عدد الاثنين 23 ايار 2011

Page 18

‫حريتكم‬

‫‪18‬‬

‫االثنني (‪� )23‬أيار (‪ ) 2011‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )18‬العدد (‪)1600‬‬

‫من وحي القيود‬

‫الأ�سريات والأ�سرى فقط من يهمهم الأمر‬

‫ردا على ر�سالة الأ�سري ح�سن �سالمة التي ن�شرت‬ ‫الأ�سبوع املا�ضي‬ ‫من يف عرينك يا ح�سن‪ ..‬فزئريك �أيها الأ��س��د هز‬ ‫�أ�ضلعنا يف ال�سجون‪ ،‬فنحن فقط من يهمه الأمر‪ ..‬هذه‬ ‫حقيقة يجب �أن ت�صرخها يف وجه كل من ظن �أنه �صنع‬ ‫لنا �شيئا‪ ..‬فلم تقدموا لنا �إال الفتات‪ ..‬ونحن يا ح�سن‬ ‫من يجب عليهم �أن يقدموا لنا ال�شكر والعرفان‪..‬‬ ‫كيف ال‪ ..‬ول��والن��ا م��ا ك��ان��ت ال � ��وزارات‪ ،‬وم��ا عقدت‬ ‫امل�ؤمترات والندوات‪ ،‬وما �صفق ال�شعب خلف كل خطاب‪..‬‬ ‫وما �أخ��ذوا درجة التميز لأكرث �شعب ي�صفق على �أكرث‬ ‫اخلطابات عددا‪..‬‬ ‫نحن من �صنعنا لهم يا ح�سن‪ ،‬وهم مل يقدموا لنا‬ ‫�إال الفتات‪ ..‬فلتنه�ض �أيها ال�شعب من �سباتك‪� ،‬أما هزتك‬ ‫كلمات احل�سن وزئ�يره؟! فلتنه�ضي يا �أ�شجار الزيتون‬ ‫الرومية ولت�ضربي بجذورك القاع ولت�شقي الأر�ض كي‬ ‫تنفلق ج��دران العزل‪ ،‬فالأ�سري القابع فيه هو املعت�صم‬ ‫الذي تناديه احلرائر امل�أ�سورة دوما‪ ،‬والأ�سرى �أنف�سهم‬ ‫هم املهدي املنتظر للخال�ص‪..‬‬ ‫مل �ل��م ج ��راح ��ك ول �ت �ت��وح��د اجل � � ��راح ول� �ن ��ردد قول‬ ‫ال�شاعر‪:‬‬ ‫ال ت�شك للنا�س جرحا �أنت �صاحبه‬ ‫ال ي�ؤمل اجلرح �إال َمنْ به �أمل‬ ‫ولأن الأ�سرى والأ�سريات فقط من يهمهم الأمر‪..‬‬ ‫فكن قنوعا يا ح�سن‪ ،‬فنحن ح�سبك‪ ..‬نعلم جيدا ر�سم‬ ‫�أيامك‪ ..‬وكفى‪..‬‬ ‫ون�ع�ل��م ج�ي��دا ك�ي��ف تخنقك الآه وجت ��رح ف � ��ؤادك‪..‬‬ ‫وكفى‪..‬‬ ‫ونعلم �أن املذياع والتلفاز والكتاب والورقة والقلم‬ ‫هم �أخوة القيد‪ ..‬وكفى‪..‬‬ ‫ونعلم �أن ��ص��وت �أم��ك امل�سنة على عتبة الرحيل‪،‬‬ ‫وخوفك خوفنا‪ ..‬وكفى‪..‬‬ ‫ون�ع�ل��م �أن ع��رو��س��ك ت�ن�ت�ظ��رك ف��ار��س��ا ع�ل��ى اخليل‬ ‫الأبي�ض‪ ،‬فجهز خيلك‪ ..‬وكفى‪..‬‬ ‫وح�سبك �أن القيد يف مع�صمي «�أب��و �شادي» فخرا‪،‬‬ ‫فهو الذي ما عرف فلذة كبده عندما احت�ضن الق�ضبان‬ ‫معه‪ ..‬وكفى‪..‬‬ ‫وح�سبك �أرواحنا امل�أ�سورة معك‪ ،‬وقلوبنا الناب�ضة‬ ‫معك‪ ،‬و�أحالمنا التي ارتطمت ب�صخرة الواقع املرير‪..‬‬ ‫وكفى‪..‬‬ ‫الواقع املرير الذي تبدل فيه ال�سالح‪ ..‬بالكفاح‪..‬‬ ‫وت� �ب ��دل ��ت ف �ي��ه امل� �ق ��اوم ��ة امل �� �س �ل �ح��ة‪ ..‬باملقاومة‬ ‫ال�سلمية‪..‬‬ ‫وت �ب��دل ف�ي��ه ال �ث��وار ال��ذي��ن خ��اط�ب�ت�ه��م بر�سالتك‬ ‫باملت�ضامنني الأجانب من حقيقتهم ال ثالث لها‪� ..‬إما‬ ‫ك�ح��ال امل�ست�شرقني ال��ذي��ن دخ�ل��وا ب�لاد ال�ع��رب بحجة‬ ‫التعرف واالكت�شاف و�إذ بهم يقدمون خرائط مدرو�سة‬ ‫ل ��دول احتلتنا الح �ق��ا‪ ..‬و�إم ��ا �أن �ه��م م��وظ�ف��و منظمات‬ ‫حقوقية عاملية مدفوعو الأجر‪..‬‬ ‫وتبدلت فيه كوفية اخلتيار بالألوان الع�صرية حتى‬ ‫تواكب �أحدث ال�صرعات‪..‬‬ ‫وتبدل فيه قناع املطارد بقناع «�سوبرمان «‪..‬‬ ‫وتبدلت فيه �سماعات النداء ب�أبواق «البوبوزيال» يف‬ ‫نعلني وبلعني والنبي �صالح‪..‬‬ ‫هذا هو واقعنا املرير يا ح�سن‪..‬‬ ‫فال�شعب يف امل�سريات الع�صرية ي�صفق‪..‬‬ ‫خلف كل خطاب ي�صفق‪..‬‬ ‫وعلى فوز بر�شلونة ي�صفق‪..‬‬ ‫وعلى �ستار �أكادميي ي�صفق‪..‬‬ ‫وال�سجان فوق ر�أ�سك ور�أ�س كل �أ�سري ي�صفق‪..‬‬ ‫ولكننا نق�سم �أننا ب�أظافرنا كل الأرواح التي غنت‬ ‫ع�ل��ى ع��ذاب��ات�ن��ا ��س�ت��زه��ق‪ ..‬ك��ل الأرواح ال�ت��ي غ�ن��ت على‬ ‫عذاباتنا �ستزهق‬ ‫من الأ�سرية �أحالم التميمي‬ ‫�سجن ال�شارون‬ ‫‪2011/5/21‬‬

