Two States One Space Arabic_العربية

Page 1

‫دولتين في حيّز واحد‬ ‫خطة جديدة لتسوية الصراع اإلسرائيلي – الفلسطيني‬


‫املحتويات‬ ‫ّ‬ ‫ملخص تنفيذي‬

‫‪3‬‬

‫مقدمة‬

‫‪4‬‬

‫ملخص‪ :‬حوكمة مشتركة‬

‫‪33‬‬

‫ّ‬ ‫ملخص‪ :‬العضوية السياسية في "دولتين في وطن واحد"‬

‫‪31‬‬

‫ّ‬ ‫ملخص‬

‫‪31‬‬

‫ّ‬ ‫ملخص‪ :‬القدس‪ :‬نحو سلطة متروبوليسية مشتركة‬

‫‪13‬‬

‫ّ‬ ‫ملخص‪ :‬مجموعة العمل الفلسطينية حول حق العودة‬

‫‪14‬‬

‫ملخص‪ :‬بحث العودة والهجرة‬

‫‪12‬‬

‫ملخص‪ :‬التسويات األمنية في " دولتين في مكان واحد"‬

‫‪11‬‬

‫‪2‬‬


‫ّ‬ ‫ملخص تنفيذي‬ ‫يستند هذا املشروع البحثي إلى بعض الحتميات األساسية‪ .‬أوال‪ ،‬العرب واليهود مرتبطين بعمق بكامل املنطقة‬ ‫يسميها اليهود بأرض إسرائيل‪ ،‬في حين ّ‬ ‫الجغرافية الواقعة بين البحر األبيض املتوسط ونهر األردن‪ّ .‬‬ ‫يسميها‬ ‫ّ‬ ‫العرب فلسطين‪ .‬يعيش الشعبين العربي واليهودي في هذه األرض بجوار بعضهما البعض أو في تجمعات‬ ‫مختلطة‪ 3.1 :‬مليون عرب‪-‬فلسطينيون يعيشون في دولة إسرائيل املستقلة‪ 333,333 ،‬فلسطيني في القدس‬ ‫الخاضعة للسيطرة اإلسرائيلية و‪ 323,333‬يهودي في الضفة الغربية املحتلة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أكثر من ‪%13‬‬ ‫من األماكن املقدسة بالنسبة لليهود‪ ،‬بما في ذلك الحرم اإلبراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم‪ ،‬تقع في‬ ‫يسميها اليهود يهودا والسامرة‪ .‬لهذا‪ّ ،‬‬ ‫الضفة الغربية‪ ،‬التي ّ‬ ‫فإن االتفاقيات التي ال تحترم االرتباط العميق الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيتعسر‪ ،‬أو يستحيل‪ ،‬على اليهود قبولها‪ّ ،‬‬ ‫مما سيشكل‬ ‫يشمل الحق في الوصول وحتى السكن في هذه املناطق‬ ‫ّ‬ ‫التوصل إلى اتفاق‪ .‬من جهة أخرى‪ %333 ،‬من الالجئين الفلسطينيين األصليين‬ ‫عائق تعجيزي أمام إمكانية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذين طردوا من أراضيهم خالل حرب االستقالل اإلسرائيلية قدموا من ‪ 433‬قرية وبلدة هجرت ودمرت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويسميها الفلسطينيون ب النكبة‪ .‬االتفاقية التي ال تحترم ارتباط الفلسطينيين باألرض كلها‪ ،‬بما في ذلك حق‬ ‫ّ‬ ‫سيتعسر‪ ،‬أو يستحيل‪ ،‬على الفلسطينيين‬ ‫الالجئين في الوصول واإلقامة في جميع مناطق فلسطين التاريخية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قبولها‪ّ ،‬‬ ‫التوصل إلى اتفاق‪.‬‬ ‫مما سيشكل عائق تعجيزي أمام إمكانية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واضحا‪ .‬تجاور األماكن‬ ‫تقسيما‬ ‫وهناك أيضا قضية القدس‪ .‬القدس هي الكيان الحضري الذي ال يحتمل‬ ‫ّ‬ ‫املقدسة للديانات السماوية الثالث يزيد من صعوبة التقسيم‪ .‬كما ّ‬ ‫وأن غالبية األماكن املقدسة اليهودية تقع في‬ ‫القدس الشرقية املحتلة ومن املفترض أن تصبح ً‬ ‫جزء من الدولة الفلسطينية املستقبلية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬نرى ّ‬ ‫أن نموذج الفصل وتقسيم األرض إلى دولتين محدودتين ذات سيادة ال يلبي احتياجات وارتباط‬ ‫ّ‬ ‫طرفي الصراع باألرض ألنه يتطلب الكثير من التضحيات‪ .‬وبهذا نكون قد فشلنا‪ ،‬فلسطينيين وإسرائيليين على‬ ‫ّ‬ ‫التوصل إلى نتيجة ناجحة‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬يريد ويحتاج كال الشعبين‬ ‫حد سواء‪ ،‬بدعم من املجتمع الدولي‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى دولة مستقلة حيث يمكنهم ممارسة حقهم في تقرير املصير‪ ،‬بمعزل عن االحتالل والتدخل األجنبي في‬ ‫حياتهم‪.‬‬ ‫اإلطار الجديد املعروض في املشروع البحثي التطبيقي "دولتين في مكان واحد" يقترح إقامة دولتين مستقلتين‬ ‫ً‬ ‫تدخالن في اتحاد طوعي أكثر مرونة وتعاونا مقارنة بنموذج الفصل‪ .‬يقترح هذا النموذج تعامال أكثر واقعية مع‬ ‫ّ‬ ‫للتوصل إلى اتفاقية تنطوي على تضحيات وصدمات أقل ً‬ ‫حجما من سائر‬ ‫التاريخ والحاضر‪ ،‬ويتيح اإلمكانية‬ ‫النماذج‪ .‬وضمن هذه الرؤية‪ ،‬ستكون إسرائيل وفلسطين دولتين مستقلتين ذات سيادة‪ ،‬حيث ستقع إسرائيل‬ ‫على ‪ %17‬من األرض في حين ستقع فلسطين على ‪ .%11‬ستكون مدينة القدس منطقة حضرية وعاصمة‬ ‫للدولتين‪ .‬سيمنع إخالء أكثر من مئة ألف يهودي‪ ،‬وستعطى إجابة حقيقية ملسألة الالجئين الفلسطينيين‪ .‬كما‬ ‫وسيضمن وجود دولة يهودية ذات أغلبية يهودية‪.‬‬ ‫ال نقترح بأن ينجز ذلك بين عشية وضحاها‪ .‬ولكننا نقترح‪ ،‬كخطوة أولى‪ ،‬أن توافق إسرائيل وفلسطين فوراً‬ ‫على خوض مسار يقود إلى إقامة االتحاد بينهما‪ .‬يلقي هذا البحث الضوء على قضايا مركزية التي يجب أن تؤخذ‬ ‫في الحسبان خالل التنفيذ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫مقدمة‬ ‫على طول العقدين املاضيين‪ ،‬وضعت خطة حقيقية واحدة فقط لحل الصراع اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني‪ .‬وقد‬ ‫كان ذلك حل الدولتين الكالسيكي‪ .‬وبالرغم من ادعاء البعض ّ‬ ‫أن الفكرة انطلقت من عملية أوسلو‪ ،‬إال ّأنها‬ ‫ّ‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية إلقرار حل الدولتين ّ‬ ‫وتقبل وجود‬ ‫تعود في الواقع إلى القرار التاريخي الذي اتخذته‬ ‫ً‬ ‫دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بدال من الحلول محلها‪ .‬تم تعديل القرار الحقا في عام ‪ ،3111‬بعد‬ ‫ّ‬ ‫التوقيع على معاهدة أوسلو‪ ،‬حيث ألغيت بنود ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية والتي تدعو إلى إبادة دولة‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل وإلى املقاومة املسلحة‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫فإن قاعدة تقسيم املنطقة الواقعة بين البحر األبيض املتوسط ونهر األردن بين اليهود والعرب‬ ‫حظيت باالعتراف الرسمي منذ عام ‪ ،3141‬عقب وضع خطة تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة لألمم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتطرق إلى وحدة إقتصادية وست مناطق جغرافية‪ ،‬ثالث مناطق للدولة‬ ‫املتحدة‪ .‬إثم الخطة مغلوط ألنه‬ ‫العربية وثالث للدولة اليهودية ونظام دولي في القدس‪ -‬منطقة مستقلة‪.‬‬ ‫ً ّ‬ ‫ً‬ ‫تماما أنه‬ ‫إستنادا إلى تقارير مختلف األشخاص املشاركين في مفاوضات أوسلو‪ ،‬من الواضح‬ ‫عودة إلى أوسلو‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كان للطرفين فكرتين مختلفتين تماما عن النتيجة املرجوة من عملية أوسلو‪ .‬من املنظور الفلسطيني‪ ،‬لم يكن‬ ‫هناك أي شك ّ‬ ‫أن النتيجة النهائية هي دولة مستقلة على ‪ %11‬من األراض ي وعاصمتها القدس الشرقية‪ ،‬وحق‬ ‫ً‬ ‫إستنادا إلى قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم ‪ .314‬وجهة النظر‬ ‫العودة لالجئين الفلسطينيين‬ ‫ً‬ ‫اإلسرائيلية كانت مختلفة تما ًما‪ .‬على أية حال‪ ،‬وثائق أوسلو ال تشير إطالقا‪ ،‬سواء في االتفاقيات نفسها أو في‬ ‫رسائل االعتراف املتبادل‪ ،‬إلى دولة فلسطينية مستقلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سريعا‪ ،‬من املنظور اإلسرائيلي على األقل‪ ،‬هو الفصل‪ .‬اإلسرائيليين هنا‪ ،‬الفلسطينيين هناك‪ ،‬وفي‬ ‫وما حدث‬ ‫ّ‬ ‫نهاية املطاف جدار فاصل بينهما‪ .‬وبعد أن كانت املنطقة الواقعة بين البحر األبيض املتوسط ونهر األردن خالية‬ ‫من القيود أو الحواجز املادية أمام الفلسطينيين‪ ،‬بالرغم من االحتالل‪ ،‬سرعان ما بدأت األمور تتغير‪ .‬مع‬ ‫بداية أعمال العنف التي اندلعت عقب التوقيع على املعاهدة‪ ،‬أقيمت نقاط تفتيش وحواجز عرقلت قدرة‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطينيين على التنقل بحرية في املنطقة‪ .‬وقد أشار العديد من الساسة اإلسرائيليين إلى الهدف من وراء‬ ‫الفصل‪ ،‬ومن بينهم رئيس الوزراء السابق إيهود براك‪ ،‬أحد أشد مؤيدي الفصل بين اإلسرائيليين والفلسطينيين‬ ‫والذي ابتدع واستخدم شعار "نحن هنا وهم هناك"‪ .‬وقد وردت مقولة " نحن ( إسرائيل) نريد الطالق من‬ ‫الفلسطينيين" على لسان وزير املالية الحالي ورئيس حزب "ييش عاتيد" يائير لبيد‪.‬‬ ‫تدريجيا ّ‬ ‫ولكن على مر السنين وفي األشهر املاضية ً‬ ‫ً‬ ‫أن حل الدولتين باالعتماد على الفصل لم يعد‬ ‫أيضا‪ ،‬يتضح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومؤخرا تلك التي بادر إليها وزير الخارجية األمريكي جون كيري‪ ،‬إلعادة نفس‬ ‫شيئا من املاض ي‪ .‬عدد املحاوالت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الصيغة واإلخفاقات املتكررة تتطلب‪ ،‬على أقل تقدير‪ ،‬نظرة مج ّددة وعميقة في الصراع‪ ،‬أسبابه‪ ،‬أصحاب‬ ‫الشأن املتورطين فيه‪ ،‬الصيغ املستخدمه لحله وأسباب اإلخفاقات‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫أي ّ‬ ‫ّ‬ ‫"رؤية" الفصل لم تفشل فقط بسبب "الحقائق على األرض"‪ّ ،‬‬ ‫التوسع املستمر للمستوطنات اإلسرائيلية‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫جعل تطبيق الرؤية شديد الصعوبة‪ .‬لقد فشلت وستواصل فشلها ألنها تتجاهل الحقيقة األساسية والجوهرية‬ ‫ّ‬ ‫أن املنطقة الواقعة بين نهر األردن والبحر األبيض املتوسط هي وحدة جغرافية واحدة‪ ،‬التي يعتبرها الشعبين‪،‬‬ ‫الفلسطيني واإلسرائيلي‪ ،‬موطنهم والتي يتشابك فيها العرب واليهود‪ .‬لقد فشلت ّ‬ ‫ألنها استندت فقط على توازن‬ ‫القوى‪ ،‬وليس على توازن حقوق اإلنسان‪ ،‬أحالمه وحياته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من املهم جدا إلقاء نظرة فاحصة على معنى الفصل لكال الشعبين‪ .‬بالنسبة للفلسطينيين‪ ،‬يتطلب الفصل‬ ‫التنازل شبه املطلق عن حق العودة‪ .‬سيضطر الفلسطينيون ليس فقط لتجاهل املعاناة اإلنسانية التي لحقت‬ ‫بآالف الالجئين ونسلهم في مختلف أنحاء العالم‪ّ ،‬إنما ً‬ ‫أيضا للتنازل عن ارتباطهم التاريخي بحيفا ويافا وما يزيد‬ ‫عن ‪ 433‬قرية وبلدة ستبقى تحت الحكم اإلسرائيلي‪ ،‬ولن تكون متاحة لهم حتى ّ‬ ‫كسياح‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬سيضطر اإلسرائيليون إلخالء ‪ 333,333‬مستوطن‪ ،‬على أقل تقدير‪ ،‬الذي يعيشون خارج‬ ‫الكتل االستيطانية‪ ،‬أي أكثر بـ ‪ 32‬مرة من عدد املستوطنين الذين تم إخالءهم خالل فك االرتباط عن قطاع‬ ‫مدمرة‪ .‬سيضطر هؤالء ً‬ ‫ّ‬ ‫وسيتسبب ذلك في صدمة إجتماعية ّ‬ ‫أيضا إلى نسيان ارتباطهم التاريخي ببعض‬ ‫غزة‪،‬‬ ‫املواقع املقدسة واملركزية في التراث اليهودي مثل الحرم اإلبراهيمي في الخليل‪ ،‬قبر راحيل‪ ،‬قبر يوسف وغير‬ ‫ذلك‪ .‬كما وستصبح القدس مدينة الجسور‪ ،‬األنفاق‪ ،‬املقاطعات‪ ،‬األسوار والجدران‪ .‬ستصبح مدينة الفصل‬ ‫وليس مدينة يطيب العيش فيها‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫مع كل ذلك فشلت املحاوالت مرارا وتكرارا‪ .‬إذا‪ ،‬وكما في عالم األعمال‪ ،‬اإلستراتيجيات التي تفشل لسنوات‬ ‫قيم ّ‬ ‫عديدة يجب أن ت ّ‬ ‫مجد ًدا وتستبدل لضمان استمرارية املصلحة التجارية‪ .‬تقديم مختلف أعذار الفشل هو‬ ‫أمر مقبول‪ ،‬خاصة من قبل هؤالء الذين استثمروا الكثير في هذه االستراتيجية‪ ،‬بنوايا حسنة‪ .‬ولكن كما قال‬ ‫ّ‬ ‫ألبرت آينشتاين‪ ،‬الجنون هو فعل الش يء نفسه مر ًارا وتكر ًارا وتوقع نتيجة مختلفة‪.‬‬ ‫خالل السنوات الثالث األخيرة قامت جمعية إيبكري ‪ ( IPCRI‬املركز اإلسرائيلي‪ -‬الفلسطيني للبحوث واملعلومات‬ ‫ً‬ ‫سابقا) بإلقاء نظرة عميقة على الصراع ومحاوالت إيجاد حلول له‪ .‬وقد نبع ذلك من التزام إيبكري الدائم لحل‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫عاجل ومستدام للصراع‪ .‬تؤمن الجمعية ّ‬ ‫ومؤسسها‪ ،‬وكما أشار مؤخرا الرئيس رؤوفين رفلين‪ ،‬أنه لم يحكم على‬ ‫العرب واليهود بالعيش في هذه املنطقة‪ ،‬بل يتحتم عليهم ذلك‪.‬‬ ‫هناك خمسة مبادئ رئيسية نرى ّأنها نقاط اتفاق بين جميع أطراف الصراع‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أ‪ .‬اإلسرائيليون والفلسطينيون مرتبطون‬ ‫عاطفيا بفلسطين التاريخية أو أرض إسرائيل‪.‬‬ ‫ب‪ .‬يعيش العرب واليهود ً‬ ‫جنبا إلى جنب أو بشكل مختلط على هذه األرض‪ 3.2 :‬مليون فلسطيني في‬ ‫دولة إسرائيل املستقلة‪ 333،333 ،‬فلسطيني في القدس الواقعة تحت السيطرة اإلسرائيلية و‬ ‫‪ 323،333‬يهودي في الضفة الغربية‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫ج‪ .‬إنخرط العرب واليهود‪ ،‬اإلسرائيليون والفلسطينيون في النضال القومي ألكثر من قرن‪ .‬لقد اكتسب‬ ‫هذا النضال‪ ،‬وال يزال يكتسب‪ ،‬ميزات دينية‪.‬‬ ‫د‪ .‬أكثر من ‪ %13‬من األماكن ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقدسة للشعب اليهودي تقع في الضفة الغربية‪ ،‬والتي يسميها اليهود‬ ‫ً‬ ‫إيتداء من الحرم اإلبراهيمي في الخليل الواقعة في الجنوب‪ ،‬مرو ًرا بقبر راحيل في‬ ‫يهودا والسامرة‪.‬‬ ‫بيت لحم‪ ،‬البلدة القديمة في القدس‪ ،‬شيلو‪ ،‬بيت إيل ووصوال إلى قبر يوسف في نابلس‪.‬‬ ‫ه‪ %333 .‬من الالجئين الفلسطينيين األصليين قدموا من املدن‪ ،‬البلدات والقرى الواقعة في دولة‬ ‫إسرائيل التي تحظى باعتراف دولي ضمن حدود ‪.3111‬‬ ‫لقد سعينا نحو رؤية جديدة‪ .‬رؤية تعترف بوحدة األرض وبارتباط الناس باألرض كاملة‪ ،‬ولكنها في نفس الوقت‬ ‫تمنح اإلسرائيليين والفلسطينيين الحق في تقرير املصير‪ .‬ال تستند هذه الرؤية إلى الخوف وعقلية الغيتو‪ ،‬بل إلى‬ ‫نؤمن ّ‬ ‫طوباويا‪ّ .‬‬ ‫ً‬ ‫االنفتاح والشراكة‪ .‬هذا ليس ً‬ ‫أن هذه خطة واقعية وعادلة لتحقيق سالم مستدام‬ ‫حلما‬ ‫ومصالحة حقيقية‪.‬‬ ‫الجلي واملتواصل في االتفاق على صيغة الفصل تقود إلى االستنتاج ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن خطة‬ ‫املبادئ الخمسة وفشل األطراف‬ ‫الفصل غير قادرة على التعامل مع الحقائق التي تواجه الشعبين وعلى تحقيق طموحات اإلسرائيليين‬ ‫ً‬ ‫والفلسطينيين‪ ،‬أال وهي تقرير املصير وحرية ّ‬ ‫التنقل والحركة‪ .‬بهذا‪ ،‬وخالفا ملشاعر الرأي العام في كال الطرفين‬ ‫حول الصراع‪ ،‬خاصة في أقص ى اليسار‪ ،‬نؤمن ّ‬ ‫أن حل الدولة الواحدة ال يأخذ بالحسبان الطابع القومي‬ ‫للصراع‪ ،‬الذي بدأ قبل أكثر من قرن من الزمان‪ .‬الصيغة اإلسرائيلية لحل الدولة الواحدة قد تعني‪ ،‬حسب‬ ‫رأينا‪ ،‬ترسيخ الهيمنة اليهودية في جميع انحاء األرض‪ ،‬في حين قد تعني الصيغة الفلسطينية تفكيك دولة‬ ‫إسرائيل‪ .‬لن يقبل طرفي الصراع ّ‬ ‫بأي من هذين الخيارين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تعبيرا عن الرغبة الجماعية والشرعية للشعبين في تقرير املصير‪ ،‬كما‬ ‫يحمل مبدأ حل الدولتين في طياته‬ ‫ّ‬ ‫ويحظى بإجماع دولي ساحق‪ .‬ولكن على الرغم من أن هذا الحل انطوى‪ ،‬على مدى السنوات العشرين األخيرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫على الفصل أو الحدودية‪ ،‬نعتقد ّ‬ ‫أن األمر ليس قدرا منزال‪ .‬لقد رأينا في الواقع نتائج الفصل في حالة قطاع غزة‪:‬‬ ‫املزيد من الكراهية والبؤس لكال الطرفين‪ .‬رأينا كل ش يء باستثناء السالم أو نهاية الصراع‪.‬‬ ‫تفرض الجغرافيا‪ ،‬التاريخ والديموغرافيا على الفلسطينيين واليهود العيش على هذه األرض سوية وبشكل‬ ‫ألن الشعبان يتقاسمان نفس املوطن‪ ،‬وبشكل منفصل ّ‬ ‫منفصل‪ .‬سوية‪ّ ،‬‬ ‫ألن ّ‬ ‫كل منهما يحتاج إلى وطن قومي‬ ‫مستقل‪ .‬داخل قشرة جوز واحدة‪ :‬دولتين‪ ،‬مكان واحد‪ ،‬موطن واحد‪ .‬اتحاد إسرائيلي‪-‬فلسطيني‪.‬‬ ‫فكرة االتحاد بين دولتين ذات سيادة ليست جديدة أو تجريبية‪ّ .‬إنها املبدأ األساس ي الذي يعتمده االتحاد‬ ‫األوروبي في أيامنا هذه‪ :‬دولتين مستقلتين ذات سيادة‪ ،‬عضوتين في االتحاد االقتصادي والسياس ي‪ ،‬تضمنان‬ ‫حرية ّ‬ ‫التنقل واإلقامة‪ ،‬من إستونيا حتى إسبانيا‪ ،‬من مالطة حتى النرويج‪ .‬لقد كان ذلك ً‬ ‫أيضا املبدأ األساس ي‬ ‫لخطة التقسيم عام ‪ :3141‬دولة يهودية‪ ،‬دولة عربية واتحاد اقتصادي بينهما‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫يمكننا تلخيص هذه الرؤية بأربع نقاط رئيسية‪:‬‬ ‫‪ .3‬ستقام دولتين ديمقراطيتين مستقلتين ذات سيادة‪ -‬إسرائيل وفلسطين‪ -‬بين البحر ونهر األردن‪.‬‬ ‫ستقع إسرائيل على ‪ %17‬من األرض في حين ستقع فلسطين على ‪ %11‬وفق حدود ‪ 4‬حزيران‬ ‫‪.3111‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬ستقيم الدولتان اتحاد سياس ي واقتصادي‪ ،‬يشمل مؤسسات اقتصادية واجتماعية مشتركة‪،‬‬ ‫ومحكمة عليا لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪ .3‬الحدود بين الدولتين ستكو مفتوحة‪ ،‬وسيحظى جميع املواطنو بحرية التنقل في املوطن‬ ‫ّ‬ ‫وتبادلي إلى حرية اإلقامة‪.‬‬ ‫املشترك‪ .‬وفي نهاية املطاف قد يمتد ذلك بشكل تدريجي‬ ‫‪ .4‬ستبقى القدس مدينة واحدة مشتركة‪ ،‬تخضع لنظام خاص‪ ،‬وعاصمة للدولتين‪.‬‬ ‫تتناول الرؤية القضايا الحاسمة الثالث الواردة أعاله‪ .‬ستبقى القدس مفتوحة‪ ،‬مشتركة وغير ّ‬ ‫مقسمة‪ ،‬مع‬ ‫ّ‬ ‫برملان فلسطيني في شرقي القدس والكنيست في غرب املدينة‪ .‬سيتمكن الالجئون من العودة ليصبحوا مواطنين‬ ‫في دولة فلسطين وسيمكنهم ّ‬ ‫التنقل في املوطن املشترك‪ ،‬أال وهو االتحاد اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني‪ .‬بشكل تدريجي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبموافقة املتبادلة‪ ،‬سيتمكنون من السكن داخل حدود دولة إسرائيل‪ ،‬كمواطنين فلسطينيين في إسرائيل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مثل املواطنين الفرنسيين في أملانيا‪ .‬سيبقى املستوطنون اليهود في فلسطين كسكان في الدولة الفلسطينية‬ ‫ّ‬ ‫ومواطنين في الدولة اإلسرائيلية‪ .‬سيتمكن جميع اليهود من السفر بحرية إلى فلسطين‪ ،‬وبشكل تدريجي‬ ‫وبموافقة متبادلة‪ ،‬سيسمح لهم بالسكن هناك كمواطنين إسرائيليين يعيشون تحت سيادة فلسطينية‪،‬‬ ‫وسيلتزمون بالقانون الذي يسري على سكان فلسطين الدائمين‪ .‬ستحتفظ ّ‬ ‫كل من الدولتين باستقالليتها‬ ‫ً‬ ‫وسيادتها‪ ،‬ولكنهما ستتقاسمان ّ‬ ‫حي ّزا مشتركا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ترتكز هذه الرؤية على الواقع الحالي‪ ،‬إذ ّأنها تمثل املزيج الديموغرافي القائم في املنطقة‪ %13 :‬من مواطني‬ ‫إسرائيل هم فلسطينيين‪ %33 ،‬من سكان الضفة الغربية هم من اليهود‪ ،‬ثلثي سكان القدس يهود والثلث اآلخر‬ ‫ّ‬ ‫التطلع ً‬ ‫قدما وليس إلى الخلف‪ً .‬‬ ‫نظيرا لنموذج أوسلو‪ ،‬يعتمد هذا النموذج على‬ ‫فلسطيني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نسعى إلى‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الدعم الدولي لدولتين مستقلتين‪ .‬ولكن خالفا لنموذج أوسلو‪ ،‬فإنه ال يتأثر بتوسيع املستوطنات في الضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬رغم ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن تجميد توسيع االستيطان إلى ما وراء محيط البناء الحالي سيكون إلز ً‬ ‫التوصل إلى‬ ‫اميا حتى‬ ‫اتفاق كامل بين الطرفين‪.‬‬ ‫نؤمن ّ‬ ‫أن هذا النموذج يمنح بصيص من األمل في فترة يعتريها اليأس‪ ،‬وفرصة لهدم الحواجز بين اليهود والعرب‪.‬‬ ‫وللمرة األولى‪ ،‬سيسمح إلسرائيل ّ‬ ‫بأن تصبح جزء ال يتجزا من الشرق األوسط‪ .‬سيعد بنمو وازدهار اقتصادي‬ ‫وثانيا لإلسرائيليين واملنطقة بأكملها‪ .‬سيساهم في تعزيز ائتالف ضروري ً‬ ‫هائل أوال للفلسطينيين‪ً ،‬‬ ‫جدا يضم‬ ‫دول معتدلة في املنطقة والتي قد تتعاون فيما بينها في مجاالت التجارة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬العسكرية واالستخبارات‪.‬‬ ‫كما وسيمنح إسرائيل األمن والسالم اإلقليمي مع الدول املجاورة وسيضمن وجودها املستدام والنابض بالحياة‬ ‫في املنطقة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫مشروع دولتين في مكان واحد‬ ‫ً‬ ‫مشروعا ً‬ ‫اعتبارا من شهر كانون الثاني ‪ ،1334‬تقود إيبكري‬ ‫بحثيا بعنوان "دولتين في مكان واحد" – إطار جديد‬ ‫لحل الصراع اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني"‪ .‬يهدف املشروع إلى " إثارة وتدارس أفكار جديدة بخصوص القضايا‬ ‫ّ‬ ‫مفصل‬ ‫املركزية واملثيرة للجدل املحيطة بالصراع اإلسرائيلي الفلسطيني‪ .‬ولكونه يصبو نحو خلق إطار بديل‬ ‫ّ‬ ‫وإبداعي لحل الصراع باالعتماد على دولتين‪ ،‬واحدة مجاورة لألخرى ولكنهما تعمالن في إطار واحد‪ ،‬يستجيب‬ ‫ّ‬ ‫املشروع للحقائق واالحتياجات الحالية للشعبين‪ .‬األفكار واملفاهيم التي طورت ضمن هذا املشروع يجب أن‬ ‫تستخدم إلثارة نقاش عام في املجتمعين على مستوى القاعدة الشعبية وعلى مستوى ّ‬ ‫صناع القرار‪ ،‬آملين‬ ‫بإنشاء القاعدة والفرصة إلنهاء املأزق الحالي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تضمن املشروع إقامة لجنة توجيهية وخمس لجان عمل على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫ّ‬ ‫واملؤسسات املشتركة‬ ‫الحوكمة‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولة عن تدارس كيفية قيادة الدولتين والكيان السياس ي املشترك‪ .‬ما هي الهيئات واملؤسسات‬ ‫التي يجب إقامتها؟ أي الجوانب ستدار على حدة ّ‬ ‫وأيها بشكل تعاوني؟ ما هي آليات اإلشراف‬ ‫الالزمة؟ ما هي آليات حل الصراع الالزمة ّ‬ ‫لتجنب املفسدين؟ ماذا سيكون دور بنى الحوكمة‬ ‫املحلية؟ ماذا ستكون اآلليات القانونية والسلطة القانونية؟‬

