مؤسسة عامل: دليل عمل لمواجهة الصعاب والستمرار والتطور

Page 1

‫مؤسسة عامل‬ ‫دليل عمل لمواجهة الصعاب والستمرار والتطور‬ ‫إن لبنان الذي يع تبر نموذ جا" مخي فا" لبلد أضن ته الحرب الهل ية والحتلل ال سرائيلي ح يث ترك الثنان‬ ‫مجتمعا" ممزقا"‪ ،‬يحاول منذ اتفاق الطائف وبدء مسيرة السلم الهلي‪ ،‬التغلب على ‪ 16‬سنة من المحن التي حصدت‬ ‫أك ثر من ‪ 150‬ألف قتيل"‪ ،‬وخل فت ن حو ‪ 200‬ألف جري حا" و ‪ 700‬ألف مهجرا"‪ .‬بالضا فة إلى ذلك بل غت أعداد‬ ‫المغادرين خلل الفترة ما بين ‪ 1987 – 1975‬نحو ‪ %25‬من سكان البلد‪ .‬كما هاجر قسم كبير خلل الفترة ما‬ ‫ب ين ‪ .2007 – 1987‬و قد أدت الحرب الطويلة و ما تل ها من أحداث إلى تدم ير البن ية القت صادية‪ .‬والجتماع ية‬ ‫للبلد‪ ،‬من بينها شبكات المياه‪ ،‬التصالت‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الطرق وأجهزة الصرف الصحي وغير ذلك ‪ .‬كما وأهملت‬ ‫المنا طق الريف ية كنتي جة للشلل العام في الخدمات الحكوم ية‪ .‬ك ما أن الرتفاع ال كبير في ن سبة التض خم ال تي بل غت‬ ‫‪ %403‬في العام ‪ ،1987‬قد رمت بثقلها على كواهل المواطنين‪ ،‬إذ بلغ الدخل الذي تحتاجه عائلة مكونة من خمسة‬ ‫أفراد‪ ،‬في تلك الفترة‪ ،‬لتغط ية نفقات ها ال ساسية كالمل بس والمأوى والطعام والطبا بة والتعل يم ما يعادل ‪ 500‬دولر‬ ‫أميركي‪ ،‬بينما الحد الدنى للجور المعلن من فبل الحكومة يبلغ ‪ 120‬دولر أميركي‪ ،‬ول يزال الوضع المعيشي‬ ‫للبنانيين منذ تلك الفترة مستمرا" في التدهور‪.‬‬ ‫ مؤسسة عامل‪ :‬التأسيس والدور‬‫لقد جاء تأسيس "عامل" في هذا السياق في أعقاب الغزو السرائيلي لجنوب لبنان عام ‪ ،1978‬وفي ظل تفاقم‬ ‫الوضاع القت صادية والجتماع ية في لبنان‪ ،‬والحا جة المل حة للمز يد من الطاقات البشر ية‪ ،‬ل كي تع مل في خد مة‬ ‫الو طن والن سان‪ ،‬ول قد رفعت "عامل" شعارا" لها "معا" من أ جل الو طن والموا طن"‪ ،‬ول قد تمكنت المؤسسة خلل‬ ‫التسعة وعشرين سنة الماضية من إقامة مشاريع في العديد من المناطق اللبنانية تمتد من أقاصي الشمال الشرقي‬ ‫في الهر مل إلى أقا صي الجنوب الشر قي في الخيام ح يث بات لدي ها حوالي خم سة وثمان ين نشا طا" في مختلف‬ ‫المجالت‪ ،‬هذا فضل" فضل" عن مشروع م ستشفى في الضاح ية الجنوب ية من بيروت وآ خر في مدي نة صور‪،‬‬ ‫ومشروع مجمع لتأهيل المعاقين في المصيطبة‪ ،‬أحد أحياء العاصمة بيروت‪.‬‬ ‫إن "ع ـامل" جمع ية أهل ية مدن ية‪ ،‬و هي ذات منف عة عا مة بمو جب مر سـوم جمهوري ر قم ‪ 5832‬ال صـادر‬ ‫بتـاريخ ‪ 10/08/1994‬تأسـست في العام ‪ 1979‬حين كانت الحرب تعصف بلبنان قتل" ودمارا" وتهجيرا"‪.‬‬ ‫والمؤسسة عضو في المجلس القتصادي الجتماعي للمم المتحدة ‪ Ecosoc‬بالصفة الخاصة الستشارية منذ‬ ‫عام ‪ .2001‬و هي أي ضا" ع ضو مؤ سـس في تج مع الهيئات الهل ية التطوع ية في لبنان‪ ،‬في المجلس الدولي‬ ‫للجمعيات التطوع ية‪ ،‬ول ها علقات شرا كة مع عدة جمعيات وشبكات ومنظمات‪ ،‬م ـنها‪ :‬منظ مة ال صحة العالم ية‪،‬‬ ‫برنامج المم المتحدة النمائي‪ ،‬المفوضية العليا للجئين والتحاد الوروبي ‪ ...‬الخ‪ .‬وقد حاز رئيسها على أوسمة‬ ‫عدة منها‪ :‬وسام الرز الوطني من رئيس الجمهورية اللبنانية السابق الستاذ الياس الهراوي‪ ،‬وسام جوقة الشرف‬ ‫الفرنسي من رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك‪ ،‬ودرع نقابة الطباء في لبنان ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫ الهداف‬‫تعمل مؤسسة عامل على‪:‬‬ ‫‪ - 1‬توفير الحق للجميع في التعبير‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬السكن‪ ،‬العمل‪ ،‬الغذاء‪ ،‬البيئة السليمة‪ ،‬بمعزل عن الجنس‬ ‫والعقيدة والدين‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تمك ين الفئات المهم شة للمشار كة في العمل ية التنمو ية وتشج يع المبادرات المحل ية والتقو يم الم ستمر للبرا مج‬ ‫وتصويبها بما يتلءم مع حاجات الناس وتطلعاتهم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬إشراك النساء في الستراتيجية التنموية للمؤسسة وتعزيز دورهن الريادي في المجتمع‪.‬‬ ‫‪ - 4‬إشراك الشباب في البرا مج التنمو ية‪ ،‬خا صة التعليم ية والتدريب ية من ها‪ ،‬وتأهيل هم لتح مل الم سؤوليات القياد ية‬ ‫مستقبل"‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تعز يز التن سيق مع الهيئات الهل ية‪ ،‬محل يا"‪ ،‬إقليم يا" وعالم يا"‪ ،‬والشرا كة مع القطاع ين العام والخاص في‬ ‫البرمجة والتخطيط والتنفيذ‪ ،‬من أجل تنمية مستدامة‪.‬‬ ‫‪/‬دليل عمل ‪1‬‬


‫ النجازات‬‫واجهت "عامل" الصعاب بمختلف الوسائل لكي تصمد وتستمر ولكي يبقى نهجـها كمؤسسة‪ .‬تمكنت منذ العام‬ ‫‪ 1979‬بف ضل جهود كوادر ها وأ صدقائها من إقا مة برا مج صحية واجتماع ية وتربو ية عبر ‪ 27‬مركزا" بالضا فة‬ ‫إلى جهاز دفاع مد ني مزود ب ـ ‪ 30‬سيارة إ سعاف وإيفاد ‪ 1.100‬جري حا" للعلج في الخارج )فرن سا ‪ -‬الوليات‬ ‫المتحدة الميرك ية ‪ -‬إيطال يا ‪ -‬بلجي كا ‪ -‬الكو يت(‪ ،‬وترك يب ‪ 400‬طر فا" ا صطناعيا" لمبتوري العضاء )بالتعاون‬ ‫مع الحكومة الهولندية(‪ .‬بالضافة إلى معهد للتعليم المهني والتقني في الضاحية الجنوبية ‪ -‬بإدارة معهد بيبلوس‪،‬‬ ‫ومر كز صحي نف سي ‪ -‬اجتما عي في الخيام‪ ،‬ومش ـروع ب يت حقوق الن سان في العا صمة‪ ،‬ومشروع زرا عي‬ ‫تعاوني في منطقة معروب )الجنوب( في إطار التنمية الريـفية‪ ،‬فضل" عن مشاريع أخرى تطمـح المؤسسة إلى‬ ‫تنفيذها في المرحلة المقبلة‪.‬‬ ‫ الوسائل‬‫الع مل بفعال ية أ كبر وبمواز نة أ قل وبمشار كة أو سع‪ ،‬بالتعاون مع القطاع العام والقطاع الخاص عبر ع قد‬ ‫اجتماعي جديد يهدف إلى تحقيق شراكة ثلثية من أجل تعزيز إنسانية النسان‪ ،‬وإلى تعبئة أفضل لقدرات المجتمع‬ ‫وإدارة أكثر رشادة لشؤون الحكم‪.‬‬ ‫ منهجية العمل‬‫‪ :‬طابع ها صحي اجتما عي تربوي تأهيلي‪ ،‬مع تأم ين اكتفاء ذا تي‪ ،‬عبر م ساهمات‬ ‫‪ - 1‬مشاريع خدماتية‬ ‫تضامنية رمزية من الفئات المستفيدة‪ ،‬تحت شعار "خدمة أفضل بكلفة أقل"‪.‬‬ ‫‪ :‬ترمي إلى النتقال من الغاثة والخدمة إلى التنمية وإشراك الناس‪ ،‬أصحاب العلقة‬ ‫‪ - 2‬برامج تنموية‬ ‫في تحديد حاجاتهم‪ ،‬واختيار الخطوات المناسبة من أجل توفير حلول لهم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مشار كة في دينام ية التنم ية‪ :‬عبر تضا فر جهود القطاع العام والمجت مع لم ساعدة الن سان‪ ،‬كل إن سان‪ ،‬على‬ ‫تحسين أوضاعه الحياتية من خلل خطة إنمائية متكاملة ومتناسقة‪.‬‬ ‫برنامج‬ ‫الرعاية‬ ‫الصحية‬ ‫الولية‬ ‫‪2.672.343‬‬

