الدبلوماسي 1

Page 1

‫ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﻓﺼﻠﻴﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ‪ -‬ﻣﺎﺭﺱ ‪٢٠١٢‬‬

‫‪http://di.mofa.gov.qa‬‬

‫ﺗﺪﺷﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻲ‬ ‫ﺍﻻﻭﻝ ﻟﻠﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺗﺤﺘﻀﻦ‬ ‫ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺪﺱ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ‬

‫ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬

‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﺙ‬


‫صدر حديث ًا عن المعهد الدبلوماسي‬

1

»Hô©dG ⁄É©dG ‘ äGÒ«¨àdG Üô¨dGh ᫵jôeC’G IóëàŸG äÉj’ƒdG ≈∏Y ÉgQÉKBGh (ΩÓ°ùdG á«∏ªY) π«FGô°SEGh Ú£°ù∏ah

äÉ≤jôY ÖFÉ°U .O

‫ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ‬ Diplomatic Institute

‫ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ‬ Diplomatic Institute www.di.mofa.gov.qa:Êhε


‫ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﻓﺼﻠﻴﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ ‪ -‬ﻣﺎﺭﺱ ‪٢٠١٢‬‬

‫‪http://di.mofa.gov.qa‬‬

‫ﺗﺪﺷﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻲ‬ ‫ﺍﻻﻭﻝ ﻟﻠﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺗﺤﺘﻀﻦ‬ ‫ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺪﺱ‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ‬

‫ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬

‫ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﺙ‬

‫جملة ف�صلية ت�صدر عن‬ ‫املعهد الدبلوما�سي ‪ -‬وزارة اخلارجية‬ ‫العدد الأول ‪ -‬مار�س ‪2012‬‬ ‫امل�شرف العام‪:‬‬ ‫�سعادة الدكتور خالد بن حممد العطية‬ ‫وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫رئي�س التحرير‪:‬‬ ‫الدكتور ح�سن بن �إبراهيم املهندي‬ ‫مدير املعهد الدبلوما�سي‬ ‫النا�شر‪:‬‬ ‫املعهد الدبلوما�سي – وزارة اخلارجية‬ ‫عناوين االت�صال‬ ‫دولة قطر‪ ،‬الدوحة‪� ،‬ص‪.‬ب‪250 :‬‬ ‫هاتف ‪)+974( 40112500 :‬‬ ‫فاك�س ‪)+974( 40112511 :‬‬ ‫الربيد الإليكرتوين ‪:‬‬ ‫‪Diplomacy@mofa.gov.qa‬‬

‫املوقع الإليكرتوين ‪:‬‬ ‫‪http://di.mofa.gov.qa‬‬

‫جميع املرا�سالت با�سم رئي�س التحرير‬

‫املقاالت املن�شورة تعرب عن �آراء‬ ‫م�ؤلفيها وال تعرب بال�ضرورة عن‬ ‫توجهات املجلة‬

‫كلمة العدد‬ ‫ملمو�سا لل�سيا�سة اخلارج َّية‬ ‫�شهدت الفرتة الأخرية ت�صاعدًا‬ ‫ً‬ ‫القطر َّية على ال�صعيدين الدويل والإقليمي‪ ،‬وجتلى ذلك وا�ضحاً‬ ‫يف جناح الدبلوما�س َّية القطر َّية يف نزع فتيل العديد من النزاعات‬ ‫ال�سلم وامل�صاحلة يف العديد من‬ ‫وال�صراعات وامل�ساهمة يف حتقيق ِّ‬ ‫الدول العرب َّية والإ�سالم َّية‪ ،‬وامل�شاركة الفاعلة يف قوات حفظ‬ ‫ال�سالم يف املناطق التي ت�شهد توترات‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن الدور الذي‬ ‫قامت به يف تعزيز التنمية الدول َّية من خالل امل�ساعدات واملعونات‬ ‫الإمنائ َّية التي قدمتها لل�شعوب التي تعاين من الكوارث الطبيع َّية ومن ويالت احلروب‬ ‫والنزاعات امل�سلحة‪.‬‬ ‫و�إميا ًنا م َّنا ب�أهم َّية و�سائل الإعالم عموماً واملقروءة منها خ�صو�صاً يف مواكبة النقلة النوع َّية‬ ‫للدبلوما�س َّية القطر َّية‪ ،‬ويف ن�شر الثقافة ال�سيا�س َّية للعاملني بوزارة اخلارج ّية‪ ،‬و�إيجاد الوعي‬ ‫ال�سيا�سي والتفكري اخلالق لدى الكادر الدبلوما�سي مبختلف م�ستوياته الوظيف َّية‪ ،‬والذي‬ ‫ي�شكل ركيز ًة �أ�سا�س َّي ًة يف جناح ال�سيا�سة اخلارج َّية القطر َّية‪ ،‬وت�شجيع احلوار حول �أ�س�س العمل‬ ‫الدبلوما�سي ومفاهيمه‪ ،‬وتعميق �أ�ساليب الدرا�سة والتحليل لدى الدبلوما�سيني‪ ،‬فقد ارت�أينا‬ ‫التنظيمي اجلديد ِل َو َزا َر ِة اخلارج َّي ِة ‪� -‬إ�صدا َر جمل ٍة‬ ‫ يف املعهد الدبلوما�سي ويف ظ ِّل الهيكل‬‫ِّ‬ ‫ف�صل َّي ٍة تهد ُ​ُف �إىل التعريفِ ب�إجنازاتِ الدبلوما�س َّي ِة القطر َّي ِة و� َ‬ ‫أن�شطتِها يف خمتلف املجاالت‪.‬‬ ‫وتهتم جملة الدبلوما�سي بتغطية �أخبا ِر َو َزا َر ِة اخلارج َّي ِة و�أن�شطتهَا مبا يف ذلك �سفارات‬ ‫ُّ‬ ‫الدولة يف اخلارج‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ن�شر مقاالت وتقارير ت�ستعر�ض عددًا من الق�ضايا ال�سيا�س َّية‬ ‫تهم دولة قطر ومنطقة اخلليج والعامل العربي‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن الأبواب املتنوعة‬ ‫واالقت�صاد َّية التي ُّ‬ ‫ذات العالقة مب�سائل ال�سيا�سة اخلارج َّية والتعاون الدويل والتي ن�أ ُم ُل �أن تعو َد بالفائدة على‬ ‫قارئ املجلة‪ ،‬وتزيد من درجة ثقافته ال�سيا�س َّية‪.‬‬ ‫أتوجه لكافة‬ ‫ريا‪ :‬ي�سعدين و�أنتم تت�صفحون العدد الأول من جملة الدبلوما�سي �أن � َّ‬ ‫و�أخ ً‬ ‫الك َّتاب واخلرباء والدبلوما�سيني العاملني بالوزارة ويف البعثات الدبلوما�س َّية باخلارج �إىل‬ ‫امل�ساهمة يف �إثراء هذه املجلة مبقاالت تتناول �أه َّم و�أبر َز املو�ضوعات ذات ال�صلة بالعمل‬ ‫الدبلوما�سي والتعاون الدويل وال�سيا�سة اخلارج َّية وامل�ستجدات والتطورات العامل َّية الراهنة‬ ‫مبا لها من انعكا�سات على ال�صعيدين الدويل والإقليمي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫خالد بن محمد العطية‬ ‫وزير الدولة للشؤون الخارجية‬


‫‪11‬‬

‫‪9‬‬ ‫اليوم الرياضي‪ :‬الخارجية في قلب الحدث‬

‫‪ 19‬من القاموس السياسي‬ ‫‪ 20‬أضواء على منظمة‪ :‬األمم المتحدة‬

‫الدوحة تحتضن‬

‫المؤتمر‬ ‫الدولي للدفاع‬ ‫عن القدس‬

‫‪4‬‬ ‫تدشين البرنامج التدريبي االول للدبلوماسيين‬

‫قطر وسياسة‬ ‫التفاعلية‬ ‫العقالنية‬

‫‪34‬‬


‫من ندوات المعهد‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫األوضاع األمنية في‬ ‫دول مجلس التعاون‬ ‫الخليجي‬

‫‪17‬‬ ‫داغ همرشولد األمين العام لألمم‬ ‫المتحدة األسبق‬

‫ّ‬ ‫متنكرون‬ ‫‪ 27‬دبلوماسية خفية ورحالة‬ ‫‪ 31‬التهديدات اإليرانية لغلق مضيق هرمز‬

‫‪23‬‬ ‫تقرير التنافسية العالمي‬

‫المساعدات‬ ‫والمعونات‬ ‫اإلنمائية المقدمة‬ ‫من دولة قطر‬

‫‪37‬‬


‫متابعات‬

‫التدريب أولوية بالخارجية إليجاد قاعدة من الشباب الطموح للعمل بالسلك الدبلوماسي‬

‫وزير الدولة للشؤون الخارجية يفتتح المعهد الدبلوماسي‬ ‫تدشين البرنامج التدريبي االول للدبلوماسيين بحضور ‪ 27‬متدرب ًا‬

‫‪4‬‬

‫الدبلوماسي‬


‫متابعات‬

‫افتتح �سعادة الدكتور خالد بن حممد‬ ‫العطية‪ ،‬وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬يف‬ ‫‪ 24‬يناير املا�ضي املعهد الدبلوما�سي بوزارة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬كان ذلك بح�ضور ٍّ‬ ‫كل من �سعادة‬ ‫ال�شيخ �أحمد بن حممد بن جرب �آل ثاين‪،‬‬ ‫م�س ـ ــاعد الوزيـ ــر ل�شـ ـ ـ�ؤون التع ـ ــاون الدويل‪،‬‬ ‫و�سعادة ال�سيد را�شد بن خليفة بن حممد‬ ‫�آل خليفة‪ ،‬م�ساعد الوزير ل�ش�ؤون اخلدمات‪،‬‬ ‫وعدد من مديري الإدارات يف وزارة اخلارجية‪.‬‬ ‫و ُي َعدُّ املعه ُد خطو ًة نوعي ًة ت�ستجيب لر�ؤية‬ ‫قطر ‪2030‬م‪ ،‬وت�ؤ�شر يف ذات ال�سياق �إىل �أبعاد‬ ‫ا�سرتاتيجية طموحة يف جمال التدريب‬ ‫بوزارة اخلارج َّية‪ .‬و�ضمن فعاليات افتتاح‬ ‫املعهد الدبلوما�سي قام �سعادة الدكتور‬ ‫خالد بن حممد العطية‪ ،‬بتد�شني الربنامج‬ ‫التدريبي الأول ملوظفي وزارة اخلارجية‬ ‫بح�ضور ‪ 27‬متدرباً‪ ،‬حيث ُي َعدُّ هذا الربنامج‬ ‫باكورة الأن�شطة التي ي�سته ُّلها املعهد بعد‬ ‫�إن�شائه بفرت ٍة وجيزةٍ‪ .‬وقد َن َّو َه �سعادته لدى‬ ‫خماطبته املتدربني واملتدربات من ال�شباب‬

‫القطري بتوجيهات ح�ضرة �صاحب ال�سمو‬ ‫ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاين‪� ،‬أمري البالد‬ ‫املفدى و�سمو ال�شيخ متيم بن حمد �آل ثاين‪،‬‬ ‫ويل العهد‪ ،‬ومعايل ال�شيخ حمد بن جا�سم‬ ‫بن جرب �آل ثاين‪ ،‬رئي�س جمل�س الوزراء‬ ‫وزير اخلارجية يف جمال تطوير املجال‬ ‫الدبلوما�سي الفتاً �إىل �آفاق التقدم والنجاح‬ ‫الذي ح َّققتها الدبلوما�سية القطرية‪.‬‬ ‫ويف كلمته الرتحيبية قال �سعادة الدكتور‬ ‫خالد بن حممد العطية‪� :‬إ َّن �إعالن ميالد‬ ‫املعه ـ ــد الدبلوما�س ـ ـ ــي كان فكر ًة قدميـ ـ ًة مل‬ ‫تفارق خميلة اخلارجية القطرية‪ ،‬وطموحاً‬

‫الكفاءات القطرية‬ ‫وراء القفزة النوعية‬ ‫التي حققتها‬ ‫الدبلوماسية‬

‫منها �سعى عد ٌد من الأطراف العاملة يف‬ ‫الوزارة �إىل ترجمة هذه الفكرة على �أر�ض‬ ‫الواقع من منطلق �أهمية اال�ستفادة من‬ ‫الكفاءات القطرية التي اعتمدت على �أنف�سها‬ ‫ يف ال�سلك الدبلوما�سي �أو الإداري‪ -‬لبناء‬‫قدرات قوية ٌّ‬ ‫كل يف جمال تخ�ص�صه‪ ،‬حيث‬ ‫�إ َّن ك َّل واحد منهم ُي َعدُّ اليو َم مدر�س ًة يف‬ ‫جماله‪ ،‬وبالتايل وجب اال�ستفادة من هذه‬ ‫الكفاءات ونقل جتاربها �إىل اجليل اجلديد‬ ‫من العاملني يف وزارة اخلارجية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �سعادة الوزير‪� :‬إ َّن الكفاءات القطرية‬ ‫يف وزارة اخلارجية يجب �أن ال تبقى جتاربها‬ ‫بعيدة عن اجليل اجلديد؛ لأَّننا ال نريد �أن‬ ‫يتك َّبد هذا اجليل نف�س امل�شاق التي تكبدها‬ ‫من �سبقهم يف �سبيل بناء قدراتهم وحتقيق‬ ‫كفاءاتهم وخرباتهم يف ك ِّل جمال عملوا فيه‪،‬‬ ‫بل نريد لهذا اجليل اجلديد من العاملني يف‬ ‫ال�صعاب‬ ‫اخلارجية �أن ُت َ�سهَّل مهامُهم‪ ،‬وتذ َّل َل‬ ‫ُ‬ ‫�أمامَهم من �أجل تطوير قدراتهم‪ ،‬وحتقيق‬ ‫ذواتهم‪ ،‬و�أن يكونوا على م�ستوى ر�ؤية قطر‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪5‬‬


‫متابعات‬ ‫ل�سنة ‪2030‬م‪ ،‬وبالأ�سا�س �إيجاد ٍّ‬ ‫�صف ثانٍ يف‬ ‫الوزارة يكون امتدادًا ل�سلفه‪ ،‬ومت�شبعاً بكل‬ ‫التجارب واخلربات ال�ضرورية يف ال�ش�أن‬ ‫الدبلوما�سي الذي تراهن عليه قطر يف �إي�صال‬ ‫ر�سالتها �إىل اخلارج منوهاً بجهود ال�صف الأول‬ ‫يف الوزارة ممن عملوا على مدى �سنوات عِ دَّة‪.‬‬ ‫و�أكد �سعادة الوزير على �أ َّن دولة قطر �أظهرت‬ ‫مت ُّيزاً ملحوظاً يف جمال الدبلوما�سية بف�ضل‬ ‫الكفاءات التي �شغلت مها َّم يف اخلارجية‪،‬‬ ‫وب�شهادة اجلميع ف�إ َّن قطر ا�ستطاعت �أن حتقق‬ ‫قفز ًة كبري ًة يف املجال الدبلوما�سي بف�ضل هذه‬ ‫الكفاءات التي �ش َّرفت عملها‪ ،‬و�ش َّرفت �صورة‬ ‫قطر على امتداد �سنوات من العمل الد�ؤوب‬ ‫وامل�ضني يف �سبيل بالدها‪ .‬و�أ�شار �سعادته �إىل‬ ‫أ� َّن التدريب يبقى �أولوية لدى امل�س�ؤولني‬ ‫يف الوزارة حتى بعد التخرج‪ ،‬ومن َث َّم يحدد‬ ‫امل�س�ؤولون �أ َّية طريق ي�سلكها اخلريج‪ ،‬هل �إىل‬ ‫ال�سلك الدبلوما�سي �أم �إىل ال�سلك الإداري؟‪..‬‬ ‫وذلك بعك�س املعايري التي كانت معتمدة يف‬ ‫ال�سابق‪ ،‬حيث �إ َّن املعهد الدبلوما�سي اليوم هو‬ ‫الذي يحدد ‪ -‬بنا ًء على معطياتٍ دقيق ٍة ‪� -‬إىل‬ ‫�أي وجه ٍة ين�ضم اخلريج‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬إ� َّن ك َّل اجلهود الآن من�صبة على‬ ‫�إيجاد قاعدة من ال�شباب الطموح للعمل بجد‬ ‫واجتهاد يف �سبيل بلوغ الدرجة التي يتطلبها‬ ‫العمل من قدرات وكفاءات‪� ،‬إىل جانب‬ ‫االهتمام برجاالت ال�صف الأول يف الوزارة‬ ‫الذين �ستحدد لهم بدورهم برامج تدريب‬ ‫تليق مب�ستواهم الذي و�صلوا �إليه‪.‬‬ ‫وقال العطية‪ :‬إ� َّن ما نريده يف الوزارة هو بناء‬ ‫الكفاءات‪ ،‬من ِّوهًا ب�أ َّن املعهد الدبلوما�سي هو‬ ‫اجلهة التي تقرر بنا ًء على معايري وحمددات‬ ‫معينة ما �إذا كان املوظف �أو املوظفة �سيخدم‬ ‫�أف�ضل يف املجال الإداري �أو ي�ستطيع �أن يعمل‬ ‫كدبلوما�سي يف اخلارج‪ ،‬كما �سيتم الرتكيز‬ ‫على اخلريج املتميز الذي ي�ستطيع �أن ميثل‬

‫‪6‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫نتمنى إلغاء "أنا "‬ ‫وتعويضها بـ" نحن"‬ ‫قطر �أف�ضل متثيل‪ ،‬ثم ي�أتي بعده من هو �أقل‬ ‫متي ًزا؛ ليمثل قطر � ً‬ ‫ربا‬ ‫أي�ضا يف موقع �آخر‪ ،‬معت ً‬ ‫�أ َّن التميز يف اخلارجية هو �أق�صر طريقٍ بل‬ ‫�أوحد طريقٍ �إىل االبتعاث �إىل اخلارج‪ .‬وقال‬ ‫�سعادته‪� :‬إ َّن املوظف يف اخلارجية لديه ٌّ‬ ‫خط‬ ‫وظيفي من بداية عمله �إىل نهايته‪ ،‬على‬ ‫ٌّ‬ ‫قاعدة «يعمل ي�صل»‪ ،‬حيث �إ َّن الوزارة ب�إمكانها‬ ‫�أن توفر الأدوات والو�سائل والظروف اجليدة‪،‬‬ ‫لكنها باملقابل ال ت�ستطيع تطوير �شخ�صية �أي‬ ‫موظف؛ لأ َّن هذا �شي ٌء ينبع من داخل املوظف‬ ‫نف�سه‪ .‬و�أ�ضاف‪� :‬إ َّن اجلميع يتمنى �إلغاء كلمة‬ ‫«�أنا» وتعوي�ضها بكلمة «نحن»‪ ،‬لأ َّن جنا َح ك ِّل‬ ‫واحدٍ يف الوزارة هو جنا ٌح للجميع‪ ،‬وف�ش َل‬ ‫أي�ضا يعني ف�ش ً‬ ‫�أيِّ واحدٍ � ً‬ ‫ال للجميع‪ ،‬و�أمتنى‬ ‫�أن تكون هذه هي ا�سرتاتيجيتنا يف وزارة‬ ‫ريا �إىل �أ َّن مقدار اال�ستفادة من‬ ‫اخلارجية‪ ،‬م�ش ً‬ ‫الربامج والو�سائل والظروف التي توفرها‬ ‫الوزارة هو الذي �سيرُ ِّقي املوظف‪ .‬ويف ردِّه على‬

‫�س�ؤالٍ حو َل حت�سني الظروف التوا�صلية بني‬ ‫وزارة اخلارجية وو�سائل الإعالم‪ ،‬وع َّما �إذا‬ ‫كان لوزارة اخلارجية ُخ َّط ٌة �إعالمي ٌة جديد ٌة‬ ‫تواكب النجاحات القطرية قال �سعادته‪ « :‬إ� َّن‬ ‫�إ�سرتاتيجية الوزارة يف ال�سابق كانت تقوم‬ ‫على العمل يف �صمت لتحقيق �أهدافها‪ ،‬ومل‬ ‫نكن نرغب يف الن�شر �أو الكالم ع َّما نقوم به يف‬ ‫دولة قطر‪� ،‬أ َّما الآن وب�سبب ت�سارع الأحداث‬ ‫يف العامل من جهة‪ ،‬والنقلة النوعية يف وزارة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬بف�ضل توجيهات ح�ضرة �صاحب‬ ‫ال�سمو ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاين‪� ،‬أمري‬ ‫البالد املفدى‪ ،‬و�سمو ويل العهد ال�شيخ متيم‬ ‫بن حمد �آل ثاين‪ ،‬ومعايل ال�شيخ حمد بن‬ ‫جا�سم بن جرب �آل ثاين رئي�س جمل�س الوزراء‬ ‫وزير اخلارجية‪ ،‬من جهة �أخرى‪ ،‬فقد تقرر‬ ‫�إن�شاء «املكتب الإعالمي» يف وزارة اخلارجية‬ ‫�ضمن الهيكلة اجلديدة يف الوزارة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪� :‬إ َّن املكتب الإعالمي لي�س هو‬ ‫الأ�سا�س للإعالن عن ال�سيا�سة اخلارجية �أو‬ ‫توجه دولة قطر بل نحن ب�صدد عمل «�إيجاز»‬ ‫رمبا يكون �أ�سبوعياً �أو �شهرياً يح�ضره ال�سفراء‬ ‫املقيمون والإعالميون‪ ،‬وي�ستطيع «الإيجاز»‬


‫متابعات‬ ‫والتوجهات التي‬ ‫�أن يقف على �آخر التطورات‬ ‫ُّ‬ ‫تعك�سها وزارة اخلارجية‪ ،‬وقد وجدنا �أ َّنه من‬ ‫ال�ضروري �أن ي�شارك الدبلوما�سيون املقيمون‬ ‫يف دولة قطر وال�صحفيون يف ح�ضور الإيجاز‪.‬‬ ‫وكان �سعادة وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫قد َن َّو َه يف م�ستهل حديثه لدى افتتاحه املعهد‬ ‫الدبلوما�س ـ ـ ــي بجهـ ـ ــود م�سـ ـ ــاعديه ومديـ ــري‬ ‫الإدارات يف الوزارة‪ ،‬كما �أ�شاد بجهود ال�سفري‬ ‫الدكتور ح�سن بن �إبراهيم املهندي‪ ،‬مدير‬ ‫املعهد الدبلوما�سي‪ ،‬ومتنى النجاح للمتدربني‬ ‫من اجلن�سني‪.‬‬

‫المهندي‪ :‬المعهد يستخدم‬ ‫أحدث المناهج المطبقة عالميا قدرات امل�شرفني عليها‪ ،‬وامل�ساهمة يف �إعداد والعالق ـ ــات الدولي ـ ــة ال�سيا�سية واالقت�صادية‪،‬‬ ‫الدرا�سات والبحوث املتخ�ص�صة يف جمال وغريها من املجاالت ذات ال�صلة‪ ،‬ودرا�سة ما‬ ‫لبناء الموارد البشرية بالوزارة‬ ‫من جانبه قدم الدكتور ح�سن بن‬ ‫�إبراهيم املهندي‪ ..‬مدير املعهد الدبلوما�سي‬ ‫عر�ضاً �شام ً‬ ‫ال عن املعهد ور�ؤيته والر�سالة‬ ‫التي �سي�ؤديها‪ ،‬وقال يف عر�ضه‪� :‬إ َّن املعهد‬ ‫الدبلوما�سي يقدم برامج متقدمة لت�أهيل‬ ‫املوارد الب�شرية يف وزارة اخلارجية وتطويرها؛‬ ‫لتكون قادر ًة على متثيل قطر يف املحافل‬ ‫الدولية بال�شكل الالئق‪ ،‬وعلى �أداء املها ّم‬ ‫امل ُنوطة بها ب�صورة كفْ ء طبقا لر�ؤية قطر‬ ‫الوطنية ‪2030‬م‪ ،‬ومبا يتفق مع م�ستجدات‬ ‫العمل الدبلوما�سي با�ستخدام �أحدث الو�سائل‬ ‫العلمية والتقنية واملناهج املطبقة عاملياً‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف املهندي‪� :‬إ َّن الر�سالة التي ت�أ�س�س‬ ‫من �أجلها املعهد هي العمل على بناء املوارد‬ ‫الب�شرية بوزارة اخلارجية وتطويرها من‬ ‫خالل تنمية قدراتها ومعارفها العلمية‬ ‫الالزمة لت�أدية مهامها ب�صورة متميزة‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل التطوير امل�ستمر لربامج الت�أهيل‬ ‫والتدريب من حيث �أ�ساليب تقدميها وتطوير‬