‫�أهايل الأ�سرى املعزولني ي�سعون لت�شكيل‬ ‫جلنة خا�صة لتفعيل ق�ضية �أبنائهم‬ ‫ال�ضفة الغربية – ال�سبيل‬ ‫انطالقا من امل�س�ؤولية التي يحملها �أهايل الأ�سرى‬ ‫املعزولني جتاه �أبنائهم‪ ،‬ومتا�شيا مع الظروف ال�صعبة‬ ‫التي يعي�شونها يف زن��ازي��ن ال�ع��زل االن �ف��رادي‪ ،‬ويف ظل‬ ‫عدم املتابعة اجلادة لق�ضية العزل وخطورته وتوا�صله‬ ‫ل���س�ن��وات ط��وي�ل��ة ب�ح��ق ع��دد م��ن الأ� �س ��رى‪ ،‬ق��رر �أهايل‬ ‫الأ�سرى املعزولني ت�شكيل جلنة خا�صة ملتابعة ظروف‬ ‫�أب �ن��ائ �ه��م وت�ف�ع�ي��ل ق�ضيتهم ع�ل��ى ال �ن��واح��ي ال�شعبية‬ ‫والإع�لام�ي��ة‪ ،‬ومت ال�ت��واف��ق خ�لال االج�ت�م��اع الأول يوم‬ ‫ال�سبت ‪ 2011/5/21‬لأهايل الأ�سرى املعزولني على عدة‬ ‫�أن�شطة وفعاليات �سيتوجهون بها �إىل وزارة الأ�سرى‬ ‫ونادي الأ�سري يف كل حمافظة‪ ،‬وجميع امل�ؤ�س�سات العاملة‬ ‫يف خدمة الأ�سرى؛ مل�ساندتهم ودعمهم‪.‬‬ ‫ت ��أت��ي ه��ذه اخل �ط��وة م��ن ذوي الأ� �س��رى املعزولني‬ ‫تزامنا مع الإ�ضراب الذي يخو�ضه الأ�سرى يف �سجون‬ ‫االح� �ت�ل�ال‪ ،‬وك ��ان � �ش �ع��اره‪« :‬الأ�� �س ��رى ي��ري��دون �إخ ��راج‬ ‫الأ�سرى املعزولني»‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر �أن عدد الأ�سرى املعزولني يف‬ ‫�سجون االحتالل ‪� 37‬أ�سريا‪ ،‬يتوزعون على عدة �سجون‪،‬‬ ‫وم�ن�ه��م م��ن م���ض��ى ع�ل��ى ع��زل��ه �أك�ث�ر م��ن ث�لاث��ة ع�شر‬ ‫عاما‪.‬‬

