Khayal 28

Page 1


‫فتاتان من النوبة ‪ -‬للفنانة «حتية حليم» ( ‪)2003 -1919‬‬



‫‪v‬‬

‫ت��ع��د مسؤلية‬ ‫“ال��خ��ي��ال“ كبيرة‬ ‫وش����اق����ة خ��اص��ة‬ ‫وع����ل����ي����ه����ا ان‬ ‫تجسد وج���ه مصر‬ ‫ال��ت��ش��ك��ي��ل��ى فى‬ ‫ال��ح��اض��ر وال��ت��اري��خ‬ ‫وان ت��ك��ون نافذة‬ ‫على االبداع فى كل‬ ‫مساحة من مصر‬

‫تف�صيل من لوحة ال�سوق للفنان يو�سف كامل‬

‫و«ما�شاء اهلل » من الف�ضة و عرو�سة �شعبية ‪ ..‬مع تلك‬ ‫ال�صور العديدة من الو�شم والت�صاوير اجلدارية التى نراها‬ ‫على واجهات البيوت فى املنا�سبات والأعياد الدينية بات�ساع‬ ‫م�صر وامتداد �أقاليمها وال�صور التى كانت تباع فى اال�سواق‬ ‫لعنرتة بن �شداد وذات الهمة و�أباريق ال�سبوع وغريها ‪.‬‬ ‫لي�س هذا فقط بل كان الريف امل�صرى وحتى الآن بكل‬ ‫ربوعه �أغنية طويلة وملحمة تعبريية انعك�ست فى �أعمال كبار‬ ‫فنانينا ‪..‬من فنانى القاهرة وخارجها‪.‬‬ ‫كما نرى فى �أعمال ابن القاهرة الرائد يو�سف كامل على‬ ‫�سبيل املثال والتى منحنا فى لوحاته �سحر الريف امل�صرى‬ ‫م�صورا ج�م��وع الفالحني ‪ ..‬ف��ى �أغ�ن�ي��ات ب�صرية م�سكونة‬ ‫باحلكايات الهام�سة ‪.‬‬ ‫وكذلك اللوحات التى كان ي�صور فيها الدواب فى حيوية‬ ‫م�سكونة باحلركة ف��ى تلخي�ص �شديد يتوهج فيها ال�ضوء‬ ‫بلم�سات ق�صرية حافلة بالتوهج والإ��ش��راق وك��ان �أ�صدقا�ؤه‬ ‫من الفالحني من جريان مر�سمه ب�ضاحية عني �شم�س يوم ان‬ ‫كانت جنة عذراء‪ ..‬ي�أتون �إليه ومعهم املاعز واحلمري والطيور‬ ‫الداجنة لي�صورها فى حديقة مر�سمه ‪.‬‬ ‫فجاءت متثل انعكا�سا للبيئة الريفية ‪ ..‬فى مل�سات �سريعة‬ ‫خاطفة ج�سدت احلركة ‪ ..‬فى مقابالت لونية من ال�شروق‬ ‫والغروب والتوهج واالنطفاء ‪.‬‬ ‫ورمب��ا كانت لوحة «ال�سوق» للرائد الكبري فى مل�ساتها‬

‫ال�سريعة اخل��اط�ف��ة قطع م��ن ال �ن��ور امل �ل��ون تتوهج ب�أنفا�س‬ ‫الب�شرمن �أهل الريف فى �سالم ومودة ‪.‬‬ ‫وم��ع يو�سف كامل هناك �أع�م��ال ع��دي��دة تتغنى بالريف‬ ‫ل�صالح طاهر و�إجن��ى افالطون وح�سن �سليمان وم�صطفى‬ ‫�أحمد وحتية حليم ‪ ..‬وكلها جت�سد �شخ�صية م�صر التى تر�سم‬ ‫احلياة الأ�صيلة وعبقرية املكان التى تفي�ض بالهوية املحلية ‪.‬‬ ‫ثورة االت�صاالت و�شباب الأقاليم‬ ‫فى ع�صرنا احلاىل �أ�صبح �شباب الأقاليم على وعى كبري‬ ‫ودراي��ة بكل مايدور بعاملنا خا�صة بعد ثورة االت�صاالت التى‬ ‫جعلت العامل قرية كونية �صغرية ‪..‬كما كان لثورة اخلام�س‬ ‫والع�شرين من يناير‪ 2011‬التى انتف�ضت فى كل مكان من م�صر‬ ‫دور كبري فى �إثراء الوعى وظهور الفن اجلرافيتى وت�ألقه فى كل‬ ‫مكان والذى جعل من العلم امل�صرى رمزا للوطنية والفداء ‪.‬‬ ‫ومع كلية الفنون اجلميلة بالقاهرة وكلية الفنون التطبيقة‪..‬‬ ‫لدينا حاليا ث�لاث كليات خ��ارج العا�صمة ‪ :‬الفنون اجلميلة‬ ‫بالإ�سكندرية والفنون اجلميلة بالإق�صر والفنون اجلميلة‬ ‫باملنيا هذا مع كليات الرتبية النوعية التى تنت�شر فى كل مكان‬ ‫ومعاهدالفنون العليا مما �ساهم فى خلق �أجيال و�أجيال فى‬ ‫ربوع م�صر تهفو �إىل الثقافة الب�صرية ‪.‬‬ ‫لذا كانت م�س�ؤلية «اخليال» كبرية و�شاقة خا�صة وعليها �أن‬ ‫جت�سد وجه م�صر الت�شكيلى فى احلا�ضر والتاريخ و�أن تكون‬ ‫نافذة على الإبداع فى كل م�ساحة من م�صر ‪..‬و ان تلقى ال�ضوء‬ ‫على كل التجارب الإبداعية الرائدة فى الريف امل�صرى وت�ؤكد‬ ‫على �أهمية رعاية �أ�صحاب املواهب من الفنانني التلقائيني فى‬ ‫الريف واحل�ضر مع كبار الفنانني و�شباب الفن باالقاليم ‪.‬‬ ‫و�إذا كان الفنان امل�صرى قد كتب تاريخ م�صر بالفر�شاة‬ ‫والأزميل من بداية احل�ضارة امل�صرية حتى توا�صلت حلقاتها‬ ‫من الفن القبطى والفن الإ�سالمى �إىل الفن املعا�صر حاليا‬ ‫فلي�س �أجمل من تلك امل�ساحات ال�سعيدة التى ت�ؤكد روح الأ�صالة‬ ‫واالنتماء وترتقى بالذوق والإح�سا�س نقدمها فى �أعمال ت�شكيلية‬ ‫تعك�س معنى الفن ‪.‬‬ ‫و�إذا كنا النعي�ش مبعزل عن الآخرين ف�سوف تكون اخليال‬ ‫كعهدها نافذة على كل مايحدث من اجت��اه��ات الإب ��داع فى‬ ‫العامل ‪.‬‬ ‫معكم وب�ك��م ��س��وف ن�ق��دم ك��ل ج��دي��د ‪.‬ولنقلب �صفحات‬ ‫اخليال بعني احلب و الفن ‪.‬‬ ‫�صالح بي�صار‬


‫الخيال ‪..‬وجه مصر التشكيلى‬

‫كانت «جماعة‬ ‫ال���خ���ي���ال «ال��ت��ى‬ ‫اس��س��ه��ا م��ث��ال‬ ‫مصر مختار عام‬ ‫‪ 1928‬تهدف الى‬ ‫ت��ع��ري��ف ال��ن��اس‬ ‫ب��ال��ف��ن واث�����ارة‬ ‫االهتمام باالعمال‬ ‫الفنية وفى نفس‬ ‫ال���وق���ت تعكس‬ ‫الهمية دور الفن‬ ‫ومعنى االبداع ‪.‬‬

‫ف�����ى ع��ص��رن��ا‬ ‫ال���ح���ال���ى اص��ب��ح‬ ‫ش��ب��اب االقاليم‬ ‫ع��ل��ى وع���ى كبير‬ ‫ودراي�����������ة ب��ك��ل‬ ‫م��اي��دور بعالمنا‬ ‫خ��اص��ة بعد ث��ورة‬ ‫االت��ص��االت التى‬ ‫جعلت العالم قرية‬ ‫كونية صغيرة‪.‬‬

‫«مثل دنيا ال��واق��ع ‪..‬ه�ن��اك دنيا اخل�ي��ال ‪ ..‬ومثلما يقف‬ ‫الإن�سان على الأر�ض ‪ ..‬يحلق فى �آفاق ال�سماء» ‪.‬‬ ‫‪v‬‬ ‫وبفعل اخليال كانت �أول ر�سوم �أبدعها الإن�سان البدائى‬ ‫على ج��دران كهوف التامريا ‪�..‬شمال �أ�سبانيا م��ن ‪� 18‬أل��ف‬ ‫�سنة ‪� ..‬صورت حيوانات نافرة بدقة فائقة ووفرة فى ال�شعور‬ ‫وعاطفية �شديدة ‪..‬مثلما �أب��دع امل�صرى القدمي �صور احلياة‬ ‫فى الت�صاويرمن اجلداريات واملج�سمات من التماثيل ‪..‬كما‬ ‫�ألهم اخليال مايكل اجنلو فكانت روائعه على كني�سة ال�س�ستني‬ ‫ب�إيطاليا فى ع�صر النه�ضة والتى ج�سد فيها �آيات الإبداع من‬ ‫الت�صوير الدينى ‪.‬‬ ‫وهو الذى جعل « عبا�س بن فرنا�س» يحلق بجناحني فى اول‬ ‫حماولة للطريان ‪ ..‬حتى و�صل بنا غزوالف�ضاء حاليا �إىل �آفاق‬ ‫بعيدة باملركبات العمالقة التى تطوى امل�سافات ‪.‬‬ ‫وال�شك �أن الب�شرية عموما وبطول التاريخ مدينة للخيال بكل‬ ‫مان�شهد من طرز و�أمناط ومدار�س فى الفن ‪.‬‬ ‫ولقد كانت «جماعة اخليال» التى �أ�س�سها م ّثال م�صر خمتار‬ ‫عام ‪ 1928‬تهدف �إىل تعريف النا�س بالفن واث��ارة االهتمام‬ ‫باالعمال الفنية وفى نف�س الوقت تعك�س الهمية دور الفن ومعنى‬ ‫االبداع ‪.‬‬ ‫وقد ن�شر خمتار مقاال افتتاحيا فى �صحيفة االخبار يدعو‬ ‫فيه �إىل تقدير الفنون ‪..‬ويعد مدخال �إىل تقييمها وتذوقها قال‬ ‫فيه ‪« :‬هناك عامالن �أ�صيالن فى كل الأعمال الفنية ‪ :‬ت�صوير‬ ‫احلقيقة وت�صوير اخليال»‪.‬‬ ‫وارت�ب��ط بجماعته ن�شرة «راي��ة اخل�ي��ال» التى �أك��دت على‬ ‫ال�صلة بني الفنان واجلمهور‪.‬‬ ‫من �أجل كل هذا جاءت « جملة اخليال‪ -‬للفنون الب�صرية‬ ‫ت�أكيدا على تلك القيم واملعانى»‪.‬‬ ‫هذا بع�ض مما كتبته بالعدد االول من املجلة فى عددها‬ ‫ال�صادر فى �إبريل من عام ‪ 2010‬والذى ر�أ�س حتريرها الفنان‬ ‫د‪ .‬ابراهيم غزالة حتى عددها ال�ساد�س والع�شرين وو�صل بها‬ ‫�إىل درجة رفيعة على كل امل�ستويات من الطباعة وف�صل االلوان‬ ‫واالخراج الفنى واملادة التحريرية ‪.‬‬ ‫ونحن نقدم له ال�شكر على تلك اجلهود التى جعلت من‬ ‫املجلة نافذة على الإبداع الب�صرى بكل �صوره ‪.‬‬ ‫االبداع الب�صرى‬ ‫وف��ى العدد املا�ضى ‪ « ..‬يونيه ‪ »2012‬من املجلة ‪..‬كانت‬

‫امل�س�ؤولية كبرية م�شوبة بالقلق واخل��وف ‪..‬وم�شوبة بالطموح‬ ‫�أي�ضا فى �أن تظل «اخليال» جملة تعتز بها الهيئة العامة لق�صور‬ ‫الثقافة ‪ ..‬خا�صة وهى جملة متفردة فى الإب��داع الب�صرى فى‬ ‫م�صر ورمبا فى الوطن العربى ‪ ..‬واجلميل هنا �صدورها عن‬ ‫تلك الهيئة الثقافية العريقة والتى تخاطب العقل والوجدان‬ ‫امل�صرى من �أق�صى جنوب م�صر اىل �أق�صى �أط��راف الدلتا‬ ‫بات�ساعها حتى الإ�سكندرية ‪..‬ومن �سيناء اىل الواحات ومطروح‬ ‫‪..‬باال�ضافة �إىل �أنه من بني دورها اال�سا�سى �أن تعك�س كل �آفاق‬ ‫الت�شكيل والتعبري فى اقاليم م�صر ‪..‬تعك�س عبقرية الزمان‬ ‫واملكان بتعبري املفكر «جمال حمدان» مبا ت�شتمل تلك العبقرية‬ ‫من تعدد فى اجلوانب والأبعاد ‪..‬والتى متتد باخل�صو�صية من‬ ‫مكان �إىل �آخر مع التوحد فى ال�سمات العامة ‪.‬‬ ‫وم��ن هنا ج��ادت اقاليم وادى النيل ب��رم��وز الإب ��داع فى‬ ‫الفكر والأدب والفن ‪..‬بدئا من رفاعة الطهطاوى الذى ينتمى‬ ‫�إىل طهطا �شمال �سوهاج‪..‬واالمام ال�شيخ حممد عبدة الذى‬ ‫ك��ان م��ول��ده ون�ش�أته الأوىل مبحلة ن�صر بالبحرية وال�شاعر‬ ‫على اجلارم وحممد عبد احلليم عبد اهلل بقرية اخرى بنف�س‬ ‫املحافظة ‪..‬وم�صطفى لطفى املنفلوطى و�أمينة ال�سعيد من‬ ‫�أ�سيوط ‪..‬ومثال م�صر خمتارالذى ينتمى �إىل قرية بالغربية‬ ‫بالقرب من املحلة وطلعت حرب وحممد عبد الوهاب ويو�سف‬ ‫�إدري�س و�صالح عبد ال�صبور وعبد احلليم حافظ من ال�شرقية‬ ‫والعقاد من �أ�سوان واملثال �أحمد عثمان م�ؤ�س�س الفنون اجلميلة‬ ‫باال�سكندرية وعميدها االول ينتمى �إىل النوبة ‪..‬وط��ه ح�سني‬ ‫وهدى �شعراوى من ريف املنيا ‪..‬وجادت املنوفية باملازنى وعبد‬ ‫الرحمن ال�شرقاوى وبنت ال�شاطىء ‪..‬وتعتز القليوبية بابنيها‬ ‫جمال حمدان وم�صطفى �صادق الرافعى ‪..‬ومن الدقهلية �أحمد‬ ‫ح�سن الزيات و�أم كلثوم وحممد ح�سني هيكل وزكريا احلجاوى‬ ‫والرائد امل�صور واملثال حممد ح�سن‪ ..‬ورموز عديدة كان مولدها‬ ‫ون�ش�أتها بالإ�سكندرية من بينها ‪� :‬سالمة حجازى و�سيد دروي�ش‬ ‫وح�سن فتحى وبريم التون�سى وحممود �سعيد و�سيف و�أدهم وانلى‬ ‫وعبد الهادى اجلزار ‪..‬و�أ�سماء �أخرى كثرية �أثرت احلياة الفنية‬ ‫والثقافية فى م�صر املحرو�سة ‪.‬‬ ‫كما ج��اد ري��ف م�صر بالفن ال�شعبى ال��ذى يعد التعبري‬ ‫احلقيقى عن روح الأمة ‪ ..‬ميتد من الأدب ال�شفاهى واملدون مع‬ ‫التقا�سيم ال�سمعية التى تنبعث من عازفى الربابة واملن�شدين‬ ‫واملغنني اجل��وال�ين ‪� ..‬إىل ال�صور الب�صرية التى تت�ألق فى‬ ‫ح�صرية ملونة من الق�ش و�سجادة �شعبية �أو كليم » ‪،‬‬


‫لوحة للفنانة «رباب منر»‬


‫رئي�س جمل�س الإدارة‬ ‫�سعد عبد الرحمن‬ ‫�أمني عام الن�شر‬ ‫حممد �أبو املجد‬ ‫مدير الن�شر‬ ‫�صبحى مو�سى‬ ‫مدير التحرير‬ ‫�صالح بي�صار‬ ‫مديرالتحريرالتنفيذى‬ ‫�أمين هالل‬ ‫امل�ست�شار الفني‬ ‫حممد الطراوى‬ ‫هيئة التحرير‬ ‫�أمين حامد‬ ‫وليد الدرمللى‬ ‫فينو�س ف�ؤاد‬ ‫كمبيوتر جرافيك‬ ‫حممد خمتار‬ ‫رنـــــــــا �أ�شرف‬

‫للفنون الب�صرية‬ ‫�أ�س�سها د‪�.‬إبراهيم غزالة‬ ‫الحصير الملون فى قصر ثقافة الشرفا‬

‫‪6‬‬

‫رمضان كريم‬

‫‪10‬‬

‫أخبار قصور الثقافة‬

‫‪12‬‬

‫المثال عبد الهادى الوشاحى‬

‫‪16‬‬

‫الفنان الكولومبى بوتيرو‬

‫‪22‬‬

‫جامع عمرو بن العاص‬

‫‪26‬‬

‫فنان من سيناء‬

‫‪34‬‬

‫هندرت فاسر‬

‫‪36‬‬

‫الريف البهيج‬

‫‪42‬‬

‫جيهان سليمان‪ ..‬ولغة جديدة فى التصوير‬

‫‪46‬‬

‫إبداعات الشباب‬

‫‪52‬‬

‫األيقونة وعمق التراث اإلنسانى‬

‫‪54‬‬

‫أخبارهم‬

‫‪58‬‬

‫فن البوب‬

‫‪60‬‬

‫الفنان التلقائى مصطفى العزبى‬

‫‪66‬‬

‫التنورة والمولوية واإلشراق الصوفى‬

‫‪70‬‬

‫معرض فى قاعة الباب‬

‫‪76‬‬

‫دعاء العدل‪ ..‬المرأة فى مصر سوبرمان‬

‫‪80‬‬

‫جولة المعارض‬

‫‪83‬‬ ‫‪Facebook.com/khayal.art‬‬ ‫‪alkhayal_art@hotmail.com‬‬

‫السنةالثالثة ‪ -‬العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫الآراء الواردة باملقاالت ُت َع رِّب عن ر�أى �أ�صحابها‬ ‫و لي�ست بال�ضرورة ُت َع رِّب عن ر�أى املجلة‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪7‬‬


‫قصر‬ ‫ثقافة‬ ‫الشرفا‬

‫يعيد سيرة اإلبداع‬ ‫فى الحصير الملون‬

‫الرحلة طويلة من القاهرة �إىل كفر ال�شرفا م��رور ًا‬ ‫بالقناطر اخلريية ولكن نهاية الرحلة جميلة �إذ ت�ستقبلك‬ ‫عمارة الفنان ح�سن فتحى �شيخ املعماريني الذى �أبدع هذا‬ ‫الق�صر‪« ،‬ان�ش�أ ع��ام ‪ 1965‬فى عهد الرئي�س جمال عبد‬ ‫النا�صر كوحدة ثقافية» بخامات بيئية (ت�بن وط�ين)‪،‬‬ ‫وجعله يتعانق مع البيئة بحيث ال ت�ستطيع ف�صله عنها‬ ‫‪v‬‬

‫‪6‬‬

‫وقد متت تو�سعة الق�صر وافتتاحه ملمار�سة احلرف البيئية‬ ‫فى عام ‪ ،1990‬و الق�صر ملئ بالأن�شطة املختلفة ويعترب‬ ‫فع ًال خري مثل عن الهيئة فى جم��االت متعددة كاحل�صري‬ ‫واخلزف والأركت وال�سجاد والزجاج املع�شق بالإ�ضافة �إىل‬ ‫ور�ش الأطفال املختلفة وكذلك الندوات واملحا�ضرات التى‬ ‫ي�ست�ضيفها الق�صر‪.‬‬


‫اجلديدة مل ت�ؤثر على احل�صر التقليدية‪ ،‬بالعك�س فقد‬ ‫جاءنى �أكادميى لتطوير احل�صر البال�ستيكية‪.‬‬ ‫اخلامات‬ ‫ال�س َمار من الفيوم ‪ /‬والكتّان من كفر ال�شيخ ‪� /‬أما‬ ‫َ‬ ‫ال�صبغة فيتم ا�ستريادها من اخلارج ب�ألوانها املتعددة‪.‬‬ ‫ال�س َمار‪ :‬هو اخلامة الأ�سا�سية التى ت�صنع منها‬ ‫َ‬ ‫احل�صري‪ ،‬وتتم زراعتها فى الفيوم وال�شرقية‪.‬‬ ‫�إنتاجنا من احل�صري ال يقت�صر فقط فى ت�سويقه‬ ‫على هيئة ق�صور الثقافة التى تتعامل معه باعتباره فن‬ ‫يجب املحافظة عليه‪ ،‬ولكنه فى احلقيقة يلقى رواج � ًا‬ ‫كبريا فى الأرياف حيث ال يخلو بيت من وجود احل�صري‪.‬‬ ‫طبيعة انتاجنا للح�صري يومية وال ترتبط باملوا�سم‪ ،‬ونحن‬ ‫نعر�ضه من خالل وزارة الثقافة فى معار�ض كثرية حملية‬ ‫وعاملية‪ ،‬ولكن للأ�سف الوزارة ال تقوم ببيع املنتجات مهما‬ ‫كان الإقبال عليها ورغ��م االنبهار اخلارجى مبحتواها‬ ‫الفنى حيث يطلبها العديد من الأجانب �أو العرب ولكن‬ ‫طبيعة العمل فى الثقافة ال ت�سمح بالبيع‪.‬‬ ‫ت�ستغرق بع�ض احل�صر فى ر�سمها �أك�ثر من ثالثة‬ ‫�شهور والبع�ض الآخر يتم اجنازه فى خالل يومني وذلك‬ ‫ح�سب طبيعة الر�سم على احل�صري ودقته وتعدد الألوان‬ ‫والأ�شكال به‪.‬‬ ‫ف��ن احل�صري م��وج��ود بق�صر ال�شرفا منذ بداية‬ ‫ان�شا�ؤه حيث �أنه ق�صر متخ�ص�ص فى احلرف البيئية‪( ،‬‬ ‫احل�صري‪ ،‬الكليم‪ ،‬وال�سجاد‪ ،‬والفخار)‬ ‫ويتميز ق�صر ال�شرفا �أن��ه الوحيد ال��ذى يهتم بفن‬ ‫�صناعة احل�صري فى م�صر‪.‬‬ ‫�أدوات ال�صناعة‪:‬‬ ‫امل�شط «امل�ضرب»‪ ،‬و�أربعة �أوت��ار‪ ،‬قناتان «خ�شبتان‬ ‫عري�ضتان»‪ ،‬الكر�سي‪ ،‬ا ِمل�ل� َوة‪ ،‬وهناك عدة ثابتة وعدة‬ ‫متنقلة‪.‬‬ ‫وتتعدد الأ�شكال التى نقوم بر�سمها على احل�صري‬ ‫ولكن �أكرثها مرتبط بالبيئة الريفية وعنا�صرها املختلفة‪.‬‬ ‫و�أحيانا نقوم بعمل ر�سوم ترتبط بالأو�ضاع ال�سيا�سية‬ ‫واالج�ت�م��اع�ي��ة‪ ،‬ف�ه�ن��اك ر� �س��وم ك �ث�يرة �صممناها عن‬ ‫ث��ورة يناير‪ ،‬وعن الوحدة الوطنية‪ ،‬وحتى عن املقاومة‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫يجب �أن ت�ضع كافة �أج�ه��زة ال��دول��ة الر�سمية على‬ ‫عاتقها مهمة الت�سويق الدوىل واملحلى ملنتجات احلرف‬ ‫اليدوية لأنها ال�ضمانة الوحيدة لعدم انقرا�ضها ول�ضمان‬ ‫العائد املادي‪ ،‬فال�سوق العاملى للحرف اليدوية يدر ‪100‬‬ ‫مليار دوالر �سنوياً‪.‬‬ ‫�أمين هالل ‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪9‬‬


‫وكما يقول الأ�ستاذ جم��دى عبد ال�سالم غنيم ‪-‬‬ ‫مدير ق�صر ال�شرفاء ‪:‬احل�صري هى �سجادة الفقري‬ ‫وزينة امل�ساجد القدمية وال يخلوا دوار العمدة من فر�ش‬ ‫احل�صري‪.‬العديد من املهن واحلرف ال�شعبية القدمية‬ ‫التى مازالت متار�س حتى وقتنا احلا�ضر �أو التى اندثرت‬ ‫وباتت جزء ًا من الرتاث والفولكلور ال�شعبى ‪ -‬تعد ج�سرا‬ ‫لربط املا�ضى العريق بالواقع املعا�صر‪ .‬فهى حرف‬ ‫ومهن متثل �أ�صالة الآباء والأج��داد وتذكرنا بتاريخهم‬ ‫املجيد وبنتاجهم الإبداعى الإن�سانى العريق املتمثل فى‬ ‫ال�صناعات اليدوية واحل��رف التقليدية فى وقت كان‬ ‫يفتقر فيه املجتمع �إىل الو�سائل الع�صرية احلديثة ومن‬ ‫ال�س َمار‬ ‫بني تلك احلرف �صناعة احل�صري امل�صنوع من َ‬ ‫(خامة �شبيهة بثمرة نبات الغاب ‪ -‬البو�ص) التى بد�أت‬ ‫تتال�شى منذ عقود �أم��ام زح��ف ال�سجاد و�صناعات‬ ‫الن�سيج واملفرو�شات‪ ،‬فاحل�صري فى املا�ضى كان �سيد‬ ‫املفرو�شات‪ ،‬كان يتم ت�صنيعها على �شكل م�ستطيالت �أو‬ ‫مربعات تفر�ش على �أر�ضيات البيوت وامل�ساجد وغريها‬ ‫بعد �أن يكون ت�صنيعها ق��د ا�ستغرق ق��راب��ة الأ�سبوع‬ ‫لت�صبح جاهزة لفر�شها فى �أر�ض البيت‪� ،‬أما فى الوقت‬ ‫احلا�ضر فقد تغلب ال�سرياميك والبالط الفاخر على‬ ‫احل�صري امل�صنوع من البو�ص و�أ�صبحت هذه احلرفة‬ ‫حمدودة على الزبائن الذين يبحثون فقط على الرتاث‬ ‫القدمي وقد عرفت هذه ال�صناعة تراجعات ملحوظة‬ ‫نتيجة ع��زوف امل�ستهلك عن اقتنائها بالإ�ضافة �إىل‬ ‫مناف�سة اخليوط اال�صطناعية البال�ستيكية التى زادت‬ ‫من �ضعف القدرة ال�شرائية للح�صري التقليدي‪.‬‬ ‫�سيد حممد �أب ��و �صامية م ��درب ق�سم احل�صري‬ ‫بق�صر ثقافة احل��رف البيئية بكفر ال�شرفا‪ ،‬عمرى‬ ‫�ستون عام ًا‪� ..‬أعمل فى املهنة منذ �أكرث من ‪ 34‬عاما‪،‬‬ ‫حا�صل على ابتدائية ق��دمي��ة‪ ،‬تعلمت ف��ن احل�صري‬ ‫بالوراثة من خالل �أبى وجدى‪� .‬أكرث املنتجات واحل�صري‬ ‫التى ن�صنعها ترتبط باملنا�سبات‪ .‬ح�صلت على جوائز‬ ‫عاملية عن منتجات احل�صري التى �أ�صنعها من فرن�سا‬ ‫واملك�سيك بالإ�ضافة �إىل عدد كبري من اجلوائز املحلية‪.‬‬ ‫َع ّلمت العديد من ال�صناع بالق�صر فن احل�صري فوالدى‬ ‫و�أخوتى وابنى وزوجتى وكل ابنائى ال�سبعة يجيدون هذا‬ ‫الفن ووزارة الثقافة �ساهمت ب�شكل كبري فى تعليم‬ ‫وانت�شار هذا الفن من خالل عائلتى «ابو �صامية» ف�أنا‬ ‫�أعلم جيد ًا �أهمية ه��ذه ال�صناعة و�أنها فى طريقها‬ ‫بالإنقرا�ض‪ ،‬نقوم بتطوير الت�صميمات على احل�صري‬ ‫ف�أ�ضفنا ر� �س��وم ك�ث�يرة للع�صر ترتبط باملنا�سبات‬ ‫�سواء كانت رم�ضانية �أو غريها‪ ,‬احل�صر البال�ستيكية‬ ‫‪v‬‬

‫‪8‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪11‬‬


‫كلما ي�أتينا �شهر رم���ض��ان ال �ك��رمي م��ن ك��ل ع��ام �إال‬ ‫ويفاجئنا �صانعوا الفواني�س باجلديد من الأ�شكال والأحجام‬ ‫وهناك العديد من الق�ص�ص عن �أ�صل الفانو�س‪� .‬أحد هذه‬ ‫الق�ص�ص �أن اخلليفة الفاطمى كان يخرج �إىل ال�شوارع‬ ‫ليلة الر�ؤية لي�ستطلع هالل �شهر رم�ضان‪ ،‬وكان الأطفال‬ ‫يخرجون معه لي�ضي�ؤا ل��ه ال�ط��ري��ق‪.‬ك��ان ك��ل طفل يحمل‬ ‫فانو�سه ويقوم الأطفال مع ًا بغناء بع�ض الأغانى اجلميلة‬ ‫تعبري ًا عن �سعادتهم با�ستقبال �شهر رم�ضان‪.‬‬ ‫هناك ق�صة �أخ��رى عن �أح��د اخللفاء الفاطميني �أنه‬ ‫�أراد �أن ي�ضئ �شوارع القاهرة طوال لياىل �شهر رم�ضان‪،‬‬ ‫ف�أمر كل �شيوخ امل�ساجد بتعليق فواني�س يتم �إ�ضاءتها عن‬ ‫طريق �شموع تو�ضع بداخلها‪.‬وتروى ق�صة ثالثة �أنه خالل‬ ‫الع�صر الفاطمي‪ ،‬مل يكن ُي�سمح للن�ساء برتك بيوتهن �إال‬ ‫فى �شهر رم�ضان وكان ي�سبقهن غالم يحمل فانو�س ًا لتنبيه‬ ‫الرجال بوجود �سيدة فى الطريق لكى يبتعدوا‪ .‬بهذا ال�شكل‬ ‫كانت الن�ساء ت�ستمتعن باخلروج وفى نف�س الوقت ال يراهن‬ ‫الرجال‪ .‬وبعد �أن �أ�صبح لل�سيدات حرية اخل��روج فى �أى‬ ‫وق��ت‪ ،‬ظل النا�س متم�سكني بتقليد الفانو�س حيث يحمل‬ ‫الأطفال الفواني�س ومي�شون فى ال�شوارع ويغنون‪ .‬وهناك‬ ‫ق�صة �أخرى تقول �أن الفانو�س تقليد قبطى مرتبط بوقت‬ ‫الكري�سما�س حيث كان النا�س ي�ستخدمونه وي�ستخدمون‬ ‫ال�شموع امللونة فى االحتفال بالكري�سما�س‪.‬‬ ‫�أي � ًا ك��ان �أ��ص��ل الفانو�س‪ ،‬يظل الفانو�س رم��ز خا�ص‬ ‫ب�شهر رم�ضان خا�ص ًة فى م�صر‪ .‬لقد انتقل هذا التقليد‬ ‫من جيل �إىل جيل ويقوم الأطفال الآن بحمل الفواني�س فى‬ ‫�شهر رم�ضان واخلروج �إىل ال�شوارع وهم يغنون وي�أرجحون‬ ‫الفواني�س‪ .‬قبل رم�ضان بب�ضعة �أي��ام‪ ،‬يبد�أ كل طفل فى‬ ‫التطلع ل�شراء فانو�سه‪ ،‬كما �أن كثري من النا�س �أ�صبحوا‬ ‫يعلقون فواني�س كبرية ملونة فى ال�شوارع و�أم��ام البيوت‬ ‫وال�شقق وحتى على ال�شجر‪.‬‬ ‫لي�ست �صناعة الفواني�س �صناعة مو�سمية‪ ،‬ولكنها‬ ‫م�ستمرة طوال العام حيث يتفنن �صناعها فى ابتكار �أ�شكال‬ ‫ومناذج خمتلفة‪ ،‬وتخزينها ليتم عر�ضها للبيع فى رم�ضان‬ ‫الذى يعد مو�سم رواج هذه ال�صناعة‪.‬وتعد مدينة القاهرة‬ ‫امل�صرية من �أهم املدن الإ�سالمية التى تزدهر فيها هذه‬ ‫ال�صناعة‪.‬وهناك مناطق معينة مثل منطقة حتت الربع‬ ‫القريبة من حى الأزه��ر‪ ..‬والغورية‪ ..‬ومنطقة بركة الفيل‬ ‫بال�سيدة زينب من �أهم املناطق التى تخ�ص�صت فى �صناعة‬ ‫الفواني�س‪.‬‬ ‫وف��ى جولة فى منطقة حتت الربع جتد �أ�شهـر ور�ش‬ ‫ال�صناعة وكذلك �أ�شهر العائالت التى تتوارثها جيال ً بعد‬ ‫جيل‪ .‬وتعترب الفواني�س امل�صرية طويلة العمر‪ ،‬وقد �شهدت‬

‫‪v‬‬

‫‪10‬‬

‫هذه ال�صناعة تطور ًا كبري ًا فى الآون��ة الأخ�يرة‪ ،‬فبعد �أن‬ ‫كان الفانو�س عبارة عن علبة من ال�صفيح تو�ضع بداخلها‬ ‫�شمعة‪ ،‬مت تركيب ال��زج��اج م��ع ال�صفيح م��ع عمل بع�ض‬ ‫الفتحات التى جتعل ال�شمعة ت�ستمر فى اال�شتعال‪ .‬ثم بد�أت‬ ‫مرحلة �أخرى مت فيها ت�شكيل ال�صفيح وتلوين الزجاج وو�ضع‬ ‫بع�ض النقو�ش والأ�شكال‪.‬وكان ذلك يتم يدوي ًا وت�ستخدم فيه‬ ‫املخلفات الزجاجية واملعدنية‪ ،‬وكان الأمر يحتاج �إىل مهارة‬ ‫خا�صة وي�ستغرق وقتا طويال‪.‬‬ ‫وكان لنا لقاء مع �أحد �أحمد م�صنعى فانو�س رم�ضان‬ ‫مبنطقة حتت ال َربع‪:‬‬ ‫ �أح �م��د �سيد امل���ص��رى ‪�� 56‬س�ن��ة‪ ،‬يعمل ب�صناعة‬‫الفواني�س منذ كان عمره �ست �سنوات وتعلمها عن �أبيه وجده‬ ‫فهى مهنة متوارثة‪ ،‬هناك اختالف بني �صناعة الفواني�س‬ ‫حاليا وبني �صناعتها فى عهد والدى وجدى ف�أيامها كانت‬ ‫الفواني�س ت�صنع يدوي ًا بالكامل ولكن اليوم دخلت امليكنة فى‬ ‫ال�صناعة ب�شكل وا�ضح وخا�صة فى ت�صنيع خامات ال�صاج‪،‬‬ ‫ولكن تبقى امل�ه��ارة اليدوية فى ت�صميم وجتميع �أج��زاء‬ ‫الفانو�س‪.‬‬ ‫ال �أرى �صناعة الفانو�س اليدوية ميكن �أن تنقر�ض فهى‬ ‫مرتبطة بوجود �شهر رم�ضان‪ ،‬و�ستظل موجودة طاملا يحتفل‬ ‫اجلميع بال�شهر ال�ك��رمي‪ .‬ال يوجد دول غ�ير م�صر تقوم‬ ‫بت�صنيع الفواني�س اليدوية‪ ،‬وحتى الفواني�س التى ت�صنع فى‬ ‫اخلارج‪ ،‬يكون هدفها الت�سويق داخل م�صر فقط‪.‬‬ ‫نحتاج دائ �م � ًا �إىل ت�صميمات ج��دي��دة ف��ى �صناعة‬ ‫الفواني�س وهى �أمور ال تكفيها املهارة اليدوية املتوارثة‪ ،‬ولكن‬ ‫يجب اال�ستعانة بالعلوم والفنون احلديثة البتكار ت�صميمات‬ ‫جديدة‪ ،‬ولذا نحن بحاجة جليل جديد من املتعلمني لت�صنيع‬ ‫الفواني�س اليدوية‪ .‬نقوم بت�صدير الفانو�س بكثافة وخا�صة‬ ‫للدول العربية‪ ،‬و�أكرث الدول العربية التى تطلبه هى �سوريا‬ ‫وليبيا‪ ،‬والأردن‪.‬‬ ‫ جمدى فهمى �أبو العجب‪ 62 ،‬عاما‪� ،‬أعمل ب�صناعة‬‫الفواني�س منذ كان عمرى خم�سة �أعوام‪ ،‬وتعلمتها من خالل‬ ‫�أبى وجدي‪ .‬تتعدد �أ�شكال الفواني�س و�أهمها‪� :‬أبو الأوالد‪،‬‬ ‫عالمة الن�صر‪� ،‬شقة البطيخ‪ ،‬املركب‪ ،‬الرتماي‪ ،‬الدبابة‪،‬‬ ‫عبد العزيز‪ .‬وكل الأ�شكال والأن��واع تلقى روج � ًا كبري ًا ‪..‬‬ ‫وخا�صة فى الدول العربية‪.‬‬ ‫ف��ى الغالب ال نقوم بت�صنيع الفواني�س خ�لال �شهر‬ ‫رم�ضان ذات��ه‪ ،‬وخا�صة فى الأي��ام الأوىل منه‪ ،‬لأننا نكون‬ ‫قد بذلنا جهد ًا كبري ًا لت�صنيع �أكرب كم وعدد من الفواني�س‬ ‫لتلبية احتياجات اجلمهور‪ ،‬فنحن نقوم بت�صنيع الفانو�س‬ ‫على مدار العام‪ ،‬ونقوم ببيعه فقط خالل ال�شهر الكرمي‪.‬‬


‫مهرجان االبــــداع‬ ‫فى العيـــد القومـــى للمنوفيــة‬

‫امل�ست�شار ‪� .‬أ�شرف هالل حمافظ املنوفية و الأ�ستاذ‪ .‬حممود طرية‬ ‫رئي�س �إقليم غرب وو�سط الدلتا واال�ستاذ‪� .‬سامى حنفى �أبو املجد مدير عام ثقافة املنوفية‬

‫�إحتفلت حمافظة املنوفية بامل�ساهمة مع ثقافة‬ ‫املنوفية فى الثالث ع�شر من يونيه املا�ضى بالعيد‬ ‫القومى للمحافظة والذى يعود �إختيار هذا اليوم‬ ‫لإرتباطه بحادثة دن�شواى التى �أثرت على التاريخ‬ ‫امل�صرى املعا�صر‪.‬‬ ‫وح�ضر حفل الإفتتاح امل�ست�شار د‪� /‬أ�شرف هالل‬ ‫حمافظ املنوفية واال�ستاذ‪ /‬حممود طرية رئي�س‬ ‫�إقليم غرب و�سط الدلتا‪ ،‬واال�ستاذ ‪� /‬سامى حنفى‬ ‫�أب��و املجد مدير ع��ام ثقافة املنوفية وا�ستقبلتهم‬ ‫التنوره والطبول ومزامري فرقه الآالت ال�شعبية‬ ‫بق�صر ثقافة �شبني الكوم وتفقد اجلميع احلديقة‬ ‫التى ا�صطفت بالتماثيل امل�صرية التى متثل زعماء‬ ‫وم���ش��اه�ير امل�ن��وف�ي��ة وك��ذل��ك ع��دد م��ن ال�ل��وح��ات‬

‫عمل لأمرية حما باملعر�ض القومى‬

‫اجلدارية املعربة عن حادثة دن�شواى والتى �صاغها‬ ‫الفنان النحات ‪ /‬طارق الكومى بخامة البولي�سرت‪،‬‬ ‫وتوجه اجلميع اىل معر�ض الفنون الت�شكيلية لعدد‬ ‫من فنانى املنوفية وهم ‪:‬‬ ‫م�صطفى بط ‪ -‬بثينه ال��دردي��رى – �أ�سماء‬ ‫�شاهني –�صالح عبد الرحيم – �إينا�س ن�صر –‬ ‫فاتن �شوقى – �أم�يره حما – �أحمد �أبو طالب –‬ ‫ح�سناء نويه – الهام نبوى‪.‬‬ ‫وعر�ضت الفرقة القومية للمو�سيقى العربية‬ ‫بقيادة املاي�سرتو ‪ /‬مدحت العامل عدد من الأغانى‬ ‫الوطنية والتوا�شيح م��ن ال�ت�راث و��س��ط ح�ضور‬ ‫جماهريى تعاي�ش مع �أداء الفرقة املتميز احلا�صله‬ ‫ع�ل��ى ال�ع��دي��د م��ن امل��راك��ز الأوىل ع�ل��ى م�ستوى‬

‫اجلمهوريه‪ ،‬وقدم �شعراء املنوفية بح�ضور الأديب‬ ‫د ‪ /‬ي�سرى العزب عدد من الق�صائد والأ�شعار التى‬ ‫تغنت بهذه املنا�سبة وهم ‪:‬‬ ‫(عبد الرحمن البجاوى – فوقية ال�سحيمى –‬ ‫�أحمد عبد احلفيظ – معاويه املهدى )‪.‬‬ ‫و�أختتمت الأحتفالية بعر�ض قدمته الفرقه‬ ‫ال�سرحية بق�صر ثقافة �شبني الكوم بعنوان �أوبريت‬ ‫دن�شواى ال�صمود �إخراج الفنان ‪ /‬يو�سف النقيب‬ ‫وبطولة ( خالد مو�سى – عزت جابر – حممد‬ ‫عو�ض ‪� -‬صبحى �سيف – هانى الدحلب ‪ -‬ح�سنى‬ ‫عطية – م�صطفى كامل ) والأوبريت من �أحلان ‪/‬‬ ‫على ال�سعيد وديكور ‪ /‬ال�سيد �سيف)‪.‬‬

