستمرّ ة للعذراء مريم الفائقة القداسة‪ ،‬ليس فقط طيلة الحياة‬ ‫ولكن أيضًا عند ساعة الموت‪ ،‬نحو ملئ المجد األبديّ ؛ من جھ ٍة‬ ‫ثانية‪ ،‬الوعي بأن التعبّد لمريم ال يمكنه أن ي َُح َّد بصلوا ٍ‬ ‫وتكريم‬ ‫ت‬ ‫ٍ‬ ‫لشرفھا في بعض المناسبات فقط‪ ،‬ولكن يجب أن يش ِّكل "لباسًا"‪،‬‬ ‫طريقة معتاد ًة ومستمرّ ة من السلوك المسيحيّ ‪ ،‬م ً‬ ‫ً‬ ‫ُخاطا‬ ‫أي‬ ‫بالصلوات والحياة الداخليّة‪ ،‬بفضل الممارسة المتواترة لألسرار‪،‬‬ ‫والممارسة األكيدة ألعمال الرحمة الروحيّة والجسديّة‪ .‬على ھذا‬


‫‪٦‬‬

‫النحو‪ ،‬يصبح الثوب عالمة عھ ٍد وشرك ٍة متبادَ لة بين مريم‬ ‫والمؤمنين‪ :‬إ ّنه يترجم بطريقة حقيقيّة الھبة التي ق َّد َمھا يسوع‬ ‫على الصليب ليوحنا عندما عھدَ إليه أمّه‪ ،‬وفي شخصه ق َّد َمھا لنا‬ ‫كلّنا‪ ،‬والھبة التي ق َّد َمھا ألُمه عندما َعھدَ إليھا رسوله الحبيب‬ ‫ونحن أيضًا من خالله‪ ،‬مؤ ِّسسًا إيّاھا ھكذا كأ ٍّم روحيّة لنا‪.‬‬ ‫زمن طويل ج ًّدا‪ ،‬الثوب‬ ‫‪ .٥‬إني أحمل أنا أيضًا على قلبي ومنذ‬ ‫ٍ‬ ‫الكرمليّ ! وبالحبّ الذي أ ُ ّ‬ ‫باستمرار‬ ‫غذيه ألمّنا السماويّة الذي أَختب ُر‬ ‫ٍ‬ ‫حمايته‪ ،‬آ َم ُل أن تساعد ھذه السنة المريميّة المؤمنين الذين يكرِّ مونھا‬ ‫ب َنو ًّيا‪ ،‬في أن يكبروا في حبّھا‪.‬‬

‫البابا يوحنا بولس الثاني‬


‫‪٧‬‬

‫مقدّ مـة‬ ‫"لم أُشاھِدھا أبدًا بھذا الجمال"!‬ ‫المكان‪ :‬لورد‪ ،‬في ‪ ١٦‬تموز سنة ‪ ،١٨٥٨‬عيد الكرمل‪.‬‬ ‫ُقاوم‪ ،‬والذي اختفى لم ّدة ثالثة أشھر‪ ،‬قد‬ ‫إنّ النداء الذي ال ي َ‬ ‫دفع ببرناديت سوبيرو‪ ،‬نحو مغارة َمسَّابيي ْل‪ .‬لم تقُ ْل العذراء‬ ‫َ‬ ‫مريم شي ًئا في ھذا اليوم؛ وسيكون ظھورھا الثامن عشر‬ ‫واألخير‪" .‬لم أُشاھِدھا أبدًا بھذا الجمال"‪ ،‬ھذا ما صرَّ َح ْ‬ ‫ت‬ ‫به برناديت‪ .‬لقد َّنو َه أسقف تارب ولورد المطران تياس‪ ،‬في‬ ‫رسال ٍة بمناسبة المئويّة للظھور‪ ،‬في العاشر من تموز سنة‬ ‫‪ ١٩٥٨‬بما يلي‪:‬‬ ‫"إنّ اختيار السيّدة العذراء لھذا التاريخ في زيارتھا‬ ‫األخيرة للمغارة‪ ،‬يكشفُ عن ن َّي ٍة لھا‪ .‬أَ َل ْم ُت ِر ْد َل ْف َ‬ ‫ت انتباھنا إلى‬ ‫وجوب االحتفال بتاريخ ‪ ١٦‬تموز‪ ،‬وبتذكيرنا بأنّ َل َقب سيّدة‬ ‫بشكل خاصٍّ على قلبھا؟ أَ َلم ُت ِر ْد أي ً‬ ‫ضا‬ ‫الكرمل ھو عزي ٌز‬ ‫ٍ‬ ‫التعبير عن أفضليّتھا لرھبنة الكرمل بكاملھا‪ ،‬لروحانيّتھا‪،‬‬


‫‪٨‬‬

‫لق ّديسيھا‪ ،‬لمعلّميھا‪ ،‬ولك ّل الذين ينتمون إليھا مھما اختلفت‬ ‫صفاتھم؟"‬ ‫لقد أعلنت السيّدة العذراء خالل ظھورھا الخامس في‬ ‫فاطيما‪-‬البرتغال سنة ‪ ١٩١٧‬لألوالد الثالثة‪ ،‬بأ ّنھم س َي َرونھا‬ ‫ظھور لھا‪ ،‬لقد‬ ‫بلباس سيّدة الكرمل‪ .‬وبالفعل‪ ،‬وفي آخر‬ ‫ٍ‬ ‫تمس ُ‬ ‫ك بيدھا الثوب‪ .‬وفي‬ ‫ترا َءت السيّدة العذراء لألوالد وھي ِ‬ ‫شھر آب من العام ‪ُ ،١٩٥٠‬س ِئ َل ْ‬ ‫ت األخت لوسيا إحدى الرؤاة‬ ‫الثالثة التي دخلت ّ‬ ‫مذاك إلى رھبنة الكرمل‪ ،‬عن سبب ارتداء‬ ‫الس ّيدة العذراء لثوب الكرمل في ظھورھا‪ ،‬فأجابت‪" :‬ألنَّ‬ ‫سيّدتنا ترغب بأن َيل َبس أبناؤھا البشر الثوب"‪ .‬ومن جھته‪،‬‬ ‫أعلن المطران دا سيلفا أسقف ليرّ يا‪ ،‬بأنَّ الثوب يش ّك ُل جزءًا‬ ‫من رسالة فاطيما‪.‬‬ ‫ما ھو ًإذا ھذا الثوب الذي ُتعلِّ ُق عليه العذراء الفائقة‬ ‫القداسة أھ ّمي ًّة كبرى‪ ،‬وبماذا َي ِع ُدنا؟‬


‫‪٩‬‬

‫جبل ٌ في فلسطين‬

‫‪(١‬‬ ‫الكرمل ھو جبل في فلسطين‪..‬‬ ‫الكرمل! إس ٌم غني بالذكريات المق َّدسة‪ .‬لقد تغ ّنى األنبياء بجمال‬ ‫مرتفع فوق‬ ‫كرأس‬ ‫ھذا الجبل القائم في الجليل‪ ،‬والذي يط ُّل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المتوسّط‪.‬‬ ‫على جبل الكرمل انزل إيليا النار على الذبيحة ليبرھن أن ﷲ‬ ‫بنوع خاص ھذا الجبل المق َّدس‪ ،‬بواسطة‬ ‫ھو االله‪.‬فھو الذي َش َھ َر‬ ‫ٍ‬ ‫فضائله وعجائبه‪ .‬لقد اعتزل فيه في القرن السادس قبل تجسّد ابن‬ ‫ف ال ترحم‪ ،‬كعقا ٍ‬ ‫ﷲ‪ .‬وكانت آنذاك تجتاح فلسطين موج ُة جفا ٍ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫من السماء لعدم إخالص الشعب العبريّ لإلله‬ ‫ففيما كان يصلّي في أحد األيّام‪ ،‬أرس َل خادمه إلى قمّة جبل‬ ‫إصع ْد وانظر إلى ناحية البحر‪ ."...‬صعدَ‬ ‫الكرمل قائالً له‪َ " :‬‬ ‫ير شي ًئا‪ .‬فطلب منه النبيّ معاودة ھذا الصعود‬ ‫الخادم‪ ،‬لك ّنه لم َ‬ ‫الغير مُجدي للقمّة‪ ،‬حتى َ‬ ‫بلغ المرّ ة السابعة‪ .‬وأخيرً ا‪ ،‬عاد الخادم‬ ‫ً‬ ‫غمامة صغير ًة ج ًّدا"‪ .‬كانت ھذه الغمامة‬ ‫وھو يقول‪" :‬إ ّني أرى‬ ‫صغيرة وخفيفة ج ًّدا‪ ،‬لدرجة كان يُبانُ أ ّنھا ستختفي مع أوّ ل نسيم‬ ‫للھواء‪ .‬ولكن روي ًدا روي ًدا‪ ،‬أخذت تكبر‪ ،‬وامت َّدت إلى جميع‬ ‫ً‬ ‫جالبة ھكذا‬ ‫بمطر غزير‪،‬‬ ‫الضواحي‪ ،‬وانتشرت على األرض‬ ‫ٍ‬ ‫الخالص )ملوك ‪.(١٨/١‬‬ ‫لقد رأى بعد ذلك كثيرون من المف ّكرين والالھوتين في ھذه‬ ‫الغمامة الشديدة النفع‪ ،‬صور ًة للعذراء مريم‪ ،‬التي بفضائلھا الخفيّة‬


‫‪١٠‬‬

‫ولكن الثمينة في عي َنيْ ﷲ‪ ،‬قد جل َب ْ‬ ‫ت على العالم سيوالً من النعم‬ ‫اإللھيّة‪ ،‬في شخص ابنھا يسوع المسيح‪.‬‬ ‫بعد النبي إيليّا‪ ،‬لقد عاش وصلّى بعض النسَّاك على جبل‬ ‫الكرمل‪ ،‬في حقبا ٍ‬ ‫ت مختلفة‪ ،‬متخ ِّشعين‪ ،‬وناقلين في ا ّتحادھم‬ ‫بشكل َّ‬ ‫مكثف‪ .‬إنَّ ھذه‬ ‫الشخصيّ با ‪ ،‬الروح الذي كان إيليّا يعيشه‬ ‫ٍ‬ ‫األمكنة التي ق َّد َسھا رجا ٌل مُصلّون‪ ،‬قد َ‬ ‫جذ َب ْ‬ ‫ت رجاالً آخرين‬ ‫مُصلّين إليھا‪.‬‬ ‫في بدايات الرھبنات المسيحيّة في فلسطين‪ ،‬حوالي القرن‬ ‫الرابع المسيحيّ ‪ ،‬كان جبل الكرمل يأوي في حنايا صخوره‬ ‫صوامع بيزنطيّة‪ ،‬ما زال باإلمكان رؤية آثارھا اليوم‪ .‬وعلى‬ ‫أنقاض ھذه األديرة األولى‪ ،‬توافد النسَّاك الالتين في أواخر القرن‬ ‫السابع‪ ،‬ليتجمَّعوا ضمن حملة الصليبيّين الكبيرة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كنيسة صغير ًة‬ ‫لقد بنى ھؤالء الكرمليّون األوائل من الغرب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫موقع‬ ‫جميلة للس ّيدة العذراء‪ ،‬على‬ ‫جميل ج ًّدا من جبل الكرمل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُظھ ُر ھذا الحدَ ث‪ ،‬تكرُّ س الرھبنة الناشئة‬ ‫حسبما نق َل مؤرِّ ٌخ قديم‪ .‬ي ِ‬ ‫ت الحق‪ ،‬صرَّ َح ْ‬ ‫المدعوة أميرة وأ ّم الكرمل‪ .‬وفي وق ٍ‬ ‫ت‬ ‫أل ّم ﷲ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الق ّديسة تريزيا األفيليّة )في القرن السادس عشر(‪ ،‬عن الطوباويّة‬ ‫مريم العذراء‪" :‬إنّ ھذه الرھبنة ھي خاصَّتھا‪ .‬إ ّنھا ملكتنا‬ ‫وشفيعتنا"‪.‬‬ ‫فاالسم الرسمي للرھبانية الكرملية‪" :‬إخوة الطوباوية مريم‬ ‫العذراء‪ ،‬سيدة جبل الكرمل"‪.‬‬


‫‪١١‬‬

‫ٌ‬ ‫بدايات صعبة‬ ‫ھناك‪ ،‬على جبل الكرمل‪ ،‬تحمّل الرھبان المحن والصعوبات‬ ‫وتعلموا من مريم كيف يُق ِّدروا اآلالم‪ ،‬التي ُتط ِّھرُنا وتجعل م ّنا‬ ‫ً‬ ‫قربانة ألجل الخطأَة"‪ .‬وكان الرھبان يجدون فيھا سعاد ًة خفي ًّة‬ ‫"‬ ‫وعميقة‪ .‬ورغم كونھم ُنسَّاك‪ ،‬فقد طلبوا من بطريرك القُدس‪،‬‬ ‫يض َع لھم دستور حياة‪ .‬وفي سنة ‪ ،١٢٢٥‬غادر‬ ‫الق ّديس ألبير‪ ،‬أن َ‬ ‫وف ٌد من الرھبنة إلى روما َ‬ ‫لط َلب الموافقة من الكرسيّ الرسوليّ ‪.‬‬ ‫لكن مجمع الالتران الرابع‪ ،‬كان قد أوصى بانخراط المؤسَّسات‬ ‫الجديدة‪ ،‬في الرھبنات الموجودة ساب ًقا‪ .‬ف َبدَ ْ‬ ‫ت ًإذا موافقة البابا على‬ ‫ھذه المؤسَّسة الجديدة صعبة المنال‪ .‬لكن البابا ھونوريوس الثالث‪،‬‬ ‫َم َنحھا موافقته رغم ذلك في سنة ‪.١٢٢٦‬‬ ‫لكنَّ المصاعب لم تنت ِه‪ .‬فاضطھاد المحمَّديين‪ ،‬قد ضرب‬ ‫الرھبان في األراضي المق ّدسة‪ ،‬الذين قضى البعض منھم خالل‬ ‫ھجمات اإلسماعيليّين‪ .‬لقد تري َ‬ ‫َّث رغم ذلك الرھبان الكرمليّون في‬ ‫مغادرة الجبل المق ّدس؛ ومن ث َّم‪ ،‬أعطى رئيس الدير السماح لعد ٍد‬ ‫من اإلخوة بمغادرة األراضي المق ّدسة‪ ،‬والعودة إلى بلدانھم التي‬ ‫أتوا منھا‪ ،‬وإقامة أدير ٍة للرھبنة فيھا‪ .‬أمّا الرھبان الذين بقوا في‬ ‫ُ‬ ‫جبروا على المغادرة في‬ ‫جبل الكرمل‪ ،‬فقد تعرَّ ضوا لإلبادة‪ ،‬أو أ ِ‬ ‫سنة ‪ ،١٢٩١‬بعد االستيالء على قلعة الق ّديس يوح ّنا في ع ّكا‪.‬‬


‫‪١٢‬‬

‫‪ (٢‬القدّيس سيمون ستوك وھد ّية الثوب‬ ‫وُ لِدَ سيمون ستوك في إنكلترا في نھاية القرن الثالث عشر‪.‬‬ ‫ش‬ ‫وبما أ ّنه قد عم َ​َّر طويالً‪ ،‬فال ب َّد أنّ ھذا الراھب قد‬ ‫عاين وعا َي َ‬ ‫َ‬ ‫والو ِرعة قرب نبع النبي إيليّا في‬ ‫بدايات الرھبنة الكرمليّة الحارَّ ة َ‬ ‫جبل الكرمل‪ ،‬وكذلك أيضًا المصاعب الجمَّة التي س َّب َبھا َن ْقلُ ُه إلى‬ ‫الغرب‪ .‬فبعد أن استقرَّ في إنكلترا‪ ،‬ت َّم تعيينه رئيسًا عا ًّما للرھبنة‬ ‫في إيلسفورد‪ ،‬في منتصف القرن الرابع عشر‪ .‬لقد كان عليه‬ ‫كبير من رھبانه إلى رھبانيّا ٍ‬ ‫ت أخرى‬ ‫مواجھة أزمة انتقال عدد‬ ‫ٍ‬ ‫مُس َتعطية‪ ،‬كالفرنسيسكان والدومينيكان‪ .‬وأصبحت رھبنة الكرمل‬ ‫ُم َھ َّددة في وجودھا نفسه‪ .‬عند ھذا الح ّد‪ ،‬التفت سيمون ستوك نحو‬ ‫ْ‬ ‫أرادت رھبنة الكرمل مرتبطة بتكريمھا؟‬ ‫مريم‪ .‬ألم تكن ھي التي‬ ‫ظھور حص َل فعالً في ‪ ١٦‬تموز‬ ‫لقد أجابت أ ّم ﷲ النتظاره في‬ ‫ٍ‬ ‫ت له ھديّة الثوب الرائعة‪ .‬لقد ُن ِق َل ْ‬ ‫سنة ‪ ،١٢٥١‬حيث ق َّد َم ْ‬ ‫ت لنا‬ ‫رواية ھذه الرؤيا بواسطة وثائق ع ّدة‪ ،‬تعود أقدمھا إلى القرن‬ ‫بعرض النصّ الذي ق َّد َمته "أزھار س ّيدة‬ ‫الرابع عشر‪ .‬ونقوم ھنا َ‬ ‫الكرمل"‪.‬‬ ‫كان سيمون ستوك رجل االعتدال؟؟ والتعبّد نحو مريم‪ ،‬يلت ِمسُ‬ ‫وإلحاح من العذراء أ ّم ﷲ المجيدة‪ ،‬شفيعة رھبنة‬ ‫بتواضع‬ ‫غالبًا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫صا باسمھا‪ ،‬وكان يقول‬ ‫تمنح ھذه الرھبنة‬ ‫الكرمل‪ ،‬لكي‬ ‫امتيازا خا ًّ‬ ‫َ‬ ‫لھا ك ّل يوم بقلب َورع‪.‬‬


‫‪١٣‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بھاء‬ ‫زدانة بالزھور‪ ،‬يا‬ ‫الكرمة ال ُم‬ ‫"يا زھرة الكرمل‪ ،‬أ ّيتھا‬ ‫َ‬ ‫السماء‪ ،‬أ ّيتھا العذراء الخصبة‪ ،‬الفريدة‪ ،‬يا أ ًّما عذبة‪ ،‬ولكن لم‬ ‫تعرف رجالً‪ ،‬إم َنحي إنعاماتكِ للكرمل ّيين‪ ،‬يا نجمة البحر"‪.‬‬ ‫ُحيط بھا َر ٌ‬ ‫ظھرت له سيّدتنا ي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ھط من المالئكة‪،‬‬ ‫ففي أحد األيّام‪،‬‬ ‫وھي تحمل ثوبًا في يدھا‪ ،‬فقالت له‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يموت وھو‬ ‫"ھذه‬ ‫عالمة ل َك‪ ،‬وامتيا ٌز لكل ّ الكرمل ّيين‪ :‬فكل ُّ َمنْ‬ ‫البس ھذا الثوب‪ ،‬س ُي ْح َف ُظ من النيران األبد ّية"‪ .‬ث ّم س َّل َم ْت ُه الثوب‪.‬‬ ‫ٌ‬


