عدد الجمعة 24 شباط 2012

Page 5

‫�أوراق ثقافية‬

‫اجلمعة (‪� )24‬شباط (‪ ) 2012‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )19‬العدد (‪)1867‬‬

‫نجيب محفوظ بني القداسة والبشرية‬

‫جودي‬ ‫�شعر‪ :‬وائل البتريي‬ ‫ج��ودي طفلة من مدينة حم�ص ال�سورية‪ ،‬قتلت ق��وات النظام‬ ‫الأ�سدي �أ�شقاءها الثالث‪ ،‬و�أ�صيبت هي بجروح خطرية مل متنعها‬ ‫من رفع �شارة ن�صر وهي ممددة على �سرير ال�شفاء‪ ،‬خماطبة ب�شار‬ ‫الأ�سد بالقول‪� :‬صامدون حتى الن�صر‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬حلمي القاعود‪ /‬كاتب م�صري‬ ‫عرفت جنيب حمفوظ يف حياته‪� ،‬شخ�صاً و�أدب�اً‪ ،‬وقابلته ثالث‬ ‫مرات يف مكتب الأ�ستاذ ثروت �أباظة ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬بالأهرام‪ ،‬ور�أيته‬ ‫�أكرث من مرة يف بع�ض املنا�سبات منها االجتماع الت�أ�سي�سي الحتاد‬ ‫الكتاب يف منت�صف ال�سبعينيات تقريبا‪� ،‬سلمت عليه وحييته‪ ،‬وتبادلنا‬ ‫كلمات قليلة‪.‬‬ ‫مل �أح��اول �أن �أك��ون مُريداً من مريديه حلر�صي على معرفته‬ ‫من خالل �سطوره و�أفكاره و�أدبه‪ ،‬وهو منهج و�ضعته لنف�سي لأكون‬ ‫على م�سافة ما من الكتاب وال�شعراء؛ كي ال تت�أثر �أحكامي النقدية‬ ‫عليهم من خالل العالقة ال�شخ�صية‪ .‬وكان �صاحب الر�سالة الأ�ستاذ‬ ‫�أحمد ح�سن الزيات ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬قبل وفاته عام ‪ 1968‬قد زكاه فنياً‬ ‫و�أدبياً يف �شهادة �سمعتها منه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ق ��ر�أت جن�ي��ب حم�ف��وظ يف ك��ل م��ا كتبه ت�ق��ري�ب�ا ح�ت��ى رحيله‪،‬‬ ‫وكتبت عن كثري من رواياته و�أعماله‪ ،‬وعرفت كيف يتابع ق�ضايا‬ ‫الوطن من خالل فنه‪ .‬وما زلت �أذكر ق�صته الق�صرية التي ن�شرها‬ ‫ملحق الأه��رام ع��ام ‪ 1967‬بعنوان «احل��اوي خطف الطبق»‪ ،‬وكانت‬ ‫عن �ضياع �سيناء‪ ،‬وملخ�صها �أن ولداً قالت له �أمه‪« :‬خذ هذا الطبق‬ ‫وهات بقر�ش فو ًال»‪ ،‬ويف الطريق �شاهد الطفل حلقة من النا�س يف‬ ‫مركزها حاو يقدم �ألعابه ومهاراته‪ ،‬مما �أده�ش الطفل‪ ،‬فن�سي املهمة‬ ‫التي كان خارجا من �أجلها وعاد �إىل �أمه‪ ،‬وقد فقد الطبق والقر�ش‬ ‫جميعاً‪ ،‬هذا موجز �شديد للق�صة التي عربت عن اخليبة وال�ضياع‬ ‫يف مهانة ‪ 1967‬التي �سموها يومئذ نك�سة‪.‬‬ ‫وُلد جنيب حمفوظ يف ‪ 11‬دي�سمرب ‪ 1911‬وتويف يف ‪� 30‬أغ�سط�س ‪2006‬‬