‫الصامتون‪...‬‬ ‫دعوة لتواصل األجيال واستلهام تجارب ثقافية رائدة‬ ‫�أ�صدرت الهيئة العامة لق�صور الثقافة الطبعة الثانية من‬ ‫كتاب « ال�صامتون» ‪ ،‬جتارب فى الثقافة والدميقراطية للناقد‬ ‫الكبري والفنان عز الدين جنيب‪ ،‬وي�صف « جنيب» ال�صمت ب�أنه‬ ‫�آفة ال�شعوب املغلوبة وحكمتها فى نف�س الوقت‪ ،‬فهو �آفة عندما‬ ‫يكون تعبري ًا عن اخلوف‪ ،‬وحكمة‪ ،‬عندما يعرب عن موقف ال�صرب‬ ‫في�صبح طاقة خمتزنة ‪ ...‬والوعى هو ال�سبيل الوحيد لتحويل هذه‬ ‫الطاقة �إىل فعل ملواجهة الطغيان‪ ،‬والوعى �أي�ض ًا يلزمه طليعة و�آلة‬

‫ثقافية تتعامل مع ال�صامتني بحن ّو الأخوة ال بتعاىل املثقفني ‪...‬‬ ‫ويتحول الوعى اجلديد لدى ال�صامتون �إىل حالة ابداعية تروى‬ ‫ظم�أ للمعرفة واجلمال‪ ،‬وي�سرد الكتاب التجارب التى �أ�سهمت فى‬ ‫تفجري وعى �أبناء الريف من خالل القوافل التى نظمتها « الثقافة‬ ‫اجلماهريية» فى �أواخر ال�ستينيات و�أواخر ال�سبعينيات بعدد قليل‬ ‫من املثقفني الذين �أطلقوا م�شروعني ملحو الأمية وامل�سرح كانت‬ ‫التجربة الأوىل بكفر ال�شيخ‪ ،‬والثانية بالدقهلية‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪13‬‬


‫اتفاقية تعاون مشترك بين الهيئة العامة لقصور الثقافة‬ ‫وصندوق التنمية الثقافية ودار األوبرا المصرية‬

‫أخبـــــــــــــار‬ ‫قصور الثقافة‬

‫ال�شاعر �سعد عبد الرحمن و د‪�.‬إينا�س عبد الدامي و املهند�س حممد �أبو �سعده‬

‫مت توقيع اتفاقية تعاون م�شرتك بني الهيئة العامة لق�صور‬ ‫الثقافة برئا�سة ال�شاعر �سعد عبد الرحمن‪ ،‬و�صندوق التنمية‬ ‫الثقافية برئا�سة املهند�س حممد �أبو �سعده‪ ،‬واملركز الثقافى‬ ‫القومى «دار الأوبرا امل�صرية» برئا�سة د‪� .‬إينا�س عبد الدامي‪،‬‬ ‫حيث مت االتفاق على التعاون فيما بينهم للإ�ستفادة من مركز‬ ‫الإب��داع الثقافى بدمنهور التابع ل�صندوق التنمية الثقافية‪،‬‬ ‫وما ميلكه من قاعات للبحث والإطالع وقاعة للعرو�ض الفنية‬ ‫ومكتبة وقاعات للفنون الت�شكيلية و�أخرى لإكت�شاف املواهب‬ ‫وف�صول تعليمية وقاعة حا�سب �آىل ف�ض ًال عن املكاتب الإدارية‪.‬‬ ‫اتفق الأطراف الثالث على �أن ي�ؤول ا�ستخدام القاعات‬ ‫التى مت جتهيزها مبركز الإب��داع �إىل الهيئة العامة لق�صور‬ ‫الثقافة وتقوم مب�سئولياتها الكاملة فى �إدارتها وهى‪ :‬قاعة‬ ‫فنون ت�شكيلية‪ ،‬قاعة د‪� .‬أحمد زويل‪ ،‬قاعتان للمعار�ض الفنية‪،‬‬

‫فى احتفالية أتوبيس الفن الجميل‬ ‫سعد عبد الرحمن ‪ :‬الثورة فعل ثقافى تجاه حركة التاريخ‬ ‫مبنا�سبة �أح��داث انتخابات الرئا�سة فى م�صر وال��دول‬ ‫العربية عامة‪ ،‬حتت رعاية د‪�.‬صابر عرب وزير الثقافة �شهد‬ ‫ال�شاعر �سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة‬ ‫احتفالية «تعالوا نحلم ببكرة» التى �أقامها �أتوبي�س الفن اجلميل‬ ‫ب��إ��ش��راف م��اج��دة �صقر وذل��ك على امل�سرح املك�شوف ب��دار‬ ‫االوبرا امل�صرية بح�ضور ال�شاعر حممد ك�شيك رئي�س الإدارة‬

‫‪v‬‬

‫‪12‬‬

‫قاعة �إطالع للأطفال‪ ،‬املكاتب الإدارية‪ ،‬قاعة الأن�شطة‪ ،‬قاعة‬ ‫الأديب توفيق احلكيم‪ ،‬قاعة املفكر د‪ .‬عبد الوهاب امل�سريى‪،‬‬ ‫قاعتان للحا�سب الآىل‪ ،‬قاعة تعليم اللغات‪� ،‬أربعة ف�صول‬ ‫تعليمية‪ ،‬قاعة الإمام حممد عبده‪.‬‬ ‫كما ي�ستخدم امل��رك��ز الثقافى ال�ق��وم��ى «دار الأوب ��را‬ ‫امل�صرية» قاعة املو�سيقى والتدريب احلركى بالطابق الثالث‬ ‫من مبنى املركز‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل املكتب الإدارى‪ ،‬على �أن ت�سرى‬ ‫مدة االتفاقية ع�شر �سنوات �إعتبار ًا من تاريخ توقيعها‪.‬‬ ‫وقد �صرح ال�شاعر �سعد عبد الرحمن ب�أن هذا االتفاق‬ ‫يعد الأول من نوعه فيما بني قطاعات وزارة الثقافة ومتنى �أن‬ ‫يكون املردود الثقافى لهذا التعاون مثمر ًا ب�شكل كامل‪ ،‬كما نوه‬ ‫�إىل �أن هذا التعاون يعد نقطة للإنطالق نحو ن�شر الثقافة على‬ ‫م�ستوى املحافظات كافة‪.‬‬

‫املركزية للدرا�سات والبحوث‪ ،‬وب��د�أت فعاليات االحتفالية‬ ‫ب�إفتتاح معر�ض لأطفال �أتوبي�س الفن اجلميل مب�شاركة �أطفال‬ ‫من فل�سطني و�سوريا‪ ،‬و�ضم املعر�ض حواىل ‪ 40‬لوحة �شمل ‪5‬‬ ‫لوحات لفل�سطني‪ 10 ،‬لوحات «�سوريا»‪ 25 ،‬لوحة «م�صر»‪ ،‬وقدم‬ ‫املعر�ض جوانب خمتلفة عن ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬


‫عثمان و�أحل��ان هيثم الكاتب وف��ازت بجائزة قدرها‬ ‫�أربعة �آالف وخم�سمائة جنيه و�شهادة تقدير‪.‬‬ ‫على �أن توزع قيمة اجلوائز ال�سابقة ما بني امل�ؤلف‬ ‫وامللحن واملطرب‬ ‫جوائز جلنة التحكيم‪:‬‬ ‫فاز ب�شهادة تقدير جلنة التحكيم كال من الطفل‬ ‫�أحمد عماد عن �أغنية «بنحبك يام�صر»‪ ،‬الطفلة منه‬ ‫اهلل ط��ارق عن �أغنية «قولوا مل�صر �أطمنى»‪� ،‬أحمد‬ ‫عبدون عن �أغنية «حتلم �شعوب الكون»‪ ،‬ويحى عبد‬ ‫اجلواد عن �أغنية «م�صر اخلري»‪.‬‬ ‫جوائز �أح�سن �شاعر وملحن ومغنى‪:‬‬ ‫حيث فازت �أغنية «امليدان فينا» بجائزة �أح�سن‬ ‫�شاعر وملحن و�صوت وه��ى من غناء وتلحني رجب‬ ‫ال�شاذىل ومن كلمات عبد النا�صر حجازى‪.‬‬ ‫جائزة �أح�سن ملحن‪:‬‬ ‫حيث ف��ازت �أغنية «بنحبك يام�صر» بجائزة‬ ‫�أح�سن تلحني وه��ى م��ن غناء الطفل �أح�م��د عماد‪،‬‬ ‫وتلحني حممد عبد املنعم طه‪ ،‬وكلمات حممود جاد‬ ‫كرمي‪.‬‬ ‫جائزة �أح�سن مطرب‪:‬‬ ‫حيث فازت �أغنية «م�صر م�صرنا» بجائزة �أح�سن‬ ‫مطرب من غناء �شيماء حممد �شريف‪ ،‬وتلحني حممد‬ ‫عو�ض‪ ،‬وكلمات �أحمد عبد احلميد‪.‬‬ ‫كما فاز ب�شهادات التقدير من الهيئة �أغنية «عيد‬ ‫ميالد ثورة يناير» غناء و تلحني �أحمد �صالح‪ ،‬وكلمات‬ ‫حممد ي�س �أحمد‪ ،‬و�أغنية «ال�شعب يريد» غناء وتلحني‬ ‫ح�سام الدين ح�سنى وكلمات حممد جابر املتوىل‪،‬‬ ‫و�أغنية «�شدى حيلك يابلد» غناء وتلحني وكلمات �إميان‬ ‫زكى‪ ،‬و�أغنية «قولوا مل�صر �أطمنى» غناء الطفلة منه‬ ‫اهلل طارق‪ ،‬وتلحني وكلمات ح�سام ال�شريف‪ ،‬و�أغنية‬ ‫«غنى يا �سم�سمية للثورة امل�صرية» غناء حممد يحى‪،‬‬ ‫وتلحني يحى عبد الغنى‪ ،‬وكلمات �سمري كمال‪.‬‬ ‫وق��د منح ال�شاعر �سعد عبد الرحمن الطفالن‬ ‫منه اهلل طارق و�أحمد عماد �ألف جنيها لكال منهما‬ ‫ت�شجيع ًا ملوهبتهم الواعده‪ ،‬كما منح فرقة ال�سم�سمية‬ ‫بالإ�سماعيلية �أل��ف ومئتان جنيها حلفاظهم على‬ ‫الرتاث ال�شعبى‪ ،‬كما منح الطفل يو�سف حممد فرج‬ ‫من فرقة املو�سيقى العربية بالهيئة خم�سمائة جنيها‬ ‫لإمتالكة موهبة الغناء وهو فى �سن �صغرية‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪15‬‬


‫عبد الرحمن وبكر والحلو وسحاب ونصار يعلنون الفائزين‬ ‫فى مسابقة ثورة يناير األولى لألغنية الوطنية‬

‫أخبـــــــــــــار‬ ‫قصور الثقافة‬

‫‪v‬‬

‫‪14‬‬

‫حتت رعاية وبح�ضور د‪� .‬صابر عرب وزير الثقافة‪ ،‬وال�شاعر‬ ‫�سعد عبد الرحمن رئي�س الهيئة العامة لق�صور الثقافة‪� ،‬أُعلنت‬ ‫نتيجة م�سابقة ثورة يناير الأوىل للأغنية الوطنية التى �أقامتها‬ ‫الإدارة العامة للم�سرح برئا�سة الفنان �أحمد �إبراهيم على‬ ‫امل�سرح ال�صغري ب��دار الأوب��ر امل�صرية‪ ،‬حيث مت ت�صعيد ‪15‬‬ ‫�أغنية فى الت�صفية النهائية للم�سابقة‪ ،‬وقد �أ�ستمعت جلنة‬ ‫التحكيم التى تكونت من املو�سيقار حلمى بكر رئي�س ًا للجنة التى‬ ‫�شملت �أربعة �أع�ضاء هم الفنان حممد احللو‪ ،‬املاي�سرتو �سليم‬ ‫�سحاب‪ ،‬الفنان جمال بخيت‪ ،‬والناقد �أ‪.‬د زين ن�صار لهم‪.‬‬ ‫بد�أ االحتفال ب�إفتتاح د‪�.‬صابر و�سعد عبد الرحمن معر�ض‬ ‫فنون ت�شكيلة لإدارة ذاك��رة الوطن �أحتوى على جمموعة من‬ ‫التماثيل ل�شهداء ث��ورة ‪ 25‬يناير‪� ،‬أعقبها اال�ستماع للخم�سة‬ ‫ع�شر �أغنية التى مت ت�صعيدها وهى «عيد ميالد ثورة يناير‪،‬‬ ‫ال�شعب يريد‪� ،‬شدى حيلك يابلد‪ ،‬قولوا مل�صر �إطمنى‪ ،‬وحدووه‪،‬‬ ‫�أحلى من الأول‪� 30 ،‬سنة‪� ،‬أيها ال�شرق‪ ،‬م�صر اخلري‪ ،‬بنحبك‬ ‫يام�صر‪ ،‬غنى يا�سم�سمية للثورة امل�صرية‪ ،‬حتلم �شعوب الكون‪،‬‬ ‫خري خري‪ ،‬امليدان فينا» �أعقبها كلمة ال�شاعر �سعد عبد الرحمن‬ ‫الذى �أكد �أن هذه امل�سابقة �سوف تقام �سنويا لإحياء وجتديد‬ ‫الأغنية الوطنية من خالل �أكت�شاف املواهب اجلديدة ورعايتها‬ ‫والإهتمام بها‪ ،‬وقال �أن م�صر والدة‪ ،‬و�أهم مامتلكه هو الرثوة‬ ‫الب�شرية م��ن امل��واه��ب امل��وج��ودة بها م��ن �شمالها جلنوبها‪،‬‬

‫واحلقيقة �أننا اليوم نحتفى بهذه املواهب‪ ،‬كتعبري عن الإحتفاء‬ ‫بالغد امل�شرق للم�صر‪ ،‬و�أ�شار �إىل �أن ه�ؤالء املبدعني هم من نتاج‬ ‫الثورة‪ ،‬قائال «فكما �أن للثورات �أ�سبابها‪ ،‬لها كذلك نتائجها وها‬ ‫هم نراهم الأن يتوجون عر�س م�صر الذى �شاهدناه فى ميدان‬ ‫التحرير»‪ ،‬و�أو�ضح �أن الثورة م�ستمرة وكذلك �أبطالها ال�شباب‬ ‫ال �ق��ادرون على حماية وطنهم م��ن املرتب�صني ب��ه‪ ،‬فبالفعل‬ ‫والكلمة والفن يحمون ويدافعون عن �أر�ض م�صر‪ ،‬و�أختتم كلمتة‬ ‫ب�أن اهلل قادر على �أن ين�صر ثورة ‪ 25‬يناير واملجد لل�شهداء‪.‬‬ ‫ث��م ق��ام رئي�س الهيئة بتكرمي ا��س�م��اء �أع�ل�ام الأغنية‬ ‫الوطنية وه��م «ال��راح��ل �صالح جاهني‪ ،‬الراحل عبد احلليم‬ ‫حافظ‪ ،‬والراحل كمال الطويل» كما قام بتكرمي جلنة التحكيم‬ ‫ب�إهدائهم درع الهيئة و�شهادات تقدير مل�شاركتهم فى امل�سابقة‪،‬‬ ‫�أعقب ذلك �إعالن جلنة التحكيم للفائزين وكانت كالتاىل‪:‬‬ ‫جوائز املراكز الثالث الأوىل‪:‬‬ ‫املركز الأول �أغنية «وحدووه» غناء هايدى مو�سى‪� ،‬أحلان‬ ‫�أ�شرف حممد ذك��ى‪ ،‬وكلمات ال�شاعر ال�سيد �أحمد حممود‬ ‫وفازت بجائزة قدرها ت�سعة �آالف جنيه و�شهادة تقدير‪.‬‬ ‫املركز الثانى �أغنية «�أحلى من الأول» غناء �أحمد �سعد‪،‬‬ ‫�أحلان حممد عزت‪ ،‬وكلمات رانيا الن�شار وفازت بجائزة قدرها‬ ‫�ستة �آالف جنيه و�شهادة تقدير‪.‬‬ ‫املركز الثالث �أغنية «�أيها ال�شرق» غناء وكلمات مى ح�سن‬


‫طه ح�سني‪1996-‬بولي�سرت ‪�230x130x290-‬سم‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪17‬‬


‫المثال عبد الهادى الوشاحى‬ ‫فنان العدد‬

‫عمق التشكيل بين « طه حسين »‬ ‫و«القفزة المستحيلة »‬

‫�صالح بي�صار‬

‫القفزة امل�ستحيلة‪ -1975 -‬نحا�س مطروق ‪-‬ارتفاع ‪�170‬سم‬

‫يعد املثال عبد الهادى الو�شاحى احد عالمات النحت من اجليل‬ ‫الثالث لفن االج��داد ‪..‬ه��ذا الفن الذى اطلق �شرارته مثال م�صر‬ ‫خمتار بعد ط��ول انقطاع واكمل الفنان جمال ال�سجينى م�شواره‬ ‫متمثال فى اجليل الثانى بلم�سة جديدة مبثابة امتداد وا�ضافة ملا‬ ‫قدمه �صاحب متثال «نه�ضة م�صر» ‪.‬‬ ‫واذا كان الو�شاحى له تعبري بليغ يقول فيه ‪ »:‬املثال هو املالك‬ ‫ال�شرعى للفراغ «مب��ا ي�ؤكد عظمة فن النحت ودوره كت�شكيل فى‬ ‫الثقافة الب�صرية واالرتقاء بالذوق والتذوق ‪..‬واي�ضا تخليد الرموز‬ ‫القومية ‪..‬اال انه وحتى االن مل ياخذ حقه فى هذا االطار ‪..‬فلي�س‬ ‫هناك ميدان واحد فى القاهرة بل وخارجها يقف فيه احد متاثيل‬ ‫الفنان الو�شاحى ‪ ..‬هذا على الرغم من ان املثال الكبري له ثالثة‬ ‫‪v‬‬

‫‪16‬‬

‫متاثيل با�سبانيا يعتز بها �شعبها اولها الن�صب التذكارى « اىل الفالح‬ ‫– اجلينيت « بفالين�سيا عام ‪ 1969‬ومتثالني اخرين احدهما بالهيئة‬ ‫االوملبية اال�سبانبة مبدريد عام ‪ 1975‬والثانى متثاله بنادى « ريال‬ ‫مدريد «عام ‪.1977‬‬ ‫التقت اخليال باملثال الكبريعبد الهادى الو�شاحى وكان هذا‬ ‫احلديث حول عامله ودنيا فن النحت ‪.‬‬ ‫�شاكو�ش وازميل‬ ‫يقول ‪ :‬بدايتى بب�ساطة مع فن النحت كانت وعمرى ثالث �سنوات‬ ‫‪ ..‬كنت كلما وجدت �شاكو�شا انزل دق وخبط على احلوائط واملوبيليا‬ ‫كنت اميل للنحت خا�صة وهو مرتبط بال�شاكو�ش واالزميل ‪.‬‬ ‫و فى البداية كنت دائم التفكري واف�ضل االنفراد كثريا بنف�سى‬


‫ام��راة بارتفاع ‪� 80‬سم ‪..‬اح�ضرت طينة وب��دات‬ ‫اعمل درا�سة من وحيه وق��ررت االلتحاق بالفنون‬ ‫اجلميلة ‪.‬‬ ‫فى االمتحان التقيت بثالثة من اال�ساتذة ‪:‬‬ ‫م�صطفى متوىل وابو �صالح االلفى واحل�سني فوزى‬ ‫‪..‬قالوا ىل انت جاى ليه ‪..‬قلت نف�سى التحق بق�سم‬ ‫النحت ‪..‬وم��ع العملى ‪..‬اطلعنى م�صطفى متوىل‬ ‫على جمموعة من الكروت لتماثيل واخذ ي�سالنى‬ ‫وان��ا اجيب ‪ :‬قبلة رودان – مو�سى ملايكل اجنلو‬ ‫وغريها من النحت العاملى هو ي�شري وان��ا اجيب‬ ‫ولوحات فى الت�صوير اي�ضا لدافن�شى وفان جوخ‬ ‫‪..‬قال ‪ :‬انت جنحت بتفوق ‪ 20‬من ‪. 20‬‬ ‫متثال «الربد «‬ ‫ف��ى كلية ال�ف�ن��ون اجلميلة ف��ى ق�سم النحت‬ ‫كان معى حممود رحمى كان نحاتا عبقريا اخذته‬ ‫العرائ�س واحمد قا�سم احللو وم�صطفى احلالج‬

‫فل�سطينى رحل عن عاملنا فى حادث اليم وعدنان‬ ‫اجنيلة من �سوريا ومن اال�ساتذة ‪ :‬م�صطفى متوىل‬ ‫وجمال ال�سجينى ‪ . .‬واحمد امني عا�صم وهوعبقرى‬ ‫من اال�ساتذة الكبارالذين يفنون انف�سهم من اجل‬ ‫الطلبة وكان يعطى كل ماعنده من اجلنا ‪.‬‬ ‫فى عام ‪ 1960‬اخر �سنة اوىل كان فيه م�شروع‬ ‫اعمال �سنة ‪ ..‬دخل علينا ال�سجينى ‪..‬قال ‪« :‬الربد‬ ‫!!» واعطى ظهره وخرج !!‪.‬‬ ‫تذكرت احمد ربيع زميلى بق�سم العمارة كان‬ ‫طويال و�شكله « �سمارت «انيق طلبت منه ان يكون‬ ‫موديال خلع مالب�سه ووق��ف فى االتيليه عاريا اال‬ ‫من املالب�س الداخلية ووقف وكانت الدفاية �شغاله‬ ‫وكنا فى اعز ال�شتا ‪ ..‬وكان تعليقه ‪ :‬انا احرتمتك‬ ‫ياو�شاحى تعرف من البداية اول ماخلعت مالب�سى‬ ‫لقيت نف�سى ب��ردان وعملت ه��ذه احل��رك��ة‪ ..‬وانا‬ ‫بدورى �شكلتها مع االح�سا�س بالربد‪..‬عملته جب�س‬ ‫دراجة‪ - 1971 -‬نحا�س مطروق ارتفاع ‪� 63‬سم‬

‫وعملته خ�شب فيما بعد ‪ ،‬وفى م�شروع البكالوريو�س‬ ‫عملت �شهيد دن�شواى وح�صلت على ‪ 100‬من ‪100‬‬ ‫وهو رقم مل يحدث فى تاريخ الكلية ‪.‬‬ ‫القفزة امل�ستحيلة‬ ‫ي�ضيف ‪ :‬تخرجت من كلية الفنون اجلميلة‬ ‫ع ��ام ‪ 1964‬وع �ي �ن��ت م �ع �ي��دا ب��ال �ف �ن��ون اجلميلة‬ ‫باال�سكندرية‪ ..‬بعد ذلك ح�صلت على منحة ملر�سم‬ ‫االق�صر وك��ان مدتها عامني ‪..‬يق�ضى ال��دار���س‬ ‫ال�شتاء باالق�صر ويق�ضى ال�صيف «بحو�ش قدم‬ ‫«بقاهرة املعز ‪..‬يعنى زاد وزواد م��ن ال�ت�راث‪..‬‬ ‫ولكن ات��ذك��ر رج��ل عبقرى ا�سمه امل�ث��ال ال�شهري‬ ‫عبد القادر خمتار‪..‬قابلنى وق��ال ىل ‪ :‬ياو�شاحى‬ ‫هناك معر�ض فى ا�سبانيا «بيناىل ابيثا ال��دوىل»‬ ‫وانا ار�شحك له ‪..‬ك��ان هذا عام ‪.. 1968‬تقدمت‬ ‫بتمثال «ال�برد «بعدها ات�صل بى ‪..‬ق��ال مربوك‬ ‫ح�صلت على اجلائزة الثانية والبد ان ا�ساعدك فى‬ ‫ال�سفروا�ستالم اجلائزة وق��ام بجهود وات�صاالت‬ ‫مكثفة حتى �سافرت ‪..‬وتغريت املوازين من منحة‬ ‫مر�سم االق�صر اىل اال�ستمرار هناك ولذلك ق�صة‬ ‫‪ .. ..‬فقد مت تكليفى بعمل متثال الفالح مبقاطعة‬ ‫فالين�سيا با�سبانيا وهى اخر مكان و�صل اليه العرب‬ ‫هناك وه��ى مركز حلدائق الربتقال بكل اوروب��ا‬ ‫‪..‬وفى هذه البلدة نخبة من الفنانني الت�شكيليني‪..‬‬ ‫جمموعة من املثالني يقومون بعمل متاثيل �ضخمة‬ ‫من الورق واخل�شب بارتفاع اكرث من �سبعة امتار‬ ‫وفى يوم من العام يقومون بحرقها فى م�ساءاحد‬ ‫االيام كتقليد يحدث كل �سنة ‪ ..‬وهو احتفال على‬ ‫ح�ساب اهل البلدة يرمز اىل التخل�ص من اال�شياء‬ ‫القدمية ‪..‬ويحدث هذا فى كل امليادين على غرار‬ ‫ح��رق اللمبى عندنا ‪..‬يعنى ان��ا وقعت ف��ى ح��ارة‬ ‫النحت مبعنى اخر حارة ال�سقايني !!‪.‬‬ ‫والعمل عبارة عن ن�صب تذكارى نحت بارز»‬ ‫رلييف «‪..‬نحا�س مطروق على نافورة مبيدان ي�صور‬ ‫فالح يحرث بح�صان كعادتهم فى الزراعة وميتد‬ ‫مب�ساحة ‪4‬مرت و‪�20‬سم ×‪2‬مرت و‪�20‬سم ‪.‬‬ ‫وانتقلت من ا�سبانيا اىل ايطاليا فقد �شاركت‬ ‫ف��ى معر�ض « النحت ف��ى ال�ه��واء الطلق الجناتو‬ ‫«بدعوة �شخ�صية وذلك مبيالنو واقتنت م�ؤ�س�سة‬ ‫«كانى «عمل ىل موجود حاليا مبتحف الفن احلديث‬ ‫هناك « اخلطوة االوىل – تاتا تاتا» ‪.‬‬ ‫عدت اىل م�صر عام ‪ 1974‬فى فرباير ‪..‬لكن‬ ‫كان على ان ا�سافر من جديد‪..‬وكان هناك بيناىل‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪19‬‬


‫‪ ....‬و اهفو دائما اىل الت�شكيل واه��وى اال�شغال‬ ‫الفنية واقتناء الطوابع خا�صة الطوابع التاريخية‬ ‫التى حتتفى برموز الفكر والفن وكنت ارى فى قطع‬ ‫اخلبز «النا�شف «ا�شكاال فنية ‪ ..‬ومع تاملى لل�سحاب‬ ‫خا�صة وقت الغروب ومايحفل من ت�شكيالت توحى‬ ‫بجبال وا�شجار وجياد وطرق وجماميع من الب�شر‬ ‫كنت اهفو اىل �سماع احلواديت واعي�ش فى عامل‬ ‫كله خيال فى خيال !!‪.‬‬ ‫الت�شكيل بال�صابون‬ ‫ومتى بدات رحلتك مع الت�شكيل ؟‪.‬‬ ‫بدات فى االول من خالل �شمعة كانت �شهرية‬ ‫على ايامنا ثمنها تعريفة وكانت بي�ضاء �ضخمة‬ ‫‪..‬اظل انحت فيها مع ال�صابون املنزىل ‪ ..‬كل هذا‬ ‫ك��ان م��ادة خ��ام للنحت فى طفولتى ‪ ..‬وكنت من‬ ‫فرط ا�ستخدامى لل�صابون فى الت�شكيل ذات مرة‬ ‫قاموا بتانيب الغ�سالة على ا�ستهالك ال�صابون !!‪.‬‬ ‫وفى يوم عمات م�ؤامرة ‪..‬اخذت مفتاح دوالب‬ ‫ال�ه��داي��ا امل��وج��ود بال�صالون خل�سة وك��ان دائما‬ ‫مغلقا ‪ ..‬اتذكر اننى �شكلت متثاال وفتحت الدوالب‬ ‫وو�ضعته بني التحف وقفلت الباب باهتمام واحرتام‬ ‫ووقار ‪ ..‬ورجعت اىل اخللف حواىل مرت وقلت ‪ :‬انا‬ ‫حابقى بتاع اثار !!‪..‬كان هذا وعمرى ثمان �سنوات‬ ‫ومل اكن اعرف ان هناك فنون جميلة وهناك ق�سم‬ ‫للنحت !!‪.‬‬ ‫وعندما كربت قليال ا�ستمر الت�شكيل بال�صابون‬ ‫وال�صل�صال الذى كنت اع�شق رائحته وا�ضافة اىل‬ ‫هذا كنت انحت فى �سطح املكتب وعملت رليفات‬ ‫«نحت غائر وب��ارز» ونلت على ه��ذا تانيبا ولوما‬ ‫متهما باتالف املكتب وج��ا�ؤوا بالنجار ال��ذى قام‬ ‫بقلب ال�سطح ‪ ..‬وتكرر مافعلته من قبل فماكان‬ ‫من اال�سرة االان اح�ضرت �سمكرى وغطى ال�سطح‬ ‫ب��ال��زن��ك وو� �ض �ع��وا رخ��ام��ة ومت ن�ق��ل امل�ك�ت��ب اىل‬ ‫املطبخ!!‪.‬‬ ‫فيل خ�شب‬ ‫فى املرحلة االبتدائية ‪..‬عملت متثال خ�شب‬ ‫لفيل ‪..‬ك��ان فيه �صعوبات فى البداية ولكن نال‬ ‫االعجاب ال�شديد من ا�ستاذ الرتبية الفنية وكررت‬ ‫املحاولة بال�صل�صال وكلما ب��دات ف��ى الت�شكيل‬ ‫كان التمثال يقع ل�ضخامته اىل ان وقف متحديا‬ ‫الظروف حني بدا يجف ‪.‬‬ ‫وفى الثانوى وبحكم عمل والدى ببنك الت�سليف‬ ‫كنا ننتقل من بلدة اىل اخرى فانتقلنا من بلدتنا‬ ‫‪v‬‬

‫‪18‬‬

‫املن�صورة اىل حمافظة الغربية وق�ضيت عام كامل‬ ‫فى طنطا هناك فى املدر�سة تعرفت على ر�سام‬ ‫الكاريكاتري حجازى والفنان جميل �شفيق ‪.‬‬ ‫وفى التوجيهية «الثانوية العامة «‪ ..‬ومن فرط‬ ‫حبى لناظر املدر�سة عملت متثال يج�سد �شخ�صيته‬ ‫من �شمع الربافني ‪..‬كتلة كبرية من ال�شمع ‪..‬اكدت‬ ‫من خاللها قوة �شخ�صيته واناقته ‪.‬‬ ‫وف��ى ذل��ك ال��وق��ت اي���ض��ا ‪ ..‬عملت ال�ستاذ‬ ‫ال��ري��ا��ض�ي��ات مت�ث��ال ن�صفى وك�ن��ت اح�ب��ه واح��ب‬ ‫الريا�ضيات وت��اث��رت ب��ه فيما بعد ف��ى معاملتى‬ ‫للطلبة !!‪.‬‬ ‫و اعجبت ب�شخ�صية الثائر احمد عرابى وقمت‬ ‫بت�شكيل متثال له ‪ ..‬ولكن مل يرق والدى ان ا�ستمر‬ ‫فى النحت ‪..‬كان يريد ىل ان التحق بكلية الهند�سة‬ ‫بدال من الفنون اجلميلة ‪ ..‬وكان م�صرا على هذا‬ ‫‪..‬وه�ن��ا تركت املنزل حامال عرابى التمثال فى‬

‫حقيبتى وتوجهت اىل القاهرة عند اعمامى الذين‬ ‫ا�ستقبلونى بت�شجيع كبري ‪.‬‬ ‫لقاء بكمال خليفة‬ ‫وفى القاهرة قبل دخوىل الكلية تعرفت على‬ ‫متحف الفن احل��دي��ث ومكتبة الفن ‪..‬ك��ان ذلك‬ ‫ب�شارع ق�صر النيل» مكانه جراج حاليا» ‪..‬وكان به‬ ‫قاعة للمو�سيقى الكال�سيك و�صالة معار�ض وهناك‬ ‫التقيت بالعظيم كمال خليفة الذى مل ياخذ حقه‬ ‫ل�لان وف��ى حلظة ف��ارق��ة ا��ش��ار اىل متثالني وق��ال‬ ‫‪:‬اخ �ت��ار ياو�شاحى ايهما ي��روق ل��ك فا�شرت اىل‬ ‫احدهما وك��ان ت�شخي�صيا لكنه اختار التجريدى‬ ‫واالكرث تعبريية وقال عليك ان تتامل جيدا‪ ..‬هذا‬ ‫هو النحت احلقيقى ‪ ..‬يومها تعلمت ان ارى اال�شياء‬ ‫على حقيقتها مبعنى اخر ان اتاملها !!‬ ‫وهناك اي�ضا طالعت متثال بديع بلم�سة املثال‬ ‫ادوار زكى خليل رخام ابي�ض ك��رارة يج�سد جذع‬ ‫احلمامة‪-‬جب�س‪�38x25.5x43 - 1967-‬سم‬


‫وهو ي�صور من خاللها رجال ي�ضع يده اليمنى على‬ ‫را�سه مدققا بعيننيه ‪ ..‬فى نظرة يتطلع فيها اىل‬ ‫امل�ستقبل فى نف�س الوقت التى تن�ساب عباءته وراءه‬ ‫منفرجة عن م�سطح م�سكون بال�سطوح الدائرية‬ ‫القو�سية وال�سطوح التكعيبية وكانه يحمل ارث‬ ‫املا�ضى من ال�تراث فى ا�شارة اىل تلك ال�صيغة‬ ‫التى نن�شدها من اال�صالة واملعا�صرة اواحلداثة‬ ‫واملحلية والعاملية ‪.‬‬ ‫ويعك�س متثاله لطه ح�سني ‪ ..‬ا�ست�شراف اخر‬ ‫‪..‬مبا يحمل من فكر خا�صة وقد ج�سده جال�سا فى‬ ‫ا�ستطالة و�شموخ بنظرة تامل تطول رقبته يكاد يهم‬ ‫من فرط التطلع واال�ست�شراف !!‪.‬‬ ‫ورمبا كان متثاله» ان�سان القرن الع�شرين «مبا‬ ‫يحمل من مل�سة �شديدة الع�صرية مع هذا الت�شكيل‬ ‫اال�سطورى الغنى بالفتحات والتموجات الن�سان‬ ‫برا�س دقيق مبهم املالمح ميثل م�ساحة تتج�سد‬ ‫فيها كل افاق الع�صر واجنازاته واحباطاته اي�ضا‬ ‫فهو مفتوح على دنيا من الت�سا�ؤالت ‪.‬‬ ‫ونت�صور ان الو�شاحى قد ج�سد فى منحوتته «‬ ‫البومة « مبا متوج بتلك الفراغات خا�صة العينني‬ ‫املعنى احلقيقى لويالت الع�صروخرائب الغ�شم‬ ‫والت�سلط ‪.‬‬ ‫اال ان القفزة امل�ستحيلة متثل قفزة االن�سان‬ ‫لي�س ف��ى الريا�ضة فقط ول�ك��ن فيما يجتاز من‬ ‫حواجز وم��ا يحقق من اجن��ازات كانت فى حكم‬ ‫امل�ستحيل ‪..‬ب �ه��ذا الكائن االن�سانى ال��ذى ي�شق‬ ‫الفراغ‪..‬تنفرج اطرافه وترتفع ب�شحنة انفعالية‬ ‫�شديدة وحركة تتجاوزكل احلدود ‪.‬‬ ‫وج��اءت منحوتة الفنان « ذات ال�سبعة ع�شر‬ ‫ربيعا « �صورة للتحفز واالنطالق والتطلع اىل افاق‬ ‫جديدة ‪ ..‬وعموما تبدو اعمال الو�شاحى م�ساحة‬ ‫من ال�سمو تتالق فيها منحوتاته وكانها تقف على‬ ‫اطراف اال�صابع ا�شبه براق�صات الباليه ‪.‬‬ ‫ومن بني اعمال فناننا « رجل وكرة فى الفراغ‬ ‫« و»العجلة او الدراجة « ‪..‬وغريها من اعمال وكلها‬ ‫تخرج على دائرة االعتياد التقليدية فى الت�شكيل‬ ‫والتعبري وتبدو م�شدودة بالتوتر واالنفعال كما‬ ‫تتميز بعمق درامى مع ال�صرحية بلم�سة معا�صرة‬ ‫التعرف ال�سكون ‪ ..‬وهى اعمال تثري الده�شة ‪.‬‬ ‫حتية اىل الو�شاحى الفنان واالن�سان ‪.‬‬ ‫ان�سان القرن الع�شرين ارتفاع ‪� 302‬سم‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪21‬‬


‫عازف العود‪� 60x40x85-1990-‬سم‬

‫‪v‬‬

‫‪20‬‬

‫الريا�ضة ف��ى الفنون اجلميلة با�سبانيا ‪ ..‬قلت‬ ‫اعمل متثال و ا�شرتك فى البيناىل عملت «القفزة‬ ‫امل�ستحيلة « نحا�س مطروق اخذت اجلائزة وابتديت‬ ‫م��رة اخ��رى م��ن ال�صفر ‪ ..‬لقد ع�شت «القفزة‬ ‫امل�ستحيلة» ب�شكل حقيقى ‪..‬التمثال ارتفاعه « ‪180‬‬ ‫�سم نحا�س مطروق تركيب مع الزانة وكان الناقد‬ ‫امل�ع��روف « ر�ؤوف �شفارى» ف��ى جلنة التحكيم‪..‬‬ ‫التمثال ح�صل على جائزة الهيئة االوملبية اال�سبانية‬ ‫وهو بيناىل يقام كل عامني مع االقتناء اخلا�ص ‪.‬‬ ‫بعدها بعامني ف��ى م��دري��د ع��دت لل�شمع من‬ ‫جديد قمت بت�شكيل متثال « رجل وكرة فى الفراغ‬ ‫«رحت ال�ستاذ فى اكادميية �سان فرناندو وطلبت‬ ‫منه �صبه ب��رون��ز ح�صلت ب��ه على ج��ائ��زة ري��ال‬ ‫مدريد « النادى امللكى «‪..‬كما ح�صلت على درجة‬ ‫اال�ستاذية من اكادميية �سان فرنادوللفنون اجلميلة‬ ‫مبدريد عام ‪. 1978‬‬ ‫وماذا يعنى متثال طه ح�سني بالن�سبة‬ ‫للو�شاحى؟‬ ‫ط��ه ح�سني ‪..‬ه��ورم��ز للفكر امل�ستنري ورم��ز‬ ‫حلرية االبداع ‪..‬عملته بحب ومثلما يكون الفراغ له‬ ‫ح�ضور ووجود ميثل طه ح�سني احل�ضورفى احليز‬ ‫املادى و املعنوى وميثل بالن�سبة ىل اخلربة احلياتية‬ ‫والثقافية وقبل كل ذلك تلك اللحظة التى جتمع بني‬ ‫الوعى والالوعى او الال�شعور والتى يظل فيها الباب‬ ‫مواربا على حرية االبداع ‪.‬‬ ‫‪ ..‬وعامله‬ ‫فن النحت يعد بالن�سبة لعبد الهادى الو�شاحى‬ ‫الهواء الذ ى يتن�سمه وكان كل �شىء فى حياته من‬ ‫اجل هذا الفن ‪ :‬الدرا�سة وال�سفر والعودة والرحيل‬ ‫م��رة اخ��رى ال�شىء يعنيه �سواه ‪ ..‬حتى ان��ه يقول‬ ‫بب�ساطة �شديدة انا عاي�ش للنحت وال�شىء يقف‬ ‫امامه ‪.‬واعمال الفنان الو�شاحى متثل مل�سة خا�صة‬ ‫جتمع بني الثباث واالتزان وبني التلخي�ص ال�شديد‬ ‫الذى يقرتب من التجريد مع قوة التعبريوحيوية‬ ‫االداء واخل ��روج م��ن ال�سكونية وه��ى تنطلق من‬ ‫نقطة لتنفرج فى افاق وجتليات تتنوع فيها ال�سطوح‬ ‫من اللم�سات الهند�سية التكعيبية واالنحناءات‬ ‫واال�ستدارات القو�سية وتبدو غنية بالفتحات التى‬ ‫جتعلها فى جت��اوب �شديد مع ال�ف��راغ ‪ ..‬يتخللها‬ ‫ال�ضوءمن�سابا على �سطوحها ‪.‬‬ ‫ورمب��ا كانت منحوتته « ا�ست�شراف» مبثابة‬ ‫ايقونة اعماله و�سرها ومعناها الرمزى والتعبريى‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪23‬‬


‫كاريكاتير‬

‫ابتسم و تأمل‬

‫اعمال الفنان الكوليمبى بوتيرو‬

‫الفنان الكولومبى فرناند بوتريو ‪ ..‬فنان من عاملنا من العامل‬ ‫الثالث‪ ..‬اقتحم �أوروبا و�أمريكا بفنه وحتدىالعوملة ب�أعماله ذات الطابع‬ ‫اخلا�ص و التى ج�سدها فى تعبريية و كال�سيكية جديده ب�شخو�صه‬ ‫البدينة و التى جائت عالمة على فنة الذى يدعو �إىل الت�أمل و االبت�سام‪.‬‬ ‫ول��د فناننا فى بلدة �صغرية بكولومبيا تدعى ميدالن ع��ام ‪1937‬‬ ‫لأ�سرة فقرية فقدت عائلها فى طفولته الأوىل ‪ ..‬وهناك فى تلك‬ ‫البلدة ال�صغرية اخل�ضراء املفعمة بال�سحر اال�ستوائى من �أ�شجار‬ ‫املوز واملاجنو و التوت الربى اجنذب �إىل عامل الر�سم‪ ..‬وظل ير�سم‬ ‫فى د�أب على غري رغبة عمه الذى �أراد له �أن يكون م�صارعا للثريان‬ ‫‪ ..‬و ب��د�أ يلحقه بالفعل ب�إحدى مدار�س امل�صارعة ‪ ..‬لكنه حتول‬