‫موعدنا‬

‫ح َّو َل ال�سجن �إىل جامعة‬

‫النائب د‪ .‬حممود الرحمي‪� ...‬شخ�صية فل�سطينية‬ ‫تن�سج العطاء داخل ال�سجن وخارجه‬ ‫ي�ت�ف�نن االح �ت�ل�ال يف اب�ت�ك��ار �أ��س��ال�ي��ب ج��دي��دة لقتل‬ ‫امل �ع �ن��وي��ات ال �ع��ال �ي��ة ال �ت��ي ي�ت�م�ت��ع ب �ه��ا �أب� �ط ��ال فل�سطني‬ ‫خلف الأ��س�لاك ال�شائكة‪ ،‬حتى ه ��ؤالء ال��ذي��ن تنتهي مدة‬ ‫حم�ك��وم�ي�ت�ه��م وي� �ع ��دون دق��ائ��ق ال �� �س��اع��ة ب�ي�ن�م��ا ال�سعادة‬ ‫تغمر قلوبهم حيث �سيتن�سمون ه��واء احل��ري��ة ويعودون‬ ‫�إىل �أح���ض��ان عائالتهم‪ ،‬ولكن ال�سجان ينغ�ص فرحتهم‬ ‫مبفاج�أته التي �أعدها لهم‪ ،‬وهو قرار متديد االعتقال‪...‬‬ ‫ه �ك��ذا ح���ص��ل مت��ام �اً م��ع �أح ��د ن ��واب امل�ج�ل����س الت�شريعي‬ ‫املختطفني خلف الق�ضبان‪.‬‬ ‫دينامو لقوة �إرادته‬ ‫كان من املقرر الإفراج عن النائب د‪.‬حممود �أحمد عبد‬ ‫الرحمن الرحمي �أمني �سر املجل�س الت�شريعي الفل�سطيني‬ ‫يف العا�شر من ال�شهر اجل��اري‪ ،‬بعد ق�ضاء �ستة �شهور من‬ ‫االعتقال الإداري‪ ،‬لكن االحتالل كعادته يف اتخاذ �سيا�سة‬ ‫احلرب النف�سية‪ ،‬حماو ًال ابتزاز الروح املعنوية‪ ،‬قرر متديد‬ ‫اعتقاله ملدة �ستة �شهور �أخ��رى‪ ،‬يف ال�ساعات الأخ�يرة قبل‬ ‫الإفراج عنه‪.‬‬ ‫د‪ .‬الرحمي هو �شخ�صية وطنية حمبوبة و�سط �أبناء‬ ‫�شعبها‪ ،‬ن�سجت ع�لاق��ات طيبة م��ع فئات �شعبها‪ ،‬وحبكت‬ ‫�سمعة ط�ي�ب��ة ب���س�يرت�ه��ا ال�ع�ط��رة ال �ت��ي ح�ظ�ي��ت ع�ل��ى حب‬ ‫الآخرين وجلوئهم �إليه يف كل �أمورهم احلياتية‪ ،‬ولكنهم‬ ‫اليوم يفتقدونه وهو مغيب خلف الأ�سالك‪ ،‬وكلما اقرتب‬ ‫موعد الإفراج وا�ستعدوا ال�ستقباله وال�سعادة على الأبواب‬ ‫لكن نك�س االح�ت�لال فرحتهم ب الإف ��راج وم��دد اعتقاله‬ ‫�إدارياً‪.‬‬ ‫د‪ .‬حممود الرحمي (‪ 48‬عاما) �أ�سري وطبيب تخدير‬ ‫و�أم�ي��ن ��س��ر امل�ج�ل����س ال�ت���ش��ري�ع��ي ي�ق�ب��ع يف ��س�ج��ن النقب‬ ‫ال���ص�ح��راوي ج�ن��وب فل�سطني‪ ،‬تفنن يف خ��دم��ة تخ�ص�صه‬ ‫�إىل جانب حب الوطن وحب خدمة الآخرين‪ ،‬وقد و�صفه‬ ‫�أ�صدقا�ؤه بالدينامو الذي ي�شحن من حوله لقوة �إرادته‪،‬‬ ‫ف�ه��و ط�ب�ي��ب ت�خ��دي��ر ي���س�ع��ى دوم � �اً لإراح � ��ة امل��ر� �ض��ى قبل‬

‫العمليات اجلراحية وبعدها‪ ،‬وي�سهر على تلبية حاجات‬ ‫�أبناء �شعبه اليومية للتخفيف عنهم‪.‬‬ ‫ت �ع��ود �أ� �ص��ول��ه �إىل ق��ري��ة امل��زي��رع��ة ال �ت��ي احتلتها‬ ‫«�إ�سرائيل» عام ‪ ،1948‬ويقيم يف مدينة البرية قرب رام اهلل‬ ‫بال�ضفة الغربية‪ ،‬وي�شغل حالياً من�صب �أمني �سر املجل�س‬ ‫الت�شريعي‪ ،‬لكنه اختطف بعيد تن�صيبه ممثال عن منتخبيه‬ ‫منذ منت�صف ‪2006‬م يف عملية اعتقال النواب الإ�سالميني‬ ‫الذين ال يزال منهم ‪ 14‬نائباً خلف الق�ضبان‪.‬‬ ‫مركز �أحرار لدرا�سات الأ�سرى وحقوق الإن�سان قلب‬ ‫�صفحات م��ن ��س�يرة ه��ذه ال�شخ�صية ال�ت��ي حتمل ما�ضي‬ ‫��س�ج��ل ح�ك��اي��ات م��ن اجل��د وامل �ث��اب��رة وال��و� �ص��ول �إىل قمة‬ ‫البطولة‪ ،‬فهو خريج كلية الطب يف روما عا�صمة �إيطاليا‬ ‫عام ‪ ،1987‬وهذا �سر �إتقانه اللغة الإيطالية‪ ،‬وكان الرحمي‬ ‫رئي�سا الحت��اد الطلبة امل�سلمني يف روم��ا مل��دة ‪� 4‬سنوات‪،‬‬ ‫وكذلك رئي�سا الحتاد الطلبة يف روما ملدة عام‪.‬‬ ‫بعد عودته‬ ‫يعد د‪ .‬ال��رحم��ي م��ن ال�شخ�صيات العلمية املعروفة‬ ‫يف بلدته‪ ،‬فبعد انتهاء م�سريته العلمية التي ح�صل بها‬ ‫على �شهادة الطب عاد �إىل الأرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬وبد�أ يف‬ ‫ت�سخري علمه خلدمة وطنه و�شعبه؛ حيث �أ�س�س املركز‬ ‫الطبي للجنة زكاة رام اهلل‪ ،‬وتوىل �إدارت��ه حتى عام ‪،1996‬‬ ‫وبعدها ح�صل على درجة البورد الفل�سطيني يف تخ�ص�ص‬ ‫التخدير والعناية املكثفة من م�ست�شفى املقا�صد بالقد�س‬ ‫عام ‪ ،2001‬كما �أنه �أ�س�س اجلمعية الطبية العلمية‪.‬‬ ‫عمل د‪.‬الرحمي على �إع��ادة ترتيب املكتب ال�سيا�سي‬ ‫حلركة «حما�س» يف ال�ضفة وغزة عام ‪ ،1990‬وكان م�س�ؤوال‬ ‫عن املكتب ال�سيا�سي ملنطقة الو�سط يف حركة حما�س التي‬ ‫ت�شمل مناطق (رام اهلل‪ ،‬القد�س‪ ،‬بيت حلم‪� ،‬أريحا) حتى‬ ‫نهاية العام ‪.1992‬‬ ‫خا�ض جتربة االعتقال منذ االنتفا�ضة الأوىل ليتذوق‬ ‫من ك�أ�س م��رارة الأ�سر الذي يحت�سيه اليوم‪ ،‬حيث اعتقل‬

