نبعت فكرة الكتاب من تحقق ان المكتبة العربية لا تحتوي على الكثير من الدراسات الفارقة في النقد الأدبي حول الرواية العربية، من خلال ربطها بمجالات معرفية ابداعية مؤثرة ومنها العمارة والعمران. ويتتبع الكتاب من خلال منهجية تحليلية، مجموعة من الأعمال الروائية المهمة التي صدرت في العالم العربي وقدمت في نسيجها الروائي فهما أو تصورا أو نقدا للعمارة والعمران والتخطيط العمراني العربي المعاصر. وتمتد رحلة الكتاب على خريطة مدن العالم العربي من مدن الخليج إلى الدار البيضاء مرورًا ببغداد ودمشق وعمَّان والقاهرة التراثية والمعاصرة، وصولاً إلى تونس والجزائر. كما يقدم الكتاب جولة في أعمال كبار الأدباء العرب المعاصرين التي صوّرت هذه المدن وشخوصها؛ تصل الأدب بالعمارة والعمران. كما يركز الكتاب على محاولة تقديم فهما موثقا لثلاثية العمارة والمدينة والرواية. وتأكيدا لأطروحة أن "الرواية هي فن المدينة بامتياز"، فان الكتاب يناقش أيضا دور المدينة في نشأة الفن الروائي في السياق العربي. إن المدينة ليست مجرد بنايات وشوارع وأسوار وبيوت وحواري وميادين، وإنما هي أيضا روح خلاقة تتبلور في شكل شخصيات متميزة ومتمايزة لكل مدين