مؤسسة عامل دليل عمل لمواجهة الصعاب والستمرار والتطور إن لبنان الذي يع تبر نموذ جا" مخي فا" لبلد أضن ته الحرب الهل ية والحتلل ال سرائيلي ح يث ترك الثنان مجتمعا" ممزقا" ،يحاول منذ اتفاق الطائف وبدء مسيرة السلم الهلي ،التغلب على 16سنة من المحن التي حصدت أك ثر من 150ألف قتيل" ،وخل فت ن حو 200ألف جري حا" و 700ألف مهجرا" .بالضا فة إلى ذلك بل غت أعداد المغادرين خلل الفترة ما بين 1987 – 1975نحو %25من سكان البلد .كما هاجر قسم كبير خلل الفترة ما ب ين .2007 – 1987و قد أدت الحرب الطويلة و ما تل ها من أحداث إلى تدم ير البن ية القت صادية .والجتماع ية للبلد ،من بينها شبكات المياه ،التصالت ،الكهرباء ،الطرق وأجهزة الصرف الصحي وغير ذلك .كما وأهملت المنا طق الريف ية كنتي جة للشلل العام في الخدمات الحكوم ية .ك ما أن الرتفاع ال كبير في ن سبة التض خم ال تي بل غت %403في العام ،1987قد رمت بثقلها على كواهل المواطنين ،إذ بلغ الدخل الذي تحتاجه عائلة مكونة من خمسة أفراد ،في تلك الفترة ،لتغط ية نفقات ها ال ساسية كالمل بس والمأوى والطعام والطبا بة والتعل يم ما يعادل 500دولر أميركي ،بينما الحد الدنى للجور المعلن من فبل الحكومة يبلغ 120دولر أميركي ،ول يزال الوضع المعيشي للبنانيين منذ تلك الفترة مستمرا" في التدهور. مؤسسة عامل :التأسيس والدورلقد جاء تأسيس "عامل" في هذا السياق في أعقاب الغزو السرائيلي لجنوب لبنان عام ،1978وفي ظل تفاقم الوضاع القت صادية والجتماع ية في لبنان ،والحا جة المل حة للمز يد من الطاقات البشر ية ،ل كي تع مل في خد مة الو طن والن سان ،ول قد رفعت "عامل" شعارا" لها "معا" من أ جل الو طن والموا طن" ،ول قد تمكنت المؤسسة خلل التسعة وعشرين سنة الماضية من إقامة مشاريع في العديد من المناطق اللبنانية تمتد من أقاصي الشمال الشرقي في الهر مل إلى أقا صي الجنوب الشر قي في الخيام ح يث بات لدي ها حوالي خم سة وثمان ين نشا طا" في مختلف المجالت ،هذا فضل" فضل" عن مشروع م ستشفى في الضاح ية الجنوب ية من بيروت وآ خر في مدي نة صور، ومشروع مجمع لتأهيل المعاقين في المصيطبة ،أحد أحياء العاصمة بيروت. إن "ع ـامل" جمع ية أهل ية مدن ية ،و هي ذات منف عة عا مة بمو جب مر سـوم جمهوري ر قم 5832ال صـادر بتـاريخ 10/08/1994تأسـست في العام 1979حين كانت الحرب تعصف بلبنان قتل" ودمارا" وتهجيرا". والمؤسسة عضو في المجلس القتصادي الجتماعي للمم المتحدة Ecosocبالصفة الخاصة الستشارية منذ عام .2001و هي أي ضا" ع ضو مؤ سـس في تج مع الهيئات الهل ية التطوع ية في لبنان ،في المجلس الدولي للجمعيات التطوع ية ،ول ها علقات شرا كة مع عدة جمعيات وشبكات ومنظمات ،م ـنها :منظ مة ال صحة العالم ية، برنامج المم المتحدة النمائي ،المفوضية العليا للجئين والتحاد الوروبي ...الخ .وقد حاز رئيسها على أوسمة عدة منها :وسام الرز الوطني من رئيس الجمهورية اللبنانية السابق الستاذ الياس الهراوي ،وسام جوقة الشرف الفرنسي من رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك ،ودرع نقابة الطباء في لبنان ...الخ. الهدافتعمل مؤسسة عامل على: - 1توفير الحق للجميع في التعبير ،الصحة ،التعليم ،السكن ،العمل ،الغذاء ،البيئة السليمة ،بمعزل عن الجنس والعقيدة والدين. - 2تمك ين الفئات المهم شة للمشار كة في العمل ية التنمو ية وتشج يع المبادرات المحل ية والتقو يم الم ستمر للبرا مج وتصويبها بما يتلءم مع حاجات الناس وتطلعاتهم. - 3إشراك النساء في الستراتيجية التنموية للمؤسسة وتعزيز دورهن الريادي في المجتمع. - 4إشراك الشباب في البرا مج التنمو ية ،خا صة التعليم ية والتدريب ية من ها ،وتأهيل هم لتح مل الم سؤوليات القياد ية مستقبل". - 5تعز يز التن سيق مع الهيئات الهل ية ،محل يا" ،إقليم يا" وعالم يا" ،والشرا كة مع القطاع ين العام والخاص في البرمجة والتخطيط والتنفيذ ،من أجل تنمية مستدامة. /دليل عمل 1
النجازاتواجهت "عامل" الصعاب بمختلف الوسائل لكي تصمد وتستمر ولكي يبقى نهجـها كمؤسسة .تمكنت منذ العام 1979بف ضل جهود كوادر ها وأ صدقائها من إقا مة برا مج صحية واجتماع ية وتربو ية عبر 27مركزا" بالضا فة إلى جهاز دفاع مد ني مزود ب ـ 30سيارة إ سعاف وإيفاد 1.100جري حا" للعلج في الخارج )فرن سا -الوليات المتحدة الميرك ية -إيطال يا -بلجي كا -الكو يت( ،وترك يب 400طر فا" ا صطناعيا" لمبتوري العضاء )بالتعاون مع الحكومة الهولندية( .بالضافة إلى معهد للتعليم المهني والتقني في الضاحية الجنوبية -بإدارة معهد بيبلوس، ومر كز صحي نف سي -اجتما عي في الخيام ،ومش ـروع ب يت حقوق الن سان في العا صمة ،ومشروع زرا عي تعاوني في منطقة معروب )الجنوب( في إطار التنمية الريـفية ،فضل" عن مشاريع أخرى تطمـح المؤسسة إلى تنفيذها في المرحلة المقبلة. الوسائلالع مل بفعال ية أ كبر وبمواز نة أ قل وبمشار كة أو سع ،بالتعاون مع القطاع العام والقطاع الخاص عبر ع قد اجتماعي جديد يهدف إلى تحقيق شراكة ثلثية من أجل تعزيز إنسانية النسان ،وإلى تعبئة أفضل لقدرات المجتمع وإدارة أكثر رشادة لشؤون الحكم. منهجية العمل :طابع ها صحي اجتما عي تربوي تأهيلي ،مع تأم ين اكتفاء ذا تي ،عبر م ساهمات - 1مشاريع خدماتية تضامنية رمزية من الفئات المستفيدة ،تحت شعار "خدمة أفضل بكلفة أقل". :ترمي إلى النتقال من الغاثة والخدمة إلى التنمية وإشراك الناس ،أصحاب العلقة - 2برامج تنموية في تحديد حاجاتهم ،واختيار الخطوات المناسبة من أجل توفير حلول لهم. - 3مشار كة في دينام ية التنم ية :عبر تضا فر جهود القطاع العام والمجت مع لم ساعدة الن سان ،كل إن سان ،على تحسين أوضاعه الحياتية من خلل خطة إنمائية متكاملة ومتناسقة. برنامج الرعاية الصحية الولية 2.672.343
عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة منذ تأسيسها ولغاية نهاية عام 2008 برنامج رعاية برنامج برنامج تأهيل خدمات الدفاع برنامج المقعدين دعم قدرات المدني المعوقين التدريب والمسنين الشباب والغاثة والتأهيل المهني 570 460 824.037 553 11.618
المجموع
3.509.581
التحدياتإن المشكلة ال ساسية التي ت سهم في تفك يك الن سيج الجتماعي اللبنا ني وإضعاف قدرات المجت مع على التأث ير في القرار ،تك من في مناخ الت صادم ب ين مكونا ته ،وإلى غياب الليات الحوار ية ال تي تت يح إيجاد مخارج سليمة ومقبولة للمصالح المتعارضة ،دون تغليب كامل لطرف على آخر ،فالتحدي يكمن في كيفية: - 1النتقال من م ستوى الع مل في معال جة النتائج ،إلى م ستوى الع مل لمعال جة ال سباب وو ضع الرؤى والتصورات إلى التخطيط والبرمجة للسياسة الجتماعية. - 2تحديد الهدف من أي فعل اجتماعي. - 3تطوير مفاهيم الديمقراطية في مؤسسات العمل الهلي ،فتكون هي القدوة والمحرك في المجتمع إرساء لمبادئ المشاركة والعتراف بالخر ولمفاهيم المواطنية في الحقوق والواجبات. - 4بلورة آلية شاملة تعالج الخلل النوعي القائم في المجتمع على مستوى العلقات الكلية بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومن ضمنه الهيئات الهلية.
