"صراع ثورتين ... كاذبة ... وأصيلة" أحـمـد شــرف .. 00201009331605 ناقشوا المؤلف !!!

Page 1

‫صراع ثورتين ‪...‬‬ ‫كاذبة ‪ ...‬وأصيلة‬

‫أحـمـد شــرف‬

‫تاريخ الكتابة‪:‬‬

‫من الدحد ‪ 20‬فبراير سنة ‪2011‬‬


‫دحتى الدحد ‪ 28‬يوليو سنة ‪2013‬‬

‫‪2‬‬


‫اسم الكتاب‪ :‬صراع ثورتين ‪ ...‬كاذبة وأصيلة‬ ‫المـــــؤلف‪ :‬أدحمد عبد الحميد شرف‬ ‫الناشــــــر‪:‬‬ ‫المطبعــــة‪:‬‬ ‫عدد الصفحات‪:‬‬ ‫مقاس الكتاب‪:‬‬ ‫رقم اليداع‪:‬‬

‫‪3‬‬


4


‫الهداء‬

‫‪5‬‬


‫صراع ثورتين ‪...‬‬ ‫مدخل شخصى‬

‫كاذبة ‪ ...‬وأصيلة‬ ‫‪6‬‬


‫أحمد شرف‬ ‫العاشرة من صباح السبت ‪ 27‬يوليو سنة ‪2013‬‬ ‫أوًلا ‪ :‬الجانب الموضوعىا ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ أصبحت المور واضحة امامى‪ ،‬ل لبث فيها ول تشويش‪،‬‬ ‫ولضباب ولتراب عالق‪ ،‬أو هباب سابح‪ ،‬إنجلى كل شئ‪ :‬ما‬ ‫يدور فى مصر ال ن هو صراع ثورتين‪ :‬الولى‪ :‬نخبوية‪ ،‬كاذبة‪،‬‬ ‫سابقة التجهيز‪ ،‬تدور لحساب قوى الهيمنة الستعمارية الصهيونية‬ ‫بقيادة الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬وبحلف الثورة الملونة من قوى‬ ‫السل م السياسى بقيادة الخوا ن المسلمين‪ ،‬وقوى التيار الليبرالى‬ ‫الجديد بآدحزابه ومنظماته منذ كفاية والجبهة الوطنية للتغيير‪،‬‬ ‫ودحركة ‪ 6‬ابريل بمشتقاتها‪ ،‬وقوى المجتمع المدنى "المصنوع"‬ ‫بالتمويل النجنبى الغربى ـ الستعمارى ـ الصهيونى‪ ،‬ومن اليمين‬ ‫المدنى كحزب الغد بصيغه المتحولة والمتغيرة‪ ،‬إلى اليسار‬ ‫التروتسكى كحركات إعادة البناء والتجديد والشتراكيين الثوريين‬ ‫‪ ...‬الخ‪ ،‬إلى قوى بناء النقابات العمالية الموازية‪ ،‬وشق ودحدة‬ ‫النضال للطبقة العاملة المصرية‪ .‬إلى صلب دولة التبعية العميقة‬ ‫والبنيانية للستعمار والصهيونية‪ ،‬من قوى الرأسمالية‬ ‫البيروقراطية‪ ،‬وقوى الرأسمالية الطفيلية‪ ،‬وقوى الرأسمالية‬ ‫الريعية والعقارية‪ ،‬إلى قوى القتصاد الموازى وغير القانونى‪،‬‬ ‫بما فى ذلك قوى تجميع الموال كسلعة فى دحد ذاتها تخضع‬ ‫للمضاربة‪ ،‬ومضاعفات الستثمار والمشتقات المالية والعقارية‪،‬‬ ‫والتصدير لهذه العائدات إلى الخارج دحيث البنوك النجنبية‬

‫‪7‬‬


‫وشركات الوفشور والبنوك فى الجزر والدول الضئيلة التى‬ ‫تسهل تحركات مافيا القتصاد والموال ‪ ..‬من قاصى الكوبونات‪،‬‬ ‫ومن البعيدين عن كل صورالنتاج‪.‬‬ ‫‪2‬ـ مع الثورة الثانية‪ :‬الثورة الشعبية الصيلة من نوع الديمقراطية‬ ‫الوطنية ذات البعاد الشعبية‪ .‬الثورة التى تشتعل فى مصر منذ‬ ‫الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليو ن بونابرت سنة ‪،1797‬‬ ‫والتى قادتها مكونات مجتمع العصور الوسطى وفترة بداية‬ ‫الحضارة الحديثة‪ :‬من قوى التجار والفلدحين والزهر الشريف‪.‬‬ ‫دحتى تبلورت بعد قيا م الدولة الحديثة فى فترات محمد على‬ ‫وأولده وأدحفاده واعادة بعث وتكوين الجيش المصرى من أبناء‬ ‫البلد ـ أى من المصريين‪ ،‬فكانت الحلقة الولى الناضجه لهذه‬ ‫الثورة الوطنية الديمقراطية على النهج الحديث‪ ،‬هى الثورة‬ ‫العرابية سنتى ‪ 1881/1882‬بقيادة مجموعة من الضباط‬ ‫المصريين ـ أدحمد عرابى وصحبه ـ وتكوين البناء السياسى للثورة‬ ‫من الحزب الوطنى الول بقيادة أدحمد عرابى‪ ،‬واعتمادا على طبقة‬ ‫الفلدحين والعمال الزراعيين والعمال البازغة‪ ،‬والفئات الوسطى‬ ‫دحديثة التكوين فى الريف والمد ن ـ أى من الحلف الوطنى‬ ‫الديمقراطى ذو البعاد الشعبية التى أخذت فى الظهور والتبلور‬ ‫على النهج الوطنى الحضارى الحديث‪.‬‬ ‫‪3‬ـ لقد أدركت قوات الدحتلل البيريطانية خطورة ونجود نجيش وطنى‬ ‫مصرى من أبناء البلد‪ ،‬يكو ن عمود الرتكاز للدولة الوطنية‬ ‫الحديثة‪ ،‬فحلت الجيش المصرى‪ ،‬وسردحت قيادته‪ ،‬بل ونجنوده من‬

‫‪8‬‬


‫المصريين‪ ،‬ورادحت تعيد تكوينه من قوى الدحتلل وبقايا دولة‬ ‫المماليك والدولة العثمانية‪ .‬فى هذه الثناء كانت البنية شبه‬ ‫الرأسمالية الحديثة تأخذ طريقها للونجود والتثبت والتطور فى‬ ‫المجتمع المصرى‪ ،‬فنشأت الرأسمالية الوطنية فى الحضر‬ ‫والريف‪ ،‬فى الزراعة والصناعة والتجارة‪ ،‬ونشأت الطبقة العاملة‬ ‫المصرية الحديثة‪ :‬مختلطة مع النجانب فى أطوارها الولى‪ ،‬ثم ما‬ ‫لبثت للتبلور الوطنى الواضح‪ ،‬ونشأت الفئات الوسطى من القوى‬ ‫الثقافية الحديثة )ليبرالية واشتراكية( فكانت الحلقة الثانية للثورة‬ ‫الوطنية الديمقراطية الحديثة سنة ‪ 1919‬بقيادة سعد زغلول‬ ‫والوفد‪ ،‬وطغى بنيانها الشعبى فى ظل غياب الجيش الوطنى من‬ ‫المصريين آنذاك‪ .‬وأنتجت هذذه الثورة أغلى ثمارها بوضع أسس‬ ‫الودحدة الوطنية المصرية الحديثة على شعارها الخالد‪ " :‬الدين ل‬ ‫والوطن للجميع"‪ .‬بعد شعار ثورة عرابى الخالد‪" :‬مصر‬ ‫للمصريين" هنا ادرك المستعمر والمحتل وقيادات الدحتلل أ ن‬ ‫خط التطور الدينى إسلميا ومسيحيا أخذ يصب فى عملية زواج‬ ‫الصالة بالمعاصرة‪ ،‬التى رادحت تنبنى على أرض مصر‪ ،‬فبحثت‬ ‫عن خط للنقطاع فى التطور الدينى‪ ،‬وكا ن إنشاء نجماعة الخوا ن‬ ‫المسلمين كجماعة وظيفية لخدمة الستعمار‪ ،‬وخدمة شد مصر‬ ‫للوراء‪ ،‬والبقاء على التخلف الذى أسسته وتركته دولة الخلفة‬ ‫العثمانية كامبراطورية إقطاعية وعبودية شدت فى أثناء دحكمها‬ ‫لمصر والذى تواصل لنحوأربعة قرو ن سبل الحياة إلى الوراء‪،‬‬

‫‪9‬‬


‫وضربت دحضارة مصر وأكلمتها‪ ،‬أى نجردحتها فى نجسدها‬ ‫بجروح غائرة لم تشفى منها دحتى ال ن‪.‬‬ ‫‪4‬ـ ومع إتفاقية سنة ‪ 1936‬التى خطت باستقلل مصر خطوات‬ ‫للما م‪ ،‬بعد تصريح ‪ 28‬فبراير سنة ‪ ،1922‬الذى كا ن قد بدأ هذا‬ ‫الخطو نتيجة ثورة سنة ‪ ،1919‬أخذ يعاد بناء نجيش وطنى فى‬ ‫مصر‪ ،‬وبعد أ ن تثبت ونجود الجنود من المصريين‪ ،‬راح يعترف‬ ‫بونجود الضباط من المصريين أيضا‪ ،‬وليست مجرد صدفة أ ن‬ ‫دفعات الضباط المصريين التى دخلت الكلية الحربية بعد معاهدة‬ ‫سنة ‪ 1936‬هى التى كونت تنظيم الضباط الدحرار الذى قاد‬ ‫الحلقة الثالثة للثورة الوطنية الديمقراطية على النهج الحديث‪ ،‬فى‬ ‫‪ 23‬يوليو سنة ‪ .1952‬لقد استطاعت قيادة هذه الحلقة من الثورة‬ ‫الوطنية الديمقراطية على النهج الحديث‪ ،‬أ ن تدرك مفهو م الدولة‬ ‫الوطنية الحديثة والسس البنيانية التى يجب أ ن تقو م عليها‪،‬‬ ‫فأعلنت قبل إندلعها فى ‪ 23‬يوليو سنة ‪ 1952‬وبشهور المبادئ‬ ‫الستة الضرورية لبناء هذه الدولة‪:‬‬ ‫‪2‬ـ القضاء على القطاع‬ ‫‪1‬ـ القضاء على الدحتلل‬ ‫‪3‬ـ القضاء على الدحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم‪.‬‬ ‫‪4‬ـ بناء نجيش وطنى قوى ودحديث‪.‬‬ ‫‪5‬ـ بناء تنمية وطنية وعدالة إنجتماعية‬ ‫‪6‬ـ بناء دحياة ديمقراطية سليمة‪.‬‬ ‫هكذا أقولها من ذاكرتى وأ ن كنت أعتقد دقة اللفاظ والمعانى‬ ‫فهى محفورة فى أعماق كأعمدة لبناء الدولة القومية الحديثة‪ .‬ويمكن‬

‫‪10‬‬


‫القول باطمئنا ن علمى أ ن قيادة ثورة سنة ‪ ،1952‬تحت قيادة نجمال‬ ‫عبد الناصر‪ ،‬قد قطعت أشواطا فى تحقيق هذه الهداف الستة‪ ،‬ولكن‬ ‫ضربة العدوا ن المدبرة فى يونيو سنة ‪ ،1967‬لتعيق هذه المسيرة‪،‬‬ ‫وتنتكس بها‪،‬وبقوة الدفع الثورى الشعبى منذ ‪ 9/10‬يونيو سنة‬ ‫‪ ،1967‬واشتداد الصراع بين معسكرى‪ :‬الديمقراطية الوطنية ذات‬ ‫البعاد الشعبية من نجانب‪ ،‬والمشروع الليبرالى الغربى من يمينه إلى‬ ‫يساره‪ ،‬خضنا دحرب الستنزاف فى عهد عبد الناصر وانتصرنا‬ ‫فيها‪ ،‬وخضنا دحرب أكتوبر المجيدة سنة ‪ ،1973‬وكانت إداراتها‬ ‫السياسية البائسة ليست على مستوى الدارة العسكرية الوطنية‬ ‫المحترفة لها‪ ،‬بخاصة قبل يو م ‪ 16‬أكتوبر سنة ‪ ،1973‬وإنتهت‬ ‫الحرب التى غلب عليها اتجاه النصر بالمعنى الوطنى العسكرى‬ ‫لتقضى إلى تصفية ثورة سنة ‪ ،1952‬وانفراد قوى الثورة المضادة‪،‬‬ ‫باعادة بناء دحلف الثورة المضادة‪ ،‬والرتكازعلى محورية‪ :‬الليبرالى‬ ‫الجديد‪ ،‬والسل م السياسى بقيادة الخوا ن المسلمين وتحت قيادة‬ ‫الرئيس محمد أنور السادات‪ ،‬تبلور اتجاهه النشقاقى الوطنى‪ ،‬وراح‬ ‫يقيم أعمدة دولة التبعية الراسخة لقوى الهيمنة الستعمارية‬ ‫الصهيونية الجديدة بقيادة أمريكا خارنجيا‪ ،‬وضرب سبل ونهج العمل‬ ‫العربى المشترك على أسس قومية معادية للستعمار بل تحالف مع‬ ‫الرنجعية العربية ليعمم نهج التبعية للستعمار‪ ،‬وليقيم سياسة النفتاح‬ ‫القتصادى "سداح ـ مداح" على أسسها اليمينية المتطرفة )التطرف‬ ‫يبدأ بخطوة ليبلغ مسافات طويلة بعد ذلك( بكل ما تفرضه هذه‬ ‫السياسة القتصادية من ضرب كل صبغ التنمية والعدالة النجتماعية‬

‫‪11‬‬


‫أى ضرب مبدأى الكفاية والعدل لمجتمع عبد الناصر‪ .‬وتنحسر‬ ‫صيغة الحياة الديمقراطية السليمة لبناء نموذج للديمقراطية الليبرالية‬ ‫الجديدة‪ ،‬هذا النموذج الذى يبدأ بناه من السلطة ومن فوق‪ ،‬فالسادات‬ ‫يبنى بنفسه دحزب الموالة أو الحزب الحاكم‪ ،‬الحزب الوطنى‬ ‫الديمقراطى‪ ،‬ويبنى بنفسه دحزب العمل الشتراكى بقيادة المهندس‬ ‫إبراهيم شكرى كحزب معارض له شبهه يسارية ليسحب الرض من‬ ‫تحت اليسار‪ ،‬الذى يصب السادات عليه نجا م غضبه ونجبروته وقوته‬ ‫الغاشمة دو ن نجدوى فعلية‪ ،‬لقد ظل اليسار الوطنى هو المعارض‬ ‫الفعال للسادات‪.‬‬ ‫‪5‬ـ ويأتى الرئيس محمد دحسنى مبارك ليصلح ما أصاب نظا م أنور‬ ‫السادات من تغطية نجسم نظامه بالجزا م والطاعو ن‪ ،‬فتكو ن‬ ‫محاولة فقيرة فى مبناها ومعناها‪ ،‬يصنع منها توازنا سكونيا وبليدا‬ ‫على مدى عقد الثمانينات‪ .‬ويتحرك دحلف الهيمنة الستعمارى‬ ‫الصهيونى الجديد بقيادة الوليات المتحدة‪ ،‬ويدفع نظا م صدا م‬ ‫دحسين الطفولى المغامر فى دحرب إقليمية مع إيرا ن الثورة‪ ،‬فيدفع‬ ‫ثورتها فى أركا ن التطرف القومى الفارسى والدينى الشيعى‪،‬‬ ‫وبدخول نظا م صدا م فخ الكويت يتم اعادة وضع منطقة الخليج‬ ‫تحت الونجود الدحتللى العسكرى الدائم للحلف الغربى بقيادة‬ ‫أمريكا‪ ،‬ويتم النتقال بسياسة الهيمنة إلى اعادة سياسة الدحتلل‬ ‫والستعمار على النمط القديم فى العراق‪ .‬فى ذات الوقت يتم دفع‬ ‫نظا م مبارك الداخلى لللتزا م بنهج الصلح القتصادى دحسب‬ ‫روشتات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة الجات‬

‫‪12‬‬


‫وفور م ديفوس‪ ،‬وقوى فرض الهيمنة القتصادية النجتماعية‬ ‫الستعمارية الحديثة‪.‬‬ ‫ويتصاعد الفساد والخراب‪ ،‬ويرنجع النظا م المصرى لصورة‬ ‫نظا م المستعمرات السابقة‪ ،‬فى أبعادها القتصادية والنجتماعية‪ ،‬فى‬ ‫هذا المناخ ومنذ نهاية الثمانينيات يذوب الجزر الثورى لدى‬ ‫الجماهير الشعبية بمعنى تنتهى ميولها الحركية السلبية‪ ،‬وتبدأ مرادحل‬ ‫المد الثورى عبر مرادحلها المختلفة من بدايات المد الثورى لمرادحل‬ ‫أواسط المد الثورى من نهاية التسعنيات ودحتى نهاية سنة ‪،2006‬‬ ‫إلى مردحلة تعاظم المد الثورى الشعبى والجماهيرى منذ سنة ‪.2007‬‬ ‫‪6‬ـ ويفشل نظا م دحسنى مبارك فى إقامة نظا م ليبرالى على النمط‬ ‫الغربى ـ ولو البدائى ـ وتتحول عملياته الدائمة لبناء دحزبين‬ ‫كبيرين متنافسين انتخابيا يمثل ن ذات الحلف الطبقى المهيمن‬ ‫داخليا وخارنجيا‪ ،‬إلى قبض ريح‪ ،‬ويظل الحزب الوطنى‬ ‫الديمقراطى الحاكم‪ ،‬اتحادا سياسيا لجمعية المنتفعين بالنظا م‪،‬‬ ‫وليس دحزبا سياسيا‪ ،‬وتتحول النخبة السياسية كلها من يمينها دحتى‬ ‫يسارها‪ ،‬ومن القوميين دحتى السلميين‪ ،‬ومن العلنيين دحتى‬ ‫السريين‪ ،‬وتحت المراض العضال التى ألمت بها وهى‪ :‬قبول‬ ‫التمويل النجنبى الغربى ـ الصهيونى ـ الستعمارى ـ النجتزاء‬ ‫السياسى ـ الرضا غير المبرر عن الذات‪ ،‬وتصور انجازات لم تقم‬ ‫ولم تقع على الرض بتاتا‪ .‬تحت وقع هذه المراض تنفصل‬ ‫الطبقة السياسية من كل التجاهات عن الشعب‪ ،‬وعن الجماهير‪،‬‬ ‫انفصال دحادا وفجا وعلنيا‪ ،‬وينضح الواقع بهذه الحقيقة‪ :‬النخبة‬

‫‪13‬‬


‫السياسية فى نجانب ودحدها‪ ،‬والشعب والجماهير فى الجانب‬ ‫الخر‪ ،‬الولى بأدحزابها القديمة والجديدة ودحركاتها القديمة‬ ‫والجديدة‪ ،‬والثانية بتحركاتها الدحتجانجية والمطلبية والسياسية‬ ‫العامة الوليدة والمبتدأة‪.‬وعمليا يبدأ صراع ثورتين‪.‬‬ ‫ثانيًـاا ‪ :‬الجانب الشخصىا ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ل يستطيع أى سياسى فى مصر‪ ،‬من أى إتجاه‪،‬أ ن يدعى بأنه‬ ‫يسبقنى فى طرح قضية التغيير على أسس ثورية شعبية‪ ،‬على‬ ‫الطلق‪ .‬ولم يكن طردحى الذى سبق الجميع مجرد فكرة نظرية‪،‬‬ ‫قد تخطر على بال أى رنجل‪ ،‬بل بدأ سبقى بالتحرك النضالى‬ ‫السياسى العملى‪ ،‬فى طرح فكرتى المتكاملة على كل أطراف‬ ‫القوى السياسية المعارضة فى التسعينيات ثم ارتقى هذا الطرح‬ ‫لتكوين إطار تنظيمى يعمل لتنفيذ هذه الخطة من تيارات المة‬ ‫السياسية الربع‪ :‬الليبرالية ـ الشتراكية ـ السلمية ـ القومية‬ ‫الناصرية بعد ذلك بدأ النشر الجماهيرى العلنى الواسع فى ‪30‬‬ ‫مايو سنة ‪ ،1999‬على صفحات نجريدة العربى‪ ،‬التى كا ن‬ ‫يصدرها الحزب العربى الديمقراطى الناصرى‪ .‬ولم اكن فى ذلك‬ ‫الوقت وقبله بعشر سنوات على القل‪ ،‬نكرة سياسية‪ ،‬أو شخصية‬ ‫غير معروفة‪ ،‬بل كنت أخطب فى المؤتمرات الشعبية المجمعة‬ ‫للقوى السياسية المعارضة إلى نجوار شخصيات سياسية كبرى من‬ ‫أمثال‪ :‬فؤاد سراج الدين‪،‬خالد محيى الدين‪ ،‬إبراهيم شكرى‪،‬‬ ‫مصطفى كامل مراد‪ ،‬مأمو ن الهضيبى ومصطفى مشهور وأدحمد‬ ‫سيف السل م‪ ،‬دحسن البنا‪ ،‬نعما ن نجمعة‪ ،‬صفوت الشريف‪ ،‬محمد‬

‫‪14‬‬


‫عبد اللله ‪ ...‬الخ‪ ،‬وكنت على مدى سنوات التسعينات المتحدث‬ ‫الرسمى باسم الشيوعيين المصريين أنا والزميل إبراهيم‬ ‫البدراوى‪ ،‬وتعاملت بهذه الصفة مع أسامه الباز‪ ،‬هذا غير نشاطى‬ ‫شديد التساع فى الطار العربى فى الوساط اليسارية والقومية‬ ‫والسلمية‪ .‬بل أننى الذى رتبت المؤتمر الجماهيرى الودحيد الذى‬ ‫خطب فيه ياسر عرفات فى القاهرة على مدى تاريخه الطويل فى‬ ‫قاعة سيد درويش بالهر م سنة ‪ ،1991‬والذى إضطر فيه نجهاز‬ ‫مبادحث أمن الدولة ـ الذى يطاردنى من سنة ‪ ،1968‬ـ أ ن يتعامل‬ ‫معى فى تأمين هذا المؤتمر الجماهيرى لياسر عرفات‪.‬‬ ‫‪2‬ـ وما طردحته مبلورا فى ‪ 30‬مايو سنة ‪ ،1999‬فى نجريدة العربى‬ ‫تحت عنوا ن‪" :‬دحركة التوكيلت الشعبية لتداول السلطة طريقنا‬ ‫للتغيير"‪ .‬نجاء فى مقدمة وأربعة أقسا م‪ :‬أو ً‬ ‫ل‪ :‬تيارات الحركة‬ ‫الوطنية المصرية الربعة‪ ،‬ونجمعية المنتفعين بالنظا م‪ ،‬ثانًيا‪:‬‬ ‫النظا م القائم خلق الزمة الشاملة فى مصر ويفاقمها تباعا‪ ،‬ثالثا‪:‬‬ ‫النقلب على الدستور الذى تمارسه السلطة القائمة‪ ،‬رابعا‪ :‬آلية‬ ‫الخروج من المأزق‪ .‬وقد قلت فيه بالحرف‪" :‬ل شيئ يهدر طاقات‬ ‫الحركة الوطنية المصرية‪ ،‬ويفتح بوابات التسرب لكوادرها نحو‬ ‫نجماعات المنتفعين بالنظا م‪ ،‬أو نحو غياهب اليأس والقنوط التى‬ ‫تقود للرهاب‪ ،‬أو إلى الجلوس فى المنزل ووضع اليد على الخد‬ ‫والتحلل السياسى‪،‬إل الجرى وراء مقارعة النظا م بالحجج‬ ‫السياسية والقانونية فى معزل عن المة والشعب‪ .‬وعلية تصير‬ ‫الحلقة الساسية هى إدخال الجماهير فى معركة دحماية الدستور‬

‫‪15‬‬


‫ومبادئه ونصوصه‪ ،‬وإنجهاض النقلب الذى أدحدثته السلطة عليه‪،‬‬ ‫وإلتحاق الطلئع بالجماهير‪ .‬وفى هذا المجال أطرح دعوة‬ ‫للجماهير للتوقيع على توكيل شعبى‪ ،‬يستهدف أ ن يجمع عددا من‬ ‫التوقيعات تزيد عن العدد العا م لكل المقيدين فى نجداول النتخابات‬ ‫العامة‪ ،‬دحيث يتم تفويض مائة شخصية سياسية‪ ،‬تتوزع بالتساوى‬ ‫على التيارات السياسية الربع للحركة الوطنية المصرية سواء‬ ‫من الدحزاب أو المستقلين‪ ،‬تكو ن نواه للف شخصية سياسية تمثل‬ ‫كل فاعليات الوطن إقليميا من الرنجال والنساء ومن الشيوخ‬ ‫والشباب ومن العمال والفلدحين ومن المثقفين والمهنيين‪ ،‬ومن‬ ‫رنجال الصناعة والتجارة والزراعة‪ ،‬تقسم بالتساوى على التيارات‬ ‫السياسية الربعة‪ ،‬وتكو ن بذاتها الهيئة التأسسية لصياغة دستور‬ ‫البلد ونظامها السياسى فى دحالة نجادحها فى نجمع التوقعات التى‬ ‫تتفوق على أعداد نجداول النتخابات‪ ،‬وأتونجه لقيادات الدحزاب‬ ‫والقوى السياسية لتبنى الهدف وإنشاء دحركة التوكيلت الشعبية‬ ‫لتداول السلطة‪ ،‬كما أتونجه بذات الطلب لرموز الوطن والفاعليات‬ ‫المستقلة‪ ،‬وأ ن يتونجه الجميع للشعب طالبا الدحتكا م إليه‪ ،‬وأ ن يرد‬ ‫الجميع للمة دحقها الفعلى فى كونها مصدر للسلطات‪ .‬إننا ل نملك‬ ‫السلطة دحتى نقرر إنجراء عمليات النتخاب‪ ،‬ول نملك الدارة‬ ‫دحتى نصو ن لها نزاهتها ودحيدتها‪ ،‬ولكننا نمتلك التونجه للشعب‬ ‫والدحتكا م إليه‪ ،‬نمتلك التونجه بصيغة قانونية وبسيطة ل تحمل‬ ‫المواطن فوق ما يطيق‪ ،‬ولكن تشعره بأنه نجزء من كل فاعل‪،‬‬ ‫وأنه كلما إنتظمت النجزاء فى هذا الكل‪ ،‬كلما إزدادت فاعليته‪،‬‬

‫‪16‬‬


‫وتقو م هذه الصيغة على ذكر بيانات المواطن الشخصية‪،‬‬ ‫وتفويضه للجنة المؤسسيين والهيئة التأسيسية نفسها للتصرف‬ ‫القانونى والسلمى والدستورى دحتى يعاد للدستور قداسته "لرودحه‬ ‫ومبادئه ولنصوصه" لقرار التعددية السياسية وتداول السلطة‬ ‫سلميا‪ ،‬وتثبيت أ ن المة هى مصدر السلطات‪ ،‬وإعمال مبدأ‬ ‫الفصل بين السلطات والرقابة المتبادلة بينها‪ .‬ودحينما تنجح الحركة‬ ‫فى نجمع عشرات المليين من هذه التوكيلت الشعبية يكو ن من‬ ‫دحقها إبل غ رئاسة السلطات المختلفة لتنفيذ إرادة المة‪ ،‬وإقرار‬ ‫بداية فترة إنتقالية ل تزيد بأى دحال من الدحوال عن ثلث‬ ‫سنوات‪ ،‬يتم فيها تثبيت الهيئة التأسيسية كهيئة ملزمة برسم ملمح‬ ‫النظا م السياسى وصياغة الدستور الدائم وعرضه فى استفتاء عا م‬ ‫لقراره مسبوقا بطردحه للنقاش العا م وعمل لجا ن استماع‬ ‫ومناقشة‪ ،‬وأ ن تنتخب من بينها رئيسا ونائبا له لهذه الفترة‬ ‫النتقالية يقو م برئاسة‪ ،‬السلطة التنفيذية لذات الفترة النتقالية‪،‬‬ ‫وبعد هذه الفترة النتقالية يتم إنجراء النتخابات الرئاسية بين أكثر‬ ‫من مرشح‪ ،‬وتجرى النتخابات البرلمانية بين السياسيين على‬ ‫أساس القائمة النسبية غير المشروطة‪ ،‬وفى هذه الفترة النتقالية‬ ‫تتولى السلطات المؤقته تحقيق الكتفاء الذاتى من الغذاء‬ ‫والحبوب‪ ،‬وضبط نظم الدفاع عن الوطن‪ ،‬ومحو المية البجدية‬ ‫محوا تاما وتنفيذ نظم التأمين الصحى الشامل لكل المواطنين‪،‬‬ ‫ودحل مشاكل السكا ن ومحو عار ساكنى الرصفة‪ ،‬وتأمين‬ ‫مجانية فاعلة ودحقيقية للتعليم دحتى الجامعى‪ ،‬وإقامة بنية أساسية‬

‫‪17‬‬


‫إنتانجية تخد م كاددحى الوطن وتؤمن مياة الشرب لكل أبناء مصر‬ ‫فى كل الماكن‪ ،‬وتونجد صرف صحى لكل المصريين فى كل‬ ‫الماكن‪ .‬إ ن شعبا بنى الهرا م وشق عشرات الترع والقنوات‬ ‫وأقا م وشيد القناطر والسدود لجدير بأ ن يطور رقيه العلمى ولقادر‬ ‫على تحقيق معجزات التقد م العلمى لو ونجدت قيادة وطنية قادرة‬ ‫على تفجير طاقاته التى ل تنتهى‪.".‬‬ ‫‪3‬ـ ولم تتحصن صلتى بالثورة الشعبية بمجرد السبق فى الطرح‬ ‫النضج والكثر عملية‪ ،‬بل تواصلت بطريقة إنتظامية على‬ ‫المستويين النظرى والعلمى‪ ،‬وبمجرد أ ن طرح الرئيس دحسنى‬ ‫مبارك مبادرته فى نهاية فبراير سنة ‪ ،2005‬لتعديل المادة ‪ 76‬من‬ ‫دستور سنة ‪ ،1971‬للنتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح‪،‬‬ ‫أعلنت عن ترشحى‪ ،‬وقمت باصدار كتيب "مصر فى دحبات‬ ‫العيو ن" )رؤية للتغيير تعبر عن التيار الوطنى الشعبى المستقل‪(.‬‬ ‫فى ذلك الوقت نجن نجنو ن نجهاز مبادحث أمن الدولة‪ ،‬وراح‬ ‫المتابعين لى منه‪ ،‬التصال بى لعدة أيا م بطريقة شبه يومية ل‬ ‫ثنائى عن ترشيح نفسى للنتخابات الرئاسية‪ ،‬مع وعد مؤكد بأ ن‬ ‫التغيير قاد م ل محالة‪ .‬وأنى أنظف من سادحات الصراع القذرة‬ ‫لخوض هذه المعركة‪ ،‬وأنهم يدركو ن صدق تونجهى‪ .‬ونجاء تعديل‬ ‫المادة ‪ 76‬من دستور سنة ‪ 1971‬وكأنه يسدا هذا الباب أمامى‬ ‫شخصًيا‪ ،‬فاكتفيت باصدار الكتاب الذى أشرت إليه كأداه ضغط‬ ‫سياسى من موقعى الفردى البسيط كسياسى ثورى‪ ،‬وتقو م أدحداث‬ ‫‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬ويقتحم البعض مبنى مبادحث أمن الدولة‪،‬‬

‫‪18‬‬


‫ويصل البعض لملفى هناك‪ ،‬وينشره موقع "مصراوى" لمدة‬ ‫ساعتين فقط‪ ،‬ويتم سحبه نهائًيا‪ ،‬ويقو م أدحد العمال ممن عمل معى‬ ‫دحزبيا‪ ،‬بكتابة مقدمة هذا الملف بخط يده ويرسله لى‪ ،‬لنجد نصا‪:‬‬ ‫"وثيقة من ملفات آمن الدولة خاصة بأدحمد عبد الحميد شرف‬ ‫لخطورته على النظا م ويهدد مستقبل نجمال مبارك شخصًيا‬ ‫وخاصة وأنه يملك كاريزمة قيادية‪ .‬تتضمن الوثيقة ضرورة‬ ‫إفشال تحركة دحيث أنه‪ :‬طرح وثيقة التوكيلت الشعبية‪ ،‬وطرح‬ ‫شخصه للترشح للرئاسة‪ ،‬وهو طرح سياسى نجديد على السادحة‬ ‫السياسية والشعبية قد يأتى بثورة تلقى تأييدا سياسيا وشعبيا ومؤثر‬ ‫على مستقبل الوضع الحالى‪ ،‬المطلوب‪ :‬تكليف قيادات دحزبية‬ ‫وسياسية من تياره الفكرى والسياسى تلعب دور فى‪ :‬ضرورة‬ ‫إبعاد أى مؤيدين له‪ ،‬وإقصاءهم من أى موقع مؤثر‪ ،‬واستبعاده من‬ ‫التجمع الوطنى وما يسمى بالجبهة الوطنية التى أسسها مع‬ ‫آخرين‪ ،‬واستبعاده من ما يسمى الملتقى الثورى لبعاده عن أى‬ ‫كيا ن يتحرك من خلله‪ ،‬وأ ن تقو م عناصر من دحزب التجمع‪،‬‬ ‫والحزب الشيوعى باستبعاد أى عنصر مؤيد له‪ ،‬والتشكيك فيهم‪،‬‬ ‫والبحث عن مانع قانونى بحبسه فى قضية ماسة بالشرف‪ ،‬كما‬ ‫يجب وقف أى تعاقدات لمشروعه القتصادى الذى قد يحقق له‬ ‫تمويل يمكنه أ ن يمارس نشاطه‪ .‬خاصة وأنه يملك ملف أمنى يؤكد‬ ‫أ ن له دور وطنى مؤيد من نجهاز ها م‪ ،‬ولعب دورا خارنجيا فى‬ ‫أدحد النظمة مدافعا عن النظا م الحالى‪ ،‬كما له دور فى التصدى‬ ‫ضد صهينة كيانه السياسى‪ ،‬ورفض أى علقة مع قيادات هذا‬

‫‪19‬‬


‫الكيا ن بالصهيونية‪ ،‬كمايتمتع بسمعة طيبة مع المؤسسة السيادية‬ ‫والرئاسية‪ ،‬ولكن الساس تحجيم نشاطه وإبعاد المؤيدين له‪.".‬‬ ‫دحينما نجاءتنى هذه الورقة من زميل ل أذكر اسمه ول ملمحه‬ ‫ال ن عن طريق صديق ثالث‪ ،‬ردحت أفك طلسمها‪ ،‬ففى أوائل‬ ‫التسعينيات لعبت دورا مع آخرين فى إعادة العلقات الساسية بين‬ ‫مصر وليبيا‪ ،‬ودافعت عن مصر الوطن فى ليبيا وكثيرا من‬ ‫السادحات العربية‪ ،‬فأنا صنف من المناضلين الذى يعرفو ن نجيدا‬ ‫سادحات النضال الوطنى والطبقى‪ ،‬وأعرف دحدودها‪ ،‬ففى داخل‬ ‫مصر وبالموانجهة ل دحدود تقف أمامى فى موانجهة أى نجهة‪ ،‬وأى‬ ‫موقع وأى منصب‪ ،‬لقد وانجهت رئيس نجهاز المبادحث العامة فى‬ ‫مارس سنة ‪ 1968‬فى مكتبة بعد أ ن إقتادنى إليه دحسن أو باشا من‬ ‫محبس النفرادى فى سجن القلعة‪،‬بسبب مسئوليتىالولى عن‬ ‫أدحداث فبراير مظاهرات الطلبة والعمال( سنة ‪ ،1968‬وقلت له‬ ‫بأ ن ما دحدث تقدير شخصى منى لعادة اللتحا م بين القيادة‬ ‫الثورية لجمال عبد الناصر والشعب الثورى الذى اتخذ قرار‬ ‫الستمرار فى النضال يومى ‪ 9/10‬يونيو سنة ‪ ،1967‬ودحينما‬ ‫وصف المظاهرات باخراج الرعاع‪ ،‬عنفته وقلت له إنه الشعب‬ ‫الثورى سبب وقائد كل ثوره‪ ،‬ولما هددنى وتوعدنى‪ ،‬قلت له وأنا‬ ‫مجرد طالب فى نهائى علو م سياسية بآنه‪ :‬يا أنا يا هو فى التعبير‬ ‫عن الثورة‪.‬‬ ‫‪4‬ـ منذ سنة ‪ ،2004‬تصادر أموال تتحصل لصالحى مع شركاء ـ كما‬ ‫قيل لنا ـ بأمر من الرئيس دحسنى مبارك شخصيا‪ ،‬وكاد أ ن يحيل‬

‫‪20‬‬


‫شخصية مسئولة للستيداع ـ وسطناها ـ فى سنة ‪) ،2006‬يوليو‬ ‫سنة ‪ ،(2006‬لول أ ن تدخل من سانده‪ ،‬وأبقى عليه‪ .‬وفى شهر‬ ‫مارس سنة ‪ ،2008‬وكنت قد أنهيت كتابى‪" :‬مصر على أعتاب‬ ‫الثورة" ـ "مصر الثورة المستقبل" ويجرى إعدادة للنشر‪ُ ،‬بلّــغت‬ ‫بطريقة سرية ـ ولأستطيع تقديم الدليل الرسمى على ذلك ـ عن‬ ‫محادثة نجرت بين الرئيس دحسنى مبارك ووزير داخليته دحبيب‬ ‫العادلى بشأنى ـ لم أرى أيا منهما شخصًيا دحتى ولو ضمن وقد‪ ،‬أو‬ ‫دحتى فى انجتماع نجماهيرى واسع ـ أ ن الرئيس أمر بصرف‬ ‫مستحقاتى بعد خصم دحصة الرئاسة منها‪ ،‬ونجدولتها‪ ،‬واعطائى‬ ‫أول قسط منها يو م ‪ 11‬إبريل سنة ‪ ،2008‬ودحينما ألح دحبيب‬ ‫العادلى على الرئيس بشأ ن توظيفى فى النظا م‪ ،‬قال الرئيس ردا‬ ‫عليه‪ ،‬بعد أ ن مددحنى‪ ،‬وأثنى عّلى كسياسى وطنى شريف‪ ،‬وأننى‬ ‫رفضت صهينة كيانى السياسى‪ ،‬قال الرئيس لوزيره‪ :‬أنه لن‬ ‫يرضى العمل معنا فهو عنيد ول يماين وأنا أضطر‬ ‫للمماينة‪،‬وعموما إذا قبل بالتعاو ن معنا ليأتى رئيسا للوزراء فهو‬ ‫يعرف سياسة كويس ويعرف إقتصاد كويس‪ ،‬عندها تهلل دحبيب‬ ‫العادلى ووعد بالتنفيذ‪ ،‬ونجاءنى الخبر كرزمة إما نقودى‬ ‫والمنصب‪ ،‬وإما فل‪ .‬ودحمدت ا على الفقر والجدعنة‪.‬‬ ‫والحقيقة أ ن رأيى الرئيس فى نجعلنى أعيد النظر له من نجديد‬ ‫ـ ليس على أساس شخصى ولكن لبرازه‪ :‬رفض صهينة كيانه‬ ‫الساسى‪ ،‬إل أننى تونجست من إلحاح دحبيب العادلى رنجل نجمال‬ ‫مبارك‪ ،‬ورفضت أ ن أكو ن محلل لهذا الكائن السياسى المبتسر‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ـ ظل دحبيب العادلى يلوح بالرزمة كلها وإل فل‪ ،‬ودحتى أقفل‬ ‫هذا الباب‪ ،‬بلغت من يتصل بى سرا‪ ،‬بأنه لخيار إل خيار "يلتسين ـ‬ ‫بوتين"‪ ،‬وهذا مبلغ تنازلى‪ .‬لم يصلنى ول مليم من متحصلتى مع‬ ‫شركائى‪ ،‬وكا ن هذا يضغط على‪ ،‬فلم يقل شركائى عنى صلبة وقوة‬ ‫وظللنا نحمد ا على الفقر والجدعنة‪ .‬وقبيل سفر الرئيس للعلج فى‬ ‫المانيا فى فبراير سنة ‪ ،2010‬أصر الرئيس على ضرورة صرف‬ ‫متعلقاتنا أو متحصلتنا ـ التى لم نحصل عليها أبدا ـ وأدحال الملف‬ ‫لجمال مبارك‪ ،‬أدركت ساعتها أ ن القط أمسك بمفتاح الكرار‪ .‬وفى‬ ‫ألمانيا تسرب عن الرئيس قوله أنه يمهدالرض لمبادرة استراتيجية‬ ‫أكبر من مبادرة السادات ولكن فى التجاه المضاد لمبادرة السادات‪،‬‬ ‫وأنه سينقل الحكم لشخصيات مدنية بل ثورية !! تذكرت ساعتها مثل‬ ‫شعبيا عرفته من قريتى "الصوت عالى ‪ ...‬والفراش خالى" كناية‬ ‫عن ضآلة الجسم الذى يصدر صوتا مقعقعا‪.‬‬ ‫ـ وفى نهاية يو م الجمعة ‪ 17‬من رمضا ن الموافق ‪29‬‬ ‫أغسطس سنة ‪ 2010‬نجاءنى من يقول أ ن الرئيس يرنجح إختيارك‬ ‫للنتخابات الرئاسية القادمة كمرشح رسمى بنسبة ‪ %70‬وأنه أعطى‬ ‫الفريق أدحمد شفيق نسبة ‪ %20‬ولواء عامل بالقوات المسلحة ‪%10‬‬ ‫زلزلنى المر‪ ،‬ورفضت أ ن أكو ن مرشحا للحزبالوطنى الحاكم‬ ‫بخاصة أ ن الوقت يسمح باختيار قيادة لمدة سنة قبل فتح ميعاد‬ ‫الترشيح‪ .‬إمتدت المماطلت ولم يعقد مؤتمر الحزب الوطنى إل بعد‬ ‫إنجراء النتخابات البرلمانية فى نهاية ديسمبر سنة ‪ .2010‬وفى يو م‬ ‫‪ 4‬نوفمبر سنة ‪ 2010‬بلغت بأ ن الرئيس والنجهزة السيادية إستقرت‬

‫‪22‬‬


‫على ترشيحى بنسبة ‪ ،%100‬وأننى سوف يتم استدعائى بين ‪ 8‬ـ ‪11‬‬ ‫يناير سنة ‪ 2011‬لؤدى القسم كنائب للرئيس ومرشح رسمى‬ ‫للنتخابات الرئاسية فى سبتمبر سنة ‪ ،2011‬كانت كل متابعاتى‬ ‫تكشف لى أ ن نجمال مبارك يستخدمنى كورقة تمويهية مع الجيش‪،‬‬ ‫ولكن يضمر لى كل الشر‪ ،‬وفعل أصبحت أخشى على نفسى دحيث‬ ‫أننى وضعت تحت مراقبة لصيقة‪ ،‬كادت تكتم على أنفاسى‪.‬‬ ‫فى ‪ 4‬يناير سنة ‪ ،2011‬فتح دحساب لى وشركائى ـ لم نعرف‬ ‫عنه شيئا دحتى ال ن ـ ويو م ‪ 9‬يناير قابل نجمال مبارك مندوبى وأقر له‬ ‫باستمرار الخطة‪ ،‬إلأنها قد تؤنجل لعدة أيا م نظرا ل ن اليو م تجرى فيه‬ ‫انتخابات إنفصال السودا ن الجنوبى‪ ،‬وما زالت آثار كنيسة القديسين‬ ‫بالسكندرية ساخنة وتونس تشهد أعمال متصاعده‪،‬وكانت النهاية‬ ‫لهذه القصة‪ ،‬التى لم تمنع تدفق أعمالى النضالية بالكتابة والممارسة‬ ‫عن التوقف ولو لساعة وادحدة‪ ،‬بل ارتفع سقفى النضالى وظل شاهقا‬ ‫على الخرين‪ .‬وقد يرى البعض أ ن ذكرى لهذه الحكاية ـ التى ل دليل‬ ‫عليها ـ ل يخدمنى‪ ،‬بل قد ينال منى‪ ،‬بخاصة أننا بصدد نظا م باد‬ ‫وفات‪ ،‬ول ينفع دحتى نفسه ال ن‪ ،‬غير أ ن عمق ثوريتى ‪ ،‬وإخلصى‬ ‫للثورة الشعبية الصيلة‪ ،‬هو الذى يجعلنى أبرز ما أقول به‪ ،‬لعله‬ ‫يضيف نجديدا لصراع الثورتين فى مصر‪:‬الثورة الكاذبة )الملونة ـ‬ ‫الربيع ـ المعطرة ـ المخملية(‪ ،‬والثورة الوطنية الديمقراطية ذات‬ ‫البعد الشعبى التى أعمل من أنجلها‪ ،‬منذ وقت بعيد‪ ،‬فى وقت كا ن‬ ‫مجرد ذكر كلمة رنجل ثورى يبدو كاهانة‪ ،‬فى دحين أننى أعترفت بل‬

‫‪23‬‬


‫مواربة فى نص على هامش روايتى "الفراق" سنة ‪ 2000‬بأننى‬ ‫ثورى محترف‪.‬‬ ‫‪5‬ـ نجاءت أدحداث يو م ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬وأنا فى منزلى‪ ،‬وتحت‬ ‫القامة الجبرية التى فرضتها على أسرتى‪ ،‬وبالذات إبنى‪ ،‬ولكنى‬ ‫شاركت فى تظاهرات ‪ 26‬ـ ‪ 27‬يناير سنة ‪ ،2011‬عنئذ إتفقت‬ ‫أسرتى على أ ن ننتقل نجميعا إلى دحى الشيخ زايد فى مدينة السادس‬ ‫من أكتوبر عند إبنى وبنتى‪ ،‬كانت زونجتى وإبنى عرف كلهما‬ ‫بقصتى يو م أول يناير سنة ‪ 2011‬فقط‪ ،‬وعلمت بنتى بعد أدحداث‬ ‫‪ 25‬يناير‪ ،‬فافتعلوا وقائع تدعو لتجمعنا كلنا‪ ،‬واشتط إبنى فى‬ ‫إعل ن خوفه على‪ ،‬وتأكيده أ ن رصاصة قناص تنتظرنى لو ذهبت‬ ‫إلى التحرير‪ ،‬لم يتعدى تحملى لذلك مساء الول من فبراير‪،‬‬ ‫ونزلت يو م الثانى من فبارير‪ ،‬وشاركت فى مظاهرات خارج‬ ‫ميدا ن التحرير‪ ،‬ولم أنتظم فى الونجود المتقطع بالتحرير إل منذ ‪3‬‬ ‫فبراير سنة ‪ ،2011‬وفى الميدا ن رأيت رؤى العين الصراع بين‬ ‫ثورتين‪ :‬الثورة الكاذبة مكتملة الركا ن الحلف والهداف‬ ‫والقيادات‪ ،‬ونجاهزة العداد‪ ،‬أو سابقة التجهيز‪ ،‬والثورة الصلية‬ ‫فى صورة إنتفاضة شعبية عارمة ونجبارة مؤلفة من قوى غير‬ ‫سياسية‪ ،‬ما لبثت تخطو الخطوة الولى فى مشوارها السياسى‪،‬‬ ‫إنها بل دحلف سياسى وبل خطة ثورية‪ ،‬وبل هدف ثورى‪ ،‬وبل‬ ‫قيادة ثورية‪ ،‬وكلما دحاولت توضيح معنى من معانى هذا الصراع‪،‬‬ ‫ونجدت من يبعدنى ويقصينى خارج الميدا ن‪ ،‬ودحتى من يعرفنى‬ ‫من نجيلى وأنجيال أخرى‪ ،‬ل يريدو ن منى أ ن أشوش عليهم فردحتهم‬

‫‪24‬‬


‫المرنجوة طول العمر بهذه الثورة التى طال انتظارها ونجاءت بعد‬ ‫يأس‪ .‬شيئ وادحد وثقت فيه أ ن قوة النتفاضة الشعبية الجبارة لن‬ ‫تمكن هذه الثورة المخملية الكاذبة أ ن تقضى عليها وأ ن تنفرد‬ ‫ودحدها بالميدا ن‪ .‬وفى أسوأ الوضاع ستؤول المور إلى التعادل‪،‬‬ ‫كنت أعلم علم اليقين أ ن الثورة الكاذبة لن تستطيع أ ن تقود‬ ‫النتفاضة الشعبية‪ ،‬فرسمت دورى النظرى والعملى عند هذه‬ ‫الحدود‪ ،‬وهذا ما ستقول به صفحات هذا الكتاب المرتبطة بتواريخ‬ ‫محددة‪ ،‬دحتى ولو سلمت فى يوليو سنة ‪ 2012‬بانتصار الثورة‬ ‫المخملية‪ ،‬وانتكاس الثورة الشعبية‪.‬‬ ‫ثالثًـاا ‪ :‬وانتقلت من موقع مؤذن فجر الثورة الشعبية لصانع‬ ‫ومشارك بحتريك عملياتهاا ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ كتبت مساء الربعاء ‪ 9‬يناير سنة ‪ 2008‬تحت عنوا ن‪" :‬مصر‬ ‫على أعتاب الثورة"‪ .‬مقدمة كتابى‪" :‬مصر الثورة ‪ ...‬المستقبل" ـ‬ ‫هذا الكتاب الذى نشر فى منتصف سنة ‪ ،2008‬ووضع على شبكة‬ ‫المعلومات الدولية منذ ذلك الحين ـ كتبت أقول فى صـ ‪" :12‬لهذا‬ ‫كا ن لبد ـ لرنجل مثلى ـ لم يعرف له مهمنة غير الدحتراف‬ ‫الثورى‪ ،‬أ ن يخط هذا الكتاب‪ ،‬وأ ن يكتب عن الثورة التى باتت‬ ‫تقف على أعتاب مصر‪ ،‬ويدق نواقيسها‪ ،‬ويؤذ ن لفجرها لعل فى‬ ‫ذلك ما يدفع كل السياسيين والمثقفين إلى أ ن يحددوا موقفهم من‬ ‫الوليد القاد م بخطى متسارعة‪ ،‬سواء بانجهاض ميلده‪ ،‬أو بدعم‬ ‫ورعاية عملية نموأنجنته ليتخلق فى ردحم مصر ال م دحاليا صحيحا‬ ‫ومعافا ودو ن تشوه ودحتى أكو ن موضوعيا قدرت المرين معا‪:‬‬

‫‪25‬‬


‫النجهاض والرعاية‪ ،‬على الرغم من كونهما أمرا ن متناقضا ن‪،‬‬ ‫لعلى بهذا الدفع المزدوج أدحرك دحالة الركود السياسى والثقافى فى‬ ‫أوساط القوى الحاكمة والقوى المعارضة‪ ،‬وباقى أبعاد الحياة‬ ‫البليدة التى تحتوى مصرنا الراهنة‪ ،‬لملقاة عملية موضوعية‬ ‫تجرى وفق قواعد علمية صارمة‪.".‬‬ ‫ـ لم يلتفت أى رنجل‪ ،‬أو أى قوة من دحلف الثورة الشعبية لهذا النداء‬ ‫واستمر القدر يفرض على أ ن تكو ن كل انجازاتى السياسية‪ ،‬فى‬ ‫نطاق العمل السرى‪ .‬ودحتى من إقتنع بدور لى ظل يضعنى‬ ‫إدحتياطيا فى غرفة تغيير الملبس‪ ،‬وليس دحتى على دكة الدحتياط‪،‬‬ ‫وتصور أنه يمكنه أ ن يستدعينى فى الوقت المناسب‪ ،‬رغم أنه لم‬ ‫يضعنى فى قائمة الفريق أصل أو إدحتياطا‪ ،‬ربما كا ن مجرد وضع‬ ‫اسمى فى القائمة أكثرمما يحتمله أو يمكنه الدفاع عليه‪ ،‬واستمرت‬ ‫اللعبة ثورة بل قيادة ثورية‪ ،‬وقائد ثورى بل فريق معلو م‪ ،‬وبل‬ ‫مهمة محددة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ بعد ‪ 11‬فبراير سنة ‪ ،2011‬إنصب كل نجهدى على التلمس دحتى‬ ‫الرتباط بقيادات شبابية‪ ،‬وكانت الحصيلة ضعيفة‪،‬كل فى فلك‬ ‫يسبحو ن‪ ،‬ولم أتخلى عن التواصل مع من أعرفهم‪ ،‬والشباب الذين‬ ‫أريد أ ن أعرفهم‪ ،‬وبدأت موضوعات الكتاب الذى هو بين أيديكم‬ ‫تتسطر‪ ،‬فى مواعيدها‪ ،‬ونتيجة لمتابعات موضوعية‪ ،‬لم أنحرف‬ ‫بمسارى الوئيد عن الثورة الشعبية المشتته‪ ،‬ولم تأخذ أضواء‬ ‫الثورة الكاذبة بلبى أو بناظرى‪ ،‬ردحت أشرح وأفند الصوات‬ ‫العالية التى رادحت تدق طبولها‪ ،‬والصفحات القادمة تشهد على‬

‫‪26‬‬


‫ذلك‪ ،‬لم أنجرف لمونجات الحركات والئتلفات والدحزاب‬ ‫المشكلة لبنى الثورة المخملية‪ ،‬ظللت مغمورا‪ ،‬ل يظهر من نجبلى‬ ‫الثورى غير أعلى قمة فيه‪ .‬ردحت أبحث عن متحصلتى السابقة‬ ‫علمنا بونجودها‪ ،‬دو ن أ ن نرى أفقا لكى نحوزها‪ ،‬قد تمكنى من‬ ‫الترشح للنتخابات الرئاسية‪ ،‬غير أ ن الدائرة مغلقةأمامى‪.‬‬ ‫‪3‬ـ فى يو م ‪ 17‬مايو سنة ‪2011‬؟ قابلت رنجل قد م لى نفسه بأنه عضو‬ ‫إدحتياطى فى المجلس العسكرى طلب من ـ دحسب رغبة المشير‬ ‫والمجلس‪ ،‬أ ن أقود المردحلة النتقالية ويجب أ ن أتأهب لذلك‪ ،‬بعد‬ ‫إنقضاء السبوع الول من يونيو القاد م‪ ،‬أنجبته بأننى فداء الوطن‪،‬‬ ‫وفداء الثورة الشعبية‪،‬ودحملته مجموعةمن كتبى‪ ،‬وأوراقى دحتى‬ ‫الثالثة من هذا الكتاب‪ .‬وإنجلت صورة الضغوط التى تقع على‬ ‫المجلس العسكرى أمامى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬ضغط الحركة السياسية المتكالبة على المغانم السياسية الخاصة‪،‬‬ ‫دو ن آى تونجه وطنى سياسى‪ ،‬وانحراف الصراع السياسى إلى‬ ‫مجرد معارك دستورية وليبرالية وسياسية فوقية‪ ،‬دو ن أى أبعاد‬ ‫استراتيجية لطبيعة نظا م الثورة إقتصاديا وانجتماعيا وسياسيا‪،‬‬ ‫ودو ن رؤية لقضايا المن القومى‪ ،‬فكا ن الحل بالمجلس‬ ‫الستشارى‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ضغوط الخارج السلبية من أمريكا واسرائيل والتحاد الوربى‬ ‫ودول الخليج‪ ،‬غير قضايا التدخل الدولى فى ليبيا وسوريا واليمن‪،‬‬ ‫واهتزاركل أبعاد المن القومى المصرى والعربى‪،‬وطغيا ن أشكال‬

‫‪27‬‬


‫الثورة الملونة أو الربيع العربى "الثورة الكاذبة" على أى تصور‬ ‫ولو وليد للثورة الشعبية الصلية‪ ،‬والتطرف الحاد لهدمه‪.‬‬ ‫ج‪ .‬ضغوط دحركة الشارع السياسية بانحراف قياداتها الفعالة نحو‬ ‫أساليب وفاعليات الثورة الكاذبة‪ ،‬وبروز القوى الشبابية المعبرة‬ ‫عن هذا التجاه على سطح الدحداث‪ :‬وكأ ن دروس الثورات‬ ‫المخملية أو الملونة صارت هى المرنجعية الثورية الولى للعالم‪.‬‬ ‫د‪ .‬ضغوط الحركات المطلبية والشعبية طلبا للمن‪ ،‬وتحسين سبل‬ ‫عيشها‪ ،‬أو دحتى المحافظة على مستواه من النخفاض‬ ‫والزمةالتى بدأت تطل فى واقع الحياة‪.‬‬ ‫ـ كانت نجلسة ثرية‪ ،‬هو عدد الضغوط وأنا ردحت أشرح الخطاء‬ ‫المرتكبة فى مجال المن الوطنى والقومى التى سمحت بتعميق‬ ‫هذه الضغوط‪.‬‬ ‫ـ تعددت اللقاءات‪ ،‬والدحداث تتزدحزح بالمواعيد بعيدا بعيدا‪ ،‬دحتى‬ ‫كا ن يو م ‪ 21‬سبتمبر سنة ‪ 2011‬دحيث طلب منى ورقة عن‬ ‫الموقف من دحالة الطوارئ‪ ،‬وفى ‪ 17‬سبتمبر سنة ‪ 2011‬أخذ منى‬ ‫هذه الورقة المطلوبة بخط يدى‪ ،‬ودحملته صيغة مسودة دحزب‬ ‫شعبى مستقل بها برنامج سياسى وإقتصادى وإنجتماعى تفصيلى‪،‬‬ ‫وتحديد أهداف الثورة الستراتيجية الستة‪ ،‬كما صغتها فى معظم‬ ‫ورقات هذا الكتاب‪ .‬واتفق الرنجل معى وبصورة قاطعة أنه سيأتى‬ ‫مع ثلثة من اللوءات بالزى العسكرى إلى منزلى يو م ‪ 4‬أكتوبر‬ ‫الساعة الرابعة ليأخذنى للمجلس العسكرى‪ ،‬وعلى أ ن أكو ن نجاهزا‬ ‫لنه لن يتصل بى بتاتا قبل هذا الميعاد‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫‪4‬ـ وافت المنية أقرب أصدقائى من زملء الدراسة الجامعية يو م ‪3‬‬ ‫أكتوبر سنة ‪ ،2011‬وقد نقل نجثمانه من المركز الطبى الدولى‬ ‫قرب مدينة العاشر من رمضا ن إلى قبره على طريق الفيو م فلم‬ ‫ندفنه إل فى العاشرة مساًءا على أنوار الموبيلت الخافتة‪ ،‬لم‬ ‫أذهب إلى عزائه يو م ‪ 4‬أكتوبر وارتديت ملبسى‪ ،‬وظللت إنتظر‬ ‫من الرابعة دحتى السابعة مساًءا‪ ،‬ونجدت كل الخطوط التليفونية‬ ‫مغلقة‪ ،‬لحقت بالعزاء‪ ،‬مرت أربعة أيا م ل دحس ول خبر‪ ،‬كنت قد‬ ‫علمت بمجيئ ليو ن بانيتا وزير الدفاع المريكى إلى مصر يو م ‪3‬‬ ‫أكتوبر‪ ،‬بعد فترة علمت بالفيتو المريكى السرائيلى على‬ ‫شخصى‪ ،‬وعلى طريقة نقل السلطة بغير النتخابات‪ ،‬وأ ن العاقبة‬ ‫فى دحالة عد م الوفاء بما قرره هذا هذا الفيتو‪ ،‬إعادة الدحتلل‬ ‫الفورى لسيناء‪ .‬أيقنت عندها أ ن مصر ما زالت دولة تابعة ل تملك‬ ‫من أمرها شيئا‪.‬‬ ‫‪5‬ـ إنسحبت مرة أخرى إلى دوائر العمل السرى والفردى‪ ،‬إمتلكت‬ ‫بعض التأثير ـ ل تسمح المور بذكرها ـ تصاعدت مسيرة الثورة‬ ‫الكاذبة‪ ،‬وانزوت مسيرة الثورة الشعبية الصلية‪ ،‬نجاء الرئيس من‬ ‫الخوا ن المسلمين‪ ،‬تعمقت دولة التبعية وانخفضت كل سقوفها عن‬ ‫سقوف دولة دحسنى مبارك سياسيا واقتصاديا وانجتماعيا وثقافيا‪،‬‬ ‫إنتصرت الثورة الكاذبة )المخملية ـ الربيع ـ الملونة ـ المعطرة(‬ ‫وانتكست الثورة الشعبية‪ .‬أصبح محمد مرسى يدعى أنه ممثل‬ ‫الثورة فى مشاهد عبثية ل تحتملها خشبات مسارح العبث كادت‬ ‫لفظة الثورة أ ن تثير الغثيا ن للكثيرين‪ .‬كانت مهمتى الواضحة أ ن‬

‫‪29‬‬


‫أكو ن المنظر الودحد فى مصر الذى يفرق بين الثورة الكاذبة على‬ ‫أنماط الثورات الملونة والربيع والمخملية والمعطرة والثورات‬ ‫الشعبية الصلية‪ ،‬وأ ن أدحاول بما يسمح به وقتى أ ن أبحث عن‬ ‫أصول هذه الثورة الكاذبة‪ ،‬وعلماء السياسة لدينا وعلماء النجتماع‬ ‫وعلماء التاريخ فى غيبوبة‪ .‬ما أقسى أ ن أرى علماء كليتى التى‬ ‫تخرنجت فيها سنة ‪ ،1968‬ول يونجد بينهم وادحد أو من يتتبع‬ ‫إطللة الثورات الكاذبة على العالم منذ ربع قر ن فقط‪ ،‬داخل أطر‬ ‫النظا م الدولى الجديد الذى نادى به بعد ذلك بوش الب منذ سنة‬ ‫‪ ،1991‬ويكشف الطبيعية الكاذبة لهذه النوعية من الثورات‬ ‫المدعاة‪ ،‬ثورات النخب‪ ،‬ثورات العنف تحت شعارات السلمية‬ ‫الناعمة‪.‬وما أقسى رفاق الضلل الذى يصل بهم الظلل لوصف‬ ‫إدحتلل العراق بالثورة على الدكتاتور!!‪ ،‬وقصف ليبيا وقتل‬ ‫شعبها بأنها ثورة على المجنو ن!! وقتل شعب سوريا ومحاولة‬ ‫قلب نظامها الوطنى بالرهاب بأنه ثورة!! ‪ ..‬أل ساء ما كانوا‬ ‫يعلمو ن!!‬ ‫‪6‬ـ وأنا خارج كل الدوائر‪ ،‬ول صلة لى سرية أو علنية بمسؤل‪،‬‬ ‫تنتصر أفكارى وخططى‪ ،‬فحركة تمرد هى نسخة من دحركة‬ ‫التوكيلت الشعبية لتداول السلطة‪ ،‬بخاصة أ ن المسئول الول فى‬ ‫تمرد قدنجاء لمنزلى أوائل سنة ‪ ،2010‬وأخذ كتبى عن الثورة‬ ‫والتغيير‪ ،‬وناقشنى فيها‪ ،‬للنشر الصحفى الذى لم يقوى عليه فى‬ ‫دحينه أو بعد ذلك‪ ،‬هو ورئيس تحريره الذى أرسله لى عدة مرات‬ ‫وقواتنا تنتشر فى سينا للقضاء على الرهاب‪ ،‬وتجعل فيتو التهديد‬

‫‪30‬‬


‫بغزو سينا فى ليلة أمرا مسحتيل‪ ،‬ومونجات الحركات الشعبية‬ ‫العاتية يو م ‪ 30‬يونيو سنة ‪ ،2013‬وبعدها أيا م ‪ 1/2/3‬يوليو سنة‬ ‫‪ ،2013‬تزيح الركن الكبر للثورة الكاذبة سلطة الخوا ن‬ ‫المسلمين‪ ،‬بل تاريخهم السياسى كله‪ ،‬وتقضى على مستقبلهم إلى‬ ‫البد ـ لو ظلوا كما كانوا ـ مجرد نجماعة وظيفية لخدمة قوى‬ ‫الهيمنة الخارنجية‪ ،‬وقوى الهيمنة الداخلية ضد استقلل الوطن‪،‬‬ ‫وضد الديقراطية الوطنية فيه‪ ،‬وضد التنمية الشاملة والمستدامة‬ ‫له‪ ،‬وضد نظم العدالة النجتماعية والقتصادية والثقافية والسياسية‬ ‫والقانونية لمجتمعه‪،‬وضد تأسيس الدولة التحادية العربية على‬ ‫أسس إختيارية وتدريجية وديمقراطية وضد بناء سبل التنمية‬ ‫المتكاملة لدول دحوض النيل‪ ،‬وإعادة استغلل موارد النيل‬ ‫المهدرة‪.‬‬ ‫‪7‬ـ وتأتى إنتفاضة ‪ 26‬يوليو سنة ‪ ،2013‬الشعبية لتعلن نضج الحركة‬ ‫وقدرتها على الفرز لبناء الحلف الشعبى للثورة الوطنية‬ ‫الديمقراطية الصيلة ذات البعاد الشعبية‪ .‬وتأكيد أهدافها الثورية‪،‬‬ ‫وبرامجها الثورية‪ ،‬وتكتمل مهمتى على المستوى النظرى بهذا‬ ‫الكتاب لتتحدد المور الضرورية التية‪:‬‬ ‫أ‪ .‬التفرقة بين الثورة الكاذبة أى كا ن مسماها )مخملية ـ ربيع ـ ملونة‬ ‫ـ معطرة( وبين الثورة الشعبية الصيلة فى دحلقتها الرابعة‬ ‫والختامية للثورة الوطنية اليمقراطية فى مصر‪ ،‬لتتطور‬ ‫للديمقراطية الشعبية‪ ،‬ودواليك‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫ب‪ .‬تحديد الحلف الثورى الوطنى الديمقراطى "الحلف الثورى‬ ‫الشعبى والسياسى‪.‬‬ ‫ج‪ .‬تحديد الحلف المعادى للثورة طبقيا وسياسيا‪.‬‬ ‫د‪ .‬تحديد أهداف واستراتيجيات الثورة الشعبية الصيلة فى مصر‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬تحديد برامج العمل التنفيذية لدارة السياسة بالثورة لتحقيق‬ ‫أهداف الثورة‪.‬‬ ‫ـ أما عن مهامى العملية فى قيادة الثورة فى مصر علنيا فقد تقصر‪،‬‬ ‫وتتضاءل وأنا من فقراء هذا المجتمع‪ ،‬ممن ل دخل لهم‪ ،‬إل من‬ ‫نجيوب أسرهم‪ ،‬وسأظل وفيا لما فرضه النضال السياسى على‪ ،‬فى‬ ‫النضال السرى ما استطعت لذلك سبيل‪.‬‬ ‫من العاشرة من صباح السبت يوليو سنة ‪ 2013‬إلى الثانية‬ ‫بعد ظهر يو م الثنين ‪ 20‬رمضا ن سنة ‪ 1434‬هجرية الموافق ‪29‬‬ ‫يوليو سنة ‪.2013‬‬

‫‪32‬‬


‫فلنحافظ على استمرار ثورة الشعب المصرى‬ ‫المجيدة‬ ‫"مصر صانعة التاريخ الثورى القد م للبشرية" عنوا ن الفصل‬ ‫الول من كتابى "مصر على أعتاب الثورة" والذى كتب بين يومى‬ ‫‪ 9/1/2008‬ـ ‪ 5/2/2008‬ولم تقو مطبعة على طباعته لى بهذا‬ ‫العنوا ن فتم نشره فى مايو سنة ‪ ،2008‬تحت عنوا ن "مصر الثورة‬ ‫‪ ...‬المستقبل" ولقد كتبت فى مقدمة هذا الكتاب عن أسباب ضعف‬ ‫الوعى الثورى فى بلدنا ثم ختمتها بالفقرة التالية‪:‬‬ ‫"لهذا كا ن لبد ـ لرنجل مثلى ـ لم يعرف له مهنة غير‬ ‫الدحتراف الثورى أ ن يخط هذا الكتاب وأ ن يكتب عن الثورة التى‬ ‫باتت تقف على أعتاب مصر ويدق نواقيسها ويؤذ ن لفجرها لعل فى‬ ‫ذلك ما يدفع كل السياسيين والمثقفين إلى أ ن يحددوا موقفهم من الوليد‬ ‫القاد م بخطى متسارعة سواء بإنجهاض ميلده أو بدعم ورعاية عملية‬ ‫نمو أنجنته ليتخلق فى ردحم مصر ال م دحالًيا صحيًحا ومعاًفا ودو ن أى‬ ‫تشوه"‪.‬‬ ‫وكا ن عنوا ن الفصل الرابع فى هذا الكتاب "ودارت عجلة‬ ‫الثورة" قلت فيه صـ ‪:156‬‬ ‫"ويمكن القول أ ن تفاقم سياسة النفتاح قد أدرات عجلة الثورة‬ ‫الشعبية أما نتائج "الصلح القتصادى" فقد دفعت دورا ن هذه‬

‫‪33‬‬


‫العجلة إلى التسارع دحتى تكو ن الستمرارية والتواصل فى‬ ‫المستقبل"‪.‬‬ ‫وكتبت الفصل الخامس تحت عنوا ن "استلب النخبة ‪...‬‬ ‫وانطلقة الجماهير" وقلت فى صـ ‪:205‬‬ ‫"لقد شوشت هذه التحركات النخبوية الفارغة المضمو ن‬ ‫والمتحوصلة دحول شعارات ليبرالية نجديدة ودحشية ومنعزلة على‬ ‫تحركات الجماهير الفعلية لقد لعبت قوى المجتمع المدنى‬ ‫"المصنوع" دوًرا رئيسًيا فى هذهالتحركات الليبرالية بأشخاصها‬ ‫وبأموالها وبقيادتها العلنية والسرية فشوشت على تحركات الجماهير‬ ‫المتصاعدة على الدرب الثورى دحتى انقشع الضباب فكانت انطلقة‬ ‫دحركة الجماهير والملفت للنظر أ ن الثنتين دحينما تزامنتا لفترة لم‬ ‫تلتحما أبًدا فظلت كل وادحدة على دربها‪ :‬استلب النخبة ‪...‬‬ ‫وتحركات الجماهير الثورية"‪.‬‬ ‫وقلت فى صـ ‪:219‬‬ ‫"يعد عا م ‪ 2007‬هو عا م النطلقة الجماهيرية نحو الثورة‬ ‫فيمكن القول وبجدارة أنه العا م الذى بدأت فيه مردحلة تعاظم المد‬ ‫وهى المردحلة الخيرة فى مرادحل المد الجماهيرى والتى تسبق‬ ‫النتفاضة الثورية"‬ ‫وقلت فى صـ ‪:224‬‬ ‫"وكما رصدت سابًقا كانت الحركة الجماهيرية للطبقات‬ ‫الكثر استغلل من العمال والفلدحين والفئات الوسطى وتساعد‬ ‫وتساند ثورة التحرر الوطنى فى دحلقاتها الثلثة‪ :‬الثورة العرابية سنة‬

‫‪34‬‬


‫‪ ،1881‬وثورة سنة ‪ ،1919‬وثورة سنة ‪ ،1952‬بفاعلية ووضوح فى‬ ‫دحين غابت دحركة البورنجوازية المصرية فى هذه الحلقات الثلثة‬ ‫ومن ثم قلنا أ ن الليبرالية المصرية غير مؤصلة نظًرا للغياب أو‬ ‫التقلص فى النضال والونجود الثورى والفكرى للطبقة التى تمثلها أى‬ ‫الطبقة الرأسمالية المصرية والحقيقة المفزعة أ ن الرأسمالية‬ ‫المصرية استفادت من الثار اليجابية لثورة التحرر الوطنى‬ ‫المصرية أكثر من أى طبقة من طبقات المجتمع المصرى عبر‬ ‫مرادحلها الثلثة الماضية أى أ ن الذى ضحى وشارك خرج والغر م‬ ‫من نصيبه والذى كسب وغنم وتربع بمكتسباته وغنائمه على قلب‬ ‫مصر على الرغم من أنه ل يشارك أوق ّ‬ ‫صر وقد يكو ن خا ن أوفرط‬ ‫وتلك نتيجة مفزعة لذلك فإ ن الثورة التى تدور عجلتها ال ن ستصحح‬ ‫تلك النتائج وهذا الغبن وستنجز مها م الطبقة الرأسمالية التى لم‬ ‫تنجزها قديًما ونجدًيدا"‪.‬‬ ‫* وفى خاتمة هذا الكتاب كتبت فى صـ ‪" :236‬والدرس الها م‬ ‫لمطالعة المسيرة الثورية الراهنة أ ن القائمين بها ل يعلمو ن ذلك أننا‬ ‫بصدد سلوك سياسى عا م سيفضى إلى نتيجة محددة وعليه ل يمكن‬ ‫شراء هذه القيادات وإذا دحدث ذلك سيكو ن لبعض الوقت فالخطى‬ ‫ثابته ومتراكمة ومضطردة فالتحركات الجماهيرية تفرز قيادتها أولً‬ ‫بأول والطليعة الثورية ـ فى دحالتنا هذه ـ طليعة تشكلها قوانين‬ ‫التحركات الجماهيرية ذاتها وهناك تخلف ملحوظ فى ونجود طليعة‬ ‫ثورية نجاهزة‪".‬‬

‫‪35‬‬


‫هكذا سطرت هذا الكتاب وفق متابعة ورصد قوانين السلوك‬ ‫الجماهيرى لدرنجة أ ن الذى نشر لى هذا الكتاب على شبكة‬ ‫المعلومات الدولية ـ الستاذ عزت هلل فى صفحته‪ :‬الحركة الشعبية‬ ‫للصلح ـ قال لى‪ :‬لماذا هذه الصرامة العلمية فى الستنتاج؟ أنجبته‬ ‫ل ن القوانين العلمية ذات نتائج دحاسمة فسألنى‪ :‬إذ ن كم تقدر المدى‬ ‫الزمنى لقيا م النتفاضة الثورية؟ أنجبته من ثلث لخمس سنوات‪ .‬لهذا‬ ‫استضاف هذا الكتاب على نجداريته منذ أغسطس سنة ‪ ،2008‬فى‬ ‫صورة خمس مقالت لفصوله الخمسة غير مرتبة واستبعد المقدمة‬ ‫التى تحتوى ‪ 8‬صفحات‪.‬‬ ‫* ودحينما اندلعت انتفاضة ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2001‬الراهنة‬ ‫واشتد أوارها تحركت تحت رد الفعل التسونامى التونسى الجماهيرى‬ ‫وتطبيًقا لنظرية الدمانو الشهيرة فى السلوك السياسى الدولى‬ ‫والجماهيرى وتلك القشة التى قصمت ظهر البعير فى ظل تعاظم‬ ‫دحالة المد الجماهيرى منذ بداية سنة ‪ ،2007‬لقد أراد البعض محاكاة‬ ‫النموذج التونسى بطريقة متطابقة فأقد م خمس من الرنجال على دحرق‬ ‫أنفسهم تشبًها بالشهيد التونسى محمد البوعزيزى مع أنه دحينما دحرق‬ ‫نفسه لم يكن المنتحر الودحيد فى تونس ففى ذات العا م الذى انتحر فيه‬ ‫انتحر قبله أكثر من ألف شخص نتيجة للظلم الواقع على الشعب‬ ‫التونسى العظيم ذلك أ ن اختمار الظرف الثورى عملية متواصلة‬ ‫وتراكمية تحولها الضافة الخيرة إلى دحالة كيفية متغيرة ونجديدة‬ ‫كمثل القشة التى تقصم ظهر البعير مع أنها مجرد قشة وليست نبوًتا‬ ‫ول فرع شجرة ول مرّزبة‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫وهذا ما دحدث عندما تجمع بضع مئات من النخبة السياسية‬ ‫وشباب الفيس بوك أما م دار القضاء العالى صباح ‪ 25‬يناير وأخذت‬ ‫الشرطة تفرقهم لول أ ن أغاثتهم تحركات النتفاضة الجماهيرية‬ ‫ونجحافلها الزادحفة من بولق الدكرور وشبرا ومصر القديمة وأنحاء‬ ‫القاهرة الشعبية‪ .‬وكا ن هذا دحال السويس ودحال السكندرية ومعظم‬ ‫مد ن ومحافظات الجمهورية وعليه فنحن مازلنا فى إطار الثورة‬ ‫الشعبية والمصرية التى تتطور من مردحلة لمردحلة أعلى فى مسيرتها‬ ‫ومن ثم فما أسخف أ ن تنعت بأنها ثورة الشباب إنها ثورة الشعب‬ ‫المصرى العظيم الذى يمثل الشباب فيه أكثر من ‪ %60‬من فئاته‬ ‫العمرية وما أكذب ما يردده البعض من أنها ثورة الفئات الوسطى أو‬ ‫بتعبيرهم الطبقة الوسطى فهى ثورة كل الشعب المصرى وبالخص‬ ‫طبقاته من العمال والفلدحين والموظفين والحرفيين والمهنيين‬ ‫وصغار التجار والرأسماليين وباقى فئات الشعب الكاددحة والمنتجين‬ ‫بل والعاطلين قسًرا وعدواًنا وما أخطر من القول بأ ن يقال أ ن الثورة‬ ‫ليبرالية فهذا افتراء والتفاف من العناصر المشايعة لعداء الوطن من‬ ‫الستعمار والصهيونية ومن المتمسحين والملتقطين لفتات النظا م‬ ‫المسو م سابقا إ ن الذين يدعو ن تزوير النتخابات كمفجر للثورة‬ ‫يغضو ن الطرف على أ ن أغلبية الشعب كل الشعب تقاطع النتخابات‬ ‫وأ ن المشاركة الفعلية فى النتخابات التى يدفع فيها آلف المرشحين‬ ‫المصوتين ل تتعدى نسبة من ‪ 5‬إلى ‪ %8‬من المقيدين فى الجداول‬ ‫أى أقل من نسبة ‪3‬ـ ‪ %4‬من تعداد الشعب المصرى‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫* إ ن النتفاضة الثورية لن تبلغ مداها فى إسقاط النظا م‬ ‫واستل م السلطة وإقامة النظا م الثورى إل ببناء نجيش الثورة وقيادتها‬ ‫وفى هذا الصدد ل معنى للقول بفترة انتقالية لنجراء انتخابات دحرة‬ ‫ونزيهة فأى انتخابات دحرة ونزيهة والهر م النجتماعى مقلوب رأًسا‬ ‫على عقب والثورة بل والقدرة المالية بعيدة تماًما عن طبقات الشعب‬ ‫الكاددحة ونخبته الثورية الوليدة وطليعته الثورية الجديدة هل نجرى‬ ‫انتخابات لصالح من تلوثت مد ن العراق بالشعاع الذرى بأكثر من‬ ‫نسب تلوث هيروشيما ولم يوضح ذلك بحكم منصبه ومعرفته فهل‬ ‫هذا الرنجل يؤتمن على مصر الثورة؟ أ م نجرى النتخابات لصالح‬ ‫من ذهب لسرائيل ليضع أسرار علمه لخدمة العسكرية العدوانية‬ ‫الصهيونية وينال نظير ذلك أعلى أوسمة هذا الكيا ن العنصرى‬ ‫الستعمارى الستيطانى المغتصبة لفلسطين ‪ ..‬وهل مثل هذا الرنجل‬ ‫يؤتمن على مصر الثورة؟ أو نجرى النتخابات لصالح من ل يطبق‬ ‫نص الميثاق للمنظمة القليمية التى يعلوها ويقبل بدولة عربية ادحتلت‬ ‫ودحكومة ساندت المحتل لتستمر بعضويتها فى تلك المنظمة ل ن هذه‬ ‫مشيئة أمريكية الرنجل الذى أدار عملية التطبيع مع إسرائيل وكا ن‬ ‫دوًما سنًدا لسياسات التبعية المصرية للستعمار والصهيونية دحينما‬ ‫كا ن مسئول السياسات الخارنجية للنظا م البائد‪ .‬وهل مثل هذا الرنجل‬ ‫يؤتمن على مصر الثورة؟‬ ‫* إ ن قيادة الثورة ونجيشها لبد وأ ن يبنى فى فترة انتقالية ل‬ ‫تقل عن ثلثة أعوا م تحت دحكم ثورى انتقالى شرطة الساس أ ن‬ ‫يكو ن ثورًيا من الشعب والجيش وتحت القيادة والغلبية المدنية إ ن‬

‫‪38‬‬


‫هذا الجيش الثورى أى نجيش الثورة ـ ول أقول قواتها المسلحة ـ ذلك‬ ‫تعبير مدنى خالص وكذلك قيادتها لبد أ ن تتكو ن من ثلثة أقسا م‬ ‫متساوية‪:‬‬ ‫ـ القسم الول‪ :‬من كل تيارات الوطن السياسة وتحديًدا‬ ‫التيارات الربع المعروفة‪ :‬الليبرالية ـ الشتراكية العلمية ـ السلمية‬ ‫السياسية ـ القومية العربية الناصرية بطريقة متوازية وشبه متساوية‬ ‫بشرط أساس أ ن تعلن عدائها لعداء الوطن من الستعمار بقيادة‬ ‫أمريكا والصهيونية وبحيث يشمل ممثلى كل تيار النخبة القديمة‬ ‫والنخبة الجديدة أى الشيوخ والشباب ـ الرنجال والنساء من كل‬ ‫أدحزاب التيار أو نجمعياته أو رموزه الفردية والمستقلة ول ينفرد‬ ‫بتمثيل التيار الوادحد فصيل وادحد من أبنيته ومفرادته الكثيرة‪.‬‬ ‫ـ القسم الثانى‪ :‬من اللجا ن الشعبية للثورة والتى يجب أ ن‬ ‫تتشكل على أساس نجغرافى ومحلى للمشاركة والمتابعة والرقابة‬ ‫على الخدمات المنية والقتصادية والنجتماعية فى غمار عملية‬ ‫إنتاج إنقاذية تستهدف تحقيق الكتفاء الذاتى من الغذية والحبوب‬ ‫وسلع الستهلكى الشعبى‪.‬‬ ‫ـ القسم الثالث‪ :‬من ممثلى التنظيمات النوعية الفئوية والطبقية‬ ‫والمهنية والحرفية من النقابات العمالية والتحادات المهنية والروابط‬ ‫الحرفية ومنظمات المجتمع المدنى الطبيعية وغير المصنوعة‬ ‫بالموال الستعمارية الصهيونية كما يجب أ ن يونجد ممثلين للجنود‬ ‫والقوات المسلحة وأنجهزة المن‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫* أ ن هذه البنية لجيش الثورة وقيادتها تتناسب مع الطابع‬ ‫الثورى الصيل للشعب المصرى الذى أنجز فى ‪ 130‬سنة أربع‬ ‫ثورات كبرى غير عشرات الهبات والنتفاضات التى تخللت هذه‬ ‫الثورات الكبرى هذا من نجانب ومن نجانب آخر مع طبيعة الثورة‬ ‫المصرية العظمى الراهنة والتى صنعتها الطبقات الشعبية وكل قوى‬ ‫المة الجماهيرية وفى دحين استلبت النخبة السياسة والثقافية فى‬ ‫اتجاهها العا م ورادحت تلهث فى كنس فتات النظا م البائد‪ ،‬والمتساقط‬ ‫من موائده وقد رصد كتابى عن "مصر الثورة ‪ ...‬المستقبل" ذلك‬ ‫وأبرزه على غلفه الخارنجى دحيث يقول‪ :‬هذا الكتاب‪" :‬يرصد فعل‬ ‫سياسات تقو م مسئوليتها على من خطها واتبعها وفى هذا الصدد ل‬ ‫تعفى المعارضة كل المعارضة عن مسئوليتها فى مجرد استمرارها‬ ‫وهذه المعارضة الرسمية منها وغير الرسمية العلنية منها والسرية‬ ‫الليبرالية مها والشيوعية اليمينية منها واليسارية السلمية منها‬ ‫والقومية كلها لها دحصص كافية من مسئوليتها عن استمرار هذه‬ ‫السياسات بل إ ن أى منصف قد يرى بعضها أكثر ش ً‬ ‫ططا فى دفع هذه‬ ‫السياسات نحو نقاط لم يردها لها أصحابها والقائمو ن عليها" إننا‬ ‫بصدد شعب ثائر والثورة هى نزعته البقى فى تشكيل سلوكه‬ ‫السياسى وتاريخه الطويل يقول بهذا منذ أ ن انطلقت ثورته‬ ‫الجماهيرية الولى فى تاريخ البشرية نجمعاء منذ أكثر من ‪ 42‬قرًنا‬ ‫من الزما ن‪.‬‬ ‫* ل يستطيع أى سياسى مصرى من اى اتجاه الدعاء بأنه‬ ‫يسبقنى فى بلورة وتحديد الفترة النتقالية بين دحكم النخبة وبين دحكم‬

‫‪40‬‬


‫الشعب وكل المة بنخبها الجديدة ونجماهيرها الكبيرة فلقد صغت هذا‬ ‫المفهو م فى مايو سنة ‪ ،1995‬وردحت أنشره فى الوساط اليسارية‬ ‫وفى لحنة التنسيق بين الدحزاب والقوى السياسية والتى كانت أهم‬ ‫فاعلية سياسة فى مصر آنذاك وتتكو ن من أنجزاب‪ :‬التجمع ـ العمل‬ ‫الشتراكى ـ الوفد ـ الدحرار الشتراكيين ـ العربى الناصرى‬ ‫والخوا ن المسلمين والشيوعين وكنت أمثل الشيوعيين فيها وبعد ذلك‬ ‫قمت بنشر مفهومى للتغيير على أساس نجماهيرى فى الصحف‬ ‫ونشرت نجريدة العربى الناصرى أطرودحتى هذه يو م ‪ 30‬مايو لسنة‬ ‫‪ ،1999‬تحت عنوا ن ‪) :‬فلنبنى نجميًعا ‪ ...‬دحركة التوكيلت اشعبية‬ ‫لتداول السلطة( وفيها مفهومى عن الفترة النتقالية وذلك بعد القول‪:‬‬ ‫)وفى هذا المجال أطرح دعوة الجماهير للتوقيع على توكيل شعبى‬ ‫يستهدف أ ن يجمع عدًدا من التوقيعات تزيد عن العدد العا م لكل‬ ‫المقيدين فى نجداول النتخابات العامة دحيث يتم تفويض مائة شخصية‬ ‫سياسة تتوزع بالتساوى على التيارات السياسية الربع للحركة‬ ‫الوطنية المصرية سواء من الدحزاب آو المستقلين تكو ن نواة للف‬ ‫شخصية تمثل كل فاعليات الوطن إقليمًيا من رنجال ونساء ومن‬ ‫الشيوخ والشباب ومن العمال والفلدحين ومن المثقفين والمهنيين‬ ‫ومن رنجال الصناعة والتجارة والزراعة وتكو ن بذاتها الهيئة‬ ‫التأسيسة لصياغة دستور البلد ونظامها السياسى(‪.‬‬ ‫بعد ذلك طردحت مفهو م الفترة النتقالية وأدحكامها دحيث قلت‪:‬‬ ‫"ودحينما تنجح الحركة فى نجمع عشرات المليين من هذه التوكيلت‬ ‫الشعبية يكو ن من دحقها إبل غ رئاسة السلطات المختلفة لتنفيذ إرادة‬

‫‪41‬‬


‫المة وإقرار بداية فترة انتقالية ل تزيد بأى دحال من الدحوال عن‬ ‫ثلث سنوات يتم فيها تثبيت الهيئة كهيئة ملزمة برسم ملمح النظا م‬ ‫السياسى وصياغة الدستور الدائم وعرضه فى استفتاء عا م لقراره‬ ‫مسبوًقا بطردحه للنقاش العا م وعمل لجا ن استماع ومناقشة وأ ن‬ ‫تنتخب من بينها رئيًسا ونائًبا لهذه الفترة النتقالية يقو م برئاسة لسلطة‬ ‫التنفيذية لذات الفترة النتقالية وبعد هذه الفترة النتقالية يتم إنجراء‬ ‫النتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح وتجرى النتخابات‬ ‫البرلمانية بين السياسيين على أساس القائمة النسبية غير المشروطة‬ ‫وفى هذه الفترة النتقالية تتولى السلطة المؤقتة تحقيق الكتفاء الذاتى‬ ‫من الغذاء والحبوب وضبط نظم الدفاع عن الوطن ومحو المية‬ ‫البجدية محًوا تاًما وتنفيذ نظم التأمين الصحى الشامل لكل المواطنين‬ ‫ودحل مشاكل السكا ن ومحو عار ساكنى الرصفة وتأمين مجانية‬ ‫فاعلة ودحقيقية للتعليم دحتى الجامعة وإقامة بنية أساسية إنتانجية تخد م‬ ‫كاددحى الوطن وتؤمن مياة الشرب النقية لكل أبناء مصر فى كل‬ ‫الماكن وتونجد صرف صحى لكل المصريين فى كل الماكن إ ن‬ ‫شعًبا بنى الهرامات وشق عشرات الترع والقنوات وأقا م وشيد‬ ‫القناطر والسدود لجدير بأ ن يطور رقية العلمى ولقادر على تحقيق‬ ‫معجزات التقد م العلمى لو ونجدت قيادة وطنية قادرة على تفجير‬ ‫طاقاته التى ل تنتهى‪".‬‬ ‫* نسخت هذه الطرودحة ووزعت منها مئات النسخ على‬ ‫مدى ست سنوات من سنة ‪ 1999‬دحتى ‪ ،2005‬دحيث نشرتها فى‬ ‫كتابى‪" :‬مصر فى دحبات العيو ن" )رؤية للتغيير تعبر عن التيار‬

‫‪42‬‬


‫الوطنى الشعبى المستقل( وضمنته رؤية شاملة للتغيير وقد نشر فى‬ ‫يونيو سنة ‪ ،2005‬على نفقتى الخاصة ووزعت منه مئات بل آلف‬ ‫النسخ مجاًنا وضمنته رؤية تفصيلية عن أدحكا م الفترة النتقالية بين‬ ‫انتهاء دحكم النخبة ودحكم الشعب ونجماهيره ونخبه الجديدة سأضعها‬ ‫ملحًقا لهذه الدراسة‪.‬‬ ‫* وبعد أ ن ثورة بحجم وعمق تطور وتكامل مرادحل الثورة‬ ‫المصرية الشعبية العظمى الراهنة ل يجب أ ن تطرح فيها شخصيات‬ ‫خدمت الستعمار والصهيونية والتبعية لها من الحكم والمعارضة بل‬ ‫والمستقلين أبًدا فللشعب سياسييه ممن نذروا أنفسهم لخدمة نضالته‬ ‫ومصالحة دو ن دحتى أ ن يكو ن لهم مجرد راتب بسيط يوازى الكادر‬ ‫العا م لموظفى الدولة وللسف يتركو ن أنفسهم لترعاهم أسرهم ودحتى‬ ‫ما يقع فى أيديهم من نقود ينفعو ن بها الغير سواء بطرق مباشرة‬ ‫أوبطرق غير مباشرة فى قيادة الفكر والنضال الوطنى للمة‬ ‫المصرية العظيمة ويظلوا يرددو ن قول الشاعر‬ ‫وطنى لو شغلت بالخلد عنه‬ ‫نازعتنى إليه فى الخلد نفسى‬ ‫القاهرة ـ الدحد ‪20/2/2011‬‬ ‫ملحق من كتابنا‪" :‬مصر فى دحبات العيو ن"‬ ‫دحول أدحكا م الفترة النتقالية من صـ ‪ 68‬ـ صـ ‪74‬‬

‫‪43‬‬


‫كذلك تتصف السياسات القائمة بحجب العمل السياسى عن‬ ‫القوى الوطنية من مدارس مختلفة وإبعادها عن أيه مراكز إدارية أو‬ ‫سياسية فعالة والكتفاء بجيوش المنتفعين من النتهازيين والمتماشين‬ ‫مع السياسات الستعمارية والمعادية للمصالح الوطنية بل ولكثرة‬ ‫ممن كانت عقيدتهم السياسية كذلك‪.‬‬ ‫ـ إ ن التجاه الصلدحى السياسى الرئيسى يتحتم فى إقصاء‬ ‫القوى المعادية للتونجهات الوطنية واستبدالها بالقوى الوطنية من‬ ‫المدارس السياسية فالليبرالى "الرأسمالى" الوطنى هو أقرب‬ ‫للشتراكى "الشيوعى" من الليبرالى المرتبط باليديولونجية‬ ‫الستعمارية وهو أقرب للوطنى السلمى والناصرى منه كذلك‬ ‫والعكس صحيح وعليه فمناط الديمقراطية الوطنية وليست‬ ‫الديمقراطية الستعمارية أو على النهج الستعمارى‪.‬‬ ‫* وبعد ‪ ..‬فالحلل بين والحرا م بين فإنا أ ن تكو ن مع‬ ‫الستعمار وعولمته الرأسمالية المتودحشة واليبرالية الجديدة‬ ‫المراوغة والمتكبرة والمهيمنة والظالمة والمعادية لقيم الستقلل‬ ‫والعدالة والتقد م للشعوب ودحتى يتسنى لمصر تحقيق ذلك ‪ ..‬نتابع ما‬ ‫يلى‪:‬‬ ‫)‪ (3‬دحتى يكو ن الصلح إصلًدحا والتغيير تغييًرا‪:‬‬ ‫تنشط المنابر الصحفية والعلمية والسياسية المختلفة‬ ‫بمسارات الدحداث فى مصر منذ مردحلة الدعوة إلى تعديل المادة ‪76‬‬ ‫من الدستور وما بعدها وغالًبا ما ترتبط دحالة التنبؤ بمتابعة دحركة‬ ‫القوى المتحكمة فى السياسة المصرية الراهنة وتزداد المخاوف من‬

‫‪44‬‬


‫نظرية أ ن يتمخض الجبل فيلد فاًرا وتكثر القاويل والشائعات دحول‬ ‫صراع الفراد ويبتعد الجميع عن تحرى مسارات السياسات البديلة‬ ‫للسياسات الكارثية السائدة ودحتى نكو ن على مستوى متطلبات الوطن‬ ‫وإ ن نضع مصر فى دحبات العيو ن يجب أ ن نبتعد عن التجاذبات دحول‬ ‫الفراد وأ ن ينصب اهتمامنا دحول تغيير أو دحتى إصلح السياسات‬ ‫وأقد م انجتمهادى فيما يلى‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ل‪ :‬أ ن تكو ن الفترة الرئاسية القادمة ذات طبيعة انتقالية أو‬ ‫مؤقته تهيئ الوضاع ومن خلل فتح أوسع البواب للحريات‬ ‫القانونية والسياسية والمدنية‪.‬‬ ‫لنتخابات هيئة تأسيسه تضع أسس النظا م السياسى المستقبلى‬ ‫وتضع الدستور الدائم لمصر وفى هذه الفترة يتم تعميق البرنامج‬ ‫الديمقراطى السياسى الوطنى لبعد مدى وفى ذلك يتم البدء‬ ‫بالحريات الجماهيرية فى التنظيم السياسى والنقابى وتجريم التعذيب‬ ‫والرنجوع لشعار )الشرطة فى خدمة الشعب( وإلغاء دحالة الطوارئ‬ ‫واستقلل القضاء والفصل بين السلطات وتنفيذ الدحكا م ومنع‬ ‫العتقال السياسى نهائًيا وتجريم ذلك المر على الدوا م والتأكيد على‬ ‫مبدأ أنه ل دحبس بغير اتها م قضائى أو قرار قضائى وفتح أوسع‬ ‫البواب أما م دحرية الصحافة ودحق التظاهر العا م بإخطار نجهات‬ ‫المن فحسب ومنظومة الحريات السياسية والقانونية والمدنية‬ ‫معروفة ومدونة فى وثيقة دولية وافقت عليها مصر باسم العهد‬ ‫الدولى للحقوق السياسية والمدنية والقانونية‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ثانًيا‪ :‬أ ن تكو ن فترة الرئاسة فترة انتقالية لتثبيت الستقلل‬ ‫الوطنى والسياسى والتخلص من نهج كامب ديفيد ورفض الشتباك‬ ‫السياسى مع السياسة الستعمارية والصهيونية وبناء القوة الذاتية‬ ‫لرساء قواعد الستقلل الوطنى ووضع إستراتيجية للتنمية على‬ ‫ضوء الموارد الوطنية المتادحة والعلقات القتصادية المتكافئة مع‬ ‫الدول خارج التحالف الستعمارى الطلسى فى الصين والهند ورسيا‬ ‫ودول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللتينية وأ ن نضع أسس التحرك لقيا م‬ ‫مسيرة الودحدة العربية وضبط العلقات الدولية لمصر على أساس‬ ‫سلم أولويات يجعل من الدائرة العربية دائرة المركز أو القلب تحيط‬ ‫بها اتساًعا دائرة الجوار السلمى الفريقيى السيوى للعالم العربى‬ ‫ثم الدائرة السيو ـ إفريقية ـ المريكية اللتينية ثم دائرة العالم‬ ‫الخارنجى بعيًدا عن التجمع الطلسى المعادى والذى يضم اليابا ن ثم‬ ‫النفصال نهائًيا عن الدائرة الستعمارية الغربية الطلسية ـ اليابانبة‬ ‫سياسًيا واقتصادًيا وعسكرًيا‪.‬‬ ‫ثالثًـا‪ :‬وضع برنامج إنقاذ وطنى اقتصادى ـ انجتماعى‬ ‫يستغرق الفترة النتقالية أى فترة الرئاسة القادمة يقو م على‪:‬‬ ‫ـ مضاعفة المسادحة المنزوعة فى مصر ومضاعفة مسادحة‬ ‫العمرا ن العا م باستزراع الدحزمة السادحلية المصرية وبخاصة‬ ‫السادحل الشمالى دحتى السلو م بعد تنظيفه من اللغا م وخوض معركة‬ ‫دولية لطلب تعويضات من الدول الستعمارية الغربية صادحبة‬ ‫المسئولية فى زرع اللغا م إ ن السهول السادحلية تضمن الرى‬ ‫بالمطار لعروة زراعية كاملة وتوافر ما ل يقل عن أربعة مليو ن‬

‫‪46‬‬


‫فدا ن وكذلك زراعة الدحزمة الصحراوية للدلتا والوادى القريبة من‬ ‫مصادر الرى النيلى وهى توفر ما ل يقل عن ثلثة مليين من‬ ‫الفدنة‪.‬‬ ‫ـ تحقيق الكتفاء الذاتى من الحبوب والغذاء فى هذه الفترة‬ ‫محو البجدية محًوا تاًما تنفيذ نظم التأمين الصحى لكل المواطنين‬ ‫دحل مشكلة السكا ن ومحو عار ساكنى الرصفة والقضاء على‬ ‫ظاهرة أطفال الشوارع وتأمين مجانية فاعلة ودحقيقة للتعليم الساسى‬ ‫دحتى الجامعى وودحدة المدرسة على أساس وطنى وكف يد العبث‬ ‫بالمدارس أنجنبًيا وللقطاع الخاص فالتعليم والمدرسة إما أ ن تكو ن‬ ‫عامة أو دحكومية وإما أ ن تكو ن أهلية ويخطر على القطاع الخاص‬ ‫والنجنبى العمل فى مجالى التعليم بتاًتا والستثمار فيه فى كل مردحلة‬ ‫النحياز فى مشروعات البنية الساسية لمصالح الغلبية الشعبية‬ ‫وكاددحى الوطن وبخاصة تأمين مياه الشرب النقية لكل المواطنين أيا‬ ‫كا ن توانجدهم الجغرافى وكذلك دحق الصرف الصحى لكل المصريين‬ ‫فى كل الماكن‪.‬‬ ‫ـ وضع برنامج اقتصادى وتنموى يستهدف إرنجاع المباع من‬ ‫القطاع العا م ودعم النشطة النتانجية والبدء فى وضع خطط صناعية‬ ‫لصناعة اللت والصناعات الثقيلة والدخول إلى مجال التصنيع‬ ‫للتكنولونجيا الراقية وإرنجاع الونجود المستقل لوزارة الصناعة بل‬ ‫محاولة إيجاد أكثر من وزارة صناعية‪.‬‬ ‫وبعد ‪ ..‬فالسياسة فى النهاية لخدمة مصالح الوطن والجماهير‬ ‫الشعبية فيه وليست هى والدارة أداة أو وسيلة لتحصيل العمولت‬

