منهاج الواصلين لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد

Page 1


AAAAAAAAAAA 1

AAAAAAAAAA  

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


AAAAAAAAAAA 2

AAAAAAAAAA  

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫الحمد هلل خفى األلطاؼ‪ ،‬سريع اإلسعاؼ لكل عبد إلى حضرتو مواؼ‪،‬‬ ‫جملو‬ ‫كالصبلة كالسبلـ على بحر الوصاؿ كسدرة الكماؿ‪ ،‬سيدنا محمد الذل َّ‬ ‫مواله بشريف الخصاؿ كحميد الفعاؿ‪ ،‬كآلو كصحبو ككل من تبعهم على ىذا‬ ‫الجماؿ‪.‬‬ ‫كبعد‪ .....‬فإف هلل رجاؿ رغبوا فى كصالو‪ ،‬كتاىوا فى جمالو بعد أف ىاموا‬ ‫عشقان فى كمالو‪ ،‬ىؤالء القوـ أىل الكماؿ‪ ،‬ال يركف أنفسهم أبدان‪ ،‬بل ال يركف إال‬ ‫اهلل‪ ،‬فيعيشوف باهلل كهلل‪ ،‬كيأنسوف فى قبورىم باهلل! ال بعملهم‪ ،‬كييحشركف إلى اهلل!‬ ‫كبير بين من يينعمو اهلل بنفسو!‬ ‫ال إلى الجنة‪ ،‬كيينعمهم اهلل بنفسو! ال بغيره‪ ،‬كفر هؽ ه‬ ‫كبين من يينعمو بغيره‪.‬‬ ‫المكوف‪ ،‬كعن الذكر إلى‬ ‫كال غرك ‪ ..‬فهم قوـ خرجوا عن الكوف إلى‬ ‫ّْ‬ ‫المذكور‪ ،‬خرجوا عن التقييد إلى اإلطبلؽ‪ ،‬كخرجوا عن البعد إلى القرب‪ ،‬كمن‬ ‫القرب إلى الذات‪ ،‬فمن قاـ فى ىذا المقاـ شرب من عين الحياة‪ ،‬فعاش بالحقيقة‪،‬‬ ‫فبل يتعذبوف بالحجاب ال فى الدنيا كال فى اآلخرة‪.‬‬

‫كقد كضحنا فى ىذا الكتاب الذل سميناه " منهاج الواصلني " طريق‬ ‫المتمم لهم ذلك‪،‬‬ ‫الم ىو ّْ‬ ‫صل إلى تلك المنازؿ‪ ،‬كألمعنا إلى جهادىم ي‬ ‫ىؤالء القوـ ي‬ ‫ككصفنا أحوالهم كأكصافهم التى أىَّلتهم لبلوغ ىذه المراقى‪ ،‬كبيَّنا أيضان اإلكرامات‬ ‫التى ييبشرىم اهلل تعالى بها‪.‬‬ ‫كلما كاف موضوع إكرامات الصالحين موضع و‬ ‫لبس وٍ كبي ور عند كثير من‬ ‫َّ‬ ‫المنتسبين لطريق القوـ‪ ،‬فقد بيَّناه بأجلى بياف كأكضح تبياف‪ ،‬كنؤكد ذلك فنقوؿ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اعلم ياأخى أف المريد الصادؽ إذا اشتغل بالذكر على كجو اإلخبلص يههر‬ ‫عليو أحواؿ عجيبة كخوارؽ غريبة‪ ،‬كىى ثمرات أعمالو من فضل اهلل تعالى عليو‪،‬‬ ‫إما تطمينان لقلبو كتأنيسان‪ ،‬كإما ابتبلءان من اهلل تعالى كامتحانان لو‪ ،‬فالواجب عليو أال‬ ‫يلتفت إليها كال يغتر بها لئبل ينقطع بها عن مقصوده‪ ،‬كلهذا قاؿ العارفوف‪ :‬أكثر‬ ‫من انقطع م ن المريدين بسبب كقوعهم فى باب الكرامات‪ ،‬بل الكرامة العهمى‬ ‫السنة الواضحة البيضاء‪.‬‬ ‫الوقوؼ على حدكد الشريعة الغراء‪ ،‬كاتباع ي‬ ‫قاؿ سيدل الشيخ محى الدين بن العربى َّ‬ ‫قدس سره كما نقلو العارؼ‬ ‫الجيلى ‪ ‬فى األسفار عنو‪:‬‬