‫‪v‬‬

‫‪22‬‬

‫من العب فا�شل �إىل ر�سام كل عامله فى البداية يتناول م�صارعى‬ ‫الثريان ‪ ..‬و ملا الق��ت لوحاته النجاح مبيتالن البلدة ال�صغرية و‬ ‫جتاوزتها �إىل كل �أرجاء كولومبيا اجته اىل �أوروب��ا و كانت حمطته‬ ‫الأوىل ب�أ�سبانيا ‪ ..‬وهناك مكث كثريا مبتحف �ألربادو ين�سخ الأعمال‬ ‫الفنية لكبار عظماءالفن من جويا و فال�سكي�س و فريمري ‪ ..‬و انتقل‬ ‫بعد ذلك �إىل ايطاليا باحثا عن الفن فى ع�صر النه�ضة بفلورن�سا‬ ‫‪ ..‬و فى النهاية تفتحت بحور الأل��وان و الظالل كا�شفة عن عامله‬ ‫املغلف بالغمو�ض ب�أبطاله البدناء و بني االمتالء ال�شديد وال�ضخامة‬ ‫املفرطة ات�سعت تعبرييته الكال�سيكية و التى ال تخلو من الطرافة‬ ‫وال�سخرية و هو ير�سم رج��اال ون�ساء وحيوانات و زه��ور و فواكه‬


‫فكرة‬

‫الحرف اليدوية ومفهوم‬ ‫التصنيع الثقافى‬

‫مفهوم الت�صنيع الثقافى‬ ‫بناء على تعريف اليوني�سكو‪,‬ف�أن ال�صناعات‬ ‫الثقافيه و �أحيانا تعرف بال�صناعات االبداعيه‪,‬‬ ‫تت�ضمن االبداع و االنتاج و التوزيع ل�سلع و خدمات‬ ‫ذات �صبغه ثقافيه و عاده ما تكون حمميه بحقوق‬ ‫امللكيه الفكريه‪.‬ففكره ال�صناعات الثقافيه ت�شتمل‬ ‫عموما على الن�صو�ص االدبيه‪,‬املو�سيقى‪,‬التلفزيون‬ ‫وانتاج االفالم و الن�شرعالوه على احلرف اليدويه‬ ‫و الت�صاميم ‪.‬وفى بع�ض الدول فان العماره‬ ‫و ف�ن��ون االداره و الريا�ضه و االع�ل�ام و‬ ‫ال�سياحه الثقافيه ميكن ت�ضمينها هذه‬ ‫ال�صناعه مل��ا ت�ضيفه م��ن قيمه لالفراد‬ ‫و املجتمعات‪.‬فهذه ال�صناعه تقوم على‬ ‫امل �ع��رف��ه و ال �ت��وظ �ي��ف ال�ك�ث�ي��ف ل�لاف��راد‬ ‫وتخلق وظ��ائ��ف و ت��در ث��روه طائله‪.‬فعرب‬ ‫رعايه االب��داع و املبدعني فان املجتمعات‬ ‫ميكنهااملحافظه على تنوعها الثقافى مع‬ ‫تعزيزادائها االقت�صادى الذى يف�ضى اىل‬ ‫حت�سني دخول االفراد و اجلماعات ‪.‬‬ ‫ب �ي��د ان ه ��ذا ال �ت �ع��رف لل�صناعات‬ ‫ال�ث�ق��اف�ي��ه ي�ف�ت��ح ال �ب��اب وا� �س �ع��ا لت�ضمن‬ ‫ك��ل م �ك��ون��ات ال �ت�راث ال���ش�ع�ب��ى مل��ا حت �ت��وي��ه من‬ ‫ابداعات‪,‬حيث ميكن بذلك ادخال �صناعه املالب�س‬ ‫و ديكورات املنازل و �صناعه الطعام وبقيه املعارف‬ ‫ال�شعبيه‪,‬كالطب املكمل و ادوات الزراعه التقليديه‬ ‫و غريها‪.‬‬ ‫�أن ال�ت�ن�م�ي��ه ي�ج��ب ان ت�ت�لائ��م م��ع امل�ع��رف��ه‬ ‫التقليديه و ط��رق االن �ت��اج ال�سائد حتى ميكنها‬ ‫تلبيه احتياجات املجتمع امل�ستهدف‪.‬فالتنميه ال‬ ‫تبد�أ او تنتهى بانتاج ال�سلع‪,‬و لكنها تبد�أ بالب�شر‬ ‫و امكانايتهم املتاحه و بكل ما يحفزهم و يجعلهم‬ ‫مبادرين و كل ما ينظم حركه �أدائهم و �أ�سهامهم‬ ‫فى املجتمع‪:‬وبدون ذلك ف�أن كل املوارد تظل كامنه‬ ‫و غري م�ستغله‪.‬فالتنميه عمليه تراكميه و م�ستمره و‬

‫لها قوه �أنتاج تنمو عرب حتكم �أجتماعى ي�شتمل على‬ ‫جمموعه من املتغريات التى متهد الب��داع و�أليات‬ ‫حمليه تقود للتقدم االجتماعى‪.‬بهذا ف�أن الرتاث‬ ‫ال�شعبى‪,‬املادى منه و غ�ير املادى‪,‬للمجموعات‬ ‫امل�ستهدفه بالتنميه البد ان يحرتم و ي�ستفاد منه‬ ‫كو�سيله ت�ضيف البعد الثقافى و االجتماعى الذى‬ ‫ي�ضمن جناح انفاذ امل�شروعات التنمويه‪.‬‬ ‫احلرف اليدويه و �صناعه الثقافه‬ ‫تتوافر فى كثري من دول العامل الثالثه احلرف‬

‫و ال�صناعات التقليديه والتى مل يتم ا�ستغاللها‬ ‫اقت�صاديا بطريقه مثلى مل�صلحه تلك االوط��ان و‬ ‫مواطنيها‪.‬هذه احلرف تختزن الكثري من املعارف‬ ‫التى اكت�سبها االن���س��ان ب��ال�تراك��م و ال�ت�ج��ارب و‬ ‫ا�سهمت ف��ى ح��ل كثري م��ن اال��ش�ك��االت احلياتيه‬ ‫ل�سنني ع��دة‪.‬ف��ان وج��دت ه��ذه احل��رف الرعايه‬ ‫املطلوبه و الدعم الفنى و امل��ادى فانها دون �شك‬ ‫��س��وف ت�سهم ف��ى حم��ارب��ه الفقر و ح��ل م�شاكل‬ ‫البطاله لكثري من املجموعات‪,‬كما ميكنها ان تدر‬ ‫مبالغ �ضخمه و ت�سهم فى تنميه املجتمعات ب�شكل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫ان هذه احلرف تظهر مهارات التى امتلكتها‬ ‫ه��ذه املجموعات عرب �سنني من التجارب‪.‬ولكن‬ ‫لكى ن�ضمن ا�ستمراريه حت�سينها ب�شكل مطرد‪,‬ف�أن‬

‫�أمين هالل‬

‫هذه املهارات وما تنتجه يجب ان تكون ا�سلوب فى‬ ‫احلياه ‪,‬اذا كنا نرغب فى اال�ستفاده من مواردنا‬ ‫الكامنه فى بناء الثقافه ال�صناعيه‪.‬‬ ‫واخل��ام��ات البيئيه التوفرة بكرثة فى م�صر‬ ‫وق��د تعامل معها العديد من النا�س فى خمتلف‬ ‫انحاء اجلمهوريه وانتجوا منها انواع متعددة من‬ ‫امل�صنوعات اجللدية وال�سعفية واحل�صري وال�سجاد‬ ‫وال��زج��اج املع�شق ول�ك��ن اذا مت ت��وف�ير االدوات‬ ‫امل�ساعدة فى االنتاج وا�ستحدثت بع�ض الت�صميمات‬ ‫اجل ��دي ��دة‪ ,‬ا� �ض��اف��ة مل��ا ه��و م �ت��واف��ر من‬ ‫ت�صميمات تقليدية ‪,‬ميكن احل�صول على‬ ‫نتيجه اف�ضل جتد لها �سوقا رائجة داخل‬ ‫البالد وخارجها ‪ ,‬ومن ثم ت�ساهم فى زيادة‬ ‫دخل االفراد وحتارب الفقر‪.‬‬ ‫�صناعة الفخار واملنحوتات بالدوله‬ ‫يجب ان يكون لهذا الن�شاط �شراكة مع‬ ‫وزاره ال�سياحة‪ ,‬ان النحت و�صناعة الفخار‬ ‫من احل��رف التى عرفها امل�صريون منذ‬ ‫فجر التاريخ ومن منتجات الفخار والنحت‬ ‫جتد �سوقا رائجا فى م�صر والتى تزخر‬ ‫بعدد غ�ير قليل م��ن ال��ذي��ن يجيدون مثل‬ ‫هذه احلرفة‪ ,‬ان الطريقة الوحيدة هى ان نوفر‬ ‫فر�ص عرب التمويل ال�صغري حتى يتمكن ه��ؤالء‬ ‫املوهوبون من اب��راز مهاراتهم وانتاج وت�صنيف‬ ‫ثقافتهم بتوفري �سلع ذات قيمة فنية ووظيفة عالية‬ ‫‪,‬تدر عليهم ربح عرب ت�سويقها داخليا وخارجيا‪.‬‬ ‫فقد �صار الت�سويق االلكرتونى من اجنح ا�ساليب‬ ‫الت�سويق احلديث التى توفر فر�صا للو�صول اىل‬ ‫ع��امل الت�سويق الوا�سع ‪ .‬ه��ذا وم��ن املفرو�ض ان‬ ‫ت�ساعد ك�ل�ي��ات ال�ف�ن��ون اجلميلة والتطبيقية ‪,‬‬ ‫والرتبيه الفنيه واحتاد الغرف التجارية لل�صناعات‬ ‫ال�صغرية كمرافقني لهذه ال�صناعات و تفيد فى‬ ‫حت�سني الكفائة االنتاجية واال�ستفاده من اخلربات‬ ‫فى جمال الرتويج والت�سويق‪.....‬‬ ‫‪aymanhelal99@yahoo.com‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪25‬‬


‫تنتفخ و متتلئ فى بدانه ب�أوزان ثقيلة وكثافة هائلة‬ ‫وعامل يت�أرجح بني الربائة والبالهة وبني اجلدية‬ ‫والوقار و الطهر و العفاف و اخلالعة و اال�ستهتار ‪.‬‬ ‫ي�ق��ول‪ :‬عندما �أر� �س��م �أج��د نف�سى ف��ى ح��ال��ة من‬ ‫ال�ل�اوع ��ى وحت� ��ت ت� ��أث�ي�ر ع� ��امل غ �ن��ى ب��ال���ص��ور‬ ‫ال�شعبية الفلكولورية‪ ..‬وبالن�سبة ىل متثل البدانة‬ ‫ف��ى ال �ف��ن و ف��ى �أع �م��اىل ع�ل��ى وج��ه اخل�صو�ص‬ ‫م�ساحة م��ن الإب� ��داع مو�صوله بالده�شة تدعو‬ ‫‪v‬‬

‫‪24‬‬

‫امل���ش��اه��د �إىل االب�ت���س��ام م��ع القيمة التعبريية‪.‬‬ ‫و ب��وت�يرو ي�صور احل �ي��اة اليومية امل�ع��ا��ص��رة مع‬ ‫رج ��ال ال�ع���ص��اب��ات و رج ��ال ال�سيا�سة وامل �ل��وك‬ ‫ال�سابقني وامللكات وال�ع��وام من ب�سطاءالنا�س و‬ ‫رج��ال ال��دي��ن و �شخو�صه م��ن ال��رج��ال و الن�ساء‬ ‫مطالعهم ف��ى احل�ف�لات وال�سهرات ف��ى املالهى‬ ‫الليلية مع فرق املو�سيقى و فى ال�شارع و احلديقة‬ ‫وه ��ى ت�ضج ب��ال��روح اال��س�ت��وائ�ي��ة ال���س��اخ�ن��ة من‬

‫خ�لال �أل��وان املالب�س و امل�ط��رزات رغ��م ما توحى‬ ‫من �إيقاع بطيئ بفعل تلك الأج�ساد ال�شاحمة‪..‬‬ ‫و مع عامل الفنان بوتريو ال�ساخر امتدت �أعماله‬ ‫�إىل �سجن �أبو غريب م�صور ًا فى �أكرث من خم�سني‬ ‫لوحة جت�سد ظلم االن�سان لأخيه الإن�سان و م�شاهد‬ ‫التعذيب هناك م�ستعريا نف�س �شخو�صه املت�ضخمة‬ ‫و التى تطل ب�أج�ساد ع��اري��ة ت�ت��أمل وت�صرخ �إىل‬ ‫ال�سماءم�ستجرية من فرط التعذيب‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪27‬‬


‫جامع‬ ‫عمرو بن العاص‬ ‫أول مسجد بنى فى مصر‬ ‫وأقدم جامعة علمية‬ ‫(‪ 21‬هـ ‪ 642‬م)‬

‫يذكر ابن عبد احلكم املتوفى فى �سنة ‪257‬هـ ‪ 871/‬م فى فتوحه ‪� :‬أن عمرو بن العا�ص خال ب�أمري‬ ‫امل�ؤمنني عمر بن اخلطاب وقال له ‪ :‬ائذن ىل �أن �أ�سري �إىل م�صر‪ ،‬وحر�ضه عليها‪ ،‬وقال ‪ :‬انك �إن فتحتها‬ ‫كانت قوة للم�سلمني وعونا لهم‪ ،‬وهى �أكرث الأر�ض �أم��وا ًال‪ ،‬فتخوف �أمري امل�ؤمنني عمر بن اخلطاب على‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وكره ذلك‪ ،‬وظل عمرو بن العا�ص يعظم �أمرها عند �أمري امل�ؤمنني ويخربه مبالها‪ ،‬ويهون عليه‬ ‫فتحها حتى وافق عمر‪ ،‬فعقد له حملة مكونة من �أربعة �آالف رجل‪ ،‬وقيل ثالثة �آالف وخم�سمائة رج ًال‪،‬‬ ‫وقال له ابن اخلطاب ‪�« :‬سر و�أنا م�ستخري اهلل فى �سريك» و�س�أتيك كتابى �سريعا �إن �شاء اهلل‪ ،‬ف�إن جاءك‬ ‫كتابى �آمرك فيه بالإن�صراف عن م�صر قبل �أن تدخلها �أو �شيئ ًا من �أر�ضها فان�صرف و�إن �أنت دخلتها قبل‬ ‫�أن ي�أتيك كتابى فام�ض لوجهك وا�ستعن باهلل وا�ستن�صره‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪26‬‬

‫د‪ .‬رفعت مو�سى حممد‬ ‫ا�ستاذ الأثار الإ�سالمية‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪29‬‬


‫ف�سار عمرو بن العا�ص وجد فى امل�شي‪ ،‬وا�ستخار‬ ‫عمرو بن اخلطاب اهلل‪ ،‬فك�أنه تخوف على امل�سلمني فى‬ ‫وجهتهم تلك‪ ،‬فكتب �إىل عمرو بن العا�ص‪� ،‬إن ين�صرف‬ ‫مبن معه من امل�سلمني‪ ،‬ف ��أدرك الكتاب عمرو وهو فى‬ ‫رفح‪ ،‬فتخوف عمرو بن العا�ص �إن هو �أخ��ذه وفتحه �أن‬ ‫يجد فيه االن�صراف عن فتح م�صر كما عهد �إليه عمرو‬ ‫بن اخلطاب‪ ،‬ونزل فى قرية بني رفح والعري�ش‪ ،‬ف�س�أل‬ ‫عنها‪ ،‬فقيل انها من م�صر‪ ،‬فدعا بالكتاب‪ ،‬فقر�أه على‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وقال عمرو بن العا�ص معه �أل�ستم تعلمون هذه‬ ‫القرية من م�صر ؟ فقالوا ‪� :‬إن �أمري امل�ؤمنني عمر بن‬ ‫اخلطاب �أمرين‪� ،‬إن حلقنى كتابه ومل �أدخل �أر�ض م�صر‬ ‫�أن �أرج��ع‪ ،‬ومل يلحقنى كتابه حتى دخلنا �أر���ض م�صر‪،‬‬ ‫ف�سريوا وام�ضوا على بركة اهلل‪.‬‬ ‫وتقدم عمرو بن العا�ص �إىل �أر�ض م�صر حتى الفرما‬ ‫ففتح اهلل عليه بعد �شهر‪ ،‬وتقدم �صوب ح�صن بابليون‬ ‫فحا�صروه �شهر ًا‪ ،‬وك��ان به �أك��اب��ر القبط ور�ؤ��س��ا�ؤه��م‬ ‫وعليهم املقوق�س‪ ،‬حتى م��نّ اهلل عليهم بالفتح وعقد‬ ‫ال�صلح مع املقوق�س‪.‬‬ ‫و�أراد عمرو ب��ن العا�ص امل�سري �إىل اال�سكندرية‬ ‫لفتحها‪ ،‬ف�أمر بف�سطاطة ان يقو�صن ف ��إذا بيمامة قد‬ ‫با�ضت فى �أعاله‪ ،‬فقال ‪ :‬لقد حترمت بجوارنا‪ ،‬و�أقروا‬ ‫الف�سطاط حتى يطري افراخها‪ ،‬واق��ر الف�سطاط فى‬ ‫مو�ضعه‪ ،‬فبذلك �سميت الف�سطاط‪ ،‬وعن تلك الت�سمية‬ ‫فقيلت �آراء كثرية‪ ،‬فقد ذكر بتلر فى كتابه ( فتح م�صر)‬ ‫�أن كلمة الف�سطاط م�شتقة من كلمة ‪Fassatum‬‬ ‫الالتينية وتعنى احل�صن املنيع‪ ،‬ويزعم �آخرون �أن العرب‬ ‫ا�شتقوها من بالد ال�شام �أثناء حروبهم مع الروم‪ ،‬وهذا‬ ‫اال�سم ينطبق على مدينة الف�سطاط لوقوعها بجوار‬ ‫ح�صن بابليون‪ ،‬بيد �أن ال ن�أخذ فى هذا الر�أى لأنه كلمة‬ ‫ف�سطاط فى حد ذاتها كلمة عربية موجودة فى قوامي�س‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬معناها املدنية واخليمة‪ ،‬ولأن وظيفة املدن‬ ‫العربية كانت مق�صورة فى بادئ الأم��ر على التعريب‪،‬‬ ‫وال �شك �أن �أغلب املدن الإ�سالمية اتخذت �أ�سماء عربية‬ ‫بحتة‪.‬‬ ‫وع��ن �سبب �إختيار عمرو بن العا�ص ملوقع مدينة‬ ‫الف�سطاط عا�صمة ل��ه لأن�ه��ا تتو�سط ال��وج��ه البحرى‬ ‫والقبلي‪،‬حتى ي�ستطيع منها �أن ي�شرف على حكم م�صر‪،‬‬ ‫ويتمكن من ت�أمني املوا�صالت بينه وبني ال�شام‪ ،‬وكانت‬ ‫مدينة الف�سطاط تتميز بتوفري هذه ال�شروط‪ ،‬ولذلك‬ ‫عدل عمرو بن العا�ص عن اختيار الإ�سكندرية عا�صمة‬ ‫‪v‬‬

‫‪28‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪31‬‬


‫مل�صر‪ ،‬واختار الف�سطاط لذلك الغر�ض‪ ،‬ويقال‬ ‫�أي�ض ًا �أن اخلليفة عمر بن اخلطاب كان يخ�شى �أن‬ ‫يفرق بينه وبني امل�سلمني ماء‪ ،‬وانه �س�أل عمرو «هل‬ ‫يحول بينى وبني امل�سلمني ماء؟» فقال‪ :‬نعم يا �أمري‬ ‫امل�ؤمنني يا �أمري امل�ؤمنني �إذا جرى النيل‪ ،‬فكتب‬ ‫�إىل عمرو �إن��ى ال �أح��ب �أن تنزل بامل�سلمني منز ًال‬ ‫يحول املاء بينى وبينهم فى �شتاء وال �صيف‪ ،‬فال‬ ‫جتعل بينى وبينهم ماء‪ ،‬فمتى �أردت �أن �أركب �إليهم‬ ‫راحلتى حني �أقدم عليهم‪ ،‬فوقف و�أ�شار على عمر‬ ‫بن العا�ص اتخاذ مدينة �أخرى غري الإ�سكندرية‪.‬‬ ‫ومل��ا رج��ع عمرو بن العا�ص من الإ�سكندرية‬ ‫فقال �أي��ن تنزلون‪ ،‬فقالوا الف�سطاط وهم يعنون‬ ‫ف�سطاطه ال��ذى خلفه �سابق ًا قبل ال��ذه��اب �إىل‬ ‫الإ�سكندرية‪ ،‬فاختط عمرو مو�ضع الف�سطاط داره‬ ‫ال�صغرى وجامعه‪ ،‬ف�أنزل النا�س خططهم وف�صلوا‬ ‫بني القبائل وذل��ك �سنة « ‪21‬ه �ـ ‪ 642 /‬م» وكان‬ ‫جامع عمرو بن العا�ص �أول امل�ساجد التى �أن�شئت‬ ‫فى م�صر‪ ،‬ولذلك جمع من الأ�سماء الكثري فمنها‬ ‫اجلامع العتيق‪ ،‬وجامع �أهل الراية‪ ،‬و�إمام امل�ساجد‪،‬‬ ‫ومقدم املعابد قدب �سماء اجلوامع‪ ،‬ومطلع الأنوار‬ ‫اللوامع‪ ،‬عني ق�لادة البنيان‪ ،‬وعقلية بيوت امللك‬ ‫ال��دي��ان‪ ،‬وط��وب��ى مل��ن حافظ على ال�صلوات فيه‬ ‫وواظ��ب على القيام بنواحية ومم��ا قيل فيه من‬ ‫ال�شعر‪:‬‬ ‫هلل ما �أجمل و�صف م�صرنا وما حوى جامعها املفرد‬ ‫قد �أطرب النا�س ب�صوت �صيته وكيف ال يطرب وهو‬ ‫معبد‪.‬‬ ‫�أن�شئ جامع عمرو بن العا�ص على �شاطئ النيل‬ ‫ال�شرقى فى منطقة بها �أ�شجار الكروم‪ ،‬بعد فراغه‬ ‫من فتح الإ�سكندرية �سنة «‪ 21‬هـ ‪ 645 /‬م»‪ ،‬وكان‬ ‫ي�شغل م�ساحة م�ستطيلة طولها ‪ 50‬ذراع ًا ‪ ،‬عر�ضا‬ ‫�أى ما يقرب من «‪ 29‬م × ‪ 17‬م» تقريب ًا‪ ،‬وكان‬ ‫ب�سيط ًا جد ًا‪ ،‬ويطيف الطريق من جوانبه الأربعة‪،‬‬ ‫وفتح به �ست ابواب‪ ،‬بابان يقابالن عمرو فى اجلهة‬ ‫ال�شمالية التى كان يف�صلها عنه طريق عر�ضه (‪7‬‬ ‫�أذرع) �أى ما يقرب من ‪ 3.5‬م تقريب ًا‪ ،‬وبابان فى‬ ‫غربه وبابان فى جنوبه‪ ،‬وكان �سقفه مط�أط�أ‪ ،‬وال‬ ‫�صحن له وال مئذنه‪.‬‬ ‫وق��د ح��دد اجت��اه القبلة فيه ثمانون �صحابي ًا‬ ‫جلي ًال‪ ،‬ومل يكن حمرابه جموف ًا فى �أول �أمره‪ ،‬ومع‬ ‫كل فقد جاء مائ ًال �إىل ال�شرق قلي ًال‪ ،‬وقيل ‪ :‬انه‬ ‫بعد �أن فرغ عمرو من بنائه اتخذ له منرب ًا من عمل‬ ‫‪v‬‬

‫‪30‬‬

‫بقطر النجار من �أهل دندره‪ ،‬يخطب عليه‪ ،‬فكتب‬ ‫�إليه اخلليفة عمربن اخلطاب ( ر�ضى اهلل عنه)‬ ‫ي�أمر بك�سره قائ ًال ‪� :‬أم��ا يح�سبك �أن تقوم قائما‬ ‫وامل�سلمون جلو�س ًا حتت عقبيك فك�سره‪.‬‬ ‫وق�ي��ل �أن��ه �أع���اده م��رة �أخ ��رى بعد وف��اة ابن‬ ‫اخلطاب ( ر�ضى اهلل عنه) ‪ ،‬وق��د مر جامع بن‬ ‫ال�ع��ا���ص مب��راح��ل ك�ث�يرة م��ن التجديد والتعمري‬ ‫والرتميم على تعاقب ال��والة وال�سنني واحلكام‪،‬‬ ‫باعتباره �أول امل�ساجد فى م�صر‪ ،‬فبلغت �سعته‬ ‫�أ�ضعاف م�ساحة اجلامع الأ�صلية الذى مل يبق منها‬ ‫�سوى الأر�ض اال�صلية التى �سري عليها‪ ،‬و�أول من زاد‬ ‫فيه هو م�سلمة بن خملد الأن�صارى واىل م�صر من‬ ‫قبل معاوية بن �أبى �سفيان فى �سنة «‪ 53‬هـ ‪673 /‬‬ ‫م» فزاد من اجلهة ال�شمالية مما يلى دار عمرو بن‬ ‫العا�ص‪ ،‬ومن اجلهة الغربية‪ ،‬وجعل له رحبة فى‬ ‫تلك اجلهة‪ ،‬وزخرف جدرانه و�سقفه وجعل له �أربع‬ ‫�صوامع ب�أركانه الأربعة‪ ،‬نق�ش عليه ا�سمه‪ ،‬و�أمر‬ ‫م�ؤذنى اجلامع �أن ي�ؤذنوا الفجر اذا م�ضى ن�صف‬ ‫الليل‪ ،‬وفر�شه باحل�صري بد ًال من احل�صباء‪.‬‬ ‫وفى �سنة (‪79‬هـ ‪ 698 /‬م)‪ ،‬و�سعه عبد العزيز‬ ‫بن مروان واىل م�صر من قبل �أخيه عبد امللك بن‬ ‫مروان من جهة اجلنوب‪ ،‬و�أدخل فيه الرحبة التى‬ ‫كانت فى بحريه‪ ،‬وفى �سنة (‪89‬هـ ‪707 /‬م) �أمر‬ ‫عبد اهلل بن مروان واىل م�صر من قبل �أخيه الوليد‬ ‫برفع �سقف اجلامع الذى كان مط�أط�أ‪.‬‬ ‫على �أن �أهم التجديدات فى القرن (‪1‬هـ ‪7 /‬م‬ ‫« والتى قام بها قرة بن �شريك العب�سى واىل م�صر‬ ‫من قبل اخلليفة الوليد بن عبد امللك فى �سنة (‪93‬‬ ‫هـ ‪712 /‬م ) والتى ت�شمل زيارة من ناحية ال�شرق‬ ‫وال�شمال بعد ادخال دار عمرو بن العا�ص‪ ،‬وجزء ًا‬ ‫من دار عبد اهلل بن عمرو ‪ ،‬وبقايا الطريق الذى‬ ‫يقع بني اجلامع وبينهما‪ ،‬و�أ�ضاف �إليه منرب ًا من‬ ‫اخل�شب بد ًال من منرب عبد اهلل بن �أبى ال�سرح‪ ،‬كما‬ ‫�أمر بعمل حمراب جموف‪� ،‬أ�سوة مبا �أحدثه عمرو‬ ‫بن عبد العزيز فى امل�سجد النبوى ال�شريف‪،‬وذهب‬ ‫التيجان‪ -‬الأعمدة – االربعة التى تتقدمه‪ ،‬وفتح‬ ‫باجلامع اربعة �أبواب‪ ،‬و�أ�ضاف مق�صورة على غرار‬ ‫مق�صورة امل�سجد الأم��وى بدم�شق والتى �أحدثها‬ ‫معاوية بن �أبى �سفيان‪.‬‬ ‫وف��ى �سنة (‪133‬ه� �ـ ‪ 750 /‬م) �أدخ��ل �صالح‬ ‫بن على – �أول والة العبا�سيني فى م�صر – دار‬ ‫الزبري بن العوام‪ ،‬وا�ضاف باب خام�س فى اجلدار‬

‫ال�شماىل ُعرف بباب الكحل‪ ،‬وذلك لوقوعه مقاب ًال‬ ‫لزقاق الكحل‪ ،‬و�أ�ضاف مو�سى بن عي�س واىل م�صر‬ ‫م��ن قبل ه ��ارون الر�شيد �سنة (‪ 175‬ه�ـ ‪791 /‬‬ ‫م) ن�صف رحبة �أبى �أي��وب والتى تقع فى م�ؤخرة‬ ‫اجلامع جهة الغرب‪.‬‬ ‫وف��ى الع�صرين الطولونى والفاطمي‪� ،‬شهد‬ ‫جامع عمرو بن العا�ص �أعما ًال كثرية من التجديد‬ ‫وال�ترم�ي��م – فيذكر �أن خ�م��اروي��ة ب��ن �أح�م��د بن‬ ‫ط��ول��ون �أت�ف��ق على ترميم اجل��ام��ع ‪ 6400‬دي�ن��ار ًا‬ ‫ذهبا‪ ،‬كما �أ�ضاف يعقوب بن كل�س وزير اخلليفة‬ ‫الفاطمى العزيز ب��اهلل ال �ف��وارة �أ�سفل بيت مال‬ ‫امل�سلمني فى �سنة (‪ 387‬هـ ‪988 /‬م) ‪ ،‬وفى �سنة‬ ‫( ‪ 403‬هـ ‪ 1012 /‬م) �أهداه اخللفة احلاكم ب�أمر‬ ‫اهلل تنور ًا من الف�ضة يبلغ وزنه �ألف درهم ف�ضة‪،‬‬ ‫وقيل �أن باب اجلامع مل يت�سع لدخوله‪ ،‬فخلعوا �أحد‬ ‫الأبواب و�أدخلوه فيه‪ ،‬ثم �أعيد تركيب الباب مرة‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫وت�صدعت جدران جامع عمرو بن العا�ص �سنة‬ ‫(‪ 564‬هـ ‪ 1168 /‬م)‪� ،‬إثر حريق �شب فيه‪ ،‬والذى‬ ‫�أ�شعله الوزير �شاور و�ضرغام فى مدينة الف�سطاط‪،‬‬ ‫ف�أ�صلحه ال�سلطان �صالح الدين الأيوبى فى �سنة‬ ‫(‪ 568‬هـ ‪ 1172 /‬م) وجدد بيا�ضه‪ ،‬وجال عمده‪،‬‬ ‫و�أ�صلح رخامه بحيث �صار جميعه مفرو�ش بالرخام‬ ‫حتى مل يبق من �أر�ضه مو�ضعا حتى رخم بالرخام‬ ‫حتت ح�صره على �صدق قول ابن لقمان‪.‬‬ ‫وفى ع�صر �سالطني املماليك زادت العناية‬ ‫به‪ ،‬على �أن �أهم تلك الإ�صالحات‪ ،‬التى متت �إثر‬ ‫زلزال �سنة (‪ 702‬هـ ‪ 1303 /‬م)‪ ،‬والتى قام بها‬ ‫الأمري �سالر‪ ،‬فهدم احلد البحرى الذى بني م�ؤخرة‬ ‫اجلامع وبني الزيادة البحرية‪ ،‬وهو من �سلم �سطح‬ ‫اجلامع �إىل باب الزيارة البحرية ال�شرقية‪ ،‬و�أعيد‬ ‫ال�سور �إىل ما ك��ان عليه‪ ،‬ورخ��م وبي�ض اجلامع‪،‬‬ ‫و�أعيد �إىل ما كان عليه �سابق ًا ‪ ،‬وقد و�صفه ابن‬ ‫لقمان و�صف ًا دقيق ًا لذلك‪� ،‬أما الع�صر العثمانى‬ ‫فنال عمرو بن العا�ص عناية كبرية‪ ،‬على �أن �أهم‬ ‫اال�صالحات التى �شهدها‪ ،‬كانت �أيام الأمري مراد‬ ‫بك فى �سنة (‪ 1212‬هـ ‪ 1798 /‬م)‪ ،‬والتى قام‬ ‫بتعديل رواق القبلة‪ ،‬فهدم بائكاته و�أع��اد بنائها‬ ‫مع تغيري اجتاهها‪ ،‬فبد ًال من �أن توازى البائكات‬ ‫جدار القبلة‪� ،‬أ�صبحت متعامدة على جدار القبلة‪،‬‬ ‫دون مراعاة لو�ضع ال�شبابيك‪ ،‬مما نتج عنه تقابل‬ ‫عقود بع�ض البائكات اجلديدة بفتحات النوافذ‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪33‬‬


‫جدار القبلة‪ ،‬كما �شيد به مئذنتي‪ ،‬وهما الباقيتان‬ ‫�إىل الآن‪ ،‬واث�ب��ت ذل��ك ف��ى لوحة ت�أ�سي�سية تعلو‬ ‫الباب الغربي‪ ،‬واملحرابني الكبري وال�صغري بروامد‬ ‫القبلة‪.‬‬ ‫وقد نال اجلامع اهتمام كبري من قبل جلنة‬ ‫حفظ الآثار العربية‪ ،‬ففى �سنة ‪1930‬م‪ ،‬اعتمدت‬ ‫جلنة حفظ الآث��ار العربية مبلغ (‪ )4000‬جنيه ًا‬ ‫لإ��ص�لاح ظلة القبلة �إ�صالح ًا �شام ًال‪ ،‬مع تقوية‬ ‫جدران الأجزاء االخرى من اجلامع‪ ،‬و�أثناء القيام‬ ‫بالرتميم �أم�ك��ن الك�شف على �أب��واب��ه ال�شرقية‬ ‫اخلم�سة‪ ،‬وباب غرفة اخلطيب على ميني املحراب‬ ‫الكبري‪ ،‬وثالثة �أبواب باجلانب الغربي‪ ،‬ومل يبق من‬ ‫�أبواب اجلامع بعد الك�شف �سوى باب رابع يعف بباب‬ ‫« �سوق الغزل» كما مت الك�شف على �شبابيك قدمية‬ ‫حمالة بزخارف خ�شبية ترجع �إىل القرن الثالث‬ ‫الهجرى ‪ /‬التا�سع امليالدى ق��وام تلك الزخارف‬ ‫�أوراق العنب الثالثية‪ ،‬واخلما�سية البتالت‪ ،‬وقرون‬ ‫الرخاء‪ ،‬وزخرفة البي�ضة وال�سهم ‪ ،‬وقبل �أن نختم‬ ‫كالمنا عن جامع عمرو بن العا�ص جند �أن ظلة‬ ‫القبلة �أو بائكات اجلامع‪ ،‬كانت يتجانبها �أعمدتها‬

‫‪v‬‬

‫‪32‬‬

‫عبارة عن تيجان كورن�شية التى تتكون من ثالث‬ ‫حطاط من ورقة الأكانت�س ب�إجماىل �أربع وع�شرين‬ ‫ورق��ة‪ ،‬وتيجان �أيونية التى تتكون ما ي�شبه قرون‬ ‫الوعل‪ ،‬وتيجان دوري��ة‪ ،‬وتيجان مركبة عبارة عن‬ ‫الن�صف العلوى من تيجان الأيونية مع حطتان من‬ ‫ورقة الأكانت�س ب�إجماىل �ستة ع�شرة ورقة اكانت�س‪.‬‬ ‫هذا بالإ�ضافة �أن جامع عمرو بن العا�ص مل‬ ‫يقت�صر دوره على �أداء الفرائ�ض الدينية فح�سب‪،‬‬ ‫بل لعب دور ًا خطري ًا فى ن�شر التعليم فى م�صر‪،‬‬ ‫ف�ق��د ع �ق��دت ف�ي��ه ح�ل�ق��ات ال�ع�ل��م ال �ت��ى بلغت فى‬ ‫منت�صف القرن (‪ 4‬هـ ‪ 10/‬م) مائة وع�شر حلقة‪،‬‬ ‫خ�ص�ص بع�ضها لل�سيدات التى ت�صدرتها �أم اخلري‬ ‫احلجازية فى �سنة (‪ 415‬هـ ‪ 1024 /‬م) كما كان‬ ‫يعقد فيه جمال�س الق�ضاء‪ ،‬الأمر الذى جعله �أقدم‬ ‫جامعة علمية فى م�صر الإ�سالمية‪ ،‬والذى ما زال‬ ‫م�صدر �إ�شعاع دينى حتى الآن‪ ،‬ف�ض ًال عن �أنه كان‬ ‫ي�صلى فيه لآخ��ر جمعة ( اجلمعة اليتيمة) فى‬ ‫رم�ضان من كل عام‪ ،‬هذا بالإ�ضافة للعناية الفائقة‬ ‫من قبل احلكومات املتتالية �إىل الآن‪.‬‬


‫ح�ضارات خمتلفة‪.‬‬ ‫والفنان فاروق ناجى ح�صل على دكتوراة فى‬ ‫فل�سفة الفن من كلية الفنون اجلميلة جامعة حلوان‬ ‫و�أق��ام العديد من املعار�ض اخلا�صة وله مقتنيات‬ ‫مبتحف الفن احلديث ودار الأوب��را امل�صرية وله‬ ‫�أعمال فى جمال النحت امليدانى فى مدينة العري�ش‬ ‫وبع�ض املدن العربية وهو يقيم فى حمافظة �شمال‬ ‫�سيناء بالعري�ش‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪35‬‬


‫فـنـان‬ ‫من سيناء‬ ‫كتبت ـ رنا �أ�شرف‪:‬‬ ‫تعد �سيناء قطعة غالية على م�صر فهى جزء‬ ‫ال يتجز�أ من الكيان امل�صرى ككل وق��د منح اهلل‬ ‫عز جالله هذه الأر���ض الكثري من املقومات التى‬ ‫جتعلها ذات مكانة ا�سرتاتيجية كبرية مع ما حتمل‬ ‫من ثروات تراثية وفنية ومعامل تاريخية‪.‬‬ ‫ل��ذا ك��ان��ت دائ�م��ا م�صدر لإل �ه��ام الكثري من‬ ‫الفنانني واملبدعني لكل ه��ذا مع ما متتاز به من‬ ‫معامل دينية وح�ضارية فريدة حيث اجلبال تعانق‬ ‫البحر الأحمر فى م�شاهد خالبة‪ ،‬كما يوجد مناطق‬ ‫البدو وهم ال�سكان املحليني فى �أماكن جتمعهم من‬ ‫خ�لال رح�لات ال�سفارى التى تتم فى ال�صحراء‬ ‫و�سباق الهجن‪.‬‬ ‫وف ��اروق ن��اج��ى ف�ن��ان ول��د ف��ى �سيناء وعكف‬ ‫منذ بدايته مع الإب��داع يت�أمل الأل��وان وتداخالت‬ ‫اخل�ط��وط ليخرج لوحاته ال�ت��ى ت�ع��زف مو�سيقى‬ ‫م�صرية يتناغم فيها ال�تراث ال�شعبى مع البيئة‬ ‫ال�صحراوية‪ ,‬ولوحاته تت�ضمن املا�ضى واحلا�ضر‬ ‫وامل�ستقبل فهى مو�سيقى مرئية يناجى بها الفنان‬ ‫�أبناء الوطن لبناء �سيناء وامل�شاركة فى تنميتها‬ ‫النها ك�أر�ض مقد�سة حباها اهلل الكثري من الكنوز‪.‬‬ ‫وه �ن��ا اع�ت�م��د ال �ف �ن��ان ع�ل��ى ر�ؤي �ت��ه اخلا�صة‬ ‫مبتعد ًا عن الر�ؤية الب�صرية التقليدية وم�ستخدم ًا‬ ‫عنا�صر من البيئة و�أع��اد �صياغاتها فى تنغيمات‬ ‫وم�ساحات متنوعة حمقق ًا فكرته فهى �أ�شبة مبن‬ ‫مي�سك �آل��ة مو�سيقية وي�ع��زف �سيمفونية فرنى‬ ‫الزخارف الهند�سية وهى تت�شابك بكثافة ك�أنها‬ ‫نغمات ودرجات مو�سيقية هادئة‪ ,‬ثم جند عنا�صر‬ ‫زخرفيه جديدة �أخذت م�ساحات �أكرب حمدثا تنوع‬ ‫فى درجات ال�صوت وقد اندجمت مع درجات من‬ ‫اخلطوط‪ .‬وق��د ا�ستخدم الفنان احل��رف العربى‬ ‫مثل حرف الهاء « هـ « وهو ي�أخذ �أحجام خمتلفة‬ ‫كما ي�ضيف له بع�ض اخلطوط �أ�شبة بحرف الألف‬ ‫وهى حتيط بحرف الهاء لتكتب لفظ اجلاللة‪.‬‬ ‫وطبيعة �سيناء برمالها وكثبانها الرملية املمتدة‬ ‫�إىل ما ال نهاية و�سمائها ال�صافية والقمر والنجوم‬ ‫‪v‬‬

‫‪34‬‬

‫وال�شم�س ت�أملها �أ�شبة بالنقو�ش غنية بالتاريخ‬ ‫واحل�ضارة‪ ,‬هذا الغنى على �أر�ض �سيناء هو الإبداع‬ ‫ملن يراه ويعي�شه‪ ,‬فيقدم لنا الفنان البدوية التى‬ ‫ترف�ض الواقع وتخرج عن القيود والتقاليد لكى‬ ‫ت�شارك فى املجتمع حمفوفة بحمامات ال�سالم التى‬ ‫ترفرف حولها‪.‬‬ ‫كما ا�ستخدم فى لوحاته الهودج ال��ذى ميثل‬ ‫املنا�سبات ال���س��ارة ك��الأف��راح وح�ف�لات الزفاف‬ ‫فهو ميثل التكنولوجيا والعلم واحل�ضارة احلديثة‬