‫التعاون الدويل مبا ي�ساعد على اتخاذ ي�صدر عن التجمعات الإقليمية والدولية‬ ‫وعن مـ ـ ــراكز البحـ ــوث والدرا�سات وحتليلها‬ ‫القرار املنا�سب يف ال�ش�ؤون اخلارجية‪.‬‬ ‫املعهد متخ�ص�ص يف �إعداد وت�أهيل العاملني وتزويد امل�س�ؤولني بالر�أي حولها بقدر‬ ‫باخلارجية يف جماالت العمل الدبلوما�سي ارتباطها بتنفيذ ال�سيا�سة اخلارجية للدولة‪.‬‬ ‫والقن�صلي والتعاون الدويل‬ ‫و�أ�ضاف املهندي‪� :‬إ َّن اخت�صا�صات املعهد تتمثل المعهد متخصص في إعداد‬ ‫يف �إعداد وت�أهيل وتدريب العاملني يف وزارة وتأهيل العاملين بالخارجية في‬ ‫اخلارجية للعمل يف ال�سلكني الدبلوما�سي مجاالت العمل الدبلوماسي‬ ‫والقن�صلي وجمال التعاون الدويل‪ ،‬وكذلك والقنصلي والتعاون الدولي‬ ‫امل�ساهمة يف �إعداد الدبلوما�سيني وجميع‬ ‫العاملني يف وزارة اخلارجية و�إك�سابهم‬ ‫املهارات الالزمة لذلك وتنمية قدراتهم وقال‪� :‬إ َّن املعه َد َم ْعن ٌِّي بالتعاون مع الوزارات‬ ‫العلمية والنظرية والتطبيقية عن طريق والأجهزة احلكومية والهيئات وامل�ؤ�س�سات‬ ‫تنظيم وعقد الدورات الدرا�سية والتدريبية العامة وامل�ؤ�س�سات اخلا�صة ذات النفع العام‬ ‫وبرامج الت�أهيل اخلا�صة‪ ،‬كما �سيقوم املعهد يف الدولة مبا يحقق �أداء املعهد ملهامه‪،‬‬ ‫ب�إعداد وتنفيذ الربامج التدريبية لل�ش�ؤون �إ�ضاف ًة �إىل التعاون والتن�سيق مع اجلامعات‬ ‫اخلارجية و�ش�ؤون التعاون الدويل و�ش�ؤون واملعاهد املماثلة داخل الدولة وخارجها يف‬ ‫اخلدمات‪ ،‬مبا يتالءم مع متطلبات �إعداد كافة املجاالت التي حتقق �أهداف املعهد‪،‬‬ ‫العاملني يف وزارة اخلارجية‪ .‬بالإ�ضافة ثم �إقامة امل�ؤمترات والندوات واللقاءات‬ ‫�إىل تنفيذ درا�سات وبحوث على امل�ستويني العلمية واحللقات الدرا�سية وامل�شاركة يف‬ ‫الدويل والإقليمي يف املج ـ ــاالت الدبلوما�سيـ ـ ــة االجتماعات وامل�ؤمترات والندوات ذات ال�صلة‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪7‬‬


‫متابعات‬ ‫ب�أهداف املعهد داخل الدولة وخارجها‪.‬‬ ‫وبخ�صو�ص الدورات التدريبية التي يعتزم‬ ‫املعهد تنظيمها فهي تهدف �إىل دعم وزارة‬ ‫اخلارجية بت�أهيل املوظفني امللتحقني حدي ًثا‬ ‫بالوزارة واملوظفني القدامى الذين يحتاجون‬ ‫لإعادة ت�أهيل؛ وذلك لتمكني اجلميع من‬ ‫تنفيذ املهام بكفاء ٍة وفاعليةٍ‪ ،‬ومتثيل البالد‬ ‫متثي ً‬ ‫ال م�ستنداً �إىل العلم واملعرفة وقائ ًما‬ ‫على الإميان بق�ضاياها وثوابتها الوطنية‬ ‫نوعي‬ ‫وهُ ِو َّيتِها من خالل برامج تدريب‬ ‫ٍّ‬ ‫ومتخ�ص�ص يف خمتلف جماالت العمل يف‬ ‫الوزارة‪.‬‬ ‫ومن بني هذه املها ّم ‪ -‬ي�ضيف املهندي ‪-‬‬ ‫زيادة معارف املتدربني مبفاهيم العالقات‬ ‫الدولية وتعريفهم بالأ�س�س والإجراءات‬ ‫التي حتكم التعامل مع الدول واملنظمات‬ ‫والهيئات الدولية‪ ،‬وتقوية اخلربات العملية‬ ‫لدى املتدربني وتعزيزها عن طريق �إحلاقهم‬ ‫باملنظمات والهيئات الدولية والعربية‬ ‫والإقليمية‪ ،‬وذلك للتعرف على طرق‬ ‫و�أ�ساليب الدبلوما�سية املتعددة الأطراف‪،‬‬ ‫وتزويد املتدربني مبهارات �إعداد وكتابة‬ ‫التقارير ذات ال�صلة بالعمل الدبلوما�سي‪،‬‬ ‫وعالقات التعاون االقت�صادي واال�ستثماري‪،‬‬ ‫و�إعداد برامج العون الفني و�أ�ساليب‬ ‫التفاو�ض و�إبرام االتفاقيات واملعاهدات‪،‬‬ ‫ومتكني املتدربني من الوقوف على التجارب‬ ‫الرائدة يف جمال العمل الدبلوما�سي‪.‬‬ ‫كما تهدف الدورات التدريبية �إىل الوقوف‬ ‫على التجارب الرائدة يف جمال العمل‬ ‫الدبلوما�سي‪ ،‬وتنمية مهارات التفاو�ض‬ ‫واالت�صاالت لدى املتدربني مبا مي ِّك ُنهم من‬ ‫�إجراء احلوار الب َّناء الذي ي�سهم يف معاجلة‬ ‫الق�ضايا وامل�سائل امل�شرتكة بني الدولة‬ ‫واملجتمع الدويل يف جميع املجاالت‪ ،‬و�إك�ساب‬ ‫املتدربني املهارات املطلوبة يف جمال �إعداد‬

‫‪8‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫وتخطيط وتقييم �أن�شطة التعاون الفني‬ ‫مع املنظمات والهيئات الدولية مبا ُي ْ�س ِه ُم‬ ‫يف حتقيقها لأهدافها‪ ،‬وتعريف املتدربني‬ ‫مباهية العالقات االقت�صادية الدولية‪،‬‬ ‫وطبيعة امل�ساعدات واملعونات الإمنائية و�أ�س�س‬ ‫تقدميها ومتابعتها وفق ما هو معمول به‬ ‫دول ًّيا‪ ،‬والتعرف على مناذج التقييم واملتابعة‬ ‫للم�ساعدات الإمنائية‪.‬‬

‫المعهد يصدر دراسات حول‬ ‫قضايا السياسة والتنمية‬ ‫وقال املهندي‪� :‬إ َّن املعهد �س ُي ْ�صدِ ُر هذا‬ ‫العام درا�سات تقييم عن و�ضع قطر يف‬ ‫امل�ؤ�شرات الدولية كم�ؤ�شر ال�شفافية وم�ؤ�شر‬ ‫اال�ستدامة البيئية وم�ؤ�شر اقت�صاد املعرفة‪،‬‬ ‫وم�ؤ�شر اال�ستقرار ال�سيا�سي وم�ؤ�شر التنمية‬ ‫الب�شرية‪ ،‬و�إعداد درا�سات تتناول عالقات‬ ‫قطر مع الأقاليم والتكتالت الدولية مثل‬ ‫عالقة الدولة مع جمل�س التعاون لدول‬ ‫اخلليج العربية‪ ،‬ومع العامل العربي واالحتاد‬ ‫الأوروبي ودول الآ�سيان‪ ،‬وال�سيما يف النواحي‬ ‫ال�سيا�سية واالقت�صادية واال�ستثمارية‪،‬‬ ‫وتقدمي درا�سات تتناول الق�ضايا ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية واالقت�صادية الراهنة بحيث‬ ‫ت�شكل مرجعية ل�صناع القرار ال�سيا�سي يف‬ ‫الدولة‪ .‬كما �س ُي ْ�صدِ ُر املعهد الكتاب ال�سنوي‬ ‫يف �شهر يناير من كل عام‪ ،‬والذي يت�ضمن‬ ‫الن�شاطات والربامج التي يقوم بتنفيذها‬ ‫املعهد �سنو ًّيا يف جمال التدريب والبحوث‬ ‫والدرا�سات وتنظيم الندوات واملحا�ضرات‪،‬‬ ‫كما ينظم املعهد الدبلوما�سي ندواتٍ‬ ‫وحما�ضراتٍ تهدُف �إىل امل�ساهمة يف ن�شر‬ ‫الوعي وتنمية التفكري واحلوار حول املفاهيم‬ ‫و�أ�س�س العمل الدبلوما�سي لدى املتخ�ص�صني‬

‫وبني فئات املجتمع‪ ،‬وتنظيم ندوات وحلقات‬ ‫درا�سية ب�ش�أن التطورات الراهنة يف املجاالت‬ ‫ال�سيا�سية واالقت�صادية على ال�صعيدين‬ ‫الدويل والإقليمي‪ ،‬وا�ست�ضافة بع�ض املفكرين‬ ‫وال�سيا�سيني و�أ�صحاب اخلربة يف جمال‬ ‫العمل الدبلوما�سي لتقدمي حما�ضرات عن‬ ‫جتاربِهم و ُر�ؤَاهُ م حيال الق�ضايا ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية املهمة والراهنة‪.‬‬ ‫هذا وقد انطلقت باكورة ن�شاطات املعهد‬ ‫الدبلوما�سي بوزارة اخلارجية بتنظيم‬ ‫برنامج تدريبي لإعداد وت�أهيل العاملني يف‬ ‫ال�سلكني الدبلوما�سي والقن�صلي ويف جمال‬ ‫التعاون الدويل‪ ،‬و�ستنظم �ضمن الربنامج‬ ‫‪ 19‬دورة تدريبية تنتهي يف ‪ 3‬مايو ‪.2012‬‬ ‫ويركز برنامج الدورات التدريبية على‬ ‫مف�ص ً‬ ‫ال‬ ‫�شرحا َّ‬ ‫املواد النظرية التي ت�شمل ً‬ ‫للقانون الدويل وعمل املنظمات الدولية‬ ‫والتعامل الدبلوما�سي والقن�صلي واملعاهدات‬ ‫وو�سائل الت�سوية ال�سلمية للمنازعات‬ ‫الدولية والعالقات االقت�صادية الدولية‬ ‫والتعاون الدويل وامل�ساعدات الإمنائية‬ ‫وحقوق الإن�سان‪� ،‬إ�ضافة �إىل اللغات العربية‬ ‫والإجنليزية والفرن�سية‪ .‬كما تركز هذه‬ ‫الدورات على املواد التدريبية التي ت�شرح مهام‬ ‫وزارة اخلارجية وهيكلها التنظيمي ومهام‬ ‫وواجبات �سائر �إداراتها الأخرى وواجبات‬ ‫موظفيها‪� ،‬إ�ضافة �إىل موا�ضيع �أخرى ت�أتي‬ ‫ال�سيا�سة اخلارجية يف مقدمتها �إىل جانب‬ ‫الربوتوكول والإتيكيت والتنمية امل�ستدامة‬ ‫يف دولة قطر والإعالم واالت�صال واملعلومات‬ ‫الأمنية والتقارير واملرا�سالت‪ .‬ومن �ضمن‬ ‫خطط املعهد � ً‬ ‫أي�ضا تنظيم ندوات علمية‪،‬‬ ‫تهدف �إىل امل�ساهمة يف ن�شر الوعي وتنمية‬ ‫التفكري واحلوار حول املفاهيم و�أ�س�س العمل‬ ‫خا�ص‬ ‫الدبلوما�سي لدى املتخ�ص�صني بوج ٍه ٍّ‬ ‫وبني فئات املجتمع بوج ٍه عامٍّ‪.‬‬


‫متابعات‬

‫اليوم الرياضي‪:‬‬ ‫الخارجية في قلب الحدث‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪9‬‬


‫متابعات‬ ‫يف ج ٍّو ا َّت�سم باحليوية والتناف�س نظمت وقال الدكتور العطيـ ــة‪� :‬إنني وزمالئي‬ ‫وزارة اخلارجية يف ‪ 14‬فرباير ‪ 2012‬فعاليات املوظفي ـ ــن وكذلك الأ�شق ـ ـ ــاء يف ال�س ـ ـ ــلك‬ ‫االحتفال باليوم الريا�ضي بح�ضور �سعادة الدبلوما�سي والأ�صدقاء كنا بالفعل يف حاجة‬ ‫الدكتور خالد بن حممد العطية‪ ،‬وزير‬ ‫الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬وو�سط ح�ضور‬ ‫كبري من م�ساعدي الوزير وموظفي الوزارة العطية‪ :‬الرياضة من‬ ‫ور�ؤ�س ـ ــاء و�أع�ض ـ ــاء البعثـ ـ ــات الدبلوما�سيـ ـ ــة‬ ‫أبرز أدوات وآليات‬ ‫والقن�صلية و�أ�سرهم �أقيمت االحتفاالت يف‬ ‫خيمة �أقامتها الوزارة يف طريق االحتفاالت الدبلوماسية الشعبية‬ ‫مبنطقة اخلريطيات‪ .‬حي ـ ــث بد�أ برنامـ ـ ــج‬ ‫االحتفال بعزف الن�شيد الوطني لدولة‬ ‫قطر‪ ،‬ثم انطالق امل�سري مل�سافة كيلومرتين ملثل هذا اليوم‪ .‬وقال‪� :‬إن ما ال ت�ستطيع �أن‬ ‫حتققه الطاوالت امل�ستديرة يف الأمم املتحدة‬ ‫ون�صف مت�صلة‪.‬‬ ‫ويف جمل�س الأمن ت�ستطيع الريا�ضة �أن‬ ‫وفور العودة �إىل خيمة االحتفال تناول‬ ‫حتققه‪ ،‬حيث ا�ستطعنا �أن جنتمع على‬ ‫احل�ضور وجبة �إفطار �صحية �شملت العديد‬ ‫الريا�ضة ونتبادل الأفكار مع الزمالء‬ ‫من الأ�صناف الغذائية‪.‬‬ ‫والأ�شقاء والأ�صدقاء �سواء �أكانوا من �أ�صحاب‬ ‫بعدها �ألقى �سعادة الدكتور خالد العطية‪..‬‬ ‫املواقف امل�ؤيدة ملواقفنا �أو املخالفة لها‪.‬‬ ‫كلم ًة ترحيبي ًة بهذه املنا�سبة قدَّم فيها‬ ‫هذا وقد ختم العطية كلمته معرباً عن �أمله يف‬ ‫ال�شكر ل�سمو ويل العهد على هذه البادرة‬ ‫�أن تتحول ممار�سة الريا�ضة �إىل �سلوك يومي‬ ‫ال�س َّن َة احل�سن َة التي يجب على‬ ‫الطيبة وتلك ُ‬ ‫ال �سنوي من خالل هذا اليوم والفعاليات‬ ‫اجلميع �أن يوليها االهتمام الذي يليق بها‪.‬‬ ‫املقامة فيه‪ ،‬ومتوجهاً �سعادته لك ِّل من �شارك‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن الريا�ضة باعتبارها من �أبرز‬ ‫يف هذا احلدث الريا�ضي‬ ‫�أدوات و�آليات الدبلوما�سية ال�شعبية �أ�صبحت‬ ‫ال�ضخم بال�شكر اجلزيل‪.‬‬ ‫مك ِّمال لوظيفة الدبلوما�سيـ ـ ـ ــة احلكومي ـ ـ ــة‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه �أ َّكد‬ ‫ريا‬ ‫الر�سمية‪ ،‬بل �أعمق من الأخرية ت�أث ً‬ ‫�سعادة ال ــ�سفري اللبناين‬ ‫باعتبارها �أو�سع انت�شاراً و�أكرث فاعلي ًة‪ ،‬كما‬ ‫ح�سن �سعد‪ ،‬نائب عميد‬ ‫�أ َّنها ت�سهم يف غر�س القيم الأ�سا�سية ون�شر‬ ‫ال�س ـ ـ ـ ــلك الدبلوما�سـ ـ ــي‬ ‫قيم الت�سامح والت�صالح والتعاون واالحرتام‬ ‫ً بالدوحة �أن امل�شاركة‬ ‫املتبادل‪ ،‬وتلعب يف الوقت نف�سه دو ًرا مه ّما‬ ‫ال�شعبية يف هذا االحتفال‬ ‫على �صعيد الفرد واملجتمع‪ .‬و�أكد �سعادته‬ ‫تعك�س االهتمام الكبري‬ ‫على �أن تخ�صي�ص يوم للريا�ضة يف الدولة‬ ‫بال�صح ـ ـ ـ ـ ـ ــة والن�شـ ـ ـ ــاط‬ ‫يعترب ترجمة حقيقية لر�ؤية قطر الوطنية‬ ‫اجل�سماين والفكري‪،‬‬ ‫‪ 2030‬التي ت�سعى ال�ستثمار العن�صر الب�شري‬ ‫بالإ�ضافة �إىل �أن دولة‬ ‫لإعداد جيل �سليم من الناحيتني البدنية‬ ‫قطر �سطرت هذا اليوم‬ ‫والنف�سية‪ ,‬للم�شاركـ ـ ــة يف م�سرية النه�ضة‬ ‫مبداد را�سخ من �أجل‬ ‫والتنمية ال�شاملة للدولة‪.‬‬ ‫تنبيه الأجيال بالأهمية‬ ‫التي تكت�سبها الريا�ضة‬

‫‪10‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫يف حياتنا اليومية‪.‬‬ ‫و�ضمن فعاليات الوزارة يف اليوم الريا�ضي‬ ‫قام �سعادة وزير الدولة لل�ش�ؤون اخلارجية‬ ‫بتكرمي الريا�ضيي ـ ــن م ـ ـ ــن موظفـ ـ ــي الــوزارة‬ ‫ممن لهم �إ�سهامات يف املجال الريا�ضي‪،‬‬ ‫والذين يتولون منا�صب ريا�ضية �أو مازالوا‬ ‫يلعبون يف بع�ض الفرق الريا�ضية‪.‬‬ ‫وعقب التكرمي توجه العطية واحل�ضور‬ ‫إ�ل ـ ـ ــى امل ـ ـ ــالعب املجاورة خليمـ ــة االحتفال‬ ‫حيث �أجريت مباراة كرة قدم بني فريق‬ ‫ميثل وزارة اخلارجية وفريق ميثل البعثات‬ ‫الدبلوما�سية املعتمدة بالدولة و�سط جو‬ ‫احتفايل ُودِّي‪ ،‬وقد انتهت املباراة بفوز فريق‬ ‫الوزارة بـ ‪� 5‬أهداف مقابل ‪ 3‬لفريق البعثات‪،‬‬ ‫وبعد املباراة مبا�شرة قام �سعادة الوزير‬ ‫بت�سليم الالعبني من الفريقني ميداليات‬ ‫ذهبية و�أخرى ف�ضية‪ ،‬وقد ت َّوج �سعاد ُته اللقاء‬ ‫بت�سليم الك�أ�س للفريق الفائز‪ .‬و�ضمن هذه‬ ‫االحتفالية قامت اللجنة املنظمة بتنظيم‬ ‫فعاليات �أخرى م�صاحبة �شملت مباريات يف‬ ‫الكرة الطائرة وركوب اخليل واجلمال ‪.‬‬


‫الدوحة تحتضن‬

‫المؤتمر الدولي للدفاع‬ ‫عن القدس‬

‫انعقد مبدينة الدوحة خالل الفرتة ‪ 27-26‬فرباير ‪2012‬م م�ؤمتر الدفاع عن القد�س بح�ضور �أكرث‬ ‫من(‪� )350‬شخ�صية من ال�شخ�صيات املعن َّية بق�ضية القد�س من دول عربية و�إ�سالمية و�أجنبية وقد‬ ‫ا�شتمل امل�ؤمتر على عدة حماور تر َّكزت على ق�ضية القد�س والقانون الدويل‪ ،‬والقد�س والتاريخ‪،‬‬ ‫والقد�س واال�ستيطان واالنتهاكات الإ�سرائيلية‪ ،‬والقد�س ومنظمات املجتمع املدين‪.‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪11‬‬


‫م�ؤمترات‬

‫هذا وقد ا�سـ ـ ـ ــتهل اجلل�سـ ـ ــة االفتتاحي ـ ــة والأمني العام جلامعة الدول العربية الدكتور وعلى مدار يومني ُقدِّمت العديد من �أرواق‬ ‫للم�ؤمتر ح�ضرة �صاحب ال�سم ِّو ال�شيخ حمد نبيل العربي‪ ،‬كما قدَّم رئي�س الوزراء املغربي العمل يف �إطار حماور امل�ؤمتر‪ ،‬حيث تناول‬ ‫املحور الأول و�ضع القد�س القانوين ما‬ ‫بن خليفة �آل ثاين‪� ..‬أمري دولة قطر‪ ..‬بكلم ٍة كلمة ملك املغرب حممد اخلام�س‪.‬‬ ‫قبل وما بعد االحتالل الإ�سرائيلي‪ ،‬وواقع‬ ‫تقدم فيها باقرتاح يرمي �إىل التوجه �إىل‬ ‫الو�ضع‬ ‫إبراز‬ ‫�‬ ‫أهمية‬ ‫�‬ ‫أتي‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫وم�ستقبل املقد�سيني يف ظل االحتالل‪ ،‬وو�ضع‬ ‫جمل�س الأمن بغر�ض ا�ست�صدار قرار يق�ضي‬ ‫الأماكن املقد�سة ح�سـ ــب القانـ ـ ـ ــون الدول ــي‪.‬‬ ‫بت�شكيل جلنة حتقيق دولية للتحقيق يف‬ ‫القانوين للقد�س لإثبات‬ ‫وت�أتي �أهمية �إبراز الو�ضع القانوين للقد�س‬ ‫جميع الإجراءات التي اتخذتها �إ�سرائيل‬ ‫املمار�سات‬ ‫قانونية‬ ‫عدم‬ ‫لإثبات عدم قانونية املمار�سات واالنتهاكات‬ ‫منذ احتالل عام ‪1967‬م يف القد�س العربية؛‬ ‫بق�صد طم�س معاملها الإ�سالمية والعربية‪ ،‬واالنتهاكات الإ�سرائيلية يف‬ ‫الإ�سرائيلية يف املدينة املقد�سة‪ ،‬وخمالفاتها‬ ‫لكاف ـ ـ ـ ـ ــة املواثيـ ـ ـ ـ ــق والأعراف الدولي ــة ذات‬ ‫وهو ما ين�سجم مع قرارات عديدة �سابقة املدينة املقد�سة‪ ،‬وخمالفاتها‬ ‫العالقة‪.‬‬ ‫ملجل�س الأمن يدعو فيها �إ�سرائيل للرتاجع‬ ‫لكافة املواثيق والأعراف‬ ‫و�ألقى املتحدثون يف املحور الثاين ال�ضوء‬ ‫عن جميع الإجراءات التي اتخذتها لتهويد‬ ‫القد�س‪ .‬وحتدَّث يف اجلل�سة الأوىل � ً‬ ‫على �أهم جوانب ق�ضية القد�س‪ ،‬وهو بعدها‬ ‫أي�ضا‬ ‫الدولية ذات العالقة‬ ‫ٌّ‬ ‫التاريخي الذي يعود �إىل ما قبل الفرتة‬ ‫كل من الرئي�س الفل�سطيني حممود عبا�س‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫الدبلوماسي‬


‫م�ؤمترات‬ ‫الرومانية‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل مكانتها يف الديانات‬ ‫ال�سماوية الثالث‪ ،‬والهوية العربية للمدينة‬ ‫املقد�سة‪ ،‬رغم التزييف الأثري فيها لإثبات‬ ‫الرواية الإ�سرائيلية ال�ضعيفة يف احلق‬ ‫التاريخي لليهود يف القد�س‪ ،‬والتي تقت�ضي‬ ‫الت�صدي لها من خالل �إبراز ماذا متثل‬ ‫القد�س يف الفكر الإ�سالمي وامل�سيحي‪.‬‬ ‫وتناول املتحدثون يف املحور الثالث‬ ‫الإجراءات املُمنهج ـ ـ ــة لتكثيف اال�س ـ ــتيطان‬ ‫وم�صادرة الأرا�ض ـ ـ ـ ــي يف القد�س ال�شرقيـ ـ ـ ــة‬ ‫واملناط ـ ـ ـ ـ ـ ــق املحيطـ ـ ـ ـ ــة بها‪ ،‬والتغييـ ـ ـ ــرات‬ ‫الدميغرافية من عام ‪ 1967‬لعام ‪2020‬م‬ ‫التي تهدف فيها �إ�سرائيل لإقامة‬ ‫القد�س الكربى‪ ،‬وتهجري وتفريغ‬ ‫القد�س ال�شرقية من ال�سكان العرب‪.‬‬