‫ملدة ‪� 28‬شهراً يف ال�سجون الإ�سرائيلية‪ ،‬وغ��رم مالياً مبلغ‬ ‫(‪�10000‬شيكل) ‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ‪� 7‬أعوام مع وقف التنفيذ‪،‬‬ ‫وبعد الإف��راج عنه ع��ام ‪ 1995‬عمل ممثال حلركة حما�س‬ ‫يف جلنة امل�ؤ�س�سات الوطنية والإ�سالمية يف حمافظة رام‬ ‫اهلل‪ ،‬و�شغل من�صب ع�ضو وفد ال�ضفة الغرب ّية عن حما�س‬ ‫للحوار مع ال�سلطة الفل�سطين ّية قبل �أن تر�شحه حركة‬ ‫حما�س لالنتخابات الت�شريعية الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ح َّو َل ال�سجن �إىل جامعة‬ ‫مل يكن ال�سجن معوقاً عن �إكمال م�شوار العطاء لتلك‬ ‫ال�شخ�صية اخلدومة املعطاءة‪ ،‬حيث احت�ضن الأ�سرى وكان‬ ‫الأب النا�صح وامل�ع�ل��م الفا�ضل ل�ه��م‪ ،‬فجعل م��ن ال�سجن‬ ‫حلقات علمية يعلم بها الأ�سرى م�ساقاتهم الدرا�سية كمادة‬ ‫ال�صحة النف�سية واللغة الإجنليزية‪� ،‬إىل جانب حما�ضرات‬ ‫الفكر ال�سيا�سي‪ ،‬وغريها من كل ما يهمهم‪.‬‬ ‫�أم حممد الرحمي زوجة النائب الأ�سري قالت ملركز‬ ‫�أح��رار عن معنوياته العالية التي مل تهزها الق�ضبان وال‬ ‫ق��ررات االح�ت�لال حينما م��دد م��دة االع�ت�ق��ال‪ ،‬ت�ق��ول‪« :‬يف‬ ‫زيارتي الأخرية لزوجي حدثني عن مهامه اليومية جتاه‬ ‫الأ�سرى‪ ،‬وكيف يقوم بتدري�س امل�ساقات الدرا�سية للطلبة‬ ‫اجلامعيني‪ ،‬والتن�سيق مع اجلامعات العتماد العالمات‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل ما يقوم به من ن�شاطات مع �إخوانه الأ�سرى؛‬ ‫حتى يخفف عنهم ظروف ال�سجن القا�سية»‪.‬‬ ‫ك��ان د‪ .‬ال��رحم��ي �صاحب مقولة «االت �ف��اق �أوىل من‬ ‫اخل�لاف»‪ ،‬وهو �أول من �سعى للم�صاحلة؛ حيث التقى يف‬ ‫بداية الأمر مع د‪ .‬عزيز دويك ومع الرئي�س حممود عبا�س‬ ‫حتى يتم ت�سوية الأمور املعقدة مثلما �أو�ضحت زوجته‪.‬‬ ‫ت�ضيف لأح��رار‪« :‬كان ي�ستخدم كل الو�سائل التقنية‬ ‫لتحقيق �صناعة النجاح ‪ ،‬فهو من الأوائ��ل الذين ان�ضموا‬ ‫�إىل جماعة الإخوان امل�سلمني وحركة حما�س‪ ،‬وقد تعودنا‬ ‫على غيابه؛ ل�شدة تفانيه يف ت��أدي��ة ر�سالته‪ ،‬وه��و ال يكل‬ ‫وال مي��ل‪ ،‬فهو كالغيث كله خري لأهله و�شعبه و�أم�ت��ه‪ ،‬لذا‬

‫قرر االحتالل و�ضعه داخل ال�سجن ظنا منه �أنه ي�ستطيع‬ ‫عزله‪� ،‬إال �أن زوجي رد ال�سحر على ال�ساحر‪ ،‬وا�ستطاع �أن‬ ‫يحوِّل ال�سجن �إىل جامعة يو�سف بامتياز»‪.‬‬ ‫ف ��ؤاد اخلف�ش مدير مركز �أح��رار لدرا�سات الأ�سرى‬ ‫وحقوق الإن�سان‪ ،‬قال‪� :‬إن الدكتور حممود الرحمي عنوان‬ ‫للعطاء‪ ،‬و�شخ�ص متوا�ضع‪ ،‬يجهد نف�سه يف خدمة الآخرين‪،‬‬ ‫و�شخ�صية مميزة‪ ،‬وميتلك �صفات قياديه رائعة‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف اخلف�ش �أن االحتالل يريد �أن يغيب �شخ�صية‬ ‫ال��رحم��ي يف ه ��ذه ال �ف�ترة احل���س��ا��س��ة م��ن ت��اري��خ ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني؛ ملا يت�صف به من �صفات وحدوية‪ ،‬و�شخ�صية‬ ‫ق��وي��ة ق� ��ادرة ع�ل��ى مل�ل�م��ة ال���ص��ف‪ ،‬وت��وح�ي��د اجل �ه��ود ور�أب‬ ‫ال�صدع‪.‬‬