‫‪١٤‬‬ ‫‪١‬‬

‫إنتشا ُر الثوب‬ ‫ٌ‬ ‫روايات قديمة‪ ،‬أنَّ أوّ ل أعجوب ٍة للثوب‪ ،‬كانت ارتداد‬ ‫أخ َب َر ْت َنا‬ ‫رجل من أشراف اإلنكليز‪ ،‬وھو ينازع على فراش الموت‪ .‬لقد‬ ‫ٍ‬ ‫حص َل ْ‬ ‫ت ھذه األعجوبة مع الق ّديس سيمون ستوك‪ ،‬عندما رمى‬ ‫ثوب الكرمل الذي كان يحمله على ھذا الرجل المنازع‪ ،‬ف ُ‬ ‫شفي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حافزا ليكشف السرّ إلى‬ ‫لقد رأى الق ّديس في تلك المعجزة‬ ‫إخوته‪ ،‬ولي ُْظ ِھر لھم الثوب الثمين الذي تسلَّ َم ُه من يد العذراء مريم‬ ‫نفسھا‪ .‬و ُتو ِّف َي بعد ذلك في مدينة بوردو بفرنسا سنة‪ ،١٢٨١‬حيث‬ ‫ما زالت‬ ‫توجد حتى اليوم أجزاء من ذخائره‪ ،‬تار ًكا للرھبنة‬ ‫َ‬ ‫الرسالة التي بلَّ َغت ُه إيَّاھا العذراء‪ ،‬واألمل المبنيَّ على ازدھار‬ ‫الرھبنة النھائيّ ‪ .‬ولقد نص ْ‬ ‫َّت قوانين الكرمل‪ ،‬على إبقاء الثوب‬ ‫والحفاظ عليه كما في الماضي‪ ،‬كثوب الرھبنة الخاصّ ‪....‬‬ ‫لقد ثب َ‬ ‫َّت البابا إينوسنتوس الرابع سريعًا الرؤيا العجيبة‪،‬‬ ‫وانتشر بسرع ٍة خبر العطيّة الرائعة التي ق َّد َم ْتھا أ ّم ﷲ إلى رھبنة‬ ‫الكرمل‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أشخاص من ك ّل الطبقات يتھافتون من كل َح ْد ٍ‬ ‫ب‬ ‫وشوھِدَ‬ ‫وصوب‪ ،‬طامعين في االشتراك بال ِن َعم الكبيرة الموعودة‪ :‬بالفعل‪،‬‬ ‫إنّ عطية الثوب كانت مق َّدمة إلى الكنيسة بأسرھا )فالسيّدة العذراء‬ ‫قالت‪" :‬ك ّل َمنْ يموت وھو يحمل عالمة الرھبنة‪.("...‬‬ ‫فبانضمامھم إلى أخويّة الثوب‪ ،‬كان باستطاعة العلمانيّين أيضًا‪،‬‬ ‫اإلفادة من رسالة الخالص‪.‬‬ ‫‪ .١‬إنّ كلمة ثوب تأثي من الالتينيّة ومعناھا األكتاف‪ .‬الثوب ھو قطعة قماش طويلة‬ ‫ّ‬ ‫تغطي األكتاف‪ ،‬مؤلَّف من إسكيم للرأس‪ ،‬ويمت ّد حتى القدَمين من األمام ومن الخلف‪،‬‬ ‫يرتديه الرھبان فوق لباسھم الرھبانيّ ‪ .‬إنّ ثوب سيّدة الكرمل ھو اختصا ٌر لثوب الرھبنة‪.‬‬


‫‪١٥‬‬

‫ملك فرنسا الق ّديس لويس‪ ،‬قد حصل على الثوب‪ ،‬كان يلبس ُه‬ ‫الغرق في البحر؛ لقد مات وھو‬ ‫ًّ‬ ‫ص ُه مرَّ ة من خطر َ‬ ‫سرا‪ ،‬بحيث خلَّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫البس الثوب‪ .‬ملك إنكلترا إدوارد الثاني‪ ،‬الذي َم َل َك في بداية القرن‬ ‫امتلك ھو أيضًا الثوب‪ ،‬وحص َل من البابا يوحنا‬ ‫الرابع عشر‪ ،‬قد‬ ‫َ‬ ‫الثاني والعشرون على براء ٍة بابويّة تذكر الحماية العجائبيّة‬ ‫الممنوحة لھذا الملك من ِق َبل سيّدة جبل الكرمل‪ .‬بعدئذٍ‪ ،‬أصبحوا ال‬ ‫يُحصون‪ ،‬الق ّديسون واألشخاص المشھورون الذين ِلبسوا الثوب‪.‬‬ ‫لنذ ُكرْ فقط الق ّديسين‪ :‬روبير بيالرمان‪ ،‬شارل بورّ وميه‪ ،‬ألفونس‬ ‫دي ليغوري‪ ،‬يوح ّنا بوسكو‪ ،‬برناديت سوبيرو‪ ،‬وأغلبيّة الباباوات‬ ‫وبشكل خاصّ البابا‪ :‬يوحنا بولس‬ ‫في القرون الثالثة األخيرة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫إنّ التعبّد للثوب قد انتشر تدريج ًّيا وببطء‪ ،‬ممّا فس َ​َّرهُ‬ ‫كبرھان لعدم صحّ ة رؤيا الق ّديس سيمون ستوك‪ .‬في‬ ‫العقالنيّون‬ ‫ٍ‬ ‫الواقع‪ ،‬إنّ ھذا البطء كان لمصلحة الثوب‪ .‬فبدل أن ينتشر بواسطة‬ ‫الدعايات الم َك َّثفة‪ ،‬فقد امت َّد بنفسه في البلدان المسيحيّة كلّھا‪ُ ،‬م َّت ِبعًا‬ ‫خطو ًة خطوة‪ ،‬المعجزات التي كانت تحصل ھنا وھناك؛ لقد كانت‬ ‫في النھاية خير توصي ٍة به‪.‬‬ ‫فالعلمانيّ ‪ ،‬والملك‪ ،‬وحتى العبد‪ ،‬قد بدأوا جميعھم بلبس ھذه‬ ‫القطعة المربَّعة من القماش تحت ثيابھم‪ ،‬معلَّ ً‬ ‫قة عند األكتاف‪،‬‬ ‫والتي ھي القياس المص َّغر لثوب الرھبان‪.‬‬


‫‪١٦‬‬

‫السبتي‬ ‫‪ (٣‬االمتياز‬ ‫ّ‬ ‫منح ْتھا الكنيسة للذين‬ ‫من بين اإلنعامات الروحية العديدة التي َ‬ ‫يلبسون ثوب الكرمل‪ ،‬يأتي المرسوم السبتي في الدرجة المرموقة‬ ‫منحھا البابا يوحنا‬ ‫باألكثر‪ .‬يعود تاريخه إلى البراءة البابويّة التي َ‬ ‫الثاني والعشرون في سنة ‪ ،١٣١٧‬بعد أن َح ِظ َي ھو نفسه برؤيا‬ ‫من الطوباويّة سيّدة الكرمل‪ .‬لقد وعدَ ْ‬ ‫ت السيّدة العذراء األب‬ ‫األقدس بتخليص الذين يلبسون ثوبھا من المطھر‪ ،‬في السبت‬ ‫األوّ ل الذي يلي موتھم‪ .‬لقد ُح ِّددَ شرطان لإلفادة من ھذا الوعد‬ ‫الجديد‪:‬‬ ‫‪ .١‬التقيُّد بالع َّفة التامّة في الوضع البتوليّ للرھبان‪،‬‬ ‫والزوجيّ للمتزوّ جين‪.‬‬ ‫‪ .٢‬تالوة ساعات الفرض الك َنسيّ ‪ ،‬أو رتبة العذراء‬ ‫الصغيرة‪.‬‬ ‫لقد ث َّب َت ْ‬ ‫ت السلطة الكنسيّة ع ّدة مرّ ات وبطريق ٍة قاطعة مضمون‬ ‫السبتي"‪ .‬ال يوجد سوى عدد قلي ٌل من‬ ‫ھذه البراءة‪ ،‬أي "االمتياز‬ ‫ّ‬ ‫الغفرانات الكاملة التي نالت فعالً اإلقرارات الباباويّة‪ ،‬بھذا القدر‬ ‫وھذه األُبّھة التي نالھا االميتاز السبتيّ ‪ .‬يكفي أن نذكر وثائق‬ ‫الباباوات‪ :‬كليمنتوس السابع )براءة ‪ (Ex Clementis‬بتاريخ ‪١٢‬‬ ‫آب ‪ ،١٥٣٠‬وبولس الثالث )سنة ‪ ١٥٣٠‬و‪ ،(١٤٥٩‬وبيوس الرابع‬ ‫)سنة ‪ ،(١٥٦١‬والق ّديس بيوس الخامس )براءة ‪Supema‬‬ ‫‪ (Dispositione‬بتاريخ ‪ ١٨‬شباط ‪ ،١٥٦٦‬وبيوس االعشر )سنة‬ ‫‪ ،(١٩١٠‬وبنديكتوس الخامس عشر )سنة ‪ ،(١٩١٦‬وبيوس الثاني‬


‫‪١٧‬‬

‫عشر )سنة ‪ .(١٩٥٠‬بالفعل‪ ،‬وكما صرَّ ح األب جوزف دو سانت‬ ‫ماري‪" :‬يش ّكل ھذا المرسوم نوعًا من الغفران الكامل"‪ ،‬يبدأ‬ ‫مفعوله كح ٍّد أقصى‪ ،‬في السبت األوّ ل الذي يلي موت حامل‬ ‫غفران كھذا‪ ،‬بقبولھا‬ ‫الثوب‪ .‬وأضاف‪" :‬للكنيسة السلطة في َم ْنح‬ ‫ٍ‬ ‫الغرض‪ .‬والعذراء مريم‬ ‫ضھا التقليد لھذا‬ ‫فر َ‬ ‫وتب ّنيھا الشروط التي َ‬ ‫َ‬ ‫من جھتھا‪ ،‬قد تجاو َب ْ‬ ‫ت مرّ ا ٍ‬ ‫ت ع ّدة مع ھذه الثقة‪."...‬‬ ‫حتى لو كانت عندنا ثقافة الھوتيّة عالية‪ ،‬أو حتى لو ك ّنا نب ّ‬ ‫شر‬ ‫بروحان ّي ٍة متجرِّ دة ج ًّدا‪ ،‬فبإمكاننا االقتداء بموقف الق ّديس يوح ّنا‬ ‫الصليب‪ ،‬الذي عشية مماته‪ ،‬كان يذ ِّكر بمسرَّ ةٍ‪" ،‬كيف أنّ أ ّم ﷲ‬ ‫ً‬ ‫حاملة عونھا‬ ‫سيّدة الكرمل‪ُ ،‬تسْ ِر ُع في يوم السبت إلى المطھر‬ ‫وإنعامھا‪ ،‬وكيف ُت ْخ ِر ُج من ھنالك النفوس الرھبانيّة‪ ،‬أو‬ ‫األشخاص الذين َل ِبسوا خالل حياتھم الثوب المق َّدس"‪ .‬ثقة الق ّديس‬ ‫ھذه لم َت ُخ ْنهُ‪ ،‬فقد ُتو ّف َي في يوم السبت عند منتصف الليل‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ذكرت الق ّديسة تريزا دافيال في سيرتھا التي كتبتھا بنفسھا في‬ ‫وعلِ ْم ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫راھب صال ٌح في رھبانيّتنا‪َ ،‬‬ ‫الفصل ‪ ٣٨‬ما يلي‪َ " :‬م ِر َ‬ ‫أثناء تأم ٍّل عميق حص َل معي في وقت الق ّداس الموافق يوم سبت‪،‬‬ ‫بأ ّنه تو ّفي‪ ،‬ورأيت ُه يصع ُد إلى السماء دون الدخول في المطھر‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫عرفت عند ذلك أ ّنه مات في الساعة نفسھا التي رأيت ُه فيھا‪ ...‬ولقد‬ ‫ت ج ًّدا لعدم مروره بالمطھر‪ ،‬ولكن أُعْ لِم ُ‬ ‫ُذ ِھ ْل ُ‬ ‫ْت بأ ّنه إذا كان قد‬ ‫بإخالص نظام رھبنته‪ ،‬واستفاد من‬ ‫ب المطھر‪ ،‬فأل ّنه قد ا َّت َب َع‬ ‫ٍ‬ ‫تج َّن َ‬ ‫النعمة الممنوحة للرھبنة بواسطة البراءة الخاصة المتعلِّقة‬ ‫بالعقوبات المطھريّة"‪.‬‬


‫‪١٨‬‬

‫لقد نوَّ َه األب جوزف دو سانت ماري للقديسة مريم عن ذھول‬ ‫الق ّديسة تريزا ھذا‪ .‬ھذا الذھول يُعطي ھذه الرؤيا قيمتھا الكاملة‪.‬‬ ‫ممّا يُفسِّر بالفعل‪ ،‬أ ّنه مع تقديرھا لألب المذكور بأ ّنه كان راھبًا‬ ‫تلحظ الق ّديسة فيه عالمات القداسة التي تبرِّ ر ھذا الصعود‬ ‫تق ًّيا‪ ،‬فلم َ‬ ‫المباشر إلى السماء‪ ،‬دون المرور بالمطھر‪ .‬لقد سجَّ َل ْ‬ ‫ت دون أدنى‬ ‫ك بعض مالمح البؤس البشريّ الموجودة فيه‪ .‬ھذا ھو ك ّل ما‬ ‫ش ّ‬ ‫عناهُ ذھولھا‪ .‬ومن ھذه الناحية‪ ،‬يبدو مدلول الرؤيا‪ ،‬الذي أتى‬ ‫ليُذ ِّكر ويؤ ِّكد للق ّديسة تريزا قيمة "المرسوم السبتيّ "‪.‬‬ ‫ويق ِّدم المؤلِّف نفسه ھذه المالحظة السديدة‪:‬‬ ‫"إنّ المرسوم السبتي الذي ھو ح ًّقا كثير التقدير‪ ،‬ال يجب أن‬ ‫َيمحي االمتياز األوّ ل‪ ،‬الذي ھو الوعد األساسيّ واألثمن للسيّدة‬ ‫العذراء‪ :‬أال وھو النجاة من خطر الھالك األبديّ في جھ َّن ْم"‪.‬‬ ‫"جھ َّنم النار األبديّة"‪ .‬إن العذاب الرئيسيّ في جھ َّنم يتش َّكل في‬ ‫االنفصال األبديّ عن ﷲ‪ ،‬الذي فيه وحده يمكن لإلنسان الحصول‬ ‫على الحياة والسعادة اللتين ُخلِ َق من أجلھما‪ ،‬وإليھما يتوق‪ .‬إنّ‬ ‫تأكيدات الكتاب المق ّدس وتعاليم الكنيسة حول جھ َّنم )‪ (...‬تش ِّكل‬ ‫ندا ًء من أجل االرتداد‪" .‬أدخلوا من الباب الضيّق‪ ،‬قال سيّدنا‬ ‫يسوع المسيح؛ ألنّ الطريق المؤ ّدية إلى الھالك واسعة وعريضة‪،‬‬ ‫وكثيرون ھم الذين يسلكونھا؛ ولكن‪ ،‬ضي ٌّق ھو الباب‪ ،‬وضي ٌ‬ ‫ّقة ھي‬ ‫الطريق المؤ ّدية إلى الحياة‪ ،‬وقليلون ھم الذين يسلكونھا"‪) .‬متى‪:‬‬ ‫‪.(١٤-١٣/٧‬‬


‫‪١٩‬‬

‫إ ّننا نفھم من ذلك‪ ،‬أنّ العذراء مريم قطعت للق ّديس سيمون ستوك‬ ‫طابع إستثنائيّ ‪ .‬لقد تعھ ْ‬ ‫َّدَت بأن الذين يموتون‬ ‫وع ًدا ھو حتمًا ذو‬ ‫ٍ‬ ‫وھم البسون ثوبھا‪ ،‬سيُح َفطون من النار األبديّة‪ :‬إ ّنھا الضمانة‬ ‫الواضحة بأ ّنھم لن يذھبوا إلى جھ َّنم؛ إ ّنه ًإذا الخالص المؤ َّكد‪ .‬ھذا‬ ‫ح ًّقا نف ٌع كبير‪ ،‬واميتا ٌز ال مثيل له‪ ،‬وف ًقا لما أعلنه السيّد المسيح‬ ‫نفسه‪" :‬إنّ خالص النفس ھو الضرورة الوحيدة»‪ .‬ماذا ينفع‬ ‫وخسر نفسه؟" )مر‪.(٣٦/٨ :‬‬ ‫اإلنسان لو رب َح العالم كلّه‬ ‫َ‬ ‫إنّ اإليمان بالثواب األبديّ لقاء األعمال الصالحة‪ ،‬والعقاب‬ ‫األبديّ لقاء األعمال السيّئة‪ ،‬مصحوبًا بالوعي لضعفنا‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضًا بثق ٍة ال ُت ْغ َلب بنعمة ﷲ وحماية العذراء مريم القديرة‪ .‬ك ّل‬ ‫ھذه العوامل‪ ،‬ھي في أساس التعبّد للثوب‪.‬‬


‫‪٢٠‬‬

‫‪ (٤‬الثوب ھو لباس خالص‬ ‫الثوب ھو لباس‪ ،‬إ ّنه رداء العذراء‪ .‬في الكتاب المق ّدس‪ ،‬الرداء‬ ‫ھو عالمة إزدواجيّة؟ إ ّنه يرمز إلى السقطة األصليّة لإلنسان الذي‬ ‫جُرِّ دَ من النعمة‪ ،‬وإلى اإلمكانيّة بأن يلتحف من جديد بالمجد‬ ‫ٌ‬ ‫عالمة لطبيعة اإلنسان الروحيّة‪،‬‬ ‫المفقود )تك‪ .(٣ :‬الثوب ھو‬ ‫ول َقدَ ِره الفائق الطبيعة‪ .‬أشعيا النبي في فعل شكرانه‪:‬‬ ‫"أ ُ َسرُّ سرورً ا في الربّ ‪ ،‬وتبتھج نفسي في إلھي‪ ،‬أل ّنه أَ ْل َب َسني‬ ‫ثياب الخالص‪ ،‬و َش َم َلني برداء البرّ ‪ .‬كالعريس الذي يتعصَّب‬ ‫بالتاج‪ .‬وكالعروس التي تتحلّى بزينتھا‪ .‬فكما أنّ األرض ُت ْخ ِرج‬ ‫نباتھا‪ ،‬كذلك السيّد الربّ ُي ْن ِب ُ‬ ‫ت البرّ والتسبحة أمام جميع األمم"‪.‬‬ ‫ي ُدلُّنا بولس الرسول على لباس جنديّ المسيح‪:‬‬ ‫"إعتنوا في أن َت ْل َبسوا سالح ﷲ‪ُ ...‬‬ ‫ش ّدوا أحقائكم بحزام‬ ‫س اإليمان‪ ...‬وضعوا على‬ ‫الع ّفة‪ ...‬إل َبسوا درع العدل‪ ...‬خذوا ُترْ َ‬ ‫رأسكم خوذة الخالص"ذ‪.‬‬ ‫ُت ْظ ِھ ُر لنا رؤيا الق ّديس يوح ّنا جمعًا غفيرً ا يُحيطون بالحمل‪،‬‬ ‫وھم البسون ثيابًا بيضًا )رؤ‪.(١٤/٧ :‬‬ ‫سا روح ّيين‪،‬‬ ‫ضا لباس خالص‪ ،‬در ًعا و ُتر ً‬ ‫ثوب الكرمل ھو أي ً‬ ‫انتماء من‬ ‫سنا إ َّياه أ ّم ﷲ‪ .‬الرداء ھو عالمة‬ ‫ورداء‬ ‫ٍ‬ ‫براء ٍة ُت ْل ِب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُه إ َّياه‪ ،‬وحمايته‬ ‫الشخص الذي يرتديه‪ ،‬إلى الشخص الذي أَ ْل َب َ‬ ‫تكرسه‬ ‫له في المقابل‪ُ .‬ي ْظ ِھر إ ًذا الثوب من جانب حامله‪،‬‬ ‫ُّ‬


‫‪٢١‬‬

‫وانتمائه الطوع ّيين للعذراء مريم‪ ،‬والتزام أ ّم ﷲ والبشر من‬ ‫ً‬ ‫وخاصة‬ ‫جھتھا‪ ،‬في إسعاف ومساعدة من يرتديه في كل ّ ظرف‪،‬‬ ‫عند ساعة الموت‪.‬‬ ‫الق ّديس لويس ماري غرينيون دي مونفور‪ ،‬في مخطوطه عن‬ ‫"التعبّد الحقيقيّ للعذراء مريم"‪ ،‬يُق ِّدم لمكرّ مي مريم وبذلك يشمل‬ ‫الذين يلبسون الثوب‪ ،‬برنامج حيا ٍة تكريمًا أل ّم ﷲ‪" .‬أن نقوم بك ّل‬ ‫بشكل‬ ‫ع َم ٍل بواسطة مريم‪ ،‬وألجل مريم‪ ،‬لكي نتم َّكن من القيام به‬ ‫ٍ‬ ‫أكمل بواسطة المسيح" )العدد ‪ .(٤٣‬إ ّنه برنام ٌج باستطاعته أن‬ ‫يبلغ بالنفوس السخيّة ً‬ ‫شأوا بعي ًدا‪.‬‬