‫الكرامة من الحق من اسمو البر‪ ،‬كال تكوف إال لؤلبرار من عباده جزاءان‬ ‫كفاقان‪ ،‬فإف المناسبة تطلبها كإف لم يقم طلب ممن ظهرت عليو‪ ،‬كىى على‬ ‫الحسيَّة‪ ،‬مثل الكبلـ على‬ ‫حسيَّة كمعنويّْة‪ ،‬فالعامة ما تعرؼ إال الكرامة‬ ‫ّْ‬ ‫قسمين‪ّْ :‬‬ ‫الخاطر‪ ،‬كاألخبار بالمغيبات الماضية كالكائنة كاآلتية‪ ،‬كاألخذ من الكوف‪ ،‬كالمشى‬ ‫على الماء‪ ،‬كاختراؽ الهواء‪ ،‬كطى األرض‪ ،‬كاالحتجاب عن األبصار‪ ،‬كإجابة‬ ‫الدعوة فى الحاؿ‪ ....‬فالعامة ال تعرؼ الكرامة إال مثل ىذا‪.‬‬ ‫كأما الكرامة المعنويَّة فبل يعرفها إال الخواص من عباد اهلل تعالى‪ ،‬كالعامة ال‬ ‫تعرؼ ذلك‪ ،‬كىى أف يحفظ عليو أدب الشريعة‪ ،‬كأف يوفٌق إلتياف مكارـ األخبلؽ‪،‬‬ ‫كاجتناب سفاسفها‪ ،‬كالمحافهة على أداء الواجبات مطلقان فى أكقاتها‪ ،‬كالمسارعة‬ ‫الغل للناس من صدره كالحسد كالحقد‪ ،‬كطهارة القلب من‬ ‫إلى الخيرات‪ ،‬كإزالة ّْ‬ ‫الصفات المذمومة‪ ،‬كتحليتو بالمراقبة مع األنفاس‪ ،‬كمراعاة حقوؽ اهلل تعالى فى‬ ‫نفسو كفى األشياء‪ ،‬كتفقد آثار ربو فى قلبو كمراعاة أنفاسو فى دخولها كخركجها‪،‬‬ ‫فيتلقاىا باألدب كيخرجها كعليها خلعة الحضور ‪ ...‬فهذه كلها عندنا ىى كرامات‬ ‫مكر كال استدراج‪ ،‬فإف ذلك كلو دليل على الوفاء‬ ‫األكلياء المعنويَّة التى ال يدخلها ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بالعهد‪ ،‬كصحة القصد‪ ،‬كالرضا بالقضاء فى الموجود‪ ،‬كال يشاركك فى ىذه‬ ‫الكرامات إال المبلئكة المقربوف‪ ،‬كأىل اهلل المصطفوف األخيار‪.‬‬ ‫كأما الكرامات التى ذكرنا أف العامة تعرفها؛ فكلها يمكن أف يدخلها‬ ‫المكر!‪ ،‬ثم إذا فرضناىا كرامة ‪ ..‬فبلبد أف تكوف نتيجة عن استقامة‪ ،‬البد من‬ ‫ذلك! كإال فليست بكرامة‪ ،‬كإذا كانت الكرامة نتيجة استقامة ‪ ..‬فقد يمكن أف‬ ‫يجعلها اهلل تعالى حظ عملك كجزاء فعلك‪ ،‬فإذا قدمت عليو ‪ ..‬يمكن أف‬ ‫يحاسبك بها‪.‬‬ ‫كما ذكرناه من الكرامات المعنوية فبل يدخلها شئ مما ذكرناه‪ ،‬فإف العلم‬ ‫يصحبها‪ ،‬كقوة العلم كشرفو يعطيك أف المكر ال يدخلها‪ ،‬فإف الحدكد الشرعية ال‬ ‫تنصب حبالة ‪-‬أل مصيدة‪ -‬للمكر اإللهى‪ ،‬فإنها عين الطريق الواضحة إلى نيل‬ ‫السعادة‪ ،‬كالعلم يعصمك من العيجب بعملك‪ ،‬فإف العلم من شرفو أنو يستعملك‪،‬‬ ‫جردؾ منو كأضاؼ ذلك إلى اهلل تعالى‪ ،‬كأعلمك أنو بتوفيقو كىدايتو‬ ‫كما استعملك َّ‬ ‫ظهر منك ما ظهر من طاعتو كالحفظ لحدكده‪ ،‬فإذا ظهر عليو شئ من كرامات‬ ‫ضج إلى اهلل تعالى منها‪ ،‬كسأؿ اهلل ستره بالعوائد –أل بالعادات‪ ،-‬كأال‬ ‫العامة َّ‬ ‫يتميز عن العامة بأمر يشار إليو فيو‪ ،‬ما عدا العلم! ‪،‬فإف العلم ىو المطلوب‪ ،‬كبو‬ ‫تقع المنفعة‪ ،‬كلو لم يعمل بو! فإنو ال يستول الذين يعلموف كالذين ال يعلموف‪،‬‬ ‫فالعلماء ىم اآلمنوف من التلبيس‪.‬‬ ‫فالكرامة من اهلل تعالى بعباده إنما تكوف للوافدين عليو (للقادمين إليو) من‬ ‫األكواف كمن نفوسهم‪ ،‬لم يركا كجو الحق فيهما‪ ،‬فأسنى ما أكرمهم بو من‬ ‫الكرامات العلم خاصة ألف الدنيا موطنو‪ ،‬كأما غير ذلك من خرؽ العادات فليست‬ ‫يصح كوف ذلك كرامة إال بتعريف إلهى ال بمجرد خرؽ‬ ‫الدنيا بموطن لها‪ ،‬كال ُّ‬ ‫العادة‪ ،‬كإذا لم يصح إال بتعريف إلهى‪ ،‬فذلك ىو العلم‪ ،‬فالكرامة اإللهية إنما ىى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ما يهبهم من العلم بو سبحانو‪.‬‬