/دليل عمل 2
الرؤيةاعتماد أ سلوب يقوم على أ ساس أن الحقوق ال ساسية للموا طن هي حقوق ناب عة من إن سانية الن سان ،من ح يث تمكين الناس من التمتع بحقوقهم ،بمعزل عن خياراتهم السياسية والثقاف ية ،والتعاون مع مختلف الهيئات المعنية في العمل على: - 1تأم ين شرا كة حقيق ية ب ين "الدولة والقطاع ين الخاص والهلي" ،في مرحلة يعا ني لبنان في ها تفا قم الز مة المعيشية وإفقار الكثرية السـاحقة من أبنائه ،أي أن نقوم بخطوات نحو ب ـناء إجماع وطني حول فلسفة التنمية الشاملة في لب ـنان و صياغة ع قد اجتما عي جد يد ب ين الدول ــة والمجت مع ،شري طة صياغة سياسات تم كن من الربط بين النمو القتصادي من جهة والتنمية الجتماعية في ظل إدارة ذكية لهذه السياسات. - 2تقوية المجتمع المدني وتنميته وإغناء مؤسساته وتعبئة طاقاته. - 3تقوية الدولة ،لكن الدولة العادلة الناظمة لعلقات المجتمع والوازنة لقواه. - 4ردم الهوة ب ين المجت مع والدولة وم صالحتهما ،بح يث تكون الدولة في خد مة المجت مع ويتم ثل المجت مع في الدولة. مؤسسة عامل :التجارب خلل سنوات المحنة:تأ سست مؤ سسة ”عا مل“ في العام ،1979وخلل سنوات الحرب ،ركزت على أعمال الغا ثة والطوارئ، وكا نت منا طق عمل ها هي العا صمة بيروت ،ج بل لبنان ،البقاع ،جنوب لبنان بالضا فة إلى مركز ها الرئي سي في بيروت. عملت مؤسسة ”عامل“ على تأسيس المراكز الصحية المحلية ،والتأهيل المهني والرعاية النهارية في 17بيئة محلية .ونظرا" لضآلة مصادر التمويل )خاصة بعد اتفاق الطائف وبدء مسيرة السلم الهلي( ،ومن أجل استمرارية المؤسسة وبرامجها المختلفة ،اتخذت ”عامل“ مجموعة من الجراءات الكفيلة بتأمين التمويل الضروري للمشاريع محليا" ،واعتمدت برامج تقوم على أساس الكتفاء الذاتي في مجال الصحة ومراكز الرعاية النهارية. وفيما يلي وصف موجز للمجالت الرئيسية التي ركزت عليها المؤسسة في برامج عملها: – 1الصحة: تمحورت النشاطات الرئي سية للبرنا مج ال صحي حول الجا نب العل جي والوقائي )خدمات الطوارئ ،طب الطفال، أمراض الن ساء ،المخ تبرات ،ال صيدليات ،عيادات ال سنان ،ب نك الدم ،الش عة ،العلج الفيزيائي ،رعا ية الم والطفل (...وفي العام ،1993وعلى سبيل المثال ،بلغ عدد المستفيدين من الخدمات المختلفة التي تقدمها المراكز المنشأة في البيئات المحلية نحو 127ألف مستفيدا". هذا بالضا فة إلى برا مج محددة تتعلق بالرعا ية ال صحية الول ية ،حملت التلق يح ،حلقات في الترب ية ال صحية، رعا ية المو مة والطفولة ،صفوف في ال سعاف الولي والتمر يض ،ك ما أعط يت دروس في الترب ية ال صحية المدرسية وأجري فحص دوري لتلمذة المدارس في منطقة بيروت ،الضاحية الجنوبية ،البقاع ،الجنوب. وبعد العام ،1992تم إقفال ثلثة مستوصفات في جنوب لبنان )الشعيتية ،يانوح ،سلعا( ،وذلك بسبب التناقص الم ستمر في أعداد الم ستفيدين من خدمات ها .هذا من ج هة ،و من ج هة أخرى فإن إمكانيات ”عا مل“ الماد ية قد تراجعت بعد الحرب. وض من ا ستراتيجية الكتفاء الذا تي والمحاف ظة على ا ستمرارية المرا كز المختل فة ،و في ضوء تقو يم لج نة ال خبراء والخ طة ال ستراتيجية ،قررت الهيئة الدار ية في ”عا مل“ ع قد اتفاق مع الطباء توقفوا بموج به عن أ خذ مخصصات شهرية مقابل الخدمات الصحية التي يقومون عادة بتقديمها .وعوضا" عن ذلك ،تقتطع نسبة معينة من عائدات المعاينات )حوالي ،(%70ونتي جة لذلك تمك نت المؤ سسة من تقل يص التزامات ها المال ية ،واقت صرت على تغطية أجور العاملين المتفرغين ودفع اليجارات والمصاريف الخرى على البرامج خاصة التنموية منها. ول قد ا ستطاعت ب عض المرا كز ،بهذه الطري قة ،تغط ية ن حو %60من موازنت ها الجمال ية .و قد بلغ عدد الطباء العاملين في مثل هذه المراكز 138طبيبا" بالضافة إلى 62عامل" متفرغا". - 2التعلم: ل قد قا مت ”عا مل“ بالشراف على ثل ثة مرا كز للرعا ية النهار ية للطفال الذ ين تتراوح أعمار هم ب ين سنتين ون صف سنة وخ مس سنوات ،وتع طى الولو ية لبناء المرأة العاملة .وبلغ مجموع الطفال الم سجلين في هذه
/دليل عمل 3