‫‪٢٢‬‬

‫اعتراض مألوف‬ ‫جواب على‬ ‫‪(٥‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫لقد ت َّم االعتراض على التعبّد للثوب من جھة طابعه‬ ‫"الخرافي"‪ ،‬وحجَّ ة أنَّ خالص حامل الثوب يتعلَّق في تق َّي ٍد‬ ‫خارجيّ ‪ ،‬مستق ٍّل عن استعدادات النفس الداخليّة )حال النعمة‪،‬‬ ‫الفضائل‪...،‬الخ(‪.‬‬ ‫ل ُنجيب أوّ الً مع الق ّديس مونفور‪" :‬إنّ الممارسات الخارجيّة‬ ‫ساع ُد الممارسات الداخليّة‪ ،‬إن لكونھا تجعل‬ ‫المقامة‬ ‫بشكل جيّد‪ُ ،‬ت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنسان الذي يتصرَّ ف دائمًا بواسطة الحواس‪ ،‬يتذ َّكر ما يعمله أو‬ ‫ما يجب أن يعمله؛ أو لكونھا جدير ًة في بناء القريب الذي‬ ‫يُشاھدھا‪ ،‬وھي ما ال تعمله الممارسات الداخليّة البحتة"‪.‬‬ ‫حقير‬ ‫ولكن يت ّم اإلصرار‪ :‬يُقال بأنّ الثوب ھو "تأكي ُد خالص"‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل‬ ‫ج ًّدا‪ ،‬يمنع المرء من أن يتق َّدس ومن االمتثال لوصايا ﷲ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫آخر‪ ،‬إنّ الخاطئ وبعد استالمه للثوب‪ ،‬يصبح باستطاعته أن‬ ‫بأمان تا ٍّم قائالً‪" :‬بما أ ّني أرتدي الثوب‪ ،‬فأنا‬ ‫يستسلم لك ّل الخطايا‬ ‫ٍ‬ ‫أكيد بأ ّني لن أھلِك"‪.‬‬ ‫تجدر اإلجابة بأنّ الذي يحاول استغالل التعبّد للعذراء مريم‬ ‫أھل إلنعاماتھا‪ .‬لذلك‪ ،‬فھو يكون مخط ًئا‬ ‫بھذه الطريقة‪ ،‬يكون غير ٍ‬ ‫إذا اعتمد على ثوبھا ليُخطئ بحر ّي ٍة أكبر‪ ،‬ألنّ ﷲ ال يُس َتھزأ ُ به‬ ‫)غال‪.(٧/٦ :‬‬


‫‪٢٣‬‬

‫الق ّديس لويس ماري غرينيون دي مونفور الذي كان يوصي‬ ‫كثيرً ا بثوب الكرمل‪ ،‬كان مع ذلك يش ِّدد على االستقامة الضروريّة‬ ‫يستلزم من مرتديه‬ ‫لألشخاص الذين يستلمونه‪" :‬إن لبس الثوب‬ ‫ِ‬ ‫العزم على التحرّ ر من الخطيئة"‪ ،‬وإالّ فسيكون من عداد‬ ‫المتعبّدين المزيَّفين والم ّدعين والغير تائبين للعذراء مريم‪ ،‬الذين‬ ‫وھم مُلت ِحفون بمعطفھا‪ ،‬وثوبھا على جسدھم‪ ،‬ومسبحة الورديّة‬ ‫في يدھم يصرخون‪" :‬أيّتھا السيّدة العذراء‪ "...‬ورغم ذلك يصلبون‬ ‫ِّ‬ ‫ويمزقون بشراس ٍة يسوع المسيح بواسطة خطاياھم‪.‬‬ ‫ًإذا‪ ،‬يمكننا اإلقرار مبدئ ًّيا‪ ،‬أنَّ المُرائي الذي يلبس الثوب بغية‬ ‫االستمرار في اقتراف الخطيئة‪ ،‬مستغالً محبة ﷲ‪ ،‬سيجد نفسه‬ ‫قطع ْتھا السيّدة العذراء‪ .‬ولكن يجدر تقدير‬ ‫مستث ًنى من الوعود التي َ‬ ‫بشكل مختلف‪ ،‬حالة الذي من ناحية الضعف البشريّ أو االندفاع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قد يترك نفسه روي ًدا روي ًدا لينجرَّ إلى حيا ٍة فوضويّة‪ ،‬مع ارتدائه‬ ‫في الوقت عينه الثوب الكرمليّ ‪ ،‬متم ِّس ًكا باألمل الوطيد أنّ السيّدة‬ ‫ساعدهُ في يوم من األيّام على تغيير حياته وتدبير‬ ‫العذراء س ُت ِ‬ ‫خالصه‪ .‬إ ّنه مسمو ٌح تمامًا االعتقاد بالنسبة لھذا األخير‪ ،‬أنّ مريم‬ ‫ستقوم بما في وسعھا ألجل ارتداده‪ ،‬وتعمل على أالّ يموت فجأ ًة‬ ‫دون إسعا ٍ‬ ‫ف ك َنسيّ ‪ ،‬أو على األق ّل قبل أن يندم‪ .‬وقد يقتضي ذلك‬ ‫من جانبھا اجتراح معجزة‪ ،‬أو تأخير مو ٍ‬ ‫ت مفاجئ‪ ،‬لكي ُت ْف ِس َح في‬ ‫المجال أمام المنازع بالتصالح مع ﷲ‪ ،‬واقتبال األسرار المق َّدسة‪،‬‬ ‫أو بأن يقوم أقلَّه بفعل ندام ٍة حقيق ّي ٍة كامل‪.‬‬


‫‪٢٤‬‬

‫إنّ مريم ستدفع بك ّل تأكي ٍد بمعونتھا حتى ھذا الح ّد‪ ،‬ألنّ‬ ‫االلتزام الذي يربطھا بأخوة الثوب‪ ،‬ھو واح ٌد من بين العھود‬ ‫المق َّدسة الذي ال حدود لم ّدته‪ ،‬ومضمونه ال ُي ْن َت َھك‪ .‬إنّ الطوباويّة‬ ‫بشكل خاصّ ألبنائھا على‬ ‫مريم العذراء سيّدة الكرمل‪ ،‬ستحصل‬ ‫ٍ‬ ‫ِن َعم لطيفة‪ ،‬ستحفظھم من الخطيئة المميتة‪ ،‬وتحميھم في أوقات‬ ‫الخطر‪ ،‬وتق ِّدسھم‪.‬‬ ‫في إطار ھذا المعنى قالت للق ّديس سيمون ستوك‪ ،‬أنَّ الثوب‬ ‫ً‬ ‫حماية من األخطار‪ ،‬ضمانة سالم‪ ،‬وعھ ًدا‬ ‫خالص‪،‬‬ ‫سيكون عالمة‬ ‫ٍ‬ ‫أبد ًّيا‪.‬‬


‫‪٢٥‬‬

‫‪ (٦‬اإلنعامات التي حصلت بفضل الثوب‬ ‫إنّ الروايات اآلتية ھي حقيقيّة؛ وأغلبھا قد ُن ِش َر في حقبا ٍ‬ ‫ت‬ ‫مختلفة بواسطة أخبار الكرمل‪ .‬ولن نذكر ھنا سوى الجزء القليل‬ ‫من العجائب التي ال ُتحصى‪ ،‬التي حصلت بفضل طبيعة ونعمة‬ ‫ثوب سيّدة الكرمل‪.‬‬ ‫ثوب اإليرلندي‬ ‫المرسلين واسمه‬ ‫في نھاية القرن األخير‪ ،‬كان أحد األساقفة‬ ‫َ‬ ‫فمرض‬ ‫بولدينغ‪ ،‬يسافر في جزء غير مأھول من داخل أوستراليا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫فان مدھش‪ .‬وعندما‬ ‫في أحد األيّام‪ ،‬وقامت‬ ‫أرملة باالعتناء به ب َت ٍ‬ ‫استعاد األسقف عافيته‪ ،‬وعد السيّدة بأ ّنه لقاء ع َمل الرحمة ھذا‬ ‫تجاھه‪ ،‬سيُلبّي ندائھا ويعود في أيّ وق ٍ‬ ‫ت من السنة وحيثما تكون‪،‬‬ ‫ليُعطيھا األسرار األخيرة‪.‬‬ ‫مرَّ ْ‬ ‫ت سنوا ٍ‬ ‫ت ع َّدة على ھذه الحادثة‪ ،‬عندما في إحدى ليالي‬ ‫الخريف‪ ،‬وصلت رسالة إلى األسقف تدعوهُ ل َيفي بوعده‪ ،‬ألن من‬ ‫أحس َن ْ‬ ‫ت إليه كانت تحتضر‪ .‬فبدون أيّ تر ّدد‪ ،‬ورغم قساوة الطقس‬ ‫في ھذا الفصل‪ ،‬أخذ األسقف طريقه إلى بيت األرملة‪ ،‬منھوك‬ ‫القوى؛ ولش ّدة ذھوله‪ ،‬وجد البيت فار ًغا‪ .‬ففيما ھو يف ِّكر عمّا‬ ‫ّ‬ ‫الحطابين‪ .‬فا ّتجه نحو‬ ‫سيفعله‪ ،‬لفت انتباھه صوت فأس أحد‬ ‫رجل إيرلنديّ قويّ البنية‪ِّ ،‬‬ ‫يقطع‬ ‫مصدر الصوت‪ ،‬فإذا به أمام‬ ‫ٍ‬ ‫األشجار‪ .‬فأفاده ھذا الرجل أنّ األرملة قصدت رغم حالتھا أحد‬ ‫ّ‬ ‫تتأخر في‬ ‫األماكن المجاورة‪ ،‬لت ِجد عو ًنا روح ًّيا‪ ،‬مخافة أن‬


‫‪٢٦‬‬

‫انتظارھا‪ ،‬فتموت من غير األسرار‪ :‬ولكن لم يستطع إرشاده إلى‬ ‫الجھة التي قصدَ ْتھا‪ .‬وبعد أن فھم األسقف أ ّنه من غير المجدي‬ ‫الذھاب في إثرھا‪ ،‬جلس على جزع شجرة‪ ،‬وأخذ يخاطب‬ ‫ّ‬ ‫الحطاب بقوله‪ً " :‬إذا‪ ،‬أيّھا الرجل القويّ ‪ ،‬فبعد ك ّل ذلك‪ ،‬ال أو ُّد أن‬ ‫يذھب مجيئي إلى ھنا سُدى‪ .‬إر َكعْ على ركبتيك‪ ،‬وسأسمع‬ ‫اعترافك"‪ .‬فبدأ اإليرلنديّ باالعتذار ُم َبرِّ رً ا ذلك بعدم تحضّره‪،‬‬ ‫ب َ‬ ‫نظرً ا للزمن الطويل الذي َت ِب َع اعترافه األخير‪ ،‬وألف سب ٍ‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالحطاب‬ ‫لكن األسقف بولدينغ ب َّدد ك ّل ھذه األعذار‪ ،‬وانتھى األمر‬ ‫بالجثوّ على ركبتيه‪ ،‬نادمًا وتائبًا لإلقرار بجميع خطاياه‪ ،‬ولقبول‬ ‫الحلَّة الغافرة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬وعده األسقف بأ ّنه بإمكانه التناول في‬ ‫األحد المقبل‪ ،‬وافترقا‪ .‬وما إن قطع األسقف خطوا ٍ‬ ‫ت معدودات‪،‬‬ ‫حتى سمع ضجَّ ًة خفيفة‪ ،‬وتبعھا بعض الزفرات الطفيفة‪ .‬فرجع‬ ‫األسقف بأقصى سرعة‪ ،‬ووجد التائب مي ًتا على األرض‪ ،‬وقد‬ ‫سح َق ْت ُه شجرةٌ َھ َو ْ‬ ‫ت لتوِّ ھا‪.‬‬ ‫إذا أردنا اآلن معرفة ما ھدَ َف ْ‬ ‫ت إليه رحمة ﷲ الرائعة ھذه‪،‬‬ ‫دع ْ‬ ‫ت أسق ًفا عن بُعد مئات الكيلومترات من مركزه‪ ،‬وسط‬ ‫التي َ‬ ‫طرقا ٍ‬ ‫مسكين‬ ‫خاطئ‬ ‫ت َو ِعرة وصعبة‪ ،‬ليفتح أبواب السماء أمام‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كاد الموت يفاجئه‪ ،‬فالسبب ھو في كون ھذا الرجل الطيّب كمثل‬ ‫جميع اإليرلنديّين‪ ،‬يحمل ثوب العذراء مريم‪ .‬إنّ ھذه األ ّم‬ ‫الصالحة‪ ،‬المخلصة دائمًا لوعدھا‪ ،‬لم تسمح لمن ح َمل ثوبھا‪ ،‬بأن‬ ‫يموت قبل أن يتصالح مع ﷲ‪.‬‬


‫‪٢٧‬‬

‫أص َلب من الفوالذ‬ ‫در ٌع ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ذاھب إلى الكنيسة ليحتفل بالذبيحة‬ ‫كان أحد الكھنة الفرنسيّين‬ ‫مكان ھو مح ّج للعذراء مريم‪ .‬في الطريق‪،‬‬ ‫اإللھيّة المق ّدسة‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫نسي ثوب الكرمل‪ .‬ورغم أ ّنه أصبح بعي ًدا ج ًّدا عن منزله‪،‬‬ ‫تن َّب َه أ ّنه‬ ‫َ‬ ‫لم يتر َّدد في أن يرجع أدراجه ليذھب ويجلب ثوب مريم‪ ،‬الذي ال‬ ‫يريد إحياء القدّاس من دونه‪ .‬ففيما ھو يحتفل بالذبيحة‪ ،‬إذا بشا ٍ‬ ‫ب‬ ‫يتق ّدم نحو المذبح‪ ،‬ويشھر مس َّدسه‪ ،‬ويطلِق النار على الكاھن‪ .‬أمّا‬ ‫ھذا األخير‪ ،‬وقد أخذه الذھول التا ّم‪ ،‬فقد استمرَّ مع ذلك في تالوة‬ ‫الصلوات كأنّ شي ًئا لم يحدث‪ .‬لقد ظنَّ الجميع في البداية أن‬ ‫الرصاصة أخطأت ھدفھا بفضل ّ‬ ‫تدخل العناية اإللھيّة‪ .‬لم يكن‬ ‫ً‬ ‫ملتصقة بثوب‬ ‫عالقة وكأ ّنھا‬ ‫األمر كذلك‪ :‬فقد وجدھا الكاھن‬ ‫ِ‬ ‫الكرمل‪ ،‬ھذه القطعة الھزيلة من القماش‪ ،‬التي ش َّك َل ْ‬ ‫ت درعًا لجنديّ‬ ‫المسيح‪ .‬لقد استفاد جنو ٌد عديدون وفي َحقبا ٍ‬ ‫ت مختلفة‪ ،‬من‬ ‫تنھرسُ‬ ‫المعجزة ذاتھا‪ :‬كانت الرصاصة العدوّ ة القادمة لقتلھم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫على الثوب الذين يرتدونه‪.‬‬


‫‪٢٨‬‬

‫مقطو ًعا إلى اثنين‬ ‫في أوائل ھذا القرن‪ ،‬وفي منطق ٍة اسمھا أشتابوال في مقاطعة‬ ‫س قطا ٌر رجالً كان يقطع‬ ‫أوھيو بالواليات الم ّتحدة األميركيّة‪ ،‬د َھ َ‬ ‫الطريق دون تنبّه‪ .‬لقد قُ ِط َع تمامًا إلى اثنين‪ ،‬بحيث كان من‬ ‫بقي ح ًّيا‪،‬‬ ‫المفروض أن يموت حاالً‪ .‬ولكن‪ ،‬وأمام دھشة الجميع‪َ ،‬‬ ‫وطلب كاھ ًنا ليُسْ ِع َفه قبل موته‪ .‬وصل الكاھن‪ ،‬وبدأ على الفور‬ ‫االستماع إلى اعتراف الرجل الجريح‪ ،‬الذي حافظ على وعيه‬ ‫خمس وأربعين دقيقة‪ .‬وبعد أن تقبَّل الحلَّة الغافرة‪،‬‬ ‫الكامل لم ّدة‬ ‫ٍ‬ ‫مات ھذا الخاطئ بسالم‪ ،‬بعد أن تصالح مع ﷲ في اللحظة‬ ‫األخيرة‪ .‬لقد ت َّم العثور معلَّ ًقا على صدره‪ ،‬على ثوب سيّدة‬ ‫الكرمل‪ .‬لقد و َف ْ‬ ‫ت السيّدة العذراء بوعدھا‪.‬‬

‫قاوم‬ ‫أثواب ال ُت َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُتو ّفي الق ّديس ألفونس دي ليغوري سنة ‪ ١٧٨٧‬وھو مُرْ َت ٍد ثوب‬ ‫الكرمل‪ .‬ففي فترة تطويبه‪ ،‬فُ ِت َح قبره‪ ،‬والحظ المسؤولون أنّ جسد‬ ‫األسقف الق ّديس قد تحوَّ ل إلى غبار‪ ،‬وكذلك ثيابه‪ .‬فقط ثوب‬ ‫بقي سليمًا تمامًا! إنّ ھذه الذخيرة الثمينة ھي اليوم‬ ‫الكرمل‬ ‫َ‬ ‫قرن من ھذه‬ ‫معروضة في دير الق ّديس ألفونس في روما‪ .‬وبعد‬ ‫ٍ‬ ‫ص ْ‬ ‫الحادثة‪ ،‬تكرَّ َر ْ‬ ‫ت‬ ‫ت ظاھرة ال ِحفظ العجائبيّ للثوب‪ ،‬عندما فُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذخائر الق ّديس يوح ّنا بوسكو‪.‬‬


‫‪٢٩‬‬

‫منزل أ ُ ْنق َِذ من النيران‬ ‫خبر أحد الرھبان الكرمليّين القصّة التالية‪:‬‬ ‫أَ َ‬ ‫في شھر أيّار من سنة ‪ ،١٩٥٧‬اشتعل شارع بكامله في منطقة‬ ‫وستبودن‪ .‬إحدى العائالت التقيّة القاطنة في ھذا الشارع‪ ،‬قامت‬ ‫تجاه الحريق المحيط بھم‪ ،‬بتعليق ثوب الكرمل على باب مدخل‬ ‫منزلھم‪ ،‬ث ّم الذوا بالفرار‪ .‬استمرَّ اللھيب وشرارات النيران‬ ‫يھطالن لم ّدة خمس ساعات على الحيّ بكامله‪ .‬وبعد تو ّقف‬ ‫تحولوا إلى‬ ‫الحريق‪ ،‬لو ِح َظ احتراق اثنين وعشرين منزالً وقد َّ‬ ‫رماد‪ .‬لقد كانت دھشة الجميع الكبرى‪ ،‬أنّ منزل العائلة التي علَّ َق ْ‬ ‫ت‬ ‫بقي سالـمًا‬ ‫ثوب العذراء مريم على باب المدخل‪ ،‬ھو الوحيد الذي َ‬ ‫تمامًا‪ .‬إنّ مئات األشخاص الذين رأوا ھذا المنزل العجيب بأ ّم‬ ‫أعينھم وسط األنقاض‪ ،‬ھم أكثر من شھود عيان لقدرة وشفاعة‬ ‫سيّدة جبل الكرمل‪.‬‬

‫كاثوليكي بفضل الثوب‬ ‫ّ‬ ‫ُح ِم َل رجل عجوز إلى مستشفى الق ّديس سيمون ستوك في‬ ‫نيويورك وھو فاقد الوعي‪ .‬الحظت الممرّ ضة على قميصة الثوب‬ ‫البنيّ ‪ ،‬فأرس َل ْ‬ ‫ت في ط َلب كاھن‪ .‬وفيما كان ھذا األخير يتلو صالة‬ ‫ُ‬ ‫لست مسيحيا ً"‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬أنا‬ ‫المنازعين‪ ،‬فتح المريض عيناه وتمتم‪" :‬أ َب ِ‬ ‫فسأله الكاھن‪ :‬لما ًإذا ترتدي الثوب الكرملي؟ فأجاب المنازع‪:‬‬


‫‪٣٠‬‬

‫ُ‬ ‫وعدت بعض أصدقائي بارتدائه وتالوة السالم المالئكيّ ك ّل‬ ‫"لقد‬ ‫يوم"‪ .‬فقال له الكاھن‪ :‬إ ّن َك في حالة نزاع‪ ،‬وس ُتسْ لِ ُم الروح‪ ،‬فھل‬ ‫ُ‬ ‫رغبت بذلك طيلة‬ ‫ت‪ ،‬لقد‬ ‫تريد أن ُتصبح مسيحياً؟ فأجاب‪" :‬نعم أب ِ‬ ‫حياتي"‪ .‬فحضَّره الكاھن بسرعة‪ ،‬ث ّم عمَّده وأعطاه األسرار‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫األخيرة‪ .‬ومات العجوز بعد وق ٍ‬ ‫أخذت‬ ‫ميتة ھادئة‪ .‬لقد‬ ‫ت قليل‬ ‫لبس ْ‬ ‫ت ثوبھا‬ ‫الطوباويّة مريم تحت حمايتھا ھذه النفس التي َ‬ ‫الخاص‪.‬‬