‫‪47‬‬


‫عن مهن الجباية أو تجارة السلع الستراتيجية فالسياسة مهنة للخدمة‬ ‫العامة وليست مهنة لجمع الثروات بالحق أو بالباطل عندها تكو ن‬ ‫عملية بدء الصلح السياسى نحو التغيير السياسى للتطور السياسى‬ ‫الحقيقى قد أخذت طريقها‪.‬‬ ‫الجمعة أول إبريل سنة ‪209805‬‬

‫‪48‬‬


‫لماذ يتم الصرار على حرف الثورة الشعبية‬ ‫عن مساراتها الصلية؟‬ ‫ـ دخلت الثورة الشعبية المصرية مردحلة النتفاضة الثورية فى يو م‬ ‫الثلثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬بعد أ ن كانت فى مردحلة تعاظم المد‬ ‫الشعبى منذ أوائل سنة ‪ ،2007‬وتتم النتفاضة الثورية بشرطين‪:‬‬ ‫أـ رفض الشعب كل الشعب للسياسات العامة والخاصة للنظا م القائم‪.‬‬ ‫ب ـ نفاذ وضياع الفرص التى يمتلكها النظا م فى الصلح أو التغيير‬ ‫أو دحتى لتجميل ونجهه الكريه‪.‬‬ ‫ـ وتكو ن المهمة الساسية لهذه النتفاضة هى بناء دحلف الثورة‪،‬‬ ‫وتمييزه عن الحلف المعادى للثورة‪ .‬وتحديد سياسات الثورة‬ ‫وأهداف الثورة وبرامجها‪ ،‬تمييًزا عن الهداف والسياسات‬ ‫والبرامج المعادية للثورة‪ ،‬والتى تكو ن قد أسقطتها بالفعل‪ ،‬أو‬ ‫تسعى عملًيا لسقاطها‪ .‬وأهم هذه السياسات المعادية للثورة‬ ‫وللشعب المصرى‪:‬ـ‬ ‫‪1‬ـ تبعية النظا م السابق للحلف الصهيونى ـ الستعمارى بقيادة أمريكا‬ ‫ودحرص النظا م السابق على المتثال لتحقيق مصالح هذا الحلف‬ ‫فى موانجهة وضدمصالح الشعب المصرى كجزءمن أمته العربية‪،‬‬ ‫وداخل أسرة دول دحوض النيل‪ ،‬ونجزءمن القارة الفريقية‪ ،‬ومن‬ ‫دحركة التحرر الوطنى فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللتينية ضد‬ ‫الستعمار وهيمنته‪ ،‬وتجلياته الخيرة فى العولمة الرأسمالية‬

‫‪49‬‬


‫المتودحشة التى تضرب العالم‪ ،‬بمونجاتها التسونامية والتى تحول‬ ‫النتاج الدولى خارنجها إلى خرائب استهلكية نهمة لمنتجاتها من‬ ‫التجمع العسكرى الصناعى لديها أو من المدنى منه‪.‬‬ ‫‪2‬ـ أ ن السياسات القائمة للنظا م البائد سياسات منقلبة على الدستور‬ ‫والقانو ن ومعادية لغالبية أبناء الشعب المصرى فى عمومه لتحقيق‬ ‫مصالح نجمعية المنتفعين بالنظا م من الموالة والمعارضة ومن‬ ‫النخب السياسية والثقافية والقتصادية والنجتماعية عموًما‪ .‬ففى‬ ‫دحين أصرت على سياسةالنفتاح سداح مداح وسياسة التثبيت‬ ‫والتكيف الهيكلى تبًعا لوامر البنك الدولى وصندوق النقد الدولى‬ ‫وسياسة الخصخصة وبيع القطاع العا م وسياسة الفساد الممنهج‬ ‫والسياسات الطفيلية والريعية وضرب النتاج وتفكيك بناه‬ ‫المؤسسية والطبقية وأشكاله التنظيمية الرقى لحسن الداء‬ ‫والجودة‪ .‬كا ن الدستورفى مادته الرابعة يقول بالقطع ما نصه‪:‬‬ ‫"الساس القتصادى لجمهورية مصر العربية هو النظا م‬ ‫الشتراكى الديمقراطى القائم على الكفاية والعدل بما يحول دو ن‬ ‫الستغلل ويؤدى إلى تقريب الفوارق بين الدخول ويحمى الكسب‬ ‫المشروع ويكفل عدالة توزيع العباء والتكاليف العامة" وتقول‬ ‫المادة ‪ 23‬من الدستور قبل تعديله الخير ما نصه‪" :‬ينظم‬ ‫القتصاد القومىوفًقا لخطة تنمية تكفل زيادة الدخل القومى وعدالة‬ ‫التوازيع ورفع مستوى المعيشة والقضاء على البطالة وزيادة‬ ‫فرص العمل‪ ،‬وربط النجر بالنتاج وضما ن دحد أدنى للنجور‬ ‫ووضع دحد أعلى يكفل تقريب الفروق بين الدخول "والمواد كثيرة‬

‫‪50‬‬


‫ومذهلة والحقوق مسطرة والمصالح الشعبية مهدرة ومعتدى‬ ‫عليها‪ ،‬بل ومنسوفة نفًسا مدمًر‪.‬‬ ‫‪3‬ـ إ ن سياسات النظا م البائد تسد كل الطرق أما م تداول‬ ‫السلطة‪،‬وتستبعد كل العناصر والقوى الوطنية السياسية ذات‬ ‫التجربة النضالية من السلطة بل من الحياة السياسية كلها‪.‬‬ ‫‪4‬ـ تهدر السياسات القائمة كل مبادئ المن القومى المصرى ولو فى‬ ‫دحدودها الدنيا‪ .‬تعادى دحسن الداء ونجودته فى العمل الوطنى على‬ ‫كافة الصعدة‪ ،‬وتعلى من المشاريع المبهمة ذات التكلفة العالية‬ ‫وتمكين النجانب من ملكية مصر ‪ ....‬الخ‪.‬‬ ‫ـ ورغم قيا م النتفاضة وامتداداتها الواسعة فى أرنجاء المجتمع‬ ‫المصرىلم تنجز الثورة شيًئا فل الحلف الثورى تحدد وتمكن من‬ ‫السلطة‪ ،‬ول السياسات تغيرت أو دحتى فى سبيلها للتغيير مع‬ ‫ترديد التذكير بالعلقات الستراتيجية مع أمريكا علًنا‪ ،‬وإسرائيل‬ ‫سًرا‪ ،‬ومع استمرار الدعوة للقتصاد الحر ومع طلب الستقرار‬ ‫دحتى يأتى رأس المال النجنبى للستثمار الذى لم يأتى بتاًتا لمصر‬ ‫السابقة واستقرارها الذى بلغ دحد البلدة لكثر من ثلثين عاًما ول‬ ‫السياسات القتصادية النجتماعية لغالبية المصريين وعد‬ ‫بتغييرها‪ ،‬ناهيك عن التخطيط العلمى لذلك‪.‬‬ ‫ـ وكل شئ معلق فى رقبة نضال دستورى ليبرالى ما أنزل ا به من‬ ‫سلطا ن‪ .‬وكل الفاق مفتودحة لحياة دحزبية لم تقم بعد ورؤساء‬ ‫المرشحو ن منهم دحتى ال ن من قلب قلب النظا م السابق وخضوعه‬

‫‪51‬‬


‫وتبعيته للهيمنة المريكية السرائيلية وضلوعهم كلهم موالة‬ ‫ومعارضة فى هذا المسار‪.‬‬ ‫ـ الحل شديد اليجاز وشديد السهولة أيها السادة لتمكين قوى الثورة‬ ‫من السلطة وإقامة ديمقراطية وطنية وليست ليبرالية مشوهة‬ ‫وإنقاذ مصر وبناء طاقاتها النتانجية لترقى للمكا ن الذى تستحق أ ن‬ ‫تعيش فيه‪ .‬وذلك على النحو التالى‪:‬‬ ‫‪ .1‬إصدار إعل ن دستورى بأصل دستور سنة ‪،1971‬واستبعاد‬ ‫تعديلت السادات عليه وتعديلت مبارك عليه‪ ،‬عدا التعديلت‬ ‫المرتبطةبالتعددية السياسة والحزبية وآليات تداول السلطة‪،‬‬ ‫بخاصة أنه صدر فى مناخ يمثل نقطة لبد من الوصول إليها‬ ‫للنطلق بمصر نحو آفاق التطور الثورى‪.‬‬ ‫‪ .2‬الدعوة لنتخاب نجمعية تأسيسية من ‪ 1200‬عضو بالقائمة النسبية‬ ‫من ثلثة أقسا م‪:‬‬ ‫القسم الول‪400 :‬عضو يمثلو ن التيارات السياسية والوطنية للمة‬ ‫من الشباب والشيوخ لكل تيار مائة عضو وهم‪ :‬القوى الليبرالية‬ ‫تيار الرأسمالية الوطنية ـ القوى الشتراكية العلمية تيار الكاددحين‬ ‫المصريين ـ تيار السل م السياسى والدينى تيار البعث الحضارى‬ ‫لمصر ـ تيار القوى الناصرية والقومية تيار تحالف قوى الشعب‬ ‫العاملة‪.‬‬ ‫القسم الثانى‪ 400 :‬من اللجا ن الشعبية التى يجب أ ن تتشكل فى‬ ‫مجالت المشاركة والمتابعة والمحاسبة للمن الداخلى والتموين‬

‫‪52‬‬


‫والصحة والتعليم والسكا ن على أساس محلى كبديل ثورى مؤقت‬ ‫للمجالس المحلية الراهنة‪ ،‬وطبًقا للمادة ‪ 27‬من الدستور‪.‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬من ممثلى النقابات والتحادات المهنية والحرفين‬ ‫ورنجال الصناعة والزراعة والنتاج‪ ،‬ونجمعيات الفلدحين والنساء‬ ‫والشباب والجنود والمحاربين القدماء ونوادى الجيش والشرطة‬ ‫والمثقفين ورنجال الفكر والعلم وخبراء القانو ن والحكماء فى ثما ن‬ ‫قطاعات نوعية كل قطاع ‪ 50‬عضوا بعدد إنجمالى ‪ 400‬عضو‬ ‫على مستوى الجمهورية‪.‬‬ ‫وتنقسم هذه الجمعية التأسيسيةخلل الفترة النتقالية من ‪ 3‬ـ ‪ 4‬سنوات‬ ‫لمجلسين متساويين ومتناظرين كل مجلس ‪600‬عضو‪:‬‬ ‫المجلس الول يختص بإدارة الحوار السياسى المجتمعى وتعميق‬ ‫الرؤى السياسة الوطنية لتيارات المة السياسة والثقافية‪ ،‬ووضع‬ ‫أسس النظا م السياسى الدائم‪ ،‬ووضع الدستور الدائم‪ ،‬وتنقية كل‬ ‫القوانين بكل نوعياتها لتتماشى مع ذلك‪ ،‬وإسقاط مواد وضعت فى‬ ‫مصر دحينما كانت مستعمرة ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫المجلس الثانى‪ :‬من ‪ 600‬عضو يقو م بالمها م الكاملة لمجلس الشعب‬ ‫فى الفترة النتقالية‪.‬‬ ‫‪3‬ـ انتخاب رئيس انتقالى لمدة ‪ 4‬سنوات لتنفيذ برنامج إنقاذ وطنى‬ ‫ويكو ن من خارج نجمعية المنتفعين بالنظا م البائد على أساس‬ ‫تنافسى ثورى‪.‬‬ ‫ـ إ ن هذه المها م يمكن إنجازها فى أربعة شهور‪ ،‬أو الفترة المتبقية من‬ ‫الستة شهور للمجلس العلى للقوات المسلحة ويكو ن نضالنا‬

‫‪53‬‬


‫ودحركتنا محكومة بقوانين الثورة أى القوانين العلمية للثورة‬ ‫وميزتها أنها تحشد كل طاقات المة على أساس ثورى صحيح‪،‬‬ ‫ول تنحرف بالثورة الشعبية لمجرد نضال دستورى نجزئى‬ ‫ونضال ليبرالى عولمى متودحش ومثار عليه من الشعب‬ ‫المصرى‪.‬‬ ‫‪ 17‬مارس ‪2011‬‬

‫‪54‬‬


‫نحمى الثورة ونحتمى بها‪ ،‬فتصل بنا‬ ‫ونصل بها إلى بر المان‬ ‫وقع أنور السادات‪ ،‬اتفاقية سلمه مع الرهابى منادحيم بيجين‬ ‫يو م ‪ 26‬مارس سنة ‪ ،1979‬وأعلن أ ن دحرب سنة ‪ 1973‬هى آخر‬ ‫دحروب العرب مع اسرائيل وفى ‪ 10‬إبريل ‪ 1979‬وقف الزعيم‬ ‫الشتراكى العلمى زكى مراد‪ ،‬الذى أفاض وطنية وثورية يقول‪ :‬ال ن‬ ‫تحددت الخنادق‪ .‬وأصبحنا نوانجه بخندقين‪ :‬خندق الوطن وأدحبائه‪،‬‬ ‫وخندق أعداء الوطن وخونته ‪ ..‬ل تقل لى‪ :‬أنت وفدى أو أنت أخوا ن‬ ‫مسلمين أو أنت شيوعى أو أنت ناصرى ‪ ..‬ولكن قل عن ماذا تدافع‬ ‫أشر إليك فى أى الخندقين تقف‪" .‬وبعد مرور عامين على اتفاقية‬ ‫السادات بيجين تلقًيا فى السماعيلية‪ .‬وبعد انتهاء اللقاء مباشرة‪،‬‬ ‫دمر العدوا ن السرائيلى المفاعل الذرى العراقى‪ .‬وثبت للجميع أ ن‬ ‫العدوانية السرائيلية ل توقف بمعاهدات السل م المزعومة وأخذ‬ ‫الوعى الشعبى يستعيد يقظته على هذه الحقيقة‪ ،‬وكانت أدحداث الفتنة‬ ‫الطائفية فى الزاوية الحمراء ثم كا ن اصطفاف كل مصر ضد‬ ‫سياسات السادات‪ .‬وخرج من معسكر السادات نفسه ومن دحلفه الذى‬ ‫بناه من أرداه قتيلً فى ‪ 6‬أكتوبر سنة ‪.1981‬‬ ‫ونجاء دحسنى مبارك رئيًسا لمصر‪ ،‬وتوغل بسياسات السادات‬ ‫دحتى أوغر صدر مصر وأدحشاءها وتوالت دحروب إسرائيل العدوانية‬ ‫فبعد أ ن استلم مبارك سيناء ـ منزوعة السلح ومعطلة السيادة لها‬

‫‪55‬‬


‫ولمصر كلها على إقليمها ـ بشهرين فقط‪ ،‬انجتادحت إسرائيل لبنا ن‬ ‫وادحتلت بيروت وارتكبت مجازر صبرا وشاتيل فى يونيو سنة‬ ‫‪ ،1982‬ولم تقف آلة العدوا ن الصهيونى أو تهدأ وشنت عددا من‬ ‫الحروب ل تقل عن عدد الحروب التى شنتها قبل اتفاقية آخر‬ ‫الحروب المزعومة‪.‬وتوالت أعمال الفتنة الطائفية فى مصر وهدأت‬ ‫المدافع ضد إسرائيل‪ ،‬ولكن اتسعت دحرائق الفتن الداخلية فى مصر‬ ‫وفى العالم العربى وأخذت الحروب البينية بين العرب تعلو بصوتها‬ ‫على صوت الصراع الصهيونى الستعمارى ضد العرب‬ ‫وفلسطينهم‪.‬‬ ‫وفى ديسمبر سنة ‪ ،1987‬قامت إنتفاضة الحجارة الفلسطينية‬ ‫وبأساليب الثورة السلمية رادحت تبنى البنى التحيتة ومؤسسات الدولة‬ ‫الفلسطينية القادمة ومعها تمت إعادة الصطفاف والتخندق العربى‬ ‫داخلًيا وخارنجًيا على خطى الوطا ن أى معها وضدها وارتفعت‬ ‫رايات العروبة من نجديد فانتفضت قوى الستعمار بقيادة أمريكا‬ ‫وأدحكمت قبضتها للمساك بالزما م واستغلت شبق المشاركة‬ ‫الستعمارية لدى صدا م دحسين ونصبت له فخ دخول الكويت فوقع‬ ‫فيه دو ن ترٍو وبسرعة دحولت مبادرتها لنشاء قوات التدخل السريع‬ ‫"النتشار السريع" التى ألفتها فى مناخ )دحرب العراق ـ إيرا ن(‬ ‫المصنوعة ودحولتها لنشاء القيادة المركزية المريكية بقيادتها‬ ‫ونجيوشها التى رابطت فى دول الخليج وطبقت استراتيجية الستباقية‬ ‫العسكرية على عراق صدا م وقادت التحالف الدولى لتحرير الكويت‬

‫‪56‬‬


‫فدمرت به كل من العراق والكويت مًعا بمظلة عربية نصبها كل من‬ ‫مبارك والسد لمريكا وقيادتها العسكرية المركزية الجديدة‪.‬‬ ‫وبعد سقوط الكلتلة السوفيتية وكتلة أوربا الشرقية قا م عمرو‬ ‫موسى رنجل مبارك " القوى" بتعميم نهج كامب ديفيد الساداتى‬ ‫ووقعت اتفاقية أوسلو واتفاقية وادى عربة مع كل من فلسطين‬ ‫والرد ن سنتى ‪1993‬ـ ‪ 1994‬على التوالى‪.‬‬ ‫وقامت أمريكا والمؤسسات القتصادية الدولية التى تهيمن‬ ‫عليها )البنك الدولى للنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولى( بعد‬ ‫الحرب مباشرة بالدارة شبه المباشرة للقتصاد المصرى وتفكيك‬ ‫بناه الوطنية وتثبيته بوضع مواسير الشفط الخارنجية على منافذ الدفع‬ ‫الداخلية وإعادة هيكلته ثم خصخصته ليصير أشبه باقتصاد‬ ‫المستعمرات السابقة بل أسوا منها بزيادة نزعاته الطفيلية والريعية‬ ‫والستهلكية‪.‬‬ ‫عندئذ أعادت القوى الوطنية الداخلية فى مصر اصطفافها‬ ‫وتكونت اللجنة المصرية للدحزاب والقوى السياسية تحت قيادات‬ ‫أدحزاب‪) :‬التجمع ـ الدحرار ـ العمل ـ الوفد ـ الناصرى ـ الخوا ن ـ‬ ‫الشيوعى(‪ ،‬وأخذ الحراك السياسى الوطنى فى التقد م وفى مقاومة‬ ‫السياسات التى أخذت تفكك مصر الوطنية وتزايدت روح المقاومة‬ ‫وانتشرت المؤتمرات الشعبية المؤتلفة لهذه الطراف السبعة فى‬ ‫القاهرة وبعض عواصم المحافظات الخرى وأخذت مقولة الخندقين‬ ‫تبعث من نجديد وعلى أسس متينة وعملية وسهلة وواضحة فى قضايا‬ ‫الوطن وأضدادها‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫فى هذه الثناء أخذت ظاهرة المجتمع المدنى المصنوع تعلو‬ ‫تحت رعاية التمويل المريكى الوربى الصهيونى‪ ،‬تظهر بأنجندة‬ ‫نجديدة دحول صراعات الملل والنحل‪ ،‬والفتن الطائفية‪،‬والنظريات‬ ‫النسوية الجامحة‪ ،‬ودحقوق النسا ن فى تفسيرها العولمى الذى يسقط‬ ‫العدو الوطنى والخيانة الوطنية‪ ،‬وينقل دحق تقرير المصير من دحق‬ ‫شرع ضد المستعمر والمحتل ليصير محرًكا لنوازع النفصال‬ ‫القليمى والطائفى والعرقى ‪ ...‬الخ‪ .‬وتفكيك الوطا ن والمم وتمت‬ ‫رعاية دحركات انجتماعية على انحرافها دو ن القرار بحقوقها فى‬ ‫العلج من هذا النحراف والبقاء على انحرافها كحق طبيعى مثل‬ ‫دحركات الشواذ والمثليين الجنسيين ‪ ...‬الخ‪ .‬ونشطت مراكز التدريب‬ ‫لتعليم الشباب كيف يكتب طلًبا أو مشروعا يستدر به التمويل النجنبى‬ ‫ليأتى إليه‪ .‬وأخذت مراكز البحوث العلمية تشتغل بالمنافسة فى تلبية‬ ‫طلبات المعرفة الستعمارية بأدق التفاصيل لمجتمعنا‪ .‬وبتقديم أهيف‬ ‫الحلول وأكثرها سطحية لحل مشاكلنا‪ .‬والموضوعات كثيرة وخطيرة‬ ‫إل أنها نجميًعا تصنع صفوه ممتلئة الجيوب‪ .‬ودحولهم مستفيدين‬ ‫يرضو ن بالفتات‪ .‬ويتم تفكيك البنية النتانجية المجتمعية‪ ،‬لبنية‬ ‫استهلكية متسولة‪.‬‬ ‫وبحيل شيطانية وخلل العامين الخرين فى عقد التسعينات‬ ‫يتم نقل‪ /‬مركز ثقل الحياة السياسية والثقافية من الدحزاب والقوى‬ ‫السياسية والثقافية‪ ،‬إلى هذا الشئ المصنوع المسمى زورا بالمجتمع‬ ‫المدنى وبدلً من النجندة الوطنية الديمقراطية وقضاياها فى التنمية‬ ‫النتانجية والمستدامة‪ ،‬وقضايا تفكيك الصلح الزراعى وتحرير‬

‫‪58‬‬


‫الرض وتقليص المنزع منها وبيع القطاع العا م وتدهور النتاج‬ ‫الصناعى تسيدت شعارات ل لختا ن البنات نعم للمشروعات أو‬ ‫السلف متناهية الصغر لتشجيع النشطة الهامشية وتمحورت أنشطة‬ ‫هذا المجتمع المدنى فى تعليم الديمقراطية وتسجيل الشباب فى‬ ‫الجداول النتانجية ومحو أمية عشرات أو مئات الفراد فى أدحسن‬ ‫الدحوال‪ .‬وبالفعل تم استلب النخب السياسية والثقافية وأصبحت‬ ‫شعارات العولمة وتفكيك الوطا ن بل وعمليات التدخل النجنبى‬ ‫والستعمارى أشياء يجب تشجيعها فانفصال نجنوب السودا ن هو‬ ‫ممارسة لحق تقرير المصير وقتل العراقيين على يد الستعمار‬ ‫المريكى هو ثمن بخس للديمقراطية الوليدة التى خلصت العراق من‬ ‫الديكتاتور العاتى صدا م دحسين‪ ،‬وضرب لبنا ن وغزة بوسائل الدمار‬ ‫السرائيلى هو عقاب مستحق للقوى السلمية وإمارتها المتعفنه ‪...‬‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫ونشأت أشكال سياسية نجديدة خارج الدحزاب على يد شبه هذا‬ ‫المجتمع المدنى‪ ،‬بل وأدحزاب نجديدة من ذات الصنف وتبنت نجميعها‬ ‫شعار ل للتمديد ول للتوريث وإصلدحات دستورية محدودة‪ ،‬تسمح‬ ‫بونجود أقلية كشركاء للنظا م بواسطة انتخابات معزولة عن الجماهير‬ ‫وتخضع لليات الموال والنساب وعلقات الد م والعلقات القبلية‬ ‫إذا ونجدت‪ ،‬وتبتعد كل البعد عن كونها انتخابات سياسية تدعو لتغيير‬ ‫السياسات بسياسات أخرى تخد م وتحقق المصالح الوطنية العامة أو‬ ‫دحتى المصالح الطبقية للمنتجين والكاددحين‪.‬إ ن هذه الوضاع خلقت‬ ‫ودحدة النخبة‪ :‬موالة ومعارضة‪ ،‬لذلك نجاءت كل تحركاتها بعيدة عن‬

‫‪59‬‬


‫تحركات الجماهير المطلبية والتى تتسع دوما من المطالب الفئوية‬ ‫دحتى نقد السياسات العامة‪ ،‬وتتجاسر أدحياًنا وتطرح شعارات سياسية‬ ‫وطنية وأصبحت الثنائية الحقيقية فى مجتمعنا هى‪ :‬نخب ـ نجماهير‪.‬‬ ‫وظلت تحركات هذه منفصلة عن تحركات تلك‪ .‬ودحينما تحاول‬ ‫الولى ركوب الثانية تخمد الثانية وتعدل عن الحركة إلى أ ن تعاود‬ ‫إنتاج تحركاتها بصورة أكثر ترابطا من دحيث الزما ن والمكا ن‬ ‫والقضية الوادحدة وترابط القضايا دحتى وصلت إلى مردحلة تعاظم المد‬ ‫الجماهيرى منذ ‪ .2007‬وهى تلك المردحلة التى تسبق مباشرة مردحلة‬ ‫النتفاضة الثورية وأصبح هذا التصاعد مخيًفا فى نظر أعداء الشعب‬ ‫والوطن فالحركة الجماهيرية تسرع فى التطور وإذا استمر دورا ن‬ ‫عجلتها فستكو ن الكارثة ويتم اقتلع النظا م من نجذوره النظا م الحاكم‬ ‫البليد ليس فى نجعبته غير ترسانات المن وأعداء الوطن من‬ ‫الصهيونية والستعمار بقيادة أمريكا يقدرو ن أ ن منحنى صعودهم‬ ‫أخذ فى التوقف وبدأ يمضى أفقيا بل صار ينحدر ثم ما لبث إل‬ ‫ويتسارع بخاصة إذا تحول تعاظم المد الجماهيرى فى مصر إلى‬ ‫النتفاضة الجذرية والمكتملة الركا ن والركا ن معروفة‪:‬‬ ‫‪1‬ـ رفض الشعب كل الشعب للسياسات العامة والخاصة للنظا م القائم‪.‬‬ ‫‪2‬ـ نفاذ وضياع الفرص التى يمتلكها النظا م فى الصلح أو دحتى‬ ‫تجميل ونجهه الكريه‪.‬‬ ‫‪3‬ـ اكتمال القيادة بتحديد‪ :‬قوى ومها م وقيادة الحلف الثورى‪.‬‬ ‫إذ ن يمكن تحقيق الركنين الول والثانى بتحقيق شعار "ل‬ ‫للتمديد ول للتوريث" ويمكن صنع الركن الثالث مثل المجتمع المدنى‬

‫‪60‬‬


‫المصنوع فى فرا غ العالم الفتراضى وكانت تدريبات بيت الحرية‬ ‫المريكى ومصروفات تعليم الديمقراطية بالسلوب المريكى والذى‬ ‫اعتمد ‪ 275‬مليو ن دولر لمصر سنة ‪ ،2009‬غير اعتمادات سنة‬ ‫‪ ،2010‬واعتمادات الدول الغربية منفردة كل وادحدة تنافس الخرى‪،‬‬ ‫كندا تنافس ألمانيا وألمانيا تحاول تحقيق علمة السبق على بلجيكا‬ ‫وهولندا وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وفنلندا والدنمارك والسويد ‪..‬‬ ‫وهلم نجرا والتحاد الوربى المجمع يريد أ ن يتفوق على الجميع‬ ‫وتلمح منظمات مثل‪) :‬فورد فاونديشن ـ ومنظمة فولبرايت ـ والمعهد‬ ‫الجمهورى ـ والمعهد الديمقراطى ـ وفريدريش إيبرت ـ وفريدريش‬ ‫ناوئما ن ـ ودانيدا ـ وسيدا( والسماء أطول من أ ن نعدها أو‬ ‫نحصرها‪.‬‬ ‫وخفايا المؤمرات يكشفها تطاير دينارات البترول لمجلس‬ ‫التعاو ن الخليجى وطائراته وقوات درع الجزيرة وخطب اتحاد‬ ‫علماء المسلمين العالمى‪ ،‬والتنظيم الدولى للخوا ن المسلمين‪،‬‬ ‫ونجيوش التحرير السلمية ودحزب التحرير السلمى ومنظمة‬ ‫المؤتمر السلمى وشبهات هذه وتلك تجسدت فى التدخل‬ ‫الستعمارى لدحتلل ليبيا أو تقسيمها بعد قصفها دحتى الذؤابة دحتى‬ ‫يتأمن نفطها للت العدوا ن الستعمارية الغربية‪ .‬وكل هؤلء‬ ‫يتراقصو ن على الفضائيات المعادية لستقلل العرب ودحريتهم رغم‬ ‫دحرفيتها العالية وإظهار براعتها وبراعة العالم الفتراضى فى كشف‬ ‫الطابع البهلوانى للكتاب الخضر ومؤلفه‪ ،‬ملك ملوك أفريقيا مع العلم‬ ‫أ ن كل من قرأ الكتاب الخضر أرنجعة إلى الفكر الفوضوى وهو فكر‬

‫‪61‬‬


‫انتشر فى فرنسا وأوربا فى زمن سابق دحتى أ ن الكتاب نفسه اعترف‬ ‫بذلك غير أ ن الهم ل يمكن لمجتمع مازال قبلًيا وما زال يعيش عملية‬ ‫التكوين الطبقى أ ن ينتج فكرا أنضج من ذلك فى إطار العلو م‬ ‫السياسية بخاصة والعلو م النجتماعية عامة‪.‬‬ ‫كما أ ن طابع عمليات الضرب فى سويداء القلب والعيو ن‬ ‫والرؤس فى الثورة التونسية والمصرية واليمنية والبحرانية تكشف‬ ‫المستور مع العلم أ ن كل النظم المشار إليها تخضع لتبعية النظا م‬ ‫الستعمارى العولمى المتودحش واختراقات هذا النظا م لها من‬ ‫الحقائق الثابته سواء فى مستويات اتخاذ القرارات على كل الصعدة‬ ‫أو فى مستويات البنية المؤسسية للمن والقتصاد والنجتماع بل‬ ‫دحتى امتدت لتطول القوى المهمشة ـ رثة الحال والمآل ـ والمجتمع‬ ‫الموازى واقتصاده المادى والنقدى الموازى فى هذه النظمة بما‬ ‫يذخر به من البلطجية والفتوات وذوى البنى العفية من شركات المن‬ ‫الخاصة والحراس الخصوصيين وقادة ممالك الحرافيش المنبعثة‬ ‫على أدحداث صيحة بل ونجيوشها التى شاهدناها فى العراق المكلو م‬ ‫مثل "البلك ووتر" وغيرها‪.‬‬ ‫ضا‪:‬‬ ‫وتفسر أدحداث القطار فى العالم العربى بعضها بع ً‬ ‫العداء المتربصو ن من الصهيونية والستعمار وإمكاناتهم الكبرى‪،‬‬ ‫وخطرهم صادحب الولوية القصوى ـ العالم الحقيقى الذى يحفل بكل‬ ‫قوى المقاومة الصاعدة ـ وبكل التحركات الجماهيرية الواعدة ـ العالم‬ ‫الفتراضى المتماس مع قوى المجتمع المدنى المصنوع والشكال‬ ‫السياسية لما بعد الحداثة ـ العالم الموازى بقواه التى ترتكن على قوى‬

‫‪62‬‬


‫الجريمة المنظمة فى القتصاد والسياسة ـ الحركة المتناقضة‬ ‫والمتصادمة مع نفسها لبعض التيارات السياسية فبدل من منهج‬ ‫البعث الحضارى والنتقال إلى ثقافة المة وقبلها الدولة الوطنية‪.‬‬ ‫والتطور الحضارى والسياسى الذى يجب أ ن يتم دفع تيار السل م‬ ‫السياسى والدينى إليه نجد من يشده إلى مضارب الخيا م وفقه البداوة‬ ‫وصراعات الطوائف وروابط الد م وذوى القربى وودحدة القبيلة إ ن لم‬ ‫نقل العشيرة بل والعائلة‪.‬‬ ‫والتيار الليبرالى بدلً من أ ن يقو م بتعريب نفسه ويجتهد لينقب‬ ‫فى أرنجاء الحضارة المصرية والعربية الشاسعة والغنية بنضالت‬ ‫الحرية والتحرر البديعة والصيلة بخاصة أننا فى مصر عشنا أطول‬ ‫دحياة لمة مستقلة وأطول تاريخ لمة محتلة بدلً من هذا يتشعلق فى‬ ‫أهداب عولمة استعمارية عدوانية ومتودحشة ويندمج فيما وراء‬ ‫دحداثيتها العنصرية الظالمة‪.‬‬ ‫والتيار الشتراكى العلمى افترض على غير الحقيقة أ ن‬ ‫الستعمار تبخر وتسامى ولم تعد المبريالية أعلى مرادحل الرأسمالية‬ ‫وصارت الليبرالية بديلً مختارا لونجهى العملة للديمقراطية‬ ‫والدكتاتورية الطبقية ويتم الدفع المشبوه نحو العولمة بتفكيك الوطا ن‬ ‫والدولة الوطنية كحجر الزاوية للتطور المجتمعى نحو المة ثم‬ ‫المجتمع العالمى المن والمتطور بتلقائية راقية وليس بصورة الجبر‬ ‫والهيمنة للعولمة الرأسمالية المتودحشة‪.‬‬ ‫والتيار القومى يعجز عن تقديم دحلول ديمقراطية وسلسة‬ ‫للدولة المة العربية ويمضغ أو يجتر انتصارات فائته ومؤقته وأخذ‬

‫‪63‬‬


‫يصطرع بين أما ن الدولة الوطنية وتفكيكها تحت أوها م التودحد‬ ‫القومى‪ ،‬والتوها ن فى أيهما أولى بالرعاية الصراع الوطنى أو‬ ‫القومى ـ الصهيونى الستعمارى أ م الصراع ذو الونجه الليبرالى وهل‬ ‫الطغاة يأتو ن بالغزاة أ م أ ن الغزاة يصنعو ن الطغاة ويحافظو ن عليهم‬ ‫فإذا انكشف ونجههم القبيح ونفذ رصيدهم المليح استبدلوهم بطغاة أشد‬ ‫غلظة وقساوة دحتى ولو نجاءوا والبتسامات والوعود تندى ونجههم‬ ‫الناعم المصنوع‪.‬‬ ‫لقد غلى أتو ن الثورة بكل هذه العناصر واشتعلت أفرانها بهذه‬ ‫الخلطة المتنافرة العناصر وخرنجنا فى مصر من مقدمات النتفاضة‬ ‫بالتخلص من التجديد والتوريث لسرة دحسنى مبارك فحسب دحتى‬ ‫القوانين والعراف التى أدارت آلت الفساد ظلت فى الدورا ن مثل‬ ‫أخذ العمولت عن استيراد السلع الستراتيجية والخدمات‬ ‫والعلنات فى الصحف والذاعات والتلفزيو ن ودحتى نجمع فواتير‬ ‫مخالفات المرور ومنتجات السجناء فى مزارع وورش مصلحة‬ ‫السجو ن وتحصيل كل أنواع الفواتير والمبيعات ‪ ...‬الخ‪ .‬وقانو ن‬ ‫صغير يجرد العمولت من الرئيس والوزير إلى الساعى والغفير‬ ‫يكفى لتمويل عملية إنقاذ لبعض أو دحتى وادحدة من ظواهر الفقر‬ ‫المدقع والخلل الفاقع للحياة القتصادية النجتماعية فى مصر الوطن‬ ‫وبعد مقدمات النتفاضة الثورية بقيت السياسات على دحالها وخريطة‬ ‫الطريق لم تتغير عن الخريطة المباركية والنضال تخلى عنه كل‬ ‫أونجهه وأنحصر فى النضال الليبرالى الدستورى فحسب وليبيا على‬ ‫دحدودنا الغربية يتم دكها ودحلف الطلنطى الستعمارى العدوانى أخذ‬

‫‪64‬‬


‫يمتلك دحدودا معنا والعل م غث ومثير للتقيؤ‪ .‬والتوها ن زاد وعم‬ ‫والفلتا ن امتد وانتشر وشعاع المل مهتز ومرتعش إذا كا ن المر‬ ‫يتعلق بالستقلل أو بالديمقراطية الوطنية أو بالعدالة النجتماعية أو‬ ‫بالتنمية الشاملة والمستدامة‪.‬‬ ‫إ ن قوة الثورة الجبارة ـ أو ما انكشف منها نجزئيا دحتى ال ن ـ‬ ‫والمظاهرات المليونية الهادرة‪ ،‬والتآلف الشعبى ودحشد قوى المة لم‬ ‫تلهم المجلس العلى للقوات المسلحة الدارة الثورية لشئو ن البلد بل‬ ‫لم يستقو بها وقد يغفر له أنه ل يعلم شئو ن السياسة المعقدة وشئو ن‬ ‫القتصاد المطلسمة ولكن بالتأكيد ل يغفر له عد م إدراك أولويات‬ ‫المن القومى وقد صارت العدوانية الستعمارية الطلسية تشاركه‬ ‫دحدوده الغربية فى دحين ترتفع العدوانية الصهيونية على دحدوده‬ ‫الشرقية ويبلغ به الكر م لعادة ضخ الغاز لها والطاقة لتدير آله‬ ‫العدوا ن لها بسرعة أكبر‪ .‬والسودا ن المنقسم والملعوب فيه استعماريا‬ ‫وصهيونًيا على دحدوده الجنوبية والبحر المتوسط فى الشمال سادحة‬ ‫لتحرك السطول السادس المريكى وأساطيل الدول الستعمارية بل‬ ‫أ ن قناة السويس فى داخل الراضى المصرية ممر آمن ومعبر سهل‬ ‫لحاملت الطائرات وبوارج العدوا ن الستعمارى‪.‬‬ ‫ومع كل ذلك يتم التأكيد على العلقات الستراتيجية مع‬ ‫أمريكا الستعمارية العدوانية علًنا ومن خللها وبطريق مباشر يتم‬ ‫التأكيد على المر ذاته مع إسرائيل سًرا‪ .‬ولنى ثورى محترف‬ ‫وسياسى واقعى ووطنى مشبوب الوطنية استقوى بالثورة ـ أطرح‬ ‫القضية التية طالبا التوضيح‪ :‬أ ن المعونة المريكية منذ اتفاقية‬

‫‪65‬‬


‫السادات ـ بيجين منذ ‪ 32‬عاما تبلغ فى شقها العسكرى دحوالى‬ ‫خمسين مليار دولر‪ ،‬فهل انعكست هذه المبالغ على تعلية تحديث‬ ‫ونجاهزية القوات المسلحة المصرية؟ أ م كما يكمن فى وعيى الثورى‬ ‫أ ن المعونة الستعمارية تأتى دوما لتقويض البنية الوطنية ولتدير‬ ‫طوادحين الفساد العملقة؟ هل الحقيقة تددحض وعيى الثورى وتظهره‬ ‫كوعى كاذب؟ أ م تؤكدة؟ وتجعل بنى وطنى يسعو ن فى ركاب الوعى‬ ‫الثورى ويحمو ن ثورتهم ويحتمو ن بها فتصل بنا ونصل بها إلى بر‬ ‫الما ن؟‬ ‫الثلثاء ‪29/3/2011‬‬ ‫• ملحق‪ :‬من كتابى "مصر فى دحبات العيو ن" الصادر سنة ‪،2005‬‬ ‫)صـ ‪.(63-58‬‬ ‫الرؤى المتصارعة لللصل ح وأهمية فرزهاا ‪:‬‬ ‫تتعدد دعوات الصلح والتغيير السياسى فى مصر بل تصل‬ ‫إلى دحد الصراع والتصاد م ودحتى ل يختلط الحابل بالنابل ول تتوه‬ ‫الخلفات الموضوعية فى الخلفات الفردية والذاتية يجب أ ن نحاول‬ ‫فرز ذلك بالنجتهاد التى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬هناك من يدعو إلى التغيير السياسى على اعتبار أ ن السياسات‬ ‫القائمة نجوهرها يكمن فى أنها سياسات ديكتاتورية وفاسدة‪ ،‬وهى‬ ‫تمد الرهاب وترفده بالفكار والكوادر ولبد من إصلدحها فى‬ ‫الحد الدنى دحتى يتم التنفيث والتصفية للتوتر النجتماعى‬ ‫والقتصادى السائد‪ .‬وهذا يساعد على زوال خطر الرهاب‬ ‫)بمعنى محدد للرهاب دحسب التفكير المريكى فيه( والقوى‬

‫‪66‬‬


‫المحبذة لهذا التونجه هى القوى المشايعة للرؤية المريكية‬ ‫الستعمارية السائدة فى عالم اليو م دحتى لو ادعت أننا ل نحب‬ ‫أمريكا ولكن ل قبل لنا بموانجهتها تحت وهم النظرية الخاطئة‬ ‫والشائعة عن أ ن ‪ %99‬من أوراق اللعبة بيد أمريكا‪ .‬وتتوزع تلك‬ ‫القوى وتتداخل فى سادحات السلطة القائمة وأغلب أدحزاب‬ ‫المعارضة ومعظم منظمات المجتمع المدنى الممولة خارنجًيا‪.‬‬ ‫ويمكن التفرقة بين فريقين من أنصار هذا التونجه‪ :‬القوى المشايعة‬ ‫أو غير المقاومة للمخططات الستعمارية الصهيونية ‪ ..‬والقوى‬ ‫التى تتبنى نهًجا أيديولونجًيا يؤمن بذلك‪ .‬ومما ل شك فيه أ ن مركب‬ ‫الفريق الثانى يقوى فى الدارة المصرية منذ بداية التسعينات‬ ‫وتزاداد قوته يوًما بعد يوًما سواء فى دوائر الحكومة أو الحزب‬ ‫الوطنى الحاكم أو فى دوائر المعارضة ومنظمات ما يسمى‬ ‫بالمجتمع المدنى )المصنوعة غربًيا(‪.‬‬ ‫وتبرز عدة مسارات متوقعة )سيناريوهات لهذا التونجه( يمكن‬ ‫دحصرها فيما يلى‪:‬‬ ‫أولً‪ :‬أ ن تستمر السياسات القائمة على دحالها أو بإصلدحات تحسينية‬ ‫على طريقة )كلكيت لثالث مرة( بشخصيات نجديدة تنتمى‬ ‫بطبيعتها للمعسكر الرسمى القائم‪.‬‬ ‫ثانًيا‪ :‬دفع شخصيات أكثر ارتباطا باليديولونجية الستعمارية على‬ ‫طريقة الثورات المخملية )الرنجوانية ـ البرتقالية ـ البنفسجية(‬ ‫التى شاهدناها فى عالم اليو م ‪ ...‬عالم تجدد المونجات‬ ‫الستعمارية‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫ثالًثا‪ :‬عقد منافسة شكلية بين أشخاص قدامى من معسكر الموالة‬ ‫والمعارضة دو ن تغيير السياسات القائمة أو مجرد التعامل مع‬ ‫بعدها المرتبط بالليبرالية السياسية والقتصادية على نمط‬ ‫تحسينى فحسب يهتم بالمظهر دو ن الجوهر ويهتم بالنصوص‬ ‫دو ن الموضوع ويحكم شرعية النصوص مع النتصار للدنى‬ ‫منها دو ن العلى على دحساب الشرعية الواقعية والسياسة‬ ‫الفعلية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬هناك من يدعو إلى التغيير بالدعوة إلى أمرين‪:‬‬ ‫أولهما‪ :‬أ ن تغيير السياسات مقد م على تغيير الفراد‬ ‫ثانيهما‪ :‬أ ن السياسات الجديدة أو المصلحة أو المغيرة يلزمها ساسة‬ ‫نجدد وتركيبات سياسية نجديدة تراعى الضرورات المشار‬ ‫إليها فى بهذا الموضوع وبالتحديد إدخال الجماهير كرقم‬ ‫سياسى دحاسم فى معارك التغيير )أ ن تكو ن السياسات الجديدة‬ ‫فى موانجهة المخططات الستعمارية الصهيونية(‪.‬‬ ‫وهذا ما سيأتى بيانه لدحًقا أ ن تكو ن السياسات الجديدة‬ ‫والساسة الجدد معبرين عن تيارات المة الربعة تعبيًرا فعلًيا‬ ‫متوازًنا مع ملدحظة أنه ليس هناك فرد بذاته أو دحزب بذاته أو‬ ‫مجموعة بذاتها تعبر عن تيار كامل ولكن لكل تيار سياسى تعبيراته‬ ‫الحزبية والجماهيرية والفردية‪.‬‬ ‫ودحتى تنجلى الرؤية لبد لنا أ ن نرصد أ ن السياسات القائمة‬ ‫فى مصر الحالية ترنجع لحوالى ثلثين عاًما مضت أى أنها سياسات‬ ‫قد نجربت وأخذت فرصتها الكاملة‪ .‬ولكنها لم تسفر عن أية إيجابيات‬

‫‪68‬‬


‫يحسب دحسابها بل نجاءت نتائجها مخربة ومفككة للوطن وللمة‬ ‫وللبنية القتصادية والنجتماعية القديمة والحديثة ولمنظومات‬ ‫العدالة السياسية والنجتماعية ولوأد عمليات التنمية القتصادية‬ ‫والنجتماعية بل وتدنى معدلت النمو القل من دحدود آليات النمو‬ ‫التلقائية التى ترتبط بظروف ومقومات أى عصر بل التجاسر والقول‬ ‫بأ ن هذه السياسات أنجهضت عملية النهضة المصرية التى تمت‬ ‫بآليات النمو التلقائى أو المخطط إبا ن دولة محمد على وإسماعيل‬ ‫ومحاولت طلعت دحرب وفترة ما بين الحربين العالميتين ومجتمع‬ ‫عبد الناصر‪.‬‬ ‫يو م الثلثاء ‪29/3/2011‬‬

‫‪69‬‬


‫مسودة‬ ‫لبرنامج الحزب الشعبى المستقل‬ ‫مدخل شخصى‬ ‫مايو سنة ‪2005‬‬ ‫أوًلا ‪ :‬المقدمة التستراتيجيةا ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ شهدت مصر ميلد أول دولة متحضرة فى التاريخ وكانت الدولة‬ ‫فى ذاتها هى العلمة الفارقة بين النتقال من عصور البربرية إلى‬ ‫عصور الحضارة‪ ،‬والدولة تعنى أول ما تعنى قيا م رابطة المجتمع‬ ‫على أساس علقة الشعب بأصوله العرقية المختلفة على رابطة‬ ‫إقليم الدولة تحت سيادة تنظيم فى سلطات تدير مصالح الشعب‬ ‫الداخلية والخارنجية وتحرس دحدوده‪.‬‬ ‫وفى فترة يقدرها البعض فى دحدودها القصوى لكثر من‬ ‫ثلثين ألف سنة وفى دحدودها الدنيا لسبعة آلف عا م تطورت الدولة‬ ‫المتحضرة فى مصر من الصيغة البسيطة لها فى دولة المدينة إلى‬ ‫الصيغة العليا لها اى الدولة القومية اى الدولة المصرية المودحدة‪،‬‬ ‫عبر المرور بصيغ الممالك القليمية كمملكة نجنوب الصعيد ومملكة‬ ‫شمال الصعيد ومملكة شرق الدلتا ومملكة غرب الدلتا ‪ ...‬الخ‪ ،‬ودحتى‬ ‫تودحدت مصر فى تاريخ يحظى بإنجماع غالب سنة ‪ 4242‬قبل‬ ‫الميلد وانفصلت وتودحدت نهائيا فى عهد الملك نعارمر ـ مينا سنة‬ ‫‪ 3400‬ق‪ .‬م تقريًبا‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫‪2‬ـ عاشت مصر كدولة مستقلة ومودحده على امتداد ثلثة آلف عا م‬ ‫ونيف دحكمتها ثلثو ن أسرة عبر عدة دول فى العصور القديمة‬ ‫والوسطى والحديثة للتاريخ القد م للحضارة البشرية ‪ ..‬وكا ن‬ ‫يغلب على دحكمها الحكم الوطنى لنظم ملكية دستورية والحكم‬ ‫التسلطى لسر غازية‪ ،‬عبر هذا التاريخ الطويل الذى امتد دحتى‬ ‫فتحها بالغزو العسكرى السكندر الكبر سنة ‪ 332‬ق‪ .‬م‪ ،‬لقد‬ ‫أنتجت هذه العهود الطويلة فجر الحضارة وفجر الضمير وفجر‬ ‫الديا ن قبل السماوية وذخرت بكل ألوا ن الثقافة والسياسة والفنو ن‬ ‫والعلو م ذات المستوى الراقى والمتطور الذى لم تتجاوزه البشرية‬ ‫إل فى الحضارة الحديثة فى القرنين الخيرين وبداية القر ن الذى‬ ‫نعيشه ال ن إ ن المعارف التى قدمتها مصر للبشرية شكلت معظم‬ ‫مسادحة المعارف العامة التقليدية قبل المعارف المتطورة الحديثة‬ ‫‪ ...‬وشكلت مصر المستقلة الصيغة الرقى لتطور المجتمع سياسًيا‬ ‫واقتصادًيا وانجتماعًيا دحتى باب الحضارة الحديثة الحالية‪.‬‬ ‫‪3‬ـ وخضعت مصر لطول تاريخ محتل للبشرية فجر أكثر من ‪23‬‬ ‫قر ن توالت عليها مونجات الغزو والفتح والستعمار من كيانات‬ ‫مختلفة عنها سياسًيا واقتصادًيا وانجتماعًيا دحتى نهاية القر ن الثامن‬ ‫عشر وليس صدفه أ ن مصر استقبلت المسيحية وأضافت إليها من‬ ‫رودحها فتميزت الكنيسة المصرية عن اى كنيسة أخرى فى العالم‬ ‫بنقاء وعمق تدينها وعظم وسعة وطنيتها وصار الونجهين عمقا‬ ‫أدحدهما للخر واتضحت وارتبطت أسس عدالة الرض بعدالة‬ ‫السماء ‪ ...‬كذلك استقبلت مصر السل م والتصقت دحضارة مصر‬

‫‪71‬‬


‫بونجه السل م الحضارى فصار إسل م مصر مميزا بتحضره‬ ‫وسمادحته وعمق عدالته ووسطية أدحكامه عنه فى أى بقعه من‬ ‫بقاع الرض دحتى عن الرض التى ادحتضنت مهده أى أرض‬ ‫الحجاز‪.‬‬ ‫‪4‬ـ لقد انتفضت روح مصر كثيًرا وعلت على غزاتها دحتى طبعتهم‬ ‫على شاكلتها فأصبحوا ينتمو ن لمصر أكثر من البلد التى نجاءوا‬ ‫منها وتجسدت هذه الصورة فى عصر الغريق وفى عصر‬ ‫الفاطميين وفى دول بعض المماليك دحتى دولة محمد على‪ .‬وفى‬ ‫العهود الخرى والكثر تصادًما بالشخصية المصرية كالعهد‬ ‫الرومانى والبيزانطى والعثمانى وبعض دول المماليك لم يهدأ‬ ‫الشعب المصرى فى مقاومته للغازى والمحتل ولم يتوانى فى‬ ‫إدارة أموره وفق أعرافة وتقاليده الذاتية سواء موانجهة تشريعات‬ ‫المحتل أو من خلفها‪.‬‬ ‫‪5‬ـ ومنذ دخول الستعمار الوروبى الحديث أرض مصر صار‬ ‫الصدا م ساخًنا ومروعا دحتى تكونت ما يسمى بالحركة الوطنية‬ ‫المصرية الحديثة وانقسمت إلى فروع وتيارات أربع عبرت عن‬ ‫أطياف المجتمع وتبايناته الطبيقة والنجتماعية والثقافية والسياسية‬ ‫فنشأت المدرسة السياسية الليبرالية مدرسة الحرية للوطن‬ ‫والمواطن‪ ،‬مدرسة دحرية رأس المال فى الستثمار والربح‪،‬‬ ‫ودحرية العامل فى توقيع عقد العمل فرديا مهددا‪ ،‬وانجتماعًيا‬ ‫مصونا بتنظيمه النقابى الحديث‪ ،‬ومع تنامى سطوة رأس المال‬ ‫النجنبى ودعمه بقوة الدحتلل الستعمارى المباشر وتحالفه مع‬

‫‪72‬‬


‫رأس المال الوطنى الوليد والضعيف‪ ،‬واختلط ذلك مع التحالف‬ ‫مع مالكى الرض شبه القطاعيين‪ ،‬تحورت الليبرالية المصرية‬ ‫وأصبحت عقيدة سياسية للستقلل المصرى فى موانجهة‬ ‫المستعمر وركائزه القطاعية والرأسمالية التابعة لقامة رأس مال‬ ‫مصرى متطور وخالص ومستقل وسوق مصرى مستقل وغير‬ ‫تابع وظلت هذه معركة بل معارك ودحروب الستقلل المصرى‬ ‫ضد الستعمار وأعوانه‪ ،‬وبقدر وضوح طرفى المعادلة أى‬ ‫الستعمار وأعوانه ورأس المال المصرى المستقل ونضاله‬ ‫الوطنى من نجانب أخر تتبلور الليبرالية المصرية وتتطور‬ ‫فاستقلل الوطن والمواطن ووطنية النتاج والثروة وتحرير‬ ‫المواطن من قيود الستعمار والدحتكار هى قضايا الليبرالية‬ ‫المصرية‪ ،‬واى انحراف فى موانجهة الستعمار الجديد والقيم‬ ‫وصيغه العولمية المداهنة والمتودحشة قد يجعلها تنزلق لتنضم‬ ‫لحلف أعداء الوطن‪ ،‬أ ن أدوات الرأسمالية الوطنية المصرية‬ ‫كثيرة سواء فى تنظيماتها المهنية وإتحاداتها المهنية كالغرف‬ ‫الصناعية والتجارية كما أ ن دحظها فى التنظيم الحزبى والسياسى‬ ‫عظيم‪ .‬وأدحزابها سابقة ولدحقة وطرقها ممهدة وطويلة وممتدة‬ ‫فهى القوة الكثر سيطرة على شئو ن السياسة والثقافة والقتصاد‬ ‫والمجتمع‪ ،‬ورغم ذلك ففضلها قليل وإنجازاتها صغيرة على‬ ‫أرض مصر‪.‬‬ ‫‪6‬ـ ذلك أ ن الرأسمالية الوطنية المصرية لم تحسن إدارتها لقيادة‬ ‫الوطن أو الحركة الوطنية ابًدا‪ ،‬ففى فترة ما بين ثورتى سنة‬

‫‪73‬‬


‫‪ 23 ،1919‬يوليو سنة ‪ ،1952‬لم تضع التناقض مع الدحتلل‬ ‫وركائزه فى موقع الحدة والتضاد الساسى والعدائى الواضح‬ ‫وترددت بين اقطابة تارة وبين مكونات هذه القطاب تارة أخرى‬ ‫سواء للقطب الوادحد أو للقطبين أدحيانا وللسف فى عهد السادات‬ ‫ومبارك كانت أكثر انزلًقا والتصاًقا بأعداء الوطن والقوى‬ ‫التابعة للستعمار والصهيونية ‪ ...‬وليس صدفة إ ن مصر مصابة‬ ‫فى استقللها الوطنى‪ ،‬وإداراتها السياسية المستقلة وبعيده كل‬ ‫البعد عن الديمقراطية الوطنية ومضروبة فى سويداء القلب وفى‬ ‫مآقى عين العدالة النجتماعية وفاقدة لسبل التنمية الوطنية الشاملة‬ ‫والمستدامة والردة والنتكاس هو موضعها دحتى لما تحقق أدحياًنا‬ ‫على أيدى مدارس وطنية أخرى مثل الناصرية على سبيل المثال‪.‬‬ ‫‪7‬ـ والمدرسة الثانية أو التيار الثانى فى الحركة الوطنية المصرية اى‬ ‫المدرسة الشتراكية العلمية‪ ،‬توانجدات كتعبير عن دور الكاددحين‬ ‫المصريين من العمال والفلدحين وباقى المنتجين بجهدهم والذين‬ ‫يعيشو ن عن عوائد عملهم العضلى والجسدى وفنو ن العلم‬ ‫وتطبيقاته لقد تواصلت هذه القوى النجتماعية وكانت السند‬ ‫الساسى لحركة الجيش بقيادة الزعيم العظيم أدحمد عرابى وزاد‬ ‫ثورة سنة ‪ ،1919‬الشعبية وقوى الشعب العاملة أبا ن عصر ثورة‬ ‫يوليو سنة ‪ ،1919‬ومجتمع عبد الناصر‪.‬‬ ‫لقد تمكنت نجماهير الكاددحين من العمال والفلدحين وغيرهم‬ ‫بنضالها المستقل وبمساعدة الثقافة الثورية للشتراكية العلمية أ ن‬ ‫تبنى منظماتها النقابية واتحادات العمال وتنظيمات الفلدحين‬

‫‪74‬‬


‫والحرفيين بصورة أقل ومن خلل هذه العملية المضنية ساهمت فى‬ ‫انجاز الجزء الكبر فيما تحقق من الديمقراطية اليسيرة فى مصر‪.‬‬ ‫كما شاركت هذه القوى الكاددحة فى بناء التنظيمات الشتراكية‬ ‫كأدحزاب ومنظمات سياسية يسارية ولكن ظلت قوة الكاددحين النقابية‬ ‫والسياسية قوة مسانده للحكم الوطنى‪ ،‬والحركة الوطنية‪ ،‬ولذلك كانت‬ ‫قواتها التنظيمية النقابية والسياسية مطمًعا للدولة أو الحركة غير‬ ‫الوطنية تسعى لمصادرتها دحتى تتوشح بما ل تملكه ابدأ وتملكه‬ ‫القوى الكاددحة دوًما عمق التونجه الوطنى المستقل فى السياسة‬ ‫والنتاج والقتصاد والتنمية ‪ ...‬إ ن الكاددحين المصريين ليسوا صناع‬ ‫قاعدة النتاج الوطنى والثورة للشعب والمجتمع فحسب بل هم صناع‬ ‫الديمقراطية الوطنية والعدالة النجتماعية والتقد م والتنمية الشاملة ‪...‬‬ ‫لذلك فودحدتهم ـ سر قوتهم ـ سواء النقابية أو السياسية‪ ،‬وهى محط‬ ‫دحلف أعداء الثورة من أنصار الستعمار والتابعين لهم نجامعى أموال‬ ‫المعونات الرأسمالية الستعمارية والصهيونية وبقية قوى الحلف‬ ‫المعادى من أنصار الرأسمالية الطفيلية التابعة العاملة فى دحقول‬ ‫السمسرة وإعادة النتاج الستعمارى الهامشى والستهلكى لغراق‬ ‫أسواقنا ومنع تطورها واستقللها‪.‬‬ ‫‪8‬ـ لقد ظلت القوى الكاددحة الشعبية‪ ،‬بعيدة عن السلطة فى كل مرادحل‬ ‫تاريخ مصر الحديثة على الرغم من انها تمل سادحات المصانع‬ ‫والمزارع والورش وصفوف الجنود فى الجيش والقوات المسلحة‬ ‫المصرية‪ ،‬تدير عجلت النتاج لتتسرب للقوى الناهبة لمصر من‬ ‫الستعماريين والمحتلين والقطاعيين أو أشباههم والرأسمالية‬

‫‪75‬‬


‫الطفيلية والبيروقراطية والوسيطة والسمساريه‪ ،‬وهى أى القوى‬ ‫الكاددحة محرومة من ناتج كددحها تعانى من الفقر والمرض‬ ‫والبطالة بل تعانى من التهميش السكنى والنجتماعى والثقافى‬ ‫ودحينما يجد الجد ويتعرض الوطن لمخاطر العدوا ن الستعمارى‬ ‫الصهيونى العنصرى تحتشد فى صفوف الجنود‪ ،‬وتشكل قوا م‬ ‫الجبهة الداخلية وتشهد معارك صد العدوا ن الثلثى سنة ‪،1956‬‬ ‫ومعارك دحرب الستنزاف ودحرب أكتوبر المجيدة سنة ‪،1973‬‬ ‫أ ن الكاددحين كانوا أكثر ممن نجاد بدمائهم فى الصفوف العسكرية‬ ‫والصفوف المدنية هذا غير بحور العرق والكدح التى ظلوا‬ ‫يسبحو ن فيها ويعومو ن عبر مونجاتها المتلصقة ‪ ...‬والقوى‬ ‫المهيمنة والمتسلطة على مصر ممن نسجوا أكثر من مرة تحالف‬ ‫السلطة مع الثروة ل يدعو ن للكاددحين ودحدتهم الطبقية فيفككو ن‬ ‫هذه الودحدة مرتين‪ :‬الولى‪ :‬عندما فككو وألغو قوانين وبنية ونظم‬ ‫الصلح الزراعى وقوانين وبنية ونظم القطاع العا م‪ ،‬والبنية‬ ‫النتانجية الوطنية عموًما‪ ،‬والثانية‪ :‬عندما يسعو ن لتفكيك البنية‬ ‫النقابية لهم‪ ،‬لقد افلحوا فى تفكيك أبنية التعاو ن الزراعى النتانجى‬ ‫والتسويق‪ ،‬وها هم ينتبهو ن للنقابات العمالية وتمتد الغزوة للبناء‬ ‫التشريعى الضامن للحقوق العمالية ودحقوق الكاددحين وتحاصر‬ ‫مواقعهم فى المد ن الصناعية الجديدة لكى تجعلهم اسرى‬ ‫للرأسمالية السمسارية التى تمنعهم من مجرد بناء منظماتهم‬ ‫النقابية للدفاع عن دحقوقهم ومطالبهم ودحقوق نجعل النتاج لخدمة‬ ‫الوطن ‪ ...‬أ ن تفكيك الشركات الصناعية الكبرى والتى كانت‬

‫‪76‬‬


‫تضم ما يدور دحول الثلثين ألف عامل والتى أصبحت تضم أقل‬ ‫من عشرة آلف عامل تشهد على الضرر على الصعيدين‪ :‬نجبهة‬ ‫النتاج والتنمية الوطنية ونجبهة الحقوق والمطالب العمالية‪ ،‬ول‬ ‫تخد م إل آليات نهب مصر ودحده‪.‬‬ ‫‪9‬ـ لقد صادحبت فترة الحكم لجمال عبد الناصر الزعيم الوطنى‬ ‫القومى الخالد‪ ،‬وضع بنى وأشكال وهياكل تدفع التنمية الوطنية‬ ‫للتقد م والضطراد وونجدت كثير من التشريعات والهياكل‬ ‫التنظيمية والحقوقية تشكل بدايات وخطوات على طريق التواز ن‬ ‫النجتماعى والعتراف للكاددحين بدورهم الها م والفعال فى بناء‬ ‫دحضارة مصر الحديثة ‪ ...‬كما بنوها قبل فجر التاريخ وبعده‪.‬‬ ‫وإعترفت هذه التشريعات بالحقوق النقابية كآلية للضغط‬ ‫السياسى والنجتماعى القتصادى لتأمين دحقوق الكاددحين الذين أنفقوا‬ ‫كل العمر وكل النضال لنتزاع هذه الحقوق وتجسيدها بالضرابات‬ ‫والعتصامات والدحتجانجات والتظاهرات وكل وسائل النضال‬ ‫السلمى منذ مشاركتهم فى ثورة عرابى سنة ‪ ،1881‬وفى أثنائها‪،‬‬ ‫وبعدها دحتى ثورة يوليو سنة ‪ 1952‬وبعدها‪ ،‬هذا من نجانب ومن‬ ‫نجانب أخر اعترفت للعمال والفلدحين بحقوق سياسية فى المجالس‬ ‫النيابية والمحلية تحولت على ايدى دحكومات السادات ومبارك ليشغل‬ ‫مقاعدها رنجال الشرطة وبشاوات هذه اليا م الكئيبة وكبار موظفى‬ ‫الدولة والقطاع العا م‪ ،‬وكلهم ل يمتو ن للعمال والفلدحين باى صلة أو‬ ‫صفة‪.‬‬ ‫‪10‬ـ لقد بلغ العدوا ن على الحقوق النقابية والسياسية ذراه بأسلوبين‪:‬‬

‫‪77‬‬


‫الولا ‪ :‬هيمنة الحزب الحاكم على المواقع الحاكمة أو بعضها‬ ‫فى النقابات العمالية وإدارة أنجهزة أمن الدولة للنتخابات العمالية‬ ‫وانتخابات المحليات والبرلما ن مما عرض البنية النقابية للكاددحين‬ ‫فى انتهاك استقللها‪ ،‬وظلت معركة استقلل النقابات الميدا ن المروع‬ ‫بين نجماهير وقواعد وبعض قيادات النقابات‪ ،‬وبين الرستقراطية‬ ‫العمالية المصنوعة من قبل أنجهزة المن وأنجهزة السلطة والحزب‬ ‫الحاكم وفى الغالب كانت الغلبة للقواعد والجماهير والقيادات‬ ‫المستقلة للنقابات على كافة المستويات التى دحافظت على خط‬ ‫الستقلل ويشهد على ذلك تزايد الحركات المطلبية وتصاعدها من‬ ‫قاع الجذر الجماهيرى الذى أعقب دحرب أكتوبر المجيدة سنة ‪،1973‬‬ ‫واستمر دحتى سنة ‪ ،1981‬دحينما تم دفعه لمردحلة أواسط الجذر‬ ‫ليذوب نهائًيا فى الفترة بين سنة ‪ ،1986‬دحتى نهاية الثمانينيات لتبدأ‬ ‫مردحلة بدايات المد الجماهيرى منذ أوائل التسعينات دحتى نهايتها ليتم‬ ‫النتقال إلى مردحلة أواسط المد من بداية اللفية الجديدة دحتى سنة‬ ‫‪ ،2006‬لتبدأ مردحلة تعاظم المد الجماهيرى منذ بداية سنة ‪،2007‬‬ ‫دحيث تصل الدحتجانجات الجماهيرية من التحركات العمالية‬ ‫وتحركات الكاددحين لكثر من ‪ 718‬تحركا نجماهيريا على مدى هذا‬ ‫العا م ‪ ...‬ففى شهر سبتمبر ودحده سنة ‪ ،2007‬على سبيل المثال‬ ‫اشتعلت دحركات الدحتجانجات العمالية دحتى بلغت ‪ 94‬ادحتجاًنجا شارك‬ ‫فيها ‪ 220‬ألف عامل‪ ،‬منهم ‪ 50‬ألف عامل قاموا بادحتجانجات فعلية‬ ‫من اعتصامات وإضرابات ومظاهرات والباقى اى دحوالى ‪ 170‬ألف‬ ‫عامل هددت وضغطت باستخدا م هذه الساليب وشملت هذه‬

‫‪78‬‬


‫الدحتجانجات قطاعى السلع الغذائية‪ ،‬والغزل والنسيج دحيث شهد كل‬ ‫منها إدحدى عشر ادحتجاًنجا ونجاء بعدها قطاع النقل دحيث شهد عشر‬ ‫ادحتجانجات وفى قطاع الصناعات المعدنية سبع ادحتجانجات وفى‬ ‫قطاع الصناعات الكيماوية خمس ادحتجانجات وكذلك نفس العدد فى‬ ‫قطاع التشييد ومواد البناء وقطاعات أخرى ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫والتسلوب الثانىا ‪ :‬العدوانى على الحقوق النقابية والسياسية‬ ‫للكاددحين من العمال والفلدحين وغيرهم تم على ايدى منظمات‬ ‫المجتمع المدنى )المصنوعة( بالتمويل النجنبى الستعمارى‬ ‫والصهيونى وهذه القوى ل تحمل فى يدها غير أنجندات المنظمات‬ ‫الستعمارية ‪ ،‬وتتجسد أهدافها الخبيثة فى ضرب الودحدة الوطنية‪،‬‬ ‫واذكاء التمايزات الفئوية ولهذا شغلتنا كثيًرا باختلف الملل والنحل‬ ‫والحقوق الطائفية لعرقيات معينة غير مونجودة فى مصر على‬ ‫المستوى الفعلى ول ن مصر عصيه عليهم يأتوها من الخلف لضرب‬ ‫الودحدة الطبقية للعمال والفلدحين وباقى الكاددحين ويصير الشعب‬ ‫لديهم أنصار لتيارات سياسية متنادحرة تلعب فى ملعب ليبرالى صغير‬ ‫وضيق ومودحش ‪ ...‬فلو قلنا لهم أ ن الوطن ينقسم فقط لخندقين اثنين‪:‬‬ ‫الول خندق الوطن وادحبائه‪ ،‬والخندق الثانى خندق أعداء الوطن‬ ‫وخونته وركائزهم الداخلية إ ن الصراع السياسى فى مصر ليس بين‬ ‫الرأسمالية الوطنية وليبراليتها والقتصادية وبين الكاددحين‬ ‫ومدارسهم الشتراكية والقومية والناصرية والدينية المستنيرة‬ ‫ضا يستطيع البعض من‬ ‫فالجميع يمكن أ ن يقف فى صف الوطن واي ً‬ ‫كافة التيارات أ ن تقف فى صف معاداة الوطن ‪ ...‬أ ن الودحدة الوطنية‬

‫‪79‬‬


‫تتجسد فى الودحدة الطبقية لكل طبقة على دحده‪ ،‬وبطبقات المجتمع كله‬ ‫ضد الستعمار والصهيونية‪ .‬إ ن من يدعو لودحدة العمال المصريين‬ ‫والسرائيلين معاد للعمال المصريين‪ ،‬وإل فإ ن كل فئة سوف تطالب‬ ‫أ ن تتودحد مع نظيرتها الصهيونية فيكو ن التطبيع المعادى لمصر‬ ‫وللعرب‪.‬‬ ‫‪ .11‬لقد تعلمنا من التجربة أ ن منظمات المجتمع المدنى )المصنوع(‬ ‫والممولة بالموال الستعمارية الصهيونية فى كل ميادين‬ ‫السياسية إنها ل تعمل إل لتفكيك الوطا ن‪.‬‬ ‫وال ن نراها بعد أ ن فشلت فى مصر‪ ،‬رغم نجادحها فى‬ ‫السودا ن والعراق‪ ،‬ومحاولتها فى ليبيا وسوريا أ ن تجرنا لميادين‬ ‫فرعية أ ن الوعى الشتراكى العلمى كوعى سياسى والوعى الطبقى‬ ‫الطبيعى للعمال يؤمن وبدو ن اى لبس أو غموض بودحدة الطبقة‬ ‫العاملة سياسًيا ونقابًيا‪ ،‬وتشهد تجربة بولندا فى تقسيم ودحدة الحركة‬ ‫النقابية البولندية بتحويل بولندا الشعبية إلى ركيزة لحلف الطلنطى‬ ‫ومركز نشطا للصهيونية والستعمار فأى نموذج تقيسو ن عليه يا‬ ‫رافعى النجندات الستعمارية والصهيونية ونحن وطن ما زال‬ ‫استقلله مهتًزا ومازال الستعمار والصهيونية تطوقافه من كل‬ ‫دحدوده فبأى مبرر تريدو ن أ ن تعبثوا وأنتم من ذوى الثراء الفيلت‬ ‫وسيارات المرسيدس وتعدد الزونجات ومخازيكم على كل لسا ن ‪...‬‬ ‫كفوا أيديكم الملوثة بعار الموال الستعمارية والصهيونية‪ ،‬فل عبث‬ ‫بودحدة طبقاتنا الكاددحة‪ ،‬ول عبث بودحدتنا الوطنية فنحن أمه متواصلة‬

‫‪80‬‬


‫الونجود والودحدة منذ ‪ 63‬قرنا على القل وكما أسقطنا الطغاة‪،‬‬ ‫فلسوف نسقطكم يا مقدمات الغزاة‪.‬‬ ‫‪12‬ـ ويشهد مجتمعنا بونجود مدرستين سياستين أخريين تعبرا ن عن‬ ‫الفئات الوسطى وبعض القوى النجتماعية من أعلى الشرائح دحتى‬ ‫أدناها من أشباه العمال والحرفيين هما‪ :‬المدرسة الدينية والتى‬ ‫تضم تنظيمات ومجموعات ونجمعيات السل م السياسى وقوى‬ ‫دينية مسيحية وأنصار هذه المدرسة الثالثة يدعو ن إلى بعث‬ ‫وعودة الحضارة المصرية التليده فى عهودها القبطية والسلمية‬ ‫‪ ...‬وهم يعيشو ن صراع ل هوادة فيه بين من يدفعهم للما م دحيث‬ ‫فقه الدولة الوطنية والمة‪ ،‬ومن يشدهم للخلف لفقه البداوة‬ ‫ومضارب الخيا م‪.‬‬ ‫والمدرسة السياسية الرابعة هى المدرسة القومية العربية‪ ،‬وقد‬ ‫أثراها عبد الناصر بتجربته الغنية فى التنمية والستقلل الوطنى‬ ‫وودحده قوى الشعب العاملة ‪ ...‬وا ن نجاح مجتمع عبد الناصر ترك‬ ‫أثره على كل المدارس السياسية الثلثة الخرى‪ ،‬فل أدحد يستطيع‬ ‫إنكار أهمية أو اعتبار مصر نجزء من المة العربية ول يستطيع أدحد‬ ‫أ ن يغفل عن النضال المشروع لقيا م الدولة التحادية العربية بأسلوب‬ ‫طوعى مصلحى وعقائدى وضد الستعمار والصهيونية‪.‬‬ ‫‪ .13‬أما م هذه اللودحة السياسية للمجتمع المصرى وللحركة الوطنية‬ ‫المصرية وبفعل هذه المدارس والتيارات الوطنية الربع‪ ،‬وبفعل‬ ‫دحركة الجماهير المستقلة عن دحركة النخبة‪ ،‬دخلت الثورة الشعبة‬ ‫المصرية مردحلة النتفاضة الثورية يو م ‪ 25‬يناير سنة ‪،2011‬‬

‫‪81‬‬


‫ودحتى ال ن لم يتم انجاز المهمة الرئيسية للنتفاضة الثورية‪،‬‬ ‫وهى‪ :‬تحديد قوى وأهداف ومها م الحلف الثورى دحتى يتمكن من‬ ‫المساك بالسلطة ويعلن انتصار الثورة الشعبية وعندها نبدأ فى‬ ‫بناء مصر الثورة الشعبية‪.‬‬ ‫‪ .14‬لكل هذا تنادت مجموعات من الكاددحين ومثقفيهم الثوريين‪ ،‬ممن‬ ‫لم يتلوثوا بالنتماء لدحزاب السلطة وممن يمتلكو ن سجل ناصعا‬ ‫ل تلوثه المشاركة فى أشكال وطرائق ودحتى ندوات التمويل‬ ‫الستعمارى الصهيونى لتؤسس من كل طبقات الشعب المنتجة‪:‬‬ ‫من العمال وصغار الفلدحين ومتوسطيهم من العاملين بالزراعة‬ ‫كمهنة ودحيدة ومن المثقفين الثوريين ومن الجنود ومن الشباب‬ ‫ومن المرأة وبالذات اللتى تعولن أسرهن ومن الموظفين وصغار‬ ‫المهنيين ومتوسطهم ومن الحرفيين لتأسيس الحزب الشعبى‬ ‫المستقل‪.‬‬ ‫‪ .15‬وكلمة الحزب تعنى تنظيما سياسًيا له الحق فى الوصول إلى‬ ‫السلطة ودحكم مصر‪ ،‬أو الضغط على السلطة الحاكمة بالمعارضة‬ ‫السياسية والنشطة والحقوق المرتبطة بالحريات العامة‬ ‫والجماهيرية كما يمكن لهذا الحزب أ ن يقيم ادحلًفا سواء للمواله‬ ‫أو المعارضةوصفته الشعبية لنه يفتح الباب لكل الطبقات الشعبية‬ ‫المنتجة ‪ ...‬والقوى النجتماعية التى تبنى ثروة هذا المجتمع‬ ‫وتقدمة وتنميته ‪ ...‬والشعب هنا أكبر من الطبقة فهو يضم‬ ‫الكاددحين وغيرهم‪ .‬وصفة المستقل ترتبط برغبتنا ونجهدنا وعملنا‬ ‫الدءوب فى الستقلق عن اى قوالب سياسية وفكرية نجامدة أو‬

‫‪82‬‬


‫مقفلة ‪ ...‬فديدننا الوطن واستقلله وبناء الديمقراطية الوطنية‬ ‫بمشاركة كل الطياف السياسية والجماهيرية وبناء منظومة‬ ‫العدالة النجتماعية وعد م استغلل النسا ن للنسا ن‪ ،‬سواء من‬ ‫دولة لخرى‪ ،‬أو من مواطن لخر‪ ،‬وتحقيق تكافؤ الفرص‪،‬‬ ‫وتكليف الجميع بتحمل العباء العامة كل على قدر دخله وما‬ ‫يحوزه من ثورة المجتمع‪ ...‬وكل ضوابط وقوانين وقضايا العهد‬ ‫الدولى للحقوق السياسية والقانونية والعهد الدولى للحقوق‬ ‫القتصادية والنجتماعية والثقافية وإعل ن دحق التنمية الدولى ‪...‬‬ ‫الخ وسوف نعمل على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على‬ ‫أساس إستراتيجية الموارد الذاتية وموارد الشقاء والصدقاء التى‬ ‫تأتى طوًعا للستثمار النتانجى فى مصرنا كما سوف نعمل على‬ ‫تحقيق ثورة زراعية شاملة تقو م على مضاعفة المسادحة‬ ‫المزروعة فى مصر من أراضى السادحل الشمالى وسيناء بعد‬ ‫نزع اللغا م منهما وسادحل البحر الدحمر والظهير الصحراوى‬ ‫للوادى والدلتا ‪ ...‬هذا من نجانب ومن نجانب بناء إصلح زراعى‬ ‫نجذرى يقو م على تحديد الملكية القصوى دحسب دحالة الرض التى‬ ‫يمكن تقسيمها‪:‬‬ ‫أ ـ أراضى الدلتا والوادى والراضى المستصلحة فى العهد‬ ‫الناصرى بملكية قصوى ‪ 50‬فدا ن للسرة )الب وال م ـ الولد‬ ‫القصر(‪.‬‬ ‫ب ـ الراضى التى تم استصلدحها فى العقود الربعة الخيرة بملكية‬ ‫قصوى ‪)100‬مائة( فدا ن للسرة‪.‬‬

‫‪83‬‬


‫ج ـ الراضى المستصلحة دحالًيا أو الجارى استصلدحها بملكية‬ ‫قصوى ‪ 200‬فدا ن للسرة ‪ ...‬على إل تملك الشركات الزراعية‬ ‫اى ملكية فى النوع الول‪ ،‬وتتحدد ملكيتها القصوى بخمسمائة‬ ‫فدا ن فى النوع الثانى‪ ،‬والفى فدا ن فى النوع الثالث تصل لخمسة‬ ‫للشركات الجادة والكبيرة كما يقو م الصلح الزراعى الجذرى‬ ‫على شعار الرض لمن يفلحها ودعم الدولة للفلدحين لشراء‬ ‫الملكية الغائبة لمن ليست مهنته الزراعة‪.‬‬ ‫كما سوف نعمل على بناء صناعات ثقيلة فى كافة القطاعات وبالذات‬ ‫صناعة المكن‪.‬‬ ‫كما سوف نعمل على بناء قطاع متطور للصناعات ذات‬ ‫التقنية العالية‪.‬‬ ‫كما سوف نهتم بالتنمية البشرية والبحث العلمى )النظرى‬ ‫والتطبيقى(‪.‬‬ ‫‪ .16‬وسوف يعمل الحزب الشعبى المستقل إذا وصل للحكم على بناء‬ ‫المجلس التأسيسى لقيا م الدولة التحادية العربية على أساس‬ ‫الختيار الطوعى وبعيدا عن المنظمة القليمية للجامعة العربية‬ ‫ويقو م هذا المجلس التأسيسى عبر فترة محددة ل تزيد عن دورتى‬ ‫دحكم للرئيس أو البرلما ن بالتنسيق للتودحيد فى مجالت‪ :‬السياسة‬ ‫الخارنجية ـ المن القومى والدفاع المشترك ـ تكامل التنمية ـ‬ ‫سهولة التنقل للبضائع والفراد دو ن قيود الجنسية ـ بناء نظا م مالى‬ ‫وتجارى متطور دحتى التودحد كما سيعمل دحزبنا على تقويض‬ ‫وهد م سياسات التبعية للستعمار والصهيونية فى كافة المجالت‬

‫‪84‬‬


‫‪ ...‬وسيكو ن شعار دحزبنا الرئيسى استكمال الثورة الشعبية وبناء‬ ‫مصر الستقلل والديمقراطية والعدالة النجتماعية والتنمية‬ ‫الشاملة المستدامة والدولة التحادية العربية بمن يدخل فيها طوًعا‪.‬‬ ‫من انجل بناء الديمقراطية الوطنية بمشاركة كل تيارات المة‬ ‫السياسية والشعبية‪:‬‬ ‫تفكيك أسس الدولة التابعة والقضاء على السياسات التابعة‬ ‫للستعمار الغربى بقيادة أمريكا وللكيا ن الصهيونى الستعمارى‬ ‫العدوانى المغتصب لفلسطين العربية‬ ‫من أجــــل‬ ‫دحشد كل قوى المة وطاقاتها لبناء مصر الستقلل‬ ‫والديمقراطية الوطنية والعدالة الشاملة والتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫أهداف الثورة‬ ‫‪1‬ـ تأمين الستقلل الوطنى ودحرية الرادة الوطنيــة فــى إدارة شــئو ن‬ ‫الوطن الداخلية والخارنجية والمدنية والعسكرية وكافة النوادحى‪.‬‬ ‫‪2‬ـ إقامة عدالة إنجتماعيــة تســتند علــى تقريــب الفــروق بيــن الطبقــات‬ ‫والدخول والفراد‪ ،‬سواء كانت الدخول ناتجة عن العمل أو ســواء‬ ‫ناتجة عن امتلك أصول راســمالية زراعيــة وصــناعية وعقاريــة‪.‬‬ ‫وتستند هذه العدالــة علــى عــد م التمييــز بيــن المــواطنين دحســب أى‬ ‫معيار إل معيار النتاج ودحسن الداء فى العمل‪.‬‬ ‫وتســتند هــذه العدالــة علــى الودحــدة الوطنيــة بــالمعنى الشــامل للــدين‬ ‫والجنــس والطائفــة والقليــم أو الجهــة أو أى معيــار آخــر‪ ،‬فكلنــا‬ ‫مصريو ن ـ أبناء أمة وادحدة‪.‬‬

‫‪85‬‬


‫‪3‬ـ تحقيق وبناء ديمقراطية وطنية تكفل المشاركة السياسية والحزبيــة‬ ‫والنقابيــة ونجماعــات الضــغط المدنيــة لكــل المصــريين علــى قــد م‬ ‫المســاواة‪ ،‬وتضــمن التــواز ن بيــن تيــارات المــة السياســية والــتى‬ ‫نشأت فى غمار الحركة الوطنية المصرية منذ بداية تاريــخ مصــر‬ ‫الحديث منذ نهاية القر ن الثامن عشر‪ ،‬وتضــمن التــواز ن السياســى‬ ‫بين تشكيلت النخب والتشكيلت الجماهيرية فــى صــناعة القــرار‬ ‫السياسى‪.‬‬ ‫‪4‬ـ إقامة التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة علــى أســاس اســتراتيجية‬ ‫العتمــاد علــى المــوارد والمكانــات المصــرية المتادحــة وبــدعم‬ ‫المكانت المتادحة عربيا ومن الدول الصديقه‪.‬‬ ‫‪5‬ـ بناء المجلس التأسيسى لقيا م الدولة التحادية العربيــة علــى أســاس‬ ‫طــوعى وخــارج إطــار الجامعــة العربيــة عــبر مرادحــل المعرفــة‬ ‫والحشــد والتنســيق والتقــارب والتودحيــد فــى السياســات الخارنجيــة‬ ‫والــدفاع والتكامــل التنمــوى‪ ،‬وتودحيــد المجتمــع وآليــات تواصــله‬ ‫الوادحده‪.‬‬ ‫‪6‬ـ تحقيق عملية التنمية التكامليــة لــدول دحــوض النيــل‪ ،‬بمــا فــى ذلــك‬ ‫إخضاع إيراد النهر للجريا ن بدل من هروب أكــثر مــن ‪ %95‬مــن‬ ‫مواردة فى المستنقعات والوديا ن‪.‬‬ ‫نقاط برنامجية‬ ‫اوًلا ‪ :‬فى مجال الديمقراطية الوطنية وتمكين الثورة من السلطةا ‪:‬‬ ‫‪ .1‬اعتبار فترة الرئاسة القادمة فترة انتقالية لتمكين قوى الثورة‬ ‫الشعبية من السلطة فى مصر وذلك كالتى‪:‬‬

‫‪86‬‬


‫‪ .2‬قيا م نجمعية تأسيسية منتخبة من الشعب مباشرة تتكو ن من ‪1200‬‬ ‫عضًوا ومن ثلثة أقسا م بالتساوى‪:‬‬ ‫الول‪ :‬يضم كل ألوا ن الطيف السياسى المصرى من الربعة تيارات‬ ‫السياسية الوطنية‪) :‬الليبرالية ـ الشتراكية العلمية ـ السلمية‬ ‫والدينية ـ القومية العربية والناصرية( ومن مختلف العمار‬ ‫والنجيال وبخاصة الشباب كأغلبية‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬من اللجا ن الشعبية المنتخبة فى مجالت المشاركة فى تنفيذ‬ ‫السياسات وسبل النتاج والخدمات ذات النفع العا م فى‬ ‫مجالت المن والتموين وضبط السواق والصحة والتعليم‬ ‫والسكا ن الشعبى ويكو ن من مهامها غير المشاركة فى‬ ‫التنفيذ المتابعة والرقابة والمحاسبة للنجهزة العامة القائمة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬من ممثلى التقابات والتحادات والغرف الصناعية والتجارية‬ ‫فى قطاعات ثمانية تعبر عن )العمال ـ الفلدحين ـ الحرفيين ـ‬ ‫المهنيين ـ الجنود وقوى المن الداخلى والخارنجى ـ المثقفين‬ ‫والعلماء وأهل الرأى ـ المرأة ـ الشباب ـ رنجال الصناعة‬ ‫والزراعة الوطنية ورنجال العمال المنتجين(‪.‬‬ ‫‪ .3‬تنقسم هذه الجمعية لمجلسين متساويين فى العدد والصفة التمثيلية‪:‬‬ ‫الول‪ :‬لوضع أسس النظا م السياسى الدائم ـ والدستور الدائم ـ وتنقية‬ ‫القوانين والتشريعات فى الميادين كافة وتودحيدها وإلغاء ما‬ ‫سبق دحتى تعبر عن هذه السس‪.‬‬

‫‪87‬‬


‫الثانى‪ :‬لموانجهة متطلبات التشريع والرقابة للسلطة التنفيذية وكافة‬ ‫المها م البرلمانية للفترة النتقالية‪.‬‬ ‫ثانًياا ‪ :‬البرنامج العام‬ ‫إضافة للبند او ً‬ ‫ل‪ :‬فى مجال بناء الديمقراطية الوطنية وتمكين‬ ‫دحلف الثورة من السلطة‪:‬‬ ‫‪ 3/1‬دحرية تكوين الدحزاب السياسية والجمعيات الهلية والنقابات‬ ‫العمالية والتحادية المهنية بالرادة المستقلة لصحابها‪،‬‬ ‫وبإخطار الجهات الدارية وتأكيد مبدأ استقللية ودحماية‬ ‫التنظيمات الجماهيرية ومبدأ المشاركة الشعبية لها فى إدارة‬ ‫الشئو ن العامة مبدأ الحرية للتنظيم المدنى بعيًدا عن التشكيلت‬ ‫العصابية والرهابية والمثيرة للفتنة الطائفية أو المحضة على‬ ‫تقسيم الوطن أو تعريض الودحدة الوطنية للخطر‪.‬‬ ‫‪ 3/2‬تشجيع الحريات الجماهيرية والشعبية العامة كحق التظاهر‬ ‫والضراب والعتصا م من أنجل نيل الحقوق المشروعة‬ ‫السياسية والقتصادية والنجتماعية ونجعل هذه الحقوق دحقوق‬ ‫عامة ومطلقة تخضع لدارة الجموع وبإخطار الجهة الدارية‬ ‫فحسب‪ ،‬تنقية القوانين والتشريعات القائمة من كل ما يعيق هذه‬ ‫الحقوق أو يقيدها‪.‬‬ ‫‪ 3/3‬تبنى التشريعات الوطنية للعل ن العالمى لحقوق انسا ن الصادر‬ ‫سنة ‪ 1947‬والعهد الدولى للحقوق السياسية والمدنية والقانونية‬ ‫والعهد الدولى للحقوق القتصادية والنجتماعية والثقافية‬ ‫)المصدق عليهما سنة ‪.(1973‬‬

‫‪88‬‬


‫‪ 3/4‬دحق المواطنة دحق سامى ومصو ن والمواطن سيد فى وطنة ول‬ ‫تمييز بين المواطنين بسبب الختلف الدينى أو الريف أو‬ ‫الحضر أو بحرى والصعيد أو بين المستويات النجتماعية‬ ‫والقتصادية المتباينة أو بين الرنجل والمرأة أو بين النجيال ‪...‬‬ ‫الخ‪ .‬وتجريم اى سلوك تميزى بين المواطنين والعمل على‬ ‫تخليص بعض التجاهات الشعبية من عقدة الخوانجا ‪ ...‬أو‬ ‫تفضيل النجنبى على المواطن أو العالمى على المحلى وإلغاء‬ ‫اللقاب وإنكار العراف التى تريد بعثها من نجديد قوى‬ ‫مشبوهة‪ ،‬كما فى أوساط السلطة والشرطة السابقتين وأوساط‬ ‫رنجال المال ودوائر النخب السابقة قبل الثورة الشعبية‪.‬‬ ‫ثانًياا ‪ :‬فى قضايا الدفاع والمن القومى المصرىا ‪:‬‬ ‫‪ .4‬ضبط قضايا الدفاع عن الوطن وتوزيع القوات المسلحة على كل‬ ‫انحاء القليم المصرى‪ ،‬وبخاصة عند بوابات الخطار المعادية‬ ‫وإلغاء المناطق منزوعة السلح‪ ،‬على كافة دحدود الوطن فى‬ ‫الشرق والغرب والشمال والجنوب‪.‬‬ ‫‪ .5‬اعتبار ونجود قوات الدحتلل المريكى والطلنطى فى العراق أو‬ ‫على أراضى دول الخليج قوات معادية للمن القومى المصرى‬ ‫والعربى ‪ ...‬ورفض ونجود الساطيل الغربية بقيادة أمريكا فى‬ ‫البحرين المتوسط والدحمر ورفض عبور أى قطعة بحرية‬ ‫خارنجية من خلل قناة السويس دوًما وابًدا‪.‬‬

‫‪89‬‬


‫‪ .6‬اعتبار الكيا ن الستعمارى الصهيونى العدوانى المغتصب‬ ‫لفلسطين والمحتل لقطار عربية أخرى وتسليحه الذرى يمثل‬ ‫الخطر الول على المن القومى المصرى‪.‬‬ ‫‪ .7‬ل اعترف لهذا الكيا ن العدوانى الستعمارى الستيطانى بأيه‬ ‫دحدود أو ونجود خارج دحدود قرار التقسيم سنة ‪ 1947‬والنضال‬ ‫القانونى أما م المؤسسات السياسية والقانونية الدولية لسقاط‬ ‫الطابع الستعمارى الستيطانى لسرائيل واعتبار الهجرة‬ ‫اليهودية التى نجرت فى دحقب مختلفة لفلسطين هجرات فردية‪.‬‬ ‫‪ .8‬التنسيق بين الدول العربية المحيطة بهذا الكيا ن ومع المنظمات‬ ‫الدولية والحقوقية ومفوضية النجئين للزدحف بمسيرات مليونية‬ ‫سلمية من اللنجئين الفلسطينيين لعودتهم لديارهم دحسب قواعد‬ ‫القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫‪ .9‬قطع أية علقات مع هذا الكيا ن الستعمارى والستيطانى‬ ‫والتجريم السياسى والمعنوى لكل من تعامل مع هذا الكيا ن هذا‬ ‫دحتى ولو بأمر وفى ظل تعليمات النظا م العميل البائد قبل ثورة‬ ‫مصر الشعبية الحالية‪.‬‬ ‫‪ .10‬بدء سياسة فعالة لتكامل التنمية والتعاو ن القتصادى والسياسى‬ ‫والثقافى مع دول دحوض النيل )دول المنبع والمصب( لزيادة‬ ‫الحصيلة المستخدمة من مياه النيل المفقودة والتى تصل إلى ‪%95‬‬ ‫من إيراده الفعلى ‪ ...‬وإعادة توزيعها على كل هذه الدول للنهوض‬ ‫بسبل التنمية فيها‪.‬‬

‫‪90‬‬


‫الدعوة لنشاء المجلس التأسيسى لقيا م الدولة العربية‬ ‫التحادية خارج نطاق نجامعة الدول العربية كمنظمة دولية وذلك‬ ‫للتنسيق والتطوير دحتى التودحيد خلل فترة زمنية محددة فى مجالت‬ ‫السياسة الخارنجية ـ الدفاع والمن القومى ـ التكامل التنموى‬ ‫واستراتيجيات التنمية المستدامة ـ سهولة الحركة بين مواطنين هذه‬ ‫القطار للبضائع والعمال دو ن عوائق وتأشيرات ـ خلق نظا م نقدى‬ ‫مودحد ـ تودحيد المناهج التعليمية ‪ ...‬على أ ن يكو ن النضما م لهذا‬ ‫المجلس التأسيسى اختيارًيا وتبدأ فعالياته بمجرد موافقة انضما م دولة‬ ‫ولو وادحده لمصر فى هذا المجلس والعمل الجاد خلل سنوات الفترة‬ ‫الرئاسية النتقالية لبدء تكوين دولة الودحدة العربية الديمقراطية‪.‬‬ ‫ثالًثاا ‪ :‬فى قضايا الرض والفل ح وتحقيق التكتفاء الذاتى من الغذاءا ‪:‬‬ ‫إلغاء ما يسمى بقانو ن علقة المأنجرة وتحرير الراضى الزراعية‬ ‫لسنة ‪ 1992‬والذى أصبح نافذ المفعول سنة ‪.1997‬‬ ‫* إقامة إصلح زراعى نجذرى يستند على المبادئ التية‪:‬‬ ‫ـ الرض لمن يزرعها ـ تحديد دحد أقصى للملكية الزراعية للفرد‬ ‫وأسرته وللشركات‪.‬‬ ‫ـ اختلف الحدود القصوى هذه بين ثلث نوعيات من الرض‪:‬‬ ‫أرض الدلتا والوادى‪.‬‬ ‫ـ والرض المستصلحة فى الخمسين سنة الخيرة ـ والرض‬ ‫المستصلحة دحديًثا أو يراد البدء باستصلدحها‪.‬‬ ‫ـ إلغاء الملكية الغائبة ودعم الدولة والبنوك للفلدحين لنقل ملكيتها إلى‬ ‫الزراع الحائزين بتسهيلت ائتمانية وبدو ن فوائد البتة‪.‬‬

‫‪91‬‬


‫ـ تثبيت ثمن البيع للراضى الزراعية للمنتفعين بها بالقوانين‬ ‫الزراعية دحتى ولو تغيرت ملكيتها بشرط أ ن تحقق مبدأ الرض‬ ‫لمن يزرعها‪.‬‬ ‫ـ إسقاط مديونية صغار الفلدحين للجهات العامة الدائنة لهم إسقاطا‬ ‫باتا وفوريا‪.‬‬ ‫ـ دعم صغار الزراع نقديا وتخفيض أسعار مستلزمات النتاج‬ ‫الزراعى لهم وبخاصة أسعار السمدة والمبيدات ودعم أسعار‬ ‫الحاصلت الزراعية التقليدية والحبوب وشرائها بما ل يقل عن‬ ‫أسعار نظائرها المستوردة من منتجيها من الفلدحين وإعادة‬ ‫العتبار للقرية المنتجة والقضاء نهائيا على تونجه القرية‬ ‫للستهلك أو النزعة الستهلكية‪.‬‬ ‫ـ إضافة ‪ 5‬مليو ن فدا ن للزراعة المصرية من أراضى السادحل‬ ‫الشمالى بعد تطهيرها من اللغا م‪ ،‬وأراضى سيناء‪ ،‬والظهير‬ ‫الصحراوى لراضى الوادى القديم والدلتا بخاصة قرب هذه‬ ‫الماكن من مصادر المياه ومياه المطار والتى تقدر بـ ‪ 7‬مليارات‬ ‫‪ 3.5‬على السادحل الشمالى ‪ 3.5‬مليار على سيناء(‪.‬‬ ‫ـ توزيع ما ليقل عن ثلثة أرباح هذه المسادحة المستصلحة على‬ ‫شباب الفلدحين وخريجى المدارس والمعاهد الزراعية والفنية‬ ‫بقطع تقترب من عشرة أفدنة وتوزيع المسادحات الباقية على‬ ‫الشركات العقارية والزراعية التى ستقو م بتغيير هذه المناطق‬ ‫نظير أنجرها ومساهمتها المادية فى هذه المشروعات بشرط أ ن‬