‫‪.1‬‬

‫اإلقامة‪ ،‬املواطنة‪ ،‬الحقوق الجماعية وحرية ّ‬ ‫التنقل‬ ‫مسؤولة عن تدارس حقوق الفلسطينيين واليهود في فلسطين وحقوق اليهود والفلسطينيين في‬ ‫إسرائيل‪ .‬كيف ست ّ‬ ‫حدد حقوق اإلقامة واملواطنة؟ ما هي الحقوق التي ستمنح لالجئين‬ ‫وللمستوطنين؟ ما هي القوانين التي سيخضع لها الناس؟ ما هي الحقوق الجماعية املرتبطة بكل‬ ‫أقلية قومية وكيف نضمن الحقوق الجماعية لألقليات في الدولتين؟ كما وتم التركيز في هذه‬ ‫املجموعة على الفلسطينيين‪/‬العرب مواطني دولة إسرائيل‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫حق العودة والهجرة‬ ‫مسؤولة عن تدارس كيفية تحقيق حق عودة الفلسطينيين‪ .‬إلى أين سيسمح‪/‬يجب أن يسمح لهم‬ ‫َ‬ ‫بالعودة؟ ملن سيسمح بالعودة‪ ،‬ما عددهم وإلى أين؟ كيف ستم التعامل واالعتناء بالعائدين الذين‬ ‫ّ‬ ‫سيمول العودة؟ ماذا ستكون االستردادات و‪/‬أو التعويضات الالزمة؟‬ ‫سمح لهم باالستقرار؟ من‬ ‫ك يف سيتم التعامل مع عودة اليهود والفلسطينيين إلى موطنهم على املدى البعيد؟ كيف ستبقى‬ ‫إسرائيل منطقة آمنة لليهود املضطهدين؟‬

‫‪8‬‬


‫‪.4‬‬

‫القدس واألماكن ّ‬ ‫املقدسة‬ ‫ّ‬ ‫ستتناول هذه املجموعة كل ما يتعلق بحكم مدينة القدس‪ .‬ماذا ستكون حدودها البلدية؟ هل‬ ‫ستكون بلدية مشتركة؟ هل ستضم عاصمتين؟ كيف سيدار الحوض ّ‬ ‫املقدس والبلدة القديمة؟‬ ‫املقدسة؟ كيف سيتم ضمان وحماية حرية الوصول إلى األماكن ّ‬ ‫كيف ستدار األماكن ّ‬ ‫املقدسة؟‬