‫عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة منذ تأسيسها ولغاية نهاية عام ‪2008‬‬ ‫برنامج رعاية‬ ‫برنامج‬ ‫برنامج تأهيل خدمات الدفاع‬ ‫برنامج‬ ‫المقعدين‬ ‫دعم قدرات‬ ‫المدني‬ ‫المعوقين‬ ‫التدريب‬ ‫والمسنين‬ ‫الشباب‬ ‫والغاثة‬ ‫والتأهيل‬ ‫المهني‬ ‫‪570‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪824.037‬‬ ‫‪553‬‬ ‫‪11.618‬‬

‫المجموع‬

‫‪3.509.581‬‬

‫ التحديات‬‫إن المشكلة ال ساسية التي ت سهم في تفك يك الن سيج الجتماعي اللبنا ني وإضعاف قدرات المجت مع على التأث ير‬ ‫في القرار‪ ،‬تك من في مناخ الت صادم ب ين مكونا ته‪ ،‬وإلى غياب الليات الحوار ية ال تي تت يح إيجاد مخارج سليمة‬ ‫ومقبولة للمصالح المتعارضة‪ ،‬دون تغليب كامل لطرف على آخر‪ ،‬فالتحدي يكمن في كيفية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬النتقال من م ستوى الع مل في معال جة النتائج‪ ،‬إلى م ستوى الع مل لمعال جة ال سباب وو ضع الرؤى‬ ‫والتصورات إلى التخطيط والبرمجة للسياسة الجتماعية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تحديد الهدف من أي فعل اجتماعي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تطوير مفاهيم الديمقراطية في مؤسسات العمل الهلي‪ ،‬فتكون هي القدوة والمحرك في المجتمع إرساء‬ ‫لمبادئ المشاركة والعتراف بالخر ولمفاهيم المواطنية في الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬بلورة آلية شاملة تعالج الخلل النوعي القائم في المجتمع على مستوى العلقات الكلية بين الدولة والقطاع‬ ‫الخاص والمجتمع المدني ومن ضمنه الهيئات الهلية‪.‬‬

‫‪/‬دليل عمل ‪2‬‬


‫ الرؤية‬‫اعتماد أ سلوب يقوم على أ ساس أن الحقوق ال ساسية للموا طن هي حقوق ناب عة من إن سانية الن سان‪ ،‬من‬ ‫ح يث تمكين الناس من التمتع بحقوقهم‪ ،‬بمعزل عن خياراتهم السياسية والثقاف ية‪ ،‬والتعاون مع مختلف الهيئات‬ ‫المعنية في العمل على‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تأم ين شرا كة حقيق ية ب ين "الدولة والقطاع ين الخاص والهلي"‪ ،‬في مرحلة يعا ني لبنان في ها تفا قم الز مة‬ ‫المعيشية وإفقار الكثرية السـاحقة من أبنائه‪ ،‬أي أن نقوم بخطوات نحو ب ـناء إجماع وطني حول فلسفة التنمية‬ ‫الشاملة في لب ـنان و صياغة ع قد اجتما عي جد يد ب ين الدول ــة والمجت مع‪ ،‬شري طة صياغة سياسات تم كن من‬ ‫الربط بين النمو القتصادي من جهة والتنمية الجتماعية في ظل إدارة ذكية لهذه السياسات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تقوية المجتمع المدني وتنميته وإغناء مؤسساته وتعبئة طاقاته‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تقوية الدولة‪ ،‬لكن الدولة العادلة الناظمة لعلقات المجتمع والوازنة لقواه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ردم الهوة ب ين المجت مع والدولة وم صالحتهما‪ ،‬بح يث تكون الدولة في خد مة المجت مع ويتم ثل المجت مع في‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫ مؤسسة عامل‪ :‬التجارب خلل سنوات المحنة‪:‬‬‫تأ سست مؤ سسة ”عا مل“ في العام ‪ ،1979‬وخلل سنوات الحرب‪ ،‬ركزت على أعمال الغا ثة والطوارئ‪،‬‬ ‫وكا نت منا طق عمل ها هي العا صمة بيروت‪ ،‬ج بل لبنان‪ ،‬البقاع‪ ،‬جنوب لبنان بالضا فة إلى مركز ها الرئي سي في‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫عملت مؤسسة ”عامل“ على تأسيس المراكز الصحية المحلية‪ ،‬والتأهيل المهني والرعاية النهارية في ‪ 17‬بيئة‬ ‫محلية‪ .‬ونظرا" لضآلة مصادر التمويل )خاصة بعد اتفاق الطائف وبدء مسيرة السلم الهلي(‪ ،‬ومن أجل استمرارية‬ ‫المؤسسة وبرامجها المختلفة‪ ،‬اتخذت ”عامل“ مجموعة من الجراءات الكفيلة بتأمين التمويل الضروري للمشاريع‬ ‫محليا"‪ ،‬واعتمدت برامج تقوم على أساس الكتفاء الذاتي في مجال الصحة ومراكز الرعاية النهارية‪.‬‬ ‫وفيما يلي وصف موجز للمجالت الرئيسية التي ركزت عليها المؤسسة في برامج عملها‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الصحة‪:‬‬ ‫تمحورت النشاطات الرئي سية للبرنا مج ال صحي حول الجا نب العل جي والوقائي )خدمات الطوارئ‪ ،‬طب الطفال‪،‬‬ ‫أمراض الن ساء‪ ،‬المخ تبرات‪ ،‬ال صيدليات‪ ،‬عيادات ال سنان‪ ،‬ب نك الدم‪ ،‬الش عة‪ ،‬العلج الفيزيائي‪ ،‬رعا ية الم‬ ‫والطفل ‪ (...‬وفي العام ‪ ،1993‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬بلغ عدد المستفيدين من الخدمات المختلفة التي تقدمها المراكز‬ ‫المنشأة في البيئات المحلية نحو ‪ 127‬ألف مستفيدا"‪.‬‬ ‫هذا بالضا فة إلى برا مج محددة تتعلق بالرعا ية ال صحية الول ية‪ ،‬حملت التلق يح‪ ،‬حلقات في الترب ية ال صحية‪،‬‬ ‫رعا ية المو مة والطفولة‪ ،‬صفوف في ال سعاف الولي والتمر يض‪ ،‬ك ما أعط يت دروس في الترب ية ال صحية‬ ‫المدرسية وأجري فحص دوري لتلمذة المدارس في منطقة بيروت‪ ،‬الضاحية الجنوبية‪ ،‬البقاع‪ ،‬الجنوب‪.‬‬ ‫وبعد العام ‪ ،1992‬تم إقفال ثلثة مستوصفات في جنوب لبنان )الشعيتية‪ ،‬يانوح‪ ،‬سلعا(‪ ،‬وذلك بسبب التناقص‬ ‫الم ستمر في أعداد الم ستفيدين من خدمات ها‪ .‬هذا من ج هة‪ ،‬و من ج هة أخرى فإن إمكانيات ”عا مل“ الماد ية قد‬ ‫تراجعت بعد الحرب‪.‬‬ ‫وض من ا ستراتيجية الكتفاء الذا تي والمحاف ظة على ا ستمرارية المرا كز المختل فة‪ ،‬و في ضوء تقو يم لج نة‬ ‫ال خبراء والخ طة ال ستراتيجية‪ ،‬قررت الهيئة الدار ية في ”عا مل“ ع قد اتفاق مع الطباء توقفوا بموج به عن أ خذ‬ ‫مخصصات شهرية مقابل الخدمات الصحية التي يقومون عادة بتقديمها‪ .‬وعوضا" عن ذلك‪ ،‬تقتطع نسبة معينة من‬ ‫عائدات المعاينات )حوالي ‪ ،(%70‬ونتي جة لذلك تمك نت المؤ سسة من تقل يص التزامات ها المال ية‪ ،‬واقت صرت على‬ ‫تغطية أجور العاملين المتفرغين ودفع اليجارات والمصاريف الخرى على البرامج خاصة التنموية منها‪.‬‬ ‫ول قد ا ستطاعت ب عض المرا كز‪ ،‬بهذه الطري قة‪ ،‬تغط ية ن حو ‪ %60‬من موازنت ها الجمال ية‪ .‬و قد بلغ عدد الطباء‬ ‫العاملين في مثل هذه المراكز ‪ 138‬طبيبا" بالضافة إلى ‪ 62‬عامل" متفرغا"‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التعلم‪:‬‬ ‫ل قد قا مت ”عا مل“ بالشراف على ثل ثة مرا كز للرعا ية النهار ية للطفال الذ ين تتراوح أعمار هم ب ين سنتين‬ ‫ون صف سنة وخ مس سنوات‪ ،‬وتع طى الولو ية لبناء المرأة العاملة‪ .‬وبلغ مجموع الطفال الم سجلين في هذه‬