المرا كز ن حو 202طفل" ،وتوز عت هذه المرا كز في منا طق الشياح ،بعل بك والهر مل .ل قد بلغ مجموع ما تغط يه القساط نحو %61من الموازنة التي تحتاجها هذه المراكز ،وقد عمل فيها 18مشرفة )حادقة(. توقف العمل في كل من مركز الهرمل والشياح بسبب الضائقة المالية ،أما مركز بعلبك فل يزال مستمرا" باسم ”عا مل“ ول كن بإدارة محل ية من ق بل المشرفات اللوا تي بدأن الع مل في المشروع في مرحلة التأ سيس ،ول تتح مل ”عامل“ أية أعباء مالية. -3التدريب المهني :تطوير القدرات البشرية: عملت ”عامل“ على تنظيم برنامج تدريبي لفئتين رئيسيتين؛ النساء والمعوقين )ذوي القدرات المختلفة( .وقد تم تقد يم هذه النشاطات في ثمان مرا كز محل ية .و قد ش مل برنا مج التدر يب على أنش طة الخيا طة ،التمر يض ،اللغات الجنبية ،الطباعة والكومبيوتر ،تصفيف الشعر )تزيين نسائي( السعافات الولية والمحاسبة .وفي العام 1983بلغ عدد الم ستفيدين من هذه الدورات 500شخ صا" ،وبلغ الد خل الذي حقق ته الدورات ن حو %47من مجموع التكاليف .ولقد أنشأ مركزان للتدريب المهني للمعوقين استفاد منه في العام 1993أكثر من 50معوقا". – 4المراقبة والتقويم: ل قد تم و ضع خ طة للمراق بة والتقو يم ،بالضا فة إلى الخ طة ال ستراتيجية ال تي تم كن ”عا مل“ من و ضع آل ية للمراقبة والضبط المرحلي ودراسة تأثير البرامج ونتائجها. و من المعوقات على ال صعيد ال ستراتيجي بالن سبة لعا مل ،قلة التعاون مع المجموعات في البيئة المحل ية ،هذا بالضافة إلى ضعف التواصل الفعال بين مركز القيادة في بيروت والمراكز الخرى في البيئات المختلفة. – إطار التعاون مع الجمعيات الهلية الطوعية والقطاع العام: شهدت الخدمات الحكوم ية ،خلل فترة الحرب ،شلل" كامل"؛ وعل يه فإن الخدمات ال ساسية تحولت إلى المنظمات غ ير الحكوم ية ،فقد مت هذه الجمعيات ما يمكن ها تقدي مه ،إل أن ما قدم ل ي سد إل جزءا" صغيرا" من الحاجات اللزمة. وأك ثر ما افتقدت له هذه الجمعيات هو ال سلوب في تقد يم هذه الخدمات ،ف قد اعتمدت معظم ها على تقد يم مساعدات معينة دون تخطيط مسبق لضمان إستمراريتها )توزيع الحصص الغذائية دفعة واحدة على سبيل المثال(، وعلى ذلك ،ارتأت كل مؤ سسة في الخدمات مجال" مفتو حا" للمناف سة ،ولل سف ،ف قد أدى ذلك إلى ا ستخدام غ ير فعال للمكانيات والموارد البشرية. إن الموارد بدأت ت شح تدريج يا" ،وأخذت الجهات المعن ية ت صر على أن ت ضع الجمعيات الهل ية خط طا" تبين بوضوح مقاي يس ومؤشرات النجاح ،بح يث تدرج في الخ طط التقويم ية المرف قة .وعل يه ف قد تضافرت جهود ب عض المنظمات غير الحكومية ،ومن ضمنها مؤسسة عامل ،في تشكيل هيئة تنسيق من أجل الحد من إمكانيات التداخل والتضارب ب ين الجمعيات ،والع مل على اعتماد من هج عل مي في المحاف ظة على ما ين جز من تطو ير وضمان إستمراريته .من هنا اتخذت المساعدات منحى قطاعيا" إلى حد ما ،وبانت علقتها بتقدم وتطور الفئات المستهدفة. أما بعد اتفاق الطائف ،فقد بدأت المؤسسات الحكومية تستعيد دورها ،وأخذت تخاطب الممولين مباشرة .كما وضعت خطة خمسية للعمار وخطة الطوارئ من أجل إعادة التأهيل .كذلك أعادت منظمات المم المتحدة إحياء برامجها التنموية. وبسبب عدم تمكن بعض المنظمات الدولية من استئناف عملها بعد انتهاء الحرب ،أقفل بعضها ،وقام بعضها ال خر بتقل يص دوره في مجالت النش طة والطاقات البشر ية ،ال مر الذي أع طى للهيئات الهل ية اللبنان ية دورا" أك ثر أهم ية في عمل ية التنم ية .ف قد أ صغت الجهات المان حة إلى المنظمات المحل ية ،على أن ها الج هة المخط طة والمنفذة والمقو مة للمشار يع المختل فة على صعيد البيئة المحل ية ،ك ما أدى هذا ال مر إلى أن تتق بل الحكو مة فكرة التعامل مع الدور المتنامي للمنظمات غير الحكومية في لبنان. إن مؤ سسة عا مل ،وم نذ تأ سيسها ،كا نت ول تزال تؤ من بأن الزدواج ية في البرا مج والمشار يع أ مر ي جب تجن به .و هي نظرت إلى التن سيق ب ين المنظمات الهل ية ،كضرورة ل بد من ها من أ جل إعداد أف ضل البرا مج ووضع ها مو ضع التنف يذ ،وذلك بالتعاون مع القطاع العام ،على قاعدة أن الحكو مة هي الم سؤولة عن المواطن ين، وأن دور منظمات المجت مع المد ني هو دور مك مل وقوة ضاغ طة في ن فس الو قت من أ جل ت صويب ال سياسات العامة.