‫الأ�سري ماجد �أبو قطي�ش‪ ..‬ي�صنع حرية من قيده‬ ‫�أحرار ولدنا – ال�سبيل‬ ‫يف ك��ل زاوي ��ة لهم حكاية و� �ص��ورة تن�سجها الأي ��ام فوق‬ ‫الأر� ��ض املحتلة‪ ،‬ويف ك��ل بيت لهم جتربة حتيكها اللحظات‬ ‫العذبة بني �أكناف القد�س وفوق �شوارعها املر�صوفة‪� ،‬أما امل�آذن‬ ‫فت�شتاق لهم وتعيد نداءاتها احلزينة حني ت�ستذكرهم‪.‬‬ ‫وم��ن بني �أول�ئ��ك الذين �آث��روا �أن يقدموا زه��رة العمر‬ ‫لفل�سطني كل فل�سطني‪ ،‬كان الأ�سري ماجد �أب��و قطي�ش (‪41‬‬ ‫�سنة) من �ضاحية ال�سالم يف بلدة عناتا املقد�سية‪ ،‬ذاك الذي‬ ‫�أرع ��ب ج�ن��ود االح �ت�لال و�أ َّرق م�ضاجعهم م��ع خلية القد�س‬ ‫الأوىل يف كتائب الق�سام‪.‬‬ ‫جهاد متوا�صل‬ ‫ب��د�أت جمموعة القد�س الأوىل بجمع املعلومات ور�صد‬ ‫الأهداف املنا�سبة لتنفيذ العمليات‪ ،‬وكان اقتحام امل�ستوطنات‬ ‫وحرقها �أو �إحراق مبانٍ و�سيارات تابعة للم�ستوطنني وجنود‬ ‫االحتالل‪ ،‬وكان الهدف الرئي�س من املجموعة هو �أ�سر جنود‬ ‫االحتالل‪ ،‬فا�ستمر بحثها عن الهدف املنا�سب فرتة طويلة‪،‬‬ ‫وك ��ان ال�ت��وف�ي��ق ال��رب��اين م��ع ن ��زول ال�غ�ي��ث‪ ،‬وك ��ان غ�ي��ث اهلل‬ ‫عظيما‪.‬‬ ‫يقول الأ�سري املقد�سي تي�سري �سليمان يف مذكراته‪« :‬يف‬ ‫ي��وم ‪ 1992/12/13‬ا�ستطاعت كتائب الق�سام يف القد�س بعد‬ ‫توفيق رب ال�ع��امل�ين �أ��س��ر ج�ن��دي ح��ر���س احل ��دود ال�صهيوين‬ ‫ن�سيم توليدانو من بلدة اللد املحتلة‪ ،‬ومت ر�صده وهو ي�سري‬ ‫على ال�شارع‪ ،‬وبا�شرت املجموعة ب�صدم اجلندي وال�سيطرة‬ ‫عليه ونقله �إىل �شرق بلدة عناتا‪ ،‬و�إ�صدار بيان ع�سكري عن‬

‫كتائب الق�سام»‪.‬‬ ‫وع�ن��دم��ا رف�ضت احل�ك��وم��ة ال�صهيونية طلب املقاومة‬ ‫بالإفراج عن ال�شيخ املجاهد �أحمد يا�سني وغريه من الأ�سرى‬ ‫ن�ف��ذت ال�ك�ت��ائ��ب وع��ده��ا وق�ت�ل��ت اجل �ن��دي و�أل �ق��ت جثته بني‬ ‫القد�س و�أريحا‪ ..‬وبعدها قاموا بعدة عمليات �أدت �إىل مقتل‬ ‫جنود ومغت�صبني‪.‬‬ ‫حكاية االعتقال‬ ‫�أم��ا االعتقال لتلك اخللية املجاهدة فجاء يف اخلام�س‬ ‫من �شهر ح��زي��ران من ع��ام ‪ .1993‬وح��دات �صهيونية خا�صة‬ ‫اقتحمت منزل املجاهد ماجد يف ال�ساعة الثالثة �صباحا‪.‬‬ ‫يقول والده‪« :‬كنا نياما يف ذلك الوقت بالطبع‪ .‬ا�ستيقظنا‬ ‫ع�ل��ى ط��رق��ات ال �ب��اب ال �ت��ي ك ��ادت حت�ط�م��ه م��ن ق�ب��ل اجلنود‪،‬‬ ‫واقتحموا املنزل وعاثوا فيه ف�سادا وتفتي�شا‪ ،‬ثم توجهوا �إىل‬ ‫ماجد وقيدوه وب��د�ؤوا معه حتقيقا ميدانيا ا�ستمر �ساعتني‬ ‫وقاموا ب�ضربه خاللها بالأ�س ّرة واجل��دران حتى ب��ات ينزف‬ ‫دماً‪ ،‬وبعدها اقتادوه �إىل �آلياتهم»‪.‬‬ ‫ي�ؤكد الوالد ال�صبور �أن اجلنود مل يكتفوا باعتقال ماجد‬ ‫والتحقيق معه �أمام عائلته واالعتداء عليه‪ ،‬بل قاموا باالعتداء‬ ‫على وال��ده وعمه و�أ�شقائه و�ضربهم ب�سبب احتجاجهم على‬ ‫عملية االعتقال‪ ،‬كما �شرعوا بتخريب نوافذ املنزل و�أبوابه‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬بعد االعتداء علينا مت اعتقال ماجد ونقله �إىل‬ ‫مركز حتقيق طولكرم ال��ذي ك��ان يف �أيامها يو�صف بامل�سلخ‪،‬‬ ‫وهناك ذاق وي�لات التعذيب على يد العنا�صر ال�صهيونية‪،‬‬ ‫ثم نقل �إىل مركز حتقيق بيتاح تكفا ويتوا�صل معه التحقيق‬ ‫القا�سي‪.‬‬