‫‪/‬دليل عمل ‪3‬‬


‫المرا كز ن حو ‪ 202‬طفل"‪ ،‬وتوز عت هذه المرا كز في منا طق الشياح‪ ،‬بعل بك والهر مل‪ .‬ل قد بلغ مجموع ما تغط يه‬ ‫القساط نحو ‪ %61‬من الموازنة التي تحتاجها هذه المراكز‪ ،‬وقد عمل فيها ‪ 18‬مشرفة )حادقة(‪.‬‬ ‫توقف العمل في كل من مركز الهرمل والشياح بسبب الضائقة المالية‪ ،‬أما مركز بعلبك فل يزال مستمرا" باسم‬ ‫”عا مل“ ول كن بإدارة محل ية من ق بل المشرفات اللوا تي بدأن الع مل في المشروع في مرحلة التأ سيس‪ ،‬ول تتح مل‬ ‫”عامل“ أية أعباء مالية‪.‬‬ ‫‪ -3‬التدريب المهني‪ :‬تطوير القدرات البشرية‪:‬‬ ‫عملت ”عامل“ على تنظيم برنامج تدريبي لفئتين رئيسيتين؛ النساء والمعوقين )ذوي القدرات المختلفة(‪ .‬وقد تم‬ ‫تقد يم هذه النشاطات في ثمان مرا كز محل ية‪ .‬و قد ش مل برنا مج التدر يب على أنش طة الخيا طة‪ ،‬التمر يض‪ ،‬اللغات‬ ‫الجنبية‪ ،‬الطباعة والكومبيوتر‪ ،‬تصفيف الشعر )تزيين نسائي( السعافات الولية والمحاسبة‪ .‬وفي العام ‪ 1983‬بلغ‬ ‫عدد الم ستفيدين من هذه الدورات ‪ 500‬شخ صا"‪ ،‬وبلغ الد خل الذي حقق ته الدورات ن حو ‪ %47‬من مجموع‬ ‫التكاليف‪ .‬ولقد أنشأ مركزان للتدريب المهني للمعوقين استفاد منه في العام ‪ 1993‬أكثر من ‪ 50‬معوقا"‪.‬‬ ‫‪ – 4‬المراقبة والتقويم‪:‬‬ ‫ل قد تم و ضع خ طة للمراق بة والتقو يم‪ ،‬بالضا فة إلى الخ طة ال ستراتيجية ال تي تم كن ”عا مل“ من و ضع آل ية‬ ‫للمراقبة والضبط المرحلي ودراسة تأثير البرامج ونتائجها‪.‬‬ ‫و من المعوقات على ال صعيد ال ستراتيجي بالن سبة لعا مل‪ ،‬قلة التعاون مع المجموعات في البيئة المحل ية‪ ،‬هذا‬ ‫بالضافة إلى ضعف التواصل الفعال بين مركز القيادة في بيروت والمراكز الخرى في البيئات المختلفة‪.‬‬ ‫– إطار التعاون مع الجمعيات الهلية الطوعية والقطاع العام‪:‬‬ ‫شهدت الخدمات الحكوم ية‪ ،‬خلل فترة الحرب‪ ،‬شلل" كامل"؛ وعل يه فإن الخدمات ال ساسية تحولت إلى‬ ‫المنظمات غ ير الحكوم ية‪ ،‬فقد مت هذه الجمعيات ما يمكن ها تقدي مه‪ ،‬إل أن ما قدم ل ي سد إل جزءا" صغيرا" من‬ ‫الحاجات اللزمة‪.‬‬ ‫وأك ثر ما افتقدت له هذه الجمعيات هو ال سلوب في تقد يم هذه الخدمات‪ ،‬ف قد اعتمدت معظم ها على تقد يم‬ ‫مساعدات معينة دون تخطيط مسبق لضمان إستمراريتها )توزيع الحصص الغذائية دفعة واحدة على سبيل المثال(‪،‬‬ ‫وعلى ذلك‪ ،‬ارتأت كل مؤ سسة في الخدمات مجال" مفتو حا" للمناف سة‪ ،‬ولل سف‪ ،‬ف قد أدى ذلك إلى ا ستخدام غ ير‬ ‫فعال للمكانيات والموارد البشرية‪.‬‬ ‫إن الموارد بدأت ت شح تدريج يا"‪ ،‬وأخذت الجهات المعن ية ت صر على أن ت ضع الجمعيات الهل ية خط طا" تبين‬ ‫بوضوح مقاي يس ومؤشرات النجاح‪ ،‬بح يث تدرج في الخ طط التقويم ية المرف قة‪ .‬وعل يه ف قد تضافرت جهود ب عض‬ ‫المنظمات غير الحكومية‪ ،‬ومن ضمنها مؤسسة عامل‪ ،‬في تشكيل هيئة تنسيق من أجل الحد من إمكانيات التداخل‬ ‫والتضارب ب ين الجمعيات‪ ،‬والع مل على اعتماد من هج عل مي في المحاف ظة على ما ين جز من تطو ير وضمان‬ ‫إستمراريته‪ .‬من هنا اتخذت المساعدات منحى قطاعيا" إلى حد ما‪ ،‬وبانت علقتها بتقدم وتطور الفئات المستهدفة‪.‬‬ ‫أما بعد اتفاق الطائف‪ ،‬فقد بدأت المؤسسات الحكومية تستعيد دورها‪ ،‬وأخذت تخاطب الممولين مباشرة‪ .‬كما‬ ‫وضعت خطة خمسية للعمار وخطة الطوارئ من أجل إعادة التأهيل‪ .‬كذلك أعادت منظمات المم المتحدة إحياء‬ ‫برامجها التنموية‪.‬‬ ‫وبسبب عدم تمكن بعض المنظمات الدولية من استئناف عملها بعد انتهاء الحرب‪ ،‬أقفل بعضها‪ ،‬وقام بعضها‬ ‫ال خر بتقل يص دوره في مجالت النش طة والطاقات البشر ية‪ ،‬ال مر الذي أع طى للهيئات الهل ية اللبنان ية دورا"‬ ‫أك ثر أهم ية في عمل ية التنم ية‪ .‬ف قد أ صغت الجهات المان حة إلى المنظمات المحل ية‪ ،‬على أن ها الج هة المخط طة‬ ‫والمنفذة والمقو مة للمشار يع المختل فة على صعيد البيئة المحل ية‪ ،‬ك ما أدى هذا ال مر إلى أن تتق بل الحكو مة فكرة‬ ‫التعامل مع الدور المتنامي للمنظمات غير الحكومية في لبنان‪.‬‬ ‫إن مؤ سسة عا مل‪ ،‬وم نذ تأ سيسها‪ ،‬كا نت ول تزال تؤ من بأن الزدواج ية في البرا مج والمشار يع أ مر ي جب‬ ‫تجن به‪ .‬و هي نظرت إلى التن سيق ب ين المنظمات الهل ية‪ ،‬كضرورة ل بد من ها من أ جل إعداد أف ضل البرا مج‬ ‫ووضع ها مو ضع التنف يذ‪ ،‬وذلك بالتعاون مع القطاع العام‪ ،‬على قاعدة أن الحكو مة هي الم سؤولة عن المواطن ين‪،‬‬ ‫وأن دور منظمات المجت مع المد ني هو دور مك مل وقوة ضاغ طة في ن فس الو قت من أ جل ت صويب ال سياسات‬ ‫العامة‪.‬‬

