تأتيه بواس�طة الرس�ل ،واعتمد وسيلة القضاء كأفضل وس�يلة لتسوية املنازعات، ومث�ل العهد الذي منحه عمر ب�ن الخطاب إىل أهل القدس أفض�ل وثيقة تاريخية تمثل قواعد القانون الدويل اإلنساني(.((2 وخصص عثمان بن عفان مبالغ معينة من بيت املال الس�تقبال الرسل األجانب وتغطي�ة نفقات إقامته�م .وعىل الرغم من التطور الذي يشه�ده القانون الدويل يف الوقت الحارض إال أن الدولة ال تتحمل نفقات إقامة البعثات األجنبية يف بلدها(.((3 وبع�د أن اكتم�ل فت�ح أرض العرب التاريخي�ة ،وتم إخ�راج املستعمر الرومي والفاريس منها ،وعاد الروم إىل بالدهم ازدهرت من جديد الدبلوماس�ية اإلسلامية ونشأت الحاجة لبناء عالقات حسن جوار مع األمم املجاورة ،الس�يما وأن عددا ً من الخلفاء كانوا ال يرون الذهاب بعيدا ً يف الفتح ،فقد اشتهر عن عمر بن الخطاب قوله: «حسبنا ألهل العراق سوادهم واألهواز ،وددت لو أن بيننا وبني فارس جبالً من نار ال نص�ل إليهم وال يصل�ون إلينا»( ،((3ولوال تكرر االعتداء من فارس وإرصارها عىل إعادة احتالل العراق لقامت عالقات دبلوماسية ناجحة بني الفرس وبني عمر ولكن االعتداءات املتكررة دفعت بجيوش جديدة بقيادة األحنف بن قيس إىل بالد فارس. وكذلك اشتهر موقف عمر بن عبد العزيز الذي كان يحبذ انتشار الدعوة والهداية ع�ن طريق الحجة والربهان أكثر من الغلبة والسلطان واش�تهرت كلمته العظيمة: «إن الله بعث محمدا ً هاديا ً ولم يبعثه جابياً»(.((3 واش�تهرت العالقات الدبلوماسية الناش�طة بني الخلفاء األمويني والبيزنطيني، وم�ن ه�ؤالء عبد امللك ب�ن مروان الذي أرس�ل القايض رشاحي�ل الشعبي وهو من مشاهير التابعني إىل اإلمرباطور البيزنطي جستني�ان الثاني وقد أثنى اإلمرباطور جستنيان عىل لباقة الشعبي وحكمته وحسن سفارته(.((3 ( ((2الدبلوماسية ،للدكتور سعيد ابو عباه ،ص 31 ( ((3املصدر أعاله ،ص 31 ( ((3تاريخ األمم وامللوك البن جرير الطربي ،ج ،3ص 176 ( ((3املواعظ واالعتبار ،للمقريزي ،ج ،1ص 97 (((3الوايف بالوفيات ،للصفدي ،ج ،5ص 323
37