‫حرائر فل�سطني ‪ ..‬جرح نازف‬

‫رف�ض االحتالل �أن نزوره �إال بعد �شهرين من التحقيق‪،‬‬ ‫ملرة واحدة فقط‪ ،‬وكانت معنوياته عالية عندما زرناه‪ ،‬وك�أنه‬ ‫لي�س يف ال�سجن‪ ،‬كما ا�ستطاع �أن يفلت من يد ال�شرطي ورك�ض‬ ‫نحوي و�ض ّمني‪ ،‬ف�شعرت �أنني يف حلم جميل»‪.‬‬ ‫�صرب يذيب القيد‬ ‫يتواجد الأ�سري �أبو قطي�ش يف �سجن نفحة ال�صحراوي‬ ‫مع عدد من �أبناء جمموعته وجماهدي املدينة املقد�سة‪ ،‬وما‬ ‫زال��وا على العهد �أن «عائدون �إليكِ يا قد�سنا وعازمون على‬ ‫حتريرك»‪.‬‬ ‫ولأن االح �ت�ل�ال ال ي��رح��م‪ ،‬ي ��أب��ى �إال �أن ينغ�ص حياة‬ ‫الفل�سطينيني �أينما كانوا‪ ،‬فيقوم مبعاقبة ماجد بني الفينة‬ ‫والأخ ��رى‪ .‬يذكر وال��ده �أن �إدارة ال�سجون منعته من �إكمال‬ ‫تعليمه اجل��ام�ع��ي‪ ،‬وقطعته ب�ع��د �أن �أن �ه��ى �سنته الأوىل يف‬ ‫اجلامعة العربية‪ ،‬كما �أنها قامت ع��دة م��رات بعزله وفر�ض‬ ‫عقوبات متنوعة عليه وعلى �إخوانه الأ�سرى‪.‬‬ ‫وي�ضيف‪« :‬يف ه��ذه الأي ��ام ق��ام االح�ت�لال بعقاب جميع‬ ‫الأ�� �س ��رى؛ ب�ح��رم��ان�ه��م م��ن زي� ��ارة ذوي �ه��م ب���س�ب��ب خو�ضهم‬ ‫الإ�ضراب عن الطعام‪ ،‬فلم نعد ن��زوره حالياً‪ ،‬ولكننا نطمئن‬ ‫عليه دوماً»‪.‬‬ ‫ويرحل الوالدان �إىل �أحالم امل�ستقبل التي باتا يريانها‬ ‫قريبة ب� ��إذن اهلل‪ ،‬ح�ين يتم احل��دي��ث ع��ن �صفقات التبادل‪،‬‬ ‫وي�ؤكدان �أن الأمل لديهما مل يغب حلظة يف اهلل �أو ًال‪ ،‬ويف �آ�سري‬ ‫اجلندي ال�صهيوين جلعاد �شاليط‪� ،‬آملني �أن تتم ال�صفقة‪ ،‬و�أن‬ ‫جتلب معها احلرية لأ�سرى العز يف مقابر الأحياء‪.‬‬

‫عا�ش‬

‫قة الأطفال والقراءة‬

‫لينا اجلربوين ‪� ..‬أ�سرية من الداخل اختارت جذورها الفل�سطينية على هويتها الإ�رسائيلية‬ ‫�إعداد ‪ :‬الباحث �أحمد البيتاوي‬ ‫مل يت�أخر عرب ‪ 48‬عن اللحاق بقطار الن�ضال وال�صمود‬ ‫واال�صطفاف جنبا على جنب م��ع �إخ��وان�ه��م الفل�سطينيني يف‬ ‫مناطق ‪ ،67‬معلنني بذلك مت�سكهم بجذورهم الفل�سطينية‪،‬‬ ‫وراف�ضني كل الإج��راءات والتق�سيمات الإ�سرائيلية التي تهدف‬ ‫�إىل تذويبهم و�سلخهم عن الق�ضية‪.‬‬ ‫وعند �إمعان النظر يف �أ�سماء عمداء الأ�سرى الفل�سطينيني‬ ‫يف ال�سجون الإ�سرائيلية‪ ،‬ن��رى �أن ثالثة من بني �أق��دم ع�شرة‬ ‫�أ�سرى هم من قرية ع��ارة املثلث يف مناطق ‪ ،48‬وعلى اجلانب‬ ‫الآخ��ر‪ ،‬نرى �أن ثالثا من بني (‪� )36‬أ�سرية فل�سطينية هن من‬ ‫�أ�سريات الداخل اللواتي ق�ضني �سنوات من عمرهن يف �سجون‬ ‫االحتالل‪ ،‬دليال وبرهانا وا�ضحا على �صدق مت�سكهن �أ�صولهن‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫ومن ه�ؤالء الأ�سريات الثالث الأ�سرية لينا اجلربوين‪.‬‬ ‫الوالدة والن�ش�أة‬ ‫تعترب عائلة الأ�سرية اجلربوين من العوائل الفل�سطينية‬ ‫التي كان لها دور يف الن�ضال �ضد االنتداب الربيطاين واالحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي‪ ،‬فاحلاج علي جد الأ�سرية لينا كان يعترب �أحد الثوار‬ ‫الفل�سطينيني ال��ذي��ن ق��اوم��وا الربيطانيني قبل نكبة (‪)48‬‬ ‫و�صدر بحقه حكم بالإعدام غيابيا‪ ،‬ووالدها احلاج �أحمد اعتقل‬ ‫هو الآخ��ر ‪� 8‬سنوات يف ال�سجون الإ�سرائيلية نهاية �سبعينات‬ ‫وبداية ثمانينات القرن املا�ضي‪� ،‬أما خالها عمر اجلربوين فقد‬ ‫ا�ست�شهد خالل احلرب الإ�سرائيلية على لبنان يف العام ‪.1982‬‬ ‫ولدت الأ�سرية لينا �أحمد �صالح جربوين بتاريخ احلادي‬ ‫ع�شر من يناير كانون الثاين من العام ‪ 1974‬لأ�سرة فل�سطينية‬ ‫يف (عرابة البطوف) وهي �إحدى القرى الفل�سطينية القريبة‬ ‫من مدينة عكا ال�ساحلية‪ ،‬وهي الأخ��ت الو�سطى من بني ت�سع‬