/دليل عمل 4
وهكذا فإن مؤسسة ”عامل“ هي عضو مؤسس في تجمع الهيئات الهلية التطوعية في لبنان ،الذي يضم 15 جمعية أساسية .ويشغل رئيس مؤسسة عامل موقع المنسق العام لهذا التجمع .وتنسق ”عامل“ مع كل من وزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الجتماعية ووزارة التنمية. زد على ذلك أن ”عا مل“ هي ع ضو في عدة هيئات عرب ية ودول ية ولدي ها صفة ال ستشارية الخا صة في المجلس القت صادي الجتما عي في ال مم المتحدة .و هي تع مل جن با" إلى ج نب مع المنظمات الخرى في تج مع الهيئات الهلية التطوعية في لبنان وبالتعاون مع باقي الشبكات القطاعية في لبنان. وتع تبر ”عا مل“ أن التعاون ب ين الجمعيات على ال صعيد المحلي ،عامل" ها ما" في ا ستمرارية البرا مج ،و في منا طق تواجد ها حق قت هذا النوع من التعاون من أ جل تحق يق أف ضل ما يم كن من النتائج ،وأ قل ما يم كن من الزدواجية في النشطة. – تقرير الحاجات: ل ي ستطيع المرء إل القول بأن الو ضع القت صادي المتردي ،والو ضع ال صحي ال سيئ ،خا صة و ضع الن ساء والطفال في المناطق الريفية وشبه الريفية ،هي من السباب الرئيسية التي دفعت مؤسسة ”عامل“ كي تتدخل قي هذه المرحلة .ف هي تملك خلف ية ل ي ستهان ب ها ،تمكن ها من ج مع المعلومات الضرور ية لتخط يط الع مل الم ستقبلي، بح يث لو وض عت هذه المعلومات في الطار ال صحيح من خلل نظام معلوما تي ،على م ستوى عال من التنظ يم، يمكن أن تؤدي في المستقبل إلى عمليات محسوسة ،ومؤشرات فعالة تسمح بتقويم النتائج. وترى "عامل"أن أسباب الفقر ل يمكن عزلها كما هو الحال في الصحة ،أو تدني المستوى التعليمي ،لذا فعلى أية محاولة تستهدف إدخال أي تغيير في البيئة المحلية ،أن تنطلق من خلل منهج شمولي يؤخذ بعين العتبار في كافة القطاعات ،المر الذي يؤكد على أهمية الحاجة إلى تحليل دقيق للحاجات مما يسمح باستخدام العوامل بشكلها المثل ،من أجل تحقيق الهداف النهائية عبر عملية تقويم دائمة .كما ينبغي أن يستند التحليل المستمر للحاجات على أداة ضبط ومراقبة تضع في حسابها تحقيق الفادة للنساء والطفال. ويفت قر لبنان ،بالضا فة إلى الم سح الح صائي الضروري للقيام بالتخط يط لعمل ية التغي ير إلى مؤشرات ضرورية للتقويم .ويرجع تاريخ آخر مسح إحصائي للسكان إلى عام .1933أما آخر محاولة لخذ عينة سكانية فتر جع إلى العام .1970ونتي جة لهذه المعطيات ،فإن المؤشرات الح صائية غ ير متوفرة ،وبناء عل يه فإ نه من الضروري أن يسبق المباشرة في أي مشروع تحليل للحاجات لثبات ضرورة الحاجة إليه ،وهذا ما يشكل القاعدة الساسية لي مشروع يتم اعتماده. – الدارة :البنية التنظيمية وجهاز العاملين في الما ضي لم ي جر و ضع بن ية تنظيم ية ملئ مة ودقي قة للمؤ سسة مو ضع التنف يذ ،و في محاولة من ها لتنظ يم نف سها ،طل بت مؤ سسة عا مل من شر كة خا صة بالتدق يق ،و ضع درا سة لعادة تنظ يم الجهاز الداري ،ب ما ف يه الموظفين ،والساليب المالية المتبعة .وقد تضمنت الدرا سة نظاما" خاصا" بالمحا سبة والتدقيق ،وطرق الت صنيف والبنية التنظيمية والدارية وطرقا" مفصلة لزيادة الريع. ويتضمن الجهاز التنظيمي المقترح تنفيذه ،ثلثة مجالت رئيسية :تسيير العمال ،المالية والمحاسبة ،البرامج. و من أ جل ضمان و صول المعلومات بد قة وفعال ية عبر الم ستويات التنظيم ية المختل فة في المنا طق المختل فة، وضع النظام المقترح موضع التنفيذ حسب الخطة المقترحة ،وحددت الهيكلية الجديدة حدود المسؤوليات لكل موقع وطرق المساءلة واتجاهاتها. و قد قا مت الشر كة ال تي أخذت على عاتق ها م سؤولية درا سة الو ضع التنظي مي للمؤ سسة ،بو ضع نظام دق يق للمحاسبة والمالية ،يتم تنفيذه على أساس سنوي ،ويتبع هذا النظام في كافة المراكز التابعة للمؤسسة .وفي نهاية كل شهر يقوم كل مركز بإقفال حساباته وفق بيان مالي معين ،يقدم بعد استكماله إلى المركز الرئيسي للمؤسسة. وتعتبر إعادة تنظيم البنية الدار ية وت صنيف الموجودات والنظام المالي ،أ حد أهم الولويات ال تي يتم تنفيذ ها حسب الخطة الستراتيجية .وفيما يلي وصفا" موضحا" لهذا النشاط: – 1الهدف: أن تؤ سس بن ية إدار ية على صعيد المك تب المركزي ت ستطيع أن ت ضع مو ضع التنف يذ بن ية تنظيم ية فعالة ب ما يعني ذلك من وصف واضح للوظائف وطرق المساءلة واتجاهاتها والنظمة المالية وتسيير العمال ،بالضافة إلى مسؤوليات أخرى. /دليل عمل 5
– 2النشطة: أن يتم تنفيذ البنية التنظيمية المقترحة<أن ي تم ا ستكمال ت صنيف الموجودات وتحد يد الم سؤوليات القانون ية على صعيد المر كز الرئي سيوالمراكز الخرى. أن يتم تأسيس نظام مالي محدد وموحد يلتزم به المركز الرئيسي والمراكز الخرى.تنمية الموارد البشرية: نظرا" للنقلة النوع ية ال تي شهدت ها المؤ سسة من مرحلة الطوارئ والغا ثة إلى مرحلة التنم ية ،ف قد أ صبح التدر يب للعامل ين ضرورة .ول قد قام بعمل ية التدر يب أخ صائيون في هذا المجال خارج كادر المؤ سسة ،وتض من التدر يب موضوعات تحتاج ها المؤ سسة ،م ثل الكفاءات الدار ية ،المحا سبة والتنظ يم المالي ،و سائل تنم ية الفائدات المالية ،التخطيط للمشاريع ،كيفية تنفيذها وكتابة التقارير .هذا بالضافة إلى المحاسبة والتقويم حسب ما تقتضيه الحا جة .ول قد قام بعمل ية تأه يل الكادر أخ صائيون وم ستشارون من خارج نطاق المؤ سسة .كان المر كز الرئي سي الهدف الول للتأهيل في المرحلة الولى .هذا بالضافة إلى الكادر الساسي في كل مركز من المراكز الخرى. و من الجد ير بالذ كر أن التأه يل عمل ية م ستمرة تتوا صل سنويا" على مدى الخ طة ،وت ستهدف كا فة الم ستويات من العاملين في المؤسسة. عامل :دليل عمل للستمرار والتطور ولدت مؤسسة "عامل" التي تكمل عامها التاسع والعشرين في نهاية هذا العام منطلقة في المدى الوطني والنساني ،وما تزال تحمل همومها الكبيرة ،وتنتشر مساحة وفكرا على هذا المدى الواسع ،وهي لم تدخر جهدا" في الحرب أو في السلم من أجل مساعدة النسان ،أي إنسان ،متجاوزة الطر الضيقة طائفيا ومناطقيا" ،إلى أن أصبحت مجال وطنيا منفتحا على المنظمات العربية والدولية. لقد اتبعنا في مؤسسة عامل ،ومنذ مرحلة التأسيس ،نهجا" مختلفا" عما هو سائد في بلدنا بسبب إدراكنا أن أخطر ما في الحياة السياسية في لبنان الذهنية السائدة في مجتمعنا ،حيث الدمان في الحديث عن المشكلة دون النصراف إلى التفكير الجدي في إيجاد الحلول لها .