‫‪/‬دليل عمل ‪4‬‬


‫وهكذا فإن مؤسسة ”عامل“ هي عضو مؤسس في تجمع الهيئات الهلية التطوعية في لبنان‪ ،‬الذي يضم ‪15‬‬ ‫جمعية أساسية‪ .‬ويشغل رئيس مؤسسة عامل موقع المنسق العام لهذا التجمع‪ .‬وتنسق ”عامل“ مع كل من وزارة‬ ‫الصحة العامة ووزارة الشؤون الجتماعية ووزارة التنمية‪.‬‬ ‫زد على ذلك أن ”عا مل“ هي ع ضو في عدة هيئات عرب ية ودول ية ولدي ها صفة ال ستشارية الخا صة في المجلس‬ ‫القت صادي الجتما عي في ال مم المتحدة‪ .‬و هي تع مل جن با" إلى ج نب مع المنظمات الخرى في تج مع الهيئات‬ ‫الهلية التطوعية في لبنان وبالتعاون مع باقي الشبكات القطاعية في لبنان‪.‬‬ ‫وتع تبر ”عا مل“ أن التعاون ب ين الجمعيات على ال صعيد المحلي‪ ،‬عامل" ها ما" في ا ستمرارية البرا مج‪ ،‬و في‬ ‫منا طق تواجد ها حق قت هذا النوع من التعاون من أ جل تحق يق أف ضل ما يم كن من النتائج‪ ،‬وأ قل ما يم كن من‬ ‫الزدواجية في النشطة‪.‬‬ ‫– تقرير الحاجات‪:‬‬ ‫ل ي ستطيع المرء إل القول بأن الو ضع القت صادي المتردي‪ ،‬والو ضع ال صحي ال سيئ‪ ،‬خا صة و ضع الن ساء‬ ‫والطفال في المناطق الريفية وشبه الريفية‪ ،‬هي من السباب الرئيسية التي دفعت مؤسسة ”عامل“ كي تتدخل قي‬ ‫هذه المرحلة‪ .‬ف هي تملك خلف ية ل ي ستهان ب ها‪ ،‬تمكن ها من ج مع المعلومات الضرور ية لتخط يط الع مل الم ستقبلي‪،‬‬ ‫بح يث لو وض عت هذه المعلومات في الطار ال صحيح من خلل نظام معلوما تي‪ ،‬على م ستوى عال من التنظ يم‪،‬‬ ‫يمكن أن تؤدي في المستقبل إلى عمليات محسوسة‪ ،‬ومؤشرات فعالة تسمح بتقويم النتائج‪.‬‬ ‫وترى "عامل"أن أسباب الفقر ل يمكن عزلها كما هو الحال في الصحة‪ ،‬أو تدني المستوى التعليمي‪ ،‬لذا فعلى‬ ‫أية محاولة تستهدف إدخال أي تغيير في البيئة المحلية‪ ،‬أن تنطلق من خلل منهج شمولي يؤخذ بعين العتبار في‬ ‫كافة القطاعات‪ ،‬المر الذي يؤكد على أهمية الحاجة إلى تحليل دقيق للحاجات مما يسمح باستخدام العوامل بشكلها‬ ‫المثل‪ ،‬من أجل تحقيق الهداف النهائية عبر عملية تقويم دائمة‪ .‬كما ينبغي أن يستند التحليل المستمر للحاجات‬ ‫على أداة ضبط ومراقبة تضع في حسابها تحقيق الفادة للنساء والطفال‪.‬‬ ‫ويفت قر لبنان‪ ،‬بالضا فة إلى الم سح الح صائي الضروري للقيام بالتخط يط لعمل ية التغي ير إلى مؤشرات‬ ‫ضرورية للتقويم‪ .‬ويرجع تاريخ آخر مسح إحصائي للسكان إلى عام ‪ .1933‬أما آخر محاولة لخذ عينة سكانية‬ ‫فتر جع إلى العام ‪ .1970‬ونتي جة لهذه المعطيات‪ ،‬فإن المؤشرات الح صائية غ ير متوفرة‪ ،‬وبناء عل يه فإ نه من‬ ‫الضروري أن يسبق المباشرة في أي مشروع تحليل للحاجات لثبات ضرورة الحاجة إليه‪ ،‬وهذا ما يشكل القاعدة‬ ‫الساسية لي مشروع يتم اعتماده‪.‬‬ ‫– الدارة‪ :‬البنية التنظيمية وجهاز العاملين‬ ‫في الما ضي لم ي جر و ضع بن ية تنظيم ية ملئ مة ودقي قة للمؤ سسة مو ضع التنف يذ‪ ،‬و في محاولة من ها لتنظ يم‬ ‫نف سها‪ ،‬طل بت مؤ سسة عا مل من شر كة خا صة بالتدق يق‪ ،‬و ضع درا سة لعادة تنظ يم الجهاز الداري‪ ،‬ب ما ف يه‬ ‫الموظفين‪ ،‬والساليب المالية المتبعة‪ .‬وقد تضمنت الدرا سة نظاما" خاصا" بالمحا سبة والتدقيق‪ ،‬وطرق الت صنيف‬ ‫والبنية التنظيمية والدارية وطرقا" مفصلة لزيادة الريع‪.‬‬ ‫ويتضمن الجهاز التنظيمي المقترح تنفيذه‪ ،‬ثلثة مجالت رئيسية‪ :‬تسيير العمال‪ ،‬المالية والمحاسبة‪ ،‬البرامج‪.‬‬ ‫و من أ جل ضمان و صول المعلومات بد قة وفعال ية عبر الم ستويات التنظيم ية المختل فة في المنا طق المختل فة‪،‬‬ ‫وضع النظام المقترح موضع التنفيذ حسب الخطة المقترحة‪ ،‬وحددت الهيكلية الجديدة حدود المسؤوليات لكل موقع‬ ‫وطرق المساءلة واتجاهاتها‪.‬‬ ‫و قد قا مت الشر كة ال تي أخذت على عاتق ها م سؤولية درا سة الو ضع التنظي مي للمؤ سسة‪ ،‬بو ضع نظام دق يق‬ ‫للمحاسبة والمالية‪ ،‬يتم تنفيذه على أساس سنوي‪ ،‬ويتبع هذا النظام في كافة المراكز التابعة للمؤسسة‪ .‬وفي نهاية كل‬ ‫شهر يقوم كل مركز بإقفال حساباته وفق بيان مالي معين‪ ،‬يقدم بعد استكماله إلى المركز الرئيسي للمؤسسة‪.‬‬ ‫وتعتبر إعادة تنظيم البنية الدار ية وت صنيف الموجودات والنظام المالي‪ ،‬أ حد أهم الولويات ال تي يتم تنفيذ ها‬ ‫حسب الخطة الستراتيجية‪ .‬وفيما يلي وصفا" موضحا" لهذا النشاط‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الهدف‪:‬‬ ‫أن تؤ سس بن ية إدار ية على صعيد المك تب المركزي ت ستطيع أن ت ضع مو ضع التنف يذ بن ية تنظيم ية فعالة ب ما‬ ‫يعني ذلك من وصف واضح للوظائف وطرق المساءلة واتجاهاتها والنظمة المالية وتسيير العمال‪ ،‬بالضافة إلى‬ ‫مسؤوليات أخرى‪.‬‬ ‫‪/‬دليل عمل ‪5‬‬