‫‪.2‬‬

‫األمن‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫طلب من هذه املجموعة تناو القضايا املتعلقة بمسؤولية الحفاظ على األمن‪ .‬ما هي آثار املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫التنقل على األمن؟ كيف يمكن التعامل معها؟ كيف ستغطي الكونفدرالية‬ ‫املفتوحة وحرية‬ ‫التهديدات األمنية الداخلية والخارجية؟‬

‫استهلت مجموعات العمل نشاطها في شباط ‪ .1334‬تم اختيار وإرشاد قادة اللجان‪ ،‬اإلسرائيليين‬ ‫ّ‬ ‫التوصل إلى‬ ‫والفلسطينيين‪ ،‬من قبل اللجنة التوجيهية‪ .‬وقد كانت األسئلة البحثية األساسية "هل وكيف يمكن‬ ‫تسوية بين دولتين قوميتين ذات سيادة تمنحان حرية ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنقل الكاملة بينهما" واتفق على أن يتضمن البحث‬ ‫سياسات قابلة للتطبيق‪ ،‬أو على أقل تقدير‪ ،‬أفكار متطورة‪ .‬الخطوة األولى في املسار شملت مقترح مشروع‬ ‫مفصل ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعدته ّ‬ ‫كل من املجموعات املصادق عليها من قبل اللجنة التوجيهية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التطرق إلى ما يلي عند إعداد مقترحاتها‪:‬‬ ‫طلبت اللجنة التوجيهية من مجموعات العمل‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3‬مسح للمعرفة (الدولية) العامة حول املوضوع املحدد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محلي ألصحاب الشأن‪ ،‬الروايات التاريخية‪ ،‬واملعيقات املتعلقة باملوضوع‪.‬‬ ‫‪ .1‬مسح‬ ‫‪ .3‬أجوبة عن األسئلة التالية‪:‬‬ ‫أ‪ .‬ما هي الرؤية؟‬ ‫ب‪ .‬كيف يتم التعامل مع املعيقات؟‬ ‫ت‪ .‬كيف ننتقل من الوضع الحالي إلى الرؤية؟ ما هو املسار املطلوب؟‬ ‫ّزودت اللجنة التوجيهية مجموعات العمل بقائمة ّ‬ ‫مصنفة تضم أسماء خبراء ّ‬ ‫بكل من املجاالت‪ ،‬وتم التشاور‬ ‫ّ‬ ‫معهم أثناء جلسات نظمتها لجان العمل في العام املاض ي‪.‬‬ ‫أعطيت ملجموعات العمل حرية اختيار املنهجية‪ .‬كما وأمكنها العمل ضمن فريق فلسطيني‪-‬إسرائيلي مشترك‬ ‫وثنائي القومية‪ ،‬فريق منفصل ّ‬ ‫ومنسق في آن واحد أو فريقين منفصلين‪.‬‬ ‫كان هناك فر ًيقا ّ‬ ‫ممي ًزا ضمن هذا السياق‪ّ .‬‬ ‫تعهد معهد دراسات األمن القومي اإلسرائيلي‪ ،‬مركز أبحاث إسرائيلي‬ ‫ريادي‪ ،‬بتناول موضع األمن كمشروع إسرائيلي حصري‪ .‬وقد ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مقترحا ً‬ ‫وإبداعيا ذي منهجية مبتكرة‪.‬‬ ‫هاما‬ ‫قدم‬

‫‪9‬‬


‫إستنتاج‬ ‫ّ‬ ‫املقترحات التي قدمناها لكم في هذا الكتاب هي نتاج ملداوالت سياسية‪ ،‬أبحاث علمية‪ ،‬وأبحاث فردية على‬ ‫أساس قاعدة حقائقية بمبادرات إسرائيلية وفلسطينية تعمل على إثارة الخيال السياس ي الخاص بها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وبتجمعاتها القومية‪ .‬وقد وجدت املجموعات من خالل أبحاثها ومداوالتها أطرا سياسية مستدامة تفتح اآلفاق‬ ‫وتقترح مختلف اإلمكانيات لتخطي املأزق الحالي‪ .‬وفي حين تبدو البنى‪ ،‬املفاهيم‪ ،‬اآلليات والبرامج السياسية‬ ‫ّ‬ ‫ومشجعة‪ ،‬وجدت ّ‬ ‫كل من املجموعات معيقات كبيرة يجب أن يشار إليها بشكل‬ ‫املقترحة في هذه األوراق واعدة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إضافيا لحلولها املحتملة‪ .‬بشكل عام‪ ،‬األبحاث ضرورية لتطوير اآلليات‬ ‫تدارسا وتداوال‬ ‫مباشر‪ ،‬والتي تستلزم‬ ‫ّ‬ ‫واملؤسسات التي ستستبدل األطراألقل شمولية واألكثر قمعية القائمة في أيامنا هذه في جميع مجاالت‬ ‫الحوكمة‪ ،‬إضافة إلى فهم أعمق للفجوات االقتصادية واالجتماعية القائمة وإمكانية تجسيرها‪.‬‬ ‫نحن نوجز الخطوط العريضة للعقبات التي واجهت املجموعات البحثية‪ ،‬والتي ارتبطت غالبيتها بعدم التماثل‬ ‫القائم بين املجموعتين‪ ،‬ونشير إلى نوع األبحاث املطلوب لتعزيز النماذج والحلول املقترحة‪.‬‬ ‫استنتجت مجموعة املواطنة ّ‬ ‫أن النموذج الذي تقترحه يستعرض درجات متعددة للعضوية السياسية‪ ،‬والتي‬ ‫تنطوي على سياسة واعدة وعقبات داخلية‪ .‬تصبح املواطنة إقصائية لألقلية السكانية ّ‬ ‫ألنها تمنح امتيازات‬ ‫ّ‬ ‫الوكالة السياسية للمواطنين‪ .‬يستطيع املواطنون املشاركة في اتخاذ القرارات التي تشكل املجتمع الذين‬ ‫يعيشون فيه على الصعيد القومي‪ ،‬بما في ذلك توزيع املوارد‪ ،‬في حين يحرم السكان من التأثير على القرارات‬ ‫السياسية على الصعيد القومي والتي تؤثر على مختلف مناحي حياتهم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬ال يشمل النموذج‬ ‫ً‬ ‫حاليا آلية تمنح املواطنة لألجيال القادمة للسكان الحاليين‪ ،‬وقد أثار ذلك ً‬ ‫ً‬ ‫قلقا بالغا‪ ،‬خاصة في أوساط‬ ‫املحامين الدستوريين‪.‬‬ ‫تقودنا هذه العقبات إلى اإلشكال الداخلي للنموذج املقترح‪ :‬من جهة‪ ،‬منح الحقوق السياسية األساسية في‬ ‫ّ‬ ‫االنتخاب والترشح هو أمر حاسم للسكان الذين تتمركز حياتهم الدائمة في الدولة األخرى‪ .‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫منح هذه الحقوق السياسية سيشوش فوارق السيادة اإلقليمية بين الدولتين وسيثير املخاوف بشأن التهديد‬ ‫ّ‬ ‫تشكله ّ‬ ‫التغيرات السكانية الديموغرافية على القيم األساسية لكل دولة‪.‬‬ ‫الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شددت مجموعة حق العودة على أهمية توزيع مجموعات املقيمين الجدد أو العائدين‪ّ ،‬مما يتطلب إجراء‬ ‫أبحاث إضافية وتطوير آليات إدارية‪ .‬توصيات هذه املجموعة ال تتطرق فقط إلى املحاصصة النسبية‬ ‫للمقيمين‪ّ ،‬إنما ً‬ ‫أيضا إلى التحديد بحذر كيفية توزيع مجموعات املقيمين الجدد‪ .‬تنظيم مجموعات العائدين‪،‬‬ ‫خاصة الالجئين الفلسطينيين الذين يمارسن حق العودة‪ ،‬سيكون مهمة شاقة‪ .‬تشير األبحاث إلى ّ‬ ‫أن‬ ‫ّ‬ ‫املجموعات العرقية تميل بعد انتهاء الصراعات إلى العودة إلى املناطق التي ستشكل فيها أغلبية عرقية أو أقلية‬ ‫ً‬ ‫تحديدا الخوف الذي ينتاب األغلبية الحالية والذي يجب تناوله ومعالجته‪.‬‬ ‫ذات أهمية‪ ،‬وهذا هو‬

‫‪10‬‬


‫تمحور أعضاء مجموعة األمن البحثية حول الفجوة القائمة في الكفاءات بين اإلسرائيليين والفلسطينيين‪ .‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬قد يساهم عدم التماثل القائم في قطاعي األمن اإلسرائيلي والفلسطيني في تعزيز ممانعة اإلسرائيليين‬ ‫للتنازل عن السيطرة وتدارس فكرة الشراكة األمنية مع الفلسطينيين بموجب شروط املساواة‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت التشجيع‪ ،‬في أحسن األحوال‪ ،‬على حالة من االتكالية‪ ،‬وفي أسوأ األحوال ضعضعة بناء الدولة في‬ ‫الجانب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ولذلك هناك حاجة ألبحاث مستقبلية حول املوضوع للخوض في املسارات واآلليات الالزمة لتناول الفجوات‬ ‫القائمة في الكفاءات وفي نفس الوقت الحفاظ على املساواة والسيادة لكال الطرفين‪.‬‬ ‫ترى مجموعة الحوكمة البحثية ّ‬ ‫أن عدم التماثل في عالقات القوى بين الدولتين‪ ،‬إضافة إلى الفجوات‬ ‫ّ‬ ‫تحديا كب ًيرا‪ .‬وفي حين قد تساهم ّ‬ ‫ً‬ ‫االجتماعية واالقتصادية العميقة‪ ،‬يشكلون‬ ‫مؤسسة الحوكمة املشتركة في‬ ‫تجاوز وتغيير هذه البنى‪ ،‬هناك حاجة إلجراء مسح أكثر تفصيال للفجوات القائمة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬قد يستلزم‬ ‫تصميما ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫للمؤسسات واملسارات ذات الصلة‪ ،‬ابتداء من االتفاقيات االقتصادية‪ ،‬مرو ًرا‬ ‫دقيقا‬ ‫هذا التحدي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫بتدخالت الدولة لتعزيز شبكة الحماية االجتماعية الفلسطينية ووصوال إلى التعاو التنمو اإلقليمي أو ثنائي‬ ‫القومية واالستثمارات الدولية في فلسطين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ ،‬قد تتطلب مسارات الالمركزية وتعزيز السلطات املحلية املقترحة في هذه الورقة‪ ،‬بما في ذلك تأسيس‬ ‫حوكمة عاصمية أو محلية‪-‬إقليمية‪ ،‬تدارس خطوط التماس السياسة والجغرافية لهذه ّ‬ ‫املؤسسات‪ .‬األمر بالغ‬ ‫األهمية فيما يخص املستوطنات اإلسرائيلية في فلسطين‪ ،‬حيث تشوب قضايا الحوكمة املحلية تعقيدات‬ ‫كثيرة‪ً .‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬البنية التحتية االجتماعية‪-‬النفسية للصراع وانعدام الثقة العميق املتبادل بين املجتمعين قد‬ ‫ً‬ ‫يشكالن عائقا أمام إمكانية تطوير‪ ،‬إقامة واستدامة ّ‬ ‫مؤسسات الحوكمة املشتركة‪ .‬هناك حاجة إلجراء أبحاث‬ ‫إضافية حول السياسات القومية املحتملة واملسارات التي تهدف إلى معالجة هذه البنية األساسية‪.‬‬ ‫ترى املجموعة البحثية التي تناولت قضية األماكن املقدسة والقدس ّ‬ ‫ً‬ ‫تدارسا‬ ‫أن العائق األساس ي الذي يتطلب‬ ‫ً‬ ‫إضافيا هو قضية النشاط الترميمي على النطاق الحضري‪ ،‬خاصة قضايا اإلسكان والبنى التحتية التي‬ ‫وتداوال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعنى بعدم التماثل القائم حاليا‪ ،‬والذي يعتبر فجوة كبيرة تتطلب موارد خاصة للتوصل إلى اتفاق حول‬ ‫التسويات في األماكن امل ّ‬ ‫قدسة‪.‬‬ ‫بإلقاء نظرة إلى الخلف‪ ،‬يمكننا القول ّ‬ ‫أن املهمة التي اتخذناها على عاتقنا كانت أكبر من نطاق املشروع ومن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تشكل ً‬ ‫تحديا ً‬ ‫كبيرا أمام‬ ‫حجم تمويله‪ .‬استند املشروع إلى نشاط سابق مكثف يعكس الحقائق الواقعية‪ ،‬التي‬ ‫تحقيق الرؤية األصلية‪ .‬بدال من محاولة محو هذه العقبات‪ ،‬علينا ّ‬ ‫تصور وتقديم مقترحات إبداعية للتأقلم مع‬ ‫ّ‬ ‫هذه العقبات مع املحافظة على املركبات الحيوية ملسألة الفصل‪ .‬لهذا‪ ،‬ال تزال هذه الرؤية تشمل أهم مركبات‬ ‫غالبية الخطط‪ ،‬أال وهي دولتين قوميتين ذات سيادة‪ ،‬قائمتان على املساحتين املتفق عليهما‪ ،‬بنسبة ‪%17‬‬ ‫و‪.%11‬‬