‫نفس ْين‬ ‫ص َ‬ ‫الثوب الذي خ َّل َ‬ ‫ْ‬ ‫حصلت معه‬ ‫روى الجندي الھولندي أ‪.‬م‪.‬و‪ ،...‬المغامرة التي‬ ‫في ھولندا عند نھاية الحرب العالميّة الثانية على الشكل التالي‪:‬‬ ‫" ُ‬ ‫كنت أنتمي إلى كتيبة دبابات إيرين‪ .‬في إحدى الليالي‪ ،‬وأثناء‬ ‫المعارك‪ ،‬ك ّنا نخيِّم بجانب مزرع ٍة بالقرب من مدينة نيماغ‪ .‬كان‬ ‫َّ‬ ‫مضخة ماء خشبيّة‪ ،‬ساھ َم ْ‬ ‫ت في نظافة الجنود بعد‬ ‫ھنالك بقربنا‬ ‫ساعات المعارك في الغبار‪ .‬فعندما أتى دوري لالغتسال‪ ،‬علَّ ُ‬ ‫قت‬ ‫َّ‬ ‫مضي ساعة‪ ،‬تل َّقينا أمرً ا بالتوجّ ه‬ ‫المضخة‪ .‬وبعد‬ ‫ثوبي على‬ ‫َ‬ ‫للتمركز في خنادق تبعد ثالث كيلومترات عن مكاننا‪ .‬عند‬ ‫وصولنا إلى ھنالك‪ ،‬أخذنا أمكنتنا داخل ھذه ال ُح َفر‪ ،‬واستع َّدينا‬ ‫ُ‬ ‫ك أزرار‬ ‫ألخذ قسطٍ من الراحة ك ّنا نستح ّقه‪ .‬وفيما‬ ‫كنت أف ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الحظت بھ َل ٍع أنَّ الثوب ليس موجو ًدا عليَّ ‪ .‬لقد كان ھدي ًّة‬ ‫قميصي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت ألبس ُه طيلة‬ ‫أوصتني بحرار ٍة بارتدائه دائمًا‪.‬‬ ‫من أمي‪ ،‬التي‬ ‫َ‬


‫‪٣١‬‬

‫الحرب كلّھا‪ ،‬وھا أنا اآلن أُضيِّعه في اللحظة التي ك ّنا نقترب فيھا‬ ‫من حفرة األسود‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حاولت‬ ‫لجلبه‪ :‬فالوضع خطر‪.‬‬ ‫كان من غير المنطقيّ أن أذھب َ‬ ‫ُ‬ ‫ًإذا عدم التفكير بذلك‪ ،‬وتم َّد ْد ُ‬ ‫بقيت‬ ‫ت على سريري الميدانيّ ‪ .‬لكني‬ ‫أتقلَّبُ في كل الجھات‪ ،‬دون التم ّكن من النوم‪ .‬كان رفاقي من‬ ‫حولي ينامون نومًا عمي ًقا‪ ،‬رغم أصوات القذائف التي كانت تسقط‬ ‫بين الحين واآلخر بالقرب م ّنا‪ .‬في النھاية‪ ،‬وأمام الرغبة التي ال‬ ‫ُ‬ ‫قمت بالتسلّل إلى خارج الخندق دون إثارة‬ ‫قاوم في إيجاد ثوبي‪،‬‬ ‫ُت َ‬ ‫ضجّ ة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حاولت وسط ظلم ٍة كثيفة‪ ،‬معرفة الطريق‬ ‫وبصعوب ٍة كبيرة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫نجحت‪،‬‬ ‫التي س َل ْك ُتھا البارحة‪ .‬وبمعونة مريم‪ ،‬نجمتي الصالحة‪،‬‬ ‫وتوص َّْل ُ‬ ‫ت خالل وق ٍ‬ ‫ت قصير إلى تبيان المزرعة‪ .‬وعند وصولي‬ ‫المضخة‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫بدأ ُ‬ ‫ت أتلمَّسُ إليجاد الثوب الثمين‪ .‬ولكن لم أجد‬ ‫إلى‬ ‫ُ‬ ‫كنت أحاول إشعال عود ثقاب‪،‬‬ ‫شي ًئا‪ ...‬لم يعد موجو ًدا‪ .‬وفيما‬ ‫ُ‬ ‫انفجار بعي ٍد عن مكاني‪ .‬ما الذي يحصل؟ ھل‬ ‫سمعت فجأ ًة دويَّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ذھبت جريًا للعودة إلى الخندق‪ ،‬فإذا بي‬ ‫لھجوم عدوّ ؟‬ ‫ھذه عالمة‬ ‫ٍ‬ ‫أجد جنود فوج الھندسة يحرِّ كون بعصبي ٍة أسالك شائكة وقطع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مفتوحة في المكان الذي كان‬ ‫فوھة‬ ‫أنقاض‪ .‬لم أعد أرى سوى‬ ‫ً‬ ‫قنبلة موقوتة قبل أن يغادر‪،‬‬ ‫رفاقي ينامون فيه‪ :‬لقد وضع العدوّ‬ ‫وقد انفجرت أثناء تغيّبي‪ .‬لم ينجو واح ٌد من النائمين؛ فلو لم أذھب‬ ‫ُ‬ ‫لكنت أنا أيضًا اآلن تحت األنقاض‪...‬‬ ‫إليجاد الثوب‪،‬‬


‫‪٣٢‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رأيت‬ ‫ذھبت إلى مركز التموين‪ ،‬ولش ّدة تعجّ بي‪،‬‬ ‫في الصباح‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ظننت‬ ‫أحد الرفاق يتق ّدم نحوي‪ .‬لقد بدا ھو أيضًا مذھوالً وقال‪" :‬‬ ‫كنت سأغفو فيھا‪ ،‬قرَّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫رت‬ ‫أ ّن َك في الخندق‪ ،‬عندما في اللحظة التي‬ ‫مارا أمام الرقيب‪،‬‬ ‫رؤيتك‪ .‬ولكن‪ ،‬ما من وسيل ٍة‬ ‫إليجادك‪ .‬وفيما أنا ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أجلب له زجاجة ماء‬ ‫مستيقظا‪ ،‬فطلب م ّني أن‬ ‫زلت‬ ‫رأى أني ما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نجوت بأعجوبة‪.‬‬ ‫من المخزن‪ .‬وأثناء ذھابي‪ ،‬انفجرت القنبلة‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كنت‬ ‫أردت رؤيتي في ھذه الساعة؟‬ ‫وأنا أيضًا أجب ُته؛ ولكن لماذا‬ ‫إعطائك ھذا‪ "...‬وأراني الثوب الذي التقطه من على‬ ‫أنوي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫المضخة‪....‬‬ ‫شھيد الثوب‪ ،‬الطوباوي إيزيدور باكانجا‬ ‫وُ لِدَ إيزيدور باكانجا في الزائير )الكونغو البلجيكي ساب ًقا(‪ ،‬في‬ ‫قرية ميالنكامبا‪ ،‬من قبيلة بوانجي‪ ،‬إحدى فصائل مونغو اإلتنية‬ ‫الكبيرة‪ ،‬في سنة ‪ .١٨٨٥‬أبوه‪ ،‬يونزوا‪ ،‬وأمّه إينيوكا‪ ،‬ر ُِزقا‬ ‫آخرين‪ ،‬صبيّ وفتاة‪ .‬في حوالي سنة ‪ ،١٩٠٥‬عم َل‬ ‫بولدين‬ ‫َ‬ ‫إيزيدور كمساعد ب َّنا ٍء في شركة لألعمال العامّة في مباكندا‪ .‬وكان‬ ‫في الوقت نفسه يتابع التعليم المسيحي عند اآلباء الترابيست‪ ،‬حيث‬ ‫َق ِب َل سرّ العماد في السادس من أيّار سنة ‪ ،١٩٠٦‬واستلم في اليوم‬ ‫نفسه ثوب الكرمل‪ ،‬الذي لم يعد يفارقه حتى مماته‪ .‬نال إيزيدور‬ ‫سرّ التثبيت في السنة نفسھا‪ ،‬وتق َّدم إلى القربانة األولى في سنة‬ ‫‪.١٩٠٨‬‬


‫‪٣٣‬‬

‫ٌ‬ ‫مواظب في عمله‪ ،‬نزيه وم ُْد ِرك‪ ،‬كان إيزيدور أيضًا مسيح ًّيا‬ ‫ملتزمًا‪ ،‬وكان الكثيرون يختارونه كأستاذ للتعليم المسيحيّ ‪ ،‬نظرً ا‬ ‫لحكمته التي كانت تثير دھشتھم‪ .‬كان يعرف كيف يفرض على‬ ‫نفسه نظامًا‪ ،‬بحيث أن نشاطاته الدينيّة‪ ،‬لم يدَ عْ ھا تتداخل مع حياته‬ ‫المھنيّة‪.‬‬ ‫كعامل ال‬ ‫لقد اختار أن يتبع رئيسه الجديد‪ ،‬الذي كان يق ِّدره‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫مؤخرً ا في إيكيلي‪.‬‬ ‫ومھذب‪ ،‬وقد ُعي َِّن‬ ‫يتعب‪ ،‬نزيه‪،‬‬ ‫أ ُ ْن ِذ َر إيزيدور أنَّ بعض المسؤولين في شركة ساب في ھذه‬ ‫ً‬ ‫كراھية كبير ًة ض ّد المسيحيّين‪.‬‬ ‫ُظھرون‬ ‫المنطقة )شركة بلجيكيّة(‪ ،‬ي ِ‬ ‫السيّد فان كاوتر‪ ،‬المسؤول عن شركة ساب‪ ،‬وھو عدوّ لدود‬ ‫للمسيحيّة‪ ،‬ال يتھاون أب ًدا تجاه أيّ تأثير دينيّ من جانب إيزيدور‬ ‫على باقي العمّال في الشركة‪ ،‬وال يسمح حتى بالعالمات‬ ‫الخارجيّة لحياته المسيحيّة‪،‬‬ ‫وبشكل خاصّ بالنسبة الرتدائه الثوب‬ ‫ٍ‬ ‫في عنقه‪ .‬فبقدر ما كان غضبه كبيرً ا‪ ،‬كان إيزيدور لقاء ذلك‬ ‫محترمًا‪ ،‬ال غبار عليه‪ ،‬كثير الجرأة‪ ،‬وكلّه ثقة في قناعاته الدينيّة‪.‬‬ ‫في المرّ ة األولى وكان ذلك سنة ‪ ،١٩٠٩‬أمر فان كاوتر‬ ‫إيزيدور بخشون ٍة فيما كان يخدمه على طاولة الطعام‪ ،‬بأن يخلع‬ ‫عنه ثوب الكرمل‪ .‬فأجاب الشاب بھدوء‪" :‬سيّدي‪َ ،‬‬ ‫أنت تطلب بأن‬ ‫ّ‬ ‫الحق‬ ‫أخلع ثوب العذراء مريم؟ لن أفعل ذلك؛ فأنا كمسيحيّ ‪ ،‬لي‬ ‫بارتدائه"‪.‬‬


‫‪٣٤‬‬

‫في اليوم التالي‪ ،‬أمر فان كاوتر عمّاله بجلد إيزيدور باكانغا خم ًسا‬ ‫وعشرون جلدة بسوطٍ من جلد‪ .‬فاحتمل إيزيدور ھذا التعذيب‬ ‫بصبر مالئكيّ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تابع إيزيدور حياته الطبيعيّة كعامل‪ ،‬وكمسيحيّ ‪ ،‬وكمعلِّم‬ ‫للتعليم المسيحيّ ‪ .‬لم يعد بإمكان فان كاوتر تحمّل تأثيره على‬ ‫َ‬ ‫اآلخرين‪ :‬وأمره بوقف نشر النفايات التي تعلَّ َمھا عند اآلباء‬ ‫الترابيست‪ ،‬وأضاف‪ :‬ال أريد مسيحيّين بعد اليوم ھنا‪ ،‬ھل ھذا‬ ‫مفھوم؟ وقام َ‬ ‫بخ ْلع ثوب العذراء عن إيزيدور ورماهُ إلى كلبه‪ .‬ث َّم‬ ‫ً‬ ‫سوطا من جلد الفيل‪ ،‬مثقوبًا بمسامير‪ ،‬وقام‬ ‫ض َر‬ ‫ذھب بنفسه ليُحْ ِ‬ ‫بجلده إلى أن سالت دماؤه‪ .‬ث َّم أَج َبر العمَّال بمتابعة الجلد‪ ،‬فرفضوا‬ ‫في البداية‪ ،‬لك ّنھم أذعنوا بعدئ ٍذ مخافة أن َي ْلقوا المصير نفسه‪ ،‬بعد‬ ‫أن ھ َّددَ ھم‪ ،‬فيما كان َيرْ فُسُ الشھيد برجليه‪.‬‬ ‫لقد أخبر الشھود في دعوى التطويب سنة ‪ ،١٩١٣‬أن إيزيدور‬ ‫ب أكثر من مئتي جلدة‪ .‬وبعد ھذا التعذيب الوحشيّ ‪ُ ،‬ن ِق َل‬ ‫ض ُِر َ‬ ‫إيزيدور إلى السجن وھو فاقد الوعي‪ .‬أَو َث َق له فان كاوتر رجاله‬ ‫بثقل ضخم‪.‬‬ ‫بسلسلتين من حديد‪ ،‬م ُْغ َل َقتين بقفل‪ ،‬وموصول َتين‬ ‫ٍ‬ ‫أمضى الجريح أربعة أيّام في ھذا المكان دون عناية ودون طعام‪.‬‬ ‫في ھذا الوقت‪ ،‬وصلت أخبا ٌر تتح َّدث عن وصول مف ّتش من‬ ‫الشركة من بلجيكا إلى إيكيلي عن طريق نھر الكونغو‪ .‬أُصيب‬ ‫فان كاوتر بالذعر‪ ،‬فقام بنقل إيزيدور إلى أيساكو ليُخفيه عن‬ ‫مستنقع‬ ‫األنظار‪ .‬لكن ھذا األخير استطاع االنزالق إلى شاطئ‬ ‫ٍ‬ ‫توصل إلى رصيف النزول‪ .‬ھنا‪ ،‬وجده‬ ‫بالقرب من الطريق التي‬ ‫ِ‬ ‫المف ّتش دوربينفوس‪ ،‬الذي أعلن بنفسه أنّ جسد إيزيدور كان‬ ‫ملتھبًا‪ّ ،‬‬ ‫يغطيه الذباب‪ .‬قام ھذا الرجل المستقيم‬ ‫يش ّكل جرحً ا واح ًدا‬ ‫ِ‬ ‫واإلنسانيّ بنقله على مركبه إلى بواسيرا‪ ،‬ليعتني به أحد أقاربه؛‬


‫‪٣٥‬‬

‫لكن فات األوان‪ ،‬ولم يعد باإلمكان تدارك االلتھاب‪ .‬وعندما أمر‬ ‫بفتح تحقيق‪ ،‬تبيّن أنّ حالة إيزيدور لم تكن الوحيدة‪ :‬كان ھنالك‬ ‫اضطھا ٌد حقيقيّ قد بدأ من جانب مسؤولي شركة ساب ض ّد‬ ‫المرسلين الكاثوليك‪ ،‬وكانت كلمة السرّ ‪" :‬أو ِقفوا بجميع الوسائل‬ ‫َ‬ ‫العمَّال األفريقيّين من ارتداء ثوب العذراء‪ ،‬أو َحمْ ل مسبحة‬ ‫الورديّة"‪ .‬لقد ُح ِك َم على فان كاوتر بالسجن لم ّدة سنتين ونصف‪،‬‬ ‫بعد أن فُ ِت َحت دعوى ض َّده‪ ،‬وظھرت براءة الشھيد التامّة‪.‬‬ ‫لكن إيزيدور باكانجا لم يستطع الشفاء من جروحه‪ .‬وفي نھاية‬ ‫تموز سنة ‪ ،١٩٠٩‬م َن َح ُه كاھن من الترابيست األسرار األخيرة‪.‬‬ ‫لقد عب َ​َّر إيزيدور للكاھن عن غفرانه الكلّي وبك ّل سخاء لقاتله‪،‬‬ ‫ووعد بأ ّنه سيُصلّي كثيرً ا من أجله في السماء‪ .‬وفي ‪ ١٥‬آب من‬ ‫سنة ‪ ،١٩٠٩‬الموافق يوم عيد انتقال العذراء الطوباويّة مريم إلى‬ ‫أشھر من اآلالم‬ ‫السماء‪ ،‬أَس َل َم إيزيدور روحه بسالم‪ ،‬بعد س ّتة‬ ‫ٍ‬ ‫المتواصلة‪ ،‬انھار فيھا جسده‪.‬‬ ‫لقد ا َّت َف َق جميع الشھود على القول بأنّ فان كاوتر قد َج َلدَ‬ ‫إيزيدور حتى الموت بسبب كونه مسيح ًّيا‪ ،‬ونظرً ا للبُغض الذي‬ ‫كان يك ُّنه لتالميذ المسيح‪ .‬وإنّ ثوب العذراء الذي كان يرتديه‬ ‫بشكل‬ ‫ظاھر كعالم ٍة لتكرُّ سه للعذراء مريم‪ ،١‬وحم َل ُه على إبادة ھذا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫المعلّم الشجاع للتعليم المسيحيّ ‪.‬‬ ‫أُعْ لِ َن إيزيدور باكانجا طوباو ًّيا من ِق َبل البابا يوحنا بولس‬ ‫الثاني في آذار سنة ‪.١٩٩٤‬‬

‫‪ .١‬ھو الذي أثار غضب ھذا الرجل الوحشيّ ‪.‬‬


‫‪٣٦‬‬

‫ُ‬ ‫تسعة أسئلة تطبيق ّية متع ِّلقة بالثوب‬ ‫ً‬ ‫عضوا في أخويّة ثوب سيّدة الكرمل باستالمه‬ ‫‪ .١‬يُصبح الفرد‬ ‫يوضع عن يد كاھن ببركة خاصة‪ .‬في‬ ‫الثوب‪ ،‬الذي يجب أن‬ ‫َ‬ ‫الحاالت الطارئة )خطر الموت مثالً(‪ ،‬وفي حال عدم التم ّكن من‬ ‫إيجاد كاھن‪ ،‬يُس َمح للعلماني بأن يضع لنفسه أو لغيره ثوبًا سبق‬ ‫وباركه كاھن ما‪ ،‬فيما يتلو صالة السيّدة العذراء‪.‬‬

‫لون بنيّ ‪،‬‬ ‫‪ .٣‬يتألّف ثوب سيّدة الكرمل من قطعتي قماش ذات ٍ‬ ‫مثلَّث أو مربَّع الشكل‪ ،‬ولكن منسوجً ا‪ ،‬والقطعتين موصولتين‬ ‫بواسطة خيطين‪ ،‬بطريق ٍة يُستطاع ارتداؤھما واحدة على الصدر‪،‬‬ ‫واألخرى على الظھر‪ .‬المحبّذ أن تكون عليھا صورة السيدة‬ ‫العذراء‪.‬‬ ‫‪ .٤‬يجب ارتداء الثوب بطريق ٍة مستمرّ ة ‪ ،‬دون التو ّقف من‬ ‫االستفادة من الوعد الخاصّ به‪ .‬باإلمكان أيضًا إخفاؤه تحت‬ ‫ك الثوب مرّ ًة واحدة فقط عند وضعه‪ .‬عندما يُصبح‬ ‫ُبار ُ‬ ‫الثياب‪ ،‬وي َ‬ ‫ٌ‬ ‫ثوب ما مھتر ًئا‪ ،‬باإلمكان عندھا استبداله دون أيّ احتفال لبركته‬ ‫أو وضعه )فبركة الثوب األوّ ل تنتقل إلى َ‬ ‫اآلخرين(‪.‬‬ ‫ً‬ ‫امتيازا‬ ‫منح‬ ‫‪ .٥‬أيقونة الثوب‪ :‬الق ّديس البابا بيّوس العاشر‪ ،‬قد َ‬ ‫في االختيار‪ ،‬بأن يت ّم استبدال الثوب القماشيّ بأيقون ٍة معدنيّة‪،‬‬