‫‪92‬‬


‫تباشر زراعتها بأنفسها وبعمالة مصرية لها كافة دحقوق العمال‬ ‫الزراعيين‪.‬‬ ‫‪ .25‬دعم التعاو ن الزراعى إنتانجيا وتسويقيا ودعمه تسليفيا من قبل‬ ‫الدولة لشراء وسائل الميكنة الحديثة لزراعة ودحصاد ونجمع‬ ‫المحاصيل الزراعية‪.‬‬ ‫‪ .26‬دحظر بيع المحاصيل الزراعية إل بعد تحقيق الكتفاء الذاتى‬ ‫وفى دحالة تصديرها تلك ل تصدر على صورتها كمواد خا م‪،‬‬ ‫ولكن كمواد مصنعة‪.‬‬ ‫‪ .27‬دخول الدولة بشركات عامة وتشجيع الشركات الخاصة‬ ‫والتعاونيات والفراد لتربية المواشى والثورة الحيوانية والسمكية‬ ‫لتخفيض أثمانها بصورة دائمة ومضطردة بما يتناسب مع مسادحة‬ ‫مصر الشاسعة‪ ،‬وونجودها على شواطئ بحرين كبيرين ومفتودحين‬ ‫وبونجود نهر النيل الذى يتخللها ببحيرة ومجرى وقنوات وفروع‬ ‫عديدة وفريدة‪.‬‬ ‫‪ .28‬وقف البناء على الراضى الزراعية بخاصة فى أراضى الوادى‬ ‫القديم والدلتا وقفًـا نهائًيا وتاما‪.‬‬ ‫‪ .29‬إزالة التعديات على دحر م وادى النيل ومجرى فروعة وقنواته‬ ‫والبدء فى إرساء سلسله من الحملت العلمية لنقاء مياهه‬ ‫وتطهيرها دحتى القداسة له ولها ومنع الصرف إليه وإلى قنواته‬ ‫سواء الصرف الزراعى أو الصناعى أو الصحى‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫‪ .30‬وصول مياه الشرب النقية لكل المصريين آيا كا ن توانجداهم‬ ‫داخل القليم المصرى واعتبار ذلك أولوية قصوى على ما عداها‬ ‫دحتى تسبق تكاليف الدفاع عن الوطن‪.‬‬ ‫‪ .31‬توزيع الراضى المحيطة ببحيرة ناصر على المزارعين‬ ‫النوبيين لخبرتهم فى زراعتها دحاله مد الفيضا ن ودحالة نجزره‬ ‫نظًرا لما لهم من خبرة تاريخية فى رى الحياض‪.‬‬ ‫رابًعا‪ :‬فى مجال استراتيجيات التنمية والتأسيس لبناء نهضة صناعية‬ ‫كبرى‪.‬‬ ‫‪ .32‬التأكيد على استخدا م إستراتيجية التنمية اعتمادا على الموارد‬ ‫المحلية المتادحة اساًسا والستثمار العربى والصديق من الخارج‬ ‫وبعيًداعن استثمارات الدول الرأسمالية الكبرى التى غالًبا ل تأتى‬ ‫أبدا ودوًما‪ ،‬ودحينما يأتى اليسير منها يكو ن لنهب ثروات الوطن‬ ‫وضرب سبل التنمية له وفيه‪.‬‬ ‫‪ .33‬إرنجاع المباع من القطاع العا م واسترداد كل مصانع السمنت‬ ‫من النجانب كلًيا واقتصار ملكيتها للقطاع العا م اساسا والخاص‬ ‫ثانوًيا‪.‬‬ ‫‪ .34‬إلغاء ما يسمى بقوانين قطاع العمال والعمل المصدرة فى ظلها‬ ‫وإعادة مْؤسسة القطاع العا م بما يفرضه الصل والتعديلت‬ ‫الولى لدستور سنة ‪ ،1971‬الملقب دحينها بالدائم‪.‬‬ ‫‪ .35‬إعادة التشغيل الكامل لمصانع الغزل والنسيج وكل المصانع‬ ‫التى تتعلق بتصنيع القطن المصرى والتوسع فى زراعته وفرض‬ ‫سبل الحماية للمنتجات المصرية‪ ،‬وفتح السواق العربية‬

‫‪94‬‬


‫والفريقية أما م الصناعات المصرية مع استغلل المميزات‬ ‫النسبية لصناعات القطا ن والصواف المصرية والنهوض‬ ‫بجودتها إلى أعلى المستويات‪.‬‬ ‫‪ .36‬الهتما م بالصناعات التقليدية المصرية وصناعات الستهلك‬ ‫الشعبى ودعمهامادًيا وكفالة الحماية لها ‪ ...‬والهتما م بالصناعات‬ ‫الصغيرة فى هذه المجالت‪.‬‬ ‫‪ .37‬وضع خطط طمودحة والبدء بالسير فيها لرساء صناعات ثقيلة‬ ‫عسكرًيا ومدنًيا وتوظيف المدخرات الوطنية العامة والخاصة‬ ‫والدارة الثورية لتطوير هذا القطاع تطويًرا فعلًيا يمثل أولوية‬ ‫قصوى لدعم الستقلل الوطنى‪.‬‬ ‫‪ .38‬دعوة الستثمار الصديق لقامة قطاع صناعى للتقنيات الراقية‬ ‫والكثر تطوًرا كفتح دحقول شاسعة لمصنعات السليكو ن‬ ‫بالمشاركة بالنتاج والعائد لفترات محدودة سلًفا ترضى كافة‬ ‫الطراف ول تعطى امتياًزا لكثر من ‪ 20‬سنة‪ ،‬مطلًقا مع التأكيد‬ ‫على مبدأ ونجود المكو ن المصرى فى العمالة والدارة والنتاج‬ ‫والتسويق وكافة ونجوه العملية الصناعية ويدخل فى هذا القطاع‬ ‫راقى التقنية استخراج الطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‬ ‫وتحليه مياه البحر بكميات وفيرة‪.‬‬ ‫‪ .39‬أ ن تكو ن الصناعة الستخرانجية فى قطاعات البترول والغاز‬ ‫والمعاد ن صناعة وطنية بصورة كاملة من دحيث التمويل والعمالة‬ ‫والدارة والتسويق ويحظر تصدير الغاز للخارج نهائًيا‪ ،‬كما‬

‫‪95‬‬


‫يخطر تصدير خا م البترول ويسمح بتصدير مشتقاته ومصنعاته‬ ‫فحسب‪.‬‬ ‫‪ .40‬البدء الجدى فى تنفيذ مشروع منخفض القطارة بخاصة أ ن‬ ‫يدخل ضمن المكانات المحلية كلًيا وإل تنتهى الفترة النتقالية قبل‬ ‫تنفيذ المردحلة الولى منه‪.‬‬ ‫‪ .41‬البعد مؤقًتا وبما ل يقل عن عشرين عاًما عن محور التعمير‬ ‫المزمع نظًرا لما يثيره من شبهات كبرى كمشروع توشكى‪،‬‬ ‫وشبهات التمويل الستثمارى والتكنولونجيا الستعمارية وتسريب‬ ‫المدخرات الوطنية فى مشاريع شديدة الصعوبة والبها م ودفع هذه‬ ‫المدخرات الوطنية فى تنمية السادحل الشمالى وسيناء والظهير‬ ‫الصحراوى للوادى والدلتا والمناطق القريبة من موارد المياه دحتى‬ ‫الوادى الجديد باعتبارها مشاريع فى متناول اليد ويمكن أ ن تتم‬ ‫بموارد محلية تامة سواء عامة أو خاصة أو أهلية كما أنها تساعد‬ ‫على التشغيل الكامل للقتصاد‪.‬‬ ‫‪ .42‬توزيع الستثمار الصناعى المشار له فى البنود السابقة على كل‬ ‫أقاليم ومحافظات الوطن وشد الموارد المادية والبشرية لتطوير‬ ‫قطاعى شمال الصعيد ونجنوبه تطويًرا دحاسًماوفعلًيا‪ ،‬وليس‬ ‫تطويًرا شكلًيا ودعائًيا كما دحدث فى طنين النظا م العميل البائد‪.‬‬ ‫خامًسا‪ :‬قطاع التجارة والتوزيع‪:‬‬ ‫‪ .43‬قصر العلقات التجارية من وإلى مصر على الدول العربية‬ ‫الشقيقة وعلى دول دحوض النيل )دول داخل البيت( وعلى الدول‬ ‫الفريقية وعلى الدول السلمية وعلى دول العالم الثالث فى آسيا‬

‫‪96‬‬


‫وأمريكا اللتينية وأوروبا الشرقية والجنوبية غير الستعمارية‬ ‫والبعد خطوة خطوة عن الدول الستعمارية ودول دحلف الطلنطى‬ ‫دحتى القطع النهائى بنهاية الفترةالنتقالية‪.‬‬ ‫‪ .44‬غلق كل هيئات المعونة للدول الستعمارية والغربية ودول‬ ‫دحلف الطلنطى والتحاد الوروبى‪ ،‬غلًقا باًتا وتاًما ونهائًيا‪ ،‬وعد م‬ ‫التعامل بين القطاع الهلى وهذه الدوائر الستعمارية العدوانية‬ ‫نظًرا لسلوكها التخريبى الدائم والذى ل يمكن لها أ ن تتخلى عنه‬ ‫ابًدا‪.‬‬ ‫‪ .45‬التجارة الخارنجية تعتمد على مبدأ المنفعة المتبادلة ول منفعة مع‬ ‫أعداء الوطن البتة‪ ،‬ول تعاو ن مع من يسعى للتفكير والسلوك‬ ‫المبراطورى والهيمنة الدائمة‪ ،‬فالستعمار كا ن وما زال وسيظل‬ ‫هو العدو الول للشعوب التى تبغى أ ن تعيش دحرة مستقلة والنظا م‬ ‫المصرى البائد من خلل الحكومات التابعة والقوى التابعة فى‬ ‫عهد السادات ومبارك‪ ،‬افقد مصر دحريتها واستقللها وطابعها‬ ‫الوطنى والقومى أو كاد أ ن يفعل ذلك لول رفض ومقاومة الشعب‬ ‫المصرى العتيد ‪ ...‬وأولى مها م الثورة الشعبية بناء وتحصين‬ ‫دحرية مصر الوطن واستقلله وعزمة وكرامته الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫‪ .46‬تكوير قدرات النتاج المصرى لخلق ميزات نسبية دحقيقية‬ ‫تستمد من كو ن مصر أول أمة فى التاريخ الحضارى للبشرية‬ ‫بمدى زمنى يسبق اى ودحده أخرى بالف من السنين‪ ،‬وترنجمة‬ ‫ذلك لتجارة تصديرية نشطة تستهدف السواق العربية والفريقية‬ ‫والسلمية‪.‬‬

‫‪97‬‬


‫‪ .47‬التجارة الداخلية خاد م ومشارك لنهج التنمية النتانجية المصرية‬ ‫‪ ...‬ومن ثم فيحظر عليها اى شبهة ادحتكارية سواء على مستوى‬ ‫تجارة الجملة أو التجارة الوسيطة أو تجارة المفرق )التجزئة(‪.‬‬ ‫‪ .48‬هامش الربح والتكلفة فى الحلقات الثلثة المتتابعة لها )نجملة‬ ‫وقطاعى وتجزئة( ل تزيد باى دحاله عن ‪ %60‬من سعر المنتج‪،‬‬ ‫اى سعر شراء السلعة من المنتج المباشرة ويجر م القانو ن ما عدا‬ ‫ذلك‪ ،‬ويخضع لصور الردع القانونى السريع والمباشر‪.‬‬ ‫‪ .49‬تكلفة نقل السلع وتحزينها وتوزيعها تدخل ضمن نسبه التكلفة‬ ‫التجارية بمعنى إنها ضمن نسبه الـ ‪ %60‬من سعر أى سلعة أو‬ ‫أ ن السعر النهائى لى سلعة يساوى ‪ %160‬من سعر بيعها من‬ ‫مصدر إنتانجها‪.‬‬ ‫‪ .50‬تجارة الستيراد تكو ن بيد الدولة أو القطاع العا م أو القطاع‬ ‫التعاونى فحسب ويكو ن هامش الربح فيها فى ذات النطاق من‬ ‫سعر خرونجها من الجمارك اى بنسبه ‪ %60‬وا ن تتجه السياسات‬ ‫التجارية الوطنية لتقليل الواردات دوما وأ ن يكو ن سقفها دائما‬ ‫تحت سقف عائدات التصدير‪ ،‬مع توسيع هذا الفارق لصالح‬ ‫التصدير دوًما‪.‬‬ ‫‪ .51‬يحظر نهائًيا استيراد السلع الترفيهية فى كل الميادين‬ ‫الستهلكية بدًءا من الغذاء مروًرا بالملبس دحتى سلع الستعمال‬ ‫الشخصى والسرى والمنزلى كاليخوت والطائرات الخاصة‬ ‫والسيارات الفارهة والثاث الفاخر نجًدا ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫سادًسا‪ :‬قطاع البنية الساسية والقطاع العقارى والسيادحة‪:‬‬

‫‪98‬‬


‫‪ .52‬إعطاء الولوية دائما لقطاعات البنية الساسية التى تخد م الطابع‬ ‫النتانجى المراد لمصر أ ن تسير فيه سواء ما يخد م النتاج أو ما‬ ‫يخد م المنتجين فى الطرق أو الصرف الصحى أو وسائل التصال‬ ‫الحديثة أو الطاقة ‪ ...‬الخ‪ .‬وضبط التجاهات التى تنمى النزعات‬ ‫الستهلكية والترفية المستفزة فى هذه القطاعات دحتى إلغائها‬ ‫نهائًيا‪.‬‬ ‫‪ .53‬قصر ملكية المرافق على صور الملكية العامة للدولة والقطاع‬ ‫العا م والملكية التعاونية فحسب بحيث تصير الدولة شريك بما ل‬ ‫يقل عن ‪ %50‬من ملكيات شركات الخدمات للتصالت‬ ‫والخدمات الرضية للطيرا ن وشركات المحمول وا ن ل يسمح‬ ‫للملكية الفردية أ ن تزيد عن ‪ %10‬من هذه الشركات للفرد الوادحد‬ ‫أو السره الوادحدة‪.‬‬ ‫وفى دحالة الكتتاب العا م ل تزيد ملكية الفراد مجتمعين عن ‪%40‬‬ ‫من ملكية هذه الشركات الملتبسة فى طبيعتها المرفقة كشركات‬ ‫المحمول والتصالت‪ .‬أما المرافق الواضحة فيحظر على الملكية‬ ‫الخاصة المشاركة فيها بتاًتا للفراد والشركاء وعليه فل‬ ‫تخصيص أى ل خصخصة للطرق أو المطارات ويعاد إلى الدولة‬ ‫ملكية من خرج عن هذه القاعدة ويمنع منًعا باًتا ملكية غير‬ ‫المصريين ولو بنسبة سهم وادحد فى المرافق أو الشركات‬ ‫الملتبسة‪.‬‬

‫‪99‬‬


‫‪ .54‬تعطى الولوية فى المجال العقارى والسيادحى للملكيات‬ ‫التعاونية وصور الملكية الهلية وملكية الدولة ثم الملكية الخاصة‬ ‫للفراد والشركات الخاصة‪.‬‬ ‫‪ .55‬لبد من إنشاء شركات مصرية خالصة لصور الملكية بترتيبها‬ ‫السابق لدارات الفنادق والمؤسسات السيادحية بخاصة أ ن العمالة‬ ‫المصرية تشكل الغلبية الكاسحة فى هذه القطاعات ‪ ...‬أ ن تمصير‬ ‫هذه الصناعة وهذه القطاعات مهمة وطنية فى شعب معطاء من‬ ‫ابرز سماته إكرا م ضيوفه ويمكن البدء بالمشاركة التسويقية مع‬ ‫المؤسسات المناظرة خارنجًيا على أ ن تكو ن دحصة ملكيتها أقل من‬ ‫النصف وقابلة للترانجع المخطط على مدى زمنى ل يزيد عن‬ ‫عشرة سنوات نهائًيا‪.‬‬ ‫‪ .56‬لقد استنزفت قوى النظا م السابق مصر ونهبتها نهب متفوقة على‬ ‫النهب الستعمارى السابق لمصر من خلل قطاعى العقارات‬ ‫والسيادحة اى القطاعات الريعية تلك ‪ ...‬ولبد لتحويل الطابع‬ ‫الريعى لهذين القطاعين لخدمة الطابع النتانجى لمصر‪ ،‬بمعنى‬ ‫ضرورة تصنيع القطاع العقارى والسيادحى لخدمة النتاج الوطنى‬ ‫والمنتجين المصريين وتلك مهمة وطنية وعلمية خالصة لبد من‬ ‫انجازها بتطور متلدحق فى مدنتين رئاستين فقط‪.‬‬ ‫‪ .57‬لبد من الهتما م بالسيادحة الداخلية سواء الثقافية أو الترفيهية‬ ‫لتعميق الشعور الوطنى المصرى بالنتماء وأ ن تقو م هذه السيادحة‬ ‫الشعبية كخدمة عامة وطنية عامة ودورية وإنجبارية وفى متناول‬ ‫ذوى الدخل المحدود أو بالمجا ن للقوى غير القادرة‪.‬‬

‫‪100‬‬


‫‪ .58‬يجب أ ن يبتعد الستثمار العقارى والسيادحى عن صور‬ ‫الستثمار الترفى والباذخ وا ن يخد م فئات المنتجين والشعب‬ ‫العامل‪ .‬وأ ن يتم إخضاع منشآت السادحل الشمالى ومساكنه‬ ‫وغيرها فى البحر الدحمر وشر م الشيخ وخلفه للخدمة الضافية‬ ‫لهذه الجموع الشعبية بعد تلبية مطالب مالكيها المعقولة فى‬ ‫الشغال والسعار ودعم الجهات العامة لذلك مادًيا على أ ن تنزع‬ ‫ملكية الودحدات التى تمت بأساليب الفساد لقيادات ورنجالت النظا م‬ ‫البائد للملكية العامة وتكو ن نواه هذه المشروع للخدمة السيادحية‬ ‫الشعبية‪.‬‬ ‫‪ .59‬يجب إدحياء التراث الثقافى للشعب المصرى فى المعمار وربط‬ ‫الحاضر والمستقبل بالماضى وتشجيع نظريات البناء والعمار‬ ‫الوطنية ارتبا ً‬ ‫طا بالبيئة المصرية نجغرافًيا وتاريخًيا وتشجيع‬ ‫الحركات التشكيلية للثقافة الوطنية فى تخطيط المد ن وابراز‬ ‫نجماليات التراث التشكيلى المصرى الممتد والثرى أ ن ربط‬ ‫الحركات العقارية والسيادحية بالثقافة المصرية التليدة غذاء‬ ‫لستمرار نهضة مصر الحديثة‪ ،‬وبلوغها أعلى وأرقى درنجات‬ ‫التطور والحضارة‪.‬‬ ‫سابًعا‪ :‬فى مجال الخدمات القتصادية النجتماعية‪:‬‬ ‫‪ .60‬محو عار ساكنى الرصفة والحل الفورى لزمة أطفال‬ ‫الشوارع فى مؤسسات عامة وأهلية تحتضنهم وتؤهلهم للحياة‬ ‫السليمة المنتجة‪.‬‬

‫‪101‬‬


‫‪ .61‬محو عار المية البجدية فى مدى زمنى ل يزيد عن سنتين بكل‬ ‫الوسائل التقليدية والمبتكرة واعتبار هذه ذات أولوية قومية عامة‪.‬‬ ‫‪ .62‬ودحدة المدرسة المصرية على أساس وطنى وقصر التعليم‬ ‫النجنبى على النجانب فقط ول تعترف بشهاداته للخريجين‬ ‫المصريين منه‪ ،‬وفى دحالة التعقيد النجتماعى الناشئة عن زواج‬ ‫المصريين بأنجانب تعادل هذه الشهادات بمثيلتها المصرية على‬ ‫أساس المتحا ن فى اللغة العربية والتاريخ الوطنى المصرى‬ ‫والعربى‪ ،‬ومقومات الحضارة المصرية فى مرادحلها الفرعونية‬ ‫والقبطية والسلمية بمستويات متناظرة لذات المستوى‪.‬‬ ‫‪ .63‬المجانية الفعلية للتعليم وإدخال القطاع الهلى للعب دور ها م‬ ‫ومؤثر فى رعاية التعليم العا م والجامعى للمصريين والصرف‬ ‫عليه مادًيا لزيادة نسبة الصرف على التعليم بالمشاركة العامة‬ ‫والهلية ويمنع منًعا باًتا ونهائًيا استثمار القطاع الخاص المصرى‬ ‫والنجنبى فى التعليم المصرى العا م‪.‬‬ ‫‪ .64‬إلزا م اى شركة عقارية فى بناء المدارس دحسب دحجمها وبنسبة‬ ‫تكلفة البناء دو ن أيه أرباح وبشرط الجودة العالية وبخاصة فى‬ ‫الرياف والمحافظات المنتشرة فى الصعيد والدلتا وعلى الحدود‬ ‫ودحتى مستوى القرى والنجوع وتعفى من الضرائب عن هذه‬ ‫العمال نهائًيا‪.‬‬ ‫الهتما م بكليات التربية العامة والنوعية وتكليف خريجيها‬ ‫بالعمل فور التخرج‪.‬‬

‫‪102‬‬


‫‪ .65‬تطوير العملية التعليمية والهتما م بودحدة التاريخ المصرى فى‬ ‫كل العصور والحقب والهتما م بثنائية الستقلل والدحتلل فى‬ ‫التاريخ المصرى والهتما م بتطوير علو م الجغرافيا والتوزيع‬ ‫السكانى ووضع السس العلمية والثقافية للزدحف الدائم نحو توسيع‬ ‫رقعة العمرا ن فى القليم المصرى لتضاعف كل عشر سنوات من‬ ‫دحيث مسادحة العمرا ن ولو بمثل المسادحة الحالية دحتى يتم سكنى‬ ‫مصر كلها فى قرنين من الزما ن‪.‬‬ ‫‪ .66‬الهتما م بالتعليم الفنى والتطبيقى والدفع فى اتجاه مضاعفة‬ ‫خريجى المدارس والكليات العلمية للتطوير الحقيقى للبحث العلمى‬ ‫وتوسيع رقعة النتاج بمعدلت ثوريه تضاعف النتاج ودحجم‬ ‫ثروة المجتمع كل عشر سنوات‪.‬‬ ‫‪ .67‬إلزا م الشركات العامة والخاصة من دحيث الملكية بتخصيص‬ ‫مصروفات للبحث العلمى فى مجالت عملها ل تقل عن ربع‬ ‫العائد السنوى لها ودفع القطاع الهلى للمشاركة الجادة والمتزايدة‬ ‫فى الصرف ورعاية البحث العلمى والتقنى لبناء التقد م المصرى‬ ‫مع زيادة نسبة مشاركة النفاق العا م على البحث العلمى بمعدلت‬ ‫مضاعفة للوضع البائس الحالى‪.‬‬ ‫‪ .68‬تشجيع رأس المال العربى والصديق فى الستثمار فى تطوير‬ ‫البحث العلمى والتقنيات المصرية‪.‬‬ ‫‪ .69‬استكمال شبكات التأمينات والمعاشات لكل أبناء مصر ‪ ...‬وأ ن‬ ‫يكو ن المعاش التقاعدى لسباب انتهاء الخدمة لسبابها الطبيعية أو‬

‫‪103‬‬


‫الصحية فى مستوى ل يقل عن أخر دخل شامل للفرد‪ ،‬ل ن العجز‬ ‫يزيد الدحتيانجات والمصروفات‪.‬‬ ‫‪ .70‬تودحيد الكادر بدخوله فى الدولة وتزيد الفروق النوعية بمعايير‬ ‫مستقرة سواء لسباب تتعلق بمخاطر المهنة أو بطول سنوات‬ ‫التعليم‪ ،‬أو بطول سنوات العمل والخبرة أو بسبب النوعيات التى‬ ‫تقو م على الجهد الفكرى والخبرات المتميزة‪ ،‬بحيث ل تزيد إضافة‬ ‫هذه المعايير عن ضعف المستوى العا م المناظر له‪.‬‬ ‫ويتم تحديد الحد الدنى للنجور وتحديد الحد القصى لها بما ل يزيد‬ ‫عن أربعين مثل للدخول الناتجة عن العمل اولً بحيث يتم تثبيت‬ ‫الحد العلى وتحريك الحد الدنى بنسبة ‪ %50‬كل عشر سنوات‬ ‫ليستقر الفارق عند ‪ 12‬مثل بعد ثلثين عاًما على الكثر ‪ ...‬أما‬ ‫بالنسبة للدخول الناتجة عن عوائد التملك ل تزيد عن ‪ 60‬مثل‬ ‫ودحدة الملكية لذات النشاط‪ ،‬فإ ن تعقدت معايير القياس يقاس على‬ ‫الحد الدنى للنجور ويثبت الحد القصى ويحرك الحد الدنى‬ ‫ليقف عند فارق ‪ 18‬مثل بعد ثلثين عاًما‪.‬‬ ‫‪ .71‬إعادة شبكة المجمعات الصحية المجانية دحتى مستوى القرية‬ ‫والنجع والكفر‪ ،‬وتجهيزها بالطباء والممرضين والدوية‬ ‫ومراعاة المراض البيئية والمتوطنة وينطبق المر على مستوى‬ ‫شياخات البنادر والمراكز‪.‬‬ ‫‪ .72‬إعادة واستكمال شبكة المستشفيات المركزية المزودة بغرف‬ ‫العمليات الجرادحية العامة دحتى مستوى القسم على أ ن يكو ن‬ ‫العلج مجانًيا للمواطن سواء برعاية الدولة أو التمويل الهلى أو‬

‫‪104‬‬


‫تمويل التأمين الصحى على اساس مبدأ فصل تقديم الخدمة عن‬ ‫المحاسبة المالية‪.‬‬ ‫‪ .73‬بناء شبكة للمستشفيات العامة المتخصصة فى المد ن الكبرى‬ ‫وعواصم المحافظات مع مراعاة المراض المتفشية فى هذه‬ ‫الماكن وتقديم الخدمات العلنجية مجانًيا للمواطن سواء برعاية‬ ‫الدولة أو التمويل الهلى أو تمويل التأمين الصحى ويمكن تحميل‬ ‫القادرين بنسب من تكلفة العلج ل تتعدى نصف تكلفة العلج‬ ‫وتقبل تبرعات المرضى أو ذويهم لزيادة موارد التمويل الهلى‪.‬‬ ‫‪ .74‬منع العلج فى الخارج على نفقة الدولة أو المجتمع بتاًتا‪.‬‬ ‫‪ .75‬الهتما م بزيادة دخول الطباء وأطقم التمريض ورعايتهم‬ ‫ودورية التدريب والرتقاء المهنى والجودة فى الداء لهم ‪..‬‬ ‫وإعادة العتبار لمهنة التمريض وخدمات المرضى مادًيا‬ ‫وانجتماعًيا والهتما م بنقابات وروابط العاملين فى المهن الطبية‬ ‫بكل درنجاتها‪.‬‬ ‫‪ .76‬الهتما م بمراكز البحاث الطبية وزيادة النفاق العا م عليها‪،‬‬ ‫ودعمها بالتمويل الهلى وكذلك مراكز التدريب الطبى لرفع‬ ‫الكفاءة لمقدمى العلج سواء أطباء أو تمريض أو خدمات‬ ‫المرضى‪.‬‬ ‫‪ .77‬تمصير صناعة الدواء المصرية بصورة تامة وفورية‬ ‫وتخصيص دحصة فى كل شركة وطنية للبحث وتطوير الدواء من‬ ‫مصادر محلية وطنية واعتبار الصناعات الدوائية صناعة خدمية‬ ‫ل تعمل دحسب قوانين تحقيق أعلى ربح ولكن دحسب زيادة العائد‬

‫‪105‬‬


‫النجتماعى لها لصالح الجماهير المصرية مع دعم النفاق العا م‬ ‫والهلى لها لتحقيق التواز ن بين التكاليف والمبيعات واستهداف‬ ‫تحقيق الكتفاء الذاتى من الدوية المنتجة محلًيا‪.‬‬ ‫‪ .78‬تصدير فائض الدوية للدول الشقيقة عربًيا وإفريقًيا بتكلفة‬ ‫إنتانجها ومصاريف تصديرها ومساعدتها فى ضرب الدحتكارات‬ ‫الدولية للصناعات الرأسمالية للدول الستعمارية‪.‬‬

‫‪106‬‬


‫حالة الطوارئ بين ضرورات النتهاء أو الستمرار‬ ‫وآثار ذلك على ضبط المن المختل الن‬ ‫الربعاء ‪21/9/2011‬‬ ‫* ترتبط دحالة الطورئ بالدول غير الديمقراطية‪ ،‬والدول‬ ‫الضعيفة فى المساك بأمور السلطة فيها‪ ،‬ذلك أ ن ضعف آبنيتها‬ ‫المؤسسية‪ ،‬واختلل معايير العدالة فيها‪ ،‬وتحول المن إلى نهج فنى‬ ‫بيروقراطى ضيف الفق‪ ،‬ل يعكس قوة النظا م بل يعكس ضعفة‬ ‫واهترائه وتزلزل أركانه لذلك يلجأ لفرض دحالة الطوارئ‪،‬‬ ‫كالمريض النفسى الذى يأتى اسقطات سلوكية معاكسة بل مضادة‬ ‫لسلوكه الفعلى والحقيقى‪.‬‬ ‫* ودحالة الطوارئ تشكل المعلم الساسى لظاهرة "الدولة‬ ‫الرخوة" تلك الدولة التى تخفى إهترائها المؤسسى‪ ،‬واختلل نظامها‬ ‫وضعف صلتها بشعبها‪ ،‬والتى تتضاءل لحد التلشى والختفاء إ ن‬ ‫هذه الدولة‪ ،‬أو الظاهرة "الحديثة الكتشاف فى العلو م السياسية"‬ ‫يمكن التعبير عنها بطريقة التنكيت والتبكيب‪ ،‬بأنها‪ :‬أسد عّلى ‪ ..‬وفى‬ ‫الحروب نعامة!!!‬ ‫* ويجب على النظا م السياسى الذى يتشكل من ردحم ثورة‬ ‫شعبية عميقة وعاتيه‪ ،‬أ ن ينهى دحالة الطوارئ فى اليو م الول‬ ‫لستلمه السلطة الثورية لدارة البلد سياسيا‪ .‬ول تنبع هذه المقولة‬ ‫من مثالية ثورية‪ ،‬أو من دروشة ثورية‪ ،‬ولكنها ترنجع لعدة أسباب‬

‫‪107‬‬


‫موضوعية تساعد على إنضاج البناء المؤسسى والديمقراطية‬ ‫الوطنية فى البلد‪ ،‬وذلك على النحو التالى‪:‬‬ ‫أوًلا ‪:‬‬ ‫أ ن استمرار فرض دحالة الطوارئ يكرس تهاوى وتناقص‬ ‫المستوى الفنى والحرفى لجهاز أو أنجهزة المن‪ ،‬ذلك أ ن إرتكا ن هذه‬ ‫النجهزة إلى سهولة ويسر أداء عملها يجعلها ل تجيد فى المستوى‬ ‫الدحترافى ونجودة الداء وعلو مستواها‪ ،‬وليس صدفة أ ن إنهيار‬ ‫النجهزة المنية للداخلية المصرية يو م ‪ 28/1/2011‬يرنجع بالدرنجة‬ ‫الولى إلى الهبوط الحاد فى مقومات العمل الفنى ونجودة الداء‬ ‫لنجهزة الشرطة‪ ،‬وعلو مشاعر العظمة الكاذبة‪ ،‬والتقدير شديد‬ ‫السوء‪ ،‬بل إ ن التصرف الحكيم للقوات المسلحة المصرية فى رفض‬ ‫منهج الصطدا م بالجماهير‪ ،‬نجلب الوقاية لجميع الطراف للشعب‬ ‫وللجيش وللبلد كلها ـ دحماها ا‪.‬‬ ‫ثانيًـاا ‪:‬‬ ‫ويدفع استمرار دحالة الطوارئ إلى استمرار البعد عن‬ ‫المساك بالحقيقة المنية‪ ،‬والتى يتجسد نجوهرها فى أ ن الوظيفة‬ ‫الولى للدولة‪ ،‬وللسلطة كركن ثالث من أركا ن الدولة‪ ،‬التى تتكو ن‬ ‫من شعب معين على إقليم محدد بسيادة فعالة تدافع عن دحدود البلد‬ ‫من الغزو النجنبى والطامعين فى البلد وتحرس المن الداخلى‬ ‫لدحداث التواز ن الذى يترتب وفق مفهو م نظرية العقد النجتماعى أ ن‬ ‫السلطة للسلطا ن والمن والما ن للشعب‪ ،‬وعليه فالشعب كل الشعب‬ ‫هو مناط التكليف لفرض الما ن والمن له فى إدارته المعايشة‪،‬‬

‫‪108‬‬


‫وليس للسلطا ن الذى هو خاد م للشعب بمونجب العقد النجتماعى‪ .‬لذلك‬ ‫كانت رسائل الفلح الفصيح لمحافظ الفيو م قبل أربعة آلف عا م‪ :‬أ ن‬ ‫الخطر كل الخطر أ ن يتحول من يطارد اللصوص إلى لص وأ ن‬ ‫يتحول من يفرض عليه أ ن يقيم العدل‪ ،‬إلى مستهين بالعدل ومعتدى‬ ‫عليه‪ .‬وعليه فالصل للعتياد‪ ،‬والطوارئ طارئة بحكم نجوهرها‪.‬‬ ‫ثالثًـاا ‪:‬‬ ‫ومن يرصد وقائع الحياة فى الستين عاما الخيرة‪ ،‬سيجد أ ن‬ ‫الحالة المنية تحسنت فى مصر‪ ،‬بعد ثورة سنة ‪ 1952‬عندما رفعت‬ ‫شعارات‪" :‬ارفع رآسك يا أخى فقد مضى عهد الستعباد" ‪ ..‬وشعار‪:‬‬ ‫"الشرطة فى خدمة الشعب" والغاء اللقاب كشعار "كلنا سيد فى ظل‬ ‫الجمهورية" لذلك إختفت الجرائم الكلسيكية "التقليدية والمعتادة" أو‬ ‫تقلصت مثل دحرق المزروعات‪ ،‬وتسميم المواشى‪ ،‬ونجرائم الثأر‬ ‫والقتتال بين العائلت بخاصة فى محافظات الونجه البحرى وأقصى‬ ‫شمال الصعيد ونجنوبه‪ ،‬وظلت محافظات وسط الصعيد على اتجاه‬ ‫هذه الجرائم نحو التقلص والقلة‪ .‬ودحدث هذا المر مرة أخرى مع‬ ‫بداية عصر النفتاح وازدهار الحرف المرتبطة بالنتقال للتحديث‬ ‫لحرف السيارات ودحرف البناء والتجارة‪ ،‬ولكن وبعد كامب ديفيد‬ ‫إختل مفهو م المن الوطنى‪ ،‬وأصبحت أنجهزة المن مرونجه لكل‬ ‫دوافع الضطراب النجتماعى أو ساكته عليه فى الحد الدنى وساعد‬ ‫استمرار فرض دحالة الطوارئ فى تفاقم الجرائم ذلك أ ن آليات الفساد‬ ‫نجعلت أنجهزة المن تكو ن الخطر الول على أمن المجتمع‪ ،‬وكانت‬ ‫قضايا التلفيق المسماه بقضايا أمن الدولة الضاغط الول والساس‬

‫‪109‬‬


‫على ارتباك السواق ‪ ..‬فكم من سيارة نقل محملة من منتجات‬ ‫الفلدحين وبالذات من الصعيد صودرت لعد م دفع المعلو م‪ ،‬وتم الزج‬ ‫بأطقمها للسجو ن فى قضايا أمن دولة‪ ،‬واستمر تشغيل هذه السيارات‬ ‫لحساب رنجال المن‪ .‬إ ن استخدا م دحالة الطوارئ على المواطنين‬ ‫تضاعف عدة مرات عن استخدامها ضد السياسيين‪ ،‬وهذه كانت‬ ‫كارثة شكلت أركا ن الدولة الرخوة وأدحيت الحكمة البدية‬ ‫للمصريين‪ ،‬فى مقاومتهم لحكم قوى الدحتلل ـ القل تقدما منهم منذ‬ ‫سنة ‪ ،332‬قبل الميلد إلى نهاية القر ن الثامن عشر بعد الميلد‪ .‬وهذه‬ ‫الحكمة تقول‪" :‬إفعل بالدولة أو الحكومة أفضح الفعال دو ن أ ن تريها‬ ‫أداة الفعل الفاضح"‪.‬‬ ‫رابعًاا ‪:‬‬ ‫إ ن استمرار فرض دحالة الطوارئ نجعل الشعب كل الشعب‬ ‫متهما دحتى يثبت براءته‪ ،‬لذلك هبط الداء المنى‪ ،‬والمستوى المهنى‬ ‫له‪ ،‬رغم بلو غ سبل الصرف عليه إلى أعلى ذراها التى وصلت إليها‬ ‫على مدى التاريخ المصرى‪ ،‬وبلغت المأساة قمة الملهاة‪ ،‬دحينما‬ ‫تحولت خدمة العلم‪ ،‬أى الوانجب الوطنى لخدمة أمن النظا م الفاسد‬ ‫وسلطاته الفانجرة يتحنيد ضعاف المصريين للمن المركزى ورغم‬ ‫انتفاضاتهم المتواصلة ـ وكا ن أبرزها انتفاضة سنة ‪ ،1986‬ـ فلم‬ ‫ينتبه أدحد‪ .‬وعلى سبيل المثال أنت ترى فى مصر أكثر عدد من‬ ‫الجنود وضباط الشرطة من أى مكا ن فى العالم دحتى فى الدول‬ ‫العربية الضئيلة‪ :‬فى منافذ الجوازات وفى أعمال المرور‪ ،‬وفى‬ ‫أعمال الحراسات ‪ ...‬الخ‪ ،‬والداء ضعيف ومتهافت‪ .‬لقد إنقلب نجهاز‬

‫‪110‬‬


‫الشرطة من كونه ـ ويجب أ ن يكو ن ـ نجهازا محترفا‪ ،‬إلى مجاميع‬ ‫بلهاء تارة‪ ،‬وإلى كوادر فاسدة تزادحم الناس فى معايشهم وتجرى‬ ‫على طريق اعادة انتاج الفساد‪ ،‬وإعادة إنتاج الجريمة المنظمة لمجرد‬ ‫النتفاع الشخصى‪ .‬ودحتى أكو ن محددا إ ن استمرار فرض دحالة‬ ‫الطوارئ‪ :‬انتج فى الواقع المصرى مايلى تحديدا‪:‬‬ ‫‪1‬ـ تنوع ظواهر ونجوهر الفعال النجرامية وبلوغها مستوى من‬ ‫العنف يتنافى بتاتا مع تراث الشعب المصرى العتيد‪ ،‬وفى‬ ‫منتصف الثمانينيات دحدثنى زميل عربى نجاء إلى القاهرة ـ بعد أ ن‬ ‫قضى بها سنوات تعليمه ـ أ ن الشوارع المصرية مليئة‬ ‫بالدحتكاكات المتعلقة بتسيير السيارات ودحينما تتابع إدحداها تظن‬ ‫أ ن دحربا أهلية أو عالمية سوف تبدأ فى الشتعال ولكن ما تلبت إل‬ ‫دقائق وتنقلب إلى مناسبة للتنكيت والفكاهة وتبادل العتذارات‬ ‫والقفشات‪ ،‬وربع هذه المشاهدات لو نجرى فى العراق أو بعض‬ ‫دول الخليج لبد أ ن تسبل فيه الدماء‪ ،‬ولو نجرى فى الشا م لبد أ ن‬ ‫ينتهى إلى عداوات وأقسا م ومحاكم ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ظهور الجريمة المنظمة وتطورها فلقد تطورت من "المنسر"‬ ‫التقليدى لقطاعات عليا فى القتصاد والمال والسياسة والنجتماع‪.‬‬ ‫دحتى يمكن القول أ ن الطابع العا م للنظا م السابق‪ .‬كا ن طابع‬ ‫العصابة‪ ،‬أو الطابع المافيوى‪ ،‬وهذا متشابه لحد بعيد مع أساليب‬ ‫العولمة الرأسمالية المتودحشة التى تمسك بتلبيب معظم الشعوب‬ ‫والمجتمعات ال ن‪.‬‬ ‫ملحظة‪:‬‬

‫‪111‬‬


‫فى التاريخ المصرى كا ن "المنسر" فى بعض الدحيا ن‪،‬‬ ‫ونظا م الفتوات أداة لعادة التوزيع العادل للثورة والنفوذ لصالح‬ ‫نجماهير الشعب وبالذات الحرافيش منهم‪ .‬فى دحين أ ن نجماعات‬ ‫الجريمة المنظمة الحديثة ضد الجماهير وضد الوطن ولصالح أعداء‬ ‫الوطن‪ .‬وذلك أ ن المن وأنجهزته دخلت شركاء نجريمة ـ فى بعض‬ ‫الدحيا ن ـ أكثر من كونهم أنجهزة ضد الجريمة وتعقبها‪.‬‬ ‫‪3‬ـ أ ن استمرار فرض دحالة الطوارئ لم تضبط أى شيئ فى المجتمع‪،‬‬ ‫بل كانت ستارا دارت من خلفه كثير من الكوارث وإختللت‬ ‫المن وبسببه‪.‬‬ ‫* نخلص من كل ما تقد م إلى ضرورة النهاء الفورى والحاسم لحالة‬ ‫الطوارئ العامة السائدة فى البلد على مدى عقود‪ .‬هنا يبرز السؤال‬ ‫ولكن كيف نحافظ على أمن البلد المضطرب دحاليا بفعل ما دحدث‬ ‫مصادحبا للثورة؟‬ ‫* فى البداية يجب أ ن نفرق بين المدى القريب "الحالى"‬ ‫والمدى المتوسط والمدى البعيد "الستراتيجى" وكل أنواع المدى‬ ‫تعتمد على عدة مبادئ وانجبة النفاذ أهمها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ التأكيد بالعل م وبوسائل الوعى والتثقيف وبالسلوك الفعلى على‬ ‫أ ن المن والما ن دحق للشعب ـ دحتى فى ثورته ـ ووانجب على‬ ‫السلطات تؤدية لخدمة الشعب‪ ،‬وخدمة رقيه وتطوره‪.‬‬ ‫‪2‬ـ إنجراء مصالحة تاريخية ومفتودحة تؤكد أ ن المن فى العهد‬ ‫الثورى غير المن فى العهد البائد‪ .‬وأ ن رنجال الشرطة هم من‬

‫‪112‬‬


‫أبناء هذا الشعب ويرغبو ن فى إدحتضا ن الشعب لهم‪ .‬والتوبة يقبلها‬ ‫ا وهى دحق على الجماهير‪.‬‬ ‫‪3‬ـ تحول مفهو م المن من المفهو م البيروقراطى وضّيق الفق‬ ‫والخاد م للنظا م وللسلطات إلى المفهو م الجماهيرى المفتوح الذى‬ ‫يقبل تعاو ن الجماهير ومشاركتها فى تكوين اللجا ن الشعبية ـ على‬ ‫أساس تطوعى ومجانى ـ لتنظيم المرور ـ لضبط توزيع التموين‬ ‫ووصول الدعم لمستحقيه ـ لتكوين لجا ن العرف لتسيير معايش‬ ‫الناس والفصل فى منازعاتهم البسيطة ـ لجا ن مشاركة فى عمل‬ ‫الدوريات فى الماكن المزددحمة بالبشر والسواق ـ اللجا ن‬ ‫الشعبية لضبط وصول الخدمات العامة لمستحقيها صحيا وتعليميا‬ ‫ـ أى لجا ن إضافية كلجا ن التحريات ونجمع المعلومات عن‬ ‫البلطجية والهاربين من السجو ن والمسجلين خطر والمطاريد فى‬ ‫الصعيد ‪ ...‬الخ‪ ،‬المهم إرساء مبدأ المشاركة الشعبية فى أعمال‬ ‫ضبط المن العا م والجنائى والمن النوعى لمعايش الناس‬ ‫ومصالحهم‪.‬‬ ‫‪4‬ـ المبدأ الرابع يتحدد بحشد كل طاقات النجهزة الشرطية فى الخدمة‬ ‫أو بعد انتهاء خدمتهم والستعانة بمجهوداتهم فى اللجا ن‬ ‫الستشارية والمعاونة بالدراسة والنصح والفكار فحسب‬ ‫لمستويات اتخاذ القرار من العلى للدنى‪ ،‬أى من الوزير دحتى‬ ‫ضابط النقطة‪ .‬كما يمكن الستعانة بالشرطة العسكرية دحينما‬ ‫تكو ن هناك دحانجة لذلك‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫إ ن هذه المبادئ الربعة يجب تفعيلها فى كل من المدى‬ ‫القريب والوسيط والبعيد على النحو التالى‪:‬‬ ‫أوًلا ‪ :‬فى المدى النى والقريبا ‪:‬‬ ‫التفرقة بين المها م والفصل بينها منعا للتداخل والتشويش‬ ‫مجالت المن العا م الجنائى والنوعى ومجالت الحراسات ومجالت‬ ‫فض الشغب أو ما عرف قديما ببلوكات النظا م‪ ،‬ومجالت السجو ن‬ ‫ومجالت المن الوطنى ومجالت الشئو ن الداخلية والخدمات العامة‬ ‫يجب أ ن تفصل تماما عن بعضها البعض وتكو ن ذات دحركة راسية‬ ‫من العلى للدنى منفصلة عن المجال الخر‪ .‬وأ ن تعتمد البنية‬ ‫التنظيمية والدارية المحركة على نجهاز ادحترافى عالى الكفاءة‬ ‫وخاضع للتدريب الدائم وقليل العدد نسبيا وملمو م وغير مفلطح‬ ‫ومرونة الحركة الرأسية له شديدة النسيابية ـ يعاونة لجا ن استشارية‬ ‫من ذوى الخبرة والكفاءة الشرطية السابقة بهدف دحشد الخبرات‬ ‫واعادة التشغيل الكامل لكل الفعاليات على أ ن يقتصر دور لجا ن‬ ‫الستشارة على تقديم البحوث والخيارات المتعددة للحلول‪،‬‬ ‫والنصائح‪ ،‬وللجهاز المحترف المسكن فى مستويات اتخاذ القرار‬ ‫تحديد الولويات واتخاذ القرارات على اساس إدحترافى مع العلم أ ن‬ ‫القرار السليم هو الذى ينفذ بسرعة وفاعلية بعد سعة الطلع‬ ‫ودراسة البدائل‪ .‬وتصب المشاركات الشعبية لدى الجهاز الدحترافى‪،‬‬ ‫ويأخذ مهامة وتحديدها من ذات الجهاز‪ ،‬وتنبت الصلة وتنقطع تماما‬ ‫عن الجهاز الستشارى‪.‬‬

‫‪114‬‬


‫* وفى المدى القريب والنى يتم التركيز على ضبط المن‬ ‫العا م وضبط قوانين السير وقواعد المرور‪ ،‬وتسيير الدوريات الثابتة‬ ‫الميعاد‪ ،‬مرتين فى اليو م على القل‪ ،‬والدوريات المفانجئة كما يجب‬ ‫الهتما م بضبط السواق ودحركة الباعة السريحة والسيطرة على‬ ‫البلطجية والمسجلين خطر‪ ،‬ووضعهم تحت العين دوما‪ ،‬وتصغير‬ ‫شأنهم دو ن الخلل بقواعد دحقوق النسا ن‪ ،‬دحتى يظهروا للمواطنين‬ ‫فى دحجمهم الطبيعى‪ .‬إ ن أولويات المن العا م والجنائى والمن‬ ‫النوعى وأمن الحراسات والمرور والجوازات ‪ ...‬الخ يجب أ ن يعطى‬ ‫الولوية المنية للكثرة مقدمة عن القلة‪ ،‬وللرانجل قبل الراكب‪،‬‬ ‫وللضعيف قبل القوى‪ ،‬ويكو ن خطأ الضعيف بمثله‪ .‬وخطأ القوى‬ ‫بعشرة أمثالها‪ ،‬والهتما م بأمن القرى والريف قبل المد ن‪ ،‬والدحياء‬ ‫الشعبية عن الدحياء الراقية‪.‬‬ ‫* إ ن هذا المنهج سيعيد المصالحة التاريخية بين الشعب‬ ‫والشرطة‪ ،‬وسُيفّعل شعار الشرطة فى خدمة الشعب‪ ،‬ويجعل أمن‬ ‫الشعب مقدما وأكثر أهمية عن أمن السلطة والمن السياسى لنظا م‬ ‫الحكم‪ .‬ويجب على دوائر المن الوطنى أ ن تعتمد على المنهج‬ ‫الوصفى ومنهج الرصد‪ ،‬وتوضيح الفروق بين القوى السياسية‬ ‫الوطنية بعضها البعض‪ .‬وأ ن يعتمد منهج الموانجهة مع أعداء الوطن‬ ‫فحسب‪ ،‬مرورا على منهج التعرية والفضح قبل الضبط والربط‬ ‫والموانجهة‪.‬‬ ‫* الخلصة‪ :‬الهتما م بالمن الجنائى والمن العا م والمن‬ ‫الشعبى مقدما على المن السياسى وأمن السلطة‪ .‬وأ ن يتم دحشد‬

‫‪115‬‬


‫وتعبئة كافة الطاقات الشرطية فى نجهاز إدحترافى‪ ،‬ونجهاز استشارى‬ ‫مساعد‪ ،‬ولجا ن شعبية معاونة‪ ،‬مع تفضيل أمن الكثرة عن أمن القلة‪،‬‬ ‫وفى هذا يجب الهتما م بتنظيم المرور انحيازا للقطارات والحافلت‬ ‫الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وعربات النجرة‪ ،‬عن الهتما م المفرط‬ ‫للعربات الملكى دحتى الدحداث والرقى شأنا فى ماركاتها‪ ،‬لقد آ ن‬ ‫الوا ن للحد من سوق السيارات الخاصة‪ .‬وتقييد دحركتها فى المد ن‬ ‫وعلى الطرق المزددحمة‪ ،‬دحتى ولو أخذ بيو م للرقا م الفردية وثا ن‬ ‫للرقا م الزونجية‪ ،‬والجمعة لكل الرقا م على أنه يو م رادحة‪.‬‬ ‫ثانًياا ‪ :‬فى المدى المتوتسط بعد الفترة النتقالية )فى فهمى ‪ 4‬تسنوات‬ ‫تقريبا(ا ‪:‬‬ ‫يقو م على تنظيم القطاع الوزارى لفصل وزارة الشرطة‬ ‫والمن الداخلى عن وزارة الشئو ن الداخلية وفصل وزارة شئو ن‬ ‫العدالة والمحاكم عن وزارة العاء العا م للشعب‪ .‬مع البقاء على‬ ‫ادحترافية أنجهزة الشرطة والمن الداخلى والبنية الستشارية‬ ‫والمتعاونة‪.‬‬ ‫ثالثًـاا ‪ :‬فى المدى البعيدا ‪:‬‬ ‫يتم التخطيط لربط وزارات الشرطة والعدالة وشئو ن المحاكم‬ ‫بنظا م اللمركزية الدارية الكامل الصلدحيات فى المحافظات‪.‬‬ ‫* وأخيًرا بقى موضوع واحد يرتبط بانهاء حالة الطوارئ‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫لقد نظم دستور سنة ‪ ،1971‬بالحصر دحالت فرض أدحكا م‬ ‫الطوارئ ودحدد دحديين ضامنيين لها‪ ،‬الحد الزمانى والحد المكانى‪،‬‬

‫‪116‬‬


‫والحالة العامة والحالة الخاصة‪ .‬ولم تتوانجد الشروط المونجبة للحالة‬ ‫العامة أبدا اللهم إل إذا استثنينا‪ ،‬تعسفا‪ ،‬سنة من دحروب اكتوبر‬ ‫المجيدة سنة ‪ ،1973‬وتوانجدها نجزئيا فى دحالة زلزال سنة ‪،1992‬‬ ‫ودحتى مع تزايد دحوادث الرهاب فى التسعينيات لم يكن هناك مبررا‬ ‫لفرضها‪ ،‬ورغم ذلك ظلت مفروضة بطريقة شبه دائما لعدة عقود‬ ‫ولم تحمى ما وضعت من أنجله فالسادات قتل فى ظل سريا ن دحالة‬ ‫الطوارئ‪ .‬ومبارك خلع فى ظل سريا ن دحالة الطوارئ‪ ،‬والنتفاضة‬ ‫الشعبية إندلعت فى ظل دحالة الطوارئ‪ .‬ويلدحظ أى متابع للتاريخ‬ ‫المصرى‪ :‬أ ن الجريمة بمختلف صورها تتقلص بل تنعد م فى‬ ‫الدحداث الوطنية الكبرى‪ ،‬وهذا دحال المجتمع المصرى فى دحروب‬ ‫مصر الوطنية ‪ ،1967 ،1956‬دحرب الستنزاف ‪،1970 ،1968‬‬ ‫دحرب اكتوبر المجيدة سنة ‪ .1973‬بل يمكن التجاسر والقول خلل‬ ‫أدحداث إنتفاضة يناير سنة ‪ ،2011‬عدا القضايا العمدية والجريمة‬ ‫المنظمة والمعدة سلفا‪ .‬ويكو ن إنضباط الشارع المصرى فى‬ ‫المناسبات الوطنية فى أدحسن دحالته‪ ،‬ذلك أ ن الشعب المصرى شعب‬ ‫متحضر‪ ،‬والتحضر يعنى تلقائيا الخذ بالنظا م والتحاد والعمل‪.‬‬ ‫* هناك دحقائق قانونية تؤكد أ ن قواعد القوانين الجنائية‬ ‫العادية‪ ،‬الموروثة من عهود الستعمار ودحكومات القليات السياسية‪،‬‬ ‫ودحكومات نظم ما بعد سنة ‪ ،1952‬بها قواعد كثيرة تكفى لمجابهة‬ ‫أى وضع طارئ نجزئى وعا م فى مصر‪ .‬وأى دحكومة وطنية قوية‬ ‫ليست فى دحانجة للطوارئ بتاتا‪ ،‬فما بالنا بحكومة ونظا م ما بعد الثورة‬ ‫الشعبية الكبرى‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫* هناك دحالت بذاتها تستدعى بشروطها دحالة الطوارئ مثل‪:‬‬ ‫‪1‬ـ عمليات السلب والنهب للممتلكات العامة والخاصة وعمليات‬ ‫الشغب والبلطجة المصانجة‪ .‬وفى هذه يمكن فرض دحالة الطوارئ‬ ‫وقتيا بانتهاء هذه‪ .‬ومكانيا فى المنطقة التى دحدثت فيها‪ ،‬ولو كانت‬ ‫ممتده على مستوى الوطن كله نجاز فرض دحالة الطوارئ العامة‬ ‫مؤقتا‪.‬‬ ‫‪2‬ـ عمليات القتحا م والعدوا ن على المرافق العامة‪ ،‬والسفارات‬ ‫النجنبية وقطع الطرق وتعطيل المرور ال ن‪ .‬وفى هذه الحالة‬ ‫يكو ن فرض دحالة الطوارئ مؤقتا وللمنطقة المشتعلة فحسب‪.‬‬ ‫‪3‬ـ دحالت التشكيلت العصابية المسلحة والرهابية‪ ،‬وتفشى ظواهر‬ ‫امتلك السلح وازدهار تجارته‪ .‬هنا يجب الفرض نجزئيا من‬ ‫دحيث الزما ن والمكا ن‪.‬‬ ‫‪4‬ـ فى دحالت الوباء والحروب تفرض دحسب شروط المكا ن‬ ‫والزما ن‪.‬‬ ‫* لكل هذا فانا أهيب بالحكم الذى يحكم باسم الثورة أ ن يلغى‬ ‫دحالة الطوارئ بخاصة أ ن العل ن الدستورى دحددها بستة أشهر‬ ‫انتهت فى يو م ‪ 19‬سبتمبر سنة ‪ ،2011‬كما أذكر‪ .‬وأ ن يذكر هذا‬ ‫كحق شعبى وفرض ثورى لبد من الخذ به‪ ،‬والمتثال للرادة‬ ‫الشعبية فيه‪.‬‬ ‫* وفى دحالة ونجود دحالة طارئة ـ هى غير مونجودة ال ن ـ‬ ‫يمكن فرض أدحكا م دحالة الطوارئ مع اللتزا م بقيود الزما ن والمكا ن‬ ‫فى فرضها‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫وا المستعا ن‪،‬‬ ‫الربعاء ‪21/9/2011‬‬

‫‪119‬‬


‫نداء عـــاجــل‬ ‫يا إخوة الثورة‪ ،‬ويا رفاق المسيرة نستطيع أ ن ننجز دحينما‬ ‫نحدد الهدف بوضوح ول نسمح بتداخل الشياء فى بعضها البعض‬ ‫ونستطيع أ ن نحقق النجاح دحينما تكو ن الحركة ممكنة والودحدة قائمة‬ ‫والهداف منيرة وساطعة ويمكن بناء ودحدة الحركة والنضال يو م أ ن‬ ‫نتخلى عن النانية والمصالح الشخصية تصير أهدافنا الخاصة‬ ‫ومصالحنا الخاصة هى نجزء من كل‪ ،‬أى منها نجمعيا تتكو ن الهداف‬ ‫الوطنية ومصالح المجتمع الكبير فنحن بمصر ومصر بنا نجميًعا‬ ‫والثورة لنا وبها يحدث التغير والتقد م والعدل والستقلل والبناء‬ ‫والودحدة لمصر داخل محيطها العربى والسلمى‪.‬‬ ‫تاريخ الكتابة‪ 28 :‬اكتوبر سنة ‪2011‬‬

‫‪120‬‬


‫خطة تمكين الثورة من السلطة‬ ‫بحد أقصى ‪ 31‬ديسمبر ‪2011‬‬ ‫فى الظل م ل ترى الشياء‪:‬‬ ‫هذا دحالنا فى مصر اليو م‪ ،‬ذلك أ ن الشمعة التى أضاءتها الثورة‬ ‫فى نهاية النفق المظلم اهتزت وارتعشت ثم دخمس نورها وانطفأت‬ ‫فزاد التخبط ويخشى من الفوضى على مصر ونحن فى هذا النفق‬ ‫المظلم‪.‬‬ ‫ودحتى نعيد إشعال شمعة بل شموع لتبديد غياهب الظلمات بل‬ ‫سوف نضئ شمًسا ساطعة علينا أ ن نجيب على عدة أسئلة تفرز لنا‬ ‫الخير من الشر‪ ،‬والثمين عن الغس‪ ،‬والحقيقة عن الكذب‪ ،‬ومصالح‬ ‫الشعب عن مصالح أعداء الشعب والصدقاء عن العداء‪.‬‬ ‫لــذلك يجب نطر ح عدة أتســئلة ما هـــــى؟‬ ‫" السؤال الول"‬ ‫‪ .1‬ما هى الثورة؟‬ ‫الثورة عمل شعبى ونجذرى واسع المجال والثار بها يسترد‬ ‫الشعب دحقه فى الفعل السياسى والممارسة ليسقط نظاًما طبق‬ ‫سياسات فرطت وخانت مصالح الشعب والوطن ويستبدل بها‬ ‫سياسات تحقق مصالح الشعب فى كتلته العامة ومصالح الوطن‪،‬‬

‫‪121‬‬


‫وعليه فالتغير الثورى هو تغير سياسيات وأساليب دحكم ونوع سلطة‬ ‫وليس تغير أفراد وقيادات فحسب‪.‬‬ ‫" السؤال الثانى"‬ ‫‪ .1‬ما هى أهداف الثورة المصرية الراهنة؟ وأى تسياتسات ينبغى‬ ‫الطاحة بها؟‬ ‫أوًلا ‪ :‬فى موانجهة سياسات التبعية للستعمار والصهيونية وتحقيق‬ ‫المصالح الستعمارية بأكثر ما دحققته دحكومات ما تحت‬ ‫الدحتلل البريطانى قبل سنة ‪.1952‬‬ ‫يكون الهدف الول هــوا ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬تحقيق الستقلق الوطنى‪.‬‬ ‫ب‪ .‬تأمين الدارة السياسية والقرار السياسى المركزى واللمركزى‬ ‫لخدمة الوطن والشعب ضد أعداء الوطن والشعب‪.‬‬ ‫أ ن الهياج الطلنطى فى المحيط العربى يتحرك بعدوانية ليشيع‬ ‫سياسة القتل وتذبيح العرب لتأمين سيطرته على مواردهم وموقعهم‬ ‫الذى هو دحق لهم كفله المولى عز ونجل لهم وإ ن سياسات قطاع‬ ‫الطرق والبلطجة والعدوا ن والقتل والتشريد الستعمارى التى تجرى‬ ‫ال ن فى العراق وليبيا والصومال وتحاول الضغط على سوريا‬ ‫وسياسة التجزئة للوطا ن فى السودا ن والصومال وهذه كلها بلد‬ ‫عربية والعدوا ن الستعمارى الصهيونى المتواصل بقيادة قوة الشر‬ ‫والرهاب الولى فى العالم‪ ،‬المسيطره الولى فى العالم "الوليات‬ ‫المتحدة المريكية" التى دحولته لمجرد محميات استعمارية وليست‬ ‫دول ومصر هى الجائزة الكبرى التى يطمعو ن فى الوصول إيها‬

‫‪122‬‬


‫وأى التباس بشأ ن أعداء الوطن يساعد فى تأنجيج الفوضى وتقويض‬ ‫الودحدة الوطنية وتجذير الثورة المعادية والمضادة التى تحقق أهداف‬ ‫الستعمار والصهيونية بأكثر من أيا م سياسات دحكومات السادات‬ ‫ومبارك السوداء‪.‬‬ ‫ثانًيا‪ :‬فى موانجهة سياسات التوسيع الجنونى للهوة بين الغنياء‬ ‫والفقراء والدفع بالغنى ليزداد غنى بسرعة الصاروخ‬ ‫والغلبية الفقيرة لتزداد فقًرا وإهدار كرامة المصرى فى‬ ‫موانجهة الغير وسياسات التمييز على أساس دينى وإقليمى‬ ‫وعلى أساس الجنس )النوع( وعلى أساس السن والجيل ‪.....‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫يكون الهدف الثانى هوا ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬تحقيق عدالة انجتماعية نانجزه تصلح هذه السياسات خطوة خطوة‬ ‫دحتى تغيرها تغيرا نجذرًيا شامل لصالح أغلبية الشعب من منتجيه‬ ‫ومن يبنو ن ثروته وتقدمه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬هذه السياسات الجديدة كثيرة ومتنوعة كلها تقيم أسس العدالة‬ ‫العامة والقانونية والسياسية والقتصادية والنجتماعية فى مختلف‬ ‫نوادحى دحياة الشعب والمجتمع‪.‬‬ ‫ثالثًـا‪ :‬فى موانجهة سياسات تحالف السلطة مع الثروة وسياسيات الكل‬ ‫فى وادحد وسياسات دكتاتوريه القلة ودحتى دكتاتورية السرة ثم‬ ‫دكتاتورية الطاغية الفرد وفى موانجهة تمديد وتوريث هذه‬ ‫السياسات للمستفيدين منها وفى موانجهة عد م تداول السلطة‬ ‫دحتى داخل الطبقة الوادحدة وفى سلطة المنتفعين بالنظا م من‬

‫‪123‬‬


‫قوى الموالة والمعارضة وفى موانجهة عصابات المال‬ ‫والفساد والجريمة المنظمة‪.‬‬ ‫يكون الهدف الثالث هو‪:‬‬ ‫أ‪ .‬بناء الديمقراطية الوطنية التى تتمايز وتختلف عن الليبرالية‬ ‫والديمقراطية الستعمارية وهى تقو م على إشراك النخبة السياسية‬ ‫بتياراتها الربعة التى تكونت فى مجرى الحركة الوطنية ضد‬ ‫الستعمار والدحتلل والهيمنة الغربية المريكية أى التيارات‬ ‫الوطنية المعادية للستعمار من‪:‬‬ ‫‪1‬ـ التيار الليبرالى الوطنى‬ ‫‪2‬ـ التيار التشتراتكى العلمى الوطنى‬ ‫‪3‬ـ التيار الدينى والتسلمى الوطنى‬ ‫‪4‬ـ التيار النالصرى القومى العربى ذو البعد الوطنى المصرى‬ ‫"وذلك بنسبة الثلث لها تكلها"‬ ‫ب‪ .‬كما يتطلب بناء الديمقراطية الوطنية إشتراك الشعب والجماهير‬ ‫فى صميم مؤسسات اتخاذ القرارات السياسية والدارية العامة‬ ‫مركزيا ول مركزًيا على لصعدينا ‪:‬‬ ‫الولا ‪ :‬اللجان الثورية والشعبية التى أفرزتها الثورة فى لجا ن المن‬ ‫والتموين ولجا ن الخدمات القتصادية والنجتماعية العامة فى‬ ‫العاصمة والمحافظات "وذلك بنسبة الثلث" وعلى أساس‬ ‫النتخابات والختيارات الشعبية "وهذا يمثل الثلث الثانى"‪.‬‬ ‫الثانىا ‪ :‬من القطاعات النوعية والمؤتسسات والتنظيمات الهلية‬ ‫التساتسية غير المصنوعة بأساليب التمويل الستعمارى الصهيونى‬

‫‪124‬‬


‫فى قطاعات ثمانية تختص بالعمال‪ ،‬والفلدحين‪ ،‬النساء‪ ،‬المهنين‪،‬‬ ‫الحرفيين‪ ،‬رنجال العمال المنتجين فى الصناعة والزراعة‬ ‫والتجارة والسيادحة‪ ،‬والمحاربين القدماء والعسكريين السابقين‪،‬‬ ‫ورنجال المن والشرطة السابقين "وذلك بنسبة الثلث الباقى"‪ .‬ويتم‬ ‫تحميل المثقفين وأصحاب الرؤى على هذه القطاعات وبخاصة‬ ‫أنهم سيتودحدو ن فى السياسيين والقوى الثورية الشعبية‪.‬‬ ‫• ملحظةا ‪ :‬هذه الهندتسة الديمقراطية تكون فى تكل مجالت‬ ‫السلطات العامةا ‪ :‬ـ التنفيذية والتشريعية وتعديل النظام‬ ‫القضائى لتستوعبهم تكمحلفين‪.‬‬ ‫رابًعا‪ :‬فى موانجهة سياسات التبديد للموارد الوطنية ومعاداة التنمية‬ ‫والسياسات العشوائية المرتبطة بها وسياسات التبعية‬ ‫للمؤسسات القتصادية الرأسمالية الستعمارية وسياسات‬ ‫صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للنشاء والتعمير‬ ‫وسياسات التبعية للعولمة الرأسمالية والليبرالية الجديدة‬ ‫المتودحشة وسياسات الفساد الممنهجة والجرائم القتصادية‬ ‫وسياسات القتصاد الموازى والخارنجة عن القانو ن‬ ‫والقتصاد الرمزى والذى يطغى فيه القتصاد النقدى‬ ‫والمالى على القتصاد المادى‪.‬‬ ‫يكون الهدف الرابع هوا ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬التنمية الشاملة والمستدامة المرتكنة على الموارد الذاتية والموارد‬ ‫الصديقة والمنفصلة عن الندماج الرأسمالى الغربى المريكى‬ ‫الصهيونى‪.‬‬

‫‪125‬‬


‫ب‪ .‬أ ن القول باستمرار الخذ بمنهج سياسات الخصخصة وتشجيع‬ ‫القطاع الخاص والقتصاد الحر يدخل فى صميم السياسات التى‬ ‫قامت الثورة للقضاء عليها أنها ذات السياسيات المنتجة للنظا م‬ ‫السابق وآليات الفساد والديو ن الخارنجية والداخلية والطفيلية‬ ‫والقتصادية الموازى والقتصاد الرمزى وصور الركود وتبديد‬ ‫الموارد ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫سا‪ :‬فى موانجهة التخلى عن الدور القيادى العربى والقليمى‬ ‫خام ً‬ ‫والذى يتحدد أساًسا على التصدى للطماع الستعمارية‬ ‫والصهيونية وعلى موانجهة أساليب التبعية لها والتونجهات‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫يكون الهدف الخامس هو‪:‬‬ ‫أ‪ .‬بناء مؤسسات الدولة التحادية العربية على أساس إختيارى‬ ‫وخارج صيغة الجامعة العربية وتأكيد سياسة المقاومة للستعمار‬ ‫والصهيونية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ل دور خارنجى ول ثقل يتكو ن فى ظل التبعية الستعمارية‪،‬‬ ‫وتجارب محمد على ونجمال عبد الناصر شاهد على ذلك‪ ،‬وأيضا‬ ‫تجارب الدحتلل البريطانى قبل الثورة‪ ،‬وعهدى السادات ومبارك‬ ‫تشهد على العكس أى فقدا ن الدور الخارنجى والقليمى‪.‬‬

‫‪126‬‬


‫" السؤال الثالث"‬ ‫‪ .1‬ما هو حلف الثورة؟‬ ‫طبقًيا‪ :‬ونجماهيرًيا من العمال والفلدحين والرأسمالية الوطنية‬ ‫المنتجة والمثقفين وكل القوى المقاومة للستعمار والتبعية للهيمنة‬ ‫الغربية والطلسية بقيادة قوة الرهاب الولى فى العالم أى أمريكا‪.‬‬ ‫سياسًيا وثقافًيا‪ :‬من كل القوى السياسية والوطنية بتياراتها الربعة مع‬ ‫أهمية إظهار وإعل ن بمعاداة الستعمار والتحركات الطلنطية‬ ‫الحالية فى العالم العربى للقوى اليبرالية والممولة غربًيا وقوى التيار‬ ‫السلمى والممولة خليجًيا بخاصة أ ن قوى هذين التيارين شكلت‬ ‫القواعد المحلية للهجمة الستعمارية الطلنطية على الدول العربية‬ ‫ال ن وهذا العل ن الجديد لمعاداة الستعمار وتحركات دحلف‬ ‫الطلنطى العدوانية فى ليبيا وسوريا وباقى الدول العربية دحالًيا شرط‬ ‫أساس لدوار ملتبسة‪.‬‬ ‫" السؤال الرابع"‬ ‫‪ .1‬ما هو حلف الثورة المضادة؟ حلف العداء؟‬ ‫طبقًيا ونجماهيرًيا‪:‬‬ ‫من القوى المرتبطة مصلحيا وسسياسًيا وتنظيمًيا بالنظا م‬ ‫السابق من قوى الرأسمالية الطفيلية والقوى السمسارية والقوى‬ ‫العقارية والتى استولت على دحوالى ‪ 16,5‬مليو ن فدا ن على القل‬ ‫للستثمار العقارى المترف أو الترفى وقوى الرأسمالية البيروقراطية‬ ‫والتى تكونت ثروتها بفعل توانجدها فى مواقع السلطة السياسية‬ ‫والتنفيذية وفى مختلف أطر السلطة وبقايا القوى شبه القطاعية‬

‫‪127‬‬


‫والرستقراطية وقوى الرأسمالية التابعة والعميلة للرأسمالية العالمية‬ ‫الستعمارية‪.‬‬ ‫سياسًيا وتنظيمًيا‪:‬‬ ‫القوى التى توانجدت فى مواقع السلطة السياسية والدارية‬ ‫العليا أو معظمها سواء من أتباع الحزب الوطنى أو المعارضة أو‬ ‫المستقلين‪.‬‬ ‫أى من المولة أو المعارضة فى النظا م التابع السابق من‪:‬‬ ‫‪1‬ـ رنجال المال والثروات العقارية المتضخمة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ رنجال الخصخصة والقائمين عليها‪.‬‬ ‫‪3‬ـ كل المتولين من الخارج فى ما يسمى بالمجتمع المدنى المصنوع‪.‬‬ ‫‪4‬ـ كل من شارك فى مؤسسات استعمارية ومؤسساتها المدنية‬ ‫والمنية‪.‬‬ ‫‪5‬ـ كل من شارك فى مؤسسات استعمارية أو دولية مشبوهة كاتحاد‬ ‫الكنائس العالمى واتحاد علماء المسلمين المشبوه ومنظمة المؤتمر‬ ‫السلمى المشبوهة‪.‬‬ ‫‪6‬ـ ولجا ن إدارة الزمات الدولية الممولة استعمارًيا ويشارك فيها‬ ‫عتاة الستعماريين الستراتيجيين‪.‬‬ ‫‪7‬ـ كل من ارتبط بأى نشاط صهيونى سياسى أو اقتصادى أو‬ ‫انجتماعى فى منظمات المجتمع المدنى المصنوعة أنجنبًيا أو‬ ‫الدحزاب أو أنجهزة الدولة أو التعاملت الخاصة‪.‬‬ ‫‪8‬ـ كل من أرتبط بالتنظيمات دولية التكوين سياسًيا ودينًيا‪.‬‬

‫‪128‬‬


‫‪9‬ـ كل من تمول غربًيا دحتى ولو أدعى أنه من قوى الثورة ناهيك عن‬ ‫المتدربين على أيادى استعمارية‪.‬‬ ‫تكيف للثوار اتستلم السلطة؟ وبدء آليات الثورة؟‬ ‫بعد تعريف الثورة وتحديد أهدافها وتحديد قوى الثورة والقوى‬ ‫المعادية للثورة لذلك يتبع التى‪:‬‬ ‫يمكن انتخاب ‪ 1200‬شخص ثلثهم من التيارات السياسية‬ ‫الربعة‪:‬‬ ‫‪1‬ـ أى مائة لكل تيار سياسى‪.‬‬ ‫‪2‬ـ والثلث الثانى أى ‪ 400‬من اللجا ن الثورية والشعبية على مستوى‬ ‫الجمهورية‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الثلث الخير من القطاعات الجماهيرية الثما ن المحددة سابًقا‪.‬‬ ‫أى ‪ 50‬لكل قطاع على مستوى مصر وانجتماع ‪ 1200‬كجهاز‬ ‫ثورى ينتخب مجلس من ‪ 13‬شخصية‪.‬‬ ‫‪1‬ـ ‪ 4‬من كل ثلث بحيث يكو ن هناك ‪ 1‬لكل تيار سياسى‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ‪ 4‬من اللجا ن الثورية‪.‬‬ ‫‪3‬ـ ‪ 4‬من القطاعات الجماهيرية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ الثلث عشر هو رئيس المجلس الثورى‪.‬‬ ‫‪5‬ـ وينتخب من ‪ 1200‬بأغلبية الثلثين على القل‬ ‫وذلك لفترة انتقالية تنتهى بنهاية عا م ‪ 2015‬أى أربع سنوات وينقسم‬ ‫باقى ‪ 1200‬إلى ثلث مجالس هى‪:‬‬

‫‪129‬‬


‫أوًلا ‪ :‬المجلس السياتسى الوطنى العلىا ‪:‬‬ ‫كمجلس إستشارى ومعاو ن فى قضايا الحكم الساسية لمجلس‬ ‫قيادة الثورة ويتكو ن من )‪ 147‬عضونا ممثلً بالتساوى للثلث‬ ‫بمكوناتها ويتولى إدارة دحوار سياسى وإقتصادى وإنجتماعى وطنى‬ ‫دحول أسس النظا م السياسى‪.‬‬ ‫ثانًياا ‪ :‬جمعية تأتسيسيةا ‪:‬‬ ‫مكونة بذات النسق من ‪ 520‬عضًوا تكو ن مهمتهما كالتى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬وضع الدستور الدائم لمصر‪.‬‬ ‫ب‪ .‬تنقية القوانين على ضوء هذا الدستور فى كافة مجالت القوانين‬ ‫ثالًثا مجلس الشعبا ‪ :‬آى المجلس التشريعىا ‪:‬‬ ‫وهو من الباقى من ‪ 520‬عضًوا بذات التشكيل على النسق‬ ‫السابق‬ ‫أ‪ .‬يقو م بالتشريع فى الفترة النتقالية‬ ‫ب‪ .‬وباقى المها م البرلمانية فى الرقابة‬ ‫ج‪ .‬وإقرار الموازنات العامة‬ ‫ملدحظات‪:‬‬ ‫‪1‬ـ مجلس قيادة الثورة يحدد أدحكا م المردحلة النتقالية‪.‬‬ ‫‪2‬ـ يكو ن رئيسه القائم بأعمال رئيس الجمهورية بمهامه الدستورية‪.‬‬ ‫‪3‬ـ قراراته العامة تتم بأغلبية الثلثين بالضافة إلى الرئيس‪.‬‬ ‫‪4‬ـ فى دحالة خلو منصب الرئيس ينتخب رئيًسا من الربعة مجالس‬ ‫بأغلبية الثلثين ‪ 800‬عضًوا‪.‬‬

‫‪130‬‬


‫‪5‬ـ فى دحالة خلو أى عضو من المجالس الربعة يعوض من الجهة‬ ‫الساسية التى يمثلها سياسًيا أو شعبًيا أو نجماهيًرا أو قطاعيا‪.‬‬ ‫‪6‬ـ نجسم الثورة الشعبية مازال دحًيا ويستطيع إنجاز هذه الخطة بدلً‬ ‫من خريطة الطريق المباركية التى تسير عليها المور فى البلد‬ ‫دحتى ال ن ودحتى انتخاب رئيس قاد م‪.‬‬ ‫‪7‬ـ تعرض هذه الخطة على المجلس العلى للقوات المسلحة فإذا‬ ‫تبناها يتم وقف العمل بخطة الطريق المباركية ويتم إنجاز هذه‬ ‫الخطة الثورية العامة بشروطها وتفصيلتها قبل نهاية العا م أى‬ ‫قبل ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ 2011‬للبدء بالسلطة الثورية فى أول يناير‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫‪8‬ـ إذا لم يوافق المجلس العسكرى يتم انجاز هذا التكوين على أسس‬ ‫ثورية ولو كا ن بعصيا ن مدنى‪.‬‬ ‫‪10/10/2011‬‬

‫‪131‬‬


‫خطة إجرائية‬ ‫لحشد طاقات المة ووضع الثورة في السلطة‬ ‫القرار السريع والمدروس دائما هو القرار الصائب ‪ ,‬ذلك أن‬ ‫عامل التوقيت من العوامل الساسية في بنية أي قرار‪ ,‬فمنه تحدث‬ ‫المفاجئة الستراتيجية ‪ ,‬ويمكن إحداث شلل جزئي أو كلي في‬ ‫الخصم أو العدو ‪ ,‬كما يمكن به احتواء الصديق والحليف‪ .‬وإدارة‬ ‫الصراع أو إدارة التحالف اللتان هما جوهر الدارة السياسية ‪ ,‬والتي‬ ‫تختلف عن علم إدارة الزمات‪ .‬ذلك العلم المخترع من قبل الفكر‬ ‫الستعماري لستمرار فرض هيمنته علي العالم أوعلي مناطق نفوذه‬ ‫‪.‬هذا العلم الذي يعد تطويرا لقواعد استراتيجية العدوان في أن الحرب‬ ‫وسيلة من وسائل إدارة السياسة الخارجية للدول ‪ ,‬وأن التفاوض‬ ‫يقتضي اظهار الكثر لنيل القل ‪ ,‬لنه يعكس التوازن علي أساس‬ ‫القوة الصلبة للدولة فحسب ‪ ,‬دون مراعاة عوامل حاسمة في التفاوض‬ ‫مثل مفردات القوه الناعمة ‪ ,‬ومثل استقلل الرادة الوطنية ‪ ,‬ومثل‬ ‫التوازن المستمد من الحقوق الشرعية والقانونية بين الدول‬ ‫والجماعات والفراد ‪ .‬ذلك أن أي نتيجة للتفاوض ترتكن علي توازن‬ ‫عوامل القوة وحدها تنتج توازنا هشا وقلقا وغير مستديم ‪ ,‬بينما‬ ‫التوازن القائم علي الحقوق الشرعية والقانونية هو توازن مستقر‬ ‫ودائم ومتواصل ‪ .‬وهنا لبد أن ندرك أن علوم الستراتيجية كما‬

‫‪132‬‬


‫خطها "ليدل هارت" هي علوم الستراتيجيه الستعماريه ‪ ,‬كما ان‬ ‫علوم السياسة كما رسمها "جان بودان ‪ ,‬وميكيافللي ‪ ,‬وهوبز‪ ,‬ولوك ‪,‬‬ ‫بل وجان جاك روسو" هي علوم السياسة الستعمارية ‪ .‬ول شك‬ ‫بوجود علوم سياسية واستراتيجية أخرى لها منظريها وهي علوم‬ ‫للتحرر الوطنى والتقدم الجتماعي القتصادي والتنمية للدول‬ ‫والوحدات السياسية الناهضة‪ .‬وحتي لننساق لدواعي النقاش‬ ‫واللجاجة النظرية أردنا التوضيح إلي أن المفاهيم السياسية النظرية‬ ‫والتطبيقية مختلفة ‪ ,‬وأحيانا تبدو متضادة ‪ ,‬هذه تستخدم لخدمة هذا ‪,‬‬ ‫وتلك تستخدم لخدمة ذلك ‪.‬‬ ‫عقب إزاحة الرئيس مبارك وأسرته عن الحكم كتبت مباشرة‬ ‫ورقة تحت عنوان " فلنحافظ علي استمرار ثورة الشعب المصري‬ ‫المجيدة " وذلك يوم الحد ‪ 20‬فبراير سنة ‪ 2011‬وقلت فيها تحديدا‬ ‫‪ " :‬أن النتفاضة الثورية لن تبلغ مداها في إسقاط النظام واستلم‬ ‫وإقامة النظام الثوري ال ببناء جيش الثورة وقيادتها ‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد ل معنى للقول بقترة انتقالية لجراء انتخابات حرة ونزيهة ‪,‬‬ ‫فأي انتخابات حرة ونزيهة والهرم الجتماعي مقلوب رأسا علي عقب‬ ‫؟ والثروة بل والقدرة المالية بعيدة تماما عن طبقات الشعب الكادحة‬ ‫ونخبته الثورية الوليدة ؟ وطليعته الثورية الجديدة ؟ ثم أردفت في ذات‬ ‫الورقة بعد عدة سطور للقول ‪ " :‬أن قيادة الثورة وجيشها ل بد وأن‬ ‫يبني في فترة انتقالية ل تقل عن ثلث سنوات تحت حكم ثوري‬ ‫انتقالي شرطه الساسى أن يكون ثوريا من الشعب والجيش ‪ ,‬وتحت‬

‫‪133‬‬


‫القيادة والغلبية المدنية ‪ .‬إن هذه البنية لجيش الثورة وقيادتها‬ ‫تتناسب مع الطابع الثوري الصيل للشعب المصري الذي أنجز في‬ ‫‪ 130‬سنه أربع ثورات كبرى غير عشرات الهبات والنتفاضات‬ ‫التي تخللت هذه الثورات الكبرى من جانب ‪ ,‬ومن جانب أخر مع‬ ‫طبيعة الثورة المصرية العظمي الراهنة ‪ ,‬والتي صنعتها الطبقات‬ ‫الشعبيه وكل قوي المة الجماهيرية ‪ ,‬في حين استلبت النخبة‬ ‫السياسية والثقافية في اتجاهها العام ‪ ,‬وراحت تلهث في كنس فتات‬ ‫النظام البائد والمتساقط من موائده ‪.‬‬ ‫وبعد مرور أقل من أربعة أسابيع ‪ ,‬ومع تزايد الطرق‬ ‫للستفتاء غير المحسوب ‪ ,‬وقبل اجرائة ‪ ,‬كتبت يوم ‪ 17‬مارس‬ ‫‪ 2011‬سنة ورقة عنونتها بهذا السؤال ‪" :‬لماذا يتم الصرارعلي‬ ‫حرف الثورة الشعبية عن مساراتها الصلية ؟ أكدت فيها الشروط‬ ‫العلميه للنتفاضة الثورية وكيف توافرت وتمت النتفاضة الثوريه‬ ‫‪.‬ثم كتبت تحديدا فى هذه الورقه ‪":‬وتكون المهمه الساسيه لهذه‬ ‫النتفاضه هي بناء حلف الثورة وتمييزه عن الحلف المعادي للثورة ‪,‬‬ ‫وتحديد سياسات الثورة وأهداف الثورة وبرامجها عن الهداف‬ ‫والسياسات والبرامج المعادية للثورة ‪ ,‬التي تكون أسقطتها بالفعل أو‬ ‫تسعي لسقاطها عمليا" وعددت أمثلة لهذه السياسات المعادية للثورة ‪,‬‬ ‫وبلورت سيناريو النتقال الذي أنادي به من سنة ‪ ,1995‬والذي‬ ‫طرحته علنيا لول مرة في ‪ 30‬مايو سنة ‪ 1999‬في جريدة العربي‬ ‫الناصري تحت عنوان فرعي هو‪" :‬قبل أن يضيع ما تبقي من الوطن"‬

‫‪134‬‬


‫" ثم العنوان الرئيسى‪ " :‬حركة التوكيلت الشعبيه لتداول السلطة‬ ‫طريقنا للتغيير" ‪ .‬بينت فيه تفصيليا أحكام الفترة النتقالية ‪ .‬وتدور‬ ‫كل هذه الوراق حول فكرة ‪ :‬وضع هندسة ديمقراطيه تثبت‬ ‫بالنتخاب أو الستفتاء وليس العكس ‪ ,‬أي إجراء النتخابات أول ثم‬ ‫الحصول على ديموقراطيه وطنيه أو شعبية ثانيا ‪ .‬ومازال فهمي‬ ‫متواصل ومتسقا فأى انتخابات ستجرى فى مصر الن ‪ ,‬وقبل انجاز‬ ‫أحكام المرحله النتقاليه ‪ ,‬لن تكون ديمقراطيه ‪ ,‬ولن تفرز وضع‬ ‫ديمقراطي " وفي أحسن الحوال ستفضى لقيام شرعيه جديده لنسخة‬ ‫منقحة من النظام البائد ‪,‬نظام التبعيه للغرب الستعماري بقيادة أمريكا‬ ‫وإسرائيل ‪ ,‬ولنظام سيطرة الثروة علي السلطة ‪ ,‬ولنظام الخلل‬ ‫الجتماعي والفوارق المخيفة والهائلة بين الغنياء المسيطرين‬ ‫والفقراء المقهورين ‪ ,‬ولنظام التخلف القتصادي ومعاداة مفاهيم‬ ‫التنمية الشاملة المستقلة والمستدامة ‪ ,‬وفي هذه الحالت ل يهم أن‬ ‫يسيطر فيها أنصار المدرسة الليبرالية ‪ ,‬أو أنصار المدرسة السلمية‬ ‫‪ ,‬أو حتي أنصار المدرسة الشتراكيه ‪ ,‬والمدرسة الناصرية "القومية‬ ‫العربية" ‪ ,‬ذلك أن كل هذه المدارس تنقسم طوليا علي محور‬ ‫الستقلل ‪ -‬التبعية ‪ ,‬أي محور مع الوطن أو مع أعداء الوطن ‪,‬‬ ‫وواقعيا يوجد في كل هذه التيارات والمدارس السياسية قوي مع‬ ‫الوطن وتحرره واستقلله ‪ ,‬وقوي أخري هي الكثر ‪ ,‬مع تبعية‬ ‫الوطن ومع التحالف الغربى‪-‬الصهيونى عدو الوطن ‪،‬ومع التواصل‬ ‫فى اهدار فرص وسياسات التنميه المستقله والمستدامه ‪ ,‬ومع محاربة‬ ‫كل الصور والليات العلميه للعداله الجتماعيه والقتصاديه‬

‫‪135‬‬


‫والسياسيه ‪ .‬ومن تابع ماجرى فى العراق وليبيا سيصل بجلء‬ ‫ووضوح إلي صدق رؤيتى ‪ ,‬فالديموقراطيه الستعماريه شئ يختلف‬ ‫عن الديموقراطيه الوطنيه ‪ ,‬بل هذه تعادي تلك!! كما أن تجربة عراق‬ ‫ما بعد الحتلل تقطع كل قول أو تصور غير هذا ‪ .‬لقد تحركت في‬ ‫إطار هذا الخط السياسي النظري والتطبيقي ‪ ,‬بعد كتابة ورقتى التي‬ ‫تتساءل عن الصرار علي" حرف الثورة عن مسارها الصلي"‬ ‫وكتبت ورقتي الثالثة بعد أقل من أسبوعين بتاريخ ‪ 29‬مارس سنة‬ ‫‪ 2011‬تحت عنوان " نحمي الثورة ونحتمي بها فتصل بنا ونصل‬ ‫بها الى بر المان"‪ .‬وفيها قدمت تحليل سياسيا مختصرا لفهم خلفية‬ ‫السياسات التى ثارعليها الشعب المصرى ‪ ,‬ودور التمويل الجنبى‬ ‫فى دفع وتجذير السياسات منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين ‪.‬‬ ‫ورصد نتيجة مباشرة لهذا التمويل المشبوه ‪ ,‬فى تداخل قوى وافكار‬ ‫ونظريات وأساليب واجراءات الثورات الملونه المشايعة للستعمار‬ ‫والصهيونية ‪ ,‬مع قوى الثورة الشعبية في ظل انعدام وجود نظرية‬ ‫وقيادة وطنية لهذه الثورة الشعبية ‪ ,‬وحذرت من خطورة هذا التقابل ‪,‬‬ ‫والذي يسعي البعض لجعله اندماجا وزواجا كاثوليكيا ‪ .‬وقد قلت‬ ‫صراحة في هذه الورقة ما يلي ‪ " :‬وخفايا المؤامرات يكشفها‬ ‫تطاير دينارات البترول لمجلس التعاون الخليجى وطائراته وقوات‬ ‫درع الجزيرة ‪ ,‬وخطب اتحاد علماء المسلمين العالمي ‪ ,‬والتنظيم‬ ‫الدولي للخوان المسلمين ‪ ,‬وجيوش التحرير السلمية ‪ ,‬وحزب‬ ‫التحريرالسلمي ‪ ,‬ومنظمة المؤتمر السلمى وشبهات هذه وتلك‬ ‫تجسدت في التدخل الستعماري لحتلل ليبيا أو تقسيمها بعد قصفها‬

‫‪136‬‬


‫حتي الذؤابة حتي يتأمن نفطها للت العدوان الستعمارية الغربية‬ ‫" ‪ ..‬وقلت بعد ذلك ومنذ سنة مضت من الن‪" :‬كما أن طابع عمليات‬ ‫الضرب في سويداء القلب والعيون والرؤوس في الثورة التونسية‬ ‫والمصرية واليمنية والبحرانية ‪ ,‬تكشف المستور ‪ ,‬مع العلم أن كل‬ ‫النظم المشار إليها تخضع لتبعية النظام الستعماري العولمي‬ ‫المتوحش ‪ ,‬واختراقات هذا النظام لها من الحقائق الثابتة ‪ ,‬سواء في‬ ‫مستويات اتخاذ القرارات علي كل الصعده ‪ ,‬أو في مستويات البنية‬ ‫المؤسسية للمن والقتصاد والجتماع ‪ ,‬بل امتدت لتطول القوي‬ ‫المهمشه ‪ -‬رثة الحال والمآل ‪ -‬والمجتمع الموازي واقتصاده المادي‬ ‫والنقدي الموازي ‪ ,‬في هذه النظمة ‪ ,‬بما يزخر به من البلطجية‬ ‫والفتوات وذوي البني العفية من شركات المن الخاصة والحراس‬ ‫الخصوصيين ‪ ,‬وقادة ممالك الحرافيش المنبعثة علي أحدث صيحه‬ ‫بل وجيوشها التى شاهدناها فى العراق المكلوم مثل "البلك ووتر"‪...‬‬ ‫وغيرها ‪ ".‬ثم تواصلت في ورقة ‪ 29‬مارس سنة ‪ 2011‬للقول ‪":‬‬ ‫وتفسر أحداث القطار في العالم العربي بعضها بعضا ‪ :‬العداء‬ ‫المتربصون من الصهيونية والستعمار وإمكاناتهم الكبرى ‪,‬‬ ‫وخطرهم صاحب الولوية القصوى – العالم الحقيقى الذى يحفل بكل‬ ‫قوى المقاومه الصاعده – وبكل التحركات الجماهيريه الواعده ‪-‬‬ ‫العالم الفتراضى المتماس مع قوي المجتمع المدني المصنوع ‪,‬‬ ‫والشكال السياسية لما بعد الحداثة – العالم الموازي بقواه التي‬ ‫ترتكن علي قوي الجريمة المنظمة في القتصاد والسياسه – الحركة‬

‫‪137‬‬


‫المتناقضة والمتصادمة مع نفسها لبعض التيارات السياسية ‪ ".‬وبعد‬ ‫استعراض مفردات النقطة الخيرة توصلت الي القول ‪ ":‬لقد غلي‬ ‫أتون الثورة بكل هذه العناصر ‪ ,‬وأشتعلت أفرانها بهذه الخلطة‬ ‫المتنافرة العناصر ‪ ,‬وخرجنا في مصر من مقدمات النتفاضة‬ ‫بالتخلص من التجديد والتوريث لسرة حسنى مبارك فحسب ‪ ,‬حتي‬ ‫القوانين والعراف التي أدارت آلت الفساد ظلت في الدوران ‪ ,‬مثل‬ ‫أخذ العمولت عن استيراد السلع الستراتيجية ‪ ,‬والخدمات‬ ‫والعلنات في الصحف والذاعة والتلفزيون وحتي جمع فواتير‬ ‫مخالفات المرور ‪ ,‬ومنتجات السجناء في مزارع وورش مصلحة‬ ‫السجون ‪ ,‬وتحصيل كل أنواع الفواتير والمبيعات‪ ..‬الخ ‪ ,‬وقانون‬ ‫صغير يجرم العمولت من الرئيس والوزير إلي الساعي والغفير ‪,‬‬ ‫يكفي لتمويل عملية إنقاذ لبعض أو حتي واحدة من ظواهر الفقر‬ ‫المدقع ‪ ,‬والخلل الفاقع للحياة القتصادية الجتماعية في مصر‬ ‫الوطن‪ .‬وبعد مقدمات النتفاضة الثورية بقيت السياسات علي حالها‬ ‫وخريطة الطريق لم تتغير عن الخريطة المباركية ‪ ,‬والنضال تخلي‬ ‫عن كل أوجهه وانحصر في النضال الليبرالي الدستوري فحسب ‪,‬‬ ‫وليبيا علي حدودنا الغربية يتم دكها ‪ ,‬وحلف الطلنطي الستعماري‬ ‫العدواني أخذ يمتلك حدودا معنا ‪ ,‬والعلم غث ومثير للتقيؤ ‪,‬‬ ‫والتوهان زاد وعم ‪ ,‬والفلتان امتد وانتشر ‪ ,‬وشعاع المل مهتز ومر‬ ‫تعش ‪ ,‬اذا كان المر يتعلق بالستقلل أو بالديمقراطية الوطنية أو‬ ‫بالعدالة الجتماعية أو بالتنمية الشاملة والمستدامة ‪ "..‬وللسف فان‬ ‫هذه الرؤية تعمقت علي أرض الواقع وأنتجت علقما مرا في مجالت‬

‫‪138‬‬


‫السياسات الوطنية والقتصادية الجتماعية ‪ ,‬وسياسات إدارة المن‬ ‫الداخلي و القومى ‪ ,‬وفي مجال الديمقراطية الوطنية وسائر جوانب‬ ‫الحياة السياسية علي أرض الواقع في مصرنا الحيببة ‪ ,‬ومنطقتا‬ ‫العربية ‪ ,‬بل ازدادت آثارها بعد آلياتها تفافما وهدرا وهدما ‪.‬‬ ‫وظللت بذات الرؤية الثورية العلمية استمر في كشف عوار‬ ‫السير علي الخطة المباركية التي رسمتها من جديد لجنة المستشار‬ ‫طارق البشرى وصحبه ‪ ,‬وامتثل لها الجميع وعلي رأسهم المجلس‬ ‫العلى للقوات المسلحة ‪ ,‬وكأنها قدرا مقدورا ‪ ,‬وصرنا عبده‬ ‫لنصوص ‪ ,‬تصورنا أننا عدلناها ‪ ,‬بعد أن كنا قد هدمناها ‪ ,‬وداستها‬ ‫أقدامنا ‪ ,‬أقدام النخبة السياسية من الموالة والمعارضة كلها وبل‬ ‫استثناء في أيام مبارك السوداء ‪ .‬ومع اتضاح أن هذا التعديل المدعي‬ ‫هو مجرد وهم ليبرالي خبيث ‪ ,‬وأن نتائجه أسوأ من الصل ‪ ,‬وأن‬ ‫التوريث انتقل من السرة إلي الجناح الكثر رجعية وظلما ‪,‬‬ ‫واستدعاء للستعمار والصهيونية ‪ ,‬من السلميين والليبرالبين‬ ‫المتوحشين ‪ ,‬لهدم أوطاننا وبيوتنا علي أهلها ‪ ,‬وتشريدهم وتقسيم‬ ‫أوطانهم كما يجري في ليبيا ‪ ,‬وكما يحدث في سوريا الحبيبه بكل‬ ‫فجاجه وغشم وإرهاب من قوي التدخل الجنبي وذيولها الرجعية ‪,‬‬ ‫وقوي الرهاب الوطنية والقومية ‪ ,‬ضد الشعب السوري وقواه‬ ‫الوطنية في الحكم والمعارضة وفي الحراك السياسى المجتمعي ‪,‬‬ ‫وصحوته الشعبية ‪ ,‬التي تفتقد القيادة الوطنية الثورية ‪ -‬كما في حالتنا‬ ‫‪ -‬وجريمة قلب الصورة ‪ ,‬ووضع العداء مكان الصدقاء ‪ ,‬والغير‬

‫‪139‬‬


‫محل الذات ‪ ,‬والمجرم محل الضحية ‪ ,‬والجاني محل المجني علية ‪,‬‬ ‫والعلم الكاذب والمختلق للوقائع المفبركة ‪ ,‬والمدعي زورا‬ ‫بالمهنية العالية ‪ ,‬التي أصبحت فن النصب ‪ ,‬وخفة يد السارق ‪,‬‬ ‫وحركات الغشاش في لعبة الثلت ورقات الشعبية الشهيرة‪ ,‬مكان‬ ‫العلم البريء الضعيف الذي ل حول له ول طول ‪ ..‬ان هذا‬ ‫النقلب يكاد يقضى علي ثوراتنا الشعبية ‪ ,‬ليحولها لثورات مضادة ‪,‬‬ ‫وليعيد وللسف عهود الستعمار بل وعهود ما قبل الدولة الوطنية ‪,‬‬ ‫وأيام حروب الطوائف والمماليك ‪ ...‬الخ ‪ ,‬ونحن نستمر في مهازل‬ ‫النتخابات في ذات ظروف سيطرة رأس المال علي الحكم ‪ ,‬والثروة‬ ‫علي الثورة ‪ ,‬والغراق بالمال السياسي الملوث بميكروبات‬ ‫وفيروسات الستعمار والصهيونية والقوي الرجعية والظلمية ‪.‬‬ ‫لقد تصورت في ‪ 10‬أكتوبر الماضي سنة ‪ , 2011‬أننا في‬ ‫ظروف ضبابية ‪ ,‬وخلف الضباب ل تري الشياء ‪ ,‬فأصدرت ورقة‬ ‫جديدة بعنوان ‪ ":‬خطة تمكين الثورة من السلطة بحد أقصي ‪31‬‬ ‫ديسمبر ‪ " 2011‬أعدت فيها أحكام المرحلة النتقالية ‪ -‬كما اكتبها ‪-‬‬ ‫من سنة ‪ , 1995‬وقلت في بدايتها ‪ ":‬في الظلم ل تري الشياء هذا‬ ‫حالنا في مصر اليوم ‪ ,‬ذلك أن الشمعة التي أضاءتها الثورة في نهاية‬ ‫النفق المظلم ‪ ,‬اهتزت وارتعشت ثم دخمس نورها وانطفأت ‪ ,‬فزاد‬ ‫التخبط ويخشى من الفوضى علي مصر ونحن في هذا النفق المظلم ‪".‬‬ ‫وأعدت توجيه خمسة أسئلة ‪ ,‬وقمت بردود نموذجية عليها كحال‬ ‫"سلح التلميذ" وهي ‪:‬‬