‫‪11‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املترتبة على حرية ّ‬ ‫التنقل وما نعتبره كخطوة أولى نحو االتفاق على إقامة االتحاد تتطلب إجراء‬ ‫ولكن اآلثار‬ ‫تغييرات وتعديالت هامة‪ .‬لقد أثار االتحاد اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني افتراضات‪ ،‬قضايا‪ ،‬تحديات‪ ،‬واألهم من‬ ‫ذلك‪ ،‬فوائد جديدة التي يجب أن تؤخذ بالحسبان‪ .‬االتحاد‪ ،‬الذي سيتطلب بطبيعة الحال درجة عالية من‬ ‫التعاون املستمر واملستدام‪ّ ،‬‬ ‫يحتم علينا النظر في العديد من العالقات‪ ،‬التفاعالت‪ ،‬التأثيرات والقضايا‬ ‫متعددة األوجه‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫حوكمة مشتركة‬ ‫املحامية تمار لستر‪ ،‬املحامي أوفير شينار ليفانون‬ ‫نموذج الحوكمة املشتركة لالتحاد اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني يجب أن ّ‬ ‫يلبي "االحتياجات األساسية" املرتبطة‬ ‫بترسيخ العدالة‪ ،‬املساواة‪ ،‬األمن‪ ،‬الهوية واالعتراف املتبادل بين الطرفين‪ .‬وفي إطار ّ‬ ‫مؤسسات وآليات الحوكمة‬ ‫املشتركة‪ ،‬فإن اإلخفاق املتكرر في التوصل إلى اتفاق والتوترات الناجمة عن ذلك تدل على عدم املالئمة‪ ،‬هو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤشر ّ‬ ‫ّ‬ ‫سلمي مستدام ومنصف إلسرائيل وفلسطين‪ ،‬وفي نفس‬ ‫للتوصل إلى حل‬ ‫جيد وفرصة الكتشاف البدائل‬ ‫الوقت للحد من التحديات والقيود املحتملة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أي حل يهدف إلى تحقيق سالم مستدام سيتطرق بالضرورة إلى التاريخ املليء بالعنف واالنتهاكات الصارخة‬ ‫لحقوق اإلنسان‪ .‬لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬يجب التطرق إلى تأثير الصراع اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني ومساهمته في‬ ‫تشكيل معارف‪ ،‬معتقدات ومشاعر األغلبية الفلسطينية اإلسرائيلية‪ .‬الصراع اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني هو‬ ‫صراع مستعص ي‪ .‬املجتمعات التي تخوض صراعات مستعصية ّ‬ ‫ً‬ ‫تطور‬ ‫تدريجيا بنية تحتية نفسية‪-‬اجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫والتوجه العاطفي الجماعي‪ .‬هذا الجانب يعيق نجاح ّ‬ ‫مؤسسات‬ ‫تشمل الذاكرة الجماعية‪ ،‬روح الصراع (‪)ethos‬‬ ‫الحوكمة املشتركة‪-‬أوال‪ّ ،‬‬ ‫ألن إدراك أدنى مستويات الثقة واملشاعر العدائية املستفيضة في كل مجتمع تجاه‬ ‫ّ‬ ‫وثانيا‪ّ ،‬‬ ‫سيقلل من الدعم ملقترح الحوكمة الذي نطمح إليه ً‬ ‫ألن الحوكمة املشتركة ستضطر إلى‬ ‫الطرف اآلخر‬ ‫اتخاذ دور قيادي في خلق الثقة في مسار تدريجي وبطيء‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬يحتاج كال املجتمعين إلى تعزيز وإعادة بناء هويتين اجتماعيتين منفصلتين لالبتعاد عن تاريخ الصراع‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نظرا للطبيعة الخبيثة للثقة املتبادلة بين الهويتين االجتماعيتين في مراحل الصراع العنيفة‪ .‬قد يستلزم ذلك‬ ‫ثانيا‪ّ ،‬‬ ‫إصالحات قومية واهتمام أكبر بالهويات املحلية في كل دولة وبقضايا الحوكمة املحلية‪ً .‬‬ ‫مؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫الحوكمة املشتركة يجب ّأن تقام وتتطور تدر ُ‬ ‫يجيا ليتمكن املجتمعين وأصحاب الشأن في قضايا الدولة من‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ّ ،‬‬ ‫ألن البنى التحتية النفسية‪-‬االجتماعية للصراع قد تعيق‬ ‫تعزيز الثقة املتبادلة والتطرق إلى تاريخ الصراع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إمكانية الحوكمة املشتركة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن تغيير البنى النفسية‪-‬االجتماعية ضروري‪ ،‬ويتطلب آليات تمهيدية مناسبة‬ ‫لتعزيز املصالحة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا بين فلسطين وإسرائيل‪ ،‬ليصبح كونفدرالية‬ ‫هذه املبادئ العامة تسفر عن رؤية عملية لتعاون ينمو‬ ‫ّ‬ ‫"مقلصة" بين دولتين ذات سيادة مع املزيد من االستقاللية في الحوكمة املحلية‪.‬‬ ‫تطور الدولتين ً‬ ‫ً‬ ‫في املرحلة األولى‪ ،‬نقترح أن ّ‬ ‫محدودا من خالل لجان تنفيذية تحظى بصالحيات اتخاذ‬ ‫تعاونا‬ ‫القرار في بعض املجاالت املختارة وتعمل إلى جانب آليات التنسيق‪ ،‬املنتدى التعاوني وآليات تسوية النزاعات‬ ‫أن إقامة هذه البنى يجب أن تكون بالتد يج وتبدأ بآليات ّ‬ ‫مجد ًدا إلى ّ‬ ‫املشتركة‪ .‬نشير ّ‬ ‫محددة لتحقيق أهداف‬ ‫ر‬ ‫معينة‪ ،‬وذلك إلى جانب جهود بناء الدولة ومسارات املصالحة الداخلية في كل دولة‪ ،‬عمليات الال‪-‬مركزية‬ ‫وتمكين السلطات املحلية‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫في املرحلة الثانية‪ ،‬وبعد أن تعمل ّ‬ ‫مؤسسات الحوكمة املشتركة على تحقيق أهداف معينة لفترة زمنية معتبرة‬ ‫وتساهم في بناء الثقة بين الطرفين وتعزيز املعارف واملشاعر اإليجابية‪ ،‬يمكن للدولتين أن ّ‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا بنى‬ ‫تطورا‬ ‫كونفدرالية "أكثر متانة"‪ .‬قد تستلزم هذه البنى إقامة هيئات برملانية إضافية وتوفير حقوق انتخابية مباشرة‬ ‫ملواطني املنطقة‪.‬‬ ‫في املرحلة الثالثة‪ ،‬وعلى امتداد أفق زمني أطول‪ ،‬يمكن اقتراح ومناقشة إمكانيات تعاون أقليمي على نطاق‬ ‫أوسع مع البلدان املجاورة وأصحاب الشأن على الصعيد اإلقليمي‪ .‬وجود مظلة إقليمية أوسع‪ّ ،‬‬ ‫تتعدى فلسطين‬ ‫وإسرائيل‪ ،‬ستساهم في استقرار العالقات في املنطقة‪ ،‬بالرغم من االحتمال املحدود التباع هذا املسار في‬ ‫املستقبل املنظور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التطرق إلى ثالثة مستويات للحوكمة‪ :‬كونفدرالية‬ ‫الستعراض واضح لهيكلية نموذج الحوكمة املقترح‪ ،‬يجب‬ ‫فوق وطنية بين إسرائيل وفلسطين‪ ،‬دولتين قوميتين في إسرائيل وفلسطين‪ ،‬مع كفاءات كاملة وتحديد‬ ‫ّ‬ ‫املؤسسات واإلصالحات القومية ّ‬ ‫الهامة‪ ،‬وزيادة التركيزعلى الحوكمة املحلية في ّ‬ ‫كل من الدولتين‪.‬‬ ‫وكشرط مسبق إلقامة أي ّ‬ ‫مؤسسة مشتركة‪ ،‬يجب صياغة إطار قانوني متفق عليه بين الدولتين‪ .‬سيضع هذا‬ ‫ّ‬ ‫وسيعبر عن‬ ‫االتفاق الخطوط العريضة للقاعدة القانونية التي يرتكز عليها التعاون‪ ،‬سيعكس التفاهم املشترك‬ ‫ّ‬ ‫تطلعات الدولتين‪ .‬ولكن تصريحات ومبادرات أي من الطرفين قد تساهم في صياغته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تتطلب إدارة ّ‬ ‫الحيز املفتوح في إسرائيل‪-‬فلسطين حوكمة مشتركة‪ ،‬نقترح البدء بتعاون محدود لتحقيق‬ ‫وفي حين‬ ‫ً‬ ‫أهداف معينة‪ .‬وكما ورد آنفا‪ ،‬التشديد على سيادة وسلطة الدولتين العضوتين هو أمر حاسم لبناء الثقة في‬ ‫هذه املراحل األولية‪ .‬لهذا‪ ،‬صالحيات اتخاذ القرار في امل ّ‬ ‫ؤسسات املشتركة يجب أن تقتصر على مجاالت ذات‬ ‫طابع غير قابل للتجزئة وذات تأثير مكاني‪ ،‬وتستلزم تنفيذ مشترك‪.‬‬ ‫في املرحلة األولى للحوكمة املشتركة‪ ،‬نقترح منح مجموعة إدارية من اللجان التنفيذية الصالحيات الالزمة‬ ‫التخاذ القرارات في بعض املجاالت مثل العالقات التجارية‪ ،‬التنمية الدولية‪ ،‬إدارة املوارد البيئية أو مراقبة‬ ‫الحدود والهجرة‪ .‬إلى جانب هذه اآلليات‪ ،‬ستكون هناك حاجة آلليات تنسيق ملناقشة القضايا الخاضعة‬ ‫لقانون السيادة في الدولتين ( مثل الترتيبات األمنية الداخلية‪ ،‬التربية والتعليم أو الصحة)‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫ستساهم املنتديات التعاونية في ترسيخ وتعزيز التعاون ثنائي‪-‬القومية وزيادة املواءمة ( في مختلف املجاالت‬ ‫ً‬ ‫إبتداء من املقاربة القانونية وصوال إلى إصالح املناهج الدراسية ما بعد الصراع أو املبادرات الثقافية)‪ .‬وفقط‬ ‫عند الوصول إلى مراحل تنفيذية متقدمة‪ ،‬يمكن إقامة برملان اتحادي مشترك‪ .‬يجب النظر ً‬ ‫أيضا في تطوير‬ ‫آليات مشتركة لحماية حقوق اإلنسان‪ّ ،‬‬ ‫ألن وثائق حقوق اإلنسان القومية لن تكون بالضرورة كافية‪ ،‬خاصة‬ ‫للمقيمين خارج دولة مواطنتهم‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫حاسما إلدارتها‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬الصيغة ّ‬ ‫ً‬ ‫تمثيل الدولتين في ّ‬ ‫أي من اآلليات املشتركة سيكون‬ ‫املتفق عليها‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مسبقا والتي تعتمد على عدد سكان كل دولة ستسفر عن هيمنة إسرائيلية‪ .‬هناك حاجة آلليات مركبة وذات‬ ‫كل ّ‬ ‫فروق قليلة لتقاسم السلطة في ّ‬ ‫مؤسسة مشتركة‪ ،‬وفق صالحياتها املحددة وطريقة عملها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تقاسم ّ‬ ‫حيز مشترك بين الدولتين يتطلب إصالحات في الحوكمة املحلية والتي تخضع العتبارات وقرارات قومية‬ ‫في ّ‬ ‫كل من الدولتين‪ :‬هناك حاجة واضحة لالمركزية السياسية‪ ،‬الالمركزية الدستورية (أو اتخاذ القرارات من‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا‪ ،‬إصالحات الحوكمة املحلية يجب أن تعكس الحاجة األكبر للسعي‬ ‫أسفل إلى أعلى) والالمركزية املالية‪.‬‬ ‫نحو دمقرطة الفضاء اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني‪ .‬في إسرائيل‪ ،‬درجة االلتزام للقيم الديمقراطية األساسية تبقى‬ ‫ً‬ ‫تحديا أمام إمكانية تطوير آليات حوكمة مشتركة‪.‬‬ ‫عالقات القوى غير املتماثلة وفوارق القوى السياسية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية العميقة بين الدولتين يجب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن تدمج في تصميم آليات الحوكمة املشتركة‪ ،‬ويجب أن تتقلص‪ .‬ولهذا‪ ،‬أحد الشروط املسبقة للتعاون املقترح‬ ‫هو منح فترة زمنية كافية لفلسطين لتحقيق سيادتها‪ ،‬قبل تنفيذ التعاون الكامل‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬يجب على‬ ‫التعاون اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني أن يسعى أوال إلى تجسير الفجوات االجتماعية واالقتصادية بين الدولتين وفي‬ ‫ّ‬ ‫كل من املجتمعين‪ .‬كما وقد تستدعى قوة إسرائيل املفرطة تدخل أجنبي ملوازنة أثرها على التسويات السياسية‬ ‫والسياسات املشتركة‪.‬‬ ‫على الرغم من القاعدة القانونية املثيرة للجدل بخصوص قضية املستوطنات وارتباطها بمبادئ القانون الدولي‬ ‫وما ينطوي عليه من تحديات‪ ،‬يمكن لنموذج الكونفدرالية‪ ،‬إلى جانب إصالحات الحوكمة املشتركة‪ ،‬تعديل‬ ‫إطار املشروع بخصوص تواجد املستوطنات تحت حكم السلطات الفلسطينية‪ ،‬طاملا ضمنت الحكومة‬ ‫الفلسطينية األمن واألمان للمستوطنين‪ .‬يستطيع املستوطنون عندئذ ممارسة هويتهم الدينية والقومية في‬ ‫إطار السلطة املحلية‪ .‬ولكن التواجد املتواصل للمستوطنات الصغيرة واملنعزلة‪ ،‬والذي ّ‬ ‫يعزز العنف‬ ‫تحديا ًّ‬ ‫والصراعات املحلية‪ ،‬يشكل ً‬ ‫جادا أمام إمكانية تحقيق الحوكمة املشتركة‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫ّ‬ ‫ملخص‪ :‬العضوية السياسية في "دولتين في وطن واحد"‬ ‫ّ‬ ‫بحث حول املواطنة‪ ،‬اإلقامة وحرية التنقل في الكونفدرالية املقترحة‬ ‫"مبادرة دولتين في دولة واحدة" (فيما يلي‪" :‬املبادرة") ترتكز على األسس املتفق عليها بين الجانبين اإلسرائيلي‬ ‫وتتطرق إلى قضايا ترى ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل من املجموعتين القوميتين ّأنها إلزامية لحل‬ ‫والفلسطيني خالل العقود السابقة‪،‬‬ ‫الصراع‪ .‬املبادرة مستوحاة من االحتماالت السياسية للمواطنة فوق القومية املقترحة في عصر العوملة‪ ،‬ولكنها‬ ‫تماما ّ‬ ‫تدرك ً‬ ‫أن الشعبين اإلسرائيلي والفلسطيني ليسا معنيان بحلول عصر ما بعد القومية‪ .‬ولهذا‪ ،‬تقترح‬ ‫نسبيا‪ ،‬ولكنها ّ‬ ‫ً‬ ‫تغير قواعد اللعبة في اآلفاق السياسية واالقتصادية‪-‬اجتماعية التي‬ ‫املبادرة صيغة بسيطة‬ ‫ّ‬ ‫توفرها للمجموعتين القوميتين‪.‬‬ ‫تغييرا ًّ‬ ‫تقترح املبادرة ً‬ ‫جادا في آليات القوى السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية بين اإلسرائيليين والفلسطينيين‬ ‫من خالل فتح الفضاء اإلقليمي أمام السكان للتنقل الحر‪ ،‬وفي نفس الوقت ضمان السيادة اإلقليمية‬ ‫ّ‬ ‫والسياسية للدولتين‪ ،‬وحماية املصالح الضرورية املتعلقة باالستقرار‪ ،‬األمن والهوية الوطنية للشعبين ضمن‬ ‫الكونفدرالية‪.‬‬ ‫العضوية السياسية للسكان (بما في ذلك املواطنة‪ ،‬اإلقامة والحقوق) في كل دولة‪ ،‬والعالقة بين هذه العضوية‬ ‫السياسية في كل دولة وبين حرية ّ‬ ‫التنقل هما نقطة التقاطع في هذه املبادرة‪ .‬الوضع السياس ي‪ ،‬والنقص فيه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مكاني شائك فيما يتعلق بالهوية‪ ،‬وقد كان لذلك‬ ‫جعل من إسرائيل واألراض ي الفلسطينية املحتلة لوح شطرنج‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عنصرا أساسيا لحرية‬ ‫تأثير عميق على الحياة اليومية للسكان‪ .‬هذه املنطقة هي مكان شكلت فيه وثائق الهوية‬ ‫ّ‬ ‫التنقل‪ّ ،‬‬ ‫وحدد فيه االنتماء القومي إمكانية املشاركة السياسية أو الحرمان منها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تحليليا لعضوية سياسية تخلق ً‬ ‫مستداما وقابال للتنفيذ‪ ،‬وتمنح حقوقا كافية‬ ‫سياسيا‬ ‫إطارا‬ ‫نموذجا‬ ‫نقترح‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وفرصا متساوية للمشاركة في اتخاذ القرارات لكال الشعبين‪ ،‬في حين سنحاول التطرق إلى أبرز املخاوف لدى‬ ‫ّ‬ ‫السكان اليهود‪ ،‬ألن هذه املجموعة البحثية ترتكز على املنظور اليهودي‪-‬اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫نرتكز في نموذجنا على دراستنا لحاالت مقارنة (اتحاد الدول األوروبية‪ ،‬يوغوسالفيا السابقة‪ ،‬كوسوفو وقبرص)‬ ‫ّ‬ ‫تفسيرا للعضوية السياسية يرتكز على اتفاقيات سابقة‪ ،‬ولكنه يستعرض معان جديدة وأطر ّ‬ ‫ً‬ ‫مؤسسية‬ ‫ونقدم‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫للمفاهيم البالية وغير الناجعة بكل ما يتعلق باملواطنة والسيادة‪ .‬يعتمد هذا اإلطار التحليلي البسيط على عدة‬ ‫مستويات من التغيير‪ )3 :‬تغيير ّ‬ ‫مؤسس ي ثالثي املستويات من الحكومة للحوكمة والذي ينقل السلطة من‬ ‫الهيئات اإلدارية الوطنية إلى ّ‬ ‫مؤسسات االتحاد‪/‬الكونفدرالية‪ )1 .‬التركيز على املواطنة املجتمعية‪-‬إنشاء شبكة‬ ‫أمان شمولية عابرة للدولتين و‪ )3‬التعاون والتنسيق بشأن القوانين التي تحدد مكانة وحقوق املواطنين‬ ‫والسكان في الدولتين‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫ّ‬ ‫ستقسم إلى مواطنة وإقامة‪ .‬جميع سكان إسرائيل وفلسطين سيكونون مواطنين في إحدى‬ ‫العضوية السياسية‬ ‫ّ‬ ‫مؤقتين) وسيحظون تدر ً‬ ‫يجيا بإمكانية اإلقامة في الدولة األخرى‪.‬‬ ‫الدولتين (أو في دولة ثالثة إذا كانوا مهاجرين‬ ‫ّ‬ ‫والسكان في ّ‬ ‫كل من الدولتين‪ ،‬ومساواة نسبية بين‬ ‫نحن نؤمن بأهمية تحقيق مساواة نسبية بين مكانة املواطنين‬ ‫ّ‬ ‫حقوق السكان في الدولتين‪ .‬املساواة بين املكانة السياسية في الدولتين وفي كل من الدولتين هي أمر حاسم‬ ‫ّ‬ ‫ولتجنب أي خلل ديموغرافي ناتج عن الفجوة في الحقوق ومنالية املشاركة السياسية‪.‬‬ ‫الستقرار الدولتين‬ ‫املساواة النسبية ضرورية لتحالف الدولتين ذات السيادة‪ ،‬إسرائيل وفلسطين‪ ،‬لتوفير إطار مستدام للعضوية‬ ‫السياسية وملنح حرية ّ‬ ‫التنقل‪ ،‬حرية العمل والتحرر من التمييز على خلفية وطنية‪.‬‬ ‫سترتكز املواطنة على حق املواطنة ملجرد الوالدة في الدولة وحق املواطنة ملجرد اإلقامة فيها وهما الحقان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيؤدي ذلك إلى خلق‬ ‫للمؤسسات الوطنية‪.‬‬ ‫اللذان يستهالن الخطة‪ ،‬وستمنح املواطنين حق االنتخاب والترشح‬ ‫فجوة في الحقوق السياسية بين املواطنين واملقيمين‪ ،‬ولكن سيتم تسوية هذه الفجوة بواسطة مجموعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املسماة باملواطنة االجتماعية‪ ،‬والتي ستضمن للمقيمين حقوقا‬ ‫واسعة من الحقوق املتعلقة باإلقامة‪،‬‬ ‫سياسية‪ ،‬مدنية واجتماعية وتتيح لهم اإلمكانية للمشاركة السياسة في ّ‬ ‫املؤسسات اإلدارية والتمثيلية على‬ ‫ً‬ ‫الصعيد املحلي‪ ،‬اإلقليمي والكونفدرالي‪ .‬إذا اتخذنا من االتحاد األوروبي نموذجا‪ ،‬والذي أقام في بادئ األمر‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫عكسيا‪-‬‬ ‫مسارا‬ ‫سياسيا أنشأ مواطنة أوروبية‪-‬سيتبع التحالف املقترح‬ ‫اتحادا اقتصاديا وفي فترة الحقة اتحادا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيقام أوال االتحاد السياس ي الذي سيتيح حرية التنقل‪ ،‬وسيليه االتحاد االقتصادي الذي سيحقق مساواة‬ ‫اقتصادية‪-‬اجتماعية نسبية وسيضمن وجود شبكة اقتصادية لجميع مواطني التحالف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سنقدم في هذه الورقة ً‬ ‫ّ‬ ‫سنتطرق إلى بعض العوائق‬ ‫شرحا حول النموذج املقترح وأهمية املواطنة االجتماعية‪،‬‬ ‫الناتجة عن النموذج التحليلي املقترح للعضوية السياسية وسنستخدم بعض األبحاث التجريبية املقارنة حول‬ ‫نظام املواطنة والعالقات بين األغلبية واألقلية في االتحاد األوروبي‪ ،‬يوغوسالفيا السابقة‪ ،‬كوسوفو وقبرص‬ ‫لعرض العوائق والحلول املحتملة للنموذج املقترح‪ .‬نستعرض في الفصل األول النموذج املقترح للعضوية‬ ‫السياسية‪ ،‬يلقي الفصل الثاني الضوء على النماذج القائمة للمواطنة ويستعرض بشكل تفصيلي "املواطنة‬ ‫االجتماعية" الواعدة‪ ،‬في حين يفحص الفصل الثالث العوائق السياسية والقانونية الناتجة عن الفجوة‬ ‫الحقوقية ومجموعات أقليات سكانية ويستعرض الحلول املمكنة‪ .‬وفي نهاية املطاف سنتناول الحوكمة ثالثية‬ ‫املستويات على الصعيد الكونفدرالي‪ ،‬القومي والبلدي باعتبارها حال لتجسير الفجوة بين املواطنة واإلقامة في‬ ‫الكونفدرالية‪.‬‬