‫جنيب حمفوظ ابن م�صر كلها‪ ،‬ولي�س حكراً على �أحد بعينه‪،‬‬ ‫وكان من �أول من كتبوا عنه و�أ�شادوا به ال�شهيد �سيد قطب والأ�ستاذ‬ ‫ودي��ع فل�سطني‪ ،‬وجنيب كاتب كبري �أف�ضل م��ن كثريين ح�صلوا‬ ‫على جائزة نوبل‪ ،‬ول��ه �أعمال جيدة‪ ،‬و�أخ��رى لي�ست على م�ستوى‬ ‫فنه وفكره‪ ،‬ومنها رواية "�أوالد حارتنا"؛ فهي ‪-‬من وجهة نظري‪-‬‬ ‫رواية �ضعيفة بالن�سبة �إىل رواياته الأخرى‪.‬‬ ‫وق��د ع��ان�ي��ت يف ق��راءت �ه��ا م�ع��ان��اة ك �ب�يرة‪ ،‬وف�ي�ه��ا ر�ؤى ورموز‬ ‫خمتلطة ومتعار�ضة‪ ،‬وال تعطي املتعة الفنية التي ميكن �أن جندها‬ ‫يف رواية مناظرة مثل "احلرافي�ش" التي حتفل برثاء فني و�أدبي‬ ‫كبري‪ ،‬ي�صل ببع�ض �صفحاتها �إىل م�ستوى ال�شعر‪ .‬وقد �أو�ضحت‬ ‫ذلك يف درا�سة طويلة ن�شرتها عقب �صدورها و�أ�شدت فيها بالقيمة‬ ‫الأدبية للرواية‪ ،‬التي تتحدث عن العدل واحلرية من خالل عامل‬ ‫الفت ّوات يف احلارة‪.‬‬ ‫وم�شكلة بع�ض الذين يتاجرون بنجيب حمفوظ �أنهم ي�ضعونه‬ ‫يف مرتبة القدا�سة الإلهية والع�صمة النبوية‪ ،‬والقدا�سة ال تكون �إال‬ ‫هلل‪ ،‬والع�صمة ال تكون �إال للنبي‪ ،‬وجنيب حمفوظ ب�شر ي�ؤخذ منه‬ ‫وي��رد عليه‪ ،‬ويعرتيه ما يعرتي الب�شر من حلظات ق��وة وحلظات‬ ‫�ضعف‪ ،‬من منكم حقق الكمال يف ذاته؟‬ ‫ال��ذي��ن يقد�سون جنيب حم�ف��وظ ويع�صمونه ي���س�ي��ؤون �إليه‬ ‫�إ��س��اءة بالغة‪ ،‬وين ّفرون النا�س منه‪ ،‬خا�صة حني يتخذونه و�سيلة‬ ‫لهجاء الإ�سالميني‪� ،‬أو و�سيلة دعائية انتخابية يحاولون بها ك�سب‬ ‫�أ�صوات الناخبني‪� ،‬أو طريقا ي�صعدون من خالله �إىل ال�شهرة وبع�ض‬ ‫الفوائد‪� .‬إن متاجرتهم به لي�ست حباً حقيقياً له‪� ،‬أو �إمياناً ب�أفكاره‬ ‫وم�ضامينه‪� ،‬أو احرتاماً لقدراته ومواهبه‪.‬‬ ‫ولو كانوا يحبونه حقاً لآمنوا �أن من حق �أي �أح��د �أن يرف�ض‬ ‫جنيب حمفوظ �أو غريه من النا�س؛ لأن هذه طبيعة ب�شرية تعني‬ ‫�أول ما تعني حق االختالف‪ ،‬والنا�س ال يجمعون على الذات الإلهية‪،‬‬ ‫بل يختلفون عليها ومن حولها‪ ،‬وقد �سجل القر�آن الكرمي لفرعون‬ ‫و�إبلي�س وللم�شركني والكفار �آراءه��م و�أقوالهم التي ترف�ض احلق‬ ‫�سبحانه ب ��آي��ات ك��رمي��ة نتعبد بها يف �صلواتنا وقيامنا وقراءتنا‬ ‫للقر�آن‪ ،‬فكيف ببع�ض النا�س يفر�ض على النا�س �أن يجعلوا جنيب‬ ‫حم�ف��وظ ذات� �اً مقد�سة؟ �أل�ي����س م��ن ح��ق بع�ضهم �أن يحب جنيب‬ ‫حمفوظ مثلما يحق لبع�ضهم الآخر �أن يرف�ضه؟‬ ‫لقد قام كاتب �شيوعي �سوري بن�شر رواي��ة بذيئة وتافهة قبل‬ ‫�سب فيها ال��ذات الإلهية‪،‬‬ ‫�سنوات على ح�ساب املواطنني امل�صريني‪ّ ،‬‬ ‫وعب عن �إباحية فجة‬ ‫وقال كالما غثاً رديئاً عن القر�آن والإ�سالم‪ ،‬رَّ‬ ‫تثري اال�شمئزاز‪ ،‬ويومئذ انطلقت الأ��ص��وات التي تتاجر بنجيب‬ ‫حمفوظ الآن تدافع عما ت�سميه "حرية الر�أي والفكر والتعبري"‪،‬‬ ‫وتنادت �إىل الدفاع �ضد ما �أ�سمته "موجة الفكر الظالمي" التي‬ ‫تهدد الأدب والثقافة‪ ،‬وتبارى مثقفو احلظرية يف تقدمي م�سوغات‬

‫‪5‬‬

‫ت�شفع للرواية البذيئة الرديئة‪.‬‬ ‫اليوم يكرر املتاجرون بنجيب حمفوظ الق�صة ب�شكل انتخابي‬ ‫ي�سيء �إىل الرجل وينتق�ص منه‪ ،‬مع �أن الرجل اعرتف يف ذكرياته‬ ‫التي �أمالها على رجاء النقا�ش بكثري من �أوجه ال�ضعف الإن�ساين‬ ‫التي مر بها وخا�صة يف مطالع �شبابه‪ ،‬كما تناول مراحل حتوالته‬ ‫الفكرية العديدة‪ ،‬وذكر ت�أثره بالكاتب الراحل �سالمة مو�سى‪ ،‬الذي‬ ‫ك��ان يدعو �إىل ال�شيوعية ويب�شر بها يف الن�صف الأول من القرن‬ ‫الع�شرين‪.‬‬ ‫ويف ه��ذه ال��ذك��ري��ات يكرر جنيب حمفوظ وي��ؤك��د �أن��ه يحرتم‬ ‫الإ� �س�لام‪ ،‬و�أن��ه مل ي�ق��ر�أ كتاباً �أك�ثر م��ن م��رة غ�ير ال�ق��ر�آن الكرمي‬ ‫الذي يتلوه با�ستمرار‪ ،‬ويقر�أ تفا�سريه بانتظام‪ ،‬ويف بع�ض رواياته‬ ‫يقول على ل�سان �إحدى ال�شخ�صيات‪" :‬ل�ست تافها كما تت�صور‪� ،‬إين‬ ‫�صاحب حق‪ ،‬وذو ثقافة‪ ،‬بو�سعي �أن �أحدثك عن عيوب الدميقراطية‪،‬‬ ‫وعيوب ال�شيوعية‪( "..‬قلب الليل‪� ،‬ص ‪.)34‬‬ ‫وقد علل �أواخر حياته يف حديثه �إىل رجاء النقا�ش لعدم انت�شار‬ ‫ال�شيوعية يف م�صر مثال‪ ،‬بقوله‪�" :‬إنها مل تنت�شر ب�سبب قوة الإ�سالم‬ ‫يف نفو�س امل���ص��ري�ين‪ ،‬والإ� �س�ل�ام يت�ضمن ال��دع��وة مل�ب��ادئ العدالة‬ ‫والت�ضامن وامل�ساواة التي تنادي بها ال�شيوعية‪( "..‬رجاء النقا�ش‪،‬‬ ‫جنيب حمفوظ‪� :‬صفحات من مذكراته و�أ�ضواء جديدة على حياته‪،‬‬ ‫مركز الأهرام للرتجمة والن�شر‪ ،‬القاهرة‪1998 ،‬م‪� ،‬ص‪.) 