‫‪140‬‬


‫‪ -1‬ما هي الثورة ؟‬ ‫‪ -2‬وما هي أهداف الثورة المصرية الراهنة ؟ وأي سياسات ينبغى‬ ‫الطاحة بها ؟‬ ‫‪ -3‬وما هو حلف الثورة ؟‬ ‫‪4‬ـ وما هو حلف الثورة المضادة ؟ حلف العداء ؟‬ ‫‪ -5‬وكيف للثوار استلم السلطة وبدء آليات الثورة ؟ ورحت اكرر‬ ‫ضرورة هندسة الديمقراطية الوطنية علي ثلثة محاور ‪ :‬محور‬ ‫يختص بحشد مشاركة تيارات الحركة الوطنية السياسية‬ ‫المصرية الربعة بالتساوي فيما بينها‪ ,‬وبحصة اجمالية تمثل ثلث‬ ‫المجالس المنتخبه أو المستفتي عليها ‪ .‬والمحور الثاني ويمثل ثلث‬ ‫هذه المجالس أيضا من اللجان الشعبية لقوي الثورة وبالخص من‬ ‫الشباب علي أساس جغرافي لثمانية قطاعات محلية تشمل كل‬ ‫مصر‪ .‬والمحور الثالث يختص بالثلث الخير من القطاعات‬ ‫النوعيه للحركة الجماهيرية من فئات ونقابات وجمعيات أهلية‬ ‫وروابط في ثمانية قطاعات نوعية مميزة كالعمال والفلحين‬ ‫والمهنيين ورجال العمال والصناعة والمرأة والمثفقين ورجال‬ ‫المن والعسكريين السابقين ‪..‬الخ ‪.‬‬ ‫والن بعد الحصاد المرلتباع خريطة الطريق المباركية‬ ‫الجديدة في النتخابات الحرة المدعاه !! والتي جوهرها هو تكريس‬

‫‪141‬‬


‫كل آليات سيطرة الثروة علي الثورة ‪ ,‬ورأس المال علي الحكم أيا‬ ‫كان ليبراليا أو طائفيا ‪ ,‬محليا أو اقليميا أو خارجيا ‪ ,‬والستمرار في‬ ‫قلب حال المجتمع في مصر ‪ ,‬وشد الوطن إلي أعماق أكثر إظلما‬ ‫وأبعد مدي من التبعية البنيانية للستعماروالصهيونية بصورة ظاهرة‬ ‫أو بصورة خفية ‪ ,‬وتفكيك روابط وحدة الوطن ونسيجه الجتماعي‬ ‫الواحد المستمر من آلف السنين لصراعات المماليك الجدد ‪ ,‬وحرب‬ ‫الطوائف شبة القطاعية ‪ ,‬وباقي المخاطر الواقعية ما ظهر منها وما‬ ‫بطن ‪ ,‬بعد كل هذا يجب أن تتوقف خريطة الطريق المباركية الجديدة‬ ‫فورا ‪ ,‬بخاصة أن عوارها قد انكشف ‪ ,‬ويتهدد حصادها بأن ينسف‬ ‫من جذوره بأحكام ‪ -‬لها سابقتان – فى المخالفه الدستوريه‪ .‬ان هذا‬ ‫السفه فى النفاق والتبذيرفى هذه النتخابات المشكوك في عدم‬ ‫دستوريتها بجدية وصواب ‪ ,‬ل تلئم وضع معظم فئات وطبقات‬ ‫الشعب البائسة والتي ينتهك الغلء والستغلل التجاري والفقر‬ ‫حرمتها وعفافها وكل أسباب العيش الكريم لها ‪ .‬وعلي الجميع أن‬ ‫ينصاع الي سواء السبيل ‪ ,‬في ظل الحقائق والفرضيات السياسية‬ ‫الراهنة ‪ ,‬وحسم المور ‪ ,‬وفرز الخبيث عن الصيل والغث عن‬ ‫الثمين ‪ ,‬والطيب عن الشرير ‪ ,‬وذلك وفقا للقواعد التالية ‪-:‬‬ ‫أول‪ -:-‬يجب وقف آليات النتخابات الرئاسية فورا ‪ ,‬ودعوة المحكمة‬ ‫الدستورية لحسم قضية المجالس المنتخية دستوريا – أي مجلس‬ ‫الشعب والشوري ‪ -‬وذلك حتي ل يستمر بنيان ما هو باطل على‬ ‫الباطل السابق ‪ ,‬وحتي ل يتم السترسال في الدوران داخل الدائرة‬

‫‪142‬‬


‫المفرغة والخبيثة للخطة المباركية الجديدة ‪ ,‬فلم يعد في المة مخزونا‬ ‫احتياطيا يغطي هذا السفه الليرالي الممجوج ‪ ,‬والمعادي للديمقراطية‬ ‫الوطنية الشعبية ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بعد صدور أحكام المحكمة الدستورية الحاسمة سنكون أمام‬ ‫أمرين‪-:‬‬ ‫‪ (1‬أما الستمرار والسترسال فى النهج الليبرالي العبثي الجاري ‪,‬‬ ‫حتي يأتي رئيًسا قد يخرجنا منه ‪ ,‬أوقد يشدنا الي المزيد من‬ ‫السقوط حتي قاع البئر‪.‬‬ ‫‪ (2‬واما النجاة في حالة ثبوت عدم دستورية وشرعية النتخابات‬ ‫السابقه ونتائجها الكارثية علي الوطن وبناه الجتماعية‬ ‫والقتصادية التقليدية ‪ ,‬ول نقول المستقلة ‪ ,‬والمطلوبة أن تسير‬ ‫نحو التقدم والعدالة والديمقراطية والتنمية والوحدة الوطنية‬ ‫والعربية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :-‬في حالة ثبوت عدم الدستورية ‪ ,‬يجب وقف الخطة المباركية‬ ‫فورا‪ ,‬وإعلن نهايتها بل تردد أو مراوغة ‪ ,‬وعدم النجرار مرة‬ ‫ثانية للسير في الدائرة المفرغة لنتخاباتها السفيهة سواء علي‬ ‫المستوي الرئاسي أو النيابي أو المحليات ‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫رابعا‪ :-‬البدء في اقرارالشرعية الثورية‪ ,‬وتنفيذ خطة متزامنة‪ ,‬أو‬ ‫بمعنى أدق في فترة زمنية شديدة القصرل تتعدي الشهر الواحد علي‬ ‫النحو التالي‪-:‬‬ ‫‪ -1‬اختيار رئيس جمهورية لم يشترك مطلقا في النظام السابق سواء‬ ‫في أجهزته العليا التنفيذية أوالتشريعية أو القضائية أو العسكرية‬ ‫أو العلمية أو الثقافية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يؤدي هذا الرئيس اليمين الدستورية أمام المجلس العلى للقوات‬ ‫المسلحة ‪ ,‬وبعد ذلك وفورا تنتقل سلطات الرئيس العرفية‬ ‫والتشريعية له مباشرة ‪ ,‬ويعود المجلس العلى للقوات المسلحة‬ ‫إلي الرجوع إلي مهامه الفعلية في رئاسة وتسيير شئون القوات‬ ‫المسلحة والبتعاد النهائي عن المهام السياسية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬يصدر الرئيس قرارا سياسيا بتشكيل مجلس رئاسي مستقل عنه ‪,‬‬ ‫يشاركه في ‪ -:‬وضع السياسيات العامة والرقابة علي تنفيذها ‪-‬‬ ‫المشاركة في اتخاذ قرارات السلم والحرب أو وقفها مع السلطات‬ ‫المختصة بما فيها الرئيس – المشاركة في وضع أحكام الفترة‬ ‫النتقالية التي يجب أن تكون لمدة سنوات أربعة تبدأ من يوم‬ ‫استلم الرئيس لمهامه ‪ .‬وأعضاء المجلس الرئاسي يؤدون اليمين‬ ‫القانونية أمام الرئيس‪.‬‬ ‫‪ -4‬المجلس الرئاسي يتكون من ثلثين عضوا ‪ :‬أربعة من القادة‬ ‫العسكريين يرشحهم المجلس العلي للقوات المسلحة ‪ +‬أربعة من‬ ‫المرشحين الرئاسيين المحتملين على أن يمثل كل واحد منهم‬

‫‪144‬‬


‫وبوضوح وجلء تيار سياسي وطني محدد ‪ ,‬أي ليبرالي‬ ‫واشتراكي وإسلمي وقومي "عربي ناصري "‪ +.‬ثمانية من‬ ‫شباب الثورة من الجنسين‪ 3 :‬من القاهرة ألكبري ‪ ,‬اثنين من ال‬ ‫سكندريه ‪ ,‬واحد من السويس ‪ ,‬واحد من الصعيد ‪ ,‬واحد من الدلتا‬ ‫‪ +‬الثلثة رؤساء لمجلس الوزراء بعد الثوره ‪ +‬رئيس مجلس‬ ‫الشعب الحالي ووكيليه ) أي الثلثة( ‪ +‬ثلثة من القضاء ‪ :‬واحد‬ ‫عن الدستوريه ‪ ,‬واحد عن القضاء العلي ‪ ,‬واحد عن مجلس‬ ‫الدولة ‪ +‬ثلثة عن قطاعات نوعيه أساسية وكبيرة ‪ :‬واحد عن‬ ‫العمال ‪ ,‬واحد عن الفلحين ‪ ,‬واحده عن المرأه ‪ +‬واثنان عن‬ ‫القباط ‪) .‬يراعي تمثيل الجنسين ما أمكن(‪.‬‬ ‫‪ -5‬للرئيس حق حضور اجتماعات المجلس الرئاسي دوما ‪ ,‬وإذا‬ ‫حضر يكون هو بذاته رئيسا للجلسة ‪ .‬والمجلس ينتخب منه أمينا‬ ‫عاما وأمينين مساعدين‪.‬‬ ‫المين العام للمجلس الرئاسي يرأس اجتماع المجلس في حالة‬ ‫عدم حضور رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫‪ -6‬للرئيس استخدام حق العتراض علي قرارات المجلس الرئاسي ‪.‬‬ ‫فإذا كانت الغلبية مطلق ) النصف ‪ +‬واحد ( أو عاليه أقل من‬ ‫أربعة أخماس عدد أعضاء المجلس أي ‪ 23‬عضو فأقل يعاد‬ ‫النقاش بحضور الرئيس ‪ ,‬ويجري التصويت مرة ثانيه ‪ ,‬فاذا‬ ‫أصر الرئيس علي موقفه ‪ ,‬وظلت أغلبية المجلس دون أربعة‬ ‫أخماس عدد العضاء يؤخذ باعتراض الرئيس ويلغي قرار‬

‫‪145‬‬


‫المجلس الرئاسي ‪ ,‬أما اذا صارت الغلبية الربعة أخماس أو ما‬ ‫فوقها يعاد النقاش مرة ثالثة ‪ ,‬فإذا استمرت الغلبيه الربعة‬ ‫أخماس علي حالها يبطل اعتراض الرئيس وينفذ قرار المجلس‪.‬‬ ‫كما للمجلس الرئاسي الحق في ممارسة مبدأ العتراض علي‬ ‫قرارات الرئيس بأغلبية الربعة أخماس وما فوقها ‪ ,‬فإذا تم ذلك‬ ‫يعاد المر للمناقشة بحضور الرئيس وحقه في إحضار من يراه‬ ‫من مستشاريه أو من أجهزة الدولة للشرح والتوضيح ‪ .‬فإذا تم‬ ‫التصويت بعد المناقشة في المجلس ‪ .‬وظلت أغلبية ‪ 24‬عضوا‬ ‫فما فوق يصبح اعتراض المجلس نافذا ويبطل قرار الرئيس ‪.‬‬ ‫وللرئيس اعادة الكره بعد شهر على القل في الحوال العادية ‪.‬‬ ‫أما القرارات التي تمس المن القومي وقضايا السلم والحرب‬ ‫الجادة يقل المدي لسبوع بشرط موافقة المجلس بالغلبية المطلقه‬ ‫‪ ,‬وبعد النقاش الثاني إذا ظلت المور علي ذات الغلبية ) ‪24‬‬ ‫عضوا فما فوق ( يبطل قرار الرئيس نهائيا‪.‬‬ ‫‪ -7‬إذا خل منصب رئيس الجمهورية يتم اختيار آخر من خارج‬ ‫المجلس الرئاسي بذات المواصفات ويختاره المجلس الرئاسي‬ ‫بأغلبية ‪ 24‬عضوا فما فوق ‪ .‬وإذا خل موقع أي عضو في‬ ‫المجلس الرئاسي يختار من قبل الرئيس علي ذات قواعد اختيار‬ ‫العضو الذي خل موقعه أو ما يقرب من المواصفات الساسية‬ ‫والصلية‪.‬‬ ‫‪ -8‬يصدر الرئيس بمشاركة المجلس الرئاسي إعلن دستوري جديد‬ ‫للفترة النتقالية ‪ ,‬ويتم الستفتاء علية في غضون الشهر المقرر‬

‫‪146‬‬


‫من بداية اختيار الرئيس لتثبيت المشروعية الشعبية للرئيس‬ ‫والمجلس الرئاسي وأحكام الفترة النتقالية ‪....‬الخ‪.‬‬ ‫‪ -9‬يتم تكوين جمعية تأسيسية متفرغه ومجلس شعب )نيابي( للفترة‬ ‫النتقالية‪ .‬في عملية واحدة تتم بآليات النتخابات التوافقية الخاصة‬ ‫‪ 240 :‬عضوا من التيارات السياسية الربعة بالتساوي ‪60,‬‬ ‫عضو لكل تيار علي مستوي مصر ‪ 240 +‬علي أساس جغرافي‬ ‫من اللجان الشعبية لشباب الثورة على مستوي كل المحافظات في‬ ‫ثمان قطاعات جغرافية حسب ثقل التعداد الكلي ‪ 240+‬عضوا‬ ‫من القطاعات النوعية الثماني بالتساوي‪.‬‬ ‫‪ -10‬الجمعية التاسسية تتكون من ‪ 240‬عضوا من المختارين من‬ ‫المحاور الثلثة السابقة بالتساوي ولرئيس الجمهورية الحق في‬ ‫إضافة عشرة من خبراء القانون الدستوري وقادة الرأي لها‪.‬‬ ‫وتقوم بمهام عدة تتحدد فيما يلي ‪-:‬‬ ‫بحث أسس النظام السياسي والقتصادي والجتماعي‬ ‫‪-1‬‬ ‫والثقافي الدائم لمصر‪.‬‬ ‫ب ـ وضع المسوده النهائيه للدستور الدائم ‪ ,‬التى يتم الستفتاء عليها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وضع أسس ومعايير تنقية القوانين لتساير البناء الدستوري‬ ‫المقترح‪.‬‬ ‫‪ -11‬مجلس الشعب يتكون من ‪ 480‬عضوا المختارين سابقا‬ ‫وللرئيس حق تعيين عشرين عضوا لتحسين التوازن السياسي‬

‫‪147‬‬


‫والجتماعي ولحشد طاقات المة – المجلس له كافة الحقوق‬ ‫التشريعية والرقابية للمجلس العادي‪.‬‬ ‫‪ -12‬اختيار الجمعية التاسسية ومجلس الشعب علي القواعد السابقة‬ ‫يكون بحد أقصي ‪ ,‬شهران من إجراء الستفتاء‪.‬‬ ‫‪ -13‬تتضمن أحكام الفترة النتقالية البعاد العامة والساسية لتحقيق‬ ‫أهداف الثورة ‪:‬‬ ‫أ ـ الستقلل الوطني ‪ ,‬ودعم الرادة الوطنية العليا في إدارة شئون‬ ‫البلد ودعم المصالح الشعبية والوطنية العامة‪.‬‬ ‫ب ـ تحقيق الديمقراطية الوطنية ذات البعاد الشعبية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تحقيق أسس ودعائم العدالة الجتماعية بما يساعد علي نهضة‬ ‫المجتمع وشحذ طاقاته والحفاظ علي كرامة مواطنيه ‪ ,‬وتفعيل‬ ‫شعار ‪ :‬عيش – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية‪.‬‬ ‫د‪ -‬وضع أسس وأبنية التنمية الشاملة المستقلة والمستدامة علي أساس‬ ‫الموارد الذاتية والصديقة حقا‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬وضع أسس ولبنات قيام الدولة التحادية العربية علي أساس‬ ‫اختياري وتدريجي متطور وديمقراطي خارج جامعة الدول‬ ‫العربية بمن يوافق علي ذلك من الدول العربية‪.‬‬

‫‪148‬‬


‫و‪ -‬دعم تكامل ووحدة دول حوض النيل وتنمية وترشيد موارد النيل‬ ‫المهدرة لخدمة التنمية الزراعية والكهربية والصناعية لحوض النيل‪.‬‬

‫‪ ‬وبعد فلن أمل في دعوة الجميع لعلء مصالح الوطن وتقديمها‬ ‫وتفضيلها علي المصالح الفردية والحزبية والفئوية والتيارية السياسية‬ ‫لًيا من كان‪ ,‬والحفاظ علي تجذير الثورة ‪ .‬وإعلء دورها في إدارة‬ ‫شئون الوطن ‪ ,‬والستقواء بها لمجابهة أعداء الوطن ‪ ,‬إن كل هذا لن‬ ‫يتم ال بتنظيم قوي الثورة ‪ ,‬وتحديد حلف الثورة والنتصار له ‪.‬‬ ‫وفرزه عن حلف الثورة المضادة ‪ ,‬الذي يجب هدمة بعد ردعه ‪ ,‬إن‬ ‫هذا النضال أعز لدي من مجرد النسياق والنجرار للترشح للرئاسة‬ ‫‪ .‬فإذا جوبهت بالت الطحن القوي ‪ .‬فلبد مما ليس منه بد ‪ ,‬أي‬ ‫الترشيح علي أسس ثورية وشعبية ول المستعان‪.‬‬ ‫الربعاء ‪ 14‬مارس سنة ‪2012‬‬

‫‪149‬‬


‫الثورة الشعبية‪ ..‬بين الجهاض‪ ..‬والنقاذ‬ ‫الثلثاء ‪ 3‬أبريل ‪2012‬‬ ‫الثورة علم وفن‪ ,‬وليست هوجه‪ .‬أو مظاهرة أو عدة‬ ‫مظاهرات‪ ،‬أو حتى تنظيم عدة إضرابات تصل للعصيان المدني‬ ‫العام‪ ،‬فهذه كلها أدوات ثورية‪ ،‬ووسائل لنجاز الثورة‪ ،‬وليست هي‬ ‫الثورة بذاتها‪ .‬والثورة اليوم وفي عالمنا المعاصر‪ ،‬الخاضع لليات‬ ‫العولمة الستعمارية القسرية‪ ،‬تباينت واختلفت‪ ،‬من حيث‪ :‬مفهومها‬ ‫العام‪ .‬ومن حيث آلياتها‪ ،‬ومن حيث توجهاتها وأهدافها‪ ،‬ذلك أنه – في‬ ‫ظل العولمة وانتظار مفهوم النظام الدولي ألوامري‪ .‬وهيمنة‬ ‫المبراطورية الستعمارية الواحدة عليه‪ ،‬نشأت نوعية جديدة من‬ ‫الثورات – عرفت بالثورة المخملية سواء أخذت أشكال الربيع‬ ‫الثوري – أو الثورات الملونة – أو ثورات الياسمين وكل السماء‬ ‫والدللت المبهجة وهذه الثورات بكافة أطيافها ثورات كاذبة‪،‬‬ ‫وثورات مضادة لمصالح شعوبها ومصالح تطورها وتقدمها‬ ‫المستقبلي – فهي ثورات تعبر عن استمرار الهيمنة الستعمارية على‬ ‫الشعوب‪ ،‬واستبدال استقللها الكامل أو المنقوص‪ ،‬بالحتلل الفاضح‬ ‫والعلني أو بالتبعية الخبيثة والمستترة‪ .‬وهذه النوعية من الثورات‬ ‫الكاذبة تختلف اختلفا أصيل وأساسيا وبالتضاد عن الثورات الشعبية‬

‫‪150‬‬


‫بأنواعها‪ ،‬وحسب مراحل تطور المجتمعات‪ :‬سواء كانت الثورة‬ ‫الديمقراطية الرأسمالية )الليبرالية( مثل ثورات فرنسا وبريطانيا‪،‬‬ ‫وإذا جاز القول أمريكا – وهي ثورات تنقل المجتمع من صيغة‬ ‫القطاع حيث الوطن المقطع‪ ،‬والمجتمع الممزق بين الحرار من بنيه‬ ‫وبين العبيد والقنان من بنيه أيضا‪ ،‬حيث تقوم هذه الثورات بتوحيد‬ ‫الوطان والشعوب في دولة قومية ثم أمة‪ ،‬بتحرير كل أبناء الشعب‬ ‫واعتبارهم نوعية واحدة )مواطنين( بصرف النظر عن الفروق‬ ‫الجتماعية )الطبقية والطائفية( والقتصادية والسياسية‪ .‬وتقوم‬ ‫بتوحيد السوق وخلق عملية إنتاجية حديثة ومتطورة على أسلوب‬ ‫النتاج الواسع والكثيف‪ ،‬والنتقال من صيغ القتصاديات الطبيعية‬ ‫وجني الخيرات‪ ،‬إلى القتصاديات العلمية المتطورة لنتاج السلع‬ ‫والخدمات والقيم التبادلية بتطوير أساليب الصناعة والزراعة‬ ‫والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية المتطورة‪ .‬وهذا النوع من الثورات‬ ‫يحل معضلت‪ :‬وحدة الوطن – ووحدة المجتمع على أساس المواطنة‬ ‫– وتطوير النتاج – ووحدة السوق الوطنية والتجاه لوحدة السوق‬ ‫العالمية )الدافع الستعماري( – وآليات الحداثة كلها أو ما بعدها‪،‬‬ ‫ولكنها تفشل في تحقيق عدالة التوزيع وحل التناقص العدائي بين‬ ‫جماعية النتاج وفردية ومحدودية التملك لوسائل النتاج وعليه‬ ‫فعدالتها مجروحة وناقصة‪ ،‬وديمقراطيتها مجروحة وناقصة مهما‬ ‫بلغت حيويتها تفجراً واتقادًا‪.‬‬

‫‪151‬‬


‫والنوع الثاني من الثورات الشعبية الصيلة‪ :‬هي الثورة‬ ‫الديمقراطية الشتراكية والديمقراطية الشعبية مثل الثورة الروسية‬ ‫والثورة الصينية ‪ ...‬الخ‪ .‬وهذا النوع من الثورات يسلم بإنجازات‬ ‫الثورة الليبرالية‪ ،‬ويحاول أن يتقدم لحل التناقض العدائي بين جماعية‬ ‫النتاج وفردية أو محدودية التملك لوسائل النتاج‪ ،‬وتحقيق عدالة‬ ‫التوزيع الجتماعية العامة‪ ،‬والديمقراطية الشعبية بجذرية أساليبها‬ ‫واتساع طيفها الجتماعي – وبصرف النظر عن عوامل النجاح‬ ‫والفشل في الثورات من هذا النوع‪ ،‬إل إنها تضم أنماط وأنواع‬ ‫وأشكال أصيلة للثورة الشعبية في المجتمعات غير المستعمرة‬ ‫والمتطورة نسبيا ً للمرين على حدة‪.‬‬ ‫والنوع الثالث للثورات الشعبية يواجه مجموعتين محددتين‬ ‫من المعضلت‪ :‬الولى تتعلق بتوحيد الوطان )الدولة – المجتمع(‬ ‫والتحديث وقهر التخلف وتمزق الوطان بفعل العوامل الذاتية من‬ ‫نظم ما قبل الرأسمالية‪ ،‬ومن الشكال الطائفية الدينية والجتماعية‪.‬‬ ‫والمجموعة الثانية من المعضلت التي تتعلق بفعل عوامل‬ ‫الستعمار والتبعية المباشرة أو غير المباشرة‪ .‬وهذه الثورات هي‬ ‫الثورات الديمقراطية الوطنية سواء اتجهت نحو الديمقراطية الليبرالية‬ ‫أي الرأسمالية‪ ،‬أو سواء اتجهت نحو الديمقراطية الشعبية أو‬ ‫الشتراكية حسب درجات الستقلل الوطني والتطور الجتماعي‬ ‫والنتاجي‪.‬‬

‫‪152‬‬


‫ومما ل شك فيه أن مصر تخضع لهذا التوجه الخير أي النوع‬ ‫الثالث من الثورات الشعبية‪ ،‬وقد قطعت على هذا الدرب – وخلل‬ ‫‪ 130‬سنة فقط – أربعة ثورات وجميعها أجهضت‪ ،‬أو يجري‬ ‫إجهاضها‪ :‬الحلقة الولى في الثورة العرابية سنة ‪ 1881‬وجاء‬ ‫الستعمار والحتلل البريطاني ليقضي عليها في المهد – الحلقة‬ ‫الثانية ثورة ‪ 1919‬ذات التوجه الليبرالي الخفيف‪ ،‬والوطني المتردد‬ ‫والمائع‪ ،‬وتسربت خيوطها من بين أيدي الجميع على مدى سنوات‬ ‫قليلة تستغرق سنوات العشرية الثانية في القرن العشرين ونصف‬ ‫العشرية الثالثة أو أكثر قليل‪ .‬الحلقة الثالثة ثورة يوليو ‪ ،1952‬وقد‬ ‫أنجزت الكثير من أهدافها‪ ،‬ولكن وبفعل تمزق وتشتت القوى الوطنية‬ ‫وتقاتلها بدل عن وحدتها الثورية والوطنية‪ ،‬وبفعل نمو قوى التبعية‬ ‫الجتماعية والقتصادية للستعمار في الخفاء‪ ،‬وبفعل الضغوط‬ ‫والمطاردات الستعمارية التي وصلت إلى حد فرض الحروب على‬ ‫مصر لكثر من مرة‪ ،‬انتكست الثورة وتحللت حتى ضاعت وقضى‬ ‫عليها نهائيا مع بداية سنة ‪ ،1977‬ومنذ نهاية ذلك العام تمكنت من‬ ‫مصر قوى الثورة المضادة والتبعية والتخلف والفساد‪ .‬ومرحلة بعد‬ ‫أخرى نقلت البلد لضرورة النبعاث الثوري من جديد‪ ،‬بل‬ ‫ولضرورة أن تكون هذه الثورة شعبية من حيث البنية والتوجه‬ ‫والليات‪ .‬وفعل جرت هذه العملية على مراحل وبتطور ملحوظ في‬ ‫مواجهة سياسات التبعية للستعمار والفساد والدكتاتورية‪.‬‬

‫‪153‬‬


‫لقد رصدت هذا المر في كتابي المعنون "مصر الثورة ‪..‬‬ ‫المستقبل" مصر على أعتاب الثورة المكتوب بين يومي ‪ 9/1‬و‬ ‫‪ 5/2/2008‬والمنشور في يوليو ‪ 2008‬والموضوع على شبكة‬ ‫المعلومات الدولية منذ سبتمبر ‪ .2008‬ففي صفحة ‪ 160‬منه كتبت‪:‬‬ ‫"ومع حلول سنة ‪ 1992‬بدأت خطوات الحكومة المصرية في‬ ‫التسارع لتنفيذ اتفاقها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على‬ ‫عدة محاور أهمها‪ :‬تحرير التجارة الخارجية – تطبيق قانون رقم‬ ‫‪ 203‬لسنة ‪ 1991‬المسمى قانون قطاع العمال العام – فرض آليات‬ ‫السوق الحر من العرض والطلب‪ .‬ومع تطبيق هذه السياسات بدأ‬ ‫الفرز والستقطاب في صفوف الحركة السياسية للمعارضة الرسمية‬ ‫وغير الرسمية‪ ،‬واليمينية واليسارية والعلمانية والسلمية‪ ،‬كما دارت‬ ‫عملية الفرز والستقطاب تلك في أوساط القيادات النقابية العمالية‬ ‫الرسمية‪ .‬ويمكن القول – وباطمئنان علمي – أن خط الجماهير أخذ‬ ‫يتمايز عن خط النخبة ويبتعد عنه‪ ،‬ولشك أن هذه البداية في التمايز‬ ‫تأكدت برصد عملية تحرير الكويت التي تحولت على أرض الواقع‬ ‫إلى عمليتين‪ :‬أولهما تدمير العراق والكويت معا بغرض تسريع‬ ‫عملية النهب الستعماري لموارد النفط الخليجي‪ ،‬وثانيتهما‪ :‬تمكين‬ ‫القوات المريكية والطلسية من الوجود الدائم والعلني والمعترف به‬ ‫على الرض العربية(‪".‬‬ ‫ورحت بعد ذلك أرصد تزايد آليات حركة الضرابات العمالية‬ ‫والحتجاجات الفئوية الشعبية‪ ،‬ودخولها مرحلة المد الجماهيري‪،‬‬

‫‪154‬‬


‫وأرصد دخول عملية التطبيع مع العدو السرائيلي ‪ -‬على يد عمرو‬ ‫موسى – إلى مرحلة التطبيع بالتشجيع‪ ،‬والضغط لتحويل التطبيع‬ ‫الرسمي إلى تطبيع شعبي‪ ،‬ودخول ما يسمى عملية السلم مع‬ ‫إسرائيل من السلم المصري – السرائيلي إلى السلم السرائيلي ‪-‬‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬والسلم السرائيلي الردني‪ .‬واعتبار اختيار السلم‬ ‫كاستراتيجية عربية وحيدة ونهائية ‪ -‬بدفع عمرو موسى – وموافقة‬ ‫القمة العربية ‪ 1996‬على هذا التوجه‪.‬‬ ‫ويرصد ويحلل قوى الدفع للثورة الشعبية وقوى إجهاضها‬ ‫واللتفاف عليها‪ .‬بل إنني وقبل ذلك كتبت في كتابي "مصر في حبات‬ ‫العيون – رؤية للتغيير تعبر عن التيار الوطني الشعبي المستقل"‬ ‫والذي صدر في يونيو ‪ ،2005‬ووزعت منه آلف النسخ مجانا‪ .‬ففي‬ ‫دراسته الرئيسية "مصر في حبات العيون" المكتوبة في أول إبريل‬ ‫‪ ،2005‬كتبت في صفحة ‪ 58‬وما بعدها من الكتاب ما يلي‪:‬‬ ‫"تتعدد دعاوى الصلح والتغيير السياسي في مصر‪ ،‬بل‬ ‫تصل إلى حد الصراع والتصادم‪ ،‬وحتى ل يختلط الحابل بالنابل‪ ،‬ول‬ ‫تتوه الخلفات الموضوعية في الخلفات الفردية والذاتية يجب أن‬ ‫نحاول فرز ذلك بالجتهاد التي‪:‬‬ ‫)أ( هناك من يدعو إلى التغيير السياسي على اعتبار أن السياسات‬ ‫القائمة جوهرها يكمن في أنها سياسات ديكتاتورية وفاسدة‪ ،‬وهي‬ ‫التي تمد الرهاب وترفده بالفكار والكوادر‪ .‬ولبد من إصلحها‬

‫‪155‬‬


‫في الحد الدنى حتى يتم التنفيث والتصفية للتوتر الجتماعي‬ ‫والقتصادي السائد‪ .‬وهذا يساعد على زوال خطر الرهاب‬ ‫"بمعني محدد للرهاب حسب التفكير المريكي فيه"‪ .‬والقوى‬ ‫المحبذة لهذا التوجه هي القوى المشايعه للرؤية المريكية‬ ‫الستعمارية السائدة في عالم اليوم‪ ،‬حتى لو أدعت أننا ل نحب‬ ‫أمريكا‪ ،‬ولكن ل قبل لنا بمواجهتها تحت وهم النظرية الخاطئة‬ ‫والشائعة عن أن ‪ ٪99‬من أوراق اللعبة بيد أمريكا‪ .‬وتوزع تلك‬ ‫القوى وتتداخل في ساحات السلطة القائمة وأغلب أحزاب‬ ‫المعارضة‪ ،‬ومعظم منظمات المجتمع المدني الممولة خارجيًا‪.‬‬ ‫ويمكن التفرقة بين فريقين من أنصار هذا التوجه‪ :‬القوى المشايعة‬ ‫أو غير المقاومة للمخططات الستعمارية الصهيونية‪ ،‬والقوى‬ ‫التي تتبني نهجا ً أيديولوجيا ً يؤمن بذلك‪ .‬ومما ل شك فيه أن‬ ‫مركب الفريق الثاني يقوى في الدارة المصرية منذ بداية‬ ‫التسعينات‪ ،‬وتزداد قوته يوما بعد يوم سواء في داوائر الحكم أو‬ ‫في دوائر المعارضة ومنظمات ما يسمى بالمجتمع المدني‬ ‫"المصنوعة غربيًا"‪ .‬وتبرز عدة مسارات متوقعة "سيناريوهات"‬ ‫لهذا التوجه يمكن حصرها فيما يلي‪ :‬أول‪ :‬أن تستمر السياسات‬ ‫القائمة على حالها‪ ،‬أو بإصلحات تحسينية حتى ولو على طريقة‬ ‫"قطع لثالث مرة" )أي كلكيت ثالث مرة( بشخصيات جديدة‬ ‫تنتمي بطبيعتها للمعسكر الرسمي القائم‪.‬‬

‫‪156‬‬


‫ثانيًا‪ :-‬دفع شخصيات أكثر إرتباطا ً باليديولوجية الستعمارية‬ ‫على طريقة الثورات المخملية )الرجوانية – البرتقالية – البنفسجية(‬ ‫والتي شاهدناها في عالم اليوم‪ ،‬عالم تجدد الموجات الستعمارية‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :-‬عقد منافسة شكلية بين أشخاص قدامى من معسكري‬ ‫الموالة والمعارضة‪ ،‬دون تغيير السياسات القائمة‪ ،‬أو مجرد التعامل‬ ‫مع بعدها المرتبط بالليبرالية السياسية والقتصادية على نمط تحسيني‬ ‫فحسب‪ ،‬يهتم بالمظهر دون الجوهر‪ ،‬ويهتم بالنصوص دون‬ ‫الموضوع‪ ،‬ويحكم شرعية النصوص‪ ،‬مع النتصار للدنى منها دون‬ ‫العلى‪ ،‬على حساب الشرعية الواقعية والسياسات الفعلية‪".‬‬ ‫هكذا كتبت في أول أبريل ‪ 2005‬ثم استطردت مباشرة للتمييز بين‬ ‫هذه الرؤى للتغيير السطحي وغير الثوري‪ ,‬والتغيير الحقيقي‬ ‫والثوري‪ .‬فقلت في صفحة ‪:61‬‬ ‫)ب( هناك من يدعو للتغيير بالدعوة إلى أمرين‪ :‬أولهما‪ :‬أن تغيير‬ ‫السياسات مقدم على تغيير الفراد‪ .‬وثانيهما‪ :‬أن السياسات‬ ‫الجديدة أو التي يراد إصلحها أو المغيرة يلزمها ساسة جدد‪،‬‬ ‫وتركيبات سياسية جديدة – تراعي الضرورات المشار إليها في‬ ‫بداية هذا المقال‪ ،‬وبالتحديد‪ :‬إدخال الجماهير كرقم سياسي حاسم‬ ‫في معارك التغيير‪ ،‬أن تكون السياسات الجديدة في مواجهة‬ ‫المخططات الستعمارية الصهيونية )وهذا ما سيأتي بيانه لحقا(‬ ‫أن تكون السياسات الجديدة والساسة الجدد معبرين عن تيارات‬

‫‪157‬‬


‫المة الربعة تعبيرا فعليا ومتوازنا‪ ،‬مع ملحظة‪ :‬أنه ليس هناك‬ ‫فرد بذاته أو حزب بذاته‪ ،‬أو مجموعة بذاتها تعبر عن تيار كامل‪،‬‬ ‫ولكن لكل تيار سياسي تعبيراته الحزبية والجماهيرية والفردية‪".‬‬ ‫وقد بلورت في هذا الكتاب ومنذ سبعة أعوام مضت نظرية‬ ‫الديمقراطية الوطنية ذات البعد الثوري الشعبي على مثلث متساوي‬ ‫الضلع‪ :‬الضلع الولى منه يشمل الحركة السياسية الوطنية‬ ‫المصرية بتياراتها الربعة‪ :‬الليبرالية والشتراكية والدينية والقومية‬ ‫العربية )الناصرية( بالتساوي بينها‪ ،‬أي ضلع النخب السياسية‪،‬‬ ‫والضلعان الباقيان للجماهير‪ :‬الثاني‪ :‬للجماهير على أساس جغرافي‬ ‫لثمانية قطاعات حسب الوزن السكاني لكل واحد فيها‪ ،‬والضلع‬ ‫الثالث‪ :‬للجماهير على أساس نوعي لثمانية قطاعات أيضا ً نوعية‬ ‫تضم‪ :‬العمال – الفلحين – المرأة – الشباب – المهنيون ‪ -‬الحرفيون‬ ‫– رجال الصناعة والعمال وقوى الرأسمالية الوطنية المنتجة –‬ ‫المثقفون والفنانون والمفكرون والدباء وأصحاب الرأي – الجنود‬ ‫السابقون ورجال المن السابقون‪ .‬وتواصلت على فكرتي تنقيحا‬ ‫وتوضيحا حتى اليوم‪ .‬وجاءت ثورة ‪ 25‬يناير سنة ‪،2011‬‬ ‫واستمرت المسيرة حتى الن‪ ،‬وبالمعيار الذي أوضحته في مؤلفاتي‬ ‫عن الثورة – وأنا ثوري محترف – وبرغبتي للنتقال من موقع‬ ‫"مؤذن فجر الثورة وقارع أجراسها" كما كتبت في مقدمة كتابي‬ ‫"مصر على أعتاب الثورة" يوم ‪ 9‬يناير ‪ 2008‬إلى موقع المشارك‬ ‫في قيادة الثورة الديمقراطية الوطنية ذات البعد الشعبي الحالية –‬

‫‪158‬‬


‫وبقدراتي النظرية والحركية المحاصرة قبل وبعد ‪ 25‬يناير ‪2011‬‬ ‫– وبفزعي ورؤيتي وملمستي لجهاض الثورة الراهنة‪ ،‬بل وفي‬ ‫محاولة تحويلها إلى ثورة مضادة للمصالح الوطنية المصرية العامة‬ ‫في الستقلل الوطني الحقيقي – وفي الديمقراطية الوطنية ذات البعد‬ ‫الشعبي والثوري – وفي العدالة الجتماعية – وفي التنمية الشاملة‬ ‫والمستدامة وفي بناء الدولة التحادية العربية ‪ -‬وفي بناء الكيان‬ ‫التكاملي لحوض النيل – لكل هذا وباختصار شديد سوف أحلل مسيرة‬ ‫الحداث قبل وبعد ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬فيما يتعلق بالتغيير )الكاذب أو‬ ‫الحقيقي( حتى أجسد حجم الخطر الحقيقي لما يجري الن من‬ ‫الستمرار في الخطة المباركية الجديدة لتسليم السلطة وآخر حلقاتها‬ ‫في النتخابات الرئاسية الجارية على ثورة الشعب المصري المجيدة‬ ‫الحالية‪ ،‬ورغبة في إنقاذها من محاولت إجهاضها أو القضاء عليها‪.‬‬ ‫أو ُ‬ ‫ل‪ :-‬ما قبل ‪ 25‬يناير ‪2011‬‬ ‫من النصاف أن نقول أن شعار الصلح والتغيير كان‬ ‫مطروحا من ِقَبِل نظام مبارك‪ ،‬وقد مر بمرحلتين‪ :‬الولى‪ :‬منذ‬ ‫‪ 1992‬وطرح فيها الخذ ببرنامج الصلح القتصادي كما سطرته‬ ‫روشتات البنك الدولي للنشاء والتعمير‪ ،‬وصندوق النقد الدولي‪،‬‬ ‫وأدبيات منتدى دافوس‪ ،‬وهذا البرنامج قام على ثلثة سياسات أو‬ ‫أستراتيجيات داعمة له في‪ :‬التثبيت – التكيف الهيكلي – الخصخصة‪،‬‬ ‫كما قام باطلق آليات المعونات الجنبية من خلل الصندوق‬

‫‪159‬‬


‫الجتماعي وبرامج المعونات الموجهة للحكومة المصرية‪ ،‬وبرامج‬ ‫المعونات الموجهة للمجتمع المدني "المصنوع" وتم توجيه هذه‬ ‫المعونات إلى مجالت محدودة هي‪ :‬الخصخصة أو معالجة أثار‬ ‫السياسات القتصادية الجديدة – اللمركزية الدارية مع التفاف وخلط‬ ‫بينها وبين إذكاء النزاعات الطائفية والتمييزية والعنصرية لضرب‬ ‫وحدة الشعب والمجتمع المصري – إشاعة ثقافة حقوق النسان على‬ ‫النهج الستعماري الغربي النقلبي الذي استبد وأمسك بخناق العالم‪،‬‬ ‫بعد انهيار التحاد السوفيتي والكتلة الشتراكية الوربية بين سنتي‬ ‫‪ .1991 ،1989‬إن هذا النقلب في مفهوم حقوق النسان مر‬ ‫بمرحلتين‪ :‬الولى إدارة الزمات الدولية والتدخل في الشئون الداخلية‬ ‫للدول في حالة تهديدها للمصالح الغربية الستعمارية‪ .‬والثانية التدخل‬ ‫في الشئون الداخلية للدولة وتقويض أبنيتها الوطنية المستقلة لو فكرت‬ ‫في البتعاد عن الخضوع للهيمنة والتبعية الستعمارية للغرب بقيادة‬ ‫الوليات المتحدة المريكية‪ ،‬وهذه النسخة الجديدة من استراتيجية‬ ‫إدارة الزمات الدولية الحديثة‪ ،‬شاركت في النتماء إليها شخصيات‬ ‫مصرية أهمها د‪ .‬محمد البرادعي على سبيل المثال‪.‬‬ ‫* وكما نرى فإن آليات سياسة الصلح القتصادي تحولت‬ ‫إلى عين وصميم الفساد والتبعية البنيانية المصرية للستعمار سياسيا‬ ‫واقتصاديا وثقافيا‪ ،‬وفي هذا الركاب بدأت المرحلة الثانية للصلح‬ ‫السياسي بدعوة الرئيس السابق حسني مبارك في نهاية فبراير ‪2005‬‬ ‫بتعديل المادة ‪ 76‬من الدستور لجعل النتخابات الرئاسية تنافسية‪.‬‬

‫‪160‬‬


‫وجاء واقع الحال لهذا التعديل ليثبت سياسة التمديد والتوريث لسرة‬ ‫مبارك شخصيًا‪ ،‬ودخلت البلد مرحلة الدارة الفردية والعائلية في‬ ‫السياسة والقتصاد وباقي جوانب الحياة العامة‪ ،‬واختفت القرارات‬ ‫والدارة المؤسسية للبلد أو كادت‪ ،‬حتى يمكن رسم صورة هزلية‬ ‫لمصر كشركة لمحمد حسني مبارك وولده وزوجته ‪ ..‬ملكية وإدارة‪.‬‬ ‫* وللنصاف فقد ساعدت شخصية حسني مبارك بتكوينها‬ ‫البيروقراطي البليد‪ ,‬ونجاحاتها الشخصية‪ ،‬وصعودها الفردي السلس‪،‬‬ ‫ونهمها الفظ للمال والماديات‪ ،‬وبعدها عن الثقافة والعداد السياسي‬ ‫التقليدي‪ ،‬ناهيك عن النضالي منه إلى الغوص في بحار التبعية‬ ‫والفساد واللعقلنية السياسية والثقافية نظريا ً وتطبيقيًا‪ ,‬ورغم ذلك‬ ‫بدا لنفسه ولمن حوله كأنه المسيح المنتظر‪ ،‬والنبي الهادي‪ ،‬والمصلح‬ ‫الكبير!!‬ ‫* وجاءت لحسني مبارك‪ ،‬حادثتان شخصيتان‪ .‬أثرتا بشكل‬ ‫بسيط في هذه الصورة التي ظنها عن نفسه‪ ،‬بحيث هزت صلف هذه‬ ‫الصورة الكاذبة لواقعه‪ ،‬هما وفاة حفيده ومرضه في أول ‪ 2009‬أمام‬ ‫عينيه وأمام نفسه‪ ،‬فراح في السر‪ ،‬أو دون العلن العام يرى وجود‬ ‫مسار آخر غير مسار التوريث والتمديد التعيس لنجله ولنفسه‪ .‬وبفعل‬ ‫هيمنة زوجته وولده على أموره‪ ،‬بل وأمور الدارة السياسية لمصر‬ ‫كلها‪ .‬وبفعل تردده السياسي وبلدة سلوكه السياسي‪ ،‬وعدم تبين وجه‬ ‫الخطر المستطير الذي ينتظره‪ ،‬ظل هذا المسار المنتظر أمراً سريًا‪،‬‬ ‫بل ظهر لمن يعلم به كمجرد مناورة تعيسة‪ ،‬فقيرة الحال والمآل‪،‬‬

‫‪161‬‬


‫انتهت لقبض الريح‪ ،‬وعدت وهما ل يرقي ليظهر ظلل أخرى‬ ‫لشخصيته التي عرفها الناس بها‪ ،‬شخصية ا ا ومن جوه يعلم ا!‬ ‫الشخصية البليدة والتعيسة‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :-‬الفترة من ‪ 25‬يناير حتى نهاية يوم ‪ 11‬فبراير ‪2011‬‬ ‫وفي هذه الفترة ظهر لعب آخر وجديد غير قوى الحكم‪ ,‬هي‬ ‫جماهير النتفاضة الشعبية العارمة للثورة الشعبية المصرية المجيدة‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير ‪ .2011‬ومنذ اللحظة الولى بدأت المبادرة السياسية‬ ‫في يد جماهير الثورة‪ ,‬وتوحدت حركة المليين الشعبية في حركة‬ ‫سياسية واحدة منضبطة‪ ,‬غطى فيها الداء الشعبي الممتاز على‬ ‫الطبيعة الثنائية لهذه الثورة التي تكونت عمليا ً من فصائل الثورة‬ ‫المخملية "ثعبانية السلوك والهدف" مع جحافل الثورة الشعبية فاقدة‬ ‫القيادة الوطنية والثورية‪ .‬لقد بدت النخب السياسية للقوى الليبرالية‬ ‫والسلمية أكثر اقترابا من الفصائل المخملية وبدت النخب السياسية‬ ‫من القوى الشتراكية والقومية أكثر توهانا وتشتتا واغترابا عن النهج‬ ‫الثوري الشعبي للديمقراطية الوطنية ذات البعاد الشعبية‪ .‬وجسدت‬ ‫القوى الشعبية غير المسيسة الوعي والسلوك السياسي الوطني الرقى‬ ‫بتلقائية واضحة‪ ,‬انحصرت في هدف بسيط وضيق هو ضرورة‬ ‫إسقاط النظام‪ ,‬بمعنى إسقاط الرئيس‪ ,‬وبمعنى إسقاط سياسة التمديد‬ ‫والتوريث لحسني مبارك وولده‪ ,‬ورفعت شعارات فضفاضة تحت‬ ‫تأثير القوى السياسية الراديكالية اجتماعيا ً وسياسيا ً )قوى اليسار‬ ‫الناصري والشتراكي(‪ :‬خبز – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة‬

‫‪162‬‬


‫إنسانية‪ .‬وفي نطاق حركة هذا اللعب الجديد اندمجت أساليب سلمية‬ ‫التحركات الجماهيرية‪ ,‬مع عنف وإرهاب متحصن بكل صنوف‬ ‫الختفاء والتمويه‪ ,‬وحتى أكون واضحا ً كان عنفا ً رادا ودفاعيا ً حينًا‪،‬‬ ‫وكان عنفا ً مبادراً وهجوميا ً وإرهابيا ً في حين آخر‪ .‬وحتى ل نتوه في‬ ‫دوائر التحقيقات الجنائية‪ ,‬فالتحليلت السياسية المبنية على المشاهدة‬ ‫والمشاركة والشهادات المتعددة من القوى الشعبية غير المسيسة‬ ‫والتلقائية وقوى النخب السياسية تؤكد هذه الطبيعة الثنائية للثورة‪,‬‬ ‫ولمحور ثنائية‪ :‬سلمية‪ /‬إرهابية عنيفة‪.‬‬ ‫أما عن قوى النظام اللعب القديم‪ ,‬والذي ظن نفسه أنه‬ ‫)‪(1‬‬ ‫كان وسيظل لعبا ً أوحداً ما استمرت الحياة في مصر‪ ,‬فيمكن‬ ‫التمييز بين ثلثة مراحل فرعية لهذه الفترة الضيقة والتي لم‬ ‫تستغرق إل ثمانية عشر يومًا‪ :‬الولى‪ :‬من ظهر ‪ 25‬يناير –‬ ‫الثلثاء ‪ 2011 -‬إلى نهاية يوم ‪ 28‬يناير – الجمعة ‪,2011 -‬‬ ‫وغلبت على حركة النظام مشاركة كل أطرافه والفاعلين فيه‬ ‫بالتحرك في اتجاه واحد هو القضاء بالقوة على الحركة‬ ‫الجماهيرية الشعبية التي تطورت إلى مليونية‪ ,‬وبكل أساليب القوة‬ ‫من وسائل فض الشغب إلى إطلق الرصاص المطاطي والحي‪.‬‬ ‫وقد فشل النظام فشلً ذريعا ً وفشل أسلوبه الرهابي في القضاء‬ ‫على الحركة‪ ,‬أو حتى التقليل من حجمها‪ ,‬أو إضعافها‪ ,‬بل تعملقت‬ ‫الحركة الشعبية وازدادت تماسكا ً وسكنت المبادرة السياسية في‬ ‫جانبها بصورة مؤكدة‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫)ج( المرحلة الفرعية الثانية من يوم السبت ‪ 29‬يناير لسنة ‪2011‬‬ ‫إلى يوم الخميس ‪ 3‬فبراير لسنة ‪ 2011‬وفيها سقطت ذيول النظام‬ ‫وقواه غير المؤسسية‪ ,‬وتكونت ترويكا تنفيذية جديدة من حسني‬ ‫مبارك رئيسا ً وعمر سليمان نائبا ً للرئيس وأحمد شفيق رئيسا‬ ‫للوزراء‪ ,‬وأخذ شعار سقوط التجديد والتوريث يطرح على‬ ‫استحياء وبصورة غير مؤكدة أو غير واضحة‪ ,‬ولول مرة بدت‬ ‫حركة قوى النظام متصادمة أو متصارعة مع بعضها البعض‪,‬‬ ‫وتفككت وحدته الفعلية حتى كانت موقعة الجمل يوم الربعاء ‪2‬‬ ‫فبراير لسنة ‪ 2011‬ومحاولة اغتيال عمر سليمان الفاشلة بعد‬ ‫أدائه اليمين الدستورية‪ .‬ويمكن القول إجمالً أن هذه المرحلة‬ ‫الفرعية أسقطت سياسة التجديد والتوريث فعليًا‪ ,‬وأصبح لزاما‬ ‫على النظام إعلن ذلك واللتزام به‪ ,‬وأخذت خيوط المرحلة‬ ‫الفرعية الثالثة تتضح منذ ‪ 4‬فبراير وحتى ‪ 11‬فبراير لسنة‬ ‫‪ 2011‬بإعلن سقوط شعار التمديد والتوريث نهائيا ً وبلورة‬ ‫خريطة الطريق المباركية لصلح بعض المواد الدستورية‪,‬‬ ‫وإرجاع المور إلى الهدوء‪ ,‬وإعطاء مبارك فرصة الستمرار مع‬ ‫ثنائي ترويكته حتى ‪ 10‬أكتوبر لسنة ‪ 2011‬موعد استلم‬ ‫الرئيس الجديد للسلطة على أساس النتخابات التنافسية بدون‬ ‫مبارك وولده‪ .‬غير أن استمرار الضغط الشعبي أسقط مبارك‬ ‫نهائيًا‪ ,‬وفكك ترويكته وأطاح به وبنائبه خارج الحكم‪ ,‬وأحال‬ ‫أمور الدارة السياسية للبلد للمجلس العلى للقوات المسلحة‬

‫‪164‬‬


‫المصرية – الذي كان قد أخذ سياسة الحياد المتردد بين الوجه‬ ‫السلبي والوجه اليجابي له – خلل السبوعين المنصرمين‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :-‬الفترة من نهاية يوم الجمعة ‪ 11‬فبراير لسنه ‪ 2011‬حتى‬ ‫الن‪:-‬‬ ‫وتنقسم هذه الفترة بدورها لفترات فرعية متعددة‪ ,‬ولكن‬ ‫انقسامها البرز هو انقسامها إلى مثلث قوى تحددت أضلعه بصورة‬ ‫واضحة وغير متداخلة‪ ,‬وقبل رصد هذا المثلث ورصد التحركات‬ ‫على أضلعه‪ ,‬يجب أن أحدد ومنذ البداية أن هذه الفترة التي امتدت‬ ‫لحوالي ‪ 14‬شهراً متوالية خضعت لخريطة الطريق المباركية في‬ ‫صورة جديدة أصدرتها لجنة المستشار طارق البشري وصحبه – ول‬ ‫تختلف هذه النسخة عن الصل بل تتطابق مع النسخة الصلية‬ ‫لخريطة مبارك الولى‪.‬‬ ‫وبعد العرض السابق قد أفهم أو أتفهم دوافع الرئيس السابق في‬ ‫إصدار خريطة الطريق التي جاء بها للعودة بنظامه للنضباط‬ ‫والستقرار النسبي في ظل التسليم بانتهاء دوره الشخصي ودور ولده‬ ‫في مستقبل الحكم في مصر‪ ,‬ومحاولته هذه – ربما كانت غسيلً أو‬ ‫اغتسال له ولنظامه الملوث بكل صنوف التبعية والفساد وإهدار قيم‬ ‫العدالة الجتماعية‪ ,‬وإهدار فرص التنمية الشاملة‪ ,‬وإهدار المن‬ ‫القومي المصري والعربي‪ ,‬وإهدار الدور القيادي القليمي لمصر ‪...‬‬ ‫الخ ولكن حينما أدرك أهمية هذا الغتسال‪ .‬أجبره الشعب على إدراك‬

‫‪165‬‬


‫الحقيقة الكبر وهي أنه هو المّلوث الساسي وأن بؤرة التلوث في‬ ‫النظام السابق تكمن في مبارك بذاته وبعائلته وبكل إجراءاته‪ ,‬فلم يعد‬ ‫موثوقا ً به لقد وجب سقوطه وسقوط نظامه‪.‬‬ ‫ولكن ما لم أستطع فهمه أو تفهمه هو النسياق العمى لخطة‬ ‫مبارك الجديدة حتى تبلغ آخر مراحلها بالنتخابات الرئاسية الجارية‪,‬‬ ‫وشواهدها تنبئ بكارثة محققة لو تمت فهذه النتخابات – كسابقتها‬ ‫النيابية لمجلسي الشعب والشورى ‪ -‬تتم في ظل سيطرة رأس المال‬ ‫على الحكم والغراق بالمال الملوث مجهول المصدر لكل المرشحين‬ ‫بل استثناء والخطورة أن هذا المال الملوث تكتنفه ظلل وظلم المال‬ ‫المعادي لمصر واستقللها وثورتها ‪ -‬وبعيداً عن الساليب الجنائية‬ ‫في التهام والتحقيق‪ ,‬فإن كل أساليب التحليل السياسي والثوري تقطع‬ ‫بفساد مال الغراق النتخابي وعدائه لمصر الثورة بل ومصر الوطن‬ ‫المستقل‪ ,‬ولن ينتج هذا الغراق بالمال الملوث للنتخابات الرئاسية‬ ‫كلها غير قوى معاداة الثورة الديمقراطية الوطنية ذات البعد الشعبي‬ ‫بخاصة أن أبرز المرشحين إن لم يكن كلهم – بعيدون تماما ً – قولً‬ ‫وفعلً عن الثورة ومفاهيمها النظرية والتطبيقية‪ ,‬والمشاركة والعداد‬ ‫والستعداد لها‪ .‬ولدينا مرشحو قوى التيار السلمي ومرشحو قوى‬ ‫التيار الليبرالي‪ ,‬وقوى هذين التيارين تحديداً هما من استقدم قوى‬ ‫العدوان الطلسي لضرب ليبيا‪ ،‬وقتل وتشريد شعبها وإسقاط نظامها‬ ‫الوطني المعتدل لصالح قوى طائفية وقوى التقسيم للوطان ولوحدتها‬ ‫القومية‪ ,‬وفى التبعية للستعمار والصهيونية‪ .‬إن قوى هذين التيارين‬

‫‪166‬‬


‫ف بالدعوة لذلك الستقدام الستعماري الطلسي فحسب‪ ,‬بل‬ ‫لم تكت ِ‬ ‫شاركت بصورة مباشرة في عمليات العدوان وخدماته العسكرية‬ ‫واللوجستية‪ .‬وهي بذاتها أي قوى التيار السلمي وعلي رأسها‬ ‫فصيل الخوان المسلمين وقوى التيار الليبرالي تسلك ذات المسلك‬ ‫العدواني ضد سوريا وضد قواها الوطنية في الحكم والمعارضة‪,‬‬ ‫وتدعم المعارضة المنشقة والرهابية والمبنية بدعم المدادات‬ ‫الملوثة‪ :‬تسليحا ً وتمويلً لقوى الستعمار الغربي‪ ,‬وقوى تركيا‬ ‫الطلنطية وقوى الخليج الرجعية والظلمية‪ .‬إن هذين التيارين يثيران‬ ‫لدى أي ثوري بل أي وطني الفزع‪ .‬وإذا كان المر غير ذلك‪ ,‬ولتبديد‬ ‫المخاوف‪ ,‬وجب على قوى هذين التيارين والمرشحين الرئاسيين‬ ‫منهما إعلن إدانتهم للعدوان الستعماري على ليبيا‪ ,‬ورفضهم‬ ‫القرار بنتائج هذا العدوان وإدانتهم للتدخل الستعماري الغربي –‬ ‫التركي ‪ -‬الخليجي لدعم قوى الرهاب ضد سوريا‪ .‬وسيصعب عليهم‬ ‫عمليا ً تجنب الغراق للنتخابات بالمال الملوث‪ ،‬وهذا وحده يقصيهم‬ ‫بعيداً عن الثورة‪ ,‬وأي شبهة تمت للديمقراطية الوطنية ذات البعد‬ ‫الشعبي والثوري بأي صلة‪.‬‬ ‫أما عن مرشحي ترويكا مبارك أحدهما أو كلهما‪ ,‬فلن يفلحا‬ ‫فيما فشل فيه – رغم أن الفشل السابق كان محدوداً بثمانية أشهر‪,‬‬ ‫وبمهام محددة ومعينة ومسماة‪ .‬وأما القادم فهو مستقبل ثورة كانا هما‬ ‫بذاتهما من أركان النظام الذي ثار الشعب عليه وبنيت ثورته على هذا‬ ‫الساس‪ ,‬فالثورة ل يبنيها إل الثوار‪ ..‬هذه حقيقة علمية جلية‪.‬‬

‫‪167‬‬


‫أما المرشحين الخرين من التيارين الشتراكي والقومي‬ ‫فعلقتهم الثورية بالثورة كعلقة العين برؤية الشباح‪ ,‬ل تظهر في‬ ‫النور‪ ,‬وذلك بفعل سابق سلوكهم السياسي سواء كنواب في برلمانات‬ ‫مبارك أو مراكز التمويل الجنبي وجمعيات المجتمع المدني‬ ‫المصنوعة أو سواء في الدوائر الخدمية المهنية في دول الخليج‬ ‫ورضاعتهم من أموال النفط الحرام‪.‬‬ ‫وأما المرشحين المستقلين فل ممارسات سياسية وثورية لهم‪.‬‬ ‫وانحسرت كل ممارستهم الحياتية في الجهزة المنية‪ ,‬وأجهزة المن‬ ‫ل تفرز سياسيين أو قادة سياسيين‪ ,‬ولكن السياسيين قد يبدعون في‬ ‫إدارة كوادر وأجهزة المن الضرورية لخدمة الوطان‪.‬‬ ‫الضلع الول‪ :‬وعليه يقف المجلس العلى للقوات المسلحة‪,‬‬ ‫وقد جسد دور القوات المسلحة كعمود الخيمة في البناء الوطني للدولة‬ ‫المدنية الحديثة خير تجسيد‪ ,‬وقد قابل كل أصناف الضغوط السياسية‬ ‫وغيرها داخليا ً وخارجيًا‪ ,‬وتراوح أداؤه بين الحياد السلبي والحياد‬ ‫اليجابي‪ .‬لقد اتسم هذا الداء بكثير من الخطاء السياسية والمنية‪,‬‬ ‫وبالكثر من النجاحات السياسية والمنية‪ ,‬وجاء الداء في التجاه‬ ‫العام على أساس بيروقراطي وطني وغير ثوري‪ ,‬تختلط فيه الدارة‬ ‫السياسية بالدارة المنية‪ ،‬لذلك غلب على هذا الداء تغييب أسراره‬ ‫وملبساته عن الشعب‪ ,‬فقد بدت إدارته لشئون البلد إدارة منعزلة‬ ‫وغامضة بخاصة في مسائل القضايا الستراتيجية والوطنية‪ ,‬وفشل‬ ‫هذا الداء فشلً ذريعا ً في الستقواء بالثورة‪ ,‬أو بدفعها للمام أو‬

‫‪168‬‬


‫التطوير لبنيتها أو لهدافها أو تنظيم قواها‪ ,‬واستبدل أسلوب الدارة‬ ‫بالثورة للذعان للدارة السياسية وفقا ًُ للخطة المباركية الجديدة والذي‬ ‫إذا استمر في المشي على خطواتها حتى نهايتها سينتقص من دوره‬ ‫في مساندة الثورة بل وسيمتد النتقاص لدوره الوطني التقليدي ذاته‪.‬‬ ‫وقد يفضي به للقوة المعيقة للثورة‪ .‬وهذا سيظلم بنيته الكلية‪ ,‬وأفراده‬ ‫وقادته كل على حده‪ ،‬ويحملهم مسئولية كبرى في تبين مخاطر‬ ‫استمرار خطة مبارك الجديدة على المؤسسة وعلى العضاء‪.‬‬ ‫وواجبي أن أذكرهم بدروس اغتسال مبارك بعد أن فات الوان‪.‬‬ ‫أما حكومات ما بعد الثــورة فهــي كلهــا فقيــرة المعنــي والمبنــي‬ ‫وتنتمي للنظام السابق وسياساته وأساليبه في الحكم بأكثر مــن انتمائهــا‬ ‫للنظام الجديد حتى في فترته النتقاليــة‪ ,‬فكلهــا لــم تتــبين أحكــام الفــترة‬ ‫النتقالية‪ ,‬وكلها سارت علــى نهــج بيروقراطــي بليـد لـم يـدفع المــور‬ ‫للمام‪ .‬بل لم يحتفظ بها عنــد حــدودها فــي النظـام السـابق ناهيــك عـن‬ ‫القــول بانتكاســته إلــى دون المواقــع الصــلية فــي السياســات الداخليــة‬ ‫والخارجيـــة‪ ,‬وفـــي الجـــوانب القتصـــادية والجتماعيـــة والمنيـــة‬ ‫والخدمية‪ ...‬الــخ‪ ,‬ولكــن يظــل أداء قــوى هــذا الضــلع حــتى الن أداًءا‬ ‫مقبولً في حدود معطيات الواقع الراهن‪ ,‬ولكنه ل ُيمنح درجة جيــد أو‬ ‫جيد جداً أو ممتاز‪.‬‬ ‫الضلع الثاني‪ :‬للمثلث وتقف عليه قوى النخب السياسية وقد‬ ‫طغت عليه قوى التيار السلمي "الخوان – السلفيين – الجهاد‬ ‫والجماعة السلمية" يليها قوى التيار الليبرالي‪ .‬والتياران بأدائهما‬

‫‪169‬‬


‫العملي والعلني ل يمتان للثورة الشعبية بأي صلة وممارستهما أقرب‬ ‫لقوى الثورات المخملية ودورهما في دعم قوى العدوان والرهاب‬ ‫على ليبيا وسوريا يثير الفزع‪ ,‬ويشير إلى انتقاص الدور الوطني‬ ‫لهما‪ ,‬فعلقات التبعية للستعمار والصهيونية والرهاب أبرز من‬ ‫علقات وأدوار العمل على استقلل الوطن وتقدمه وتطويره‪ ,‬وقد‬ ‫أبرزت ذلك سابقا ً – أما القول بتكوين برلمان الثورة فما أكذب هذا‬ ‫القول وأبعده عن الحقيقة السياسية والثورية والنتخابية النزيهة‪ ,‬في‬ ‫ظل استمرار سيطرة رأس المال على الحكم والغراق النتخابي‬ ‫بالموال الملوثة‪ ,‬وعدم وجود أي فرصة أو شبهة للمساواة بين‬ ‫المواطنين والحزاب والقوى السياسية‪.‬‬ ‫وأما باقي النخب السياسية من قوى التيار الشتراكي والقومي‬ ‫الناصري فهي آخذة في التردي سياسيا ً وتنظيميًا‪ ,‬وأبعد عن بناء‬ ‫حلف الثورة وأعجز عن تشكيل قيادة شعبية للثورة فهي ما زالت‬ ‫منعزلة عن الشعب تحكم حركتها ظواهر النحرافات النتهازية‬ ‫اليمينية أحيانا ً سواء في مسلكها التحالفي أو النتخابي بفعل أمراض‬ ‫النانية والجتزاء السياسي والمسلك الليبرالي المتوحش‪ .‬وبعضها‬ ‫الخر تحكمه ظواهر الطفولة اليسارية الثورية بكل آثارها الكارثية‬ ‫في تهميش قوى الثورة وتفتيتها وإحكام عزلتها عن الجماهير الشعبية‪.‬‬ ‫وقوى الضلع الثالث من قوى الشباب والقوى غير المسيسة‬ ‫المشتركة في الثورة والمشكلة لعمودها الفقري‪ ,‬بلغ بها المدى في‬ ‫التشتت والتحلل بفعل أمراض النتهازية اليمينية والطفولة اليسارية‬

‫‪170‬‬


‫والثورية مبلغا ً كبيراً وإصرارها على عدم التثقيف السياسي العميق‪,‬‬ ‫والكتفاء بثقافة "التيك أواي" التي تقدمها الصحف والفضاء‬ ‫العلمي وشبكة المعلومات الدولية‪ ,‬ل يحصنها‪ ,‬فالمعرفة الثورية‬ ‫والممارسة الثورية هما عمودي الرتكاز للتكوين الثوري‪ ,‬وهذا ما‬ ‫يدخل في دائرة الفقر المدقع‪ .‬لقد كان مسلك التنظيم الكفاحي ببناء‬ ‫اللجان الثورية للخدمات والنشطة الجماهيرية‪ ,‬أجدى من تكوين‬ ‫اتحادات وائتلفات الثورة تلك الشكال التي اندفعت على طريق‬ ‫النتهازية السياسية‪ ,‬ومسالك جمع المغانم الشخصية للفرد أو‬ ‫للمجموعة وكانت السبب الساسي في هذا التشتت أو التحلل الثوري‬ ‫الحالي‪.‬‬ ‫وبعد فسوف استمر في تذكير الجميع بأن دروب الثورة‬ ‫الشعبية غير دروب الثورة المخملية وأن دروب الديمقراطية الوطنية‬ ‫ذات البعد الشعبي غير دروب الليبرالية المتوحشة‪ .‬وأن دروب النقاء‬ ‫الثوري غير دروب النحرافات اليمينية والنتهازية للثورة‪ ,‬وغير‬ ‫دروب النحرافات اليسارية والثورية الطفولية‪.‬‬

‫الثلثاء ‪ 3‬إبريل ‪2012‬‬

‫‪171‬‬


‫فى بلدنا ثورة بدون هدف ثورى ‪ ..‬وبدون منهج ثورى ‪ ..‬وبدون‬ ‫حلف ثورى ‪ !!...‬ثورة بل ثوار!!‬ ‫دفعنى اختيارى لحياتى ـ رغم شدة المعاناة الذى سببه هذا‬ ‫الختيار ـ أ ن أدحترف العمل الثورى منذ نهاية سنة ‪ ،1977‬وتأسست‬ ‫قاعدة اختيارى الثورى على أ ن الصراع الذى تحياه مصر‪،‬‬ ‫ومنطقتها العربية‪ ،‬هو صراع وطنى ديمقراطى‪ ،‬أى أنه صراع ذو‬ ‫ونجهين‪ :‬الول‪ :‬ضد التخلف والطائفية والرنجعية‪ ،‬علقات ما قبل‬ ‫الحداثة‪ ،‬والرنجعية والقتصاد الريعى الذى ينشد بفعل عوامل وقوى‬ ‫رنجعية للقتصاد المتخلف شبه القطاعى‪ ،‬واقتصاد المستعمرات‪،‬‬ ‫وأ ن هذا الرتداد يستند على قاعدة إنجتماعية أخذت تتسع بفعل‬ ‫علقات العمل فى السوق القليمى النفطى الذى يعيد تشكيل سوق‬ ‫العمل إلى إنتاج التخلف القتصادى النجتماعى فى انتاج القتصاد‬ ‫الخدمى والريعى والعقارى المعادى للنتاج والتنمية الشاملة‪ ،‬وبروز‬ ‫القتصاد الموازى غير القانونى بمعدلت تتفوق على القتصاد‬ ‫الرسمى والقانونى‪ ،‬وتوظيف هذا القتصاد الموازى لخلق قاعدة‬ ‫إنجتماعية متخلفة‪ ،‬وذات تركيبة نجرائمية‪ ،‬وتميل للعنف والعتماد‬ ‫على الشكال والبنية الجرائمية التقليدية والمستحدثة‪ ،‬المحلية‬ ‫والمستوردة‪.‬‬ ‫* والونجه الثانى للديمقراطية الوطنية )والقومية( علقات التبعية‬ ‫والرتداد الصريح لعلقات الستعمار والدحتلل العسكرى المباشر‬ ‫وغير المباشر‪ ،‬والصور والساليب المتعددة لضرب صيغة الدولة‬

‫‪172‬‬


‫القومية والوطنية‪ ،‬وتفتيت الوطا ن )فى بعدها القليمى( والشعوب‬ ‫والمجتمعات "فى بعدها النجتماعى بالطائفية والعرقية والصراعات‬ ‫المذهبية الدينة ‪ ...‬الخ"‪.‬‬ ‫* وتبينت من خلل هذه البعاد أهمية الفرز للثنائيات‬ ‫السياسية والنجتماعية فلم أتبنى مقولة‪ :‬دحكومة معارضة‪ ،‬لنه اتضح‬ ‫لى فى الممارسة العملية أ ن هذه الثنائية ليست عدائية لطبيعة الدول‬ ‫الموانجهة للستعمار والتبعية فقد يتجه طرافاها لخدمة الستعمار‬ ‫والندماج فى استراتيجية الدحتواء الستعمارى للبلد التابعة‪ ،‬أو‬ ‫العكس‪ :‬بمعنى أ ن يتجه الطرفا ن لموانجهة الستعمار وعلقات‬ ‫التبعية‪ ،‬أو يكو ن أدحد الطرفين فى تلك الجبهة )الستعمار مثل( أو‬ ‫)الوطنية الديمقراطية مثل( مع تغير لطرفى المعادلة‪ :‬دحكومة ـ‬ ‫معارضة أو موالة ومعارضة‪ .‬وهنا يقع الفرز الثورى على محور‪:‬‬ ‫استقلل ـ تبعية‪.‬‬ ‫* كما رفضت تبنى ثنائيات‪ :‬دحرية ‪/‬إستبداد أو‬ ‫ديمقراطية‪/‬دكتاتورية بدو ن تبين عمقها الوطنى والطبقى‪ ،‬فل دحرية‬ ‫مطلقة بدو ن نجوهر وطنى وطبقى ففى عهد الستعمار والدحتلل‬ ‫المباشر لمصر كانت الحرية كامل الحرية لعملء الستعمار وقواعده‬ ‫الطائفية والطبقية والنجتماعية‪ ،‬وكا ن الستبداد كل الستبداد على‬ ‫الشعب والمجتمع الذى تعادى قواه الستعمار والدحتلل‪ .‬وفى عهود‬ ‫التبعية الستعمارية كانت الديمقراطية بالمعنى الليبرالى )الحر(‬ ‫لقواعد التبعية فى الرأسمالية العقارية والسمسارية والمالية والتجارية‬ ‫والخدمية المرتبطة بالرأسمالية العالمية‪ ،‬ولرأس المال الكمبرادورى‬

‫‪173‬‬


‫)الوكيل التجارى والخدمى للدحتكارات الرأسمالية الكبرى(‪ ،‬وللقوى‬ ‫النجتماعية من صناع الفتنة الطائفية والدينية‪ ،‬والقوى الرنجعية من‬ ‫صناع الوها م والبدع والسحر‪ ،‬وكل الجرائم النجتماعية الكبرى‬ ‫كترويج المخدرات وتجار زواج القاصرات‪ ،‬وتهريب السلع ووسائط‬ ‫ثقافة التنطع والنحلل‪ ،‬وتجار الفتاوى الظلمية والفقة الطائفى‬ ‫البدوى العنصرى ‪ ...‬الخ‪ .‬وكا ن الستبداد كل الستبداد ضد دعاة‬ ‫الستقلل الوطنى‪ ،‬والستناره المجتمعية والثقافية العصرية‬ ‫المتطورة المعتمدة على قيم الصالة والمعاصرة ‪ ...‬الخ‪ .‬والحرية‬ ‫والستبداد ل تمارس طبقا لثنائية الحكومة ـ المعارضة‪ ،‬ولكن قد‬ ‫تأتى قوى معارضة لتكو ن أشد استبدادا من الحكومة ضد قوى‬ ‫الستنارة والعكس صحيح‪ .‬ومحور الفرز الرئيسى هنا هو‬ ‫الديمقراطية الوطنية المعادية للتخلف والستعمار والتى تدعو‬ ‫للستقلل والتنمية والعدالة الشاملة‪.‬‬ ‫* كما لدحظت أ ن الصراع السياسى فى بلدنا ليس صراع‬ ‫عقائدى أو سياسى مذهبى‪ ،‬ففى بلدنا أربعة تيارات أو مدارس‬ ‫سياسية وعقائدية هى‪ :‬الليبرالية ـ الشتراكية ـ الدينية ـ الناصرية‬ ‫)القومية العربية(‪ .‬ذلك أ ن هذه المدارس إنقسمت نجميعها إنقسا م‬ ‫طولى على محور‪ :‬الوطن ـ أعداء الوطن‪ ،‬أى الستقلل ـ التبعية‬ ‫والدحتلل‪ ،‬ونجاءت أدحداث إدحتلل العراق لتؤكد ذلك فهناك‪:‬‬ ‫ليبراليو ن واشتراكيو ن واسلميو ن وقوميو ن عرب مع الستعمار‬ ‫بقيادة أمريكا‪ ،‬ومن ذات القوى الربعة هناك قوى تقاو م الدحتلل‬ ‫والستعمار وعلقات التبعية‪ .‬وأظهرت عملية استدعاء دحلف‬

‫‪174‬‬


‫الطلنطى لبادة الشعب الليبى واستنزاف ثرواته )تحت شعار دحماية‬ ‫المدنيين( بدعم من قوى ليبرالية واسلمية أساسا‪ ،‬ودحتى ال ن لم‬ ‫تونجد قوى من هذين التياريين تحارب ادحتلل واستعمار ليبيا‬ ‫وتقسيمها من نجديد‪ ،‬كما تونجد قوى قومية واشتراكية ساهمت فى‬ ‫دعم سياسات الطلنطى وقوى المقاومة لم تتخلق بعد‪.‬‬ ‫ومما يؤسف له أ ن قوى اسلمية وليبرالية وقومية واشتراكية‬ ‫دعمت ونجود الطلنطى فى ليبيا تحت دحجة دعم الثورة )ذلك الوهم‬ ‫الذى يعكس خواء الثورة فى بلدنا مما سطرته فى العنوا ن(‪ ،‬ذلك أ ن‬ ‫الثورة صارت لدى البعض مفهوما دحرا ومطلقا يأتيه من يشاء وكيف‬ ‫يشاء طالما شارك فى مظاهرة أو ُونجد فى التحرير أو فى أى ميدا ن‬ ‫فى مصر‪ .‬ولم يحدد كل مدعمى )وهم الثورة الليبية(أى نجسم لهذه‬ ‫الثورة ول أى شعار لها‪ ،‬وارتدوا لصمت كئيب دو ن أى نقد لموقفهم‬ ‫المخجل فى إبادة شعب مجاور لنا يرتبط معنا بمقومات الونجود‬ ‫القومى والمة الوادحدة‪ ،‬ولكن لماذا؟ لنه كما لم تكن فى ليبيا ثورة؟‬ ‫كما لم يكن مؤيديها وداعميها لدينا ثوار‪ .‬هذه الحقيقة التى تفقؤ‬ ‫العيو ن‪ .‬مع أ ن هؤلء المؤيدين لدينا أساسا من كل قوى التيار‬ ‫السلمى السياسى بل استثناء‪ :‬الخوا ن المسلمو ن ـ السلفيو ن ـ‬ ‫الجماعة السلمية‪ ،‬وأ ن تأييدهم لم يقف عند دحدود التأييد المعنوى أو‬ ‫السياسى ولكن إمتد للقتال والمساعدة فى القتال ضد الشعب الليبى ‪،‬‬ ‫والمر ينطبق بصورة أقل نسبيا على التيار الليبرالى‪ ،‬ولكن شارك‬ ‫بالجهد والدعم المادى واللونجستى والسياسى والتسليحى‪ .‬أما المؤيدين‬

‫‪175‬‬


‫من التيارين القومى العربى والشتراكى فاكتفوا بالتأييد المعنوى‬ ‫والسياسى فحسب‪.‬‬ ‫والموقف من قضية الثورة الليبية المدعاة هو واقعة الفرز‬ ‫الساسية لدينا هنا فى مصر‪ ،‬والمر يمتد لتأييد قوى الرهاب‬ ‫والنشقاق الخارنجى فى سوريا كذلك‪ ،‬أى قوى مجلس اسطنبول‬ ‫الخائن‪ .‬ويحق لى ولغيرى أ ن يتساءل هل سيستعين هؤلء الثوار‬ ‫الكاذبو ن باستدعاء الستعمار لو استمر‪ ،‬فرضا‪ ،‬دحكم العسكر كما‬ ‫يرونجو ن بشعارهم الساقط "يسقط يسقط دحكم العسكر"‪ ،‬والنجابة‬ ‫المنطقية قد يحدث هذا فعل‪ ،‬ذلك أ ن المفاهيم إختلطت والتبست‬ ‫وتزاونجت الثورات المخملية )ثورات الربيع ـ الثورات الملونة ـ‬ ‫ثورات الياسمين وكل اللفاظ المبهجة(‪ ،‬مع الثورات الشعبية سواء‬ ‫الثورية على أسلوب الديمقراطية الرأسمالية ـ أو الثورة على أسلوبى‬ ‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬أو الديمقراطية الشتراكية ـ أو الثورة على‬ ‫أساليب الديمقراطية الوطنية‪ :‬سواء اتجهت نحو اليمين والليبرالية‪ ،‬أو‬ ‫اتجهت نحو الوسط والديمقراطية الشعبية‪ ،‬أو اتجهت نحو اليسار‬ ‫والديمقراطية الشتراكية‪ .‬إ ن الثورة المخملية على النهج النيوليبرالى‬ ‫المعولم لرنجاع المجتمعات المستقلة تحت الدحتلل الستعمارى‬ ‫المباشر‪ ،‬أو تحت الهيمنة والتبعية للستعمار والرأسمالية‬ ‫الدحتكارية‪ ،‬وتجمعاتها العسكرية لوسائط التكنولونجيا المتطورة‬ ‫للتصالت ‪ ...‬الخ‪ .‬إ ن هذه الثورات قضت على المعسكر الشتراكى‬ ‫فى التحاد السوفيتى وأوربا الشرقية‪ ،‬وتترصد الدول الوطنية‬ ‫المتحررة والمستقلة فى العالم الثالث على إمتداد القارات الثلث‪:‬‬

‫‪176‬‬


‫آسيا وإفريقيا وأمريكا اللتينية‪ ،‬فبهذه الثورات تم تفكيك الدول والمم‬ ‫الكبرى "التحاد السوفيتى" وأصبح دحوالى ‪ 17‬دولة وأكثر ‪..‬‬ ‫ويوغسلفيا إلى سبع دول ‪ ..‬والبقية تأتى‪ ،‬وتشيكسلوفاكيا إلى دولتين‬ ‫‪ ..‬وهلم نجرا‪ ،‬وقسمت السودا ن إلى دولتين ‪ ..‬والبقية تأتى ‪ ..‬وتحاول‬ ‫تقسيم ليبيا ‪ ..‬والمثلة عديدة‪ ،‬فهل هذه ثورات يا أهل العلم السياسى‬ ‫والثورى؟ إننى بصفتى التخصيصية فى السياسة والثورية فكرا‬ ‫وعمل وممارسة‪ :‬أقطع بأنها ثورات كاذبة معادية لشعوبها ومصالح‬ ‫أممها أنها ارهاصات إنجتماعية لعودة الستعمار إلى صوره الفجة‬ ‫فى ادحتلل الوطا ن‪ ،‬ونهب المجتمعات بالطرق الفجة والفاضحة‪.‬‬ ‫* وللسف العميق فقد توانجدت هذه الثورة المخملية ـ أهدافها‬ ‫ومسالكها الثعبانية ـ إلى نجوار الثورة الشعبية الضخمة فى مصر‬ ‫والتى ونجدت بدو ن قيادة ثورية‪ ،‬وبدو ن أهداف ثورية‪ ،‬وبدو ن خطط‬ ‫واستراتيجيات ثورية‪ ،‬وفشلت النتفاضة الثورية التى إندلعت فى ‪25‬‬ ‫يناير سنة ‪ ،2011‬ودحتى ال ن فى تحديد وبناء مهامها الرئيسية‪ :‬كما‬ ‫فشلت فى فرز الحلف المعادى للثورة إنجتماعيا وسياسيا واكتفت‬ ‫بثنائية كاذبة‪ :‬دحكومة‪ /‬معارضة أى موالة‪ /‬معارضة فى النظا م‬ ‫السابق دو ن فرز قوى النظا م السابق‪ ،‬وتبين ودحدة الموله‬ ‫والمعارضة فى تبنى كل السياسات القتصادية والنجتماعية ـ‬ ‫الخارنجية والداخلية‪ ،‬عدا قضية التمديد والتوريث لحسنى مبارك‬ ‫وإبنه نجمال فحسب فالكل وإ ن شئنا الدقة الغالبية كانت تدعم سياسة‬ ‫الخصخصة ـ والتمويل النجنبى المفكك لبنية الدولة ـ والشراكة‬ ‫الستراتيجية مع الغرب بقيادة أمريكا ـ وسياسات الستثمار العقارى‬

‫‪177‬‬


‫والخدمى والسيادحى ضد سياسات التنمية الشاملة النتانجية فى‬ ‫الزراعة والصناعة والتكنولونجيا والصناعات المتطورة ـ وانهيار‬ ‫مسؤلية الدولة عن تقديم الخدمات الساسية العامة فى التعليم‬ ‫والصحة والسكا ن ـ النجاة الفردية فى هذه المجالت كل بقدر‬ ‫استطاعته وعمار نجيبه ‪ ...‬الخ‪ .‬إ ن هيمنة رأس المال على الحكم‬ ‫والمجتمع ما زالت سارية وتزداد تجذرا رغم قيا م الثورة منذ أكثر‬ ‫من سته عشر شهرا‪ ،‬ولم ترفع مظاهرة وادحدة هدفا ثوريا إنجتماعيا‬ ‫عاما ومؤثرا فى دحياة المجتمع كتحديد الملكية الزراعية‪ ،‬واسترداد‬ ‫فروق السوق أو نجزء منها ولو بنسبة ربع سعرها فى الستثمار‬ ‫العقارى الفاخر‪ ،‬وتحديد دحد أعلى ودحد أدنى للدخول ول أقول‬ ‫النجور فالنجر يشارك بلقل من ‪ %15‬من دخول المجتمع‪ .‬ولم‬ ‫ترفع مظاهرة ول نجماعة ثورية شعار هندسة الديمقراطية الوطنية‬ ‫بين النخبة السياسية ومكوناتها وبين الشعب الثائر والمجتمع على‬ ‫صعيديه الجغرافى والنوعى‪ .‬ولكن كل التحركات ليبرالية منعزلة‬ ‫تنصب على اقتسا م كعكة الحكم على ذات السياسات فى النفتاح‬ ‫القتصادى وسيادة القطاع الخاص والحرية الجديدة التى ل قيود‬ ‫عليها‪ ،‬وسوقها الحر المعربد فى سحق غالبية طبقات الشعب ـ‬ ‫والشراكة المريكية ـ السرائيلية الستراتيجية ‪ ..‬ولن أكرر نفسى‪.‬‬ ‫* أى ثورة فى مصر ال ن والثوار ل يعرفو ن التمييز بين‬ ‫الحلقات الثورية فى تاريخ مصر الحديثة‪ ،‬أى فى مدى ‪ 130‬عاما‬ ‫فقط لمجتمع يمتلك دولة وطنية منذ ستة آلف وثلثمائة عا م على‬ ‫القل‪ ،‬ول يقدر على تحديد متى كانت ثورة يوليو سنة ‪ ،1952‬ثورة‬

‫‪178‬‬


‫ومتى إنقلبت عليها الثورة المضادة وتمكنت منها‪ ،‬وهم يقولو ن بودحدة‬ ‫الحكم والسياسات منذ ستة عشريات وأنه كا ن دحكم العسكر أى قواعد‬ ‫علمية وثورية تقيسو ن عليها هذه المزاعم والفتراءات؟ إ ن الثورة‬ ‫علم وفن‪ ،‬ومعرفة نظرية وممارسة عملية ونضالية والثورة مرادحل‬ ‫ثورية ولن تنجز ثورة بغير ونجود الحلف الثورى‪ ،‬والهداف الثورية‬ ‫والبرامج والستراتيجيات التى تسعى لتحقيق هذه الهداف وتحديد‬ ‫السياسات البديلة لها وتحديد الحلف المعادى للثورة والعمل على شل‬ ‫فاعليته دحتى تحجمه‪ ،‬واعمال الفرز المجتمعى عليه دحتى يتم‬ ‫استيعابه فى غمار مسيرة الثورة الديمقراطية الوطنية المتسعة نجدا‬ ‫لمعظم إ ن لم يكن كل قوى الوطن والمة على أساس وطنى‬ ‫وديمقراطى فعلى‪ .‬إ ن ثنائية دحكومة‪ /‬معارضة ثنائية كاذبة وفاشلة‬ ‫فى تجارب اكدت امكانية التودحد تحت خندقى الثورة والعداء‪ ،‬هنا‬ ‫أو هناك‪ ،‬واستبدال المواقع هنا أو هناك‪.‬‬ ‫* إ ن الثوارهم من يبنو ن الحلف الثورى ويحددو ن الهداف‬ ‫الثورية والبرامج الثورية لتحقيق هذه الهداف ـ وهى لمن يعلم سته‪:‬‬ ‫‪1‬ـ المحافظة على استقلل الوطن والرادة الوطنية لبنية ومصدرى‬ ‫القرارات المعبرة عن مصالحه فيه‪.‬‬ ‫‪2‬ـ الديمقراطية الوطنية فى فترة انتقالية ل تقل عن أربعة سنوات‬ ‫على ثلثه محاور‪ :‬الول‪ :‬للنخب بالتساوى بين مكوناتها السياسية‬ ‫الربع ـ الشعب على أساس نجغرافى لثمانية قطاعات دحسب‬ ‫الوز ن السكانى الشعب على أساس نوعى لثمانية قطاعات نوعية‬ ‫كالعمال والفلدحين والمرأة ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫‪179‬‬


‫‪3‬ـ تحقيق وبناء مقومات وسبل العدالة النجتماعية ضد التمييز على‬ ‫أساس النوع والقليم والدين ‪ ..‬الخ‪ .‬ودحدة المواطنة ـ تكافؤ الفرص‬ ‫ـ الحصول على كل الحقوق القتصادية والنجتماعية والثقافية ـ‬ ‫الحصول على كل الحقوق السياسية والقانونية ودحقوق التنمية ـ‬ ‫الحق فى النجر الوادحد لذات العمل أو الوظيفة ل فرق بين رنجل‬ ‫وامرأة وطفل‪ .‬الحصول على الخدمات العامة الساسية فى التعليم‬ ‫والصحة والسكن والمأكل والمشرب‪ ،‬دحسب قدرة الفقراء ول‬ ‫يكو ن الفقر عائقا للتمتع بهذه الحقوق والخدمات ‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ بناء وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على أساس برامج‬ ‫واستراتيجية العتماد على الموارد المحلية والصديقة وسياسة‬ ‫التشغيل الكامل للقتصاد والتنمية البشرية والتدريب واعادة‬ ‫التأهيل ـ على أساس توسيع رقعة الجزء الذى نعيش عليه من‬ ‫أرض مصر‪ ،‬وزراعة السادحل الشمالى وسادحل البحر الدحمر‬ ‫وسيناء والظهير الصحراوى فى الدلتا والوادى ‪ ..‬فرض ضريبة‬ ‫لمرة وادحدة على الشركات والفراد الذين أخذوا مسادحات‬ ‫للستثمار العقارى )ما ل يقل عن ‪ 16‬مليو ن فدا ن( بما ل يقل عن‬ ‫ربع ثمن المتر دحاليا‪ ،‬وإليصادر العقار لملكية الدولة وتصادر‬ ‫ملكية هذه الشركات إذا إمتنعت عن الدفع واصدرار التشريعات‬ ‫الثورية لتمكين الدولة الثورية من تحقيق ذلك ـ تحريم وتجريم‬ ‫ملكية الرض )زراعية أ م عقارية( للنجانب ويستثنى العرب من‬ ‫ذلك على أ ن تكو ن دحقوق الملكية للعرب مؤقته وبامتياز ل يزيد‬ ‫عن ‪ 49‬عاما على الطلق‪.‬‬

‫‪180‬‬


‫‪5‬ـ بناء مؤسسات الدولة التحادية العربية لمن يختار ذلك مع مصر‪،‬‬ ‫وخارج إطار نجامعة الدول العربية وعلى مرادحل تستهدف‪ :‬ودحدة‬ ‫السياسة الخارنجية ـ دحرية تنقل الفراد ورءوس الموال ـ تكامل‬ ‫مشروعات التنمية ـ ودحدة أنجهزة الدفاع عن الدولة خارنجيا ‪..‬الخ‪.‬‬ ‫‪6‬ـ بناء تكامل وتنمية دول دحوض النيل‪ ،‬والعمل على زيادة دحصص‬ ‫النتفاع بمياة النيل المهدرة وإعادة توزيعها لصالح كل دول‬ ‫الحوض‪ ،‬وتودحيد شبكات الطاقة الكهربائية )الكهرومائية( ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬الثورة علم وفن‪ ،‬وليست مجرد مشاركة فى مظاهرة أو‬ ‫اعتصا م أو دحتى التمهيد بالمتابعة لتحقيق عصيا ن مدنى عا م ـ كل‬ ‫هذه إنجراءات ثورية‪ .‬أما الثورة فتحديد أهداف ثورية وبرامج‬ ‫ثورية وبناء دحلف ثورى وتنظيمة‪ ،‬وادارة الصراعات والتحالفات‬ ‫المجتمعية على أسس ثورية‪.‬‬ ‫‪29/5/2012‬‬

‫‪181‬‬


‫انتصرت الثورة المخملية‬ ‫وانتكست الثورة الشعبية‬

‫أول‪ :-‬الثورة المخملية تعريف نظري وتاريخي‪-:-‬‬ ‫كلمة "مخمل " والصفة منها" مخملي – أو مخملية " تعني‬ ‫القطيفة أو النسيج الناعم ‪ .‬وأصبحت تطلق علي نوع كاذب من‬ ‫الثورات‪ ،‬والكذب يلحق بهذه الثورات شكليا وموضوعيا‪ ،‬فمن حيث‬ ‫الشكل يطلق عليها دائما أنها ثورات سلمية وهذه أقوال أما عن‬ ‫الفعال فهي ثورات عنيفة وإرهابية ودموية ‪ ،‬مثل ما يدعي بثورات‬ ‫الربيع العربي ) وهذه تسمية أخري( تلحق بالمخملية مثل لبيبا‬ ‫وسوريا‪.‬‬ ‫وقد ذكرت لبيبا وسوريا تحديدا لن وزيرة الخارجية‬ ‫المريكية " هلري كلينتون " قد أفتت في منتصف يونيو سنة‬ ‫‪ 2012‬بأن هاتين الثورتين تعبران عن نقاء وجوهر ثورات الربيع‬ ‫العربي ‪ ،‬وعن الصورة المثلي لما يسمي بثورات الربيع العربي ‪.‬‬ ‫ومن البعاد الشكلية التي تجسد كذب هذه الثورات الدعاء بأنها‬ ‫ثورات شعبية ‪ ،‬وهي في الحقيقة ودائما وفي كل حالتها حصريا هي‬ ‫ثورات نخب سياسية متصارعة فيما بينهما علي اقتسام كعكة السلطة‬ ‫التي تتسلمها لحساباتها النخبوية والفئوية والطائفية ‪ ،‬والتي تشكل‬

‫‪182‬‬


‫أبنية هذه النخب دائما ‪ ،‬أما عن الكذب الجوهري والصلي لهذه‬ ‫الثورات ‪ ،‬أنها دائما ثورات رجعية ترتد بصيغة الوطن الموحد ‪،‬‬ ‫للوحدات الطائفية عرقيا أو دينيا أو اجتماعيا وتعمل علي تفتيت‬ ‫المم ‪ ،‬والدولة المة ‪ ،‬الصيغة السياسية الرقي ‪،‬للدولة القومية ثم‬ ‫الدولة الوطن علي اعتبار أن المة ) بالمعني الصطلحي السياسي‬ ‫الحديث ( هي اتحاد شعوب علي مقومات موضوعية ‪ :‬كوجده اللغة‬ ‫) اللغة القائدة ( ووحدة الثقافة بما فيها الدين كقوة تشكيل ثقافي‬ ‫واجتماعي – وحدة وتألف المجتمع بعاداته وتقاليده – وحدة العملية‬ ‫القتصادية الحديثة القائمة علي إنتاج القيم التبادلية والقيم المضافة‬ ‫والتي تشترط تواصل المتداد الجغرافي أي إقليم الدولة ‪ ،‬وتنوع‬ ‫مصادر الثروة العامة ‪ ،‬والسواق الجمعية والعلقات التبادلية داخليا‬ ‫وخارحيا ‪ ،‬والفاق المفتوحة للتنمية والتطور المستقل لهذه المة‬ ‫لصنع مستقبل زاهر ‪.‬‬ ‫• والثورات الكاذبة التي تتعدد تسميتها‪ :‬المخملية – الربيع –‬ ‫الياسمين – اللوان الفاقعة – كل الدللت المبهجة والناعمة‪ .‬قد‬ ‫نشأت في العالم منذ مال يزيد عن ربع قرن فقط بدأت بثورات‬ ‫أوربا الشرقية لضرب صيغة الديمقراطيات الشعبية ‪،‬‬ ‫والديمقراطية الشتراكية لصالح ديمقراطيات نيوليبرالية معولمة‬ ‫تقوم علي تفتيت وحدة المة ‪ ،‬لقامة كيانات طائفية عرقية أو دينية‬ ‫كما حدث في تفتيت دولة يوغسلفيا التحادية الي مجموعة دول‬ ‫ما زالت تتوالي عملية تشرزمها وتقتنها – والملفت في المر أن‬

‫‪183‬‬


‫صربيا صارت كعبة القصاد لدارسي هذه الثورات الكاذبة‬ ‫والمتدربين لنجازها في دولهم الوطنية أو أممهم وهذه الثورات‬ ‫الكاذبة ل تضرب وحدة المة فحسب ‪ ،‬ولكن تضرب صيغة‬ ‫الستقلل الوطني والقومي لتحوله لعملية إلحاق وتبعية للمعسكر‬ ‫الستعماري العالمي ‪ ،‬وحلفه العدواني – حلف الطلنطي ‪ ،‬وليس‬ ‫أدل علي ذلك من تحويل معظم دول أوربا الشرقية ‪ ،‬والدول‬ ‫الناتجة عن تفتيت التحاد السوفيتي السابق الى اعضاء في حلف‬ ‫الطلنطى بل إن بولندا التي كانت عاصمتها تشكل عاصمة ومقرا‬ ‫وإسما ‪ ،‬الحلف المنافس والمتصدي لحلف الطلنطى اى حلف‬ ‫وارسو الدفاعي صارت عضواً نشيطا في حلف الطلنطى العدائي‬ ‫‪0‬‬ ‫• ول تكتفى هذة الثورات الكاذبة بتفتيت الوطان وضرب الستقلل‬ ‫الوطني وبناء سبل التبعية العسكرية والقتصادية والسياسية‬ ‫للستعمار فحسب بل تنكس بأسلوب الديمقراطية الشعبية أو‬ ‫الشتراكية أو الوطنية لمجرد أساليب وحيل واحابيل الديمقراطية‬ ‫على النمط النيوليبرالي المعولم حيث تتلخص الديمقراطية فى‬ ‫وسائل شكلية سياسية وانتخابية على طريق السير فى اتجاه‬ ‫إجبارى واحد حيث تكون بين ممثلى طبقة واحدة مهيمنه على‬ ‫السلطة والثورة قي ظل أغراق مالي وأعلمي فاسد وإذا كانت‬ ‫الديمقراطية الليبرالية التقليدية فى بعض دول غرب أوربا قد بنيت‬ ‫على النضال وعلى الحرية الحمراء فى مواجهة نظم إقطاعية‬ ‫زائلة ومن ثم شكلت قيمها واتجاهتها نجاحات موضوعية باهرة‬

‫‪184‬‬


‫على مدى ما يقرب من قرنين من الزمان ولكنها تطورت الى‬ ‫الصيغة الليبرالية الجديدة المعولمة التي تفرز وجوه متعددة لقوى‬ ‫إجتماعية مهيمنة ذات ابنية موحدة اى صارت تجسد نظرية الكل‬ ‫فى واحد ولكن هذا الواحد لم يعد فردا أو ملكا بل صار اتحاد‬ ‫إحتكارى عسكرى صناعى تكنولوجي أو مجمع لقوى تهيمن على‬ ‫الثروة والسلطة فى بلد واحد أو عدة بلدان بل وتسعى لبسط‬ ‫سيطرتها على العالم أجمع جزئيا ً أو كليا حسبما تستطيع وإذا كانت‬ ‫الديمقراطية الغربية الوربية تنال أو مازالت تنال بعض صفاتها‬ ‫الصلية فالديمقراطية على النمط المريكي تفقد هذا بمعدلت‬ ‫أعلى فما بالنا بالديمقراطية الحديثة المنسوخة فى ثورات كاذبة‬ ‫تسير فى طرق فقدان الستقلل الوطني والوحدة الوطنية والقومية‬ ‫ووحدة المة وتتنكب طرق التنمية الشاملة المتطورة والمستقلة‬ ‫وتفتقد كل اشكال وأصناف العدالة الجتماعية‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :-‬الثورة الشعبية في مصر الحديثة وتاريخها‪-:-‬‬ ‫من يتابع تاريخ المة المصرية قديما ووسيطا وحديثا سوف‬ ‫يكتشف أنها أكبر أمة ثائرة في التاريخ ففي تاريخها القديم الذي ينتهي‬ ‫في سنة ‪ 332‬قبل الميلد والذي يمتد قبل ذلك باللف من السنين‬ ‫حدها الدنى أربعة ألف عام‪ ،‬وحدها القصى يمتد لعشرة ألف سنة‬ ‫أو أكثر‪ ،‬وأن كان التاريخ المكتوب ل يسجل منه غير خمسة آلف‬ ‫عام فقط فالمكتشف حتي الن من هذا التاريخ المكتوب ثورات‬ ‫كبري متعددة وتحركات ثورية لحصرلها ‪ .‬وإذا تابعنا تاريخنا‬