‫الشروط امليدانية لنموذج العضوية السياسية‬

‫‪17‬‬


‫‪.3‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مواطنة شاملة لجميع السكان من نهر األردن إلى البحر األبيض املتوسط في إحدى الدولتين وفي‬ ‫الكونفدرالية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫النموذج املقترح للعضوية السياسية يعنى بالنتيجة النهائية للمبادرة وال يرى أن املراحل الزمنية أو‬ ‫التنفيذية‪ ،‬مثل املحاصصة النسبية املحددة للسكان‪ ،‬يجب أن تعيق حرية ّ‬ ‫التنقل العتبارات أمنية‬ ‫وقضايا أخرى مدرجة ضمن املفاوضات‪.‬‬

‫الشرط األساس ي األول‪ :‬املواطنة الشاملة‬ ‫ً‬ ‫تقليديا‪ ،‬املواطنة هي ذروة العضوية السياسية املانحة للحقوق‪ ،‬في حين يدرج انعدام الجنسية في أسفل السلم‬ ‫حيث يفتقر اإلنسان للحقوق نتيجة عدم االنتماء ألي دولة‪ .‬وفق تحليل حنة آرنت للعالقة بين الحقوق وبين‬ ‫أن انعدام الجنسية هو انعدام الحق في الحصول على حقوق ‪ .‬لهذا‪ ،‬نرى ّ‬ ‫االنتماء لدولة قومية‪ ،‬نرى ّ‬ ‫أن أحد‬ ‫الشروط األساسية لقابلية التنفيذ السياسية لهذا النموذج هو ّ‬ ‫أن يكون جميع السكان املقيمين بين نهر األردن‬ ‫ّ‬ ‫والبحر األبيض املتوسط مواطنين في إحدى الدولتين وفي الكونفدرالية‪ .‬نحن نرى أن املواطنة هي قاعدة‬ ‫العضوية السياسية‪ّ ،‬‬ ‫وأن أي مكانة سياسية أخرى ستفتقر إلى الحقوق‪ .‬الفئة السكانية التي لن تحظى‬ ‫باملواطنة داخل الكونفدرالية ستهدد استقرار النظام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تاريخيا‪ ،‬جزء كبير من السكان الفلسطينيين املقيمين في أراض ي الكونفدرالية املقترحة لم يحظوا باملكانة‬ ‫ّ‬ ‫السياسية وال بالحقوق ّ‬ ‫ألنهم كانوا خاضعين للحكم العسكري على مختلف أشكاله ولم يتمكنوا من اتخاذ‬ ‫قرارات فعالة بشأن مستقبلهم السياس ي‪ ،‬بما في ذلك الفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل‪ .‬عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫وبسبب التمييز االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬لم تسنح الفرصة للفئات السكانية املستضعفة في املجتمع اليهودي‬ ‫باملشاركة السياسية الفعالة واتخاذ القرارات‪ ،‬خاصة في األطراف‪.‬‬ ‫في إطار التسوية السياسية الجديدة‪ ،‬من الضروري أن يحظى كل املقيمون على أراض الكونفدرالية باملواطنة‬ ‫ّ‬ ‫تسهل عملية املشاركة ّ‬ ‫املتساوية والتي ّ‬ ‫الفعالة في اتخاذ القرارات املتعلقة بحياتهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الشرط األساس ي ‪ :2‬نموذج املواطنة السياسية يتعلق بالتسوية النهائية‬ ‫تشمل املبادرة عدة معايير تنفيذية‪ ،‬بما في ذلك زيادة تدريجية في عدد سكان إحدى الدولتين الذين هم‬ ‫مواطنون في الدولة األخرى (مواطنون إسرائيليون مقيمون في فلسطين والعكس صحيح)‪ ،‬بالرغم من ّ‬ ‫أن‬ ‫املجموعة البحثية لم تتدارس الجوانب الزمنية للخطة‪ .‬العالقة املقترحة بين العضوية السياسية وحرية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنقل ال تتناول معايير املحاصصة النسبية للمقيمين‪ .‬نحن نتطرق إلى القضايا املتعلقة بالتغييرات‬ ‫الديموغرافية واألثر املحتمل لهذه املبادرة على العالقات بين األغلبية واألقلية‪ ،‬على افتراض ّ‬ ‫أن املبادرة نجحت‬ ‫في تحقيق هدفها‪ ،‬أال وهو إقامة الكونفدرالية‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫ّ‬ ‫ملخص‬ ‫ّ‬ ‫تتناول هذه الورقة املواقف‪ ،‬التفضيالت واالحتياجات املتوقعة للمجموعات السكانية الفلسطينية فيما‬ ‫ّ‬ ‫يتعلق باالنتماء‪ ،‬اإلقامة‪ ،‬املواطنة وحرية ّ‬ ‫التنقل ضمن نموذج "دولتين في مكان واحد"‪ .‬نتدارس كيفية التوفيق‬ ‫بين "املواطنة" و "اإلقامة" وما هي عناصر القومية‪ ،‬املواطنة واإلقامة الغائبة أو القائمة في الصيغة املقترحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سيقيم البحث ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضا‬ ‫وألنه سيكون هناك نوعان من املواطنة املحتملة‪ ،‬مواطنة إسرائيلية وأخرى فلسطينية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جاهزية كل من الشعبين الستيعاب سكان "القومية األخرى" ضمن هذا النموذج‪ .‬ما هي الحقوق‪ ،‬االحتياجات‬ ‫والتسويات الالزمة لضمان صراعات أقل وجودة حياة أفضل لكال الشعبين‪.‬‬ ‫الدروس املستفادة مستمدة من حالة القدس الشرقية كنموذج لكيفية إدارة اإلقامة ضمن نظام حكومي ال‬ ‫يتطابق مع الهوية القومية للفرد‪ .‬أشير إلى التعبيرات الثقافية والحقوق الجماعية األخرى القتراح نوعية األطر‬ ‫التي قد تلبي هذه االحتياجات‪ .‬يمكننا بعد ذلك توزيع ّ‬ ‫املؤهالت املختلفة على الحكومات‪ ،‬السلطات املحلية‬ ‫واألطر واملؤسسات الجماهيرية األخرى‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫ّ‬ ‫ملخص‪ :‬القدس‪ :‬نحو سلطة متروبوليسية مشتركة‬

‫ترسم هذه الورقة خطة مستقبلية لسلطة متروبوليس القدس‪/‬أورشليم ‪Jerusalem\al Quds Metropolin‬‬

‫ً‬ ‫نموذجا ملتروبوليس القدس‪/‬أورشليم الذي قد يساهم في تفادي الحاجة لتقسيم‬ ‫)‪ .Authority (JAMA‬نقترح‬ ‫السيادة‪ ،‬ونرى ّ‬ ‫أن املدينة املشتركة وثنائية القومية هي خيار أفضل للمدينة بأكملها ولكال الطرفين ألسباب‬ ‫اجتماعية‪ ،‬سياسية واقتصادية‪ .‬وفي صميم رؤيتنا‪ ،‬نقترح إقامة "منطقة عاصمة" ال مركزية ومستقلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫سيكون متروبوليس القدس‪/‬أورشليم وحدة سياسية ّ‬ ‫مميزة تخضع لسيادة إسرائيلية وفلسطينية‬ ‫مشتركة‪ .‬جغر ً‬ ‫افيا‪ ،‬ستمتد بين البرية في الشمال‪ ،‬معاليه أدوميم في الشرق‪ ،‬بيت جاال في الجنوب‬ ‫وميفاسيريت في الغرب‪ ،‬وتقطن في هذه املنطقة حوالي ‪ 733،333‬نسمة‪ ،‬نصفهم من اليهود‬ ‫والنصف اآلخر من الفلسطينيين‪ .‬ستخضع املنطقة لسيادة إسرائيلية وفلسطينية مشتركة بإدارة‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫إسرائيلية وفلسطينية مشتركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسة سياسية "مقلصة"‪ .‬سيضم مجلسها‬ ‫نتصور أن يكون متروبوليس القدس‪/‬أورشليم‬ ‫ّ‬ ‫ممثلين عن الحكومات املحلية في املنطقة وعن الوزارات اإلسرائيلية والفلسطينية‪ .‬سيضم طاقهما‬ ‫الرئيس ي مهنيين في مجاالت التخطيط‪ ،‬النقل‪ ،‬البيئة وما شابه ذلك‪.‬‬ ‫ستضم املنطقة الحضرية ّ‬ ‫مجمعين رئيسيين يأويان مقر ّي الحكومتين الفلسطينية واإلسرائيلية‪.‬‬ ‫منطقة الحكومة اإلسرائيلية ستبقى في مكانها (كريات هاليئوم) في حين سيختار الفلسطينيون‬ ‫املنطقة التي سيقام فيها مقر حكومتهم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ستعتبر املدينة عاصمة إسرائيل وفلسطين على حد سواء‪ّ ،‬‬ ‫مما سيضمن حقوق الشعبين في‬ ‫ّ‬ ‫وسيحد من املنافسة الديموغرافية والجغرافية املدمرة بين اإلسرائيليين والفلسطينيين‬ ‫املدينة‬ ‫منذ ‪.3111‬‬

‫‪-‬‬

‫اإلسم املختار لوصف املنطقة املتروبولوتية (‪ )JAMA‬يدمج بين "أورشليم" و "القدس" احتر ًاما‬ ‫للمشاعر الرمزية للشعبين تجاه املنطقة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫إقامة متروبوليس القدس‪/‬أورشليم سينطوي على تعاون عابر للحدود في مختلف املجاالت‬ ‫(كالتخطيط‪ ،‬البنى التحتية والتنمية االقتصادية)‪ .‬إحدى القضايا املركزية في هذا النشاط‬ ‫التعاوني ستكون قضية األمن وتأسيس نظام شرطة مشترك والذي سيدخل حيز التنفيذ ضمن‬ ‫اإلطار السياس ي الجديد الذي سيخدم الطرفين‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫سيوضع في متروبوليس القدس‪/‬أورشليم شريط أمني في جميع أنحاء املدينة بغض النظر عن‬ ‫الحدود السياسية إلسرائيل وفلسطين‪ .‬هذه املنطقة ستكون منزوعة السالح‪ ،‬حيث سيكون حمل‬

‫‪20‬‬


‫ّ‬ ‫ً‬ ‫متاحا فقط للشرطة‪ ،‬وللقوات األمنية والعسكرية املرخصة‪ .‬ستضع الحكومتين‬ ‫السالح‬ ‫الفلسطينية واإلسرائيلية معاهدتين‪ :‬معاهدة قانونية ومعاهدة شرطية ساريتي املفعول في منطقة‬ ‫‪-‬‬