‫ك�م��ا يتمناه ك��ل �أب �ن��اء ��س�ي�ن��اء‪ .‬ك�م��ا جن��د و�سط‬ ‫الكثبان الرملية واحات خ�ضراء من النخيل �أ�شبة‬ ‫بالف�سيف�ساء فهو يعر�ض النخلة ب��ر�ؤي��ة خا�صة‬ ‫فالنخلة هى عرو�س متزينة بالزخارف البدوية‬ ‫ال�ت��ى اع�ت�م��دت ع�ل��ى العنا�صر الهند�سية وه��ى‬ ‫موزعة بنظام �أ�شبه بالتنظيم ال��ذى اعتمد عليه‬ ‫الفن الإ�سالمي‪ ,‬كما انه يعيد �صياغة الزخارف‬ ‫الإ��س�لام�ي��ة ب�شكل معا�صر فنجد النخلة تقف‬ ‫�شاخمة وحتت�ضن حتت ظلها عنا�صر �أدمية متثل‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪37‬‬


‫«هندرت فاسر» آخر عمالقة القرن العشرين‬

‫جماليات‬ ‫المدينة المعاصرة‬

‫‪v‬‬

‫‪36‬‬

‫د‪ .‬فاروق وهبة‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪39‬‬


‫رحل هندرت فا�سر ‪ ،‬طائرا بعيدا عن الأر�ض‬ ‫على منت الباخرة العمالقة (�إليزابيث الثانية)‬ ‫ودفن بعيدا عن موطن �أحالمه فيينا ‪ ،‬فى �أر�ض‬ ‫نيوزيالندة فى التا�سع من فرباير عام ‪ 2000‬عن‬ ‫عمر يناهز الواحد و�سبعني عاما‪.‬‬ ‫هكذا كانت نهاية �أ�سطورة الأح�ل�ام ‪ ،‬حيث‬ ‫عا�ش يحلم ب�أن يخلف «بيكا�سو» فى ال�شهرة واجلاه‬ ‫والعظمة ‪ ،‬وظ��ل يحلم ب ��أن ي�ضيف على احلركة‬ ‫الت�شكيلية العاملية بالقدر ال��ذى �أ�ضافه �أف��ذاذ‬ ‫الع�صور ال�سابقة من عظمة وعطاء وحكمة ‪ ،‬و�أن‬ ‫يلوك ا�سمه �أفواه من ينظمون ويكتبون التاريخ‪.‬‬ ‫وال�شك �أن �أعماله جابت فيينا الوطن ‪ ،‬فهو‬ ‫�صاحب امل�شروع الذى يقوم بتدفئة فيينا باملياه ‪،‬‬ ‫كغالية حتت املدينة عن طريق حرق النفايات ‪،‬‬ ‫وقد قلب وحول هذه الغالية اىل �أهم مطاعم فيينا‬ ‫ال�سياحية العاملية ‪ ،‬حيث يدور مع دوران ال�شم�س ‪،‬‬ ‫و�أ�صبح مزارا �سياحيا ‪ ،‬لعظمته وجالل ت�صميمه‬ ‫‪ ،‬ولنا �أن نالحظ �أن هذا الفنان �صاحب ال�شهرة‬ ‫واجلاه مل يتعلم الفن فى معهد �أو �أكادميية ‪ ،‬ولكنه‬ ‫التحق ب�أكادميية فيينا للفنون ملدة ثالثة �أ�شهر فقط‬ ‫حيث �أبطلت احلرب الثانية كل الأن�شطة الثقافية‬ ‫‪v‬‬

‫‪38‬‬

‫‪ ،‬والدرا�سة فى املعاهد واجلامعات ‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫الأ�شهر كفيلة ب�أن ي�صرح له بالتوقيع ب�إ�سمه على‬ ‫لوحاته ‪ .‬وف��ى بطاقة التعارف و�ضع ا�سمه حتت‬ ‫بند �أنه معمارى وفنان ‪ ،‬فقد بهرته العمارة وبهره‬ ‫�أع�م��ال الفان اال�سبانى (انتونى ج��ودي) ‪1918‬‬ ‫‪ – 1982‬وراقه �أعمال النم�ساوى العظيم (�إيجون‬‫�شيلي) و(جو �ستاف كليمت) ‪ .‬وقد حاكى (كليمت)‬ ‫فى ر�سم �أحد �أحياء فيينا ‪ ،‬وزخرف �أوجه عمائرها‬ ‫الباروكية بزخارفه املعهودة مبهارته املبكرة‪.‬‬ ‫ول��د ه �ن��درت ف��ا��س��ر بفيينا ع��ام ‪ 1928‬فى‬ ‫اخلام�س ع�شر م��ن دي�سمرب ف��ى �شتاء ق��ار���ص ‪،‬‬ ‫وتوفى �أبوه بعد عام من مولده ‪ ،‬وتكفلت به والدته‬ ‫(�إل��زا) فرتكت له العنان لأن يحلم كيفما ي�شاء‬ ‫حتى ت�صادف �أن تقابل مع الفن فع�شقه ‪ ،‬وهناك‬ ‫تف�سريا ملعنى ا�سمه الالتينى الأملانى ‪( ،‬مائه ماء)‬ ‫ومر الفنان ب�أوقات ع�صيبة فى حياته ‪ ،‬حيث التحق‬ ‫�أثناء احلرب الثانية بتنظيم �شباب هتلر ‪ ،‬والقى‬ ‫ا�ضطهادا بعده ب�سبب والدته اليهودية والتى كانت‬ ‫تدعو اىل ع��ودة املا�ضى الإم�براط��ورى بالنم�سا ‪،‬‬ ‫والفنان كان دائم الأ�سفار حيث ا�صطحب �أدواته‬ ‫لي�سجل الطبيعة واحلياة ‪ ،‬وخالل حياته املمتدة مل‬

‫ينجح فى توزيع �أعماله فى �سوق الفن �إال عام‪1952‬‬ ‫فى فيينا‪.‬‬ ‫وقد تزوج (فا�سر) مرتان ‪ ،‬الأوىل من من�ساوية‬ ‫طلقته بعد عامان ‪ ،‬والثانية يابانية طلقته �أي�ضا ‪،‬‬ ‫وعا�ش حياته وحيدا ‪ ،‬مع الأحالم والآمال‪.‬‬ ‫ول�سنا ن�ستطيع �أن نقلل م��ن � �ش ��أن جتربة‬ ‫(فا�سر) الت�صويرية ‪ ،‬فقد ح��دد لنف�سه �إط��ارا‬ ‫فل�سفيا عن فكرة ا�شتقها من الفنان الأ�سبانى‬ ‫املعمارى (جاودي) فقد ر�أى �أن املربع وامل�ستطيل‬ ‫�أ�شكاال تثري �ضغوطا على تركيبه النف�سى وقد�س‬ ‫الدائرة واالنحناءات واللولب ‪ ،‬وركز على ن�ضارة‬ ‫اللون والت�صميم املركب ‪ ،‬فاللوحة عنده �شبكة لونية‬ ‫كثيفة يتفوق فيها الهارمونى اللونى املمتد العاىل‬ ‫‪ ،‬وذهبت به هذه اخلا�صية لت�ؤكد ع�شقه للفنون‬ ‫التطبيقية وت�صميم العمالت والطوابع الربيدية‬ ‫واجلداريات ‪ ،‬بالإ�ضافة اىل ع�شقه للعمارة كفن‬ ‫له �أ�صول و�أحكام ‪ ،‬وميله احل��اد �إىل الزخرف ‪،‬‬ ‫والرتكيز على التزيني والرتمن ‪ ،‬وقد اتخذ �أ�شكاال‬ ‫طريفة لت�صميم ا�شارات معار�ضه وكتالوجاته‪.‬‬ ‫وال�ف�ن��ان ل��ه تطلعات لل�شهرة جتعله ي�سلك‬ ‫�سلوكا غري تقليدى ‪ ،‬و�إن��ى �أذك��ر معر�ضه الذى‬


‫و�إن ك��ان��ت ظ��اه��رة (ف��ا��س��ر) مل ت��ؤث��ر ومل‬ ‫حت�ظ��ى ب��ال �ع��رف��ان �أم� ��ام جت��رب��ة كتجربة‬ ‫املثال الفرن�سى �سيزار بل حتدد فا�سر فى‬ ‫ت�صميمات �أغلفة الكتب و�أغلفة املنتجات‬ ‫التجارية فى نطاق ال�صناعة بالرغم من‬ ‫�أن الفنان ترك �أعما ًال جدارية كبرية �إال �أن‬ ‫ت�أثريها مل يتخطى نطاق النم�سا – بالرغم‬ ‫من �أن �شهرته كانت كبرية حيث يعترب �آخر‬ ‫عمالقة الفن الت�شكيلى فى القرن الع�شرين‬ ‫‪ ،‬ولكنه تبوء ظاهرة الدعاية الوا�سعة التى‬ ‫عملت على �أن يرتفع (فا�سر) �إىل م�صاف‬ ‫الكبار‪.‬‬ ‫واجلدير بالذكر �أن فا�سر ولد وترعرع‬ ‫ف��ى ن �ط��اق النم�سا ب�ل��د املو�سيقى وال�ف��ن‬ ‫والثقافة – �إال �أن النم�سا مل تفرز فى نطاق‬ ‫الفن الت�شكيلى الكثري من الفنانني لهذا‬ ‫كانت فر�صة (فا�سر) كبرية كفنان متميز‬ ‫�أف�سح له املجال لأن يت�ألق ويذهب اىل �آفاق‬ ‫بعيدة فى جمال ال�شهرة‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪41‬‬


‫�أقيم فى القاهرة مببنى االحت��اد اال�شرتاكى على‬ ‫النيل فى قلب ميدان التحرير عام ‪ 1976‬وكانت‬ ‫�إعالنات و�إ��ش��ارات املعر�ض غري م�سبوقة ‪ ،‬حيث‬ ‫ظهر (فا�سر) لأول مره بالقاهرة – كفنان وداعية‬ ‫ومفكر ‪.‬‬ ‫ويفاجئنا (فا�سر) كنا�شط �سيا�سى كبري عمل‬ ‫�ضد فكرة وح��دة �أوروب��ا ون�ش�أة ال�سوق الأوروب�ي��ة‬ ‫امل���ش�ترك��ة م��ن �أج ��ل دع��م ف �ك��رة فيينا الأم لأن‬ ‫تبقى بعيدا عن حم��اوالت فرط عقدها ‪ ،‬و�شارك‬ ‫(فا�سر) فى عملية تهريب الدالى الما من التبت‬ ‫من قبل زعيم احلملة الإنتخابية الدينية للتبت‬ ‫و�أ�صبح (فا�سر) نا�شطا ومعار�ضا الأكرث بروزا فى‬ ‫االحتاد الأوربى ‪ ،‬ودعوته للحفاظ على اخل�صائ�ص‬ ‫الإقليمية وال�ت��زام��ه بامللكية الد�ستورية ‪ ،‬ودع��ا‬ ‫(فا�سر) �إىل �أن النم�سا فى حاجة اىل الأمرباطور‬ ‫الذى هو م�ؤ�س�سة نابعة من ال�شعب وقد نادى ب�أنه‬ ‫يحب اجلمال والثقافة وال�سالم اخلارجى والإميان‬ ‫الذى يخرج بثقة من القلب‪.‬‬ ‫وعلى اجلانب الآخ��ر ‪ ،‬فى الوقت ال��ذى القى‬ ‫�ش�أنا فى كونه نا�شطا �سيا�سيا ‪ ،‬نادى بالفكر الفنى‬ ‫و��س�ح��ره للخطوط اللولبية ودع��ا �إىل اخلطوط‬ ‫‪v‬‬

‫‪40‬‬

‫امل�ستقيمة هى �أدوات لل�شيطان ‪ ،‬والفن عنده تلقائيا‬ ‫�سرياليا والرتكيز على �إ�شراك املتلقى فى العمل‬ ‫الفنى مع الفنان ‪ ،‬هذا زيادة على الألوان الزاهية‬ ‫ودعى �إىل الأ�شكال الع�ضوية ‪ ،‬وم�صاحلة الب�شر مع‬ ‫الطبيعة والنزعة الفردية القوية وامليل �إىل الأ�شكال‬ ‫الغري منتظمة ‪.‬‬ ‫وف ��ى ع ��ام ‪ 1950‬رك ��ز ب�شكل م �ت��زاي��د على‬ ‫الهند�سة املعمارية والدعوة �إىل �أن تكون العمارة‬ ‫كائنا وديا ‪ ،‬فهى ك�إالن�سان تتنف�س وت�شعر وتت�أمل ‪.‬‬ ‫وترتكز م�شاريع فا�سر املعمارية فى الآتى ‪-:‬‬ ‫بيت الفن ‪ Kunst Haus‬فيينا‪ ،‬مطعم‬ ‫الطريق ال�سريع النم�سا‪ ،‬كني�سة هندرت فا�سر‬ ‫النم�س‪ ،‬بيت امل�سنني �سوي�سرا‪ ،‬حمرقة النبات‬ ‫– �أو�ساكا اليابان‪ ،‬الينابيع ال�ساخنة – النم�سا‪،‬‬ ‫املراحي�ض العامة – نيوزيالندا‪ ،‬حمطة ال�سكك‬ ‫احلديدية – البيئة املانيا‪ ،‬حمطة الطاقة احلرارية‬ ‫– النم�سا‪ ،‬ت�صميم الطوابع الربيدية‪ ،‬ت�صميم ‪26‬‬ ‫طابعا بريديا مع الإدارات املختلفة بفيينا‪� ،‬إدارة‬ ‫بريد الأمم املتحدة (فيينا – جنيف – نيويورك‪،‬‬ ‫الذكرى الثانوية لإع�لان حقوق الإن�سان العاملي‪،‬‬ ‫لوك�سمبورج عا�صمة الثقافة الأورب �ي��ة‪ ،‬ت�صميم‬

‫املن�سوجات و�أغلفة الكتب ‪ ،‬ت�صميم الكتاب املقد�س‬ ‫عام ‪ 1995‬ب�أبعاده ‪ c.m5X2‬فى ح��دود ‪1682‬‬ ‫�صفحة‪ ،‬ك��ان هندرت فا�سر دائ��م اال��ش�تراك فى‬ ‫امل�سابقات الفنية واحل�صول على اجلوائز فيها‪،‬‬ ‫‪ 1959‬ج��ائ��زة بيناىل �ساوباولو ‪ 1961 ،‬جائزة‬ ‫مايتيت�ستى ف��ى طوكيو‪ 1980 ،‬اجل��ائ��زة الكربى‬ ‫للفنون الب�صرية‪( ،‬جائزة الدولة النم�ساوية)‪،‬‬ ‫‪ 1981‬جائزة حماية الطبيعة‪ 1987 ،‬و�سام العلوم‬ ‫والفنون بفيينا‪ 1988 ،‬امليدالية الذهبية ملدينة‬ ‫فيينا‪ ،‬بالإ�ضافة اىل الأفالم الفنية والثقافية‪.‬‬ ‫وي �ع��د ه �ن��درت ف��ا� �س��ر م��ن ه � ��ؤالء الفنانني‬ ‫الذين خدمتهم الظروف املت�أثرة باحلرب الثانية‬ ‫وظهورهم الوا�ضح بعد انتهاء الن�صف الأول من‬ ‫القرن الع�شرين بعد �أن طرح اجلزء الأول من هذا‬ ‫القرن �أفذاذ الفنانني �أمثال (مار�سيل دو �شامب)‬ ‫وبابلوبيكا�سو و�سلفادوردايل‪.‬‬ ‫وظهر فى حقبة ظهور (فا�سر) فنانني مثل‬ ‫الفرن�سى �سيزار ‪ ،‬وجوزيف بويز ‪.‬‬ ‫و�أب��ى ال�ق��رن الع�شرين �أن يذهب �إال وي�أخذ‬ ‫معه كل الفنانني ال�سابقني الذكر ليف�سح املجال‬ ‫�إىل فنانني يدلوا بدلوهم فى �سري احلركة الفنية‬


‫« خيال احلقل» ق�صة طويلة كتبها �أديب الأطفال الكبري‬ ‫عبد ال�ت��واب يو�سف ‪ ..‬ور�سمها الفنان الكبري عبد احلليم‬ ‫الربجينى ‪ ..‬الذى ت�ألقت ر�سومه مبجالت الأطفال‪� « :‬سمري» و‬ ‫«ماجد» و « قطر الندى » ‪.‬‬ ‫�صدرت فى طبعتها الأوىل عام ‪ 1969‬فى �سل�سلة «ق�ص�ص‬ ‫الهالل للأوالاد والبنات» برئا�سة حترير رائدة ثقافة الطفل‬ ‫نتيلة را�شد « ماما لبنى» ‪ ..‬والتى رحلت عن عاملنا فى ال�شهر‬ ‫املا�ضى بعد �أن �ساهمت بقوة فى ت�شكيل وجدان الطفل امل�صرى‬ ‫خالل جملة «جملة �سمري‪» 1956-‬التى تولت رئا�سة حتريرها‬ ‫من عام ‪ 1959‬بعد ال�سيدة نادية ن�ش�أت لأكرث من خم�سة‬ ‫و ثالثني عاما على فرتتني وحتى عام ‪. 2002‬‬ ‫وخيال امل�آتة حتكى على ل�سان خيال احلقل ق�صة الأر�ض‬

‫و مايدور بالقرية امل�صرية ‪.‬‬ ‫يقول فى مقدمتها ‪ « :‬ا�سمى الناطور» وعملى الكبري فى‬ ‫احلقل «خيال امل�آتة» ‪ ..‬وقفت مكانى طويال ‪ ..‬مل �أتنف�س ‪..‬‬ ‫مل �أحترك ‪..‬مل �أتكلم ‪ ..‬عرفت وفهمت الكثري و�أنا �صابر و�أنا‬ ‫�صامت و�أنا عاقل ‪.‬‬ ‫مع �أن ر�أ�سى حم�شوة بالق�ش �أريد �أن انطق ‪� ..‬أقول ‪� ..‬أتكلم‬ ‫‪ ..‬عندى �أفكار ‪ ..‬عندى ذكريات ‪ ..‬عندى حكايات وبودى �أن‬ ‫�أروى �أحكى ‪�..‬أق�ص واحدة من مغامراتى ‪.‬‬ ‫الق�صة فيها نب�ض القرية وروح الريف الذى كان «ونتمنى‬ ‫�أن يعود منتجا من جديد ‪ ..‬و�أن تت�أكد فيه �صور احلب واملودة‬ ‫ك�سابق عهده ‪ ..‬بعد ثورة اخلام�س والع�شرين من يناير» ‪. .‬‬ ‫فيها جوانب من املا�ضى قبل ث��ورة ‪ 1952‬وحت��والت املجتمع‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪43‬‬


‫الريف‬ ‫“ خيال الحقل “‬ ‫البهيج ‪ ..‬نبض وروح القرية المصرية‬

‫‪v‬‬

‫‪42‬‬


‫ قلت فى حزم ‪� :‬إذا �أردت �أن ن�صبح �صديقني فال‬‫مت�س حبة واح��دة من قمح هذااحلقل ‪ ..‬عند ئذ تركنى‬ ‫الع�صفور وطار !!‪.‬‬ ‫وجلمال “ خيال احلقل « وقيمتها الأدبية قررتها وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم على تالميذ املرحلة االبتدائية عام ‪. 1971‬‬ ‫والق�صة زاده��ا جماال ترجمتها الب�صرية فى لوحات‬

‫فيها عمق الأ�صالة واللم�سة احلديثة بري�شة ف�صيحة للفنان‬ ‫الربجينى ‪..‬فى ر�سوم كرتونية وبتعبريية عالية ‪.‬‬ ‫ونحن نتمنى �أن تعود لأطفال املدار�س من جديد ‪.‬‬ ‫حتية �إىل الكاتب عبد ال�ت��واب يو�سف والفنان عبد‬ ‫احلليم الربجينى ‪..‬و�سالم على رائدة ثقافة الطفل نتيلة‬ ‫را�شد “ ماما لبنى « ‪..‬رحمها اهلل رحمة وا�سعة ‪.‬‬

‫ال���ع���دد ال���ق���ادم ال��ري��ف‬ ‫البهيج مع �أب��ط��ال رواي��ة‬ ‫الأر�������ض ل�ل��أدي���ب عبد‬ ‫ال���رح���م���ن ال�������ش���رق���اوى‬ ‫بر�سوم الفنان ح�سن ف�ؤاد‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪45‬‬


‫و�صعوده بعدها ‪ ..‬وفيها �سحر اخليال و�شاعرية التعبري‬ ‫‪ ..‬و�أبطالها �أطفال �صغار ‪.‬‬ ‫يقول الناطور ‪�:‬أقبل الربيع ‪ ..‬كان يحمل على �أجنحة‬ ‫الن�سيم احللو ‪ ..‬علب الألوان ‪ ..‬زجاجات عطر ‪�..‬أقفا�ص‬ ‫طيور ‪� ..‬أم�سك الربيع بالفر�شاة وب��د�أ ير�سم لوحة‬ ‫الطبيعة ‪ ..‬ي�صبغ الأر���ض باخل�ضرة ويك�سو الأ�شجار‬ ‫بالأوراق ويزينها بالثمار ويلون الورد والأزهار فيجعلها‬ ‫‪v‬‬

‫‪44‬‬

‫حمراء وبي�ضاء و�صفراء وينرثها هنا وهناك ‪.‬‬ ‫وخيال احلقل كان حار�سا للحقول املنتجة ومن بني‬ ‫مايحكى يقول ‪ :‬حامت الطيور فى ال�سماء وحتركت‬ ‫ب�أجنحتها ولكن ع�صفور جميل �صاح ‪ :‬هل تريد نى �أن‬ ‫اذهب؟‬ ‫– بل ابق لت�سلينى‬ ‫‪ -‬هل ت�سمح ىل ب�أن �آكل بع�ض القمح ؟‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪47‬‬


‫دراسات نقدية‬

‫جيهان سليمان ‪ ..‬ولغة جديدة فى التصوير‬

‫بين «المدينة الفاضلة» و«كرسى الحكم»‬ ‫د‪ .‬هوايدا ال�سباعى‬

‫�أعادت فنانة اال�سكندرية امل�صورة جيهان �سليمان ال�صلة بني‬ ‫املرئى و الالمرئى وبني الفكرة والواقع واحل�ضور ‪،‬الغياب والوجود‬ ‫وال�لاوج��ود ‪ ،‬كما �أع��ادت ال�صلة بني النف�س و اجل�سم‪ ،‬و ميكننا‬ ‫احلديث عنها كفنانة ذات وعى فردى فى �سياق متعدد ‪ .‬فلقد بد�أت‬ ‫تلك ال�صلة مع موهبتها الفنية منذ �سن مبكر ف�أظهرت �شغفها و‬ ‫مهارتها الفنية ‪ ،‬و مع ت�شجيع الأخرين لها ب�شكل م�ستمر �شعرت‬ ‫ب�أنها متتلك �شىء ثمني له �صفة الإختالف �إ�ستخدمته كطريقة �أخرى‬ ‫لكتابة مذكراتها عن فرتة وجودها فى الكويت حيث ولدت هناك‬ ‫عام ‪1966‬م ‪ .‬و هى الفرتة التى �أ�ستمدت منها الكثري من العالقات‬ ‫اللونية و اخلطية ثم ظهرت فيما بعد داخل التجربة الفنية ‪ ،‬فنجد‬ ‫خط الأفق احلاد و حيوية اللون الأ�صفر لل�صحراء مع �أ�شعة ال�شم�س‬ ‫احلارقة و النجوم التى تظهر ليال بو�ضوح ‪ ،‬و املبانى التى ال يتعدى‬ ‫�إرتفاعها الثالثة �أدوار حيث �صبغها �أهل البدو بالطابع البدوى ‪،‬‬ ‫الذى مل يتطور �إال فى نهاية ال�سبعينيات و �أول الثمانينيات ‪ ،‬كما‬ ‫ينحدر ال�سطح انحدا ًرا تدريج ًيا جتاه �سواحل البحر ‪ .‬وتتكون فى‬ ‫غالبيتها من �سهول رملية م�ستوية تتخللها بع�ض التالل قليلة االرتفاع‬ ‫وبع�ض الأودية اجلافة ‪ ،‬و التى �أختزنت فى ذاكرة الفنانة منذ ال�صغر‬

‫‪v‬‬

‫‪46‬‬

‫حتى ال�صبا ف�أ�ستثمرتها بوعى الفنان فى �أعمال و جتارب عديدة‬ ‫�أظهرت اختالفها الفنى و متيزها‪ .‬ولقد تركت الفنانة الكويت‬ ‫متجهة �إىل وطنها م�صر للإلتحاق باجلامعة عام ‪1983‬م ‪ .‬و بالفعل‬ ‫�إلتحقت بكلية الفنون اجلميلة مبدينة الإ�سكندرية لتتعلم الفن ب�شكل‬ ‫�أكادميى ‪ ،‬و �إجتازت �سنوات الدرا�سة بالكلية بتميز ملحوظ ‪ .‬و‬ ‫كان عام التخرج من الكلية ‪1988‬م يعترب بالن�سبة لها مبثابة نقطة‬ ‫االنطالق احلقيقية �إىل عامل احلركة الت�شكيلية فى م�صر ‪.‬‬ ‫و فى تلك الفرتة بد�أت تبادل ل�ل�أدوار بني احلقيقة الب�صرية‬ ‫و احلقيقة الفكرية ‪ ،‬حيث �إرتبطت الأوىل ب���الإدراك الب�صرى‬ ‫الأكادميى و الثانية بالوجدان العقلى ‪ ،‬فجاءت الأوىل مقيدة منقولة‬ ‫عن الطبيعة ملتزمة بالأ�صل ‪� ،‬أم��ا الثانية فكانت حم��ررة م�ؤلفة‬ ‫و حتمل حالة من الإب��داع تذوقتها و �إ�ستمتعت بها ‪ .‬و من خالل‬ ‫�إلتقاطها ملفهوم الإبداع جاء م�شروع التخرج بعنوان «حلقة ال�سمك»‬ ‫فقدمت �إن�صهار للمو�ضوعية فى ترجمة الواقع مع الذاتية فى الإيحاء‬ ‫التعبريى عن وجدانها و �أفكارها ‪ ،‬ذل��ك من خ�لال ال�صور التى‬ ‫�أختزنتها فى الذاكرة عن حلقة ال�سمك و منطقة بحرى بالأ�سكندرية‬ ‫‪ .‬فركنت اىل ت�صوير امل�شاعر التى تثريها اال�شياء واالح��داث فى‬


‫الأ�ستاذية ا�ستطاعت موا�صلة حتركها جتاه تطلعها‬ ‫الإبداعى الذى كانت قد بد�أته من �سنوات ب�إ�صرار‬ ‫وطموح وعزمية غري متناهية ‪ .‬وك��ان لنجاحاتها‬ ‫املتتالية الدافع الكبري ملوا�صلة امل�شوار الفنى بثقة‬ ‫متجددة ‪ .‬حيث �شاركت فى �صالون ال�شباب الأول‬ ‫عام ‪1989‬م و ح�صلت على جائزة ت�شجيعية ‪ ،‬ثم‬ ‫�صالون ال�شباب الثانى عام ‪1990‬م و الذى ح�صلت‬ ‫به على اجلائزة الأوىل فى الت�صوير ‪ ،‬و �شاركت‬ ‫باملعر�ض العام الدورة رقم ‪ 21‬من نف�س العام ‪. .‬‬ ‫وف��ى ع��ام ‪1993‬م �شاركت ب�صالون ال�شباب‬ ‫اخل��ام����س و ح�صلت ع�ل��ى اجل��ائ��زة ال�ث��ان�ي��ة فى‬ ‫الت�صوير ‪� ،‬أما عام ‪1994‬م فح�صلت على درجة‬ ‫املاج�ستري كما ح�صلت على جائزة �شرفية ببيناىل‬ ‫ال�ق��اه��رة ال ��دوىل اخلام�س ‪ .‬و ف��ى ع��ام ‪1997‬م‬ ‫�شاركت باملعر�ض القومى �أم��ا عام ‪1999‬م فلقد‬

‫�شاركت ببيناىل الأ�سكندرية الدورة الع�شرين لدول‬ ‫البحر الأبي�ض املتو�سط حيث قدمت ر�ؤية جديدة‬ ‫درامية عن «احلياة و امل��وت» و �أك��دت �أعمال هذه‬ ‫التجربة �أن الفنان املبدع احلقيقى يت�أثر كث ًريا مبا‬ ‫يدور حوله من ظروف اجتماعية �أو �سيا�سية ‪ ،‬ويكون‬ ‫ذلك هو املثري لفنه و�إبداعه و نظرا لوفاة والدها‬ ‫فلقد قدمت ترجمة مل�شاعرها عن «احلياة و املوت»‬ ‫فجاءت مزج بني درامية �أجلريكو و حداثة املرحلة‬ ‫ال��زرق��اء عند بيكا�سو ‪ ،‬كما قدمت ر�سوم خطية‬ ‫باحلرب الأ�سود عن ذكرياتها مبرحلة الطفولة و‬ ‫عالقتها بالأطفال من حولها و �سيارة والدها و كيف‬ ‫كانت متثل عامل بالن�سبة لها‪ ...‬و فى عام ‪2000‬م‬ ‫ح�صلت جيهان �سليمان على درج��ة الدكتوراه ‪..‬‬ ‫ومرت الفنانة بعدة مراحل فنية تطورية كانت هذه‬ ‫املراحل من خالل عدد من املعار�ض الهامة التى‬

‫و ّثقت بها جتربتها الإبداعية ‪ . .‬بد�أتها مبعر�ض‬ ‫عن «الهيوىل‪ ..‬و ما بعد الهيوىل» مبعنى املادة وما‬ ‫بعد املادة مبجمع الفنون بالزمالك قاعة �أخناتون‬ ‫بالقاهرة ع��ام ‪2001‬م ‪ ،‬و ملا كانت امل��ادة بداية‬ ‫لل�صورة و هما ال ينف�صالن ‪ ،‬بد�أت جيهان �سليمان‬ ‫التق�صى العميق ل�صورة الإن�سان فى هذا املعر�ض‬ ‫‪ ،‬فاخت�صرت امل�سافات لتوحى باملادة حتى �أنها‬ ‫ج�سدت ما هو �أرقى من ال�شكل ‪ . .‬و �أظهرت قوة فى‬ ‫الإيحاء و �إمتالء العمل بالتعبري و�إن جاء خاطفا‬ ‫‪ ،‬و هو كون الإن�سان مل ي�صبح هو البطل كما هو‬ ‫متعارف علية على م�سطح العمل الت�صويرى ‪ ،‬لكنه‬ ‫�أ�صبح �شىء من �ضمن الأ�شياء ‪.‬‬ ‫و ج ��اء امل �ع��ر���ض ال �ث��ان��ى ل�ه��ا ع ��ام ‪2004‬م‬ ‫مبتحف حممود �سعيد بالأ�سكندرية بعنوان «قيم‬ ‫معا�صرة»حيث ع�برت بلغة ت�شكيلية م�ستحدثة‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪49‬‬


‫نف�سها كفنانة ‪ .‬و �أق�ترب��ت م��ن ال�ت��أث�يري��ة حيث‬ ‫�سجلت ت�أثري �ضوء ال�شم�س على الأج�سام والأ�شكال‬ ‫‪ ،‬كما ظهرت لوحاتها مت�ألقة ب��الأل��وان ‪ .‬و لقد‬ ‫عنيت جيهان �سليمان بت�سجيل الإنطباع الكلى عن‬ ‫الأ�شياء مبتعدة عن التفا�صيل ‪ .‬حيث اعتمدت على‬ ‫ال�شدة اللونية بطبقات �سميكة من اللون على غرار‬ ‫الوح�شية ‪ .‬و �أ�ستفادت من التعبريية فى �إعادة بناء‬ ‫العنا�صر بطريقة تثري امل�شاعر حيث عملت على‬ ‫التنظيم والبناء من جديد لل�صورة الرومان�سية ‪،‬‬ ‫ولكن فى �إ�سلوب تراجيدى يت�سم مبا تعانيه الأجيال‬ ‫فى الع�صر احلديث من قلق و�أزمات ‪ ،‬كما جمعت‬ ‫بني الب�ساطة و اجلر�أة فى و�ضع اللون و �إ�ستخال�ص‬ ‫املو�ضوع ‪ .‬و لقد �أهتمت مبتابعة �أعمال الفنانيني‬ ‫امل�صريني على �سبيل امل�ث��ال ال احل�صر الفنانة‬ ‫جاذبية ��س��رى بت�صويرها امل�شحون بانفعاالت‬

‫‪v‬‬

‫‪48‬‬

‫داخلية الغري مرتبط بالبحث عن اجلمال فقط‬ ‫بل على العك�س فهى مت�أهبة دائما لقلب القوانني‬ ‫والقواعد فى حل ف��راغ ال�صورة ‪ .‬كذلك الفنان‬ ‫حامد ندا الذى تو�صف �أعماله بال�سريالية ال�شعبية‬ ‫امل�صرية ‪ ،‬ملا جتمع من ذكريات و�سحر و�أ�ساطري‬ ‫مرتبطة بالعامل ال�شعبى امل�صرى ‪� ..‬أم��ا الفنانة‬ ‫عفت ناجى التى ر�سمت فى حياتها املبكرة لوحات‬ ‫تعرب عن الأمومة ‪� ،‬إال �أن �أ�سلوبها فى الر�سم تغري‬ ‫�إىل الفن ال�شعبى والأ�ساطري والأبراج الفلكية ‪ ،‬كما‬ ‫�أنها �أي�ضا ر�سمت لوحات من وحى النوبة القدمية‬ ‫ب�شاعرية مميزة ‪ ..‬و كذلك الفنان عبد الهادى‬ ‫اجل��زار ال��ذى ق��دم مرحلة الأ�ساطري ال�شعبية ‪،‬‬ ‫ومرحلة االن�سان والتكنولوجيا وبينهما مرحلة‬ ‫ق�صرية كان �أميل فيها اىل التجريد ف�أ�صبح هو‬ ‫فنان اخليال والأ��س��اط�ير والفن ال�شعبى ‪ . .‬من‬

‫كل ما �سبق قامت جيهان �سليمان بدمج كل تلك‬ ‫اخلربات فى بوتقة �أعمالها ‪ ،‬مما �أظهر قدراتها‬ ‫كفنانة على حتقيق املعادلة املتوازنة و �أمتالكها‬ ‫لأدواتها ‪ ،‬الأمر الذى حاز �إعجاب جلنة التحكيم‬ ‫فمنحتها تقدير �أمتياز ‪ ،‬و كان من بني الأ�ساتذة‬ ‫بلجنة التحكيم حامد ن��دا ‪ ،‬و حامد عوي�س ‪ ،‬و‬ ‫عبا�س �شهدى ‪ ،‬و فاروق وهبة ‪ ،‬و عبد ال�سالم عيد‬ ‫‪ ،‬و فاطمة العرارجى ‪ ،‬و ملك �أبو الن�صر ‪ ،‬حممد‬ ‫ف�ؤاد تاج الدين ‪ ،‬حممد �سامل ‪ ،‬نعيمة ال�شي�شينى‬ ‫‪ .‬كما عينت بالكلية عام ‪1989‬م ثم تدرجت فى‬ ‫الرتقى حتى ح�صلت على الأُ�ستاذية عام ‪2012‬م‬ ‫‪ .‬و �صنعت تاريخا فنيا ُم�شرفا �شهد له اجلميع‬ ‫من فنانيني و �أ�ساتذة زمالء ‪ ،‬و طالب ‪ ،‬و جامعى‬ ‫�أعمال حمليا و �إقليميا‪.‬‬ ‫و بي��ن ع ��ام ال �ت �خ��رج وع� ��ام احل �� �ص��ول على‬


‫من �صور عن الواقع �إىل �أ�شكال �أكرث ب�ساطة جتلى‬ ‫فيها الإح�سا�س باللون واحلركة واخليال ‪ .‬و جاءت‬ ‫اخللفية عبارة عن م�شهد للمدينة‪ .‬فكان الهدف‬ ‫هو تقدمي �شكال ذو دالالت فعلية عن املدنية التى‬ ‫تبتعد ع��ن اب�سط م�لام��ح الإن���س��ان�ي��ة‪ .‬فاجلميع‬ ‫يعي�ش حالة من ال�صراع ُم�ؤرقة ‪ ،‬و ال وجود لرقة‬ ‫امل�شاعر �أو الأحا�سي�س ‪ .‬و رمبا هذه ال�صورة منذ‬ ‫زمن و لي�ست من الزمن احلاىل ‪ .‬تلك هى امل�صورة‬ ‫جيهان �سليمان ف��ى م��ا انتهت �إل�ي��ه بعد جت��ارب‬ ‫عميقة و�صادقة ‪ .‬حيث تقدمت بعمل هام للمعر�ض‬ ‫العام الدورة ‪ 34‬لعام ‪2012‬م و الذى عربت فيه عن‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،‬جندها قد و�صلت به �إىل قمة من‬

‫قمم البالغة و الو�ضوح فى تب�سيط التفا�صيل مما‬ ‫يزيد من العمق فى الإيحاء ‪ ،‬حيث املعنى الأ�سا�سى‬ ‫املُركز فى فل�سفة ح�ضور كر�سى احلاكم بالعمل‬ ‫الفنى ‪ ،‬و ال�صورة تعك�س امل�شهد ب�صدق‪ .‬و يعد هذا‬ ‫العمل من �أهم الأعمال التى وثقت الثورة ‪ ،‬و مل يكن‬ ‫ذلك هو احل�ضور الوحيد لعن�صر الكر�سى فمنذ‬ ‫معر�ض الهيوىل و حتى معر�ض املدينة الفا�ضلة‬ ‫و هى تتناول معنى الكر�سى �أجتماعيا و �سيا�سيا‪،‬‬ ‫�إىل �أن و�صلت به �إىل تلك اجلملة البليغة ف�أثرت‬ ‫املعر�ض العام حيث وقف اجلميع فنانيني و نقاد‬ ‫�أم��ام ه��ذا العمل حتية و �إعجابا‪ .‬وم��ن هنا جند‬ ‫�أن م�سرية جيهان �سليمان قد حفلت فى ميدان‬

‫الت�شكيل بخ�صائ�ص فنية متميزة جعلتها واحدة‬ ‫من �أب��رز الفنانني امل�صريني الذين �أ�ضافوا �إىل‬ ‫احلركة الت�شكيلية �صبغة مبتكرة ا�ستمدت قيمها‬ ‫الفنية لت�صل بها �إىل املعا�صرة‪..‬‬ ‫لقد �أ�صبحت جتربة الفنانة امل�صورة جيهان‬ ‫�سليمان «م��در��س��ة فنية» ‪ ،‬حتى �أن العديد من‬ ‫الفنانيني قد �أ�ستلهموا جتربتها فى �أعمالهم ‪.‬‬ ‫و لكنها ك��ان لها ال�سبق فى التناول و ال�سبق فى‬ ‫الطرح ‪ . .‬و هذا لي�س بغريب على التجارب الفنية‬ ‫القوية ال�صادقة حيث تعلق فى الذاكرة و ال ميكن‬ ‫ان تن�سى ب�سهولة ‪. .‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪51‬‬


‫�أ�ضافت لها الطابع العاملى ‪ .‬فبدت املفردات حتمل‬ ‫طابع ًا ميتزج فيه اخليال مع الواقع عرب لغة ت�شكيلية‬ ‫جريئة ت�سهم الألوان الكثيفة والدافئة فى �إغنائها‬ ‫وتوهجها‪،‬وتطل ال�شخو�ص من خالل الظالل لتعلن‬ ‫ح�ضورها ‪ ،‬وتروى املواقف التى اختزلتها الفنانة‬ ‫فى كيانات ت�شكيلية �أب�سط مما �سبق‪ ،‬حيث خرجت‬ ‫من مفهوم الف�سيف�ساء و التفتيت �إىل تلخي�ص‬ ‫للم�ساحات ‪ .‬كما �أظهرت حتكم فى الفراغات‬ ‫الت�شكيلية داخ��ل م�سطح العمل ‪ .‬وال �سيما �أن‬ ‫الألوان جاءت بعجائن كثيفة عرب طبقات لونية‬ ‫يطل �أدناها على �أعالها عرب ثغرات و�أخاديد‬ ‫متنح العمل عمقا ت�شكيليا وبعدا زمني ًا و تك�سبه‬ ‫مالمح من الغنى اللونى‪ ..‬و مل تن�سى الفنانة‬ ‫العربية جيهان �سليمان �أن تعرب ع��ن ق�ضية‬ ‫«حرب العراق» التى اندلعت منذ عام ‪ 2003‬م ‪،‬‬ ‫بل قدمت �ضمن �أعمال معر�ضها «قيم معا�صرة»‬ ‫عدد من اللوحات املعربة عن منهج التفتيت و‬ ‫اخلرائط امل�صورة بالقمر ال�صناعى و حتديد‬ ‫الهدف و حتركات اجلنود ‪.‬‬ ‫ثم تاله فى نف�س العام معر�ض «الأ�سكندرية‪.‬‬ ‫‪ .‬مثري �إب��داع��ى» بقاعة امل ��ؤمت��رات ال�شرقية‬ ‫مبكتبة الأ�سكندرية‪ ،‬و هو من املعار�ض املفاجئة‬ ‫بل ال�صادمة‪ ،‬فاجلميع كان يتوقع �أن يرى مناظر‬ ‫طبيعية عن الأ�سكندرية و لكن جيهان �سليمان‬ ‫ذهبت فى زاوية ر�ؤية خمتلفة �أحدثت بها عن�صر‬ ‫املفاجئة ف�إذا بالفطرى لديها يقدم ما هو ح�ضارى‬ ‫‪ ،‬و�إذا بالتاريخى ميثل ك�شف ًا عن ر�ؤى امل�ستقبل ‪.‬‬ ‫فقدمت تراكمات للأيقونات اليونانية الرومانية‬ ‫لت�شكل ك ًال واحد ًا‪ ..‬مما ا�ستمر م�شع ًا فى لوحاتها‬ ‫‪ ،‬كما �أكد على فرحتها باحلياة ‪ ،‬فتحولت اللوحات‬ ‫�إىل مهرجان عن ح�ضارة الأ�سكندرية ‪..‬‬ ‫و بعد ف�ترة م��ن ال��درا��س��ات و البحث الفنى‬ ‫�أق��ام��ت معر�ضها «ج�م��ال�ي��ات ال�ت�ك��وي��ن» بنقابة‬ ‫الت�شكيليني ع��ام ‪2009‬م‪ ،‬ح�ي��ث غ��دا �إنتاجها‬ ‫الت�شكيلى فى هذه املرحلة �أكرث حتررا من القيود‬ ‫‪ ،‬وباتت لوحاتها ال تقف عند ح��دود الت�شخي�ص‬ ‫�أوالتجريد ‪ ،‬ب��ل قدمت حالة �إب��داع�ي��ة م�شرتكة‬ ‫ت�سودها روح االبتكار والبحث فى �صور ت�شكيلية‬ ‫معا�صرة جتاوزت بها معظم ال�صيغ امل�ستهلكة‪ .‬و‬ ‫ركزت جيهان �سليمان فى تلك الفرتة على التكوين‬ ‫الب�سيط و الإقت�صاد فى �إ�ستخدام اخلط وال�شكل‬ ‫و الكتلة �أقتداءا بالت�صغريية‪ ،‬كما �أ�صبح املقيا�س‬ ‫‪v‬‬