‫‪185‬‬


‫الوسيط منذ احتلل السكندر الكبر ) المقدوني ( لمصر ‪332‬ق‪.‬م‬ ‫إلي تحلل الستعمار العثماني لدنيا وبداية دخول الستعمار الوربي‬ ‫الحديث في الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال نابليون بونابرت سنة‬ ‫‪ 1797‬يزخر بكل سبل المقاومة والعمال الثورية حتي يهيأ للمتابع‬ ‫لذلك أنه يعيش تجربة حية لما يسمي الثورة المستمرة علي مدي آلفين‬ ‫من السنين والعوام ‪ ، ،‬فنحن بصدد هبات فلحية ل تنتهي وثورات‬ ‫شاملة وتمردات متقطعة أحيانا ومتصلة في أحياًن أخري تمتل ألف‬ ‫الصفحات في كتب التاريخ بها بل وتفيض علي التراث الشعبي‬ ‫بقصص بطولت شعبية ل تنتهي ‪ ،‬وملحم يذكرها الوجدان‬ ‫المصري بوعي أحيانا ‪ ،‬وبغير وعي علمي في معظم الحيان ‪.‬‬ ‫• ويبدأ التاريخ الثوري الحديث للمة المصرية بثورتي القاهرة‬ ‫الولي والثانية ضد الحملة الفرنسية ‪ ،‬ويتحدد الطابع الحديث‬ ‫للثورة المصرية كثورة وطنية اول ضد الستعمار وثورة‬ ‫ديمقراطية لتحديث الوطن ثانيا تم تأتي الحلقة الولي للثورة‬ ‫الديمقراطية الوطنية فيما يعرف بالثورة العرابية سبتمبر سنة‬ ‫‪ 1881‬يوليو سنة ‪ 1882‬هذه الثورة التي قادها العسكريون‬ ‫المصريون ضد التمييز ضدهم وضد أمتهم تحت الشعار الخالد‬ ‫للزعيم الخالد احمد عرابي " لقد خلقنا ا أحرارا ولم يخلقنا‬ ‫عبيدا أو عقارا ولن نورث بعد اليوم " ومع بداية القرن العشرين‬ ‫تنشأ الضرابات والتحركات العمالية ‪ ،‬وتتوالي الهبات الفلحية‬ ‫وتنطلق الحلقة الثانية للثورة الوطنية الديمقراطية سنة ‪،1919‬‬

‫‪186‬‬


‫ويتأرجح مسار الثورة بين قيادات مترددة في مجموعة من‬ ‫الباشاوات برئاسة سعد باشا زغلول تطرح النضال القانوني ضد‬ ‫الستعمار ‪ ،‬والنهج الليبرالي علي النمط الغربي علي أساس‬ ‫نخبوى ‪ ،‬والترشيح ل يكون البنصاب ملكيه زراعيه أو عقارية‬ ‫أو تجارية أو صناعية ‪ ،‬وبين نهج شعبي ضاغط بتحركات شعبية‬ ‫مقاومة بقيادة عبدا لرحمن فهمي كامتداد لخط النديم وعبيد في‬ ‫الثورة العرابية السابقة ‪ ،‬يختلط باضرابات عمال عنابر السكك‬ ‫الحديدية المصرية ومصانع الدخان وعمال ترام القاهرة ‪ ....‬الخ‬ ‫وبسيادة الخط اليبرالي في تلجيم ثورة سنة ‪ 1919‬تفقد الثورة‬ ‫انجازاتها ‪ ،‬ول تتمكن من إخراج" الحتلل النجليزي " وتبدأ‬ ‫حكومة الوفد الوطنية في تمصير الجيش كجيش وطني منذ سنة‬ ‫‪ 1936‬فقط ويستمر نظام لبيرالي ها مشي يؤمن مصالح‬ ‫الباشاوات والبكوات والقوى المهيمنة علي الثروة والسلطة في‬ ‫مصر لحدما في لعبة خطرة طرفاها الخران قوات الحتلل‬ ‫والملك ‪ ،‬والشعب الكادح خارج معادلة الديمقراطية تماما ‪ ،‬إل من‬ ‫بعض تواجد متنام لشرائح الفئات الوسطي العليا من الموظفين‬ ‫والتجار ورجال المال والعمال و العيان في الريف ‪ ،‬وذوي‬ ‫الملك في المدن‪.‬‬ ‫وتأتي الحلقة الثالثة من الثورة الوطنية الديمقراطية المصرية‬ ‫بقيادة تنظيم الضباط الحرار برئاسة المناضل الوطني الفذ جمال عبد‬ ‫الناصر في ‪ 23‬يوليو سنة ‪ 1952‬وتتسع مجالت الثورة الشعبية‬ ‫وبضرب الملكيات الكبيرة منذ ‪ 9‬سبتمبر سنة ‪ 1952‬وتمليك صغار‬

‫‪187‬‬


‫الفلحين والمعدمين مساحات محدودة من الرض المصادرة من‬ ‫القطاعيين‪ ،‬والراضي المستصلحة في إطار خطة استصلح نشطة‬ ‫دائمة ومستمرة حتي نهاية الستينيات يتم توسعة قاعدة الفئات‬ ‫للديمقراطية الوطنية لم تشهدها مصر من قبل ويدخل الي ساحات‬ ‫العلم والثقافة والسياسة قوي اجتماعية لم يكن لها نصيب من‬ ‫المشاركة السياسية الحرة فيما قبل غير أن مناخ الضغوط‬ ‫الستعمارية والحروب المصدرة لمصر وتحول صراعات القوي‬ ‫الوطنية الجانبية الي صراعات رئيسية وأساسية وبروز امتيازات‬ ‫طبقية تشكلت من الرأسمالية البيروقراطية " )أن تكون الوظيفة‬ ‫العامة وسيلة للغني )وتكوين الثروة( ومن الرأسمالية الكمبورادورية‬ ‫)" الوكيلة للحتكارات الرأسمالية العالمية في السوق الداخلي(‬ ‫والرأسمالية العقارية ورأسمالية النشطة الطفيلية شكلت كل هذه‬ ‫العوامل وغيرها سياسة الرتداد علي الثورة وبداية الثورة المضادة‬ ‫علي ثورة سنة ‪ 1952‬في مصر‪.‬‬ ‫• وكما أشرنا – ترصد البنية التحية للثورة المضادة وعملية الردة‬ ‫منذ نهاية ستينيات القرن العشرين غير أن عملية الرتداد‬ ‫السياسي بدأت بما سماها الرئيس السادات ثورة التصحيح في‬ ‫‪ 15‬مايو سنة ‪ 1971‬لقد أخذت الشوكة السياسية للثورة‬ ‫المضادة تقوي حتي تم النقلب النهائي لها وهيمنتها علي الدولة‬ ‫منذ بداية سنة ‪ 1977‬ومن عجب أن ترافقت هذه العملية‬ ‫الرتدادية مع التحرير السياسي للخوان المسلمين واكتمال‬

‫‪188‬‬


‫نزولهم للساحة السياسية مع باقي تيارات السلم السياسي في‬ ‫سنة ‪ 1977‬وأخذ التيار الليبرالي ينتعش ويبرز علي سطح‬ ‫النخب السياسية متواكبا مع هذا الرتداد الممنهج الذي شكل حالة‬ ‫نوعية جديدة مختلفة عن مسارات ثورة يوليو سنة ‪ 1952‬يمكن‬ ‫توصيفها علميا – بحالة الثورة المضادة ‪ .‬وليس صدفة أن قام‬ ‫السادات بحركته النشقاقية للتصالح مع الكيان الصهيوني‬ ‫العدواني المحتل لفلسطين ولراضي أربع دول عربية أخري بما‬ ‫فيها مصر حيث يتم احتلل شبه جزيرة سيناكلها وبعض الجزر‬ ‫المصرية في البحر الحمر وقرية أم الرشراش المصرية علي‬ ‫رأس خليج العقبة والتي صارت فيما بعد مدينة ايلت السرائيلية‬ ‫وبعد أن أكمتلت قبضة الثورة المضادة لثورة سنة ‪ 1952‬منذ‬ ‫بداية سنة ‪ 1977‬أدار الرئيس السادات أوسع عملية لضرب نظم‬ ‫العدالة الجتماعية في مصر وإعادة فتح البواب الواسعة علي‬ ‫مصراعيها للتباعد الطبقي بين الدخول‪ ،‬وبدأت العمال الطائفية‬ ‫الدينية تتخذ مسارا صار نهجا ثابتا للفتنة الطائفية وأخذ مغنم ثورة‬ ‫سنة ‪ 1919‬الخالدة والذي تجسد في شعار الدين ل والوطن للجميع‬ ‫يضرب في سويداء قلبه وتحللت عملية التنمية المستقلة الشاملة‬ ‫ودارت عملية ارتدادية خبيثة للحاق مصر سياسيا بحبال التبعية‬ ‫المتينة لمريكا وإسرائيل وللغرب عموما وعملية أخري أشد خبثا‬ ‫ومخاتلة للعودة لنمط اقتصاديات المستعمرات الملحقة بالرأسمالية‬ ‫الغربية التابعة – والحق يقال إذا كانت بدايات هذه العمليات الخبيثة‬ ‫قد بدأت مع سياسة النفتاح سداح مداح‪ ،‬في عهد السادات إل أنها‬

‫‪189‬‬


‫تطورت الي مرحلة نوعية أكثر انحدارا في عهد حسني مبارك‬ ‫وتجديدا منذ سنة ‪ 1991‬حيث أخذت البنية التشريعية التفكيكية‬ ‫لثورة ‪، 52‬تجري علي الرض ‪ ،‬قد تطورت سياسات المر الواقع‬ ‫الي سياسات تؤيدها تشريعات وتعديلت دستورية مفككة لصيغة‬ ‫القطاع العام وعلقات الملكية والماجرة في الراضي الزراعية‬ ‫ولقوانين العمل وعشرات بل ومئات التشريعات والقوانين التي تدير‬ ‫انقلبا ً ليبراليا ً واجتماعيا ناعما ً ضد مقومات الديمقراطية الوطنية‬ ‫وما يعرف بالتشريعات والقوانين الحمائية للعمال والفلحين وصيغ‬ ‫النتاج الوطني وكل آليات الستقلل السياسي والقتصادي والتنمية‬ ‫النتاحية واستبدالها بالشكال الريعية والخدمية التي تتكفل بشد وثاق‬ ‫القتصاد بروابط التبعية للستعمار الغربي بزعامة أمريكا‪.‬‬ ‫لقد أخذ الطابع الوطني يتعرض لعتداءات صارخة وتحولت‬ ‫البني التحتية لعكس ما بنيت علية ‪ .‬فبعد أن هيمنت المتيازات‬ ‫الجنبية علي مصر ما قبل ثورة سنة ‪ 1952‬وانقسمت الرأسمالية‬ ‫المحلية إلي رأسمالية موزعة علي أسس قومية خارجية فهذه‬ ‫احتكارات بلجيكية وهذه فرنسية وأخري ببريطانية ‪ ...‬الخ مما دفع‬ ‫طلعت حرب عقب ثورة ‪ 1919‬ونتيجة لها بناء مجموعة بنك مصر‬ ‫الوطنية تم تفريغها من الطابع الوطنى علي أيدي إسماعيل باشا‬ ‫صدقي وأحمد عبود باشا في أبنية متنافسة بريطانية ومن جنسيات‬ ‫أوربية أخري‪.‬‬

‫‪190‬‬


‫وقامة ثورة ‪ 1952‬بتمصير رأس المال الجنبي ثم تأميمه‬ ‫وتأميم رأس المال الكبير المصري التابع للقطاع العام‪ ،‬قامت الثورة‬ ‫المضادة بمرحلتيها السادايتة الواقعية والممتدده في حكم حسني‬ ‫مبارك حتي سنة ‪، 1990‬والتشريعية والعدوانية منذ سنة ‪،1991‬‬ ‫بتحول الرأسمالية المصرية للسلوب الطائفى وأصبح لدينا‪ :‬رأسمالية‬ ‫إسلمية وثانية مسحية وثالثة مدنية تابعة ) كل الرأسماليات الطائفية‬ ‫تابعة ( لذلك راحت القوات المسلحة كعمود الخمية للبناء الوطني‬ ‫تنشئ رأسمالية رابعة )عسكرية ( تابعة للملكيه العامة لها وأن كانت‬ ‫غير قادرة أن تمثل كل الوطن فهي واحدة من أربعة وأن كانت عامة‬ ‫‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :-‬الحلقة الخيرة من الثورة الشعبية المصرية‪-:-‬‬ ‫• الثورة عملية شعبية طويلة وذات حلقات متصلة ومتمايزة‬ ‫فالجماهير تدخل في حالة عميقة من الجزر بعد أن يكون فعل أو هيئ‬ ‫لها – أنها أنجزت مهامها ‪ ،‬وقيادتها تسير علي الدرب الصحيح أو‬ ‫تكون تحت حالة إرهاب وقمع فظ ودكتاتورية محطمة فتبتعد عن‬ ‫السياسة كليا وبازدياد وعيها بفقدان مصالحها يتحرك الجزر عندها‬ ‫تبدأ في الشك بقيادتها السياسية ولكنها تظل مبتعدة عن الفعل السياسي‬ ‫العام ثم يزداد وعيها درجة أو درجات فيذوب جزرها وتظل لم تدخل‬ ‫في مباشرة الفعل السياسي ويكون تململها قد أخذ يشتعل حتي يبلغ‬ ‫ذراه العليا عندها تبدا مرحلة المد الولي حيث توجد الفعال‬ ‫الجماهيرية مبعثرة زمانيا ومكانيا فيزداد وعيها درجات بفقدان‬

‫‪191‬‬


‫مصالها العامة بدرجات كبيرة فتأخذ في ممارسة حالة من المد‬ ‫الوسيط والنشيط الذي يزيد الفعل السياسي بعدا عن العشوائية والتناثر‬ ‫وأقرب للترابط الولي ويرقي الوعي الوطني لدراك ضياع الحقوق‬ ‫الوطنية فتدخل الجماهير حالة تعاظم المد حيث الترابط الزماني‬ ‫والمكاني الواضح للفعل الجماهيري وارتقائه الي الفعل السياسي‬ ‫المباشر علوا علي الممارسات المطلبية والفئوية حتي تكون مرحلة‬ ‫النتفاضة الثورية حيث يتواصل الفعل والسلوك السياسي للجماهير‬ ‫كأنهم ساسة حقيقيون هذه مهنهم وتلك حرفتهم‪.‬‬ ‫• وبعد انتفاضة الخبز للجماهير المصرية في ‪ 19 /18‬يناير سنة‬ ‫‪ 1977‬دخلت الجماهير في حالة الجزر العميق فبعد حركة‬ ‫الجماهير الواسعة التي أسقطت سياسة رفع السعار وإعادتها‬ ‫لسابق عهدها شبه لها أنها أنجرت مهمتها الجمعية ونامت علي‬ ‫ذلك ‪ .‬وتحركت حالة الجزر لديها مع أحداث الفتنة الطائفية في‬ ‫الزاوية الحمراء وضرب المفاعل النووي العراقي سنة ‪1981‬‬ ‫حيث ثبت للجماهير زيف مقولة الستقرار الداخلي والخارجي وأن‬ ‫حرب أكتوبر هي آخر الحروب كما قال بذلك السادات لدي توقيعه‬ ‫معاهدة السلم مع الكيان الصهيوني في ‪ 26‬مارس سنة ‪1979‬‬ ‫وذابت حالة الجزر لدي الجماهير مع أحداث المن المركزي سنة‬ ‫‪ 1986‬ومع بداية تطبيق سياسة الصلح القتصادي منذ سنة‬ ‫‪ 1991‬كنيتجة مباشرة لشتراك القوات المسلحة المصرية في‬ ‫عملية تحرير الكويت مع قوات التحالف الدولي بقيادة الوليات‬ ‫المتحدة المريكية التي أسفرت عن تدمير كل من العراق والكويت‬

‫‪192‬‬


‫معا وإضفاء الشرعية علي الوجود العسكري الدائم علي أرض‬ ‫دول الخليج لمريكا حيث بدأت حالة المد الجماهيري في صورها‬ ‫الولية علي تمايز حركة الجماهير عن حركة النخب واستقللها‬ ‫عنها ولم تلتقي حركة أو تحركات الجماهير مع حركات النخب‬ ‫بتاتا إل في حالتين ‪- :‬‬ ‫• دخول القوات المريكية في العراق في مارس سنة ‪ 2003‬وقبلها‬ ‫حركة انتفاضة القصى في سبتمبر ‪ 2000‬وصار كل تحرك‬ ‫مقفل علي نفسه سواء للجماهير او للنخب السياسية وأخذت‬ ‫تحركات الجماهير تمتد حتي نهاية التسعينيات في القرن العشرين‬ ‫‪ ،‬وبدأت تدخل مرحلة أعلي هي مرحلة أواسط المد من أوائل‬ ‫اللفية الثالثة حتي بعد انتخابات سنة ‪ 2005‬حيث اشتعلت‬ ‫وتواصلت الي مرحلة صعود المد أو تصاعد المد منذ بداية سنة‬ ‫‪ . 2007‬لقد فصلت هذه المراحل والتحركات المعبرة عن كل‬ ‫مرحلة منها في كتابي المعنون " مصر الثورة " المستقبل "‬ ‫مصر علي أعتباب الثورة ) المكتوب في يناير وفبراير سنة‬ ‫‪ 2008‬والمنشور في مايو سنة ‪ 2008‬والموضوع علي شبكة‬ ‫المعلومات الدولية منذ سبتمبر سنة ‪ 2008‬وقد خلصت بعد هذا‬ ‫التفصيل والتحليل أن كتبت في ص ‪ ": 237 ، 236‬والدرس‬ ‫الهام لمطالعة المسيرة الثورية الراهنة أن القائمين بها ل يعملون‬ ‫مسارها ذلك أننا بصدد أحداث ضمن سلوك سياسي عام سيفضي‬ ‫إلي نتيجة محددة وعليه ل يمكن شراء هذه القيادات وإذا حدث‬ ‫ذلك سيكون لبعض الوقت فالخطي ثابتة ومتراكمة ومضطردة‬

‫‪193‬‬


‫فالتحركات الجماهيرية تفرز قياداتها أو ل بأول والطليعة الثورية‬ ‫في حالتنا هذه طليعة تشكلها قوائين التحركات الجماهيرية ذاتها‬ ‫وهنا تطرح المقولة المثيرة التية ‪ :‬يتم التفرقة دائما في قضايا‬ ‫الثورة بين ما يسمي بالعامل الموضوعي والعامل الذاتية بوجود‬ ‫ونضج الطليعة الثورية والقاعدة العلمية تقول‪:‬‬ ‫أول ‪ -:‬أن العوامل الموضوعية تخلق وتنضبح العوامل الذاتية ول‬ ‫تستطيع العوامل الذاتية خلق العوامل الموضوعية أبدا أو‬ ‫تشكليها ‪ .‬ثانيا ‪ :‬إذا لم تكن الطليعة الثورية جاهزة ومستعدة‬ ‫سيتم إيجادها وبلورتها وإنضاجها في غمار عملية التراكم‬ ‫الثوري السائد قد يحتاج ذلك لمزيد من الوقت وقد يكلف‬ ‫الثورة تكلفة عالية أو حتي باهظة ولكن ذلك استحقاق‬ ‫ضروري واجب الحدوث في بدايات مرحلة النتفاضة‬ ‫الثورية أو خلل مراحل النتفاضة الثورية كلها‪".‬‬ ‫• وللسف العميق جاءت انتفاضة ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬تحمل‬ ‫طابعا مزدوجا وثنائيا ‪-:‬‬ ‫• تضم قوي الثورة المخملية بإطرافها الداخلية والخارجية وبالتحديد‬ ‫من قوي التيار الليبرالي الجديد والمعولم من خلل الفضاء‬ ‫اللكتروني وركبت عليها قوي السلم السياسي بقيادة الخوان‬ ‫المسلمين حيث تمت عملية انتقالها من قوي وجيش الثورة‬ ‫المضادة لثورة يوليو سنة ‪ 1952‬لهذه الثورة الكاذبة القرب‬ ‫لطبيعة هذا التيار السياسي كتيار نخبوي يسعي للهيمنة علي‬

‫‪194‬‬


‫الثروة والسلطة يحمل كل مقومات التبعية للستعمار والقوي‬ ‫الغربية وكل خطوطه تتصل منه واليه أي الستعمار‪ .‬ان قوي‬ ‫الخوان موظفة في لعبة السياسية الدولية بعد انتهاء الحرب‬ ‫العالمية الثانية لهدم الشيوعية لصالح القوي الرأسمالية‬ ‫الستعمارية العدوانية في بلد الشرق والبلد السلمية كما أن‬ ‫هذه وما انبثق عنها من باقي اتجاهات السلم السياسي توظف‬ ‫منذ فترة النفراج الدولي بين النظامين الحاكمين لعالم الثمانينيات‬ ‫وما بعدها لضرب صيغة الدولة الوطنية المستقلة تحت وهم أحلم‬ ‫نزقة عن أممية النظام السلمي ودولة الخلفة الوهمية بكل ما‬ ‫يصاحب هذه الحلم المضلة بالنقاء الطائفي الديني لوحدات تحت‬ ‫حكمها تجسدت علي يد النظام السوداني الديني النزق في فصل‬ ‫الجنوب عن الشمال تحت وهم الشمالي الصافي بإسلميته ووحدته‬ ‫السلمية الوهمية‪.‬‬ ‫• ان بعد التيار السلمي السياسي عن الوطنية حقيقة مستمرة‬ ‫وممتدة فمنذ ما بعد جمال الدين الفغاني نشأ صراح ضاري بين‬ ‫مفهومين الجامعة العربية والجامعة السلمية وجاءت حركة‬ ‫الخوان لتنحاز لمفهوم الجامعة والرابطة السلمية بل أن أممية‬ ‫التنظيم الدولي للخوان المسلمين تنطلق من فكرة عابرة‬ ‫للقوميات وللدولة المة وليس صدفة وبعد أحداث الثورة وقبل‬ ‫انتخابات مجلس الشعب المنحل أن طرح المرشد محمد بديع بأن‬ ‫منصب المرشد يعلو منصب رئيس الدولة‪ ،‬ان خداع الخوان‬ ‫كقوي سياسية ميكيا فيللية " أي مخاتلة وتؤمن بالحيلة ومبدأ‬

‫‪195‬‬


‫الغاية تبرر الوسيلة ومبدأ اللي تغلب به العب به " صفة بنيانية‬ ‫وأساسية في فكر وسلوك الخوان بل تيار السلم السياسي‬ ‫ككل ) سنة وشيعة ( وتقديري أن الفكر والسلوك السياسي‬ ‫للسلم السياسي بنى علي أثنين من المقومات ‪ :‬الول ‪ :‬المدخل‬ ‫الميكافيللي لفهم السياسية والبرجماتية التكتيكية أي النتهازية‬ ‫قصيرة النظر ذلك أن السياسة الثورية الحقة تخرجها عن هذا‬ ‫التمذهب السياسي والسلمي ضيق الفق وهذا ما يتعارض‬ ‫بنيانيا مع طبيعة الخوان وسائر فصائل السلم السياسي الثاني‬ ‫‪ :‬الستناد الديني علي فقه البادية ومفهوم الشريعة السلفية التي‬ ‫تتألف من أكثر من ‪ %99‬في تركيبتها الفقهية من خارج حكم‬ ‫الرسول علية الصلة والسلم وخليفته أبو بكر وعمر رضي‬ ‫ا عنهما تلك الفترة شديدة القصر في تشكيل الفقة السلمي‬ ‫الموروث ول تأخذ هذه القوي أعمال العقل في مواجهة النقل‬ ‫إعمال لحكام القران الشريف والسنة المفسرة أو الفقه المطبق‬ ‫لهذه الحكام بما يلئم عصرنا بل بما يلئم فقه الدولة المة التي‬ ‫تعلو فقه دول المدنية‪.‬‬ ‫) كلبنة سياسية أولي لتطور صيغة الدولة ( بما ل يقل عن‬ ‫خمس مراحل متطورة للدولة كوجهة معبرة عن النتقال من البربرية‬ ‫للحضارة ملحوظة تعبير دولة المدينة ل يعنى دولة المدينة المنورة‬ ‫) يثرب( ولكنه تعبير سياسي نشأ في مصر لبعاد تتكشف يوما بعد‬ ‫يوم وتمتد لكثر من ثلثين ألف سنة قبل الميلد وأن كانت الكشوف‬ ‫المرجحة تتحدث عن أثار عيان لمدة ‪12‬آلف سنه ق‪.‬م في مصر وقد‬

‫‪196‬‬


‫عرفت دولة المدينة في بلد الغريق في القرن الخامس ق‪.‬م وفي‬ ‫بلد العرب أي شبة جزيرة العرب بعد سنة ‪ 400‬م وقبل ذلك في بلد‬ ‫الرافدين والشام واليمن بآلف السنين )أكثر من ثلثة آلف عام ق‪.‬م(‬ ‫• ان قوي السلم السياسي قوي محافظة كاتجاه عام فعلي المستوي‬ ‫الجتماعي القتصادي تميل الي مقومات وأسلوب النتاج‬ ‫القطاعي الذي يعتمد علي العلقات الريعية والتجارية فإذا‬ ‫تطورت لمعايشة العلقات السائدة لعملية النتاج الكبير والتبادل‬ ‫الواسع )الرأسمالية( فإنها ترتبط بالصور الولي لهذا النظام أي‬ ‫بالرأسمالية التجارية والنشطة الستهلكية والطفيلية والريعية‬ ‫كالنشطة العقارية وملكية الراضي الزراعية وأنظمة‬ ‫المحاصصة والمزارعة وتجارة المواشي وكل النشطة دون‬ ‫النشطة الصناعية الراقية وأنشطة القيم التبادلية والقيم المضافة‪.‬‬ ‫أن الصورة المستحدثة لهذه التجاهات المحافظة هو ارتباطها بما‬ ‫يسمي نموذج الرأسمالية الشعبية ذات النشطة التجارية‬ ‫والتوكيلت المروجة للبضائع الرأسمالية الستهلكية التي تغذي‬ ‫الستهلك الشعبي ولذا فإنها تأمل في لعب دور رأس المال‬ ‫الكمبرادوري ) الوكيل ( لتركيا وماليزيا وأند ونسيا ‪ ..‬الخ‬ ‫• أن هذه الصفة المحافظة جعلت من هذه القوي أكثر القوي العاملة‬ ‫اندماجا في نموذج القتصاد النفطي الخليجي كنظام خدمات‬ ‫ومحطات تجارية تخدم الحتكارات الرأسمالية الكبرى وليس‬ ‫صدفه أن هذا التجاه السياسي يتواجد بثقل ما في أوساط المهنيين‬

‫‪197‬‬


‫علي اختلف مهنهم والقطاع التجاري والمالي في حين يقل‬ ‫وجوده بل ينعدم في العمال الصناعيين والفلحين الفقراء‬ ‫والمعدمين وعمال التراحيل‪ .‬لهذا توجه قوي السلم السياسي‬ ‫خصومة وعدم إقبال علي طبقتي العمال والفلحين أي القوي‬ ‫المبلورة طبقيا وذات قوام اجتماعي حديث ومتطور يندمج في‬ ‫المجتمعات المتطورة رأسماليا واشتراكيا وعلية فل يمكن أن‬ ‫تحمل قوي هذا التيار أيه إمكانيات للتطوير الجتماعي المجتمعي‬ ‫فهي قوي رجعية بالمعني العلمي للكلمة حتي لو تفوقت في‬ ‫استخدام مكونات الفضاء اللكتروني ومنتجات ثورة التصالت‬ ‫وغيرها ومن ثمة فهي قوي فقيرة الوجدان فنيا وفكريا وفلسفيا‬ ‫ومن ثم ثقافيا وفي هذه الصدد أعملت كل الفكر والمتابعة العلمية‬ ‫المحايدة لنظر لما قدمته هذه المدرسة السياسية للمجتمع‬ ‫المصري فلم أقف علي شيء ايجابي يذكر في حين أن المدرسة‬ ‫الليبرالية قد مت فكر وقيم التنوير والتحديث والحرية والمدرسة‬ ‫الشتراكية قدمت البعد الجتماعي والطبقي لمفاهيم وسلوكيات‬ ‫الحرية والوطن والديمقراطية وقدمت أرقي الفنون والداب في‬ ‫صورها الحديثة كالسينما والموسيقي والمسرح والرواية ‪ ...‬الخ‬ ‫والمدرسة القومية العربية قدمت للوطن أفاق الهوية في عصر‬ ‫القوميات والتجاه لوحدة المجتمع النساني وقدمت وحدة التراث‬ ‫العربي والسلمي لقطار المنطقة العربية‬ ‫• إنني ل أتحامل علي قوي السلم السياسي ولكن أبين مدي‬ ‫ملئمتها البنيوية للثورة المخملية وتناقضنها وتضادها مع الثورة‬

‫‪198‬‬


‫الشعبية ويأتي خطاب الرئيس محمد مرسي قبل أدائة اليمين‬ ‫الدستورية التحرير يوم الجمعة ‪ 29/6/2012‬لينكر حلقات‬ ‫الثورة الشعبية في مصر الحديثة سواء الثورة العرابية أو ثورة‬ ‫سنة ‪ 1919‬ويتكلم عن تاريخ مصر في العشرينيات والثلثينيات‬ ‫الربعينات والخمسينات والستينيات ويقول وما أدراك ما‬ ‫الستينيات " بمعني اصطدام الخوان المسلمين بثورة يوليو سنة‬ ‫‪ 1952‬وقائدها الوطني الكبير جمال عبدا لناصر فهو يري‬ ‫تاريخ مصر من خلل تاريخ الخوان وليته هو أو غيره يقول‬ ‫ايجابية واحدة أو فضل واحد لهذا التاريخ علي مصر أو المجتمع‬ ‫المصري ؟‬ ‫• لكل ما تقدم يمكن أن نقرر أن الثورة المخملية انتصرت في مصر‬ ‫الن لقد قادت الخريطة المباركية في صورتها الجديدة للجنة‬ ‫طاق البشري وصحبة بأغلبيتها السلمية السياسية مصر الي هذه‬ ‫النتيجة والتزم المجلس العسكري بأدائه البيروقراطي والمحايد‬ ‫سلبيا بمباركة هذه النتيجة لتحصل مصر علي موقف استراتيجي‬ ‫راهن خلف التوازن السكوني الذي أرساه الرئيس المخلوع حسني‬ ‫مبارك وتحت سقفه لقد ضمنت سياسات مبارك حد أدني أخذ‬ ‫يتناقص لكي ل تجور القوي المعتدلة عربيا علي القوي الراد‬ ‫يكالية )غير المعتدلة( وكذلك ضمن العكس ولكن سقط نظام‬ ‫القذافي الوطني والتقدمي في ليبيا لصالح نظام رجعي عميل‬ ‫وطائفي ويتم الضغط علي سوريا لتسير علي ذات الدرب أما‬ ‫النظمة الثورية في مصر وتونس واليمن هي أنظمة ذات تركيبة‬

‫‪199‬‬


‫مزدوجة مكونة من الثورات الشعبية التي ليست لها قيادة‬ ‫والثورات المخملية بقيادة قوي السلم السياسي والقوي الليبرالية‬ ‫الجديدة وتحت الرعاية الستعمارية الحاضنة والحامية وكل‬ ‫الدلئل تشير لنتصار الثورات المخملية وانتكاس الثورات‬ ‫الشعبية فى هذه الدول‪.‬‬ ‫• كما أشرنا سابقا فان انتفاضة ‪ 25‬يناير الثورية ومنذ انطلق‬ ‫شرارتها الولي حملت الطابع المزدوج للثورة المخملية ذات‬ ‫القيادة والقوام والمهام المعلومة في حيازة السلطة والسيطرة‬ ‫عليها انفراديا أو بمشاركة مع باقي القوي الكاذبة حصريا وذلك‬ ‫بهدف البقاء علي تبعية مصر السياسية للغرب الستعماري‬ ‫بقيادة أمريكا وإسرائيل والمحافظة علي طابع اقتصاد‬ ‫المستعمرات علي النمط النيوليبرالي التابع وسياسة الندماج في‬ ‫النظام الرأسمالي الحتكاري العالمي وقبول أداء تقسيم العمل له‬ ‫والرضا بالدور الخدمي والطفيلي والوكيل لهذه الحتكارات‬ ‫وضرب سبل التنمية الوطنية الشاملة والمستقلة ما وجد إلي ذلك‬ ‫سبيل وضرب صور العدالة الجتماعية بضرب منظومة الحقوق‬ ‫القتصادية والجتماعية والثقافية ‪،‬للنسان الي تزويد الفجوة بين‬ ‫الغنياء والفقراء وضرب الوظيفة الجتماعية للدولة في مجالت‬ ‫الصحة والتعليم والسكان والمواصلت ‪..‬الخ وإلغاء الدعم للخبز‬ ‫والسلع الشعبية وتوجيه الدعم للنشطة الخدمية والريعية والطفيلية‬ ‫وتسييد الصورة النيوليبرالية المعولمة في الديمقراطية أي ذات‬ ‫البعاد الشكلية التي تعتمد صور النتخابات في ظل سيطرة الثروة‬

‫‪200‬‬


‫علي السلطة والغراق بالمال النتخابي الملوث بكل صور‬ ‫العمالة والتبعية للخارج المعادي للوطن ‪ .‬ودفع المحيط العربي‬ ‫والشرقي لضرب الدولة الوطنية وبعث كل صور الحتراب‬ ‫الطائفي العرقي والدنيي والجتماعي إننا وفي ظل انتصار الثورة‬ ‫المخملية في كارثة وطنية محققة بل في ردة تصل في انحدارها‬ ‫لقل من كل المستويات التي حافظ عليها وضمنها نظام حسني‬ ‫مبارك الذي ثار الشعب عليه ‪ .‬وفي هذه الحالة ل يصح القول‬ ‫بإعطاء الفرصة أو النتظار حتي تتكشف المور‪.‬‬ ‫• أن الحل الساسي هو في الرتفاع بالشق الخر الذي تواجد منذ‬ ‫انتقاضه ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬الثورية أي شق الثورة الشعبية‬ ‫هذه الثورة التي شارك فيها المليين من الكتل الشعبية غير‬ ‫المسيسة مسبقا والتي ل تنتمي للنخبة السياسية العاجزة عن أن‬ ‫تقود المقاومة في السابق ضد نظام الردة الساداتي المباركي والتي‬ ‫انصاعت عمليا لمسايرة هذا النظام المشكل للثورة المضادة للثورة‬ ‫الشعبية المصرية ان هذه النخبة تشكلت من كل المدارس السياسية‬ ‫المصرية الربعة قد يكون منها من كان نشطا ومبادرا في‬ ‫الرتباط بالثورة المخملية الكاذبة ولكن القليل هو من حاول‬ ‫الرتباط بالثورة الشعبية التي ظلت بل قيادة وبل أهداف وبرامج‬ ‫ثورية وأن كانت قد تدثرت بشعارات ثورية عامة مثل ‪ :‬خبز –‬ ‫حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية وشتان ما بين الهدف‬ ‫والشعار فأهداف هذه الثورة الشعيبة هي تأمين الستفلل الوطني‬

‫‪201‬‬


‫والدارة الوطنية وإسقاط سياسات التبعية للعدو الستعماري‬ ‫بسياساته الفاضحة في العدوان تأمين الديمقراطية الوطنية ذات‬ ‫البعد الشعبي علي أسس تقوم عل وضع هندسة ديمقراطية لفترة‬ ‫انتقالية تبني علي ثلثة قوائم ‪ :‬الول سياسي للتيارات السياسية‬ ‫الربعة بالتساوي والثاني ‪ :‬ثمانية قطاعات جغرافية للجميع حسب‬ ‫الثقل السكاني لكل قطاع والثلث ثمانية قطاعات نوعية‪ :‬كالعمال‬ ‫والفلحين وقوي الرأسمالية الوطنية المنحية والمهنيتين والمرأة‬ ‫والمثقفين ‪ ...‬الخ وتقوم هذه الديمقراطية علي تعميق قيم الوطنية‬ ‫وتاريخ الحركة الوطنية قديما للقتصاد ووسيطا وحديثا وتعميق‬ ‫الثقافية السياسية لكبر عدد من جموع الشعب فالسس العامة‬ ‫السياسي والجتماع السياسي والمقارنات العملية للديمقراطيات‬ ‫المختلفة ‪ ...‬الخ‬ ‫تأمين نظم العدالة الجتماعية علي أسسها المتعددة وأبعدها‬ ‫الجتماعية والثقافية والسياسية المتكاملة تأمين عملية التنمية الشاملة‬ ‫والمستدامة علي أسس إستراتيجية العتماد علي النفس والموارد‬ ‫الصديقة – البناء المتدرج للدولة التحادية العربية خارج إطار جامعة‬ ‫الدول العربية وعلي أساس اختياري مع من يرتقي قيامها مع مصر –‬ ‫إقامة منطقة تكامل دول حوض النيل تنمويا والهتمام بزيادة المستفاد‬ ‫منه من إيراد النهر لزيادة الحصص لكل أطرافة و حتي يتم ترقية‬ ‫الثورة الشعبية لبد من تحديد حلفها السياسي والجماهيري والحلف‬ ‫المعادي لها سياسيا وجماهيريا وفرز هذا عن ذاك أن قوي الثورة‬ ‫المخملية الكاذبة ليس لها موضع قدم واحدة في الثورة الشعبية إل إذا‬

‫‪202‬‬


‫تطهرت من أدران هذه الثورة الكاذبة مصريا وعربيا وعالميا وأدانت‬ ‫كل ممارسة هذه الشكال الكاذبة‬ ‫• لقد أن الوان لقوي الثورة الشعبية أن تنتظم في بناء الشكال‬ ‫التنظمية الكفاحية أي بناء اللجان الشعبية الداعمة للخدمات‬ ‫الجماهيرية في مجال الخدمات العامة كالمن والتموين‬ ‫والصحة والمواصلت ‪ ...‬وغيرها‪ .‬أن هذه اللجان سوف تمثل‬ ‫المدرسة التنظيمية الرقي الطليعية للثورة الشعبية في بناء‬ ‫أحزاب الجماهير وليست أحزاب النخبة سواء من حيث‬ ‫التوجهات السياسية أو التنظيمية أو التثقيفية أو الجماهيرية أو‬ ‫التحالفية‪ ،‬أن تحديد هذه البنية النضالية يفرض أجندة الثورة‬ ‫الشعبية علي الواقع لعادة بناء الدولة الوطنية الحديثة علي‬ ‫صبغية الثورة الديمقراطية الوطنية ذات البعاد الشعبية أما‬ ‫انتظار منافسات النتخابات الليبرالية الجديدة سواء في تشكيل‬ ‫مجالس الدارة العامة والمحليات أو البرلمان أو غيرها لن يفض‬ ‫إل لقبض ريح في ظل الختلل المجتمعى القائم وهيمنة الثروة‬ ‫علي السلطة وتبعية الدولة للقوي الستعمارية الخارجية وأذنابها‬ ‫وإعادة انناج النظام القديم في صورته القديمة أي صورة الثورة‬ ‫المضادة للثورة الشعبية المصرية أو في صورته الحديثة للثورة‬ ‫المخملية أي الثورة الكاذبة والمزيفة‪.‬‬ ‫• لقد أنفقت معظم سنوات عمري في الحتراف الثوري لنجاز‬ ‫الثورة الشعبية وكنت أول من رصدت صيرورتها قبل ‪ 25‬يناير‬

‫‪203‬‬


‫سنة ‪ 2011‬وبعد ذلك لم أنخدع ولو ليوم واحد بما جري منذ ‪25‬‬ ‫يناير سنة ‪ 2011‬لقد أفضت في فضح الطابع الثنائي لهذه‬ ‫النتفاضة الثورية في كثير من الدراسات أو لها صدر في ‪20‬‬ ‫فبراير سنة ‪ 2011‬ومنذ ‪ 29‬مارس سنة ‪ 2011‬كشفت الطابع‬ ‫الثنائي ‪ :‬سلمية عنيفة إرهابيه وربطت بين حركة الثورات‬ ‫العربية وفرزت منها من هو ذو طابع ثنائي ‪ :‬مخملي شعبي ومن‬ ‫هو مخملي ارهابي من اليوم الول وكشفت الدور المركزي‬ ‫والعابر للدولة لكل من تيار السلم السياسي وعلي رأسهم‬ ‫الخوان المسلمين والتيار الليبرالي الجديد في دعم الثورات‬ ‫المخملية في كل قطر عربي من داخل هذا القطر أ ومن وحدة‬ ‫التيارات إقليميا ومركزها المصدر لها أي مصر تحديدا أن‬ ‫انتصار الثورة الكاذبة علي نمط الربيع العربي تراجع في حصاد‬ ‫المن القومي القطري والعربي فرديا ومجمعا وانتكاسة الثورة‬ ‫الشعبية تحتاج جهد منظم وموصول أري موقعي فيه في أول‬ ‫صف فيه وفي أول قيادة له‪.‬‬ ‫من ‪ 7-2‬يوليو سنة ‪2012‬‬

‫‪204‬‬


205


‫الحراك الشعبى العربى وتقاطعة مع المخططات‬ ‫المبرالية والصهيونية‬ ‫‪ 3‬ـ ‪ 6‬أبريل ‪2013‬‬ ‫أوًلا ‪ :‬مقدمةا ‪ :‬اختلط الحراك الشعبى بأتساليب الثورة الكاذبة‬ ‫"المخملية"ا ‪:‬‬ ‫ل يستطيع كائًنا من كا ن أ ن ينكر أ ن أقطار الوطن العربى‬ ‫دحبلى بالثورة على ضوء مجموعة من الساليب والدوافع أهمها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ فشل دحلقات ثورات التحرر الوطنى والديمقراطى فى استكمال‬ ‫مهامها بل وإنتكاس هذه الثورات لتفتك بها الثورات المضادة‪،‬‬ ‫وتتسيد على مواقع الحكم لتدير أنظمة تنتمى لما قبل الحداثة‬ ‫وتفكك لوطا ن وإشاعة إقتصاديات المستعمرات بصيغة أقرب‬ ‫للنظمة القطاعية‪ ،‬أى ذات الطبيعة الريعية والخدمية والطفيلية‬ ‫والتجارية والربوية وشيوع تجارة القطاعات القتصادية المختلفة‬ ‫الى نجانب القطاعات المتطورة لخدمة البنية القتصادية‬ ‫الستعمارية المهيمنة على هذه القطار‪.‬‬ ‫‪2‬ـ عودة النظا م الستعمارى بآليات الغزو العسكرى البائدة لصدارة‬ ‫المشهد العربى فى العراق وليبيا ولحد ما سوريا ‪ ...‬وهلم نجرا مع‬ ‫استمرار الكيا ن الستعمارى الستيطانى الصهيونى لدحتلل‬ ‫فلسطين وتهويدها باستمرارية دءوبة ل تنقطع‪.‬‬

‫‪206‬‬


‫‪3‬ـ تغييب بنية الدولة الديمقراطية الحديثة‪ ،‬وإشاعة سياسات وأساليب‬ ‫التجزأة والفرقة والصراعات الدونية‪ :‬الفئوية )العنصرية ـ الدينية‬ ‫ـ القومية( عد م إدراك أ ن المة هى اتحاد شعوب على عوامل‬ ‫تودحيد تشمل‪) :‬اللغة ـ الثقافة ـ العملية النتانجية الحديثة( لخلق القيم‬ ‫المضافة وإنتاج السلع وتوسيع السواق وتصنيع القتصاد بما فى‬ ‫ذلك قطاعات الزراعة والسيادحه والخدمات والصناعة ذاتها كذلك‬ ‫عامل ودحدة المستقبل والمصير‪.‬‬ ‫* وعليه فالوطن العربى واقطاره كلها تخضع لثر هذه‬ ‫الساليب والدوافع وغيرها‪ ،‬مما أنتج ظرفا موضوعًيا للثورة دحسب‬ ‫نوعية الثورية الوطنية )القومية( الديمقراطية وأنتج ذلك دحركة‬ ‫ادحتجانجات طبقية وفئوية وانجتماعية أخذت تنمو وتتزايد دحتى‬ ‫تصاعدت لحد النتفاضة الثورية ـ لدى البعض ـ والحراك الشعبى ـ‬ ‫لدى البعض الخر ـ دو ن تفعيل العامل الذاتى ـ أ ن القيادة الثورية‬ ‫والهدف الثورى والستراتيجيات الثورية‪ :‬واختلط كل هذا بنموذج‬ ‫الثورة المخملية الستعمارى ـ سابقة التجههيز ـ فكيف كا ن ذلك؟‬ ‫ثانًياا ‪ :‬الثورة الشعبية ‪ ...‬والثورة المخملية )الربيع العربى(ا ‪:‬‬ ‫‪1‬ـ تختلط المفاهيم السياسية والتعبيرات والمصطلحات المعبرة عنها‬ ‫سواء فى العلو م السياسية التقليدية أو دحتى فى العلو م السياسية‬ ‫النجتماعية الثورية الحديثة‪.‬‬ ‫فتعتبر الثورة الشعبية ـ مصطلح يعبر عن ألوا ن من الثورات‬ ‫الشعبية ترتبط بدرنجة تطور المجتمع والتناقضات الساسية التى‬ ‫تتصدى لها هذه الثورات والهداف والبرامج والستراتيجيات‬

‫‪207‬‬


‫التى تعبر عنها وإنجمالً يمكن تصنيف الثورات الشعبية إلى ثلث‬ ‫نوعيات أصلية هى‪:‬‬ ‫‪ .1‬الثورة الديمقراطيةالرأسمالية "الليبرالية" وهى تدور فى أوطا ن‬ ‫غير مستعمرة توانجه قضاياها الداخلية فحسب مثل ثورات فرنسا‬ ‫وبريطنيا وألمانيا وإيطاليا ‪ ...‬وكثير من الدول الوربية الغربية ـ‬ ‫يمكن تعميم ذات النوعية على الثورة المريكية بعد التخلص من‬ ‫الستعمار البريطانى وانتهاء الحرب الهلية المريكية ـ وتوانجه‬ ‫هذه النوعية من الثورات مجتمع منقسم على ذاته إنجتماعًيا‬ ‫وسياسًيا ونجغرافيا ـ وعملية انتانجية متخلفة تدور دحول سبل‬ ‫النتاج للشباع الذاتى والتبادل البسيط وتنقل هذه الثورة المجتمع‬ ‫من صيغة القطاع دحيث الوطن المقطع والمجتمع الممزق بين‬ ‫ضا الذين ل‬ ‫الدحرار من بنية وبين العبيد والقنا ن من بنية أي ً‬ ‫يمتلكو ن دحرية التنقل ول عد م استقلليتهم فى بيع قوة عملهم إلى‬ ‫تودحيد الوطا ن والشعوب فى دولة قومية وادحدة ثم أمة وادحدة‬ ‫بتحرير كل أبناء الشعب واعتبارهم نوعية وادحدة "مواطنو ن"‬ ‫بصرف النظر عن الفروق النجتماعية )الطبقية ـ الطائفية ـ‬ ‫الدينية( والقتصادية والسياسية‪ .‬وتقو م هذه الثورة بتودحيد السوق‬ ‫على مدى اتساع إقليم الدولة وخلق عملية إنتانجية دحديثة ومتطورة‬ ‫على أسلوب النتاج الواسع والكثيف والنتقال من صيغ‬ ‫القتصاديات الطبيعية ونجنى الخيرات إلى القتصاديات العلمية‬ ‫المتطورة لنتاج السلع والخدمات والقيم التبادلية بتطوير أساليب‬ ‫الصناعة والتكنولونجيا فى القطاعات النتانجية المختلفة والمتنوعة‬

‫‪208‬‬


‫هذا النوع من الثورات يحل معضلت ودحدة الوطن "القليم الممتد‬ ‫فوق أو أبعد من مرابع القبائل وضياع السر( ودحدة المجتمع على‬ ‫أساس ودحدة المواطنة ـ تطوير لودحدة السوق عبر المم ـ الدافع‬ ‫الستعمارى ـ وإنجاز آليات الحداثة كلها وما بعدها‪.‬‬ ‫ب‪ .‬النوع الثانى من الثورات الشعبية الصلية هى‪ :‬الثورة‬ ‫الديمقراطية الشعبية مثل الثورة الروسية سنة ‪ ،1917‬والثورة‬ ‫الصينية سنة ‪ ،1949‬وهذه النوعية من الثورات توانجه مجتمعات‬ ‫غير مستعمرة أو خاضعة للنفوذ الستعمارى ومودحدة ومحدثة‬ ‫لحد نسبى بعيد ولكنها تسعى لحل التناقض النجتماعى القتصادى‬ ‫الرئيسى المتولد عن التناقض بين الطابع الجماعى لعملية النتاج‬ ‫الحديثة والطابع الفردى لملكية وسائل النتاج العامة وذلك لتحقيق‬ ‫العدالة النجتماعية الجذرية والعامة بتوظيف الفائض النجتماعى‬ ‫لخدمة كل طبقات المجتمع وليست القوى المهيمنة والمالكة لقوى‬ ‫النتاج‪.‬‬ ‫ـ وبصرف النظر عن عوامل النجاح والفشل فى مسيرة هذه‬ ‫النوعية من الثورات فإ ن مثلها العليا فى منع ظلم النسا ن على اساس‬ ‫قومى وعلى اساس طبقى تبقيها أمثلة ملهمة لنضال المستضعفين فى‬ ‫الرض والكاددحين والمالكين لقوة عملهم فحسب‪.‬‬ ‫ج‪ .‬النوع الثالث من الثورات الشعبية الصليةهى‪ :‬الثورة‬ ‫الديمقراطية الوطنية )القومية( وهى الثورة التى توانجه مجتمًعا‬ ‫مستعمًرا أو خاضعا للنفوذ الستعمارى ومجزًءا فى إقليمه أو‬ ‫مجتمعه أو معرض لخطر التفكيك القليمى أو المجتمعى بجدية‬

‫‪209‬‬


‫وهذه النوعية من الثورات هى التى تجرى وينتظر قيامها‬ ‫وانتصارها فى الوطن العربى قطرًيا ـ وقومًيا‪.‬‬ ‫ولقد شهدت مصر ثلث دحلقات لها وقد صفيت نجميًعا‪ :‬ثورة‬ ‫عرابى ‪ 1881‬ـ ‪ 1882‬ثورة ‪ 1919‬دحتى ‪ 1924‬ـ ثورة ‪1952‬دحتى‬ ‫‪ ،1971‬وتجرى الحلقى الرابعة وأظنها النهائية لثقل وز ن الجماهير‬ ‫فيها كعامل رئيسى وأصيل وليس كعامل ثانوى أو مساند ورغم‬ ‫عمليات العاقة والتشويش المرتبطة باختلطها بأساليب الثورة‬ ‫المخملية أى الربيع المصرى )الثورة الكاذبة( فإنها إلى نهوض‬ ‫وانتصار بعد ذبول وانتكاس ول شك أ ن ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬دخل‬ ‫التاريخ كبداية لنفجار مسيرة هذه الثورة التى لبد لها أ ن تنتصر‪.‬‬ ‫‪1‬ـ الثورة المخملية )الربيع ـ الياسمين ـ البرتقالية أو البنفسجية ‪...‬‬ ‫الخ(‪:‬‬ ‫تؤكد الدراسات التاريخية والعلو م السياسية وعلو م تطوير المجتمعات‬ ‫أ ن الثورة علم وفن وليست هونجه أو مظاهرة أو عدة مظاهرات‬ ‫أو دحتى تنظيم عدة إضرابات قد تصل للعصيا ن المدنى الجزئى أو‬ ‫العا م ‪ ..‬فهذه كلها أدوات ثورية ووسائل لنجاز الثورة وليست هى‬ ‫الثورة بذاتها وفى عالمنا المعاصر فى مردحلته الراهنة ـ الخاضعة‬ ‫لليات العولمة الستعمارية القسرية أنتج الفكر السياسى‬ ‫الستعمارى لعادة انبعاثه من نجديد ـ بصورة مقبولة ـ بل قد‬ ‫تكو ن مطلوبة ـ نوًعا من الثورة الكاذبة ليحتال على فكر‬ ‫المستضعفين هى الثورة المخملية فما دحقيقة ذلك؟ وكيف ظهر؟‬ ‫الثورة المخملية تعريف نظرى وتاريخى‪:‬‬

‫‪210‬‬


‫كلمة مخمل والصفة منها مخملى أو مخملية تعنى القطيفة أو‬ ‫النسيج الناعم وأصبحت تطلق على نوع كاذب من الثورات ظهر فى‬ ‫العالم فى نهاية ثمانينيات القر ن العشرين وأول ما ظهر فى دول‬ ‫أوروبا الشرقية دحيث هد م فيها بنية الديمقراطيات الشعبيةالشتراكية‬ ‫ببنية النيوليبرالية المعولمة التى ترسخ أساليب وقيم تفكيك الدولة‬ ‫الوطنية ـ وضرورة اللتحاق بحلف الطلنطى العدوانى الستعمارى‬ ‫وضرب الستقلل القتصادى والتنمية المستقلة لعمليات إلحاقية‬ ‫بالسوق الستعمارى الدحتكارى الرأسمالى وضرب الفكرة القومية‬ ‫وفكرة المة كصيغة إختيارية لتحاد الشعوب فى كيا ن مجتمعى‬ ‫وكيا ن سياسى وادحد‪.‬‬ ‫والثورة المخملية ثورة كاذبة فى مبناها وفى معناها‪.‬فكثير ما‬ ‫يقال عنها أنها ثورة سلمية ولكننا نجدها على الرض عنيفة وإرهابية‬ ‫وليس صدفةأ ن أفتت وزيرة خارنجية أمريكا هيلرى كلينتو ن فى‬ ‫منتصف يونيو سنة ‪ ،2012‬أ ن ثورتى ليبيا وسوريا تمثل ن‬ ‫نقاءنجوهر ثورات الربيع العربى‪.‬‬ ‫ويتأكد كذب هذه الثورات بأنها ثورات شعبية وفى دحقيقتها‬ ‫دوما ودحصرًيا هى تحركات نخب سياسية متصارعة فيما بينها على‬ ‫كعكعة السلطة دو ن أ ن تكو ن معنية بتغيير طبيعة السلطة أو نجوهر‬ ‫النظا م الوطنى والطبقى البته لصالح الجماهير‪.‬‬ ‫ـ وعين الكذب لهذه النوعية من التحركات أنها ثورات‬ ‫رنجعية‪ :‬سواء بالمعنى السياسى وشكل وبنية الدولة فليست هناك‬ ‫دولة أصيبت بهذا الداء الخبيث إل وتفككت بنيتها السياسية‬

‫‪211‬‬


‫والنجتماعية وأصابها النفصال الطائف قومًيا ودينًيا وانجتماعيا‬ ‫وعلى السمتوى القتصادى تنضرب قوى الستقلل القتصادى‬ ‫والتنمية فى عمودها الفقرى ويتم تخصيص هذه البنية والحاقها‬ ‫بالدحتكارات الستعمارية وعلى المستوى الثقافى النجتماعى تسود‬ ‫ثقافة الملل والنحل ومسالك الطائفية وكل عوامل وقف التطوير نحو‬ ‫الودحدات المجتمعية الرقى‪.‬‬ ‫ـ والصفة الخطر فى هذه التمردات الدعاء بأنها تحركات‬ ‫تلقائية فى دحين أنها أشكال مقولبة ونجاهزة التحضير مسبًقا وهى نتاج‬ ‫فعلى لستراتيجية إختراق المجتمعات بوسائل التمويل الغربى‬ ‫الصهيونى من خلل آليات تمويل قوى المجتمع المدنى المصنوعة‬ ‫فى القطاعات الحقوقية والتنموية ‪ ...‬وغيرها‪ ،‬لقد شهد العالم أثناء‬ ‫مردحلة الصراع بين النظامين الرأسمالى الستعمارى والشتراكى‬ ‫الشعبى والتحررى ونجود استراتيجيتين للستعمار للضغط على عالم‬ ‫عد م النحياز وباقى العوالم خارنجه هما‪ :‬استراتيجية الدحتلل‬ ‫العسكرى المباشر ـ واستراتيجية الدحتواء المزدوج )سيف المعز‬ ‫وذهبه(‪.‬‬ ‫ـ ومنذ بداية الثمانينيات ظهرت استراتيجية ثالثة هى‬ ‫استراتيجية الختراق عبر مجتمع مدنى مصنوع غالًبا ويخضع‬ ‫لولويات عملية تترتب وفق مصالح ورغبات وأنجندت التمويل‬ ‫الخارنجى تلك‪ ،‬وهى دوًما أموال استعمارية صهيونية غربية‪ .‬وقد‬ ‫ساعد التطور الهائل فى تكنولونجيا التصالت وظهور الشبكة‬ ‫الدولية للتصالت وبرامجها النوعية مثل التويتر والفيسبوك‬

‫‪212‬‬


‫ومحركات بحثها المختلفة لتضخيم الثر لستراتيجية الختراق‬ ‫الثقافى والسياسى والقتصادى والنجتماعى تلك لقد صادحبت ثورة‬ ‫التصالت واستراتيجية الختراق بالتمويل الستعمارى الصهيونى‬ ‫تخليق نمط ثورى كاذب فى شكله ونجوهره هو الثورة المخملية لقد‬ ‫اصبحت قوى الليبرالية الجديدة وقوى اليمين المتطرف الدينى‬ ‫والقومى هى القوى الكثر تفاعلً مع هذا النمط الثورى الكاذب‬ ‫وتتأكد هذه الحقائق بما نجرى فى أوروبا الشرقية والتحاد السوفيتى‬ ‫السابق وأواسط آسياوما يجرى فى الشرق الوسط والمنطقة العربية‬ ‫ال ن‪.‬‬ ‫ـ ودحتى نقف على دحقيقةهذا الرصد علينا أ ن نتتبع تعبير‬ ‫الربيع الثورى عندما ظهر واضحا لول مرة فى أدحداث‬ ‫تشيكوسلوفاكيا سنة ‪ ،1968‬وربما شهد إطللة سابقة على ذلك فى‬ ‫المجر سنة ‪ ،1956‬وقد اشيع هذا التعبير عن دحركة انشقاقية ذات بعد‬ ‫ليبرالى فى مجتمعات متطورة للديمقراطية الشعبية السائرة على‬ ‫درب الشتراكية وليس صدفة أ ن المهانجر المجرى للوليات المتحدة‬ ‫المريكية نجورج سورس هو مفكر ودافع استراتيجية الختراق‬ ‫للمجتمعات المدنية المصنوعة بعد ما صار ملك البورصات العالمية‬ ‫وامبراطورية الوول ستريت وهو منظر وراعى كل صور ودحلقات‬ ‫الثورة المخملية الكاذبة ودوره فيما يحدث فى مصر قبل وبعد ‪25‬‬ ‫يناير واضًحا ومعروًفا ومرصوًدا‪.‬‬ ‫ـ لقد ظهرت إضافة أو أكثر للثورات الكاذبة المخملية بعد م‬ ‫اخفاء الطابع العنيف والرهابى بفكر المريكى برنارلويس وتحولت‬

‫‪213‬‬


‫إلى كائن عملى مزدوج التكوين بالختراق والعدوا ن المباشر على يد‬ ‫الفرنسى )هنرى برناردليفى( وكانت النموذج الوضح لهذا التزاوج‬ ‫الكثر شًرا بين المخملية والعدوانية الطلنطية ليبيا فى سنتى‬ ‫‪ ،2011/2012‬ويتم تحويل سوريا بذات الشاكلة فى دحين أ ن الثورة‬ ‫السورية بدأت بحراك شعبى عار م وتلقائى إفتقد القيادة الثورية‬ ‫والهدف الثورى والستراتيجية الثورية وأثبت الواقع السورى خلل‬ ‫العامين الخيرين أ ن معارضة الداخل والخارج الوطنية والمميزة‬ ‫عن المعارضة الرهابية العملية والمصنوعة داخلًيا وخارنجًيا أنها‬ ‫قاصرة ول تعبر ول يمكن لها أ ن تقود هذا الحراك التلقائى بضيق‬ ‫أفقها وانانيتها وطابعها النخبوى الخالص والغير شعبى بهذا الوضوح‬ ‫ثالًثا‪ :‬المخططات المبريالية ودورها فى فصل الثورات الشعبية‬ ‫لصالح ودفع الثورات المخملية‪:‬‬ ‫‪1‬ـ فى معلومة شهيرة أ ن السيد عمر سليما ن مدير المخابرات‬ ‫المصرية السبق قد ذهب إلى الزعيم الليبى الشهيد معمر القذافى‬ ‫سنة ‪ ،2010‬وكاشفه بافتضاح مخطط استعمارى صهيونى يجهز‬ ‫لشمال أفريقيا ومصر وسوريا قد ينفجر فى النصف الثانى من عا م‬ ‫‪ ،2011‬من بعض المعلومات المتحصلة عن كشف عمليات‬ ‫تجسسية فى مصر وتتوالى الدحداث لتشرح التباس الخبار أو‬ ‫تشوهها أو إكمال بنيتها دحتى ولو كانت نجزئية أو مجرد نتف‬ ‫معلومات فقد سمعنا الكثير عن دور سفير إسرائيلى سابق فى‬ ‫مصر فى الضلوع فى مثل هذا المخططالمشار إليه‪.‬‬

‫‪214‬‬


‫‪2‬ـ ورصدت المعلومات عن الدفع بعشرات أو مئات الشباب‬ ‫المصرى والعربى لبعض الدول لدراسة نماذج الثورات المخملية‬ ‫فى أوكرانيا وصربيا وبولندا وتحولت بعض الماكن فى القاهرة‬ ‫وعما ن بالرد ن وتركيا إلى قاعة للدروس لتلقين هذه التجارب‬ ‫المخملية‪.‬‬ ‫ـ وتطورت استراتيجية دحلف الطلنطى العدوانية لدارة‬ ‫الزمات الدولية فى تطوير مفهو م الزمات من الدول التى تشكل‬ ‫خطر على دول الحلف إلى مجرد الدول التى تبتعد أو تستقل عن‬ ‫دحركة الحلف وبالتالى صار فى عرف العدوانية الطلنطية مبدأ "أ ن‬ ‫من ليس معنا فهو ضدنا" مبدأ منفذا وودحيًدا وتكونت لجا ن إدارة‬ ‫الزمات الدولية سواء العامة والمستمرة أو الجزئية والوقتية كما‬ ‫نجرى فى محاكمة متهمى اغتيال رفيق الحريرى فى لبنا ن وللسف‬ ‫فقد علمنا بونجود شخصيات عربية هنا وهناك من تلك اللجا ن‪.‬‬ ‫‪1‬ـ ازدياد دحركة الختراق بالتمويل النجنبى إلى أماكن نجديدة فى‬ ‫العالم العربى وكانت أكبر ما تكو ن فى تونس والمغرب ومصر‬ ‫والسودا ن والرد ن وامتدت إلى سوريا ناهيك على ازدياد ونجودها‬ ‫فى الضفة الغربية وغزة وتشابك دروبها مع بعض الدروب‬ ‫العلمية والثقافية فى دول الخليج والعراق‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ازدياد ثقل ووز ن الدور التركى فى المنطقة والذى دخل متستًرا‬ ‫بادعاءات اسلمية وسياسية كاذبة فى أول المر أ ن تركيا تشكل‬ ‫القيادة الفعلية للحلف العربى المحافظ المسمى دول العتدال‬ ‫العربى تمييزا عن الدور اليرانى فى قيادة الدول الراديكادية‬

‫‪215‬‬


‫)نسبًيا( دول الممانعة ودحلف المقاومة العربية واخذ مشروع‬ ‫الشرق الوسط الكبير للقضاء على القوس الشيعى لصالح الجسم‬ ‫السنى الكبير فى عملية طائفية مختلقة ومصنوعة وتآمرية ل‬ ‫تكتفى بصب الزيت على النيرا ن ولكن باشتعال النيرا ن فى‬ ‫المخادع والبقع والزوايا المنة والبعيدة اصلً عن النيرا ن أو‬ ‫دائرة اشتعالها‪.‬‬ ‫‪3‬ـ تململ بعض الدول العربية التابعة من تبعيتها ورصدها لتقديم‬ ‫الدور التركى كبديل لدورها فى صنع التواز ن السكونى والبديل‬ ‫القائم ومن ثم إدراكها لنكشاف الغطاء الستعمارى عنها ويقينها‬ ‫من بحث الستعمار عن عميل بديل أكثر شعبية واعمق تبعية إلى‬ ‫الحد الذى نجعلها أكثر تطيًرا وخبًثا فى محاولة استمرار ونجودها‬ ‫ولنها أنظمة عملية وغير ديمقراطية أى غير وطنية كا ن ميلها‬ ‫نحو المزيد من تقييد الحريات والفساد والخطو نحو الدولة‬ ‫البوليسية لقد دحدث نفس الشئ مع النظمة الراديكالية )أنظمة‬ ‫الممانعة( لقد ظنت أ ن مجرد دورها الوطنى يعصمها من‬ ‫الستحقاقات الجماهيرية فى العدالة النجتماعية والتنمية الشاملة‬ ‫والديمقراطية الوطنية وتصورت زورا وبهتانا أ ن اليمقراطية‬ ‫عدوة الوطنية مع أ ن أندمانجهما بشكل البديل لليبرالية الرأسمالية‬ ‫والنيوليبرالية المعولمة للنظمة الستعمارية‪.‬‬ ‫* لقد انجتمعت كل السباب مع مقومات الثورة الشعبية‬ ‫المتصاعدة والتى رصدتها فى كتاب بعنوا ن‪" :‬مصر على أعتاب‬ ‫الثورة" دحرر وصدر قبل منتصف ‪ ،2008‬ووضع على شبكة‬

‫‪216‬‬


‫المعلومات الدولية وقد أكدت فيه أ ن الثورة الشعبية دخلت مردحلة‬ ‫تعاظم المد الثورى منذ بداية ‪ ،2007‬وانها ما تلبث إل وتدخل مردحلة‬ ‫النتفاضة الثورية التى هى بطبيعتها نجزء ل يتجزأ من مرادحل‬ ‫الثورة الشعبية فى بنيتها الحاسمة والنهائية لكل هذا نجاءت ثورتى‬ ‫تونس ومصر فى يناير سنة ‪ ،2011‬كخليط بين ثورة شعبية مع ثورة‬ ‫كاذبة على نمط الثورة المخملية )الربيع ـ الملونة ـ الياسمين وكل‬ ‫التسميات الرقيقة والمبهجة( معدة التنظيم سلًفا )من قبل( بقيادات‬ ‫مدربة ومتصلة ومتحاورة مع القوى الستعمارية مسبًقا والدوار‬ ‫المنوطة بها معلومة ومجهزة مسبًقا وتحديًدا من القوى الليبرالية‬ ‫الجديدة وقوى السل م السياسى وعلى راسها الخوا ن المسلمين‬ ‫ودحتى ال ن يمكن القول باطمئنا ن علمى أ ن مصر وتونس شهدت‬ ‫انتصار الثورة المخملية وانتكاس الثورة الشعبية وأ ن كانت عملية‬ ‫إفاقة واستنهاض الثورة الشعبية تجرى بخطوات أخذت فى التسارع‬ ‫مع بداية الربع الثانى لعا م ‪ ،2013‬الجارى واعتقد أ ن انتصارها ل‬ ‫يتعدى إنقضاء هذا الربع الثانى‪.‬‬ ‫وقد تقاربت الصورة فى اليمن والبحرين مع النموذج‬ ‫المصرى والتونسى مع ذكر إختلف مستويات النمو والتطور‬ ‫للعوامل الموضوعية والعوامل الذاتية للثورة الشعبية ويمتد المر‬ ‫للثورة المخملية مع التأكيد على أ ن اليمن والبحرين كانت سادحات‬ ‫مفتودحة للختراق بالتمويل‪.‬‬ ‫* وتستمر الصورة ولكن على محور اكثر خطورة فكما‬ ‫أشرت سابًقا تطورت الثورة المخملية لفاق أكثر شراسة واصبحت‬

‫‪217‬‬


‫إختيار اطلنطى شامل وليست قوى أهلية تعمل بالختراق تابعة‬ ‫كجزء من مكونات اللة الستعمارية فكانت ليبيا التى أدير فيها يو م‬ ‫‪ 17‬فبراير ‪ ،2011‬انقلًبا كانت طليعته الفوج الثالث والخير المفرج‬ ‫عنهم من السلميين وبتنسيق ليبرالى وخارنجى ثم تونجيه قوى هذا‬ ‫الفوج مع قوى الفونجين الول والثانى لدارة النقلب الذى قابله‬ ‫القذافى بأوامر أشبه بتسليم مقار الشرطة فى مدينة بنغازى دو ن‬ ‫أطلق طلقة نيرا ن وادحدة واستمر نهج القذافى السلمى على طول‬ ‫المدى فى دحين كا ن العنف والرهاب هو الخطوة الولى للنقلب‬ ‫الدامى الذى نفذته قوات الطلنطى والرنجعية العربية العملية لتجرى‬ ‫ثانى أكبر عملية أبادة لشعب عربى بعد عراق ‪ 2003‬دحتى ال ن ليبيا‬ ‫وليتحول هذا النقلب الدامى المصنوع خارنجيا للقضاء على إدحدى‬ ‫دحلقات الثورة العربية بقيادة ثائر مجرب هو معمر القذافى وأصبحنا‬ ‫أما م صورة مثلى لنتصار الثورة المخملية المعدلة بكل نتائجها‬ ‫الكارثية فى تفتيت الوطا ن واعلء الطائفية وضرب أى صورة‬ ‫للونجود القومى )الوطنى( المستقل سياسًيا واقتصاديا وانجتماعيا ‪...‬‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫وفى سوريا ونجد دحراك شعبى تلقائى على نمط مخفف لما‬ ‫نجرى فى تونس ومصر التقط سريًعا ليتحول لصورة الثورة المخملية‬ ‫المعدلة أى هذا التعديل الذى نجمع بين الثورة الكاذبة الناتجة عن‬ ‫الختراق بالتمويل النجنبى بالضافة إلى التدخل الستعمارى‬ ‫والرهابى المباشر وفى هذا الصدد يتأكد على مدى سنوات العمر‬ ‫النضالية أنه ل إرهاب خارج الستعمار بتاًتا هذا درس عمرى الذى‬

‫‪218‬‬


‫اكدته كثيًرا ويتجسد فى الحالة السورية كما تجسد فى أفغانستا ن ‪...‬‬ ‫وكما يتجسد نجزئًيا أو كلًيا فى سادحات أخرى أى إذا ونجد الرهاب‬ ‫فتش عن الستعمار‪.‬‬ ‫* وبعد أ ن الصراع الجارى هو دحالة واقعية صراعية لم‬ ‫تحسم بعد وهو تجسيد للصراع بين قوى الهيمنة والتبعية‬ ‫الستعمارية وبين قوى المقاومة والستقلل الوطنى والقومى ولبد‬ ‫للستقلل أ ن ينتصر‪.‬‬ ‫من ‪ 6 – 3‬إبريل سنة ‪2013‬‬

‫‪219‬‬


‫المبحث الول‬ ‫نشطاء الدولة التابعة‬ ‫وبناء حلف الثورة المخملية )الملونة ـ الربيع(‬ ‫بدأت الكتابة بعد ظهر الدحد ‪ 11‬مايو ‪2013‬‬ ‫أوًلا ‪ :‬مقدمة عامة‬ ‫كتبــت فــى بحــث مطــول مــن ‪ 2‬إلــى ‪ 7‬يوليــو ســنة ‪:2012‬‬ ‫"إنتصرت الثــورة المخمليــة وإنتكســت الثــورة الشــعبية" واكــدت لــى‬ ‫متابعاتى بعــد ذلــك‪ ،‬صــدق النتيجــة الــتى توصــلت اليهــا‪ ،‬بــآ ن ثنائيــة‬ ‫التركيب لدحداث ‪ 25‬يناير سـنة ‪ 2011‬ومــا تلهـا بيــن قــوى الثـورة‬ ‫الكاذبــة ـــ أى الثــورة المخمليــة أو الملونــة أو الربيــع ـــ ونجمــاهير‬ ‫النتفاضــة الشــعبية الــتى تتواصــل مــع مســيرة الثــورة الديمقراطيــة‬ ‫الوطنية ذات البعاد الشعبية‪ ،‬قد بنيت على دحقيقة سياسية نجلية وفائقة‬ ‫الوضوح‪ ،‬أل وهى‪ ،‬اكتمال قيادة الثورة المخملية وتجددها‪ ،‬واكتمــال‬ ‫مخططهـا‪ ،‬وأسـاليب دحركتهـا‪ ،‬وتبلـور رموزهـا وقواهـا النجتماعيـة‬ ‫والسياسية‪ ،‬وهى نجميعها من صميم نجهاز الدولة التابعــة‪ ،‬الــتى تعــبر‬ ‫بصفاء عن نجوهر نظا م ما قبل وما بعــد ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ 2011‬دحــتى‬ ‫ال ن‪ ،‬دو ن لبس ول مداورة أو ممادحكة‪ ،‬وكل ذلــك يتمــايز عــن أبنيــة‬ ‫النتفاضة الثورية الصيلة التى هى عتبة المرور للثورة الديمقراطية‬ ‫الوطنية ذات بعد الديمقراطية الشعبية‪ ،‬والتى تكونت آساسا من القوى‬ ‫غير المسيســة وغــالبيتهم مــن الشــباب‪ ،‬ومــن بعــض عناصــر القــوى‬

‫‪220‬‬


‫والدحزاب السياسية والجماعات الثقافية‪ ،‬من دو ن ونجود قيادة ثوريــة‬ ‫وأهــداف ثوريــة‪ ،‬تحتــوى برامــج واســتراتيجيات وتاكتيكــات ثوريــة‬ ‫مفصلة لدحداث الثورة سواء فى مردحلة تقويض آركا ن الدولة التابعــة‬ ‫ـ أو سواء فى مردحلة تنصيب السلطة الثورية وتثبيتها ـ أو ســواء فــى‬ ‫مردحلة تحقيق مسيرة الثــورة وأهــدافها وبنــاء دولتهــا فــى الســتقلل‪،‬‬ ‫والديمقراطيــة الوطنيــة والشــعبية‪ ،‬والعدالــة النجتماعيــة‪ ،‬والتنميــة‬ ‫الشاملة والمستدامة‪ ،‬ووضع أســس وبنــاء الدولــة التحاديــة العربيــة‪،‬‬ ‫ووضع وبناء سياسات تكامل دول دحوض النيل‪.‬‬ ‫• وأوضحت فيما كتبت كيف خاب أملى فى عـد م بنـاء دحلـف الثـورة‬ ‫الوطنية الديمقراطية أو قيادتها وأهدافها وبرامجهــا‪ ،‬بخاصــة أننــى‬ ‫كنت قد قدرت فى كتابى "مصر على أعتاب الثــورة" الــذى أنجــز‬ ‫فــى أوائــل ســنة ‪ ،2008‬أ ن هــذا الشــرط الغــائب‪ ،‬أى مــا يســمى‬ ‫باكتمــال العامــل الــذاتى فــى مصــطلحات الحالــة الثوريــة‪ ،‬قــد يتــم‬ ‫إنجازه فى غمـار النتفاضـة الثوريـة‪ ،‬غيـر أ ن تعـثر هـذه العمليـة‬ ‫دحتى ال ن‪ ،‬يجعلنى أفتح الملف من نجديد بأبعاده وقضاياه المتعــددة‬ ‫على النحو التالى‪:‬‬ ‫ثانًياا ‪ :‬الدولة التابعة تصنع أبنية الثورة المخمليةا ‪:‬‬ ‫• إعتنيت فى كتاباتى منذ منتصف التســعينيات مــن القــر ن العشــرين‬ ‫أ ن أتتبــع تنــامى وبــروز الحالــة الثوريــة فــى مصــر‪ ،‬فــى نجانبهــا‬ ‫المرتبط بالعوامل الموضوعية أى القتصادية النجتماعيــة‪ ،‬والــتى‬ ‫تشكل أساس الحالة الثورية‪ ،‬وقد كا ن واضحا لدى تخلف العوامــل‬ ‫الذاتية المرتبطة بالحالــة الثوريــة أى الجــوانب السياســية والقياديــة‬

‫‪221‬‬


‫الثورية‪ ،‬ووضع أهــداف وبرامــج وأســاليب التغييــر الثــورى‪ .‬وقــد‬ ‫توصلت فى كتابى‪" :‬مصر فى دحبــات العيــو ن" الصــادر فــى ســنة‬ ‫‪ 2005‬إلى شيوع عدة أمراض عضال ذكــرت ثلثــة مــن أبرزهــا‬ ‫فــى صـ ـ ‪" 8 -7‬إزديــاد وز ن وثقــل نجماعــات التمويــل النجنــبى‬ ‫الغربى الصهيونى ـ الستعمارى فى مجــالت الحركــة السياســية‪،‬‬ ‫ليست على الصعدة الحكومية وشبه الحكومية فحسب‪ ،‬ولكن دحتى‬ ‫على أصعدة المعارضة‪ .‬ومن ثم إتضح مدى فساد ثنائيــة الحكومــة‬ ‫‪ /‬المعارضة" انتهى القتباس عن المــرض الول‪ ،‬ولكنــى أغفلــت‬ ‫آنذاك تفاصيل مهمة لهذا المــرض دحــا ن ذكرهــا ال ن‪ .‬فمنــذ دحلــول‬ ‫سنة ‪ 1996‬أخذت دائرة المجتمع المــدنى المصــنوع تتســع ويقــوى‬ ‫نفوذهــا‪ ،‬إلــى الحــد الــذى إنتقــل إليــه مركــز الثقــل السياســي مــن‬ ‫الدحــزاب والقــوى السياســية إلــى هــذا الكيــا ن المصــنوع بــأموال‬ ‫التمويــل الغربــى وبأنجنــدات أنجنبيــة منــذ نهايــات القــر ن العشــرين‬ ‫وسنوات أولى فى بدايات القر ن الوادحد والعشرين‪ ،‬بل وبعــد غــزو‬ ‫العراق فى سنة ‪ 2003‬وادحتلله مــن قبــل أمريكــا ودحلفهــا الغربــى‬ ‫الستعمارى العدوانى‪ ،‬أخذت الدحــزاب والحركــات السياســية فــى‬ ‫مصر‪ ،‬تتشكل على لو ن وشكل ودحــدات المجتمــع المصــنوع تلــك‪،‬‬ ‫وتبرز دحركه "كفاية" كمجال صــراع دحقيقــى بيــن قــوتين‪ :‬الولــى‬ ‫وقد استأثرت بالقيادة على نمط المجتمع المدنى المصنوع‪ ،‬والثانية‬ ‫مــن القــوى السياســية ذات الطــابع الــوطنى الــديمقراطى‪ ،‬ولكــن‬ ‫الخاضــعة لكميــة لبــأس بهــا مــن التشــوش السياســي والفكــرى‬ ‫والنضــالى‪ ،‬وكلمــا إدحتــد م الصــراع وتقــد م الزمــن أخــذت القــوى‬

‫‪222‬‬


‫الوطنية تســتخلص كفايــة ويــزداد وضــودحها النضــال الــديمقراطى‬ ‫الــوطنى‪ .‬فــى دحيــن بــرزت الجمعيــة الوطنيــة للتغييــر )الــبرادعى‬ ‫ومســـيرته( كإنعكـــاس للـــو ن الول الشـــبه بـــالمجتمع المـــدنى‬ ‫المصنوع‪ ،‬وظلت دحتى لفظــت أنفاســها تغــط غطيطــا فــى غيــاهب‬ ‫الثورة الملونة‪ .‬وتبرز دحركة ‪ 6‬إبريل سنة ‪ 2009‬على ذات النهــج‬ ‫وتشهد صراعا لم يتبلور إل بعد إندلع إنتفاضة يناير بعدة شهور‪،‬‬ ‫دحيث ظهر التبــاين واضــحا بيــن قــوى الثــورة المخمليــة التقليديــة‪،‬‬ ‫والقوى القرب إلى أبنية الثورة الديمقراطية الوطنيــة‪ ،‬وإ ن كــانت‬ ‫خبرتهــا الثوريــة والنضــالية متواضــعة‪ ،‬ومــا زالــت تحبــو فــى‬ ‫خطواتها الولى نحو هذا التونجه الصعب والثرى فى الوقت ذاتــه‪،‬‬ ‫وإ ن كا ن تواصل النجيال عقبة كبيرة فى إنجاز تلك المسيرة‪.‬‬ ‫• وتتعدد تكوينات الثورة الملونة برعاية مباشرة من تمويل وتدريب‬ ‫استعمارى غربى‪ ،‬وتصــير دولــة التبعيــة للســتعمار والصــهيونية‬ ‫هى صانعة كل البــواب‪ ،‬أو علــى القــل الفاتحــة لهــا دحــتى نصــل‬ ‫لنتيجة فاضحة‪ ،‬فى أ ن هذا المرض هو مرض متلز م مــع الثــورة‬ ‫الكاذبة‪ ،‬ومهانجم لجســم الثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة ذات الميــول‬ ‫الشعبية الديمقراطية الصلية‪.‬‬ ‫• المـرض الثـانى الـذى أشـرت اليـه فـى كتــابى "مصـر فــى دحبـات‬ ‫العيو ن" صــ ‪ 8 -7‬هــو‪" :‬إشــاعة الخلــط بيــن المصــالح الخاصــة‬ ‫لفــراد ونجماعــات وأشــكال سياســية وانجتماعيــة وبيــن المصــالح‬ ‫الوطنية العامة والمجرده‪ ،‬والســتمرار فــى أســاليب مضــى عليهــا‬ ‫الزمن كاشتراك الســاس الشخصــى أو اليــديولونجى للقيــادة علــى‬

‫‪223‬‬


‫أى دحلــف كــا ن‪ ،‬دو ن الدحتكــا م للجهــد الفكــرى والنضــالى العملــى‬ ‫الناتج عن العمل الديمقراطى التحالفى ذاتــه‪ ".‬وللســف تفــاقم هــذا‬ ‫المــرض قبــل وبعــد ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ 2011‬إلــى مســتويات شــديدة‬ ‫النحدار دحتى وصل للهاوية‪ .‬ففى مردحلة ما قبل ‪ 25‬يناير تقــدمت‬ ‫شخصيات نجديدة على التجربة النضــالية‪ ،‬لــم يعــرف رغــم تقــدمها‬ ‫فى العمر اى عمل نضالى سابق لهــا‪ ،‬وتقــدمت أدحــزاب ودحركــات‬ ‫سياســية نجديــدة تلغــى الجهــد النضــالى لدحــزاب تنتمــى لتيــارات‬ ‫سياســية وطنيــة دحــاربت ضــد سياســات النشــقاق عــن النضــالت‬ ‫الوطنية المصرية الباهرة‪ ،‬والعربيــة الزاهــرة‪ ،‬وتلعــب فــى ملعــب‬ ‫اللتحــاق بســادحات الســتعمار والصــهيونية والعولمــة المبرياليــة‬ ‫المتودحشة ـ كما رادحت هذه الجديــدة تطمــس النجــازات التنويريــة‬ ‫والديمقراطيــة العميقــة لمســيرة الثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة منــذ‬ ‫عرابـى مـرورا بسـعد زغلـول دحـتى نهايـة مجتمـع عبـد الناصـر‪،‬‬ ‫لتحتبط بتونجهات فئويــة دينيــة وعنصــرية‪ ،‬وكأنهــا تحــرث التربــة‬ ‫المصــرية ببســاتينها اليانعــة لتحيلهــا لهشــيم تــذروه الريــاح ــ كمــا‬ ‫تمــادت هــذه الجديــدة وكــل قــوى الدولــة التابعــة فــى عمليــة نهــب‬ ‫ولصوصــية لصــول مصــر دحــدها الدنــى يرتبــط بتلــك المقولــة‬ ‫الساقطة "إ ن خربت دار أبيك خذ لك منها قالب"‪.‬‬ ‫• وبعــد ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ 2011‬تحــول هــذا المــرض بمجــرد ســقوط‬ ‫مبارك يو م ‪ 11‬فبراير سنة ‪ 2011‬إلى مشهد غزوة أدحد دحيث ترك‬ ‫الجميع موقعة فى المعركــة‪ ،‬وراح يهــرول لجنــى الغنــائم‪ ،‬مــع أ ن‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم قد كســرت ربــاعيته‪ ،‬ودحمــزة شــق‬

‫‪224‬‬


‫صدره بعد موته وأخرنجت كبده ورادحت هند بنــت عتبــه تمضــغها‬ ‫!!‪ .‬واستبد هــذا المــرض بــالجميع وأثبــت أ ن الدولــة التابعــة تفــرز‬ ‫صناعة الثورة الكاذبة قبل وبعــد ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ 2011‬وتمــايزت‬ ‫القوى على محاور ثلثة‪:‬‬ ‫‪1‬ـ قوى نظا م مبارك النشــط فــى دولــة التبعيــة بقيــادة نجمــال مبــارك‬ ‫وأدحمــد عــز ودحــبيب العــادلى وقيــادات لجنــة السياســات بــالحزب‬ ‫الوطنى المنحل‪ ،‬وقيادات دحكومية مثل يوسف بطرس غــالى ومــن‬ ‫قبلــه يوســف والــى وعــاطف عبيــد وأولد شــيكاغو )مجموعــة‬ ‫إقتصادية يمينيــة متطرفــة( الــذين شـغلوا مناصـب النهـب والفسـاد‬ ‫القتصادى فى القطاع الحكومى والقطاع العا م والقطاع الخاص‪.‬‬ ‫‪2‬ـ المحور الثانى الذى أفرزته دولة التبعية‪ ،‬وقوى الهيمنــة المحركــة‬ ‫لهــا‪ ،‬والــتى تمســك ودحــدها بخيــوط العرائــس وكــل الــدمى وبكــل‬ ‫اللعاب‪ ،‬أى الحلف المريكى ـ السرائيلى ـ الغربى هــى‪ :‬التجــاه‬ ‫الكــبر فــى تيــار الليبراليــة والــذى أخــذ يكتســب صــفة الليبراليــة‬ ‫الجديـدة‪ ،‬علـى نمـط المحـافظين الجـدد فـى أمريكـا مـن الدحـزاب‬ ‫المنشــأة قبــل وبعــد ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ ،2011‬والجماعــات والفــراد‬ ‫ذوات التونجه الليبرالى الجديد‪ ،‬وفــى هــذا الطــار وصــل التشــرذ م‬ ‫والتفتت مداه القصى‪ ،‬فكل فرد وكل مجموعــة تريــد الطفــو علــى‬ ‫سطح الدحداث دو ن سابق خبرة نضالية البته‪ ،‬ونرى أفكـارا كأنهـا‬ ‫غثاء السيل‪ ،‬ونرى سلوكيات كأنها مــن مــدارس المافيــا المختلفــة‪،‬‬ ‫ونرى أموال كأنها النهار والقنوات‪ ،‬هذا من نجانب‪ ،‬ومن الجانب‬ ‫الخر استدعاء تيار السل م السياسى بقيادة الخوا ن المسلمين من‬

‫‪225‬‬


‫مواقع الثورة المضــادة لكـل مسـيرة الثـورة المصــرية علـى طـول‬ ‫عهودهــا‪ ،‬وتحويــل وظيفتهــا مــن الكيانــات المســاعدة للســتعمار‬ ‫والصهيونية فى ضرب كل صور الشيوعية والســتقلل الــوطنى‪،‬‬ ‫والستنارة المجتمعية لبلدا ن الشرق كلــه أقصــاه وأوســطه وأدنــاه‪،‬‬ ‫وعلى أراضى قارات آسيا وإفريقيا ‪ ...‬الخ‪ ،‬إلــى دور رئيســى فــى‬ ‫قيـــادة دول إســـلمية تليـــدة‪ ،‬لتهيـــئ بتطرفهـــا المنـــاخ المناســـب‬ ‫لمخاصمة السل م للدولة والمجتمع والتقــد م‪ ،‬وتحــويله إلــى مجــرد‬ ‫وضعية الكنيسة الوروبية فى العصــور الوســطى‪ ،‬والــذى يصــبح‬ ‫ضربها ومحو دورها شرطا رئيسيا وبابا أودحدا للولوج إلى عصر‬ ‫النهضة والتقد م‪.‬‬ ‫• والمؤكد دحق التأكيد أنه منذإمساك تيــار الســل م السياســي بالدولــة‬ ‫فى مصــر‪ ،‬صــارت دولــة التبعيــة أعمــق فــى تبعيتهــا عــن دولــتى‬ ‫السادات ومبـارك بمضـاعفات الرقـا م‪ .‬وصـارت الدولـة الوطنيـة‬ ‫المصــرية المحــددة المعــالم منــذ أكــثر مــن ‪ 63‬قرنــا مــن الزمــا ن‬ ‫معرضة للتحلل والتفتــت‪ ،‬وصــار إقليمهــا المصــا ن دومــا عرضــه‬ ‫للضــياع‪ ،‬وشــعبها المودحــد دومــا علــى دحقــوق المواطنــة مهــددا‬ ‫بالنقســا م الطــائفى الــدينى والعراقــى‪ ،‬وصــار الســتقلل الــوطنى‬ ‫والسياسي يماثل وضعية مصر فــى العصــر الرومــانى أو العصــر‬ ‫العثمانى‪.‬‬ ‫‪3‬ـ والمحور الثالث الذى فعلته قــوى الهيمنــة المســيطرة علــى الدولــة‬ ‫التابعة دحصيلة إختراقها لبرامج المعونات والمسـاعدات العسـكرية‬ ‫والمدنية فى نجهاز الدولة والجيــش بــل فــى القضــاء وكــل ســلطات‬

‫‪226‬‬


‫الدولة التابعة الراهنة فى مصر‪ ،‬ولقــد تفــاعلت قــوى هــذا المحــور‬ ‫فى وضع قــوى الثــورة المخمليــة أى الثــورة الكاذبــة علــى عــرش‬ ‫مصر‪ ،‬وصارت عملية السلمة لنجهــزة الدولــة الوطنيــة‪ ،‬تســاوى‬ ‫عملية تعميق التبعية‪ ،‬تساوى عملية تثبيت الثورة الكاذبة )الربيع ـ ـ‬ ‫الملونــة ـ ـ المخمليــة(‪ ،‬تســاوى عمليــة تقــويض وانجهــاض الثــورة‬ ‫الشعبية الصيلة ذات السلوك التراكمى المتواصل والمتواتر دحيث‬ ‫صــارت الضــرابات والدحتجانجــات الشــعبية الطبقيــة والسياســية‬ ‫والفئوية والوطنية والمطلبية تبلــغ ‪ 33‬تحركــا يوميــا دحســب أرقــا م‬ ‫وادحصاءات الربع الول لعا م ‪ 2013‬الجارى‪.‬‬ ‫• وقــد يطلـب البعـض إلــى الشــارة لمحـددات أكـثر وأطـراف هــذا‬ ‫المحور الثــالث باعتبــاره قــواه الكــثر شــرا فــى الــتربص بمصــر‬ ‫الوطنيــة‪ ،‬وبثورتهــا الوطنيــة الديمقراطيــة ذات الفــاق الشــعبية‬ ‫وأهدافها الستة فى ‪):‬الستقلل ـ بناء الديمقراطية الوطنيــة ــ بنــاء‬ ‫نظــم العدالــة النجتماعيــة فــى الخــدمات العامــة أى فــى التعليــم‬ ‫والصحة والسكا ن والمواصلت والعمل والنتاج‪ ،‬ونظـم العدالـة‬ ‫الثقافيــة والقانونيــة فــى دحقــوق المواطنــة وكلنــا ســيد فــى ظــل‬ ‫الجمهوريــة‪ ،‬والدولــة فــى خدمــة الشــعب‪ ،‬والمــة فــوق الدســتور‬ ‫والســلطات ‪ ...‬الــخ ــ بنــاء سياســات التنميــة الشــاملة والمســتدامة‬ ‫استنادا على استراتيجية استخدا م الموارد المحلية أساسا والمــوارد‬ ‫الصديقة بالمســاعدة الســتثمارية ــ بنــاء نظــم وسياســات ووضــع‬ ‫برامــج قيــا م الدولــة التحاديــة العربيــة عــبر عمليــات تراكميــة‬ ‫ديمقراطية واختيارية متنامية ومتطورة ــ بنــاء برامــج وسياســات‬

‫‪227‬‬


‫تكامــل دول دحــوض النيــل وتنميتهــا المشــتركة أقــول قــد يتلهــف‬ ‫البعض للوصول للحقيقة ـ وهنــا تــبرز ملدحظــة منهجيــة لبــد أ ن‬ ‫أسوقها‪ ،‬هناك من يسعى لجمع الخبار ويبنى عليها الموضوعات‬ ‫والمقالت‪ ،‬ولكننى أومن بمدرسة التحليــل السياســى دحيــث يتحــدد‬ ‫سياق الدحداث بنتائــج المــور‪ ،‬والبنــاء علــى اســتراتيجيات تقــو م‬ ‫على قوانين علمية‪ ،‬فل يمكن أ ن يسود فكر سياســى يآخــذ بمفهــو م‬ ‫الدولة فى مردحلة تطور بــدائى دحيــث تســود دول المــد ن‪ ،‬وانتظــر‬ ‫منه يسوس دولة وطنية دحديثة لها إقليم ممتد محدد الحدود وشعب‬ ‫معين مطلق التودحــد والنــدماج فيمــا بعــد التباينــات الفئويــة الــدنيا‬ ‫العنصرية والدينية والنجتماعية والطائفية ‪ ...‬الخ ـ وعمليــة إنتــاج‬ ‫تقو م على نظم النتاج الراقى والكـبير‪ ،‬وسـلطات مودحـدة تخضـع‬ ‫للرقابــة الشــعبية ولرقابــة بعضــها البعــض‪ .‬دولــة مســتقلة تأخــذ‬ ‫بسياسات النفع المتبادل وادحترا م النظم المختلفة للدولة والشـعوب‪،‬‬ ‫وتقر بعد م شرعية الستعمار‪ ،‬ودحــق الشــعوب فــى التحــرر منــه‪،‬‬ ‫والخروج من أسر التبعية ســواء كــانت بنيانيــة أو كــانت صــورية‬ ‫وشكلية‪.‬‬ ‫• وأطمئن كل من يريد معرفة أشخاص هــذا المحــور الكــثر شــرا‪،‬‬ ‫أ ن ينظر لكل من يتواصل ترقيتة وتعليته فى كــل عصــور الدولــة‬ ‫التابعة‪ ،‬ويظل نجنــديا مخلصــا لقيــم التبعيــة وقيودهــا‪ ،‬ســواء ممــن‬ ‫ينتمــو ن للقــوى الناعمــة أو القــوى الصــلبة للدولــة التابعــة‪ ،‬الــتى‬ ‫إزدادت تبعيتها بعد اعتلء الســلميين ســدة الحكــم وتمكنهــم منــذ‬ ‫‪ 12‬أغسطس سنة ‪ 2012‬منفردين دحتى ال ن‪.‬‬

‫‪228‬‬


‫• ولدولة التبعية العمق فى عهد ســيطرة الثــورة الكاذبــة معارضــة‬ ‫سياســية واســعة مــن ذات هــذه الدولــة وثورتهــا الكاذبــة‪ ،‬وليســت‬ ‫صدفة أ ن ترتفع نبرات التصايح والبكاء دحول الثــورة المســروقة‪،‬‬ ‫وكأنهم ل يعرفو ن إل الثورة من النــوع الكــاذب‪ ،‬وأكتفــوا بــأدوار‬ ‫المعارضة المستأنسة فى عهد مبارك‪ ،‬وبالهرولة نحو الغنــائم فــى‬ ‫عهــد ســلطة الحكـم للمجلـس العلــى للقــوات المسـلحة دحـتى ولــو‬ ‫بالتحالفـــات النتخابيـــة مـــع الخـــوا ن المســـلمين‪ ،‬ولعـــب لعبـــة‬ ‫النتخابــات البائســة فــى ظــل ســيطرة رأس المــال علــى الحكــم‪،‬‬ ‫وهيمنة أمريكا واسرائيل على صميم القــرار الــداخلى المصــرى‪،‬‬ ‫وتسطير نتائج النتخابات وفق مصــالحهم‪ ،‬أومــن يخــدمهم أكــثر‪،‬‬ ‫ونجعل السلطة والمناصب مجــرد مغــانم لمــن يبــدى التــذلل المــذل‬ ‫على أعتاب قوى الهيمنة تلك‪ ،‬أيا كا ن اتجاهه اســلمى أو ليرالــى‬ ‫أو ناصرى أو يسارى ـ مدنى أو عسكرى‪ ،‬المهم عمق الخلص‬ ‫فى التبعية المذلة لقوى الهيمنة الستعمارية‪ .‬والتباكى منــذ انفــراد‬ ‫السلميين بالحكم على اللبن المســكوب والثــورة المســروقة‪ ،‬مــع‬ ‫إ ن الثورة الديمقراطية الوطنية يشتد أوارها‪ ،‬وتتسارع تحركاتهــا‪،‬‬ ‫ول ينقصها غير تكوين دحلف الثورة من القــوى المعاديــة للتبعيــة‪،‬‬ ‫ولقـوى الهيمنـة السـتعمارية الصـهيونية مـن التيـارات السياسـية‬ ‫الوطنية الربعة‪ :‬الليبرالية )أى الرأسمالية الوطنية( ـ الشــتراكية‬ ‫ـ السلمية )المستنيرة والتى تعمل على انتاج فقه الدولة الوطنية‪،‬‬ ‫وليـــس فقـــه الباديـــة ومضـــارب الخيـــا م( ــــ والقوميـــة العربيـــة‬ ‫)الناصرية(‪ ،‬ومن الكتلة غير المسيسة مــن الشــباب الــذى شــارك‬

