”ﱂ اكن خائفا واخﱰت مشروع لبنان“.
لم يكن يعرف رياض سﻼمة عند قبوله عرض الرئيس الشهيد رفيق الحريري ،صعوبة مهامه ومشقاتها في مصرف لبنان .فالشاب المنطلق في شركة Merrill Lynchوالمواكب لﻼسواق والتطورات والقوانين المالية وضع وجهاً لوجه امام خيارين :اختيار مشروع لبنان ،او اﻻستمرار في ارقى المؤسسات المالية الدولية بعوائد مادية مرتفعة.
لم يكن الشاب رياض سﻼمة خائفاً وانما قلق من المسؤولية الكبيرة. ولكن حماسته ﻻعادة بناء لبنان كانت اقوى من كل اﻻعتبارات ،فأختار التحدي واثبات الذات والنجاح.
تعرف رياض سﻼمة الى الرئيس رفيق الحريري من خﻼل Merrill Lynch المخولة وقتها بيع اسهم في مصرف Parisbasوالذي كان الحريري يرغب بشراء حصة فيه .توالت اللقاءات بين الرجلين ،وازدادت الثقة برياض سﻼمة. ومع اللقاءات التقت اﻻهداف على النهوض بلبنان من خﻼل اعادة تكوين مؤسسات الدولة وتطويرها .اقتصادياً كانت اﻻهداف واضحة حتى ما قبل العام 1993:يجب تثبيت اﻻستقرار النقدي للسماح لﻼقتصاد بالنمو والتطور.
تسلم رياض سﻼمة حاكمية مصرف لبنان في اصعب الظروف. موجودات المركزي من دون الذهب كانت تعادل زهاء 700مليون دوﻻر فقط .الدولة غير مكتملة المؤسسات وبعجز دائم ،والفوائد المرتفعة تتحرك بين 16وحتى .20%اﻻقتصاد متداٍع ،والقطاع المصرفي فاقد للمناعة بعد 15عاماً من الحرب ،بحيث تراجعت موجوداته من 16مليار العام 1986الى 11مليار دوﻻر العام .1993ولكن النية والقرار كانا حاسمين .فبدأ التحرك نحو اعادة تطوير الدولة ،واطﻼق مشاريع البنية التحتية ما ساعد على استعادة الثقة. صفحة 179 | 22
اما بالنسبة الى الوضع النقدي فوضع الحاكم ركائز تمسك بها ،وما يزال ،وهي: -استقرار سعر صرف الليرة امام الدوﻻر.
-تقوية القطاع المصرفي لتعزيز الثقة واستقطاب اﻻموال.
-ضمان عدم تعثر الدولة اللبنانية في دفع مستحقاتها وفوائد الدين.
ادخال عنصر جديد الى السوق اللبناني وهو اصدار الدولة لسندات«يوروبوندز» ،في وقت َقَّل المؤيدون لهذه المبادرة ،وشككوا بالقدرة على استقطاب عمﻼت اجنبية بهذه الطريقة. -تشديد عوامل زيادة الثقة وتنويع امكانات التمويل.