موسم أصيلة الثقافي الدولي 35

Page 17

‫التغري املناخي والأمن الغذائي‪ :‬بني املقاربة التقنية‬ ‫والفعالية الب�شرية‬ ‫تعترب �إ�شكالية التغري املناخي وق�ضية الأمن الغذائي من �أخطر و�أكرب التحديات التي‬ ‫تواجه الب�رشية‪ .‬فرغم توايل امل�ؤمترات الدولية‪ ،‬برعاية الأمم املتحدة‪ ،‬منذ قمة‬ ‫جنيف �سنة ‪ ،1996‬ورغم التحذيرات ال�صادرة عن خمتلف املرا�صد العلمية عن‬ ‫ما يتعر�ض �إليه كوكب الأر�ض من خماطر التغريات املناخية ب�سبب حجم تلوث‬ ‫البيئة وما ينتج عن ذلك من احتبا�س حراري وجفاف وجماعات‪ ،‬يبدو املجتمع‬ ‫الدويل‪ ،‬خا�صة الدول ال�صناعية الكربى‪ ،‬عاجزا عن حتديد ر�ؤيا ناجعة للحد‬ ‫من ظاهرة التلوث البيئي‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫يف نف�س ال�سياق‪ ،‬يالحظ غياب التفعيل الب�رشي يف معاجلة �آفات التغري املناخي‪.‬‬ ‫فالدرا�سات والأبحاث واملقرتح من حلول للتغلب عل التغري املناخي هي يف‬ ‫�أغلبها تدابري تقنية توظف التقدم التكنولوجي واالخرتاعات العلمية‪ ،‬غري �آخذة‬ ‫بعني االعتبار‪ ،‬يف �أغلب الأحيان‪ ،‬العن�رص الب�رشي يف حماربة اجلفاف ومناه�ضة‬ ‫ال�سيا�سات املتبعة من لدن الدول ال�صناعية الكربى يف تدبري ال�ش�أن البيئي‪.‬‬ ‫وتثبت الأبحاث والدرا�سات عن البيئة �أن تغري املناخ واجلفاف لهما انعكا�س‬ ‫مبا�رش وحا�سم يف قدرة الإن�سان على الإنتاج الغذائي‪ .‬فقد كان للكوارث‬ ‫الطبيعية ت�أثري عميق على الزراعة‪ ،‬والرثوة احليوانية والظروف املعي�شية ب�صفة‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫ويالحظ يف هذا ال�صدد �أن املجهودات التي بذلتها املنظمات الإقليمية والدولية‬ ‫املعنية ملحاربة املجاعات التي جتتاح الدول ب�سبب اجلفاف والكوارث الطبيعية‪،‬‬ ‫ال تعدو �أن تكون جمرد جمهودات ظرفية تنح�رص يف الإغاثة وامل�ساعدة الإن�سانية‪.‬‬ ‫وهي جمهودات ت�ستطيع و�ضع حد للمجاعة ولكن �أ�سبابها تظل قائمة ما يرتتب‬ ‫عنه توايل فرتات اجلفاف‪ ،‬وات�ساع رقعة الت�صحر‪ ،‬وقلة املياه �أو �سوء ا�ستعمالها‪.‬‬ ‫واملالحظ �أي�ضا وبالأ�سا�س‪� ،‬أنه لي�س هناك �سيا�سة تر�شيد تعنى بتنمية قدرات‬ ‫الإن�سان الذاتية وتوعيته وتلقينه طرق حماربة اجلفاف والت�صحر وح�سن تخزين‬ ‫املياه وحفظها من ال�ضياع‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.