‫‪229‬‬


‫فى الثورة على أساس نجغرافى‪ ،‬ومن منظمات ونقابات القطاعات‬ ‫الشعبية الكبيرة النوعية كالعمال والفلدحيــن والرأســمالية الوطنيــة‬ ‫المنتجــة‪ ،‬والمهينيــن والحرافييــن‪ ،‬والمــرأة‪ ،‬والشــباب ومــن خــد م‬ ‫سابقا فى القوات المسلحة وأنجهزة المن ‪ ...‬الخ‪ .‬ووضع التصــور‬ ‫الثــورى للديمقراطيــة الوطنيــة الــتى تمثــل الجميــع بهندســة معــدة‬ ‫مسبقا بموافقة القوى المفرزة لقياداتهــا فالسياســيو ن مــن كــل تيــار‬ ‫يحددو ن من يمثلهم‪ ،‬والقطاعات الجغرافية وكلتها الشعبية تتنتخب‬ ‫ممثليها‪ ،‬والقطاعات النوعية تنتخب ممثليها‪ ،‬وليســت النتخابــات‬ ‫المــزورة دومــا منــذ ســنة ‪ 1924‬دحــتى ال ن‪ ،‬ولكــن قــوى الثــورة‬ ‫الكاذبــة تعيــق كــل أهــداف وأبنيــة الثــورة الصــيلة‪ ،‬أى الثــورة‬ ‫الوطنية الديمقراطية ذات التونجه الشعبى‪.‬‬ ‫• المرض الثالث الذى نبهت له فى كتاب "مصر فى دحبات العيو ن"‬ ‫الــذى صــدر ســنة ‪ 2005‬صـــ ‪" :8‬النجــتزاء السياســى المخــل‬ ‫كأســاس للتحــالف الكفــادحى كاشــتراط برنامــج ليــبرالى سياســى‬ ‫كأساس مفترض للتودحد والتحالف‪ ،‬دو ن النظــر إلــى واقــع الحــال‬ ‫وهــى أ ن الديمقراطيــة ليســت شــكل وادحــدا‪ ،‬فلبــد لنــا أ ن نفــرق‬ ‫بوضوح بين الديمقراطية الستعمارية والديمقراطية الوطنيــة‪ .‬إ ن‬ ‫إغفال مقومات التغيير القتصــادية والنجتماعيــة يظهــر كــأ ن كــل‬ ‫النخبــة صــارت ليبراليــة بــالمعنى الشــكلى وأختفــت المــدارس‬ ‫الشــتراكية والســلمية والقوميــة‪ ،‬بــل والرأســمالية الوطنيــة فــى‬ ‫غمار معارك الصلح السياسى أو التغيير فــى مصــرنا‪ ".‬انتهــى‬ ‫القتباس ولن أضف عليه فقد شرح مسبقا‪.‬‬

‫‪230‬‬


‫ثالًثاا ‪ :‬إنتصار الثورة المخملية يعمق التبعية والتخلف والدتكتاتوريةا ‪:‬‬ ‫• لم يكن دحسنى مبارك بذاته من نشطاء مدرسة التبعية فــى نظــامه‪،‬‬ ‫فالرنجل بتركيبته البليدة والجامدة ارتكن إلى التواز ن الساكن الــذى‬ ‫كا ن قد أقــامه داخليــا وخارنجيــا‪ ،‬غيــر أ ن تحــرك كــل شــيئ دحــوله‬ ‫بمعــدلت عاليــة كــا ن لبــد لهــا أ ن تكســر تــوازنه الســكونى أو‬ ‫الســتاتيكى هــذا‪ ،‬وعلــى طريقتــه البطيئــة والمحافظــة راح يعــد‬ ‫الخطط ـ التى تصورها ـ لتضمن الستمرار لتوازنة الساكن هــذا‪،‬‬ ‫وشجعة هذا التصور أنه نجح لعبور عــدوا ن اســرائيل علــى لبنــا ن‬ ‫فى يوليو سنة ‪ ،2006‬وإنتصــار المقاومــة اللبنانيــة بقيــادة دحــزب‬ ‫ا‪ ،‬وظل محافظا على توازنه الساكن هذا‪ ،‬ووصل لذات النتيجــة‬ ‫إبا ن العدوا ن المدمر لسرائيل على غزه سنة ‪ .2010‬وفى الداخل‬ ‫دحــافظ علــى ذات التــواز ن الســاكن فــالى نجــانب دعمــة للتيــارات‬ ‫السلمية السياسية كالكتلــة الرئيســية فــى قــوى الثــورة المصــرية‬ ‫المضادة‪ ،‬راح يسوسها فى عملية توظيفية محسوبة لبراز الطابع‬ ‫المتنــوع لحكمــة وهــو ممســك بلجامهــا‪ ،‬ويســتخد م المهمــاز لكبــح‬ ‫نجمودحها إذا إشتطت وهانجت ونجمحت‪ ،‬وترك الباب مفتودحا علــى‬ ‫مصــراعية لقــوى المجتمــع المــدنى المصــنوع والممــول غربيــا‬ ‫"أمريكيا وأوربيا وصهيونيا" لتتمدد‪ ،‬وتنتقــل إليهــا بــؤرة الحركــة‬ ‫السياســية مــن الدحــزاب والقــوى السياســية الوطنيــة‪ ،‬وهــو محــدد‬ ‫لمجرى ســيولها لتصــب أمــوال وإمتيــازات شخصــية فــى نجيــوب‬ ‫القائمين عليها فحسب ووسطاء النظــا م ‪ .‬وراح يلقــى بحفنــات مــن‬ ‫الفئات لقــوى المعارضــة التقليديــة فشــرب الجميــع فهمــه للسياســة‬

‫‪231‬‬


‫علـى أنهـا مجلبـة للغنـائم والمتيـازات الشخصـية‪ ،‬وليسـت مهنـة‬ ‫الدفاع عن المصالح الوطنية والطبقية العامة‪ ،‬وفى دحفل السـكارى‬ ‫التائهين هذا أترعت كل الكئوس وشربت دحــتى الذؤابــة‪ ،‬وامتــص‬ ‫الجميع الميــاه مــن بئــر السياســة المصــرية فجفــت وتشــققت دحــتى‬ ‫أنجدبت وتعفنت‪.‬‬ ‫• لم يكن دحسنى مبارك شخصيا مسيطرا على نظامه تماما‪ ،‬ذلك إ ن‬ ‫الختراق نفذ إليه من داخل منزله‪ ،‬فقد أغرى توازنه الساكن هذا‪،‬‬ ‫واستتباب أموره عند دحــد الغيبوبــة‪ ،‬زونجتــه وإبنــه الثــانى‪ ،‬فرادحــا‬ ‫يديرا ن دولة التبعية النشطة‪ ،‬وتلقيـا مــع دفـع قــوى الهيمنـة علـى‬ ‫النظا م بنشطاء التبعية‪ ،‬ليشــكلوا نجميعــا آليــات كســر هــذا التــواز ن‬ ‫الســاكن ففــى الخــارج وعلــى دحــدودنا الجنوبيــة كــا ن دحكــم قــوى‬ ‫السل م السياسى فى السودا ن قد أعد العدة لتقسيم السودا ن‪ ،‬وإقامه‬ ‫دول الطوائــف علــى أرضــه الشاســعة‪ ،‬وتحــدد يــو م ‪ 9‬ينــاير ســنة‬ ‫‪ 2011‬لبــدء إنتخابــات تقســيم الســودا ن لصــالح قــوى الهيمنــة‬ ‫الستعمارية الصهيونية تحت وهم مزعــو م دحــول تقريــر المصــير‬ ‫الذى تحول من دحــق شـّرع ضــد الســتعمار‪ ،‬لليــة خبيثــة لعــادة‬ ‫الستعمار مـن البـواب الخلفيـة‪ ،‬لتقسـيم الوطـا ن وتحطيـم الـدول‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫• وفى الداخل راح أدحمد عز يدير النتخابات البرلمانية سنة ‪2010‬‬ ‫بانتهاك عرض‪ ،‬وفقًـا عين نظرية التواز ن الســاكن تلــك‪ ،‬وادحتــد م‬ ‫الصراع دحول توريث نجمال مبارك لمملكة أبية البليدة‪ ،‬وتحركــت‬ ‫أدحــداث النتفاضــة الثوريــة الشــعبية فــى تــونس‪ ،‬وامتــدت إلــى‬

‫‪232‬‬


‫العاصمة يو م ‪ 9‬يناير سنة ‪ 2011‬ذاتــه‪ ،‬وعجــز دحســن مبــارك أ ن‬ ‫يقرأ التفاصيل الجديدة لمشهد هتــك تــوازنه الســاكن الخطيــرة فــى‬ ‫هذه المرة‪ ،‬فقد دحركت قــوى الهيمنــة قــوى الثــورة الكاذبــة المعــدة‬ ‫سلفا لتبدأ المشهد‪ ،‬وفى ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬انفجـرت كـل البــار‬ ‫والعيو ن‪ ،‬واختلطت مياه المجارى بمياة النبع الصافى الــوارد مــن‬ ‫كل قنوات الثورة الشعبية الصيلة‪ ،‬وتداخلت قوى الثــورة الكاذبــة‬ ‫)الملونة ـ الربيع ـ المخملية( ثورة تعميق التبعية والتخلف والفساد‬ ‫والطائفية‪ ،‬مع قوى النتفاضة الشعبية الصيلة‪ .‬لقد تنبهــت مســبقا‬ ‫فى كتابى "مصر الثورة ‪ ...‬المستقبل" الكتاب الول "مصر علــى‬ ‫أعتــاب الثــورة" والصــادر ســنة ‪ ،2008‬وقلــت فــى صـــ ‪219‬‬ ‫منه‪":‬يعد عا م ‪ 2007‬هو عا م النطلقة الجماهيرية نحــو الثــورة‪،‬‬ ‫فيمكن القول وبجدارة أنه العا م الذى بدأت فيه مردحلة تعاظم المــد‪،‬‬ ‫وهى المردحلة الخيرة فى مرادحل المد الجمــاهيرى‪ ،‬والــتى تســبق‬ ‫النتفاضــة الثوريــة" وقرآتــى الموضــوعية لصــيروة الدحــداث‬ ‫مسبقا‪ ،‬وكما قلت فى ذات الكتاب فى الفصل الخامس المعنــو ن بـ ـ‬ ‫"إســتلب النخبــة ‪ ...‬وإنطلقــة الجمــاهير" وفــى صـ ـ ‪":205‬لقــد‬ ‫شوشت هذه التحركات النخبوية الفارغة المضمو ن‪ ،‬والمتحوصلة‬ ‫دحول شعارات ليبراليــة نجديــدة ودحشــية ومنعزلــة‪ ،‬علــى تحركــات‬ ‫الجماهير الفعلية"‪ ،‬وهكذا إختلط الحابل بالنابل‪ ،‬وعلى الجميع‪.‬‬ ‫• بعد إنتهــاء مــا ســمى بمعركــة الجمــل يــو م ‪ 2‬فــبراير ســنة ‪2011‬‬ ‫أدرك دحسنى مبارك أ ن توازنه السكونى قد تشــقق‪ ،‬وكــاد ينســف‪،‬‬ ‫فتخلى نهائيا عن دحلم التوريث لبنه المنحوس‪ ،‬وألف لجنة لتعديل‬

‫‪233‬‬


‫المواد المطلوب تعديلها‪ ،‬مع أى مواد أخرى تستجد‪ ،‬وبنى ترويكا‬ ‫قوية ـ من ونجهة نظره ـ منــه ومــن عمــر ســليما ن نائبــا لــه‪ ،‬ومــن‬ ‫أدحمد شفيق رئيسا لمجلس الوزارء‪ ،‬نجعل مهمتها الرئيســية ترميــم‬ ‫توازنة السكونى دحتى موعد النتخابات الرئاسية ـ التى أعلــن أنــه‬ ‫لن يترشح لها ـ قبل أكتوبر سنة ‪ ،2011‬ليسلم نظاما متماسكا لمن‬ ‫يأتى بعده‪ ،‬بما قد يساعد فــى تحســين صــورته الــتى قــاربت علــى‬ ‫التمزق والدحتراق‪.‬‬ ‫ونسى مبارك‪ ،‬أو تناسى‪ ،‬أ ن مقود نظــامه ليــس فــى يــده‪ ،‬وأ ن‬ ‫الدولة التابعة إذا إهتزت‪ ،‬فمن باب أولى‪ ،‬أ ن تأتى بــالكثر عمقــا فــى‬ ‫التبعيــة ليعتلــى منصــة الحكــم‪ ،‬بخاصــة أ ن كــل المــور التبســت‬ ‫وتشوشت‪ ،‬فقوى الثورة الكاذبة‪ ،‬قدمت قادتها كقادة لـ ‪ 25‬يناير كلها‪،‬‬ ‫وقوى الثورة الشعبية الصــيلة‪ ،‬أخــذتها الصــاعقة‪ ،‬وتصــورت كتلهــا‬ ‫الشبابية الساسية وغير المسيسة‪ ،‬أ ن كله ثورة‪ ،‬وقيــادات المعارضــة‬ ‫اليســارية مــن الناصــريين والقــوميين والشــيوعيين‪ ،‬بــل ومــن القــوى‬ ‫الدينيــة المســتنيرة‪ ،‬أخــذها النبهــار ورادحــت تســبح فــى بحــر فــرح‬ ‫موهو م‪ ،‬يرى أ ن دحلمها الدائم بالثورة قد تحقــق علــى يــد نجيــل نجديــد‪،‬‬ ‫وأ ن نجــل مهمتهــا أ ن تهنــأ بهــذا الشــباب الواعــد‪ ،‬دو ن أ ن تنظــر ولــو‬ ‫بطرف عين وادحدة لعلقات القوى‪ ،‬ومقومات الحالــة الــتى إســتجدت‪.‬‬ ‫وتتقد م عناصر ـ لم نســمع عنهــا مســبقا ــ فــى أى تحــرك نضــالى‪ ،‬أو‬ ‫تعــرف علــى أنهــا تعمــل فــى خدمــة مراكــز اســتعمارية وإمبرياليــة‬ ‫موصوفة ـ واعتلــت تلــك العناصــر وقــوى الثــورة الكاذبــة فــوق لجــة‬ ‫الثورة الهادرة‪.‬‬

‫‪234‬‬


‫• أسلم مبارك المر للمجلــس العلــى للقــوات المســلحة‪ ،‬وهــو يعلــم‬ ‫علم اليقين‪ ،‬أنه بعيد عن السياسة‪ ،‬ول يفهــم ألعيبهــا‪ ،‬وبعيــد عــن‬ ‫القتصــاد ول يفهــم طلســمه‪ ،‬وأ ن الدولــة التابعــة هــى الدولــة‬ ‫السائدة‪ ،‬ولبد أ ن تكو ن كل مؤسسات القوة فيها قد إخــترقت‪ ،‬وأ ن‬ ‫الدولــة الوطنيــة المســتقلة ليســت أغنيــة ونشــيدا‪ ،‬ولكنهــا سياســة‬ ‫واســتراتيجيات‪ ،‬وفــى الوضــاع المهــترأة تختفــى الصــراعات‬ ‫الساســية‪ ،‬ول تجــد مــن يتناولهــا‪ ،‬وتــبرز الصــراعات الثانويــة‬ ‫والجانبية والشخصية كعدة للعمل يســعى الجميــع للنخــراط فيهــا‪.‬‬ ‫وفى هذا المجــال تتــولى القــوى المهيمنــة الخارنجيــة الســتعمارية‬ ‫الصـــهيونية إدارة ترتيـــب الصـــراعات الكليـــة والســـتراتيجية‬ ‫الجامعة‪ ،‬فتذهب لتثــبيت قــوى الثــورة المخمليــة بالغــداق المــالى‬ ‫والنصائح المخابراتية والعداد بالدورات السياسية‪ ،‬فى ظل دحالــة‬ ‫مفكوكــة‪ ،‬وعشــوائية فــى كافــة الركــا ن والميــادين والطــرق‪،‬‬ ‫فالحركة الجماهيرية تحررت وانكسرت كل الحوانجز أمامها‪ ،‬فــى‬ ‫غياب القيادة الثورية الصــيلة ــ أو تغييبهــا ــ والهــداف الثوريــة‬ ‫ذات الستراتيجيات والبرامج الواضحة للتغيير الثورى للسياسات‬ ‫والوضاع‪ ،‬وفى استبداد مشهد غزوة أدحد بالكل‪ ،‬رادحت الهداف‬ ‫الثورية تتفتت وتتبعثر وتنحدر لمجرد أهداف أفــراد ومجموعــات‬ ‫قد تكو ن أصابها غر م الثورة‪ ،‬والــذى أدارتــه ضــدها قـوى الثــورة‬ ‫الكاذبة أساسا‪ ،‬وفى معظمة‪ ،‬ضد الفراد والمجموعــات الضــعيفة‬ ‫مــن أبنــاء الشــعب الفقيــر والمكلــو م‪ .‬لقــد كــانت كــل التصــرفات‬ ‫عشوائية إل لقوى الهيمنة وقــوى الدولــة التابعــة‪ ،‬الــتى اســتعارت‬

‫‪235‬‬


‫خطة مبارك للتعديلت الدستورية‪ ،‬وعينت لجنة نجديــدة إختارتهــا‬ ‫القوى النشطة للتبعية من عناصر تدخل فى صميم دولة التبعية أو‬ ‫متماشية معها عـن نجهـل بأبعــاد منظومـة التبعيـة وتغلغلهـا‪ ،‬علـى‬ ‫الرغم من إدعائها بأنها أنفقت كل عمرها للتبشير بالستقلل‪ ،‬وتم‬ ‫نجر المجتمع كله لمطابقة الدولة بالثورة الملونة‪ ،‬بالتبعية‪ ،‬العميقــة‬ ‫بإنجهاض الثورة الشــعبية الصــيلة الثــورة الديمقراطيــة الوطنيــة‪،‬‬ ‫غير أ ن ذلك لم يكن أمر سهل‪ ،‬فقد ظهــر بعــض الصــحو للبعــض‬ ‫ولكن إدحتد م الصراع ولعبت قــوى الخــتراق دورا لــم تقــدر عليــة‬ ‫القوى الشد تطرفا نحــو اليميـن‪ ،‬وســوف نلقــى علــى ذلــك بعــض‬ ‫الضوء فيما يلى‪:‬‬ ‫‪1‬ـ على مستوى المجلس العسكرى الحاتكما ‪:‬‬ ‫ــ إنشــغل المجلــس العســكرى الحــاكم فــى أول أيــامه لســتل م‬ ‫الحكم بعدة أمور ترتبط كلها بأمور صغيرة ـ من قبيل ـ ترتيب الــبيت‬ ‫من الداخل‪ ،‬كمسالة ترتيب أوضاع رئاسة الجمهورية‪ ،‬بعد أ ن تركهــا‬ ‫دحسنى مبارك‪ ،‬على تواصل ذات النهج الســابق‪ ،‬بــل ذات الشــخاص‬ ‫الســابقين‪ ،‬وضــبط بعــض مظــاهر المــن المنفلــت‪ ،‬بالضــافة إلــى‬ ‫التصال بالقوى السياسية القديمة‪ ،‬وتشكيلت الشــباب الجديــدة‪ ،‬الــتى‬ ‫بدت كأنها كرنفال فى ركن قصى من صحراء مترامية الطراف‪ ،‬ل‬ ‫علقة فيها تربط هذا الكرنفال بالبيئة المحيطة‪ .‬وغلبت على كــل هــذه‬ ‫النشطة البعد عن طرح القضايا الكلية الكبرى والســتراتيجية تحــت‬ ‫دحجة واهية ـ هى أ ن المجلس العســكرى ــ مهمتــه مــؤقته فــى الحكــم‪،‬‬ ‫وهو مجرد كيا ن عابر‪ ،‬والدهى والمر النصراف كلية عن ملدحقة‬

‫‪236‬‬


‫الترتيبات الكلية التى تجرى فى المجتمع لتثبيت قوى الثــورة الكاذبــة‪،‬‬ ‫وقــوى التبعيــة العمــق فــى الدولــة‪ ،‬وأصــبحنا فــى الواقــع فــى دحالــة‬ ‫إزدوانجية واقعية غريبة‪ ،‬قوى دحاكمة رســميا تحمــل علــى كتفهــا كــل‬ ‫المغار م‪ ،‬وقوى ساعية لستل م الحكم قابضــة بكــل نواصــى الكلمــات‬ ‫والحركات علـى كـل المغـانم‪ ،‬وفعليـا إمتـدت المـور إلـى أزدوانجيـة‬ ‫الثمانية عشر يوما من ‪ 25‬ينــاير إلـى ‪ 11‬فـبراير سـنة ‪ :2011‬ثـورة‬ ‫شعبية أصـيلة تنحـو منحـى الديمقراطيـة الوطنيـة ذات البعـد الشـعبى‬ ‫تعلو وتطفــو علــى ســطح المشـهد وتتحمـل وتــدفع كـل المغــار م وكــل‬ ‫الشهداء وكل الجردحى والمصــابين‪ ،‬وثــورة كاذبــة )ملونــة ــ ربيــع ــ‬ ‫مخملية( تتحرك على الرض لتجمـع كـل المغـانم فـى دحـرق مقـرات‬ ‫الحز م الحاكم‪ ،‬ومراكز الشرطة‪ ،‬وفتح السجو ن واقتحا م مقرات نجهاز‬ ‫مبادحث أمن الدولة‪ ،‬وتسييد النفلت المنى‪ ،‬واضعاف سلطة الدولة‪،‬‬ ‫وهكذا دارت صـراعات المغـانم والمغـار م‪ ،‬وهـى صـراعات التبعيـة‬ ‫والستقلل‪ ،‬وهى صراعات الثورة الكاذبة المخملية والثورة الشعبية‬ ‫الصــيلة‪ ،‬الولــى تجمــع مغانمهــا بــوعى وترتيــب والخــرى تحمــل‬ ‫مغارمها بدو ن علم وباستيلب وعى‪ ،‬وغفلة تصل لحد الغيبوبة‪.‬‬ ‫ـ وقد يقول قائــل لقــد تــم ذلــك ل ن نجماعــة الخــوا ن المســلمين‬ ‫امتلكت تنظيما قويا ومنضبطا سهل لها إدارة اســتل م المغــانم‪ ،‬وإلقــاء‬ ‫المغــار م علــى الطــراف الخــرى‪ ،‬وهــذا قــول نــاقص ونجزئــى‪ ،‬بــل‬ ‫وشديد الجزئيــة‪ ،‬فالجــانب الكــبر منــه يرنجــع للدارة الواعيــة لقــوى‬ ‫الهيمنة على الوطن‪ ،‬وأدواتها الداخلية من قوى التبعية النشطة لدارة‬ ‫المــور‪ .‬وبصــرادحة نحــن أمــا م إدارتيــن‪ :‬الولــى مكتملــة وواعيــة‬

‫‪237‬‬


‫بأهــدافها الســتراتيجية ومهامهــا الكــبرى وهــى تثــبيت دولــة التبعيــة‬ ‫العمق‪ ،‬بقــوى الثــورة الكاذبــة المخمليــة‪ ،‬بإنجهــاض الثــورة الشــعبية‬ ‫الصلية‪ .‬والثانية‪ :‬إدارة تكتيكية مشتته غير مدربة ل تميز بين الدولة‬ ‫والثــورة وعلقتهمــا الضــرورية والجانبيــة‪ ،‬وبيــن الثــورة الكاذبــة‬ ‫والثورة الصلية‪.‬‬ ‫ـ لقد أخذتا الدارة البيروقراطية الضعيفة للمجلــس العســكرى‬ ‫إلى أ ن نبتلع قرارات لجنة طارق البشرى‪ ،‬واستفتاء ‪ 19‬مــارس ســنة‬ ‫‪ ،2011‬ودحكومــة عصــا م شــرف الهزيلــة‪ ،‬ويحضــرنى هنــا واقعــة‬ ‫شخصية فقد إتصلت بالدكتور محمد شــرف وهــو زميــل فــى سـادحات‬ ‫النضال الجبهوى لى‪ ،‬له بعض المس الخفيف من التيارين الســلمى‬ ‫السياسى والليبرالى التقليدى‪ ،‬وسألته ساعة معرفــتى باختيــار عصــا م‬ ‫شرف ابن عمه رئيسا للوزراء‪ ،‬وأنا أعلن له تونجســى بانتمــائه لتيــار‬ ‫السل م السياسى‪ ،‬وبأنه أمريكى التونجه‪ ،‬أى من قوى الدولـة التابعـة‪،‬‬ ‫فــرد علــى ردا محبطــا نفــى فيــه صــلته بتيــار الســل م السياســى‪،‬‬ ‫واستعجب منى واستغرب هل هناك من هو خارج الرضا المريكى‪،‬‬ ‫رددت عليه دحــتى ونحــن فــى دحالــة ثــورة‪ ،‬ضــحك وقــال نســيت إنــك‬ ‫مؤلف كتاب "مصر على أعتاب الثورة" منذ ثلث أعــوا م وكنــا نــراه‬ ‫شــيًئا مســتغربا‪ ،‬واســتمرت مكالمتنــا دحــول أ ن الــدكتور عصــا م ضــد‬ ‫الفســاد‪ ،‬وقــد دحــارب الفســاد فــى النقــل البحــرى قبــل غــرق الســفينة‬ ‫المشهورة فى البحر الدحمر !! "العبارة اكس ‪."2006....‬‬ ‫ـ وفى لحظة فارقة تشكلت بأدحــداث ‪ 8‬إبريــل ســنة ‪ 2011‬فــى‬ ‫ميدا ن التحرير‪ ،‬بنزول نفر من صــغار الضــباط إلــى التظــاهر‪ ،‬انتبــه‬

‫‪238‬‬


‫المجلس العسكرى العلى للقوات المسلحة‪ ،‬وارتفــع وعيــة بضــرورة‬ ‫المعالجة الكلية لبعض الدرنجات على سلم الوعى الوطنى العا م‪ ،‬غيــر‬ ‫أ ن هذا التغير اليجابى تحدد بمحددين‪ :‬الول‪ :‬ضرورة رفع مســتوى‬ ‫الكفــاءة السياســية لدارة المجلــس العســكرى المــؤقته للبلد‪ ،‬أى أ ن‬ ‫الرتقاء إنصـب علـى المجلـس العسـكرى بنفسـه سـواء علـى صـعيد‬ ‫المحافظــة علــى ودحــدة وتماســك أبنيــة القــوات المســلحة تحــت إمــرة‬ ‫قيادتهــا‪ ،‬أو ســواء بتعميــق فهــم قيــادة القــوات المســلحة ذاتهــا للدارة‬ ‫السياسية‪ .‬الثانى‪ :‬التساع بالمنظور السياســى لوســع مــن المطــروح‬ ‫على سادحات الدحداث الجارية‪ ،‬وللتوضيح فتح ملفات النظــا م الســابق‬ ‫فى متابعة للكوادر السياسية النائمة إذا نجاز القول‪ ،‬ومـن ثـم لبــد مـن‬ ‫تشكيل مجلــس استشــارى سياســى للمجلــس العســكرى العلــى ذاتــه‪،‬‬ ‫والنظر لكــوادر سياســية مســتقلة ثوريــة ووطنيــة نجــادة خــارج دائــرة‬ ‫المهرنجانات والكرنفالت والسيرك والتى نصبت فــوق ســطح مصــر‬ ‫بعد ‪ 25‬يناير سنة ‪ .2011‬دخــل المجلــس العســكرى العلــى للقــوات‬ ‫المســلحة فــى مدرســة كــادر سياســي راقيــة إمتــدت لكــثر مــن شــهر‬ ‫وتفرعــت إلــى قســمين‪ :‬الول‪ :‬إدارة دحــوار نجــاد ومعمــق لبرنامــج‬ ‫الدارة السياســية للبلد‪ ،‬تتســجل فيــه عــدة ضــغوط مورســت علــى‬ ‫المجلــس أولهــا فقــر أو نــدرة الكــادر السياســى الــوطنى والمهتــم‬ ‫بالمصـــلحة العامـــة للـــوطن بطريقـــة مجـــردة أو خـــارج مصـــالحه‬ ‫الشخصية أو الحزبية الضيقة‪ ،‬أى الصدمة فى الحركــة السياســية فــى‬ ‫بعدها الوطنى العا م‪ ،‬ثانيها الضغوط المتولدة مــن قــوى الهيمنــة علــى‬ ‫وانجبــات الدارة اليوميــة والعاديــة للبلد‪ ،‬ثالثهــا‪ :‬الضــغوط العربيــة‬

‫‪239‬‬


‫الخارنجية من القوى المحافظة )أو ما يسمى بقوى العتــدال العربــى(‬ ‫ماديا ومعنويا‪ ،‬وتدخلتها الفاضحة أدحيانا والمستترة فى أدحيا ن أخرى‬ ‫فى سياسة أمور البلد الداخلية‪ ،‬رابعها‪ :‬ضغوط المشاكل اليومية فــى‬ ‫الدارة العامة والمطـالب الفئويـة المتزايـدة‪ ،‬والـتى تبلـورت بعـد ‪25‬‬ ‫يناير سنة ‪ .2011‬وتكيفا مع كل هذه الضــغوط كــا ن لبــد للحــوار أ ن‬ ‫يستقر على عدة نقاط محددة وواضحة ول تقبل اللبس أهمها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ودحدة دحركة القوات المســلحة كلهــا وضــرب أى محاولــة إنشــقاقية‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫‪2‬ـ وطنية التونجه العا م لدارة البلد للمجلس العلــى العســكرى علــى‬ ‫نمط الضباط الدحرار فى ‪ 23‬يوليو سنة ‪.1952‬‬ ‫‪3‬ـ التأكيد على الصفة المؤقته لفترة دحكم المجلس وتضيقها إلــى الحــد‬ ‫الدنى دائما للتفر غ للمها م الرئيسية للجيش‪.‬‬ ‫‪4‬ـ ـ الخــروج مــن دائــرة السياســيين القائمــة والخــروج عــن خريطــة‬ ‫الطريــق المباركيــة‪ ،‬بتســليم دحكــم البلد لمجلــس رئاســى ثــورى‬ ‫مــدنى‪ ،‬أو لشخصــية لهــا ذات الملمــح‪ :‬سياســية ثوريــة مجربــة‬ ‫ورصينة‪.‬‬ ‫القســم الثــانى‪ :‬الرتقــاء بالعــداد السياســى المكثــف لرئيــس‬ ‫المجلــس العســكرى ونائبــة وكــل أفــراده بالمحاضــرات والقــراءات‬ ‫المحددة للوقوف على أكبر قـدر متــاح مـن التعليـم السياســى النظـرى‬ ‫والعملى للدارة المؤقته الوطنية للبلد‪ .‬منذ منتصف شهر مــايو ســنة‬ ‫‪ 2011‬أخذ المجلس العسـكرى يعـد العـدة للنتقـال السياسـى الثـورى‬ ‫للبلد‪ ،‬مغتنما الفرص لدحداث ذلك‪ .‬غير أ ن قــوى الهيمنــة الخارنجيــة‬

‫‪240‬‬


‫ونشــطاء دولــة التبعيــة مــن عملئهــا كــانوا لهــم بالمرصــاد‪ ،‬وأفشــلوا‬ ‫الفرصة تلو الفرصة‪ ،‬دحتى تحــدد يــو م ‪ 4‬أكتــوبر ســنة ‪ 2011‬ليكــو ن‬ ‫يو م الفصل بالنقل المنشود‪ ،‬وفى عشية ذلك اليو م مباشرة‪ ،‬نجاء وزيــر‬ ‫الدفاع المريكى بنفسه "ليو ن بانيتا" إلى القاهرة ليجهض هــذا المــر‬ ‫برفع الفيتو المريكى السرائيلى واضحا ودو ن مداراه أو مناورة فى‬ ‫ونجه ذلك وبا ن تنفيذ نقل الســلطة متعــديا خريطــة الطريــق المباركيــة‬ ‫المعدلة لطارق البشرى ولجنته سيتم الرد عليــه باعــادة إختلل سـيناء‬ ‫على الفور‪ ،‬وأنه ل طريق غير خريطة الطريق المثبتــه‪ ،‬ول خــروج‬ ‫علـى نصـها أبـدا‪ ،‬وضـرورة السـتمرار فــى النتخابـات البرلمانيــة‪.‬‬ ‫وطلــب الرنجــل اســتل م الجاســوس المريكــى ـ ـ الســرائيلى مــزدوج‬ ‫الجنسية الذى قبض عليه سابقا فى ميدا ن التحرير‪ ،‬لقد وضح للمجلس‬ ‫العســكرى العلــى للقــوات المســلحة أ ن الدولــة التابعــة أعمــق ممــا‬ ‫تصوروا‪.‬‬ ‫ـ وكانت النقطة الفارقة الثانية فى وعى أعضاء المجلــس العلــى‬ ‫العسكرى ورئيســة ونائبــة‪ ،‬هــى أ ن إعــداد القــوات المســلحة لمهامهــا‬ ‫الساسية فى الدفاع عن البلد هى المهمة الولى بالرعاية‪ ،‬ويجب أ ن‬ ‫يجــد الجــد فــى الســير علــى دربهــا بأســرع ممــا يتصــور أى غافــل‪،‬‬ ‫ورادحت عمليات التدريب لعبور القناة للجيوش والفــرق تجــرى علــى‬ ‫قد م وساق وتدريبات أخرى لكل فروع القوات المســلحة قتاليــا‪ .‬إل أ ن‬ ‫هذه النقطة الفارقة لم تكشف للمجلــس العســكرى ذاتــه أ ن بــه إختراقــا‬ ‫كبيرا من قوى الهيمنة‪ ،‬ولبد وأ ن لها زمرة من نشطاء التبعية داخــل‬ ‫هذا المجلس نفسه‪ ،‬وقد نجاء البرها ن على ذلك يــو م ‪ 5‬أغســطس ســنة‬

‫‪241‬‬


‫‪ 2012‬يو م نجرت عملية اغتيــال الشــهداء الســتة عشــرة وهــم يهمــو ن‬ ‫بالفطار فى رمضا ن‪ ،‬على الحدود مع رفح‪ ،‬وبين يو م ‪ 12‬أغســطس‬ ‫سنة ‪ ،2012‬إ ن هذه السبوع ودحده كشــف عمــق الخــتراق لنشــطاء‬ ‫التبعية بقيادة القــوات المســلحة‪ ،‬فقــد تــم ذبــح الشــهداء ليكــو ن زريعــة‬ ‫لقالة المجلس العسكرى الذى أبقى علــى تــواز ن الســلطة مــع رئيــس‬ ‫الخوا ن المسلمين‪ ،‬الذى هو ونجماعته من أنشط نشطاء دولــة التبعيــة‬ ‫العميقة‪ ،‬التى تعمقت باكثر مما كانت قبل يو م ‪ 25‬يناير سنة ‪.2011‬‬ ‫ـ ومع التأكيد على إيمانى الـذى ل يفـتر ول يليـن بـأ ن الجيـش‬ ‫هو عمود الخيمة للستقلل الــوطنى‪ ،‬والدولــة الوطنيــة المســتقلة‪ ،‬إل‬ ‫أنه ليس محصنا مـن الخـتراق لنشـطاء التبعيــة بخاصـة وأنـه نجيـش‬ ‫تلعب المعونات المريكية دورا ملحوظا فى ادارته‪ ،‬كبر هذا الدور أ م‬ ‫صغر فى مجرى إدارته العامة وقيادته‪ ،‬ودحتى ل يكو ن المر مرسل‬ ‫فــإ ن البلد كــانت تحــت قيــادة المجلــس العســكرى‪ ،‬وأســقطت قــوات‬ ‫الطلنطى النظا م الليبى الوطنى والتقدمى لصــالح عصــابات الســل م‬ ‫السياسى بقيادة الخوا ن المسلمين‪ ،‬وقيادة مصر مشــلولة وكــأ ن علــى‬ ‫رأسها الطير‪ ،‬مع أ ن هذا إختراق دحقيقى للمن القومى المصرى أخذ‬ ‫يتأكد بعد ذلــك‪ ،‬ودحينمــا تأكــد للمشــير النشــاط المعــادى لمصــر علــى‬ ‫الحدود وزار ليبيا فى الشــهور الولــى مــن ســنة ‪ ،2012‬وأنــذر مــن‬ ‫يحكمو ن فى ليبيا بضــرورة النتبــاه لــذلك‪ ،‬اشــتط غضــب المريكــا ن‬ ‫على المجلس العســكرى وأرنجعــوه إلــى مســادحة سياســية هادئــة تقــف‬ ‫خلف النقطة التى كا ن قد تحرك إليها‪ ،‬وثبت للجميــع أ ن دولــة التبعيــة‬ ‫تقوى فى مصر فى ظل سيادة الثورة الكاذبة‪.‬‬

‫‪242‬‬


‫وتــأتى واقعــة التمويــل المريكــى غيــر القــانونى واختراقهــا‬ ‫للمجتمع المدنى المصنوع‪ ،‬وعجـز قيـادة المجلـس العسـكرى عـن أ ن‬ ‫تجرى محاكمتهم فى مصر‪ ،‬ليتأكد للجميع أ ن دولة التبعيــة هــى دولــة‬ ‫الثورة الكاذبة المخملية‪ ،‬هى دولة إنجهاض الثورة الشــعبية الصــيلة‪،‬‬ ‫وأ ن النتخابات التى تجـرى فـى ظـل هـذه الدولـة التابعـة ل تحسـمها‬ ‫إرادة الناخبين‪ ،‬ولكن تحسمها فحسب إدارة القوى المهيمنة على دولة‬ ‫التبعية فى مصر‪ ،‬وهذا هو القول الفصل‪ ،‬ودحد الفــرز الــذى ل يجــب‬ ‫التشــويش عليــه‪ .‬وهنــا يحضــرنى تســاؤل نجــاد‪ ،‬لمــاذا كــانت إرادة‬ ‫المجلـس العسـكرى العلـى للقـوات المسـلحة مقيـدة فـى دحكـم البلد‪،‬‬ ‫وإدارة النتخابات الرئاسية‪ ،‬بل واعل ن المعلومات المتحصــلة لــديهم‬ ‫عن الطرف الثالث الصانع لكل ما ارتكب من نجرائم فى مصــر علــى‬ ‫يد قوى الثورة المخملية بقيادة الخوا ن المسلمين؟ والنجابة ل ن دولــة‬ ‫التبعية تعمقت فى تبعيتها بعد بدء مسيرة الثورة المخملية التى انتهــت‬ ‫بانتصارها‪ ،‬وانتكاس الثورة الشعبية من أول يوليو إلى ‪ 12‬أغســطس‬ ‫سنة ‪ 2012‬ودحتى ال ن‪ ،‬لقد إنفردت قوى الثــورة الكاذبــة بمصــر بمــا‬ ‫يساوى قيا م دولة التبعية العمق‪.‬‬ ‫ـ هناك دحكمة تقول‪" :‬لدحياء فى العلــم" والنقطــة الــتى نبحثهــا‬ ‫ال ن نجد خطيرة هل الجيش دعامة الدولة الحديثة وكفى‪ ،‬بما فى ذلــك‬ ‫دولة التبعية‪ ،‬أ م أنه فقط دعامة للدولــة الوطنيــة المســتقلة ودحــدها فــى‬ ‫كتابى "مصر الثورة ‪ ...‬المستقبل" الكتاب الول "مصر على أعتــاب‬ ‫الثورة" الصادر فى النصف الول سنة ‪ ،2008‬قلت فى أول الفصل‬ ‫الثانى منه بونجود خمس قوى ترتكــن قــوة النظــا م عليهــا‪ ،‬ذكــرت فــى‬

‫‪243‬‬


‫أولها مؤسسات المن والقــوات المســلحة فــى صــ ‪ 59-58‬قلــت فيهــا‬ ‫بالنص‪) :‬تعبر مؤسسـات المـن والقـوات المسـلحة عـن ولء دحقيقـى‬ ‫ومنضبط للسياسات القائمة والمتبعــة فـى مصــر فــى الـوقت الراهـن‪،‬‬ ‫وتشكل أكبر دحامية وضامنة لســتمرارها‪ ،‬واســتمرار تونجهاتهــا منــذ‬ ‫نشــأت هــذه السياســات منــذ أكــثر مــن ثلثيــن ســنة مضــت‪ ،‬فحينمــا‬ ‫إصطدمت سياسات رفع النجور والسعار بالجماهير فــى ينــاير ســنة‬ ‫‪ 1977‬نـــزل الجيـــش إلـــى الشـــارع داعمـــا السياســـات الحكوميـــة‬ ‫ومرانجعتها لها‪ .‬واتجهــت القــوات المســلحة لمحاربــة ليبيــا فــى نهايــة‬ ‫السبعينيات دحسب التونجهات السياسية آنــذاك‪ ،‬وفــى ســنة ‪ 1986‬لــدى‬ ‫أدحــداث المــن المركــزى نزلــت إلــى الشــارع مــرة أخــرى‪ ،‬دحقــا لــم‬ ‫تصــطد م بالشــارع فــى نزلتيهــا‪ ،‬ولكنهــا أظهــرت ولءهــا للسياســات‬ ‫القائمة‪ ،‬ثم ذهبت لحفر الباطن فى عملية تحرير الكويت من العــراق‪،‬‬ ‫رغــم مــا صــادحب هــذه العمليــة مــن إقــرار الونجــود الــدائم للقــوات‬ ‫المريكية فى دول الخليج‪ ،‬كما ذهبت فى مهمات خارنجية تحت لــواء‬ ‫المم المتحدة أو القوات الدولية وبخاصة فــى البوســنة والهرســك فــى‬ ‫البلقا ن‪ ،‬وأخيرا تونجهت لدارفور‪ ،‬وكذلك رضيت هذه القــوى بإتفاقيــة‬ ‫الســل م مــع اســرائيل‪ ،‬وبخاصــة سياســة المنــاطق منزعــة الســلح‬ ‫والمخففة التسليح‪ ،‬مع العلم أ ن سيناء هــى البوابــة الرئيســية للمخــاطر‬ ‫التى تهدد مصر دوما منذ عهود الفراعنة‪ .‬وقد قامت لتكييف أموارها‬ ‫لتتلئم مع هذه السياسة‪ ،‬ومع تونجهها الستراتيجى العا م الدائم والــذى‬ ‫لم يتغيـر رغـم هـذه السياسـات الـتى يمكـن إعتبارهـا نجديـدة‪ ،‬وظلـت‬ ‫وباسـتمرار تجـرى تــدريبات مشــتركة علــى عــدو وادحــد مـع القــوات‬

‫‪244‬‬


‫المريكية لمناورات النجم الساطع وغيرها ‪ ...‬وعليه فإ ن أى محاولــة‬ ‫مفضودحة أو مغرضة للصطياد فى المــاء العكــر‪ ،‬وتصــور أ ن ينشــأ‬ ‫خلف مــع السياســات القائمــة مــن قبــل مؤسســات المــن والقــوات‬ ‫المسلحة أو مع النظا م القائم تصور وهمى وغير دحقيقى‪ ،‬فعلى الرغــم‬ ‫من أ ن بعض الوقائع المذكورة آنفا كانت يمكن أ ن تكو ن مادة خلف‪،‬‬ ‫إل أ ن الحقيقة الملموسة قد أكدت مدى إنضباط قوات المــن والقــوات‬ ‫المسلحة وإخلصها للنظا م القائم والسياسات القائمة‪ ،‬بصورة ل تــثير‬ ‫أى لبس أو غموض‪ ،‬وللحق على النظــا م الحــاكم وسياســته النافــذة أ ن‬ ‫يفخر بـأنه وأنهــا تخطــى بتأييـد هــذه القـوات كــاكبر نجهـة دحـائزة فـى‬ ‫البلد"‪ .‬انتهى القتباس‪.‬‬ ‫ـ عند هذا الحد لبد من مناقشة هذا المر علــى النحــو التــالى‪:‬‬ ‫هل قا م نجيشنا بتأمين النظا م للدولة التابعة واكتفى بتأييد الثورة الكاذبة‬ ‫المخملية‪ ،‬كاستمرار لذات النظا م بقيادات أخرى؟‪ ،‬وهنا يكــو ن نجيــش‬ ‫الدولــة التابعــة‪ ،‬ونجيــش دولــة الثــورة المخمليــة الكاذبــة )الربيــع ـــ‬ ‫الملونــة(‪ .‬أ م أ ن المجلــس العســكرى كــا ن يؤكــد الثــورة الصــيلة أى‬ ‫الثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة ذات التــونجه الشــعبى‪ ،‬وقيــدت دحركتــه‬ ‫وأنجبرته على الدارة البيروقراطيــة والمقيــدة للفــترة النتقاليــة؟ وفــى‬ ‫هذه الحاله يكــو ن نجيشــا للدولــة الوطنيــة المســتقلة‪ ،‬ولكنــه يعــانى مــن‬ ‫إختراقات تكبح نجمادحة‪ ،‬وتمنعه مــن اظهــار معدنــة الــوطنى المسـتقل‬ ‫الصيل؟ ول أدحفى على أدحد أ ن مقولــة أ ن الجيــش يقــف مــن الجميــع‬ ‫علــى مســافة وادحــدة‪ ،‬مقولــة ليســت صــحيحة‪ ،‬فجيــش أدحمــد عرابــى‬ ‫إنتصر للثورة المصرية وقادها‪ ،‬وقد م مطالبها على المطالب الخاصة‬

‫‪245‬‬


‫بالجيش وذلك سنة ‪ ،1881‬سنة ‪ .1882‬ونجيش نجمــال عبــد الناصــر‬ ‫قاد ثورة الشعب المصرى وبعد أقل من أرعة أيا م طــرد الملــك الــذى‬ ‫يقســم علــى الــولء لــه‪ ،‬وقبــل مــرور شــهر ونصــف أصــدر قــانو ن‬ ‫الصلح الزراعى وغير ونجة العلقــات النتانجيــة والنجتماعيــة فــى‬ ‫الريف المصرى‪ ،‬بل فى مصر كلها‪ .‬ولكن الجيش يقــف علــى مســافة‬ ‫وادحــدة إذا كــانت الدولــة القائمــة دولتــه دحينهــا تقــف بيــن الحكومــة‬ ‫والمعارضة لذات الدولة أو ذات النظا م‪ ،‬فهــل نجيشــنا ال ن هــو نجيــش‬ ‫دولة التبعية العميقة دولة التفريط المتكرر فى الحــدود الــذى لــوح بــه‬ ‫النظا م مع ليبيا ودحليب وشلتين وإقليــم قنــاة الســويس بــل وعاصــمة‬ ‫مصر نفسها وهذه سلوكيات وأقوال للقوى الحاكمة التى ل يونجــد فــى‬ ‫قاموسها السياسى معنى للوطن بالمعنى العلمى الحديث والمتحقق فى‬ ‫مصر منذ سنة ‪ 4242‬قبل الميلد‪.‬‬ ‫ـ والحقيقة الواضحة للقاصى والدانى أ ن عملية التبعية تتعمــق‬ ‫فى مصر‪ ،‬تحت دحكم الخوا ن المســلمين عمــا كــانت عليــه بــل تتأكــد‬ ‫معلوماتى بونجود مجموعة محددة من الكونجرس المريكى يقال أنها‬ ‫تضم سته )سناتور( تتابع الرياسة فى مصر وتلعب دورا ل يقل عمــا‬ ‫نسجله فى الداخل من دور المرشد ومكتب ارشــاده‪ ،‬ولهنــا تشــتد هــذه‬ ‫السياسة بأضعاف مضاعفة عن عهد السادات الــذى أدار التجــاه مــن‬ ‫دولة الستقلل إلى دولة التبعية‪ ،‬واشتط فى ذلك إلى ممارسة سياســة‬ ‫النشقاق بالتعاهد مع الكيا ن الصهيونى العدوانى دحيث اعطــاه ســلما‬ ‫زاد عــن أكــثر مــن نصــف عمــرة‪ ،‬فــى دحيــن لــم يعطنــا هــذا الكيــا ن‬ ‫الستعمارى الستيطانى ولو يوما وادحــدا مــن الســل م البــارد وممــا ل‬

‫‪246‬‬


‫شك فيه بأ ن مبارك أصلح بعضـا ممـا خربـه السـادات‪ ،‬ودحـافظ علـى‬ ‫السل م البارد‪ .‬فى معظم الدحيا ن والتبعية الهادئة فى معظــم الدحيــا ن‪،‬‬ ‫وإ ن نشطت المور واشتعلت لبعض الدحيا ن وفى مناسبات معينة فى‬ ‫سياق التواز ن السكونى الذى أقامه‪ .‬غير أ ن فكر الخوا ن وتصرفاتهم‬ ‫وثقافتهم السياسية ل تعــرف المعنــى المتــواتر لفكــرة وواقــع الــوطن‪،‬‬ ‫ففكرهم يتكلم عن ديــار الكفــر وديــار الســل م‪ ،‬والــديار نجمــع مفــردة‬ ‫"دار" فالوطن لديهم مجموعة ديار تضم أنصار السل م ودحدهم‪ .‬أمــا‬ ‫الفكر السياسى المستقيم والذى يجــد نجــذورة فــى مصــر القديمــة‪ ،‬فقــد‬ ‫عرف الوطن كودحدة سياسية لمجتمع راق ل فرق بين مواطن وآخــر‬ ‫فيه بسبب إختلف العرق أو الدين أو الطبقة‪ ،‬ومما يجدر بالــذكر فــى‬ ‫هذا المقا م أ ن الوطن المصرى قد تكّو ن عبر مســيرة تودحيديــة إمتــدت‬ ‫مال يقل عن سبعة ألف من العوا م‪ ،‬قبل سنة ‪ 4242‬ق‪ .‬م من صيغة‬ ‫دول المد ن إلى صيغة دولة القليم إلى قيا م الدولــة فــى التحــاد الول‬ ‫ســنة ‪ 4242‬ق‪ .‬م‪ ،‬والــتى اســتمرت دحــوالى ‪ 700‬ســنة ثــم تفرقــت‬ ‫واتحدت بصفة نهائية على يد نعارمر "مينــا" ســنة ‪ 3400‬ق‪ .‬م‪ .‬وفــى‬ ‫دحوالى سنة ‪ 1570‬قبل الميلد تكونت الدولة المصـرية الكــبرى الـتى‬ ‫تنطبق خريطتها على العالم العربى ال ن بل باكثر من رقعته الحاليــة‪،‬‬ ‫على يد نجيش محترف قدر بما ل يقل عن ربع مليو ن نجندى محــترف‬ ‫آنذاك‪ ،‬وعرف من قادته العظا م‪ :‬الخالــدو ن‪ :‬أدحمــس الول ــ تحتمــس‬ ‫الثــانى ـ ـ رمســيس الثــانى ـ ـ رمســيس الثــالث ملــوك مصــر الواســعة‬ ‫العظا م‪ ،‬أى المنطقة المصرية التى سميت فيما بعد عربية‪.‬‬

‫‪247‬‬


‫ـ ودحتى ننهى هذا الجزء لبد من طرح هذا السؤال الصــريح‪:‬‬ ‫هل شارك الجيش المصرى فى تعميق سياسات التبعية الحالية؟ أ م أنه‬ ‫كا ن ضحية لهذه السياســات؟ ومــن المســئول عــن ذلــك هــل قيــادته أ م‬ ‫إختراق فى قيادته إمتلك القدرة على كبح نجمادحه أدحيانا؟‬ ‫للنجابة عن الجزء الول من السؤال‪ ،‬وفى ظل دحالة التــواز ن‬ ‫الساكن‪ ،‬ودحينما تسارعت سياسة الخصخصة كسياسة إمتثال للهيمنــة‬ ‫الرأســمالية الســتعمارية والصــهيونية‪ ،‬تــدخل المشــير محمــد دحســين‬ ‫طنطاوى أكثر مــن مــرة لوقــف هــذه المونجــة المجنونــة الــتى ترهتــق‬ ‫القدرات المصرية لرأس المال الخارنجى‪ ،‬وفشل فى وقف ذلك كثيرا‪،‬‬ ‫ونجــح فــى مــرات قليلــة‪ ،‬واســتخد م هــو إمكانــات الجيــش فــى شــراء‬ ‫ودحدات انتانجية منتجاتها تمثل منتجات استراتيجية كالترسانة البحرية‬ ‫بالسكندرية وكثير من الودحدات الصــناعية الخــرى‪ ،‬وشــكل إمتــدادا‬ ‫عسكريا محكما للقطــاع العــا م للدولــة فــى الجيــش‪ .‬وقــد لعــب القطــاع‬ ‫القتصادى العا م للقوات المســلحة دورا ملحوظــا فــى دعــم الوضــاع‬ ‫القتصادية المنهارة المصادحبة لبناء دولة الثورة الكاذبة )المخمليــة ـ ـ‬ ‫الربيع ـ اللوا ن( لمصر كلها‪ .‬ودحينما أمسكت القوات المسلحة بــإدارة‬ ‫شئو ن البلد تواصلت مع الجميع بل توصلت بعد تجربة ثلثة شــهور‬ ‫مرة أعقبت سقوط مبارك وعصبته إلى فكـرة نقـل السـلطة إلـى قـوى‬ ‫ثورية أصلية خارج قوى الثورة الكاذبة الذين اعتمــدوا علــى خريطــة‬ ‫الطريق المباركــة المعدلــة )لجنــة طــارق البشــرى(‪ ،‬وكــانت العاقــة‬ ‫بتدخل أمريكى مباشر‪ ،‬وكا ن التثبيت المباشــر لتنصــيب قــوى الثــورة‬ ‫المخمليـة الكاذبـة علـى عـرش مصـر‪ ،‬بواسـطة مجموعـة الخـتراق‬

‫‪248‬‬


‫لصالح قوى الهيمنة المريكية السرائيلية‪ ،‬وليس صدفة أ ن اشــتركت‬ ‫ذات المجموعة بازادحة المجلــس العســكرى الكلــى بالمعــاداة للعل ن‬ ‫الدستورى‪ ،‬ولجعل دولة الثورة الكاذبة )الربيع ـ الملونة ـ ـ المخمليــة(‬ ‫تنفرد بسلطة مصر ودحــدها‪ ،‬بــل لِقواهــا الكــثر تخلفــا والكــثر تبعيــة‬ ‫والكــثر ارهابــا وعدوانيــة مــن التيــار الســلمى بقيــادة الخــوا ن‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫ـ وعلية فوفقــا لطبيعــة منهجــى التحليلــى فــى الكتابــة ــ وليــس‬ ‫الخبرى ـ أرى أ ن هناك مجموعة تخترق الجيش هى من نشطاء دولة‬ ‫التبعية العميقة ـ دولة الثورة المخملية ـ دولة إنجهاض الثــورة الشــعبية‬ ‫الصيلة‪ ،‬ومن صــميم أعضــاء هــذه الخليــة النشــطة المجموعــة الــتى‬ ‫تواصلت فى مناصب عليا من المجلس العسكرى العلى إلى مــا بعــد‬ ‫إزادحته الغادرة‪ ،‬وقامت بإنجهاض للجيش الوطنى المصرى‪ ،‬الذى هو‬ ‫وبالضرورة ـ نجزء ل يتجزأ ـ من ثورة مصر الشــعبية الصــلية‪ ،‬أى‬ ‫الثورة الديمقراطية الوطنية ذات التــونجه نحــو الديمقراطيــة الشــعبية‪،‬‬ ‫إل أ ن تواصل عمليات التدريب للســتعداد القتــالى بجديــة‪ ،‬قــد يجعــل‬ ‫النتائج غير محسومة دحتى ال ن‪.‬‬ ‫ـ بهذا أكــو ن قــد وفيــت موضــوع الجيــش المصــرى دحقــه فــى‬ ‫البحث فى هذا الجزء‪ ،‬وسوف انتقل لقوى أخرى على النحو التالى‪:‬‬ ‫‪2‬ـ تنافر قبل ‪ 25‬يناير تسنة ‪ 2011‬وانسجام وتقابل بعدها ‪:‬‬ ‫ـ مازلت أصر على أ ن التنــاقض السياسـى البــرز فــى مصـر‬ ‫هــو تنــاقض بيــن الشــعب باتجاهــاته الســلوكية نحــو المــد الثــورى‬ ‫والنتفاضــة الثوريــة‪ ،‬وبيــن النخبــة فــى اتجاهاتهــا العامــة مــن كــل‬

‫‪249‬‬


‫المـدارس السياسـية بتحركاتهـا المصـلحية والنتهازيـة والبحـث عـن‬ ‫المغانم‪ ،‬لقد أنتج هذا التنـاقض علــى مســتوى الســلوك السياسـى دحالـة‬ ‫مقاطعــة أو مخاصــمة لكــل الفاعليــات السياســية قبــل ‪ 25‬ينــاير ســنة‬ ‫‪ 2011‬سواء الصادرة من قوى الموالة‪ ،‬أو سواء الصادرة من قــوى‬ ‫المعارضة‪ .‬ول يختلف أى منصف علــى أ ن المشــاركة فــى انتخابــات‬ ‫واستفتاءات ما قبل ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬ل يزيد عن ‪ 7‬إلى ‪ %9‬مــن‬ ‫المقيدين فى نجداول النتخابات‪ ،‬بما يعــادل أقــل مــن ‪ 3‬إلــى ‪ %5‬مــن‬ ‫عدد الشعب‪ ،‬وعلى الرغم من إدحتكــار الحــزب الــوطنى الــديمقراطى‬ ‫المنحــل الســيطرة علــى أنجهــزة الدارة المركزيــة وفــى المحليــات‪،‬‬ ‫وتوظيفها لدعم نفوذه السياسى‪ ،‬إل أ ن الواقع الفعلى لم يســفر عــن أى‬ ‫أثــر ملمــوس لى تأييــد سياســى تجــاهه‪ .‬وإذا كــا ن هــذا دحــال قــوى‬ ‫المــوالة‪ ،‬فمــا يختلــف عليــه أو يمكــن الختلف عليــة هــى قــوى‬ ‫المعارضة‪ ،‬وهنا يمكن تقسيم قــوى المعارضــة إلــى قســمين كــبيرين‪:‬‬ ‫القسـم الول‪ :‬أدحـزاب وقـوى المعارضـة السياسـية الرئيسـية وأهمهـا‬ ‫وأنشطها دحسـب خريطـة تسـعينيات القـر ن العشـرين‪ :‬دحـزب التجمـع‬ ‫الوطنى التقدمى الودحدوى ـ دحزب الدحرار الشتراكين ـ دحزب العمل‬ ‫الشــتراكى ـ ـ دحــزب الوفــد الجديــد ـ ـ الحــزب الــديمقراطى العربــى‬ ‫الناصرى ـ الخوا ن المسلمين وقوى السل م السياســى ــ الشــيوعيو ن‬ ‫وأبرزهم الحزب الشيوعى المصرى ـ مجموعة مــن أدحــزاب الفــراد‬ ‫أو المجموعات فى أدحسن تقدير وكانت أقرب إلى المــوالة منهــا إلــى‬ ‫المعارضة وليس صدفة أ ن أول انتخابات رئاسية تنافسية سنة ‪2005‬‬ ‫ضمنت ممثلى هذه الدحزاب )خمسه( ما عدا وادحــد مــن دحــزب الوفــد‬

‫‪250‬‬


‫الجديد‪ ،‬وأيمن نور كمنشق عن دحزب الوفــد الجديــد )مســتقل( والــذى‬ ‫كو ن دحزب الغد‪ ،‬الذى تعرض لسلسلة إنشقاقات‪ ،‬وأصبح يمثل رافــدا‬ ‫هاما للشباب من التيار الليبرالى الجديــد الــذى كــو ن أغلبيــة دحركــة ‪6‬‬ ‫إبريــل ســنة ‪ 2009‬فــى بــدايتها‪ .‬وقــد تمــايزت هــذه القــوى السياســية‬ ‫التقليدية علــى مــدارس أربــع‪ ،‬وهــى المــدارس السياســية‪ ،‬والتيــارات‬ ‫السياسية المعروفة‪ :‬الليبرالية "تيار الرأسمالية الوطنية تيار الستنارة‬ ‫والحداثة والدولة الوطنية الحديثة ـ التيار الشتراكى )الشيوعى( تيار‬ ‫ربط النضالت السياسية الوطنية والقومية‪ ،‬بل والعالميــة بالنضــالت‬ ‫القتصــادية النجتماعيــة أى النضــالت الطبقيــة‪ ،‬تيــار فــرز الفكــار‬ ‫والسياسات والمقولت النظرية والقوانين العلميــة وصــبغها بصــبغتها‬ ‫المصلحية والطبقية ـ التيار السلمى السياسى وهو تيار ماضوى لــم‬ ‫ينتمــى للحاضــر والمســتقبل فهــو مرتبــط ومنتــج لعمليــات النتــاج‬ ‫وأساليب إنتاج مــا قبـل الرأســمالية أو بمعنـى أدق العلقــات العبوديــة‬ ‫والقطاعية لذلك تنصب أنشــطته علــى العمــال التجاريــة والطفيليــة‬ ‫والعقاريــة والسمســارية والمضــاربة والعمــال الربويــة‪ ،‬وهــو تيــار‬ ‫متخلف لم يقد م شيئ إيجابى لقضــايا التحــديث والســتنارة‪ ،‬ولــم ينتــج‬ ‫أدبا أوفنا غير الشعر العمودى القــديم فــى بعــض الدحيــا ن ونــادرا ‪...‬‬ ‫وهو تيار يعد بنهضة على نمط المبراطوريات العبودية والقطاعيــة‬ ‫التى ونجدت فى التاريخ اللدحق للدولة المصرية الممتدة علـى رقعتهـا‬ ‫التى شكلت رقعة العالم العربى فيمــا بعــد‪ ،‬مثــل دول وامبراطوريــات‬ ‫كالمويين والعباســيين‪ ،‬وهــو التيــار الــذى أدخــل العنــف علــى النمــط‬ ‫الرهابى المعادى والمتناقض مع العنف الثورى إلى ميادين السياســة‬

‫‪251‬‬


‫الحديثة فى مصر والبلد العربيــة والمــم الســلمية ــ التيــار الرابــع‬ ‫وهو التيار القومى العربى الديمقراطى على النمــط الناصــرى أساســا‬ ‫وبعــض النمــاط الخــرى وهــو تيــار قــد م وســاهم فــى الفكــر الــدينى‬ ‫المستنير‪ ،‬وتعميق الرؤية النجتماعية والطبقية واكتشافها فى الــتراث‬ ‫السلمى‪ ،‬وهو تيار الودحدة العربية والدعوة لقيا م دولتها علــى رقعــة‬ ‫الوطن العربى الكبير‪ ،‬متمايزة كامة عربية إسلمية عن أمم اســلمية‬ ‫أخرى‪ ،‬وهو تيار ساهم فى الداب والفنو ن الحديثة انتانجا واستهلكا‪.‬‬ ‫ـ وقد ظل هذا التصنيف التيارى التقليدى للقوى السياسية دحتى‬ ‫نهاية السبعينيات وبعد دحركة السادات النشقاقية عن النضال الوطنى‬ ‫المصرى والقوى العربى‪ ،‬أخذ الفرز يدور داخل هذه التيــارات‪ ،‬ولــم‬ ‫يعد دحد الفرز هو الختلف العقيــدى السياســى أو التيــارى السياســى‪،‬‬ ‫فبناء دولة التبعية على أيد السادات قــد نجعــل دحــد الفــرز هــو‪ :‬الــوطن‬ ‫ومصالحة ضد أعداء الوطن )الحلف المريكـى الصــهيونى الغربــى(‬ ‫وعملئه‪ ،‬وفى الثلث ســنوات الخيــرة مــن دحكــم الســادات إصــطف‬ ‫التجاه الغالب من كــل التيــارات السياســية ضــد الســادات فــى عمليــة‬ ‫سلسة وبسيطة‪ ،‬عدا تيار السل م السياســى الــذى شــكل ســلوكا متقلبــا‬ ‫وانقلبا من أقصى الطرف إلى أقصى الطرف الخر‪.‬‬ ‫ـ ونجاء دحسنى مبارك إلى الحكــم باتجاهــات تصــالحية داخليــة‬ ‫وعربية ساعدت فى بناء توازنه السكونى‪ ،‬الـذى أشـرت اليـه مسـبقا‪،‬‬ ‫وآخذ على طول عقد الثمانينيات يمهد لبرنامج الصــلح القتصــادى‬ ‫دحســب روشــته وبرنامــج البنــك الــدولى وصــندوق النقــد الــدولى‪،‬‬ ‫وتواترت دولة التبعية فــى مســيرتها البــاردة‪ ،‬وأدخــل دحســنى مبــارك‬

‫‪252‬‬


‫النتخابات بالقائمة المشروطة ســنة ‪ ،1984‬ســنة ‪ 1987‬ممــا ســاعد‬ ‫إلى اعادة الصطفاف السياسى‪ ،‬فأعلى دحزب الوفد والتجاه الليبرالى‬ ‫عملية التحالف مع تيار الخــوا ن المســلمين فــى موانجهــة اليســار‪ ،‬ثــم‬ ‫تحــول دحــزب العمــل الشــتراكى مــن اليســار المعتــدل‪ ،‬إلــى التجــاه‬ ‫الســلمى وتحــالف تحالفــا طــويل وعميقــا مــع الخــوا ن المســلمين‪،‬‬ ‫وشكل دحزب التجمع والتيار الشيوعى تيار المعارضة لدولــة التبعيــة‪،‬‬ ‫واتجاهاتها القتصادية النجتماعية لدولة النفتاح سداح مداح‪ ،‬والبناء‬ ‫لدولة بتعليمات وسياسات البنك الدولى وصندوق النقــد الــدولى‪ ،‬ول ن‬ ‫التيار الناصرى لم يكن أقــا م أدحزابــه بعــد‪" ،‬وكــانت تحــت التأســيس"‬ ‫سار فى المسار اليسارى العا م‪ ،‬وأصبحنا أما م دولة واضحة النقســا م‬ ‫اليمين الحكومى ‪ +‬اليمين المعــارض الليــبرالى ‪ +‬اليميــن المعــارض‬ ‫الــدينى فــى دحلــف وادحــد يســاند بعضــه بعضــا‪ ،‬فــى موانجهــة اليســار‬ ‫الوطنى التجمعى ‪ +‬الشيوعى ‪ +‬الناصرى‪.‬‬ ‫ـ وإذا كا ن هذا يمثل صــلب الخريطــة السياســية فــى ثمانينــات‬ ‫القر ن العشرين‪ ،‬ففى نهايــات الثمانينيــات‪ ،‬وبدايــة التســعينيات‪ ،‬ونجــد‬ ‫اليمين الليــبرالى نفســه فــى دحجــم أخــذ فــى التنــاقص علــى صــعديين‪:‬‬ ‫الول‪ :‬الصعيد المدنى نظــرا لصــعود الحــزب الــوطنى الــديمقراطى‪،‬‬ ‫وارتباطه بسياسة دولة التبعية‪ ،‬وبرامج البنك الدولى وصــندوق النقــد‬ ‫الدولى ـ على الصعيد الثــانى تنــامى قــوى اليميــن الــدينى فــى ادحتلل‬ ‫دحصة متزايدة على خريطــة الملكيــة الرأســمالية‪ ،‬وتحــول الرأســمالية‬ ‫المسيحية إلى اللتحاق بسياسات الحزب الوطنى‪ ،‬وبالتالى ونجد الوفد‬ ‫الجديد نفسه يتددحرج وينزلق إلى مرتبة القوة الصــغيرة الــتى ل تعــبر‬

‫‪253‬‬


‫عــن قــوى رأســمالية هامــة‪ ،‬ول تعــبر عــن الشــرائح الوســطى فــى‬ ‫المجتمع‪ ،‬وأصبح تيار الدولة التابعة هــو التيـار المسـيطر علـى قـوى‬ ‫اليمين الليبرالى‪.‬‬ ‫ـ بعد ســقوط الكتلــة الشــتراكية فــى أوربــا الشــرقية والتحــاد‬ ‫السوفيتى بالثورات الملونة‪ ،‬أدرك دحسنى مبارك أ ن قوى اليســار فــى‬ ‫التجمع وفى الشيوعيين قد تحــولت إلــى قــوى ل تمثــل خطــرا يــذكر‪،‬‬ ‫ومع برلما ن سنة ‪ 1990‬أقا م تحالفا بينــه وبيــن التجمــع‪ ،‬دحيــث تحــول‬ ‫دحزب التجمع الوطنى الودحدوى التقدمى لقوة المعارضة الساسية فى‬ ‫مجلــس الشــعب ـ ـ قــوة صــغيرة ـ ـ شــكلت الغطــاء المشــروع لمونجــة‬ ‫التشريع الهاد م لدولة الستقلل‪ ،‬والضامن لدولــة التبعيــة‪ ،‬واللتحــاق‬ ‫بسياسـات الصـلح القتصـادى علـى برامـج المنظمـات الرأسـمالية‬ ‫المبريالية‪.‬‬ ‫ـ ـ فــى هــذا التــوقيت إنفصــلت دحركــة الدحتجانجــات الشــعبية‬ ‫العمالية والحقوقية والفئويــة والمطلبيــة‪ ،‬عــن دحركــة النخبــة الساســية‬ ‫إنفصلل دحادا ونجادا ومؤكدا‪ ،‬وبدت الوضاع فى غايـة الضــطراب‬ ‫والقلق‪ :‬يمين ليبرالى مدنى راح يتعلق بأهــداب المشــروع الرأســمالى‬ ‫التابع‪ ،‬ويسار راح يؤكد أنه لم يعد يملك إل اللسا ن والجمل الجوفــاء‪،‬‬ ‫ويمين دينى آخذ يمتمدد إقتصاديا وانجتماعيا وسياسيا‪ ،‬وأخذت تداعبه‬ ‫أدحل م النفراد بالصعود لقيادة دولة التبعية‪ ،‬ودولة التبعية الباردة وقد‬ ‫اســتفادت مــن مشــاركتها فــى دحــرب الخليــج الدوليــة الولــى لتحريــر‬ ‫الكويت من العراق‪ ،‬والرضا بأ ن تخضع منطقة الخليج كلهــا لدحتلل‬ ‫القوات المريكية‪ ،‬آى أصبحت الصورة العامـة كـالتى‪ :‬نخبـة سـواء‬

‫‪254‬‬


‫دحاكمة أو محكومة تنخرط فى آبنيـة دولـة التبعيـة دو ن مقاومـة تـذكر‬ ‫اللهــم إل مــن دحشــرنجة‪ ،‬انتهــت بقــدو م قــوى القســم الثــانى مــن قــوى‬ ‫المعارضة اليبرالية الجديدة‪ ،‬على صورة نجمعيات ومراكــز المجتمــع‬ ‫المدنى المصنوع والممولة )غربيا وصهيونيا( وتعمــل وفــق أنجنــدات‬ ‫وأولويــات الممــول‪ ،‬ومجموعــة أدحــزاب ودحركــات علــى هيئــة ذات‬ ‫النسق الليبرالى الجديد‪ .‬لقد تبلورت قوى هذا القسم الثانى للمعارضــة‬ ‫فــى نهايــة ســنوات التســعينيات‪ ،‬وأوائــل القــر ن الجديــد )القــر ن ‪21‬‬ ‫الميلدى(‪.‬‬ ‫ـ لقد دفعت هذه الصورة المرتبكةإلى خلق قوى معارضة لها‪،‬‬ ‫ففى مردحلة التردد السياسى لقوى المعارضــة التقليديــة فــى الدحــزاب‬ ‫والقوى السياسية تشكلت اللجنة المصرية للدحزاب والقوى السياســية‬ ‫من سبعة آطراف )التجمع ـ الدحرار ـ العمــل ــ الوفــد ــ الناصــرى ــ‬ ‫الخوا ن المسلمين ـ الحزب الشيوعى المصرى( وقد مثلــت بحركتهــا‬ ‫صــحوة مــا قبــل المــوت‪ ،‬وظــل منــاخ الــتردد مســيطرا فإتفاقيــة ‪13‬‬ ‫ت محور انقسا م‪،‬‬ ‫سبتمبر سنة ‪ 1993‬المعرفة باتفاقية غزة أريحا شكل ِ‬ ‫وليس دافعا للتفاق‪ ،‬وخرنجت قضايا النضال الطبقــى كالقضــاء علــى‬ ‫الصلح الزراعــى وبيــع القطــاع العــا م ببنــاء نجســر يفصــل سياســى‬ ‫النخب من كل التجاهات عن نفر قليل وبــل شــديد القلــة مــن سياســى‬ ‫الشعب وثورته الذى أخذت عجلتها فى الدورا ن‪ .‬كما صــارت عمليــة‬ ‫تعريب كامب ديفيــد وممارســة التطــبيع‪ ،‬وتســييد اســتراتيجية الســل م‬ ‫كالخيار العربى الودحد فالقا آخذ يتسع بين التجاه الكبر فــى النخــب‬ ‫السياسية من الموالة والمعارضة‪ ،‬التى التحقت بدولة التبعية‪ ،‬والقلــة‬

‫‪255‬‬


‫التى آخذت تضيق من قوى أخذت ل تجد دحــتى المكــا ن الــذى تجتمــع‬ ‫فيه‪ .‬كانت هذه هى الملمح الكئيبة للصورة دحتى سنة ‪ .1998‬يضاف‬ ‫إلى الصورة بعد آخر تمثل فى تواصل عمليات الرهاب من تيــارات‬ ‫السل م السياسى فى خط متصاعد بلغ ذروته فى عملية الدير البحرى‬ ‫بالقصر )معبد دحتشبسوت سنة ‪ .(1997‬والحقيقة التى يجب أ ن تقــال‬ ‫لــم تكــن الدكتاتوريــة نهجــا للحكــم‪ ،‬بقــدر مــا كــانت سياســة مقاومــة‬ ‫الرهاب‪ ،‬ومحاولت رفض التمكين للخوا ن المسلمين‪ ،‬وهى سياسة‬ ‫خشنة لحد محتمل‪ ،‬هى التجاه السائد سلطاويا‪.‬‬ ‫ـــ كمــا قلنــا بعــد استشــراء عمليــات إقامــة المجتمــع المــدنى‬ ‫المصنوع والممول غربيا وصهيونيا‪ ،‬والمشكل لرأس السهم فى دولة‬ ‫التبعيـة‪ ،‬ونشـوء الدحـزاب الجديـدة علـى نمـط وأسـلوب هـذه البنيـة‬ ‫النيوليبراليــة‪ ،‬تكــونت ضــفاف نهــر التبعيــة مــن قــوتين متقــابلتين أو‬ ‫متنافرتين فى الظاهر‪ ،‬ومتواصــلتين فــى النــدماج فــى الحقيقــة لجنــة‬ ‫السياسات فى الحزب الوطنى وشــعارها وهــدفها فــى تــوريث مملكــة‬ ‫دحســنى مبــارك لنجلــه نجمــال‪ ،‬وعلــى الضــفة الخــرى قــوى اليميــن‬ ‫المتطــرف مــن الليبراليــة الجديــدة‪ ،‬وقــوى الســل م السياســى بقيــادة‬ ‫الخوا ن المســلمين‪ ،‬وأصــبحت البنيــة الطائفيــة للرأســمالية المصــرية‬ ‫التابعة الحاضنة الفعلية لهذا الــزواج الثــم‪ ،‬أو لهــذه المعارضــة علــى‬ ‫شكل‪ :‬الممادحكة "وضرب الغزية لحمارهــا" ــ علــى دحــد قــول المثــل‬ ‫العامى ـ هو صورة ودحقيقة ما يــدور فــى مصــر‪ ،‬مــوالة ومعارضــة‬ ‫تدعم دولة التبعية والنظا م القائم‪.‬‬

‫‪256‬‬


‫ـ فى كتاب "مصر الثورة ‪ ...‬المستقبل" الكتاب الول "مصــر‬ ‫على أعتــاب الثــورة" الصــادر قبــل منتصــف ســنة ‪ 2008‬كتبــت فــى‬ ‫تحديد خريطة القوى المدعمة للنظا م القــائم آنــذاك‪ ،‬القــوة الرابعــة فـى‬ ‫صــفحات رقــم )‪ (65 ،64 ،63 ،62‬نصــا هــو التــى‪4" :‬ــ القــوى‬ ‫السياسية والثقافية الغالبة فى المجتمـع‪ :‬يمكـن تقسـيم القـوى السياسـية‬ ‫تبعا للمشاركة المباشرة فى إتخاذ القرار إلى قوى سياسية فى الحكــم‪،‬‬ ‫وقوى سياسية فى المعارضة‪ ،‬وينطبق ذات المــر علــى المثفيــن فهــم‬ ‫أيضا كذلك‪ ،‬ومن المؤكد أ ن قوى السياسيين والمثغين الموالية للحكــم‬ ‫والمشاركة فيه‪ ،‬قــوى مضــافة لــدعم الحكــم‪ ،‬ولكــن قــد يثــور الخلف‬ ‫دحــول القســم الثــانى أى قــوى المعارضــة السياســية والثقافيــة‪ ،‬ودحــتى‬ ‫يكو ن التقييم لهذه النقطة موضوعيا‪ ،‬علينا أ ن نجيب علــى عــدة أســئلة‬ ‫هامة‪:‬‬ ‫)أ( هل هناك قوى سياسية أو ثقافية من المعارضة مفارقة للنظا م أو‬ ‫معاديــة لــه؟ والحقيقــة الموضــوعية تقــول بــأ ن غالبيــة القــوى‬ ‫السياســية المعارضــة‪ :‬العلنيــة منهــا والســرية‪ ،‬اليمنيــة منهــا أو‬ ‫اليسارية منها أو غير الرسمية ل تعلن مفارقتها وعدائها للنظــا م‬ ‫الحاكم أو سياساته السائدة‪ .‬وإذا ونجــدت دحــالت مفارقــة فهــى ل‬ ‫تزيد عن أفراد متناثرين من هــذا التيــار السياســى أو ذاك‪ .‬وكــل‬ ‫هــذه القــوى الساســية تعتــبر نفســها نجــزء ل يتجــزأ مــن النظــا م‬ ‫السياسى القائم‪ ،‬ول تقد م سياسات مغايره‪.‬‬ ‫)ب( هل تملك أى قوى معارضة سياســات معارضــة تختلــف نجــذريا‬ ‫مع سياسات النظا م‪ ،‬وبخاصة فى تحديــد العــدو القــومى وقواعــد‬

‫‪257‬‬


‫المن القومى‪ ،‬والتصور للديمقراطيــة المبتغــاة‪ ،‬وإلــى أى مــدى‬ ‫وعمــق وصــلت بهــذه السياســات ســواء علــى مســتوى التضــاد‬ ‫والتناقض‪ ،‬أو علــى مســتوى النتشــار وتعريــف الجمهــور بهــا‪.‬‬ ‫والحقيقة الموضوعية تقول بغير ونجود هذه السياســات المعاديــة‬ ‫لتونجهات السياسات الراهنة بطريقة واضحة ومبلورة‪ ،‬وواصلة‬ ‫للجمهــور والمجتمــع العــا م فــى مصــر‪ ،‬ولكــن تونجــد تصــورات‬ ‫ضــبابية بخلفــات ليســت محــددة وليــت واضــحة‪ ،‬ومــن يتــابع‬ ‫معركــة النتخابــات الرئاســية الســابقة‪ ،‬والمعــارك النتخابيــة‬ ‫البرلمانية السابقة‪ ،‬سوف يدرك صدق ما أقول به‪ ،‬فكل البرامــج‬ ‫متقاربــة والخلفــات ليســت مونجــودة إل فــى تفاصــيل ل تصــلح‬ ‫أساسا أ ن تشكل خلف سياسى نجذرى أو عدائى‪.‬‬ ‫ولنتمعن فى ممسأله وادحدة‪ ،‬لم تطرح البته قضايا الوطن على‬ ‫مستوى الخارج أوالبعد الوطنى والقوى للسياسة من أى نجهة‪ .‬وعلــى‬ ‫ضوء ما تقد م تشكل القوى السياسية والثقافية من الموالة والمعارضة‬ ‫دعما دحقيقيا للسياسات القائمة للنظا م‪ ،‬وغاية القول أ ن هنـاك إنتقـادات‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬وتصاريحات عالية ل ترقى لوضع سياسات متناقضــة أو‬ ‫دحــتى بديلــة‪ ،‬والنتخابــات تقــول ذلــك‪ .‬وعليــه فــالقوى السياســية مــن‬ ‫المــوالة والمعارضــة وكــذلك القــوى الثقافيــة داعمــة كقــوة للنظــا م‬ ‫وسياساته القائمة‪ ،‬قد يثير بعضها خلفات شــكلية كموضــوع الــوارثه‬ ‫فهل تملك قوة سياسية أ ن تقول ل إذا تمت الوراثة على أسس قانونيــة‬ ‫وإنتخابية أى صحيحة إنجرائيا أغلب الظن أ ن هذه ممادحكــات سياســية‬ ‫فارغــة‪ ،‬فلــم يضــج أدحــد بالصــراخ وأكــد أ ن السياســات المتبعــة فــى‬

‫‪258‬‬


‫مجالت كالخصخصة والمن القومى المصرى وغيرها خارنجة عــن‬ ‫القانو ن والدستور قبل تعديله وشرح هذا للشعب والدحتكا م إليه‪ ،‬كذلك‬ ‫ل يستطيع أى إنسا ن محايــد وموضـوعى أ ن يقــول بونجــود معارضـة‬ ‫نجذرية للنظا م القائم ولسياساته من أى نجهــة تحســب علــى المعارضــة‬ ‫سياسيا وثقافيا‪ ،‬اللهم إل بعض الفراد المتناثرين هنا ممن ل أثر لهم‪.‬‬ ‫ويحق للنظا م أ ن ينظر بريبة وشك لبعض الصرخات من نجهات تقول‬ ‫بأنهــا كــذا وكــذا ويقــول‪" :‬أســمع كلمــك أصــدقك أشــوف أمــورك‬ ‫أستعجب!!" وله أ ن يفخر بأ ن قــوة السياســة وقــوة الثقافــة المــؤثرة أو‬ ‫اتجاهاتها الرئيسية‪ ،‬تدعمه وتؤيد وتــدعم السياســات القائمــة والمتبعــة‬ ‫وتونجهاتها الساسية‪ ".‬انتهى هـذا القتبـاس المطـول‪ .‬لوكـد تواصـل‬ ‫ونجهة نظرى ورؤيتى المحايدة والموضوعية‪.‬‬ ‫ـ لقدا انهيت كتابــة إقتباســى الســابق فــى فــبراير ســنة ‪،2008‬‬ ‫وسارت المور علــى مــا هــى عليــه‪ ،‬دحــتى شــهدنا مونجــة عاليــة مــن‬ ‫دعوات الدحتشاد ومساندة تحركات عمال المحلــة يــو م ‪ 6‬إبريــل ســنة‬ ‫‪ ،2008‬وكــانت هــذه دعــوى غيــر مســبوقة إنتشــرت علــى شــبكة‬ ‫المعلومات الدولية‪ ،‬وأذكر أنهــا أيقظــت قطاعــا شــعبيا واســعا بأهميــة‬ ‫التحركات العمالية كرافد رئيسى يصب فـى مجـرى الثـورة الشـعبية‪،‬‬ ‫وأذكر أنه يو م ‪ 5‬إبريــل ســنة ‪ 2008‬ذهبــت لزيــارة الصــديق العزيــز‬ ‫المردحو م د‪ .‬رءوف عباس فــى مستشــفى قصــر العينــى )الفرنســاوى(‬ ‫فسألنى ماذا تتوقع بشأ ن الغد‪ ،‬وكا ن يعلم أننى أطبــع كتــابى عــن تتبــع‬ ‫التحركات العمالية وباقى روافد الثورة الشعبية‪ ،‬التى وصفتها "مصر‬ ‫على أعتاب الثورة" فقلت له مرددا مقولـتى الثيـرة لـدى آنـذاك‪" :‬أ ن‬

‫‪259‬‬


‫هذه المونجة من دعوات الدحتشاد والمساندة لتحركــات عمــال المحلــة‬ ‫الكبرى غدا‪ ،‬لــن تنجــح فــى إزالــة النفصــال بيــن خــط النخبــة وخــط‬ ‫الجماهير‪ ،‬أو تذيب الجبــال المنصــوبة بينهمــا‪ ،‬لــذلك أرى أ ن تســتمر‬ ‫تحركات النخبة منفصلة عــن تحركــات الجمــاهير‪ ،‬ولكــن يبقــى لهــذه‬ ‫الدعوات أثـر إيجـابى علــى تحركــات الجمـاهير العماليــة فــى توسـيع‬ ‫رقعتها‪ ،‬وتتابع تحركاتها من دحيث الزمن‪ ،‬أى ستونجد إضــافات كميــة‬ ‫تدفع لدحداث تغير كيفى قريــب أو متســارع‪ .‬ونجــاءت أدحــداث اليــو م‬ ‫التــالى لتؤكــد قراءتــى لهــا‪ ،‬لقــد تجمعــت بعــض النخــب الشــبابية مــن‬ ‫المثقفين من خارج وداخــل المحلــة ففرقتهــا الشــرطة بســرعة‪ ،‬دحينهــا‬ ‫إمتنع العمال عن أى تحرك‪ ،‬وتم الدخول فى فعليــات دحركتهــم مســاء‬ ‫يو م ‪ 6‬إبريــل ســنة ‪ ،2008‬بعــد انتهــاء عمليــات المســاندة النخبويــة‪،‬‬ ‫واشتعلت بعد ذلك‪ ،‬واستمرت وتواترت فى المد على طول اليا م بعد‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ـ ودحتى ل تتوه الحقيقة قامت دحركــة كفايــة بعــد تخلصــها مــن‬ ‫قــوى معينــة‪ ،‬بالــدعوة إلــى تحركــات ومظــاهرات فــى أدحيــاء شــعبية‬ ‫ولسباب إقتصادية وإنجتماعية‪ ،‬شــكلت محاولــة لكســر طــوق العزلــة‬ ‫السميك بين النخبـة والجمـاهير أصـابت بعـض النجـاح‪ ،‬ولكـن ظلـت‬ ‫الوقفات على سلم نقابة الصحفيين هــى الســلوب الســائد فــى الكفــاح‬ ‫النخبوى سياسيا وإقتصاديا وإنجتماعيا‪ ،‬واستمر النفصــال بيــن كفــاح‬ ‫النخبة‪ ،‬والدحتجانجات الشعبية المتصاعدة قائما‪.‬‬ ‫ـ ـ وقــا م الســتاذ محمــد دحســين هيكــل فــى دحــواراته مــع قنــاة‬ ‫الجزيرة‪ ،‬وفى معرض تعليقــه علــى تأكيــد د‪ .‬مصــطفى الفقــى أ ن أى‬

‫‪260‬‬


‫رئيس قاد م لمصر لبد أ ن يكــو ن مؤيــدا مــن قبــل أمريكــا واســرائيل‪،‬‬ ‫واقترح مجمعا رئاسيا من شخصيات دولة التبعية )سواء مــن المــولة‬ ‫أو المعارضة( وأثبت الرنجل تماهيــة الــدائم مــع المشــروع الغربــى ــ‬ ‫الذى يأمله وطنيا ـ ولكن دحقيقته الموضوعية تجعلة فعليا تابعــا وغيــر‬ ‫وطنــى‪ ،‬ذلــك أ ن شــروط الوطنيــة ليســت مهنيــة أو شــروط أداء فنــى‬ ‫متميز لخدمة الداخل أو الخارج‪ ،‬بقدر ما هى شروط نضالية سياســية‬ ‫ضد مشــروع التبعيــة الــذى بــدوره‪ ،‬لبــد يتجــه لكســر دولــة التبعيــة‪،‬‬ ‫وإقامة دولة الستقلل وهذا أمر غير مستحيل‪.‬‬ ‫ـ وللســف العميــق فــإ ن الــدائرة الجديــدة الــتى شــكلها إقــتراح‬ ‫الستاذ هيكل‪ ،‬ظلت واستمرت كدائرة القيــادة الفعليــة للثــورة الكاذبــة‬ ‫)الربيع ـ الملونة ـ المخملية(‪ .‬ونجــاءت عمليــة بنــاء دحركــة الــبرادعى‬ ‫للتوكيلت الشعبية من صميم صميم الثورة الكاذبة المخملية‪ ،‬ذلــك أ ن‬ ‫شخوص القائمين عليها ينتمو ن بعلقات الد م والقربــى لبعــض أركــا ن‬ ‫الثورة الكاذبة المخمليــة للعــالم العربــى والشــرق الســلمى‪ .‬وأصــبح‬ ‫الفضــاء الفتراضــى لشــبكة التصــالت الدوليــة هــو ســادحة الميــدا ن‬ ‫للثورة الكاذبة‪ .‬والكذب دائما ليـس لـه أرنجــل يقـف بهـا علــى الرض‬ ‫الصلبة لذلك كا ن لبد من إيجـاد أرض إفتراضــية وفضـاء إفتراضــى‬ ‫كــاذب وغيــر دحقيقــى لــه‪ ،‬مــع العلــم أ ن الثــورة تحــرك شــعبى فعلــى‬ ‫لستل م مهمة الحركــة السياســية والفعــل السياســى لزادحــة المصــالح‬ ‫المعادية للجمــاهير وتمكيـن سياســاتها وسياسـييها مــن الســلطة لدارة‬ ‫الثورة الشعبية‪.‬‬

‫‪261‬‬


‫ـ ومن خلل وبواسطة هذه الوســائل الكاذبــة تمــت بنــاء قيــادة‬ ‫كاذبة لثورة كاذبة‪ ،‬ببرامج كاذبة كعمليات قتل الضــعفاء علــى دحســب‬ ‫تعليمات الثورات الملونة‪ ،‬والتجاه لميدا ن رئيسى لدحتلله‪ ،‬ومهانجــة‬ ‫أقسا م الشرطة والسجو ن ومقرات مبادحث أمن الدولة‪ ،‬وليس أدل على‬ ‫مـــا أقـــول أ ن معظـــم شـــهداء الثـــورة العظـــا م مـــن أولد الشـــوارع‬ ‫المقهورين‪ ،‬والفقراء‪ ،‬وأبناء الشرائح الدنيا فــى المجتمــع وهــم أيضــا‬ ‫يمثلو ن هذه العمليات دحيث كانت من ذات النوعية المقهورة‪.‬‬ ‫ـ وبقدر إستيلب النخبة‪ ،‬كانت إنطلقــة الجمــاهير‪ ،‬كمــا قلــت‬ ‫فى عنوا ن لفصل الخـامس مـن كتـابى "مصـر علـى أعتـاب الثـورة"‬ ‫الصادر فى النصف الول من سنة ‪ ،2008‬لقد كتبت فى صـ ـ ‪:219‬‬ ‫"يعد عا م ‪ 2007‬هو عا م النطلقة الجماهيرية نحو الثورة‪ .".‬وعليه‪،‬‬ ‫فبعد ظهر يو م ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬زدحفت الجماهير "غير المسيســة‬ ‫مسبقا" من أدحياء القاهرة الكبرى الشعبية إلــى منطقــة وســط المدينــة‪،‬‬ ‫وونجدت على أرض الواقع ومن دحينهــا إزدوانجيــة الونجــود والتــداخل‬ ‫بين الثورة الكاذبة )الربيع ـ الملونة ـ المخملية( ســابقا التجهيــز بقيــادة‬ ‫محددة وبرنامج محدد يقو م علـى اشـاعة الفوضـى وضـرب القـانو ن‪،‬‬ ‫وبين الثورة الشعبية ذات التلوين المتراكم والتى لم تكن قد دخلت بعد‬ ‫مردحلـــة تكـــوين قيـــادة ثوريـــة‪ ،‬ول أهـــداف ثوريـــة‪ ،‬ول برامـــج‬ ‫واسترتيجيات ثورية‪ ،‬أنهـا بحــر هائـج متلطــم المونجــات قـادر علـى‬ ‫تفكيك أى نجسم يعتلى سطحه أو لجته‪ ،‬ولكنه قد ينصاع لمن يريد إلى‬ ‫أ ن يحرفه إلى مجارى نجانبية ولذلك كــا ن لبــد مــن إســتعارة خارطــة‬ ‫الطرق المباركة للتعديلت الدستور التى أونجدها لنقـاذ نظـامه تحـت‬

‫‪262‬‬


‫قيادته لحين النتخابات الرئاسية بعد ثمانية شــهور‪ ،‬تــم اســتعارة هــذه‬ ‫الخطة ذاتها بشكل نجديد على يد لجنــة طــارق البشــرى لنقــاذ النظــا م‬ ‫ذاته‪ ،‬نظا م الدولة التابعة بل بتعميق تبعيتها‪ .‬وهكذا يصدق ما سطرته‬ ‫سنة ‪ ،2005‬فى كتــابى "مصــر فــى دحبــات العيــو ن" أ ن مــن وســائل‬ ‫المحافظة على نجوهر النظا م صـ ‪ 60،61‬ثانيا‪" :‬دفع شخصيات أكثر‬ ‫ارتباطا باليدلونجية الســتعمارية علــى طريقــة الثــورات المخمليــة ــ‬ ‫الورنجوانية ـ البرتقالية ـ البنفسجة" الـتى شـاهدناها فـى عــالم اليـو م‪،‬‬ ‫عالم تجدد المونجات الستعمارية‪".‬‬ ‫رابًعاا ‪ :‬الخللصةا ‪:‬‬ ‫ـ لقــد تمكنــت الثــورة المخمليــة بقيادتهــا العائــدة مــن الخــارج‪،‬‬ ‫والمتحالفة مع قوى اليمين المتطرف من القــوى النيوليبراليــة‪ ،‬وقــوى‬ ‫المجتمع المدنى المصنوع الممولة غربيا وصــهيونيا‪ ،‬وقـوى السـل م‬ ‫السياسى بقيادة الخوا ن المسلمين فى المقدمة‪ ،‬والسلفيين فى الميمنــة‪،‬‬ ‫والجهــاد والجماعــة الســلمية )الجهاديــة الســلفية( فــى الميســرة‪،‬‬ ‫وتكاتفت نجميعها لتشكيل قوى الموالة وقوى المعارضة لنظا م الثورة‬ ‫المخمليــة‪ ،‬نظــا م تعميــق الدولــة التابعــة‪ .‬وفــى دائــرة أوســع شــدت‬ ‫المتنكبين طريق الثورة الشعبية‪ ،‬والمتصايحين بسرقة الثــورة ليندمــج‬ ‫الجميــع فــى آليــات الثــورة المخمليــة الكاذبــة عــن طريــق سلســلة‬ ‫استفتاءات وانتخابــات مشــبوهة ومشــوهة‪ ،‬وقاعــدة بيناتهــا مضــروبة‬ ‫بتكرار أكثر من ربع عدد المقيدين‪ ،‬غير القوى المتوفاه والنائمــة فــى‬ ‫قاعــدة مكســورة ومشرشــرة أعــدت فــى أنجهــزة الفضــاء اللكــترونى‬ ‫المشـوهة والمفبركـة وغيـر العلميـة‪ ،‬وظـل الخـوض فـى بحـور مـن‬

‫‪263‬‬


‫التمويــل الخــارنجى الملــوث أمريكيــا وأوربيــا وخليجيــا‪ ،‬ومــن قــوى‬ ‫الهيمنة وزيول التبعية فــى أى ركــن مــن أركــا ن العــالم‪ ،‬ووســط هــذه‬ ‫المخاضة الملوثة بكل أمراض التخلــف والقهــر وديمقراطيــة الســياد‬ ‫على النمط الستعمارى والنمــاط التابعــة خــرج البرلمــا ن الول بعــد‬ ‫الثورة من أغلبية كبيرة من الخوا ن‪ ،‬وكتلة متوســطة مــن الليــبراليين‬ ‫والييبراليين الجدد‪ ،‬ونفر قليل من المتنكــبين طريــق الثــورة الشــعبية‪،‬‬ ‫أى من التائهين فى بحر الظلمات‪ ،‬وبدى الجميع فردحا بما ظفر به‪ :‬ثم‬ ‫كانت النتخابات الرئاسية وما كانت لتفرز إل ما نجاءت به‪ :‬فالســيادة‬ ‫لرنجال ومحيــط ومنــاخ الثــورة المخمليــة الكاذبــة مــن الشــد ارتباطــا‬ ‫بالســتعمار والصــهيونية وآليــات التبعيــة القتصــادية والنجتماعيــة‬ ‫والثقافية‪ ،‬وللسف كتل الشباب الذى بــدأ غيــر مســيس لّفـــته غيــاهب‬ ‫الظلمات‪ ،‬هناك من تعلق بخيوط بعــض المغــانم‪ ،‬والغلبيــة العظمــى‬ ‫رادحت تدفع المغار م التى وقعت على مصر ومحيطها العربــى بســبب‬ ‫انتصار الثورة المخملية‪ ،‬أى الثورة الكاذبة شكل ومضمونا‪.‬‬ ‫ـ غير أ ن الثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة الصــلية ذات التونجــة‬ ‫الشعبى‪ ،‬لم تضل‪ ،‬ولم تخرج عن مسارها‪ ،‬بل وصــلت الدحتجانجــات‬ ‫الشعبية إلى ‪ 33‬ادحتجانجــا يوميــا فــى المتوســط دحســب بيانــات الربيــع‬ ‫الول للعا م الجارى سنة ‪ ،2013‬أكثر من نصفها ذات تــونجه شــعبى‬ ‫وطبقى للقـوى الشـعبية المنتجـة مـن هـذا الـوطن‪ ،‬ومـازالت الحركـة‬ ‫الشعبية قادرة على الفعل الساخن والحركة الدائمة والمتواصــلة‪ ،‬ومــا‬ ‫زالت دحيويــة الثــورة الشــعبية دافعــة ودافئــة بــل تغلــى‪ ،‬وقــادرة علــى‬

‫‪264‬‬


‫البتكــار الثــورى‪ ،‬فكيــف نســتنهض الثــورة الشــعبية وهــو موضــوع‬ ‫المبحث التالى‪.‬‬

‫‪265‬‬


‫المبحث الثانى‬

‫كيف ننقذ الثورة الشعبية الصلية‬ ‫"الحلقة الخيرة من الثورة الوطنية الديمقراطية ذات التونجه الشعبى"‬ ‫ثانًياا ‪ :‬الثورة المخملية المصرية أبنيتها وترتكيبتها ـ نقد ذاتى‬ ‫ـ يعتبر ما كتبتــه عــن أ ن الثــورة الكاذبــة )الملونــة ــ الربيــع ــ‬ ‫المخملية( سنة ‪ ،2005‬هى أدحد الخيارات الرئيسية لستمرار النظــا م‬ ‫بقيــادات أخــرى‪ ،‬أول اشــارة مصــرية فــى هــذا المجــال‪ .‬وعليــه فلــم‬ ‫يسبقنى أدحد فى تــبين أبعــاد هــذا الخيــار للمحافظــة علــى التبعيــة‪ ،‬بــل‬ ‫وبتعميق التبعية‪ ،‬ذلك أ ن صياغتى لهــذه المقولــة سـنة ‪ ،2005‬كـانت‬ ‫باللفـــاظ التيـــة‪" :‬دفـــع شخصـــيات أكـــثر إرتباطـــا باليديولونجيـــة‬ ‫الستعمارية على طريقة الثورات المخملية ـ الورنجوانية ـ البرتقالية‬ ‫ــ البنفســجية الــتى شــاهدناها فــى عــالم اليــو م‪ ،‬عــالم تجــدد المونجــات‬ ‫الستعمارية‪.".‬‬ ‫ـ إل أننى قد هونت من هذا الدحتمال فى كتــابى "مصــر علــى‬ ‫أعتاب الثورة سنة ‪ ،2008‬لقد قلت بحسم فى صـ ‪" :139/140‬وبعد‬ ‫لقد فصلت نمــط الثــورة الشــعبية والــتى أرصــد دحركتهــا فــى الســادحة‬ ‫المصرية الراهنة‪ ،‬وهى تلك الثورة الكثر ثباتــا وأمانــا‪ ،‬فهــى دحركــة‬ ‫شعبية عامة‪ ،‬متراكمة فى أفعالها وفى وعيها‪ ،‬ولم أتنــاول أيــة أنمــاط‬ ‫ثورية أخرى‪ ،‬ذلك أننا ل ننتظرها فى مصر ال ن‪.".‬‬