‫�إعالن الدوحة‬

‫ويف نهاية �أعمال امل�ؤمتر �صدر �إعالن‬ ‫الدوحة‪ ،‬وفيما ي�أتي �أهم البنود التي‬ ‫وردت فيه‪:‬‬ ‫‪ .1‬توجيه حتية �إكبار و�إجالل لل�شعب‬ ‫الفل�سطيني يف مدينة القد�س ل�صموده‬ ‫وثباته يف مواجهة كافة االنتهاكات‬ ‫الإ�سرائيلية لهذه املدينة ومقد�ساتها‬ ‫وتاريخها وتراثها‪.‬‬ ‫‪ .2‬الرتحيب بدعوة ح�ضرة �صاحب ال�سم ِّو‬ ‫ال�شيخ حمد بن خليفة �آل ثاين‪� ..‬أمري دولة‬ ‫قطر‪ ..‬بجعل القد�س وحريتها نقطة ارتكا ٍز‬ ‫لك ِّل الفل�سطينيني واملح ِّفز لإمتام امل�صاحلة‬ ‫و�إنهاء االنق�سام‪.‬‬ ‫‪ .3‬تثمني وت�أييد اقرتاح �سم ِّوه بالتوجه‬ ‫ملجل�س الأمن بغر�ض ا�ست�صدار قرار يق�ضي‬ ‫بت�شكيل جلنة دولية للتحقيق يف جميع‬ ‫الإجراءات التي اتخذتها ا�سرائيل منذ‬ ‫احتالل عام ‪1967‬م يف القد�س بق�صد طم�س‬ ‫معاملها الإ�سالمية والعربية‪.‬‬

‫‪ .4‬الرتحي ـ ـ ـ ـ ـ ــب بدعـ ـ ـ ـ ــوة �سم ِّوه لإعداد‬ ‫�إ�سرتاتيجية �شاملة ومو�سعة للقطاعات‬ ‫املختلفة وامل�شاريع التي حتتاج �إليها مدينة‬ ‫القد�س‪ ،‬وا�ستعداد دولة قطر للم�شاركة بكل‬ ‫�إمكاناتها يف �سبيل �إجناز هذه الإ�سرتاتيجية‬ ‫وو�ضعها مو�ضع التنفيذ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الت�أكيد على �أن التهجري الق�سري لأهل‬ ‫مدينـ ـ ـ ـ ــة القد�س عرب خمططـ ـ ـ ــات التهويد‬ ‫و�إنكار احلق وطم�س التاريخ والرتاث و�سلب‬ ‫الأر�ض وم�صادرة املمتلكات ُي َ�ش ِّك ُل خر ًقا‬ ‫للقانون الدويل والقانون الدويل الإن�ساين‪.‬‬

‫مطالبة ال�سلطات‬ ‫الإ�سرائيلية بوقف ال�سيا�سات‬ ‫الأحادية اجلانب و�إجراءات‬ ‫فر�ض الأمر الواقع على‬ ‫الأر�ض يف مدينة القد�س مبا‬ ‫يف ذلك الوقف الفوري لكافة‬ ‫الأن�شطة اال�ستيطانية و�إزالة‬ ‫جدار الف�صل العن�صري‬ ‫‪ .6‬دعوة احلكومة ال�سوي�سرية الدولة‬ ‫الوديعـ ـ ـ ــة التفاقيـ ـ ـ ـ ــة جني ـ ــف الرابع ـ ــة لعام‬ ‫‪1949‬م �إىل �سرعة الدعوة ال�ستئناف م�ؤمتر‬ ‫الأطراف ال�سامية املتعاقدة يف االتفاقية‬ ‫تنفي ًذا لقرارات اجلمعية العامة للأمم‬ ‫املتحدة يف هذا ال�ش�أن بق�صد اتخاذ الإجراءات‬ ‫الالزمة لإيقاف االنتهاكات الإ�سرائيلية‬ ‫وحماية القد�س و�أهلها ومقد�ساتها‪.‬‬ ‫‪ .7‬التعبري عن القلق البالغ �إزاء ما يجري‬ ‫من �أ�شغال �إ�سرائيلية للتنقيب واحلفريات‬ ‫الأثرية يف امل�سجد الأق�صى املبارك وحميطه‬ ‫بالبلدة القدمية‪ ،‬التي ت�ؤثر ب�صورة خطرية‬

‫على الطابع املم َّيز للمدينة على الأ�صعدة‬ ‫الدينية والثقافية والتاريخية وال�سكانية‪،‬‬ ‫واملتناق�ضة مع قرارات اليون�سكو وقرارات‬ ‫الأمم املتحدة ذات العالقة باملدينة املحتلة‬ ‫وقواعد القانون الدويل وخا�صة اتفاقية‬ ‫الهاي حلماية املمتلكات الثقافية‪.‬‬ ‫‪ .8‬مطالبة ال�سلطات الإ�سرائيلية بوقف‬ ‫ال�سيا�سات الأحادية اجلانب و�إجراءات‬ ‫فر�ض الأمر الواقع على الأر�ض يف مدينة‬ ‫القد�س مبا يف ذلك الوقف الفوري لكافة‬ ‫الأن�شطة اال�ستيطانية و�إزالة جدار الف�صل‬ ‫العن�صري طب ًقا للر�أي اال�ست�شاري ملحكمة‬ ‫العدل الدولية واملحافظة على املقد�سات‬ ‫الإ�سالمية وامل�سيحية فيها‪ ،‬و�ضمان حرية‬ ‫الدخول �إليها وعدم امل�سا�س بو�ضع املدينة‬ ‫اجلغراف ـ ـ ـ ــي وال�سيا�سـ ـ ـ ـ ــي والدميوغرايف‬ ‫لتنفيذ خمططات تهويدها‪.‬‬ ‫‪ .9‬دعوة منظمة اليون�سكو �إىل �صون‬ ‫الرتاث الثقايف ملدينة القد�س املحتلة‬ ‫ا�ستنادًا �إىل قراراتها ب�ش�أن القد�س‪،‬‬ ‫والعمل على تطبيق الفقرة الثامنة من‬ ‫قرار جمل�سها التنفيذي ‪35‬م‪ 49/‬والقرار‬ ‫م ت‪185/12/‬م ت‪ 14/‬و‪185‬م ت‪52 /‬‬ ‫معدلة التي تدعو �إىل تعيني خبري واحد‬ ‫�أو �أكرث من اخلرباء املرموقني والدائمني‬ ‫يكون مقرهم القد�س ال�شرقية؛ للإبالغ‬ ‫ب�صورة منتظمة عن جميع اجلوانب املتعلقة‬ ‫بالو�ضع التعليمي والثقايف وال�سكاين يف‬ ‫مدينة القد�س‪.‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪13‬‬


‫ندوات‬

‫األوضاع األمنية في دول‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‬

‫افتتح املعهد الدبلوما�سي بوزارة اخلارجية يوم الأربعاء املوافق ‪ 8‬فرباير ‪2012‬م‬ ‫مو�سم الندوات الثقافية بالندوة الأوىل بعنوان «الأو�ضاع الأمنية يف دول جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي»‪َ ،‬‬ ‫حا�ض َر فيها الدكتور �صالح بن عبد اهلل الراجحي‪ ..‬امل�شرف على مركز الدرا�سات‬ ‫اال�سرتاتيجية مبعهد الدرا�سات الدبلوما�سية ال�سعودي‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫الدبلوماسي‬


‫ندوات‬ ‫وا�ستهل الندوة التي �أدارها الدكتور ربيعة‬ ‫الكواري‪� ،‬أ�سـ ـ ـ ــتاذ االعـ ـ ـ ـ ــالم بجامعة قطر‪،‬‬ ‫باحلديث ع ـ ـ ـ ـ ــن مو�ضـ ـ ـ ـ ـ ــوع �إيران والعراق‬ ‫وم�س�ألة الأمن واال�ستقرار يف منطقة اخلليج‬ ‫العربي‪ .‬وقال‪ :‬ال يوجد مفهوم واحد متفق‬ ‫عليه لأمن اخلليج‪ ،‬فكل الأطراف املعن َّية‬ ‫�أو ذات العالقة ب�أمن اخلليج العربي لديها‬ ‫مفهومها اخلا�ص للأمن وت�صوراتها‬ ‫للأو�ضاع واجلوانـ ـ ـ ــب التي تعترب‬ ‫ريا‬ ‫أ� َّنها حتقق �أمن اخلليج‪ ،‬م�ش ً‬ ‫�إىل أ� َّن كل طرف يحدد مفهومه‬ ‫لأمن اخلليج بح�سـ ـ ـ ـ ــب م�صاحلـ ـ ــه‬ ‫و�أهدافه واال�سرتاتيجية التي يريد‬ ‫حتقيقها يف املنطقة‪ ،‬وهناك العديد‬ ‫من القوى املعن َّية ب�شكل مبا�شر �أو‬ ‫غري مبا�شر مب�س�ألة �أمن اخلليج‬ ‫وا�ستقراره‪ ،‬ولكن هناك ثالث قوى‬ ‫كربى معن َّية مبا�شرة بهذه الق�ضية‪،‬‬ ‫وهي‪ :‬دول جمل�س التعاون لدول‬ ‫اخلليج العربية‪ ،‬و�إيران‪ ،‬والواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ .‬وقد لفت خالل‬ ‫حديثه االنتباه �إىل �أ َّن ا�سرتاتيجية‬ ‫دول جمل�س التعاون اخلليجي‬ ‫ت�سعى للعمل على حتقيق الأمن واال�ستقرار‬ ‫مت�ضي ُقدُماً‬ ‫يف املنطقة مبا يتيح لها �أن‬ ‫َ‬ ‫يف تنفيذ م�شاريع التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫وعندما تطرق �إىل مفهوم �أمن اخلليج‬ ‫عند �إيران قال‪� :‬إ َّن الأمن عندها يعني �أن‬ ‫ال تهدد الأو�ضاع يف املنطقة الأمن الوطني‬ ‫الإيراين‪ ،‬ويعني �أن تكون هذه الأو�ضاع‬ ‫مواتية ملمار�سة الدور والنفوذ الإيراين ك�أكرب‬ ‫قوة �إقليمية يف املنطقة‪ .‬بينما جند �أ َّن مفهوم‬ ‫�أمن اخلليج عند الواليات املتحدة هو �أن‬ ‫تكون الأو�ضاع يف املنطقة يف حالة الالحرب‬ ‫والال�سلم‪� ،‬أو على الأقل اال�ستقرار الن�سبي‬ ‫الذي ي�ضمن ا�ستمرار تدفق �إمدادات النفط‬

‫وحمايتها‪ ،‬ويعني �أي�ضاً �أن تكون الأو�ضاع‬ ‫يف املنطقة مواتي ًة للم�صالح الأمريكية يف‬ ‫�إطار ا�سرتاتيجية �أمريكا الكونية التي بد�أت‬ ‫تدور منذ عهد الرئي�س بو�ش االبن حول ما‬ ‫ي�سمى «مكافحة الإرهاب»‪ ،‬وبنا ًء عليه ف�إن‬ ‫ا�سرتاتيجي ـ ـ ــة الواليات املتحدة يف املنطقة‬ ‫تتمثل يف أ�م ـ ـ ـ ــر واحد فقط هو ال�سيطرة‬

‫�سوف يكون له ت�أثري مدمر على كل املنطقة؛‬ ‫لأنه �سيفتح املجال �أمام �إ�شعال ال�صراع‬ ‫الطائفي يف دول املنطقة ب�شكل غري م�سبوق‪،‬‬ ‫كما �سيغذي نزعات االنف�ص ـ ـ ـ ــال والتق�سيم‬ ‫املوجودة بالفعل‪ ،‬وما يح ـ ـ ـ ـ ـ ــدث يف مملـ ـ ـ ــكة‬ ‫البحرين هو نتاج لذلك‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل أ� َّن ال�صراع الأمريكي الإيراين‬

‫الفعلية على املنطقة بحيث ال ت�شهد‬ ‫تطورات تهدد الأمن باملفهوم الأمريكي‪.‬‬ ‫ويف التنفيذ العملي تتخذ هذه ال�سيطرة يف‬ ‫الوقت احلا�ضر مظاهر كثرية �أهمها احتالل‬ ‫العراق‪ ،‬ووجود القوات الأمريكية يف املنطقة‪،‬‬ ‫والإ�صرار على احليلولة دون امتالك �إيران‬ ‫ال�سالح النووي‪.‬‬ ‫وقال‪� :‬إ َّن ال�صراع الطائفي يف العراق‬ ‫بد أ� يهدد بتفجري اخلالفات وال�صراعات‬ ‫الطائفية يف دول املنطقة‪ ،‬و�أكد على أ� َّن‬ ‫االحتقانات الطائفية التي �شهدتها دول‬ ‫نتاجا مبا�ش ًرا ملا‬ ‫املنطقة وت�صاعدها كان ً‬ ‫يحدث يف العراق من تق�سيم على �أ�س�س‬ ‫طائفية‪ ،‬كما �أ َّن قيام دولة �شيعية يف اجلنوب‬

‫حول ق�ضية الربنامج النووي الإيراين‪،‬‬ ‫�أ�صبح يهدد ب�أخطار ج�سيمة لكل املنطقة‬ ‫يف كل الأحوال‪� ،‬أ ّياً كانت الطريقة التي‬ ‫�سوف يتطور بها ال�صراع والنتيجة التي‬ ‫�سوف ينتهي �إليها‪ ،‬وحتى لو �أ َّن هذا ال�صراع‬ ‫انتهى عند ح ٍّد معينَّ ٍ ف�إ َّن �أخطار الربنامج‬ ‫الإيراين لن تنتهي عند ذلك احلد‪ ،‬فاخلطر‬ ‫البيئي على دول املنطقة ُّ‬ ‫يظل موجوداً‪،‬‬ ‫كما �أ َّن الآثار ال�سيا�سية على دول املنطقة‬ ‫�ستظل موجودة �أي�ضاً‪ ،‬وال�سيما �إن ا�ستطاعت‬ ‫�إيران فعل ًّيا �إنتاج القنبلة النووية‪ ،‬حيث‬ ‫�ست�ستخدمها بكل ت�أكيد البتزاز دول املنطقة‬ ‫وممار�سة ال�ضغوط عليها‪ ،‬والأدهى من‬ ‫ذلك �أن ت�ستخدم طهران هذه الأداة لتنفيذ‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪15‬‬


‫ندوات‬ ‫خمططاتها التو�سعية يف املنطقة‪.‬‬ ‫وبالن�سبة مل�ستقبل الأمن الإقليمي ملنطقة‬ ‫اخلليج العربي ف�إنه يتطلب �أن يتم حتديد‬ ‫�أ�س�س نظام �أمني �إقليمي جديد على �أ�س�س‬ ‫جديدة تكمن فيما ي�أتي‪:‬‬ ‫• �أن تعمل دول املنطقة جمتمعة على‬ ‫متهيد الطريق للتو�صل �إىل ر�ؤية �شاملة‬ ‫م�شرتكـ ـ ـ ـ ـ ــة لتحقي ـ ــق الأمن والتعامل مع‬ ‫امل�شاكل الإقليمي ـ ـ ـ ــة علـ ــى قاعدة جماعية‬ ‫ومتفق عليها‪ ،‬مع الأخذ يف االعتبار ق�ضايا‬ ‫ال�سيادة الوطنية‪ ،‬وعدم التدخل يف ال�ش�ؤون‬ ‫الداخلية لكل دولة‪.‬‬ ‫• �إيجاد �آليات لبناء الثقة بني الأطراف‬ ‫املعنية‪ ،‬ال�سيما أ� َّن �إيران والعراق بحاجة‬ ‫�إىل تقدمي ما يثبت ذلك لدول جمل�س‬ ‫التعاون لدول اخلليج العربية‪ ،‬و�إىل التخلي‪،‬‬ ‫وال�سيما �إيران‪ ،‬عن لغة التهديد والوعيد‪.‬‬ ‫• التو�صل �إىل اتفاق بني الأطراف‬ ‫الإقليمية ب�ش�أن التفاعل بني نظم الأمن‬ ‫الإقليمي والعاملي‪ ،‬وهذا يحتاج �إىل نوايا‬ ‫�صادقة وح�سنة من ِق َبلِ �إيران ب�شكل خا�ص‪.‬‬ ‫• �إن�شاء �آليات لت�سوية النزاعات الإقليمية‬ ‫وفقا للقواعد املتفق عليها ب�شكل جماعي‪،‬‬ ‫وكذلك ت�سوية جميع النزاعات القائمة‬ ‫بالو�سائل ال�سلمي ـ ـ ـ ـ ــة ولي ـ ـ ـ ــ�س عن طريق‬ ‫ا�ستخدام القوة‪.‬‬ ‫• �أن تربهن �إيران كما تدَّعي أ� َّن برناجمها‬ ‫الن ـ ـ ـ ـ ـ ــووي للأغرا�ض ال�سلمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ولي�س‬ ‫للأغرا�ض الع�سكرية‪.‬‬ ‫ويف مو�ضوع رو�سيا واخلليج العربي‬ ‫�أكد الدكتور الراجحي �أ َّنه بعد االحتالل‬ ‫الأمريكي للعراق و�سقوط حكومة الرئي�س‬ ‫�صدام ح�سني عام ‪2003‬م‪ ،‬فقدت رو�سيا ما‬ ‫تبقى من رهان يف العراق‪ ،‬وتبخرت الأحالم‬ ‫التي قد بد�أها االحتاد ال�سوفييتي يف بداية‬ ‫ال�سبعينيات ووا�صلتها رو�سيا يف الت�سعينيات‬ ‫من القرن املا�ضي‪ .‬وبني معطيات جمهوريات‬ ‫�آ�سيا الو�سطى التي كانت جزءاً من االحتاد‬

‫‪16‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫ال�سوفييتي ال�سابق‪ ،‬و�أفغان�ستان و»العراق‬ ‫اجلديد»‪ ،‬بدا وك�أ َّن رو�سيا بحاجة للمراهنة‬ ‫على دول جمل�س التعاون اخلليجي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل ا�ستمرار رهانها اال�سرتاتيجي على‬ ‫�إيران‪.‬‬ ‫وفيما يرتبط بالعالقات الرو�سية الإيرانية‪،‬‬ ‫قال‪� :‬إ َّن الأرجح هو ح�صول مزيد من‬ ‫اال�ستمرارية القوية فيها م�ستقب ً‬ ‫ال رغم ما‬ ‫�شابها من بع�ض التوتر الب�سيط على خلفية‬ ‫عدم اعرتا�ض رو�سيا على قرار جمل�س الأمن‬ ‫اخلا�ص بالعقوبات االقت�صادية ب�سبب تعنت‬ ‫�إيـ ـ ـ ـ ــران يف الإف�صاح عن برناجمها النووي‬ ‫احلقيقي‪ ،‬ال�سيما �أ َّن اجتاه النظام احلايل يف‬ ‫طهران لديه مقاربة �أكرث جتلياً خليار �إيران‬ ‫الع�سكري‪ ،‬حيث ميثل تعزيز وتطوير القوة‬ ‫الع�سكرية الإيرانية جزءاً من ا�سرتاتيجيته‬ ‫امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫وب�ش�أن م�ستوى العالقات الرو�سية مع دول‬ ‫جمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬قال‪� :‬إ َّن املجال قد‬ ‫يت�سع �إىل ثالثة �أمور رئي�سية قد تتحرك‬ ‫فيها هذه العالقات‪ ،‬وهي مو�ضوع قطاع‬ ‫ال�صناعة النفطية وم�شاريع الطاقة النووية‪،‬‬ ‫وبرامج الت�سلح الع�سكري‪ ،‬ورغم ذلك ف�إ َّن‬ ‫هناك بع�ض العقبات والتحديات التي تفر�ض‬ ‫نف�سها على هذا ال�صعيد‪ ،‬حيث يتمثل الأول‬ ‫يف حمدودية م�ستوى تكنولوجيا �صناعة‬ ‫قيا�سا بنظرياتها لدى‬ ‫النفط الرو�سية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫�شركات النفط العاملية‪ ،‬ال�سيما الأمريكية‬ ‫منها‪ ،‬ويتمث ـ ـ ـ ــل الثانـ ـ ـ ـ ــي يف املقارب ـ ــة التي‬ ‫اعتمدتها ال�شركات الرو�سية لن�شاطها يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬حيث جل�أت هذه ال�شركات لتمويل‬ ‫ا�ستثماراتها من البنوك املحلية بد ًال من‬ ‫اعتمادها على ر�أ�س املال الرو�سي‪.‬‬ ‫وفيما يخ�ص ق�ضية التعاون الع�سكري بني‬ ‫رو�سيا ودول جمل�س التعاون اخلليجي‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫�إ َّن البعد الأهم الذي ميكن التوقف عنده هو‬ ‫�إمكانية تزويد مو�سكو لهذه الدول بقدرات‬ ‫�صاروخية ذات �إمكانية وفعالية م�ؤثرة‪،‬‬

‫حيث �إ َّن دول اخلليج العربي ال�ست منفردة‬ ‫�أو جمتمعة تعاين من اختالل هيكلي كبري‬ ‫على م�ستوى نظام الت�سلح فيها‪ ،‬وحتديدًا‬ ‫فيما يتعلق بقدراتها ال�صاروخية‪ ،‬ويكمن‬ ‫ال�سبب الرئي�سي يف ذلك �أ َّن الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية امل�صدر الرئي�سي للأ�سلحة لدول‬ ‫اخلليج العربي‪ ،‬متتنع تقليد ًّيا عن تزويدها‬ ‫بقدرات �صاروخية �ضاربة رمبا خو ًفا من‬ ‫ا�ستخدامها �ضد �إ�سرائيل م�ستقب ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق مبوازين القوى يف املنطقة‬ ‫�أ�شار �إىل أ� َّن حتطيم القدرات الع�سكرية‬

‫�أنَّ حتطيم القدرات الع�سكرية‬ ‫العراقية من جهة‪ ،‬وموا�صلة‬ ‫رو�ســـــيا لعالقتهــــــا الع�سكرية‬ ‫مـــع �إيران‪ ،‬وال�ســـــيما دعمها‬ ‫للتقنية الع�سكرية الإيرانية‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬سوف ُي ِخ ُّل‬ ‫مبوازين القـــــــــوى يف منطقـة‬ ‫اخلليج العربي‬ ‫العراقية من جهة‪ ،‬وموا�صلة رو�سيا لعالقتها‬ ‫الع�سكرية مع �إيران‪ ،‬وال�سيما دعمها للتقنية‬ ‫الع�سكرية الإيرانية من جهة �أخرى‪� ،‬سوف‬ ‫يُخِ ُّل مبوازين القوى يف منطقة اخلليج‬ ‫العربي‪ ،‬ويزيد من مترد �إيران وتعنتها‬ ‫وممار�ستها لأدوا ٍر م�شبوه ٍة مبا يف ذلك‬ ‫تدخال ُتها يف ال�ش�ؤون الداخلية لدول جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي‪ ،‬ومن الوا�ضح �أ َّن هذا‬ ‫يتقاطع مع العالقات الرو�سية اخلليجية‬ ‫بوج ٍه عا ٍّم وعالقاتها مع ال�سعودية بوج ٍه‬ ‫خا�ص‪ ،‬و�سوف ي�ؤدي بال�ضرورة �إىل فتو ٍر‬ ‫ٍّ‬ ‫وترا ٍخ يف تطوير م�ستقبل العالقات بني‬ ‫اجلانبني التي ما تزال يف بداياتها والتي‬ ‫حتتاج �إىل �إيجاد ثق ٍة متبادلةٍ‪.‬‬


‫داغ همرشولد‬ ‫األمين العام لألمم المتحدة األسبق‬

‫ُو ِل َد داغ همر�شولد يف ‪ 29‬يوليو عام ‪1905‬م يف مدينة يونكوبنج و�سط ال�سويد‪ ،‬وكان والده رئي�ساً لوزراء ال�سويد خالل �سنوات احلرب العاملية‬ ‫الأوىل‪ ،‬وتخرج يف كلية الفنون مبرتبة ال�شرف وهو يف �سن الـ ‪ ،18‬ثم التحق بجامعة �أوب�ساال‪ ،‬وبعد �أن �أم�ضى �سنتني يف تلك اجلامعة يدر�س‬ ‫تاريخ الأدب الفرن�سي والفل�سفة االجتماعية واالقت�صاد ال�سيا�سي ح�صل على بكالوريو�س الآداب مبرتبة ال�شرف‪ ،‬ودر�س يف ال�سنوات الثالث‬ ‫التالية االقت�صاد يف اجلامعة ذاتها وح�صل على لي�سان�س الفل�سفة يف االقت�صاد‪ .‬ووا�صل درا�ساته ملدة �سنتني �أخريني �إىل �أن ح�صل على‬ ‫البكالوريو�س يف القانون عام ‪1930‬م‪.‬‬ ‫وانتقل ال�سيد همر�شولد بعد ذلك �إىل �ستوكهومل‪ ،‬حيث �أ�صبح �أم َ‬ ‫ني اللجنة احلكومية للبطالة (‪1934-1930‬م)‪ .‬وقام يف هذه الأثناء ب�إعداد‬ ‫�أطروحته للدكتوراه يف االقت�صاد بعنوان «‪ ،« The Spread of Business Cycle‬وح�صل عام ‪1933‬م على درجة الدكتوراه من جامعة �ستوكهومل‪ ،‬ثم‬ ‫ُعينِّ يف تلك اجلامعة �أ�ستا ًذا م�ساعدًا لالقت�صاد ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪17‬‬


