الفصل اللول قال السلطان جلل الدين ذات ليلة لليمير يميمدود ابن عيمه وزوج أخته ،وكان ييلعبه الشطرنج في قصره بغزنة " :غفر ال لبي وسايمحه ! يما كان أغناه عن التحرش بهذه القبائل التترية اليمتوحشة ،إذن لبقيت تائهة في جبال الصين وقفارها ،ولظل بيننا وبينهم سد يمنيع " . قال يميمدود -:حسبه أنه جاد بنفسه في سبيل الدفاع عن بلد السلم فقد ظل يقاتلهم ويجالدهم جلددا ل هوادة فيه ،
إلى أن كبا به الحظ ،فيمات شريددا وحيددا في جزيرة نائية .
-ليت اليمر ينتهي عند جوده بنفسه ،إذن لبكينا يملدكا عظيديما عز علينا فراقه ،واحتسبناه عند ال والددا كريديما آليمنا فقده
.
ولكن لتصرفه هذا ذيولد ل أحسبها تنتهي فهؤل ء التتار رسل الديمار والخراب ،وطلئع الفساد ،ل يدخلون يمدينة حتى
يديمروها ويأتوا فيها على الخضر واليابس ،ول يتيمكنون يمن أيمة حتى يقتلوا رجالها ،ويذبحوا أطفالها ،ويبقروا بطون
حوايملها ،ويهتكوا أعراض نسائها ... وهنا طغى البكا ء على جلل الدين ،وعاقه برهة عن الستيمرار في كليمه ،ففهم يميمدود يما جال بخاطره ،ولم يلبث أن شاركه في البكا ء فانخرطا فيه ،ويما كان بكاؤهيما ليمر هين ،فقد تذاك ار يما وقع لنسوة يمن أهلهيما فيهن أم خوارزم شاه وأخواته ،فقد بعثهن خوارزم شاه يمن " الري " ،حين تفرق عنه عسكره وأيقن بالهزييمة ،ليلحقن بجلل الدين في غزنة ، وبعث يمعهن أيمواله وذخائره ،التي لم يسيمع بيمثلها ،فاتصل ذلك بعلم التتار فتعقبوهن وقبضوا عليهن في الطريق، فأرسلوهن يمع الذخائر واليموال إلى جنكيز خان بسيمرقند .ويمسح جلل الدين ديموعه وطفق يقول " :أواه يا يميمدود ، ليس في الدنيا يمصيبة أعظم يمن يمصيبتنا ،أبعد العز الرفيع ،والحجاب اليمنيع ،تساق والدة خوارزم شاه وأخواته إلى طاغية التتار .كل فاجعة في الحياة تهون إل هذه ،أية لذة تبقي في العيش بعد "تركان خاتون" ؟ ليت شعري يما حالهن هناك ؟ كيف يعشن بين أولئك الوحوش ! . يا ليت أبي قتلهن بيده ،أو وأدهن في التراب ،أو ألقاهن في اليم ،خي دار يمن أن يقعن سبايا في أيدي القوم ،ويلقين الذل والهوان عندهم .
ويما أشك أنه يمات في الجزيرة غديما حين بلغه أيمرهن .
ال لهن يا يمولي ! لعل ال يستنقذهن يمن أيديهم بسيفك وسيوفنا يمعك . هيهات يا يميمدود ! أبعد أن دانت لهم خراسان كلها ،ودخلوا الري ،ويملكوا هيمدان ،نطيمع في أن نغلبهم بسيوفناونجليهم عن بلدنا ؟ لقد كان لوالدي عشرون ألفا يمن الفرسان في بخاري ،وخيمسون ألدفا في سيمرقند ،وأضعافها يمعه
فيما أغنت تلك الجحافل الج اررة عنه شيدئا ،وهو يمن هو في شجاعته وبأسه ،ونفوذه وصرايمته ،فيما ظنك بي وأنا دونه
في كل شي ء ،وقد قوي التتار وعظم سلطانهم في البلد .
إنك ابن خوارزم شاه ،ووارث يملكه وخليفته على بلده ويما يكون لك أن تيأس يمن هزييمة عدوه ،وطرده يمن بلدرعاياه .