‫‪266‬‬


‫ـ والحقيقة لبد أ ن أعــترف بالنقــد الــذاتى لمــوقفى‪ ،‬ذلــك أننــى‬ ‫بنيته على تتبع بنيه هــذه الثــورات الكاذبــة فــى شــرق أوربــا والبلقــا ن‬ ‫ودول التحاد السوفيتى الســابق‪ ،‬وهــذه البنيــة إعتمــدت أساســا علــى‬ ‫قــوى المجتمــع المــدنى المصــنوع بــالختراق لهــذه الــدول‪ ،‬وقــوى‬ ‫الليبراليــة الجديــدة‪ ،‬الكــثر تعــبيرا عــن قــوى التطــرف اليمينــى‪،‬‬ ‫وتصورت أ ن فاعلية هذه القوى أكبر فـى الوسـط الوربـى عنهـا فـى‬ ‫مصــر وبلد العــالم العربــى‪ ،‬ذلــك أ ن تصــايحها بالديمقراطيــة علــى‬ ‫النمط الغربى الستعمارى قدينال تأييدا هناك أكثر مــن عنــدنا‪ ،‬فواقــع‬ ‫مجتمع مصر والبلد العربية يرتبط أكثر بقيــم الديمقراطيــة الوطنيــة‪،‬‬ ‫ويطلب الخــبز والعدالــة قبــل الحريــة‪ ،‬ذلــك أ ن طــول العهــد بعلقــات‬ ‫الدحتلل لمجتمعنا من قبل عشرات القوى المحتلة‪ ،‬نجعلت لدينا قــدرة‬ ‫تكيفية عالية على التعامل مع المحتل بأولوية تــوفير الخــبز والعدالــة‪،‬‬ ‫وربما التغاضى عن الحرية لحــد نســبى ومقبــول‪ ،‬وبتصــور آخــر أ ن‬ ‫نمارس دحريتنا فى مجتمعنا المنفصل عن واقع الدحتلل‪.‬‬ ‫ـ كما أننى لم أكن أعلم بعد بأهمية الفضاء اللكترونى والعــالم‬ ‫الفتراضى له‪ ،‬وعلى الرغم من تحسن رؤيتى لهــذا المــر بمرادحــل‪،‬‬ ‫إل أننى ما زلت ل آراه كما يراه غيرى من إفتتا ن‪ ،‬ومغالة فى تقدير‬ ‫قيمته‪ ،‬فهو فى نظرى له دور مؤثر ولكنه نسبى‪.‬‬ ‫ـ ولكن ما أغفلتــه ولــم أتــبين دحقيقتــه إل لدحقــا‪ ،‬طبيعــة الــدور‬ ‫الوظيفى لقوى السل م السياسى‪ ،‬الموظفة من قبــل الســتعمار وقــوى‬ ‫الهيمنة‪ ،‬فقد إقتصر فهمى سابقا لطبيعة هذا الدور الوظيفى على فكرة‬ ‫معاداة الشيوعية‪ ،‬وتخيلت أ ن هنــاك لبســا فــى فهــم الشــيوعية يــونجب‬

‫‪267‬‬


‫اللبس للدور الوظيفى لقوى السل م السياسى‪ ،‬وتصورت ـ وهما ـ أ ن‬ ‫هذه الــدورالوظيفى‪ ،‬انتهــى بســقوط الشــيوعية فــى التحــاد الســوفيتى‬ ‫ودول أوربا الشرقية‪ ،‬بل أ ن بعض قوى الســل م السياســى قــد تــبينت‬ ‫الدرس المؤلم لهذا الدور الــوظيفى‪ ،‬علــى إعتبــار أنهــا قــوى وطنيــة‪،‬‬ ‫وأ ن مــن دحــق أى وطــن مستضــعف أ ن يرتكــن علــى تــواز ن القــوى‬ ‫الكبرى فى صراعاتها‪ ،‬لتأمين مظلة دحياة هادئــة لــوطنه‪ ،‬غيــر أ ن مــا‬ ‫نجرى بعد استل م قوى السل م السياسى السلطة فى مصر واظهار أ ن‬ ‫هدفهم الكبر هو قيا م امبراطورية الخلفة الســلمية دحســب أســلوب‬ ‫النتاج وعلقات النتـاج القطاعيــة‪ ،‬أو علــى أقــل تقـدير الرأسـمالية‬ ‫الدنيا شبه القطاعية بتركيبتها الريعية والطفيليـة والربويــة والخدميـة‬ ‫للستعمار وهيمنتــه‪ ،‬وأ ن هــذا الهــدف مقــد م علــى المصــالح الوطنيــة‬ ‫المصــرية‪ ،‬بــل والقوميــة العربيــة‪ ،‬لقــد دعتنــى هــذه الحقيقــة العمليــة‬ ‫المكتشفة أ ن أقو م باعادة تحليل طبيعة الدور الــوظيفى لقــوى الســل م‬ ‫والسياســى لصــالح قــوى المهيمنــة الرأســمالية الســتعمارية‪ ،‬ولقــوى‬ ‫العولمة المتودحشـة‪ ،‬وذلـك بتـبين عـدة أبعـاد لهـذا الـدور علـى النحـو‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫‪1‬ـ لقد تغافلنا نجميعا عن البعد التــاريخى لنشــأة هــذه التيــارات إبتــداًءا‬ ‫بإنشاء نجماعة الخوا ن المسلمين سنة ‪ ،1928‬وأ ن هذه النشأة لــم‬ ‫تكــن إمتــداد للنضــلت الســلمية ضــد الدحتلل ســواء الــتركى‬ ‫القطاعى أو الوربى الحديث‪ ،‬كما لم تكن امتدادا لخط الصلح‬ ‫الدينى منذ الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى والشــيخ دحســن العطــار‬ ‫ونجمال الدين الفغانى ومحمد عبــده وعبــد الردحمــن الكواكــبى ‪...‬‬

‫‪268‬‬


‫الــخ‪ ،‬ولكــن كــانت إمتــدادا لخــط المبراطوريــة العثمانيــة شــبه‬ ‫الرأســمالية شــبه القطاعيــة‪ ،‬وإدحيــاًءا مريضــا لفكــرة الخلفــة‬ ‫السلمية بعد قيا م ثورة عليها ـ كمال أتاتورك ـ بكل ما تحفــل بــه‬ ‫من دول الطوائف‪ ،‬ودول المماليك والخصـيا ن" والصــيغ الولـى‬ ‫للدولة كحقيقة سياسية‪ ،‬تلك الصيغ التى لم تتعدى أبدا صيغة دول‬ ‫المد ن‪ ،‬أو القليــم البســيط‪ ،‬والــذى قــد يسـيطر علـى امبراطوريـة‬ ‫كبرى على نمط المبراطورية الرومانية والبيزنطية‪ ،‬ولــم ترقــى‬ ‫أبدا لصيغة الدولــة الوطنيــة‪ ،‬وأعتقــد أ ن المبراطوريــة الفاطميــة‬ ‫ليست مــن الــتراث المحبــب لقــوى الســل م السياســى الــتى بــدأت‬ ‫بالخوا ن المسلمين ومن على شاكلتهم‪ .‬وعليه فنحــن بصــدد نشــأة‬ ‫رنجعية وإراتدادية‪ ،‬وليست نشــأة متطــورة لنضــالت المجتمعــات‬ ‫السلمية على مدى التاريخ‪ .‬أى أ ن قوى السل م السياســى تمثــل‬ ‫قــوى إنقطــاع للتاريــخ الســلمى وإنفصــال عنــه‪ ،‬وليســت قــوى‬ ‫تواصل وتطور له البته‪.‬‬ ‫‪2‬ـ أ ن قوى السل م السياســى نشــأت فــى إطــار إنعزالــى‪ ،‬وأخــذ خــط‬ ‫تطورها وتشعبها يسير على منحدرالعزلة دحتى أضيق نقطة فيــه‪.‬‬ ‫وإذا تصورنا أ ن دحسن البنا كا ن أقــل عزلــة‪ ،‬فــإ ن ســيد قطــب زاد‬ ‫إنعزال‪ ،‬وأخذ الخط ينزلق دحتى دحركة التكفير والهجــرة والجهــاد‬ ‫والجهاديــة الســلفية‪ ،‬أى نجهــاد نجماعــة المســلمين ضــد المجتمــع‬ ‫الجاهلى والكافر‪ .‬ورب قائل يقــول قــد يكــو ن هــذا خــط النحــدار‬ ‫العا م للســل م السياســى الخــارج مــن عبــاءة الخــوا ن المســلمين‪،‬‬ ‫ولكن الجماعة من الداخل لها قانونها الخاص بها‪ ،‬والحقيقــة غيــر‬

‫‪269‬‬


‫ذلك‪ ،‬فالجماعة ال ن قطبية بــل ضــاقت علــى الجهــاز الخــاص إ ن‬ ‫خطــة التمكيــن وأخونــة الدولــة خطــة إنعزاليــة ضــيقة فــى بنيتهــا‬ ‫وأفقهــا السياســى والمجتمعــى‪ ،‬إ ن هــذا النحــدار نحــو العزلــة‬ ‫والتقوقع على الذات ينتج مفــاهيم عنصــرية سياســية وانجتماعيــة‪،‬‬ ‫وهنا يتشابه الفكر والسلوك الصهيونى لليهود مع هذه الســلوكيات‬ ‫والفكــار الــتى تمارســها قــوى الســل م السياســى‪ ،‬وهنــا تتأســس‬ ‫التركيبــة الوظيفيــة لهــذه القــوى‪ ،‬لقــد نشــأت مــا يســمى بالمســألة‬ ‫اليهوديــة فــى أوربــا بعــد عصــر النهضــة والتطــور الحضــارى‪،‬‬ ‫واتجهت دحركة الصهونية اليهودية للسير عكس التجـاه فغـادرت‬ ‫أوربا الغربية إلى روســيا وأوربــا الشــرقية ثــم إلــى تركيــا وبــاقى‬ ‫منــاطق المبراطوريــة العثمانيــة المتخلفــة‪ ،‬وارتبطــت الوظيفــة‬ ‫النجتماعية للصهيونية اليهودية ـ التى ترفض الندماج فى الدول‬ ‫الوطنية على أساس فكرة المواطنــة ــ اتجهــت هــذه الوظيفــة إلــى‬ ‫العمال الربويــة التجاريــة والشــبه بوظــائف العلقــات الطائفيــة‬ ‫القطاعيــة‪ ،‬وهــذا مــا يمكــن اقامــة الــدليل عليــه لقــوى الســل م‬ ‫السياســى الــتى عشــقت التجــاه نحــو الكــثر تخلفــا وانعــزل فــى‬ ‫باكســتا ن وأفغانســتا ن‪ ،‬ودحــتى فــى ســيناء ال ن وامــارات الســادحل‬ ‫والصــحراء فــى ليبيــا وإفريقيــا‪ .‬لقــد أدركــت مــن خلل النشــأة‬ ‫الرتداديـــة الرنجعيـــة المتصـــادمة والمنفصـــلة عـــن التطـــور‬ ‫النجتمــاعى والسياســى للوطــا ن المســلمة‪ ،‬وارتبــاط هــذه النشــأة‬ ‫بــالنعزال والتقــد م إلــى الخلــف طبيعــة الــدور الــوظيفى المركــب‬ ‫لجماعات السل م السياسى‪ ،‬ليــس فــى العــداء للشــيوعية فحســب‪،‬‬

‫‪270‬‬


‫ولكن فى العداء للتطور والتقد م النجتماعى والسياســى والثــورى‪.‬‬ ‫وعليه تبينت الطبيعة المتسقة لبنية الثــورات الكاذبــة )المخمليــة ــ‬ ‫الربيــع ـ ـ الملونــة ـ ـ المعطــرة ‪ ...‬الــخ( مــع هــذه القــوى‪ .‬ويكــو ن‬ ‫الستنتاج العلمـى أ ن القـوى السـل م السياسـى لـم تركـب الثـورة‬ ‫المخمليــة ولــم تســرقها‪ ،‬ولكنهــا شــكلت لبناتهــا الولــى‪ ،‬وصــلب‬ ‫أساساتها‪ ،‬وأعمــدتها الرافعــة‪ .‬ونجســمها الصــحيح‪ .‬وكمــا وظفــت‬ ‫قوى الهيمنة الستعمارية الليبراليــة فــى أوربــا وأمريكــا الشــمالية‬ ‫والدول المتقدمة فى معركة العــداء للشــيوعية‪ ،‬فقــد وظفتهــا لبنــاء‬ ‫الثورات المخمليــة فــى ذات المحيــط‪ ،‬كمــا وظفــت قــوى الســل م‬ ‫السياسى فى معركة العداء للشيوعية واســقاطها‪ ،‬ووظفتهــا كــذلك‬ ‫فى بناء ثورات الربيع الكاذبة فى مصر والبلد العربية‪.‬‬ ‫‪3‬ـ ـ وكمــا تعــادى قــوى الســل م السياســى الفكــر والســلوك الثــورى‬ ‫الصيل‪ ،‬ل تعرف قوانين العنف الثورى‪ ،‬الذى هو قمــة التطــور‬ ‫فى السلوك الممانع ثم المقاو م على أسس من دحضــانة الشــعب لــه‬ ‫فى محيطه العا م‪ ،‬غير أ ن عنف قوى السل م السياسى هــو عنــف‬ ‫ارهابى منعــزل وإنجهــاض لحركــة الجمــاهير‪ ،‬لقــد نشــأت دحركــة‬ ‫دحماس فــى نهايــة ســنة ‪ 1987‬بعــد إنطلق النتفاضــة الفلســطنية‬ ‫الكبرى ـ انتفاضة الحجــارة‪ ،‬وشــكلت قيــادة دحمــاس إطــار منشــقا‬ ‫ومتنافســا بغيــر قــدرة عــن اللجنــة الوطنيــة لقيــادة النتفاضــة‬ ‫الفلسطينية تلــك النتفاضــة الــتى بنــت علــى أرض فلســطين كلهــا‬ ‫مقومــات الدارة العامــة والســلطات الفعليــة للدولــة الفلســطينية‬ ‫المستقلة‪ ،‬وكا ن نجل نجهد نجماس ينصب على عسكرة النتفاضــة‪،‬‬

‫‪271‬‬


‫ولكنها لم تتمكن من هذا‪ ،‬ورغم أ ن النتفاضــة تباطــأت بعــد ســنة‬ ‫‪ ،1991‬بعد إنهاء عمليات تحريـر الكـويت مـن العـراق‪ ،‬وقبـول‬ ‫الدحتلل المريكى لكل دول مجلس التعاو ن الخليجى بديل لذلك‪،‬‬ ‫إل أ ن النتفاضة ما لبثت إل وقامت فى سبتمبر سنة ‪ 2000‬رغــم‬ ‫دخول سلطة الحكم الذاتى فلسطين بكل ما صادحبها من إثارة كــل‬ ‫ألــوا ن التــداخل والتشــويش علــى النضــال الــوطنى الــديمقراطى‬ ‫الفلســطينى منــذ ســنة ‪ ،1994‬أى أ ن الفاصــل الزمنــى للتفاضــة‬ ‫على أساليب النضال الوطنى الــديمقراطى إنطلقــت بعــد أقــل مــن‬ ‫سبع سنوات‪ ،‬ولكن عندما تم عسكرة إنتفاضــة القصــى بواســطة‬ ‫قــوى الســل م السياســى قمعــت النتفاضــة فــى أقــل مــن ســنتين‬ ‫ويتعذر إنبعاثها من نجديد بعد مرور أكثر من ‪ 11‬عا م على القل‪.‬‬ ‫ـ إ ن رنجل مثلى قرأ كتب ماوتس تونج وهوشى منه والجنرال‬ ‫نجياب ومرانجع دحرب التحرير الشعبية‪ ،‬وقرأ أدبيات أمريكا اللتينيــة‬ ‫الثورية‪ ،‬ودحروب النصار أثناء الدحتلل اللمانى للتحاد الســوفيتى‬ ‫يعرف نجيدا ما هو العنف الثــورى‪ ،‬ويقطــع بــأ ن عنــف قــوى الســل م‬ ‫السياسى الحليف للرهاب الستعمارى الطلنطى فــى ليبيــا وســوريا‬ ‫هو صميم العنف الرهابى‪ ،‬وشتا ن مــا بيــن العنــف الثــورى والعنــف‬ ‫الرهابى فهما يمثل ن نقيضين متضادين ومتباعدين‪ .‬لقد رصدت فــى‬ ‫كتابى "مصر على أعتاب الثورة" سنة ‪ ،2008‬فى أكــثر مــن موقــع‬ ‫كيف عطل الرهاب النمو التراكمى لقــوى الثــورة الصــلية فــى صــ‬ ‫‪" : 157‬ويمكـــن القـــول أ ن الســـبب الرئيســـى الكـــامن وراء غيـــاب‬ ‫التحركات الجماهيرية يرنجع أساسا إلى تنامى ظاهرة العنف والعنــف‬

‫‪272‬‬


‫المتبادل بيــن نجماعــات الســل م السياســى وأنجهــزة المــن والشــرطة‬ ‫دحيث سجلت عدد ‪ 93‬دحالة إرهاب فى سنوات الثمانينيات الخيــرة‪.".‬‬ ‫وقلت فى صـ ‪" :210‬لقد تابعنا فى الجزء السابق كيف أ ن التحركــات‬ ‫العمالية إمتلكت علقة عكسية مــع العمليــات الرهابيــة‪ ،‬فكلمــا زادت‬ ‫الخيرة قلت الولى لذلك نجد القانو ن يعيد نفسه‪.".‬‬ ‫ـ ومما لشك فيه أ ن خلقة قوى الســل م السياســى علــى ألــوا ن‬ ‫العنف الرهابى يشكل المقو م الساسى لكو ن قوى الســل م السياســى‬ ‫هى دحجر الساس فى الثورة الكاذبة على شـكل الربيــع العربــى كلـه‪،‬‬ ‫فهــذا النســيج المخلــق علــى الرهــاب هــو النســيج النســب للثــورة‬ ‫المخملية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ وتربط أهم العناصر ـ التى أنتقد فيها نفسى ـ بتلــك العلقــة الفعليــة‬ ‫بين الحالــة الثوريــة الحقيقيــة‪ ،‬غيــاب نضــج العامــل الــذاتى فيهــا‪،‬‬ ‫المعــبر عــن عــد م ونجــود قيــادة ثوريــة وبرنامــج ثــورى وأهــداف‬ ‫ثورية‪ ،‬والتى تصورت أنها ســتتحقق تلقائيــا بحكــم تنــامى الــوعى‬ ‫الثــورى والســلوك الثــورى للجمــاهير‪ ،‬وعلقــة كــل ذلــك بنضــج‬ ‫الحالة الثوريـة الكاذبـة ــ إذا نجـاز القـول بـذلك ــ وباكتمـال دحلـف‬ ‫الثورة المخملية الكاذبــة‪ ،‬وأهــدافها وبرامجهــا فــى عمليــة تعطيــل‬ ‫التحــرك الثــورى الشــعبى الصــيل‪ ،‬أو تحويــل مجــراه ــ بالكــذب‬ ‫والــوهم للمحافظــة علــى دولــة التبعيــة‪ ،‬بــل وبتعميقهــا‪ ،‬والعــداد‬ ‫المسبق لهذا المر قبل وبعد ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬بقوة ما كــانت‬ ‫لتخفى على مثلى خبريا وتحليليا‪ .‬ودحتى أفصل هذا المر بشقيه‪:‬‬

‫‪273‬‬


‫أ‪ .‬دحينما أكدت فى كتابى "مصر علــى أعتــاب الثــورة" الصــادر ســنة‬ ‫‪ ،2008‬على غياب العامل الذاتى للحالة الثورية‪ :‬قلت صـ ‪:237‬‬ ‫"يتــم التفريــق دائمــا فــى قضــايا الثــورة بيــن مــا يســمى بالعامــل‬ ‫الموضـــوعى والعامـــل الـــذاتى‪ ،‬ويتجـــدد العامـــل أو العوامـــل‬ ‫الموضوعية بحركــة الواقــع السياســى والقتصــادى والنجتمــاعى‬ ‫الدافعة والمحضة والمحركة للمســيرة الثوريــة وبتجــدد العامــل أو‬ ‫العوامل الذاتية بونجود ونضج الطليعة الثوريــة‪ .‬والقاعــدة العلميــة‬ ‫تقــول أو ً‬ ‫ل‪ :‬أ ن العوامــل الموضــوعية تخلــق وتنضــج العوامــل‬ ‫الذاتية‪ ،‬ول تستطيع العوامل الذاتية خلق العوامل الموضوعية أبدا‬ ‫أو تشكيلها‪ .‬وتقول هذه القاعدة العلميــة ثانيًــا‪ :‬إذا لــم تكــن الطليعــة‬ ‫الثورية نجاهزة ومستعدة ســيتم ايجادهــا وبلورتهــا وإنضــانجها فــى‬ ‫غمار عملية الــتراكم الثــورى الســائد‪ ،‬قــد يحتــاج ذلــك لمزيــد مــن‬ ‫الوقت وقد يكلف الثورة تكلفة عاليــة أو دحــتى باهظــة‪ ،‬ولكــن ذلــك‬ ‫استحقاق ضرورى وانجب الحدوث فى بدايات مردحلــة النتفاضــة‬ ‫الثورية‪ ،‬أو خلل مرادحل النتفاضة الثورية كلها‪ .".‬ومع القــرار‬ ‫بصــحة الدحكــا م العامــة لهــذا الســتنتاج‪ ،‬إل أ ن القــوانين العلميــة‬ ‫تتعدل مسارتها بوضع فروض نجديدة‪ ،‬وعلقات بظــواهر أخــرى‬ ‫لم تكن فى الحسبا ن أول‪ ،‬ومنها هذا الذى قلت من أثره ـ أمــراض‬ ‫النخبة السياســية ــ الــتى أشــرت لهــا مســبقا‪ ،‬ومنهــا تــرك مجــرى‬ ‫التطور للمور التلقائية دو ن عمليــات العــداد الفعليــة فــى تحديــد‬ ‫وضوح الهداف الثورية‪ ،‬وبرامــج تنفيــذها‪ ،‬والقــوى النجتماعيــة‬ ‫المشكله لحف الثورة الصلية‪ ،‬والقوى السياسية القائدة للنتفاضة‬

‫‪274‬‬


‫الثورية‪ ،‬وخريطة الطريق الكاشفة لها‪ ،‬والقادرة على فرز صــور‬ ‫الــوعى الثــورى الصــيل عــن الــوعى المزيــف والكــاذب للثــورة‬ ‫المخملية‪ .‬لقد تصورت أننى سأصل لبغيتى بمجــرد الشــارة لــذلك‬ ‫ولكن المر أعقد من ذلك بكثير فــى ظــل غيــاب الحــزب الثــورى‬ ‫والحلــف الثــورى السياســى‪ ،‬وفــى هــذا الصــدد علــى أ ن أوكــد أ ن‬ ‫ســـخونة الفعـــل الشـــعبى العـــا م بعـــد ‪ 25‬ينـــاير ســـنة ‪،2011‬‬ ‫واستمرارها لل ن‪ ،‬هى المكسب الحقيقى‪ ،‬ولكن إدارة عملية البناء‬ ‫بعد الفرز هى المهمة الصعب ول أعفى نفسى من المسئولية فــى‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬ولو بتفصيل وسهولة تقديم المـر واخـتراق الحصـار‬ ‫المفروض على‪.‬‬ ‫ب‪ .‬الشق الثانى المرتبط بكشـف وعمـق وقـدرة قـوى الثــورة الكاذبـة‬ ‫علــى الحركــة‪ ،‬والثــر الســلبى لــذلك‪ ،‬علــى نمــو وتطــور مســيرة‬ ‫الثورة الشعبية الصلية‪ ،‬أى الحلقــة الخيــرة مــن الثــورة الوطنيــة‬ ‫الديمقراطية فـى مصـر نظـرا لضـخامة المشـاركة الشـعبية فيهـا‪،‬‬ ‫وآصالة القوى الشعبية فى تحركاتها بالصالة عن نفســها وليســت‬ ‫بالوكالة أو بالنيابة عن غيرهــا‪ .‬ول شــك أ ن مــا أقــو م بكشــفه ال ن‬ ‫من بيا ن قوى الثورة الكاذبة‪ ،‬وتحليل الطبيعة المنسجمة لحلفها فى‬ ‫بناء نسيجها‪ ،‬وتوضيح رأس السهم فى تحركها نحو تعميــق دولــة‬ ‫التبعية سياسيا وإقتصاديا وإنجتماعيا وكشـف بعـد الزيـف والكـذب‬ ‫فى ادعاءاتها الثورية‪ ،‬ورفع الغطاء الثورى الكاذب عنها‪ ،‬وبيــا ن‬ ‫تركيبتها الوظيفية لصالح قوى الهيمنــة الســتعمارية الصــهيونية‪،‬‬ ‫وبعدها عن التكوين الوطنى المستقل والخالص لونجه ا والشعب‬

‫‪275‬‬


‫والــوطن‪ ،‬يمثــل إظهــار الجــوهر الكــاذب والمزيــف لهــا‪ ،‬رغــم‬ ‫الدعاء الكاذب بأى شكل ثورى من قبيل فعل الحواة والمهرنجين‪،‬‬ ‫والعيــب السياســة ودحيلهــا علــى نمــط صــراعات القصــور فــى‬ ‫العصور الوسطى‪ ،‬ودحروب الطوائف والمماليك‪ .‬إ ن كشف الونجه‬ ‫المكيافللى لقوى الثورة المخملية‪ ،‬ومبدأ "اللى تغلب به إلعــب بــه"‬ ‫هو من قبيل كشف سياسة الدسائس والحيل والممادحكة علــى نمــط‬ ‫صراعات القصور فى العصور الوســطى‪ ،‬ومجتمعــات الجــوارى‬ ‫والخصيا ن ودحريم السلطا ن‪ .‬وتبرز قوى السل م السياســى بقيــادة‬ ‫الخوا ن المسلمين‪ ،‬باعتبارها القــوة الولــى والساســية الصــالحة‬ ‫لتكوين وتأسيس بناء الثورة الكاذبة )الربيع ــ المخمليــة ــ الملونــة‬ ‫‪ ...‬الخ(‪ ،‬وفى إطار ذلــك تــدخل نجماعــة الخــوا ن المســلمين بكــل‬ ‫تشكيلتها العلنية والسرية‪ ،‬وبالحزب السياســى التــابع لهــا‪ ،‬وبكــل‬ ‫الشكال المنبثقة عنها‪ ،‬وإرسالياتها للختراق للنقابات وتشــكيلت‬ ‫المجتمع المدنى‪ ،‬بالضافة إلى التنظيم الدولى للخوا ن المسلمين‪،‬‬ ‫واتحاد علماء المســلمين‪ ،‬ومنظمــة المــؤتمر الســلمى‪ ،‬وتجليــات‬ ‫كل هذه الشكال فى تشكيلت المجتمع المدنى المحلــى والقليمــى‬ ‫والدولى‪ ،‬كما يدخل فى صلب هذا التيار الدحزاب السلمية كلهــا‬ ‫بدًءا من دحزب الوســط‪ ،‬ودحــزب النــور‪ ،‬ودحــزب الــوطن الســلفى‪،‬‬ ‫والبنــاء والتنميــة والنهضــة ومصــر القويــة ‪ ...‬الــخ(‪ ،‬فهــذه كلهــا‬ ‫أدحزاب ودحركات وأفراد تربت فــى إطــار التركيبــة الموظفــة مــن‬ ‫قبــل الغيــر‪ ،‬ول تملــك أى تــونجه اســتقللى وطنــى‪ ،‬وأى فــرد أو‬ ‫مجموعة أو دحزب يرى فى نفسه غير ذلك‪ ،‬عليه أ ن يمارس النقــد‬

‫‪276‬‬


‫الذاتى لتشريح التحركات والتصــالت الكاشــفة لتأصــل التركيبــة‬ ‫الموظفة لصالح الغير فى قوى التيار السلمى‪ ،‬وكيفيــة تحصــين‬ ‫الوطن منها ومن أساليبها السرية والتأمرية‪ ،‬وتحركاتهــا التحتيــة‪،‬‬ ‫وارتباطاتها المشبوهة دحسب مشاركته أو علمه أو دحتى شكه‪.‬‬ ‫ـ إ ن النقد الذاتى للفرد أو المجموعــة أو الحــزب أو التيــار هــو‬ ‫المحطــة الولــى علــى طريــق التطهــر مــن أدرا ن التبعيــة والتركيبــة‬ ‫الوظيفية للغير الذى يصل لقــوى الهيمنــة الســتعمارية والصــهيونية‪،‬‬ ‫وبخاصــة أ ن التيــار الســلمى السياســى شــديد الفقــر فــى الفكــر‬ ‫والممارسة الوطنية المصرية والقومية العربية‪ ،‬ولننظر لمثال واضح‬ ‫فــإ ن نجمعيــات الــدعم والمســانده الســلمية لتلبيــة آثــار الحــروب‬ ‫والضــهاد ذهبــت دومــا إلــى الجهــات والتحركــات الــتى يرعاهــا‬ ‫الستعمار كالبوسنة والهرسك وكوسوفو والشيشا ن ومنيامــار‪ ،‬ودعــم‬ ‫الحركات الرهابية فى ليبيا وسوريا‪ ،‬وأى عمل ومهمة تحت الرعاية‬ ‫الستعمارية‪ ،‬ناهيــك عــن أفغانســتا ن وباكســتا ن وكــل مــن علــى هــذه‬ ‫الشاكله فى دحين غابت وانمحت نجهود الغاثـة لفلسـطين والتحركـات‬ ‫الثوريـة العربيــة الصـلية‪ ،‬بــل والكـوارث الـتى تصـيب المجتمعــات‬ ‫العربية والسلمية ودحتى ولو كانت من فعلى الطبيعة والبيئــة‪ .‬وهــذه‬ ‫التحركات الكاشفة لجهود الغاثة الســلمية تؤكــد بمــا ليــدع مجــال‬ ‫للشك التركيبــة الوظيفيــة لشــكال ومجموعــات وأدحــزاب وتشــكيلت‬ ‫المجتمع المدنى‪ ،‬بل وأفراد قــوى التيــار الســلمى‪ ،‬فلــو علمنــا مــدى‬ ‫إتساع وكبر هذه الجهود والموال المتدفقة عليها والعــداد المشــاركة‬ ‫فيها لراعنا مدى وظيفية قوى السـلمى السياسـى لخدمـة السـتعمار‬

‫‪277‬‬


‫وقوى الثــورة الكاذبــة فــى كــل أرنجــاء العــالم‪ ،‬وبعــد هــذا التيــار عــن‬ ‫الوطنية والثورية والشعبية الصــلية‪ .‬إنــه بإختصــار نجماعــة وظيفيــة‬ ‫)أى موظفة لصالح الغيــر( أى لليجــار والســتخدا م لتحقيــق مصــالح‬ ‫أخرى تحت وهم مصالح قوى هذا التيار وأفكاره وسلوكياته البائرة‪.‬‬ ‫ــ وتنطبــق كــثير مــن هــذه الســتنتانجات علــى قــوى المجتمــع‬ ‫المدنى المصنوع‪ ،‬والممول غربيا واستعماريا وصهيونيا‪ ،‬وكيف أنــه‬ ‫منذ بداية نشأته ـ وعلى العلن ـ يكــو ن ذات تركيبــة وظيفيــة‪ ،‬ولننظــر‬ ‫لحركــة النقابــات العماليــة الموازيــة )والــتى يجــرى الترويــج لهــا ـ ـ‬ ‫والجهود الخارقة الراعيــة لهــا والــتى تريــد أ ن تســتخرج مــن الفســيخ‬ ‫شـربات( هـذه الحركــة المشــبوهة تتــم برعايــة التحــاد الـدولى الحــر‬ ‫للنقابــات‪ ،‬والــذى يلعــب الهســتدروت أى اتحــاد النقابــات العماليــة‬ ‫الصهيونية‪ ،‬الدور الرئيسى فى مساندته وقيادته‪ ،‬علـى الرغـم مــن أ ن‬ ‫معظــم نشــطاء هــذه الحركــة المشــبوهة والمشــوهة والمجرمــة ممــن‬ ‫يرفعو ن شعار‪ :‬يا عمال العالم اتحدوا !! إل أنهم يعملــو ن تحــت رأيــة‬ ‫يا عمال مصر إنقسموا ! ويأخذو ن من تجربة الثورة الملونــة الرائــدة‬ ‫فـى بولنـدا المثـال الـذى يحتـذو ن بـه‪ ،‬ومـن الصـهيونى الكـبير "ليـخ‬ ‫فاونسه" قائــد عمــال مينــاء نجدانســك معلمهــم وألفتهــم‪ ،‬إنهــا التركيبــة‬ ‫الوظيفيــة لصــالح الســتعمار وقــوى الهيمنــة الرأســمالية للعولمــة‬ ‫المتودحشة‪ ،‬دحتى ولو كانت البنية يسارية لكل الطياف‪ ،‬وليس صــدفة‬ ‫أ ن الرئيــس ـ ـ الهزلــى ـ ـ لهــذا التحــاد المشــبوة فــى مصــر خــاض‬ ‫النتخابات البرلمانية على لئحة الخوا ن المسلمين‪ ،‬ويخطى بدعمهم‬ ‫ورعايتهم‪.‬‬

‫‪278‬‬


‫ـ وعلى ذات النسق تتسق تركيبة قوى اليمين الجذرى المسمى‬ ‫القــــوى اليبراليــــة الجديــــدة بتشــــكيلتها الحزبيــــة الكــــثيرة ال ن‪،‬‬ ‫وبمجموعاتها‪ ،‬وبقادتها وبأفرادها فهى تقف فى قلب القلــب مــن قــوى‬ ‫الثورة الكاذبة‪ ،‬ولنتخيل كــم كــا ن المــر هزليــا أ ن أدحــد أعل م مراكــز‬ ‫البحوث التابعة أو الخادمة للمخابرات المركزية المريكية مــن اعل م‬ ‫الثورة المصرية ! )الكاذبة الربيع المهيمن على مصــر(‪ ،‬ووادحــد مــن‬ ‫نواب الثورة ! )المخملية الكاذبة‪ .‬إ ن القلب ليــدمى أ ن ترتفــع بعــد ‪25‬‬ ‫يناير سنة ‪ ،2011‬فى مصر أســماء نجــاءت مــن أعمــاق آبــار الطيــن‬ ‫والزبالة‪ ،‬واعتلت سطح الدحداث فى مصــر‪ ،‬وثــوار الثــورة الشــعبية‬ ‫الصــلية‪ ،‬وعمرهــم الــذى أفنــوه فــى الــدفاع عــن مصــالح الشــعب‬ ‫والوطن‪ ،‬ل أدحد يكلمهم أو يحاورهم‪ ،‬وكأنهم وهم أو إشــباح فــى ليــل‬ ‫مظلم‪ ،‬وهم رعاة نجنين الثورة الوطنية الديمقراطية الصلية‪ ،‬لذلك لــم‬ ‫أكن مخطئا عنــدما كتبــت فــى يوليــو ســنة ‪ ،2012‬إنتصــرت الثــورة‬ ‫المخملية ‪ ...‬وإنتكست الثورة الشعبية‪ ،‬ولكن ‪ ..‬وبعد ‪ ..‬مــرور عشــرة‬ ‫أشهر أرى المر يتغير‪ :‬الثورة المخملية تنكسر وتتفتت وتتحلل دحــتى‬ ‫تختفــى وتــزول‪ ،‬والثــورة الصــلية‪ :‬تنهــض ويشــتد عودهــا وتقــوى‬ ‫لتكشف أى التفاف وإنبعاث للثورة المخمليــة‪ ،‬وتتقــد م لتنتصــر ولتقيــم‬ ‫ســلطتها‪ ،‬وتنشــر أهــدافها ومهامهــا‪ ،‬وبحكومتهــا وبحلفهــا وبشــعبها‬ ‫ستبنى المزيد من التوسع والتطور والنتصار فى ظــل عدالــة عامــة‬ ‫ومركبة إقتصاديه وإنجتماعية وسياسية وثقافية وقانونية ‪ ...‬الخ‪ ،‬وفــى‬ ‫ظل تنمية شامله ومستدامة تعتمد علـى اسـتراتيجية اسـتخدا م المـوارد‬ ‫المحلية والذاتية للشعب المصرى ولمتــه العربيــة ولصــدقائه‪ ،‬وفــى‬

‫‪279‬‬


‫ظــل ديمقراطيــة وطنيــة دحقيقيــة تراعــى مردحلــة التطــور النجتمــاعى‬ ‫والسياســى‪ .‬ول تكتفــى بمجــرد الجــرى واللهــاث وراء النتخابــات‬ ‫المزيفه‪ ،‬والبعيدة كل البعد أ ن تكو ن وبهذه الكيفية‪ ،‬وبغرقها فى بحور‬ ‫التمويل النجنبى آلية للديمقراطية الوطنيــة ذات البعــاد الشــعبية الــتى‬ ‫تتوخاها الثورة الصلية‪.‬‬ ‫ـ لقد انكشف دحلف الثورة الكاذبة سواء على صــعيد المــوالة‪،‬‬ ‫أو سواء على صعيد المعارضة‪ ،‬وانخفض بســقف المصــالح الوطنيــة‬ ‫العامة‪ ،‬وقضايا المن القوى المصــرى‪ ،‬لمــا دو ن الســقف الــذى كــا ن‬ ‫منصوبا زمن دحسنى مبارك‪ .‬وهذا شـئ يتسـق مـع الطبيعـة الوظيفيـة‬ ‫لصــالح قــوى الهيمنــة الســتعمارية الصــهيونية‪ ،‬وتهافتهــا السياســى‪،‬‬ ‫وفقرهــا للوطنيــة‪ ،‬وعــد م معرفهــا أو تلمســها للمصــالح الوطنيــة‪،‬‬ ‫وضــرورات المــن القــوى المصــرى‪ ،‬فهــل الثــورة الصــلية تجعــل‬ ‫التغير إلى الخلف‪ ،‬وإلى الدنى؟ إ ن كل ذلك فعل الثورة الكاذبة ثــورة‬ ‫الخوا ن المسلمين وتيارهم الوظيفى‪ ،‬ودحلفهم مــن الليــبراليين الجــدد‪،‬‬ ‫والمجتمع المدنى المصنوع بأموال دحرا م وبمها م دحرا م‪ ،‬وونجوده ذاته‬ ‫دحرا م دحتى وإ ن انتسب لقوى اليسار‪.‬‬ ‫ثالثًـاا ‪ :‬الثـورة الوطنيـة الديمقراطيـة مـازالت فـى مرحلـة النتفاضـة‬ ‫الشعبية الثوريةا ‪:‬‬ ‫ـ دحينما اكدت فى يناير "أ ن مصر على أعتــاب الثــورة" كنــت‬ ‫قد بنيت هــذا التأكيــد علــى رصــد ومتابعــة ميــل الحركــة الجماهيريــة‬ ‫للصعود والتطوروالتزايد وانتقالها عبر مرادحل الجزر أى من أعماق‬ ‫الجرز إلى تفكك الجزر إلى ذوبا ن الجزر‪ ،‬ثم تواصل خطها الصــاعد‬

‫‪280‬‬


‫على مرادحــل المــد‪ :‬مــن بــدايات المــد إلــى مردحلــة أواســط المــد‪ ،‬إلــى‬ ‫مردحلة تعاظم المد الذى أكدت متابعة دخوله مردحلة تصاعد المد بــدًءا‬ ‫من أول سنة ‪ .2007‬وقـد بـدأت مردحلـة النتفاضـية الثوريـة فـى ‪25‬‬ ‫ينــاير ســنة ‪ ،2011‬باعتبارهــا مردحلــة متميــزة بعــد انتهــاء مرادحــل‬ ‫الجزر‪ ،‬وبعد انتهاء مرادحل المد‪ ،‬تــأتى مرادحــل النتفاضــية الثوريــة‪،‬‬ ‫وقد يرى البعض أ ن ولدة النتفاضة الثوريــة الجماهيريــة‪ ،‬قــد بــدأت‬ ‫بعمليــة ولدة قيصــرية‪ ،‬قــا م عليهــا دحلــف الثــورة الكاذبــة )الربيــع ـ ـ‬ ‫الملونة ـ المخملية( باعتبار طبيعتها كثورة سابقة التجهيــز‪ ،‬ومقولبــة‪،‬‬ ‫وفى ظــروف مصــر‪ ،‬بــل وكــل البلد العربيــة‪ ،‬إنطلقــت هــذه الثــورة‬ ‫الكاذبة )الربيع( تحت ظروف ضرورية تتحدد فى بعض البعاد على‬ ‫النحو التالى‪:‬‬ ‫‪1‬ـ محاولة إنجهاض الثورة الصلية‪ ،‬أى الثورة الوطنيــة الديمقراطيــة‬ ‫بأبعادها الشعبية‪ ،‬بخاصة أ ن على رأس أهــدافها ومهامهــا ضــرب‬ ‫وتصــفية دولــة التبعيــة للحلــف الســتعماري الصــهيونى الغربــى‬ ‫بقيادة الوليات المتحدة المريكية وبنـاء دولـة السـتقلل الـوطنى‬ ‫سياســـيا وعســـكريا وأيـــديولونجيا وثقافيـــا‪ ،‬وبـــالطبع إقتصـــاديا‬ ‫وإنجتماعيا‪.‬‬ ‫‪2‬ـ محاولة الستباق لزرع أهداف ومها م الثورة الكاذبــة )المخمليــة ـ ـ‬ ‫الملونة ـ الربيع(‪ ،‬والتى تــتركز فــى المحافظــة علــى بقــاء نجــوهر‬ ‫النظا م السابق فى الستمرار فــى دولــة التبعيــة‪ ،‬بأشــخاص وقــوى‬ ‫وقيادات أكثر ارتباطا بالستعمار والصهيونية من القوى الوظيفية‬ ‫التى يسهل التحكم فى تسييرها فــى أى اتجــاه تريــده قــوى الهيمنــة‬

‫‪281‬‬


‫الســـتعمارية الصـــهيونية الغربيـــة بقيـــادة الوليـــات المتحـــدة‬ ‫المريكية‪ .‬ومما لشك فيه أ ن الخوا ن المســلمين ودحلــف الســل م‬ ‫السياســى‪ ،‬وقــوى المجتمــع المــدنى المصــنوع والممــول أنجنبيــا‪،‬‬ ‫وقوى اليميــن المتطــرف والليبراليــة الجديــدة‪،‬أظهــرت أنهــا أكــثر‬ ‫إخلصــا‪ ،‬وأطــوع امتثــال للحلــف الســتعمارى الصــهيونى مــن‬ ‫دحســنى مبــارك‪ ،‬ونجــزء أســاس مــن القــوى الفاعلــة فــى نظــامه‬ ‫بالضــافة إلـــى مهـــا م أخــرى علـــى رأســـها تصــدير البرنامـــج‬ ‫النيوليبرالى للعولمة المتودحشة إقتصاديا وسياسيا وديمقراطيا كمــا‬ ‫لوانه البرنامج الثورى المطروح‪ ،‬وليس صدفة‪.‬‬ ‫ـ وكما سبق وأشرنا ـ أ ن مسيرة دحسنى مبارك الصلدحية فى‬ ‫القتصـــاد والـــتى تعتمـــد سياســـات التثـــبيت والتكيـــف الهيكلـــى‬ ‫والخصخصــة‪ ،‬وبــاقى بنــود روشــته البنــك الــدولى وصــندوق النقــد‬ ‫الدولى‪ ،‬ومنظمة الجات‪ ،‬وتعليمات منتــدى ديقــوس المشــبوه ‪ ...‬الــخ‪،‬‬ ‫اســتمرت وتعمقــت كاختيــار أودحــد لحلــف الثــورة المخمليــة مــوالة‬ ‫ومعارضة‪ ،‬كمــا أ ن برنامــج دحســنى مبــارك فــى الصــلح السياســى‬ ‫والذى بدء بالـدعوة لتغييـر المـادة ‪ 76‬مـن دسـتور سـنة ‪ ،1971‬فـى‬ ‫فبراير سنة ‪ ،2005‬وبطرح وتشكيل لجنة لصلح بعــض نصــوص‬ ‫الدستور بعد إندلع النتفاضة‪ ،‬فاستعارها دحلف الثورة الكاذبة ومشى‬ ‫على دربها‪ ،‬وكما كا ن هدفها الول البقاء على نجــوهر نظــا م دحســنى‬ ‫مبارك‪ ،‬نجاءت كخطة طريق لتثــبيت القــوى الكــثر إخلصــا للتبعيــة‬ ‫وخدمة الستعمار والصــهيونية مــن دحلــف الثـورة الكاذبــة علــى ســدة‬ ‫دحكم مصر‪.‬‬

‫‪282‬‬


‫‪3‬ـ ـ وكــا ن مــن أخبــث أهــداف عمليــة الــولدة القيصــرية للنتفاضــة‬ ‫الثورية‪ ،‬يكمن فى محاولة مصادرة نجيل الشباب الثــورى لصــالح‬ ‫آليات الثــورة الملونــة الكاذبــة‪ ،‬ودق إســفين بيــن الشــباب والقــوى‬ ‫النجتماعية والطبقية للثورة الشعبية الصيلة‪ ،‬ومما لشــك فيــه أ ن‬ ‫كل البواق إنجتمعت على البث علــى ذات المونجــة باصــطناع‪ :‬أ ن‬ ‫الثورة شبابية ـ وإذكاء الخصومة بين النجيال لجعل الثورة عمليــة‬ ‫طارئة وعارضة فى دحياة المجتمع‪ ،‬وليست عملية شعبية تراكميــة‬ ‫فى النضال المتطورمن مرادحـل الجـزر الجمـاهيرى إلـى مرادحـل‬ ‫المد إلى مرادحل النتفاضة الشعبية دحسب قوانين علمية صــارمة‪،‬‬ ‫وبواسطة طبقات وقوى شعبية ذات مصـالح وطنيـة عامـة‪ ،‬ودو ن‬ ‫قوى إنجتماعية وطبقية مصالحها مع قوى الهيمنــة ضــد المصــالح‬ ‫الوطنية العامة‪ ،‬وأ ن مرادحــل النتفاضــة الثوريــة تعلوهــا مرادحــل‬ ‫أخرى فى المسيرة الثورية الشعبية الصــلية هــى مرادحــل الثــورة‬ ‫بتقويض وإســقاط النظــا م المثــار عليــه واســتبدال الســلطة القديمــة‬ ‫بتأســيس ســلطة الثــورة الشــعبية الصــلية بمســاندة وتحــت دحمايــة‬ ‫نجموع الشعب ثم المردحلة الخيرة فى تحقيق وبناء أهداف الثــورة‬ ‫عــبر مســيرة متصــلة علــى اســتيراتيجيات وبرامــج قــد تســتغرق‬ ‫عشرات السنين‪ ،‬بمشاركة ومساندة وفعاليات نجموع الشعب وقواه‬ ‫وطبقاته الثورية‪.‬‬ ‫‪4‬ـ وكا ن من دواعى الولدة القصــيرية للنتفاضــة الشــعبية‪ ،‬التجهيــز‬ ‫المسبق لعمليات الفوضــى الخلقــة علــى مســتوى القليــم العربــى‬ ‫كله‪ ،‬وونجود تنظيمات أقليميــة فاعلــة ذات طبيعــة وظيفيــة‪ ،‬يمكــن‬

‫‪283‬‬


‫تسخيرها لصــالح قــوى الهيمنــة الســتعمارية الصــهيونية الغربيــة‬ ‫بقيادة الوليات المتحدة المريكيــة مثــل التنظيــم الــدولى للخــوا ن‬ ‫المســلمين‪ ،‬اتحــاد علمــاء المســلمين‪ ،‬منظمــة التعــاو ن الســلمى‪،‬‬ ‫منظمــة الجامعــة العربيــة‪ ،‬اتحــاد الكنــائس العــالمى‪ ،‬تشــكيلت‬ ‫الرهابين السلمية )القاعدة ـ دحزب التحرير السلمى ـ الجهــاد‬ ‫ـ الجهادية السلفية ‪ ...‬الخ(‪ ،‬والتشكيلت المسلحة للمرتزقة )قطاع‬ ‫خاص ـ قطاع عــا م ــ قــوى دولــة(‪ ،‬بالضــافة إلــى قــوى التمويــل‬ ‫الغربى والخليجـى‪ ،‬ومـا يسـمى بالدولـة ومنظمـات التمويـل غيـر‬ ‫الحكومية‪ ،‬ومــن يتتبــع دحملت التمويــل الســتعمارى الصــهيونى‬ ‫الغربى سوف يكتشف ونجود هيكل تنظيمى مــترابط تقــو م بــإدارته‬ ‫المركزية هولندا‪ ،‬التى تنسق بين مجمل دحملت التمويــل الغربيــة‬ ‫من أمريكا وكندا والتحاد الوربى والدول الوروبيــة منفــردة ‪...‬‬ ‫الـخ‪ ،‬لكـل النشـطة التمويليـة للــدول ومنظمــات المجتمــع المــدنى‬ ‫المصنوعة غربيا‪ .‬إ ن هذه الكتل المتماسـكة ذات القـوى التنظيميـة‬ ‫الدوليــة والقليميــة شــكلت قــوة دحاســمة فــى إدارة آليــات الثــورة‬ ‫الكاذبة‪ ،‬وتبرز واقعــة اقتحــا م الســجو ن المصــرية كعمليــة نانجحــة‬ ‫للنظا م المودحد القليمى والدولى للثورة الكاذبة‪.‬‬ ‫‪5‬ـ وكا ن من أهم الدوافع لستخدا م الولدة القيصرية للنتفاضــة‪ ،‬هــو‬ ‫أ ن الولدة القيصرية بذاتها هى عملية ولدة بعد مخاض‪ ،‬غيــر أ ن‬ ‫القابلة الكاذبة‪ ،‬سحبت مولودا كاذبا‪ ،‬وأرادت أ ن تفهـم الجميـع أنـه‬ ‫المولود الحقيقى‪ ،‬وما كا ن لكل لــبيب أ ن يصــدق ذلــك‪ ،‬دحــتى نقيــم‬ ‫البرها ن على ذلك‪ ،‬علينا أ ن نطل على التاريخ‪:‬‬

‫‪284‬‬


‫ـ يصــر البعــض علــى أ ن الخــوا ن المســلمين ومــا خــرج مــن‬ ‫بطنها من قوى نجهادية وسلفية‪ ،‬وسلفية نجهادية هى امتداد للتنظيمــات‬ ‫الدينيــة الســلفية فــى بعــض القــاليم العربيــة‪ ،‬وعلــى رأســها الحركــة‬ ‫الوهابية التى إنطلقت من نجــد‪ ،‬والدحســاء وهــذا أمــر غيــر صــحيح‪،‬‬ ‫وذلك أ ن الحركة الوهابية إمتلكت دورا تقدميا ونضاليا فى مرادحل مـا‬ ‫قبل تكوين الدولة المركزية فى الجزيرة العربية‪ ،‬سواًء على الصــعيد‬ ‫الفقهى بإدحياء فقه أهل الســنة والجماعــة‪ ،‬فــى موانجهــة عقائــد وتقاليــد‬ ‫وسلوكيات قبلية شديدة التخلف والتنــافر‪ ،‬وبعيــدة تمامــا عمــا نجــاء بــه‬ ‫السل م من ملمح أساسية لمجتمع متقد م وثورى إنجتماعى ويتجه فى‬ ‫مســار التطــور‪ ،‬وعلــى ذات شــاكلة الحركــة الوهابيــة كــانت الحركــة‬ ‫السنوســية فــى ليبيــا ذات دور فــى مقاومــة الدحتلل الطليــانى لليبيــا‪،‬‬ ‫وإقامــة الدولــة المركزيــة‪ ،‬مــع إختلف الظــروف الحاكمــة‪ ،‬إختلفــا‬ ‫نسبيا‪ ،‬وينطبق المر على الحركة المهدية والنصار والميرغينية فى‬ ‫السودا ن‪ ،‬غيــر أ ن دحركــة الخــوا ن المســلمين‪ ،‬ومــا خــرج عنهــا مــن‬ ‫تنظيمات دحتى الجيل الخير‪ ،‬كانت دحركة رنجعية ومنشقة عن مفاهيم‬ ‫الودحدة الوطنية‪،‬وهنــاك مــن يقــول أ ن المنــدوب الســامى البيريطــانى‪،‬‬ ‫دحينما فشل فى نجر الكنيسة المصرية إلى الطائفية‪ ،‬وتأكد له اســتمرار‬ ‫فشله فى نجر الزهر إلى الفكــر والســلوك الطــائفى‪ ،‬راح يبحــث عــن‬ ‫ضالته فى من يبحث له عن دور ووظيفــة‪ ،‬وكــا ن الــدور فــى المنــاداة‬ ‫بدولــة الخلفــة اســتمرارا للنهــج العثمــانى‪ ،‬وتأكيــد ضــرب فكــرة‬ ‫الستقلل الوطنى المصرى عن تركيا‪ ،‬بـل والتصــدى المبكـر لفكــرة‬ ‫الودحــدة العربيــة البازغــة‪ ،‬والــتى أخــذت تتبلــور فــى أنجنــدة النضــال‬

‫‪285‬‬


‫المصرى منذ أوائل القــر ن العشــرين‪ ،‬كحركــة فــى موانجهــة الرابطــة‬ ‫العثمانيــة المتخلفــة والســتعمار الوربــى الحــديث‪ .‬وكــانت الوظيفــة‬ ‫تكمن فــى التواصــل فــى ضــرب مفهــو م الودحــدة الوطنيــة المصــرية‪،‬‬ ‫وخدمة الستعمار الوربى الحديث فى وضع كل العراقيــل لدمقرطــة‬ ‫المجتمع الوطنى المصرى‪ ،‬وتقدمه‪ ،‬وتمتين أواصر ودحــدته الوطنيــة‬ ‫التى بنيت على مبدأ المواطنة منذ ‪ 63‬قرنا من الزما ن‪ .‬وتتأكد ونجهــة‬ ‫النظر هذه بالفقر المــدقع لــبروز أى قيمــة ثقافيــة تمــت لتيــار الســل م‬ ‫السياســى منــذ نشــأة الخــوا ن ســنة ‪ ،1928‬بصــلة‪ .‬والمصــريو ن ل‬ ‫يقرأو ن رواية أو مسردحية أو شعرا‪ ،‬أودحتى ثقافــة علميــة لهــذا التيــار‬ ‫الناضب من كل خير‪ .‬وكل ما أونجده هــذا التيــارالرنجعى فقهــا بــدويا‪،‬‬ ‫وفتنة طائفية‪ ،‬وعنصرية وظيفية لخدمــة الســتعمار وضــد المصــالح‬ ‫الوطنية للمجتمع المصرى‪ ،‬وضد المصالح القومية العربية‪.‬‬ ‫ـ والحقيقة العلمية الساطعة تصرخ بكل آيات التحدى أ ن يبرز‬ ‫هذا التيار الرنجعى والوظيفى لخدمة الستعمار والصــهيونية‪ ،‬مــا هــو‬ ‫عكس ذلك‪ :‬ثقافــة‪ ،‬وفكــرا‪ ،‬وســلوكا‪ ،‬وفــى أى يــو م ولــو ليــو م وادحــد‪،‬‬ ‫وواقعة وادحدة وموقف وادحد منذ سنة ‪ ،1928‬دحتى ال ن‪.‬‬ ‫ـــ وينســحب ذات المعنــى علــى المجتمــع المــدنى المصــنوع‬ ‫والممــول غربيــا )اســتعماريا وصــهيونيا( وأيــن هــو مــن إنجــازات‬ ‫المجتمع المدنى والهلى الحقيقى منــذ أ ن أنشــأت أوقــاف المعابــد فــى‬ ‫العصور الفرعونية‪ ،‬لتبلــغ ثلــث مســادحة الراضــى المنزرعــة آنــذاك‬ ‫لخدمة الفقراء والمحتــانجين وغيــر القــادرين علــى تســديد ديــونهم فــى‬ ‫مجـــرى عمليـــة النتـــاج الزراعـــى الخاصـــة‪ ،‬مـــرورا بالعصـــور‬

‫‪286‬‬


‫السلمية‪ ،‬وصول إلى العصر الحديث‪ ،‬دحتى بنيــت نجامعــة القــاهرة‪،‬‬ ‫بامكانـات المجتمــع الهلــى وكــثير مــن المــدارس والمستشـفيات‪ ،‬بـل‬ ‫قامت أول عملية استقلل إقتصادى انتانجى دحديثه بقيادة طلعت دحرب‬ ‫على أيدى وبتمويل المجتمع المدنى والهلى المصــرى‪ .‬فــى دحيــن أ ن‬ ‫المجتمع المدنى المصنوع يجد ويجتهد فى شق دحركة الودحدة الوطنية‬ ‫واذكــاء آليــات الطائفيــة والعنصــرية‪ ،‬وبعــث نهــج الملــل والنحــل‪،‬‬ ‫والدعوة إلى تفتيت الدولة الوطنية‪،‬وتأييــد إنفصــال نجنــوب الســودا ن‪،‬‬ ‫واســتقلل شــمال العــراق كرديــا‪ ،‬شــهادات ناطقــة تكشــف عــن فكــر‬ ‫وسلوك طائفى موظف لصالح الستعمار والصهيونية‪ ،‬وضــد الدولــة‬ ‫الوطنية الحديثة‪ ،‬التى تواصلت فى مصر منذ ‪ 63‬قرنــا مــن الزمــا ن‪،‬‬ ‫والنزواء فى الدفاع عن دحركات الشواذ نجنسيا‪ ،‬والتطــرف النسـوى‪،‬‬ ‫والتطرف الدينى والطائفى‪ ،‬هى الصنعة الودحيــدة الــتى تجيــدها قــوى‬ ‫المجتمــع المــدنى المصــنوع‪ ،‬غيــر أ ن إنتفاضــة ‪ 25‬ينــاير الشــعبية‬ ‫الجبــارة ‪ ،‬نجعلتهــا تتجاســر لتشــق ودحــدة الطبقــة العاملــة المصــرية‪،‬‬ ‫وودحــدة نضــالتها السياســية والطبقيــة والمصــلحية‪ ،‬بادحيــاء عمليــة‬ ‫النفقايات الموازية تحــت رعايــة التحــاد الحــر وضــمانه الســتعمار‪،‬‬ ‫وقيادة الهستدورت الصهيونى‪.‬‬ ‫ـ وتبرز الليبرالية الجديدة كحركة لليمين المتطــرف إقتصــاديا‬ ‫وإنجتماعيــا وسياســيا‪ ،‬لتعــادى تــراث الحركــة الليبراليــة المصــرية‬ ‫الصلية‪ ،‬فى تقديم كل سبل الستنارة المجتمعية‪ ،‬والتحديث والتجديــد‬ ‫الــدينى والفقهــى‪ ،‬وكــل صــور البــداع والثقافــة الحديثــة‪ .‬إ ن تيــار‬ ‫الرأسمالية الوطنيــة المصـرية التقليديــة ثـرى فـى مســيرته التحرريــة‬

‫‪287‬‬


‫لستقلل الوطن‪ ،‬بما يجعله يعــادى تيــار التبعيــة للعولمــة الرأســمالية‬ ‫الدحتكاريـــة الســـتعمارية‪ ،‬ودوائـــر التجمـــع الصـــناعى العســـكرى‬ ‫المهيمنة على الدول الرأسمالية المبرياليــة‪ .‬لقــد بــرزت أســماء كــثير‬ ‫من المتحولين والعائدين إلى مصــر علــى ســطح الدحــداث المتواليــة‪،‬‬ ‫للثـورة الكاذبـة )الربيـع ــ الملونـة ــ المخمليـة( وفـى دراسـة مسـتقلة‬ ‫ومدققة‪ ،‬رصدت عودة عـدة مئـات مـن العائـدين العـاملين فـى خدمـة‬ ‫المراكز الستعمارية المتودحشة‪ ،‬سواء فى وظائف دولية رســمية‪ ،‬أو‬ ‫سواء وظائف غير رسمية‪ ،‬وفى مراكــز البحــوث‪ .‬لقــد رصــد بعــض‬ ‫المتابعين للشبكة الدولية‪ ،‬أ ن شخصية بارزة من العائدين‪ ،‬لعبت دورا‬ ‫رئيسيا فى تجميع العائــدين مــن الغــرب مــن الليــبيين للدحتشــاد لــدعم‬ ‫المجهود الحربى والمشاركة فيــه لصــالح قــوات الطلنطــى فــى إبــادة‬ ‫الشعب الليبى الشقيق‪.‬‬ ‫ــ وبعــد فممــا ل شــك فيــه أ ن القــوى السياســية لحلــف الثــورة‬ ‫الكاذبة قوى ل تشرف أدحد بالتســاب إليهــا‪ ،‬بكــل مــا تحملــه مــن كــل‬ ‫صور التلوث والعفن‪ ،‬ومعاداة المصالح الوطنية المصرية‪ ،‬والقوميــة‬ ‫العربية‪ .‬وكا ن كل ذلك يرسم ملمح القابلة الشريرة‪ ،‬وعمليــة الــولدة‬ ‫القيصرية الكاذبة‪ ،‬للنتفاضة الثورية الشعبية المجيدة والعظيمة‪ ،‬التى‬ ‫مازالت دحيــة وتنبــض بالحيــاة‪ .‬لقــد إنجتــازات هــذه النتفاضــة دحلقــات‬ ‫متباينة بيانها سوف نتناوله لدحقا‪.‬‬

‫‪288‬‬


‫رابًعــاا ‪ :‬النتفاضــة الثوريــة الشــعبية اللصــليةا ‪ :‬قوتهــا ودورهــا‬ ‫ومراحلهاا ‪:‬‬ ‫ـ ـ شــاءت القــدار بــوعى ثــورى صــحيح وغيــر متذبــذب أ ن‬ ‫أواصـــل مســـيرة الثـــورة الشـــعبية الصـــلية‪ ،‬أى الثـــورة الوطنيـــة‬ ‫الديمقراطيــة وأ ن أتــابع مــدى إختلفهــا عــن غيرهــا مــن التحركــات‬ ‫الثوريــة الكاذبــة‪ ،‬وأ ن أعمــل دومــا علــى إزالــة كــل صــور الخلــط‬ ‫واللتبــاس بيــن هــذه وتلــك‪ ،‬وســاعدنى إدحــترافى الثــورى‪ ،‬وعزوفــى‬ ‫المستمر عن نجنى المغانم على طريقة مشهد غزوة أدحد ــ الــذى ســبق‬ ‫وأشرت إليه‪ .‬أ ن أواصل هذه المهمة بصفاء ثورى‪ ،‬وشفافية نضــالية‪.‬‬ ‫وقد كتبت فى كتابى "مصر فى دحبات العيو ن" الصادر فى يوليو سنة‬ ‫‪ ،2005‬صـ ‪ 27،28‬وتحت عنوا ن الجبهة الوطنية المصرية مــايلى‪:‬‬ ‫"منذ عامين تقريبا تنادت مجموعة لنشاء الجبهة الوطنيــة المصــرية‬ ‫من أنجل التغيير ‪ ...‬ونحن نجد ونجتهد فى إخراج ذلــك قــد م الســاتذة‪:‬‬ ‫أبو العل ماضى ـ أدحمد بهاء شعبا ن ـ أمين إسكندر ـ نجورج اســحق ــ‬ ‫عصا م السلمبولى ـ على عبد الفتاح ــ محمــد الســعيد إدريــس‪ .‬بيانــا‬ ‫نجماهيريــا يتــم نجمــع التوقيعــات عليــه ليمثــل أدلــة تجميعيــة للجمعيــة‬ ‫التأسيسية للجبهة‪ ،‬ول يتم إهمال ميثاق الجبهــة ‪ ...‬ولكــن نجــرت عــدة‬ ‫تعــديلت مــن قبــل كــل المجتمعيــن علــى مــدى أربــع نجلســات وثلث‬ ‫صياغات دحتى توصل الجميع لصياغة نهائية ‪ ...‬على أثرهــا إنســحب‬ ‫هؤلء من الجبهة وبدأت عملية تأسيس دحركة كفاية علـى أسـاس هـذا‬ ‫البيا ن المعدل‪ .".‬إنتهى القتبــاس‪ ،‬ودحينمــا رانجعــت أوراقــى‪ ،‬ونجــدت‬ ‫شخصية نشطة وفاعلــة نجــدا‪ ،‬فــى هــذا الحــدث‪ ،‬لــم أشــر إليهــا مســبقا‬

‫‪289‬‬


‫ولكنها صارت فيما بعد رمزا واضحا وفاضحا للثورة الكاذبــة‪ ،‬وهــو‬ ‫المردحو م الدكتور "عاطف البنا" نــائب رئيــس لجنــة طــارق البشــرى‬ ‫لوضع خطة طريق الثورة الملونة‪ ،‬والمحلل القانونى لعمال الرئاسة‬ ‫الخوانية فى ذبح دولة القانو ن ـ كما إنكشف دوره فيما بعد ـ وقبل أ ن‬ ‫أنهى إشارتى لهذا المر‪ ،‬ولدى إقتحا م المجموعات لمبانى أمن الدولة‬ ‫بعد النتفاضة نشر موقع مصراوى" ملفى المنـى لحـوالى سـاعتين‪،‬‬ ‫إلى أ ن أمرا على الهواء مباشرة صدر بســحبه ونجــاء فيــه كمــا رصــد‬ ‫أدحد الصدقاء ذلك وقدمه لى‪":‬وثيقة مــن ملفــات أمــن الدولــة خاصــة‬ ‫بأدحمد عبد الحميد شرف لخطورته على النظا م‪ ،‬ويهدد مستقبل نجمــال‬ ‫مبارك شخصيا‪ ،‬وخاصة وأنه يملك كارزمة قياديــة‪ :‬تتضــمن الوثيقــة‬ ‫ضرورة إفشال تحركه دحيث أنه طرح وثيقة التــوكيلت الشــعبية ـ ـ و‬ ‫طــرح شخصــيه للترشــح للرئاســة‪ ،‬وهــو طــرح سياســى نجديــد علــى‬ ‫السادحة السياسية والشعبية قد يأتى بثورة تلقــى تأييــدا سياســيا وشــعبيا‬ ‫وتؤثر على مستقبل الوضع الحالى‪ .‬المطلوب‪ :‬تكليف قيــادات دحزبيــة‬ ‫وسياسية من تياره الفكرى والسياسى تلعب دور فــى‪ :‬ضــرورة إبعــاد‬ ‫أى مؤيدين له‪ ،‬وإقصاءهم من أى موقع مؤثر‪ ،‬واستبعاده من التجمــع‬ ‫الــوطنى‪ ،‬ومــا يســمى بالجبهــة الوطنيــة الــتى أساســها مــع أخريــن‪،‬‬ ‫واستبعاده من ما يسمى بالملتقى الثورى لبعاده عن أى كيا ن يتحــرك‬ ‫من خلله‪ .‬وأ ن تقو م عناصر مــن دحــزب التجمــع والحــزب الشــيوعى‬ ‫باسـتبعاد أى عناصـر مؤيـده لـه بالتشـكيك فيهـم‪ ،‬والبحـث عـن مـانع‬ ‫قانونى بحبسه فى قضية ماسة بالشرف‪ ،‬كمــا يجــب أ ن يتــم وقــف أى‬ ‫تعاقدات لمشـروعه القتصـادى الـذى قـد يحقــق لـه تمويــل يمكنــة أ ن‬

‫‪290‬‬


‫يمارس نشاطه ‪ "...‬ســأكتفى بهــذا القتبــاس ولكــن تظــل هــذه الوثيقــة‬ ‫خريطة طريق للتعامل معــى مــن قبــل كــل السياســيين قبــل وبعــد ‪25‬‬ ‫يناير سنة ‪ 2011‬إلى هذه اللحظة سواء عملــوا بمــونجب تعليماتهــا أو‬ ‫بمبادارتهم الشخصية‪.‬‬ ‫ـ وبعيدا عن الهمو م الشخصية‪ ،‬وكما سبق وأشرت‪ ،‬لــم تلتحــم‬ ‫التحركات النخبوية السياسية بحركة الجماهير الشــعبية المســتقلة أبــدا‬ ‫قبل يو م ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ 2011‬وإذا كــانت الثــورة الكاذبــة )الربيــع ــ‬ ‫الملونة ـ المخملية( هــى دحركــة نخبويــة‪ ،‬وليســت دحركــة نجماهيريــة‪،‬‬ ‫وأقصى ما ينالها من الجمــاهير أ ن تســعى لركــوب مونجــة نجماهيريــة‬ ‫فإ ن التحركات النخبوية الســابقة علــى ‪ 25‬ينــاير ســنة ‪ ،2011‬كــانت‬ ‫مقدمات للثورة الكاذبة فى دحين كانت التحركــات الجماهيريــة ــ دحــتى‬ ‫المطلبية منها ـ هى مقدمة الثورة الشعبية الصلية‪ ،‬وعلى الرغــم مــن‬ ‫دخــول الحركــة الجماهيريــة مردحلــة تعــاظم المــد الثــورى منــذ ســنة‬ ‫‪ ،2007‬إل أ ن الظروف ما كانت لتتطور إلى النتفاضة الثورية لول‬ ‫شرارة الثورة الكاذبة التى ساعدت فى إشــعال النتفاضـية لـذلك قلـت‬ ‫يالولدة القيصــرية للنتفاضــة الشــعبية للثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة‬ ‫الصلية‪.‬‬ ‫ـ ـ إ ن هــذه الــولدة القيصــرية للنتفاضــة الشــعبية‪ ،‬لــم تخفــى‬ ‫عنفوا ن النتفاضة الشعبية ونجبروتها‪ ،‬وقوتها الهائلة‪ ،‬التى نجعلت من‬ ‫الثورة الوطنية الديمقراطية المصرية الصلية تسجل ملمحا لم يسجله‬ ‫تاريــخ الثــورات الصــلية فــى أى شــعب مــن الشــعوب وأى بلــد مــن‬ ‫البلدا ن‪ ،‬أل وهو هذا الملمح المتعلق بتسيير المظاهرات المليونية فــى‬

‫‪291‬‬


‫وقت وادحد وفى الكثير من موقع وأكثر من مدينة فــى نفــس اللحظــات‬ ‫والحقيقة أ ن هذه خاصــية يتمتــع بهــا الشــعب المصــرى فــى إنتفاضــة‬ ‫الثورية وفى نص مطول من واقع مذكرات شخصية لى‪ ،‬صغتها فــى‬ ‫كتــابى إنتهيــت مــن تــأليفه يــو م ‪ 25‬مــايو ســنة ‪ 1995‬باســم "بــراءة‬ ‫سياسية" ‪‬كتبت فيه دحول يو م ‪ 9/10‬يونيو سنة ‪ 1967‬صـ ‪ 121‬وما‬ ‫بعدها دحتى صـ ‪.129‬‬ ‫ـ إذ ن وكما تابعنا فإ ن ملمح المليونية‪ :‬ليس من إخـتراع شـباب‬ ‫‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬ولكنــه مونجــود ســابقا فــى مصــر وإلــى النــص‪:‬‬ ‫عندما أطل نجمال عبد الناصر علينا من الشاشة الصــغيرة اعتصــرنى‬ ‫منظــره فالرنجــل يبــدو ضــعيفا واهنــا وظهــرت ظلل علــى نجهــاز‬ ‫التليفزيو ن تظهره فى صورة من هو غير دحليق الــذقن وكــأ ن مــرض‬ ‫السكر قد أطبق عليه‪ ،‬وغطت ملمحة بكدمات غطت تــونجهه الــدائم‪،‬‬ ‫لقد غامت عينا الرنجل وفقدت بريقها الذى كا ن يطل عليك‪ ،‬وينفذ إلــى‬ ‫أقصى ركن فيك‪ ،‬كا ن النكسار واضحا على ملمح نجمال‪ ،‬لذلك تــاه‬ ‫فكرى فى أبعاده‪ ،‬دحتى أصــابنى الصــمم لمتابعـة الخطـاب غيــر أننــى‬ ‫أفقت على إعلنــه برغبتــه فــى التنحــى عــن القيــادة‪ ،‬وتحملــه للنتائــج‬ ‫الكاملة التى تكشفها هذه النكسة‪ ،‬أو الهزيمة الثقيلة‪.‬‬ ‫قفزت من علــى الســللم‪ ،‬ودخلــت شــقة شــقيقتى‪ ،‬وأنــا أهــزى‬ ‫وأتصايح‪ ،‬وعنــدما عــدت نادحيــة البــاب للخــروج‪ ،‬دق نجــرس البــاب‪،‬‬ ‫وونجدت شابا دحزينــا نجــاء ينعــى لنــا والــده‪ ،‬ويطلــب مــن زوج أخــتى‬ ‫الغاثة‪ ،‬لم أستمر فى سماع القصة وقفزت إلى الخارج‪.‬‬ ‫‪ ‬أحمد شرف‪ :‬براءة سياسية ـ مركز الحضارة العربية ـ الكيت كات ـ القاهرة سنة ‪.2000‬‬

‫‪292‬‬


‫وعشت اليوم السياسى المثالى لحياتى حتى الن‪:‬‬ ‫يقع منزل شقيقتى فى نهاية مجلس المة من نادحية شارع بور‬ ‫سعيد عندما قفزت إلى الشارع اتجهت نجرًيا إلى نادحيـة مجلــس المــة‬ ‫وونجدت الشعب المصــرى وقــد دخــل فــى مــارثو ن "مســابقة للجــرى‬ ‫الجماعى" معى‪ ،‬وما إ ن وصلنا إلى ميــدا ن "لظــوغلى" دحــتى كــانت‬ ‫نقطة للتقاء خمسة فروع لهذا المارثو ن‪ ،‬توقف النــاس قليلً وانبعــث‬ ‫صوت إلى مجلس المة فــى هــذا التجــاه عنــدما وصــلنا إلــى مجلــس‬ ‫المة‪ ،‬كا ن هناك مارثو ن كبير يعــبر شـارع قصــر العينــى فــى اتجــاه‬ ‫ميدا ن التحرير عنــدما صــاح رنجــل إلــى ميــدا ن التحريــر‪ ،‬ولبــد مــن‬ ‫الذهاب إلى بيت الريس فى منشية البكرى‪ .‬كــا ن قــد مــر علــى انتهــاء‬ ‫الخطاب دحوالى عشر دقائق‪ ،‬وكا ن معدل النسياب عالًيا فى الشــارع‬ ‫نظرا ل ن الجميع كا ن ضمن هذا المارثو ن‪ ،‬ومن ثم ونجدت الحـافلت‬ ‫طريقا لها فى شارع قصــر العينــى دحــتى هــذه اللحظــة أو قــف بعــض‬ ‫الناس الحافلة واندفع إليها تيار من البشر فاق كــل دحمولــة متصــورة‪،‬‬ ‫وركب الناس من البواب ومن النوافذ واعتلى البعض ســطح الحافلــة‬ ‫دحــتى أ ن الحافلــة صــارت غيــر قــادرة دحــتى علــى الزدحــف أو الســير‬ ‫الهوينى‪ ،‬فى هــذه اللحظــة ونجــدت شــاًبا يرتــدى نجلبابًــا صــعيدًيا راح‬ ‫يستخد م صاج الحافلة وكأنه طبلة ينظم بها هتافاته‪ ،‬ونجدتنى أقــول لــه‬ ‫لبد أ ن نحافظ علــى مالنــا انهــال عليــه النــاس ضــرًبا كــاد الرنجــل أ ن‬ ‫يموت ‪ ..‬لم تقو الحافلة علـى السـير اضـطرب الوضـع ‪ ..‬تزايـد تيـار‬ ‫البشر دحتى سد الشارع‪.‬‬

‫‪293‬‬


‫لم تجد الحافلة أو أى عربــة طريقًــا لهــا‪ ،‬تــوقفت الحافلــة عنــد‬ ‫مبنى وزارة الشــئو ن النجتماعيــة أى قبــل أ ن تــدخل الميــدا ن الــذى ل‬ ‫يبعد إل مائة متر أو مائتين عن مجلس المة‪ ،‬هانجت مشاعرى لننى‬ ‫كنت سببا فى ضرب الرنجل الذى كاد أ ن يموت‪ ،‬نجلست علــى مــدخل‬ ‫وزارة الشئو ن النجتماعيــة وردحــت أنجهــش بالبكــاء بعــد أ ن تماســكت‬ ‫اتجهت إلى الميدا ن وقــد تباطــأ معــدل المشــى نتيجــة الزدحــا م‪ .‬ونجــدت‬ ‫ميدا ن التحرير وكأ ن البشر تحولوا فيه إلى ســرب مــن الجــراد غطــى‬ ‫مرج شاسع استغرق عبورى الميدا ن‪ ،‬أكثر من ساعة من الزمن‪ ،‬فــى‬ ‫دحوالى السابعة والنصف مساًء أصبحت أما م مبنى المتحف المصــرى‬ ‫فى اتجاه المنفذ الموصل لمبنى التحاد الشتراكى‪ ،‬عدلت عــن فكــرة‬ ‫التونجه لمنشية البكـرى ل ن معــدل السـير فـى هــذا البحـر الهائـج مـن‬ ‫البشر يحتاج عدة ساعات‪ ،‬وقررت التونجه للزمالك إلــى مقــر منظمــة‬ ‫الشباب الشتراكى‪ ،‬تصورت أ ن شارع كورنيش النيل ســيكو ن هادًئـا‬ ‫غيــر أنــى ونجــدت المــارثو ن يعــدو بــه فــى التجــاهين‪ ،‬دخلــت فــى‬ ‫المــارثو ن المتجــه نحــو الزمالــك أمــا م مبنــى دار المعــارف ثــم مبنــى‬ ‫التليفزيو ن أخذنا نسمع أصوات انفجارات وطلقات مدفعية فى البدايــة‬ ‫بــدت متقطعــة وغيــر متتاليــة‪ ،‬بعــد دقــائق أصــبحت عمليــة مســتمرة‬ ‫ومتواصلة كا ن الظل م قد دحــط علــى القــاهرة‪ ،‬ادحتمــى المئــات بمبنــى‬ ‫الذاعة والتليفزيو ن ذكرنا البعض أننا نستجير من الرمضاء بالنار أو‬ ‫مــن النــار بالرمضــاء "أى الرمــال الســاخنة فــى عــز الظهيــرة فــى‬ ‫الصحراء القادحلــة" فمبنــى الذاعــة والتليفزيــو ن هــدف فــى دحــد ذاتــه‬ ‫أدحسست بــالحرب ســاعتها وكــم هــى مــدمرة ومخيفــة‪ ،‬غيــر أ ن روح‬

‫‪294‬‬


‫التحـــدى نجعلتنـــى أطيـــل مـــن وقفـــتى إلـــى نجـــوار مبنـــى الذاعـــة‬ ‫والتليفزيو ن‪ ،‬بعد أ ن قلــت أصــوات النفجــارات واصــلت الســير إلــى‬ ‫كوبرى أبو العل عندما اقتربت منــه نجـاءنى شــعور بــأ ن هــذا الجســر‬ ‫التاريخى سوف يسقط دحال من ثقل المارة‪ ،‬وقد صاروا نجســدا وادحــدا‬ ‫يشكل كتلة بشرية هائلة وصوتا وادحــدا مــدويا‪ :‬بــالروح بالــد م دحنكمـل‬ ‫المشوار ادحنا الشعب‪ ،‬ادحنا الشعب واخترنــاك مــن قلــب الشــعب عبــد‬ ‫الناصر وا زما ن ليــه بتخــاف مــن المريكــا ن ــ ارفــض ارفــض يــا‬ ‫زكريا‪ ،‬عبد الناصر ‪.%100‬‬ ‫فى التاسعة والربع مساًء وصلت مبنى المنظمة ونجدتها خاليــة‬ ‫مــن الحيــاة إل مــن بعــض الشــباب مــن الدراييــن‪ ،‬سـألت هــل هنــاك‬ ‫أوامر؟‪ ،‬رد وادحد منهم أوامرايه يا أخ الشعب ال ن هو صادحب المر‬ ‫رنت هذه الكلمات فى أذنى وكأنها بلورت كل المور لـى‪ ،‬فـى برهــة‬ ‫قابلت الخ "نجمعة الغرباوى" وهو عضو لجنة مركزية وقال لى أنــا‬ ‫كنت دحال مع الدكتور عادل عبد الفتاح ونصحنى بالتونجه إلى ميــدا ن‬ ‫التحرير لمراقبة أمن الميدا ن‪ ،‬ضحكت بصوت عال وقلت نجــرى لــك‬ ‫أيه يارنجل السلطة ال ن فى إيد الشعب نظر إلى نجمعــة وقــال هــتروح‬ ‫معىّ؟! أنجبته طبعا لبد أ ن نذهب ال ن‪.‬‬ ‫وصلنا دحوالى الســاعة العاشــرة أمــا م مبنــى اللجنــة المركزيــة‬ ‫للتحاد الشتراكى وسمعنا مظاهرة تهتــف بأصــوات نســائية‪ ،‬اتجهنــا‬ ‫إلى كوبرى قصر النيل ونجدت مظاهرة دحاشدة النســاء والفتيــات وقــد‬ ‫التف دحولها الشباب فى نوبات دحراسة يقظة البنات تهتفن وقد اعتلــت‬ ‫بعضهن على أكتاف الخريات‪ :‬عبد الناصر لتهتم مصــر بلــدنا هــى‬

‫‪295‬‬


‫الهم ـ بالصرار لز م نكتب النتصار ـ بالروح بالد م هنكمل المشوار‬ ‫ـ د م أخواتنا مالوش ديــه لز م نجيــب النصــر هــديه يــا أمريكــا مصــر‬ ‫أهيه‪ ،‬مش هنسلم ول هنّـا م عبد الناصر قو م قدا م بينا يــا ريــس وادحنــا‬ ‫معاك ادحنا الشعب اللى اخترناك أدحسست للحظات أننى أعيش أدحداث‬ ‫ثورة سنة ‪ ،1919‬المظاهرات النسائية تسير بحمية المــن السياســى‬ ‫والمــرورى والنجتمــاعى والشــخص فــى أكــثر دحــالت انضــباطه‬ ‫وفاعليتة لم تقع عينــى علــى مجــرد فــرد وادحــد يســعى لمــر خــاص‪،‬‬ ‫الجميــع ضــمن الكتلــة البشــرية العاقلــة‪ ،‬الكــل يمــارس السياســة بــل‬ ‫أصبحت السياسة دحرفة شعب بأكمله وعلم شعب بكله وكليله‪.‬‬ ‫عبرت المظاهرة النسائية القادمــة مــن الجيــزة كــوبرى قصــر‬ ‫النيل ودخلت ميدا ن التحرير‪ ،‬بعدها مرت مظــاهرة أخــرى فــى نفــس‬ ‫التجاه سرت معها أنا وزميلى نجمعة الغربــاوى بعــد أ ن مررنــا علــى‬ ‫مبنى نجامعة الدول العربيـة‪ ،‬قررنـا أ ن نقـف أو نسـتريح فـى الحديقـة‬ ‫التى تقع على اليسار ذات المدرج والنافورة المبهرة التى تخلط المــاء‬ ‫بالنوار الملونة فى مناظر تشكل مادة الحديث الرئيسية لبنــى نجلــدتى‬ ‫من القادمين من الريف والتى كانت مطفــأة بــالطبع‪ ،‬تحــولت الحديقــة‬ ‫الواســعة إلــى "هايــدبارك" مصــرى الكــل يهتــف والكــل يخطــب‬ ‫والموضوع وادحد يتمثل فى رفض الهزيمة والصرار على مواصــلة‬ ‫الطريق دحتى ادحراز النتصار وأ ن مفتاح كل هذا قيادة عبد الناصــر‪،‬‬ ‫ولبد لجمال عبد الناصر أ ن يعدل عن قراره بالتنحى‪.‬‬ ‫توزع الناس على مها م متعددة بعضهم يسير فــى المظــاهرات‬ ‫وبعضهم تحلّــق للنقــاش‪ ،‬الشــوارع ل تحتمــل أى ونجــود غيــر ونجــود‬

‫‪296‬‬


‫البشر ‪ ..‬ل مكا ن دحتى لمرور درانجة ول ونجود لجندى من الجيش أو‬ ‫الشـرطة‪ ،‬الشـعب ككيـا ن مــادى مـدنى يمـارس السياسـة‪ .‬هــذه الكتـل‬ ‫البشــرية يحركهــا عقــل نجمــاعى يقــظ يمتلــك إرادة التحــدى ويمــارس‬ ‫أفعال التصدى ل تحركه نفسية "سيكلونجية" القطيع بل يتحرك بوعى‬ ‫ل يملكه كل أساتذة السياسة وكل علماء السياسة وكــل قــادة السياســة‪،‬‬ ‫دحدد المهمة بدو ن لبس أو غموض ‪ ..‬رفــض الهزيمــة وعــد م التفريــط‬ ‫فى دحقه فى المقاومة‪ ،‬رفض أى اسقاطات أو مــبررات تلقــى بالســبب‬ ‫على آخرين‪ ،‬وقا م بتحديد من هو العدو ومن هـو الصـديق أخـذ زمـا م‬ ‫المبــادرة فــى الــدفاع عــن مصــالحه استحضــار نجمــال عبــد الناصــر‬ ‫وتجديد العقد النجتماعى معه أ ن يقــود الــوطن لعــادة البنــاء ورفــض‬ ‫الهزيمة‪ ،‬الشعب سيكو ن الحـارس والشـعب سـيكو ن الفاعـل لـذلك لـم‬ ‫يكن مصادفة أ ن ترفــع هــذه المظــاهرات هــذا الشــعار لول مــرة فــى‬ ‫مصر ‪ :‬بالروح بالد م هنكمل المشوار‪.‬‬ ‫دحوالى الساعة الوادحدة ليلً قررت مع نجمعه أ ن نعــبر الميــدا ن‬ ‫لقضاء دحانجتنا فى مقهى "أسترا" ذهلت لكم السيدات المونجودات فــى‬ ‫أبهى زينتهــن وقــد اشـتدت المناقشـات السياســية بينهـن‪ :‬الريــس لز م‬ ‫يرنجع ـ الحرب مش معركة وادحدة ــ الحـرب معـارك ــ مـرة تصـيب‬ ‫ومرة تخيب هو زكريا محيى الدين ميال لمريكــا ـ ـ أمريكــا ايــه هــى‬ ‫سبب كل البلوى ـ أمريكا شايله اسرائيل على كتفها أ م وابنها‪.‬‬ ‫الريس بيقول السفير الروسى نجه وصحاه مــن النــو م وقــال لـه‬ ‫أوعى تضرب الول ـ نجه ضربه فى قلبه ـ ل شرقية ول غربية ـ ليه‬ ‫وادحنــا لز م نبقــى لودحــدنا ـ ـ العــدو عــدو والصــديق صــديق ـ ـ طعنــة‬

‫‪297‬‬


‫الصديق أكثر ايلما ـ الخطأ ليس طعنات ـ الشعب هيصلح كل دحانجــة‬ ‫ـ شايفين الناس عالم ل يأكلها دحطــب ول نــار عبــد الناصــر يــا كبــدى‬ ‫الهم كا ن مطبق خدوده ـ شفتى مظاهرات البنات ـ ادحنا لينا دور دايمــا‬ ‫فى الحركة الوطنية ما إدحنا برده من الشعب ‪...‬‬ ‫عندما استغرقت فى المتابعة همس نجمعه الغرباوى فــى أذنــى‬ ‫وقال دول غانيات يعنى ايه؟ بنات هوى‪ .‬رددت يعنى الشعب كل هنــا‬ ‫الليلة دى بحلوه ومره بكبيره وصغيره بصالحه وبطــالحه‪ ،‬رد نجمعــة‬ ‫طبعا يا ابنى دا دحدث العمــر شــفت البنــت اللــى كــانت مرفوعــة علــى‬ ‫العناق لما انكشف سترها الشباب اتصــرف بــوعى إزاى؟ أهــم دول‬ ‫الشباب اللى بينتقدوه لنه ل يعرف غير معاكسة البنات‪.‬‬ ‫عندما اقتربت الســاعة مــن الثالثــة صــباًدحا اقــتربت مــن دحلقــة‬ ‫نشطة فى منطقة المجمع‪ ،‬النقاش كــا ن محتــدما دحــول الريــس خلص‬ ‫ترانجــع عــن قــراره يــا ابنــى قــرار الشــعب هــو القــرار ل راد لحكــم‬ ‫الشعب‪ ،‬يا ترى الريس هيجى الزاى الصبح إلى مجلس المة يركــب‬ ‫هليوكبتر‪ ،‬اعتقد لز م نروح بقى يا نجماعة الفجر قرب يد ن ليــه ادحنــا‬ ‫أقل من كل الناس دى‪ ،‬وا لن نرنجع قبل أ ن يعلــن الريــس أنــه رنجــع‬ ‫فى قراره‪ ،‬وهنا م فين؟ على الرض ‪ ..‬يا نجدع تفرش صحيفة وتنا م‪.‬‬ ‫قرب الخامسة نظرت إلى الميدا ن الفســيح وقــد تحــول لحجــرة‬ ‫نو م شاسعة عندها تعاملت لول مرة بجدية مــع نــص صــلح نجــاهين‬ ‫فى مسردحية النسا ن الطيب فلنحضر لهم بطانية طولهــا بالتمــا م ألــف‬ ‫ذراع وعرضــها تســعماية لنغطــى الميــدا ن شــبرا شــبرا ـ ـ ابتســمت‬ ‫ورددت بينى وبين نفسى أ ن من يمتلك دحــرارة القــدا م والصــرار ل‬

‫‪298‬‬


‫تملك نسمات اسحر عليه إل إثارة النتعاش فى كيانه‪ ،‬وتذكرت شــعر‬ ‫عمر الخيا م بصوت أ م كلثو م‪ ،‬أفق خفيــف الظــل هــذا الســحر ‪ ..‬نــادى‬ ‫دع النــو م ونــانجى الــوتر ‪ ..‬فمــا أطــال النــو م عمــرا ‪ ..‬ول قصــر فــى‬ ‫العمار طول السهر!!‬ ‫وأنا غارق فى ترديد لحن رياض السنباطى هذا هزت الميدا ن‬ ‫الساكن أصوات مظاهرة تهتف بلكنة صعيدية نظرت صوبها ونجــدت‬ ‫رتل من عربات النقــل الثقيــل تفــر غ دحمولتهــا مــن مئــات الشــخاص‬ ‫الــذين اعتلــوا أســطحها‪ ،‬تجمــع هــذا الحشــد فــى المنفــذ بيــن المجمــع‬ ‫ومسجد عمر مكر م وأخذوا يهتفــو ن ويلودحــو ن بعصــيهم فــى الهــواء‪،‬‬ ‫بعد دقائق هدأت هذه الزوبعة وكأ ن أفرادها ادحترموا صمت النائمين‪.‬‬ ‫تســللت فــى اتجــاه النيــل وأمــا م المبنــى الكلســيكى لفنــدق‬ ‫ســميراميس كــا ن الخيــط البيــض قــد خــرج مــن الخيــط الســود‬ ‫واسترسلت فى استرنجاع دقائق هذه الليلة‪ ،‬وكيـف كـا ن دحجمـى خليـة‬ ‫فى نجسم عملق تنبهت لشقشقة العصافير ونظرت إلى السماء ونجدت‬ ‫الصبح وقد أزاح أستار الليـل وأطـل بـونجهه المشـرق ‪ ..‬نظـرت إلـى‬ ‫صفحة النيل‪ ،‬تــذكرت شــعر عمــر الخيــا م مــن نجديــد وترنجمــة محمــد‬ ‫السباعى له‪ ،‬واسترنجعت لودحته الــتى رســمها بكلمــه‪" :‬غــرد الطيــر‬ ‫فنبه من نعس وأدر كأسك فالعيش خلــس ســل ســيف الفجــر مــن غمــد‬ ‫الغلس وانبرى فى الشرق را م أرسل أسهم النوار فى ها م القلع"‪.‬‬ ‫نظرت فونجدت هذه اللودحة الكلمية منفذة بطريقة دحية أمــامى‬ ‫استغرقت فى دحالــة صــفاء رودحــى انتــابتنى قشــعريرة هــزت نجســدى‬ ‫أفقت على صوت مظاهرة دحاشدة آتية من الدقى تعبر كــوبرى قصــر‬

‫‪299‬‬


‫النيل إلى ميدا ن التحرير انضمت إليها لدى دخولها الميــدا ن ‪ ..‬أشــتعل‬ ‫الميدا ن بالهتاف تحول الجسد الجماهيرى العملق إلى كــائن نجبــار ‪..‬‬ ‫بدأ ينقل رنجله اليمين ليدخل شارع قصر العينـى‪ ،‬متجهــا إلـى مجلـس‬ ‫المــة غيــر أ ن مقاســاته الفارهــة ثبتــت خطــوة وصــرنا وكأننــا إزاء‬ ‫صورة متحركة أوقفها المصور التليفزيونى على دحركة معينة فأوقف‬ ‫دحركتها وثبتها على نجزء من الحركة ظلت هــذه الــوقفه مســتمرة وإ ن‬ ‫كنت بين الفينة والخرى تجد الجسد قد اهتز بحكم مونجــات ضــاغطة‬ ‫غير أ ن العملق لم يغير من وقفته هذه ‪ ..‬استمر العملق علــى وقفتــه‬ ‫هــذه أكــثر مــن خمــس ســاعات تيقنــت كــل خليــة مــن خليــا الجســد‬ ‫الجمــاهيرى العملق أنــه ل مجــال للحركــة اطلقــا لمــوكب الرئيــس‬ ‫بالسيارات أخذ الجميع يحملق فى السـماء لرؤيــة المرودحيــة‪ ،‬وبــدا أ ن‬ ‫كل فرد من الحشود وكأنه ينتظر الوقت ليخاطب نجمال عبــد الناصــر‬ ‫بذاته وأ ن يسر له بشئ خاص فى الحادية عشرة صــبادحا دحســم المــر‬ ‫أ ن الرئيس دحتى لن يتمكن من الحضور إلـى مجلـس المـة بمرودحيـة‬ ‫كــا ن العملق يتضــخم ووقفتــه صــارت عنيــدة الخبــار تعلــن عــدول‬ ‫الرئيس عن قراره ونزوله على إرادة الشــعب الرئيــس يشــكر لشــعب‬ ‫على موقفه العملق الجماهيرى بدأ يتملل لكنه ما زال صلبا فى وقفته‬ ‫فى الوادحدة ظهًرا أو بعــدها‪ ،‬اتضــح أ ن مجلــس المــة انجتمــع وأنهــى‬ ‫انجتماعه بدأت الجماهير تنصرف هادئة وادعة كأنها تيقنت من إنجاز‬ ‫مهمتها فى مدى ساعتين أقفلت القاهرة وبدت شوارعها هادئة وخالية‬ ‫من المارة كأ ن الناس فى مساء يو م عيد الضحى المبارك‪.".‬‬

‫‪300‬‬


‫اختراع مصري ‪ ,‬مسجل منذ القــد م باســم الشــعب المصــري ‪,‬‬ ‫وفي انتفاضاته الشعبية الصيلة ‪ ,‬وهــي كــثيرة ومتكــررة علــى مــدى‬ ‫دولة وطنية دحضارية امتــد عمرهــا لكــثر مــن ســتة ألف ســنة ‪ ,‬فــي‬ ‫عصور شتى ‪ .‬ولكن انتفاضة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬الثورية تتميز وتتعالى‬ ‫عن غيرها ‪ ,‬وسنبين ذلك على النحو التالي ‪:‬‬ ‫أ ( القوة الجبارة لنتفاضة يناير المتألقة ا ‪:‬‬ ‫ربما انحصرت أمال بعض قيادات الثــورة الكاذبــة )المخمليــة ( فــي‬ ‫خروج خمسين ألف مواطن مصري في الحــدود القصــوى ‪ ,‬غيــر أ ن‬ ‫نجحافل الثورة الشعبية المصرية الصيلة ‪ ,‬دفعت بربــع عــدد الســكا ن‬ ‫في المجتمع كله للخروج للشوارع والميادين والمشاركة في فاعليــات‬ ‫الثورة الكاسحة ‪ ,‬ولقد كا ن لهــذه القــوة الجبــارة مجموعــة مــن الثــار‬ ‫الهامة منها ‪:‬‬ ‫‪ . 1‬تحجيم العنف الرهابي المصادحب لليات عمل الثــورات الكاذبــة‬ ‫)المخملية ـ الملونة ـ الربيع ( دحتى بدت أدحداث النتفاضة الكــبرى‬ ‫لمدة ثمانيــة عشــر يومـًا‪ ,‬وكأننــا بصــدد ثــورة بيضــاء‪ .‬دحقـا ً بــدأت‬ ‫أعمال التخريب ودحرق مقار الحزب الوطني‪ ,‬وبعض المؤسســات‬ ‫الحكوميــة‪ ,‬ودحــرق أقســا م الشــرطة فــي ذات التــوقيت علــى مــدى‬ ‫مسادحة الجمهورية كلها‪ ,‬واقتحــا م الســجو ن وفتحهــا كآليــات نفــذت‬ ‫كلهــا تحــت قيــادة وبقــوات الثــورة الكاذبــة يــومي ‪28‬ـ ـ ‪ 29‬ينــاير‬ ‫‪ ,2011‬وفي ‪ 2‬فبراير تم افتعال موقعة الجمل مــن محـاور الثـورة‬ ‫المخملية الكاذبة )سواء نجنادحها في النظا م الســابق ـ ـ أو ســواء فــي‬ ‫قواهــا الفاعلــة وبخاصــة مــن قــوى تيــار الســل م السياســي بقيــادة‬

‫‪301‬‬


‫الخوا ن ـ أو سواء ببؤر الختراق لقوى التبعية فــي أنجهـزة المـن‬ ‫والقوات المسلحة ‪...‬الخ( وعلى الرغم من مقدار العنــف الرهــابي‬ ‫المستخد م‪ ,‬فإ ن المــرور الجمــاهيري المليــوني دحــد مــن تزايــد هــذا‬ ‫الرهاب‪ ,‬ودحاصره‪ ,‬وكتم على أنفاسه ‪.‬‬ ‫‪ . 2‬وتعد ضخامة النتفاضة الشعبية الهائلة مدرســة متســعة النشــطة‬ ‫في التقديم لعمال الخدمات الحياتية‪ ,‬والمسـاندة المعيشـية‪ ,‬أطلقـت‬ ‫قــوة شــعبية وقيــادات تنظيميــة أهليــة نجبــارة فــي مجــالت التغذيــة‬ ‫والرعاية الصحية والرعاية المعيشية في الخيــا م وخــارج الــبيوت‪,‬‬ ‫وفي تسهيل وسائل النتقال والتصال‪ .‬وتحــول الشــعب المصــري‬ ‫بكلــه وكليلــه لتــأمين منــازله وشــوارعه ومرافقــه وكــل شــيء مــن‬ ‫الملكيات العامة والخاصة‪ ,‬إ ن عدد لجا ن المن و المشــاركين فيهــا‬ ‫في أدحيــاء القــاهرة الكــبرى كــانت تضــم ودحــدها أكــثر مــن مليــو ن‬ ‫مواطن في الليلة الوادحــدة‪ ,‬وقــد تصــل عمليـا ً لكــثر مــن ‪ 2‬مليــو ن‬ ‫مواطن من كـل العمـار‪ ,‬ومـن كـل العمـال‪ ,‬مـن الغنيـاء ومـن‬ ‫الفقراء‪ ,‬من الشيوخ ومن الشباب‪ ,‬بل ومن الصبية والطفال ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬دحملت القــوة الضــخمة والجبــارة للنتفاضــة الشــعبية نــذر الهلك‬ ‫لقوى النظا م القائم ‪ ,‬بل ولصور استمراره بونجوه نجديــدة‪ ,‬وقيــادات‬ ‫نجديدة ‪ .‬لقد تكو ن فزع دحقيقي لنظا م دحســني مبــارك نجعلــه يــترانجع‬ ‫على ثلثة مرادحل دحتى أطيح به نهائيًا‪ ,‬ونجعل قوى الثورة الكاذبة‬ ‫المتربصة بالثورة الصيلة‪ ,‬تدخل مسلسل طــويلً مــن كــل صــور‬ ‫الدحتيال‪ ,‬واللتفاف بالستفتاءات والنتخابــات وخرائــط الطــرق ‪,‬‬ ‫وكل ترهات وزيف الديمقراطية على النمط النيو ليــبرالي المعــولم‬