‫متروبوليس القدس‪/‬أورشليم‪.‬‬ ‫كما ورد ً‬ ‫آنفا‪ ،‬نقترح تعيين حدود منطقة معينة‪ ،‬تشمل البلدة القديمة ومحيطها املباشر‪ ،‬لتكون‬ ‫املقدسة‪ ".‬وينص مقترحنا على ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن تكون هذه املنطقة ب "ملكية‬ ‫"القدس‪/‬أورشليم‬ ‫متساو للمسيحين‪ ،‬املسلمين‬ ‫قدسية‪/‬سماوية"‪ ،‬ويديرها مجلس دولي متعدد األديان يضم تمثيل‬ ‫ٍ‬ ‫واليهود‪ .‬مسؤولية األمن والبنى التحتية‪ ،‬والسيادة الرسمية تبقى ضمن مسؤوليات متروبوليس‬ ‫القدس‪/‬أورشليم‪ ،‬ولكن سيكون لذلك تأثير ضئيل على إدارة األماكن املقدسة‪ ،‬القضايا املتعلقة‬ ‫باألديان والسياحة والتي ستخضع لسلطة مجلس املدينة ّ‬ ‫املقدسة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫املحاكم الفلسطينية واإلسرائيلية ستكون مسؤولة عن السلطة القضائية الشخصية‪ .‬الجرائم‬ ‫التي يرتكبها مواطنو طرف ثالث ستحال للسلطة القضائية في الدول التي دخل عبرها هؤالء‬ ‫ّ‬ ‫شرقي القدس ستخضع للقانون‬ ‫املواطنون إلى متروبوليس القدس‪/‬أورشليم‪ .‬األحياء اإلسرائيلية في‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫أحد األركان األساسية ملقترحنا هو إطار من املقاطعات (‪ ،)Tier of Districts‬حيث يتم الجزء األكبر‬ ‫ّ‬ ‫من الحوكمة الحضرية‪ .‬هذا الجزء من هيكل الحوكمة الحضرية سيشكل جوهر اإلدارة‬ ‫ّ‬ ‫التخطيطية‪ ،‬املحلية والجماعية للمنطقة‪ .‬وفي حين ستتشكل السلطة األم‪ ،‬كما ورد أعاله‪ ،‬من‬ ‫خبراء مهنيين ومجلس املدينة ّ‬ ‫املقدسة من شخصيات دينية‪ ،‬ستؤدي السلطات املحلية جميع‬ ‫مهام الحوكمة الحضرية‪ ،‬بما في ذلك التخطيط املحلي‪ ،‬التربية والتعليم‪ ،‬اإلسكان‪ ،‬التنمية‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬املراقبة البيئية واإلجراءات اليومية األخرى املتعلقة في الديمقراطية الحضرية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ -‬سكان املدينة الفلسطينيين واإلسرائيليين سيكونون أعضاء كاملي الحقوق في مجتمعاتهم‬

‫‪-‬‬

‫للنظم القانونية الفلسطينية واإلسرائيلية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سيكون متروبوليس القدس‪/‬أورشليم مفتوحا لجميع املقدسيين اإلسرائيليين والفلسطينيين‬

‫ن ّ‬ ‫الوطنية السياسية الخاصة بهم‪ .‬ولهذا‪ّ ،‬‬ ‫ممثليهم البرملانيين وسيخضعون ً‬ ‫تباعا‬ ‫فإنهم سينتخبو‬

‫للعمل‪ ،‬السكن واالستمتاع باألنشطة الترفيهية‪ .‬جميع الضوابط التي تسري على الحدود الوطنية‬ ‫ستمارس في مخارج منطقة املدينة املفتوحة‪ .‬إذا كانت الضوابط الحدودية مطلوبة من قبل ّ‬ ‫أي من‬ ‫الدولتين‪ّ ،‬‬ ‫فإنها ستوضع في مخارج املدينة‪ .‬هذه اإلجراءات ستضمن ضبط الدولتين اإلسرائيلية‬ ‫‪-‬‬

‫والفلسطينية للتحركات داخل املناطق الواقعة تحت سيادتهما‪.‬‬ ‫املكانة الخاصة ملتروبوليس القدس‪/‬أورشليم ستتجلى ً‬ ‫الحقا باستقالليته في بعض املجاالت كالبنى‬ ‫التحتية‪ ،‬نظام املواصالت العاصمي والبيئة‪ .‬وإلبعاد التوتر املحتمل بين الدولتين اإلسرائيلية‬

‫‪21‬‬


‫ّ‬ ‫سيوجه متروبوليس القدس‪/‬أورشليم ّ‬ ‫جل تركيزه نحو‬ ‫والفلسطينية والسلطات املحلية للمدينة‪،‬‬ ‫قضايا مهنية‪ .‬سيقيم هيئات خاصة تعنى بالبيئة‪ ،‬التخطيط‪ ،‬النقل‪ ،‬البنى التحتية وما إلى ذلك‪،‬‬ ‫إضافة إلى قوات الشرطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫متروبوليس القدس‪/‬أورشليم لن يستنفع من الضرائب املحلية بل سيحظى بالدعم املادي من‬ ‫الدولتين اإلسرائيلية والفلسطينية بالتساوي‪ .‬كما وسيقام صندوق خاص طويل األمد للتنمية‬ ‫اإليجابية والتسوية‪ّ ،‬‬ ‫إي التنمية التي تهدف إلى الحد من عدم املساواة ومشاعر االستياء والعداء‬ ‫التاريخي‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫ّ‬ ‫ملخص‪ :‬مجموعة العمل الفلسطينية حول حق العودة‬ ‫منذ عام ‪ ،3147‬استجاب املجتمع الدولي لنداء الالجئين الفلسطينيين من خالل توفير مساعدات إنسانية‬ ‫تشمل بعض الخدمات الصحية والتعليمية األساسية‪ .‬ولكننا نفتقر إلى األدلة الكافية التي تشير إلى تخصيص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املساعدات الالزمة ملعالجة الكارثة املتعلقة بالتهجير وفقدان املكانة االجتماعية‪ ،‬املمتلكات والكرامة‪ .‬كما وأننا‬ ‫نفتقر إلى التوثيقات الكافية حول كيفية "استقبال وتعامل الدول واملجتمعات املضيفة"‪ ،‬بما في ذلك مناطق الـ‬ ‫‪ 11‬الفلسطينية‪ ،‬لالجئين الذين ّ‬ ‫مروا بتلك الصدمة واإلذالل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫استطاع هؤالء الالجئون الصمود من خالل العمل في بيئات قاسية‪ ،‬غير منظمة وغير مراعية آلخر‪ .‬خالل‬ ‫ساعات النهار‪ ،‬حرم الالجئون أنفسهم من احتياجاتهم النفسية لتلبية احتياجاتهم الجسدية التي انطوت على‬ ‫تحديات كثيرة‪ .‬وفي ساعات الليل‪ ،‬اعتادوا على سرد القصص عن "البيت" الذي تركوه هناك في فلسطين‪ .‬وقد‬ ‫احتلت األغراض التي جلبوها معهم مكانة خاصة في نفوسهم ّ‬ ‫ألنها ساعدتهم على إبقاء "البيت" ً‬ ‫حيا في ذاكرتهم‬ ‫وذاكرة األجيال القادمة‪ .‬لقد كانت هذه طريقتهم للتعبير عن شعورهم العميق بالفقدان‪ ،‬والذي ال يزال‬ ‫يرافقهم حتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى الفقدان املادي واملعنوي‪ ،‬اضطر الالجئون ألن يشرحوا باستمرار للمجتمعات املضيفة ولألجيال‬ ‫الالجئة املتعاقبة أسباب مغادرتهم ملنازلهم‪ .‬اتهمهم البعض بالضعف وألصقوا بهم العار لتركهم منازلهم‪ .‬رأى‬ ‫بعض سكان البلدان املضيفة ّأنهم لم يناضلوا بل اختاروا الطريقة األسهل من خالل مغادرة بالدهم‪ .‬آمن‬ ‫ألنهم هجروا "أرضهم"‪ّ .‬‬ ‫آخرون ّأنهم ال يستحقون لقب "الفلسطينيين الوطنيين" ّ‬ ‫وكأن إجبارهم على الرحيل لم‬ ‫كافيا‪ .‬لقد اضطروا إلى التعامل مع مشاعر الخزي واللوم ّ‬ ‫يكن ً‬ ‫املوجه ضدهم في أوساط الالجئين ومن قبل‬ ‫املجتمعات املضيفة‪ ،‬أضف إلى ذلك شعورهم بالذنب النابع عن عدم مقدرتهم على إعالة أسرهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫باختصار‪ ،‬تركت مجتمعات الالجئين وحدها‪ ،‬دون الدعم الالزم ملواجهة القضايا املتعلقة بفقدان الهوية‬ ‫واالحتياجات اإلنسانية‪ ،‬التي ّ‬ ‫تتعدى االحتياجات املادية‪ .‬لقد تعاملوا مع ضائقتهم من خالل االلتصاق‬ ‫اض وحظي بمكانة اجتماعية مرتبطة بتلك امللكية‪ .‬هذه الروايات‬ ‫بحكايات وذكريات شعب قوي امتلك بيوتا وأر ِ‬ ‫التي تسرد واقع الحياة قبل عامي ‪ 3147‬و ‪ 3111‬ال تزال حية تتناقلها األجيال‪ .‬لقد أصبحت الحقيقة الوحيدة‬ ‫التي يمكنهم التمسك بها والحلم الوحيد الذي يجب تحقيقه ّ‬ ‫مجد ًدا‪ .‬وإن ّ‬ ‫تطرقنا إلى الجانب النفس ي‪ ،‬ال يزال‬ ‫مجتمع الالجئين يعيش واقع الحياة الذي يعود إلى ما قبل عام ‪ .3147‬حياتهم في مخيمات الالجئين منذ ذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ستتغير فور عودتهم إلى "البيت"‪.‬‬ ‫الحين هي حياة مؤقتة قصيرة األمد والتي‬ ‫حاليا في الصراع اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني ّ‬ ‫إذا رأى جميع املتداخلين ً‬ ‫أن قضية الالجئين الفلسطينيين هي أحد‬ ‫العوائق الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى حل الدولتين السلمي‪ ،‬عليهم تغيير طريقة تناولهم لهذه القضية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أحد اإلخفاقات األساسية في مسار املفاوضات واملعاهدات التي وقعت حتى اآلن هو تمثيل الالجئين بشكل كامل‬

‫‪23‬‬


‫وشمولي‪ .‬لم يبادر املفاوضون الفلسطينيون إلى مخاطبة الالجئين الفلسطينيين بشكل مباشر‪ .‬لقد تجاهلوا‬ ‫تماما حقيقة وجود جيل ثالث من الالجئين الفلسطينيين الذين ال يزالون يحملون "املفتاح" ّ‬ ‫ً‬ ‫ويتبنون معتقدات‬ ‫الجيل األول بكل ما يتعلق باستعادة كرامتهم واملطالبة بحقوقهم‪ .‬لم تكن هناك أي محاولة ملناقشة حلول‬ ‫بديلة محتملة أو إبداعية‪.‬‬ ‫لم تعترف الحكومة اإلسرائيلية بعد بمسؤوليتها عن محنة الالجئين‪ .‬وما يجعل األمور أكثر ً‬ ‫سوء هو سماع‬ ‫مجتمع الالجئين الفلسطينيين لعدد ال متناهي من الروايات اإلسرائيلية التي تنكر حقيقة وجود قضية تدعى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫نادرا ما تؤكد الرواية اإلسرائيلية حقيقة إجبار حوالي ‪ 733,333‬فلسطيني على مغادرة‬ ‫قضية الالجئين‪.‬‬ ‫أراضيهم‪ ،‬في حين تنكر بعض الروايات حقيقة تواجد هؤالء السكان األصليين في أراض ي فلسطين التاريخية‪.‬‬ ‫لقد سميت ب “األرض الخالية من البشر"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تحديدا‬ ‫يعمل املجتمع الدولي‪ ،‬بما في ذلك هيئات األمم املتحدة‪ ،‬مع الالجئين بشكل مباشر‪ .‬ولكن وكالة الغوث‬ ‫لم تتخذ أي إجراء يساعد هذه املجتمعات على استعادة كرامتها‪ .‬فكرة املساعدة "اإلنسانية" بحد ذاتها‪ ،‬ورغم‬ ‫تذكرنا ً‬ ‫الحاجة إليها‪ّ ،‬‬ ‫دوما بمحنة الالجئين‪.‬‬ ‫ولكن ما تجهله أو تتجاهله هذه الهيئات الدولية‪ ،‬هو الحاجة لفهم ثقافة هؤالء الالجئين‪ :‬أال وهي ثقافة القوي‪،‬‬ ‫املالك‪ ،‬املانح والقائد‪ .‬هذا النوع من املساعدات ّ‬ ‫يعزز الشعور بالضعف‪ ،‬الخزي وتجربة الفقدان التي يخوضها‬ ‫الالجئون‪ .‬ففي ّ‬ ‫كل مرة يصطف فيها الالجئون في طوابير للحصول على الطعام‪ ،‬ال يسعهم إال أن يتذكروا‬ ‫ضعفهم وإذاللهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تؤمن مجموعة العمل هذه أنه لدمج مجتمعات الالجئين الفلسطينيين املتناثرة في مختلف أنحاء العالم في‬ ‫ّ‬ ‫التطرق أوال إلى قضايا الكرامة اإلنسانية‪ ،‬االحتياجات‬ ‫املحادثات حول االتحاد الفلسطيني‪-‬اإلسرائيلي‪ ،‬يجب‬ ‫اإلنسانية واالحتياجات املتعلقة بالهوية‪ .‬هناك حاجة ماسة لتطوير برنامج شمولي وجماعي ملعالجة الالجئين‬ ‫من الصدمة التي ّ‬ ‫مروا بها قبل أن ينضموا إلى املحادثات‪ .‬البرامج التي ترتكز على استعادة الكرامة اإلنسانية من‬ ‫ّ‬ ‫خالل االعتراف بمعاناتهم وحقوقهم ستساعد الالجئين على النظر في الحلول البديلة لوضعيتهم املؤقتة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التعويض املالي‪ ،‬إلى جانب الرحالت الفعلية املنظمة إلى "الوطن" قد تعزز دافعية الالجئين لالنخراط في مسار‬ ‫البحث عن حلول بديلة لوضعيتهم كالجئين‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫ملخص‪ :‬بحث العودة والهجرة‬ ‫تعمل دراستنا على إنشاء نموذج عادل ودائم لسياسات العودة والهجرة التي سيتم تنفيذها في الدولة‬ ‫املستقبلية‪ .‬وينقسم عملنا إلى ثالثة محاور مركزية وفق املجموعات السكانية الثالث التي تتأثر بها‪ .‬املجموعة‬ ‫األولى مركبة من مجتمعات الالجئين الفلسطينيين‪ ،‬املجموعة الثانية من مجتمعات الالجئين والعمال‬ ‫املهاجرين (في كثير من الحاالت من غير املمكن التمييز بينهما) واملجموعة الثالثة من املجتمعات اليهودية‬ ‫املختلفة التي سوف تتأثر من هذه السياسة‪ .‬الدمج بين هذه املجموعات الثالث ينبع من التفكير في أن كل‬ ‫تخطيط لسياسة العودة‪ ،‬ال يمكن مناقشته بشكل منفصل عن السياق األوسع لسياسة الهجرة‪ .‬عودة‬ ‫ً‬ ‫الالجئين هي شكل من أشكال الهجرة‪ ،‬وتشكل تغييرا في سياسة الهجرة في حد ذاتها‪.‬‬ ‫حتى نتمكن من ضمان عودة وهجرة عادلة‪ ،‬يجب أن نهتم باملجتمع املحلي‪ ،‬الذي من املفترض أن يقوم‬ ‫باستيعاب السكان الجدد‪ .‬األخذ بعين االعتبار احتياجات املجتمع املستقبل تضمن تحقيق مصالح جميع‬ ‫السكان‪ ،‬وبالتالي الحديث باألساس هو عن مصلحة مشتركة للجميع‪ .‬لذا سوف يتم تطبيق آليات الهجرة كما‬ ‫وردت وفي نفس الوقت تطبيق آليات تعزيز املجتمعات التي تعيش في إسرائيل اليوم‪ ،‬اليهود والفلسطينيون‬ ‫وطالبي اللجوء والعمال املهاجرين الذين هم فعال موجودين في البالد‪ .‬حتى يتسنى لنا وصف استنتاجاتنا نفتتح‬ ‫بالقضايا املتعلقة بالهجرة‪.‬‬ ‫يقترح نموذجنا التوقف عن إصدار تأشيرات دخول عمل جديدة‪ .‬عدد املهاجرين وطالبي اللجوء املوجود في‬ ‫البالد كبير بما يكفي لتلبية الحاجة لأليدي العاملة‪ ،‬وآلية طرد واستيراد عمال جدد غير الئقة من الناحية‬ ‫األخالقية وغير فعالة من الناحية العملية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإننا نقترح حظر تدخل شركات املوارد البشرية‬ ‫في إجراء قبول املكانة القانونية (קבלת המעמד)‪ .‬املحاولة لتحديد معايير صارمة التي تمنع املهاجرين من‬ ‫املكوث الدائم في البالد أثبتت فشلها سواء في التجربة اإلسرائيلية أو العاملية‪ .‬التصنيف على أساس العمر‬ ‫والحالة االجتماعية على النحو املنشود الستيراد أشخاص على انهم خيول للعمل‪ ،‬يتناقض مع إنسانية‬ ‫املهاجرين وأنماط الهجرة املتبعة في جميع أنحاء العالم‪ .‬املهاجرين الذين يأتون لفترة قصيرة يميلون في بعض‬ ‫األحيان إلى جلب أسرهم واملكوث لفترة أطول مما خطط له من يعطي التأشيرة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫لذلك‪ ،‬تتعامل سياستنا املقترحة مع املهاجرين على انهم أشخاص غير منقوصين يعيشو حياة كاملة في البالد‬ ‫خالل عملهم‪ ،‬مع عائالتهم ويهتمون بجوانب التربية‪ ،‬الصحة‪ ،‬واملجتمع املتنوع ومتعدد األعمار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫من تجربة النشاطات التي عقدت في األحياء الجنوبية في تل أبيب‪ ،‬تبين أن الجاليات املهاجرة املكونة من عائالت‬ ‫ً‬ ‫اقل تصادما مع املجتمع املحلي من الشبان الذين يأتون للعمل فقط من دون عائلة‪ ،‬وتميل هذه املجموعة إلى‬ ‫التأثير سلبا على النسيج املعيش ي في الحي‪.‬‬ ‫لتنفيذ هذا االستنتاج‪ ،‬فإننا نقترح قبول حق الدولة املستقبلية في منع دخول مهاجرين جدد إلى أراضيها‪ ،‬لكي ال‬ ‫يزيد عدد املهاجرين في البالد عن العدد الذي يمكن احتوائه داخل املجتمع‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإننا نقترح‬ ‫إنشاء آلية استيعاب ومواطنة تدريجي لهؤالء املوجودين في البالد‪ .‬والهدف من ذلك هو أن هذا اإلجراء سوف‬ ‫يؤدي إلى أن كل شخص موجود ي الدولة يصبح معترف به وصاحب مكانه‪ ،‬حيث أن املكانة املؤقتة تؤدي‬ ‫تدريجيا إلى املواطنة ومنح حقوق متساوية كاملة بعد عدة سنوات‪ .‬باعتقادنا‪ ،‬تملك الدولة الحق في تحديد‬ ‫عدد املهاجرين التي بإمكانها احتوائهم قدر اإلمكان‪ ،‬على أساس عدد املهاجرين الذين يعيشون في الوقت‬