‫‪ – 2‬النشطة‪:‬‬ ‫أن يتم تنفيذ البنية التنظيمية المقترحة<‬‫أن ي تم ا ستكمال ت صنيف الموجودات وتحد يد الم سؤوليات القانون ية على صعيد المر كز الرئي سي‬‫والمراكز الخرى‪.‬‬ ‫أن يتم تأسيس نظام مالي محدد وموحد يلتزم به المركز الرئيسي والمراكز الخرى‪.‬‬‫تنمية الموارد البشرية‪:‬‬ ‫نظرا" للنقلة النوع ية ال تي شهدت ها المؤ سسة من مرحلة الطوارئ والغا ثة إلى مرحلة التنم ية‪ ،‬ف قد أ صبح‬ ‫التدر يب للعامل ين ضرورة‪ .‬ول قد قام بعمل ية التدر يب أخ صائيون في هذا المجال خارج كادر المؤ سسة‪ ،‬وتض من‬ ‫التدر يب موضوعات تحتاج ها المؤ سسة‪ ،‬م ثل الكفاءات الدار ية‪ ،‬المحا سبة والتنظ يم المالي‪ ،‬و سائل تنم ية الفائدات‬ ‫المالية‪ ،‬التخطيط للمشاريع‪ ،‬كيفية تنفيذها وكتابة التقارير‪ .‬هذا بالضافة إلى المحاسبة والتقويم حسب ما تقتضيه‬ ‫الحا جة‪ .‬ول قد قام بعمل ية تأه يل الكادر أخ صائيون وم ستشارون من خارج نطاق المؤ سسة‪ .‬كان المر كز الرئي سي‬ ‫الهدف الول للتأهيل في المرحلة الولى‪ .‬هذا بالضافة إلى الكادر الساسي في كل مركز من المراكز الخرى‪.‬‬ ‫و من الجد ير بالذ كر أن التأه يل عمل ية م ستمرة تتوا صل سنويا" على مدى الخ طة‪ ،‬وت ستهدف كا فة الم ستويات من‬ ‫العاملين في المؤسسة‪.‬‬ ‫عامل‪ :‬دليل عمل للستمرار والتطور‬ ‫ولدت مؤسسة "عامل" التي تكمل عامها التاسع والعشرين في نهاية هذا العام منطلقة في المدى الوطني‬ ‫والنساني‪ ،‬وما تزال تحمل همومها الكبيرة‪ ،‬وتنتشر مساحة وفكرا على هذا المدى الواسع‪ ،‬وهي لم تدخر جهدا"‬ ‫في الحرب أو في السلم من أجل مساعدة النسان‪ ،‬أي إنسان‪ ،‬متجاوزة الطر الضيقة طائفيا ومناطقيا"‪ ،‬إلى أن‬ ‫أصبحت مجال وطنيا منفتحا على المنظمات العربية والدولية‪.‬‬ ‫لقد اتبعنا في مؤسسة عامل‪ ،‬ومنذ مرحلة التأسيس‪ ،‬نهجا" مختلفا" عما هو سائد في بلدنا بسبب إدراكنا أن‬ ‫أخطر ما في الحياة السياسية في لبنان الذهنية السائدة في مجتمعنا‪ ،‬حيث الدمان في الحديث عن المشكلة دون‬ ‫النصراف إلى التفكير الجدي في إيجاد الحلول لها‪ .‬كما أن الثقافة المهيمنة تتميز بتعظيم الذات الفردية أو‬ ‫الجماعية وتقزيم وترذيل الخر‪ .‬كذلك يوجد في داخلنا حنين )نوستالجيا( العودة إلى الماضي دون بذل الجهد‬ ‫الكافي في التخطيط للمستقبل‪ ،‬مع جنوح البنى الجتماعية والمؤسسية القائمة إلى التكيف مع الواقع القائم‪ ،‬بدلل "‬ ‫من السعي إلى تغييره ولو بخطوات تدريجية إنما تراكمية‪ .‬لدرجة يصبح فيها التكيف السلبي مع الواقع سواء مع‬ ‫أطراف محلية أو خارجية )تفرض توجهاتها( يصل إلى حدود يصبح الستقلل عنها أمرا" صعبا" مما يعطل دور‬ ‫الهيئات صاحبة المشاريع التغييرية‪ .‬فالملحظ أن مجتمعاتنا لم تتعود حتى الن على العمل الجماعي‪ ،‬إنما يبقى‬ ‫دور الشخص هو المهيمن‪ .‬وعندما نتحدث عن السلطة‪ ،‬أي سلطة‪ ،‬يتبادر إلى الذهن البطش والتكسير‪ ،‬القمع‬ ‫والتسلط‪ .‬فالعقلية التي تغلف البيئة الجتماعية هي عقلية زجرية‪ ،‬والعلقات الزجرية في المجتمع موجودة في‬ ‫العائلة وفي المدرسة حيث تشكل السرة والمدرسة نظام السلطة الخفي وتنقل اليديولوجية السائدة‪ ،‬حيث يطغى‬ ‫على السلوك العام‪ ،‬طابع المصلحة الفردية أو الحزبية أو المناطقية أو الطائفية ‪ ...‬إننا نتحرك كجماعات‪ ،‬ونخاف‬ ‫مخالفة ما هو سائد‪ ،‬ول يتجرأ الكثيرون منا على إبداء رأي مخالف عن المجموعة "القطيع"‪ .‬في الوقت الذي‬ ‫نمارس فيه عملية تعظيم الذات وادعاء العفة والطهارة وتصوير الخر باعتباره المشكلة‪ ،‬وتحميل أوزار سوء‬ ‫الداء للخرين‪ ،‬حيث تلقى المسؤولية في الفشل عليهم ويعزى النجاح إلى الذات وحدها‪ .‬كما وإن كل مشكلة سببها‬ ‫الخارج‪ .‬هذه الثقافة المأزومة أذكاها المناخ العالمي السائد الذي حول كل شيء إلى سلعة‪ ،‬مولدا" حالة من اليأس‬ ‫والنانية المفرطة اللذين عززا مشاعر التحلل من القيم الخلقية والسلوكية‪ ،‬وأضعفا الهمية العتبارية لمفهوم‬ ‫الوطن والجماعة الكبيرة‪ ،‬التي هي أبعد من الطائفة والعائلة والمنطقة‪.‬‬ ‫ف في ضوء معرفت نا للذهن ية ال سائدة في مجتمع نا‪ ،‬و من خلل الدراك الفعلي للمعطيات الميدان ية‪ ،‬كا نت ولدة‬ ‫مؤ سسة عا مل ودوام ا ستمرارها وتطور ها وف قا" لنبضات هذا الوا قع وتحديا ته‪ ،‬م ما ج عل "عا مل"‪ ،‬و عبر الم حن‬ ‫وال صعوبات أن تل عب دورا" أ ساسيا" في المجال الن ساني والوط ني‪ .‬يش هد على ذلك ما قاله أ حد ال صدقاء و هو‬ ‫قيادي في أحد الحزاب السياسية الساسية في لبنان حين تساءل‪ :‬كيف استطاعت "عامل" أن تستمر وأن تتطور‪،‬‬ ‫مع العلم أنها ليست كالهيئات الهلية الخرى التي عادة ما تكون على علقة مع حزب سياسي أو طائفة أو زعيم‬ ‫كبير ‪ ...‬الخ‪ .‬إل أن مؤ سسة عا مل‪ ،‬وال تي تأ سست في أعقاب الغزو ال سرائيلي عام ‪ ،1978‬في إطار أحزاب‬ ‫‪/‬دليل عمل ‪6‬‬


‫الحر كة الوطن ية اللبنان ية وتحديدا" ض من أكثر ها راديكال ية‪ ،‬كان من المنت ظر أن ينت هي دور ها مباشرة ب عد الغزو‬ ‫ال سرائيلي في العام ‪ 1982‬ح ين غادرت قيادة منظ مة التحر ير الفل سطينية إلى تو نس وانكفأت الحزاب الوطن ية‪.‬‬ ‫ل كن الذي ح صل كان ع كس ذلك‪ .‬ف قد ا ستمرت "عا مل" فاعلة في المياد ين ال صحية والجتماع ية والتربو ية عبر‬ ‫مراكز ها المنتشرة في المنا طق الشعب ية‪ .‬وكان دور ها أ ساسيا" في التن سيق ب ين الجمعيات في لبنان عبر تج مع‬ ‫الهيئات الهلية التطوعية وملتقى الهيئات النسانية وشبكات بنى المجتمع المدني وأطر التعاون مع القطاعين العام‬ ‫والخاص والمنظمات الدولية‪.‬‬ ‫إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو ما ال سبب الذي م ك‪h‬ن مؤسسة عامل من ال ستمرار بالرغم من تراجع‬ ‫دور الحزاب الوطن ية؟ وك يف تمك نت "عا مل" من أن تكون عنوا نا" يق صده جم يع الطراف مع التقد ير لدور ها‬ ‫النساني والوطني محليا"‪ ،‬إقليميا" ودوليا"؟‬ ‫ليس من ال سهولة إيجاد جواب واف على هذا ال سؤال‪ .‬علما" أن محاولة الجابة قد ت ساعد على ال ستفادة من‬ ‫هذه التجربة المدنية المنفتحة على الجميع‪ .‬لقد باشرت المؤسسة عملها في برامج الطوارئ الصحية‪ ،‬فأنشأت العديد‬ ‫من الم ستشفيات الميدان ية والمرا كز والم ستوصفات وجهاز للدفاع المد ني‪ ،‬ثم اتجهت مع بدء م سيرة ال سلم الهلي‬ ‫بعد اتفاق الطائف نحو برامج الرعاية الصحية الولية ومشاريع التنمية المستدامة والجندرة ومشاركة المرأة‪ ،‬إلى‬ ‫أن تحولت إلى مؤسسة تعمل على تطوير ثقافة الحقوق والتركيز على إنسانية النسان بمعزل عن النتماء السياسي‬ ‫أو الديني أو الجغرافي ‪. ...‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالنتماء‪ ،‬فإننا نشعر بالفخر بالنتماء إلى لبنان‪ ،‬البلد الجميل المميز بثروته الهائلة في الطاقات‬ ‫البشرية‪ ،‬وقيم التضامن بين أبناء شعبه التي تبرز في المحطات الصعبة‪ ،‬آخرها إبان العدوان السرائيلي الغاشم في‬ ‫تموز ‪ ،2006‬عند ما ا ستقبل أبناء بيروت والجبل والشوف والشمال وك سروان والبقاع‪ ،‬وبالر غم من حالة النق سام‬ ‫ال سياسي فيما بينهم‪ ،‬مليون نازح من الجنوب والضاحية الجنوبية‪ ،‬مما برهن مرة جديدة عن أصالة هذا الشعب‪،‬‬ ‫وأ نه لو توفرت له قيادات تو ظف هذه الطاقات في ع مل جما عي إنمائي وتقد مي ك ما هو الحال في البلدان‬ ‫الديمقراطية الراقية لتمكن من بناء دولته القادرة والعادلة‪ ،‬دولة المواطنين وليس دولة الرعايا‪.‬‬ ‫ الخطة‪ :‬الثلت ميمات‪ :‬مبدأ‪ ،‬موقف‪ ،‬ممارسة‪) :‬صلبة استراتيجية ومرونة تكتيكية(‬‫لقد اعتمدت مؤسسة عامل في مسيرتها خطة الثلث "ميمات"‪:‬‬ ‫‪.1‬مبدأ‬ ‫‪.2‬موقف‬ ‫‪.3‬ممارسة‬ ‫أي أن المبدأ الذي يهدف إلى بناء الموا طن – الن سان ين سجم مع المو قف المت خذ وينط بق على الممار سة‬ ‫الميدانية‪ .‬والممارسة تعتمد الصلبة الستراتيجية يرافقها مرونة تكتيكية والسعي المتواصل إلى‪:‬‬ ‫‪.1‬توثيق وتمتين العلقة بين الصدقاء والمؤسسة‪.‬‬ ‫‪.2‬العمل على تحويل المحايدين إلى أصدقاء‬ ‫‪.3‬محاولة تحييد الخصام‬ ‫على أساس هذه القواعد تقوم "عامل" بدورها في المجتمع‪.‬‬ ‫ف في ظل اللتزام بمبدأ وا ضح ومو قف من سجم مع هذا المبدأ‪ ،‬كا نت الممار سة في مؤ سسة عا مل بمثا بة ردة‬ ‫فعل غاضبة على الثقافة السائدة في مجتمعاتنا والتي تقوم على الستخفاف بالطاقات البشرية والتخلي عنها بسهولة‪.‬‬ ‫لقد قامت استراتيجية العمل في المؤسسة على المبادئ التالية‪:‬‬ ‫أول"‪ :‬التزمت "عامل"‪ ،‬ومنذ التأ سيس بخ طة هدفها المحاف ظة على الطاقات البشرية‪ ،‬رافعة الشعار التالي‪ :‬أن من‬ ‫"ينت سب ل ـ "عا مل" ي ستمر مع ها"‪ .‬هذا التو جه ساعدنا كثيرا" في تعز يز النتماء ل ـ "عا مل" واللتزام بم سيرتها‬ ‫الكفاحية من قبل الهيئات القيادية والعاملين والعضاء والطار الصديق‪.‬‬ ‫ثان يا"‪ :‬وشعورا" م نا بأهمية الطاقات البشر ية أطلق نا شعارا" آ خر‪" :‬أعط ني كادرا" جيدا"‪ ،‬أعط يك مشرو عا" جيدا""‪.‬‬ ‫لقد حرصنا منذ البداية على الهتمام بالكادر البشري واحترام دوره لن النسان هو الهدف والمحرك لكل قضية‪.‬‬ ‫ل قد واجهنا انتقادات من بعض الخوة والخوات في "عامل" حول هذا التوجه حيث كان يطلب منا‪ ،‬في أكثر من‬ ‫مرة‪ ،‬أن نتخلى عن ب عض العامل ين ب سبب خلفات في الع مل أو تشك يك بال سلوك أو الم صداقية‪ ،1‬ل قد اعتمد نا من‬ ‫‪ 1‬يسود في مجتمعاتنا نهج "الطرد بدل الستقطاب" متذرعين بالراديكالية والجذرية والطهرانية إزاء الخرين‪ ،‬بينما المور ليست كذلك على‬ ‫أرض الواقع‪ ،‬إذ هناك تشابه في السلوك بين معظم الناس في ظل ثقافة عامة سائدة حيث تختلف الشعارات التي نرفعها‪ ،‬ولكن الممارسات‬ ‫‪/‬دليل عمل ‪7‬‬