‫�شقيقات‪ ،‬وثمانية �أ�شقاء‪ ،‬رزق بهم احلاج �أحمد اجلربوين من‬ ‫زوجتني اثنتني‪.‬‬ ‫تلقت لينا تعليمها االب�ت��دائ��ي والإع � ��دادي وال�ث��ان��وي يف‬ ‫م��دار���س ال�ق��ري��ة‪ ،‬كما �أن�ه��ت درا��س��ة الثانوية العامة يف الفرع‬ ‫الأدب��ي عام ‪ ،1992‬غري �أن و�ضع �أ�سرتها املادي حال دون �إكمال‬ ‫درا�ستها اجلامعية‪ ،‬وه��و الأم��ر ال��ذي دفعها للعمل يف �إحدى‬ ‫م�شاغل اخلياطة مل�ساعدة �أ�سرتها‪ ،‬كما �أخذت لينا دورة تدريبية‬ ‫يف تخ�ص�ص ال�سكرتارية الطبية يف مدينة النا�صرة‪.‬‬ ‫ليلة االعتقال‬ ‫يف �ساعات فجر الثامن ع�شر من ني�سان من العام ‪،2002‬‬ ‫وع�شية احتفال الإ�سرائيليني مبا ي�سمونه بعيد (اال�ستقالل)‪،‬‬ ‫داهمت قوات كبرية من اجلي�ش الإ�سرائيلي مكونة من �أكرث من‬ ‫‪� 30‬آلية ع�سكرية بددت �سكون قرية (عرابة البطوف) املعروفة‬ ‫بهدوئها ومبناظرها الطبيعية وجوها العليل ال�ساحلي‪.‬‬ ‫ط� �وّق ع���ش��رات اجل �ن��ود م �ن��زل اجل��رب��وين‪ ،‬وب �ع��د تدقيق‬ ‫يف ه��وي��ات ��س��اك�ن�ي��ه‪ ،‬اع�ت�ق��ل االح �ت�ل�ال لينا و�شقيقها �سعيد‪،‬‬ ‫واقتادهما مقيدي اليدين ومع�صوبي الأعني �إىل مركز حتقيق‬ ‫اجللمة‪ ،‬وتركوا تلك العائلة و�سط دوامة من الأ�سئلة واحلرية‬ ‫امل�م��زوج��ة ب��اخل��وف وال�ق�ل��ق على م�صري ولديهما‪ ،‬خا�صة مع‬ ‫تزامن اعتقالهما مع عمليات القتل الع�شوائية التي جتري يف‬ ‫مدن ال�ضفة التي كانت تئن يف تلك الفرتة حتت �ضربات (ال�سور‬ ‫الواقي)‪.‬‬ ‫ملي�س و�سعيد يلحقان بلينا‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ي�شري �أحمد البيتاوي الباحث يف الت�ضامن‬ ‫الدويل‪� ،‬إىل �أن الأ�سرية لينا مكثت �أكرث من (‪ )30‬يوما يف مركز‬ ‫اجللمة‪ ،‬وتعر�ضت خاللها للتحقيق واال�ستجواب املتوا�صلني‬ ‫على يد املحققني الإ�سرائيليني‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أ�شكال متنوعة‬ ‫من التعذيب النف�سي املتمثلة يف ال�سب وال�شتم والإهانة‪ ،‬والعزل‬