257‬‬ ‫ويف كل الأح��وال فقد كان جنيب حمفوظ ي�صر على الإعالن‬ ‫دائ�م��ا ع��ن �إمي��ان��ه العميق‪ ،‬وي �ق��ول‪�" :‬إن يف �أع �م��اق قلبي وروحي‬ ‫�إمياناً باهلل مل تنتزعه مني درا�ستي للفل�سفة‪ ،‬وال تفكريي املت�صل‬ ‫يف م�شاكل الإن �� �س��ان وامل�ج�ت�م��ع والكون" (رج ��اء ال�ن�ق��ا���ش‪ ،‬جنيب‬ ‫حمفوظ‪� ،...‬ص‪.)296‬‬ ‫بل �إن��ه ي�ست�شهد بالكاتب ال�صهيوين ماتيتياهو بيليد الذي‬ ‫كان قائداً للقتال يف ال�ضفة الغربية يف حرب ‪ ،1967‬برتبة جرنال‬ ‫احتياط‪ ،‬حيث �أ�شار �إىل �أن ببليد تو�صل من خالل قراءته لأعماله‬ ‫وحتليله ل�شخ�صياتها و�أحداثها �إىل �أن حمفوظ مييل �إىل االجتاه‬ ‫الإ��س�لام��ي‪ ،‬ولي�س �إىل املارك�سي كما ق��ال النقاد ال�ع��رب‪ ،‬ونهايات‬ ‫رواياته تتوافق �إىل حد كبري مع املبد�أ القر�آين‪" :‬فمن يعمل مثقال‬ ‫ذرة خ�يرا ي��ره‪ ،‬وم��ن يعمل مثقال ذرة �شرا يره" (رج��اء النقا�ش‪،‬‬ ‫جنيب حمفوظ‪� ،...‬ص‪.)333‬‬ ‫لقد انتقل جنيب حمفوظ من مراحل القلق الفكري والعقدي‬ ‫�إىل مرحلة �أعلن فيها الت�صالح مع نف�سه؛ من خالل ما كتبه عن‬ ‫�أحالم فرتة النقاهة وما بعدها‪ ،‬ومع الإ�سالم من خالل ت�صريحاته‬ ‫ومقاالته الق�صرية التي كان ين�شرها بانتظام يف الأه��رام وميليها‬ ‫على مرافقه‪ ،‬وقد �أخربنا الأ�ستاذ حممد �صربي �سكرتريه اخلا�ص‬ ‫يف الأه��رام �أن��ه ك��ان ي�صلي قبل وفاته‪ ،‬وك��ان يتيمم نظراً لظروف‬ ‫مر�ضه‪.‬‬

‫أمسية أدبية يف رابطة‬ ‫الكتاب األردنيني بإربد‬ ‫اربد ‪ -‬برتا‬ ‫ا�ست�ضافت رابطة الكتاب الأردن�ي�ين فرع �إرب��د م�ساء �أم�س الأول‬ ‫عددا من �أع�ضاء الرابطة فرع الزرقاء وذلك �ضمن ن�شاطات وبرامج‬ ‫الرابطة الأ�سبوعية‪.‬‬ ‫وق��ر�أ القا�ص حممد م�شه م��ن ال��زرق��اء خ�لال االم�سية ق�ص�صا‬ ‫�أخذت طابعا �سرياليا عالج من خاللها الكبت يف داخل الإن�سان وانطلق‬ ‫يف ق�ص�صه من داخ��ل النف�س اىل املحيط وق��دم �صورا فنية �سريالية‬ ‫بالغة اجلمال نالت ا�ستح�سان احل�ضور‪.‬‬ ‫وكذلك قر�أ القا�ص �سمري برقاوي ق�ص�صا متيزت بالواقعية غري‬ ‫التقليدية مع ك�سر املتوقع عند املتلقي م�شكال من الزمن خطا ي�سري‬ ‫عليه �شخو�ص الق�ص�ص‪.‬‬ ‫ويف ختام الأم�سية التي ح�ضرها ح�شد من الفنانني الت�شكيليني‬ ‫وال�شعراء والأدب��اء واملفكرين والقا�صني من حمافظة �إرب��د والزرقاء‬ ‫قر�أ ال�شاعر جميل �أبو �صبيح من الزرقاء ق�صائد نرثية منها ق�صيدة‬ ‫بعنوان "ياليت"‪ ،‬على وزن التفعيلة متيزت بالقوة واجلدية التي �أثارت‬ ‫�أذواق املتلقني واحل�ضور‪.‬‬