‫أ جل تذل يل ال صعوبات على مبدأ الحوار وبناء الث قة المتبادلة وال سعي لتقر يب وجهات الن ظر ب ين المتعارض ين‬ ‫سياسيا" أو مهنيا" أو إداريا" ‪ ، ...‬إذ أنه ل يحق لنا أن نحاسب الخرين على أخطاء ارتكبوها ونحن نرتكب أخطر‬ ‫من ها في موا قع أخرى‪ .‬فال صلح ل يحتاج ف قط إلى خ طة بل إلى م صلحين يطبقون هذه الفكار‪ ،‬ف من ير يد أن‬ ‫يحاسب الخرين على أخطائهم عليه أن يكون قدوة في السلوك بالمقارنة معهم‪.‬‬ ‫ثال ثا"‪ :‬شعار ثالث رفعناه واعتمدناه في علقات نا مع الجم يع و هو "الترك يز على اليجا بي وعدم الترك يز ف قط على‬ ‫ال سلبي"‪ .‬ل قد تجلى هذا التو جه عبر ال سعي الدائم للمحاف ظة على الطاقات‪ .‬ف في دا خل كل م نا ملك وشيطان‪.‬‬ ‫والكفاءة ع ند كل قيادي‪ ،‬في أي ع مل‪ ،‬تك من في كيف ية الترك يز على الجوا نب اليجاب ية وال سعي لتطوير ها لدى‬ ‫الخر ين‪ ،‬بدل" من اعتماد الثقا فة ال سلبية ال تي تهدم الطاقات‪ .‬ل قد برز هذا التو جه إبان الز مة الداخل ية ال سياسية‬ ‫والتنظيمية التي عصفت بـ "عامل" خلل الفترة الممتدة من ‪ 1990‬إلى ‪ ،1993‬والتي تمكنت من تجاوزها عبر‬ ‫العمل ية النتخاب ية‪ ،‬ومحاولة ا ستيعاب الطاقات الموجودة دون التفر يط بأي طا قة بشر ية‪ .‬فب عد صدور نتائج‬ ‫النتخابات اقترحنا مشاركة الجميع في هيئات المؤسسة‪ .‬إن هذا التعاطي اليجابي قد أثبت جدواه بالرغم من النقد‬ ‫الذي كان يأ تي من ه نا وهناك ب حق المؤ سسة وقيادت ها‪ .‬والعامل ين الذ ين كان يطلب إلي نا أن نف صلهم ولم نف عل‬ ‫استمروا في العطاء في خدمة المجتمع‪ ،‬إذ أن مغادرتهم لعامل كانت ستؤدي إلى خسارة لها وللمجتمع‪ ،‬عدا عن‬ ‫الحباط الذي سينشأ لدى هؤلء الناس وما ينتج عنه من سلبية إزاء الخرين‪ .‬إن الكوادر المجربة والمعطاءة قد‬ ‫اثبتت جدارتها في أحلك الظروف وأخطرها‪ ،‬وهي تعتبر أن ما قامت به لم يكن تضحية فقط‪ ،‬بل هو واجب ولم‬ ‫ي كن لشخاص في "عا مل" بل لقناعات ول يس من أ جل ن يل مكافأة‪ ،‬فأي مكافأة يم كن أن تقدم ل من يق بل التضح ية‬ ‫بحياته في سبيل قضية اقتنع بها‪ ،‬فالقضية تحو‪k‬ل الكوادر إلى أبطال‪ ،‬بينما الصراع على السلطة يحو‪k‬لهم إلى رهائن‬ ‫وضحايا‪.‬‬ ‫راب عا"‪ :‬شعار را بع اتخذناه وهو‪ :‬إن "الممار سة ال صالحة ل ها مكان في كل الوقات والظروف و هي تو فر حما ية‬ ‫ذاتية للمشروع مهما اشتدت الصراعات"‬ ‫ل قد ا ستطاعت "عا مل" أن ت صبح‪ ،‬وخلل فترة ق صيرة‪ ،‬إحدى أ هم المؤ سسات الهل ية خلل سنوات الحرب في‬ ‫لبنان‪ .‬كا نت مراكز ها منتشرة في أك ثر المنا طق سخونة‪ ،‬ح يث برزت حدة ال صراعات ال سياسية والمن ية دا خل‬ ‫المنط قة الواحدة وضمن أبناء الصف الواحد‪ .‬وبالرغم من ذلك لم تتعرض مراكزها للقفال كما حصل مع أغلب‬ ‫الجمعيات بسبب الصراعات الداخلية الحادة والستقطابات السياسية والطائفية‪ .‬لقد شكلت "عامل" "حالة اختراق" في‬ ‫المنا طق ال تي عملت في ها وذلك من خلل دور ها وح جم تقديمات ها واعتماد ها أ سلوب يقوم على اللتزام بالن سان‬ ‫بمعزل عن خياراته السياسية والثقافية‪.‬‬ ‫إن التزام "عامل" بمبدأ أن تكون لكل الناس قد ساعدها على توفير نوع من الحماية الذاتية‪ ،‬وعدم تعرض مراكزها‬ ‫للمصادرة كما حصل مع جمعيات أخرى في أكثر من مكان‪ .‬لقد ول‪h‬د هذا الواقع قناعة لدى العاملين في "عامل" بأن‬ ‫الممار سة ال سليمة وال صالحة ل ها مكان في كل الوقات وت حت كل الظروف‪ .‬وأن النجاز يح مي نف سه بنف سه‪.‬‬ ‫والنجاح يح مل دعاي ته م عه‪ .‬فالناس تقدر التضحيات بمعزل عن م صدرها أو عن الهو ية ال سياسية أو الجتماع ية‬ ‫للقائمين بها‪ .‬ل قد ا ستفاد من خدمات "عامل" وبرامجها مختلف الفئات اللبنانية والفلسطينية وذلك عبر الم ستشفيات‬ ‫الميدان ية وجهاز الدفاع المد ني وبعثات الجر حى إلى الخارج وا ستقدام البعثات الطب ية الجنب ية وترك يب الطراف‬ ‫الصطناعية لمعوقي الحرب‪ ،‬بالضافة إلى مراكزها المنتشرة في معظم المناطق الشعبية خاصة الساخنة منها ‪...‬‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫خام سا"‪ :‬ممار سة دور قيادي ب ين صفوف الجمعيات الهل ية وب نى المجت مع المد ني مع الشعور بأهم ية هذا الدور‬ ‫وتأثيره في المجتمع‪ .‬من خلل التنسيق بين الجمعيات عبر "تجمع الهيئات الهلية التطوعية" في لبنان والذي يضم‬ ‫‪ 14‬جمعية من أهم الجمعيات الساسية في لبنان وكذلك باقي الهيئات الهلية‪.‬‬ ‫سادسا"‪ :‬اعتبار أن الصلح الجتماعي ل يحتاج إلى النظرية فقط‪ ،‬بل إلى مصلحين يضعونها في مجال التطبيق‪.‬‬ ‫وبالتالي المحاولة الدؤو بة لممار سة دور النموذج إن على صعيد احترام مفهوم الشأن العام وعدم تجي ير العام‬ ‫للخاص‪ ،‬ور فض أ سلوب ال ـ ‪ Charity business‬والتد ثر بثوب الع مل الن ساني‪ ،‬بل الع يش من ق بل الكوادر‬ ‫وخا صة القيادة في جو الع سر المادي الذي يت ساوى به العاملون في المؤ سسة ومعاي شة مشا كل الناس وال سعي‬ ‫المتواصل لتأمين حلول لها ومعرفة العاملين بتضحيات الهيئات القيادية الذاتية لحساب الصالح العام‪.‬‬

