(6) عندما أبكاني حربي 3ديسمبر ok

Page 66

‫فترتمي على الرمال الزجاجية الناعمة الجافة‪ .‬ثم تضع يدها على‬ ‫قلبها‪:‬‬ ‫"يا أل كيف قلبي بيدق بسرعه‪ ..‬تعال هات إيدك‪ ..‬ـحسْ! "‬ ‫وفي اليوم التالي تتساءل في دهشة بريئة عن مصير الدوائر‬ ‫الحلزوجنية‪ ،‬إن محتها الريح‪.‬‬ ‫ول جنمل من تكرار ما فعلناه بالمس‪.‬‬ ‫ول تمل هي من تكرار طلبها بأن أصطحب "الفلوت" الذي سمعت‬ ‫ثنااء على عزفي عليه‪ ،‬فإن فعلت‪ ،‬فهي ل تمل من سماع عزفي‬ ‫لغنية "سجى الليل"‪ ،‬أو"آ يا زين العابدين"‪ ،‬أو مقدمة أغنية "طول‬ ‫عمري عايش لوحدي"‪ ،‬أو الرتجالت الموغلة في الحزن التي كاجنت‬ ‫تنفلت من اللة بعفوية‪ ،‬فل ألبث أن أتوقف عن العزف عندما أرى‬ ‫إبتسامتها تكاد أن تذوي‪.‬‬ ‫لم أعرف تفسيرا محددا لمشاعري تجاهها‪ ،‬وهي التي أجنستني كل‬ ‫أوهامي السابقة‪.‬‬ ‫لم أكن أطيق البعد عنها لحظات‪.‬‬ ‫كاجنت هي شاغلي الوحيد في تلك الظروف الطارئة الثقيلة الظل‪،‬‬ ‫التي حرمتني من دارجنا التي أحبها في القدس‪ ..‬من حوشنا‪ ..‬من أولد‬ ‫جيراجننا‪ ..‬من صوت أخي"عابد" مغنيا‪ ..‬من صوت والدي يتردد في‬ ‫وسط الدار مرتل ليات من القرآن الكريم‪ ..‬من صوت راديو قهوة‬ ‫"الرافعي" وهو يصدح بأغاجني جميلة لم أعد أسمعها‪.‬‬ ‫اشتقت لسماع جنشرات الخبارالتي كان "أبو صالح الرافعي" يتعمد‬ ‫رفع صوتها ليسمعها كل الجيران وهي تتحدث عن اجنتصارات‬ ‫ل‬ ‫معارك "باب الواد"‪ ،‬وصمود "يافا" وقراها‪" ،‬أبو كبير"‪ ،‬و"لسللمه"‬ ‫الباسله‪ ..‬إلخ‬ ‫لم أعد أسمع سوى تعليقات يائسة حول الجنسحاب من "اللد" و‬ ‫"الرمله"‪ ..‬أو سقوط هذه المدينة أو تلك القرية‪.‬‬ ‫أتساءل عن مصير "جيوشنا العربية"‪.‬‬ ‫‪66‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.