التغري املناخي والأمن الغذائي :بني املقاربة التقنية والفعالية الب�شرية تعترب �إ�شكالية التغري املناخي وق�ضية الأمن الغذائي من �أخطر و�أكرب التحديات التي تواجه الب�رشية .فرغم توايل امل�ؤمترات الدولية ،برعاية الأمم املتحدة ،منذ قمة جنيف �سنة ،1996ورغم التحذيرات ال�صادرة عن خمتلف املرا�صد العلمية عن ما يتعر�ض �إليه كوكب الأر�ض من خماطر التغريات املناخية ب�سبب حجم تلوث البيئة وما ينتج عن ذلك من احتبا�س حراري وجفاف وجماعات ،يبدو املجتمع الدويل ،خا�صة الدول ال�صناعية الكربى ،عاجزا عن حتديد ر�ؤيا ناجعة للحد من ظاهرة التلوث البيئي.
16
يف نف�س ال�سياق ،يالحظ غياب التفعيل الب�رشي يف معاجلة �آفات التغري املناخي. فالدرا�سات والأبحاث واملقرتح من حلول للتغلب عل التغري املناخي هي يف �أغلبها تدابري تقنية توظف التقدم التكنولوجي واالخرتاعات العلمية ،غري �آخذة بعني االعتبار ،يف �أغلب الأحيان ،العن�رص الب�رشي يف حماربة اجلفاف ومناه�ضة ال�سيا�سات املتبعة من لدن الدول ال�صناعية الكربى يف تدبري ال�ش�أن البيئي. وتثبت الأبحاث والدرا�سات عن البيئة �أن تغري املناخ واجلفاف لهما انعكا�س مبا�رش وحا�سم يف قدرة الإن�سان على الإنتاج الغذائي .فقد كان للكوارث الطبيعية ت�أثري عميق على الزراعة ،والرثوة احليوانية والظروف املعي�شية ب�صفة عامة. ويالحظ يف هذا ال�صدد �أن املجهودات التي بذلتها املنظمات الإقليمية والدولية املعنية ملحاربة املجاعات التي جتتاح الدول ب�سبب اجلفاف والكوارث الطبيعية، ال تعدو �أن تكون جمرد جمهودات ظرفية تنح�رص يف الإغاثة وامل�ساعدة الإن�سانية. وهي جمهودات ت�ستطيع و�ضع حد للمجاعة ولكن �أ�سبابها تظل قائمة ما يرتتب عنه توايل فرتات اجلفاف ،وات�ساع رقعة الت�صحر ،وقلة املياه �أو �سوء ا�ستعمالها. واملالحظ �أي�ضا وبالأ�سا�س� ،أنه لي�س هناك �سيا�سة تر�شيد تعنى بتنمية قدرات الإن�سان الذاتية وتوعيته وتلقينه طرق حماربة اجلفاف والت�صحر وح�سن تخزين املياه وحفظها من ال�ضياع.