‫تتشابه لدى معظم الطراف‪.‬‬ ‫‪/‬دليل عمل ‪8‬‬


‫سابعا"‪ :‬رفض ذهنية الشللية والعصبيات وتحريض البعض ضد البعض الخر‪ .‬فدور القيادة استيعاب الجميع في‬ ‫جو من التراحم والتواصل بين أعضاء المؤسسة ورعاية الظروف الشخصية لكل فرد والستجابة قدر المستطاع‬ ‫لمتطلبات العاملين‪.‬‬ ‫ثامنا"‪ :‬السعي لبراز أفضل ما هو موجود لدى كل شخص والتركيز على النجازات والتشجيع على القيام بالمزيد‬ ‫منها والتعاطي مع العاملين كما يجب أن يكونوا وإشعارهم أنهم في أفضل المواقع‪ ،‬ومحاولة إيجاد حلول للتشنجات‬ ‫والخلفات بروح من الم سؤولية والحترام المتبادل ودون إ ساءات شخ صية ل حد‪ ،‬بل التعا طي بطري قة مهن ية‬ ‫ومؤسساتية مع التركيز دائما" على الجوانب اليجابية‪.‬‬ ‫تاسعا"‪ :‬تطور العمل في "عامل" من مؤسسة تعمل في مجال الطوارئ الطبية إلى برامج الرعاية الصحية الولية‬ ‫والعمل على تنمية القدرات البشرية والجندرة وصول" إلى التركيز الساسي على تطوير ثقافة الحقوق‪ ،‬أي تعزيز‬ ‫ال حق في الت عبير‪ ،‬ال صحة‪ ،‬التعل يم‪ ،‬البيئة‪ ،‬ال سكن‪ ،‬الع مل‪ ،‬التغذ ية‪ ،‬مشار كة المرأة والهتمام بالشباب وبالفئات‬ ‫المعرضة‪.‬‬ ‫عاشرا"‪ :‬اعتماد نظرية "التفكير اليجابي والتفاؤل المستمر" في مواجهة الثقافة السائدة في مجتمعاتنا‪ ،‬فإذا كان الكل‬ ‫ينتقد فمن يبني؟‬ ‫يقول أحد المفكرين "أن النقد سهل بينما الفن صعب" ‪ ."la critique est facile mais l'art est dificile‬وإزاء‬ ‫ثقا فة الف ساد ال سائدة في مجتمعات نا نرى أن عمل ية التغي ير ي جب أن ت تم من خلل م سار طو يل عبر ا ستراتيجية‬ ‫واضحة تنفذ على مراحل‪ .‬إن أول أهداف هذه الستراتيجية إبراز أكبر قدر ممكن من التجارب الميدانية الناجحة‬ ‫التي تقرن القول بالفعل وفي مختلف المجالت السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية والبيئية‪ .‬وأن تراكم هذه‬ ‫التجارب والتن سيق في ما بين ها يؤدي إلى ل عب دور القدوة والمحرك في عمل ية التغي ير في المجت مع‪ .‬فمشار يع‬ ‫الصلح في لبنان تجهض لسباب متعددة من ضمنها الطلب من الخرين أن يقوموا بما ل نطبقه على أنفسنا‪ ،‬أي‬ ‫يقتصر الوضع على التنظير ول يقرن القول بالفعل‪.‬‬ ‫أحد عشر‪ :‬عدم اعتماد أسلوب البتزاز الذي يمارسه البعض‪ ،‬باسم العمل النساني وذلك بالضغط على الناس لدفع‬ ‫تبرعات أو اتخاذ مواقف ل تنسجم مع قناعاتهم بل ترك الناس تختار ما تريده‪.‬‬ ‫إثنا عشر‪ :‬اعتماد خطة طويلة المد عمادها التركيز على إنسانية النسان بمعزل عن خياراته‪.‬‬ ‫ثل ثة عشر‪ :‬عدم الضياع في التفا صيل كما يح صل في أغلب الحيان بل اعتماد نظرة إ ستراتيجية للمور وبأ فق‬ ‫واسع‪ ،‬أي العمل من الرأس وليس بين الرجل وعدم التعاطي بالقضايا الفئوية والعصبيات والذاتيات على حساب‬ ‫الخيارات النسانية والوطنية والقومية‪.‬‬ ‫إن "عامل" هي في الحقيقة واحدة من تجارب عديدة في مختلف المجالت التي يزخر بها مجتمعنا‪ .‬وهي قد‬ ‫عملت و ما زالت على مغادرة ذهن ية ال سلطة والرع ية والنتقال إلى رحاب الدولة القادرة والعادلة وبناء الن سان –‬ ‫الموا طن بمعزل عن انتمائه ال سياسي أو الدي ني أو الجغرا في‪ ،‬هذا ال مر لن يتح قق إل من خلل بلورة مشروع‬ ‫وطني وخطة إستراتيجية إنمائية شاملة لكل المناطق اللبنانية تكون البيئة في أساسها وتشترك فيها الحكومة وكل‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني‪ .‬فالمن السياسي إذا لم يترافق مع المن الجتماعي يبقى هشا"‪ .‬لذا فإن المطلوب اهتمام‬ ‫خاص بالشأن الجتماعي وبالعدالة الجتماعية التي ل يبني أي استقرار ول يستتب أي سلم من دونها‪.‬‬ ‫إن القطاع الهلي و سائر منظمات المجت مع المد ني تل عب دورا" أ ساسيا" في بناء الموا طن – الن سان‪ .‬هذا ما‬ ‫نحاول أن نقوم به في مؤسسة عامل وباقي الهيئات الهلية‪ ،‬من خلل إعادة النظر في أولويات خيار النمو المعتمد‬ ‫بحيث تعطى الولوية لحل المشكلت الجتماعية الكبيرة‪ ،‬ول سيما التفاوتات الساسية بين الفقراء والغنياء‪ ،‬بين‬ ‫المدي نة والر يف‪ ،‬ب ين الر جل والمرأة‪ .‬كذلك معال جة مشكلت الشباب‪ ،‬على أن ي تم الع مل على تح سين نوع ية‬ ‫الخدمات المقد مة للمواطن ين ض من خ طة متكاملة يشارك في ها القطاع الهلي مع القطاع الخاص والحكو مة وعلى‬ ‫قاعدة مشاركة الجميع في إدارة العملية التنموية‪ ،‬وعلى أساس أن الحقوق الساسية للمواطن هي حقوق نابعة من‬ ‫إنسانية النسان‪ ،‬من حيث تمكين الناس من التمتع بحقوقهم‪ ،‬وذلك بال ستقلل عن الخيارات ال سياسية والثقافية ‪،‬‬ ‫وعبر عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع‪.‬‬ ‫إن التحدي الكبر أمام الهيئات غير الحكومية هي في كيفية انتظام عملها على أساس مفاهيم معاصرة‬ ‫وعلقات تنتمي إلى عصر الدولة الحديثة‪ ،‬وتستند إلى معايير المواطنة والمشاركة الطوعية والنتظام على أساس‬ ‫الخيارات الفكرية والجماعية والمهنية ‪ ...‬الخ‪ ،‬حسب تعريف برنامج المم المتحدة النمائي لدور المجتمع المدني‪.‬‬ ‫أي كشف التباسات العلقة بين المجتمع التقليدي والمجتمع المدني الحديث‪ .‬فتكوينات المجتمع المدني الحديث تعبر‬ ‫عن مصالح جماعات وفئات قد تتنافى أو تتعارض‪ ،‬غير أن الذي يجمع بينها هو اعتمادها معايير "إنجازية"‪......‬‬ ‫‪/‬دليل عمل ‪9‬‬