‫‪50‬‬

‫ال�صحيح لإختبار التكوين اجليد بالن�سبة لها هو‬ ‫�إ�ستحالة رفع �أى عن�صر من ال�صورة دون الت�أثري‬ ‫على الإخالل بتكوينها ‪ ،‬فكل عن�صر له من الأهمية‬ ‫بحيث ي��ؤدى دوره فى التكوين بدقة وعناية مهما‬ ‫كان �صغريا‪.‬‬ ‫و افتتح معر�ضها ال ��ذى �أق �ي��م ف��ى جالريى‬

‫امل�سار بالزمالك القاهرة بعنوان «املدينة الفا�ضلة»‬ ‫عام ‪2010‬م و الذى يعد بالن�سبة لها نقطة حتول‬ ‫ارت�ك��ازي��ة ف��ى جتربتها الفنية جت��اه التجريدية‬ ‫الهند�سية ‪ ،‬مدركة �أن املدينة الفا�ضلة تتحقق‬ ‫حينما تتكامل القوى العقلية فى الإن�سان خا�صة‬ ‫حينما يعمل على الإرتقاء الروحى ‪ ،‬مما يحدث‬ ‫ح�ضارة تكنولوجية متقدمة قيا�سية‪..‬من هنا كان‬ ‫بحثها اجلديد حول �إ�ستلهام قيم املا�ضى العريق‬ ‫امل�ث��ال�ي��ة ‪ ,‬وق �ي��م احل��ا��ض��ر امل�ت�ط��ور ف��ى حم��اول��ة‬ ‫لإقتبا�س النظرة العلمية ‪ ،‬و �إدراك كل ماميكن‬ ‫�إدراك��ه من حولها فى املدينة عن طريق جمموعة‬ ‫من املعادالت الريا�ضية الهند�سية التى ُعرب عنها‬ ‫من خالل م�ضمون ذو �صيغة عددية وقانون ريا�ضى‬ ‫هند�سى‪ ،‬ك��ان ه��و الأ��س��ا���س ف��ى جميع الأ�شكال‬ ‫املطروحة �أيا كانت ع�ضوية �أو غري ذلك ‪ ,‬فالأ�شكال‬ ‫جميعها يحكمها قانون ريا�ضى يبدو هو املتحكم فى‬ ‫عملية منوها وتطورها ‪ .‬مما �أدى فى بع�ض الأحيان‬ ‫�إىل ظهور مدن لها الطابع التعبريى القيا�سى‪..‬‬

‫و بحكم معي�شتها فى مدينة �ساحلية جاءت‬ ‫املحاولة لي�س فقط لإ�ستلهام الطابع املعمارى بل‬ ‫حماولة للو�صول �إىل حالة النقاء اللونى ‪ .‬و ملا كانت‬ ‫الهند�سة هى رم��ز الكمال املطلق ال��ذى ال ميكن‬ ‫حتقيقه �إال عمليا‪ .‬و الهند�سة املجردة على حد قول‬ ‫� ِأميدى �أوزانفان‪:‬هى املثل الأعلى للذهن الإن�سانى و‬ ‫هى فى نف�س الوقت ال تت�صل بالواقع ‪.‬‬ ‫ث��م ج ��اء معر�ضها «الت�شخي�ص ر�ؤي ��ة‬ ‫معا�صرة» و ال��ذى قدمته عام ‪2011‬م بقاعة‬ ‫كلية الفنون اجلميلة بالأ�سكندرية ‪ ،‬و هى‬ ‫جت��رب��ة ت�شخي�صية ق��دم��ت جيهان �سليمان‬ ‫ر�ؤيتها عن �شخو�ص و عنا�صر ك�أنها فى و�ضع‬ ‫ت�سجيل �صورة فوتوغرافية للذكرى ‪ُ ..‬معربة‬ ‫م��ن خ�لال�ه��ا ع��ن ال���ض�غ��وط الكا�سحة التى‬ ‫�أحبطت ال�سمات االيجابية ف��ى ال�شخ�صية‬ ‫امل�صرية وع�ل��ى ر�أ��س�ه��ا الت�سامح وال��رف��ق و‬ ‫ال���ص�بر وال�ط�ي�ب��ة وخ �ف��ة ال �ظ��ل ال �ت��ى تركت‬ ‫ال�شخ�صية امل�صرية مرتبكة مكتئبة �ضعيفة‬ ‫الإنتماء فاقدة للأمان والطم�أنينة‪ .‬كما عربت‬ ‫ع��ن انت�شار ح��ال��ة ع��ام��ة م��ن ال�ك��آب��ة والقلق‬ ‫والإحباط والي�أ�س �أعلنت عن نف�سها بعنف فى‬ ‫الفرتة الأخ�يرة حيث �أ�صبح هذا هو امل�شهد‬ ‫العام لل�شارع امل�صرى ‪�،‬أي�ضا مل تخلو التجربة‬ ‫من املفهوم الهند�سى الذى ظهر بو�ضوح من‬ ‫خ�لال اخلطوط الهند�سية التى �أخ��ذت حتا�صر‬ ‫ال�شكل الإن�سانى �سواء فى خلفية العمل �أو مقدمته‪.‬‬ ‫فظهرت ال�شخ�صيات بها حالة م��ن الإنطوائية‬ ‫‪� ،‬ساكنة ال تحُ بذ احل��رك��ة �أوامل�غ��ام��رة ب��ل تف�ضل‬ ‫البقاء فى مكانها و�إن كان هذا املكان (الوطن) ال‬ ‫يالئمها من حيث الراحة وقد انعك�س هذا امللمح‬ ‫على طموحات ال�شخو�ص فجمدها و ق�ضى عليها و‬ ‫�أحيانا ما ن�ست�شعر تداخل املوت مع احلياة ‪ .‬كما‬ ‫�أن هناك �سوء فهم ملعنى التقدم و التخلف حني‬ ‫يتم ح�صرهما فى الو�سائل التكنولوجية واملو�ضة ‪،‬‬ ‫و�أن التقدم فى جمتمعنا �أ�صبح يقا�س بقوة التبعية‬ ‫الفكرية كنوع من الأ�سر اخلفى ‪.‬‬ ‫و �أعتمد العمل فى بنائه على اخلط الهند�سى‬ ‫ل�ك��ل ��ش�ك��ل‪ ،‬وت�ن��وع��ت امل���س��اح��ات الهند�سية فى‬ ‫الأ�شكال تبعا لتنوع اخلطوط والأ�شكال واجتاهاتها‬ ‫امل�خ�ت�ل�ف��ة‪ .‬ك�م��ا جن��د ت ��أل��ف ب�ين ال�ع�ن��ا��ص��ر دون‬ ‫�إ�ستخدام الظل والنور‪ .‬و �أعتمدت الفنانة ب�شكل‬ ‫�أ�سا�سى على �أ�سلوب التب�سيط فى الأ�شكال فتحولت‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪53‬‬


‫مواهب شابة‬

‫إبداعات الشباب‬

‫المثال صالح شعبان و حيويه التشكيل‬ ‫ امل�ؤهـل ‪ :‬بكالوريو�س فنون جميلة « الأق�صر»‪. 2004‬‬‫ التخ�ص�ص ‪ :‬نحت – �شعبة النحت البارز وامليدالية‪.‬‬‫ ماج�ستري الفنون اجلميلة – جامعة حلوان ‪. 2009‬‬‫ مدر�س م�ساعد بق�سم النحت بكلية الفنون اجلميلة بالأق�صر ‪.‬‬‫ ع�ضو بنقابة الفنانني الت�شكيليني ‪.‬‬‫مواليـد ‪� :‬سوهاج ‪. 1981‬‬ ‫وتتميز �أعماله بر�شاقة وحيوية الت�شكيل ومو�ضوعاته مو�صولة‬ ‫بالبيئة امل�صرية والرتاث كما فى منحوتته «احل�صان املجنح» باال�ضافه‬ ‫�إىل �أعمال يغلب عليها الطابع اخلياىل «الفنتازي» وهو ي�شارك فى‬

‫‪v‬‬

‫‪52‬‬

‫املعر�ض العام فى دورته احلالية‪.‬‬ ‫و�أع �م��ال ال�ف�ن��ان ��ص�لاح �شعبان يغلب عليها ال�ط��اب��ع اخلياىل‬ ‫الفنتازى كما نرى فى منحوتته ال�سمكة والتى �شخ�صها ككائن مي�شى‬ ‫على الأر�ض ميتطيه �آدم وخلفه حواء ‪ .‬وهو �أي�ض ًا مت�أثر بروح البيئة‬ ‫والرتاث كما نرى فى منحوته للحيوانات و�أي�ض ًا منحوتته التى ج�سد‬ ‫فيها روح ثورة ‪ 25‬يناير ب�شكل رمزى‪ ..‬ج�سدها بهيئة ح�صان جمنح‬ ‫جال�س يكاد يهم ويطري فى الف�ضاء تعبري ًا عن قفزة الثورة والإنتقال‬ ‫�إىل حالة تعبريية جديدة تتغري فيها احلياة �إىل الأف�ضل‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪55‬‬


‫تاريخ فن‬

‫األيقونة وعمق التراث‬ ‫اإلنسانى فى المتاحف العالمية‬

‫�أكرث من فنانة وفنان يعر�ضون الآن �أعمالهم الفنية فى متحف‬ ‫بيت الأمة �أو مركز �سعد زغلول الثقافى ‪ ..‬حتت عنوان «رحلة العائلة‬ ‫املقد�سة» ومن الفاعليات املهمة تلك الندوة التى يديرها الدكتور‬ ‫م�صطفى الرزاز حتت عنوان « الفن ورحلة العائلة املقد�سة» هذا‬ ‫الن�شاط الثقافى يدعونا ملناق�شة العالقة احلتمية املمتدة بني عامل‬ ‫امل�صريني القدماء ذلك العامل الأر�ضي‪ ،‬وعاملهم ال�سماوى والذى‬ ‫تولدت عنه الأ�ساطري تلك املادة الدينية الر�سمية التى ارتبطت‬ ‫باملعتقد من ناحية وبنظام احلكم امل�صرى القدمي‪.‬‬ ‫كانت هذه الأ�ساطري املنبع اخل�صب للمبدعني فقاموا بت�صوير‬ ‫ما يعرفونه من �أ�ساطري على �أوراق ال�بردى ت��ارة وعلى لوحات‬ ‫خ�شبية من �أ�شجار اجلميز �أو على جدران دور العبادة من كنائ�س‬ ‫و�أديرة ‪ ..‬وفى الع�صر احلديث �أ�صبحت الأيقونة تُر�سم على �أ�سطح‬ ‫زجاجية كما هو احلال فى رومانيا وخا�صة فى متحف الأيقونات‬ ‫مبدينة �سيبيل‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪54‬‬

‫ح�سن عثمان‬

‫ون�ستطيع القول �أن التعبري الدينى الرمزى ب��د�أ منذ القرن‬ ‫الثانى امليالدى بالإ�ضافة �إىل التعبري ( الأيقونوغرافى الواقعى)‪،‬‬ ‫«الكرمة‪ ،‬العنب‪ ،‬الك�أ�س املقد�س‪ ،‬الطاوو�س واحلمامة» وهنا‬ ‫جند ت�أثري ًا كبري ًا للحياة والواقع الذى �أجرب امل�سيحيني على عدم‬ ‫الرتكيز ال�شديد على الأيقونة‪ ،‬ولكن باالنتقال التدريجى من القرن‬ ‫الثانى حتى الرابع امليالدى ظهرت �أيقونات الر�سل �إىل جانب‬ ‫�أيقونات ال�سيدة العذراء‪.‬‬ ‫ومن القرن الرابع حتى ال�ساد�س امليالدى ط��ورت امل�سيحية‬ ‫ال�شكل الفني‪ ،‬و�أ�صبحنا ن�شهد �أيقونات القدي�سيني �إىل جانب‬ ‫�أي�ق��ون��ات ال�سيد وال�سيدة‪ ،‬والأي �ق��ون��ات التاريخية وق��د �سادت‬ ‫الت�أثريات الكهنوتية فى ال�شخو�ص والوقفات‪ ،‬واخلط اخلارجى‬ ‫وال�ت��ى �أت��ت م��ن الكني�سة الأنطاكية‪ ،‬والإ�سكندرية وروم ��ا‪� ،‬أم��ا‬ ‫الت�أ�سي�س النقلى فمن الإ�سكندرية بورتريهات الفيوم �أما الزخارف‬ ‫فهى تتبع الكلدانية والأناقة والر�صانة من العا�صمة البيزنطية‬


‫القبطية ال�ق��دمي��ة وال��و��س�ط��ى وت�ترك��ز ع�ل��ى فن‬ ‫«الن�سيج» وينفرد املتحف بعدد من الأيقونات من‬ ‫القرنني الثامن ع�شر والتا�سع ع�شر و�أعمال �أخرى‬ ‫تعرب عن التقاليد والفنون ال�شعبية‪.‬‬ ‫ويحتفظ متحف اللوفر بجزء من �أطالل باويط‬ ‫خ�ص�صت لها قاعة ب��اوي��ط باملتحف الفرن�سى‬ ‫العريق ‪ ..‬كما ي�ضم املتحف‬ ‫ج��زء من حفريات (�إدف��و)‬ ‫و(وميدا مود وتود)‪ ،‬ويتميز‬ ‫متحف ال�ل��وف��ر ب ��أن��ه يقدم‬ ‫جمموعة بانوراميه ومعرفية‬ ‫ع���ن ال� �ف� �ن ��ون وال �ت �ق��ال �ي��د‬ ‫القبطية‪.‬‬ ‫وف ��ى رو� �س �ي��ا يحتفظ‬ ‫املتحف الإم�ب�راط ��ورى فى‬ ‫مو�سكو ( متحف بو�شكني‬ ‫ح��ال��ي��ا)‪ ،‬ب� �ح ��واىل ‪4000‬‬ ‫قطعة �أث��ري��ة‪ ،‬كما تُعر�ض‬ ‫‪ 500‬ق�ط�ع��ة م��ن ال�ق�م��ا���ش‬ ‫القبطى ال �ق��دمي ف��ى �سان‬ ‫بطر�سربج‪.‬‬ ‫وف � ��ى �أمل ��ان� �ي ��ا ي���ض��م‬ ‫متحف ب��رل�ين ال�ع��دي��د من‬ ‫الأقم�شة القدمية النادرة‪،‬‬ ‫وي �� �ض��م م �ت �ح��ف ( ه��اي��د‬ ‫لربج) العديد من حفريات‬ ‫مدينة املوتى الواقعة عند‬ ‫مدينة ملوى بالوجه القبلي‪.‬‬ ‫�أما املتاحف الربيطانية‬ ‫ف�أنها ت�ضم العديد من الآثار‬ ‫القبطية من �أهمها لوحة من‬ ‫( وادى �سرجا)‪.‬‬ ‫وجدير بالذكر االهتمام‬ ‫باملجموعات ال�ت��ى حتتفظ‬ ‫الفاتيكان وروم��ا وفلورن�سا‬ ‫ب�ه��ا وق��د وردت ع�ل��ى ف�ترات‬ ‫طبق ًا لبعثات الآثار التى تقوم بزيارة املواقع الأثرية‬ ‫فى م�صر‪.‬‬ ‫الأيقونة على الزجاج‬ ‫الأيقونة فى الكني�سة الأرثوذك�سية الرومانية‬ ‫تخدم نف�س الغر�ض الذى فى الكني�سة الأرثوذك�سية‬ ‫ال�شرقية‪ ،‬وهو التعبري عن ُبعد روحى ما‪.‬‬

‫وق ��د ق ��ام ع ��دد م��ن ال��ر� �س��ام�ين ل�ل�أي�ق��ون��ة‬ ‫امل�ستوحاة من الفن البيزنطى مما متيز به فن‬ ‫الأيقونة الرومانية هو ر�سم الأيقونات على الزجاج‬ ‫ف��ى ال �ق��رن التا�سع ع�شر‪ ،‬مم��ا �ساعد الفقراء‬ ‫م��ن ال�ف�لاح�ين اق�ت�ن��اء الأي �ق��ون��ة ف��ى ( مولرافيا‬ ‫وترن�سلفانيا )‪ ،‬وق��د متيزت الأيقونة الرومانية‬ ‫بالب�ساطة ل ُقربها من الفن البيزنطى واقرتابها‬

‫من التعبري كر�سوم الأطفال بالرغم من قيمتها‬ ‫الروحية العالية‪.‬‬ ‫وقد �أُقيم متحف ًا خا�ص ًا بالأيقونات املر�سومة‬ ‫على ال��زج��اج ي�ضم �أك�ثر م��ن ‪� 600‬أي�ق��ون��ة متثل‬ ‫الأي �ق��ون��ات ال�ق��دمي��ة ال�ت��ى ال ت��زي��د �أب �ع��اده��ا عن‬ ‫‪�20‬سم × ‪�30‬سم والتى انت�شرت فى عدة مناطق‬ ‫من تران�سلفانيا ( نيكوال) و�ضواحيها فى جنوب‬

‫بن�سلفانيا‪ ،‬منطقة برازون‪،‬‬ ‫( وادى �سيبا�سى �إيفالوليا) ويعود ُمعظم هذه‬ ‫الأيقونات �إىل �أ�صول من�ساوية‪.‬‬ ‫ومن �أهم هذه املناطق فى نيكوال القرية التى‬ ‫تقع ف��ى �شمال تران�سلفانيا حيث كانت مركزا‬ ‫للديانات الروحانية التى ا�ستخدمت الر�سم على‬ ‫الزجاج فى القرن اخلام�س ع�شر‪.‬‬ ‫وت�ألق ه��ذا الفن فى قرية‬ ‫�سيبيل فى القلب من رومانيا‬ ‫على ُبعد ‪20‬كم من مدينة �سبليو‬ ‫( مطار دويل)‪ ،‬ف��ى هذا‬ ‫املتحف مالمح العامل القدمي‬ ‫حيث الإخال�ص واحلياة‪ ،‬العمل‬ ‫وال �� �ص�لاة ت��زي��ن ه ��ذا ال�ع��امل‬ ‫القدمي اجلديد‪.‬‬ ‫بعد ه��ذا العر�ض ال�سريع‬ ‫ن�ح��اول التعرف على الأيقونة‬ ‫وت��اري�خ�ه��ا ف��ى ال �ف��ن القبطى‬ ‫ال ��ذى �سجل �أ� �س��اط�ير ال�ع��امل‬ ‫ال �ق��دمي ف��ى �أ� �س �ل��وب تعبريى‬ ‫ب���س�ي��ط وق ��د ح �ظ��ى ب��اه�ت�م��ام‬ ‫�شعبي‪ ،‬مما دفع البع�ض للخلط‬ ‫ب�ي�ن ال �ف��ن ال���ش�ع�ب��ى القبطى‬ ‫ال� �ن ��اجت ع ��ن ال �ف �ك��ر اجل�م�ع��ى‬ ‫وتتنوع رواياتها و�أفكارها فى‬ ‫ح�ين �أن امل ��ادة اال��س�ط��وري��ة (‬ ‫الأيقونة) تت�سم بالثبات‪.‬‬ ‫والفرق كبري بني الأيقونة‬ ‫ال �ت��ى ت���س�ت�خ��دم ف��ى اخل��دم��ة‬ ‫ال��روح�ي��ة ف��ى طق�س الكني�سة‬ ‫الأرث ��وذك� ��� �س� �ي ��ة وب �ي�ن تعبري‬ ‫(الأيقونة) وه��و علم ال�صورة‬ ‫من حيث التو�صيف �أو الو�صف‬ ‫�أو الرمز وتف�سري طريقة الأداء‬ ‫وعالقتها بالأ�صل املنقول عنه‪.‬‬ ‫والأي�ق��ون��ة فى الفن القبطى‬ ‫تقابل املفخمة فى احل�ضارة الإ�سالمية وكالهما‬ ‫توافق م�ضمونى وتبادل تقني‪ ،‬والعبارتان تدالن‬ ‫على منجز فنى ب�صري‪� ،‬أ�صحهما ارتبط بالديانة‬ ‫امل�سيحية والثانى ظهر فى القرن ال�ساد�س الهجرى‬ ‫فى بالد الرافدين مرتبط ًا بالفنون الإ�سالمية‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪57‬‬


‫وهنا جند �أن فن الأيقونة ت�شكل عاملي ًا فهو تركة‬ ‫لكل الدول وال�شعوب‪.‬‬ ‫رغ��م م��ا ع��رف�ت��ه الأي �ق��ون��ة م��ن ردة عنيفة‬ ‫مع بداية القرن ال�سابع على يد بع�ض الأباطرة‬ ‫البيزنطيني مما ُعرف بحرب الأيقونات‪ ،‬وتُعرف‬ ‫(بالأيكونوكال�سم ) نتج عنها حتطيم العديد من‬ ‫الأيقونات وحترمي ت�صويرها‪.‬‬ ‫تعريف الأيقونة‬ ‫الأيقونة عبارة عن �صورة دينية‬ ‫ت�ستخدم فى اخلدمة الروحية لتعك�س‬ ‫طق�س الكني�سة الأرثوذك�سية وجتمع‬ ‫بني الرمز واحلقيقة والتاريخ‪:‬‬ ‫وك�ل�م��ة �أي �ق��ون��ة ت�ع��ري��ف لكلمة‬ ‫يونانية تعنى ��ص��ورة �أو �شبه مثال‬ ‫(‪ )Eikon‬وت�صنع وفق �أ�ساليب‬ ‫حمددة وبالنظر العتبارات الهوتية‬ ‫حم � ��ددة وت� �ه ��دف الأي� �ق ��ون ��ة �إىل‬ ‫االرت �ق��اء بحياة ال�ن��اظ��ر �إل�ي�ه��ا من‬ ‫الأمور الأر�ضية للروحية‪ ،‬ولكنها من‬ ‫حيث املعنى الدقيق �أبعد �أي�ض ًا من‬ ‫الت�صوير‪ ،‬فر�سم �إ��ش��ارة ال�صليب‬ ‫هو �أيقونة‪ ،‬وخلق اهلل للإن�سان على‬ ‫�صورته ومثله هو �أيقونة‪ ،‬والأيقونة‬ ‫�أي �� �ض � ًا ب��ال�ي��ون��ان�ي��ة ت�ع�ن��ى ال�ك�ت��اب‬ ‫امل�ق��د���س‪ ،‬وطبق ًا ل ��ر�أى القدي�س (‬ ‫يوحنا مك�سوفيت�ش) ت�صبح اندماج ًا‬ ‫بني الرمز والر�سم‪ ،‬ومتتد الأيقونة‬ ‫ف ��ى ال �ف �ك��ر ال�ل�اه��وت��ى ل�ت�ع�بر عن‬ ‫املرئيات الروحية‪� ،‬أو من الأ�شخا�ص‬ ‫فى حالة الغبطة الإلهية‪.‬‬ ‫ك��ان��ت م �� �ص��ر ت�ع�ي����ش ع�صر‬ ‫اجلريكورومان قبل ظهور امل�سيحية‬ ‫وانت�شارها ب�صورة �سريعة مبتدئة‬ ‫من �أور�شليم ( القد�س) �إىل �آ�سيا‬ ‫ال���ص�غ��رى ث��م �إىل ب�ل�اد الإغ��ري��ق‬ ‫وال���روم���ان‪ ،‬ث��م ال���س��اح��ل ال�شماىل‬ ‫لأفريقيا ثم م�صر التى ب�شرها ( القدي�س مرق�س‬ ‫الر�سول) بامل�سيحية فى القرن الأول امليالدي‪،‬‬ ‫والذى ا�ست�شهد فى مدينة اال�سكندرية بعد �إن�شائه‬ ‫ملدر�سة اال�سكندرية الالهوتية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان انت�شار امل�سيحية فى م�صر موكبا لع�صر‬ ‫مزدهر بامل�ضامني الفكرية والفل�سفية والإب��داع‬ ‫‪v‬‬

‫‪56‬‬

‫الفنى و�إن كان للحكام وهم من الرومان طغيان‬ ‫العقيدة اجلديدة امل�سيحية �إال �أن امل�صريني وجدوا‬ ‫فى التعاليم امل�سيحية م�ضمون اخلال�ص من الفكر‬ ‫الوثنى ال��روم��اين‪ ،‬ظهرت املقد�سات فى �أماكن‬ ‫بعيدة ع��ن �إط�ه��اد الطغاة‪ ،‬كذلك ظهرت فنون‬ ‫الأيقونات وت�ألقت فنون الأيقونة بني القرن ال�سابع‬

‫ع�شر �إىل التا�سع ع�شر وق��د ا�ستعانت الكني�سة‬ ‫القبطية ببع�ض الفنانني امل�صريني مثل يوحنا‬ ‫الأرمني‪ ،‬و�إن�سطا�س الرومي‪ ،‬و�إبراهيم النا�سخ‬ ‫الذى قام ب�أعمال كني�سة ال�شهيد �أبى �سيفني مب�صر‬ ‫القدمية‪.‬‬ ‫قيمة الأيقونات داخل الكني�سة امل�صرية‬

‫ت��و��ض��ع الأي��ق��ون��ات داخ���ل الكني�سة ح�سب‬ ‫طقو�س ترمز �إىل امل�ضامني الالهوتية فى العقيدة‬ ‫امل�سيحية‪ ،‬وتزف الأيقونات فى منا�سبات متعدة‬ ‫من بينها الأع�ي��اد اخلا�صة بحياة ال�سيد امل�سيح‬ ‫وكذلك ب�أعياد ال�شهداء والذين توجد لهم �أيقونات‬ ‫بالكني�سة‪.‬‬ ‫وف��ى الع�صر احل��دي��ث �أن�شئ‬ ‫معهد الدرا�سات القبطية عام ‪1954‬‬ ‫بالقاهرة وع�ين الفنان الت�شكيلى‬ ‫�إي��زاك فانو�س رئي�سا لق�سم الفن‬ ‫القبطى مبعهد الدرا�سات القبطية‪،‬‬ ‫ومن خالل هذا املعهد ظهرت حركة‬ ‫فنية قبطية معا�صرة‪ ،‬ا�ستطاعت‬ ‫ا�ستخال�ص القيم الفنية فى الرتاث‬ ‫امل�صرى القدمي �إىل جانب احلفاظ‬ ‫على خدمة امل�ضمون الالهوتي‪.‬‬ ‫ومييز الفن القبطى امل�صرى‬ ‫ب�ع��دة عنا�صر �أول �ه��ا‪� :‬إل �غ��اء ال ُبعد‬ ‫الثالث ( امل�ن�ظ��ور)‪ ،‬والتعامل مع‬ ‫ال �ط��ول وال �ع��ر���ض‪ ،‬وه�م��ا ُب �ع��دان ال‬ ‫يتغريان‪ ،‬وثانيها‪ :‬ا�ستغالل الكتلة‬ ‫مع الفراغ و�شغل الفراغ ب�إح�سا�س‬ ‫جماىل ي�ؤكد ر�سوخ النظام الكونى‬ ‫ف��ى جم��ال الت�شكيل ‪،‬ومي �ي��ز الفن‬ ‫القبطى االهتمام باللون وما يرمز‬ ‫�إل � �ي� ��ه‪ ...‬ف��ال �ل��ون الأ� �ص �ف��ر ي��رم��ز‬ ‫للقدا�سة‪ ،‬واللون الأحمر بدرجاته‬ ‫ي��رم��ز �إىل امل�ج��د وال �ف��داء‪ ،‬ويرمز‬ ‫اللون الأبي�ض �إىل الطهارة القلبية‬ ‫ويرمز اللون الأزرق �إىل الأبدية التى‬ ‫ال نهاية لها‪ ،‬وي�ستخدم اللون الأ�سود‬ ‫فى ت�أكيد الوجود وت�أكيد الأ�شكال‬ ‫و�إبراز الت�صميم‪.‬‬ ‫التحف القبطية ف��ى املتاحف‬ ‫العاملية‬ ‫ف��ى �أواخ ��ر ال�ق��رن التا�سع ع�شر‬ ‫�شغف العامل مبا �أعلنت عنه بعثات اال�ستك�شافات‬ ‫الأثرية من لفائف وخمطوطات تك�شف عن التاريخ‬ ‫املجهول لفرتات بعيدة‪ .‬ي�ضم املتحف الوطنى فى‬ ‫القاهرة العديد من �أهم املكت�شفات اخلا�صة بدير‬ ‫باويط و�سقارة كما ي�ضم املتحف القبطى مب�صر‬ ‫القدمية جمموعات تتمحور عموم ًا حول الع�صور‬


‫أكبر موسوعة للفنانين التشكيليين‬ ‫فى مصر‬

‫عماد ابراهيم‬

‫معرض «الرؤية» ‪The Vision‬‬ ‫معرض فن معاصر‬

‫افتتح ا‪.‬د‪� .‬صالح املليجى رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية املعر�ض الفنى‬ ‫اجلماعى «الر�ؤية» مبركز كرمة بن هانئ القافى مبتحف �أحمد �شوقى‪ ،‬بح�ضور‬ ‫لفيف من الفنانني والنقاد واجلمهور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويقول حممود حمدى مدير املركز �أن املعر�ض �ضم �أعمال ‪ 11‬فنانا من‬ ‫�أجيال خمتلفة و�أي�ض ًا ذوى �إجتاهات فنية متعددة وخلفيات ثقافية متنوعة‬ ‫وهم ‪( :‬خالد حافظ – حممد امل�صرى – هانى را�شد – عايدة خليل – حنان‬ ‫ال�شيخ – طارق ال�شيخ – عماد �إبراهيم – �أحمد �شوقى – عمرو هيبة – �أمين‬ ‫ال�سمرى – معتز الإم��ام )‪ ،‬تتناول مفهوم الر�ؤية «�سواء كانت ر�ؤية كونية �أو‬ ‫ر�ؤية العامل»‪ ،‬م�ضيف ًا �أن م�صطلح الر�ؤية بد�أ فى الفل�سفة الأملانية ليدل على‬ ‫مفهوم �أ�سا�سى م�ستخدم فى هذه الفل�سفة والإيب�ستمولوجيا وت�شري �إىل طريقة‬ ‫«الإح�سا�س وفهم العامل ب�أكمله» بالتاىل ميثل الإطار الذى يقوم من خالله كل‬ ‫فرد بر�ؤية وتف�سري العامل املحيط والتفاعل معه ومع مكوناته‪.‬‬

‫�إ�سهام ًا منه فى �إث��راء احلركة البحثية والفنية‪ ،‬ي�ستعد قطاع الفنون‬ ‫الت�شكيلية برئا�سة ا‪.‬د‪� .‬صالح املليجى لإ�صدار اجلزء الأول من «مو�سوعة‬ ‫الفنانني الت�شكيليني فى م�صر» والتى �ستُعد �أكرب مو�سوعة تر�صد وتوثق جلميع‬ ‫الفنانني الت�شكيليني �سواء كانوا م�صريني �أو �أجانب ممن �أ�سهموا فى تاريخ‬ ‫احلركة الت�شكيلية امل�صرية‪ ،‬و�صرح ا‪.‬د‪� .‬صالح املليجى �أن تلك املو�سوعة �ستُعد‬ ‫من �أهم املراجع التى �سوف يعتمد عليها م�ستقب ًال الباحثون وامل�ؤرخون ونقاد‬ ‫الفن الت�شكيلى ملا بها من معلومات مل تتوفر من قبل عن عدد من الفنانني‬ ‫الذين مت �إغفالهم تاريخي ًا بق�صد �أو بدون‪ ,‬جدير بالذكر �أن هذا الإجناز يقوم‬ ‫عليه فريق عمل يتكون من ا‪ .‬عالء �شقوير مدير عام بنك املعلومات و�أ‪ .‬جمدى‬ ‫عثمان مدير جممع الفنون‪ ،‬وا‪� .‬أمين غراب مدير البنك الرئي�سى لتكنولوجيا‬ ‫املعلومات الفنية‪ ،‬وا‪ .‬نادية فتحى مدير �إدارة البحوث الفنية ببنك املعلومات‪،‬‬ ‫وع�ضوية كل من ا‪� .‬شيماء اجلوهرى ونهى توفيق و�شريف �سليمان و�إبت�سام‬ ‫�أحمد‪.‬‬

‫حين هربت ‪ ..‬عاريات مودليانى‬ ‫كتاب جديد للفنان أحمد الجناينى‬ ‫«ذات مرة مددت كفى لعراف فرن�سى التقيته‬ ‫فى «هامبورج» ‪ ..‬ت�أمل خارطة يدى وخطوط راحتى‬ ‫وهم�س ىل ‪« ..‬قلبك ي�شتعل على راحتيك‪ ..‬قلبى‬ ‫معك» يومها �سحبت ال�ه��واء املحيط بى كى �أم�ل�أ‬ ‫به �صدري‪ ،‬و�أع�ي��ده دخانا حمرتق ًا ك�أنه البارود‪،‬‬ ‫ولأول مرة خفت من املوت‪ ..‬وتذكرت حني ُكنت فى‬ ‫ال�ساد�سة ع�شر ربيع ًا‪.‬‬ ‫كنت �أت�أمل املوت فى كل مفردات احلياة‪ ،‬خلتنى‬ ‫حممو ًال نحو بوابة الأبد‪ ..‬كتبت يومها �صفحات بلون‬ ‫القلب‪ ..‬وارتعا�شه الروح»‪.‬‬ ‫هكذا يقول الفنان وامل�صمم �أحمد اجلناينى فى‬

‫كتابه البديع « حني هربت عاريات مودلياين»‪� ..‬سرية‬ ‫لذاكرة هوام�ش فنان وهو ُيعد مبثابة �سرية ذاتية‬ ‫حقيقية حلياة زميلنا الفنان ‪ ..‬كتبها ب�إح�سا�سه‬ ‫ال�شاعرى ولغته التى مت�س الروح والوجدان ‪ ..‬وما‬ ‫�أ�شبهها بق�صيدة �شعرية درامية طويلة‪ ،‬وهو ي�صفع‬ ‫فى مقدمته عاملنا املعا�صر بقوله « كان يوم خال�صى‬ ‫من رحم �أمى وكان �أبى ي�صلى من �أجلى وحني �صرنا‬ ‫�أنا و�أمى اثنني بكيت لأول مرة عاتبتها كثري ًا ‪ :‬ملاذا‬ ‫قذفت بى يا �أمى نحو هذا العامل ال�ضيق ؟!‪.‬‬ ‫حتية للزميل اجلناينى ونرتككم م��ع الكتاب‬ ‫يتحدث عن نف�سه‪.‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪v‬‬

‫‪59‬‬


‫قطاع الفنون التشكيلية‬ ‫يعيد الحياة لمقتنيات المتاحف الفنية‬

‫أخبـــــــــــــارهم‬ ‫‪v‬‬

‫‪58‬‬

‫فى �إطار دوره فى الإهتمام واملحافظة على ثروات م�صر‬ ‫الفنية والتاريخية والتى تزخر بها متاحفنا القومية والفنية‪،‬‬ ‫يوا�صل قطاع الفنون الت�شكيلية برئا�سة ا‪.‬د‪� .‬صالح املليجى‬ ‫�أعمال ال�صيانة والرتميم للكثري من مقتنيات متاحفه والتى‬ ‫ت�ضرر بع�ضها طبيعي ًا بت�أثري عامل الزمن عليها‪ ،‬وتعر�ض‬ ‫البع�ض الآخر للإتالف والتدمري �إبان فرتة الفراغ الأمنى‬ ‫التى �أعقبت الثورة‪.‬‬ ‫و�صرح د‪� .‬صالح املليجى �أن القطاع ينتهج خطة طموحة‬ ‫ترتكز على الدرا�سات العلمية واملهارات الفنية التى يتمتع‬ ‫بها القائمني عليها م��ن املتخ�ص�صني والعاملني ب���إدارة‬ ‫الرتميم وال�صيانة‪ ،‬تهدف �إىل احلفاظ على تلك املقتنيات‬ ‫وال�ث�روات التى ال تقدر بثمن‪ ،‬و�أن�ن��ا ن�ضع �أم��ام�ه��م كافة‬ ‫املقومات والو�سائل التى تعينهم على هذه املهمة الثقافية‬ ‫والفنية الوطنية وتذليل كافة املعوقات التى حتول دون ذلك‬ ‫ف��ور ًا‪ ،‬وقد �سبق و�أن �أجنزنا الكثري من املهام التى �أعلنها‬ ‫عنها �سابق ًا والتى ي�شرف بها القطاع مثل ترميم و�صيانة‬ ‫مقتنيات متحف م�صطفى كامل بعد �إ�سرتدادها وكانت فى‬ ‫حالة يرثى لها من التلف والتدمري وهى الآن فى �أبهى �صورة‬ ‫وعادت ل�سريتها الأوىل ت�ستعد لإ�ستقبال زوارها بعد �أن يتم‬ ‫�إفتتاح املتحف ب�إذن اهلل قريب ًا‪.‬‬ ‫و�أ� �ض��اف �أن �إدارة الرتميم تعكف حالي ًا على مهمة‬ ‫ك �ب�يرة �أخ� ��رى وه ��ى ��ص�ي��ان��ة وت��رم �ي��م م�ق�ت�ن�ي��ات متحف‬

‫لوحة حممد على با�شا بعد الرتميم‬

‫اجلزيرة والذى ُيعد �أهم متحف فى ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وي�ضم‬ ‫جمموعة كبرية من املقتنيات الفنية النادرة من خمتلف‬ ‫الع�صور مل�شاهري الفنانني العامليني والتى كانت تزخر بها‬ ‫ق�صور �أ�سرة حممد على وهى متثل قيمة فنية ومادية ال تقدر‬ ‫بثمن حيث ُيعد املتحف مر�آة حقيقية تعك�س ثراء النه�ضة‬ ‫امل�صرية مبا فيها من �أ�صالة وتراث خالد‪ ،‬ولهذا حتتل م�صر‬ ‫مكانة عاملية من حيث ح�ضارتها ومتاحفها الغنية بالدرر‬ ‫النادرة‪.‬‬

‫لوحة للرسام االسبانى خوان ميرو‬ ‫تحقق رقما قياسيا‬ ‫�سجلت دار مزادات �سوثبى رقم ًا قيا�س ًا جديد ًا للر�سام الأ�سبانى خوان‬ ‫مريو بعد �أن بيعت لوحة النجم الأزرق (‪ )Etoile Bleue‬مقابل ‪23.6‬‬ ‫مليون جنيه �إ�سرتلينى (‪ 36.9‬مليون دوالر) فى مزاد فى لندن‪.‬‬ ‫وجمعت �سوثبى �إجماال ‪ 75‬مليون �إ�سرتلينى (‪ 117.7‬مليون دوالر) من‬ ‫مزادها للفن االنطباعى واحلديث لتتجاوز بالكاد التقدير املنخف�ض قبل‬ ‫املزاد وهو ‪ 73‬مليون �إ�سرتليني‪ ،‬واملزاد هو الأول فى مو�سم حافل ملبيعات الفن‬ ‫الت�شكيلى قد جتمع مليار دوالر �إذا حتققت التوقعات‪ ،‬واللوحة التى عر�ضت‬ ‫فى م��زاد �سوثبى واح��دة من �أه��م لوحات م�يرو وحطمت الرقم القيا�سى‬ ‫ال�سابق للر�سام اال�سبانى وهو ‪ 16.8‬مليون �إ�سرتلينى ب�سهولة‪ ،‬وحققت لوحة‬ ‫الرجل اجلال�س (‪ )Homme Assis‬للر�سام بابلو بيكا�سو ثانى �أعلى‬ ‫�سعر حيث بيعت مقابل ‪ 6.2‬مليون �إ�سرتليني‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪61‬‬