كما أن الثقافة المهيمنة تتميز بتعظيم الذات الفردية أو الجماعية وتقزيم وترذيل الخر .كذلك يوجد في داخلنا حنين )نوستالجيا( العودة إلى الماضي دون بذل الجهد الكافي في التخطيط للمستقبل ،مع جنوح البنى الجتماعية والمؤسسية القائمة إلى التكيف مع الواقع القائم ،بدلل " من السعي إلى تغييره ولو بخطوات تدريجية إنما تراكمية .لدرجة يصبح فيها التكيف السلبي مع الواقع سواء مع أطراف محلية أو خارجية )تفرض توجهاتها( يصل إلى حدود يصبح الستقلل عنها أمرا" صعبا" مما يعطل دور الهيئات صاحبة المشاريع التغييرية .فالملحظ أن مجتمعاتنا لم تتعود حتى الن على العمل الجماعي ،إنما يبقى دور الشخص هو المهيمن .وعندما نتحدث عن السلطة ،أي سلطة ،يتبادر إلى الذهن البطش والتكسير ،القمع والتسلط .فالعقلية التي تغلف البيئة الجتماعية هي عقلية زجرية ،والعلقات الزجرية في المجتمع موجودة في العائلة وفي المدرسة حيث تشكل السرة والمدرسة نظام السلطة الخفي وتنقل اليديولوجية السائدة ،حيث يطغى على السلوك العام ،طابع المصلحة الفردية أو الحزبية أو المناطقية أو الطائفية ...إننا نتحرك كجماعات ،ونخاف مخالفة ما هو سائد ،ول يتجرأ الكثيرون منا على إبداء رأي مخالف عن المجموعة "القطيع" .في الوقت الذي نمارس فيه عملية تعظيم الذات وادعاء العفة والطهارة وتصوير الخر باعتباره المشكلة ،وتحميل أوزار سوء الداء للخرين ،حيث تلقى المسؤولية في الفشل عليهم ويعزى النجاح إلى الذات وحدها .كما وإن كل مشكلة سببها الخارج .هذه الثقافة المأزومة أذكاها المناخ العالمي السائد الذي حول كل شيء إلى سلعة ،مولدا" حالة من اليأس والنانية المفرطة اللذين عززا مشاعر التحلل من القيم الخلقية والسلوكية ،وأضعفا الهمية العتبارية لمفهوم الوطن والجماعة الكبيرة ،التي هي أبعد من الطائفة والعائلة والمنطقة. ف في ضوء معرفت نا للذهن ية ال سائدة في مجتمع نا ،و من خلل الدراك الفعلي للمعطيات الميدان ية ،كا نت ولدة مؤ سسة عا مل ودوام ا ستمرارها وتطور ها وف قا" لنبضات هذا الوا قع وتحديا ته ،م ما ج عل "عا مل" ،و عبر الم حن وال صعوبات أن تل عب دورا" أ ساسيا" في المجال الن ساني والوط ني .يش هد على ذلك ما قاله أ حد ال صدقاء و هو قيادي في أحد الحزاب السياسية الساسية في لبنان حين تساءل :كيف استطاعت "عامل" أن تستمر وأن تتطور، مع العلم أنها ليست كالهيئات الهلية الخرى التي عادة ما تكون على علقة مع حزب سياسي أو طائفة أو زعيم كبير ...الخ .إل أن مؤ سسة عا مل ،وال تي تأ سست في أعقاب الغزو ال سرائيلي عام ،1978في إطار أحزاب /دليل عمل 6
الحر كة الوطن ية اللبنان ية وتحديدا" ض من أكثر ها راديكال ية ،كان من المنت ظر أن ينت هي دور ها مباشرة ب عد الغزو ال سرائيلي في العام 1982ح ين غادرت قيادة منظ مة التحر ير الفل سطينية إلى تو نس وانكفأت الحزاب الوطن ية. ل كن الذي ح صل كان ع كس ذلك .ف قد ا ستمرت "عا مل" فاعلة في المياد ين ال صحية والجتماع ية والتربو ية عبر مراكز ها المنتشرة في المنا طق الشعب ية .وكان دور ها أ ساسيا" في التن سيق ب ين الجمعيات في لبنان عبر تج مع الهيئات الهلية التطوعية وملتقى الهيئات النسانية وشبكات بنى المجتمع المدني وأطر التعاون مع القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية. إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو ما ال سبب الذي م كhن مؤسسة عامل من ال ستمرار بالرغم من تراجع دور الحزاب الوطن ية؟ وك يف تمك نت "عا مل" من أن تكون عنوا نا" يق صده جم يع الطراف مع التقد ير لدور ها النساني والوطني محليا" ،إقليميا" ودوليا"؟ ليس من ال سهولة إيجاد جواب واف على هذا ال سؤال .علما" أن محاولة الجابة قد ت ساعد على ال ستفادة من هذه التجربة المدنية المنفتحة على الجميع .لقد باشرت المؤسسة عملها في برامج الطوارئ الصحية ،فأنشأت العديد من الم ستشفيات الميدان ية والمرا كز والم ستوصفات وجهاز للدفاع المد ني ،ثم اتجهت مع بدء م سيرة ال سلم الهلي بعد اتفاق الطائف نحو برامج الرعاية الصحية الولية ومشاريع التنمية المستدامة والجندرة ومشاركة المرأة ،إلى أن تحولت إلى مؤسسة تعمل على تطوير ثقافة الحقوق والتركيز على إنسانية النسان بمعزل عن النتماء السياسي أو الديني أو الجغرافي . ... أما فيما يتعلق بالنتماء ،فإننا نشعر بالفخر بالنتماء إلى لبنان ،البلد الجميل المميز بثروته الهائلة في الطاقات البشرية ،وقيم التضامن بين أبناء شعبه التي تبرز في المحطات الصعبة ،آخرها إبان العدوان السرائيلي الغاشم في تموز ،2006عند ما ا ستقبل أبناء بيروت والجبل والشوف والشمال وك سروان والبقاع ،وبالر غم من حالة النق سام ال سياسي فيما بينهم ،مليون نازح من الجنوب والضاحية الجنوبية ،مما برهن مرة جديدة عن أصالة هذا الشعب، وأ نه لو توفرت له قيادات تو ظف هذه الطاقات في ع مل جما عي إنمائي وتقد مي ك ما هو الحال في البلدان الديمقراطية الراقية لتمكن من بناء دولته القادرة والعادلة ،دولة المواطنين وليس دولة الرعايا. الخطة :الثلت ميمات :مبدأ ،موقف ،ممارسة) :صلبة استراتيجية ومرونة تكتيكية(لقد اعتمدت مؤسسة عامل في مسيرتها خطة الثلث "ميمات": .1مبدأ .2موقف .3ممارسة أي أن المبدأ الذي يهدف إلى بناء الموا طن – الن سان ين سجم مع المو قف المت خذ وينط بق على الممار سة الميدانية .والممارسة تعتمد الصلبة الستراتيجية يرافقها مرونة تكتيكية والسعي المتواصل إلى: .1توثيق وتمتين العلقة بين الصدقاء والمؤسسة. .2العمل على تحويل المحايدين إلى أصدقاء .3محاولة تحييد الخصام على أساس هذه القواعد تقوم "عامل" بدورها في المجتمع. ف في ظل اللتزام بمبدأ وا ضح ومو قف من سجم مع هذا المبدأ ،كا نت الممار سة في مؤ سسة عا مل بمثا بة ردة فعل غاضبة على الثقافة السائدة في مجتمعاتنا والتي تقوم على الستخفاف بالطاقات البشرية والتخلي عنها بسهولة. لقد قامت استراتيجية العمل في المؤسسة على المبادئ التالية: أول" :التزمت "عامل" ،ومنذ التأ سيس بخ طة هدفها المحاف ظة على الطاقات البشرية ،رافعة الشعار التالي :أن من "ينت سب ل ـ "عا مل" ي ستمر مع ها" .