‫�شخ�صيات‬ ‫و ُعينِّ ال�سيد همر�شولد وهو يف �سن ال ـ‬ ‫(‪ )31‬بعد عمله �أمي ًنا للم�صرف الوطني‬ ‫ال�سويدي ملدة عا ٍم واحدٍ ‪ ،‬يف من�صب وكيل‬ ‫رئي�سا‬ ‫وزارة املالية‪ .‬وعمل يف الوقت نف�سه ً‬ ‫ملجل�س �إدارة امل�صرف الوطني من عام‬ ‫‪1941‬م �إىل عام ‪1948‬م‪ .‬ويف وقتٍ مبكرٍ من‬ ‫عام ‪1945‬م ُعينِّ م�ست�شا ًرا ملجل�س الوزراء يف‬ ‫معاجلة امل�شكالت املالية واالقت�صادية‪ ،‬حيث‬ ‫قام بالتن�سيق والتنظيم لأمور منها عمليات‬ ‫تخطيط حكومية خمتلفة للت�صدي ل�شتى‬ ‫امل�شكالت االقت�صادية التي جنمت عن فرتة‬ ‫احلرب وما بعدها‪ ،‬وا�ضطلع خالل هذه‬ ‫ال�سنوات بدو ٍر مه ٍّم يف ت�شكيل ال�سيا�سة املالية‬ ‫ال�سويدية‪ ،‬وقاد جمموع ًة من املفاو�ضات‬ ‫التجارية واملالية التي �أدت �إىل �إبرام اتفاقياتٍ‬ ‫اقت�صادي ٍة وجتاري ٍة مع دول خمتلفة منها‬ ‫الواليات املتحدة واململكة املتحدة‪.‬‬ ‫و ُعينِّ همر�شولد يف عام ‪1947‬م بوزارة‬ ‫اخلارجية برتبة وكيل‪ ،‬و�أوكلت �إليه جميع‬ ‫امل�سائل االقت�صادية‪ ،‬ويف عام ‪1949‬م ُعينِّ �أمي ًنا‬ ‫عا ًّما لوزارة اخلارجية‪ ،‬ثم التحق مبجل�س‬ ‫الوزراء كوزير دولة عام ‪1951‬م‪ ،‬وقد �أ�صبح يف‬ ‫واقع الأمر نائ ًبا لوزير اخلارجية يتوىل بوجه‬ ‫خا�ص معاجلة امل�شكالت االقت�صادية وخطط‬ ‫التعاون االقت�صادي الوثيق‪ .‬وكان �أحد‬ ‫�أع�ضاء الوفد ال�سويدي �إىل م�ؤمتر باري�س‬ ‫عام ‪1947‬م عندما �أُن�شئت �آلية خطة مار�شال‪.‬‬ ‫وتر�أ�س وفد بالده �إىل م�ؤمتر باري�س ملنظمة‬ ‫التعاون االقت�صادي الأوربي الذي عقد عام‬ ‫‪1948‬م‪ .‬وكان نائ ًبا لرئي�س الوفد ال�سويدي‬ ‫�إىل الدورة العادية ال�ساد�سة للجمعية العام‬ ‫العامة للأمم املتحدة يف باري�س للفرتة‬ ‫‪1952-1951‬م‪ ،‬والرئي�س بالنيابة لوفد بالده‬ ‫�إىل الدورة ال�سابعة للجمعية العامة التي‬ ‫عقدت بنيويورك يف الفرتة ‪1953-1952‬م‪ .‬ويف‬ ‫‪ 20‬دي�سمرب ‪1954‬م �أ�صبح ع�ض ًوا يف الأكادميية‬ ‫ال�سويدية‪ ،‬ثم اُن ُتخِ ب لي�شغل املعقد الذي كان‬

‫‪18‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫ي�شغله والده �ساب ًقا يف تلك الأكادميية‪.‬‬ ‫ُعينِّ يف ‪� 7‬أبريل ‪1953‬م من قبل اجلمعية‬ ‫العامة �أمي ًنا عا ًّما للأمم املتحدة بنا ًء على‬ ‫تو�صية من جمل�س الأمن‪ ،‬و�أُعيد انتخابه‬ ‫بالإجماع لفرتة �أخرى مد ُتها خم�س �سنوات‬ ‫يف �سبتمرب ‪1957‬م‪ .‬وا�ضطلع ال�سيد همر�شولد‬ ‫خالل فرتتي خدمته يف من�صب الأمني العام‬ ‫بكثري من امل�س�ؤوليات للأمم املتحدة يف �سياق‬ ‫اجلهود التي تبذلها ملنع احلروب وخدمة‬ ‫�أهداف امليثاق الأخرى‪.‬‬ ‫فعلي جلدارته ملن�صب‬ ‫وكان �أو َل امتحانٍ ٍّ‬ ‫الأمني العام هو العدوان الثالثي على م�صر‪،‬‬ ‫فمع ت�أميم قناة ال�سوي�س واتفاق فرن�سا‬ ‫وبريطانيا و�إ�سرائيل على القيام بخطة‬ ‫ع�سكرية للق�ضاء على خطر م�صر على‬ ‫�إ�سرائيل وا�ستعادة بريطانيا وفرن�سا لقناة‬ ‫ال�سوي�س‪ ،‬قرر همر�شولد �أن يدعو جمل�س‬ ‫الأمن لالنعقاد لكي يتخذ موق ًفا فعا ًال يف‬ ‫وقف العدوان ورد القوات املعتدية و�إعادة‬ ‫الهدوء للمنطقة‪ .‬وقد �ألقى عند افتتاح‬ ‫املجل�س كلم ًة وجيز ًة كان لها �أبلغ الأثر يف‬ ‫املجل�س والعامل‪ ،‬حيث حدد مهمة الأمني العام‬ ‫حني قال‪� « :‬إن مبادئ ميثاق الأمم املتحدة‬ ‫ري من الأهداف ال�سيا�سية لأي دولة‪،‬‬ ‫�أهم بكث ٍ‬ ‫ٍو�إن هذه املبادئ هي مرجعه الأول والأخري‬ ‫فيما يحق له �أن يفعله ولي�س يف �إمكان الأمني‬ ‫العام القيام بعمله �إال �إذا حافظت كل دولة من‬ ‫الدول الأع�ضاء على �شرف تعهدها باحرتام‬ ‫ميثاق الأمم املتحدة»‪.‬‬ ‫وقد �شملت م�س�ؤولياته يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫موا�صلة العمل الدبلوما�سي دع ًما التفاقات‬ ‫الهدنة بني الدول العربية و�إ�سرائيل‪ ،‬وتعزيزاً‬ ‫للتقدم نحو تهيئة �أو�ضاع �أكرث �سالماً يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وت�شكيل قوة الطوارئ التابعة‬ ‫للأمم املتحدة عام ‪1956‬م‪ ،‬وتويل �أمر �إدارتها‬ ‫منذ ذلك احلني‪ ،‬كما توىل �أمر تطهري قناة‬ ‫ال�سوي�س عام ‪1957‬م‪ ،‬و�ساعد يف حل النزاع‬

‫املتعلق بها ح ً‬ ‫ال �سلم ًّيا‪ ،‬وكذلك توىل �أمر‬ ‫تنظيم و�إدارة فريق الأمم املتحدة للمراقبة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬و�إن�شاء مكتب للمثل اخلا�ص للأمني‬ ‫العام يف الأردن عام ‪1958‬م‪.‬‬ ‫كما �سافر ال�سيد همر�شولد �إىل بلدان‬ ‫كثرية يف �أفريقيا و�آ�سيا و�أوروبا والأمريكيتني‬ ‫وال�شرق الأو�سط‪� ،‬إما ملهام حمددة �أو لزيادة‬ ‫تعارفه مب�سئويل حكومات الدول الأع�ضاء‬ ‫و�إملامه بامل�شكالت املوجودة يف مناطق �شتى‪.‬‬ ‫وقد ا�ستمرت واحد ٌة من رحالته من ‪18‬‬ ‫دي�سمرب ‪1959‬م �إىل ‪ 31‬يناير ‪1960‬م‪ ،‬وقام‬ ‫فيها بزيارة (‪ )21‬بلدًا و�إقلي ًما يف �أفريقيا‪،‬‬ ‫وهي رحلة و�صفت فيما بعد ب�أنها «رحلة‬ ‫ذات طابع مهني بحت لأغرا�ض الدرا�سة‬ ‫واحل�صول على املعلومات»‪ ،‬وقد قال فيها‪:‬‬ ‫«�إنه قد �أ َّ‬ ‫مل مبا ي�شبه �شريحة جامعة من كل‬ ‫نوع من الآراء امل�سئولة �سيا�س ًّيا يف �أفريقيا‬ ‫اليوم»‪.‬‬ ‫ويف عام ‪1960‬م‪ ،‬عندما �أر�سل الرئي�س‬ ‫جوزيف كازافوبو برقية يف ‪ 12‬يوليو يطلب‬ ‫فيها الإر�سال العاجل للم�ساعدة الع�سكرية‬ ‫للأمم املتحدة �إىل الكونغو‪� ،‬أدىل الأمني العام‬ ‫بكلمة �أمام جمل�س الأمن يف جل�سة ليلية يف‬ ‫‪ 13‬يوليو وطلب �إىل املجل�س �أن يبت يف الطلب‬ ‫ب�أق�صى �سرعة‪ .‬وتنفي ًذا ملا قرره جمل�س‬ ‫الأمن‪� ،‬أن�شئت قوة الأمم املتحدة يف الكونغو‪،‬‬ ‫وقام الأمني العام بذاته ب�أربع رحالت �إىل‬ ‫الكونغو ترتبط بعمليات الأمم املتحدة فيها‪.‬‬ ‫وجرت الرحلتان الأوىل والثانية يف الكونغو‬ ‫يف �شهري يوليو و�أغ�سط�س ‪1960‬م‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك ويف يناير ‪1961‬م توقف الأمني العام‬ ‫يف الكونغو وهو يف طريقه �إىل احتاد جنوب‬ ‫�أفريقيا يف مهمة تت�صل بامل�شكالت العن�صرية‬ ‫يف ذلك البلد‪ .‬وبد�أت الرحلة الرابعة �إىل‬ ‫الكونغو يف ‪� 12‬سبتمرب ‪1961‬م وانتهت بحادث‬ ‫الطائرة الذي �أودى بحياة �أحد �أبرز قادة‬ ‫العامل يف خم�سينيات القرن املا�ضي‪.‬‬


‫من القاموس‬

‫السياسي‬

‫الدبلوما�سية‪:‬‬

‫كلمة دبلوما�سية م�أخوذة من الكلمة الالتينية ‪ Diploma‬والتي تعني وثيقة ر�سمية والتي بدورها م�شتقة من الكلمة اليونانية والتي تعني‬ ‫ورقة ‪ /‬وثيقة مطوية‪ ،‬وهي تعرب عن نظم وو�سائل االت�صال بني الدول الأع�ضاء يف الأ�سرة الدولية ‪ ،‬كما و ُتعد و�سيلة �إجراء املفاو�ضات بني‬ ‫الدول‪ .‬والدبلوما�سية مبعناها ال�شامل اليوم العملية الكاملة التي تقيم من خاللها الدول عالقاتها اخلارجية ‪� ،‬أنها و�سيلة احللفاء للتعاون‪،‬‬ ‫وو�سيلة اخل�صوم حلل النزاعات دون اللجوء �إىل القوة ‪ ،‬فالدول تتوا�صل وت�ساوم وت�ؤثر �إحداها يف الأخرى وحتل خالفاتها بوا�سطة الدبلوما�سية‪.‬‬ ‫وللدبلوما�سية ثالثة وظائف رئي�سة هي ‪ :‬جمع املعلومات ‪ ،‬تقدمي �صورة �إيجابية ‪ ،‬تطبيق ال�سيا�سة اخلارجية‪.‬‬

‫الدبلوما�سية الناعمة‪:‬‬

‫هو م�صطلح ي�ستخدم من قبل املحللني وال�سا�سة وبنطاق وا�سع يف ال�ش�ؤون الدولية‪ ،‬ويق�صد به ا�ستخدام اللغة املرنة والت�صريحات التي ترتكز‬ ‫على احرتام حقوق الإن�سان و�صون احلريات ودون ا�ستخدام اللغة �أو اللهجة القوية �أو ال�صارمة �أو التلميح بالتهديد �أو ا�ستخدام القوة ‪ ،‬وكمثال‬ ‫على الدبلوما�سية الناعمة الدعوة �إىل احرتام حق املواطنني يف التظاهر �سلماً دفاعاً عن حقوقهم‪� .‬أو الدعوة �إىل احلفاظ على حقوقهم ال�سيا�سية‬ ‫واالجتماعية واالقت�صادية‪ .‬وكذلك احرتام حرية التجمع والتعبري عن الر�أي ‪ ،‬واال�ستجابة للمطالب ال�شرعية من �أجل الإ�صالح ‪ .‬وتعد التجارة‬ ‫واملعونات وامل�ساعدات الإمنائية واال�ستثمار �أحدى الأدوات القوية للدبلوما�سية الناعمة‪.‬‬

‫الدبلوما�سية الوقائية‪:‬‬

‫ت�ستند الدبلوما�سية الوقائية �أ�سا�ساً على حتديد النزاعات النا�شئة والرد عليها بق�صد جتنب وقوع �أعمال عنف ‪ ،‬ومتنح الدبلوما�سية الوقائية‬ ‫فر�صة جتنب الكثري من الأمل وال�ضرر الناجمني عن نزاع عنيف‪ .‬وقد ت�أخذ الدبلوما�سية الوقائية عدة �صور مثل االعرتا�ضات الدبلوما�سية‬ ‫ال�شفهية ‪ ،‬والتنديد ‪ ،‬وفر�ض العقوبات والإ�شراف على تنفيذ االتفاقيات ب�صورة فاعلة والتحقق منها ‪ ،‬وحفظ ال�سالم ‪ ،‬والقيام بامل�ساعي احلميدة‬ ‫‪ ،‬و�إ�شكال �أخرى من الو�ساطة يجريها فريق ثالث‪.‬‬

‫احل�صانة الدبلوما�سية‪:‬‬

‫يتمتع الدبلوما�سيون بامتيازات وح�صانات متعددة مهمة �أثناء خدمتهم خارج بالدهم‪ .‬وترجع هذه االمتيازات لكونهم املمثلني املبا�شرين لقوى‬ ‫ذات �سيادة ‪ ،‬وب�إمكان ه�ؤالء الدبلوما�سيني �أن يتمتعوا با�ستقالل تام يف الت�صرف لت�أدية واجباتهم ‪ُ .‬وتبنى هذه االمتيازات على مبد أ� خروجهم عن‬ ‫نطاق الت�شريع الوطني‪ .‬وهذا املبد أ� الذي ي�ستعمل يف القانون الدويل ي�شتمل على �ضمان بقاء النا�س الذين يعي�شون يف بلدان �أجنبية يف نطاق‬ ‫�سلطات حكوماتهم الأ�صلية‪.‬وتوجد �أربع مزايا وح�صانات دبلوما�سية هي ‪:‬‬ ‫ ‪-‬ال يجوز �إلقاء القب�ض عليهم لأي �سبب‪ .‬ويتمتع �أفراد �أ�سرهم بهذا اال�ستثناء‪.‬‬ ‫ ‪-‬ال يجوز تفتي�ش �أو احتجاز م�ساكنهم و�أوراقهم و�أمتعتهم‪.‬‬ ‫ ‪-‬ال يجوز فر�ض �ضرائب على ممتلكاتهم ال�شخ�صية من قبل البالد التي يخدمون فيها‪.‬‬ ‫ ‪-‬يتمتع الدبلوما�سيون وعائالتهم وموظفوهم بحرية العبادة الكامل‪.‬‬


‫أضواء على منظمة‪:‬‬

‫األمم المتحدة‬

‫‪20‬‬

‫الدبلوماسي‬


‫ا�ضواء‬ ‫ظهرت فكرة �إن�شاء منظمة‬ ‫الأمم املتحدة يف �أثناء احلرب‬ ‫العاملية الثانية (‪1945-1939‬م)‪،‬‬ ‫وذلك ُب َ‬ ‫غية �أن يعم ال�سالم والأمن‬ ‫الدوليان‪ ،‬ففي عام ‪1943‬م اقرتح‬ ‫الرئي�س الأمريكي فرانكلني روزفلت‬ ‫ت�سمية «الأمم املتحدة»‪ ،‬وكان �أول‬ ‫ا�ستعمال لهذا التعبري يف ‪ 1‬يناير‬ ‫‪1942‬م ب�إعالن قيام منظمة الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وظهرت الأمم املتحدة �إىل الوجود يف ‪26‬‬ ‫�أكتوبر ‪1945‬م بعد ت�صديق الد�ستور من ِق َبلِ‬ ‫الأع�ضاء الدائمني اخلم�سة يف جمل�س الأمن‪،‬‬ ‫وهم‪ :‬جمهورية ال�صني‪ ،‬فرن�سا‪ ،‬االحتاد‬ ‫ال�سوفييتي‪ ،‬اململكة املتحدة‪ ،‬والواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية‪ ،‬ومقرها الرئي�سي يف‬

‫�سبتمرب ‪1971‬م بعدما نالت ا�ستقاللها‪.‬‬ ‫فالأمم املتحدة ال متنع احلروب جميعها‬ ‫التي تقع بني الدول‪ ،‬فهذا لي�س هدفاً من‬ ‫�أهدافها و�إمنا منع احلروب بني الدول التي‬ ‫ت�ؤدي �إىل حروب عاملية تعم العامل جمي ًعا؛‬ ‫وذلك لأن الأمم املتحدة ما قامت �إال نتيجة‬ ‫للحرب العاملية الثانية‪ ،‬وعليه ف�إن مقا�صدها‬ ‫تتمثل يف‪ :‬حفظ ال�سلم والأمن الدوليني‪،‬‬ ‫تنمية العالقات احل�سنة بني الأمم‪ ،‬حتقيق‬ ‫التعاون على حل امل�شكالت وعلى تعزيز احرتام‬ ‫حقوق الإن�سان‪ ،‬جعل الهيئة مرك ًزا لتن�سيق‬ ‫ريا حتدد املبادئ الأ�سا�سية‬ ‫�أعمال الأمم‪ ،‬و�أخ ً‬ ‫للعالقات الدولية‪ ،‬غري �أن ذلك ال يعني �أن‬ ‫الأمم املتحدة تقف موقف املتفرج �أو املحايد‬

‫�إزاء احلروب التي تقع بني الدول والتي ال‬ ‫ت�ؤدي �إىل حروب عاملية‪ ،‬بل �إنها تراقب وتتابع‬ ‫تطور تلك احلروب وحتاول ت�سوية النزاعات‬ ‫التي ت�ؤدي �إىل �إثارة هذه احلروب‪.‬‬ ‫وت�شتمل الأمم املتحدة على �ستة �أجهزة‬ ‫رئي�سية‪ ،‬هي‪:‬‬

‫�أو ً‬ ‫ال‪ :‬اجلمعية العامة‪ :‬تعترب اجلهاز‬ ‫التمثيلي الرئي�سي للتداول وتقرير ال�سيا�سة‬ ‫العامة يف الأمم املتحدة‪ ،‬وتت�ألف مـن جميع‬ ‫�أع�ضاء الأمم املتحدة البالغ عـددهم ‪ 193‬دولة‬ ‫(ع�ض ًوا)‪.‬‬ ‫وت�شـكل منتدى فريدًا متعدد الأطراف‬ ‫تجُ ْ َرى فيه مناق�شة جميع الق�ضايا الدولية‬

‫الأمم املتحدة ال متنع‬ ‫احلروب جميعها التي تقع‬ ‫بني الدول‪ ،‬فهذا لي�س هدفاً‬ ‫من �أهدافها و�إمنا منع‬ ‫احلروب بني الدول التي‬ ‫ت�ؤدي �إىل حروب عاملية تعم‬ ‫العامل جمي ًعا‬ ‫الواليات املتحدة مبدينة نيويورك‪� ،‬إ�ضاف ًة‬ ‫�إىل مكاتب فرعية للأمم املتحدة يف ٍّ‬ ‫كل من‬ ‫جنيف يف �سوي�سرا‪ ،‬الهاي يف هولندا‪ ،‬فيينا‬ ‫يف النم�سا‪ ،‬ونريوبي يف كينيا‪ ،‬فيما تنت�شر‬ ‫الوكاالت والهيئات التابعة لنظام الأمم‬ ‫املتحدة يف مواقع خمتلفة من العامل‪ .‬وقد‬ ‫ان�ضمت دولة قطر للأمم املتحدة يف ‪21‬‬

‫مرا�سم احتفال رفع العلم القطري يف مقر الأمم املتحدة بنيويورك يف ‪� 22‬سبتمرب ‪1971‬‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪21‬‬


‫ا�ضواء‬ ‫امل�شمولة بامليثاق‪ .‬وتنعقد اجلمعية العامة‬ ‫�سنو ًّيا يف دورة عادية مكثفة‪ ،‬متتد من‬ ‫�سبتمب ـ ـ ــر حت ـ ـ ــى دي�سمرب‪ ،‬ثم جتتمع بعد‬ ‫ذلك ح�سب االقت�ضاء‪ ،‬و�شغل �سعادة ال�سفري‬ ‫نا�صر بن عبدالعزيز الن�صر من دولة قطر‬ ‫رئا�سة اللجنة الرابعة للجمعية العامة‬ ‫خالل دورتها الرابعة وال�ستني‪ ،‬ورئا�سة‬ ‫اللجنة الرفيعة امل�ستوى املعنية بالتعاون‬ ‫فيما بني بلدان اجلنوب‪ ،‬التي اختتم‬ ‫رئا�سته لها بنجاح بانعقاد امل�ؤمتر الرفيع‬ ‫امل�ستوى ب�ش�أن التعاون فيما بني بلدان‬ ‫اجلنوب‪ ،‬واعتماد وثيقته اخلتامية املتفق‬ ‫عليها دول ًّيا‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬جمل�س الأمن‪ :‬وتتمثل م�س�ؤوليته‬ ‫الأ�سا�سية يف املحافظة على ال�سالم والأمن‬ ‫الدوليني‪ ،‬فهو َّ‬ ‫منظم بحيث ي�ستطيع العمل‬ ‫بدون انقطاع‪ ،‬و�أع�ضاء جمل�س الأمن‪ ،‬هم‪:‬‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬اململكة املتحدة‪ ،‬رو�سيا‪،‬‬ ‫فرن�سا‪ ،‬وال�صني‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪:‬‬ ‫تتمثل مهامه الرئي�سية يف تن�سيق الأعمال‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬وم ـ ـ ـ ــا يت�صـ ـ ـ ــل‬ ‫بها من �أعمال للأمم املتحدة والوكاالت‬ ‫املتخ�ص�صة وامل�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬جمل�س الو�صاية‪ :‬تتمثل مهمته‬ ‫يف الإ�شراف على �إدارة الأقاليم امل�شمولة‬ ‫بنظـ ـ ـ ـ ــام الو�صاي ـ ـ ـ ــة‪ ،‬ومن �أهدافه ت�شجيع‬ ‫النهو�ض ب�سـ ـ ـ ـ ــكان الأقالي ـ ـ ـ ـ ــم امل�شمول ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫بالو�صاية وتقدمه ــم التدريجـ ـ ـ ـ ـ ــي �صوب‬ ‫احلكم الذاتي �أو اال�ستقالل‪ ،‬وقد حتقق‬ ‫ذلك �إىل درجة �أن جميع الأقاليم امل�شمولة‬ ‫بالو�صاية ح�صلت على احلكم الذاتي �أو‬ ‫اال�ستقالل‪� ،‬إما بو�صفها دو ًال على حِ دَة �أو‬