‫‪25‬‬


‫الحاضر‪ .‬وستعطى األولوية اإلقامة على أساس مدة اإلقامة في البالد‪ ،‬وعلى أساس االضطهاد في بلد املنشأ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الدولة سوف تحترم االتفاقيات الدولية التي تنظم القوانين األساسية فيما يتعلق‬ ‫بالالجئين وطالبي اللجوء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هذه االستنتاجات تقودنا إلى الفئة السكانية الثانية‪ ،‬السكان املقيمين‪ ،‬هذه الفئة من السكان غالبا ما‬ ‫تتعارض احتياجاتها مع السكان املهاجرين‪ .‬هذا الصراع يؤدي إلى موجات من العنصرية‪ ،‬العدائية والعنف‪.‬‬ ‫لهذا السبب‪ ،‬يسعى النموذج املقترح على توزيع املهاجرين وطالبي اللجوء الماكن مختلفة‪ ،‬وعدم السماح‬ ‫ً‬ ‫آلليات السوق الحر بتركيزهم جميعا في األحياء السكنية األكثر ضعفا‪ ،‬مثل أحياء جنوب تل أبيب‪ .‬من ناحية‬ ‫أخرى‪ ،‬خبيرة تخطيط املدن علمتنا أن أي توزيع كامل لفئة سكانية هو أمر مدمر لنسيجها االجتماعي‪ .‬الفئة‬ ‫السكانية التي ال تنتمي إلى نسيج يحيطها هي بحاجة إلى كتلة أساسية للحفاظ على حياة املجتمع األولية‪،‬‬ ‫املؤسسات الدينية والثقافية واالجتماعية الخ‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن التخطيط يقترح مسح عدد من املناطق أكثر قوة‬ ‫لتوزيع املهاجرين وطالبي اللجوء اليها بشكل منظم وممركز‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار احتياجات مجتمعاتهم‪.‬‬ ‫التعامل مع املجتمعات يجب أن يتم من خالل عقد لقاءات مع ممثلي املجتمعات ومنظماتهم الداخلية‪.‬‬ ‫تمكين القيادة املجتمعية ضروري للوساطة والتقارب بين السكان األصلين واملهاجرين‪ .‬التوجه الجديد في‬ ‫سياسة الهجرة يسعى لوقف التعامل مع املهاجرين بمصطلحات سلبية‪ ،‬والتقييد‪ ،‬والحظر والتصنيف‪ ،‬وبدء‬ ‫الحديث عن تقليص األضرار للسكان من خالل تشجيع التكامل االجتماعي ملجتمع املهاجرين‪ .‬ويستند مسار‬ ‫التكامل الذي اخترناه على اللقاء بين املهاجرين واملقيمين القدامى من خالل قيادتهم‪ ،‬منظمات أو لجان‪ ،‬وذلك‬ ‫ملناقشة احتياجات ومشاكل املجتمعات في نقطة التقاء بينها وبين الجميع‪ .‬بهذه الطريقة‪ ،‬يكون التواصل من‬ ‫خالل نضاالت مشتركة وليس فقط من خالل العدائية لألجانب في الشوارع‪.‬‬ ‫عملية توزيع املهاجرين والالجئين من غيتوهاتهم‪ ،‬اقترح من قبلنا بين مجمل املقترحات‪ ،‬كخطوة لضمان عدم‬ ‫ً‬ ‫تكرار الظلم كممارسة مقبولة في مجال العدالة االنتقالية‪ .‬والفكرة هي أن الظلم املوجود حاليا‪ ،‬مستمد من‬ ‫عدم تنظيم الهجرة القائمة‪ .‬لذا‪ ،‬يجب أن يعالج هذا الظلم عن طريق وسيلة تقنع ضحاياه أن السياسة‬ ‫الجديدة هي ليست استمرار لنفس طريقة التصرف‪ .‬خطوة بناء ثقة كهذه يمكن أن تكون إجراء أولي لتوزيع‬ ‫مجموعات املهاجرين وطالبي اللجوء في الطريقة املذكورة أعاله‪ ،‬وبعدها يمكن الحديث عن عملية منح اإلقامة‬ ‫الدائمة واملواطنة دون أن يفسر هذا على أنه جاء على حساب سكان األحياء الفقيرة‪ .‬مجموعة السكان‬ ‫املقيمين منذ فترة طويلة ال يمكن أن تصبح ضحية للسياسة الجديدة‪ ،‬لذلك يجب تقوية البنى التحتية القائمة‬ ‫ً‬ ‫قبل أن يستوطن العمال املهاجرين وطالبي اللجوء في منطقتهم وقبل أن تحدث العودة فعال‪.‬‬ ‫عودة الالجئين الفلسطينيين الفعلية تبدأ باالعتراف األساس ي لجميع املشاركين في البحث أن لكل الجئ‬ ‫فلسطيني حق العودة إلى وطنه‪ .‬كما ذكر أعاله‪ ،‬فإن دمج الالجئين يتطلب جهد كبير بشكل خاص ويعتمد‬ ‫بشكل كبير على تعزيز البنى التحتية للمجتمعات املستقبلة‪ .‬يسعى هذا النموذج في هذه الحالة للعودة إلى أن‬ ‫ً‬ ‫يكون املواطنين الفلسطينيين في إسرائيل حاليا بمثابة وسطاء لعملية الدمج‪ .‬لهذا الغرض يجب تعزيزهم من‬ ‫حيث البنية التحتية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية‪ .‬ولعملية الدمج يجب إقامة طواقم بقيادة مواطنين‬ ‫فلسطينيين في البالد ليكونوا وكالء لعملية التكيف‪ ،‬تعليم اللغات‪ ،‬التوجيه في الحيز العام للتعرف على املكان‪،‬‬

‫‪26‬‬


‫املساعدة في العثور على عمل‪ ،‬وبالتالي تدفق الوظائف الجديدة سوف يساعد أيضا هذه الفئة من السكان لكي‬ ‫ال تنس ى فيما بعد‪.‬‬ ‫تخطيط مرحلة التطبيق جاء ليميز بين عدد من املجموعات ذوي احتياجات مختلفة بين الالجئين‪ .‬أوال‬ ‫الالجئين اللذين يحملون املواطنة‪ ،‬مكانة قانونية‪ ،‬دخل أو رأس مال نسبي في البالد املستقبلة‪ ،‬يمكنهم الدخول‬ ‫في املسار السريع ملنح حق الدخول والعمل في البالد‪ ،‬في حين أن منهم من يختار االستقرار يمكنهم الدخول إلى‬ ‫مسار املواطنة تدريجيا‪ .‬الالجئين الذين يعيشون في مخيمات الالجئين يشكلون الجزء األكبر من الالجئين‪،‬‬ ‫والجزء الذي االهتمام باحتجاجاته هو األكثر إلحاحا بالنسبة لنا‪.‬‬ ‫عرضنا على الالجئين الذين يعيشون في املخيمات مسار يعتمد على مشاركة القيادات ملخيمات الالجئين‪ ،‬من‬ ‫اجل حلول جماهيرية وفردية ملجموعة العائدين‪ .‬هذا يتطلب كمرحلة أولى خطوة منسقة بين خبراء التخطيط‬ ‫واألونروا وممثلين عن مخيمات الالجئين أنفسهم‪ ،‬من أجل فهم من هي املجموعة السكانية التي تعيش في كل‬ ‫مخيم‪ ،‬ومن أي قرى وصلت‪ ،‬وما حجمها ومستواها الثقافي‪ ،‬التقسيم حسب الجيل وهلم جرا‪ .‬وفقا لذلك‪،‬‬ ‫يقترح املخططون عدة خيارات تخطيطية لكل مجتمع‪ ،‬كتلك التي تم إنشائها في مخيم الالجئين أو جالية التي‬ ‫خرجت كلها من قرية واحدة قبل ‪ .47‬وسيتم تحديد هذا القرار وفقا إلرادة املجتمعات التي يتم التعبير عنها من‬ ‫خالل ممثليهم‪.‬‬ ‫على أي حال إذا كانت األرض في القرية األصلية ال تزال خالية‪ ،‬يحتاج املخططين الفحص فيما إذا باإلمكان‬ ‫استخدام أرض أخرى في إطار مشروع العودة‪ ،‬في حين إذا كان باإلمكان االكتفاء بعمل رمزي إلحياء الذكرى‪ .‬في‬ ‫أماكن معينة توجد إمكانية بناء قرية صغيرة‪ ،‬وفي حاالت أخرى من املحتمل أن تستوعب القرى النازحين منها‪.‬‬ ‫وسيتم تحديد هذه املسائل وفقا لرغبات املجتمعات والقدرة على التخطيط لتوفير البنى التحتية وإمكانية‬ ‫الحصول على فرص العمل والتعليم والخدمات االجتماعية األخرى‪.‬‬ ‫مسار العودة الثاني‪ ،‬إذن‪ ،‬هو مسار جماهيري‪ ،‬بإطاره يختار السكان اللذين سكنوا القرية قبل ‪ 47‬أو مجتمع‬ ‫من مخيم الالجئين بالتشاور مع املخططين في كيفية ممارسة حقهم في العودة إلى أرض القرية األصلية‪ ،‬أو إلى‬ ‫األحياء الجديدة التي سوف يتم بناؤها بما يتوافق مع احتياجات املجتمع‪ .‬املسار الثالث هو مسار مشاريع‬ ‫اإلسكان‪ .‬هذا املسار يتطلب كما تطلبت مشاريع إسكان الهجرة إلى دولة إسرائيل في بداياتها إلى توفير حلول‬ ‫سريعة إلسكان عدد كبير من املهاجرين‪ ،‬العائدون واملقيمون القدامى الذين بال مأوى‪ .‬من أجل عدم تكرار‬ ‫أخطاء بداية الصهيونية‪ ،‬والتي لم تشمل تفكير تخطيطي كافي‪ ،‬لقد أوحينا إلى أن األولوية هي في تكثيف‬ ‫االستيطان داخل املدينة وفقط من بعدها يتم إنشاء أحياء سكنية جديدة في مناطق النمو الطبيعي للمدن‬ ‫القائمة‪ .‬أشرنا إلى الناصرة وحيفا ويافا كمناطق مدنية مركزية لهذا الغرض‪.‬‬ ‫من ناحية تخطيطية‪ ،‬األفضلية إلنشاء األحياء واملدن النائية قليلة‪ ،‬ألن تكلفة بناء البنية التحتية في هذه‬ ‫املناطق مرتفع‪ ،‬والتهميش الجغرافي يرافقه تهميش اجتماعي وصعوبات بالحراك االجتماعي اقتصادي‪ ،‬وابعد‬ ‫من ذلك هناك حاجة للحفاظ على مساحات مفتوحة‪ ،‬وبناء عليه مطلوب منا تحسين األراض ي املوجودة قبل‬ ‫بناء مستوطنات جديدة‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫مسار العودة الرابع يتعلق باملباني الرمزية التي ال تزال قائمة كما كانت قبل ‪ ،47‬وتميل هذه املباني إلى خلق‬ ‫رمزية كبيرة عند الحاملين بمفاتيحهم‪ .‬على الرغم من أن املبدأ العام أن عدم العودة على عالقة مباشرة‬ ‫بخسارة املمتلكات الخاصة ب ‪ ،47‬رمزية هذه البيوت دفعتنا القتراح حل خاص‪ ،‬يسعى لفصل الطابو‪ ،‬بما‬ ‫معناه ملكية العقارات‪ ،‬وبين التملك‪ .‬املمتلكات تنتقل لعائالت الالجئين‪ ،‬في حين أن التملك يبقى في يد السكان‬ ‫املقيمين األخيرين‪ ،‬حيث انه يتم تقديم تعويض مادي لكل واحد من األطراف يعادل قيمة املبلغ املقدر لسعر‬ ‫البيت في السوق في حال وافق التنازل عن البيت نفسه‪ .‬يمكن آلليات الوساطة أن تساعد الطرفان في التوصل‬ ‫إلى اتفاق وسط لتقليل األضرار لكال الجانبين – بإمكان املستوطنين األخيرين‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬طلب السماح‬ ‫لهم بالبقاء في البيت لعدد سنوات أخرى حتى يترك األوالد البيت‪ ،‬وحينها يتركون البيت ومن ثم يتم منح ملكيته‬ ‫لعائلة الالجئين‪ ،‬إذا رفض املستوطنين باي حال من األحوال بإخالء البيت‪ ،‬ال يمكنهم توريث حقهم في البيت‬ ‫ألوالدهم‪ ،‬وعند موتهم تنتقل امللكية ألصحاب العقار‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫ملخص‪ :‬التسويات األمنية في " دولتين في مكان واحد"‬ ‫خلفية‪ :‬قضية وضع ترتيبيات أمنية مستقرة ومفيدة للطرفين ضرورية ً‬ ‫جدا إليجاد وضمان استدامة حل ناجح‬ ‫وطويل األمد للصراع اإلسرائيلي‪-‬الفلسطيني‪ .‬يعتبر األمن إحدى القضايا املركزية وحجر عثرة في املفاوضات بين‬ ‫الطرفين‪ ،‬ولهذا يجب معالجته بنجاعة لضمان االستقرار املطلوب لتحقيق رؤية "دولتين في مكان واحد"‪.‬‬ ‫لتحقيق ذلك‪ ،‬هناك حاجة لبذل جهود لحل الصراع بين مصالح الطرفين واالنتقال من رؤية أمنية "قريبة من‬ ‫وتتطرق‪ ،‬بشكل متساو ولكن غير متماثل‪ ،‬إلى اهتمامات ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل من‬ ‫الصفر" إلى فكرة مشتركة وتكاملية تعترف‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل وفلسطين‪ .‬في الواقع‪ ،‬لن توافق إسرائيل على أي اتفاقية طويلة األمد قد تؤدي إلى تدهور أمنها أو‬ ‫ّ‬ ‫تعرض مواطنيها إلى خطر متصاعد‪ ،‬خاصة في ظل انعدام االستقرار املمتد في املنطقة وازدياد التحديات‬ ‫والتهديدات األمنية‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬لن تستطيع الدولة الفلسطينية املستقبلية تأدية عملها‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫النمو واالزدهار‪ ،‬في حال عدم ضمان واحترام أمنها وسيادتها‪.‬‬ ‫املبادئ العامة لألمن في مرحلة ما بعد الصراع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تبحث هذه الدراسة في التسويات األمنية ما بعد الصراع‪ ،‬والتي ستلي اتفاقية السالم التي تعترف‬ ‫بوجود دولتين مستقلتين ذات سيادة وحكومتين مستقلتين (إسرائيل وفلسطين) مع حدود واضحة‬ ‫ً‬ ‫واستنادا إلى هذه الحدود‬ ‫ومحددة‪ ،‬وفق حدود ‪( 3111‬مع تبادل أراض ي متفق عليه بين الطرفين)‪.‬‬ ‫املعترف بها‪ ،‬ستضع الحكومتين اإلسرائيلية والفلسطينية ترتيبات معينة لضمان حرية تنقل‬ ‫الناس ونقل البضائع ولتنظيم القضايا املتعلقة بمكانة املواطنين واملقيمين‪ .‬وفي الحالتين‪ ،‬يجب‬ ‫على هذه التسويات تعزيز رؤية "دولتين في مكان واحد" لضمان حماية أمن الطرفين‪ .‬يجب أن‬ ‫تشير االتفاقية إلى ّ‬ ‫أن القدس هي العاصمة املشتركة إلسرائيل وفلسطين‪ .‬كما ويجب أن ّ‬ ‫تعرف‬ ‫بوضوح االلتزامات واملسؤوليات امللقاة على عاتق الطرفين لرصد الوضع بحسن نية‪ .‬أوال وقبل كل‬ ‫ش يء‪ ،‬سيكون كل طرف مسؤوال عن أمنه الداخلي‪ ،‬بما في ذلك القانون والنظام‪ ،‬مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬مكافحة التحريض وعرقلة نشاط املفسدين‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬يجب على االتفاقية إقامة دولة‬ ‫فلسطينية منزوعة السالح وتطوير قطاع أمني داخلي ّ‬ ‫فعال‪.‬‬