هذا التو جه ساعدنا كثيرا" في تعز يز النتماء ل ـ "عا مل" واللتزام بم سيرتها الكفاحية من قبل الهيئات القيادية والعاملين والعضاء والطار الصديق. ثان يا" :وشعورا" م نا بأهمية الطاقات البشر ية أطلق نا شعارا" آ خر" :أعط ني كادرا" جيدا" ،أعط يك مشرو عا" جيدا"". لقد حرصنا منذ البداية على الهتمام بالكادر البشري واحترام دوره لن النسان هو الهدف والمحرك لكل قضية. ل قد واجهنا انتقادات من بعض الخوة والخوات في "عامل" حول هذا التوجه حيث كان يطلب منا ،في أكثر من مرة ،أن نتخلى عن ب عض العامل ين ب سبب خلفات في الع مل أو تشك يك بال سلوك أو الم صداقية ،1ل قد اعتمد نا من 1يسود في مجتمعاتنا نهج "الطرد بدل الستقطاب" متذرعين بالراديكالية والجذرية والطهرانية إزاء الخرين ،بينما المور ليست كذلك على أرض الواقع ،إذ هناك تشابه في السلوك بين معظم الناس في ظل ثقافة عامة سائدة حيث تختلف الشعارات التي نرفعها ،ولكن الممارسات /دليل عمل 7
أ جل تذل يل ال صعوبات على مبدأ الحوار وبناء الث قة المتبادلة وال سعي لتقر يب وجهات الن ظر ب ين المتعارض ين سياسيا" أو مهنيا" أو إداريا" ، ...إذ أنه ل يحق لنا أن نحاسب الخرين على أخطاء ارتكبوها ونحن نرتكب أخطر من ها في موا قع أخرى .فال صلح ل يحتاج ف قط إلى خ طة بل إلى م صلحين يطبقون هذه الفكار ،ف من ير يد أن يحاسب الخرين على أخطائهم عليه أن يكون قدوة في السلوك بالمقارنة معهم. ثال ثا" :شعار ثالث رفعناه واعتمدناه في علقات نا مع الجم يع و هو "الترك يز على اليجا بي وعدم الترك يز ف قط على ال سلبي" .ل قد تجلى هذا التو جه عبر ال سعي الدائم للمحاف ظة على الطاقات .ف في دا خل كل م نا ملك وشيطان. والكفاءة ع ند كل قيادي ،في أي ع مل ،تك من في كيف ية الترك يز على الجوا نب اليجاب ية وال سعي لتطوير ها لدى الخر ين ،بدل" من اعتماد الثقا فة ال سلبية ال تي تهدم الطاقات .ل قد برز هذا التو جه إبان الز مة الداخل ية ال سياسية والتنظيمية التي عصفت بـ "عامل" خلل الفترة الممتدة من 1990إلى ،1993والتي تمكنت من تجاوزها عبر العمل ية النتخاب ية ،ومحاولة ا ستيعاب الطاقات الموجودة دون التفر يط بأي طا قة بشر ية .فب عد صدور نتائج النتخابات اقترحنا مشاركة الجميع في هيئات المؤسسة .إن هذا التعاطي اليجابي قد أثبت جدواه بالرغم من النقد الذي كان يأ تي من ه نا وهناك ب حق المؤ سسة وقيادت ها .والعامل ين الذ ين كان يطلب إلي نا أن نف صلهم ولم نف عل استمروا في العطاء في خدمة المجتمع ،إذ أن مغادرتهم لعامل كانت ستؤدي إلى خسارة لها وللمجتمع ،عدا عن الحباط الذي سينشأ لدى هؤلء الناس وما ينتج عنه من سلبية إزاء الخرين .إن الكوادر المجربة والمعطاءة قد اثبتت جدارتها في أحلك الظروف وأخطرها ،وهي تعتبر أن ما قامت به لم يكن تضحية فقط ،بل هو واجب ولم ي كن لشخاص في "عا مل" بل لقناعات ول يس من أ جل ن يل مكافأة ،فأي مكافأة يم كن أن تقدم ل من يق بل التضح ية بحياته في سبيل قضية اقتنع بها ،فالقضية تحوkل الكوادر إلى أبطال ،بينما الصراع على السلطة يحوkلهم إلى رهائن وضحايا. راب عا" :شعار را بع اتخذناه وهو :إن "الممار سة ال صالحة ل ها مكان في كل الوقات والظروف و هي تو فر حما ية ذاتية للمشروع مهما اشتدت الصراعات" ل قد ا ستطاعت "عا مل" أن ت صبح ،وخلل فترة ق صيرة ،إحدى أ هم المؤ سسات الهل ية خلل سنوات الحرب في لبنان .كا نت مراكز ها منتشرة في أك ثر المنا طق سخونة ،ح يث برزت حدة ال صراعات ال سياسية والمن ية دا خل المنط قة الواحدة وضمن أبناء الصف الواحد .وبالرغم من ذلك لم تتعرض مراكزها للقفال كما حصل مع أغلب الجمعيات بسبب الصراعات الداخلية الحادة والستقطابات السياسية والطائفية .لقد شكلت "عامل" "حالة اختراق" في المنا طق ال تي عملت في ها وذلك من خلل دور ها وح جم تقديمات ها واعتماد ها أ سلوب يقوم على اللتزام بالن سان بمعزل عن خياراته السياسية والثقافية. إن التزام "عامل" بمبدأ أن تكون لكل الناس قد ساعدها على توفير نوع من الحماية الذاتية ،وعدم تعرض مراكزها للمصادرة كما حصل مع جمعيات أخرى في أكثر من مكان .لقد ولhد هذا الواقع قناعة لدى العاملين في "عامل" بأن الممار سة ال سليمة وال صالحة ل ها مكان في كل الوقات وت حت كل الظروف .وأن النجاز يح مي نف سه بنف سه. والنجاح يح مل دعاي ته م عه .فالناس تقدر التضحيات بمعزل عن م صدرها أو عن الهو ية ال سياسية أو الجتماع ية للقائمين بها .ل قد ا ستفاد من خدمات "عامل" وبرامجها مختلف الفئات اللبنانية والفلسطينية وذلك عبر الم ستشفيات الميدان ية وجهاز الدفاع المد ني وبعثات الجر حى إلى الخارج وا ستقدام البعثات الطب ية الجنب ية وترك يب الطراف الصطناعية لمعوقي الحرب ،بالضافة إلى مراكزها المنتشرة في معظم المناطق الشعبية خاصة الساخنة منها ... الخ. خام سا" :ممار سة دور قيادي ب ين صفوف الجمعيات الهل ية وب نى المجت مع المد ني مع الشعور بأهم ية هذا الدور وتأثيره في المجتمع .من خلل التنسيق بين الجمعيات عبر "تجمع الهيئات الهلية التطوعية" في لبنان والذي يضم 14جمعية من أهم الجمعيات الساسية في لبنان وكذلك باقي الهيئات الهلية. سادسا" :اعتبار أن الصلح الجتماعي ل يحتاج إلى النظرية فقط ،بل إلى مصلحين يضعونها في مجال التطبيق. وبالتالي المحاولة الدؤو بة لممار سة دور النموذج إن على صعيد احترام مفهوم الشأن العام وعدم تجي ير العام للخاص ،ور فض أ سلوب ال ـ Charity businessوالتد ثر بثوب الع مل الن ساني ،بل الع يش من ق بل الكوادر وخا صة القيادة في جو الع سر المادي الذي يت ساوى به العاملون في المؤ سسة ومعاي شة مشا كل الناس وال سعي المتواصل لتأمين حلول لها ومعرفة العاملين بتضحيات الهيئات القيادية الذاتية لحساب الصالح العام.
