ث�م يُطوي�ان»( ،((16وعن جابر« :كان رس�ول الل�ه يَلبس بُ ْردَە األحم�ر يف العيدين والجمعة». وال يوج�د كتاب يف الفقه اإلسلامي إال وفيه باب اللب�اس ،وبيان ما يحسن وما يقب�ح م�ن اللباس ،وهو ما بينه الق�رآن الكريم بقول الله تعاىل﴿ :يَ�ا بَنِي آ َد َم َق ْد َاس�ا يُو َِاري َس� ْوءَا ِت ُك ْم و َِر ً يشا َو ِلب ُ أَن َز ْلنَا عَ َليْ ُك ْم ِلب ً َاس التَّ ْق�وَىَ ذَ ِل َك َخيرْ ٌ﴾( .((16وقد أوصت الرشيعة بنظافة البدن والثوب واملكان ،وعند رسول الله من خصال الفطرة تقليم األظافر واألخذ من الشارب والطيب. وك�ان رس�ول الله صىل الله عليه وس�لم يق�ول« :حبب إيل م�ن دنياكم الطيب والنس�اء وجعلت قرة عيني يف الصالة» ،وك�ان ال يخرج إىل الناس إال مطيباً ،وكان يعجب�ه املسك والزعفران ،وقد روي�ت هذه الشمائل كلها يف أب�واب السنن النبوية فكانت دليالً واضحا ً عىل وجوب العناية باملظهر الحسن يف اإلسالم(.((16 وعن ابن مسعود أن رس�ول الله صىل الله عليه وس�لم قال« :ال يدخل الجنة من ك�ان يف قلب�ه مثقال ذرة من كبر» ،قال رجل« :إن الرجل يح�ب أن أن يكون ثوبه حسن�ا ونعله حسن�ة ،فهل ذلك من الكبر؟» فقال صىل الله عليه وس�لم« :أن الله جميل يحب الجمال ،الكرب بطر الحق وغمط الناس(.((16 ومع أن رسول الله كان أعظم الناس تواضعا ً وأشدهم بساطة ،ولكنه كان أيضا ً كما وصفه الله« :أعزة عىل الكافرين أذلة عىل املؤمنني ،رحماء بينهم» ،وال تناقض بني البساطة الشخصية وبني إظهار منزلة الدولة يف الهيبة واملقدرات والكفاية والوفرة. ( ((16املخترص الكبري يف سرية الرسول ،عز الدين بن جماعة الكتاني ،ج ،1ص 82 ( ((16سورة األعراف ،اآلية 26 ( ((16قال العراقي يف ألفيته يف شمائل النبي الكريم: الطِّـيبُ َ ويَكـ َر ُە الريحَ ال َكري َه ُك َّل ُه والنسـا ُء حُ بِّبَـا َلـ ُه وطــيبُ ُه َغا ِلي ٌ ِ واملِس ُك وح َد ُە كذا َك ُّ الس ُّك َــة وم ِْســـ ُك ِ باإلثمـ ِد وعَ ـين ُ ُه يَ ْكحُ لُهَ ـا ب َُخو ُر ُە الكافو ُر والعُ و ُد النَّدي ألفية العراقي ،ص 20 ( ((16صحيح مسلم ،ج ،1ص 66
114