الإسلام والدبلوماسية قراءة في القيم الدبلوماسية في الإسلام

Page 50

‫ثانياً‪ :‬من السنة النبوية‪:‬‬ ‫أرس�ل الرسول الكريم صىل الله عليه وس�لم السفراء إىل امللوك وزعماء القبائل‬ ‫وأوصاهم بوصاياه وهو ما س�نعرض له يف الفصول التالية‪ ،‬وقد كان له س�فراء يف‬ ‫وقت السلم وس�فراء يف وقت الحرب‪ ،‬وقد كان رس�ول الله صىل الله عليه يزودهم‬ ‫بخاتمه وكتبه ويوفر لهم حرسا ً وصحبة يف السفر‪.‬‬ ‫وقد اش�تهرت أخبار سفرائه صىل الله عليه وس�لم إىل الروم والفرس والحبشة‬ ‫وغسان واليمن وهو ما سنفرد له فصالً خاصا ً يف هذه الدراسة‪.‬‬ ‫كما اس�تقبل النبي صىل الله عليه وس�لم س�فراء امللوك والقبائل الوافدين عليه‬ ‫وأكرم وفادتهم ووفر حمايتهم‪ ،‬فاس�تقبل س�فري النجايش وسفري املقوقس‪ ،‬وكان‬ ‫الوفد فيهما حميميا ً ودوداً‪ ،‬كما استقبل خرخرسه وبابويه سفريي كرسى القادمني‬ ‫من عند واليه عىل اليمن امللك باذان عىل الرغم من أن الرس�الة التي جاءا بها كانت‬ ‫تنص عىل أن يحرضا رسول الله إىل كرسى ليقتله!!‬ ‫ومع ذلك فقد استقبل رسول الله السفريين وتلطف يف إبالغهما الرسالة والدعوة‪،‬‬ ‫واس�تمع إىل رسالتهما ولم يبطش بهما عىل الرغم من لؤم الرسالة التي يحمالنها‪،‬‬ ‫وذلك إقرارا ً ملبدأ حصانة الرس�ل‪ ،‬وبعد أن اس�تقبلهما أسبوعني يف املدينة حملهما‬ ‫رس�الة رد لب�اذان وايل فارس عىل اليم�ن‪ ،‬ثم أعطى خرخسره منطقة فيها ذهب‬ ‫وفضة كان قد أهداها له بعض امللوك‪ ،‬فخرجا من عنده حتى قدما عىل باذان(‪.((6‬‬ ‫ولع�ل من أوضح األدلة عىل حصانة السفراء كذلك اس�تقباله لرس�ويل مسيلمة‬ ‫الك�ذاب‪ ،‬ابن النواحة وثمامة بن أثال‪ ،‬حيث اس�تمع إليهم�ا وحاورهما عىل الرغم‬ ‫من أن رس�الة مسيلمة التي يحمالنها كانت يف غاية االستفزاز والبغي‪ ،‬حيث ادعى‬ ‫مسيلمة النبوة وغلب عىل نجد وما حولها وشق بها عصا الطاعة وكانت أخطر ردة‬ ‫يف اإلسالم(‪.((6‬‬ ‫(‪ ((6‬السرية النبوية‪ ،‬البن كثري‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪501‬‬ ‫(‪ ((6‬مسند االمام أحمد‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪346‬‬

‫‪49‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.