‫‪22‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫باالن�ضمام �إىل بلدان م�ستقلة جماورة‪.‬‬ ‫خام�س ًا‪ :‬حمكمة العدل الدولية‪ :‬يقع‬ ‫مقرها يف الهاي بهولندا‪ ،‬وهي اجلهاز‬ ‫لمـ ــم املتحدة‪،‬‬ ‫الق�ضائ ـ ـ ـ ـ ــي الرئي�س ـ ـ ـ ــي ل أ‬ ‫وت�ضطلع املحكمة بت�سوية املنازعات بني‬ ‫الأع�ضاء و�إ�صدار فتاوى �إىل الأمم املتحدة‬ ‫ووكاالتها املتخ�ص�صة‪ ،‬وي�شكل نظامها‬ ‫الأ�سا�سي جز ًءا ال يتجز�أ من ميثاق الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫الأمانة العامة‪ُ :‬ت ْع َنى بتقدمي اخلدمات �إىل‬ ‫الأجهزة الرئي�سية الأخرى‪ ،‬كما ت�ضطلع‬ ‫مبهام متنوعة بتنوع الق�ضايا التي تتطرق‬ ‫�إليها الأمم املتحدة‪ ،‬فهذه الأجهزة ال�ستة‬ ‫ال�سابقة الذكر تتفرع منها عدة جلان‬ ‫ومكاتب لتحقق �أهداف ومقا�صد الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬

‫األمناء العامون لألمم المتحدة‬ ‫ ‬ ‫اال�سم‬

‫اجلن�سية ‬

‫الفرتة‬

‫ ‬ ‫تريغف هالفدان يل‬ ‫ ‬ ‫داغ همر�شولد‬ ‫ ‬ ‫يوثانت‬ ‫ ‬ ‫كورت فالدهامي‬ ‫ ‬ ‫خافري برييز دي كوييار‬ ‫ ‬ ‫بطر�س بطر�س غايل‬ ‫ ‬ ‫كويف عنان‬ ‫ ‬ ‫بان كي مون‬

‫ ‬ ‫الرنويج‬ ‫ ‬ ‫ال�سويد‬ ‫ ‬ ‫ميامنار‬ ‫ ‬ ‫النم�سا‬ ‫ ‬ ‫بريو‬ ‫ ‬ ‫م�صر‬ ‫ ‬ ‫غانا‬ ‫ ‬ ‫كوريا اجلنوبية‬

‫‪1952-1946‬‬ ‫‪1961-1953‬‬ ‫‪1971-1962‬‬ ‫‪1981-1972‬‬ ‫‪1991-1982‬‬ ‫‪1996-1992‬‬ ‫‪2006-1997‬‬ ‫‪ -2007‬حتى الآن‬


‫تقرير‬

‫التنافسية العالمي‬ ‫‪2012-2011‬‬

‫تقوم العديد من املنظمات الدولية والإقليمية بن�شر تقارير‬ ‫�سنوية عن التناف�سية تت�ضمن م�ؤ�شرات كلية وجزئية وعلى‬ ‫�أ�سا�سها يتم ترتيب دول العامل املختلفة طبق ًا لتلك امل�ؤ�شرات‪،‬‬ ‫ومن تلك املنظمات املنتدى االقت�صادي العاملي ‪ ،‬واملعهد الدويل‬ ‫للتنمية الإدارية ‪ ،‬والبنك الدويل ‪ ،‬واملعهد العربي للتخطيط ‪.‬‬ ‫ي ُعد تقرير التناف�سية العاملية الذي ي�صدر �سنوي ًا عن املنتدى‬ ‫االقت�صادي العاملي يف دافو�س منذ عام ‪1979‬م من �أهم التقارير‬ ‫العاملية يف مو�ضوع التناف�سية ‪ ،‬وقد �شمل التقرير الأول الذي‬ ‫�صدر عام ‪1979‬م قيا�س تناف�سية (‪ )16‬بلد �أوربي ‪ ،‬وو�صل‬ ‫عدد الدول التي يغطيها التقرير يف �إ�صدارها الأخري (‪-2011‬‬ ‫‪2012‬م ) �إىل (‪ )142‬دولة من خمتلف �أقاليم العامل ‪.‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪23‬‬


‫تقارير‬ ‫وغني عن البيان فقد تطور م�ؤ�شر تطوي ـ ـ ـ ـ ــر اال�س ـ ــرتاتيجيات وال�سيا�سات والقطاع املايل ال ي�ستطيع العمل �إذا كانت‬ ‫التناف�سية خالل الأثنني والثالثون �سنة وله �أي�ضاً ت�أثري على قرارات اال�ستثمار املوازنة العامة تعاين من عجز‪.‬‬ ‫املن�صرمة‪ ،‬بحيث بات ميثل �أهم تقييم وتنظيم الإنتاج‪.‬‬ ‫العمود الرابع‪ :‬ال�صحة والتعليم‬ ‫عاملي �شامل لتناف�سية الدول‪ ،‬نتيجة العمود الثاين‪ :‬البنية التحتية الأ�سا�سي‬ ‫لتقدميه حول �سيا�سات االقت�صاد الكلي ‪ُ ،‬يعد وجود البنية التحتية عالية اجلودة متثل قوة العمل ال�صحية م�س�ألة‬ ‫وامل�ؤ�س�سات وعوامل حتفيز الإنتاج ‪ ،‬والتي �شرطاً �ضرورياً ل�ضمان العمل الكفء حيوية بالن�سبة للقدرة التناف�سية للبلد‬ ‫تقود كلها �إىل ا�ستدامة النمو االقت�صادي يف االقت�صاد‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال عن �أهميته يف و�إنتاجيته ‪ ،‬فالعمال غري الأ�صحاء ال‬ ‫واالنتع ـ ـ ـ ـ ــا�ش البعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد الأجل‪ .‬وي�ستند تقرير مـ ـ ـ ـ ــواقع الن�شاط االقت�ص ـ ـ ــادي ي�ستطيعون العمل بطاقاتهم الق�صوى‬ ‫التقرير يف قيا�سه وحتليله للتناف�سية و�أنواع القطاعات التي ميكن تطويرها وتكون �إنتاجيتهم �أقل‪ ،‬وال�صحة ال�سيئة‬ ‫على نوعني من البيانات هي‪:‬‬ ‫يف االقت�صاد‪ ،‬فالبنية التحتية عالية ت�ضيف تكاليف �أعلى على بيئة الأعمال‪.‬‬ ‫ البيانات الكمية ‪ :Quantitative Data‬اجلودة تخف�ض ت�أثري امل�سافة بني املناطق بالإ�ضافة �إىل ال�صحة ي�أخذ هذا العمود‬‫وت�شم ـ ـ ـ ـ ـ ــل البيان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات املرتبطة بالأداء ‪ ،‬وت�سهم يف حتقيق التكامل يف ال�سوق بعني االعتبار نوعية وجودة التعليم‬ ‫االقت�صادي والقدرة التكنولوجية ‪ ،‬والتي املحلية وخلق ال�صلة مع الدول والأقاليم الأ�سا�سي الذي يح�صل عليه ال�سكان‪ ،‬وهو‬ ‫يتم احل�صول عليها عن طريق الن�شرات الأخرى‪.‬‬ ‫عامل مهم بالن�سبة لالقت�صاد ‪ ،‬فالتعليم‬ ‫الأ�سا�سي يزيد من كفاءة العمال‪ ،‬ويجعل‬ ‫والتقارير الإح�صائية العاملية والوطنية العمود الثالث‪ :‬ا�ستقرارية‬ ‫املن�شورة‪.‬‬ ‫االقت�صاد �أكرث �إنتاجية‪.‬‬ ‫االقت�صاد الكلي‬ ‫ البيانات النوعية ‪� :Qualitative Data‬إن ا�ستقرار البيئة االقت�صادية الكلية العمود اخلام�س‪ :‬التعليم العايل‬‫وت�شمل البيانات التي يتم احل�صول عليها‬ ‫عن طريق امل�سح امليداين الذي ي�ستند على م�س�ألة مهمة بالن�سبة للأعمال وللقدرة والتدريب‬ ‫التناف�سية‪ ،‬فبالرغم من �أن ا�ستقرار ي�شكل التعليم العايل والتدريب العايل‬ ‫�آراء ومالحظات رجال الأعمال و�صناع االقت�صاد الكلي ملفرده ال ي�ستطيع‬ ‫اجلودة م�س�ألة مهمة لالقت�صادات‬ ‫القرار يف الدول امل�شاركة والذي يتم‬ ‫التي ترغب رفع القيمة امل�ضافة‬ ‫اختيارهم وفق �أ�س�س معينة حتدد‬ ‫تمثل قوة العمل الصحية‬ ‫وتطوير الإنتاج ب�صورة خا�صة‪،‬‬ ‫من قبل املنتدى االقت�صادي العاملي‪.‬‬ ‫مسألة حيوية بالنسبة للقدرة‬ ‫فالعمولة االقت�صادية اليوم حتتاج‬ ‫ويرتكز ت�صنيف التناف�سية طبقاً‬ ‫التنافسية للبلد وإنتاجيته‬ ‫�إىل وجود عمالة تت�سم بقدر عال من‬ ‫لتقرير التناف�سية العاملي على م�ؤ�شر‬ ‫‪ ،‬فالعمال غير األصحاء ال‬ ‫الكفاءة بحيث ت�ستطيع االندماج مع‬ ‫التناف�سية والذي يتكون من (‪)12‬‬ ‫يستطيعون العمل بطاقاتهم‬ ‫التطورات املطردة يف البيئة العاملية‬ ‫عموداً هي‪:‬‬ ‫القصوى وتكون إنتاجيتهم‬ ‫لالقت�صاد‪.‬‬

‫العمود الأول‪ :‬امل�ؤ�س�سات‬

‫متثل البيئة امل�ؤ�س�سية الإطار‬ ‫الذي من خالله ي�شرتك الأفراد‬ ‫واحلكومات يف توليد الدخل والرثوة‬ ‫يف االقت�صاد‪ ،‬وللإطار امل�ؤ�س�سي‬ ‫ت�أثري على القدرة امل�ؤ�س�سية والنمو‪� ،‬إذ �أنه‬ ‫ي�ؤدي دوراً حمورياً يف الطرق التي توزع‬ ‫فيها املجتمعات املنافع وتتحمل تكاليف‬

‫‪24‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫أقل‪ ،‬والصحة السيئة تضيف‬ ‫تكاليف أعلى على بيئة األعمال‬ ‫رفع معدل الإنتاج للبلد‪ ،‬غري �أن عدم‬ ‫اال�ستقرار �سيقود �إىل ال�ضرر باالقت�صاد‪،‬‬ ‫فال�شركات ال ت�ستطيع اتخاذ قرارات هامة‬ ‫عندما يكون معدل الت�ضخم مرتفع جداً‪،‬‬

‫العمود ال�ساد�س‪ :‬كفاءة‬ ‫�أ�سواق ال�سلع‬

‫ت�ستطيع الدول التي متتلك �أ�سواق‬ ‫�سلع كفوءة �أن تنتج املزيج املنا�سب من‬ ‫ال�سلع واخلدمات التي تتطلبها �شروط‬ ‫الطلب والعر�ض‪ ،‬ومثل هذه الأ�سواق‬ ‫ت�ضمن ب�أن هذه ال�سلع يتاجر بها بفعالية‬ ‫�أكرث يف االقت�صاد‪.‬‬


‫تقارير‬ ‫العمود ال�سابع‪ :‬كفاءة �أ�سواق‬ ‫العمل‬

‫ي�ؤكد هذا العمود على �أن مرونة �سوق‬ ‫العمل �ضرورية للت�أكد من �أن العمال‬ ‫يتخ�ص�صون يف اال�ستخدامات الكفوءة لهم‬ ‫يف االقت�صاد‪ .‬ف�أ�سواق العمل يجب �أن تكون‬ ‫لديها املرونة لتحريك العمال من ن�شاط‬ ‫لآخر ب�سرعة وال�سماح بتقلبات الأجور دون‬ ‫عرقلة اجتماعية كثي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة ‪ ،‬كمـ ـ ـ ــا يجب‬ ‫�أن ت�ضمن الأ�سواق الكفوءة وجود عالقة‬ ‫وا�ضحة بني اجلهود املبذولة وحوافز‬ ‫العمل‪.‬‬

‫العمود الثامن‪� :‬سوق مالية‬ ‫متطورة‬

‫العمود العا�شر‪ -‬حجم ال�سوق ‪ :‬الأربعة الأوىل( امل�ؤ�س�سات‪ ،‬البنية التحتية‪،‬‬ ‫ي�ؤثر حجم ال�سوق على معدل الإنتاجية لأن ا�ستقراري ـ ـ ـ ـ ـ ــة االقت�ص ـ ـ ــاد الكل ـ ــي وال�صحة‬ ‫الأ�سواق الكبرية ت�سمح للمن�ش�آت با�ستغالل والتعليم الأ�سا�سي)‪.‬‬ ‫وفورات احلجـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ .‬فالأ�سواق الدولية يف املرحلة الثانية‪ :‬قيادة الكفاءة‬ ‫ال للأ�سواق املحلية تنتقل الدول �إىل هذه املرحلة مع ا�ستمرار‬ ‫ع�صر العوملة باتت بدي ً‬ ‫ارتفاع الأجور نتيجة لتقدم عملية التنمية‪،‬‬ ‫خ�صو�صاً للدول ال�صغرية‪.‬‬ ‫وعندما ت�صبح عملية الإنتاج �أكرث كفاءة‬ ‫العمود احلادي ع�شر‪ :‬تطور‬ ‫واملنتجات �أكرث جودة‪ ،‬وترتفع التناف�سية‬ ‫الأعمال‬ ‫ُيعد تطور الأعمال حافزاً مهما لرفع كفاءة يف هذه املرحلة اعتماداً عل ـ ـ ـ ــى الأعم ـ ـ ـ ـ ــدة‬ ‫�إنتاج ال�سلع واخلدمات‪ ،‬مما ي�ؤدي لرفع من اخلام�س �إىل العا�شر(التعليم العايل‬ ‫مع ــدل الإنتاجي ـ ـ ــة‪ ،‬ويح�سن من تناف�سية والتدريب‪ ،‬كفاءة �أ�سواق ال�سلع‪ ،‬كفاءة �سوق‬ ‫البلد‪ .‬ويهتم تطور الأعمال بنوعية �شبكة العمل‪ ،‬تطور ال�سوق املايل‪ ،‬تو�سع ال�سوق‬ ‫الأعمال بالن�سبة للبلد ككل ‪ ،‬عالوة على املحلية �أو الأجنبية‪ ،‬والقدرة على اال�ستفادة‬ ‫جودة عمليات وا�سرتاتيجيات املن�ش�آت من التطور التكنولوجي‪.‬‬

‫القطاع املايل الكفء مهم لتخ�صي�ص املوارد اخلا�صة‪.‬‬ ‫بني ا�ستخداماتها املختلفة ‪ ،‬فالقطاع املايل العمود الثاين ع�شر‪ :‬االخرتاع‬ ‫الكفء يحول املوارد �إىل �أف�ضل رجال �إن العمود الأخري للتناف�سية هو االخرتاع‬ ‫الأعمال �أو �أف�ضل امل�شاريع اال�ستثمارية ‪ ،‬التقني وهو مهم جداً فم�ستويات املعي�شة‬ ‫كما �أن القطاع املايل الكفء يكون قادراً على ميكن �أن تتو�سع فقط بوا�سطة االخرتاعات‬ ‫توفري القرو�ض وتقليل املخاطر و�شفافاً التقنية ‪ ،‬فاالخرتاع مهم جداً لالقت�صادات‬ ‫حلد كبري مبا يقود �إىل رفع �إنتاجية كلما اقرتبت من حدود املعرفة و�إمكانيات‬ ‫التكامل والتكيف مع التقنيات اخلارجية‪.‬‬ ‫اال�ستثمار‪.‬‬ ‫العمود التا�سع‪ :‬اال�ستعداد التقني ويعتمد م�ؤ�شر التناف�سية على الأعمدة‬ ‫يقي�س هذا العمود خفة احلركة التي من الأثني ع�شر للتناف�سية �أعاله والتي عن‬ ‫خاللها يتبنى االقت�صاد تقنيات لتح�سني طريقها ميكن تق�سيم البلدان �إىل ثالثة‬ ‫معدل �إنت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاج �صناعاتـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬وهذا مفهوم مراحل من التنمية هي ‪:‬‬ ‫حرج ‪ ،‬حيث �أن التقنيات تكون خمتلفة‬ ‫يف الإنتاجي ـ ـ ـ ـ ــة وكذلك بني الدول‪.‬وقد املرحلة الأوىل‪ :‬قيادة عوامل‬ ‫ارتفعت الأهمية الن�سبية لتبني التقنية الإنتاج‬ ‫املالئمة بالن�سب ـ ـ ــة للتناف�سية املحلية يف‬ ‫يكون فيها االقت�صاد مبرحلة قيادة‬ ‫الأعوام الأخرية ‪ ،‬كالتطور يف ن�شر املعرفة‪ ،‬عوامل الإنتاج ‪ ،‬ويف هذه املرحلة تتناف�س‬ ‫واال�ستخدام املطرد لتكنولوجيا املعلومات الدول اعتماداً على توافر املوارد ( العمل‬ ‫واالت�صاالت والتي باتت منت�شرة ب�صورة غري املاهر واملوارد الطبيعية)‪ ،‬وتتناف�س‬ ‫كبرية وتعد اليوم عامل مهم يف حتديد ال�شركات يف الأ�سعار وتبيع منتجات و�سلع‬ ‫م�س ـ ـ ـ ـ ـ ــتوى االقت�ص ـ ـ ــاد الكلـي واال�ستعداد �أ�سا�سي ـ ـ ــة تت�س ـ ـ ــم بانخفا�ض �إنتاجيته ــا‪.‬‬ ‫التقني‪.‬‬ ‫ويعتمد يف هذه املرحلة على الأعمدة‬

‫املرحلة الثالثة ‪ :‬قيادة االبتكار‬

‫تتحرك الدول �إىل مرحلة قيادة‬ ‫االبتكار‪ ،‬حيث تكون قادرة على ا�ستدامة‬

‫شمل مؤشر التنافسية العالمية‬ ‫للعام (‪ 142 )2012-2011‬دولة‬ ‫من مختلف األقاليم والمناطق‬

‫تطور م�ستويات املعي�شة فقط �إذا كانت‬ ‫من�ش�آتها قادرة على التناف�س باملنتجات‬ ‫اجلديدة والفريدة‪ .‬وتتناف�س املن�ش�آت يف‬ ‫هذه املرحلة من العمود ‪ ( 12‬االخرتاع)‪.‬‬ ‫و�شمل م�ؤ�شر التناف�سية العاملية للعام‬ ‫(‪ 142 )2012-2011‬دول ـ ـ ـ ــة م ـ ــن خمتلف‬ ‫الأقاليم واملناطق ويت�ألف م�ؤ�شر التناف�سية‬ ‫العاملية من م�ؤ�شرين رئي�سني هما ‪:‬‬ ‫م�ؤ�شر تناف�سية النمو ‪ :‬يت�ألف من‬ ‫ثالثة م�ؤ�شرات فرعية هي م�ؤ�شر املتطلبات‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬وم�ؤ�شر معززات الكفاءة وم�ؤ�شر‬ ‫عوامل االبتكار والدقة‪ ،‬وترتاوح قيمة هذا‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪25‬‬


‫تقارير‬ ‫امل�ؤ�شر بني (‪ ،)7-1‬فكلما اقرتبت الدولة من‬ ‫الرقم (‪ )7‬ارتفعت قدرتها التناف�سية‪ ،‬وكلما‬ ‫اقرتبت من الرقم (‪ )1‬انخف�ضت قدرتها‬ ‫التناف�سية‪.‬‬ ‫م�ؤ�شر تناف�سية الأعمال‪ :‬يت�ألف من‬ ‫م�ؤ�شر مدى التعقيد يف عمليات وا�سرتاتيجيات‬ ‫ال�شركات وم�ؤ�شر م�ستوى بيئة الأعمال‪.‬‬ ‫وفيما يلي جدول يبني البلدان التي جاءت‬ ‫باملراكز الع�شرة الأوىل يف م�ؤ�شر التناف�سية‬ ‫العاملية لعام ‪2012-2011‬م‪.‬‬

‫على ال�صعيد العاملي‪ ،‬وواكب ذلك م�ساهمة‬ ‫فاعلة للقطاع اخلا�ص يف الإنفاق على البحث‬ ‫والتطوير‪ ،‬والتي ت�سعى �شركاته �إىل حتويل‬ ‫البحوث �إىل �سلع ومنتجات وخدمات قابل‬ ‫للت�سويق‪.‬‬ ‫وجاءت �سنغافورة باملركز الثاين‪ ،‬حيث �أنها‬ ‫تتمتع مب�ستوى عال من ال�شفافية وتدين‬ ‫الف�ساد يف �أجهزة احلكومة‪ ،‬عالوة على �أنفاقها‬ ‫املرتفع على البحث العلمي والتطوير‪� .‬أما‬ ‫على �صعيد ترتيب الدول العربية الأربعة‬ ‫ع�شر التي �شملها التقرير فكان وفق الآتي‪:‬‬

‫إن االرتقاء بترتيب قطر في‬ ‫مؤشر التنافسية العالمية‬ ‫للسنوات المقبلة يستدعي‬ ‫تحقيق تقدم ملموس‬ ‫في مجال التعليم العالي‬ ‫والتدريب وكذلك في مجال‬ ‫حجم السوق‬

‫من بني (‪ )142‬دولة �شملها تقرير التناف�سية‬ ‫جدول(‪ )1‬البلدان الع�شرة الأوىل يف م�ؤ�شر جدول(‪ )2‬ترتيب البلدان العربية يف م�ؤ�شر‬ ‫العاملية لعام (‪)2012-2011‬‬ ‫التناف�سية العاملية لعام ‪2012-2011‬م‬

‫الرتبة ‬ ‫البلد ‬ ‫‪ 1‬‬ ‫ ‬ ‫�سوي�سرا‬ ‫‪ 2‬‬ ‫ ‬ ‫�سنغافورة‬ ‫‪ 3‬‬ ‫ ‬ ‫ال�سويد‬ ‫‪ 4‬‬ ‫ ‬ ‫فنلندا‬ ‫الواليات املتحدة ‪ 5‬‬ ‫‪ 6‬‬ ‫ ‬ ‫�أملانيا‬ ‫‪ 7‬‬ ‫ ‬ ‫هولندا‬ ‫‪ 8‬‬ ‫ ‬ ‫الدمنرك‬ ‫‪ 9‬‬ ‫ ‬ ‫اليابان‬ ‫اململكة املتحدة ‪ 10‬‬

‫الدرجة‬ ‫‪5.74‬‬ ‫‪5.63‬‬ ‫‪5.61‬‬ ‫‪5.47‬‬ ‫‪5.43‬‬ ‫‪5.41‬‬ ‫‪5.41‬‬ ‫‪5.40‬‬ ‫‪5.40‬‬ ‫‪5.39‬‬

‫‪Source: World Economic Fourm,Global‬‬ ‫‪Geneva,2011,2012-Competitiveness Report 2011‬‬

‫يت�ضح من اجلدول �أعاله ب�أن �سوي�سرا قد‬ ‫جاءت باملركز الأول ‪ ،‬و�سبب ذلك يعود لتفوقها‬ ‫يف جمال االخرتاع واالبتكار‪� ،‬إذ �أنها م�صنفة‬ ‫بعد الواليات املتحدة على ال�صعيد العاملي‪،‬‬ ‫و�أي�ضا وجود م�ؤ�س�سات قوية وبيئة �أعمال‬ ‫مزدهرة ‪ ،‬و�شركات قوية بني القطاع اخلا�ص‬ ‫واجلامعات يف جمال البحث العلمي ‪،‬عالوة‬ ‫على �أن امل�ؤ�س�سات ال�سوي�سرية ومعاهد ومراكز‬ ‫الأبحاث العلمية تعترب من �أف�ضل املراكز‬

‫‪26‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫التناف�سية العاملية لعام ‪2012-2011‬م‬