‫وعلينا �أن نتذكر �أن �صورة ما قدمه جنيب حمفوظ مرتبطة‬ ‫يف الذهن العام مبا قدمه بع�ض ال�سينمائيني لأعماله‪ ،‬وهي �صورة‬ ‫م�شوهة ب��ال�ت��أك�ي��د‪ ،‬بحكم م��ا حملته م��ن �إحل ��اح على �أن املجتمع‬ ‫امل�صري هو جمتمع العوامل وال�غ��وازي واالنحرافات واحل�شا�شني‬ ‫وال�سكارى‪.‬‬ ‫�صحيح �أن ��ه ك��ان ي�ت��م التلميح �إىل ب�ع����ض امل��واق��ف الوطنية‬ ‫والن�ضالية على ال�شا�شة‪ ،‬ولكنها كانت تتهاوى �أم��ام �صورة العاملة‬ ‫�أو الغازية �أو غريهما‪ ،‬وقد �سئل جنيب عن ر�أي��ه يف الأف�لام التي‬ ‫تقدم عن رواياته‪ ،‬ف�أجاب �إجابة دبلوما�سية ظل يكررها يف �أحاديثه‬ ‫ال�صحفية‪ ،‬وهي "�أنه غري م�س�ؤول عنها‪ ،‬وم�س�ؤوليته مرتبطة مبا‬ ‫كتبه فح�سب"‪.‬‬ ‫و�أعتقد �أن��ه بدال من �أن نقول ملعار�ضي جنيب حمفوظ وفقا‬ ‫لهذه ال�صورة ال�سينمائية‪ :‬اخجلوا من �أنف�سكم‪ ،‬نبني لهم حتوالت‬ ‫جنيب الفكرية والأدب �ي��ة والفنية‪ ،‬ون���ش��رح ونحلل بلغة وا�ضحة‬ ‫م�ستقيمة‪.‬‬ ‫املفارقة �أن جنيب حمفوظ عا�صر عددا من كبار الكتاب والأدباء‬ ‫وال�شعراء‪ ،‬و�أعمالهم ترقى �إىل مرتبة عالية تكاد تفوق بع�ض �أعمال‬ ‫جنيب حمفوظ نف�سه‪ ،‬ومع ذلك ال يجدون من يكتب عنهم �سطرا‬ ‫واحدا‪.‬‬ ‫وال�سبب معروف �أن احلظرية الثقافية التي تزداد ر�سوخاً بعد‬ ‫ثورة "‪ 25‬يناير" ال تر�ضى عنهم‪ ،‬وما بالك بقامات عالية وكبرية‬ ‫من جيل جنيب حمفوظ‪ ،‬مثل املوهوب العظيم حممد عبد احلليم‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬و�آخ��رون مثل حممود تيمور‪ ،‬وحممد فريد �أب��و حديد‪،‬‬ ‫ويحيى حقي‪ ،‬وعلي �أحمد باكثري‪ ،‬وعبد احلميد ج��ودة ال�سحار‪،‬‬ ‫وع��ادل كامل‪ ،‬وعبد الرحمن ال�شرقاوي‪ ،‬وحممد �سعيد العريان‪،‬‬ ‫وع�ب��د امل�ن�ع��م ال �� �ص��اوي‪ ،‬و�أم�ي�ن ي��و��س��ف غ ��راب‪ ،‬وج��اذب �ي��ة �صدقي‪،‬‬ ‫ويو�سف جوهر‪ ،‬وحممود البدوي‪ ،‬و�إح�سان عبد القدو�س‪ ،‬ويو�سف‬ ‫ال�سباعي‪.‬‬ ‫وهناك �أجيال �أخرى متتابعة فيها قامات تثبت �أن م�صر لي�ست‬ ‫جمدبة‪ ،‬بل هي خ�ضراء عامرة‪ ،‬ولكن القوم ال يحبون الإن�صاف‪،‬‬ ‫وي �� �ص��رون ع�ل��ى ال�ت�ع�ب��د يف حم ��راب ال�ف��رع�ن��ة‪ :‬ال �ف��رع��ون الواحد‬ ‫والبطل الواحد والأديب الواحد‪ ،‬ال جمال للتعدد والتنوع اخلالق‪،‬‬ ‫وهذا ما يجعلهم يف الغالب يقفون يف �صف اال�ستبداد والدكتاتورية‬ ‫والفا�شية‪.