‫فن عالمى‬

‫«فن البوب» فن العامة‬ ‫ولغة الحياة اليومية الحديثة‬ ‫ميكن اعتبار فن العموم دع��وة فنية ت�شكيلية عال‬ ‫�صوتها بعد احلرب العاملية الثانية «‪ »1945‬وليدة النت�شار‬ ‫الفكر الإ� �ش�تراك��ى واحل ��ق للجميع ف��ى احل �ي��اة باملثل‬ ‫للآخرين والأخذ مببد�أ �أن الواقع هو �أجمل الأ�شياء وال‬ ‫بد من معاي�شته ومتجيده واالفتخار به‪ ،‬واعتباره م�صدر‬ ‫جديد للفنون عامة‪ ،‬و�ضرورة الأخ��ذ بالتغري عما كان‬ ‫عليه احلال فى تبعية الفن بفكره وفل�سفته �إىل حماباة‬ ‫و�إر�ضاء الطبقات العليا احلاكمة فى البالد ورجال الدين‬ ‫فى �إنتاج ما ي�ؤكد بقائهم ونفوذهم ومتتعهم دون غريهم‬ ‫ب��الإب��داع واجل �م��ال وجت�سيد حل�ظ��ات ال�سعادة و�صور‬ ‫الأ�شياء ومعانيها والأ�شخا�ص مبقامها ت�أكيد ًا للدوام‬ ‫وال�سيطرة واجلاه واملن�صب‪.‬‬ ‫غري �أن التيار ال�سيا�سى نحو �أحقية الآخ��ري��ن فى‬ ‫ال��وج��ود والتمتع واالف�ت�خ��ار مبعي�شتهم ق��د دف��ع بع�ض‬ ‫الفنانني �إىل تطبيق ه��ذه ال��ر�ؤي��ة اال�شرتاكية مثل ما‬ ‫ق��ام به الفنان «ك�لاو���س �أو ل��دن ب��رج « بعمل فنى رائع‬ ‫جم�سم جل�سم املرحا�ض و�صندوق املياه العلوى اخلا�ص‬ ‫بال�صندوق وال�شيء الذى ي�ستعمله «العموم» للدليل على‬ ‫توغل الفكر اال�شرتاكى بني العموم و�صورة �صادقة ملعادلة‬ ‫الفكر والإبداع الت�شكيلى باجلو ال�سيا�سى اجلديد‪.‬‬ ‫ولعل اال�سم ال��ذى �أطلقه الفنان غاية فى البالغة‬ ‫واجلمال حيث كان ا�سم العمل «تواليت ناعم»‪1966 ،‬‬ ‫ومي�ك��ن الإ��ض��اف��ة ب���أن عمل ال�ف�ن��ان الكبري «بابلو‬ ‫بيكا�سو»‪ 1950،‬كان بداية فردية لفن البوب حيث �أنه‬ ‫ي�ؤكد عربة الطفل التى يو�ضع بها وجتره �أو ت�سوقه �أمامها‬

‫‪v‬‬

‫‪60‬‬

‫�أمه فى طريقها لل�شراء �أو العمل دعوة جديدة مرتبطة‬ ‫مببد�أ متجيد حياة العامة وعنا�صر حياتها‪ ،‬و�أنها بداية‬ ‫�صارخة من «بيكا�سو» لغريه من الفنانني فى تلك الفرتة‬ ‫�إىل متجيد ما ي�ستعمله العامة واعتبارها م�صدر للإلهام‬ ‫واالبتكار والتفنن ولكنها مل جتد �صداها ب�سرعة �إال بعد‬ ‫ال�ستينيات حيث حققت اال�شرتاكية فى تطبيقها وقوانينها‬ ‫بع�ض ما كان يطالب ويحلم به العامة قبل احلرب العاملية‬ ‫الثانية وال�سنوات التى تلت‪� 1451 ،‬إىل �أوائل ال�ستينيات‬ ‫حيث ب��د�أت الدعوة �إىل اال�شرتاكية فى �أمريكا انتقاال‬ ‫من دول �أوربا وكانت عملية االنتقال حمرك ًا جوهري ًا فى‬ ‫حتويل االدب والفن ب�صفة عامة مبختلف �أ�شكاله و�أنواعه‬ ‫�إىل بداية اح�ترام ما ميلكه العامة من ع��ادات و�أدوات‬ ‫و�أجهزة و�أ�شكال والوان و�أزياء وعادات وتقاليد ك�أ�سا�سى‬ ‫للأبداع الفكرى الإن�سانى و�إىل الر�ؤية الت�شكيلية املتكاملة‬ ‫بفروعها املختلفة من نحت وت�صوير وجرافيك‪.‬‬ ‫وامل�ت��أم��ل مل��ا ح��دث ي��رى �أن ال�ت��اري��خ ُيعيد نف�سه‬ ‫ب�ضرورة التغري والأخ ��ذ بالأ�سباب والتحرر من‬ ‫القدمي و�إىل اح�ترام الإن�سان وحياته اخلا�صة‬ ‫والعامة واعتبارها م�صدر ًا ل�ل�أدب والفكر‬ ‫والفل�سفة والعلم واملعرفة وك��ذل��ك فى‬ ‫ال ُبعد عن املدار�س الت�شكيلية القائمة‬ ‫على الرومان�سية �أو الواقعية امل�صنفة‬ ‫و�� �ض���رورة الأخ � ��ذ ن �ح��و ال�ت�ح��رر‬ ‫واالخ�� �ت� ��زال ل �ع �ن��ا� �ص��ر ك �ث�يرة‬ ‫م��ن ح�ي��ث ا��س�ت�ك�م��ال ال�شكل‬

‫رمزى م�صطفى‬


‫بني ر�ؤية امللوك واحلكام ورجال الدين فقد �أجته‬ ‫الفنانون الت�شكيليون �إىل واقع احلياة‪� ،‬إىل حياة‬ ‫العموم‪ ،‬و�أ�صبحت منجزاتهم م��ن �أع�م��ال فنية‬ ‫تابعة لر�ؤية جديدة �أ�سا�سها العموم ( حياتهم –‬ ‫معي�شتهم – مالب�سهم – م�شاعرهم – عالقاتهم‬ ‫االجتماعية والقومية ‪�-‬أوراق��ه��م امل�ستعملة –‬ ‫عادتهم وتقاليدهم – تفكريهم الفطرى املرتبط‬ ‫ب��ر�أى اجلماعة – �أمالهم و�أحالمهم وتطلعاتهم‬ ‫وم�شاعرهم والتناغم بني عواطفهم والبيئة حيث‬ ‫الإق��ام��ة وم��ا يحيطه وال�ت�راب��ط اجل�م��اع��ى نحو‬ ‫م�ستقبل زاه��ى و�أن احلياة احلقيقية لي�ست �إال‬

‫�صورة حياة العموم و�ضرورة التعبري واملعاي�شة‬ ‫لأن��واع الفنون املختلفة من غناء ومو�سيقى‬ ‫وت�شكيلى راق ����ص وم���س��رح��ى و�سينمائى وفنى‬ ‫ت�شكيلى ذا م�صدر واحد هو حياة العامة وبذلك‬ ‫�صار هذا النهج اجلديد حتت م�سمى ( فن العموم)‬ ‫‪popART‬‬ ‫وهكذا �أدت كل االرها�صات الفنية بعد احلرب‬ ‫العاملية الثانية وفق ًا للنمو اال�شرتاكى ال�سيا�سى مع‬ ‫�ضرورة �أحقية العي�ش للجميع‪ ،‬و�أن ما بعد الإن�سان‬ ‫هو �أن يرى ما يعي�ش به وفيه ( �أى حاله عامة)‬ ‫مو�ضع االهتمام والتقدير وم�صدر للوحى والإلهام‬

‫والإب��داع لرجال الأدب والفن الت�شكيلى والرق�ص‬ ‫والغناء واملو�سيقى وامل�سرح وال�سينما وغريهم‬ ‫من الن�شطاء فى فروع التعبري املرئى واملح�سو�س‬ ‫وامل�سموع واملدرك‪.‬‬ ‫وقد �أهتمت ال�صحوة االمريكية بهذه الر�ؤية‬ ‫اجلديدة وعمل على تعزيز وتن�شيط �أعالمها فى‬ ‫جمال فن البوب ( فن العموم) وعملت �أي�ض ًا على‬ ‫ن�شر هذه الر�ؤية االبداعية للفنانني وما �أجن��زوه‬ ‫من الأعمال م�ؤكدين �صدق مبادئ هذه املدر�سة‬ ‫اجلديدة املعا�صرة وتكرمي وتعزيز ون�شر �أعمال‬ ‫النابغني فيها على �سبيل املثال ولي�س للح�صر‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪63‬‬


‫�أو ال�صورة وال��دخ��ول فى مرحلة جديدة قوامها‬ ‫اال��ص�لاح واالم��ان��ى والتعبري ال�ث��ورى واالح�سا�س‬ ‫مب�شاكل احل �ي��اة احلياتية وات �خ��اذ �أب �ط��ال هذه‬ ‫الأعمال بعيد ًا عن االم��راء وامللوك بل �إىل طبقة‬ ‫جديدة من املجتمع مل ت�صل بعد �إىل العامية �إال‬ ‫بعد الثورة اال�شرتاكية بعد احلرب العاملية الثانية‬ ‫وحقق العموم‪.‬‬ ‫ويجدر الإ�شارة �أن الواليات املتحدة االمريكية‬ ‫قد ت�أثرت ب�شرارة ووه��ج الر�ؤية اال�شرتاكية فى‬ ‫بداية ال�ستينيات‪ ،‬وهو ما �ساعد على تغري جذرى‬ ‫ف��ى جم��ال الإب� ��داع ب�صفة ع��ام��ة وخ��ا��ص��ة الفن‬

‫‪v‬‬

‫‪62‬‬

‫الت�شكيلي‪ ،‬حيث ظهرت مدار�س جديدة بعيده عن‬ ‫الدول االوروبية مثل مدر�سة « التجريدية التعبريية»‬ ‫على يد «جاك�سون بولك « حيث �أ�صبح التعبري‬ ‫الت�شكيلى الفنى عن طريق اللون وال�شكل والتالحم‬ ‫والت�ضاد والو�ضوح و�صراحة اللون وال�شكل مع‬ ‫اخل�ف��وت واالن�ط�ف��اء وال�ت�ط��اول واالنتقا�صى بني‬ ‫عنا�صر اللم�سات اللونية ذات ال�شحنة التعبريية‬ ‫والفكرية واملفاهيمية عند تطبيقها وو�ضعها على‬ ‫�سطح اللوحة‪ ،‬بغية وحتقيق ًا ملفهوم جديد بعيد ًا‬ ‫عن ال�صورة احلقيقية �أو الواقع املرئي‪ ،‬رغبة فى‬ ‫�أ�ضافة واقع جديد ًا للر�ؤية حمققة للواقع بطريق‬

‫االي �ق��اع النغمى (املو�سيقي) واحل��رك��ى الناجت‬ ‫للم�سات الفر�شاة ب�ألوانها على �سطح اللوحة‪.‬‬ ‫وه �ك��ذا ب ��د�أ ال �ف��ن ف��ى ال �ع��امل ب�ع�ي��د النظر‬ ‫ف��ى م��دار� �س��ه ال�سابقة كال�سريالية وال��رم��زي��ة‬ ‫واالنطباعية الخ‪ ..‬من م�سميات �إىل �صورة جديدة‬ ‫مل ي�سبق لها مثيل حمققة منو �سريع وت�أكيد لر�ؤية‬ ‫ج��دي��دة والأخ ��ذ بها متعدية ال��واق��ع واندماجها‬ ‫فى واقع ال�شعور والإدراج واالحا�سي�س وم�شاركة‬ ‫العموم كعن�صر ا�سا�سى فيه‪.‬‬ ‫ومع هذا التيار التطورى الهائل والرغبة فى‬ ‫احلرية وامل�شاركة احلياتية للجميع و�إلغاء الفوارق‬


‫لعنا�صر ووح��دات احلياة العامة ومتثال الزيارة‬ ‫للعائلة مع الطفلة ال�صغرية يو�ضح نوع من النموذج‬ ‫ال�سلوكى للأ�سرة العامية ب�أزيائها فى ا�ستقبال‬ ‫ال�ضيف القادم‬ ‫�أرمان ‪ :1967‬جمع بني الواقع املج�سم ملجموعة‬ ‫من العنا�صر والوحدات امل�ستعملة ب�ألوانها املختلفة‬ ‫بالرغم من �شكلها الواحد ولكن خزين �صندوق‬ ‫خ�شبى على جتمع الأ�شياء مبختلف �ألوانها فى‬ ‫�صندوق واحد هذا بالإ�ضافة �إىل نزعة �سريالية‬ ‫خيالية انتابت بع�ض �أعماله �أ�شهرها ج�سد �أمر�أه‬ ‫من البال�ستيك ال�شفاف بداخلها �أيد ذات قفازات‬ ‫منت�شر داخل بدن هذا التمثال ال�شفاف‪1967 .‬‬ ‫وبرت �أنديانا‪� 1968 :‬أ�ستطاع �أن ي�ضع االرقام‬ ‫واحل��روف الهجائية كعن�صر �أ�سا�سى فى ت�شكيل‬ ‫�أعماله الفنية باعتباره عن�صر عام بني العموم فى‬ ‫حياتهم اخلا�صة والعامة‪.‬‬ ‫وهكذا �سجل فن العموم �صالحية ا�ستخدام‬

‫ما ي�ستعمله ويعي�ش الإن�سان فى حياته م�ستعينا‬ ‫بها فى حتقيق وج��وده كعن�صر �أ�سا�سى و�ضرورى‬ ‫فى ال��وج��ود الداخلى والعقل الباطن واالدراك��ى‬ ‫واملعرفى والتعبريى للإن�سان املعا�صر فى ابداعاته‬ ‫الفنية واالدبية والت�شكيلية واالدائية اعتبارا منه‬ ‫ب ��أن م��ا يفكر فيه ويعي�ش وبحياته م��ن عواطف‬ ‫و�أحا�سي�س وم�شارك وادراك ��ات ومعرفة و�سلوك‬ ‫ب�أن تكون عنا�صر الإبداع عن الإن�سان فى متجيد‬ ‫وت�سجيل واالفتخار مبا هو فيه من قيم وحال و�شكل‬ ‫وجمال و�أم��ال و�أح�لام وم��ا قد ي�صدر من جديد‬ ‫فيما يحقق قدرته على ا�ستخدام عنا�صر الوجود‬ ‫الذى �سخرها له اهلل فى خلقه ووجوده ُمعمر ًا لهذه‬ ‫احل�ي��اة الفخور بها وب�غ�يره م��ن النا�س باعتباره‬ ‫فرد منهم « منهم ولهم يعمل ويعي�ش فرد مثلهم‬ ‫مكونا جماعة العموم الإن�سانى فى الوجود كله بفنه‬ ‫الت�شكيلى وغريه من �أنواع الفنون املتعددة‪ ،‬والتى‬ ‫�سميت الآن با�سم « فن العموم»‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫أعالم مدرسة‬ ‫فن العامة (البوب أرت)‬ ‫ بابلو بيكا�سو (‪ )1950‬مب�شر ل��ر�ؤي��ة‬‫جديدة‪.‬‬ ‫ مار�سيل دى �شامب (‪ )1951‬معرت�ض‬‫على املدار�س الفنية‪.‬‬ ‫ �أندى وارهولد (‪)1963 -1962 -1956‬‬‫من االعمدة الأوىل لفن العامة‪.‬‬ ‫ روبرت رو�شن برج (‪.)1958‬‬‫– كلري �أولد برج ‪.1965‬‬ ‫– توم في�سلمان‪.‬‬ ‫ بيرت بالك (‪.)1959‬‬‫ �أرمان (‪.)1961‬‬‫ روبرت بر�شت (‪.)1961‬‬‫ رت�شرد لندر (‪.)1961‬‬‫ �آالن جونز (‪.)1962‬‬‫ ديفيد هوكنى (‪.)1962‬‬‫ روى لين�شني (‪.)1962‬‬‫جو تل�سون (‪.)1963‬‬ ‫ �أوك�سى �سومور�س (‪.)1963‬‬‫ مارى �سون (‪.)1964‬‬‫مار�سيل دى �شامب (‪.)1964‬‬ ‫ جورج �سيجال ( ‪.)1965‬‬‫ رم��زى م�صطفى ( ‪ )1965‬فتح عينك‬‫ت�أكل ملنب باملركز الت�شكيلى بالقاهرة‪.‬‬ ‫ دى �سانت فاال ( ‪.)1968‬‬‫فكى دى �سانت فاال ( ‪.)1969 -1968‬‬ ‫وغريهم كثريون ممن يقدمون �أعما ًال فنية‬ ‫ت�شكيلية تخ�ص�ص ملفاهيم وقواعد وا�صول‬ ‫و�ضوابط مدر�سة فن العامة‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪65‬‬


‫جا�سرب جونز‬ ‫متيزت �أعماله با�ستعمال العلم االمريكى‬ ‫بخطوطه احلمراء والبي�ضاء وال��زرق��اء وجنومه‬ ‫البي�ضاء مببادعات بارعة الت�شكيل للعلم و�ألوانه‬ ‫وخطوطه ذات دالله على االنتماء اجلماعى للوحدة‬ ‫املختارة واالفتخار بعلم ب�لاده باعتباره حق كل‬ ‫مواطن �أن يحمله ويحميه وملكه مع االخرين‪ ،‬وهو‬ ‫تطور فى اختيار عنا�صر العمل الفنى الت�شكيلى‬ ‫ب�صورة جديدة م�ؤكدة ريادة فن العموم‪.‬‬ ‫�أندى وارهولد‬ ‫متيزت �أعماله الفنية ب�ضرورة االحتفاء بكل ما‬ ‫ي�ستعمله الإن�سان فى حياته العادية من �أكل وم�شرب‬ ‫ج��اه��ز التح�ضري خ��ارج البيت ك��ل م��ا ي�ستطيع‬ ‫احل�صول عليه بال�شكل واللون واحلجم الواحد‪،‬‬ ‫م ��ؤك��د ًا دور ال�صناعة اجلماهريية مل�ستلزمات‬ ‫احل�ي��اة م��ن عنا�صر ي�ستعملها اجلميع وي�سهل‬ ‫احل�صول عليها فهى �شريكة ب�أ�شكالها و�ألوانها فى‬ ‫ثقافة وحياة العموم واملحققة ملبد�أ العدل وامل�ساوة‬ ‫وطبيعة ا�ستمرارية التواجد االجتماعى ومن �أ�شهر‬ ‫�أعماله الفنية علبة ال�صل�صة‪ ، 1968 ،‬وكذلك علب‬ ‫الفاكهة املحفوظة و�أ�شهرها علبة كمبوت امل�شم�س‪،‬‬ ‫‪ 1962‬ومل يدع �أندى وارهولد الفنانني املمثالت من‬ ‫ا�ستعمالهم كعنا�صر فنية فى �أعماله وعلى �سبيل‬ ‫املثال الفنانة املمثلة اجلميلة «مارلني مونرو» ر�سم‬ ‫لها لوحات كثرية �أ�شهرها ( �شفاتاها ) عام ‪1963‬‬ ‫و�أ�ستخدم �صور الأوراق النقدية الدوالر فى �أعماله‬ ‫كذلك‬ ‫روى لي�شتاين ‪Roy lichtcnstien‬‬ ‫�أهتم هذا الفنان ب�أعماله �أقرب �إىل القراءة‬ ‫ال�سريعة للمتفرج با�ستخدام الكتابة وال�صور‬ ‫املو�ضحة ب�أ�سلوب يقرتب من االعالن املبا�شر �سهل‬ ‫القراءة و�إي�ضاح الغر�ض الفنى فى تناغم �صارخ‬ ‫ومو�ضح خل�صائ�ص عنا�صر عمله‪.‬‬ ‫بيرت بالك ‪1959‬‬ ‫�أ�ضاف علوية �أو جاذبية لل�صورة امل�سطحة‬ ‫�إىل جزء جل�سم يحمل فى طياته عنا�صر ووحدات‬ ‫جم�سمة وهكذا كانت حماوالت للجميع بني امل�سطح‬ ‫واجل�سم فى عمل واحد �أعترب فيما بعد باملركب‪.‬‬ ‫مارى �سول ‪1964‬‬ ‫من �أ�شهر �أعماله النحت امللون عن طريق‬ ‫تكيف الأ� �ش �ك��ال �إىل ع�لاق��ات طبيعية مكونة‬ ‫ل�شخو�ص جامعة بني التعديل والت�شكيل واال�ستعمال‬ ‫‪v‬‬

‫‪64‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪67‬‬


‫فنون فطرية‬

‫الفنان التلقائى مصطفى العزبى‬

‫وصور شعبية من بورسعيد‬

‫فى قاعة الفن الت�شكيلى ب�ساقية ال�صاوى بالزمالك �أقيم معر�ض‬ ‫الفنان التلقائى البور�سعيدى م�صطفى العزبى والذى �ضم ‪ 62‬لوحة‬ ‫ج�سدت �صور احلياة ال�شعبية و�سحر البيئة مبدينة بور�سعيد‪ ..‬وهذا‬ ‫هو املعر�ض الأول له مب�صر على الرغم من �أنه عر�ض �أعماله من‬ ‫قبل مبوانى كثرية بدول العامل وكان ذلك من خالل معر�ض متنقل‬ ‫على بارجة برتول‪.‬‬ ‫يقول الفنان العزبى هويت الفن من بداية الطفولة وتعلقت‬ ‫به باملدر�سة االبتدائية وك��ان �أ�ستاذى الأول الفنان التلقائى طه‬ ‫�شحاته والذى كان يزين واجهات البيوت ببور�سعيد فى منا�سبات‬ ‫احلج وبينما كان ير�سم م�ستخدم ًا ال�سلم كنت �أقوم بالر�سم على‬ ‫الأر�ض وكانت ر�سومى تبهر املارة �أكرث من ر�سمه رغم �صغر �سنى‬

‫‪v‬‬

‫‪66‬‬

‫وفى املرحلة الإعدادية كنت رئي�س ًا جلمعية الر�سم والتحقت بعد‬ ‫ذلك بالثانوى ال�صناعى ق�سم العمارة ولكن كنت �أق�ضى معظم‬ ‫الوقت بق�سم الزخرفة و�أقوم بالر�سم و�أتفوق على زمالئى بالق�سم‬ ‫وذلك من خالل اللوحات والالفتات الإعالنية واخلطوط الزخرفية‬ ‫وبعد االنتهاء من املرحلة الثانوية التحقت باجلي�ش والتقيت هناك‬ ‫ب�صديق طفولتى اخلطاط خ�ضري البور�سعيدى وقمنا �سوي ًا بت�أجري‬ ‫حمل باجلمالية وبينما ا�ستمر هو فى كتابة لوحاته اخلطية ‪ ..‬كنت‬ ‫د�ؤوب ًا فى الر�سم وتتلمذت �أي�ض ًا على ر�سام الإعالنات عبده حممد‬ ‫وكنت �أتردد عليه ب�شارع جالل بجوار �سينما كايرو حتى �أ�صبحت من‬ ‫ر�سامى البورتريه «ال�صورة ال�شخ�صية»‪.‬‬ ‫ول��وح��ات ال�ف�ن��ان م�صطفى ال�ع��زب��ى � �ص � َّور م��ن خاللها وجه‬


‫�إ�ضاءة‬ ‫مصطفى أحمد حلم باالنتصار‬ ‫فى �أم�سية من ليال �شوارع الزمالك اخللفية‪،‬‬ ‫وفى مقهى ال��ورد‪ ،‬حكى الراوئى بهاء طاهر عن‬ ‫ف�ترة التكوين الثقافى‪ ،‬وي �ق��ول‪�“ :‬أعتز ب�صفة‬ ‫خا�صة ب�أن الفنان م�صطفى �أحمد هو الذى ر�سم‬ ‫�أول جمموعة ق�ص�صية ن�شرتها‪ ،‬وه��ى جمموعة‬ ‫“اخلطوبة» ع��ام ‪ ،1972‬ك��ان��ت ال�ل��وح��ات التى‬ ‫�أهداها ىل ت�ضم املجموعة منها �سبعة ر�سوم غري‬ ‫لوحة الغالف‪ ،‬قراءة بالغة الت�أثري مل�ضمون الكتاب‪،‬‬ ‫جت�سد فيها ت�ط��اب��ق ب�ين منهج ال�ك�ت��اب��ة ومنهج‬ ‫الت�صوير‪.‬‬ ‫يروى بهاء طاهر‪“ :‬عرفت ال�صديق الراحل‬ ‫م�صطفى �أحمد فى �أوائ��ل اخلم�سينات‪ ،‬فى عام‬ ‫‪ .. ،1953‬كنا ف��ى مطلع الأم��ل وحتقق حلم‪.. ،‬‬ ‫جالء الإجنليز عن م�صر الذى كان حلما غاليا‪،‬‬ ‫ومت توزيع �أرا���ض على فقراء الفالحني‪ ،‬وتقررت‬ ‫جمانية التعليم للجميع‪ ،‬وبعد قليل �سيكون ت�أميم‬ ‫القناة وحرب ال�سوي�س‪ ،‬وبناء ال�سد العاىل‪ ،‬وكان‬ ‫احلما�س ميلئونا لهذه الإجنازات وغريها “‪.‬‬ ‫ومن ال يعرف م�صطفى �أحمد هو فنان‪ ،‬حلم‬ ‫باالنت�صار‪ ،‬وه��و يعرب من االنك�سار‪ ،‬بعد زل��زال‬ ‫عام ‪ ،1967‬فقد خرج م�صطفى �أحمد من رحم‬ ‫خم�سينات ال�ق��رن الع�شرين‪� ،‬إىل جمتمع يحلم‬ ‫بواقع جديد‪ ،‬و�شهد حت��والت ث��ورة يوليو ‪،1952‬‬ ‫وميالد بناء دعائم الدولة القومية‪ ،‬بكل حتدياتها‪،‬‬ ‫لكنه عا�ش ع�صريني‪ ،‬ع�صر النهو�ض والرغبة فى‬ ‫التحديث‪ ،‬والتقدم‪ ،‬وع�صر االنك�سار‪ ،‬بعد نك�سة‬ ‫العام ‪ ،1976‬وع�بر عن كليهما‪ ،‬ويعد �أح��د �أب��رز‬ ‫�أفراد اجليل الثالث فى حركة الت�شكيل امل�صرية‪،‬‬ ‫فقد ا�ستطاع �أن ينفذ اىل املنطلقات الأ�سا�سية للفن‬ ‫امل�صرى القدمي‪ ،‬حيث تت�سم �أعماله بقوة البناء‬ ‫وال�صرحية امل�سكونة بالغمو�ض والأ�سرار‪.‬‬ ‫كما ينتمى م�صطفى �أحمد اىل ذلك الطراز‬ ‫من الفنانني الذين ينطوى عملهم الإبداعى على‬ ‫�أبعاد فكرية وفل�سفية ‪ ،‬من رحم القاهرة ال�صاخبة‬ ‫ولد م�صطفى �أحمد فى العام الذى اختاره �أديب‬ ‫نوبل جنيب حمفوظ عنوانا لروايته عن القاهرة‬

‫‪ ،1930‬وتفتح وعيه مع �أح��داث ث��ورة يوليو العام‬ ‫‪ ،1952‬فقد وق��ف ال�شاب م�صطفى �أح�م��د على‬ ‫�أع �ت��اب كلية الفنون اجلميلة م��زه��وا باجتيازه‪،‬‬ ‫اختبارا عمليا �صعبا ي�ؤهله االلتحاق بالكلية‬ ‫االح�ت�ي��اج ال�شديد للمو�سيقى ال�شغف بها‪،‬‬ ‫وال�شوق ال�ع��ارم لأنغامها و�إيقاعاتها الغام�ضة‬ ‫�أح�ي��ان��ا وامل�ع�ق��دة �أح�ي��ان��ا �أخ ��رى‪ ،‬دف��ع م�صطفى‬ ‫�أحمد �إىل �سماع ال�سيمفونيات الكال�سيكية لكبار‬ ‫م�ؤلفى ال�غ��رب‪ .‬تخرج فى كلية الفنون اجلميلة‬ ‫ق�سم الت�صوير فى عام ‪ ،1954‬بعد الثورة بعامني‪،‬‬ ‫معاي�شا املناخ الثقافى والفنى والفكرى املنحاز‬ ‫اىل الفقراء‪ ،‬فقد ظل طوال حياته ملتزما بق�ضايا‬ ‫املجتمع اجلديد �سواء فى فنه‪� ،‬أو عمله الأكادميى‪،‬‬ ‫ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن �أن ال �ت��اري��خ ال�ف�ن��ى �شهد‬ ‫حم��اوالت وجت��ارب كثرية لالقرتاب من الت�صوير‬ ‫امل���ص��رى ال�ف��رع��ون��ى ال �ق��دمي‪� � ،‬س��واء م��ن فنانني‬ ‫ت�شكيلني م�صرين �أو �أجانب‪ ،‬وتعددت املحاوالت‬ ‫التى و�صلت فى بع�ض الأحيان اىل حالة من الهو�س‬ ‫بالفرعونيات‪� ،‬إال �أن �أغلب هذه املحاوالت انزلقت‬ ‫فى املبا�شرة ال�صريحة‪ ،‬فيما �أرادت �أن حتتفى‬ ‫بهذا الفن اخلالد‪ ،‬ف ��إذا بهذه التجارب تقع فى‬ ‫براثن الت�شويه وال�سطحية‪ ،‬لكن عندما �أم�سك‬ ‫م�صطفى �أحمد بخط خفى يربطه بالفن امل�صرى‬ ‫القدمي‪ ،‬مل يعد �إنتاج �أو ا�ستن�ساخ �صور اجلداريات‬ ‫الفرعونية ال�صرحية‪ ،‬لكنه احتفظ ب��روح الفن‬ ‫القدمي‪ ،‬بدافع و�صل املا�ضى باحلا�ضر عرب �إعادة‬ ‫�صياغة للنموذج ككل ولي�س مفردات وعنا�صر‪،‬‬ ‫فلم نرى فى �أعماله �أى حماولة ال�ستدعاء عنا�صر‬ ‫بعينها‪ ،‬بل عندما ا�ستح�ضر الهرم‪ ،‬ج��اء بجزء‬ ‫ب�سيط منه ولي�س كله‪ ،‬وعندما �صور �أبا الهول فى‬ ‫لوحة (العمل فى احلقل) جاء وك�أنه حار�سا يقف‬ ‫و�سط الفالحات العامالت‪ ،‬فى الوقت الذى جمع‬ ‫بني النيل وخطوط موحية تدلل على وجود الهرم‪،‬‬ ‫لكنه لي�س الهرم ذاته‪.‬‬ ‫و�أن ك��ان ا�ستدعى �شكل ن��وت رب��ة ال�سماء‪،‬‬ ‫لدى امل�صرى القدمي‪ ،‬فى ت�صويره للفالحات فى‬

‫�سيد هويدى‬

‫احلقل‪ ،‬م�ضفيا عليها بعدا معا�صرا‪ ،‬على نحو‬ ‫يحيلنا �إىل توا�صل ال�سنني رغم التباعد الزمنى‪.‬‬ ‫با�ستثناء ل��وح��ات “البورترية» التى ت�صور‬ ‫وجه زوجته ووجوه �شخ�صيات عامة من ال�سيدات‬ ‫ف��إن امل��ر�أة ترمز فى معظم لوحاته �إىل م�صر‪..‬‬ ‫لذلك ف�إنه يحر�ص �أ�شد احلر�ص على �أن يظهر‬ ‫ج�سدها عفيفا‪ ،‬بعيدا كل البعد عن الإثارة احل�سية‬ ‫وا�ستخدم كل مهاراته فى �إخفاء العرى‪ .. ،‬و�إذا‬ ‫ا�ضطر �إىل ر�سم امر�أة عارية مثل لوحة “الأمرية‬ ‫تنتظر‪ .‬عام ‪ ،1985‬من متخيالت ولي�س من موديل‪،‬‬ ‫فلم يتعامل مع “املوديالت �إال فرتة درا�سته فى كلية‬ ‫الفنون اجلميلة “‪( .‬حممود بق�شي�ش‪ -‬م�صطفى‬ ‫�أحمد‪ -‬دار ال�شروق)‪.‬‬ ‫اتك�أ الفنان م�صطفى �أحمد فى �إبداعاته على‬ ‫ثقافة مو�سوعية ت�ضافر فيها الأدب مع املو�سيقى مع‬ ‫الر�سم و�أي�ض ًا العمارة‪ ،‬ويلتقى مع الفنان الإيطاىل‬ ‫جورجيودى كريكو (‪ ،)1978-1888‬فى الغمو�ض‬ ‫ال��ذى ينبعث من جنبات لوحاته‪ ،‬عندما �أ�ضفى‬ ‫رهبة وخوف‪ ،‬وانتظار فى �سماء لوحاته‪ ،‬بتج�سيده‬ ‫ظالال كثيفة‪ ،‬لتلك الأطياف التى تظهر فى هيئة‬ ‫�شخو�ص ق��ادم��ة م��ن املجهول‪ ،‬مت�سللة م��ن خلف‬ ‫اجل��دران العالية املعتمة‪ ،‬لقد كان ت�أثري اخلوف‬ ‫داف �ع��ا‪ ،‬ف��ى اغ�ل��ب ل��وح��ات م��ا بعد ال�ع��ام ‪،1967‬‬ ‫وان كان قد تنب�أ بجانب من فجيعة النك�سة‪ ،‬قبل‬ ‫حدوثها ب�شهور‪ ،‬عندما ر�سم لوحة (�أم ال�شهيد)‪،‬‬ ‫وفى �أ�صداءها ر�سم لوحة (ع��امل الغروب)‪ ،‬لقد‬ ‫ا�ستطاع م�صطفى �أحمد �أن ينتقل من مرحلة فنية‬ ‫اىل �أخرى فى حياته بنعومة واعتدال‪� ،‬إال �أنه عرب‬ ‫هذه املراحل ظل متواجدا مع عمله الإبداعى اىل‬ ‫الدرجة التى جتعله فى حالة ت�ألق حتى فى �سنواته‬ ‫الأخرية‪ ،‬وي�شاء القدر �أن ي�ضع مل�ساته الأخرية على‬ ‫لوحة بعنوان “م�صر امل�ستقبل»‪ ،‬وي�صور بهاء نادر‬ ‫مل تعرفه �ألوانه من قبل‪ ،‬وك�أنه ي�سجل �أمنياته‪،‬‬ ‫ويقدم �شهادته الأخ�يرة‪ ،‬فى الن�صف الثانى من‬ ‫القرن الع�شرين‪ ،‬تلك التى حظى عنها بجائزة‬ ‫�صالون الأعمال الفنية ال�صغرية قبل وفاته ب�أيام‪.‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪v‬‬

‫‪69‬‬


‫بور�سعيد املا�ضى واحلا�ضر واحلرف ال�شعبية التى انقر�ضت مثل مبي�ض النحا�س‬ ‫واحل�صري الق�ش وبائع الطرابي�ش والإ�سكافى مع الكنفانى واحلياة على ال�شاطئ‬ ‫ومراكب ال�صيد وباعة ال�سمك و�أم اخللول كما �صور العب ال�سريك ودنيا البيانوال‬ ‫و�إنارة ال�شوارع بغاز اال�ست�صباح وباعة البطيخ والف�شار والكابوريا‪.‬‬ ‫ي�ضيف الفنان العزبى‪ :‬بعد االنتهاء من ت�أدية اخلدمة الع�سكرية �سافرت �إىل‬ ‫اليونان وهناك التحقت بالعمل على منت باخرة برتول وب��د�أت �أ�ستعيد قدراتى‬ ‫مرة �أخرى فكنت �أر�سم �أغلب �أوقات الفراغ ووجدت ر�سومى اهتمام ًا كبريا من‬ ‫ربان ال�سفينة اليونانى خا�صة التى كانت حول م�صر والأهرامات و�أبو الهول‪..‬‬ ‫فكان �أن عر�ض على �أن �أقوم بعمل معر�ض داخل ال�سفينة فتم حتويل امل�ست�شفى‬ ‫�إىل قاعة للعر�ض من خالل حوائط خ�شبية علقت عليها اللوحات وطاف املعر�ض‬ ‫مبعظم موانئ العامل ب�أوروبا و�أمريكا من �أملانيا وفرن�سا و�أمريكا ال�شمالية �إىل‬ ‫الأرجنتني وكوبا كما انتقلت به ال�سفينة �إىل �آ�سيا و�أفريقيا من �سنغافورة �إىل‬ ‫اليابان و�شنغهاى فى ال�صني وبعد �أن طفت مع لوحاتى جئت مرة �أخرى �إىل بلدى‬ ‫م�صر وحالي ًا �أعمل باملعمار مع ممار�ستى للر�سم وكانت هذه اللوحات التى �أمتنى‬ ‫�أن يقوم ال�سيد اللواء «�أحمد عبد اهلل» حمافظ بور�سعيد بطبعها فى كتاب حيث‬ ‫�أت�صور �أنها متثل ذاكرة بور�سعيد فى املا�ضى واحلا�ضر‪.‬‬ ‫و�أعمال م�صطفى العزبى جتمع بني اللم�سة التلقائية والواقعية التعبريية‬ ‫وتتوهج ب�ألوان �صداحة من الأحمر والربتقاىل مع الأزرق والأخ�ضر والزيتونى‬ ‫والأ�سود‪.‬‬ ‫واخليال ت�ضم �صوتها �إىل فنان بور�سعيد العزبى وتتمنى �أن يكون له معر�ض‬ ‫باملحافظة من خالل مبنى يعك�س روح املدينة البا�سلة ووجهها احل�ضاري‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪68‬‬


‫ال�صوفى الذى له �أ�سا�س ففل�سفى ودالىل يرجع فى‬ ‫جوهره �إىل املفهوم املواوى القائل ب�أن احلركة فى‬ ‫الكون تبد�أ من نقطه وتنتهى عند ذات النقطة و�أن‬ ‫احلركة لذلك تكون دائرية‪ ،‬وعندما يدور راق�ص‬ ‫التنورة ( اللفيف) حول نف�سه فك�أنه ال�شم�س يلتف‬ ‫حوله الراق�صون ( احلناتية) وك�أنهم الكواكب‪،‬‬

‫الف�صول الأربعة فهم يلفون عك�س عقارب ال�ساعة‬ ‫وح�ين يقوم راق�ص التنورة (اللفيف) برفع يده‬ ‫اليمنـــــى من �أعلى وي��ده الي�سرى �إىل �أ�سفل فهو‬ ‫يعقد ال�صلة ما بني الأر�ض وال�سماء وهو بدورانه‬ ‫ح��ول نف�سه ك��أمن��ا يتخفف م��ن ك��ل �شيء بق�صد‬ ‫ال�صعود �إىل ال�سماء ‪ 0‬وعندما يفك الرباط الذى‬ ‫ح��ول جذعه فهو يرمز ل��رب��اط احل�ي��اة والعديد‬ ‫من ال��رم��وز التى يهدف معظمها ملحاولة �إيجاد‬

‫معادل مو�ضوعى يتمثل فى حركات متثل الفهم‬ ‫الفل�سفى للحياة �إال �أن الطابع ال�ع��ام للرق�صة‬ ‫هنا‪ -‬وم��ع ا�ستيعابها ب�صفة عامة لكل املعانى‬ ‫الدينية ال�سابقة والتى قد جتعلها تلتقى مع بع�ض‬ ‫النظائر والأ�شباه فى جمتمعات �إ�سالمية‪-‬اكت�سبت‬ ‫من الروح ال�شعبية امل�صرية بهجة خا�صة ظهرت‬ ‫فى تنوع الإيقاع من البطيء واملتو�سط وال�سريع‪0‬‬

‫و�أ�شار عي�سى �أنه ف�ض ًال عن ثراء الأل��وان والقيم‬ ‫الت�شكيلية امل�صرية التى تنب�ض بها البيئة املحلية‪،‬‬ ‫جندها تعك�س ت�صورات امل�صرى عن احلياة والكون‬ ‫‪ ،‬الأمر الذى جعلها ال تتحدد بحدود الطق�س الدينى‬ ‫املبا�شر و�إمنا تدخل بر�شاقة فى قالب الفن ال�شعبى‬ ‫اجلماهريى والقائم �أ�صال على املهارة احلركية ‪0‬‬ ‫�أما الغناء امل�صاحب فهو الدعاء �إىل اهلل ومديح‬ ‫ال�ن�ب��ى حم�م��د �صلى اهلل عليه و��س�ل��م والأول �ي��اء‬ ‫ال�صاحلني وبع�ض الأغانى واملواويل عن مو�ضوعات‬ ‫�شعبية ت��دور ح��ول ال���ص��داق��ة وال���س�لام وال�ك��رم‬ ‫واملحبة واحلكمة بني النا�س‪.‬‬ ‫رق�صات “التنورة” ال�صوفية‪ ..‬ر�ؤية جمالية‬ ‫متزج اللون باحلركة‬ ‫و�أكد بع�ض الباحثني فى الرتاث امل�صرى �أنه‬

‫مل يعد خافيا على �أى من متتبعى فنون الرق�صات‬ ‫ال�شعبية‪� ،‬أن جلها مبختلف �أ�ساليبها �إمن��ا هو‬ ‫نتاج بيئي‪ ،‬ذو �ضرورة للتعبري العاطفى والروحى‬ ‫ملجتمعاتها‪ ،‬ومن تلك الفنون “رق�ص التنورة”‪،‬‬ ‫وال��ذى يعرب من خالله «احلاناتي” ‪ -‬الراق�ص‬ ‫امل���ؤدى لهذا النوع من الرق�صات ‪ -‬عما يجي�ش‬ ‫به من م�شاعر؛ معتمدً ا على اللف وال��دوران حول‬ ‫ال��ذات؛ مرتديا تنورة واح��دة �أو �أك�ثر؛ م�صنوعة‬ ‫من القما�ش اخل�شن ليتحمل اال�ستخدام ال�شاق له‬ ‫وتيارات الهواء املتدفقة �أثناء ال��دوران‪ ،‬ومبجرد‬ ‫و�صول الراق�ص ملرحلة خلع التنورات‪ ،‬فهذا يعنى‬ ‫�أنه بذلك ارتقى وارتفع‪ ،‬بل �إنه كلما تخل�ص من‬ ‫تنورة تخل�ص من تعلقه بالأر�ض ليتخل�ص متاما‬ ‫من ال�شق الأر��ض��وى لريقى �إىل ال�شق ال�سماوي‪،‬‬