تتشابه لدى معظم الطراف. /دليل عمل 8
سابعا" :رفض ذهنية الشللية والعصبيات وتحريض البعض ضد البعض الخر .فدور القيادة استيعاب الجميع في جو من التراحم والتواصل بين أعضاء المؤسسة ورعاية الظروف الشخصية لكل فرد والستجابة قدر المستطاع لمتطلبات العاملين. ثامنا" :السعي لبراز أفضل ما هو موجود لدى كل شخص والتركيز على النجازات والتشجيع على القيام بالمزيد منها والتعاطي مع العاملين كما يجب أن يكونوا وإشعارهم أنهم في أفضل المواقع ،ومحاولة إيجاد حلول للتشنجات والخلفات بروح من الم سؤولية والحترام المتبادل ودون إ ساءات شخ صية ل حد ،بل التعا طي بطري قة مهن ية ومؤسساتية مع التركيز دائما" على الجوانب اليجابية. تاسعا" :تطور العمل في "عامل" من مؤسسة تعمل في مجال الطوارئ الطبية إلى برامج الرعاية الصحية الولية والعمل على تنمية القدرات البشرية والجندرة وصول" إلى التركيز الساسي على تطوير ثقافة الحقوق ،أي تعزيز ال حق في الت عبير ،ال صحة ،التعل يم ،البيئة ،ال سكن ،الع مل ،التغذ ية ،مشار كة المرأة والهتمام بالشباب وبالفئات المعرضة. عاشرا" :اعتماد نظرية "التفكير اليجابي والتفاؤل المستمر" في مواجهة الثقافة السائدة في مجتمعاتنا ،فإذا كان الكل ينتقد فمن يبني؟ يقول أحد المفكرين "أن النقد سهل بينما الفن صعب" ."la critique est facile mais l'art est dificileوإزاء ثقا فة الف ساد ال سائدة في مجتمعات نا نرى أن عمل ية التغي ير ي جب أن ت تم من خلل م سار طو يل عبر ا ستراتيجية واضحة تنفذ على مراحل .إن أول أهداف هذه الستراتيجية إبراز أكبر قدر ممكن من التجارب الميدانية الناجحة التي تقرن القول بالفعل وفي مختلف المجالت السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية والبيئية .وأن تراكم هذه التجارب والتن سيق في ما بين ها يؤدي إلى ل عب دور القدوة والمحرك في عمل ية التغي ير في المجت مع .فمشار يع الصلح في لبنان تجهض لسباب متعددة من ضمنها الطلب من الخرين أن يقوموا بما ل نطبقه على أنفسنا ،أي يقتصر الوضع على التنظير ول يقرن القول بالفعل. أحد عشر :عدم اعتماد أسلوب البتزاز الذي يمارسه البعض ،باسم العمل النساني وذلك بالضغط على الناس لدفع تبرعات أو اتخاذ مواقف ل تنسجم مع قناعاتهم بل ترك الناس تختار ما تريده. إثنا عشر :اعتماد خطة طويلة المد عمادها التركيز على إنسانية النسان بمعزل عن خياراته. ثل ثة عشر :عدم الضياع في التفا صيل كما يح صل في أغلب الحيان بل اعتماد نظرة إ ستراتيجية للمور وبأ فق واسع ،أي العمل من الرأس وليس بين الرجل وعدم التعاطي بالقضايا الفئوية والعصبيات والذاتيات على حساب الخيارات النسانية والوطنية والقومية. إن "عامل" هي في الحقيقة واحدة من تجارب عديدة في مختلف المجالت التي يزخر بها مجتمعنا .وهي قد عملت و ما زالت على مغادرة ذهن ية ال سلطة والرع ية والنتقال إلى رحاب الدولة القادرة والعادلة وبناء الن سان – الموا طن بمعزل عن انتمائه ال سياسي أو الدي ني أو الجغرا في ،هذا ال مر لن يتح قق إل من خلل بلورة مشروع وطني وخطة إستراتيجية إنمائية شاملة لكل المناطق اللبنانية تكون البيئة في أساسها وتشترك فيها الحكومة وكل مؤسسات المجتمع المدني .فالمن السياسي إذا لم يترافق مع المن الجتماعي يبقى هشا" .لذا فإن المطلوب اهتمام خاص بالشأن الجتماعي وبالعدالة الجتماعية التي ل يبني أي استقرار ول يستتب أي سلم من دونها. إن القطاع الهلي و سائر منظمات المجت مع المد ني تل عب دورا" أ ساسيا" في بناء الموا طن – الن سان .هذا ما نحاول أن نقوم به في مؤسسة عامل وباقي الهيئات الهلية ،من خلل إعادة النظر في أولويات خيار النمو المعتمد بحيث تعطى الولوية لحل المشكلت الجتماعية الكبيرة ،ول سيما التفاوتات الساسية بين الفقراء والغنياء ،بين المدي نة والر يف ،ب ين الر جل والمرأة .كذلك معال جة مشكلت الشباب ،على أن ي تم الع مل على تح سين نوع ية الخدمات المقد مة للمواطن ين ض من خ طة متكاملة يشارك في ها القطاع الهلي مع القطاع الخاص والحكو مة وعلى قاعدة مشاركة الجميع في إدارة العملية التنموية ،وعلى أساس أن الحقوق الساسية للمواطن هي حقوق نابعة من إنسانية النسان ،من حيث تمكين الناس من التمتع بحقوقهم ،وذلك بال ستقلل عن الخيارات ال سياسية والثقافية ، وعبر عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع. إن التحدي الكبر أمام الهيئات غير الحكومية هي في كيفية انتظام عملها على أساس مفاهيم معاصرة وعلقات تنتمي إلى عصر الدولة الحديثة ،وتستند إلى معايير المواطنة والمشاركة الطوعية والنتظام على أساس الخيارات الفكرية والجماعية والمهنية ...الخ ،حسب تعريف برنامج المم المتحدة النمائي لدور المجتمع المدني. أي كشف التباسات العلقة بين المجتمع التقليدي والمجتمع المدني الحديث .فتكوينات المجتمع المدني الحديث تعبر عن مصالح جماعات وفئات قد تتنافى أو تتعارض ،غير أن الذي يجمع بينها هو اعتمادها معايير "إنجازية"...... /دليل عمل 9