‬‬ ‫�إن التجارة بنجيب حمفوظ عمل �ضد الأخ�لاق و�ضد جنيب‬ ‫حمفوظ والأدب جميعا‪.‬‬ ‫رحل �أحمد بهجت وعبد احلليم عوي�س رحمهما اهلل‪ ،‬مل يهتم‬ ‫بهما املتاجرون بنجيب حمفوظ؟ لأنهما كانا يغردان خارج ال�سرب‬ ‫احلظائري!‬ ‫نقالً عن موقع "اجلزيرة نت"‬

‫االنتهاء من تصوير فيلم أملاني حول القضية‬ ‫الفلسطينية‬ ‫عمان ‪ -‬برتا‬ ‫انتهى فريق عمل �سينمائي امل��اين من ت�صوير الفيلم‬ ‫الروائي الطويل (ماء بارد ‪ 45 -‬دقيقة �إىل رام اهلل ) ملخرجه‬ ‫الأملاين الإيراين الأ�صل علي �صمادي �أحادي‪.‬‬ ‫ج��رى ت�صوير الفيلم ال��ذي ا�ضطلع بانتاجه االملاين‬ ‫ف��ران��ك غ�ي�غ�ير يف ال �ع��دي��د م��ن امل ��دن وامل �ن��اط��ق يف اململكة‬ ‫منها ال�سلط ووادي �شعيب وزي��زي��ا ‪ ,‬طيلة خم�سة ا�سابيع‬ ‫عملت الهيئة امللكية االردنية لالفالم على ت�سهيل عمليات‬ ‫ت�صويره ‪ ,‬و�شارك يف اجنازه الع�شرات من الكفاءات االردنية‬ ‫يف حقول العمل ال�سينمائي �سواء يف اداء ادوار الفيلم املتنوعة‬ ‫او يف عملياته التقنية كفنيي اال�ضاءة والديكور والت�صوير‬ ‫واالنتاج ‪.‬‬ ‫ي��روي فيلم ( م��اء ب��ارد‪ 45 -‬دقيقة �إىل رام اهلل ) ق�صة‬ ‫�شاب فل�سطيني من القد�س ال�شرقية يف�ضل العمل يف مطعم‬ ‫يف �أملانيا بدال من العي�ش جنبا �إىل جنب مع والده يف القد�س‪,‬‬

‫يدعوه �شقيقه جمال حل�ضور زفافه‪ ،‬وبعد تردد طويل يقبل‬ ‫الدعوة ويعود �إىل فل�سطني‪.‬‬ ‫وم��ا تلبث ال�ن��زاع��ات القدمية ب�ين الإخ ��وة وال��وال��د �أن‬ ‫تطفو على ال�سطح ما ي�ؤدي �إىل وفاة رب الأ�سرة بنوبة قلبية‬ ‫‪ ,‬ومب��ا �أن رغبته الأخ�ي�رة كانت �أن يدفن يف م�سقط ر�أ�سه‬ ‫بالقرب من رام اهلل ‪ ،‬ي�ضطر الأخ��وة لنقل اجلثة يف مهمة‬ ‫حمفوفة باملخاطر يف �سيارتهم اخلا�صة‪.‬‬ ‫كتب و�أخرج و�أنتج �أحادي العديد من الأفالم الروائية‬ ‫وال��وث��ائ�ق�ي��ة منذ ال�ع��ام ‪ , 2003‬وم��ن ب�ين �أع�م��ال��ه ‪ :‬املوجة‬ ‫اخل�ضراء ‪� ،2010‬سالمي لكم ‪� ،2009‬أطفال مفقودون ‪،2005‬‬ ‫و�أفريقيا مايوباي ‪. 2003‬‬ ‫ي�شار اىل ان الهيئة امللكية لالفالم عملت خالل االعوام‬ ‫املا�ضية على تقدمي العديد من الت�سهيالت لعدد من االفالم‬ ‫العاملية التي احتفى بها النقاد عند عر�ضها يف املهرجانات‬ ‫ال�سينمائية الكربى ‪.‬‬