‫لي�صل �إىل ال�ن�ق��اء ال �ت��ام و��ص�ف��اء ال� ��روح‪ .‬وعن‬ ‫الرق�صة وارتباطها بالفكر ال�صويف‪ ،‬ف�إنها قامت‬ ‫منذ ن�ش�أتها على الدوران حول النف�س‪ ،‬فى حركات‬ ‫ترمز �إىل التعبد ال�صوفى ال��ذى �ساد فى تركيا‬ ‫قبل ع�شرات ال�سنني‪ ،‬لتحكى ق�صة ميالد العامل‪،‬‬ ‫وتقدم معانى روحية عظيمة لالنفكاك من قيود‬ ‫الأر�ض والتحليق فى ال�سماء وعقد ال�صلة معها‪..‬‬ ‫�إال �أن الروح ال�شعبية امل�صرية جنحت فى �إ�ضفاء‬ ‫ح��ال��ة خا�صة على “التنورة»‪ ،‬لتحولها �إىل فن‬ ‫ا�ستعرا�ضى �شعبى ينتظم على �أن�غ��ام املو�سيقى‬ ‫والفواني�س؛ لت�صبح بذلك واحدة من �أهم و�أجمل‬ ‫الرق�صات امل�صرية و�أكرثها تعقيدا‪ .‬لت�ستقطب ‪-‬‬ ‫على �أثر ذلك ‪� -‬أنظار امل�شاهدين �أينما حلت‪ ،‬فى‬ ‫املهرجانات واالحتفاالت العاملية املختلفة‪ ،‬ويبهر‬

‫ومن خالل ال��دورات املتعاقبة يرمزون �إىل تعاقب‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪v‬‬

‫‪71‬‬


‫تحقيقات الخيال‬

‫فى رمضان‬ ‫«التنورة» والمولوية واالشراق الصوفي‬ ‫ن�سرين حجاج ‪ -‬حممد من�صور‬

‫ي�أتى رم�ضان كل ع��ام بنفحاته الدينية والفنية التى ترتبط‬ ‫به ارتباطا وثيقا وجند وزارة الثقافة فى حالة ت�أهب وا�ستعداد‬ ‫ال�ستقبال هذا ال�شهر الكرمي من خالل �أجندة ثقافيه فنيه حتظى‬ ‫بها االماكن الثقافية الفنية التاريخية بالقاهرة الفاطمية ومن اهم‬ ‫تلك الأن�شطة حفالت فرقه التنورة التى مل تنقطع طوال العام بل‬ ‫و�أ�صبحت عنوانا لالحتفال بال�شهر الف�ضيل وقبل الغو�ص فى تاريخ‬ ‫واهميه تلك الفرقة علينا تعريف القارىء بها‪.‬‬ ‫فى �إحدى فرق الهيئة العامة لق�صور الثقافة امل�صرية تكونت فى‬ ‫فرباير ‪ 1988‬مبقر ق�صر الغورى للرتاث وهو ق�صرفنى متخ�ص�ص‬ ‫يهدف �إحياء الأ�شكال الرتاثية الفنية التى اندثرت �أو على و�شك‬ ‫االن��دث��ار وتقدم عرو�ضها ب�صفة دوري��ة ط��وال العام �أي��ام ال�سبت‬ ‫واالثنني والأربعاء �شاركت الفرقة فى كل املنا�سبات الوطنية داخل‬ ‫وخارج م�صر ‪,‬كما �أنها ت�شارك فى برنامج التبادل الثقافى اخلارجى‬ ‫واملهرجانات الدولية حيث زارت الفرقة وقدمت عرو�ضها فى العديد‬

‫‪v‬‬

‫‪70‬‬

‫من الدول منها اليابان‪ -‬الواليات املتحدة االمريكية‪ -‬النم�سا‪ -‬املجر‪-‬‬ ‫�إيطاليا‪ -‬ال�سويد‪ -‬الرنويج‪ -‬الدامنارك‪ -‬فلندا‪ -‬فرن�سا‪ -‬ال�صني‬ ‫�أما عن الفرقة فنجدها متتلك العديد من الأدوات التى جتعلها‬‫متميزة فى اللون الفنى ال��ذى يخطف االب�صار وي��روى االذه��ان‬ ‫حيث تقدم الفرقة عرو�ضها مب�صاحبة الآالت املو�سيقية ال�شعبية‬ ‫مثل الربابة‪ -‬ال�سالمية‪ -‬امل��زم��ار‪ -‬ال�صاجات‪ - -‬الطبلة وهى‬ ‫الآت ل�ه��ا ج�م��اه�يري��ة ع��امل�ي��ه ‪ ,‬بينما ي �ق��وم ب��ال�غ�ن��اء مب�صاحبة‬ ‫الرق�ص ُمن�شد �شعبى يعتمد على التلقائية والإن���ش��اد الدينى ‪0‬‬ ‫ تعتمد عنا�صر الرق�ص بالفرقة على راق�ص التنورة ( اللفيف)‬‫والراق�صني ( احلناتية) الذين يرق�صون ب�آلة الإيقاع (املزهر)‪0‬‬ ‫ وع � � � ��ن ت � �ف� ��ا� � �ص � �ي� ��ل م � � ��ا ت� � �ق � ��دم � ��ه ال� � �ف�� ��رق�� ��ة ي � �ق� ��ول‬‫ال� � �ف� � �ن � ��ان حم� � �م � ��ود ع� �ي� ��� �س ��ى م � ��دي � ��ره � ��ا �أن ال � �ت � �ن� ��ورة‬ ‫تتميز برق�صة ال�صوفية وهى احدى الرق�صات ذات طابع خا�ص فريد‬ ‫فى نوعه �إذ تعتمد على احلركات الدائرية وتنبع من احل�س الإ�سالمى‬


‫الطريقة املولوية‬ ‫والتنوره لي�ست الفرقه الوحيد التى اربطتت‬ ‫عرو�ضها بروحنيات رم�ضان ففى م�صر فرقه‬ ‫اخرى �شهريه وهى فرقه املوالويه ولها من اال�سرار‬ ‫حكايات فالذى ال يعرفه الكثريين ان‬ ‫امل��ول��وي��ة �أح ��دى ال �ط��رق ال�صوفية ال�سنية‪.‬‬ ‫م�ؤ�س�سها ال�شيخ جالل الدين الرومى (‪ 1207‬هـ‪-‬‬ ‫‪ 1272‬هـ)‪ .‬وهو �أفغانى الأ�صل واملولد‪ ،‬عا�ش معظم‬ ‫حياته فى مدينة قونية الرتكية‪ ،‬وقام بزيارات �إىل‬ ‫دم�شق وب�غ��داد‪ .‬وه��و ناظم معظم الأ�شعار التى‬ ‫تن�شد فى حلقة الذكر املولوية‪ .‬وا�شتهرت الطريقة‬ ‫املولوية بت�ساحمها مع �أهل الذمة ومع غري امل�سلمني‬ ‫�أ ّي ًا كان معتقدهم وعرقهم ‪،‬ويعدها بع�ض م�ؤرخى‬ ‫الت�صوف من تفرعات الطريقة القادرية‬ ‫ا� �ش �ت �ه��رت ال �ط��ري �ق��ة امل��ول��وي��ة مب ��ا ي�ع��رف‬ ‫بالرق�ص الدائرى ملدة �ساعات طويلة‪ ،‬حيث يدور‬ ‫الراق�صون ح��ول مركز ال��دائ��رة التى يقف فيها‬ ‫ال�شيخ‪ ،‬ويندجمون فى م�شاعر روحية �سامية ترقى‬ ‫بنفو�سهم �إىل مرتبة ال�صفاء الروحى فيتخل�صون‬ ‫من امل�شاعر النف�سانية وي�ستغرقون فى وجد كامل‬ ‫يبعدهم عن العامل امل��ادى وي�أخذهم �إىل الوجود‬ ‫الإلهى كما يرون‪.‬‬

‫ا�شتهر فى الطريقة املولوية النغم املو�سيقى‬ ‫عن طريق الناي‪ ،‬والذى كان يعترب و�سيلة للجذب‬ ‫الإل �ه��ي‪ ،‬ويعترب �أك�ثر الآلآت املو�سيقية ارتباط ًا‬ ‫بعازفه‪ ،‬وي�شبه �أنينه ب�أنني الإن�سان للحنني �إىل‬ ‫الرجوع �إىل �أ�صله ال�سماوى فى عامل الأزل‪.‬‬ ‫ال تزال الطريقة املولوية م�ستمرة حتى يومنا‬ ‫هذا فى مركزها الرئي�سى فى قونية‪ .‬ويوجد لها‬ ‫مراكز �أخ��رى فى �إ�سطنبول‪ ،‬وغاليبويل‪ ،‬وحلب‪.‬‬ ‫ورغم منع احلكومة الرتكية كل مظاهر الت�صوف‬ ‫�إال �أن اجلهات الر�سمية فى تركيا ت�ستخدم مرا�سم‬ ‫امل��ول��وي��ة كجزء م��ن الفولكلور ال�ترك��ي‪ .‬ويح�ضر‬ ‫جل�سات ذكر املولوية كل من يريد من كل الأجنا�س‬ ‫ومع كل الأديان ويلقى اجلميع ت�ساحم ًا ملحوظ ًا من‬ ‫املولويني‪.‬‬ ‫وفى حديثه للخيال اكد مدير الفرقه عامر‬ ‫التونى ان لتلك الرق�صه مبد�أ حيث ي�ؤمن املولويون‬ ‫بالت�سامح الغري املحدود‪ ،‬بتقبل الأخرىن‪ ،‬التف�سري‬ ‫والتعقل الإي�ج��اب��ي‪ ،‬اخل�ير‪ ،‬الإح���س��ان والإدراك‬ ‫بوا�سطة املحبة‪ .‬ويقومون بالذكر عن طريق رق�ص‬ ‫دوران��ى م�صاحبا مو�سيقى وت�سمى ال�سمع والتى‬ ‫تعترب رحلة روحية ت�سمو فيها النف�س �إىل �أعماق‬ ‫العقل واحلب لرتقوا �إىل الكمال‪ .‬وبالدوران نحو‬

‫احلق‪ ،‬ينمو املريد فى احلب‪ ،‬فيتخلى عن �أنانيته‬ ‫ليجد احلقيقة في�صل �إىل الكمال‪ .‬ثم يعود من هذه‬ ‫الرحلة الروحية �إىل عامل الوجود بنمو ون�ضج بحيث‬ ‫ي�ستطيع �أن يحب كل اخلليقة ويكون فى خدمتها‪.‬‬ ‫واملريد املولوى ي�سمى «دروي����ش» والتى تعنى‬ ‫الفقري �أو ال�شخ�ص املمنت ب�أقل احلاجات املعي�شية‪.‬‬ ‫وع��ادة‪ ،‬متار�س طقو�س ال�سمع فى مكان كان‬ ‫ي�سمى بال�سمعخانة وتعنى مكان ال�سمع بالرتكية‪.‬‬ ‫كما حتولت بع�ض التكاية �إىل ما ي�سمى بالتكية‬ ‫املولوية بحيث كانت حتتوى على �سمعخانة ملمار�سة‬ ‫الذكر و�أماكن حلدمة الدراوي�ش‪.‬‬ ‫ويرتدى الدروي�ش عباءة �سوداء ت�سمى حركة‬ ‫وتدل على القرب‪ ،‬فوق الب�سة بي�ضاء ف�ضفا�ضة تدل‬ ‫على املوت وقبعة عالية بنية اللون ت�سمى الك ّل‬ ‫ام��ا ع��ن املن�شا ي�ق��ول ال�ت��ون��ى ان م�ؤ�س�سها‬ ‫حممد جالل الدين بن ح�سني بهاء الدين البلخى‬ ‫ال�ق��ون��وى‪ ,‬ر�أى � �ض��رورة ظ�ه��ور دع��وة ت�ه��دف �إىل‬ ‫احلفاظ على الإ�سالم فى النفو�س‪ ،‬وحث امل�سلمني‬ ‫على التما�سك واحلفاظ على وحدتهم‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ظهرت الطريقة املولوية‪ ،‬خا�صة و�أن موالنا كان قد‬ ‫تتلمذ على يد العارف العامل �شم�س الدين التربيزى‬ ‫الذى حول م�سار مولإنا جالل من علم القال �إىل‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪73‬‬


‫الراق�صون جمهورهم ب�أدائهم املتقن وقدرتهم على‬ ‫الدوران املتوازن ملدة طويلة بال توقف‪ ..‬وفى هذا‬ ‫ال�صدد جتدر الإ�شارة �إىل �أن ال��دوران �إمنا يقوم‬ ‫على �أ�س�س معينة يتعلمها الراق�صون فى �أكادمييات‬ ‫الفنون ال�شعبية واال�ستعرا�ضية التى يدر�سون بها‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل املمار�سة والتدريب املكثف‪ ،‬بيد �أن‬ ‫الراق�ص يحتاج �إىل تغذية جيدة حتى ي�ستطيع‬ ‫�أن يتوازن وي ��ؤدى الرق�ص بطريقة �أف�ضل‪ .‬ولكن‬ ‫املتتبع لعرو�ض رق�صات التنورة‪ ،‬ي�تراءى له �أن‬ ‫لكل من راق�صيها �أ�سلوبه اخلا�ص فى التعبري عن‬ ‫ٍ‬ ‫ضلاً‬ ‫نف�سه وم�شاعره خالل الرق�ص‪ ،‬ف� عن احلالة‬ ‫النف�سية التى يعي�شها الراق�ص‪ ،‬وكذلك بح�سب‬ ‫املو�سيقى امل�صاحبة له �أث�ن��اء الرق�ص‪ .‬التنورة‬ ‫التقليدية �أم��ا فيما يتعلق بتاريخ ال�ت�ن��ورة‪ ،‬فقد‬ ‫ُعرفت «التنورة” التقليدية باجللباب الأبي�ض منذ‬ ‫�أن بد�أت فى تركيا‪� ،‬إىل �أن حلت على م�صر ليغري‬ ‫امل�صريون الكثري من معاملها‪ ،‬فجعلوها حرة دون‬ ‫جلباب‪ ،‬و�أ�ضافوا لها الزخرفة والأل��وان لتتنا�سب‬ ‫مع الرق�ص اال�ستعرا�ضى ال��ذى انت�شر م�ؤخرا‪..‬‬ ‫و�أط �ل �ق��وا على ال��دي�ن��ى منها ا��س��م “املولوي”‪..‬‬ ‫وللطائفة “املولوية» تقاليدها اخلا�صة فى طريقة‬

‫‪v‬‬

‫‪72‬‬

‫لب�سها وتوظيف حركاتها التعبريية امل�صاحبة لآالت‬ ‫مو�سيقية بعينها‪ ،‬هذه التقاليد ثابتة ومل يحدث‬ ‫فيها �أى تغيري ومل ميحها ال��زم��ن‪ ،‬ومل يحدث‬ ‫فيها �أى تطور ال فى اللب�س وال فى الرق�ص وال فى‬ ‫الغناء وال فى الآالت املو�سيقية امل�صاحبة‪ .‬وفى‬ ‫�إحدى معار�ضه حتت عنوان “حركة ولون” الذى‬ ‫ا�ست�ضافته �آنذاك قاعة «دروب” ‪ ،‬بالقاهرة‪ ،‬قدم‬ ‫الفنان الت�شكيلى امل�صرى طاهر عبد العظيم‪ ،‬ر�ؤية‬ ‫جمالية متزج بني اللون واحلركة لرق�صة “التنورة”‬ ‫ال�شهرية‪ ،‬والتى تُعد �أحد الطقو�س ال�صوفية �شديدة‬ ‫اخل�صو�صية‪ .‬وحمل املعر�ض ‪ -‬الذى �ضم نحو ‪37‬‬ ‫لوحة ‪ -‬الروح ال�صوفية لدى راق�صى “التنورة” فى‬ ‫�أجواء �شديدة االرتباط بالرتاث الإ�سالمي‪ ،‬مركزة‬ ‫على العمارة ال�شعبية والرتاثية القدمية بالقاهرة‬ ‫‪� ،‬إال �أن درج��ات البطولة فى لوحات عبد العظيم‬ ‫تختلف بني راق�صى التنورة والعازفني؛ ليبقى اللون‬ ‫هو البطل الأق��وى ح�ضورا؛ ففى بع�ض اللوحات‬ ‫تركز ري�شته على ر�سم ال�شخ�صيات الأ�سا�سية‬ ‫فى فرقة التنورة؛ مثل‪ :‬ع��ازف الطبلة‪� ،‬أو العب‬ ‫ال�صاجات؛ ليحتل من�صة البطولة فى اللوحة‪،‬‬ ‫وي�أتى اللون بطال فى حاالت الدوران وتظهر الألوان‬

‫جلية فى احلاالت الهادئة‪ ،‬وي�شتد �صخب اللون مع‬ ‫احلركات القوية للراق�صني‪ ،‬فتبدو وك��أن الفنان‬ ‫يدور ويتحرك بفر�شاته مثل بطل لوحته؛ ليتعاي�ش‬ ‫الفنان مع راق�صى التنورة �أنف�سهم الذين يحركهم‬ ‫معتقد ب�أنهم يفعلون �شي ًئا يحمل روحانيات �صوفية‬ ‫تنعك�س عليهم وعلى �أدائهم؛ لذلك جنده ا�ستطاع‬ ‫�أن يظهر تعبري و�شخ�صية كل راق�ص ب�شكل خا�ص‪.‬‬ ‫�أم��ا ل��وح��ات ال�ع�م��ارة ال�شعبية‪ ،‬فقد غا�ص فيها‬ ‫مقدما‬ ‫الفنان فى �أعماق حوارى القاهرة القدمية؛ ً‬ ‫تفا�صيل البيوت وامل�شربيات والنوافذ‪ ،‬ليحتل هنا‬ ‫املكان مقعد البطولة‪ ،‬وت��دور لوحات احل��ارة فى‬ ‫امل�سافة بني �شارع املعز مب�ساجده الأث��ري��ة التى‬ ‫قدم لها الفنان ثالث لوحات‪ ،‬وبني ق�صر ال�سلطان‬ ‫الغورى مكان �إقامة عرو�ض التنورة الرتاثية‪ .‬ومتيز‬ ‫املعر�ض بو�ضع ب�صمته اخلا�صة للون فى لوحات‬ ‫امل�ع��ر���ض‪ ،‬فعلى ال��رغ��م م��ن تعبريه ع��ن الأل ��وان‬ ‫الزاهية وال�صريحة فى مالب�س راق�صى التنورة‪،‬‬ ‫�إال �أن��ه احتفظ مبجموعته اللونية اخلا�صة فى‬ ‫�أعماله متعاي�شا مع حالة ه ��ؤالء الراق�صني التى‬ ‫ترجمها ت�شكيليا برباعة‪.‬‬


‫طائفة املولوية زاوية لهم فى القرن اخلام�س ع�شر‬ ‫امليالدى ثم انتقلوا منه �إىل املدر�سة ال�سعيدية فى‬ ‫عهد الدولة العثمانية‪ ،.‬وكان من �شيوخ هذه التكية‬ ‫ال�شريف نعمة اهلل احل�سينى �شيخ زاوي��ة كرمان‬ ‫اجلاللية ال��ذى ق��دم �إىل م�صر �سنة ‪820‬ه �ـ وملا‬ ‫مات ال�شيخ احل�سينى قام بتجديد كهف ال�سودان‬ ‫�أو التكية ال�شريف ن��ور الدين �أحمد الأي�ج��ى ثم‬ ‫�آلت التكية بعد ذلك �إىل دراوي�ش البكتا�شية وهى‬ ‫طريقة �أنا�ضولية دراوي�شها من الأت��راك عملت‬ ‫الدولة العثمانية منذ قيامها على حمايتها وتن�سب‬ ‫هذه الطريقة �إىل «حاجى بكتا�ش» ويرجع تاريخها‬ ‫�إىل ال� �ق ��رن ال �ت��ا� �س��ع ال�ه�ج��رى‬ ‫اخلام�س ع�شر امليالدي‪.‬‬ ‫وك � ��ان م �ع �ظ��م امل �ن �� �ش��دون‬ ‫امل��ول��وي��ون ف��ى م�صر ين�شدون‬ ‫املو�شحات الدينية ف��ى ح��دود‬ ‫م �ق��ام��ات ال��را� �س��ت وال�ب�ي��ات��ى‬ ‫وال�صبا دون م�صاحبة �آل�ي��ة‪،‬‬ ‫وك� ��ان ال�ب�ع����ض الآخ� ��ر ي � ��ؤدون‬ ‫امل��و� �ش �ح��ات مب���ص��اح�ب��ة بع�ض‬ ‫الآالت‪ :‬ك��ال �ن��اي‪ ،‬وال �ك �م��ان؛‬ ‫وك ��ان رج��ال�ه��ا يلقون الأحل ��ان‬ ‫ال��دي�ن�ي��ة بلغتهم ال�ترك �ي��ة فى‬ ‫تكاياهم مب�صاحبة الناي‪ .‬وكان‬ ‫امل�ن���ش��دون امل���ص��ري��ون ي� ��ؤدون‬ ‫املو�شحات مب�ساعدة جمموعة‬ ‫م��ن ذوى الأ�� �ص ��وات اجلميلة‬ ‫ي�ط�ل��ق ع�ل�ي�ه��ا ل �ق��ب ال�ب�ط��ان��ة‪،‬‬ ‫ف��امل��و��ش��ح ال��دي �ن��ى ع �ب��ارة عن‬ ‫حوار وتبادل �إن�شادى بني املغنى‬ ‫وبطانته‪ .‬ومن رواد التلحني لهذا‬ ‫اللون الغنائى (املو�شح الديني) «زكريا �أحمد»‪،‬‬ ‫الذى جاءت �أحلانه قريبة من االبتهاالت الدينية‪،‬‬ ‫و»كامل اخللعي» الذى التزم فى تلحينه للمو�شح‬ ‫الدينى بو�ضعه على �إح��دى ��ض��روب املو�شحات‬ ‫الغنائية العاطفية‪.‬‬ ‫وال�شى املبهر وهو ما ذك��ره مديرا الفرقتني‬ ‫حول �أهميتها بالن�سبة للمتلقى من حيث االبهار‬ ‫الب�صرى والذهنى واجل�سدى حيث يعترب الرق�ص‬ ‫ال�صوفى والفالمنكو للتخفيف من �آالم اجل�سد‬ ‫حيث ظل هذا الفن مطلوبا وحمبوبا‪ .‬فعندما‬ ‫يعجز الإن���س��ان ع��ن ال�ك�لام وت�ستوجب امل��واق��ف‬

‫ال���ص�م��ت‪ ،‬ع�ن��دم��ا ي�ع�ج��ز ال�ل���س��ان ع��ن التعبري‬ ‫وت�ت�ح��ول ال���ص��رخ��ات �إىل �أن�ي�ن‪ ،‬ي�ق��ف الإن���س��ان‬ ‫حائرا بني �إرادت ��ه و�إمكانياته فيلج�أ هاربا �إىل‬ ‫حركات م�شتتة �أو �ضائعة لكنها تلملمه فى وقت‬ ‫تخونه فيه قوته ون�ف��وذه‪ .‬فعندما غ�ضب البع�ض‬ ‫وت�ع��ر��ض��وا للقهر واال��ض�ط�ه��اد وال�غ��رب��ة �صمتت‬ ‫�أفواههم و�صرخت عقولهم فتحركت �أج�سادهم‬ ‫ودوت �أناتهم واخ��رج��وا فنا‪ ،‬و�آخ��رون قد مل�سهم‬ ‫احلب الإلهى فامتلأوا باحلب له وللآخرين حينها‬ ‫تفتح �إدراكهم للروحيات والرمزية فتحركوا ولفوا‬ ‫ليثبتوا على �إح�سا�سهم بكل ما هو بديع واخرجوا‬ ‫فنا‪ .‬الرق�ص ال�صوفى يعرب عن ال��روح واجل�سد‬

‫‪,‬فى الرق�ص روحية وتفريغ نف�سى هكذا قال �أحمد‬ ‫علوان راق�ص تنورة (اللفيف) بالفرقة انه قبل بد�أ‬ ‫العر�ض ي�سعى لكى يكون مهي�أ نف�سيا للعر�ض‪ ،‬وان‬ ‫ي�صفى ذهنه لكى ي�ضع كل تركيزه فى عر�ضه‪،‬‬ ‫وان��ه �أثناء العر�ض ي�ستمد �إح�سا�سه من املن�شد‬ ‫والراق�صني احلناتية من حوله‪ ،‬وان �شعوره يتحرك‬ ‫ت�صاعديا حتى يتملئ �إح�سا�سه روحيا وبالتاىل‬ ‫يتوا�صل مع اجلمهور‪ ،‬ويذكر �أن العر�ض كثريا‬ ‫ما ي�ساعده على تخفيف ال�ضغوط النف�سية التى‬ ‫ي�شعر بها داخله قبل �أن يبد�أ‪ ،‬حيث ي�شعر ب�أنه‬ ‫تخفف ج�سديا من هذه ال�ضغوط وانه مهي�أ نف�سيا‬

‫للتفكري بهدوء ومراجعة النف�س‪ ،‬كذلك يجد �أن‬ ‫احلالة الروحية التى يعي�شها فى العر�ض ت�ساعده‬ ‫على التعبري عما بداخله من طاقة روحانية فى ظل‬ ‫الرموز التى ي�ؤديها فى الرق�صة‪ ،‬يت�ضافر مع ذلك‬ ‫رق�ص الفالمنكو حيث يعد تعبريا عن املظاليم‬ ‫كما ذك��ر الفنان م��ازن املن�صور ع��ازف اجليتار‬ ‫فى معهد الفالمنكو الرنويجى فى �أو�سلو فى �أحد‬ ‫حواراته ال�صحفية‪ ،‬ب�أنه ولد فن الفالمنكو كتعبري‬ ‫للم�ضطهدين وامل�سحوقني ف��ى ج�ن��وب ا�سبانيا‬ ‫املعروفة بالأندل�س‪ ،‬ب�سبب ملك ا�سبانيا «فرديناند‬ ‫الثاين» وزوجته امللكة «�إيزابيال» عام ‪1492‬م الذى‬ ‫ا�صدر مر�سوما ين�ص ب�أنه �سيتم �إعدام‬ ‫كل �شخ�ص يعي�ش فى مملكته يدين‬ ‫ب��دي��ان��ة غ�ير امل�سيحية الكاثوليكية‬ ‫وبالتاىل فكان على امل�سلمني واليهود‬ ‫والغجر وامل�سيحيني غري الكاثوليك‬ ‫التحول للدين الكاثوليكي‪ ،‬ل��ذا فقد‬ ‫ه��رب الكثري من الفئات امل�ضطهدة‬ ‫واجتمع كل ه�ؤالء فى تخوف مدركني‬ ‫�أن الهجوم �آت �آجال �أم عاج ًال‪ ،‬وفى‬ ‫ظل تلك الأجواء املعتمة اجتمعت تلك‬ ‫املجموعات العرقية املختلفة مل�ساعدة‬ ‫بع�ضهم بع�ضا فى التعبري عن م�آ�سيهم‬ ‫وحنينهم �إىل م�ستقبل �أف�ضل‪ ،‬وهكذا‬ ‫ول ��د ف��ن ال �ف�لام�ن �ك��و م�ع�ت�م��دا على‬ ‫الإمكانيات الب�سيطة‪ .‬ومن الناحية‬ ‫التقنية ف� ��إن الفالمنكو ف��ن ثالثى‬ ‫الأرك� ��ان يت�ضمن‪ :‬ال�غ�ن��اء‪ ،‬الرق�ص‬ ‫واجليتار بالإ�ضافة �إىل �أن الت�صفيق‬ ‫بالفالمنكو هو فن بحد ذاته‪ ،‬ويكون‬ ‫الغناء هو مركز جمموعة الفالمنكو‪،‬‬ ‫حيث �إن الراق�ص يرتجم كلمات وعاطفة املغنى‬ ‫ج���س��دي��ا‪ ،‬ل ��ذا ف�ك��ان��ت الأغ �ن �ي��ة تتميز ب��احل��زن‬ ‫والك�آبة والكلمات تعرب عن رف�ض الظلم ومقاومته‬ ‫واعتمادهم على االرجتال‪ ،‬والأداء ي�شمل ال�صراخ‬ ‫و�أحيانا ي�شبه العويل‪ ،‬ليعرب راق�ص �أو راق�صة‬ ‫الفالمنكو عن القوة والكربياء ورف�ض الظلم‪ .‬فى‬ ‫النهاية نحن امام لوحتني فنيتني عامليتني قادرين‬ ‫ال�شك عل خلق حاله من االبهار الب�صرى جتعل‬ ‫املتلقى يعي�ش حاله من اال�سرتخاء الذهنى قادره‬ ‫عل �شفاءه من هموم الدنيا الذهنية واجل�سدية‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪75‬‬


‫علم احلال واخللوة والذكر‪ .‬قام التربيزى بتدريب‬ ‫الرومى على �أ�صول التوحيد مع االحتفاظ بالثقافة‬ ‫ال�شرعية‪.‬‬ ‫وانت�شرت املولوية �أيام الدولة العثمانية عندما‬ ‫ت�صاهر احلكام العثمانيون مع املولويون عندما‬ ‫ت��زوج ال�سلطان بايزيد من دول��ة حاتوم حفيدة‬ ‫�سلطان ولد ابن جالل الدين و�أجنبت حممد �شلبى‬ ‫الذى �أ�صبح �سلطان عثمانى بعد �أبيه ف�أقم وقف‬ ‫لهم لدعم �أعمالهم كما فعل ال�سالطني الالحقني‪.‬‬ ‫وبنهاية احلكم العثماين‪ُ ،‬ح ِظرت املولوية من‬ ‫قبل �أتاتورك وحول مركزها فى قونية �إىل متحف‬ ‫و�أغلق كل ال�سمخانات والتكاية‪.‬‬ ‫وف� ��ى ع� ��ام ‪� ،1950‬أع� � ��ادت‬ ‫احلكومة الرتكية االعرتاف بها‬ ‫و�سمحت للدراوي�ش مبمار�سة‬ ‫الرق�ص الدائرى �سنويا فى ‪17‬‬ ‫دي�سمرب ذكرى وفاة الرومي‪.‬‬ ‫وع��ن ال�ل��ون الفنى للفرقه‬ ‫ا�شار التونى اىل وج��ود ا�شكال‬ ‫عديده من الوان الرق�ص منها‬ ‫ال� ِ�ذك��ر وه��و جم�م��وع��ة من‬ ‫االبتهاالت والأدعية والأنا�شيد‬ ‫الدينية‪ .‬ولكل حلقة ذكر رئي�س‬ ‫ي�سمى «رئي�س ال��زاوي��ة»‪ .‬وهى‬ ‫ق��د ت�سمو لت�صبح م��ن �أن ��واع‬ ‫املراقبات ال�صوفية‪.‬‬ ‫وك���ان���ت ح��ل��ق��ات ال��ذك��ر‬ ‫املولوية تقام فى م�ساجد �أن�شئت‬ ‫خ���ص�ي���ص� ًا ل �ه��ذه ال �ط��ري �ق��ة‪.‬‬ ‫وت �خ �ت �ل��ف ح �ل �ق��ة ال ��ذك ��ر ف��ى‬ ‫الطريقة املولوية عن غريها‪،‬‬ ‫فى �أنها تنفرد باحلركة الدائرية التى يقوم بها‬ ‫عدد من الدراوي�ش وفيها ت�ستخدم �آلة الناي‪.‬‬ ‫الإن�شاد‬ ‫�أما الإن�شاد املرافق للمولوية فيبد�أ بن�شيد (يا‬ ‫ام��ام الر�سل يا�سندي‪�/‬أنت ب��اب اهلل معتمدي‪/‬‬ ‫وبدنيايا و�آخ��رت��ي‪/‬ي��ا ام��ام الر�سل خ��ذ بيدي)‪.‬‬ ‫ث��م ي��ردد املن�شدون ع�ب��ارة (م��دد م��دد يار�سول‬ ‫اهلل‪/‬م��دد م��دد ياحبيب اهلل‪ )..‬وتتزايد �سرعة‬ ‫الراق�صني فى ال��دوران ب�شكل مذهل حتى ت�صل‬ ‫�إىل قمتها مع ترديد املن�شدين لعبارة (يار�سول‬ ‫اهلل مدد‪/‬ياحبيب اهلل مدد) وتتخللها من رئي�س‬ ‫‪v‬‬

‫‪74‬‬

‫الزاوية عبارة (حي) وتختم و�صلة الدوران بعبارة‬ ‫(اهلل اهلل‪..‬اهلل اهلل‪..‬اهلل اهلل يا اهلل ‏‏) التى ترتدد‬ ‫مرات عديدة قبل �أن تختم و�صلة الدوران‪.‬‬ ‫الفن امل�صاحب للذكر املولوي‬ ‫تعترب الطريقة «ا َملولوية» ال�صوفية امل�س�ؤولة‬ ‫بالدرجة الأوىل عن ظهور وا�ستمرار املو�سيقى‬ ‫الدينية ال�صوفية فى تاريخ تركيا القدمي واملعا�صر‬ ‫على ح��د ��س��واء‪ .‬كما �أن �أ�شعار وق�صائد رج��ال‬ ‫ال�صوفية امل�شاهري مثل‪ :‬الرومي‪ ،‬و�سلطان ولد‪،‬‬ ‫ويون�س �إم��رة‪ ،‬و�سليمان �شلبى هى امل��ادة الد�سمة‬ ‫وحجر الأ�سا�س فى ت�شكيل املو�سيقى ال�صوفية‬

‫الرتكية‪ .‬وكان يطلق تعبري «دروي�ش» داخل الطريقة‬ ‫املولوية على ال�شخ�ص الذى يبلغ درجة «ده ده ليك»‬ ‫وهى �أعلى الدرجات �أو ال�صفات التى تطلق مبالغة‬ ‫على املنت�سب القدمي للطريقة ا َملولو ّية‪.‬‬ ‫تنت�شر املولوية فى العامل العربى مثل تركيا‬ ‫حيث �أخ��ذت املو�سيقى الرتكية ال�صوفية الكثري‬ ‫من �أ�شعار وق�صائد كتابى «مثنوي» و»ديوان الكبري»‬ ‫للرومي‪ .‬ويقول نا�صر عبد الباقى ده ده ب�أن الف�ضل‬ ‫فى املو�سيقى ال�صوفية الرتكية القدمية يرجع‬ ‫للمولوية‪ ،‬و�إن �أغلب م�شاهري املو�سيقى الرتكية‬ ‫كانوا مريدين فى زوايا املولوية‪ .‬ومنهم م�صطفى‬

‫�أفندي‪ ،‬وحممد زكائي‪ ،‬ونيزن �صالح‪ ،‬وح�سني فخر‬ ‫الدين‪ ،‬و�أحمد عونى كونوك‪.‬‬ ‫�أما فى �سوريا جند املولوية قد‬ ‫ات��ت �إىل ب�لاد ال�شام م��ع العثمانيني‪ .‬وك��ان‬ ‫ـ»م َل ِويني»‪ .‬ا�شتهرت‬ ‫�أه��ل ال�شام يلفظون ا�سهم ك ِ‬ ‫املولوبة فى مدينة حلب وك��ان لها جوامع وزواي��ا‬ ‫منها جامع املولوية فى باب الفرج بحلب‪ ،‬وجامع‬ ‫امل��ول��وي��ة بدم�شق ف��ى �أول ��ش��ارع الن�صر مقابل‬ ‫حمطة احلجاز‪ ,‬واجلامعان ال يزاالن موجودان‪،.‬‬ ‫منها جامع املولوية فى باب الفرج بحلب‪ ،‬وجامع‬ ‫املولوية بدم�شق فى �أول �شارع الن�صر مقابل حمطة‬ ‫احل�ج��از‪ ,‬واجل��ام�ع��ان الي��زاالن‬ ‫موجودان‪.‬‬ ‫وق��د حت��ول��ت امل��ول��وي��ة �إىل‬ ‫ف�ق��رة فنية م�ستقلة تقدمها‬ ‫الفرق الفنية‪ ،‬منها فرقة �أمية‬ ‫للفنون ال�شعبية وفرقة احلاج‬ ‫�صربى مدلل‪.‬‬ ‫�أم ��ا ف��ى م�صر فانت�شار‬ ‫امل��ول��وي��ة لها ق�صة �شهرية ال‬ ‫ي��درك �ه��ا ال�ب�ع����ض ف�ل�ق��د ك��ان‬ ‫يدعى اتباع املولويون فى م�صر‬ ‫الدراوي�ش �أواجلالليون ن�سبة‬ ‫�إىل جالل الدين الرومي‪ .‬كما‬ ‫ع��رف��وا ب��دراوي����ش البكتا�شية‬ ‫وال��ذي��ن ه��م م��ن �أ��ص��ل تركي‪.‬‬ ‫وك ��ان م�ك��ان جت�م��ع امل��ول��وي��ون‬ ‫ي�سمى التكية املولوية �أو تكية‬ ‫الدراوي�ش �أو ال�سمعخانة (�أى‬ ‫مكان الإن�صات)‪ .‬وتعد التكية‬ ‫املولوية بالقاهرة �أول م�سرح‬ ‫مب�صر وال�شرق ورمبا بالعامل كله‪� ،‬إذ ترجع عرو�ض‬ ‫فرقة ال��دراوي����ش املولوية �إىل الع�صر العثمانى‬ ‫ابتداء من القرن ال�ساد�س ع�شر امليالدي‪ -‬العا�شر‬ ‫الهجري‪ -‬وترجع املبانى الأثرية �إىل داخل مبنى‬ ‫التكية �إىل ع��ام ‪1315‬م‪� ،‬أى فى ب��داي��ات القرن‬ ‫ال��راب��ع ع�شر امليالدي[‪ .]7‬وك��ان ال �ه��دف الأول‬ ‫للتكية �إيواء و�إطعام الدراوي�ش املنقطعني للعبادة‬ ‫والفقراء‪ .‬وتت�ألف «التكية» من عدة �أجنحة‪ ،‬منها‬ ‫امل�سجد والأ�ضرحة واملدر�سة املخ�ص�صة لتعليم‬ ‫الأوالد القر�آن واخلط‪.‬‬ ‫وه�ن��اك تكية كهف ال���س��ودان ال��ذى اتخذته‬


‫واملو�سيقيني الكال�سيكيني و مبدعى املو�سيقى‬ ‫احلديثة �أي�ض ًا ‪.‬‬ ‫كما �أ��ش��ار ال�سفري الهندى �إىل �أن املع�سكر‬ ‫ي�ستمد فكرته من فل�سفة العمالق (طاغور) الذى‬ ‫جمع فى �إبداعاته بني �أكرث من نوع من الفنون فهو‬ ‫�شاعر مت�صوف ور�سام وم�ؤلف رواي��ات وق�ص�ص‬ ‫ق�صرية و�أن هذا اجلمع هو من خلق مبدع متميز‬ ‫مل ول��ن يتكرر ‪ ،‬بينما نفى ال�سفري ما ي�تردد من‬ ‫�أن الثورة امل�صرية قد �أث��رت �سلب ًا على العالقات‬ ‫الثقافية ب�ين البلدين ب��ل على العك�س �أك��د �أن‬

‫العالقات الثقافية والدبلوما�سية �أ�صبحث �أكرث‬ ‫ق��وة من ذى قبل كما �أ�شار �إىل �أهمية العالقات‬ ‫الإقت�صادية والتجارية بني البلدين والتى مل تت�أثر‬ ‫�أي�ض ًا فى املرحلة الأخرية ملا حتمله تلك العالقات‬ ‫من تبادل ثقافى ومعرفى ثرى وهام كما �أكد على‬ ‫�إهتمامه ودولته بتعميق العالقات امل�صرية الهندية‬ ‫فى امل�ستقبل ‪.‬‬ ‫ي�ضم املعر�ض جمموعة فريدة من اللوحات‬ ‫من �إبداع ‪ 28‬فنان من دول جنوب �أ�سيا وهم �شباب‬ ‫من الفنانني من الثمانى دول الأع�ضاء فى رابطة‬

‫دول جنوب �أ�سيا للتعاون الإقليمى « ال�سارك « وهى‬ ‫�أفغان�ستان ‪ ،‬بنجالدي�ش ‪ ،‬بوتان ‪ ،‬املالديف ‪ ،‬نيبال‬ ‫‪ ،‬باك�ستان‪ ،‬الهند ‪� ،‬سريالنكا ‪ ،‬ماينمار ‪ .‬تتجاور‬ ‫جميعها لتدخل بنا فى عامل جديد مل نعرفه من‬ ‫قبل لنغو�ص فى �أعماقه لنتعرف على تفا�صيله‬ ‫و�سماته وطبائع �شعبه و�أمن��اط حياتهم وفنونهم‬ ‫املختلفة واملتنوعة �أي�ض ًا ‪.‬‬ ‫وبت�أمل بع�ض اللوحات املعرو�ضة جند على‬ ‫�سبيل املثال �أن لوحة «�أميتافا دا���س ‪Amitava‬‬ ‫‪ »Das‬من الهند ‪ -‬جت�سد �سمات الع�صر احلديث‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪v‬‬

‫‪77‬‬


‫فنون وافدة‬

‫ السفير الهندى ‪ :‬العالقات الثقافية والدبلوماسية مع مصر أصبحث أكثر قوة‬‫بعد الثورة‪.‬‬ ‫ األعمال المعروضة تؤكد على أن الفن ال يعترف بالحدود الزمانية وال المكانية‪.‬‬‫ رابطة دول جنوب أسيا للتعاون األقليمى « السارك « تقيم معرضها ألول مرة‬‫فى القاهرة‪.‬‬

‫فينو�س ف�ؤاد‬

‫‪ 29‬فنانًا من آسيا وتفاعل وإمتزاج الحضارات‬ ‫فى معرض بقاعة الباب‬

‫مدينة « بودو�شريى ‪ »Puducrherry‬هى �إحدى املدن الواقعة‬ ‫على �ساحل «الكورومانديل» فى جنوب �شرق الهند ‪ ،‬تلك هى املدينة‬ ‫التى احت�ضنت مع�سكر لنخبة من فنانى جمموعة دول من جنوب‬ ‫�أ�سيا ‪ ،‬ذلك املع�سكر الذى نظمه املجل�س الهندى للعالقات الثقافية‬ ‫فى مار�س ‪ ، 2010‬املع�سكر حمل عنوان «بودو �شريى بلو» و قد �سمى‬ ‫بهذا الإ�سم ملا تتمتع به «بودو�شريى ‪ »Puducrherry‬من �سماء‬ ‫زرق��اء �صافية و�أم��واج زرق��اء ه��ادئ��ة‪ ،‬ويعد اجلديد ه��ذه فى هذا‬ ‫املعر�ض �أن هذه هى امل��رة الأوىل التى ينتقل فيها املعر�ض لدولة‬ ‫لي�ست من الدول الأع�ضاء فى رابطة «ال�سارك» وهذا يعك�س الأهمية‬ ‫التى توليها الهند لأبناء ال�شعب امل�صرى من حمبى الفن والفنون‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫‪76‬‬