‫وغني عن البيان ف�إن دولة قطر قد قفزت‬ ‫الرتتيب‬ ‫الرتتيب‬ ‫البلد‬ ‫عامليا الدرجة عربيا ثالثة مراتب يف ترتيب العاملي وفقا مل�ؤ�شر‬ ‫التناف�سية ‪ ،‬حيث انتقلت من املركز(‪ )17‬يف عام‬ ‫‪1 5.24‬‬ ‫‪ 14‬‬ ‫ ‬ ‫قطر‬ ‫‪� 2011-2010‬إىل املركز (‪ )14‬يف العام (‪-2011‬‬ ‫‪2 5.17‬‬ ‫‪ 17‬‬ ‫ ‬ ‫ال�سعودية‬ ‫‪ ، )2012‬وميكن تف�سري هذا التقدم بالتطور‬ ‫‪3 4.89‬‬ ‫‪ 27‬‬ ‫ ‬ ‫الإمارات‬ ‫احلا�صل يف بيئة االقت�صاد الكلي والذي‬ ‫‪4 4.64‬‬ ‫‪ 32‬‬ ‫�سلطنة عمان ‬ ‫ح�صلت فيه دولة قطر على املركز اخلام�س‬ ‫‪ 5 4.62‬‬ ‫‪ 34‬‬ ‫ ‬ ‫الكويت‬ ‫عاملياً‪ ،‬وكذلك �إىل التطور يف امل�ؤ�س�سات‪،‬‬ ‫‪6 4.54‬‬ ‫‪ 37‬‬ ‫ ‬ ‫البحرين‬ ‫وكذلك مدى التطور يف بيئة الأعمال‪ ،‬حيث‬ ‫‪7 4.47‬‬ ‫‪ 40‬‬ ‫ ‬ ‫تون�س‬ ‫احتلت قطر املرتبة (‪ )12‬على ال�صعيد العاملي‪.‬‬ ‫‪8 4.19‬‬ ‫‪ 71‬‬ ‫ ‬ ‫الأردن‬ ‫‪9 4.16‬‬ ‫‪ 73‬‬ ‫ ‬ ‫املغرب‬ ‫و�صفوة القول ف�إن االرتقاء برتتيب قطر‬ ‫‪10 3.96‬‬ ‫‪ 87‬‬ ‫ ‬ ‫اجلزائر‬ ‫يف م�ؤ�شر التناف�سية العاملية لل�سنوات املقبلة‬ ‫‪11 3.95‬‬ ‫‪ 89‬‬ ‫ ‬ ‫لبنان‬ ‫ي�ستدعي حتقيق تقدم ملمو�س يف جمال‬ ‫‪12 3.88‬‬ ‫‪ 94‬‬ ‫ ‬ ‫م�صر‬ ‫التعليم العايل والتدريب وكذلك يف جمال‬ ‫‪13 3.85‬‬ ‫‪ 98‬‬ ‫ ‬ ‫�سوريا‬ ‫حجم ال�سوق الذي احتلت فيه دولة قطر‬ ‫‪14 3.20 138‬‬ ‫ ‬ ‫اليمن‬ ‫الرتتيب (‪ )59‬عاملياً‪ ،‬عالوة على تطوير كفاءة‬ ‫‪Source: World Economic Fourm,Global‬‬ ‫‪� Geneva,2011,2012-Competitiveness Report 2011‬سوق العمل‪ ،‬واجلاهزية التكنولوجية‪.‬‬ ‫يتبني من اجلدول �أعاله �أن دول جمل�س‬ ‫التعاون اخلليجي قد احتلت املراكز الأوىل‬ ‫د‪ .‬نوزاد عبدالرحمن الهيتي‬ ‫عربياً‪ ،‬وكانت �سوريا واليمن هما الأ�سو�أ �أداء ‬ ‫خبري تعاون دويل ‪ -‬وزارة اخلارجية‬ ‫بني البلدان العربية‪ ،‬وكانت دولة قطر يف‬ ‫دولة قطر‬ ‫مقدمة الدول العربية ‪ ،‬كما احتلت املركز ‪14‬‬


‫دبلوماسية خفية‬

‫ّ‬ ‫متنكرون‬ ‫ورحالة‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪27‬‬


‫مقاالت‬ ‫حاولت الإدارات اال�ستعمارية الغربية‬ ‫ري م ـ ـ ــن امل�سـ ـ ــت�شرقني وال َّر َّحالة‬ ‫�إغراء كث ٍ‬ ‫وامل�ستك�شفني للعمل على خدمة �سيا�ساتها‬ ‫الإمرباطورية يف �صورة ُ�س َفراء وجوا�سي�س‬ ‫�س ّريني‪ ،‬فقد كان اكت�شاف ال�شرق �شبه‬ ‫متع ّذر �إال مبعونـ ـ ـ ـ ــة مـ ــن ذوي الدراية‬ ‫ب�ش�ؤونه الديني ـ ـ ــة والعرقية واجلغرافية‪،‬‬ ‫ومل يخامر تلك الإدارات �أيُّ ّ‬ ‫�شك يف �أن‬ ‫انخراطهم يف م�ساعدتها �إمنا هو م�ساهمة‬ ‫�أخالقية يقدمها رجال عارفون ب�ش�ؤون‬ ‫ال�شرق‪ ،‬ور�أت �أن تن�صـ ـ ـ ـ ّـب جهودهـ ـ ــم يف‬ ‫خدمتها نظري دعم يقدّم لهم لل�شروع يف‬ ‫جمع املعلومات‪ ،‬و�إعداد اخلرائط‪ ،‬وكتابة‬ ‫التقارير‪ ،‬بل مبا�شرة االرحتال يف‬ ‫تلك الأ�صقاع النائية‪ ،‬ونتج عن ذلك‬ ‫لب الأر�شيف‬ ‫مد ّونة �ضخمة �ش ّكلت ّ‬ ‫يف�سر جان ًبا من‬ ‫اال�ستعماري‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫ارتباط االرحتال �إىل ال�شرق العربي‬ ‫باحلركة اال�ستعمارية يف الع�صر‬ ‫احلديث‪ .‬وعليه ت�ش ّكلت �أ�س�س املعرفة‬ ‫الغربية بال�شرق على خلفية من �سوء‬ ‫التفاهم‪ ،‬وت�ضارب امل�صالح‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ال‬ ‫عن التح ّيزات الثـقافية‪� ،‬إذ انخرط‬ ‫الرحالة يف خدمة بالدهم‬ ‫كثري من ّ‬ ‫بنوازع �سيا�سية وعلمية وا�ستخبارية‪ ،‬وندر‬ ‫�أن جت ّردوا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن احلموالت االعتقادية‬ ‫لثقافاتهـ ـ ـ ــم وال�سيا�س ـ ـ ــات الإمرباطورية‬ ‫لبالدهم‪ ،‬ومل ُتبرَ َّ �أ من تهمة التعاون مع‬ ‫الإدارات اال�ستعمارية �إال قلة قليلة من‬ ‫امل�شتغلني يف هذا املجال‪.‬‬ ‫يعود �أمر الولع بال�شرق �إىل حقيقة‬ ‫م�ؤدّاها جهل الغربيني به �إىل وقت قريب‪،‬‬ ‫وكل نق�ص يروم االكتمال حتى لو لزم‬ ‫الأمر تزوير احلقائق‪ ،‬و�إعادة �إنتاجها‬

‫‪28‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫لإ�شباع ذلك النق�ص‪ ،‬ففي �سياق ت�شكيل‬ ‫هوية الغرب يف الع�صر احلديث وجب‬ ‫ب�سط املعرفة الغربية على م�ستوى العامل‪،‬‬ ‫و�شمولـ ـ ــه بها‪ ،‬وكان ال�شرق نائياً و�شبه‬ ‫ممتن ـ ـ ـ ــع‪ ،‬ف�أ�صبح مو�ضوع �إغرا ٍء للبحث‬ ‫والتخ ّيل واالكت�شاف وال�سيطرة‪ ،‬فانطلق‬ ‫الرحالة يف �سباق مع احلمالت الع�سكرية‬ ‫ّ‬ ‫ري منها‬ ‫جلم ـ ــع نبذ من معلوم ـ ــات كث ٌ‬ ‫جمت َز�أ ومنقطِ ع عن �سياقاته التاريخية‬ ‫الرحالة يحيلون‬ ‫والثقافية‪ .‬وكان معظم ّ‬ ‫�إىل �أعمالهم باعتبارها م�ستودعاً للمعرفة‬ ‫ال�صحيحة ب�أهل ال�صحراء‪ ،‬وجرى �إهمال‬ ‫املعارف الأ�صلية ال�شائعة فيما بينهم‪،‬‬

‫انتحال الأ�سماء تقليد �شائع يف‬ ‫الرحالة الغربيني �إىل‬ ‫�أو�ساط‬ ‫ّ‬ ‫ديار العرب‪ ،‬فكثري منهم تكتّم‬ ‫على ا�سمــــــــــه احلقيقي‪ ،‬و�أخفى‬ ‫معتقده الديني‪ ,‬وا ّدعى امتهان‬ ‫احلج‪.‬‬ ‫التجارة‪� ،‬أو العمل‪� ،‬أو ّ‬

‫واعترب الو�صف الغربي هو ال�صائب‪،‬‬ ‫الرحالة‪ ،‬مثل‬ ‫�إىل ذلـ ـ ـ ــك فكثيـ ـ ـ ــر من ّ‬ ‫«بريتون» و»لورن�س» و»فيلبـ ـ ــي» و» م�س‬ ‫بيل» و�سواهم‪ ،‬انخرطوا يف خدمة الإدارة‬ ‫اال�ستعمارية‪ .‬ولي�س من امل�ستغرب �أن‬ ‫تكون ك�شوفاتهم اجلغرافية‪ ،‬و�أو�صافهم‬ ‫امل�سهبة للمجتمعات العربية ال�صحراوية‬ ‫من ناحية الروابط العرقية والدينية‬ ‫واملذهبية‪ ،‬دلي َل عملٍ لتلك الإدارة يف ب�سط‬ ‫ح�سا�سة‬ ‫نفوذها‪ ،‬وقد تب ّو�أ بع�ضهم وظائف ّ‬ ‫جدًّا‪ ،‬و�أ�سهموا يف ت�شكيل املمالك اجلديدة‬

‫يف �أعقاب احلرب العاملية الأوىل‪ ،‬وكان‬ ‫ريا يف احلفاظ على امل�صالح‬ ‫ت�أثريهم كب ً‬ ‫الإمرباطورية‪ ،‬فر�ؤيتهم لل�شرق تنتظم‬ ‫وجب‬ ‫مل َ‬ ‫يف �سياق الر�ؤية اال�ستعمارية لعا ٍ‬ ‫إدراجه يف �سياق التاريخ الغربي‪.‬‬ ‫غز ُوه و� ُ‬ ‫الرحالة �إىل ال�صحراء‬ ‫ومل يخ ُل قدوم ّ‬ ‫العربية م ـ ـ ــن طل ـ ـ ــب املعرفة التي كانت‬ ‫مو�ضوع حاجة الإمرباطوريات الغربية‪،‬‬ ‫فقد �أقر الرحالة «فارتيما» ب�أن رحلته‬ ‫�إىل �شبه جزيرة العرب جاءت ا�ستجابة‬ ‫«للرغبة اجلاحمة يف املعرفة»‪ .‬وينبغي �أن‬ ‫نت�ساءل عن ماهية هذه املعرفة التي يحتاج‬ ‫الرحالة الغربيون عن البالد التي‬ ‫�إليها ّ‬ ‫يرومون االرحتال �إليها‪ ،‬ويف �أي ظروف‬ ‫جرت تلك الرحالت؟ فقد ُعر َِف عن‬ ‫«فارتيما» �أنه كان «يعمل حل�ساب ملك‬ ‫الربتغال الذي م ّول رحلته‪ ،‬والذي‬ ‫قدّم له نائبه يف الهند براءة االمتياز‬ ‫والفرو�سية‪ ،‬و�ض ّمه �إىل جيو�شه‬ ‫املحاربة»‪ .‬ويف �ضوء هذا تل ّقى تكليفا‬ ‫للكتابة عن «عادات ال�شعوب‪ ،‬وكتابة‬ ‫تقرير عن جيو�شها‪ ،‬وح�صر منتجاتها‬ ‫الزراعية وال�صناعية»‪� .‬أما الإ�سباين‬ ‫«دومينغو باديا» الذي �أحاطه الغمو�ض‬ ‫حيثما ارحتل‪ ،‬و�س ّمى نف�سه «علي باي‬ ‫العبا�سي» فقد �شرع يكتب تقارير �سرية‬ ‫رفعها للم�س�ؤولني الإ�سبان ثم الفرن�سيني‬ ‫يغريهم بب�سط نفوذهم الإمرباطوري يف‬ ‫بالد املغرب وامل�شرق على حد �سواء‪ ،‬وجاراه‬ ‫يف ذلك «�سيتيزن» الذي كانت مهمته‬ ‫«�إر�سال التقارير �إىل القي�صر الرو�سي عن‬ ‫الو�ضع الع�سكري يف �آ�سيا الو�سطى التي‬ ‫وقفت يف وجه التو�سع الرو�سي»‪ .‬ولل�سبب‬ ‫نف�سه �سافر «بوركهارت» �إىل �شبه اجلزيرة‬


‫مقاالت‬

‫العربية حل�سـ ـ ـ ـ ـ ــاب اجلمعي ـ ـ ــة اجلغرافية‬ ‫الأفريقية املم ّولة من «�إدارة امل�ستعمرات‬ ‫الربيطانية بغر�ض التعرف �إىل املناطق‬ ‫قبل حماولة احتاللها وا�ستعمارهـ ـ ـ ــا «‪� .‬أما‬ ‫الإجنليزي «بريتون» فلم ُي ْخ ِف تط ّلعه �إىل‬

‫م ّد النفوذ الربيطاين �إىل �شبه اجلزيرة‬ ‫العربية‪ ،‬وعلى هذا قدّم اقرتاحات كثرية‬ ‫حول اكت�ساب البدو وحتفيزهم �إىل خدمة‬ ‫الإمرباطورية حيـ ـ ـ ــث ميكـ ـ ـ ــن �أن يك ّونوا‬ ‫فرقة ممتازة من امل�شاة»‪ .‬وقد ُو ِ�ص َف ب�أنه‬

‫كان «�إمربيالياً بال حدود‪ ،‬ي�سعى �إىل‬ ‫خدمة �إمرباطوريته ورفعة �ش�أنها وزيادة‬ ‫م�ستعمراتها»‪� .‬أما الأدوار التي قام بها‬ ‫«لورن�س العرب» و»م�س بيل» و»فيلبي» يف‬ ‫تد�شني النفوذ الإمرباطوري يف امل�شرق‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪29‬‬


‫مقاالت‬ ‫العربي و�شبه اجلزيرة العربية فقد احتموا بهيبتها الدينية يف الطواف داخل‬ ‫�شبه اجلزيرة العربية‪.‬‬ ‫�أ�صبحت معروفة على نطاق عام‪.‬‬ ‫الرحالة يف‬ ‫مل يكن من الي�سري �أن يتج ّول ّ‬ ‫انتحال الأ�سماء تقليد �شائع يف �أو�ساط‬ ‫�شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬دون حت ّوطات كثرية‬ ‫الرحالة الغربيني �إىل ديار العرب‪ ،‬فكثري‬ ‫ينبغي تو ُّف ُرها‪ ،‬فكان ال بد من التنكر بزيّ‬ ‫ّ‬ ‫عربي‪ ،‬وانتحال �أ�سماء �شخ�صيات دينية منهم تك ّتم على ا�سمه احلقيقي‪ ،‬و�أخفى‬ ‫�أو �شبه دينية مت�سترّ ة بالإ�سالم‪ ،‬وتع ّلم معتقده الديني؛ وادّعى امتهان التجارة‪،‬‬ ‫العربية‪ ،‬والتد ّرب على بع�ض اللهجات �أو العمل‪� ،‬أو احل ّج‪ ،‬فالغريب مثار ريبة‪،‬‬ ‫املحلية‪ ،‬وك�سب و ّد زعماء القبائل‪ ،‬بل ومو�ضـ ـ ـ ــوع �ش ـ ـ ـ ـ ـ ّـك‪ ،‬ومب ـ ـ ـ ــا �أنه عاجز عن‬ ‫الأمراء وامللوك‪ ،‬فقد انتحل «فارتيما» الإف�صاح عن غر�ضه‪ ،‬ومن املتع ّذر عليه‬ ‫ا�سم «يون�س امل�صري»‪ ،‬وانتحل» غورماين» اجلهر مبعتقده الديني‪ ،‬فينتحل ك ّل ما‬ ‫ا�سم «خليل �أغا»‪ ،‬وانتحل «بالغريف» ا�سم يراه موافقا لعامل ال�صحراء‪ .‬وقد �ص ّرح‬ ‫«�سليم العي�ص» وانتحل «باديا» ا�سم «علي «بوركهارت» ب�أن «م�س�ألة التن ّكر �أمر �شائع‬ ‫الرحالة ال�شرقيني كلهم»‪ .‬على �أن هذه‬ ‫باي العبا�سي»‪ ،‬وانتحل «بوركهارت» ا�سم بني ّ‬ ‫«�إبراهيم بن عبد اهلل»‪ ،‬وانتحل «ثي�سيغر» حيلة مل تنجح دائما يف ت�ضليل الآخرين‪،‬‬ ‫ا�سم «مبارك بن لندن»‪ ،‬وانتحل «داوتي» فكانوا ي�ضبطون متل ّب�سني بعاداتهم يف‬ ‫ا�س ـ ـ ـ ــم «خليـ ـ ـ ــل»‪ ،‬وانتحـ ـ ـ ـ ــل «جوارد» ا�سم كثري من الأحيان‪ ،‬و�سرعان ما ّ‬ ‫تتك�شف‬ ‫«حممود مبارك»‪ ،‬وانتحل «دينييه» ا�سم» �أهدافهـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ .‬واالن�شغـ ـ ــال بتمويه الهوية‬ ‫الرحالة كثريا مما‬ ‫نا�صر الدين»‪ ،‬وانتحل «�سيتيزن» ا�سم ال�شخ�صية ُي�ض ِّيع على ّ‬ ‫«احلاج مو�سى»‪ ،‬وانتحل «فيناتي» ا�سم جا�ؤوا من �أجله‪ ،‬مثـ ـ ـ ــل‪ :‬ر�سم اخلرائط‪،‬‬ ‫«احلاج حممد»‪ ،‬وانتحل «بريتون» ا�سم وحتديد املواقع‪ ،‬ومعرفة الطرق‪ ،‬و�أحوال‬ ‫وتق�صي �أو�ضاع القبائل‪ ،‬وحتديد‬ ‫«احلاج عبد اهلل»‪ ،‬وانتحل «بيكنل» ا�سم الطق�س‪ّ ،‬‬ ‫«احلاج عبد الواحد»‪ ،‬وانتحل «والني» ا�سم والءاتها ال�سيا�سيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وك�ش ـ ـ ــف طقو�سها‬ ‫«و ّ‬ ‫يل الدين»‪ ،‬وانتحل «كورتيلمون» ا�سم الدينية‪ ،‬وعالقاتها االجتماعية‪ ،‬مبا يفيد‬ ‫«احلاج عبد اهلل»‪ ،‬وانتحل «فرايركني» ا�سم الإدارات اال�ستعمارية يف ب�سط نفوذها‪،‬‬ ‫«احلاج حممد �أمني»‪ ،‬وانتحل «را�شيه» ا�سم ورعاية م�صاحلها‪ .‬وتكاد تكون معظم‬ ‫«احلاج عمر»‪ ،‬وانتحل «هورجرونيه» ا�سم املعارف ال�شائعة يف الغرب عن �صحارى‬ ‫«عبد الغفار»‪ ،‬وانتحل «مالتيزان» ا�سم العرب َّ‬ ‫رحالة لهم �صالت‬ ‫مت جتهيزها ّ‬ ‫«عبد الرحمن بن حممد»‪ ،‬وانتحل «�ألوي�س �ضمنية �أو �صريحة بتلك الإدارات لعبوا‬ ‫ري منها مازال جمهوال‪.‬‬ ‫موزيل» ا�سم «ال�سيد مو�سى الروليّ »‪� .‬أدوا ًرا خفي ًة‪ ،‬كث ٌ‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال ع ّمن �أ�سلم منهم وت�س ّمى با�سم‬ ‫الرحالة قدموا من بالد‬ ‫عربي‪ ،‬مثل «فاي�س» الذي �أ�صبح «حممد‬ ‫معلوم �أن ّ‬ ‫�أ�سد» و»فيلبي» الذي �أ�صبح «احلاج عبداهلل خمتلفة عن بالد ال�صحراء‪ ،‬فحملوا‬ ‫فيلبي»‪ .‬فهذه مناذج من �أعداد كبرية معهم مرجعياتهم الثقافية والدينية‬ ‫الرحالة الذين تن ّكروا يف �شخ�صيات والأخالقية �إىل �أ�صقاع تختلف يف كل‬ ‫من ّ‬

‫‪30‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫وتفجع‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬وبع�ضهم ارت ّد على نف�سه‪ّ ،‬‬ ‫ذمه مدرارا‬ ‫واهتزـ وا�ستثري غ�ضبا‪ ،‬فانهمر ّ‬ ‫على �أهل ال�صحراء‪ ،‬كما جند ذلك عند‬ ‫الرحالة االجنليزي «داوتـ ـ ــي»‪ .‬علـ ـ ـ ــى �أن‬ ‫ّ‬ ‫�آخرين جت ّردوا قدر ما ا�ستطاعوا من تلك‬ ‫املرجعيات‪ ،‬و�سعوا عرب املخالطة واملماثلة‬ ‫�إىل الت�ش ّبـ ـ ـ ــه ب أ�هـ ـ ـ ــل ال�صحراء‪ ،‬وتخريب‬ ‫احلـ ـ ــدود الفا�صلـ ـ ـ ـ ــة بينهم‪ ،‬متنا�سني عن‬ ‫عمدٍ ذخريتهم الثقافية‪ ،‬وبذلك انتقلوا‬ ‫من حال �إىل حال‪ ،‬كما جند ذلك عند‬ ‫االجنليزي «ثي�سيغر» والنم�ساوي «فاي�س»‪.‬‬ ‫وه�ؤالء قد تو ّفر لهم بعبور احلواجز التي‬ ‫تف�صلهم عن �أهل ال�صحراء‪ ،‬قدرة �أكرب‬ ‫من غريهم يف �سرب �أغوارها‪ ،‬ف�أ�صبحت‬ ‫مكا ًنا �ألي ًفا تغ ّنوا به‪ .‬ومن الطبيعي �أن‬ ‫تتم ّنع ال�صحراء على االكت�شاف‪ ،‬فال متنح‬ ‫نف�سها �إال ملن يتج ّرد لها ك�أنه من �أهلها‪،‬‬ ‫الرحالة‪،‬‬ ‫وتلك حال مل تتو ّفر لكثري من ّ‬ ‫فالرغبة يف االندماج بعامل ال�صحراء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وف�ض �أ�سراره‪ ،‬وا�ستك�شافه‪� ،‬أمر يحتاج �إىل‬ ‫مرا�س نف�سي وج�سدي يفوق الأ�سباب التي‬ ‫ٍ‬ ‫الرحالة للقدوم �إىل ال�صحراء‪� .‬إن‬ ‫دفعت ّ‬ ‫كثريا منهم ُبعث ملهام �سيا�سية �أو علمية‪،‬‬ ‫وقد جنح منهم َمنْ قام مبهمته على خلفية‬ ‫�شغف بال�صحراء و�أهلها؛ فجاء ارحتالهم‬ ‫غزي ًرا يف ثرائه‪ ،‬ومثريا يف �أحداثه‪ .‬وكل‬ ‫هذا ال يبعد عن الأذهان �صعاب احلياة يف‬ ‫البيئة ال�صحراوية‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداهلل �إبراهيم‬ ‫خبري ثقايف ‪ -‬الديوان الأمريي‬ ‫دولة قطر‬


‫مقاالت‬

‫التهديدات اإليرانية‬

‫لغلق مضيق هرمز‬

‫على مدار ثال ِث ِة عقود خلت‪� ،‬أطلق امل�سئولون الإيرانيون تهديداتهم لغلق م�ضيق هرمز لثالث مرات كانت الأوىل‪،‬‬ ‫خالل احلرب الإيرانية العراقية (‪ 1980‬ـ ‪� ،)1988‬إال �إنها ف�شلت يف حتقيق نتائج ملمو�سة يف حينه‪ ،‬وتزامنت الثانية مع‬ ‫اقرتاب موعد االنتخابات الرئا�سية الأمريكية عام ‪2008‬م‪ ،‬وكانت دون جدوى‪.‬‬ ‫فيما �سبقت التهديدات الإيرانية يف مرحلتها الثالثة احلالية موعد االنتخابات الرئا�سية الأمريكية املُقبلة ب�أكرث‬ ‫من عام‪ ،‬وت�صاعدت لهجتها بعد زيادة التوتر مع الغرب ب�ش�أن الربنامج النووي الإيراين املُثري للجدل‪ ،‬وال�سيما‬ ‫بعد �إ�صدار الوكالة الدولية للطاقة النووية تقري ًرا يف الثامن من نوفمرب ‪2011‬م‪ ،‬والذي اُ ُّت ِه َمت فيه �إيران ب�سعيها‬ ‫ال�ستخدام الربنامج النووي ل�صنع القنبلة النووية‪� ،‬أو �أنها توا�صل البحث للو�صول �إىل هذه الغاية‪.‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪31‬‬


‫مقاالت‬ ‫و�أعقب ذلك الإعالن عن فر�ض (عقوبات • التهديدات الإيرانية لغلق‬ ‫• م�ضيق هرمـــز ‪:‬‬ ‫يق ُع م�ضيق هرمز بني �أرا�ضي دولتني هما‪� :‬أمريكية منفردة) بتاريخ ‪2012/1/2‬م م�ضيق هرمز ‪:‬‬