‫ُجودي علينا باملزيدِ‬ ‫وت�س ّنمي َ‬ ‫عر�ش ال�صمو ِد‬ ‫ُجودي وزيدي يا ابنتي‬ ‫بالقولِ والر�أي ال�سديدِ‬ ‫ّ‬ ‫غطي وجوه رجالنا‬ ‫با ُ‬ ‫خل ْم ِر حتلو للعبيدِ‬ ‫ولت�صفعيهـــــــــا �إنها‬ ‫�صارت وجوهاً للقرو ِد‬ ‫وت�ص ّنمت يف خ�س ٍة‬ ‫وا�ستعذبت ّ‬ ‫ذل القعو ِد‬ ‫هاتي حروفك واجعلي‬ ‫منها طريقـــاً لل�شهيدِ‬ ‫وعلى خدودكِ فار�سمي‬ ‫نع�شاً بد ٍّم من وريدي‬ ‫يّ‬ ‫دل رجـــــــــا َل قبيلتي‬ ‫ُ‬ ‫الو�صول �إىل اخللو ِد‬ ‫كيف‬ ‫قويل لهم كيف الردى‬ ‫ُ‬ ‫يحيي‬ ‫ويبعث من جديدِ‬ ‫قويل وزيدي ول ُتعيدي‬ ‫�إنا بليــــــ ٌد يف بليـــدِ‬ ‫ُ‬ ‫�سيوف رجالنـــــــــــا‬ ‫ُ�ش ّلت‬ ‫فا�ستُلّ فينا �سيفُ "جودي"‬

‫لسان العرب‬ ‫ويفرقون يف االمتالء فيقولون‪ :‬بحر طام‪ ،‬ونهر طافح‪ ،‬وعني‬ ‫ثرة‪ ،‬و�إناء مفعم‪ ،‬وجمل�س غا�ص ب�أهله‪.‬‬ ‫ويفرقون يف ا�سم ال�شيء اللني فيقولون‪ :‬ث��وب ل�ين‪ ،‬ورمح‬ ‫لدن‪ ،‬وحلم رخ�ص‪ ،‬وريح رخاء‪ ،‬وفرا�ش وثري‪ ،‬و�أر�ض دمثة‪.‬‬ ‫وي�ف��رق��ون يف تغري الطعام وغ�يره فيقولون‪� :‬أروح اللحم‪،‬‬ ‫و�أ�سن املاء‪ ،‬وخنز الطعام‪ ،‬و�سنخ ال�سمن‪ ،‬وزنخ الدهن‪ ،‬وقنم اجلوز‪،‬‬ ‫ودخن ال�شراب‪ ،‬و�صدئ احلديد‪ ،‬ونغل الأدمي‪.‬‬ ‫ويقولون ي��دي من اللحم غمرة‪ ،‬وم��ن ال�شحم زهمة‪ ،‬ومن‬ ‫البي�ض زهكة‪ ،‬ومن احلديد �سهكة‪ ،‬ومن ال�سمك �صمرة‪ ،‬ومن اللنب‬ ‫وال��زب��د �شرتة‪ ،‬وم��ن الرثيد م��رة‪ ،‬وم��ن الزيت قنمة‪ ،‬وم��ن الدهن‬ ‫زنخة‪ ،‬ومن اخلل خمطة‪ ،‬ومن العمل لزقة‪ ،‬ومن الفاكهة لزجة‪،‬‬ ‫ومن الزعفران ردغة‪ ،‬ومن الطني ودغة‪ ،‬ومن العجني ودخة‪ ،‬ومن‬ ‫الطيب عبقة‪ ،‬ومن الدم �ضرجة و�سطلة و�سلطة‪ ،‬ومن الوحل لثقة‪،‬‬ ‫ومن املاء بللة‪ ،‬ومن احلم�أة ثئطة‪ ،‬ومن الربد �صردة‪ ،‬ومن الأ�سنان‬ ‫ق�ض�ضة‪ ،‬ومن املداد وجدة‪ ،‬ومن البزر والنفط من�شة ونثمة‪ ،‬ومن‬ ‫البول قتمة‪ ،‬وم��ن ال�ع��ذرة طف�سة‪ ،‬وم��ن الو�سخ درن��ة‪ ،‬وم��ن العمل‬ ‫جملة‪.‬‬ ‫ويفرقون يف الو�سخ ف�إذا كان يف العني قالوا‪ :‬رم�ص‪ ،‬ف�إذا جف‬ ‫قالوا‪ :‬غم�ص‪ ،‬ف��إذا كان يف الأ�سنان قالوا‪ :‬حفر‪ ،‬ف��إذا كان يف الأذن‬ ‫فهو‪� :‬أف‪ ،‬و�إذا كان يف الأظفار فهو‪ :‬تف‪ ،‬و�إذا كان يف الر�أ�س قالوا‪:‬‬ ‫حزاز‪ ،‬وهو يف باقي البدن‪ :‬درن‪.