‫و�أي�ض ًا يرجع ملكانة م�صر الفنية الكبرية فى العامل �أجمع ‪.‬‬ ‫وفى لقائى مع ال�سفري الهندى لدى جمهورية م�صر العربية‬ ‫«�أر �سواميناثان ‪� »R. Swaminathan‬أثناء افتتاح املعر�ض �أ�شار‬ ‫�إىل �أن �إختيار مكان املع�سكر منذ البداية كان عن�صر ًا هاما فى‬ ‫�إيجاد عالقات تفاعلية بني الفنانني وبع�ضهم البع�ض على �إختالف‬ ‫ثقافاتهم ‪ ،‬فلم يكن فقط مكان ًا للر�سم بل كان بوتقة لتفاعل و�إمتزاج‬ ‫احل�ضارات والثقافات املختلفة مع ًا ‪ ،‬حيث اجتمع ‪ 28‬فنان ًا من ‪9‬‬ ‫دول من �أ�سيا ‪ ،‬كما �أ�شار «�سواميناثان» فى حديثه �إىل �أن التفاعل‬ ‫فى املع�سكر مل يقت�صر على الفنانني الت�شكيليني فقط بل �شمل �أي�ض ًا‬ ‫العديد من املبدعني فى املجاالت الفنية الأخ��رى مثل الراق�صني‬


‫حماط بالكوارث التى تدفعه �إىل الإح�سا�س‬ ‫ب��ال��ذوب��ان وال �ع��دم �ي��ة ‪ ،‬ف��ال�ل��وح��ة تبحث‬ ‫للإن�سان عن معنى وهوية احلياة ‪ ،‬ومن‬ ‫الوا�ضح فى ذلك العمل �أن «عمر» ت�أثرت‬ ‫بثقافة وفنون و�ألوان الهند‪.‬‬ ‫بينما تظهر م�لام��ح ال �ف��ن الهندى‬ ‫ب�صورة مبا�شرة فى لوحة «نيالدرى بول‬ ‫‪ »Niladri Paul‬من الهند والتى ينعك�س‬ ‫م��ن خاللها �سمات ث�ق��اف��ات ع��دي��دة من‬ ‫خ�لال جت�سيد ال�شخ�صية امل�ح��وري��ة فى‬ ‫العمل الفنى وال�ت��ى مي�ت��زج فيها �سمات‬ ‫الأزي��اء امل�صرية القدمية وغطاء الر�أ�س‬ ‫الهندى واحلركات الراق�صة الأ�سيوية مع‬ ‫احلر�ص على �إ�ستخدام الأل��وان ال�ساخنة‬ ‫الهندية ‪ ،‬والعمل فى جممله حافز على‬ ‫ال�ت��أم��ل جلميع عنا�صره وه��ى الأل� ��وان‪،‬‬ ‫واحلركة والإي�ح��اءات الذاتية والتى تبني‬ ‫تعر�ض مبدع العمل للعديد من الثقافات‪.‬‬ ‫ومن خالل ر�ؤيتى للمعر�ض ككل �أرى‬ ‫�أن الهدف من املع�سكر الفنى قد حتقق‬ ‫‪ ،‬فالأعمال املعرو�ضة ت�ؤكد على �أن الفن‬ ‫ال يعرف احل��دود فهذا املع�سكر وم��ا نتج‬ ‫عنه من �أعمال جت��اوزت ح��دود العالقات‬ ‫الدبلوما�سية وهدفت �إىل متام املزج بني‬ ‫الثقافات عن طريق خلق مناخ ت�سوده لغة‬ ‫عاملية جديدة للفن الآ�سيوى تظهر فيها‬ ‫�سمات الرتاث الثقافى امل�شرتك‪ .‬كما يعد‬ ‫املزيد من هذه املعار�ض مبثابة نافذة نطل‬ ‫من خاللها على فنون دول �آ�سيوية مما‬ ‫ي�سهل على الفنانني واملثقفني والباحثني‬ ‫واملهتمني بهذا امل�ج��ال معرفة ماو�صلت‬ ‫�إل�ي��ه تلك ال ��دول م��ن تقنيات واجت��اه��ات‬ ‫فنية جديدة ‪ ،‬وبذلك يتم تعوي�ض النق�ص‬ ‫ال�شديد فى الكتب واملراجع الفنية التى ت�ؤرخ للفن‬ ‫فى تلك الدول وخ�صو�صا فنون دولتى �أفغان�ستان‬ ‫وبوتان‪.‬‬ ‫ك�م��ا ي�ع��د ه ��ذا امل �ع��ر���ض ب��ان��ورام��ا حقيقية‬ ‫لإجتاهات فنية عديدة ‪ ،‬فعلى الرغم من التعاي�ش‬ ‫الثقافى والفنى العميق �إال �أنه مل يحدث متاهى لأى‬ ‫�شخ�صية من �شخ�صيات الفنانني امل�شاركني فال‬ ‫يزال كل منهم له �شخ�صيته التى متيزه عن غريه‪.‬‬

‫وبالتاىل يعد املعر�ض زي��ارة ر�سمية ملجموعة من‬ ‫الفنانني عملوا ك�سفراء ملجموعة الدول امل�شاركة‬ ‫الذين قدموا بالدهم من خالل �أعمالهم البديعة‪.‬‬ ‫�أفتتح املعر�ض بقاعة ال�ب��اب مبتحف الفن‬ ‫امل�صرى احلديث يوم اخلمي�س املوافق ‪ 14‬يونيو‬ ‫وافتتحه ال�سفري الهندى بالقاهرة و �صالح املليجى‬ ‫رئي�س قطاع الفنون الت�شكيلية و «�سو�شيرتا دوراى‬ ‫‪ »Suchitra Durai‬مديرة املركز الثقافى الهندى‬ ‫ود‪ .‬نادية زخ��ارى وزي��رة البحث العلمى ‪ ،‬كما مت‬

‫�أي�ض ًا فى حفل الإفتتاح تد�شني كتاب تذكارى ي�ؤرخ‬ ‫وي�سجل الإحتفاالت التى �أقامتها ال�سفارة الهندية‬ ‫واملركز الثقافى الهندى فى م�صر على مدار عام‬ ‫بعد الثورة امل�صرية (‪ )2012-2011‬والذى واكب‬ ‫الإح�ت�ف��ال ب��ال��ذك��رى اخلم�سني بعد امل��ائ��ة مليالد‬ ‫«ج��ورودي��ف راب �ن��دران��اث ط��اغ��ور حيث يعد هذا‬ ‫الكتاب توثيق ًا باللغة العربية والإجنليزية لكافة‬ ‫الأن�شطة الثقافية التى متجد هذين احلدثني على‬ ‫مدار عام كامل ملا لهما من �أهمية بالغة للبلدين‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪79‬‬


‫املتقلب وما يغلب عليه من عنف وج�شع تارة ونقاء‬ ‫و�صفاء تارة �أخرى وهى �سمات خمتلطة ومتباينة‬ ‫لذا جنده قد جمع فى لوحته بني �أكرث من خامة‬ ‫خمتلفة ومتباينة �أي���ض� ًا مثل �أل� ��وان البا�ستيل‬ ‫واجلوا�ش والزيت ‪ ،‬والتى �أرى �أنها قد �ساهمت فى‬ ‫تو�صيل فكرة التناق�ض والت�صادم بني الرغبات‬ ‫وامل�شاعر املختلفة ‪ ،‬بينما �سيطر على العمل اللون‬ ‫الأ�سود ممث ًال لغلبة الظلم وم�شاعر القهر بينما‬ ‫تظهر اللم�سات البي�ضاء املمثلة للنقاء والأم��ل‬ ‫رفيعة ومتداخلة ومت�شابكة مما يدل على �ضعفها‬ ‫‪v‬‬

‫‪78‬‬

‫فى مواجهة هذا القهر‪.‬‬ ‫بينما حملت لوحة «�إري�ن��ا تامراكار ‪Erina‬‬ ‫‪ »Tamrakar‬م��ن نيبال ب�صمة الفنان العاملى‬ ‫«برا�شانت �شري�شتا ‪ »Brachant Shrishta‬حيث‬ ‫جندها تعك�س فى لوحاتها �إنطباعاتها الذاتية عن‬ ‫عامل املر�أة من خالل بع�ض الرموز‪ ،‬كما ا�ستخدمت‬ ‫م��ادة الأكريليك فى التنفيذ وهى ع��ادة ت�ستخدم‬ ‫الألوان كو�سيط له دالالت رمزية �أي�ض ًا ‪ ،‬ولكن يظل‬ ‫املختلف فى عملها احلاىل هو تخليها عن الألوان‬ ‫الداكنة املعروفة با�ستخدامها من قبل وا�ستبدالها‬

‫مبجموعة ج��دي��دة م��ن الأل���وان مثل‬ ‫الأ�صفر والأخ�ضر والبنى والذهبى‬ ‫والأبي�ض كما ظهر �أي�ض ًا �إ�ستعانتها‬ ‫ببع�ض الرموز الفلكلورية التى تعرب‬ ‫ع��ن م�شاعر الأم��وم��ة مثل الأوزات‬ ‫والبقرة والثور اللذان يرمزان �إىل‬ ‫اخل�صوبة والنماء وعناية الآلهة فى‬ ‫الرتاث النيباىل‪.‬‬ ‫ف � ��ى ح �ي��ن ت� �ظ� �ه ��ر ال�����س��م��ات‬ ‫التقليدية للفنون الآ�سيوية ب�صورة‬ ‫عامة والهندية ب�صورة خا�صة فى‬ ‫ل��وح��ة «ك ��ارم ��ا زاجن� �م ��و ‪Karma‬‬ ‫‪ »Zangmo‬من بوتان والتى نفذتها‬ ‫بالأكا�سيد امللونة واملثبتات الطبيعية‬ ‫التى متيزت بالألوان القوية امل�ضيئة‬ ‫وال ��زخ ��ارف امل �ت �ع��ددة ال �ت��ى حتيط‬ ‫بتمثال ب��وذا ‪ ،‬تلك ال��زخ��ارف التى‬ ‫متيز الفنون ال�شعبية الآ�سيوية بينما‬ ‫ت��زخ��ر اللوحة ب��ال��زخ��ارف النباتية‬ ‫املتنوعة واملتعددة التى ت�شتهر بها‬ ‫بوتان ودول �آ�سيا‪ .‬وكذلك �أي�ض ًا لوحة‬ ‫«كياو �شاين ‪ »Kyaw Shein‬الذى‬ ‫ر��س��م الطبيعة ف��ى ميامنار بخامة‬ ‫الأكريليك و التى تظهر فيها الطبيعة‬ ‫ال�ه��ادئ��ة التى متيز املدينة وكذلك‬ ‫تظهر اللوحة الطرز املعمارية الهادئة‬ ‫التى متيز مدينة ميامنار‪.‬‬ ‫وع��ن جتربة التفاعل والتعاي�ش‬ ‫م��ع فنانني م��ن دول خمتلفة قالت‬ ‫«ك��ارم��ا زاجن �م��و» �أن املع�سكر �أت��اح‬ ‫لها نقا�شات متعمقة مع فنانني من‬ ‫خمتلف الدول وخ�صو�ص ًا الهند وقد‬ ‫ت�أثرت بذلك حيث مزجت فى لوحتها‬ ‫بني الفن البوتانى والفن الهندى كما �أنها تعلمت‬ ‫فى املع�سكر فن املنمنمات الباك�ستانية من خالل‬ ‫فنانني زمالء لها‪.‬‬ ‫وع �ل��ى ال �ع �ك ����س ت �ظ �ه��ر ل��وح��ة «م� ��رمي عمر‬ ‫‪ »Maryam Omar‬م��ن ج��زر امل��االدي��ف والتى‬ ‫نفذتها باخلامات املختلفة من الألوان فهى تت�سم‬ ‫مبحاولة التعبري ع��ن ح��رك��ات و�إمي� ��اءات الب�شر‬ ‫عن طريق الرتكيز على �إمياءات وحركات الأيدى‬ ‫والأرج��ل ‪ ،‬فمن خالل لوحتها ت�شعر ب�أن الإن�سان‬


‫�أترك اجلرافيك متاما و�أجته لر�سم الكاريكاتري‪..‬‬ ‫ثم ذهبت �إىل جملة «قطر الندى» ووقتها تعرفت‬ ‫على الفنان «عمرو �سليم»‪.‬‬ ‫دور “عمرو �سليم» فى حياة دعاء العدل؟‬ ‫الفنان «عمرو �سليم» هو �صاحب �أك�بر ف�ضل‬ ‫ع�ل� ّ�ي‪ ،‬خا�صة و�أن ��ه ه��و ال��ذى فتح �أم��ام��ى الباب‬ ‫لاللتحاق بجريدة الد�ستور‪ ،‬وقد كان مهتما ب�شدة‬ ‫بفكرة وجود ر�سامات كاريكاتري فى م�صر‪.‬‬ ‫املهتم بفنون الكاريكاتري ف��ى م�صر حتما‬ ‫�سيالحظ ن ��درة ع��دد ال�ف�ن��ان��ات ال�لات��ى يعملن‬ ‫فى ه��ذا املجال ال�صعب ‪ ..‬ال�س�ؤال ال��ذى يطرح‬ ‫نف�سه الآن هل هذه ال�صورة لأن �أغلبية ر�سامى‬ ‫الكاريكاتري رجال ؟ �أم هى ثقافة جمتمع ت�ؤمن بها‬ ‫الر�سامات �أي�ض ًا ؟‬ ‫ال�شك �أن الكاريكاتري فن �ساخر والر�سامني‬ ‫الرجال ي��رون امل��ر�أة من وجهة نظرهم وحدهم‪،‬‬ ‫فمنهم من يجدها نكدية ومنهم من يراها قوية‬ ‫ومفرتية‪ ،‬ولكن وج��ود ام��ر�أة ر�سامة للكاريكاتري‬ ‫من امل�ؤكد �أنه يعك�س م�شاكلها احلقيقة‪ ،‬لذلك ال‬ ‫ن�ستطيع لوم الر�سامني الرجال على �أ�سلوب تناولهم‬ ‫للمر�أة فى الكاريكاتري لأنهم فى النهاية رجال ‪،‬‬ ‫�أما ر�سوماتى ف�أحاول �إبراز املر�أة فيها ب�صورتها‬ ‫احلقيقية دون اعتماد على مفاتنها وجعلها �سلعة ‪.‬‬ ‫وت�ضيف دعاء ‪ :‬هذا لي�س متييز عن�صرى و�إمنا‬ ‫لأننى امر�أة �أعلم متام ًا م�شاكل املر�أة و�أعلم �أي�ض ًا‬ ‫�أن لديها عقل يجب �أن ينبه �إليه اجلميع لذا �أحاول‬ ‫�إب��رازه واالبتعاد عن مفاتنها التى ي�سعى غالبية‬ ‫الر�سامني �إىل �إظهارها‪ ،‬ولقد تعلمت على �أن يكون‬ ‫ىل اجتاهى اخلا�ص بى كر�سامة فلم �أنتهك املر�أة‬ ‫و�أحاول التوازن والنظر �إىل ق�ضاياها مبو�ضوعية‪،‬‬ ‫ف�ه��ى ف��ى ال�ن�ه��اي��ة م��واط��ن ل��ه ح�ق��وق وواج �ب��ات‪،‬‬ ‫وينعك�س عليها �ضغوط احلياة مثل الرجل متام ًا‬ ‫كما �أنها تتلقى �ضغوط الرجل �أي�ض ًا ‪.‬‬ ‫هل تعتقدين �أن �سبب قلة البنات فى هذا‬ ‫املجال هو كما يقول البع�ض “�إن البنات‬ ‫دمهم تقيل»؟!‬ ‫ترد فى تلقائية‪“ :‬وهى ر�سومى دمها تقيل؟!»‪،‬‬ ‫�أعلم �أنى �أقل �شخ�ص ميكن �أن يجعل واح��دا من‬ ‫كتيبة ر��س��ام��ى الكاريكتري ف��ى م�صر ي�ضحك‪،‬‬ ‫و�أت �ف �ه��م ه ��ذا ب��ال�ط�ب��ع لأن رج ��ال ال�ك��اري�ك��ات�ير‬ ‫معجونون بخفة دم و�شقاوة عفاريت من ال�صعب �أن‬ ‫يجاريهم‪� ،‬أعرف �إن كان هناك بنات ر�سامات كتري‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يوليو ‪2012‬‬

‫‪81‬‬


‫كاريكاتير‬

‫ أعلم أن��ى أق��ل شخص يمكن أن يجعل واح��دا من كتيبة رسامى‬‫الكاريكتير فى مصر يضحك‪.‬‬ ‫‪ -‬فى حالة تخلى الرجل عن مسئوليته ال يعد تسلط المرأة إهانة لها‪.‬‬

‫دعاء العدل‪..‬‬

‫المرأة فى مصر «سوبر مان»‬ ‫�سهى على رجب‬

‫من �أول وهلة تعرف �أنها �شخ�صية جادة جدا هى الفنانة دعاء‬ ‫ر�سامة الكاريكاتري ال�شابة ُو ِل��دت فى دمياط عام ‪1979‬‬ ‫العدل‪ّ .‬‬ ‫وتخرجت فى كلية الفنون اجلميلة بالقاهرة ق�سم ديكور م�سرح‬ ‫و�سينما‪ُ .‬ن�شرت ر�سومها بالعديد م��ن اجل��رائ��د وامل �ج�لات مثل‬ ‫«الد�ستور»‪ ،‬و»�صباح اخلري»‪ ،‬و»روزاليو�سف»‪ ،‬حتى التحقت مب�ؤ�س�سة‬ ‫«امل�صرى اليوم»‪ .‬حائزة على جائزةالتفوق ال�صحفى فى جمال‬ ‫الكاريكاتري لعام ‪.2009‬‬ ‫جمال الكاريكاتري مل تدخله امل��ر�أة منذ بدايته فكيف‬ ‫كانت بدايتك؟‬ ‫«كنت �شاطرة فى م��ادة الر�سم»‪� ..‬أحببت الر�سم من والدى‬

‫‪v‬‬

‫‪80‬‬

‫املهند�س الزراعى الذى كان يهوى هذا الفن ب�شكل كبري فبد�أت �أر�سم‬ ‫لنف�سى و�أر�سل لل�صحف الكربى ولكن «ماحد�ش عربين»‪ ..‬ولكننى‬ ‫وا�صلت و�أ�صبحت ع�ضوا فى جماعة كاريكاتري «ح�سن الفداوي»‬ ‫الفنان ال�سكندرى وحققت �شهرة معقولة عن طريقها‪.‬‬ ‫ومتى ن�شرت �أوىل ر�سوماتك؟‬ ‫�أول ر�سم ن�شر كان فى جريدة املعكوكة �سنة ‪ 1999‬التى كان‬ ‫ي�صدرها الفنان «م�صطفى ح�سني»‪ ..‬وبعد التخرج بد�أت ار�سم كتب‬ ‫الأطفال فى دار ن�شر �صغرية جدا‪ ،‬وعملت كم�صممة جرافيك وفى‬ ‫نف�س الوقت كنت ار�سم فى مدونة بنت م�صرية والر�سومات هناك‬ ‫القت ت�شجيعا جيدا وكذلك من �صاحبة املدونة وهو ما �شجعنى لأن‬


‫امين حامد‬

‫جـــولة المعــــارض‬

‫رنيا حكيم‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪83‬‬


‫لكنهن توقفن عن العمل‪ ..‬وال �أعرف ملاذا اختفني‪..‬‬ ‫لكن عن نف�سى �أنوى اال�ستمرار‪ ..‬ر�سم الكاريكاتري‬ ‫ال يتعار�ض مع �أن يكون للر�سامة �أ�سرة وبيت تهتم‬ ‫به‪ ،‬خا�صة و�أن كثريا من ر�سامى الكاريكاتري لهم‬ ‫�أ�سر‪ ..‬ولو ظهرت �أى واح��دة وا�ستمرت �سي�شجع‬ ‫ذلك �أن يدخل للمجال فتيات كثريات‪ ..‬مث ًال الفنانة‬ ‫الفل�سطينية “�أمية جحا» معجبة بها جدا كونها‬ ‫ر�سامة الظروف ال�صعبة التى �صنعت منها فنانة‬ ‫من ال�صعب �أن يت�شابه معها �أحد فهى موجودة فى‬ ‫حالة حرب دائمة ومع ذلك تر�سم بد�أب ولها هدف‬ ‫وا�ضح فى كل ر�سوماتها‪ ..‬باحرتمها جدا»‪..‬‬ ‫ه��ل قابلتك عقبات ف��ى طريقك لكونك‬ ‫فتاة؟‬ ‫فى بداية دخوىل جمال الكاريكاتري مل �أقابل‬ ‫�صعوبات متنعنى م��ن اال�ستمرار �أو تفرقة بني‬ ‫البنت والولد‪ ،‬لكن كان هناك حالة من اال�ستغراب‬ ‫جاءت ب�سبب �أن مهنة الكاريكاتري لي�ست مطروقة‬ ‫بالإ�ضافة لل�سخرية واال�ستخفاف فى بع�ض الأحيان‬ ‫من قبل زمالئى الرجال ومل ت�ستمر طوي ًال لأنه‬ ‫ك��ان بداخلى حافز لال�ستمرار والنجاح و�إثبات‬ ‫جناحا و�أح�صل على‬ ‫الذات وهذا ما جعلنى �أحقق ً‬ ‫جائزة نقابة ال�صحفيني و�إذا كان عددنا كر�سامات‬ ‫كاريكاتري قلي ًال �أو ن��اد ًرا ف��إن جمال الكاريكاتري‬ ‫يعانى قلة العدد به ب�صفة عامة والأ�سماء الالمعة‬ ‫فيه يتم ح�سابهم على �أ�صابع اليد وه��ذه مرحلة‬ ‫�سوف متر وم��ع الوقت �سوف يزيد ع��دد ر�سامى‬ ‫الكاريكاتري �سواء من البنات �أو ال�شباب ويرتبط‬ ‫هذا بزيادة عدد املطبوعات من اجلرائد اخلا�صة‬ ‫واملعار�ضة التى �سيكون فيها �سقف احلرية �أعلى‬ ‫من نظريتها القومية‪.‬‬ ‫وع��ن �إظ�ه��ار الكاريكاتري للمر�أة ك�شخ�صية‬ ‫مت�سلطة ‪ ،‬تقول دعاء ‪ :‬فى حالة تخلى الرجل عن‬ ‫م�سئوليته ال يعد ت�سلط املر�أة �إهانة لها‪ ،‬فمن وجهة‬ ‫نظرى عندما �أظهر امل��ر�أة مت�سلطة ف�أنا �أظهرها‬ ‫ال�ط��رف الأق ��وى لأن �شخ�صية ال��رج��ل �أ�صبحت‬ ‫“مهزوزة» مل يعد �سى ال�سيد �صاحب الدور امل�سئول‬ ‫بل بات يتن�صل من م�سئولياته معتمد ًا على املر�أة‬ ‫‪ ،‬والإح�صائات خري دليل وت�شري �إىل �أن ‪ %40‬من‬ ‫الأ�سر الفقرية تعيلها املر�أة ‪ ،‬من هذا املنطلق تكون‬ ‫�صاحبة اليد العليا وال�شخ�صية الأق��وى من حقها‬ ‫�أن تت�سلط‪ ،‬فهى “�سوبر مان» موظفة وزوجة و�أم‬ ‫ومربية ومديرة منزل فى �آن واحد‪.‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪82‬‬


‫عفت ح�سنى‬

‫م�صطفى رحمه‬

‫راغب عياد‬

‫جميل �شفيق‬ ‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪v‬‬

‫‪85‬‬


‫عبد العال ح�سن‬

‫رحلة العائلة المقدسة‬ ‫حتتفل م�صر فى مطلع يونيو كل عام زيارة العائلة املقد�سة‬ ‫مل�صر حيث دخ��ول ال�سيد امل�سيح عليه ال�سالم ب�صحبة �أمه‬ ‫ال�سيدة العذراء مرمي ويو�سف النجار‪.‬‬ ‫وت�ستمر الرحلة ال�شاقة امل�ضنية على ظهر حمار وحتمل‬ ‫حرارة ال�شم�س نهار ًا والربودة ال�شديدة لي ًال بالأماكن الوعرة‬ ‫هروبا من بط�ش الأمرباطور هريود�س‪.‬‬ ‫ا��س�ت�ط��اع ج�م��ع ال�ف�ن��ان��ون التعبري ع��ن ج��ل م�شاعرهم‬

‫‪v‬‬

‫‪84‬‬

‫و�أحا�سي�سهم املت�أججة املُفعمة باحلب وال�شغف لتلك الرحلة‬ ‫املهيبة‪ ،‬والعجيب تالحم امل�شاعر واحت��اده��ا ل��درج��ة تفوق‬ ‫الفنانون امل�سلمون �أحيان ًا فى التعبري عن في�ض امل�شاعر والع�شق‬ ‫مما ي�ؤكد اللحمة بني ن�سيج �أر�ض م�صر كوطن واحد ي�ضم كافة‬ ‫�أبنا�ؤه ‪.‬‬ ‫تراوحت الأعمال بني نحت جدارى بارز وت�صوير وجرافيك‬ ‫ور�سم ومائيات ‪ . .‬زيارة واحدة لهذا املعر�ض لن ت�شبعك فنياً‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪87‬‬


‫عالم الخرافة الشعبية «االسطورة»‬ ‫حمدى عبد اهلل‬ ‫الطالقة ال�شديدة‪ ...‬ير�سم بب�ساطة وك�أنه يتنف�س احل�س ال�سورياىل‬ ‫املمتزج باخلرافات والق�ص�ص من �أعماق الريف امل�صري‪ ،‬ح ّكاء‬ ‫عا�شق ال�سرد يبدو وك�أنه راوى مم�سكا بالربابة ين�سج احلواديت فى‬ ‫قالب درامى �شديد الت�شويق ‪ ...‬حوار املخلوقات املم�سوخة والكائنات‬ ‫احلية املركبة (ن�صف �آدمى ون�صف حيوان مث ًال �أو نوعية خمتلفة من‬ ‫احليوانات اخلرافية)‪.‬‬ ‫�إنه عامل الأبي�ض والأ�سود واحلرب ال�شينى �أو القلم الفلوما�سرت‬ ‫الأ�سود‪ ،‬خرج من عباءة رائد التعبريية امل�صرية عبد الهادى اجلزار‬ ‫وجمايلة حامد ندا‪ ،‬خرجت �أجيال عديدة ع�شقت اخلرافات ال�شعبية‬ ‫‪v‬‬

‫‪86‬‬

‫منها ‪� -‬صالح ع�سكر ‪� -‬إيفلني ع�شم اهلل ‪ -‬م�صطفى يحيى ‪ -‬ال�سيد‬ ‫القما�ش‪ ،‬وغريهم‪.‬‬ ‫حافظ ك��ل منهم على م�ف��ردات��ه وط��روح��ات��ه اخلا�صة واتفقوا‬ ‫جميعا فى ع�شق التعبريية امل�صرية ال�صميمة‪ ،‬عا�شق عامل الأ�سطورة‬ ‫والطقو�س واحلكاوى والأمثلة ال�شعبية واملواويل والندب فى اجلنائز‬ ‫وال�سبوع والزفاف‪�،‬إنه تغلغل ولوج فى �أدق‬ ‫و�أهازيج الأفراح واملوالد ُ‬ ‫ن�سيج املجتمع امل�صري‪ ،‬وال�سوريالية معه رحلة �إبحار جتمع �أزمنة‬ ‫و�أمكنة متعددة فى تكوين واحد ا�ستطاع �أن�سنة اجلماد �أو �إك�ساب‬ ‫الأ�شياء نب�ض ًا موجب ًا باحلركة‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪89‬‬


‫دنيا سيرك ‪ ..‬محمد ماضي‬ ‫ا�ستعرا�ض الر�شاقة وخفة احلركة واملهارات اجل�سدية‬ ‫لالعبى ال�سريك و�إظهار خفة دمهم ومرحهم وبراعتهم‬ ‫الأدائية‪ ،‬البحث عن نقطة «اتزان» نتخيل الكتلة ال�ضخمة‬ ‫مرتكزة على جمرد «نقطة» بالأر�ض متاما كراق�صة الباليه ‪,‬‬ ‫�أو كتمثال «رامى القر�ص» ال�شهري للمثال الإغريقى العبقرى‬ ‫« مايرون » املوجود حالي ًا مبتحف ق�صر ما�سيمو بروما‪،‬‬ ‫حيث يرتكز التمثال ال�ضخم برمته على �أط��راف القدم‬ ‫‪v‬‬

‫‪88‬‬

‫فقط م�ؤكد ًا براعة التمثال فى حفظ كتلة التمثال فى الفراغ‬ ‫�إنه قمة « االتزان» واحل�سابات الريا�ضية الدالة على مدى‬ ‫رهافة الفنان وذكا�ؤه الفني‪ ,‬وهنا ن�ست�شف مهارة «ما�ضي»‬ ‫فى قدرته الفائقة على حفظ االتزان فى �إيقاع حركى بديع‪.‬‬ ‫يبدو الفنان وك�أنه خرج من عباءة الرائد الكبري عبد‬ ‫الهادى الو�شاحى غري ُمقلد له ولكن م�ستمتع ًا بحرية تعبريه‬ ‫وانطالقه و�إن�سيابيته‪.‬‬


‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪91‬‬


‫سامية عبد المنصف‬ ‫فنانة واعدة ع�شقت فن النحت‪ ،‬كانت �أ�صغر النحاتات �سنا ممن‬ ‫ا�ست�ضافهم �سمبوزمي �أ�سوان النحت الدوىل ‪ ،‬ن�ستطيع �أن نطلق عليها‬ ‫عا�شقة ال�صخور ‪ ..‬ووجدت فى اجلرانيت �سحر غام�ض ملن يعرفه‬ ‫ولي�س ُمبهم ملن يدخل فى دواخله وكذلك البازلت الأ�سود وهو �أ�صلب‬ ‫من اجلرانيت‪� ..‬شاركت فى �سمبوزمي «الفالدا» ثم «�أون كيجو» ثم‬ ‫«كاتا ماركا» والثالث بالأرجنتني ثم �سافرت على نفقتها اخلا�صة‬ ‫�إىل بوليفيا – بريو – �شيلي‪� ،‬أبهرت جميع دول �أمريكا الالتينية‬ ‫لكونها فتاة �آن�سة وحمجبة مل ُيعيقها احلجاب عن االنطالق فى �آفاق‬ ‫الفن بل و ُتلقى حما�ضرات فى كليات احلقوق هناك عن حقوق املر�أة‬ ‫فكانت خري �سفرية للفتاة امل�صرية طافت العديد من دول العامل ‪:‬‬ ‫‪v‬‬

‫‪90‬‬

‫جميع دول �أمريكا الالتينية و�إيطاليا والبحرين ور�شحت ل�صالون‬ ‫حوار ال�شخو�ص دراما اخلريف بفرن�سا ‪ ..‬كل هذه ال�سفريات بجهدها‬ ‫ال�شخ�صى دون تر�شيح �أجهزة الدولة الر�سمية ‪� ..‬أعمالها �شديدة‬ ‫التنوع ال ن�ستطيع قولبتها فى �إط��ار ت�شكيلى ُمعني ‪ ..‬فلكل عمل لها‬ ‫ميتلك دراما خا�صة و�شجن خا�ص ‪� ....‬صروح معمارية ك�أنها مدينة‬ ‫كاملة جمردة ‪ ،‬بورتريه لإن�سان ‪� ،‬أن�سنة الأ�شكال‪ ،‬كتلة ذات عالقات‬ ‫هند�سية �صرحية عمالقة تعطى الإح�سا�س باالنطالق والتمدد‪ ،‬متازج‬ ‫بني مفردات هند�سية وع�ضوية �أهى حبة ب�سلة ؟ �أم امراة حتمل فى‬ ‫بطنها عدة �أجنة �أو «بذور» عالقات هند�سية منف�صلة مت�صلة‪� ..‬شكل‬ ‫�صرحى يبدو كعالقات ان�سانية ‪..‬‬


‫حامد العجمى‬

‫‪Fair lady dreams‬‬

‫توفيق حلمي‬

‫‪Appropriate for this time‬‬ ‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪93‬‬


‫�سيد توفيق‬

‫معرض ثالثــى‬ ‫بالمركز الثقافى المجري‬ ‫فى املركز الثقافى املجريبالقاهره ت�ألقت �أعمال ثالثة فنانني‬ ‫تنوعت مل�ستهم بني الر�سم و فن امليداليه و الت�صوير الزيتى وهم‪:‬‬ ‫�سيد عطوه‪ :‬فنان جرافيك متميز يجيد متاما الر�سم الأكادميى‬ ‫حمافظا على قواعد الت�شرح والظل والنور والن�سب واملنظور‪ ،‬بارع فى‬ ‫فن « البورتوريه» رغم �صعوبته وهروب العديد من الفنانني فى التطرق‬ ‫�إليه‪ ,‬له باع طويل فى عامل الر�سم ال�صحفى ‪،Illustration‬‬ ‫ويع�شق فن الكاريكاتري ملا يعطيه من نظرة �ساخرة تهكمية لأو�ضاع‬ ‫مقلوبة �أو لك�شف زيف اجتماعي‪ ،‬كما له �إ�سهامات مميزة كم�صور‬ ‫يتطرق للأ�ساليب الت�شكيلية احلديثة وال يتوقف عند الكال�سيكية‪.‬‬ ‫حامد العجمى ‪:‬فنان قدير فى فن امليدالية‪� ،‬صمم الكثري من‬ ‫امل�صوغات الذهبية والف�ضية‪ ،‬هو من قام بت�صميم اجلنيه والن�صف‬ ‫‪v‬‬

‫‪92‬‬

‫جنيه املعدنى املتداول الآن ‪.‬‬ ‫انطلق فى جم��االت الفنون الأخ��رى فدر�س املو�سيقى العربية‬ ‫وح�صل على دبلوم الدرا�سات العليا من املعهد العاىل للنقد الفني‪،‬‬ ‫ومار�س النقد ال�سينمائي‪� ،‬صمم العديد من ال�شعارات و�أغلفة الكتب‪.‬‬ ‫توفيق حلمى ‪:‬ن�ستطيع �أن نطلق عليه عا�شق الفن الت�شكيلى ‪ ..‬ال‬ ‫يتوقف مطلق ًا عن الت�صوير تطرق �أي�ض ًا لفن ت�صميم « ال�شعار» وتنفيذ‬ ‫امليدالية واالكلي�شيه‪.‬‬ ‫له ع�شق خا�ص فى التعبري عن عامل النوبة‪� ،‬شديد الرومان�سية‪،‬‬ ‫يكن م�شاعر مت�أججة لأمه الراحلة ال يتوقف مطلق ًا عن التعبري عنها‬ ‫فى كافة معار�ضه‪.‬‬


‫وفاء النشاشيني‬ ‫�شحنات عاطفية‪ ..‬حنني جت��اه الب�شر �أو الإن�سانية ب�صفة‬ ‫عامة وعندما يقرتب امل�شهد �أكرث جند الرتكيز على العن�صر‬ ‫الن�سائى من الب�شر‪ ،‬الن�ساء مبختلف الطبقات �سواء فتيات‬ ‫راقيات من �أبناء الطبقة املرفهة �أو ن�ساء كادحات من املهم�شني‬ ‫واملحرومني �أو ن�ساء فى املجرد ‪ ...‬جمردات املالب�س وامل�شاعر‬

‫فقط رمز للأنوثة‪ ،‬فالنظرة هنا ت�سمو فوق املح�سو�س وتتجه‬ ‫نحو املطلق ولذا تختلف الألوان وجمموعاتها من لوحة لأخرى‬ ‫وفق ًا للمو�ضوع فقد ترى �ألوان حاملة مع فتيات وديعات هائمات‬ ‫كالفرا�شات وفى لوحة �أخ��رى �إيقاع �أل��وان �صاخبة �أو �أل��وان‬ ‫قامتة للداللة على طبقات الن�ساء ا ُلدنيا « الغالبة»‪.‬‬

‫‪v‬‬

‫العدد الثامن والعشرون ‪ -‬يونيو ‪2012‬‬

‫‪95‬‬


‫رانيا الحكيم‬ ‫متتلك «ح�س جتريدي» ينتزع من الأج�سام واملفردات التفا�صيل‬ ‫والهوام�ش والزيادات ليعود بنا �إىل �أ�صل الأ�شياء �أو حماولة‬ ‫الو�صول �إىل جوهرها‪ ،‬طاقة كامنة متولدة تت�ألق حين ًا �أو‬ ‫تتنافر‪ ،‬قد تتوائم �أو تتعار�ض وتتقاطع ك�ضدين‪ ،‬طاقة خالقة‬ ‫تبدو ع�شوائية ف�أحيانا تبدو �ساكنة وتارة �أخرى دينامية‪ ...‬وفى‬ ‫جمموعة لوحات �أخرى تهتم بخطوط الأفق ‪� ..‬أفق �سطح البحر‬

‫‪v‬‬

‫‪94‬‬

‫حيث يتحد خط ال�سماء بالبحر ‪� ..‬أو خط االفق فى الوديان‬ ‫وال�صحارى بني الأر�ض والتحامها مع ال�سماء �أو عدة خطوط‬ ‫�أفقية ك�أنها ت��واىل الأزم��ان فى مكان و�أح��د ‪� ..‬أفكار عديدة‬ ‫تتالحق وفق ًا لنظريات اال�ستقبال والتلقى لكل م�شاهد للأعمال‪،‬‬ ‫وتباين احلالة املزاجية للمتلقى حني التحامها بالعمل الفنى ‪.‬‬


‫صفحة فن‬ ‫هذه ال�صفحة مفتوحة لكل‬ ‫الآراء فى الفن والفكر والثقافة‬

‫تعترب الأوب��را �أحد �أهم القالع الثقافية التى‬ ‫ت�ستهدف اجلمهور بطبقاته املختلفة وتعمل على‬ ‫ن�شر الفنون الراقية‪.‬‬ ‫فالأوبرا اخلديوية القدمية كانت تخاطب فئة‬ ‫و�شريحة معينة من املجتمع نظرا ملا كانت تقدمه‬ ‫�آنذاك من �أوبريتات عاملية ومو�سيقى و�سيمفونيات‬ ‫كال�سيكية‪ ،‬وب�ع��د �إن���ش��اء الأوب���را اجل��دي��دة كان‬ ‫الهدف خمتلفا من حيث الفئة التى يتم خماطبتها‬ ‫من هنا كان �إط�لاق ا�سم املركز الثقافى القومى‬ ‫على الأوب��را اجلديدة حتى ال تكون قا�صرة على‬ ‫فئة �أو �شريحة معينة وح�ت��ى ن�ستطيع الو�صول‬ ‫اىل املتلقى الب�سيط ومنذ �أن بد�أت حياتى الفنية‬ ‫واحللم ي��راودن��ى �أن ي�صل ما �أق��دم��ه من �أعمال‬ ‫‪v‬‬

‫‪96‬‬

‫األوبرا على الترعة‬

‫مو�سيقية على �آلهة الفلوت اىل جميع امل�ستمعني‪،‬‬ ‫وظل هذا احللم معى �إىل �أن تقلدت من�صب رئي�س‬ ‫الأوب��را ولعل الفر�صة هنا لتحقيق حلمى �ستكون‬ ‫�أك�بر حيث كنت فى البداية �أملك وال �أق��در �أما‬ ‫الآن ف�أنا �أملك و�أق��در والق�صد هنا �أننى �صاحبة‬ ‫قرار‪ .‬وقرارى مرتبط بتوفري الإمكانيات التى متثل‬ ‫عائقا قويا فى حتقيق حلمى كما �أن عدم ا�ستقرار‬ ‫الأو��ض��اع ال�سيا�سية فى م�صر ميثل �أي�ضا عائقا‬ ‫فلو توفرا هاتني النقطتني ال�ستطعت �أن �أ�صل بفن‬ ‫الأوبرا لكل ربوع م�صر بل ز�ستطيع القول �أن يكون‬ ‫فن الأوب��را على الرتعة خماطبا الفالح والريفى‬ ‫الب�سيط‪ ،‬ولكننا ن�ح��اول جاهدين بكل �أدوات �ن��ا‬ ‫وميزانيتنا دع��وة العديد من الفرق العاملية ذات‬

‫د‪� .‬إينا�س عبد الدامي‬

‫الفن الهادف لتقدمي عرو�ضها على م�سارح الأوبرا‬ ‫مع تخفي�ض �أ�سعار التذاكر للطلبة والب�سطاء حتى‬ ‫يتثنى لهم امل�شاهدة واال�ستماع لفنون الأوبرا‪ ،‬وهى‬ ‫�إحدى عوامل انت�شار الفنون الراقية للجميع‪ ،‬ولعل‬ ‫الربوتوكول ال��ذى وق��ع م�ؤخرا بني الأوب��را وهيئة‬ ‫ق�صور الثقافة و�صندوق التنمية الثقافية هو نقطة‬ ‫انطالق حقيقيه لتحقيق حلم الو�صول بفنون الأوبرا‬ ‫للرتعة بعد �أن مت ا�ستغالل م��رك��زالإب��داع الفنى‬ ‫التابع ل�صندوق التنمية فى حمل ر�سالة الفنون‬ ‫املختلفة التى تقدمها الأوبرا وهيئة ق�صور الثقافة‬ ‫مما ي�سمح لأبناء القرى والأقاليم اال�ستمتاع بكل‬ ‫ما هو هادف من فن غاب كثريا عن �ضواحى م�صر‬ ‫ممن لها احلق فى رويته وم�شاهدته‪. ‬‬




Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.