‫‪٣٧‬‬

‫خاص ًّة بسبب سرعة اھتراء القماش في البلدان الحارّ ة‪ .‬ھذا‬ ‫االمتياز قد انتشر ّ‬ ‫مذاك في العالم كلّه‪ .‬باإلمكان ًإذا مع أيقونة‬ ‫الثوب‪ ،‬االستفادة من وعود الس ّيدة العذراء الثالثة‪:‬‬ ‫ الخالص من النيران األبديّة في جھ َّنم‪.‬‬‫ الخالص من المطھر في السبت األوّ ل الذي يلي الموت‬‫)االمتياز السبتيّ (‪.‬‬ ‫ الحماية ض ّد أخطار النفس والجسد‪.‬‬‫تجدر مع ذلك المالحظة‪ ،‬بأنّ األيقونة المعدنيّة ليس باإلمكان‬ ‫إجراء رتبة َوضْ عھا‪ .‬إ ّنه ال مفرَّ ًإذا في البداية من تقبّل ثو ٍ‬ ‫ب‬ ‫قماشيّ حسب األصول الموصوفة؛ بعد ذلك‪ ،‬باإلمكان استبداله‬ ‫باأليقونة المعدنيّة )المباركة مُسب ًقا حسب صيغة بركة الثوب‪ ،‬أو‬ ‫حتى بإشارة بسيطة للصليب(‪ .‬يجب على األيقونة أن ّ‬ ‫تمثل من‬ ‫ُظھرً ا قلبه األقدس‪ ،‬ومن الجھة الثانية‬ ‫جھة‪ ،‬صورة السيّد المسيح م ِ‬ ‫صورة العذراء مريم‪ .‬يمكن ارتداء أيقونة الثوب حول ال ُع ُنق‪ ،‬أو‬ ‫على الجسد بطريق ٍة أخرى‪ .‬إذا ت َّم استبدال األيقونة‪ ،‬فال حاجة‬ ‫لبركة جديدة كما رأينا بالنسبة للثوب‪.‬‬ ‫ھنالك إمكانيّة لتالفي اھتراء الثوب بحمايته بغالفٍ‬ ‫بالستيكيّ ‪ ،‬أو بك ّل بساطة في استبداله عند التلف‪ .‬الثوب المھترئ‬ ‫يجب حرقه أو رميه ضمن مغلَّف‪ ،‬بطريق ٍة تتج َّنب تعريضه‬ ‫للتدنيس‪.‬‬


‫‪٣٨‬‬

‫‪ .٦‬الشروط لالستفادة من الوعود‪:‬‬ ‫ بالنسبة للوعد الرئيسي الذي ھو الحفظ من الھالك األبديّ‬‫في جھ ّنم‪ ،‬فليس ھنالك من شرطٍ خاص‪ ،‬سوى تقبّل الثوب بن ّي ٍة‬ ‫سليمة‪ ،‬وارتدائه ساعة الموت )إذا ت َّم خلعه في المستشفى رغمًا‬ ‫عن حامله‪ ،‬فھذا ال يغيّر شي ًئا‪ ،‬وكأ ّنه استمرَّ في ارتدائه‪ .‬باإلمكان‬ ‫وضع مماثل‪ ،‬تعليقه على سرير المريض(‪.‬‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫ألشخاص غير كاثوليك‪ ،‬بمجرَّ د أن‬ ‫ يمكن وضع الثوب‬‫ٍ‬ ‫ألشخاص‬ ‫يفھموا معناه‪ .‬لقد ت َّم إحصاء حاالت ارتدا ٍد عجائبيّة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بروتستانت وحتى وثنيّين‪ ،‬كانوا قد ِلبسوا الثوب‪.‬‬ ‫ لالستفادة من "المرسوم السبتيّ " )الخالص من المطھر‬‫بواسطة العذراء مريم في السبت األوّ ل الذي يلي الموت(‪ ،‬ھنالك‬ ‫شروط إضافيّة مطلوبة‪:‬‬ ‫أ( ارتداء الثوب بطريق ٍة معتادة‪.‬‬ ‫ب( الحفاظ على الع ّفة )الكاملة للبتوليين‪ ،‬والزوجيّة‬ ‫للمتزوّ جين(؛ تجدر ھنا اإلشارة إلى أنّ اإللزام ال يزيد شي ًئا على‬ ‫واجبات ك ّل مسيحيّ في ما يتعلّق بالع ّفة‪.‬‬ ‫‪ .٧‬إنّ ارتداء الثوب ليس إلزام ًّيا للمسيحيّ ‪ ،‬بمعنى أنَّ من ال‬ ‫يرتديه ال يرتكب خطيئة‪ .‬باإلمكان ًإذا وبعد ارتدائه‪ ،‬التو ّقف عن‬ ‫ذلك دون ارتكاب أيّة خطيئة معنويّة؛ ولكن يتو ّقف عندئ ٍذ من‬ ‫االستفادة من الوعود المقطوعة من العذراء مريم بخصوصه‪ .‬وإنّ‬ ‫من يعود إلى ارتداء الثوب بعد تو ّق ٍ‬ ‫ف معيَّن‪ ،‬ليس بحاج ٍة مج َّد ًدا‬ ‫إلى رتبة الوضع‪.‬‬


‫‪٣٩‬‬

‫شخص ما دون أن‬ ‫‪ .٨‬ليس أمرً ا صائبًا أب ًدا وضع الثوب ل‬ ‫ٍ‬ ‫ُي ْش َر َح له عن امتيازه ومعناه‪ ،‬والتأ ّكد من نيّته السليمة حياله‪ .‬من‬ ‫المستحسن ًإذا أن يقرأ بعض الوثائق عن الثوب‪ ،‬وإذا أمكن‬ ‫بنوع من االحتفال )يُستحسن أن يحصل ذلك‬ ‫إحاطة رتبة الوضع‬ ‫ٍ‬ ‫داخل الكنيسة(‪.‬‬ ‫‪ .٩‬الغفرانات المتع ِّلقة بارتداء الثوب‪:‬‬ ‫أ( ھنالك غفران جزئي )إعفاء لجزء من العقوبات المتوجِّ بة‬ ‫في المطھر(‪ ،‬يعطى للذين يرتدون الثوب أو األيقونة المعدنيّة‪ ،‬في‬ ‫ك ّل مرّ ٍة يجسِّدون ا ّتحادھم بالسيّدة العذراء أو با بواسطة الثوب‪،‬‬ ‫بتقبيله مثالً‪ ،‬أو في التعبير داخل ًّيا عن رغبة أو تمنٍّ أو تضرّ ع‪.‬‬ ‫ب( غفران كامل )إعفاء من كامل العقوبات المطھريّة(‪،‬‬ ‫يُمنح في اليوم الذي يت ّم فيه تقبّل الثوب للمرّ ة األولى‪ ،‬وكذلك في‬ ‫األعياد التالية‪ ١٦ :‬تموز عيد سيدة الكرمل‪ ٢٠ ،‬تمّوز عيد النبيّ‬ ‫إيليّا‪ ١٥ ،‬تشرين األوّ ل عيد الق ّديسة تريزيا األفيليّة‪ ١٤ ،‬تشرين‬ ‫األوّ ل عيد جميع ق ّديسي الرھبنة الكرمليّة و‪ ١٤‬كانون األوّ ل عيد‬ ‫الق ّديس يوح ّنا الصليبي و‪ ١٦‬أيّار عيد الق ّديس سيمون ستوك‪.‬‬ ‫يُعطى ھذا الغفران ضمن الشروط التالية‪:‬‬ ‫ إعتراف صحيح وكامل؛ تناول القربان المق ّدس؛ )إستبعاد‬‫العرضيّة بطريق ٍة َع ْمديّة(؛ الصالة من أجل‬ ‫أيّ تعلّق بالخطيئة‬ ‫َ‬ ‫قداسة البابا )مرّ ة أبانا ومرّ ة السالم مثالً(‪.‬‬


‫‪٤٠‬‬

‫ اإلرادة في التقيّد بالتزامات جمعيّة الثوب‪ :‬يُطلب من إخوة‬‫الثوب المق ّدس‪ ،‬العيش حياة نزيھة‪ ،‬وطھارة في األخالق‪ ،‬تجعلھم‬ ‫يستح ّقون حماية ووعود العذراء الق ّديسة الوالديّة‪.‬‬ ‫إستنتاج‬ ‫ھل يجب القول أنّ الثوب يعفي من َح ْمل الصليب ك ّل يوم‬ ‫للّحاق بيسوع المسيح‪ ،‬ومن الھرب من الخطيئة؟ بالتأكيد ال‪ .‬لكن‬ ‫ھذا الثوب الذي يجعل م ّنا ُخ ّدامًا للعذراء مريم الفائقة القداسة‪،‬‬ ‫سيُصبح ينبوع ِن َعم‪ ،‬قد يجعل أكثر سھولة اإلماتات والزھد اللذين‬ ‫يتطلّبھما الھرب من الخطيئة واالقتداء بمخلِّصنا‪ ،‬الذي ھو‬ ‫الطريق الوحيد الذي يقود إلى سعادة السماء‪.‬‬ ‫"بواسطة الثوب‪ ،‬يُعبِّر المتعبِّدون لسيّدة الكرمل عن إرادتھم‬ ‫في تكييف حياتھم على مثال مريم األ ّم‪ ،‬الشفيعة‪ ،‬األخت‪ ،‬العذراء‬ ‫الفائقة النقاوة‪ ،‬متقبّلين كلمة ﷲ بقل ٍ‬ ‫ب نقيّ ‪ ،‬ومتكرِّ سين بغيرة في‬ ‫خدمة األخوة‪."...‬‬ ‫يوحنا بولس الثاني‬ ‫األوبسرفاتوري رومانو في ‪ ٢٦‬تموز ‪١٩٨٨‬‬ ‫يجب أالّ ننسى أب ًدا ھذا الوعد الخارق‪" :‬كل ّ من يموت وھو‬ ‫البس ثوب س ّيدة الكرمل‪ ،‬س ُيح َفظ من النيران األبد ّية في جھ ّنم"‪.‬‬


‫‪٤١‬‬

‫ووضع ثوب‬ ‫الطقوس لبركة َ‬ ‫الطوباو ّية مريم العذراء س ّيدة الكرمل‬ ‫ووضْ ع الثوب المصادَ ق عليھا من جمعيّة‬ ‫الرتبة التناوبيّة لبركة َ‬ ‫العبادة اإللھيّة‬ ‫ونظام األسرار في ‪ ١٠‬نسيان ‪١٩٩٩‬‬ ‫تمھيد‬ ‫ووضْ ع ثوب الطوباويّة مريم العذراء سيّدة الكرمل‪،‬‬ ‫إنّ بركة َ‬ ‫احتفال جماعيّ ‪.‬‬ ‫يجب من األفضل أن ُتقام خالل‬ ‫ٍ‬ ‫إنّ َوضْ ع الثوب يسمح بقبول الشخص في عائلة الكرمل‪ .‬إنّ‬ ‫الكھنة والشمامسة اإلنجيليّين وأشخاص م َُخوَّ لين َ‬ ‫آخرين‪ ،‬ھم‬ ‫ضعوا الثوب‪.‬‬ ‫مؤھَّلون ليُباركوا و َي َ‬ ‫يُس َتع َم ُل ثوب الكرمل التقليديّ من أجل البركة والوضع‪.‬‬ ‫باإلمكان الح ًقا استبداله باأليقونة المعدنيّة‪.‬‬ ‫يجب أن تجري البركة ووضع الثوب وفق ال ُر َتب والصلوات‬ ‫المتعارف عليه يتضمَّن‪:‬‬ ‫اآلتية‪ .‬إنّ الشكل‬ ‫َ‬ ‫ رتبة اإلفتتاح‪.‬‬‫ قراءة لكالم الربّ والشفاعات‪.‬‬‫ صالة بركة ووضع الثوب‪.‬‬‫‪ -‬رتبة االستنتاج‪.‬‬


‫‪٤٢‬‬

‫بعد إنجاز ك ّل ھؤالء‪ ،‬يكون قد ت َّم التعبير عن معنى الثوب‬ ‫بشكل تام ألجل حياة المؤمنين الذين سيستلِمونه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الص َيغ المستع َملة عن المعنى الروحيّ لل ِن َعم‬ ‫يجب أن ُتعبِّر كل ِ‬ ‫المتعھَّد بھا‪،‬‬ ‫المتعلِّقة بثوب سيّدة الكرمل‪ ،‬بما في ذلك االلتزامات‬ ‫َ‬ ‫من خالل عالمة التعبّد للعذراء مريم‪.‬‬

‫رتبة اإلفتتاح‬ ‫يقف الكاھن قرب صورة العذراء مريم‪ ،‬ويستدير با ّتجاه الذين‬ ‫باستحقاق في االحتفال‪.‬‬ ‫سيتسلَّمون الثوب‪ ،‬داعيًا إيَّاھم لإلشتراك‬ ‫ٍ‬ ‫ الكاھن‪ :‬باسم اآلب واإلبن والروح القدس‪.‬‬‫ الشعب‪ :‬آمين‪.‬‬‫س إنسانيّتنا وأعطانا العذراء مريم‪،‬‬ ‫ الكاھن‪ :‬ليكن ﷲ الذي َل ِب َ‬‫مع جميعكم‪.‬‬ ‫روحك‪.‬‬ ‫ الشعب‪ :‬ومع‬‫َ‬ ‫ووضْ ع الثوب‪.‬‬ ‫يشرح الكاھن باختصار معنى البركة َ‬ ‫ رسالة الق ّديس بولس إلى أھل أفسس‪" :‬يجب أن تل َبسوا‬‫اإلنسان الجديد" )‪.(٢٤-١٧/٤‬‬ ‫"أيّھا األخوة أقول لكم وأستحلِفكم بالربّ أالّ تسيروا بعد اليوم‬ ‫سيرة الوثنيّين‪ ،‬فإ ّنھم يتبعون أفكارھم الباطلة‪ ،‬وقد أظ َل َمت‬ ‫بصائرھم‪ ،‬وجعلھم َجھْلھم غرباء عن حياة ﷲ لقساوة قلوبھم‪ .‬فلمّا‬


‫‪٤٣‬‬

‫فقدوا ك ّل حسّ ‪ ،‬إستس َلموا إلى الفجور‪ ،‬فانغمسوا في ك ّل فاحش ٍة‬ ‫ُ‬ ‫خبرْ ُتم به‪،‬‬ ‫مستھترين‪ .‬أمّا أنتم فما ھكذا تعلَّمتم المسيح‪ ،‬إذا كنتم أ ِ‬ ‫وفيه تل َّقيتم تعليمًا موا ِف ًقا للحقيقة التي في يسوع‪ ،‬أي أن ُت ْقلِعوا عن‬ ‫سيرتكم األولى‪ ،‬فتخلّعوا اإلنسان القديم الذي ُت ْف ِسده الشھوات‬ ‫الخادعة‪ ،‬وأن تتج َّددوا بتج ّدد أذھانكم الروحيّ ‪ ،‬فتل َبسوا اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫الحق‪.‬‬ ‫الجديد الذي ُخلِ َق على صورة ﷲ في البرّ وقداسة‬ ‫أو نصوص أخرى‪:‬‬

‫أ( من العھد القديم‪:‬‬ ‫ )‪ (٢١-١٧/٨‬أنا أُحبّ الذين يُحبّونني‪.‬‬‫ )آشعيا ‪ (١١-١٠/٦١‬أَ ْل َب َسني ثياب الخالص‪.‬‬‫ )‪ ٢‬ملوك‪ (١٣-٧/٢ :‬أليشاع َي ِر ُ‬‫ث ثوب إيليا‪.‬‬ ‫ )‪ (١٥-١/٥‬أَرتدي ُحلَّة مجد اˆ‪.‬‬‫‪) -‬حز ‪ (١٤-٨/١٦‬كان جمالُ ِك كامالً )أورشليم(‪.‬‬

‫ب( من العھد الجديد‪:‬‬ ‫ت المرأة النازفة ثوب يسوع و َب َرأَ ْ‬ ‫لمس ْ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ )مر ‪َ (٣٤-٢٥/٥‬‬‫ )لو ‪ (٨-٤/١٢‬و َل َّف ْ‬‫ت مريم ابنھا المولود بالقُمُط‪.‬‬ ‫ )روم ‪ (٢-١/١٢‬ق ِّدموا ˆ ذاتكم وحياتكم‪.‬‬‫‪) -‬غال ‪ (٧-٤/٤‬أرسل ﷲ ابنه الوحيد مولو ًدا من امرأة‪.‬‬


‫‪٤٤‬‬

‫صلوات‪:‬‬ ‫ ل ُنصلِّي إلى ﷲ أبينا بشفاعة العذراء مريم‪ ،‬ألجل إخوتنا‬‫وأخواتنا الذين سيتسلَّمون الثوب‪:‬‬ ‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكي َي ْل َبسوا المسيح بنعمة الروح القدس‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكي يكونوا م ُْخلِصين اللتزامات معموديّتھم‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكي يت َق َّووا في اإليمان والرجاء والمحبّة‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكي يكونوا أعضا َء حية في عائلة الكرمل بواسطة صلواتھم‬‫وإماتاتھم وأعمالھم إلى الربّ نطلب‪:‬‬ ‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكي يحبّوا العذراء مريم مثلما أحبَّھا يسوع‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫‪ -‬يا ّ‬


‫‪٤٥‬‬

‫ُصبحوا على مثال مريم تالميذ حقيقيّين للمسيح‪،‬‬ ‫ لكي ي ِ‬‫يقبلون كلمته ويعملون بھا‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬ ‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكيما عندما ينظرون إلى مريم ويصلّون لھا‪ ،‬يتعلَّمون التأمّل‬‫في الكلمة المتجسِّد‪ ،‬ويحبّون إخوتھم بقلبه ھو‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬ ‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫ لكيما مع العذراء الفائقة التواضع التي فتحت لنا باب الحياة‬‫األبديّة‪ُ ،‬ي ْق َبلون في شركة الق ّديسين‪ ،‬إلى الربّ نطلب‪:‬‬ ‫رب استمِع‪ ،‬إس َت ِج ْب لنا‪.‬‬ ‫ يا ّ‬‫صلوات البركة‬ ‫)الوكيل يصلّي ھكذا ويداهُ ممدودتان(‬ ‫أيّھا اآلب الق ّدوس‪ ،‬الذي يحبّ أن يجعلنا ننمو في المحبّة‪ :‬لقد‬ ‫َ‬ ‫ابنك الوحيد‬ ‫س‬ ‫بروحك الذي‬ ‫شئت‬ ‫َ‬ ‫ب العذراء مريم‪ ،‬أن ُت ْل ِب َ‬ ‫أخص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جس ًدا مثل جسدنا؛ إم َنحْ‬ ‫ابنك )إبن َت َك( الذي سيلبس ثوب الطوباويّة‬ ‫َ‬ ‫مريم العذراء سيّدة الكرمل‪ ،‬نعمة أن يلبس الربّ يسوع المسيح‬ ‫في ك ّل ظروف حياته الحاضرة‪ ،‬وان يشترك ھكذا في المجد‬ ‫األبديّ بالمسيح يسوع ربّنا‪.‬‬


‫‪٤٦‬‬

‫ض ُع الثوب‬ ‫َو ْ‬ ‫)يضع الوكيل الثوب وھو يقول(‬ ‫َتسلَّ ْم ھذا الثوب الذي يُخوِّ لُ َك الدخول في العائلة المكرَّ مة التي‬ ‫تحمل َل َقب‪" :‬أخوة الطوباو ّية مريم العذراء س ّيدة الكرمل"‪.‬‬ ‫واللتزامك في االقتداء‬ ‫إرتديه كعالم ٍة لحماية مريم الوالديّة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ساع ُد َك أ ُ ّم ﷲ في أن تلبس المسيح‪ .‬وليحيا فيك‪،‬‬ ‫بھا وخدم ِتھا‪ .‬ل ُت ِ‬ ‫إخوتك‪.‬‬ ‫بتعاونك في الكنيسة لخير‬ ‫لكي ُتمجِّ ْد الثالوث األقدس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آمين‪.‬‬ ‫بشكل‬ ‫ُيعلِنْ الوكيل قبول األخوة ال ُجدُد في عائلة الكرمل‬ ‫ٍ‬ ‫قانوني بھذه الكلمات‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫شارك في كل‬ ‫ بواسطة التفويض الذي ُم ِنحْ ُتهُ‪ ،‬أق َبلُ َك ل ُت ِ‬‫خيرات رھبنة الكرمل الروحيّة‪.‬‬ ‫ويشرح الوكيل عن الواجبات وااللتزامات التي تتر َّتب عن‬ ‫لبس الثوب‪ ،‬ويختتم برتبة البركة‪.‬‬ ‫رتبة الختام‬ ‫صرة(‬ ‫)يبارك الوكيل بصيغ ٍة مخ َت َ‬ ‫بركة ربّنا الكلّي القدرة‪ ،‬اآلب‪ ،‬واإلبن‪ ،‬والروح القدس‪ ،‬تنزل‬ ‫عليكم وتبقى فيكم إلى األبد‪ .‬آمين‪.‬‬


