قصة قصرية
الليدي ديغبي
CELEBRITES CORNER الشاب الشجاع الوسيم جميل املحيا من أهل بادية الشام ،أيقظ يف نفسها اإلحساس بسحر الــرق ،شاهدته يتحول إىل مارد، يخوض بني الجموع ،ال يرهب رجال القبيلة األشداء وال بنادقهم املصوبة نحوه ،ال يرتكهم حتى يرتاجعوا معلنني فشلهم يف اختطافها هي الليدي األنجليزية الرثية ،ذات الحسن والجامل والقد واالعتدال ،املــرأة التي ال تقاربها أخرى سحرا ونعومة ...إنها الليدي جني ديغبي. كانت الليدي جني قطعت مسافة طويلة من بريطانيا حتى وصلت الطريق البادية بني حمص ودمشق ،يسري يف ركابها شيخ بدوي شاب اسمه "مجول املرصب" وجامعة من قبيلته ،يحمونها من قطاع الطرق ،وفيام كان املوكب يسري ،كانت الليدي تتأمل يف الطلة البهية للشاب ،يف الفضاء املمتد أمامها دون حواجز ،حيث األشياء عىل طبيعتها، وحيث الناس يف عفويتهم. كانت تشعر ألول مرة بالدم يتدفق يف كل يشء ،والحياة تدب يف كل يشء... ابتسمت ساخرة من نفسها وممن عرفتهم من بني قومها ،هناك ال تجد سوى الربودة تغىش كل يشء ،حتى الغضب يتوارى خلف حجاب النفاق ،إنــه الــرود نفسه الذي جعلها ال تحرتم أزواجها األربعة! اشرتطت عليهم واحدا واحدا أال يتدخلوا يف حياتها العاطفية ...ومل يعرتضوا!. ترى أي حياة مع زوج ال يغار؟! كانت كثريا ما تتساءل ،هل هم من ذوات األرواح حقا؟! لكن هذا الشاب رجل حقيقي ...ليتها تعرفت عليه من قبل لعاشت معه امرأة رشيفة طاهرة الذيل قبل أن تتلوث بالخيانة. كان ميكن أن تقتل؟.أجاب وعىل فمه ابتسامة واثقة: لقد كان واجبي. أمل ترهب بنادقهم؟ إن الفشل يف حامية املرأة عار عندنا. أتعني أن جميع شباب هذه البادية عىلشاكلتك؟!. وأفضل مني.82
BAHRAIN
يونيو 2015
ما أبهج أن تسعد عينك برؤية أرض غري أرضك وأنــاس يختلفون عن بني جلدتك ...حيث الشمس تسطع فتغمر كل شرب من هذه األرض الجرداء. وصلت القافلة إىل مكان التخييم ،رفض كل أفرادها أن متد يدها باملساعدة ،تعاون الرجال ومل متض سوى ساعة حتى وجدت نفسها يف خيمتها معززة مكرمة. حياة هؤالء البدو مدهشة حقا ،كانت يف بالدها تسمع حكايات مروعة عن قسوتهم وشدة بطشهم ،واعتدائهم عىل غري املسلمني، لكنها مل تجد منهم سوى األنس واملحبة ،حتى النساء عندما أقبلن إليها ،توقعت أن تنفر منهن ،لكنهن استقبلنها باألحضان ،وبالكلامت اللطاف. لقد أثرن دهشتها؛ فكل واحدة من هؤالء الصبايا أحــى من جميالت أوروبــا بأرسها، ومع ذلك مل يربحن يثنني عىل جاملها ويصفنها بـ"أم اللنب" ،ويرفضن أن متد يديها ليشء ،حسبت يف البداية أنهن ال يقبلن من غريب أن يشاركهن طهي الطعام ،لكنها اكتشفت مبلغ لطفهن حني يعاملن معاملة األمريات. خـــرجـــت مــن خيمتها وأخـــــــــذت بــالــتــأمــل يف الـــــصـــــورة الحية أمامها، مثــــة أرض خــاء وخيام مــتــقــاربــات، وقــطــيــعــا من األغنام يبدو يف البعيد ،ورجــال يقفون قرب شيخ القبيلة ،وامرأة قرب النار ،وأدارت بطرفها إىل اليمني فوجدته هناك؛ الشيخ الشاب املتفجر قوة ورجولة يبتسم إليها مبودة.
- -
للكاتب :جعفر الديري
j.aldairi@yahoo.com
هل أعجبتك البادية؟ إنها مدهشة ،مل أشاهد أجمل من هذا املنظر. ألك رغبة أخرى؟ أبدا ...أنتم أكرم من عرفت. آمل أن تقيض وقتا ممتعا معنا. ال شك ..أشعر وكأين سأعيش أجمل أيامي يف هذه البادية.
أخذ الشاب بيدها ،وتنقل وإياها بني مضارب الحي ،إن حبا عظيام يتولد يف قلبها لهذا املكان، فهي تشعر وكأنها قطعة أخذت منه لتعود إليه، ولن تفارقه بعد اليوم أبدا.