‫‪302‬‬


‫‪ :‬إل أ ن كل هذه الحيل‪ ,‬لم تجعل النتفاضة تفتر أو تبرد أو تتحلل‪,‬‬ ‫ولكنها انجتازت الحانجز تلــو الحــانجز‪ ,‬وهــي أل ن وبعــد مــرور مــا‬ ‫يقرب من سنتين ونصف‪ ,‬فاعلــة وســاخنة وقــادرة علــى البتكــار‪.‬‬ ‫ودحتى نقف على أبعاد هذا المر‪ ,‬علينا أ ن ننظر لمــا فعلتــه اتفاقيــة‬ ‫غــزة ــ أريحــا ســنة ‪ 1993‬فــي القضــاء علــى النتفاضــة الشــعبية‬ ‫الفلســطينية ســنة ‪ ,1987‬ذلــك أ ن طــرح فكــرة أ ن هــذه التفاقيــة‪,‬‬ ‫وضــعت أولــى لبنــات الدولــة الفلســطينية المســتقلة ‪ ,‬كــا ن قــد ألقــم‬ ‫النتفاضة دحجرا ’ فخرت صريعة تحــت وهــم الوصــول للغايــات‪.‬‬ ‫وإذا تابعنا ما نجرى في مصر بعد فبراير سنة ‪ ,2011‬نجــد أنــه لــم‬ ‫تفلح أي دعاية أو عملية من عمليات الثـورة الكاذبـة علـى القضـاء‬ ‫على النتفاضة الشــعبية الجارفــة‪ .‬لقــد قــالوا بنينــا برلمــا ن الثــورة‪,‬‬ ‫وقبر برلما ن الثورة الكاذبة‪ ,‬والثــورة الصــيلة تعلــم أنهــا لــم تجــئ‬ ‫بنوابها بعد إلى السلطة التشريعية‪ ,‬واختاروا رئيسا ً للجمهوريــة لــم‬ ‫يقنع نجماهير الثورة الصيلة‪ ,‬ولو ليو م وادحد‪ ,‬إنه رئيس ثوري !!‪,‬‬ ‫إنه رئيس أهله وعشيرته فحسب !! ‪ ,‬رأس الثورة الكاذبة ) الربيع‬ ‫المصــري ( ورئيســها الــذي ل يعنــي شــيئا لقــوى الثــورة الوطنيــة‬ ‫الديمقراطية ‪ ,‬أي الثورة الشعبية الصيلة ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬لقــد ســاعدت القــوة الجبــارة للنتفاضــة الثوريــة فــي ‪ 25‬ينــاير‬ ‫‪ ,2011‬إلــى تنــامي القــدرة علــى امتــداد عمرهــا وتتــابع شــبابية‬ ‫ونجودها ‪ ,‬واستمرار دفقها وسخونتها ودفئها الدائم والمســتمر‪ ,‬أي‬ ‫أ ن صحة البنية وقوتها ساعدت في طول العمــر ودحيــويته ‪ .‬وتبقــى‬ ‫الحقيقة ساطعة كالشمس‪ ,‬رغــم تــداخل آليــات الثــورة الكاذبــة‪ ,‬مــع‬

‫‪303‬‬


‫دفقات النتفاضــة الثوريــة الشــعبية الصــيلة‪ ,‬إل أ ن الفــرز بينهمــا‬ ‫كــا ن واضــحًا‪ ,‬والفــرق بينهمــا كــا ن متســعًا‪ ,‬والفتــق صــار خرقـًا‪,‬‬ ‫والخرق صار فلقًا‪ ,‬والفلق كــا ن فاصـلً بيــن نجبهــتين‪ ,‬تختلـف كـل‬ ‫منهمــا عــن الخــرى‪ ,‬اختلفــا ً بينــا ً وملحوظــًا‪ ,‬الثــورة الكاذبــة‬ ‫)المخملية ـ الملونة ـ الربيع ( بحلفها وبموالتها وبمعارضــتها فــي‬ ‫نجانب‪ ,‬والثورة الشعبية الصيلة في نجانب أخــر تســعى لســتكمال‬ ‫أبنيتها وتحديد أهدافها ومهامهــا وبرامجهــا وتتســلم ســلطتها وتقيــم‬ ‫دولتها ‪.‬‬ ‫ب ( دور النتفاضة الشعبية اللصيلة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬وحتى النا ‪:‬‬ ‫منذ اليا م الولى التاليــة لنــدلع النتفاضــة الثوريــة الشــعبية‬ ‫الصيلة في ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬وفي أول بحث مكتوب لـي بتاريـخ يـو م‬ ‫الدحد ‪ 20‬فبراير ‪ 2011‬أي بعد انتهاء دحكم دحسني مبارك بتسعة أيــا م‬ ‫فقط‪ ,‬والذي كتبته بخــط يــدي ‪ ,‬وصــورته علــى هــذه الحالــة وردحــت‬ ‫أوزعــه علــى الشــباب والسياســيين ممــن أعرفهــم وممــن ل أعرفهــم‪,‬‬ ‫وصــفت مــا نجــرى يــو م ‪ 25‬ينــاير ‪ 2011‬ومــا بعــدها ب" النتفاضــة‬ ‫الثورية " فقلت تحديــداً " ودحينمــا انــدلعت انتفاضــة ‪ 25‬ينــاير ‪2011‬‬ ‫الراهنــة واشــتد أوارهــا ‪ "...‬أي أ ن تعــبير النتفاضــة ل يعــد ترانجعـا ً‬ ‫مني‪ ,‬بل هو شهادة تثبت اتساق فكــري ومفــاهيمي ‪ ,‬وتواصــلها علــى‬ ‫منهج علمي ثابت ل لبث فيه ول غموض ‪ .‬لقد قلت في ذات البحــث ‪:‬‬ ‫" إ ن النتفاضــة الثوريــة لــم تبلــغ مــداها فــي إســقاط النظــا م واســتل م‬ ‫السلطة وإقامة النظا م الثوري ‪ ,‬إل ببنــاء نجيــش الثــورة وقياداتهــا ‪"...‬‬ ‫وهكذا دحددت دور النتفاضة الثورية منذ بداية أيامها ‪.‬‬

‫‪304‬‬


‫وبعد إزادحة مبارك عن السلطة بأربعين يوما ً أو اقل‪ ,‬أصبحت‬ ‫خطــة طريــق الثــورة المخمليــة موضــع التنفيــذ‪ ,‬كــا ن ذلــك بــإنجراء‬ ‫الســـتفتاء علـــى تعـــديل بعـــض مـــواد دســـتور ســـنة ‪ 1971‬يـــو م‬ ‫‪ ,19/3/2011‬ردحــت أصــرخ‪ ,‬وكتبــت فــي ‪17‬مــارس ‪ 2011‬ورقــة‬ ‫نجديــدة تحــت عنــوا ن يطــرح الســؤال الواضــح التــي‪ " :‬لمــاذا يتــم‬ ‫الصــرار علــى دحــرف الثــورة الشــعبية عــن مســاراتها الصــلية ؟ "‬ ‫وقلت منذ أول كلمة فيها‪ " :‬دخلت الثــورة الشــعبية المصــرية مردحلــة‬ ‫النتفاضة الثورية يــو م الثلثــاء ‪ 25‬ينــاير ‪ ,2011‬بعــد أ ن كــانت فــي‬ ‫مردحلة تعاظم المـد الشـعبي منـذ أوائـل سـنة ‪ ,2007‬وتتـم النتفاضـة‬ ‫الثورية بشرطين ‪:‬‬ ‫‪ . 1‬رفــض الشــعب كــل الشــعب للسياســات العامــة والخاصــة للنظــا م‬ ‫القائم‪.‬‬ ‫‪ . 2‬نفاذ وضياع الفرص التي يمتلكها النظا م في الصلح أو التغيير‪,‬‬ ‫أو دحــتى لتجميــل ونجهــه الكريــه‪ .‬وتكــو ن المهمــة الساســية لهــذه‬ ‫النتفاضة هي بناء دحلــف الثــورة‪ ,‬وتمييــزه عــن الحلــف المعــادي‬ ‫للثورة‪ ,‬وتحديد سياسات الثورة وأهداف الثورة وبرامجها‪ ,‬تمييــزاً‬ ‫عن الهداف والسياسات والبرامج المعادية للثــورة‪ ,‬والــتي تكــو ن‬ ‫قد أسقطتها بالفعل‪ ,‬أو تسعى عمليا ً لسقاطـها"‪.‬‬ ‫بهــذا الوضــوح علــى القــوى الثوريــة الحقيقيــة أ ن تــدرك أ ن‬ ‫النتفاضــة الشــعبية للثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة الصــيلة‪ ,‬لــم تقــم‬ ‫بدورها دحتى ال ن‪ ,‬وأ ن الذي يعطل قيامها بهذا الدور‪ ,‬الذي لمنــاص‬ ‫من الهروب منه‪ ,‬هي القوى الثورية الصيلة ذاتها‪ ,‬بل على أ ن أقــول‬

‫‪305‬‬


‫إ ن أي دفقه ساخنة للنتفاضة مثل دحركة " تمرد" الراهنة ) ال ن بعــد‬ ‫عصر السبت أول يونيو سنة ‪ ( 2013‬لن تأتي إل بانتصارات كمية ‪,‬‬ ‫أو تراكمية ‪ ,‬ولن تغير من طبيعة المور تغييراً نجذريا ً ‪.‬‬ ‫لقد كتبت كتابي عــن مصــر علــى أعتــاب الثــورة ســنة ‪2008‬‬ ‫لقرع أنجراس الثورة و أؤذ ن لفجرها‪ ,‬لينتبه الثوار‪ ,‬وتحديداً القيادات‬ ‫الثورية ولم ينتبه أدحد ونجــاءت النتفاضــة الثوريــة‪ ,‬ولــم تقــم بــدورها‬ ‫بسبب تعطيــل القيــادات لهــا‪ ,‬وانتصــرت الثــورة الكاذبــة‪ ,‬وتــم وضــع‬ ‫دحلفهــا الثــم علــى ســدة الحكــم فــي مصــر‪ ,‬وتــوزعت بيــن مــوالة‬ ‫ومعارضة ـ قد تكو ن الخلفات القائمة بين المولة والمعارضة شديدة‬ ‫الوطيس بحكم إنفراد تيار الســل م السياســي بقيــادة الخــوا ن بالغنــائم‬ ‫وكعكة السلطة الشهية ودحــدها ــ ولكــن تظــل هنــاك ودحــدة بيــن دحلــف‬ ‫الثورة الكاذبة قائم على أسس موضوعية لتعميق دولة التبعية الخادمة‬ ‫لقوة الهيمنة الستعمارية الصهيونية الغربية بقيادة أمريكا‪ .‬هنا يكــو ن‬ ‫دوري للتوضيح ووضع النقط فوق الحروف‪ .‬فالصراع السياسي فــي‬ ‫مصر الراهنة صراع وطني ديمقراطي ‪ :‬طرفــاه نجبهــة دولــة التبعيــة‬ ‫المواليــة للهيمنــة الســتعمارية الصــهيونية الغربيــة بقيــادة أمريكــا‬ ‫وبالدور الملحوظ والفعال للقوى الرنجعية العربية ‪ ,‬والجموح اليمينــي‬ ‫المنفلت لقياداتهــا فــي قطــر والســعودية وقــوى دول خليجيــة أخــرى ‪,‬‬ ‫وبهدف تثبيت إلحاق مصر اقتصــاديا ً وعســكريا وسياســيا ً بالمعســكر‬ ‫الطلنطي العدواني ‪ ,‬بكل ما يحملــه ذلــك مــن تفكيــك للدولــة الوطنيــة‬ ‫العريقة في مصر ‪ ,‬وتقطيع أوصــال الروابــط العربيــة الفعليــة والــتي‬ ‫تجسدت في ودحدة سوق العمل والنتاج وودحــدة ســوق الثقافــة وأبــرز‬

‫‪306‬‬


‫قوى هذه الجبهة سياسيا ً ‪ :‬هي قوى السل م السياسي بقيادة الخــوا ن‬ ‫المسلمين بالضافة إلى قــوى اليميــن المتطــرف والليــبراليين الجــدد ‪,‬‬ ‫بالضـافة إلــى قــوى المجتمـع المـدني المصـنوع والممولــة بـالموال‬ ‫الغربية الستعمارية الصهيونية ‪ ,‬بالضافة إلى القوى الطامعة في أ ن‬ ‫تنول رضا وعطف أمريكا ودحلفها عليهم ‪ ,‬والقــوى المتشــبثة ببرامــج‬ ‫الصلح السياسي والقتصادي دحسب الروشــيتات الغربيــة ‪ ,‬والــتي‬ ‫تلحــق ببرامــج التغريــب المطلقــة دو ن تــبين المصــالح والــرؤى مــن‬ ‫ورائهم ‪ ,‬والتفرقة بينها عن أسس سياســية واقتصــادية ثوريــة ‪ .‬وهــذا‬ ‫الحلف السياسي يعبر عن دحلف طبقي مــن القــوى الرأســمالية التابعــة‬ ‫من الرأســمالية الطفيليــة والسمسـارية العقاريـة )غيـر الوطنيـة دحيــث‬ ‫مجــال عملهــا ســادحة كــل القــاليم والوطــا ن(‪ ,‬ومــن الرأســمالية‬ ‫البيروقراطية التي تتحصل على أرياعها الــتي تكــو ن الــثروات بحكــم‬ ‫شــغلها لمناصــب عليــا فــي الدارة المدنيــة والعســكرية والسياســية‬ ‫مركزيا ً ول مركزيا ً ‪ ,‬وأساطين وبرنسات ولوردات القتصاد السود‬ ‫)الموازي( دحيــث تجــارة الســلع المهربــة مــن الخــارج )وبالــذات مــن‬ ‫تركيا وإيرا ن ( ـ وتجارة الثار ـ وتجارة العملــة ــ وتجــارة الســلح ‪,‬‬ ‫والتجـــارة فـــي أشـــلء الـــوطن لخدمـــة الدحتكـــارات الرأســـمالية‬ ‫الســتعمارية والمجمــع الصــناعي العســكري المريكــي ــ الغربــي ــ‬ ‫وتجارة المخدرات ‪ ,‬ودحتى ينتبه الجميع ـ أدعى أ ن القتصــاد الســود‬ ‫في مصر تحت دحكم الخوا ن ودولة التبعية العميقة يقــترب مــن دحجــم‬ ‫القتصــاد الرســمي ‪ ,‬إ ن لــم يتفــوق عليــه ‪.‬ـــ‪ .‬بالضــافة إلــى قــوى‬ ‫الرأسمالية الطائفية أيا ً كانت طائفتها التي تنتمي إليها أو نجاءت منهــا‪,‬‬

‫‪307‬‬


‫كمـا يضــاف ــ بتوضـيح أكــثر ــ لهـذه القـوى ‪ ,‬القـوى الكمبرادوريـة‬ ‫)المستخدمة للتوكيلت أو الوكالت النجنبية( ‪ .‬ودحــتى أكــو ن منصــفا ً‬ ‫فإ ن قوى الثورة الكاذبة يتوانجد التعـبير السياسـي عنهـا فـي المـدارس‬ ‫السياسية بثقل طاغي في تيار الســلمي السياســي‪ ,‬والتيــار اللــبرالي‪,‬‬ ‫وبثقل أقل في التيار اليساري ) الشتراكي والشيوعي (‪ ,‬وفــي التيــار‬ ‫القومي الناصري ‪.‬‬ ‫والجبهـة الخـرى ــ نجبهـة الثــورة الوطنيـة الديمقراطيــة ذات‬ ‫البعاد الشعبية الصيلة ـ وهــي تضــم الغالبيــة العظمــى مــن نجمــاهير‬ ‫الشباب غير المسيس‪ ,‬أو الذي هو على دحواف السياسة‪ ,‬والــذي نــزل‬ ‫ليصنع ويشارك في انتفاضة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬الشعبية‪ ,‬بالضافة إلــى‬ ‫القوى السياسية الوطنية ـ الديمقراطية الممانعة أو المقاومــة‪ ,‬أو دحــتى‬ ‫عــد م المتماشــية مــع الحلــف الســتعماري الصــهيوني الغربــي بقيــادة‬ ‫الوليات المتحدة المريكيـة‪ ,‬والقـادرة علـى إدارة الصـراع معـه بمـا‬ ‫يضــمن الســـتقلل الـــوطنى ودحمايــة المصـــالح العامــة المصــرية‬ ‫والعربية‪ ,‬بالضافة إلى القوى الثورية الصيلة ‪ ,‬والتي لم تشارك في‬ ‫اقتسا م كعكة السلطة من أي موقــع قبــل وبعــد ‪ 25‬ينــاير ‪ 2011‬دحــتى‬ ‫ال ن ‪ .‬ويوجد ممثلي هذه الجبهة على محــاور ثلثــة جســدتها تكــثيًرا‬ ‫في تكتابات تسابقة هي ا ‪ :‬المحور الول ا ‪:‬‬ ‫ثلث من المدارس السياسية الربعة‪ :‬الرأســمالية الوطنيــة )الليبراليــة(‬ ‫الشـتراكية والشـيوعية والعماليـة ــ السـلمية والدينيـة المسـتنيرة ــ‬ ‫القومية العربية الناصرية‪ ,‬بشرط إعل ن تضادها نجميعا ً ضد الحلــف‬ ‫الستعماري الصهيوني المهيمن ‪ .‬ـ ثلث من القوى الشبابية المشاركة‬

‫‪308‬‬


‫في النتفاضة الثورية باستمراريتها علــى أســاس نجغرافــي يمثــل كــل‬ ‫أقاليم و مــد ن وقــرى و نجــوع الــوطن – ثلــث نجمــاهيري نقــابي مــن‬ ‫قطاعات ثمانية هــي‪ :‬العمــال – الفلدحــو ن – المهنيــو ن و المثقفــو ن –‬ ‫الحرفيو ن و رنجال الدين – المرأة – رنجال القوات المســلحة و قــوات‬ ‫المـــن الســـابقين – ممثلـــوا الرأســـمالية الوطنيـــة المنتجـــة – كبـــار‬ ‫الشخصيات العامة و نجو م المجتمع من كافة التجاهات‪.‬‬ ‫ودحتى أكو ن محدداً يمكن أ ن اطرح لجنة قيادية مركزية لقيادة‬ ‫الثورة من ‪ 48‬كادراً لكل ثلـث سـت عشـر بالتسـاوي بيـن القطاعـات‬ ‫الداخلية و يمكن تقسيم الوطن نجغرافيا ً لثمانية قطاعــات أيضــا دحســب‬ ‫تــواز ن الثقــل الســكاني و يتــم تعميــم هــذا التشــكيل علــى المحافظــات‬ ‫والقسا م والمراكز ‪ ,‬بل والدحياء والشياخات والقرى والنجوع ‪.‬‬ ‫إ ن هذا التشكيل القيادي للثورة الوطنية الديمقراطية المصــرية‬ ‫ذات البعاد الشعبية‪ ,‬يجعلنا نتخلــص مــن الفوضــى والعشــوائية الــتي‬ ‫تسود الحياة الحزبية والتجمعات السياسية في الــوقت الحاضــر‪ ,‬فهــذه‬ ‫الهندسة للصيغة الديمقراطية الوطنية‪ ,‬تعتمد على فكرة ونجوب ودحــدة‬ ‫قوى كل تيار سياسي‪ ,‬بونجود دحزب وادحد‪ ,‬أو ائتلف وادحد‪ ,‬لكل تيار‬ ‫سياسي على دحدة‪ ،‬فكل اللبراليين يتودحــدوا فــي دحــزب‪ ,‬أو يتوانجــدو ن‬ ‫فـــي ائتلف ليـــبرالي وادحـــد‪ ,‬وكـــذالك الحـــال لكـــل الشـــتراكيين‬ ‫والشيوعيين‪ ,‬وينطبــق ذات المــر علــى كــل تيــارات الــدين السياســي‬ ‫)إسلمي ‪ +‬مسيحي(‪ ,‬ونفس المر للناصريين نجميعهم و باقي القــوى‬ ‫القومية العربية‪ .‬فمما ل شك فيه أ ن هذا التودحد أو الئتلف لكل تيــار‬ ‫سياسي يمثل مدرسة سياسية عامــة سيســاعد علــى نقــل السياســة مــن‬

‫‪309‬‬


‫الممارسة الفرديــة و الشــللية‪ ،‬إلــى الممارســة اليدلونجيــة و العقائديــة‬ ‫السياســية ‪ ،‬ممــا سينضــج المفــاهيم السياســية‪ ،‬و الهــداف العامــة‪ ،‬و‬ ‫البرامج السياسية‪ ،‬و يجعــل دحــوض أو أدحــواض السياســة فــي مصــر‬ ‫تمتلئ من نجديد ‪ ،‬و يزدهر المجتمع السياسي المصري‪ ،‬الــذي تحــول‬ ‫عمليا إلى دحالة عشــوائية و منفرطــة‪ ،‬ل ودحــدة فــي المصــطلحات أو‬ ‫القــاموس السياســي‪ ،‬و ل ودحــدة فــي المفــاهيم السياســية‪ ،‬أو وضــوح‬ ‫الفرز والتمايز بينها لتسهيل خيارات الشعب السياســية و إعــادة رفــع‬ ‫مستوى الوعي الــوطني و السياسـي العــا م إلــى مــا كـا ن أيــا م مكافحــة‬ ‫الدحتلل البريطاني لمصر قبل ثورة ســنة ‪ ، 1952‬أو إلــى مســتوى‬ ‫الوعي السياسي المصادحب لمعــارك ثــورة ســنة ‪ 1952‬فـي تحقيــق و‬ ‫بناء أهدافها‪..‬الخ‪.‬‬ ‫واقصد بكلمي هذا ارتفاع وعى النخب و الطلئع الثوريــة و‬ ‫السياسية كما أبغى أساسا الرتفاع بوعي الشعب و الجماهير سياسيًا‪،‬‬ ‫كما عشت أنا شخصيا ً في فترات مرت من عمري الفردي‪.‬‬ ‫كــم أ ن التشــكيل القيــادي للثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة ذات‬ ‫التــونجه الشــعبي يعطــى الثقــل المناســب و المطلــوب و الضــروري‬ ‫للجماهير في وضعيتها الشعبية سواء على مستوى نجغرافي‪ ،‬و سواء‬ ‫على مستوى نوعى‪ ،‬يفوق ثقــل النخــب السياســية و الطلئــع الثوريــة‬ ‫بمرتين‪ ،‬مما يساعد على إنجراء عملية نجذرية لتجديد الطبقة السياسية‬ ‫في المجتمع بما يتلء م مع الثورة الشعبية الصيلة‪ ،‬التي أراها قادرة‬ ‫على إنجاز مهامها الوطنية الديمقراطية‪ ،‬و التطور لمها م الديمقراطية‬ ‫الشعبية ‪..‬الخ‪.‬‬

‫‪310‬‬


‫ج( التألصيل الفكري و البرامجي و العملي للثورة اللصيلة تكضرورة‬ ‫للموازنة و النتصارا ‪:‬‬ ‫ـ هناك دحافز علمــي و عملــي ضــروري يجعـل عمليــة تأصــيل الخــط‬ ‫الفكري النظري و السلوكي و العملي للثــورة الصـيلة وانجبــة و ذلـك‬ ‫لسببين‪:‬‬ ‫الولا ‪ :‬لتوضــيح طبيعــة الثــورة الشــعبية الصــيلة ‪ ،‬دحــتى ل يســتمر‬ ‫اللتباس بينها و بين الثورة الكاذبة بخاصة و إ ن الخيرة فــي‬ ‫وضــع مــن انتصــر‪ ،‬واعتلــى ســدة الحكــم ‪ ،‬و مثــل النظــا م‬ ‫بجنادحيه من الموالة و المعارضة‪.‬‬ ‫والثــانيا ‪ :‬الجهــد النظــري لتأســيس نظريــة الثــورة الكاذبــة‪ ،‬و الجهــد‬ ‫العملي و التدريبي لبراز دروسها كونجه ودحيد لصور الثورة‬ ‫المعاصرة‪ ،‬و سوف أبــدأ بمعالجــة المــر الثــاني علــى النحــو‬ ‫التى ‪:‬ـ‬ ‫‪ 1‬ـ ترنجع أصول فكرة الثورة الكاذبة ) المخملية ـ الربيع ـ ـ الملونــة (‬ ‫إلــى مــا صــاغه زبجينــو بريجنســكي فــي كتــابه "بيــن عصــرين‪:‬‬ ‫الستراتيجية المريكية فــي العصــر التكنــتروني " ‪ 1‬ســنة ‪,1970‬‬ ‫وقد رنجعت إليه كمرنجع رئيسي في كتابي " مسيرة النظا م الــدولي‬ ‫الجديد قبل وبعد دحرب الخليج " والذي صدر في يناير سنة ‪1992‬‬ ‫عن دار الثقافة الجديدة بالقاهرة ‪ :‬لقد أشرت فــي كتــابي صـ ـ ‪130‬‬ ‫إلـــى أ ن " بريجنســـكي بثـــاقب فكـــره أدرك أ ن كافـــة النظمـــة‬ ‫‪ 1‬زبجينو بريجنسكي ‪ :‬بين عصرين ‪ :‬الستراتيجية المريكية في العصر التكنتروني ـ‬ ‫ترنجمة محجوب عمر ـ العربي للنشر والتوزيع ـ القاهرة ‪ :‬سنة ‪1980‬‬

‫‪311‬‬


‫القتصادية النجتماعية تعيش أزمة عامــة‪ ,‬وبالــذات علــى الصــعيد‬ ‫الديمقراطي‪ ,‬يقول‪" :‬بالنسبة إلى المؤسسات تــزداد يومـا ً بعــد يــو م‬ ‫صعوبة التأكيد الجامــد علــى الطهــارة الولــى للعقائــد الــتي تزعــم‬ ‫تبنيهــا ‪ .‬ينطبــق ذلــك علــى الكنــائس المســيحية كمــا ينطبــق علــى‬ ‫الدحزاب الشيوعية ‪ ,‬وفي بعض البلــدا ن الكـثر تقـدما ً تشـمل هــذه‬ ‫الصــعوبة أيضــا ً أزمــة الــولء لســاليب الديمقراطيــة اللبراليــة‬ ‫خصوصا ً من نجانب الشباب " " ويشرح بريجنسكي مفهــومه هــذا‬ ‫عــن كــل نظــا م علــى دحــدة فيبــدأ بالنظــا م الشــتراكي فــي التحــاد‬ ‫السوفيتي السابق و شــرق أوربـا ‪ ,‬وممـا لشــك فيـه أ ن كـثيراً مـن‬ ‫استنتانجاته دحالفها الصواب ‪ ,‬دحتى دحدثت كما توقعها بعــد عشــرين‬ ‫عاما ً لدى سقوط الشتراكية في شــرق أوربــا و التحــاد الســوفيتي‬ ‫في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ‪ .‬ثــم تنـاول مفهــومه عــن‬ ‫العالم الرأسمالي الغربي ورصد ظواهر هامــة يــأتي فــي مقــدماتها‬ ‫نظرية دحكم النخبة السياسية ‪ ,‬الذي يجب على أمريكا أ ن تسيده في‬ ‫العالم‪ ,‬على أساس ودحدة النخبة السياسية في دول الشــمال أي كــا ن‬ ‫الختلف بين نظمها السياسية‪ ,‬على دول الجنوب الــتي يجــب أ ن‬ ‫تحكم بأوامر نخبة الشــمال المتحــدة مــن كــل التجاهــات السياســية‬ ‫المختلفة ثم يتناول مفهومة عن دول العالم الثالث ربما يشكل نجنين‬ ‫نظرية الثورة الكاذبة ) المخمليــة ــ الملونــة ــ الربيــع ( يقــول كمــا‬ ‫اقتبست منه في كتابي صـ ‪ 133 , 132 , 131‬ما يلي ‪ ":‬يقــول‬ ‫بريجســكي )مستشــار المــن القــومي إبــا ن فــترة كــارتر( ‪:‬هــذه‬ ‫التغيرات الفورية الضرورية لبد من دعمها بجهد أوسع للدحاطــة‬

‫‪312‬‬


‫بالتجاهات العالمية نحـو الفوضـى ‪ .‬لبـد فـي النهايـة مـن تشـكيل‬ ‫تجمع من المم المتطــورة إذا مــا كــا ن للعــالم أ ن يســتجيب بفاعليــة‬ ‫للزمة الخطــرة المتزايــدة الــتي تهــدد أل ن بطــرق مختلفــة‪ ,‬العــالم‬ ‫المتقد م والعالم الثالث على السواء ‪ .‬إ ن النقسامات القائمة منذ أمــد‬ ‫بعيد بين الدول المتطورة‪ ,‬وبونجه خــاص تلــك النقســامات القائمــة‬ ‫على أساس مفاهيم إيديولونجية بالية ستؤدي إلى نفــي الجهــود الــتي‬ ‫تقو م بها كل دولة على دحدة لمســاعدة العــالم الثــالث ‪ ,‬بــل إنهــا فــي‬ ‫الدول الكثر تقدما منــه قــد تســهم فــي بعــث القوميــة ‪ " .‬ويواصــل‬ ‫برنجينسكي القول ‪ " :‬إ ن الحيوية التاريخية لنظا م الوليات المتحدة‬ ‫تقو م على التزا م الشعب المريكي العميــق الجــذور لفكــرة التغييــر‬ ‫الــديمقراطي‪ ,‬كمــا فــي التقليــد المريكــي الخــاص بــالحوار الحــر‬ ‫والتغيير الحر‪ ,‬عن عد م التفــاق فــي إطــار الهــر م العظيمــي‪ ,‬كــا ن‬ ‫عامل هاما في تطوير هذه التجارب للتغيير‪ ,‬فقد نجعل من الممكــن‬ ‫استغلل دحركات الدحتجاج ‪ ,‬وتحويلها إلى فائض تاريخي لتحرير‬ ‫وتبني برامجها ‪ " .‬ويرى بريجنسكي أ ن هذه المســاندة لهــا شــرط‬ ‫ودحيــد ‪ ,‬هــو" يجــب أ ن تعكــس علقــة أمريكــا مــع العــالم ‪ ,‬القيــم‬ ‫والهتمامات المحلية المريكية ‪" .‬ويســتمر فـي قــوله‪ " :‬أ ن نجـاح‬ ‫أمريكا في بناء مجتمع ديمقراطي صحي سيضيء المل أما م عالم‬ ‫تســوده الصــراعات اليديولونجيــة والعرقيــة والمظــالم القتصــادية‬ ‫والنجتماعيــة‪ ,‬إ ن فشــل أمريكــا لــن يكــو ن نكســة للتجاهــات منــذ‬ ‫عصر الثورات العظمى فــي أواخــر القــر ن الثــامن عشــر فحســب‪,‬‬ ‫إنما سيدل على مزيد من الفشل النساني الجوهري‪ ,‬أي عد م قــدرة‬

‫‪313‬‬


‫النســا ن فــي التغلــب علــى غرائــزه الساســية ‪ ,‬واستســلمه أمــا م‬ ‫تعقيدات العلم وسلطته‪. ".‬‬ ‫هذه هي نجذور الثورة الكاذبة )المخمليــة ـ ـ الملونــة ــ الربيــع(‬ ‫فيجب عليها أ ن تسير فــي اتجــاه إنجبــاري وادحــد هــو اتجــاه القتصــاد‬ ‫الحر‪ ,‬وبــالتعبير الحــالي ‪ ":‬اقتصــاديات الســوق الحــرة المفتودحــة بل‬ ‫قيود أو دحدود "‪ ,‬هــذا فــي القتصــاد‪ ,‬وفــي السياســة أ ن يكــو ن نظامــا‬ ‫ليبراليا‪ ,‬ودحاليا ليبراليا نجديدا‪ ,‬يرتبط بحركة القوى الطلنطية ويعمـق‬ ‫سياســات التبعيــة‪ ,‬ويبتعــد قــدر المكــا ن عــن إيديولونجيــة الســتقلل‬ ‫الوطني والقومي ‪ .‬هذه هي الخطوط العامة التي أرسيت منذ أكثر من‬ ‫أربعين عاما للتغيير‪ ,‬والثورة في العالم النــامي ‪ .‬لــذلك فأمريكــا وفيــة‬ ‫لفكارها ونظرياتها ومصــالحها‪ ,‬دحينمــا تؤيــد وتســاند صــيغة الثــورة‬ ‫الكاذبة وتجعلها الخيار الودحيــد‪ ,‬وليــس هــذه الثـورات الصــيلة‪ ,‬الـتي‬ ‫تستبدل الدحتلل أو التبعيــة بالســتقلل الــوطني‪ ,‬والليبراليــة الجديــدة‬ ‫المرتبطــة بالعولمــة الســتعمارية‪ ,‬تســتبدلها بالديمقراطيــة الوطنيــة‪,‬‬ ‫وتســتبدل التخلــف بالتقــد م وبكــل ســبل التنميــة الشــاملة والمســتدامة‪,‬‬ ‫وتســتبدل الظلــم النجتمــاعي القتصــادي بنظــم العدالــة النجتماعيــة‪,‬‬ ‫وتستبدل تفتيت المم والوطا ن بودحدة الوطن‪ ,‬وودحدة المــة لضــما ن‬ ‫تواصل إمكانات التقد م والتطور وبناء الدول الكبرى‪ ,‬وتستبدل الظلــم‬ ‫القــومي والخــارنجي بســبل التعامــل والتكامــل للقــاليم الوادحــدة‪ ,‬أو‬ ‫المتجاورة‪ ,‬ليسير العالم نحو مصيره الصــحيح‪ ,‬نحــو ودحــدة المجتمــع‬ ‫العالمي‪ ,‬على قوائم المجتمعات الكبرى من المم والقاليم المتجاورة‪.‬‬

‫‪314‬‬


‫إ ن الثورات الصيلة في المفــاهيم السياســية الســتعمارية هــي‬ ‫نكسة ويجب أ ن تكــو ن مجــرد أدحــداث عارضــة‪ ,‬وهــذا يتعــارض مــع‬ ‫مفاهيم التحرر الوطني والقومي‪ ,‬وإلغاء ظلم النسا ن للنسا ن‪ ,‬ســواء‬ ‫في المجتمع الداخلي ببناء نظم العدالة المتكاملــة انجتماعيــا واقتصــاديا‬ ‫وسياسيا وثقافيا‪ ,‬على أســاس تطــوير أســاليب واســتراتيجيات التنميــة‬ ‫الشاملة والمستدامة‪ ,‬او سواء في المجتمـع الخـارنجي والــدولي بإلغـاء‬ ‫استغلل دولة لخرى‪ ,‬ومجتمع لخــر‪ ,‬وشــعب لشــعب غيــره‪ ,‬وقهــر‬ ‫الوطا ن والسعي لتفتيتها لضعافها‪ ,‬وتمزيق القوميات والمم للبقاء‬ ‫على التجزئة ‪ ,‬وهوا ن البلدا ن ‪.‬‬ ‫إ ن الصــراع بيــن الثــورات الصــيلة‪ ,‬والثــورات الكاذبــة‪ ,‬هــو‬ ‫صراع بين الستقلل الوطني والقــومي مــن نجــانب‪ ,‬وبيــن الدحتلل‬ ‫والتبعية على الجانب الخــر‪ ,‬صــراع بيــن دولــة الســتقلل الــوطني‪,‬‬ ‫ودولة التبعية التي يجرى تعميقها بفعل أنصار الثورة الكاذبة ) الربيع‬ ‫المصري(‪ .‬صراع بين التقد م الذي نعمل من أنجل بنــاء أركــانه‪,‬وبيــن‬ ‫التخلف المطلوب من الستعمار في فرضه علينــا‪ ,‬واســتمراره لــدينا‪.‬‬ ‫وبالتالي ل أفق ول مستقبل ول أمل في استمرار الثورة الكاذبــة‪ ,‬وإذا‬ ‫كانت قد انتصرت‪ ,‬وقتيا‪ ,‬بانتصار نظــا م الخــوا ن المســلمين ودحلفهــم‬ ‫الختياري السلمي السياســي‪ ,‬ودحلفهــم الموضــوعي المكــو ن لقــوى‬ ‫الثورة الكاذبة من قــوى النيــو ليبراليــة‪ ,‬ومــن قــوى التمويــل النجنــبي‬ ‫الغربي من المجتمع المدني المصنوع‪ ,‬أي هذا الحلف الثــم بمــوالته‬ ‫ومعارضته‪ ,‬وهنا لبد أ ن أدحذر أ ن أبعـاد الخــوا ن المســلمين ودحلفهـم‬ ‫الختياري‪ ,‬ليس هو غاية الثورة الصــيلة فحســب‪ ,‬فــإذا أبعــد الحلــف‬

‫‪315‬‬


‫السلمي السياسي الختياري‪ ,‬ونجيء بحلــف ليـبرالي نجديــد‪ ,‬وبقـوى‬ ‫أكثر ولء للستعمار‪ ,‬فلبد إ ن نعلم أ ن الثورة الكاذبة مازالت قائمــة ‪.‬‬ ‫وعلى قوى الثــورة الشــعبية الصــيلة ) الثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة‬ ‫ذات البعــاد الشــعبية ( أ ن تســتمر فــي مقاومــة النظــا م لتثــبيت ســلطة‬ ‫الحلف الثوري الوطني الديمقراطي‪.‬‬ ‫د ( مراحل النتفاضة الشعبية ا ‪:‬ـ‬ ‫في كتـابي السـابق فصـلت مرادحـل الجـزر الجمـاهيري ‪ ,‬كمـا‬ ‫فصــلت مرادحــل المــد الجمــاهيري ‪ ,‬كمــا ذكــرت مرادحــل النتفاضــة‬ ‫الثورية ‪ .‬وفي كتاب " مصر الثورة ـ المستقبل " )مصر على أعتاب‬ ‫الثورة( الصادر في النصف الول من سنة ‪ , 2008‬قلت تحديداً ‪ ,‬في‬ ‫صفحات ‪ 139 , 138 , 137‬ما يلي ‪ " :‬ثالثا ً ‪ :‬مردحلــة النتفاضــة‬ ‫الثوريــة ‪:‬ـ ـ وهــذه هــي المردحلــة العليــا والرقــى لودحــدة التحركــات‬ ‫الجماهيرية على أسس سياسية عامة ‪ .‬وهي المردحلة الــتي تتخــذ فيهــا‬ ‫التحركات الجماهيرية صفة التواتر الذي يصل إلــى التواصــل‪ .‬وهــي‬ ‫المردحلة التي تصير فيها السياسة مهنـة شـعب بـأكمله‪ ,‬ومهمـة شـعب‬ ‫بأكمله‪ .‬وهي المردحلة العليا للــوعي السياســي الرقــى وطنيــا وطبقيــا‬ ‫دحســب طبيعــة المردحلــة الثوريــة‪ ,‬ونوعيــة الثــورة‪ ,‬بــل تتــم فــي هــذه‬ ‫المردحلة النشغال بكل مجالت العمليــة السياســية‪ :‬داخلي ـا ً وخارنجي ـًا‪,‬‬ ‫لذلك يلحق بهذه المردحلة شرطا ن ‪:‬‬ ‫الولــىا ‪ :‬رفـض الجمـاهير أي وعـود أو أي إصـلدحات مـن النظـا م ‪,‬‬ ‫والعمل بحدة ودحسم على إنهاء هذا النظا م وسياساته ‪.‬‬

‫‪316‬‬


‫الثانيا ‪ :‬نفاذ قدرة النظا م على التخفي والتزييف والصــلح‪ .‬ولنتــذكر‬ ‫نجميعا ً أيا م النتفاضــة الثوريــة فــي إيــرا ن‪ ,‬دحينمــا نجــاء الشــاه‬ ‫بأدحــد أقطــاب الحركــة الوطنيــة اليرانيــة "شــهبور باختيــار"‬ ‫رئيسا ً للوزراء‪ ,‬ولكن رفضته الجماهير‪ ,‬ورفضت دحكــومته ‪,‬‬ ‫واســتمرت النتفاضــة‪ .‬وتنقســم النتفاضــة كمردحلــة عامــة‬ ‫لستمرار وتواصل الحركــة والتحركــات الثوريــة للجمــاهير‪,‬‬ ‫إلى ثلث مرادحل فرعية هي ‪:‬ـ‬ ‫‪ . 1‬مرحلة رفض النتفاضة للنظام وتسياتساته القائمة ا ‪:‬‬ ‫وهي تلك المردحلة الفرعية التي تطبــق فيهــا الجمــاهير بخنــاق‬ ‫النظا م ‪ ,‬وتضيق عليه هذا الخنــاق أولً بــأول ‪ ,‬وتشــهد نجهــداً سياســيا ً‬ ‫نجماهيريا ً لتنظم نجيش الثورة ‪ ,‬أو الجهاز الثوري ‪ ,‬دحيث تتحد طلئع‬ ‫الجماهير الثورية ‪ ,‬ويتناسب نمو العامل الذاتي والعامل الموضــوعي‬ ‫‪ ,‬ومــن خلل الفعــل الشــعبي المتواصــل يتــم كشــف طبيعــة النظــا م‬ ‫الرنجعية ‪ ,‬وسبل تخفيه وتمويهاته ‪ ,‬وكشف عملئه ومواقــع توانجــدهم‬ ‫‪ ,‬وبخاصته في أنجهزة أمــن النظــا م ‪ ,‬وتضــييق الخنــاق عليهــم ‪ .‬وفــي‬ ‫هذه المردحلة يتم وضع اليد على كل نقط ضعف النظا م ‪ ,‬وما بقــى لــه‬ ‫من قوة ‪ ,‬ووضع الخطط لستغلل هذه وتلك ‪ ,‬عموما تصير خريطة‬ ‫النظا م مكشوفة تماما ً لقيادات الثورة ‪ ,‬وقمة نجهازها الثوري ‪.‬‬ ‫‪ . 2‬مرحلة إحداث النقلب الثوري والتستيلء على السلطة ا ‪:‬‬ ‫وكثيراً مــا تتــم هــذه المردحلــة بالتصــادمات الداميــة ‪ ,‬والعنــف‬ ‫الثوري الشديد ولهذه المردحلة مهمتا ن ‪:‬‬ ‫الولىا ‪ :‬خلع السلطة الرنجعية ‪.‬‬

‫‪317‬‬


‫الثانيةا ‪ :‬تمكين السلطة الثورية ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬مرحلة تثبيت أرتكان السلطة الثورية ا ‪:‬‬ ‫ولبد لهذه المهمة أ ن تتم تحت قبضة الفعل الجماهيري السياسي العا م‬ ‫‪ ,‬وبكل إمكانيات الحركة الشــعبية المتكاملــة‪) ".‬انتهــى هــذا القتبــاس‬ ‫المطول(‪ ,‬لنخرج با ن الدحتكا م إليه باعتباره معيار نظــري يــدل علــى‬ ‫التي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬صحة الستنتاج بتداخل النتفاضة الشعبية للثــورة الصــيلة‪ ,‬مــع‬ ‫فاعليات الثورة الكاذبة )المخملية ـ الملونة ـ الربيــع(‪ ,‬وأ ن الثانيــة‬ ‫امتلكت القدرة على المبادرة ‪ ,‬وإشعال شرارة النتفاضــة الثوريــة‪,‬‬ ‫بل ونجـاءت النتفاضــة الشــعبية كمــا سـبق ورصــدنا بعمليــة ولدة‬ ‫قيصرية ‪ ,‬لول قوتها الهائلة ‪ ,‬لتم إنجهاضها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أ ن النتفاضــة الثوريــة الشــعبية الصــيلة فشــلت دحــتى أل ن فــي‬ ‫استكمال شرط إســتمراريتها بعــد ولدتهــا )انــدلعها( بفشــلها فــي‬ ‫تحديد وبناء دحلفها الثوري‪ ,‬وأهدافها الثورية‪ ,‬ومهامها الثورية‪ ,‬لقد‬ ‫ساعد غياب كل ذلك الثورة الكاذبة في الستمرار دحــتى النتصــار‬ ‫‪ ,‬لنها امتلكت مقومات وونجود القيادة المنظمة والحلــف السياســي‬ ‫النخبوي )موالة‪ -‬معارضة( المدعم لها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ل استمرار ول تواصل دحالي للنتفاضة الثورية‪ ,‬إل بكشف كذب‬ ‫وزيف الثورة المخملية‪ ,‬وإسقاط دحلفها بطريقة باتة ونانجحة‪ ,‬سواء‬ ‫مــن الســلطة أو ســواء مــن المعارضــة‪ ,‬أي إســقاط نظامهــا الشــد‬ ‫رنجعية عن نظا م دحسني مبارك‪.‬‬

‫‪318‬‬


‫‪ -4‬ل انجاز لعبــور المرادحــل الفرعيــة للنتفاضــة الثوريــة الشــعبية‬ ‫للثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة الصــيلة‪ ,‬إل ببنــاء دحلــف الثــورة‬ ‫الشعبية‪ -‬وقيادتها )قيادة الثورة الوطنيــة ‪ -‬الديمقراطيــة الصــيلة(‪,‬‬ ‫وبعد تحديد أهدافها ومهامها وبرامجها الثورية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ودحتى ننقذ الثورة الشعبية الصيلة ‪ ,‬فعلينا اللتزا م بخطة الطريق‬ ‫الثوريــة الصــحيحة و الصــيلة‪ .‬بتحديــد أهــداف الثــورة الســتة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الستقلل السياسي والقتصادي والعسكري الوطني ‪.‬‬ ‫‪ -2‬بناء منظومة الديمقراطية الوطنيــة الــتي تجمــع بيــن الفاعليــات‬ ‫الجماهيرية على صعيدها الجغرافــي والنــوعي‪ ,‬وبيــن النخبــة‬ ‫لكــل التجاهــات والمــدارس السياســية الوطنيــة والمعارضــة‬ ‫والمقاومة للستعمار والصهيونية والحلــف الطلنطــي بقيــادة‬ ‫الوليات المتحدة المريكية‪ ,‬وتجمع هذه الصيغة بين الختيار‬ ‫السياسي من قواعد الدحزاب والجمعيات والتيارات السياسية‪,‬‬ ‫والتوافق‪ ,‬والنتخابات التقريرية أول ‪ ,‬أنهــا صــيغة المحــاور‬ ‫الثلثــة‪ :‬شـباب النتفاضــة علــى أســاس نجمـاهيري نجغرافـي‪,‬‬ ‫بالضافة إلى قطاعات الجمــاهير والمجتمــع المــدني الحقيقــي‬ ‫من النقابات والتحادات والقوى الفاعلة الهلية غيــر الممولــة‬ ‫أنجنبيا‪ ,‬بالضافة إلى التيارات و المــدارس السياســية الربعــة‬ ‫الوطنيـــة والمعارضــة والمقاومـــة للســـتعمار والصـــهيونية‬ ‫والحلف الطلنطي الغربي ‪.‬‬ ‫‪ -3‬بنــاء منظومــة العدالــة الشــاملة انجتماعيــا واقتصــاديا وثقافيــا‬ ‫وسياسيا وقانونيا‪.‬‬

‫‪319‬‬


‫‪ -4‬بناء آليات التنمية الشاملة والمستدامة على أساس استراتيجيات‬ ‫العتماد على الذات ودعم الصدقاء‪.‬‬ ‫‪ -5‬إرســاء أركــا ن واليــات الدولــة العربيــة التحاديــة الختياريــة‬ ‫خارج إطار نجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫‪ -6‬إرساء أسس التكامل و التنمية الشــاملة والمســتدامة لقليــم دول‬ ‫دحوض النيل ‪.‬‬ ‫وبعد تحديد الهداف الستراتيجية للثورة الوطنية الديمقراطية‬ ‫ذات البعـــاد الشـــعبية‪ ,‬يتـــم بنـــاء الحلـــف النجتمـــاعي القتصـــادي‬ ‫والسياسي للثورة‪ ,‬ويتم تحديد قوى نجيش الثورة الشــعبية‪ ,‬وقيادتهــا –‬ ‫وفقا للقترادحات السابقة التجميعية – ثــم التقــد م لتحقيــق مهــا م اســتل م‬ ‫الســلطة‪ ,‬والبــدء فــي انجــاز مهــا م وأهــداف الثــورة الساســية بطــرق‬ ‫وأساليب ثورية وفاعلة ومنجزة سوف تستمر عمليا لسنوات ‪.‬‬ ‫ولـن أمـل مـن تكـرار أ ن أي تحـرك خـارج خريطـة الطريــق‬ ‫الثورية هذه ‪ ,‬قد يكو ن تحركا نافعا‪ ,‬أو ضارا لكنــه لــن يكــو ن دحاســما‬ ‫في دعم وإنقاذ وبناء الثورة الوطنية الديمقراطية الصيلة‪ .‬هذه قوانين‬ ‫الثورة‪ ,‬ولقد دحاولت أ ن أصيغ علقاتهــا الســببية فــي دحــالت الحركــة‬ ‫والديناميكية‪ ,‬أي دحاولت أ ن أصيغها صياغة ميدانية‪ ,‬وليست صــياغة‬ ‫معملية‪ ,‬صياغة مفتودحة‪ ,‬وليست صــياغة متحوصــلة دحــول ذاتهــا‪ ,‬أو‬ ‫أي ذات‪ .‬لم أربط هذه الصياغة بفرد أو مجموعــة محــددة ضــيقة‪ ,‬أو‬ ‫متسعة ‪.‬‬ ‫لقد ارتضيت فــي كتــابي دحــول‪":‬مصــر علــى أعتــاب الثــورة"‬ ‫الصادر في النصف الول سنة ‪ 2008‬أ ن أكو ن مجــرد "مــؤذ ن فجــر‬

‫‪320‬‬


‫الثـورة وقـارع أنجراسـها" أل ن أتقـد م بوضـع خريطـة طريـق عمليـة‬ ‫ثورية لكو ن أول الطلئع للقيادة الثورية ‪.‬‬ ‫منــذ أ ن صــغت كتــابي ســنة ‪ 2008‬بــدأت اتصــالت سياســية‬ ‫سرية ترشحني لمناصب سياسية عليــا‪ ,‬رفضــت دومــا منصــب عبــد‬ ‫المأمور دحــتى لــو وصــل إلــى منصــب رئيــس الــوزراء‪ .‬واســتخدمت‬ ‫كورقة مناورة وتــواز ن لمناصــب أعلــى أفشــلها نجمــال مبــارك وأمــه‬ ‫دحينما كا ن المر بيدهما واستمرت محاولت اللعــب مــن دحــولي بيــن‬ ‫الجد والهزل‪ ,‬إلى أ ن دحسمت أمريكا وإسرائيل الفيتو ضدي شخصيا‪,‬‬ ‫وراعني وأقلقني‪ ,‬أنهما مازال يمتلكا ن هذا الفيتو )أي دحق العتراض‬ ‫والنقض( بعد الثورة ولم اقلق من مجرد استخدامهما هذا المر ضدي‬ ‫شخصــيا ‪ ,‬فهــذا شــرف لــي ‪ ,‬وزاد ثــوري ‪ ,‬مــازال يمكننــي مــن‬ ‫الســتمرار‪ ,‬بــل وفضــح ذلــك‪ ,‬لخلــق وبنــاء فكــر الثــورة وبرنامجهــا‬ ‫وخريطة الطريق العملية لها‪ ,‬لتنتقل من شخصي البسيط‪ ,‬إلى الشــعب‬ ‫الثــائر أكــثر شــعوب الرض ميل للثــورة و علــى أسســها الصــحيحة‬ ‫والرصينة ‪ ,‬أؤكد هذا بالعلم و فقــد ســخرت دحيــاتي‪ ,‬أو نجــزء رئيســي‬ ‫منها‪ ,‬لمتابعة تاريخ الدولة الوطنية المصرية القديمـة‪ ,‬لعـدة ألف مـن‬ ‫السنين‪ ,‬ولهذا فأنا أنطــق عــن علــم ودحقيقــة‪ ,‬وليــس بالجمــل الجوفــاء‪.‬‬ ‫وهذا ما سيطالعه أبنــاء مصــر كلهــم دحينمــا أتمكــن مــن نشــر كتــاب‬ ‫عمري‪ ,‬الذي انتهيت من صياغته سنة ‪ 1998‬ولــم أتمكــن مــن نشــره‬ ‫دحــتى أل ن‪ ,‬رغــم أ ن بعــض أنجهــزة وزارة الثقافــة دارت بمحــاولت‬ ‫نشره الفاشلة ‪ ,‬التي نجرت إدحداها دحتى البروفة العامة ‪.‬‬

‫‪321‬‬


‫الخاتمة ‪.‬‬ ‫أنجلس في أدحيا ن كثيرة أفكر‪ ,‬لماذا يتم إنجهاض الثورة الوطنية‬ ‫الديمقراطية المصرية كلمــا طلعــت بطلعتهــا القويــة منــذ ســنة ‪1881‬‬ ‫وسنة ‪ 1882‬بقيـادة أدحمـد عرابـي ودحزبـه الـوطني الول و رغـم أ ن‬ ‫هذه الحلقة سبقت تحركات روســيا الثوريــة بحــوالي ربــع قــر ن علــى‬ ‫أساس دحلقة ‪ 1905‬الثورية في روسيا‪ ,‬وبــأكثر مــن ذلــك فــي الصــين‬ ‫وأسيا كلها التي اشتعلت ثوراتها على مرادحــل كالصــين الــتي تونجتهــا‬ ‫ثورة سنة ‪. 1949‬‬ ‫ويــزداد قلقــي أ ن الحلقــة الثالثــة للثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة‬ ‫بقيادة نجمـال عبـد الناصـر وتنظيــم الضــباط الدحــرار ‪ ,‬كــانت دحســب‬ ‫العتقاد الشعبي لبد أ ن تكو ن ثابتة " التالتــة تابتــة " وفعل كــادت أ ن‬ ‫تنجز برامجها الثورية في تحقيق الستقلل الوطني ‪ ,‬وبنــاء التنميــة ‪,‬‬ ‫ووضــع صــور فاعلــة للعدالــة النجتماعيــة ‪ ,‬وهندســة صــور أوليــة‬ ‫للديمقراطيــة الوطنيــة ‪ ,‬ودعــم الودحــدة العربيــة ‪ ,‬وتحســين علقــات‬ ‫منظومة دحوض النيل وأفريقيا ‪ ,‬بل أسيا وأمريكا اللتينية ‪ ,‬وبعد قطع‬ ‫أشواط بعيدة على هذه المسارات ‪ ,‬تم الرتداد عن الثورة ‪ ,‬وهزيمتها‬ ‫‪ ,‬وبصراع ضار لم ينتهي بعد لمحو أثارها على أرض الواقع ‪.‬‬ ‫وقد ل يختلف كل أطياف السياسة الوطنية في مصر‪ ,‬دحول أ ن‬ ‫السبب الرئيسي لهذه الحــرب الضــروس القامعــة والمجهضــة للثــورة‬ ‫المصرية‪ ,‬ينبع من طبيعتها الوطنية الديمقراطيــة ذاتهــا ‪ ,‬فالســتعمار‬ ‫والصــهيونية والحلــف الغربــي الطلنطــي لهــا بالمرصــاد‪ ,‬فــالفكر‬ ‫والسلوك المبراطوري )للقوى الرأسمالية الظالمة الكبرى في عالمنا‬

‫‪322‬‬


‫ـ القوى المهيمنة( ـ أي المبريالية ضد دحــق الشــعوب فــي الســتقلل‬ ‫الوطني ‪ ,‬والديمقراطية المستقلة ‪ ,‬والتقد م المستقل‪ ,‬ودو ن ذلــك‪ ,‬وفــي‬ ‫موانجهة لقــبره يمكــن أ ن ينبعــث الســتعمار مــن نجديــد‪ ,‬وعلــى أســس‬ ‫الدحتلل العسكري التقليدي البغيض‪ ,‬ويتم تحريك كل قــوى القصــف‬ ‫والقتــل والمــأمرات والرهــاب للتصــدي لمجــرد دحــق الشــعوب فــي‬ ‫الستقلل الوطني‪ ,‬والتنمية الشاملة المستدامة المستقلة‪ ,‬والديمقراطية‬ ‫الوطنية ‪ ,‬ونظم العدالة المركبة والعميقــة وودحـدة المـم والمجتمعـات‬ ‫وبناء الدولة القوية‪ ,‬والقاليم المنة المتطورة والمستقلة‪.‬‬ ‫‪ #‬إ ن ودحدة التاريخ المصري الممتد للف السنين تقــو م علــى ثنائيــة‪:‬‬ ‫الستقلل ــ الدحتلل‪ ,‬إنهــا نظريــة السياســة المصــرية الساســية‪:‬‬ ‫ودرسها الساسي للنجيــال الصــاعدة والقادمــة ‪ ,‬الســتقلل شــرط‬ ‫التقد م والتطور والبناء والحرية وكل ظواهر السياسة وســلوكياتها‪.‬‬ ‫والســتقلل دومــا ضــد الدحتلل والســتعمار والهيمنــة والتبعيــة‪,‬‬ ‫الســتقلل ضــد القــوى الغاشــمة والناعمــة المرتبطــة بالســتعمار‬ ‫وقوى الهيمنة ‪.‬‬ ‫ولشك أ ن الثورة الكاذبة ) الناعمة ( ابتكار استعماري خبيث‪,‬‬ ‫يعمــل بمنطــوق "وداونــي بــالتي كــانت هــي الــداء"‪ ,‬وضــع أسســها‬ ‫النظريــة رنجــل الفكــر الســتراتيجي المريكــي المتطــور "زبجينــو‬ ‫بريجنسكي" مستشار المن القومي للرئيس المريكــي كــارتر‪ ,‬رنجــل‬ ‫اللجنة الثلثية الدوليـة القــوى‪ ,‬وصــادحب نظريــة تقــويض دول العـالم‬ ‫الثالث‪ ,‬بعد تقــويض الكتلــة الشــتراكية والســوفيتية فــي شــرق أوربــا‬ ‫واسيا الصغرى‪ ,‬رافع لواء المراقبة النتخابية ‪ ,‬لعمــال آليــات النيــو‬

‫‪323‬‬


‫ليبرالية التي تعــبر عــن قــوى اليميــن الكــثر تطرفــا فــي عــالم اليــو م‪,‬‬ ‫التطــرف الســلمي‪ ,‬الــذي يقــف قبــل النحــدار إلــى تطــرف العــدوا ن‬ ‫والدحتلل والقصف النجنبي ‪.‬‬ ‫ولقد تكفل لويس برنار المريكي من أصول فرنسية بصــياغة‬ ‫دحلقاتها الوسطى التي تربــط اليميــن المتطــرف المــدني بقــوى العنــف‬ ‫والرهــاب‪ ,‬واســتمر هنــرى ليفــي برنــار المفكــر والقائــد العملــي‬ ‫الفرنسي‪ ,‬لستكمال مسيرة النحدار للثورة الكاذبة )الربيع ـ المخملية‬ ‫ـ الملونة( ليدمج الــونجه النــاعم بــالونجه الغاشــم ‪ ,‬دحــتى يصــل لتخليــق‬ ‫نجنين إرهابي بشع يتشكل بملمـح الصـهيونية العنصـرية العدوانيـة ‪,‬‬ ‫طــل فــي مونجــات قصــف الطلنطــي لبــادة الشــعب الليــبي الشــقيق‪,‬‬ ‫وإزادحــة وقتــل قيــادته الوطنيــة المســتقلة‪ .‬وتجســد فــي كيــا ن مشــوه‬ ‫وممسوخ يجمع بين الرهاب والتطرف الديني والقومي والطائفية في‬ ‫سوريا الحبيبة ‪.‬‬ ‫إ ن إنقاذ الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية الصــيلة ‪ ,‬ل يتــم‬ ‫إل بإسقاط ومحو كل أثار الثورة الكاذبة )ربيع مصـر ــ ثـورة مصـر‬ ‫المخملية أو الملونة( وتصــفية دحلفهــا التــابع‪ ,‬بــل الكــثر تبعيــة لقــوى‬ ‫الهيمنة الستعمارية الغربية الصهيونية بقيادة أمريكا‪ ,‬من قوى التيــار‬ ‫الســل م السياســي وظيفــي النشــأة والتكــوين‪ ,‬وظيفــي الســتمرارية‬ ‫والحياة‪ ,‬وظيفي في اعتلئه وتمكينه لصالح قوى الهيمنة الستعمارية‬ ‫الصــهيونية الغربيــة ـــ وقــوى اليميــن الرأســمالي المتطــرف )النيــو‬ ‫ليبراليــة( ـــ وقــوى المجتمــع المــدني المصــنوع والممــول غربيــا ً‬ ‫واستعماريا وصهيونيا ‪.‬‬

‫‪324‬‬


‫وتتأسس مســيرة إنقــاذ الثــورة الوطنيــة الديمقراطيــة الصــيلة‬ ‫بتحديد مقوماتها من الهداف والمها م والبرامج النضالية وبناء دحلفها‬ ‫الثوري‪ ,‬وقياداتها الثورية بطريقــة علميــة رصــينة وشــعبية ‪ ,‬وبــدو ن‬ ‫ممادحكة من على كراسي الخرين ‪.‬‬ ‫لقــد رصــدت كــل ذلــك وفصــلته لينتقــل دوري صــعودا مــن‬ ‫الونجود الفردي إلى الونجود الجمعي الشعبي‪ ,‬و يتحصن دحلف الثــورة‬ ‫بشعبه‪ ,‬فل دحصانة إل بالشعب ‪.‬‬ ‫) انتهت (‬ ‫ظهر الدحد ‪9/6/2013‬‬

‫‪325‬‬


‫كيف ننقذ الثورة الوطنية الديمقراطية‬ ‫ذات الفاق الشعبية‬ ‫‪1‬ـ مدخل نظرى ضرورىا ‪:‬‬ ‫تداخلت وإختلطت يو م ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬ثورتا ن‪ :‬الولى‪:‬‬ ‫ثورة كاذبة ذات تسميات متعددة" مخملية ـ ربيع ـ ملونة ـ معطرة ‪...‬‬ ‫الخ"‪.‬‬ ‫وهى ثورة معدة مسبقا‪ ،‬وكل يو م نجديد يمر‪ ،‬نكشف سرا من‬ ‫أسرار كونها دحدث مجهز‪ ،‬ومعد مسبقا‪،‬ومقولبة‪ :‬فحلفها الطبقى‬ ‫يتكو ن من‪ :‬تيار السل م السياسى الوظيفى‪ ،‬بقيادة الخوا ن المسلمين‪،‬‬ ‫وهو تيار وظيفى من دحيث النشأة والتكوين والممارسة والسلوك‬ ‫الفعلى لصالح قوى الهيمنة الخارنجية "القوى الستعمارية‬ ‫والصهيونية القديمة والجديدة" والقوى الحاكمة الداخلية منذ عهد‬ ‫الملك فؤاد ثم فاروق‪ ،‬ثم تصادمت مع ثورة سنة ‪ 1952‬الصلية‪ ،‬ثم‬ ‫تحالفت ذيليا مع قوى الثورة المضادة بقيادة السادات‪ ،‬وتوافقت مع‬ ‫نظا م مبارك عند دحدود معينة تخد م على بنية دولة التبعية‪ ،‬فلما‬ ‫إنفردت بالحكم عمقت دولة التبعية الذليلة للحلف الستعمارى‬ ‫الصهيونى الغربى بقيادة الوليات المتحدة المريكية بعد ‪ 8‬أغسطس‬ ‫سنة ‪.2012‬‬ ‫* وتونجد قوتا ن أخريا ن لحلف الثورة الكاذبة هما‪ :‬قوى‬ ‫اليمين الليبرالى )النيوليبرالية( وقوى المجتمع المدنى المصنوع‪،‬‬

‫‪326‬‬


‫والممول غربيا‪ :‬استعماريا وصهيونيا‪ .‬وقد تكو ن الحلف السياسى‬ ‫للثورة الكاذبة من‪ :‬قوى الحلف الطبقى بأدحزابه وتحالفاته وإئتلفاته‬ ‫ودحركاته ونجبهاته‪ ،‬وشكل قوى النظا م الراهنة من الموالة ـ ومعظم‬ ‫المعارضة‪ .‬بالضافة إلى قوى تنتمى لنظا م مبارك سواء تمت‬ ‫هزيمتها والتخلص منها‪ ،‬أو تستمر علنية أو سرية‪.‬‬ ‫بالضافة لقلة من كبار القادة والمواظفين مدنيين وعسكريين‪،‬‬ ‫من دولة ما بعد ‪ 12‬أغسطس سنة ‪ ،2012‬وهى تلك القيادات التى‬ ‫إستمرت أو ترقت بعد هذا التاريخ‪.‬‬ ‫والثورة الثانية‪ :‬وهى الثورة الشعبية الصلية‪ ،‬وقد دخلت‬ ‫مردحلة النتفاضة الثورية ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬بعد أ ن كانت فى‬ ‫مردحلة تعاظم المد الشعبى منذ سنة ‪ ،2007‬وذلك دحينما توفر‬ ‫شرطيها‪ :‬ـ رفض الشعب كل الشعب للسياسات العامة والخاصة‬ ‫لنظا م مبارك ـ نفاذ وضياع الفرص التى يمتلكها النظا م فى الصلح‬ ‫والتغيير الضرورى‪ ،‬أو دحتى تجميل ونجهه الكرية‪ ،‬وتحت الدخول‬ ‫الكاسح للثورة الكاذبة‪ ،‬ولدت النتفاضة الشعبية فى عملية ولدة‬ ‫قيصرية‪ ،‬واستخرج الجنين مبتسرا‪ ،‬أو ناقص التخليق‪ ،‬وبالذات فى‬ ‫غياب تحديد الهداف السياسية وتم الكتفاء بشعارات عامة من‬ ‫ميراث لنضال الثورة الشعبية الصلية مثل‪) :‬خبز ـ دحرية ـ عدالة‬ ‫إنجتماعية ـ كرامة إنسانية(‪ .‬ثم إنصراف الجميع عن تحديد وبناء‬ ‫دحلف الثورة الشعبية الصلية الذى يتكو ن طبقيا من العمال والفلدحين‬ ‫والرأسمالية الوطنية المنتجة‪" :‬بشرائحها الوسطى من الصناعيين‬ ‫والزراعيين والمهينين والمثقفين والقيادات الدارية الساسية مدنية‬

‫‪327‬‬


‫وعسكرية" ومثقفى هذه الطبقات‪ ،‬والحرفيين وبسطاء الشعب فى‬ ‫القرى والمد ن القليمية والدحياء الشعبية‪ :‬ثلثها‪ :‬من تيرات المة‬ ‫الربعة على أساس معاداة الستعمار والصهيونية ورفض التبعية‬ ‫لهم‪ ،‬وهم‪ :‬تيار الرأسمالية المنتجة والوطنية )الليبرالية( ‪ +‬التيار‬ ‫الشتراكى والشيوعى تيار العمال والحلف العمالى الفلدحى‬ ‫بالتعريف المحدد لهما ‪ +‬التيار الدينى المستنير‪ ،‬الذى يعبر عن‬ ‫مزاونجة الصالة بالحداثة فى فكر وسلوك مستقل وطنى ومتطور ‪+‬‬ ‫التيار القومى العربى الناصرى دحلف قوى الشعب العاملة الواسع‪.‬‬ ‫* والثلث الثانى‪ :‬لقوى الحلف الثورى السياسى‪ :‬من قوى الشباب‬ ‫الثورى على أساس الختيار على أسس نجغرافية )الجمهورية ثمانية‬ ‫قطاعات نجغرافية متناسبة فى الثقل السكانى( وهذا من الشباب‬ ‫الثورى الذى شارك فى انتفاضة ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2011‬وما زال‬ ‫يحمل لواء وعنفوا ن الثورة الشعبية الصلية‪ ،‬دحتى ولو كانت كتلته‬ ‫الغالبة من غير السياسيين‪ ،‬أو من يقفو ن على أعتاب السياسة‪،‬‬ ‫فالنتفاضة تعنى اشتغال الشعب بالسياسة‪.‬‬ ‫* والثلث الباقى‪ :‬من نجماهير الشعب على أساس نوعى من ثمانية‬ ‫قطاعات نوعية تضم‪) :‬العمال ـ الفلدحين ـ المرأة ـ المهنيين‬ ‫والمثقفين ـ الحرفيين من كل دحرف المجتمع اليدوية والعقلنية( مثل‬ ‫رنجال الدين السلميين والمسحيين )الصغار والمتوسطين( ـ رنجال‬ ‫القوات المسلحة والمن السابقين ـ رنجال النتاج من الرأسماليين فى‬ ‫الصناعة والزراعة والتجارة والسيادحة "وغرفهم" ـ كبار المثقفين‬ ‫والعلماء والقادة المدنيين والعسكريين‪.‬‬

‫‪328‬‬


‫* بعد تحديد الحلف الطبقى والسياسى والديمقراطى للثورة يتم تحديد‬ ‫الهداف الكبرى للثورة الشعبية فى بناء ستة استرتيجيات وستة‬ ‫برامج كبرى تتوزع على‪ :‬بناء الستقلل الوطنى الراسخ سياسيا‬ ‫وإقتصاديا وثقافيا وعسكريا‪.‬‬ ‫ـ بناء نظم الديمقراطية الوطنية ذات البعاد الشعبية بالهندسة‬ ‫الديمقراطية وفق ما تقد م‪.‬‬ ‫ـ بناء المنظومة المتكاملة للعدالة النجتماعية والقتصادية والثقافية‬ ‫والقانونية والسياسية‪.‬‬ ‫ـ وضع وبناء نظم التنمية الشاملة والمستدامة استنادا للمواد المحلية‬ ‫بالساس‪ ،‬وبمساعدة الموارد الشقيقة والصديقة على أسس وطنية‬ ‫موضوعية‪.‬‬ ‫ـ وضع وبناء أسس قيا م الدولة العربية التحادية على أسس طوعية‬ ‫وإختيارية ومتدرنجة وخارج نجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫ـ وضع أسس التنمية المتكاملة لدول دحوض النيل‪ ،‬وكيفية توسيع‬ ‫الستفادة وإستغلل مياة النيل المهدورة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ خطة الطريق الثوريةا ‪ :‬لنقاذ الثورة الشعبية اللصليةا ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬إضطررت للتطويل فى البند النظرى لكشف المستور‪ ،‬وعليه‬ ‫فالدعوة للنتخابات الرئاسية المبكرة دعوة باطة‪ ،‬ول نجدوى منها‪،‬‬ ‫فهو دعوى لتداول السلطة داخل دحلف الثورة الكاذبة‪ ،‬وخارج‬ ‫دحلف الثورة الشعبية الصلية‪ ،‬أى الثورة الوطنية الديمقراطية‬ ‫ذات البعاد الشعبية‪ ،‬وهذا نجوهر هذه الدعوة ودحقيقتها‪ ،‬ذلك أ ن‬ ‫أيا من أبناء الحلف الثورى ل يملك المكانيات النتخابية التنافسية‬

‫‪329‬‬


‫فى ظل هيمنة الثورة على السلطة وعلى الثورة الكاذبة‪،‬‬ ‫والغراق بالتمويل النتخابى الخارنجى المعادى‪.‬‬ ‫ب‪ .‬والدعوة لمجلس رئاسى من قوى دولة التبعية‪ ،‬دحتى ولو تحت‬ ‫سلطة رئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬دعوة باطلة ومضللة‪ ،‬فالثورة‬ ‫الصلية ليست ثورة تسير على طريق الدساتير التى تعمل فى ظل‬ ‫نظم التبعية ومعاداة الشعب والوطن‪ ،‬إ ن هذه الدعوة ربما كانت‬ ‫تصلح أداة للتغيير قبل النتفاضة الثورية الشعبية الصلية‬ ‫والجذرية‪ ،‬فى ظل نظا م مبارك الذى استمر وانتقل بأسقف اكثر‬ ‫انخفاضا فى البعاد الوطنية والقتصادية والنجتماعية والسياسية‬ ‫والقانونية‪ ،‬تحت دحكم التيار السلمى بقيادة الخوا ن " دحلف‬ ‫الثورة الكاذبة‪ ،‬مع قوة اخرى‪ :‬موالة ومعارضة"‪.‬‬ ‫ج‪ .‬أ ن تدعو قوى النتفاضة الشعبية الثورية الصلية‪ ،‬لتكو ن قيادة‬ ‫مركزية للثورة من ثنمانية وأربعين فردا لم يخد م أى منهم فى‬ ‫نظا م مبارك ونظا م الثورة الكاذبة‪ :‬ثلثهم أى )ستة عشر( من‬ ‫التيارات السياسية الربعة‪ :‬بواقع أربعة لكل تيار )تجبر التيارات‬ ‫على التآلف والتودحد‪ ،‬وتجبرهم على اعل نهم رفض الهيمنة‬ ‫الستعمارية الغربية الصهيونية‪ ،‬واستقلل الوطن بالثورة‪(.‬‬ ‫ـ بالضافة لختيار )ستة عشر( شابا ثوريا متواصل فى اشتراكة فى‬ ‫أدحداث النتفاضة الثورية منذ ‪ 25‬يناير سنة ‪ 2011‬دحتى ال ن‪،‬‬ ‫بواقع‪ :‬شابا ن إثنا ن لكل قطاع نجغرافى )القاهرة الصغرى ـ نجنوب‬ ‫الصعيد والوادى الجديد ـ شمال الصعيد والجيزة ـ شرق الدلتا‬ ‫والقليوبية ـ القناة ـ وسيناء والبحر الحمر ـ وسط الدلتا ـ غرب‬

‫‪330‬‬


‫الدلتا ـ السكندرية ومطروح‪) .‬يراعى التوزيع على أساس النسب‬ ‫السكانية(‪.‬‬ ‫بالضافة إلى الثلث الباقى من القطاعات النوعية المذكورة‬ ‫بواقع إثنا ن لكل قطاع‪ .‬هذه القيادة المركزية تنتخب رئيس‪ ،‬ومجلس‬ ‫رئاسى مكو ن من ستة لكل ثلث لثنا ن ـ وباقى القيادة المركزية تمثل‬ ‫نجمعية عمومية لمؤسسة الرئاسة‪ ،‬هذا كله خلل فترة إنتقالية لمدة‬ ‫أربعة أعوا م ـ يتم فيها انتخاب مجلس كبير من )‪ :(1200‬لكل ثلث )‬ ‫‪ (400‬فرد يتوزع بين نجمعية تأسيسية لوضع الدستور الدائم وأسس‬ ‫النظا م السياسى وتنقية النظا م القانونى‪ ،‬ومجلس الشعب )المجلس‬ ‫التشريعى(‪ .‬وتكو ن هذه الصيغة المهندسة ديمقراطيا هى شرط‬ ‫التكوين لى شكل سلطوى خلل الفترة النتقالية‪.‬‬ ‫د‪ .‬إننا بذلك نضمن بناء دحلف الثورة الطبقى والسياسى فى السلطة‬ ‫لبدء بناء الثورة وتحقيق أهدافها وبرامجها‪.‬‬ ‫‪22/6/2013‬‬

‫‪331‬‬


‫عودة إلى الوقوع ‪ ..‬فى الدائرة الخبيثة‬ ‫لأخفى فردحتى الغامرة بالتخلص من دحكم السل م السياسى‬ ‫بقيادة الخوا ن المسلمين لمصر‪ ،‬تحت ضغط الثورة الشعبية الصلية‬ ‫الجبار‪ ،‬وذلك لعدة أسباب‪:‬‬ ‫‪1‬ـ الخوا ن المسلمو ن وباقى قوى التيار السلمى السياسى‪،‬‬ ‫نجماعات وظيفية أى موظفة من دحيث النشأة والتكوين والسلوك‬ ‫السياسى لصالح قوى الهيمنة الخارنجية ممثلة فى الستعمار‬ ‫والصهيونية بقيادة أمريكا‪ ،‬وقوى الهيمنة الداخلية من الملك وقوى‬ ‫الثورة المضادة والقوى الرنجعية‪ ،‬وبالتالى هى قوى غير وطنية‬ ‫بالمعنى السياسى والسلوكى للكلمة‪ ،‬وإ ن كانت مصرية الجنسية‬ ‫بالمعنى القانونى والنجتماعى والمادى للكلمة‪.‬‬ ‫‪2‬ـ فكر وسلوك الخوا ن المسلمين السياسى وباقى قوى التيار‬ ‫السلمى السياسى خارج مفاهيم العصر‪ ،‬وينتمى فى أدحسن‬ ‫الحوال لصيغة دولة المد ن السياسية‪ ،‬والمبراطوريات العبودية‬ ‫والقطاعية بالمعنى القتصادى والنجتماعى والمعنى السياسى‬ ‫دحسب سنن التطور المجتمعى‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الفكر والسلوك القتصادى للخوا ن المسلمين وباقى قوى تيار‬ ‫السل م السياسى هو فكر الممالك القطاعية‪ ،‬وفى أدحسن الدحوال‬ ‫من الصيغ الدنيا من الرأسمالية المبتدأة‪ .‬والبعد النجتماعى ل‬ ‫يخرج عن الصيغة الطائفية‪ ،‬ودحكم وصراعات الطوائف فى‬

‫‪332‬‬


‫المردحلة القطاعية الصريحة أو مردحلة تحلل أسلوب النتاج‬ ‫القطاعى‪.‬‬ ‫‪4‬ـ وعليه فإ ن فردحتى غامرة ونبوءتى السياسية تؤكد زوال هذا الفكر‬ ‫ذلك أ ن سيتجه فى اتجاهة الغالب إلى التحلل والذوبا ن فى الفكر‬ ‫الوطنى الحديث‪ ،‬وفى اتجاهات القلية إلى النفجار الرهابى‬ ‫اليائس الذى تتناقص فيه الفرص إما م إدحتضا ن الستعمار‬ ‫والصهيونية له شيئا فشيئا‪ ،‬ذلك أ ن الرهاب لتيار السلمى‬ ‫السياسى كا ن وظل صناعة استعمارية وصهيونية خالصة‪ ،‬بدعم‬ ‫من القوى ارنجعية وأساليب عيشها الريعى شبه القطاعى‪ ،‬وتيار‬ ‫السل م السياسى بقيادة نجماعة الخوا ن المسلمين يمثل القوة‬ ‫الرئيسية لحلف الثورة الكاذبة المسماة )مخملية ـ ربيع ـ ملونة ـ‬ ‫معطرة ‪ ..‬الخ(‪ ،‬ولكن بقى لهذا الحلف قوى سياسية من صميم‬ ‫بنيانه هى القوى الليبرالية الجديدة‪ ،‬والقوى الممولة أنجنبيا من‬ ‫قطاع المجتمع المدنى المصنوع بالختراق الستعمارى‬ ‫الصهيونى‪ .‬وهذه القوى السياسية تعبر عن قوى طبقية من‬ ‫الرأسمالية‪ :‬الطفيلية والريعية والعقارية الكبرى والبيروطراطية‬ ‫)أى التى تكونت ثرواتها بحكم شغلها للمناصب العامة(‪ ،‬ومن‬ ‫أساطين قوى القتصاد السود‪ ،‬وعصابات مافيا السواق‪ ،‬والقوى‬ ‫الدحتكارية‪ ،‬وكلها قوى مازالت مهيمنة على مصر‪ ،‬اقتصادا‬ ‫وسياسة وأعلما وثقافة‪ ،‬وكلها تجتزء السياسة وتصدر الليبرالية‬ ‫السياسية والليبرالية القتصادية فى صيغتهما الكثر يمينية‪،‬‬ ‫الصيغة المندمجة فى العوالمة الرأسمالية المتودحشة‪ .‬وقد اتفق أ ن‬

‫‪333‬‬


‫هذا القطاع من دحلف الثورة الكاذبة" الربيع ـ المخملية ـ الملونة ـ‬ ‫المعطرة" أقل نجلفة وفجانجة عن تيار السل م السياسى البائد‪ ،‬إل‬ ‫أنه أكثر خداعا‪ ،‬وأكثرمراوغة ومخاتلة‪ ،‬وأكثر إلتفافا لتحقيق كل‬ ‫أهداف الثورة الكاذبة فى تعميق دولة التبعية‪ ،‬وضرب دولة‬ ‫الستقلل‪ ،‬وضرب دولة العدالة النجتماعية البنيانية المتعددة‬ ‫البعاد‪ ،‬وضرب دولة التنمية الشاملة والمستامة على أسس‬ ‫استراتيجية المواد الذاتية والصديقة الموضوعية‪ ،‬وضرب دولة‬ ‫الودحدةالعربية‪ ،‬وضرب دولة تكامل التنمية لدول دحوض النيل‪،‬‬ ‫والخطر ضرب صيغة الديمقراطية الوطنية ذات البعاد الشعبية‪،‬‬ ‫إنه ذات نظا م مبارك ـ مرسى‪ ،‬بصيغة معدلة‪.‬‬ ‫* ومما لشك فيه أ ن خريطة الطربق التى أصدرها وزيرالدفاع مع‬ ‫رموز قوى الوطن النجتماعية وغير السياسية وممثل عن دحلف‬ ‫الثورة الكاذبة‪ ،‬وممثلين لحركة تمرد من الشباب الثورى‪ ،‬غير‬ ‫الناضج سياسيا ول ثوريا ول يستطيع أ ن يفرق بين الثورة الكاذبة‬ ‫والثورة الصلية‪ ،‬تعبر عن عوة سريعة إلى قلب الدائرة الخبيثة‬ ‫لخطة طريق الثورة الكاذبة‪ ،‬فى تعديل نجديد لخطة مبارك التى‬ ‫أعلنها يو م ‪ 4‬فبراير سنة ‪ ،2011‬وخطة الطريق المعدلة لخطة‬ ‫مبارك الولى التى أصدرتها لجنة طارق البشرى وعاطف البنا‬ ‫وصبحى صالح‪ .‬وهذا التعديل المطروح هو تعديل نجديد‪ ،‬لنه‬ ‫سيجر البلد لمستنقع النتخابات فى ظل الدولة عميقة التبعية‪،‬‬ ‫الدولة التى مازالت الثروة الحرا م تسيطر على السلطة فيها‪ ،‬الدولة‬ ‫التى تهدر أبسط صور العدالة النجتماعية‪ ،‬الدولة التى تقع خارج‬

‫‪334‬‬


‫دائرة التنمية القتصادية ـ مابالك عن التنمية الشاملة ـ من أى‬ ‫لو ن‪ ،‬الدولة التى تقع على دحواف الدائرة للدولة الفاشلة‪.‬‬ ‫* إ ن خريطة الطريق الحديثة أو الراهنة هى إنجهاض للثورة الشعبية‬ ‫الصلية‪ ،‬وارنجاع أوأدحياء لحيوية الثورة الكاذبة‪) :‬المخملية ـ‬ ‫الربيع ـ الملونة ـ المعطرة(‪ .‬وسواء وعت القوى الراسمة لهذه‬ ‫الخريطة البعاد السياسية لها‪ ،‬أو لم تعيها‪ .‬فهى غير معفية من‬ ‫الثار الكارثية لها قاد م اليا م‪ .‬وأنا ل أقول‪ :‬اللهم إنى قد بلغت‪،‬‬ ‫اللهم فاشهد‪ ،‬ولكن لنى ثورى محترف‪ ،‬ومن الثوار الذين‬ ‫يصنعو ن عن وعى‪ ،‬ويقودو ن الثورة الوطنية الديمقراطية ذات‬ ‫البعاد الشعبية‪ ،‬الحلقة الرابعة من الثورة المصرية الصلية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬سوف أظل أناضل فى إطار الثورة الصلية دحتى‬ ‫نحقق‪ :‬الستقلل الوطنى متعدد البعاد ـ الديمقراطية الوطنية ـ‬ ‫العدالة الشاملة النجتماعية والقتصادية والثقافية والقانونية ـ‬ ‫التنمية الشاملة والمستدامة دحسب استراتيجية العتماد على‬ ‫الموارد الذاتية والصديقة موضوعيا ـ إرساء أسس الدولة‬ ‫التحادية العربية )اختيار ـ وطوعية ـ وتدرج وواقعية( ـ إرساء‬ ‫أسس التنمية المتكاملة لدول دحوض النيل‪ ،‬واعادة استثمار مياة‬ ‫النيل المهدرة‪.‬‬ ‫‪4/7/2013‬‬

‫‪335‬‬


‫خاتمة الكتاب‬ ‫مشروع الشرق الوسط الكبير هو إطار العمل‬ ‫للثورة الكاذبة‬ ‫‪1‬ـ وأنا أرانجع مسودة وأصول الكتاب بعد نجمعها‪ ،‬اكتشفت أ ن الورقة‬ ‫الخيرة له التى نجعلتها مقدمة الكتاب للتعريف بموضوعه ومؤلفه‬ ‫ودوره فيما يطردحه‪ ،‬بخاصة أ ن المؤلف ليس مجرد كاتب‪ ،‬ولكن‬ ‫هو بالساس مناضل ثورى محترف‪ ،‬مما نجعلنى أقرر أهمية‬ ‫ونجود خاتمة للكتاب يمكن أ ن تبلور العلقة بين صراع الثورتين‬ ‫الكاذبة والصلية‪ ،‬ودحركة الواقع المعاش فعليا‪ ،‬ذلك أنه برصد‬ ‫تفاصيل يو م الثلثين من يونيو سنة ‪ ،2013‬الذى هو تاج العلء‬ ‫على مفرق الثورة الصلية منذ بدأت فى عصور قدماء المصريين‬ ‫إلى اليو م‪ ،‬وعلى مدى تاريخ كل ثورات العالم فى كل البلد‬ ‫والمجتمعات النسانية قديمها ودحديثها دحتى ال ن‪ ،‬إل أ ن هذا اليو م‬ ‫بتوابعه دحتى ‪ 26‬يوليو سنة ‪ ،2013‬لم يغير من طبيعة الصراع‬ ‫الدائر بين الثورتين فى بلدنا الحبيبة مصر دحتى ال ن‪ ،‬فما زال‬ ‫دحلف الثورة الكاذبة يمسك بالسلطة‪ ،‬دحقا تمت إزادحة القوى‬ ‫الخطر فيه ‪) :‬الحلف السلمى بقيادة الخوا ن المسلمين( إل أ ن‬ ‫السلطة ما زالت فى يد باقى قوى دحلف الثورة الكاذبة على نمط‬ ‫الربيع المصرى‪ ،‬والثورة المخملية فى مصر‪.‬‬ ‫‪2‬ـ ويدخل العل م المصرى بتسريبات أمنية محترفة وعظيمة فى‬ ‫كشف طبيعة الطار القليمى والدولى الذى يدور فيه الصراع بين‬

‫‪336‬‬


‫الثورتين الكاذبة والصيلة على أرض مصر‪ ،‬دحقا يبرز الدور‬ ‫المتقد م نوعيا وكيفيا فى إدارة قضايا الدفاع عن الوطن والمجتمع‬ ‫فى مجالت المن القومى الخارنجى والداخلى‪ ،‬ويرصد عمليات‬ ‫التطور المتدرج التى تبنى المل والنجاح‪ ،‬وترسم سبل الخلص‪،‬‬ ‫وتبين آفاق الفكر والحركة الستراتيجية المستآنفة بعد إنقطاع منذ‬ ‫عبد الناصر‪ ،‬بالرغم من كل هذا ما زالت كفة الثورة الكاذبة أعلى‬ ‫من كفة الثورة الصيلة فحلف المخملية قائم ومتجدد‪ ،‬والحلف‬ ‫الثورى الصيل لم يبدأ بعد فى الصطفاف‪ ،‬وبرامج المخملية‬ ‫مونجودة ومتوافرة بل ومتجددة وبرنامج الثورة الصيلة‪ ،‬وأهدافها‬ ‫لم يبنى بعد فى إطار تنظيمى نجماعى مصرى‪ .‬وآفاق خريطة‬ ‫المستقبل التى أعلنت فى ‪ 3‬يوليو سنة ‪ ،2013‬تصب بكل روافدها‬ ‫فى مجرى المخملية‪ ،‬وتخاصم بل ول ترى الثورة الصيلة بعد‪.‬‬ ‫‪3‬ـ ودحتى أكو ن محددا فقد طردحت صحيفة الوطن يو م ‪ 17‬سبتمبر‬ ‫سنة ‪ ،2013‬خريطة الشرق الوسط الجديد ومعلومات كثيرة عن‬ ‫هذا المشروع الستعمارى المريكى الغربى الصهيونى‪ ،‬وكا ن‬ ‫أهم ما لفت نظرى فيه هو إعل ن أهداف المشروع العلنية والسرية‬ ‫سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإنجتماعيا وسوف أنقل فى هذا الكتاب‬ ‫الهداف العلنية أول ليتابعها القارئ ويتحقق من مدى التطابق بين‬ ‫هذه الهداف وخارطة المستقبل المعلنة ودحركة الواقع وإنجراءات‬ ‫دحكم مصر منذ هذا اليو م ودحتى ال ن‪.‬‬ ‫‪4‬ـ تقول الهداف المعلنة لمشروع الشرق الوسط الكبير سياسيا ما‬ ‫يلى‪:‬‬

‫‪337‬‬


‫أ‪ .‬تشجيع التنمية السياسية فى المنطقة لتكو ن الحرية هى القيمة‬ ‫العظمى والساسية السائدة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬تحقيق مبدأ السيادة الفعلية للشعب الذى يحكم نفسه بنفسه‪.‬‬ ‫ج‪ .‬التعددية السياسية وتداول السلطات‪.‬‬ ‫د‪ .‬الستناد إلى إنتخابات دحرة فى تداول السلطة‪.‬‬ ‫فإذا إنتقلنا إلى الهداف السرية السياسية أدركنا كيفية نصب‬ ‫الفخ النيوليبرالى الذى يقود إلى كل الكوارث‪ ،‬تقول الهداف السرية‬ ‫السياسية مايلى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬نشر الديمقراطية بالمنطقة على الطريقة المريكية وتقسيم‬ ‫المنطقة إلى أنجزاء‪.‬‬ ‫ب‪ .‬استيعاب الصراع ـ السرائيلى دو ن أ ن يجد دحل بين‬ ‫الفلسطينيين والسرائيليين من نادحية‪ ،‬وبين السرائيليين‬ ‫والعرب من نادحية أخرى‪ ،‬وفرض التطبيع والتوطين على‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫ج‪ .‬تعزيز النفوذ المريكى ورغبة أمريكا فى السيطرة على العالم‬ ‫كجزء من أمريكا وإقامة نظا م دولى نجديد‪.‬‬ ‫د‪ .‬إعادة رسم الخريطة السياسية لدول المنطقة‪.‬‬ ‫وهكذا تبرز أهمية الصراع بين الثورتين الكاذبة والصيلة‬ ‫ودحتمية إنتصار الصيله‪.‬‬ ‫‪5‬ـ وتتواصل أهداف مشروع الشرق الوسط الكبير الستعمارى‬ ‫الغربى )المريكى ـ الصهيونى( دحيث نرصد الهداف القتصادية‬ ‫المعلنة كالتى‪:‬‬

‫‪338‬‬


‫أ‪ .‬منطقة التجارة الحرة وتشجيع التجارة فى الشرق الوسط الكبير‬ ‫لنشاء مناطق إقتصادية‪ ،‬وتحسين التبادل التجارى ومناطق‬ ‫رعاية العمال‪.‬‬ ‫ب‪ .‬تحسين مستوى معيشة المواطنين لتخفيف التوترات والهتما م‬ ‫بالمستقبل الشامل للمواطن وادحتيانجاته‪ ،‬وتوفير فرص‬ ‫المشاركة فى استغلل مواهبهم الطبيعية‪ ،‬ويتم ذلك‬ ‫باصلدحات إقتصادية وإشراك المجتمع المدنى فى استراتيجية‬ ‫تنمية شاملة مونجهة نحو مصالح الناس الحقيقية فى العدالة‬ ‫النجتماعية‪.‬‬ ‫ـ هكذا هى عين الخطة النيوليبرالية‪ ،‬فما هى الهداف القتصادية‬ ‫السرية من ورائها للمشروع الستعمارى المريكى الغربى‬ ‫الصهيونى‪ ،‬هى كما يلى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬تأمين السيطرة على مصادر الثروة النفطية خصوصا منطقة‬ ‫الخليج وإيرا ن وبحر قزوين‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ضما ن إستمرار فتح أسواق المنطقة أما م المنتجات المريكية‬ ‫بما يحقق انتعاشا للقتصاد المريكى‪.‬‬ ‫ج‪ .‬دعم اسرائيل بفتح سوق تجارية أما م منتجاتها تغطى اكثر من‬ ‫‪ 400‬مليو ن نسمة‪.‬‬ ‫د‪ .‬إدحكا م السيطرة على الثروات الطبيعية التى يختزنها الشرق‬ ‫الوسط من ماء ونقط ويعتبرا ن من مقومات القتصاد‬ ‫العالمى‪ .‬مما يسهل تطبيق شروط منظمة التجارة‪ ،‬ويحقق‬ ‫المنافسة بين أمريكا وأوربا‪.‬‬

‫‪339‬‬


‫ـ هكذا يامن ترو ن السياسة المسطحة وتعملو ن لنتصار الثورة‬ ‫الكاذبة‪.‬‬ ‫‪6‬ـ أما عن الهداف الثقافية المعلنة للمشروع فهى‪:‬ـ‬ ‫أ‪ .‬نشر ثقافة التسامح وقبول الخر والنفتاح على العالم‪.‬‬ ‫ب‪ .‬إصلح التعليم من خلل تطوير المناهج‪.‬‬ ‫ج‪ .‬التعليم من خلل النترنت فى العراق وأفغانستا ن‬ ‫وباكستا ن واليمن وسوريا والجزائر ومصر والمغرب‪.‬‬ ‫د‪ .‬تدريس إدارة العمال‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬دعم التعليم الساسى فى المنطقة‪.‬‬ ‫أما عن الهداف الثقافية السرية للمشروع فهى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬طرح مفهو م الصراع بين الحضارات السلمية والمسيحية‬ ‫والوربية والهندية‪ ،‬واللغات العربية والفارسية والتركية بحيث‬ ‫تتصارع هذه الحضارات واللغات بدل من أ ن تتحاور‪.‬‬ ‫ب‪ .‬إلغاء القوميات والهويات السائدة بالمنطقة لصالح الثقافة الغربية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬استخدا م شعار التنمية واصلح التعليم فى إبعاد السيطرة الدينية‬ ‫على التعليم وإضافة اللغة العربية‪.‬‬ ‫د‪ .‬إدحتواء السل م السياسى سواء بالموانجهة العنيفة أو بصفقات‬ ‫سياسية تحقق استراتيجية المشروع‪.‬‬ ‫هكذا يكو ن الوضوح وهكذا يقف الجميع وراء الثورة‬ ‫المخملية الكاذبة‪.‬‬ ‫‪7‬ـ وتعلن الهداف النجتماعية العلنية لمشروع الشرق الوسط الكبير‬ ‫الستعمارى كالتى‪:‬‬

‫‪340‬‬


‫أ‪ .‬بناء المجتمع المثالى المعرفى الذى يحتر م دحقوق النسا ن فى‬ ‫العيش والتنمية‪ ،‬وباعل م دحر ومستقبل‪ ،‬ومؤسسات مجتمع مدنى‬ ‫قوية ونشطة وخدمات صحية وتعليمية وتأمينية متطورة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬إرساء معايير الشفافية ومكافحة الفساد‪.‬‬ ‫ج‪ .‬دعم المجتمع المدنى وتنشيطة باعتباره القوة الدافعة‬ ‫للصلح‪.‬‬ ‫د‪ .‬تمكين المرأة من خلل تمتعها بحقوقها‪ ،‬وتخصيص دحصة لها‬ ‫فى المجالس النيابة‪.‬‬ ‫ـ أما عن الهداف النجتماعية السرية للمشروع فهى على النحو‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫أ‪ .‬إذابة الهوية العربية فى مزيج متعدد الجنسيات والثنيات يجمع بين‬ ‫العربية والفارسية والتركية والسرائيلية والفغانية والباكستانية‬ ‫للخروج بمنتج غير متجانس الشكل والمضمو ن يسهل السيطرة‬ ‫عليه أمريكيا‪.‬‬ ‫ب‪ .‬إختراق المجتمعات العربية والسلمية باعلء ثقافة الفرد‬ ‫والمجتمع ضد ثقافة الدولة‪ ،‬بما يعنى إثارة الشعوب ضد النظم‬ ‫الحاكمة‪ ،‬وإثارة المؤسسات المدنية ضد المؤسسات الرسمية‪.‬‬ ‫‪8‬ـ وعليه فلى أ ن أفخر بهذا الكتاب الذى يرسم الخطوط الفاصلة بين‬ ‫الثورة الكاذبة التى قال عنها برنجينسكى سنة ‪ 1970‬يجب تحويل‬ ‫الدحتجانجات الجماهيرية للديمقراطية فى بلدا ن العالم الثالث‪،‬‬ ‫ليكو ن فائض ادحتجانجات لصالح الرؤية المريكية والمصلحة‬ ‫المريكية ولنهنأ نحن بخراب بيوتنا وأوطاننا دحينما‬ ‫تجتادحهاالثورات المخملية الكاذبة‪ .‬إ ن الخطوط الفاصلة قد بينها‬

‫‪341‬‬


‫هذا الكتاب وهذه مهمته وهذه مهمتى‪ ،‬أ ن أظل أدافع وأشرح‬ ‫وأعمل على رسم خريطة الثورة الوطنية الديمقراطية المصرية‬ ‫بآفاقها الشعبية فى أهدافها الستة‪ :‬تحقيق الستقلل الوطنى ـ بناء‬ ‫الديمقراطية الوطنية على صيغة الحشد الوطنى العا م ـ بناء نظم‬ ‫العدالة النجتماعية فى العمل والصحة والسكن والتعليم وكل‬ ‫الخدمات القتصادية النجتماعية والثقافية للمواطن العصرى ـ‬ ‫بناء التنمية الشاملة المستدامة على أساس استراتيجية الموارد‬ ‫المحلية أساسا وبمعاونة الموارد الصديقة غير الستعمارية‪،‬‬ ‫وبالتشغيل الكامل للقتصاد عمالة وانتانجا وخدمات ـ بناء الدولة‬ ‫التحادية العربية ـ بناء التنمية المتكاملة لدول دحوض النيل‪.‬‬ ‫أماعن الخطط والبرامج المحققة لهذه الهداف فيجب أ ن تكو ن‬ ‫مهمة نجماعية لحلف الثورة الحقيقية وهذا مسك الختا م‪.‬‬ ‫‪ 29‬سبتمبر ‪2013‬‬

‫‪342‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.