ل معايير "ارثية" تقليدية ،وهي مبدئيا" مستقلة عن السيطرة المباشرة لجهاز الدولة .وبتكاثر منظمات المجتمع المدني وفعاليتها يتوفر بديل" وظيفيا" مقبول" من الناس يحل محل التكوينات الرثية التقليدية )المذهبية والطائفية والعشائرية (..ويؤدي ذلك إلى تقوية الولء لهذا البديل وإضعاف الولء للثانية. حتى يستطيع القطاع الهلي لعب دور الشريك في التنمية ومطالبة الحكومة بالعتراف بهذا الدور يتطلب منه القيام بـ: مراجعة نقدية لدائه وبرامجه.العمل على تعزيز الليات والممارسات الديمقراطية داخل المنظمات نفسها.بلورة رؤية استراتيجية عامة لدوره وليس حملت ظرفية ومؤقتة وغير مكتملة.إعطاء الولوية في عملها للتوجه للفئات الجتماعية الكثر عرضة.الستجابة لمعطيات العمل القاعدي بدل الجنوح نحو إعطاء الولوية للتوجه نحو الجهات المانحة.عدم اقتصار عملها على التعامل مع نتائج المشكلت الصحية والجتماعية بل بذل الجهود الكافيةللتعامل مع السباب. إن تحقيق الهداف اللفية التنموية يتم من خلل اقتصاد منتج ،وحفز الستثمارات الخاصة ،والخروج من الفقر ،والقضاء على المية والبطالة ،والحد من الهجرة وتقليص الهوة بين المناطق أو بين الفئات الجتماعية واللحاق بالتطور الثقافي العالمي ،وهي جميعها تمثل تحديات أساسية لمستقبل لبنان والمنطقة العربية ،ل يمكن تحقيقها إل من خلل دمقرطة التنمية .هذه الخيرة تقوم على إشراك مختلف القوى والفئات الجتماعية ومن ضمنها بنى المجتمع المدني في تحديد السياسات والخيارات القتصادية والجتماعية والبشرية ،المصنوعة محليا" والمقررة من الداخل مما يحول دون اتخاذ التنمية منحا" عاموديا" سواء اجتماعيا" أم قطاعيا" أم مناطقيا" ولتحقيق ذلك علينا التعاون مع العالم الخارجي وفيما بيننا في العالم العربي للخروج من عقدة الخوف من الفرض والملء والدخول في علئق تشاركية وتفاعلية متكافئة. إن الركن الثاني في عملية تحقيق الهداف التنموية الذي يمثل تحقيقه شرطا" الركن السابق ،فهو تمكين المؤسسات الديمقراطية في لبنان بتعزيز المشاركة السياسية وبناء دولة القانون والمؤسسات وتفعيل دور المواطن وإعادة تحديد علقته بالدولة وتقوية دور السلطة القضائية واستقلليتها ،والقضاء على الفساد ،وخلق آليات للشفافية والمساءلة واحترام دور السلطة التشريعية وعقلنة الثقافة السياسية وصون التعددية السياسية وضمان تداول السلطة وتوسيع مساحة الحرية ورقعة العمل للمجتمع المدني .كلها شروط أساسية لندفاع الدولة في طريق التنمية الديمقراطية نفسها. إن لبنان والعالم العربي في أشد الحاجة اليوم إلى تثبيت هذين الركنين للنطلق في عملية تحقيق الهداف التنموية والنهوض المستقبلي حيث العالم يغدو أكثر تقاربا" وتداخل" وترابطا" وحيث ظاهرة التكتلت القليمية أو القاريkة باتت تمثل سمة القرن الجديد .إن نظاما" لبنانيا" جديدا" نظاما" عربيا" جديدا" يمثلن ركني "التنمية الديمقراطية" .كما أن "تمكين المؤسسات الديمقراطية" هو من أبرز مقوماته لكي يصبح قادرا" على تحقيق أهداف اللفية وعلى احتلل موقع في النظام العالمي الجديد الخذ في التكون. إن النطلق نحو بناء هذبن الركنين في لبنان والعالم العربي يتطلب إخراج هذه المنطقة من دوامة العنف والحروب والحتللت التي استنزفت المنطقة ماديا" وبشريا" وحضاريا" على مدى عقود .إن الخروج من هذا الواقع الستنزافي يمثل مدخل" أساسيا" لتحقيق النهوض في لبنان والعالم العربي.
/دليل عمل 10
خلصة:إن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو :كيف استطاعت مؤسسة عامل أن تبقى وتستمر رغم مخالفتها لشروط البقاء المعرو فة في مجت مع ل تع يش ف يه المؤ سسات إن لم ت كن تاب عة لزعا مة سياسية أو طائف ية أو متمول كبير يحظى بتغطية من قوى نافذة ؟ والهم من ذلك ،كيف استطاعت "عامل" أن تعمل بحرية – وفي وقت واحد – في أما كن متعددة ت سيطر علي ها تنظيمات متناز عة تخوض حر با" أهل ية شر سة ؟ ثم ك يف ا ستطاعت أن تج عل المتحارب ين يقبلون ب ها كهيئة محتر فة تقوم بع مل إن ساني ر غم أن ها تنطلق من التزام وط ني وترك يز على إن سانية النسان بمعزل عن انتمائه السياسي أو الديني أو الجغرافي .إن مؤسسات المم المتحدة لم توفق إلى أن تفعل ذلك. ولعل كل ما تقدم ذكره سابقا" يجيب عن تساؤلت كهذه ،إل أن الخيط الرفيع الرابط ما بين قطع القماش الزاهية ال تي حاكت ها المؤ سسة طوال تاريخ ها ،يب قى العن صر ال ساسي في نجاح ها .إ نه أداء القيادة الدق يق الذي قام على البتكار والنفتاح وإعطاء النموذج .هذا الداء الجا مع للطاقات والمكانات – وح تى للضداد – كان المحرك الرئيسي لعجلة النشاط المستمر منذ أكثر من ربع قرن. ولن "عامل" هي "ابنة" مجتمعها ،فقد زاوجت بين خطها الستراتيجي الطامح إلى قيام مجتمع جديد متطور، وبين الواقع الفعلي على الرض المليء بعناصر التأزم والتخلف والستبداد. إن بناء ج سر صالح للعبور فوق هذه الهوة العمي قة ،الفا صلة ب ين الوا قع والحلم ،هو من أ صعب المهمات. فكيف إذا كان المطلوب إقامة جسر ل ينكسر عند أول هبة ريح عاتية تأتي من هنا أو من هناك؟ إن حل أحجية لماذا ق يkض ل ـ "عامل" أن تتمتع بحرية الحركة على كل الجبهات ،يكمن في تمو ضع قيادتها فوق الجسر الذي رآه الجميع من أسفل الهوة. لقد كان نشاط "عامل" أثناء محنة الحرب أشبه بنسمات منعشة يطلبها مريض يشعر بالختناق .لذا فتح الجميع نوافذهم وأبوابهم لمجموعة لبنانية لم تعطب الحرب روحها .وكأنهم بذلك أرادوا أن يروا أنفسهم خارج المأساة من خلل تلك المجمو عة العاملة على بل سمة الجراح والبقاء على خ يط ال مل بإعادة التوا صل ب ين أجزاء الو طن المبعثرة .هذا ما لن تستطيع أن تفعله أية مؤسسة دولية مهما عظم شأنها. هذه هي في الع مق فل سفة النجاز الذي حقق ته "عا مل" في أك ثر ال ساحات ا ستعصاء على النجاز :ساحة المواطنة ،أي ساحة الحلم اللبناني الذي لم يتحقق بعد.
/دليل عمل 11