‬‬ ‫وي�ق��ول��ون يف ال��ري��اح ف� ��إذا وق�ع��ت ال��ري��ح ب�ين ري�ح�ين فهي‪:‬‬ ‫نكباء‪ ،‬ف��إذا وقعت بني اجلنوب وال�صبا فهي‪ :‬اجلريباء‪ ،‬ف��إذا هبت‬ ‫من جهات خمتلفة فهي‪ :‬املتناوحة‪ ،‬ف�إذا جاءت بنف�س �ضعيف فهي‪:‬‬ ‫الن�سيم‪ ،‬ف��إذا كانت �شديدة فهي‪ :‬العا�صف‪ ،‬ف��إذا قويت حتى قلعت‬ ‫اخليام فهي‪ :‬الهجوم‪ ،‬ف�إذا حركت الأ�شجار حتريكاً �شديداً وقلعتها‬ ‫فهي‪ :‬الزعزع‪ ،‬ف�إذا جاءت باحل�صباء فهي‪ :‬احلا�صب‪ ،‬ف�إذا هبت من‬ ‫الأر���ض كالعمود نحو ال�سماء فهي‪ :‬الإع�صار‪ ،‬ف��إذا ج��اءت بالغربة‬ ‫فهي‪ :‬الهبوة‪ ،‬ف�إذا كانت باردة فهي‪ :‬احلرجف وال�صر�صر‪ ،‬ف�إذا كان‬ ‫مع بردها ندى فهي‪ :‬البليل‪ ،‬ف�إذا كانت حارة فهي ال�سموم‪ ،‬ف�إذا مل‬ ‫تلقح ومل حتمل مطراً فهي‪ :‬العقيم‪.‬‬ ‫ويفرقون يف املطر ‪ :‬ف�أوله ر�ش‪ ،‬ثم ط�ش‪ ،‬ثم طل‪ ،‬ورذاذ‪ ،‬ثم‬ ‫ن�ضخ‪ ،‬ثم ه�ضل‪ ،‬وتهتان‪ ،‬ثم واب��ل وج��ود‪ ،‬ف ��إذا �أحيى الأر���ض بعد‬ ‫موتها فهي‪ :‬احل�ي��اء‪ ،‬ف ��إذا ج��اء عقيب املحل �أو عند احلاجة فهو‪:‬‬ ‫الغيث‪ ،‬و�إن ك��ان �صغار القطر فهو‪ :‬القطقط‪ ،‬ف ��إذا دام مع �سكون‬ ‫فهو‪ :‬الدمية‪ ،‬ف�إذا كان عاماً فهو‪ :‬اجلداء‪ ،‬و�إذا روى كل �شيء فهو‪:‬‬ ‫اجلود‪ ،‬ف�إذا كان كثري القطر فهو‪ :‬الهطل والتهتان‪ ،‬ف�إذا كان �ضخم‬ ‫القطر �شديد الوقع فهو‪ :‬الوبل‪.‬‬ ‫ويقولون هجهجت بال�سبع‪ ،‬و�شايعت بالإبل‪ ،‬ونعقت بالغنم‪،‬‬ ‫و�س�أ�س�أت باحلمار‪ ،‬وه�أه�أت بالإبل‪� :‬إذا دعوتها للعلف‪ ،‬وج�أج�أت بها‪:‬‬ ‫�إذا دعوتها لل�شرب‪ ،‬و�أ�شليت الكلب‪ :‬دعوته‪ ،‬و�أ�سدته �أر�سلته‪.‬‬ ‫وي�ف��رق��ون يف الأ� �ص��وات‪ :‬فيقولون ‪ :‬رغ��ا البعري‪ ،‬وجرجر‪،‬‬ ‫وهدر وقبقب‪ ،‬و�أطت الناقة‪ ،‬و�صهل الفر�س‪ ،‬وحمحم‪ ،‬ونهم الفيل‪،‬‬ ‫ونهق احلمار‪ ،‬و�سحل‪ .‬و�شحج البغل‪ ،‬وخارت البقرة وج�أرت‪ ،‬وثاجت‬ ‫النعجة‪ ،‬وثغت ال�شاة وي�ع��رت‪ ،‬وبغم الظبي ون��زب‪ ،‬ووع��وع الذئب‪،‬‬ ‫و�ضبح الثعلب‪ ،‬و�ضغت الأرنب‪ ،‬وعوى الكلب ونبح‪ ،‬و�ص�أت ال�سنونو‪،‬‬ ‫و�ض�أت الف�أرة‪ ،‬وفحت الأفعى‪ ،‬ونعق الغراب ونعب‪ ،‬وزقا الديك و�سقع‪،‬‬ ‫و�صفر الن�سر‪ ،‬وه��در احلمام وه��دل‪ ،‬وغ��رد امل�ك��اء‪ ،‬وقبع اخلنزير‪،‬‬ ‫ونقت العقرب‪ ،‬و�أنق�ضت ال�ضفادع ونقّت �أي�ضاً‪ ،‬وعزفت اجلن‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.