‫يف زنزانة انفرادية‪ ،‬واحلرمان من النوم‪.‬‬ ‫وي�ضيف البيتاوي‪« :‬مل يكتفِ االحتالل باعتقال �سعيد‬ ‫�شقيق الأ�سرية لينا‪ ،‬بل عمل �أي�ضا على اعتقال �شقيقتها الأخرى‬ ‫مل�ي����س‪ ،‬وذل ��ك م��ن ب��اب ال�ضغط عليها �أث �ن��اء ف�ت�رة التحقيق‪،‬‬ ‫و�إجبارها على االعرتاف‪ ،‬قبل �أن يطلق �سراحهما بعد �أ�سبوعني‬ ‫من االعتقال»‪.‬‬ ‫ول �ف ��ت ال �ب �ي �ت��اوي �إىل �أن �أ� � �س ��رى و�أ� � �س �ي��رات ال ��داخ ��ل‬ ‫الفل�سطيني ميثلون �أم��ام املحاكم املدنية الإ�سرائيلية‪ ،‬وذلك‬ ‫بعك�س نظرائهم يف ال�ضفة الغربية وغزة الذين يعر�ضون على‬ ‫املحاكم الع�سكرية‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الباحث يف الت�ضامن الدويل �أن النيابة الإ�سرائيلية‬ ‫وجهت للأ�سرية لينا اجلربوين عدة تهم من بينها‪ :‬االت�صال مع‬ ‫ّ‬ ‫(العدو)‪ ،‬وم�ساعدة جهات (معادية) للدول العربية‪ ،‬وامل�شاركة‬ ‫يف �إح��دى العمليات التفجريية التي وقعت داخ��ل «�إ�سرائيل»‪،‬‬ ‫لي�صدر يف نهاية املطاف حكم ب�سجن الأ�سرية لينا ملدة ‪ 17‬عاما‪،‬‬ ‫وهو احلكم الذي اعتربه املحامي ح�سن اجلربوين حكما مبالغا‬ ‫فيه وردع�ي��ا؛ كونه ال يتما�شى م��ع البنود املن�صو�ص عليها يف‬ ‫الئحة اتهام موكلته‪.‬‬ ‫عا�شقة الأطفال والقراءة‬ ‫م��ن ج��ان�ب��ه‪ ،‬و��ص��ف �سعيد �شقيقته لينا ب��أن�ه��ا �صاحبه‬ ‫�أحا�سي�س وم�شاعر فيا�ضة ك��ان��ت ت�ت��أمل ك�ث�يرا وتبكي عندما‬ ‫ت�شاهد منظر ال�شهداء وخا�صة الأطفال منهم الذين �سقطوا‬ ‫على يد االحتالل خالل انتفا�ضة الأق�صى‪ ،‬وذكر �أن لينا كانت‬ ‫تريد �أن تقدم م��ا ت�ستطيعه مل�ساندة �شعبها يف ال�ضفة وغزة‪،‬‬ ‫واعتربت �أن ما قامت به جزء من هذه امل�ساعدة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬كانت لينا حتب الأطفال كثريا‪ ،‬وكانت تعترب �أوالد‬ ‫�إخوانها و�أخواتها ك�أنهم �أبنا�ؤها‪ ..‬ت�ضم هذا �إىل ح�ضنها‪ ،‬وحتمل‬ ‫ذاك بني ذراعيها‪ ..‬تالعبهم ومتازحهم وت�شرتي لهم الهدايا‬

‫والألعاب‪ ،‬وتق�ص عليهم الق�ص�ص وتروي لهم احلكايا‪»...‬‬ ‫وذك��ر �سعيد للت�ضامن ال��دويل �أن لينا كانت ُت�سمى بني‬ ‫�أفراد العائلة ب�ـ(دودة الكتب) وذلك يف �إ�شارة �إىل ع�شقها قراءة‬ ‫ومطالعة الكتب مبختلف �أ�شكالها الدينية والفكرية وال�سيا�سية‬ ‫والفنية‪ ،‬وق��د ا�ستمرت لينا يف ه��ذه الهواية حتى وه��ي داخل‬ ‫�سجنها يف ه�شارون‪.‬‬ ‫وعن و�ضعها ال�صحي‪� ،‬أ�شار �سعيد �إىل �أن لينا تعاين من‬ ‫تورم و�أوجاع يف القدمني‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل وجع الر�أ�س املتوا�صل‬ ‫(ال�شقيقة)‪ ،‬يقابله على الناحية الأخ��رى �إهمال طبي متعمد‬ ‫من قبل �إدارة م�صلحة ال�سجون الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫وتابع �سعيد‪« :‬كما تعترب لينا �إحدى ممثالت الأ�سريات يف‬ ‫�سجن ه�شارون‪ ،‬حيث كلفتها �أخواتها الأ�سريات مبهمة متثيلهن‬ ‫والتحدث با�سمهن �أمام �إدارة املعتقل‪ ،‬هذا بالإ�ضافة �إىل دورها‬ ‫املحوري يف تعليم بقية الأ�سريات اللغة العربية‪ ،‬وهي اللغة التي‬ ‫تتقنها لينا بطالقة»‪.‬‬ ‫�آمال بالإفراج‬ ‫و�أعرب �سعيد عن �أمله يف �إطالق �سراح �شقيقته يف �صفقة‬ ‫ال�ت�ب��ادل؛ لأن �أ� �س��رى ال��داخ��ل ه��م ج��زء ال ي�ت�ج��ز�أ م��ن احلركة‬ ‫الفل�سطينية الأ�سرية‪ ،‬ودعا جربوين �إىل عدم الر�ضوخ لل�شروط‬ ‫الإ�سرائيلية بعدم �إدراج �أ�سماء �أ��س��رى م��ن داخ��ل �أرا��ض��ي ‪48‬؛‬ ‫لأنّ ه��ذا من �ش�أنه �أن يُ�ضعف ال�صفقة‪ ،‬ويجعلها كغريها من‬ ‫ال�صفقات التي جتاوزت �أ�سرى الداخل الفل�سطيني‪.‬‬ ‫ه ��ذا وال ي ��زال االح �ت�ل�ال ي�ع�ت�ق��ل (غ�ي�ر الأ�� �س�ي�رة لينا)‬ ‫�أ�سريتني اثنتني م��ن مناطق ‪ 48‬هما‪ :‬ورود ماهر قا�سم من‬ ‫مدينة الطرية‪ ،‬معتقلة منذ تاريخ ‪2006/10/4‬م‪ ،‬وتق�ضي حكما‬ ‫بال�سجن �ست �سنوات‪ ،‬والأ��س�يرة خديجة �أب��و عيا�ش من قرية‬ ‫عيلوط‪ ،‬وهي معتقلة منذ ‪ 2009/1/3‬وحمكومة بال�سجن ثالث‬ ‫�سنوات‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.