‫ل معايير "ارثية" تقليدية‪ ،‬وهي مبدئيا" مستقلة عن السيطرة المباشرة لجهاز الدولة‪ .‬وبتكاثر منظمات المجتمع‬ ‫المدني وفعاليتها يتوفر بديل" وظيفيا" مقبول" من الناس يحل محل التكوينات الرثية التقليدية )المذهبية والطائفية‬ ‫والعشائرية‪ (..‬ويؤدي ذلك إلى تقوية الولء لهذا البديل وإضعاف الولء للثانية‪.‬‬ ‫حتى يستطيع القطاع الهلي لعب دور الشريك في التنمية ومطالبة الحكومة بالعتراف بهذا الدور يتطلب منه‬ ‫القيام بـ‪:‬‬ ‫مراجعة نقدية لدائه وبرامجه‪.‬‬‫العمل على تعزيز الليات والممارسات الديمقراطية داخل المنظمات نفسها‪.‬‬‫بلورة رؤية استراتيجية عامة لدوره وليس حملت ظرفية ومؤقتة وغير مكتملة‪.‬‬‫إعطاء الولوية في عملها للتوجه للفئات الجتماعية الكثر عرضة‪.‬‬‫الستجابة لمعطيات العمل القاعدي بدل الجنوح نحو إعطاء الولوية للتوجه نحو الجهات المانحة‪.‬‬‫عدم اقتصار عملها على التعامل مع نتائج المشكلت الصحية والجتماعية بل بذل الجهود الكافية‬‫للتعامل مع السباب‪.‬‬ ‫إن تحقيق الهداف اللفية التنموية يتم من خلل اقتصاد منتج‪ ،‬وحفز الستثمارات الخاصة‪ ،‬والخروج من‬ ‫الفقر‪ ،‬والقضاء على المية والبطالة‪ ،‬والحد من الهجرة وتقليص الهوة بين المناطق أو بين الفئات الجتماعية‬ ‫واللحاق بالتطور الثقافي العالمي‪ ،‬وهي جميعها تمثل تحديات أساسية لمستقبل لبنان والمنطقة العربية‪ ،‬ل يمكن‬ ‫تحقيقها إل من خلل دمقرطة التنمية‪ .‬هذه الخيرة تقوم على إشراك مختلف القوى والفئات الجتماعية ومن‬ ‫ضمنها بنى المجتمع المدني في تحديد السياسات والخيارات القتصادية والجتماعية والبشرية‪ ،‬المصنوعة محليا"‬ ‫والمقررة من الداخل مما يحول دون اتخاذ التنمية منحا" عاموديا" سواء اجتماعيا" أم قطاعيا" أم مناطقيا" ولتحقيق‬ ‫ذلك علينا التعاون مع العالم الخارجي وفيما بيننا في العالم العربي للخروج من عقدة الخوف من الفرض والملء‬ ‫والدخول في علئق تشاركية وتفاعلية متكافئة‪.‬‬ ‫إن الركن الثاني في عملية تحقيق الهداف التنموية الذي يمثل تحقيقه شرطا" الركن السابق‪ ،‬فهو تمكين‬ ‫المؤسسات الديمقراطية في لبنان بتعزيز المشاركة السياسية وبناء دولة القانون والمؤسسات وتفعيل دور المواطن‬ ‫وإعادة تحديد علقته بالدولة وتقوية دور السلطة القضائية واستقلليتها‪ ،‬والقضاء على الفساد‪ ،‬وخلق آليات للشفافية‬ ‫والمساءلة واحترام دور السلطة التشريعية وعقلنة الثقافة السياسية وصون التعددية السياسية وضمان تداول السلطة‬ ‫وتوسيع مساحة الحرية ورقعة العمل للمجتمع المدني‪ .‬كلها شروط أساسية لندفاع الدولة في طريق التنمية‬ ‫الديمقراطية نفسها‪.‬‬ ‫إن لبنان والعالم العربي في أشد الحاجة اليوم إلى تثبيت هذين الركنين للنطلق في عملية تحقيق الهداف‬ ‫التنموية والنهوض المستقبلي حيث العالم يغدو أكثر تقاربا" وتداخل" وترابطا" وحيث ظاهرة التكتلت القليمية أو‬ ‫القاري‪k‬ة باتت تمثل سمة القرن الجديد‪ .‬إن نظاما" لبنانيا" جديدا" نظاما" عربيا" جديدا" يمثلن ركني "التنمية‬ ‫الديمقراطية"‪ .‬كما أن "تمكين المؤسسات الديمقراطية" هو من أبرز مقوماته لكي يصبح قادرا" على تحقيق أهداف‬ ‫اللفية وعلى احتلل موقع في النظام العالمي الجديد الخذ في التكون‪.‬‬ ‫إن النطلق نحو بناء هذبن الركنين في لبنان والعالم العربي يتطلب إخراج هذه المنطقة من دوامة العنف‬ ‫والحروب والحتللت التي استنزفت المنطقة ماديا" وبشريا" وحضاريا" على مدى عقود‪ .‬إن الخروج من هذا‬ ‫الواقع الستنزافي يمثل مدخل" أساسيا" لتحقيق النهوض في لبنان والعالم العربي‪.‬‬

‫‪/‬دليل عمل ‪10‬‬


‫ خلصة‪:‬‬‫إن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو‪ :‬كيف استطاعت مؤسسة عامل أن تبقى وتستمر رغم مخالفتها لشروط‬ ‫البقاء المعرو فة في مجت مع ل تع يش ف يه المؤ سسات إن لم ت كن تاب عة لزعا مة سياسية أو طائف ية أو متمول كبير‬ ‫يحظى بتغطية من قوى نافذة ؟ والهم من ذلك‪ ،‬كيف استطاعت "عامل" أن تعمل بحرية – وفي وقت واحد – في‬ ‫أما كن متعددة ت سيطر علي ها تنظيمات متناز عة تخوض حر با" أهل ية شر سة ؟ ثم ك يف ا ستطاعت أن تج عل‬ ‫المتحارب ين يقبلون ب ها كهيئة محتر فة تقوم بع مل إن ساني ر غم أن ها تنطلق من التزام وط ني وترك يز على إن سانية‬ ‫النسان بمعزل عن انتمائه السياسي أو الديني أو الجغرافي‪ .‬إن مؤسسات المم المتحدة لم توفق إلى أن تفعل ذلك‪.‬‬ ‫ولعل كل ما تقدم ذكره سابقا" يجيب عن تساؤلت كهذه‪ ،‬إل أن الخيط الرفيع الرابط ما بين قطع القماش الزاهية‬ ‫ال تي حاكت ها المؤ سسة طوال تاريخ ها‪ ،‬يب قى العن صر ال ساسي في نجاح ها‪ .‬إ نه أداء القيادة الدق يق الذي قام على‬ ‫البتكار والنفتاح وإعطاء النموذج‪ .‬هذا الداء الجا مع للطاقات والمكانات – وح تى للضداد – كان المحرك‬ ‫الرئيسي لعجلة النشاط المستمر منذ أكثر من ربع قرن‪.‬‬ ‫ولن "عامل" هي "ابنة" مجتمعها‪ ،‬فقد زاوجت بين خطها الستراتيجي الطامح إلى قيام مجتمع جديد متطور‪،‬‬ ‫وبين الواقع الفعلي على الرض المليء بعناصر التأزم والتخلف والستبداد‪.‬‬ ‫إن بناء ج سر صالح للعبور فوق هذه الهوة العمي قة‪ ،‬الفا صلة ب ين الوا قع والحلم‪ ،‬هو من أ صعب المهمات‪.‬‬ ‫فكيف إذا كان المطلوب إقامة جسر ل ينكسر عند أول هبة ريح عاتية تأتي من هنا أو من هناك؟‬ ‫إن حل أحجية لماذا ق ي‪k‬ض ل ـ "عامل" أن تتمتع بحرية الحركة على كل الجبهات‪ ،‬يكمن في تمو ضع قيادتها‬ ‫فوق الجسر الذي رآه الجميع من أسفل الهوة‪.‬‬ ‫لقد كان نشاط "عامل" أثناء محنة الحرب أشبه بنسمات منعشة يطلبها مريض يشعر بالختناق‪ .‬لذا فتح الجميع‬ ‫نوافذهم وأبوابهم لمجموعة لبنانية لم تعطب الحرب روحها‪ .‬وكأنهم بذلك أرادوا أن يروا أنفسهم خارج المأساة من‬ ‫خلل تلك المجمو عة العاملة على بل سمة الجراح والبقاء على خ يط ال مل بإعادة التوا صل ب ين أجزاء الو طن‬ ‫المبعثرة‪ .‬هذا ما لن تستطيع أن تفعله أية مؤسسة دولية مهما عظم شأنها‪.‬‬ ‫هذه هي في الع مق فل سفة النجاز الذي حقق ته "عا مل" في أك ثر ال ساحات ا ستعصاء على النجاز‪ :‬ساحة‬ ‫المواطنة‪ ،‬أي ساحة الحلم اللبناني الذي لم يتحقق بعد‪.‬‬

‫‪/‬دليل عمل ‪11‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.