‫‪‬‬

‫يجب أن تحظى التسويات بموافقة الطرفين وأن تسعى إلى ضمان تلبية االحتياجات األمنية‬ ‫ّ‬ ‫التطورات األمنية واالستراتيجية األخيرة في‬ ‫للطرفين وليس إلى ضعضعتها (واألخذ بعين االعتبار‬ ‫املنطقة)‪ .‬القدرات واالحتياجات املختلفة يجب أن تؤخذ بعين االعتبار عند ترجمة مبدأ املساواة‬ ‫الشرعية في الحقوق والواجبات إلى مهام‪ ،‬أدوار ومسؤوليات‪.‬‬ ‫والتدرجية في السعي نحو تبني ّ‬ ‫ّ‬ ‫توجهات أمنية مشتركة وزيادة التعاون‪.‬‬ ‫سيتم اعتماد البراغماتية‬ ‫ن‬ ‫جميع التسويات املتفق عليها يجب أن تكو عملية وواقعية‪ ،‬كما ويتعين على الطرفين أن يكونان‬ ‫أن النموذج األمني يجب أن ّ‬ ‫عمليا ّ‬ ‫ملتزمين‪ ،‬مستعدين وقادرين على تنفيذها‪ .‬يعني ذلك ً‬ ‫ينفذ على‬ ‫مراحل منفصلة‪ ،‬تدريجية وتصاعدية‪ ،‬حيث يعكس إسناد األدوار واملهام الفجوة في القدرات في‬ ‫الواقع‪ ،‬ولكنه يسعى في نفس الوقت إلى سد هذه الفجوات‪ .‬وفي هذا الصدد‪ّ ،‬‬ ‫فإن أحد ركائز هذا‬

‫‪‬‬

‫‪29‬‬


‫‪‬‬

‫النموذج هو عملية تقييم على أساس األداء يجريها طرف ثالث مع تحديد واضح ملعايير وآليات‬ ‫ّ‬ ‫التدخل‪.‬‬ ‫في الختام‪ً ،‬‬ ‫نظرا لألخطاء التي ارتكبت في املاض ي بشأن هذا املوضوع‪ ،‬ستبتكر وتحافظ هذه‬ ‫ّ‬ ‫التسويات األمنية على آليات متابعة وتدخل مستدامة ملنع األزمات وإلدارتها وللتعامل مع اإلخالل‬ ‫ببنود االتفاقية‪.‬‬

‫العمل على تحقيقها‪ :‬معالجة القضايا األمنية " فور توقيع االتفاقية"‬

‫مطولة ّ‬ ‫قائمة القضايا األمنية التي يجب معالجتها بنجاح لتحقيق نموذج "دولتين في مكان واحد" ّ‬ ‫وجادة‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب اآلثار األمنية الجدية املترتبة على جميع القضايا املتداولة على طاوالت التفاوض‪ .‬وهنا‪ ،‬تبدأ الدراسة‬ ‫ً‬ ‫وإلحاحا‪.‬‬ ‫بخوض هذا املسار من خالل بعض القضايا األكثر أهمية‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ّ‬ ‫األمن الحدودي وحرية ّ‬ ‫التنقل‪ :‬يتوقع هذا النموذج إنشاء نظام ثنائي املستوى‪“ :‬حدود صعبة"‬ ‫ّ‬ ‫خارجية تديرها إسرائيل وفلسطين بشكل تشاركي‪ ،‬و"حدود لينة" داخلية‪ .‬واملبدأ هو أنه من أجل‬ ‫تحقيق أقص ى قدر من حرية ّ‬ ‫التنقل ونقل البضائع بين إسرائيل وفلسطين‪ ،‬يجب االستثمار في‬ ‫إنشاء حدود خارجية ناجعة‪ .‬معايير حراسة ومراقبة الحدود الخارجية يجب أن تتالئم مع‬ ‫املتطلبات األمنية اإلسرائيلية والفلسطينية‪ً .‬‬ ‫عمليا‪ ،‬تقع املسؤولية الشاملة عن الحدود الخارجية‬ ‫على عاتق الفلسطينيين واإلسرائيليين‪ ،‬وستؤدي إسرائيل مهمة املراقبة والتنسيق في املستقبل‬ ‫القريب (بسبب الفجوة في ّ‬ ‫املؤهالت بين الطرفين)‪.‬‬ ‫إسرائيليون في فلسطين‪ ،‬فلسطينيون في إسرائيل‪ :‬حرية ّ‬ ‫التنقل‪ ،‬السفر واإلقامة في إسرائيل‬ ‫ّ‬ ‫ستنسق وفق اتفاقيات متبادلة‪ .‬اإلسرائيليون الذي يريدون البقاء في فلسطين سيسمح‬ ‫وفلسطين‬ ‫لهم بذلك‪ ،‬بعد الحصول على تأشيرات اإلقامة املالئمة (والعكس صحيح بالنسبة للفلسطينيين‬ ‫املقيمين في إسرائيل)‪ .‬ولكن البؤر االستيطانية اإلسرائيلية لن تكون ّ‬ ‫مؤمنة ومحمية من قبل‬ ‫الجيش اإلسرائيلي‪ ،‬بل ستقع ضمن مسؤولية وصالحية القطاع األمني الفلسطيني‪ .‬ولكن عند‬ ‫وجود تهديد مباشر وجاد ّ‬ ‫يترصد بالبؤر االستيطانية اإلسرائيلية في فلسطين‪ ،‬ستحتفظ إسرائيل‬ ‫ّ‬ ‫بحق التدخل‪ ،‬كمالذ أخير‪.‬‬ ‫مكانة القدس‪ :‬ستكون القدس عاصمة الدولتين اإلسرائيلية والفلسطينية‪ .‬ومن حيث‬ ‫ستقسم املدينة بشكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫فعال إلى ثالثة نطاقات‪ :‬أحياء يهودية في أورشليم عاصمة‬ ‫الصالحيات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل‪ ،‬أحياء عربية في القدس عاصمة فلسطين‪ ،‬في حين سيخضع الحوض املقدس إلى نظام‬ ‫ّ‬ ‫خاص‪-‬بعثة إسرائيلية‪-‬فلسطينية ودولية مشتركة‪ .‬سيتوفر األمن في األجزاء اإلسرائيلية‬ ‫والفلسطينية في القدس على يد قوات أمنية فلسطينية وإسرائيلية‪ّ ،‬‬ ‫كل بما يخصه‪ .‬سيخضع‬ ‫الحوض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ستعين لهذا الغرض قوات شرطة خاصة ذات‬ ‫املقدس لتسويات أمنية مختلفة‪ ،‬حيث‬ ‫سلطة إقليمية حصرية في منطقة الحوض ّ‬ ‫املقدس‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫التسويات األمنية وآليات التعاون‪ :‬التعاون األمني بين إسرائيل وفلسطين سوف يستند إلى ملحق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ستتضمن االتفاقية بند خاص‬ ‫سينسق العالقات األمنية بين إسرائيل وفلسطين‪.‬‬ ‫الدفاع الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالدفاع املشترك‪ ،‬والذي ينص على الدعم املتبادل بين الطرفين إذا تعرض أحدهما إلى خطر‬ ‫خارجي‪ .‬وتحت هذه املظلة العامة‪ ،‬سيستثمر الطرفان الجهود لتطوير آليات ّ‬ ‫تسهل التعاون‬ ‫والتنسيق‪ ،‬حيث أمكن (من خالل مكاتب التعاون األمني اإلسرائيلية والفلسطينية واللجان األمنية‬ ‫املوضوعية املشتركة لتنسيق قضايا أمنية معينة بين إسرائيل وفلسطين)‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬إحدى القضايا الضرورية لتسهيل التعاون األمني هي كيفية التعامل مع الفجوات‬ ‫البارزة في القدرات بين الطرفين‪ ،‬والتي تخلق حالة من عدم التماثل‪ .‬وبهذا املفهوم‪ ،‬يمكن تعزيز‬ ‫التطرق بشكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫فعال إلى عدم التماثل في القدرات‪ .‬على‬ ‫تباديلية الحقوق‪ ،‬الواجبات واملهام عند‬ ‫املدى القريب‪ ،‬يمكننا اعتبار التعاون األمني الناجع كوسيلة للتعامل مع الفجوات في القدرات‪،‬‬ ‫وعلى املدى البعيد يمكنه املساهمة في تجسير هذه الفجوات‪ .‬في نهاية املطاف‪ ،‬ستضطر فلسطين‬ ‫الكتساب املقدرة على أداء جميع املهام األمنية بشكل ذاتي ومستقل‪.‬‬ ‫عامل أساس ي أخير في هذا النموذج سيكون االعتماد‪ ،‬على قوى دولية خارجية ملساعدة القطاع‬ ‫األمني الفلسطيني‪ ،‬على األقل في املراحل األولى ما بعد الصراع‪ّ .‬‬ ‫يتعين على هذه القوى األمنية أن‬ ‫تكون ناجعة ومتماسكة في بنية وتركيبة قوتها الداخلية‪ .‬التفويض األولي للبعثة الدولية سيكون‬ ‫صارم وهجيني‪ ،‬ويشمل حفظ السالم بالطريقة الكالسيكية وتطبيق السالم‪.‬‬

‫تحقيق االستدامة‪ :‬التعامل مع املفسدين‪ ،‬االنتهاكات وإدارة األزمات‬ ‫ّ‬ ‫يتعين على الطرفين االستثمار بشكل كبير في منع حدوث أزمات وتطوير أليات إلدارة األزمات‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫ً‬ ‫ولتحقيق ذلك‪ ،‬يلتزم الطرفان مبدئيا بالسعي نحو ضمان احتكار القوة ونزع السالح التدريجي من‬ ‫ّ‬ ‫املسلحة‪ً .‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬ستقام لجنة مشتركة ملنع األزمات وستعمل على قياس نبض الوضع‬ ‫املجموعات‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫األمني‪ ،‬املراقبة وإبالغ السلطات واألقسام ذات الصلة بأي تهديدات محتملة للوضع القائم‬ ‫(بالتعاون مع البعثة الدولية)‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬سيعين األعضاء األساسيون في املجموعة الرباعية لجنة خارجية بموافقة‬ ‫الطرفين والتي ستجري كل ‪ 2‬سنوات مراجعة لتقييم مدى ّ‬ ‫تقدم كل طرف ولتقديم التوصيات‬ ‫بشأن مسار العمل املستقبلي والتغييرات التي يجب إجراءها في التسويات القائمة (على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬ما إذا يجب أن تتولى فلسطين املراقبة الكاملة في غور األردن)‪ .‬هذه التوصيات لن تكون‬ ‫ملزمة‪ ،‬ولكن سيعد كل طرف بالنظر فيها بشكل جاد‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى منع األزمات‪ ،‬ستتمحور التسويات األمنية التي تلي االتفاقية حول إدارة األزمات‪،‬‬ ‫التجاوب معها وإصالحها‪ .‬ولالستجابة للتهديدات الوشيكة‪ ،‬سيتم تطوير آليات للتنسيق‬ ‫ّ‬ ‫االستخباراتي وإنفاذ القانون لتؤدي ً‬ ‫دورا ً‬ ‫هاما‪ .‬إذا توفرت لدي أي من الدولتين معلومات موثوقة‬ ‫حول تهديدات تستهدف أمنها القومي والصادرة عن الدولة األخرى‪ ،‬يجب اإلفصاح عنها ومطالبة‬ ‫ّ‬ ‫ستتحمل الدولة األخرى مسؤولية مواجهة هذا‬ ‫الدولة األخرى باتخاذ التدابير الالزمة‪ .‬عندئذ‪،‬‬

‫‪31‬‬


‫التهديد‪ .‬يمكن للدولة القيام بذلك بشكل أحادي الجانب‪ ،‬أو طلب املساعدة‪ .‬اإلخفاق في التعامل‬ ‫مع التهديد بسرعة وبطريقة مقنعة سيؤدي إلى تقديم شكوى إلى اللجنة األمنية املشتركة التي تعالج‬ ‫االنتهاكات‪ .‬ستحدد اللجنة كيفية حل القضية‪ ،‬وفي عدم تحقيق أي ّ‬ ‫تقدم‪ ،‬يمكن للدولة املتضررة‬ ‫ّ‬ ‫مطالبة القوى الدولية بالتدخل‪ .‬إذا فشلت جميع هذه التدابير‪ ،‬يحق لكل دولة الرد بشكل أحادي‬ ‫الجانب‪ ،‬كمالذ أخير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إذا فشلت جميع هذه التدابير‪ ،‬ونجح فرد أو مجموعة ما في ارتكاب جرم بدافع سياس ي يستهدف‬ ‫األمن القومي للدولة األخرى (كاختطاف املدنيين من الدولة األخرى ألهداف سياسية‪ ،‬إرتكاب‬ ‫عمليات إرهابية وما إلى ذلك)‪ ،‬ستعمل غرفة العمليات املشتركة سوية على مواجهة األزمة‪ .‬خالل‬ ‫األزمات الوشيكة‪ ،‬ستكون الحدود الداخلية بين إسرائيل وفلسطين مغلقة أو مراقبة بعناية لفترة‬ ‫ً‬ ‫زمنية ّ‬ ‫مسبقا‪.‬‬ ‫محددة‬

‫‪32‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.