‫�سلطنة عُمان و�إيران ويف الوقت ذاته ي�ضم‬ ‫جز�أين من مياه البحار‪ ،‬وهي مياه البحار‬ ‫العالية خلليج عُمان مبياه البحار العالية‬ ‫للخليج العربي‪ ،‬ويقع امل�ضيق الذي يبلغ‬ ‫طوله (‪ )96‬مي ً‬ ‫ال بحر ًّيا‪ ،‬و�أ�ضيق عر�ض له‬ ‫(‪ )20‬مي ً‬ ‫ال (امليل البحري= ‪ 1852‬م ً‬ ‫رتا)‪،‬‬ ‫�ضمن املياه الإقليمية ال ُعمانية والإيرانية‪،‬‬ ‫ولكونه يربط بني جز�أين من البحار العالية‬ ‫ف�إنه يخ�ضع ملرور املالحة الدولية دو َن‬ ‫احلاجة ال�ستح�صال �إجازة مرور مُ�سبقة من‬ ‫الدولتني ال�ساحليتني‪.‬‬ ‫ت�أتي �أهمية م�ضيق هرمز االقت�صادية كونه‬ ‫ميثل املمر البحري الوحيد لتجارة خم�س‬ ‫دول عربية هي‪ :‬العراق‪ ،‬الكويت‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫قطر‪ ،‬ودولة الإمارات العربية املتحدة �إ�ضافة‬ ‫�إىل �إيران وال�سعودية وبذلك ي�صبح امل�ضيق‬ ‫مم ًّرا لتجارة �سبع دول وب�ضمنها �صادرات‬ ‫النفط اخلام والتي تبلغ بحدود (‪ )17‬مليون‬ ‫برميل يوم ًّيا �إىل الدول امل�ستهلكة يف خمتلف‬ ‫دول العامل‪ ،‬ف�ضال عن ع�شرات ال�سفن التي‬ ‫تعرب امل�ضيق وتنقل الب�ضائع من و�إىل الدول‬ ‫املطلة على اخلليج العربي‪.‬‬

‫• تطورات الأزمــــة‪:‬‬

‫قرر جمل�س الأمن الدويل مبوجب القرار‬ ‫‪1929‬م يف ‪ 2010/6/9‬حزم ًة من (العقوبات‬ ‫الدوليـ ـ ــة) والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ت�ضمن ـ ـ ــت فر�ض قيـ ـ ــو ٍد‬ ‫�صارم ٍة على ح�صول �إيران على �أية مكونات‬ ‫ال�ستخدام مواد التكنولوجيا النووية‪ ،‬ومواد‬ ‫تطوير ال�صواريخ القادرة على حمل ر�ؤو�س‬ ‫نووية‪ ،‬ومنع جميع الدول من توريد دبابات‬ ‫�أو مركبات قتالية �أو منظومات مدفعية من‬ ‫العيار الثقيل �أو طائرات مقاتلة �أو �سفن‬ ‫حربية‪ ،‬وكذلك فر�ض ح�ضر على ا�ستثمارات‬ ‫�إيران اخلارجية‪ ،‬وعلى التعامالت املالية مع‬ ‫البنوك الإيرانية‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫وكانت �أكرث ت�شددًا وا�ستهدفت القطاعات‬ ‫االقت�صادية الإيرانية‪ ،‬والتي طالبت‬ ‫ال�شركات الأمريكية والعاملية باالختيار ما‬ ‫بني التعامل مع القطاع املايل وامل�صريف‬ ‫الإيراين‪� ،‬أو التعامل مع القطاع املايل‬ ‫وامل�صريف الأمريكي‪.‬‬ ‫كما اتخذ وزراء خارجية (االحتاد‬ ‫الأوروبي) يف اجتماعهم الذي عُقد مبدينة‬ ‫بروك�سل يف ‪2012/1/22‬م قرا ًرا بحظر‬ ‫ا�سترياد النفط الإيراين‪ ،‬مع متديد مدة‬ ‫انتهاء ا�سترياد كميات النفط الإيراين من‬ ‫قبل االحتاد الأوروبي لغاية الأول من يوليو‬ ‫‪2012‬م ويبلغ �إجمايل ا�ستريادات االحتاد‬ ‫الأوروبي من النفط الإيراين حال ًيا نحو‬ ‫(‪� )450‬ألف ب‪/‬ي وتتوزع ما بني �إيطاليا التي‬ ‫ت�ستورد (‪� )180‬ألف ب‪/‬ي‪ ،‬و�إ�سبانيا (‪)160‬‬ ‫�ألف ب‪/‬ي واليونان (‪�)100‬ألف ب‪/‬ي‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد الأخذ بعني االعتبار مواجهة الدول‬ ‫املذكورة �أو�ضاعا اقت�صادية �صعبة ب�سبب �أزمة‬ ‫الديون ال�سيادية‪.‬‬ ‫ومما �أ�ضفى على تطورات الأزمة‬ ‫بني �إيران والدول الغربية �أبعادًا جديد ًة‬ ‫زادتها تعقيدًا‪ ،‬ح�صول العديد من‬ ‫الأحداث منها‪ :‬االخرتاقات الإلكرتونية‬ ‫لأجهزة الكمبيوتر اخلا�صة ببع�ض‬ ‫املن�ش�آت النووية الإيرانية‪ ،‬و�إعالن �إيران‬ ‫�أواخر �شهر دي�سمرب ‪2011‬م عن �إ�سقاط‬ ‫طائرة جت�س�س �أمريكية بدون طيار‬ ‫كانت ّ‬ ‫حتلق فوق مناطق �شرقي �إيران‪،‬‬ ‫والتفجريات التي وقعت يف بع�ض املواقع‬ ‫النفطية والنووية الإيرانية‪ ،‬وكذلك‬ ‫االغتياالت التي ح�صلت لبع�ض علماء‬ ‫الذرة الإيرانيني‪ .‬ومع ذلك ا�ستمرت‬ ‫�إيران يف تطوير برناجمها النووي‪.‬‬

‫�أدرك قادة �إيران جِ ِّد َّية العقوبات‬ ‫االقت�صادية الدولية والأمريكية والأوروبية‪،‬‬ ‫وحترك بع�ض م�ستوردي النفط الإيراين‬ ‫من �شرق �آ�سيا‪ ،‬ومن �أهمها الهند وال�صني‬ ‫واليابان نحو الدول النفطية الأخرى لإيجاد‬ ‫بدائل عن النفطي الإيراين‪ ،‬وال�سيما �أن‬ ‫حجم الواردات النفطية الإيرانية ي�شكل نحو‬ ‫(‪ )%60‬من ميزانية الدولة الإيرانية‪ .‬و�شكلت‬ ‫هذه الإجراءات‪ ،‬من وجهة النظر الإيرانية‬ ‫مبا ي�شبه �إعالن حالة احلرب عليها‪ ،‬عندئذ‬ ‫جل�أت �إيران لو�ضع خطة مواجهة تعتمد على‬ ‫ا�ستخدام عدة خيارات يف مقدمتها �إطالق‬ ‫العديد من التهديدات لإغالق م�ضيق هرمز‬ ‫بوجه املالحة الدولية والقيام مبناورات‬ ‫ع�سكرية بالقرب من امل�ضيق املذكور لت�أكيد‬ ‫هذه التهديدات ومنها على �سبيل املثال‪،‬‬ ‫تهديدات النائب الأول للرئي�س الإيراين‬ ‫حممد علي رحيمي يف ‪2011/12/27‬م لوكالة‬ ‫�أنباء اجلمهورية الإيرانية بقوله‪�« :‬إذا‬


‫مقاالت‬ ‫فر�ض الغرب عقوباتٍ على �صادرات النفط‬ ‫الإيراين فلن مت َّر نقطة نفط واحدة من‬ ‫م�ضيق هرمز»‪ ،‬وكذلك تهديدات قائد القوة‬ ‫البحرية الإيرانية حبيب اهلل �سياري ب�إعالنه‬ ‫�أن القوات الإيرانية ت�سيطر �سيطرة تامة‬ ‫على م�ضيق هرمز وت�ستطيع �أن تغلقه �إذا ما‬ ‫تلقت �أم ًرا بذلك»‪ ،‬وكذلك ت�صريحات رئي�س‬ ‫الربملان الإيراين علي الريجاين بتاريخ‬ ‫‪2012/1/4‬م ‪ ،‬والذي �أو�ضح فيها عن وجود‬ ‫«�سيناريو معد �سل ًفا لدى �إيران للرد على‬ ‫حظر ا�سترياد النفط الإيراين»‪.‬‬

‫• مواقف الدول الغربية ‪:‬‬

‫تتلخ�ص الإجراءات الغربية (الأمريكية‬ ‫والأوروبية ) يف ثالثة جماالت متداخلة‬ ‫وحمكمة يف �آنٍ واحدٍ ‪ ،‬هي املجال ال�سيا�سي‬ ‫واملجال الع�سكري و املجال االقت�صادي‪،‬‬ ‫وميكن �أن تت�ضح فيما ي�أتي‪:‬‬ ‫ �سيا�سياً‪ ،‬ا�ستخدام امل�ؤ�س�سات الدولية‪،‬‬‫وال�سيما الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫وجمل�س الأمن الدويل‪ ،‬وكذلك تن�سيق‬ ‫املواقف بني الواليات املتحدة ودول االحتاد‬ ‫الأوروبي مع بقية دول العامل لتوثيق‬ ‫�إجراءات العقوبات املقررة �ضد �إيران يف كافة‬ ‫امليادين وت�سخري �أجهزة الإعالم الغربية‬ ‫لتناول خماطر الربنامج النووي الإيراين‬ ‫على ال�صعيدين الإقليمي والعاملي ‪.‬‬ ‫ ع�سكرياً‪ ،‬تعزيز التواجد الع�سكري‬‫الأمريكي يف اخلليج العربي‪ ،‬مع ت�أكيد‬ ‫الرئي�س الأمريكي «باراك �أوباما « لأكرث من‬ ‫مرة‪ ،‬وال�سيما يف خطابه عن حالة االحتاد‬ ‫بتاريخ ‪2012/1/25‬م‪ ،‬بعزم بالده على عدم‬ ‫ال�سماح لإيران بامتالك الأ�سلحة النووية‪،‬‬ ‫وت�أكيد وزير الدفاع الأمريكي «ليون بانيتا»‬ ‫لربنامج واجه الأمة ل�شبكة (�سي بي �إ�س‬ ‫التلفزيونية) ب�أن‪ « :‬م�ضيق هرمز خط‬ ‫�أحمر بالن�سبة للواليات املتحدة و�سنتحرك‬ ‫لإعادة فتح امل�ضيق �إذا جرى �إغالقه»‪ ،‬كما‬

‫�أر�سلت بريطانيا كا�سحة الألغام الربيطانية‬ ‫املتطورة «دارلينغ» �إىل مياه اخلليج العربي‬ ‫لإحباط �أي حماولة من جانب �إيران لفر�ض‬ ‫ح�صار على م�ضيق هرمز‪.‬‬ ‫‪ -‬اقت�صادياً‪ ،‬بتاريخ ‪2012/1/5‬م تناقلت‬

‫�إذا فر�ض الغرب عقوبات على‬ ‫�صادرات النفط الإيراين فلن‬ ‫مت َّر نقطة نفط واحدة من‬ ‫م�ضيق هرمز‬ ‫و�سائل الإعالم اجتماع مديري وكالة الطاقة‬ ‫الدولية والتي تقدم الن�صح لـ (‪ )28‬دولة‬ ‫ُم�ستهلكة للنفط وتدار�سوا خطة لإطالق‬ ‫(‪ )14‬مليون برميل من النفط يوم ًّيا وملدة‬ ‫�شهر يف حالة �إغالق �إيران مل�ضيق هرمز من‬ ‫خمزونات النفط حلكومات الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكية و�أوروبا واليابان‪ ،‬ال�سيما و�أن‬ ‫�إجمايل خمزون الدول ال�صناعية من النفط‬ ‫اخلام تبلغ بنحو (‪ )2680‬مليون برميل من‬ ‫النفط اخلام‪ ،‬وتكفي هذه املخزونات عمل ًّيا‬ ‫لأكرث من (‪ )100‬يوم بافرتا�ض ا�ستمرار غلق‬ ‫امل�ضيق لثالثة �أ�شهر‪.‬‬

‫• ال�سيناريوهات املحتملة‪:‬‬

‫يف �ضوء ما تقدم‪ ،‬ميكن الإ�شارة �إىل �أن‬ ‫تداعيات التوتر احلايل بني �إيران والغرب‬ ‫تتحكم بها ثالثة �سيناريوهات ‪ ،‬وهي كما‬ ‫ي�أتي‪:‬‬ ‫ �سيناريو ا�ستمرارية التوتر‪ ،‬ويفرت�ض‬‫ا�ستمرار التهديدات الإيرانية بهدف رفع‬ ‫�أ�سعار النفط ملعاجلة جانب من تداعيات‬ ‫العقوبات املفرو�ضة عليها‪ ،‬وك�سب الوقت‬ ‫ال�ستكمال الربنامج النووي وفر�ض �صيغة‬ ‫الأمر الواقع على الغرب بدخول �إيران‬ ‫للنادي النووي الدويل‪ ،‬وهذا ال�سيناريو‬

‫م َّ‬ ‫ُر�شح لال�ستمرارية يف املدى املنظور مع‬ ‫�إ�صرار الغرب على اتباع العقوبات االقت�صادية‬ ‫والو�سائل الدبلوما�سية مع �إيران‪.‬‬ ‫ �سيناريو الت�صعيد با�ستخدام اخليار‬‫الع�سكري‪ ،‬وتبدو تطورات الأزمة بني‬ ‫�إيران والغرب حال ًيا قريبة جدًّا من نقطة‬ ‫االفرتاق؛ للتهي�ؤ من ِق َبلِ الطرفني‬ ‫ال�ستخدام اخليار الع�سكري‪ .‬ويخفف من‬ ‫خماطر هذا ال�سيناريو(مرحل ًّيا) وجود �صلة‬ ‫�ضمنية غري مُعلنة من العالقات الإيرانية‬ ‫الأمريكية ترتكز على قاعدة التحالف‬ ‫والتخالف‪ ،‬ومبا يحقق م�صالح طريف‬ ‫ال�صراع ومنها على �سبيل املثال‪ :‬اخلالفات‬ ‫الظاهرية بني الواليات املتحدة و�إيران‬ ‫فيما يتعلق باملوقف من» �إ�سرائيل»‪ ،‬يف حني‬ ‫�أ َّن هناك حتال ًفا مبط ًنا بينهما حول العراق‬ ‫و�أفغان�ستان ‪� ،‬إال �أن افرتا�ض �إ�صرار �إيران‬ ‫على ا�ستمرار العمل باخليار النووي �سيقود‬ ‫�إىل مواجهة ع�سكرية �ستعمل دول الغرب‬ ‫املتفوقة ع�سكر ًّيا الخت�صار �أمدها �إىل اقل‬ ‫ما ميكن حت�سباً لتداعياتها على االقت�صاد‬ ‫والأمن الإقليمي والعاملي‪.‬‬ ‫ �سيناريو الرتاجع‪ ،‬ويحكم هذا اخليار‬‫منطق �إعادة ح�سابات الت�أثري من ِق َبل طريف‬ ‫ال�صراع على امل�صالح امل�شرتكة والتداعيات‬ ‫الالحقة‪ ،‬مع �ضرورة تعامل �إيران اجلِ دِّي‬ ‫مع �إعالن ال�سعودية عن ا�ستعدادها لتعوي�ض‬ ‫النق�ص املحتمل يف الإمدادات النفطية‬ ‫الإيرانية للأ�سواق الدولية‪ .‬و�ستكون ُكلفة‬ ‫هذا ال�سيناريو التزام �إيران ب�شكلٍ جدِّيٍّ‬ ‫ال�سلمي لربناجمها النووي‪،‬‬ ‫بالتوجه‬ ‫ِّ‬ ‫ويعتمد ذلك � ً‬ ‫أي�ضا مبدى قدرتها على �إقناع‬ ‫الغرب بهذا التوجه‪.‬‬ ‫د‪ .‬خضير عباس النداوي‬ ‫جامعة النهرين ‪ -‬جمعورية العراق‬

‫الدبلوماسي‬

‫‪33‬‬


‫قطر‬

‫وسياسة التفاعلية‬ ‫العقالنية‬

‫‪34‬‬

‫الدبلوماسي‬


‫مقاالت‬ ‫اخلروج عن النمط امل�ألوف‪ ،‬هذا ما‬ ‫ي�ست�شعره املراقب للنموذج القطري‪� .‬شيئان‬ ‫الفتان بات اجلميع يرت�صدهما يف قطر‪.‬‬ ‫يتمثالن يف‪ :‬ال�سيا�سـ ـ ـ ـ ـ ــة اخلارجيـ ـ ــة حيث‬ ‫الفاعلية يف �أق�صاها‪ ،‬وقناة اجلزيرة وقدرتها‬ ‫على احل�ضور الالفت‪ ،‬يف ع�صر املعلوماتية‬ ‫والتقنيـ ــة الرقمي ـ ــة‪ .‬والأمـ ـ ــر الالفت يف‬ ‫ال�شيئني يقوم على القوام التقليدي يف‬ ‫طريقة النظر �إىل م�صدريتهما‪ ،‬باعتبار �أن‬ ‫من له القدرة على �صياغة ن�سق العالقات‬ ‫الدولية ال ب َّد �أن يحوز املوا�صفات ال�شائعة‪،‬‬ ‫باعتبار تو ُّفر القوة الع�سكرية‪ ،‬واملجال‬ ‫اجليو�سرتاتيجي‪ ،‬والقدرات ال�سيا�سيـ ـ ـ ــة‬ ‫واالقت�صادية التي جتعل منه قاد ًرا على‬ ‫�أخذ زمام املبادرة يف �صناعة القرار‪ .‬باعتبار‬ ‫�أن العامل الراهن يعي�ش القطبية الأحادية‪،‬‬ ‫حيث النظام العاملي الذي تقوده الواليات‬ ‫املتحدة الأمريكية ‪.‬‬ ‫ومن هذا ف�إن الغالبية العظمى من‬ ‫املراقبني والدار�سني واملتخ�ص�صني ال‬ ‫يرتددون يف االنخراط يف جتليات املقوالت‬ ‫اجلاهزة حول �أن ال�سيا�سة اخلارجية‬ ‫القطرية ما هي �إال حم�ض توجيه‬ ‫�أمريكي‪ .‬ويف �أح�سن الأحوال تكون الإ�شارة‬ ‫�إىل �أنها جمرد تناغم مع املوقف الأمريكي‪.‬‬ ‫وال يختلف الأمر يف طريقة النظر �إىل �أداء‬ ‫قناة اجلزيرة‪ .‬تلك التي راح يتم و�صفها‪،‬‬ ‫ب�أنها وليد �إعالمي مت ت�صنيعه يف خمتربات‬ ‫حمطة الـ ‪ BBC‬الربيطانية‪.‬‬ ‫اليقني والر�سوخ الذي ينطلق منه‬ ‫املحللون‪ ،‬يقوم على البديهية املتداولة حول‬ ‫طريقة النظر �إىل النظام الر�أ�سمايل الذي‬ ‫تقوده القوة العظمى‪ ،‬انطال ًقا من ثنائية‬ ‫(القوة وامل�صلحة) وما ت�شوب تفاعالته‬ ‫من ازدهار وتقدم ورفاهية �أو ركود و�أزمات‬ ‫دورية‪ .‬وما ميكن �أن يرتكه من �آثار على‬ ‫الأطراف‪ ،‬تلك الأخرية التي تبقى عادة‬

‫يف خانة الت�أثر ال�سلبي‪� .‬إنها الطرفية‬ ‫التي ت�ستدعي �إمكانية الوقوع يف املزالق‬ ‫وال َّه َّنات والأزمات واالختالالت‪ ،‬التي يقع‬ ‫فيها النظام الر�أ�سمايل‪ .‬وهي اال�ستجابة‬ ‫املفرطـ ـ ـ ـ ــة مل�شكـ ـ ـ ـ ــالت احلروب والأزمـ ـ ــات‬ ‫ال�سيا�سي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والديـ ـ ـ ـ ـ ــون واخلطر املحدق‬ ‫بالبيئة‪ ،‬والزحف العوملي‪ ،‬حيث اتفاقيات‬ ‫التجارة احلرة والدمقرطة وال�شركات‬ ‫العابرة للقومية وال�شرعية الدولية‪ .‬تلك‬ ‫التي راحت ت�صب يف م�سار م�صالح القطب‬

‫�إنه الوعي بالن�سق الدويل‪،‬‬ ‫انطال ًقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن �إخ�ضاعه‬ ‫للمنهجية التاريخية‪ ،‬فالقول‬ ‫بن�س ـ ـ ــق القطبي ـ ـ ـ ــة الأحاديـ ـ ـ ــة‬ ‫الذي تقوده الواليات املتحدة‬ ‫الأمريكيـ ـ ـ ــة يف العامل الراهن‪،‬‬ ‫ال يتوقف عن تكري�س النموذج‬ ‫اجلاهز‪ ،‬بقـ ـ ـ ـ ـ ــدر ما يقوم على‬ ‫�أطوار و�أحوال من ال�سال�سل‬ ‫العالئقية‪ ،‬تلك التي متثلت يف‬ ‫الن�سقية املتعددة منذ معاهدة‬ ‫و�ستفاليا عام ‪1648‬م‪ ،‬يف �أعقاب‬ ‫حرب الثالثني عا ًما‬ ‫الأوحد‪ ،‬حيث الأمركة ال�ساعية نحو فر�ض‬ ‫منوذجها الثقايف وال�سيا�سي واالجتماعي‬ ‫واالقت�صادي والإعالمي‪ ،‬وهي الهيمنة التي‬ ‫راحت تو�سع جمال الفارق بني �شمال ينعم‬ ‫بالغنى والرفاهية‪ ،‬وجنوب يعاين الفقر‬ ‫واحلرمان والبطالة‪ ،‬وما ينجم عنه من‬ ‫�إرهاب وتطرف‪.‬‬

‫قراءة كهذه ال تخلو من منطقٍ وقدر ٍة‬ ‫على التحليل الواقعي لن�سق العالقات‬ ‫الدولية ال�سائدة‪ ،‬حيث القطبية الواحدة‪.‬‬ ‫�إال �أن القراءة املنهجية تلك التي تقوم على‬ ‫الإعالء من الهدوء يف جو �ساخن‪ ،‬قراءة‬ ‫ميكن �أن تقدم بع�ضاً من املالحظات الأولية‪.‬‬ ‫باعتبار الوقوف على املنهجية العلمية‬ ‫التجريبية‪ ،‬تلك التي تنطلق من واقع‬ ‫امل�سعى نحو‪ :‬مالحظة الوقائع والأحداث‬ ‫الدولية‪ ،‬والعمل على تف�سريها ومتثلها‬ ‫ور�سم التوقعات وال�سيناريوهات املمكنة‪.‬‬ ‫والتطلع نحو �صياغة قانون م�ستمد‬ ‫من مالحظة الواقع الدويل‪ ،‬وجتريبه‬ ‫من خالل التكرار‪� ،‬سع ًيا لرت�صد القوة‬ ‫والوهن فيه‪ ،‬وبالتايل العمل على �صياغته‬ ‫النهائية‪ .‬هذا القانون ال يخرج عن الأ�س�س‬ ‫التي يقوم عليها املعطى الرئي�س للعالقات‬ ‫الدولية‪ ،‬حيث امل�صلحة الوطنية مبا متثله‬ ‫من قوام ميكن متثله يف املجال الدويل‪.‬‬ ‫والقوة مبا فيها من �إرادة حرة وتوجيه‬ ‫للم�صالح وتعبري عن احل�ضور‪ ،‬و�إمكانية‬ ‫ال�ستثمار ما هو متاح من موارد و�إمكانات‪،‬‬ ‫وحكم ر�شيد م�ؤهل التخاذ القرار املنا�سب‬ ‫يف الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫�إنه الوعي بالن�سق الدويل‪ ،‬انطال ًقا من‬ ‫�إخ�ضاعه للمنهجية التاريخية‪ ،‬فالقول‬ ‫بن�سق القطبية الأحادية الذي تقوده‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية يف العامل‬ ‫الراهن‪ ،‬ال يتوقف عن تكري�س النموذج‬ ‫اجلاهز‪ ،‬بقدر ما يقوم على �أطوار و�أحوال‬ ‫من ال�سال�سل العالئقية‪ ،‬تلك التي متثلت‬ ‫يف الن�سقية املتعددة منذ معاهدة و�ستفاليا‬ ‫عام ‪1648‬م‪ ،‬يف �أعقاب حرب الثالثني‬ ‫عا ًما‪ .‬والن�سقية الثنائية تلك التي فر�ضت‬ ‫ح�ضورها على حِ قبة ما بعد احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬و�ص ً‬ ‫ال بتفكك االحتاد ال�سوفيتي‬ ‫عام ‪1991‬م‪ .‬فالن�سق الأحادي الذي هيمنت‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪35‬‬