‫‪٤٧‬‬

‫صرة لبركة ووضع ثوب س ّيدة الكرمل‬ ‫الصيغة المخت َ‬ ‫)مأخوذة عن الطقس الروماني سنة ‪(١٩٥٣‬‬ ‫ك‪ :‬أَ ِرنا يا ربّ رحمتك‪.‬‬ ‫خالصك‪.‬‬ ‫ش‪ :‬إِم َنحنا‬ ‫َ‬ ‫ك‪ :‬يا ربّ اس َت ِمعْ صالتي‬ ‫إليك يأتي‪.‬‬ ‫ش‪ :‬وصراخنا َ‬ ‫ك‪ :‬الربّ معكم‬ ‫روحك‪.‬‬ ‫ش‪ :‬ومع‬ ‫َ‬ ‫يا ربّنا يسوع المسيح‪ ،‬مخلِّصْ الجنس البشريّ ‪ ،‬تنازل وق ِّدسْ‬ ‫لك‬ ‫امك‬ ‫وخادماتك الممتلئين‪ .‬ح ًّبا َ‬ ‫َ‬ ‫بيدك ھذا الثوب الذي سيحمله ُخ َّد َ‬ ‫َ‬ ‫والدتك الفائقة‬ ‫ولوالدتك الق ّديسة مريم العذراء‪ .‬فھكذا وبشفاعة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫القداسة‪ ،‬سيت ّم حمايتنا من الروح‬ ‫الخبيث‪ ،‬و َن ْدأَبُ على البقاء في‬ ‫نعمتك حتى مماتنا‪َ .‬‬ ‫أنت الذي تملِك إلى دھر الداھرين‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عك إلى العذراء الفائقة القداسة‪ ،‬لكي‬ ‫إق َب ْل ھذا الثوب بتضرُّ َ‬ ‫َ‬ ‫تحفظ َك من كل‬ ‫لك بواسطة استحقاقات ارتدائه‪ ،‬بأن‬ ‫تحصل َ‬ ‫وتقودك إلى الحياة األبديّة‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫ك من كل اعدائك‪،‬‬ ‫لطخة‪ ،‬وتحمي َ‬ ‫َ‬


‫‪٤٨‬‬

‫لتشترك في ك ّل الخيرات‬ ‫بنا ًء للتفويض المعطى لي‪ ،‬أنا أقبلُ َك‬ ‫ِ‬ ‫الروحيّة‪ ،‬التي يت ِّممُھا رھبان الكرمل بعون رحمة يسوع المسيح‪.‬‬ ‫باسم اآلب‪ ،‬واإلبن‪ ،‬والروح القدس‪.‬‬ ‫آمين‪.‬‬ ‫ليتنازل ويُبار ُك َك ‪ +‬خالق السماوات واألرض‪ ،‬اإلله القدير‬ ‫الذي ُتكرِّ ُم‪ ،‬ل َيق َب َل َك في أخويّة العذراء مريم سيّدة الكرمل‪ .‬إ ّنھا ھي‬ ‫التي نتوسَّل إليھا لكيما عند ساعة موتنا‪ ،‬تسحق رأس الحيَّة‬ ‫القديمة‪ ،‬فيُتاح لنا تقبّل سُعْ َفة النخل‪ ،‬وتاج اإلرث األبديّ ‪ ،‬بالمسيح‬ ‫ربّنا‪ .‬آمين‪.‬‬


‫‪٤٩‬‬

‫ابتھاالت لتساعية س ّيدة الكرمل‬ ‫تبتدئ في ‪ ٧‬تمّوز‬ ‫لك‪ ،‬يا مريم‪ ،‬يا زنبقة الكرمل الفوّ احة بك ّل قداسة‪،‬‬ ‫الشكر ِ‬ ‫ّ‬ ‫مصاف عبي ِد‬ ‫ت علينا نحنُ الخطأة واقتبل ِتنا في‬ ‫أل ّنك‬ ‫ِ‬ ‫تعطف ِ‬ ‫المختارين‪ ،‬أبناء أخويّة ثوبك الطاھر‪ .‬نرجو منك‪ ،‬أيّتھا األ ّم‬ ‫الحنون‪ ،‬أن تدافعي ع ّنا تجاه مكايد الشيطان‪ ،‬وتحرسينا من ك ّل‬ ‫شرٍّ نفسًا وجس ًدا‪ ،‬وتستم ّدي لنا أجمعين أن نحيا دائمًا بنعم ِة يسوع‬ ‫ً‬ ‫ثوبك‬ ‫عيشة فاضلة‪ ،‬تم ّكننا من التنعّم ببركات‬ ‫ونعيش‬ ‫المبرّ رة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫السالم عليك يا مريم‪...‬‬ ‫الكريم‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫لك‪ ،‬يا سيّدة الكرمل الكليّة الطوبى‪ ،‬أل ّن ِك‬ ‫الشك ُر والتسبي ُح ِ‬ ‫ثوبك المق ّدس‪ ،‬وھو عالم ُة االنتخاب‬ ‫ت علينا‪ ،‬بواسط ِة‬ ‫ِ‬ ‫أنعمْ ِ‬ ‫األبديّ ‪ ،‬أن ننجو من النيران الجھنميّة ومن الھالك المؤبّد‪ .‬فاطلبي‬ ‫لنا‪ ،‬أيّتھا األم الرؤوف‪ ،‬أن نخت َم حياتنا ھذه األرضيّة بفعل محبّة‬ ‫ُ‬ ‫تربطنا به تعالى إلى األبد‪ ،‬وھو ذاته خيرنا األسمى‬ ‫صادق ٍة كاملة‪،‬‬ ‫الثابت األوحد‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫السالم عليك يا مريم‪...‬‬ ‫وفخره‬ ‫الكرمل‬ ‫الشك ُر والتسبيح واإلكرام لك‪ ،‬يا مريم يا مجدَ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت علينا‪ ،‬بواسطة ثوبك النقي‪ ،‬أن ننجو في‬ ‫وغاي َة كيانه‪ ،‬أل ّن ِك أنع ْم ِ‬ ‫أوّ ل سب ٍ‬ ‫ت بعد وفاتنا من العذابات المطھريّة‪ .‬فاستم ّدي لنا‪ ،‬يا أ ّم‬ ‫ثوبك المبارك‪،‬‬ ‫خير القيام بواجبات أخويّة‬ ‫الرأفة‪ ،‬أن نقو َم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فنحص َل عندئ ٍذ على امتيازاتھا الفريدة‪ ،‬ونمجّ د في السماء مراحمك‬ ‫السالم عليك يا مريم‪...‬‬ ‫التي ال ُتحصى‪ ،‬آمين‪.‬‬


‫‪٥٠‬‬

‫لعيد مريم س ّيدة الكرمل‬ ‫في ‪ ١٦‬تموز‬ ‫فعل التع ّبد لمريم س ّيدة الكرمل‬ ‫يا مريم‪ ،‬مجّ د الكرمل وجماله‪ ،‬يا حيا َتنا وعزا َءنا ورجا َءنا‪ ،‬يا‬ ‫َمنْ‬ ‫أعطاك لنا أ ًّما اب ُن ِك يسوع من أعلى الصليب‪ ،‬وبعد صعوده‬ ‫ِ‬ ‫إلى السماء دبّرت بعناي ٍة والديّة شؤون البيعة المق ّدسة‪ ،‬ولم تزالي‬ ‫صا‪ ،‬ھا نحن أبنا ُء‬ ‫في ال ّسماء تعطفين على الم ّتشح‬ ‫بثوبك عط ًفا خا ًّ‬ ‫ِ‬ ‫عرش ِك‪،‬‬ ‫أخويّة ثوبك ننطر ُح اليوم‪ ،‬في عيدك ھذا السّعيد‪ ،‬أما َم‬ ‫ِ‬ ‫بمديحك ونعترف بمراحمك‪ .‬إ ّننا نعلنُ اليو َم خاصّة‬ ‫لنتر َّنم‬ ‫ِ‬ ‫إحسانا ٍ‬ ‫ثوبك‬ ‫ت بھا علّنا بواسطة‬ ‫ِ‬ ‫ت جزيلة و ِن َعم جليلة التي تكرّ ْم ِ‬ ‫المبارك‪ ،‬الذي وضع ِت ِه عربو ًنا للخالص األبديّ ‪ ،‬وعھدَ الحبّ‬ ‫والسالم‪ ،‬وعالم َة الرضى واال ّتفاق بي َنك وبين أعضاء رھبانيّتك‬ ‫ت المينا ُء‬ ‫لك نسبّح‪ ،‬لك نمجّ د‪ِ ،‬‬ ‫لك نبارك‪ ،‬يا مريم‪ .‬أن ِ‬ ‫وأخويّتك‪ِ .‬‬ ‫األمين لبني البشر‪ ،‬الملتجئين إليك بإيمان حيّ ورجاء صالح‬ ‫ْك خالصُنا وفرحُنا األبديّ ‪ .‬فال تطردينا‬ ‫ومحبّة صادقة‪ .‬في يدي ِ‬ ‫فارغين‪ ،‬خائبين؛ بل اسھري علينا أبناء أخويّة ثوبك‪ ،‬نحن‬ ‫عنك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وشفيعة مقتدرة‪.‬‬ ‫اخترناك لنا أ ًّما حنو ًنا ومدبّر ًة حكيمة‬ ‫الذين قد‬ ‫ِ‬ ‫ثوبك الطاھر‬ ‫نفوسنا بفضائلك السنيّة‪ ،‬واجعلينا نكرّ م دائمًا‬ ‫زيّني‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بحيا ٍة طاھرة‪ .‬ش ّددي ضع َفنا بقوّ تك‪ ،‬وب ّددي ظال َم عقلِنا بأش ّع ِة‬ ‫بحضور ِك ّ‬ ‫عزينا لكي‬ ‫حكم ِتك‪ .‬في الحياة أسعفينا‪ ،‬وعند الوفاة‬ ‫ِ‬ ‫بشفاعتك من النيران الجھنميّة‪ ،‬ونتخلّص بسرع ٍة من‬ ‫ننجو‬ ‫ِ‬


‫‪٥١‬‬

‫معك بسعادة السماء إلى أبد األبدين‪،‬‬ ‫العذابات المطھريّة‪ ،‬ونتم ّتع‬ ‫ِ‬ ‫أمين‪.‬‬ ‫ابتھال‬ ‫عليك‪ ،‬أيّتھا الملكة‪ ،‬أ ّم الرحم ِة والرأفة‪ .‬السّالم عليك‪،‬‬ ‫السّال ُم‬ ‫ِ‬ ‫يا حياتنا ّ‬ ‫إليك نصر ُخ نحن المنفيّين أوالد حوّ اء‪،‬‬ ‫ولذتنا ورجا َءنا‪ِ .‬‬ ‫نحوك نائحين وباكين في ھذا الوادي‪ ،‬وادي ال ّدموع‪.‬‬ ‫ونتنھّد‬ ‫ِ‬ ‫بنظرك الرؤوف نحونا‪ .‬وأرينا‬ ‫فأصغي إلينا‪ ،‬يا شفيعتنا‪ ،‬وانعطفي‬ ‫ِ‬ ‫بطنك المباركة‪ .‬يا شفوقة‪ ،‬يا رؤوفة‪،‬‬ ‫بعد ھذا المنفى يسوع‪ ،‬ثمرة‬ ‫ِ‬ ‫يا مريم البتول الحلوة اللذيذة‪ .‬آمين‪.‬‬


‫‪٥٢‬‬

‫شرح اإليقونة مع تساع ّية س ّيدة الكرمل‬

‫اليوم األول‪ :‬اإليقونات‬ ‫تبرز صور َته‬ ‫تعبِّر اإليقونة عن التجسد اإللھي الحقيقي ألنھا ِ‬ ‫ظھر بالخطوط واأللوان صورة وجه المسيح‪،‬‬ ‫اإلنسانيّة‪ .‬ف ُت ِ‬ ‫وصور َة والدة اإلله بمختلف ألقابھا كما ّ‬ ‫تمثل أيضا ً المالئكة‬ ‫والقديسين بوجھھم المتجلّي والممجَّ د‪ .‬اإليقونة ليست مرآة نرى‬ ‫فيھا أنفسنا‪ ،‬بل إنما ھي تعكس شعاعًا إلھ ًّيا يتغلغل في أعماق َمن‬ ‫يتأملھا‪ً .‬إذا لنتركھا تنظر إلينا وتضيء لنا‪ .‬الروح القدس الذي‬ ‫ألھم وأنار كاتب اإليقونة ھو نفسه ينير العين التي تتأملھا كما‬ ‫تقول الليتورجيّا‪" :‬بنورك نعاين النور"‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬أيتھا البتول الجزيلة القداسة‪ُ ،‬تظھرين فيك نقاوة‬ ‫صالة‪ :‬أن ِ‬ ‫الكنيسة ومجدھا فوق القياس‪ .‬فقد أعطيت مجد لبنان‪َ ،‬‬ ‫ت‬ ‫وغدو ِ‬ ‫جمال الكرمل‪ .‬نحن أوالدك نعترف بأن العلي قد اصطفاك مسك ًنا‬ ‫له‪ ،‬لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا‬ ‫مخلص‪ ،‬خلصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٣‬‬

‫اليوم الثاني‪ :‬إيقونة سيدة جبل الكرمل‬ ‫تظھر والدة اإلله بشكل العذراء المصلّية‪ .‬فنراھا في ملء سرّ‬ ‫أمومتھا اإللھية حاملة على صدرھا الطفل اإللھي "عمانوئيل"‪،‬‬ ‫ھي التي "تحفظ كل شيء في قلبھا"‪ .‬النجوم الثالثة المتألقة على‬ ‫جبينھا وعلى كتفيھا تد ّل على بتوليتھا الدائمة قبل الوالدة وفيھا‬ ‫وبعدھا‪ .‬الوشاح األبيض يرمز الى ال ِنعم التي خصّھا ﷲ بھا‪.‬‬ ‫والعذراء بدورھا تزيّن بھا أوالدھا بما أنھا أم النعمة اإللھية‪.‬‬ ‫ثوبھا القاتم اللون يتباين ببساطته مع الوشاح األبيض الغنيّ‬ ‫ً‬ ‫رمزا لمشاركة مريم مع ابنھا في عمل الفداء‪.‬‬ ‫والمذھّب‪ ،‬وذلك‬ ‫فقلبھا ُ‬ ‫ط ِعن بحربة مثل ابنھا حمل ﷲ الحامل خطايا العالم‪.‬‬ ‫صالة‪ :‬السالم عليك أيتھا الجنة الروحية التي غرسھا ﷲ في‬ ‫المشرق‪ ،‬الحاوية في وسطھا المسيح‪ ،‬ينبوع المياه الفائضة للحياة‬ ‫األبدية‪ .‬المجد للذي غمرك بمياه نعمه وجعلك موزعة النعم‬ ‫لخالص نفوسنا‪ .‬لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم‬ ‫الكرمل‪ ،‬يا مخلص‪ ،‬خلصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٤‬‬

‫اليوم الثالث‪ :‬يسوع كلمة ﷲ المتجسد‬ ‫يرتدي الطفل اإللھي ثيابا ً غنيّة بالذھب داللة على مجده‬ ‫اإللھي وجاللة ملكه‪ .‬بينما العذراء تحمل الذھب على أطراف‬ ‫وشاحھا فقط داللة على دورھا كوالدة اإلله وكرسيّ الحكمة‬ ‫ومدينة ﷲ وزھرة الكرمل‪ .‬بالحقيقة ما نراه في اإليقونة ھو طف ٌل‪،‬‬ ‫ولكن ھذا الطفل ھو الكلمة المتجسد ابن ﷲ األزلي‪ .‬ھو صورة ﷲ‬ ‫وجوھره‪ .‬يبارك بيده اليمنى ويمسك باليسرى ملف الكتاب‬ ‫المقدس الذي يحوي ما تريده منه مشيئة ﷲ اآلب‪.‬‬ ‫صالة‪ :‬السالم عليك يا ممتلئة نعمة‪ ،‬يا فرحً ا فائق الوصف‬ ‫يسوع‬ ‫أحشائك الطاھرة محبَّ البشر‬ ‫ت في‬ ‫ِ‬ ‫للثالوث األقدس‪ .‬حمل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وعربون‬ ‫ونور الروح القدس‬ ‫كنز اآلب‬ ‫العظي َم في أعماله‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الخالص‪ .‬لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم الكرمل‪،‬‬ ‫يا مخلص‪ ،‬خلصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٥‬‬

‫اليوم الرابع‪ :‬الغمامة‬ ‫ال ينفرد مفھوم المطر في الكتاب المقدس فقط بأ ّنه يوقف‬ ‫ً‬ ‫حقيقة أعمق من ذلك‪ ،‬أال وھي‪ :‬والدة المرأة‬ ‫الجفاف‪ ،‬بل يحمل‬ ‫البريئة من كل دنس‪ ،‬بالرغم من أنھا مُن َت ِسبة الى بحر الطبيعة‬ ‫البشرية المرّ والعقيم‪ .‬فمنھا يھطل المطر المخصب أي السيّد‬ ‫المسيح‪ .‬نتمنى أن يكون التأمل في إيقونة العذراء‪ ،‬ملك ِة الكرمل‬ ‫وبھائه‪ ،‬مصدرً ا إليمان أكبر كإيمان العذراء الوفيّة اليقظة التي‬ ‫عرفت مجيء المخلص وتقبّلته‪ .‬ترفعنا الى العلى ھذه الغمامة‬ ‫التي رآھا النبيُّ إيليا على جبل الكرمل‪ ،‬أي سيد َة جبل الكرمل‬ ‫التي نراھا في اإليقونة واقفة على السحابة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بريئة من كل دنس‪ ،‬كغمامة‬ ‫رآك يا‬ ‫صالة‪ :‬إيليا‪ ،‬رجل ﷲ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫على جبل الكرمل‪ ،‬تعطين الحياة أي يسوع ثمر َة أحشائك للبشرية‬ ‫الساقطة‪ ،‬مثل الماء المحيي الذي يخصب األرض القاحلة فنھتف‬ ‫بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا مخلص‪ ،‬خلصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٦‬‬

‫اليوم الخامس‪ :‬ثوب العذراء سيدة جبل الكرمل‬ ‫إن التي ھي "الكل في الكرمل" تظھر متو ّ‬ ‫شحة باللباس‬ ‫ُ‬ ‫لزم ُنسّاك جبل الكرمل المغادرة الى أوروبا‪ ،‬لم‬ ‫الكرملي‪ .‬عندما أ ِ‬ ‫يفھم ھناك أحد تسميتھم "أخوة الطوباوية مريم العذراء سيدة جبل‬ ‫الكرمل"‪ .‬فتدخلت حينئذ والدة اإلله وثبّتت ھي نفسُھا الرھبنة‬ ‫بالقرابة التي تجمعھم وإياھا بسر حياتھا‪ .‬أخذت الثوب الكرملي‬ ‫وأظھرته ثوبھا الخاص‪ .‬في رؤية للقديس سيمون ستوك سنة‬ ‫‪ ١٢٥١‬قالت‪" :‬خذ ھذا الثوب‪ .‬ھذه ھي النعمة التي أعطيك إياھا‪،‬‬ ‫لك ولكل أوالد الكرمل‪ .‬كل من يموت البسًا ھذا الثوب ال يذھب‬ ‫الى النار األبدية"‪ .‬نرى في االيقونة ملكة الكرمل واھبة ثوبھا‬ ‫وباسطة يديھا للشفاعة‪ .‬فشفاعتھا ھي التي نالت من قلب ﷲ‬ ‫الخالص لك ّل أوالدھا‪.‬‬ ‫صالة‪ :‬يا مريم الملتحفة بالنور‪ ،‬بعطف أموميّ ُتلبسين أوالدك‬ ‫ثوبك المق ّدس‪ ،‬حل َة مجد‪ ،‬ودرعًا منيعًا يص ُّد ھجمات الشرير‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا‬ ‫مخلص‪ ،‬خلصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٧‬‬

‫اليوم السادس‪ :‬جوف الجبل‬ ‫عن يسار العذراء نرى شعار الكرمل‪ :‬الصليب‪ ،‬شجرة الحياة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عالمة النتصار الحب على ك ّل أشكال الموت‪ .‬تحيط به‬ ‫ھو‬ ‫نجمتان من الفضة‪ :‬نجمة اإليمان ونجمة الرجاء‪ .‬داخل الجوف‬ ‫نرى نجمة مذھبّة ملوكيّة تشعُّ كالنار ھي نجمة المحبة‪ .‬ھذه ھي‬ ‫الفضائل اإللھية‪ :‬اإليمان والرجاء والمحبة‪ .‬جوف الجبل األسود‬ ‫يرمز الى ليل الروح المظلم‪ ،‬حيث المحبة وحدھا من ذھب ألنھا‬ ‫تسود جوھر النفس النقيّة وتحوّ لھا الى ﷲ المحبة‪.‬‬ ‫صالة‪ :‬نعيّد لسلطانتنا ونرتجي شفاعتھا للشرق وللغرب‬ ‫صا على أوالدھا المش َّتتين‪ ،‬طالبين أن تنير‬ ‫ونسألھا عط ًفا خا ًّ‬ ‫عقولھم باإليمان الواحد وأن ُتضرم في قلوبھم نار محبة واحدة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫رعية واحدةٌ‬ ‫لراع واحد‪.‬‬ ‫ليمجدوا ﷲ في لقا ٍء أخوي شامل فتكون‬ ‫ٍ‬ ‫لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا‬ ‫مخلص‪ ،‬خلّصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٨‬‬