‫مقاالت‬ ‫على تفا�صيله الواليات املتحدة‪ ،‬وما �أبرزه‬ ‫من الن�سق الغربي لالعتماد املتبادل‬ ‫‪ ، Interdependence‬حيث التوافر‬ ‫على القدرة واملبادرة و�صياغة القرار‪،‬‬ ‫باعتبار النفوذ التي متت ممار�سته على‬ ‫منظمة الأمم املتحدة‪ ،‬عرب متويل جممل‬ ‫فعالياتها‪ ،‬وتكثيف الفعاليات االقت�صادية‬ ‫واال�ستثمارية‪ ،‬وتفعيل اقت�صاديات ال�سوق‪.‬‬ ‫�إال �أن هذا الواقع ال ميكن له �أن ُيغ ِّيب‬ ‫م�ؤثرات املنهج القانوين يف ن�سق العالقات‬ ‫الدولية ‪ ،‬حيث اعتماد املبد�أ ال�سلمي يف حل‬ ‫النزاعات‪ ،‬ورف�ض ا�ستخدام القوة وامل�ساواة‬ ‫يف ال�سيادة‪.‬‬

‫اجلوهر واملظهر‬

‫وم�صاحلة وتهدئة‪ ،‬فيما انغم�س املظهر‬ ‫بنقدٍ غري ب َّناء‪.‬‬ ‫جوهر قام على ت�صور وا�ضح و�آراء واقعية‪،‬‬ ‫وحلول منطقية‪ ،‬فيما رعاة املظهر ظلوا‬ ‫يف ر�ؤاهم ال�سدميية‪ .‬ومل يتوقف �أهل‬ ‫املظهر عند النقد ال�سلبي‪ ،‬بل �أطلقوا �سهام‬ ‫�أ�سئلة حريى‪ ،‬حول الفائدة التي ميكن‬ ‫�أن جتنيها دولة قطر من هذه الفاعلية‬ ‫الدبلوما�سية‪ ،‬والتي تعجز عن �أدائها‬ ‫ٌ‬ ‫دول ذات �أحجام و�إمكانات هائلة‪ .‬ليقوم‬ ‫اجلوهر مبهمة الإجابة حول امل�صداقية‬ ‫والثقة واملكانة الدولية الرفيعة التي‬ ‫باتت حتتلها دولة قطر يف ن�سق العالقات‬ ‫الدولية الراهنة‪ ،‬لتكون املكا�سب يف جوهر‬ ‫(القوة وامل�صلحة)‪ .‬قوة دولية ودبلوما�سية‬ ‫لها ح�ضورها وت�أثريها‪ ،‬وم�صلحة ت�صب‬

‫ي�شري الواقع �إىل �أهمية دولة قطر يف‬ ‫خارطة العالقات الدولية‪ ،‬هذا معطى‬ ‫جوهري �صار يتبدى‬ ‫ً‬ ‫وا�ضحا على م�ستوى ي أ�ت ــي البارادايـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم القطـ ـ ـ ـ ـ ــري؛‬ ‫العالقات املحلية الإقليمية يف املنطقة‪،‬‬ ‫فيما املظهر يتخفى حتت �سيل من الأ�سئلة ليحقق ثورة يف بنية النمط‬ ‫اال�ستـنكارية حول‪� ،‬صغر حجمها‪ ،‬وقلة الدبلوما�سي التقليدي ال�سائد‪.‬‬ ‫عدد �سكانها‪ .‬بل �إن املظهر الذي يتبدى إ�ن ـ ـ ـ ـ ـ ــه التمثـ ـ ــل العميـ ــق للنموذج‬ ‫�صار يتطلع �إىل قبول النموذج الرتكي الإدراكي الإيجابي‪ ،‬حيث املبادرة‬ ‫على ح�ساب النموذج القطري العربي‪ -‬يف �أق�صاها‪ ،‬تلك التي ت�سعى نحو‬ ‫الإ�سالمي ! جوهر الدبلوما�سية القطرية احل�ضور اجلوهري‪ ،‬بهدف حتقيق‬ ‫يقوم على ثنائية (ال�سالم وال�سيادة) ‪.‬‬ ‫فيما املظهر يتلفح ب�أ�سئلة تدور يف فلك النتائج‪ .‬وهكذا تتبدى اللم�سة‬ ‫نظرية امل�ؤامرة‪ .‬اجلوهر يف�صح عن روح القطري ــة يف حتقيق امل�صاحل ـ ـ ـ ــة‬ ‫املبادرة ال�سيا�سية الواعية‪ ،‬حيث التطلع الوطنية اللبنانية والفل�سطينية‪،‬‬ ‫�إىل �سيا�سة التهدئة يف اجليوب ال�ساخنة‪ ،‬وال�س ـ ـ ـ ـ ــعي احلثيث واجلاد‪ ،‬نحو‬ ‫فيما املظهر ال يتورع عن و�ضع الع�صي و�ضع املعاجلة العميقة وال�صادقة‬ ‫بني العجالت‪ .‬اجلوهر يقوم على التقريب للنزاع العربي‪ -‬الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫والتوحيد واالعتدال ‪ ،‬والعقالنية واحلوار‬ ‫والدمقرطة وال�شرعية الدولية والت�سامح‬ ‫والقبول بالآخر‪ .‬فيما �أ�صحاب املظهر يف خدمة العروبة والإ�سالم‪ ،‬واملكا�سب‬ ‫يتمركزون عند ال�شعارات واملقوالت التي الوطنية‪ ،‬حيث الثقة وامل�صداقية‪ ،‬والت�أثري‬ ‫ال تثمر �شيئا ‪ .‬جوهر �أنتج لقاءات وتوافقا املف�ضي �إىل املزيد من امل�صالح‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫بنية الثورة الدبلوما�سية‬

‫يف كتابه ال�شهري (بنية الثورات علمية)‬ ‫ينحت توما�س كون عامل الفيزياء النظرية‪،‬‬ ‫م�صطلح البارادامي ‪ ،Paradigm‬والذي‬ ‫نال تداو ًال وا�س ًعا من قبل الأو�ساط العلمية‬ ‫والأكادميية‪ ،‬ملا يحمل بني ثناياه من‬ ‫معطيات ومرونة منهجية وا�سعة‪ .‬وي�أتي‬ ‫البارادامي القطري؛ ليحقق ثورة يف بنية‬ ‫النمط الدبلوما�سي التقليدي ال�سائد‪� .‬إنه‬ ‫التمثل العميق للنموذج الإدراكي الإيجابي‪،‬‬ ‫حيث املبادرة يف �أق�صاها‪ ،‬تلك التي ت�سعى‬ ‫نحو احل�ضور اجلوهري‪ ،‬بهدف حتقيق‬ ‫النتائج‪ .‬وهكذا تتبدى اللم�سة القطرية‬ ‫يف حتقيق امل�صاحلة الوطنية اللبنانية‬ ‫والفل�سطينية‪ ،‬وال�سعي احلثيث واجلاد‪،‬‬ ‫نحو و�ضع املعاجلة العميقة وال�صادقة‬ ‫للنزاع العربي‪ -‬الإ�سرائيلي‪ .‬وامل�شاركة‬ ‫اجلادة يف و�ضع احللول مل�س�ألة دارفور‬ ‫والق�ضية الأفغانية‪ ،‬وفتح القنوات اجلادة‬ ‫للحوار مع �إيران حول امللف النووي‪.‬‬ ‫م�ساهمات تنبع من موقف را�سخ‪ ،‬قوامه‬ ‫العروبة والإ�سالم‪ ،‬ومنطلقه التقومي‬ ‫العقالين‪ ،‬وممار�سته ال�سلوك ال�سيا�سي‬ ‫املتوازن‪ ،‬اخلايل من ال�شحنات العاطفية‬ ‫واالنفعالية‪ .‬منوذج قوامه العقالنية حيث‬ ‫املوازنة بني الداخلي واخلارجي‪ .‬ومنطلق‬ ‫الأ�سئلة فيه يقوم على (من �أنا؟ ماذا‬ ‫�أملك؟ �أين �أريد؟)‪ .‬ممار�سة واقعية حتتمل‬ ‫النجاح والف�شل دو َن الوقوع يف وهم املكابرة‪،‬‬ ‫�أو ال�سقوط يف دوامة ال�صراعات اجلانبية‪.‬‬ ‫عقالنية تفاعليـ ـ ـ ــة ركائزهـ ـ ـ ــا تقـ ـ ــوم على‬ ‫(الواقع واملمار�سة والفاعل ال�سيا�سي)‪.‬‬

‫د‪� .‬إ�سماعيل نوري الربيعي‬ ‫اجلامعة االهلية ‪ -‬مملكة البحرين‬


‫من �إ�صدارات وزارة اخلارجية‬

‫المساعدات والمعونات اإلنمائية‬ ‫المقدمة من دولة قطر‬

‫يف �إطار متابعة ور�صد امل�ساعدات واملعونات‬ ‫الإمنائية التي تقدمها دولة قطر والتي ُتعد‬ ‫�أحد العنا�صر الرئي�سة يف حتقيق ال�شراكة‬ ‫العاملية يف التنمية‪ ،‬وتعك�س الدور الذي تقوم به‬ ‫الدولة يف حتقيق التنمية الدولية‪� ،‬أ�صدرت �إدارة‬ ‫التعاون الفني الدويل بوزارة اخلارجية درا�سة‬ ‫تناولت امل�ساعدات واملعونات الإمنائية املقدمة‬ ‫من دولة قطر خالل الفرتة (‪)2009-2005‬‬ ‫والتي قدرت بنحو (‪ )2‬مليار دوالر �أمريكي‬ ‫ا�ستفادت منها نحو (‪ )107‬دولة يف �آ�سيا و�أوروبا‬

‫و�أفريقيا والأمريكيتني ومناطق �أخرى من‬ ‫العامل‪ .‬وقد ق�سمت هذه الدرا�سة �إىل خم�سة‬ ‫ف�صول تناول الف�صل الأول خ�صائ�ص و�أنواع‬ ‫امل�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية‪.‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬خ�صائ�ص امل�ساعدات واملعونات‬ ‫الإمنائية القطرية‪:‬‬ ‫‪ )1‬تتميز امل�ساعدات الإمنائية القطرية بو�صفها‬ ‫م�ساعدات مي�سرة‪ ،‬غري م�شروطة‪ ،‬ومن دولة‬ ‫نامية �إىل دول نامية �أخرى‪ ،‬وال يتم تقييدها‬

‫ب�شروط التوريد والتنفيذ من قبل م�ؤ�س�سات‬ ‫الدولة املانحة‪ ،‬كما وتت�صف �أي�ضاً بعدم تدخلها‬ ‫يف ال�سيا�سات االقت�صادية للدول امل�ستفيدة‪.‬‬ ‫‪ )2‬تقدم امل�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية‬ ‫من خالل عدة قنوات‪� ،‬أهمها امل�ساعدات املقدمة‬ ‫ب�صورة مبا�شرة من احلكومة‪ ،‬وامل�ساعدات غري‬ ‫املبا�شرة من خالل م�ؤ�س�سات التنمية الدولية‬ ‫والعربية والإقليمية‪ ،‬عالوة على امل�ساعدات التي‬ ‫تقدمها امل�ؤ�س�سات واجلمعيات الأهلية‪.‬‬ ‫‪ )3‬ات�ساع النطاق اجلغرايف للم�ساعدات واملعونات‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪37‬‬


‫ا�صدارات‬ ‫الإمنائية املقدمة من دولة قطر‪� ،‬إذ بلغ عدد‬ ‫الدول امل�ستفيدة من تلك امل�ساعدات واملعونات‬ ‫حتى نهاية عام ‪ 2009‬نحو (‪ )107‬دولة من‬ ‫خمتلف مناطق العامل‪ ،‬الأمر الذي يعك�س‬ ‫بو�ضوح النطاق الدويل الوا�سع لهذه امل�ساعدات‬ ‫واملعونات ويعرب عن احل�ضور املتميز لدولة قطر‬ ‫يف حتقيق ال�شراكة العاملية يف التنمية‪.‬‬

‫تطور حجم امل�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية‬ ‫للفرتة (‪2009-2005‬م) مليون دوالر‬

‫ثاني ًا‪� :‬أنواع امل�ساعدات واملعونات‬ ‫الإمنائية القطرية‪:‬‬ ‫‪ )1‬م�ساعدات حكومية‪:‬‬

‫ت�شمل املبالغ النقدية التي تدفعها الدولة‬ ‫للحكومات ب�صورة مبا�شرة كدعم‪� ،‬أو ملواجهة‬ ‫كوارث طبيعية وجماعات �أو نزاعات م�سلحة‪.‬‬ ‫للم�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية‪،‬‬ ‫‪ )2‬م�ساعدات م�شاريع‪:‬‬ ‫حيث تقدم دولة قطر م�ساعداتها‬ ‫ت�شمل املبالغ النقدية للم�ساهمة يف م�شاريع‬ ‫ومعوناتها الإمنائية ملختلف الدول من‬ ‫تعليمية و�صحية‪ ،‬وم�شاريع عمرانية‪ ،‬و�إ�سكان‪،‬‬ ‫خالل القنوات التالية‪:‬‬ ‫وم�ؤ�س�سات ات�صاالت‪ ،‬ودعم البلديات‪ ،‬وغريها‬ ‫من امل�شاريع الإمنائية الأخرى‪.‬‬ ‫‪ -1‬امل�ساعدات واملعونات الإمنائية احلكومية‪:‬‬ ‫‪ )3‬م�ساعدات �إىل هيئات وم�ؤ�س�سات و�أفراد‪:‬‬ ‫�شهدت قيمة امل�ساعدات واملعونات الإمنائية‬ ‫ت�شمل مبالغ نقدية‪ ،‬وم�ساعدات عينية لهيئات‬ ‫احلكومية القطرية املقدمة ملختلف الدول‬ ‫خريية وم�ؤ�س�سات درا�سات وبحوث‪ ،‬وامل�ساهمة‬ ‫ارتفاعاً ملحوظاً خالل الفرتة (‪2009-2005‬م)‪،‬‬ ‫يف بناء امل�ساجد‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات التعليمية ال�صغرية‪،‬‬ ‫حيث ارتفعت من نحو (‪ )121.3‬مليون دوالر‬ ‫ومبالغ نقدية تدفع لأفراد مثل مدر�سي اللغة‬ ‫عام ‪2005‬م �إىل حوايل (‪ )158.8‬مليون دوالر‬ ‫العربية والعلوم الإ�سالمية‪.‬‬ ‫يف عام ‪2009‬م‪ ،‬حمققة معدل منو �سنوي قـدره‬ ‫‪ )4‬م�ساعدات خا�صة‪:‬‬ ‫(‪ ،)%5.5‬وبلغ �إجمايل امل�ساعدات واملعونات‬ ‫ت�شمل امل�س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعدات ذات النوعي ـ ـ ـ ـ ـ ــة اخلا�ص ـ ـ ــة‬ ‫الإمنائية احلكومية القطرية املقدمة ملختلف‬ ‫كامل�ساعدات التي تقدم للقوات الدولية حلفظ‬ ‫الدول (‪ )1.524‬مليار دوالر خالل الفرتة‬ ‫ال�سالم املنت�شرة يف مناطق خمتلفة من العامل‪.‬‬ ‫(‪2009-2005‬م)‪.‬‬ ‫�أما الف�صل الثاين من الدرا�سة فيتناول‬ ‫حجم امل�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية‬ ‫‪ -2‬امل�ساعدات واملعونات الإمنائية غري‬ ‫املقدمة خالل الفرتة (‪2009-2005‬م) والتي‬ ‫احلكومية‪:‬‬ ‫�شهدت تطوراً ملحوظاً خالل الفرتة (‪-2005‬‬ ‫�شهدت الفرتة (‪2009-2005‬م) ارتفاعاً‬ ‫‪ ،)2009‬حيث ارتفع من (‪ )143.6‬ملـيون دوالر‬ ‫ملحوظاً يف قيمة امل�ساعدات واملعونات‬ ‫عام ‪2005‬م �إىل حوايل (‪ )381.6‬مليون دوالر عام‬ ‫الإمنائية غري احلكومية املقدمة من‬ ‫‪2009‬م‪ ،‬حمققاً معدل منو �سنوي قدره (‪)%21.6‬‬ ‫امل�ؤ�س�سات واجلمعيات اخلريية القطرية‪،‬‬ ‫للفرتة ذاتها‪.‬‬ ‫حيث ارتفعت قيمة هذه امل�ساعدات‬ ‫وتناول الف�صل الثالث اجلهات املانحة‬ ‫واملعونات من نحو (‪ )22.3‬مليون دوالر‬

‫‪38‬‬

‫الدبلوماسي‬

‫عام ‪2005‬م �إىل (‪ )222.8‬مليون دوالر عام ‪2009‬م‪،‬‬ ‫حمققة معدل منو �سنوي قدره (‪ .)58.5%‬وبلغ‬ ‫املجموع الرتاكمي للم�ساعدات غري احلكومية‬ ‫القطرية نحو (‪ )494.4‬مليون دوالر خالل‬ ‫الفرتة (‪ 2009-2005‬م)‪.‬‬ ‫ويبني توزيع امل�ساعدات واملعونات الإمنائية‬ ‫غري احلكومية بح�سب امل�ؤ�س�سات واجلمعيات‬ ‫املانحة �إىل �أن الهالل الأحمر القطري كان‬ ‫يف مقدمة اجلهات غري احلكومية القطرية‬ ‫املقدمة للم�ساعدات‪ ،‬حيث بلغ �إجمايل ما قدمه‬ ‫من م�ساعدات ومعونات حوايل (‪ )157.8‬مليون‬ ‫دوالر خالل الفرتة (‪2009 -2005‬م) مثلت ما‬ ‫ن�سبته (‪ )31.9%‬من جممل امل�ساعدات القطرية‬ ‫غري احلكومية‪ ،‬ثم يليه باملركز الثاين م�ؤ�س�سة‬ ‫�إجمايل امل�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية‬ ‫خالل الفرتة (‪2009-2005‬م) بالدوالر‬

‫املجموع‬ ‫غري حكومي‬ ‫ال�سنوات حكومي ‬ ‫‪143.641.293 22.278.965 121.362.328 2005‬‬ ‫‪624.374.643 61.337.931 563.036.712 2006‬‬ ‫‪436.574.354 73.115.476 363.458.878 2007‬‬ ‫‪433.052.235 114.857.316 318.194.919 2008‬‬ ‫‪381.681.492 222.814.313 158.867.179 2009‬‬ ‫املجموع ‪2.019.324.017 494.404.000 1.524.920.016‬‬


‫ا�صدارات‬ ‫ال�شيخ عيد بن حممد اخلريية (‪)152.3‬‬ ‫مليون دوالر وبن�سبة (‪ ،)30.8%‬يليها قطر‬ ‫اخلريية (‪ )151.7‬مليون دوالر وبن�سبة‬ ‫(‪ ،)%30.7‬ثم م�ؤ�س�سة �أيادي اخلري نحو‬ ‫�آ�سيا (‪ )12.9‬مليون دوالر وبن�سبة (‪،)%2.6‬‬ ‫ف�صندوق الزكاة (‪ )12.5‬مليون دوالر وبن�سبة‬ ‫(‪ ،)%2.5‬ثم منظمة الدعوة الإ�سالمية‪-‬‬ ‫فرع قطر (‪ )5.1‬مليون دوالر بن�سبة (‪،)%1‬‬ ‫تليها م�ؤ�س�سة ال�شيخ جا�سم بن جرب �آل ثاين‬ ‫اخلريية نحو (‪ )1.3‬مليون دوالر وبن�سبة‬ ‫(‪ )%0.3‬و�أخرياً م�ؤ�س�سة ال�شيخ ثاين بن عبد‬ ‫اهلل �آل ثاين للخدمات الإن�سانية (‪)533‬‬

‫�ألف دوالر وبن�سبة (‪.)0.1‬‬ ‫�أما فيما يتعلق بامل�ساعدات واملعونات‬ ‫الإمنائية القطرية املقدمة من امل�ؤ�س�سات‬ ‫واجلمعيات غري احلكومية القطرية �إىل‬ ‫الدول العربية فقد جاءت الدول العربية‬ ‫يف املقدمـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬حي ـ ـ ــث ا�ستلمـ ـ ــت ما قيمته‬ ‫(‪ )269.6‬مليون دوالر �أمريكي خالل‬ ‫الفرتة (‪2009-2005‬م) وهو ما ميثل‬ ‫حوايل (‪ )%54.5‬من جممل امل�ساعدات‬ ‫غري احلكومية‪ ،‬ثم ت�أتي جمموعة الدول‬ ‫الآ�سيوية باملرتبة الثانية بن�سبة (‪،)%17.5‬‬ ‫تليها جمموعة الدول الأفريقية بن�سبة‬ ‫(‪ ، )%8.2‬فال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدول الأوروبيـ ـ ـ ـ ــة بن�سبـ ــة‬ ‫(‪.)%4.1‬‬ ‫ومت يف الف�صل الرابع بيان التوزيع‬ ‫اجلغرايف للم�ساعدات واملعونات الإمنائية‬ ‫القطرية‪ ،‬حيث �أت�ضح ب�أن تتجه معظم‬ ‫امل�ساعدات واملعونات الإمنائية احلكومية‬ ‫املقدمة من دول قطر ملختلف دول العامل‬

‫إ�لـ ـ ـ ـ ــى ال ـ ـ ــدول العربية‬ ‫التوزيع الن�سبي للم�ساعدات واملعونات الإمنائية القطرية بح�سب‬ ‫التي ا�ستلمت ما قيمته‬ ‫القطاعات للفرتة (‪ 2009-2005‬م)‬ ‫(‪ )1.170‬مليار دوالر‬ ‫�أمريكي خالل الفرتة‬ ‫(‪2009 -2005‬م) وهو‬ ‫ما ميثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل (‪)%76.7‬‬ ‫م ـ ـ ـ ــن جممل امل�ساعدات‬ ‫احلكومي ـ ـ ــة القطريــة‪،‬‬ ‫تليها دول الأمريكيتني‬ ‫بن�سبة (‪ ، )%7.7‬ثم‬ ‫الدول الأفريقية بن�سبة‬ ‫(‪.)%5.3‬‬ ‫وجاء الف�صل اخلام�س ليو�ضح التوزيع‬ ‫القطاعي للم�ساعدات واملعونات الإمنائية‬ ‫القطرية‪ ،‬حيث ي�شري توزيع امل�ساعدات‬ ‫خالل الفرتة (‪2009-2005‬م) �إىل �أن‬ ‫القيمة الأكرب منها قد ذهبت �إىل قطاع‬ ‫التعليم‪ ،‬حيث �شكل ما ن�سبته (‪)%18.4‬‬ ‫من �إجمايل تلك امل�ساعدات واملعونات‬ ‫املقدمة من دولة قطر‪ ،‬ثم ي�أتي قطاع‬ ‫ال�صحة باملرتبة الثانية وبن�سبة (‪،)%7.3‬‬ ‫فقطاع املياه وال�صرف ال�صحي بن�سبة‬ ‫(‪ )%6‬ثم قطاع النقل واملوا�صالت بن�سبة‬ ‫(‪ ،)%5‬ثم قطاع ال�صناعة والتعدين‬ ‫بن�سبة (‪ ،)%0.96‬ثم قطاع الزراعة مدفوعات الدول النامية التي تعاين‬ ‫والرثوة احليوانية بن�سبة (‪ )%0.18‬ثم من عجز‪ ،‬ولقطـ ـ ـ ــاع البن ـ ـ ــاء والت�شييد‪،‬‬ ‫قطاع الطاقة (كهرباء وغاز) بن�سبة وامل�ساعدات االجتماعي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬عالوة على‬ ‫(‪.)%0.02‬‬ ‫امل�ساعدات املقدمة يف �أوقات احلروب‬ ‫�أما القطاعات الأخرى فقد �شكلت ما وملواجهة الكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫ن�سبته (‪ ،)%62.1‬وقد ا�شتملت امل�ساعدات‬ ‫واملعونات الإمنائية املقدمة لدعم موازين‬

‫وجدير بالذكر ف�إن �إعداد هذه الدرا�سة التي مت توثيقها لدى املنظمات والهيئات الدولية والعربية املعنية‬ ‫بامل�ساعدات واملعونات الإمنائية‪ ،‬قد مت بالتعاون مع وزارة االقت�صاد واملالية‪ ،‬واملنظمات واجلمعيات غري احلكومية‬ ‫بدولة قطر والتي �ساهمت يف توفري البيانات املطلوبة لإعداد الدرا�سة‪.‬‬ ‫الدبلوماسي‬

‫‪39‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.