‫اليوم السابع‪ :‬الشجرة‬ ‫نرى عن يمين العذراء شجر ًة تعلو المغارة‪ .‬أوراقھا‪ ،‬بشكل‬ ‫شعلة تتجه نحو قمة الجبل وكأنھا مسيّرة بريح غير منظور‬ ‫يذكرنا بالنسمة الخفيفة التي أظھر ﷲ بھا نفسه للنبي إيليا‪ .‬ھذه‬ ‫الشجرة ترمز الى النفس التي يقودھا الروح القدس‪ ،‬والتي تتأصّل‬ ‫جذورھا في ليل الروح المظلم المشار اليه بالمغارة‪.‬‬ ‫ت األرضُ‬ ‫صالة‪ :‬السالم عليك أيتھا البتول النقية‬ ‫وحدك‪ .‬أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫الجزيل ُة الشرف التي حملت‪ ،‬من غير زرع‪ ،‬غذا َء الجميع‪ .‬أن ِ‬ ‫األرض التي لم َتنبت فيھا ّ‬ ‫قط شوكة الخطيئة‪ ،‬فاستأص َلت بولي ِدھا‬ ‫ت أرض البركات ألن بركة العليّ استقرّ ت‬ ‫كل أشواك الخطيئة‪ .‬أن ِ‬ ‫أنك أمه‪ ،‬أن يُفعم‬ ‫عليك وثمرتك أيضًا مباركة‪ .‬فإليه ابتھلي‪ ،‬بما ِ‬ ‫نفوسنا‪ .‬لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة‬ ‫من نعمه وبركاته‬ ‫َ‬ ‫اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا مخلص‪ ،‬خلّصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٥٩‬‬

‫اليوم الثامن‪ :‬الكتابة‬ ‫نقرأ في أعلى اإليقونة باألحرف اليونانيّة آية من الكتاب‬ ‫المقدس تنسبھا الكنيسة الى العذراء مريم‪" :‬مجد لبنان أُعطي لھا‬ ‫وبھاء الكرمل والشارون" )أشعيا ‪ُ .(٢ ،٣٥‬دوّ ن على الذھب‪ ،‬عن‬ ‫يمين وعن يسار الطفل اإللھي ‪ IC-XC‬اسم يسوع المسيح‪ .‬اما‬ ‫على ھالة النور المحيطة برأسه فنرى ھذه األحرف اليونانية‬ ‫‪ ON‬تفسيرھا الكائن‪ ،‬إشارة الى أ ّنه اإلله القدير السرمديّ ‪ .‬كما‬ ‫نقرأ‪ :‬والدة اإلله‪ ،‬أجمل وأعظم لقب حاز عليه إنسان‪ .‬مريم‬ ‫العذراء حاضرة ھنا وتسمعنا‪ ،‬تنظر الينا بعطفھا القادر أن يجعلنا‬ ‫نالقي ونعرف ابنھا‪ ،‬حكمة اآلب‪ ،‬الذي صار انسا ًنا حتى يؤلّھنا‪.‬‬ ‫صالة‪ّ :‬‬ ‫تعظم نفوسُنا الربَّ وتبتھج أرواحُنا با مخلصنا‪ .‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫وعظم رحم َته علينا مدى الدھور‪.‬‬ ‫بك العظائم‪،‬‬ ‫القدير قد صنع ِ‬ ‫ميك‬ ‫أنك أمُّه‪ ،‬أن ينقذ من كل ضرر‬ ‫جميع مكرّ ِ‬ ‫فإليه ابتھلي‪ ،‬بما ِ‬ ‫َ‬ ‫بإيمان‪ .‬لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا‬ ‫مخلص‪ ،‬خلّصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٦٠‬‬

‫اليوم التاسع‪ :‬األلوان‬ ‫الذھب في اإليقونة ھو مجد ﷲ‪ .‬سيدة الكرمل مُحاطة بالذھب‬ ‫ألنھا شريكة ابنھا في مجده‪ .‬ترتدي ثوبا ً بنيّ اللون يرمز الى‬ ‫التراب‪ ،‬فھي ابنة أرضنا‪ .‬بينما الوشاح األبيض يرمز الى‬ ‫الالھوت‪ ،‬بما أنھا والدة اإلله التي وسعت غير الموسوع‪ .‬تقدم لنا‬ ‫الطفل يسوع مرتديا ً ثيابا ً ملوكيّة ألنه ھو الملك‪ ،‬اإلل ُه المتجسّد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شعا ُع مجد ﷲ ومل ُء النور‪ ،‬الكلم ُة اإلله واإلنسان‪ ،‬الذي منه‬ ‫تنبعث القدرة اإللھية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رفيعة بين السماء واألرض‪.‬‬ ‫نصب لنا سلّ ٌم‬ ‫صالة‪ :‬اليوم ُت َ‬ ‫فعليھا توكأ العليّ ‪ ،‬وبھا انحدر الكلمة األزلي من السماء الى‬ ‫أرضنا‪ .‬فلنھتف مع يعقوب عند نھوضه من رؤياه العجيبة‪ :‬ان‬ ‫الربّ في ھذا المكان ونحن غير آبھين‪ .‬ما ھذه البتول إالّ مسكن‬ ‫ﷲ‪ .‬انھا باب السماء الخالدة‪ .‬لذلك نھتف بثقة قائلين‪ :‬بشفاعة والدة‬ ‫اإلله وأم الكرمل‪ ،‬يا مخلص‪ ،‬خلّصنا‪.‬‬ ‫السالم‪ ...‬ثالث مرات‬


‫‪٦١‬‬

‫فرض أَخو ّية ثوب العذراء س ّيدة الكرمل‬ ‫)يُتلى في األحد الثالث من ك ّل شھر(‪(١)١‬‬ ‫س‪ :‬باسم اآلب واالبن والروح القدس‬ ‫ج‪ :‬االله الواحد آمين‪.‬‬ ‫س‪ :‬يا ربّ ‪ ،‬إفتح شفتيّ ‪.‬‬ ‫ج‪ :‬لكي أُنشد مدائح مري َم البتول‪.‬‬ ‫س‪ :‬أسرعي إلى معونتي‪ ،‬أيّتھا السيّدة الجليلة‪.‬‬ ‫ج‪ :‬نجّ يني بقدرتك من أيدي أعدائي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكرمة مثمرة‪.‬‬ ‫عليك‪ ،‬يا مريم‪ ،‬يا زھر َة الكرمل‬ ‫● السالم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وعرش سليمان الحقيقيّ ‪،‬‬ ‫تابوت العھد الجديد‪،‬‬ ‫السالم عليك‪ ،‬يا‬ ‫َ‬ ‫قوس الغمام‪ ،‬المب ّ‬ ‫شرة‬ ‫عليك‪ ،‬يا‬ ‫وباب المشرق السريّ ‪ .‬السالم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت بصور ِة سحاب ٍة‬ ‫ت يا مريم‪ ،‬لقد ظھر ِ‬ ‫بالصلح والسالم‪ .‬أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫رآك ترتفعين من البحر‪ ،‬وانحدرت على‬ ‫صغيرة‪ ،‬للنبي إيليّا‪ ،‬إذ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫رمزا إلى إنعاماتك التي ال ُتحصى‪.‬‬ ‫األرض اليابسة مطرً ا غزيرً ا‪،‬‬ ‫لذلك نستحلفك‪ ،‬أيّتھا األ ّم الحنون‪ ،‬أن تسقي نفوسنا بماء النعمة‪،‬‬ ‫لكي نثمر ثمارً ا الئقة بالتوبة المسيحيّة ووافرة للحياة األبديّة آمين‪.‬‬ ‫عليك يا مريم‪ ،‬يا ممتلئة نعمة‪...‬‬ ‫السالم‬ ‫ِ‬ ‫‪ .١‬ويمكن أيضًا للمؤمن أن يتلوه منفر ًدا في أي وقت‪.‬‬


‫‪٦٢‬‬

‫ّ‬ ‫عليك‬ ‫بالعزة وال َعظمة‪ .‬السالم‬ ‫عليك‪ ،‬يا سُلطان َة المالئكة‬ ‫● السالم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عليك‪ ،‬يا من تجثو لھا ك ُّل‬ ‫يا ملك َة البشر بالرّ حمة والرّ أفة‪ .‬السالم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬يا‬ ‫األرض‬ ‫ركبة ممّا فوق األرض وعلى‬ ‫وتحت األرض‪ .‬أن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مريم‪ ،‬العذرا ُء القديرةُ التي ال يستحيل عليھا أمر‪ ،‬لقد منح ِتنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫امتياز ثوبك المق ّدس‪ ،‬الذي‬ ‫االمتياز الفريد‪،‬‬ ‫عبيدَ ك المساكين‬ ‫بينك وبين أعضاء أخويّتك‪ .‬فنرجو‬ ‫وضعْ ِته عالم َة اإلتفاق التا ّم‬ ‫ِ‬ ‫منك‪ ،‬أيّتھا السيّدة‪ ،‬أن تجعلينا نكرّ م ھذا الثوب النقيّ بسيرة حميدة‪،‬‬ ‫ونعكف على فضا ِئلك عامّة‪ ،‬وعلى‬ ‫ّتك‬ ‫عفافك‬ ‫وتواضعك ومحب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خاصة‪ ،‬فيصبح لنا ثوب ُِك الشريف عربون الخالص األبديّ ‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫عليك يا مريم‪ ،‬يا ممتلئة نعمة‪...‬‬ ‫السالم‬ ‫ِ‬ ‫رأس الحيّة القديمة‪.‬‬ ‫عليك‪ ،‬يا حوّ ا ُء الجديدة ال َّدائسة‬ ‫● السالم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫عليك‪ ،‬يا كوكبًا المعًا تھدين بنورك العذب التائھين في‬ ‫السالم‬ ‫ِ‬ ‫عليك‪ ،‬يا م ّ‬ ‫وزع َة ال ّنعم بأي ٍد سخيّة على بني‬ ‫ظالل الموت‪ .‬السالم‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ت‪ ،‬يا مريم‪ ،‬تساعدين‬ ‫شح‬ ‫البشر‪ .‬أن ِ‬ ‫خاصة عند الموت ك ّل من ا ّت َ‬ ‫بثوبك الطاھر‪ ،‬فتعينيه على أن ينجو من العذابات الجھ ّنميّة؛ وإن‬ ‫خالصه في أوّ ل سبت يلي وفاته‪.‬‬ ‫ذھب إلى المطھر تنالين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ونموت‬ ‫نعيش‬ ‫فنرجوك‪ ،‬يا بتول‪ ،‬أن تشملينا دائمًا برأفتك‪ ،‬لكي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫بمحبّته تعالى‪ ،‬وننجو بشفاعتك من العذابات األبديّة‪ .‬فكوني لنا‬ ‫والباب المؤ ّدي إلى دار‬ ‫والبرج المنيع‪،‬‬ ‫جميعًا الرّ جا َء الوطيد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫النعيم‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫عليك يا مريم‪ ،‬يا ممتلئة نعمة‪...‬‬ ‫السالم‬ ‫ِ‬


‫‪٦٣‬‬

‫عليك‪ ،‬يا َمن شا َء‬ ‫عليك‪ ،‬يا والد َة ﷲ الق ّديسة‪ ،‬السالم‬ ‫● السالم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك المجد أن يو َلدَ منھا ويغتذي بلبنھا‪ .‬السالم عليك‪ ،‬يا ھيكالً‬ ‫مل ُ‬ ‫مكرّ سًا لالھوت منذ أوّ ل برھ ٍة من الحبل بك العجيب‪ ،‬ھيكالً‬ ‫مرتفعًا على سبعة أعمدة‪ ،‬مز َّي ًنا بالمائدة المق ّدسة وعليھا الخبز‬ ‫السماوي‪ .‬إنّ الثالوث األقدس لقد اختارك‪ ،‬يا مريم‪ً ،‬‬ ‫ابنة لآلب‬ ‫األزلي‪ ،‬وأ ُ ًّما للكلمة المتجسّد‪ ،‬وعروسًا للروح القدس‪ ،‬فزيّنك‬ ‫بالجمال‪ ،‬وكلّلك بالمجد‪ ،‬ورفع قدرك فوق جميع المخلوقات‪ .‬لذلك‬ ‫نلتجئ إليك في احتياجاتنا وباليانا‪ .‬فھلمّي إلى إسعافنا‪ ،‬أيّتھا‬ ‫السيّدة‪ ،‬وأشركينا في غزير النعم الروحيّة والبركات السماويّة‬ ‫التي وعد ِتھا لمن ينتسب إلى أخويّة ثوبك المق ّدس‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫عليك يا مريم‪ ،‬يا ممتلئة نعمة‪...‬‬ ‫السالم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫زنبق الثالوث البھي‪ ،‬السالم‬ ‫عليك‪ ،‬يا مريم‪ ،‬يا‬ ‫● السالم‬ ‫ِ‬ ‫عليك‪ ،‬يا ورد ًة ذكية انحصر‬ ‫عليك‪ ،‬يا صور َة بھائه ال َنقي‪ .‬السالم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عليك‪ ،‬يا بتوالً ال شبي َه لھا‪ ،‬يا‬ ‫بھا عُط ُر السماوات الذكي‪ .‬السالم‬ ‫ِ‬ ‫رأس الحيّة الجھنميّة‪ ،‬وأشر َقت مُذ‬ ‫من سحقت بطھارتھا النادرة‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫متأللئة بأشعّة شمس العدل‪ .‬إنّ الروح القدس لقد‬ ‫حُبل بھا‬ ‫اصطفاك‪ ،‬يا مريم‪ ،‬ورفع مقامك َ‬ ‫فوق جميع المالئكة والق ّديسين‪،‬‬ ‫س الطھارة وج ّن َة النعيم‪ .‬نرجوك‪ ،‬يا‬ ‫وجعل‬ ‫ِ‬ ‫نفسك مرآة العدل ومق ّد َ‬ ‫عذراء‪ ،‬أن تستم ّدي لنا من ھذا الروح اإللھيّ أن يُقيم في نفسنا‬ ‫ھيكالً ح ًّيا‪ ،‬مز َّي ًنا بالفضائل المسيحيّة التي وحدھا تجعلُنا نشابھك‬ ‫ً‬ ‫ثوبك الفريدة‪ .‬آمين‪.‬‬ ‫مشابھة تامّة‪ ،‬وتؤ ّھلُنا‪ ١‬بإنعامات‬ ‫ِ‬ ‫عليك يا مريم‪ ،‬يا ممتلئة نعمة‪...‬‬ ‫السالم‬ ‫ِ‬ ‫‪١‬‬ ‫ضا أبناؤك‪ ،‬فنتم ّتع‪.‬‬ ‫‪ .‬ألن نسمّى ونكون أي َ‬


‫‪٦٤‬‬

‫فعل التكريس لمريم س ّيدة الكرمل‬ ‫أيّتھا العذراء المجيدة مريم‪ ،‬سلطان َة الكرمليّين وأُمّھم‬ ‫ت أخويّتنا ھذه أعظ َم عربون حنانك‬ ‫ت ووھْ ب ِ‬ ‫الحنون‪ ،‬يا َمنْ تكرّ ْم ِ‬ ‫الوالديّ ‪ ،‬إذ منحْ تنا ثو َبك الطاھر وخصّص ِتنا باللقب الشريف‪ ،‬لقب‬ ‫لك ك ّل ما‬ ‫أبنائك وإخوتك‪ ،‬ھا نحن منطرحون على‬ ‫قدميك‪ :‬نق ّدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نفوسنا‪.‬‬ ‫ولخدمتك نكرّ س‬ ‫فينا وك ّل ما لنا‪ .‬إليك نرفع قلوبنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فتنازلي‪ ،‬يا أ ّم الرحمة‪ ،‬واقبلي تقدمتنا ھذه وامنحينا أن ُن َع ّد دائمًا‬ ‫ً‬ ‫عبيدا مختارين‪ ،‬نحن أبناء ھذه األخويّة المباركة‪،‬‬ ‫ْك‬ ‫بين يدي ِ‬ ‫المنتمية إلى ثوبك ّ‬ ‫الطاھر‪ .‬إحيي نفوسنا‪ ،‬يا أ ُ ّم الحياة‪ ،‬واسكبي‬ ‫سوابغ ال ِّن َعم‪ ،‬يا مملؤ ًة من ك ّل نعمة‪ .‬نجّ ينا برأف ِتك من‬ ‫علينا‬ ‫ِ‬ ‫األخطار واألضرار‪ ،‬وكوني لنا قائد ًة ومدبّر ًة لكي نحيا بثق ِة‬ ‫َ‬ ‫ونموت بأمان ٍة م ّتشحين‬ ‫ّتك الجليلة‬ ‫بثوبك الكريم‪ ،‬عالمة أخوي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحمايتك المنظورة‪ ،‬فننجو من النيران الجھ ّنميّة ومن العذابات‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫معك اآلب واالبن‬ ‫حيث نمجِّ ُد‬ ‫ونبلغ السعادة األبديّة‪،‬‬ ‫المطھريّة‬ ‫ِ‬ ‫والروح القدس‪ ،‬إلى دھر الداھرين‪.‬‬


‫‪٦٥‬‬

‫ابتھال‬ ‫عليك‪ ،‬أيّتھا الملكة‪ ،‬أ ّم الرحم ِة والرأفة‪ .‬السّالم عليك‪،‬‬ ‫السّال ُم‬ ‫ِ‬ ‫يا حياتنا ّ‬ ‫إليك نصر ُخ نحن المنفيّين أوالد حوّ اء‪،‬‬ ‫ولذتنا ورجا َءنا‪ِ .‬‬ ‫نحوك نائحين وباكين في ھذا الوادي‪ ،‬وادي ال ّدموع‪.‬‬ ‫ونتنھّد‬ ‫ِ‬ ‫بنظرك الرؤوف نحونا‪ .‬وأرينا‬ ‫فأصغي إلينا‪ ،‬يا شفيعتنا‪ ،‬وانعطفي‬ ‫ِ‬ ‫بطنك المباركة‪ .‬يا شفوقة‪ ،‬يا رؤوفة‪،‬‬ ‫بعد ھذا المنفى يسوع‪ ،‬ثمرة‬ ‫ِ‬ ‫يا مريم البتول الحلوة اللذيذة‪ .‬آمين‪.‬‬


‫‪٦٦‬‬

‫طلبة العذراء المجيدة‬ ‫كيرياليسون‪ .‬كيريستياليسون‪ .‬كيرياليسون‬ ‫يا ربّنا يسوع المسيح‬ ‫يا ربّنا يسوع المسيح‬ ‫أيّھا اآلب السماويّ ﷲ‬ ‫يا ابن ﷲ مخلّص العالم‬ ‫يا روح القدس ﷲ‬ ‫أيّھا الثالوث الق ّدوس‪ ،‬اإلله الواحد‬ ‫يا ق ّديسة مريم‬ ‫يا والدة اإلله‬ ‫يا ق ّديسة عذراء العذارى‬ ‫يا أ ّم سيّدنا يسوع المسيح‬ ‫يا أ ّم النعمة اإللھيّة‬ ‫يا أ ًّما طاھرة‬ ‫يا أ ًّما عفيفة‬ ‫يا أ ًّما غير مد ّنسة‬ ‫يا أ ًّما بغير عيب‬ ‫يا أ ًّما حبيبة‬ ‫يا أ ًّما عجيبة‬ ‫يا أ َّم الخالق‬ ‫يا أ َّم المخلّص‬ ‫يا بتوالً حكيمة‬ ‫يا بتوالً مكرّ مة‬ ‫يا بتوالً ممدوحة‬

‫أنصت إلينا‬ ‫إستجب لنا‬ ‫إرحمنا‬ ‫إرحمنا‬ ‫إرحمنا‬ ‫إرحمنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬


‫‪٦٧‬‬

‫يا بتوالً قادرة‬ ‫يا بتوالً حنو ًنا‬ ‫يا بتوالً أمينة‬ ‫يا مرآة العدل‬ ‫يا كرسيّ الحكمة‬ ‫يا سبب سُرورنا‬ ‫يا إنا ًء روح ًّيا‬ ‫يا إنا ًء مكرَّ مًا‬ ‫يا إنا َء العبادة الجليلة‬ ‫يا وردة سريّة‬ ‫يا أرزة لبنان‬ ‫ُرج داود‬ ‫يا ب َ‬ ‫رج العاج‬ ‫يا ُب َ‬ ‫بيت ّ‬ ‫يا َ‬ ‫الذھب‬ ‫َ‬ ‫تابوت العھد‬ ‫يا‬ ‫باب السماء‬ ‫يا َ‬ ‫يا نجم َة الصُّبح‬ ‫يا شفا َء المرضى‬ ‫يا ملجأ الخطأة‬ ‫يا ّ‬ ‫معزية الحزانى‬ ‫يا معونة ال ّنصارى‬ ‫يا سلطانة المالئكة‬ ‫يا سلطانة اآلباء‬ ‫يا سلطانة األنبياء‬ ‫يا سلطانة الرّ سل‬

‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬


‫‪٦٨‬‬

‫يا سلطانة ال ُّشھداء‬ ‫يا سلطانة المعترفين‬ ‫يا سلطانة العذارى‬ ‫يا سلطانة جميع الق ّديسين‬ ‫يا سلطانة السموات واألرض‬ ‫يا سلطانة الورديّة المق ّدسة‬ ‫ً‬ ‫سلطانة حُبل بھا بال دنس‬ ‫يا‬ ‫ً‬ ‫سلطانة اإلنتقال‬ ‫يا‬ ‫يا سلطانة السالم‬ ‫يا سلطانة بھاء الكرمل‬

‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬ ‫تضرّ عي ألجلنا‬

‫يا حم َل ﷲ الحامل خطايا العالم‬ ‫يا حمل ﷲ الحامل خطايا العالم‬ ‫يا حمل ﷲ الحامل خطايا العالم‬

‫أنصـــت إلينـــا‬ ‫إستجــــب لـنــا‬ ‫إرحمنــــــــــــا‬

‫كيرياليسون‪ .‬كيريستياليسون‪ .‬كيرياليسون‪.‬‬ ‫لنصل ِّ‪ :‬أيّھا الربُّ اإلله‪ ،‬و ِّفقنا نحن عبيدَ ك ألن نتم ّتع دائمًا‬ ‫بصحّ ة العقل والجسد‪ ،‬وأن ننجو بشفاعة العذراء مريم المجيدة‬ ‫الدائمة البتوليّة‪ ،‬من الحزن الحاضر‪ ،‬ونتنعّم بالفرح الدائم‪ .‬بربّنا‬ ‫يسوع المسيح‪ .‬آمين‪.‬‬


‫‪٦٩‬‬

‫صالة‬ ‫حمايتك نلتجئ‪ ،‬يا والدة ﷲ الق ّديسة‪ .‬فال تغفلي عن‬ ‫يل‬ ‫ِ‬ ‫تحت َذ ِ‬ ‫طلباتنا عند احتياجاتنا إليك؛ لكن نجّ ينا دائمًا من جميع المخاطر‪،‬‬ ‫أيّتھا العذراء المجيدة‪ ،‬المباركة‪.‬‬

‫س‪ :‬تضرّ عي ألجلنا‪ ،‬يا سلطانة بھاء الكرمل‬ ‫ج‪ :‬لكي نستحق مواعيد المسيح‬ ‫س‪ :‬يا ربّ استمع صالتنا‬ ‫ج‪ :‬وصراخنا إليك يأتي‬ ‫س‪ :‬فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين‬ ‫ج‪ :‬برحمة ﷲ والسالم آمين‬ ‫لنصل ِّ‪ :‬أللّھ ّم‪ ،‬يا من زي َ‬ ‫ّنت رھبان ّي َة الكرمل باللقب الشريف‪،‬‬ ‫لقب رھبانيّة الطوباويّة مريم سيّدة الكرمل الدائمة البتوليّة‬ ‫ّ‬ ‫ووالدتك‪ ،‬إمنحنا بجودك أن‬ ‫نستحق بلوغ األفراح األبديّة‪ ،‬م ّتكلين‬ ‫على حماية تلك التي نحتفل ب ُتقى ذكراھا أنت الذي تحيا مع اآلب‬ ‫والروح القدس إلى دھر الداھرين‪.‬‬ ‫ج‪ :‬آمين‪.‬‬


‫‪٧٠‬‬

‫زياح رتبة ثوب العذراء س ّيدة الكرمل‬ ‫على وزن "مريم سرورك"‬ ‫مري ُم‬ ‫صاعدة‬

‫رآك‬ ‫لما‬ ‫إيليَّا‬ ‫ُك‬ ‫َسرَّ‬ ‫رسْ م ِ‬ ‫إنعام ﷲ‬ ‫من البحر حاملة فيضان‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫الخلق أجمع‬ ‫وحبور‬ ‫بھجة‬ ‫ت‬ ‫مري ُم‬ ‫أن ِ‬ ‫ب ﷲ‬ ‫ومنك َيروى من كان عطشان من شع ِ‬ ‫مريم‬ ‫وأنھج‬

‫ِح َ‬ ‫فظ الطھارة‬ ‫ّس الغيور‬ ‫عليك أس َ‬ ‫سيرة العفاف والنسك لعبيد ﷲ‬

‫نقاؤك أصلح بمل ِح ِه مزا َج الخالئق‬ ‫مريم‬ ‫ِ‬ ‫فخلّصـي عبيدَ ِك مــــن شــــرّ الفســــــاد يــــــا أ ّم الـلــه‬


‫‪٧١‬‬

‫على لحن "لقد أسرع"‬ ‫لــــك المعــبــــــــود‬ ‫ت ال َم‬ ‫ِ‬ ‫محاسن بن ِ‬ ‫من داخل كمـــا نر ّنـــــــــــــم داوود‬ ‫البريّة من الخطـا فوق الحـــــــــدود‬ ‫من دقيقة تكوينتھـــــا بالــــوجــــود‬ ‫سعـدَ ت بـما أنـھـا ولــدت‬ ‫حـ ّنـة قــد َ‬

‫من على البشر سادت واإلنعام أعادت‬

‫ويواكيم يفتخ ُر على العھود‬ ‫ُ‬ ‫يفوق المقصود‬ ‫أل ّنه فاز بما‬ ‫الشمس واألقمار‬ ‫مريم فقت‬ ‫َ‬ ‫وك ّل كوك ٍ‬ ‫ب في األفالك سيّار‬ ‫ألنّ الجميع يلحقھم الغيار‬ ‫ُك ثابت ال يتغيّر‬ ‫ونور ِ‬ ‫ت الفضا إشراق‪،‬‬ ‫فُق ِ‬ ‫سموت السما أطباق‬ ‫ت الكاروبيم‬ ‫علو ِ‬ ‫وسارافيم الفواق‬ ‫والرؤساء والملوك أولو االعتبار‬ ‫زين األبكار‬ ‫دون‬ ‫ِ‬ ‫قدرك يا َ‬


‫‪٧٢‬‬

‫صــالة‬ ‫يا سلطانة السماوات واألرض‪ ،‬مريم العذراء‪ ،‬خدر الملك‬ ‫السماوي وينبوع الخيرات الروحيّة التي ظھرت إلى الوجود‬ ‫ت‬ ‫كمطلع الصّباح البھي‪ ،‬أل ّنك منذ الدقيقة األولى من الح َبل بك كن ِ‬ ‫البدر الكامل‬ ‫بريئة من دنس الخطيئة األصليّة‪ ،‬وجمالُك يضاھي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ميل منحرف‪،‬‬ ‫ناجية من ك ِّل‬ ‫ت‬ ‫والشمس المضيئة‪ .‬أل ّنك تكوّ ن ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫عنك أنك‬ ‫ومزيّنة‪ ،‬بجميع الفضائل اإللھيّة واألدبيّة‪ .‬أنت المقول‬ ‫ِ‬ ‫ت األبالسة الجھ ّنميّة‪،‬‬ ‫منتخبة‬ ‫كالصفوف المر ّتبة‪ ،‬أل ّنك قھر ِ‬ ‫ِ‬ ‫خير في‬ ‫ت ك ّل‬ ‫ت الساقطين بالمآثم والخطيئة‪ ،‬وأنشأ ِ‬ ‫وأنھض ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الكنيسة الجامعة الرسوليّة‪ .‬فاقبلي م ّنا ھذه العبادة بمقام القربان‬ ‫لديك ولدى يسوع ابنك الوحيد‪ .‬وو ّفقينا أن نعبدك مع ابنك الحبيب‬ ‫بخلوص المحبّة والغيرة الم ّتقدة ونقاوة السيرة من صميم القلب‬ ‫إلى النفس األخير‪ ،‬بواسطة تو ُّشحنا بثوبك المق ّدس‪ .‬وبما أ ّنك قد‬ ‫قبلتنا بنين لك وعبي ًدا مخلصين‪ ،‬بشخص يوحنا الحبيب‪ ،‬لما كنت‬ ‫واقفة عند صليب المخلّص‪ ،‬فاظھري اآلن نحونا رأفتك الوالديّة‪،‬‬ ‫واستم ّدي لنا نعمة الغفران الكامل عن جميع خطايانا‪ .‬وفي ساعة‬ ‫موتنا أحضري عندَ نا‪ ،‬أيّتھا األم الرحوم الشفوق‪ ،‬لكي تطردي ع ّنا‬ ‫يديك الطاھرتين؛ ونخلص‬ ‫محافل الجنّ ؛ ونستودع أرواحنا بين‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ونستحق أن‬ ‫شفاعتك من ك ّل عقوبة زمنيّة وأبديّة‪،‬‬ ‫بواسطة‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫مك‬ ‫نشاھدك في السماء جالسة عن يمين ابنك الحبيب حيث‬ ‫نعظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونمجّ دَ الثالوث األقدس‪ ،‬اآلب واالبن والروح القدس‪ .‬الذي له‬ ‫المج ُد إلى أبد اآلبدين‪ .‬آمين‪.‬‬


‫‪٧٣‬‬

‫ يا ربّ ‪ ،‬استمع صالتي‪.‬‬‫ وصراخي إليك يأتي‪.‬‬‫ فلتسترح نفوس الموتى المؤمنين‬‫ برحمة ﷲ والسالم‪ .‬آمين‪.‬‬‫ أبانا والسالم على نيّة المشتركين في ھذه األخويّة من األحياء‬‫واألموات‪.‬‬


‫‪٧٤‬‬

‫زياح الصورة‬ ‫)على لحن أ ّم ﷲ(‬ ‫مج ُد الكرمل بد ُر الجمال‬ ‫ت كـــأسُ را ِحـنـــــ ـا‬ ‫أنــ ِ‬ ‫ألنــك يـنـبــوع الخيرات‬

‫م ري ُم الع ذرا ُء ُ‬ ‫ذات الج الل‬ ‫وطالــــــــــــ ـ ُع أفراحنـــ ـا‬ ‫لج نس آدم أحي اء وأم وات‬

‫ولما يحمل الكاھن األيقونة ير ّتلون‪:‬‬ ‫أيّــتــھـ ـا الـبـت ـو ُل أمُّـنـــ ـا‬ ‫ُك بعي ًدا م ّن ا‬ ‫وإن ك ان جس م ِ‬ ‫وتكــ ـونُ مـعـنـ ـا وتحفظن ـا‬ ‫ف ـصال ُت ِك ھ ـي َتـصحـ ُب ـنا‬ ‫ح ين ظھ ر من ك ظھ ورً ا مب ين‬ ‫بجاه من ش رّفك عل ى الع ا َلمين‬ ‫أُطـلـب ـي مـنـ ـ ُه ل ـلخاطئين‬ ‫المــراح ـم ل ـدھر ال داھرين‬ ‫أن ـت فـخـ ـرُنا ومـلـجـانـ ـا‬ ‫أنـ ـت أُمَّــنــ ـا ورجـانــــ ـا‬ ‫ل َيغـف ـر بـرأفتـ ـه خـطـايـان ـا‬ ‫ـك إشف ـعي فين ا‬ ‫عـن ـد ابن ِ‬ ‫ال تـھـمـلين ـا ي ـا حنونـــ ـة‬ ‫ي ـا ممـلـ ـوءة كـ ـ ّل نـعـمــ ـة‬ ‫لنـشـك ـرك ل ـدھر الداھ ـرين‬ ‫ب ل خلّص ي عبي دك أجمع ين‬ ‫بشفاعة أمّنا العذراء مريم سيّدة الكرمل‪ ،‬يبارككم الثالوث‬ ‫األقدس اآلب واإلبن والروح القدس‪ .‬آمين‬


‫‪٧٥‬‬

‫تـراتيــــل‬ ‫إليك الورد‬ ‫إلي ك ال ور ُد ي ا م ريم يُھ دى م ن أيادين ا‬ ‫َھلُمّي واقبلي م ّنا عربون حبٍّ أكيـــــد مع تھـانينــــــــــا‬ ‫أكيد مع تھانينــــا‬ ‫عل ى األب واب أطف ال لھ م ف ي العم ر آم ا ُل‬ ‫ي ذوب القل بُ إن ق الوا ج ودوا علين ا‬ ‫الجوع يضنينـا‬ ‫فإنّ‬ ‫َ‬ ‫روب تم أل ُ‬ ‫األرض وض ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يق عن ه ال نرض ى‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫يس فين‬ ‫ى ول‬ ‫ا مرض‬ ‫دونا كلُّن‬ ‫غ‬ ‫سواك َمن يُداوينــا‬ ‫ِ‬


‫‪٧٦‬‬

‫أنت الشفيع األكرم‬ ‫أنـــت الشفيـــع األكـر ُم عنــــــــد ابنــــــك يـا مريــــــــم‬ ‫ت مقا ًم ا ف ي الس ماء ف وق الخالئ ق ق د س ما‬ ‫ُح ز ِ‬ ‫ت ف ي التق ديس م ا عن ه الخالئ ق ُتح ِج ُم‬ ‫وبلغ ِ‬ ‫جبري ُل وا َف ى الناص ر ْة ببش ار ِة ل ك ب اھرة‬ ‫ق ا َل إفرح ي ي ا ط اھر ْة ول ِك الھن ا ُء األعظ ُم‬ ‫ديك مج ًدا مُفتخ رْ‬ ‫ربُّ المالئ ِك والبش رْ يھ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مك يتج ّس ُم‬ ‫المنتظ رْ ِم ن جس‬ ‫يح‬ ‫إنَّ المس‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫‪٧٧‬‬

‫ح ّب‬ ‫يـ‬

‫ـا م‬ ‫ِك ي‬ ‫ّ‬ ‫المعظــ‬ ‫ـا أ َّم‬

‫س‬

‫الم س‬

‫ِك أوص‬ ‫إبن‬ ‫ـا إ ّي‬ ‫أعـطـانــ‬ ‫ك‬ ‫أظھ‬

‫األ ِّم الحنون‬ ‫ري المعون‬

‫ح ّبكِ يا مريم‬ ‫ريم غــايـــ ـة المنـــــــ‬ ‫ـوني أمّـــنــــــ‬ ‫ـم كـــ‬

‫ـى‬ ‫ـا‬

‫الم‬

‫ل‬

‫ـاك‬ ‫ِ‬ ‫اك‬ ‫ِ‬

‫بــنـ ـا ف ي الص ـليب‬ ‫ف ي ش خص الحبي ب‬

‫ـة‬ ‫ة‬

‫ـعين‬ ‫ـك نـســتـــ‬ ‫بــ‬ ‫ِ‬ ‫مــنـــــك للبــنـيـــــــــــــــــــن‬

‫ِك ي‬

‫ام‬

‫ريم )‪(٢‬‬

‫عليك السالم بال ملل‬ ‫علي ك الس الم ب ال مل ل ي ا نجم ة البح ر واألم ل‬ ‫يـــــ ـا والــــــ ـدة ربِّ األزل وھ ـي بـت ـول ل م ت ـزل‬ ‫ّ‬ ‫ـحق الس الم ال ذي ت ـاله ج ـبريل م ن ِقـ ـ َبل اإلل ه‬ ‫ب‬ ‫أع ـيدي س ـالمًا فـقـدنـ ـاه ِبم ا ق د فعلن ا م ن الزل ل‬ ‫ـك إل ى األب ـد وھ ـو اب ُن ِك ومن ك ا ّتل ْد‬ ‫ال ربّ مـع ِ‬ ‫ف ويالً لـم ـن عن ك ابـتـع ـد وط وبى لم ن في ِك ا ّتص ل‬ ‫وك ف ي َع ـدم‬ ‫أنـ ـت الغـنـي ـة ف ي ال ِنعم ونح نُ بن ِ‬ ‫اءك ن ا َل األم ل‬ ‫فر ّقـ ـي لن ـا عن ـد الـنــ ـدم َفم ن ج‬ ‫ِ‬ ‫ـانك عمّن ا‬ ‫ت م ـدى ال دھر أُمن ا وفض ـ ُل حنـ‬ ‫ِ‬ ‫ص ـر ِ‬ ‫ل ذلك ُنلق ي ھمّن ـا علي ِك فـ ُنـصب ـ ُح ف ي جـــ ـذل‬ ‫ألقـ ـي المح ّب ـة ف ي القـل ـوب نح و ابن ِك ج الي الك روب‬ ‫واسـتـغف ـريه ع ن ال ذنوب لمــن َ‬ ‫الذ فيـك وابتھــــــــل‬


‫‪٧٨‬‬

‫في ظل ّ حمايتك‬ ‫ّل حمايت‬ ‫ف يظ‬ ‫ر ّدي طلبتن‬ ‫ال ت‬

‫ك‬ ‫ا‬

‫ر البراي‬ ‫َر العطاي‬

‫ي‬ ‫ي‬

‫ا فخ‬ ‫ا بح‬

‫ي‬ ‫ي‬

‫اب‬ ‫اع‬

‫إرحم‬ ‫يبغ‬

‫اب الس‬ ‫َ‬ ‫ين الرج‬ ‫َ‬ ‫ي عبي‬ ‫ون المزي‬

‫نلتج‬ ‫عن‬

‫ئ ي ا م ريم‬ ‫دعوك‬ ‫دما ن‬ ‫ِ‬

‫ا‬ ‫ا‬

‫ي‬ ‫ف‬

‫ا خي‬ ‫ي ال‬

‫ماء‬ ‫اء‬

‫ي‬ ‫ي‬

‫ا أ َّم الف‬ ‫ور الھ‬ ‫ان‬ ‫َ‬

‫ًدا‬ ‫دا‬

‫َر ال ورى‬ ‫دنيا ج رى‬ ‫دا‬ ‫دى‬ ‫ين‬

‫اتوا مخلص‬ ‫ب‬ ‫ل حيـــــــــــن‬ ‫منـــ ِك كـــــــــ ّ‬


٧٩


‫‪٨٠‬‬

‫فھرس‬ ‫تمھيد ‪٣.............................................................‬‬ ‫مق ّدمة ‪٧.............................................................‬‬ ‫‪ (١‬جب ٌل في فلسطين ‪٩.............................................‬‬ ‫‪ (٢‬الق ّديس سيمون ستوك وھديّة الثوب ‪١٢........................‬‬ ‫‪ (٣‬االمتياز السبتيّ ‪١٦...............................................‬‬ ‫‪ (٤‬الثوب ھو لباس خالص ‪٢٠.....................................‬‬ ‫ٌ‬ ‫اعتراض مألوف ‪٢٢...............................‬‬ ‫جواب على‬ ‫‪(٥‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ (٦‬اإلنعامات التي حصلت بفضل الثوب ‪٢٥......................‬‬ ‫شھيد الثوب‪ ،‬الطوباوي إيزيدور باكانجا‪٣٢.......................‬‬ ‫تسع ُة أسئلة تطبيقيّة متعلِّقة بالثوب ‪٣٦ .............................‬‬ ‫ابتھاالت لتساعية سيّدة الكرمل‪٤٩...................................‬‬ ‫ووضع ثوب الطوباويّة مريم سيّدة كرمل‪٤١......‬‬ ‫الطقوس لبركة َ‬ ‫شرح اإليقونة مع تساعيّة سيّدة الكرمل‪٥٢..........................‬‬ ‫فرض أَخويّة ثوب العذراء سيّدة الكرمل ‪٦١........................‬‬ ‫فعل التكريس لمريم سيّدة الكرمل‪٦٤...................................‬‬ ‫طلبة العذراء المجيدة‪٦٦..............................................‬‬ ‫صالة‪٧٢...............................................................‬‬ ‫زياح رتبة ثوب العذراء سيّدة الكرمل‪٧٠...........................‬‬ ‫زياح الصورة‪٧٤.................................................‬‬ ‫تـراتيــل‪٧٥............................................................‬‬


٨١


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.