‫سره‪ :‬ليس بشئ فإف إبليس‬ ‫طى األرض فقاؿ قدّْس ُّ‬ ‫يسئل أبو يزيد ‪ ‬عن ّْ‬ ‫كسئل‬ ‫يقطع من المشرؽ إلى المغرب فى لحهة كاحدة كما ىو عند اهلل بمكاف‪ ،‬ي‬ ‫سره‪ :‬إف الطير يخترؽ الهواء‪ ،‬كالمؤمن عند اهلل‬ ‫عن اختراؽ الهواء فقاؿ قدّْس ُّ‬ ‫أفضل من الطير‪ ،‬فكيف يحسب كرامة من شاركو فيها طائر؟! كىكذا علل جميع‬ ‫ما ذكر لو‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬إلهى إف قومان طلبوؾ لما ذكركه فشغلتهم بو‪ ،‬كأىلتهم لو‪،‬‬ ‫اللهم مهما أىلتنى لشئ فأىلنى لشئ من أشيائك‪ ،‬أل من أسرارؾ‪ ،‬فما طلب إال‬ ‫العلم ألنو أسنى تحفة كأعهم كرامة‪.‬‬ ‫كختامان إخوانى الكراـ‪ ،‬ال يفوتنى أف أذكر لكم أف كتابنا ىذا يعتبر ّْ‬ ‫مكمبلن‬ ‫لما صدر لنا سابقان فى ىذا المضمار مثل كتبنا‪ :‬المجاىدة للصفاء كالمشاىدة‪،‬‬ ‫الوالية كاألكلياء‪ ،‬الفتح العرفانى‪ ،‬النفس كصفها كتزكيتها‪ ،‬كغيره من مؤلفاتنا‬ ‫‪.......‬‬ ‫أسأؿ اهلل ‪ ‬أف يجعل ىذا الكتاب نوران ألىل الطريق‪ ،‬كميزانان ألىل‬ ‫التحقيق‪ ،‬كأف يجعلو جبلءان ألحواؿ كأنوار ىذا الفريق ‪ ...‬كصلى اهلل على سيدنا‬ ‫محمد نور أىل الطريق‪ ،‬كإماـ أىل التحقيق‪ ،‬كآلو كصحبو كسلم‬ ‫الجميزة‪ ،‬فى يوـ الخميس‪ :‬الثانى من شهر رمضاف المعهم ُُّْىػ‪،‬‬ ‫الثانى عشر من أغسطس ََُِـ‬

‫‪ :‬الجميزة ‪ ،‬محافهة الغربية ‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬ ‫‪َ​ََِ-َْ-ّْٓ​ْ​َْٔ:  ،َ​ََِ-َْ-َُّْٓٓٗ :‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 7

AAAAAAAAAA  

WWW.fawzyabuzeid.com : fawzy@fawzyabuzeid.com : fawzyabuzeid@hotmail.com fawzyabuzeid@yahoo.com

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اهبدا‪ٙ‬ةةةةة ‪ -‬اهبخةةةةةا عةةةةةّ اه ةةةةة ز ‪-‬‬ ‫ً سفةةةةة اأًةةةةة َ م ةةةةة اه ةةةةةصا ٍ ‪-‬‬ ‫اهبخا عّ امل سف ‪ -‬اه ث٘ز عو اهسجى احل‪- ٛ‬‬ ‫اهوةةةةٕ ‪-‬‬ ‫اهبدا‪ٙ‬ةة ة اهةةةةةخ‪ٚ‬خ هوطةة ة‬ ‫فةة ةةةةخب اه ةةة‪ٚ‬ذ ‪ - ‬اضةة اَ اهسا‪ٙ‬ة ة ‪-‬‬ ‫كٌ ي املط ة ٗاهف ح اهة٘ٓب فة اهةدع٘ة ‪-‬‬ ‫ٗأ٘ف‪ٚ‬قٕ‪:‬‬ ‫ًّ ض عاً أي‪ٚٙ‬د اهوٕ أ‬ ‫اه ي‪ٚٙ‬ةةد هسؤ‪ٙ‬ةة اهةةة حل ‪ -‬اه ي‪ٚٙ‬ةةد إج ةة ًلِةةْ٘ اهةةةدٗز ‪-‬‬ ‫اه ي‪ٚٙ‬د ف اأض‬

‫زة ٗاه ٘ج‪ - ٕٚ‬اه ي‪ٚٙ‬د إضة ح‬

‫اهسج ء ‪ -‬أي‪ٚٙ‬د اهلل ض ح‬

‫اهدع ء ٗ وة٘‬

‫األفساد هِ ٗأبد‪ٙ‬ى اهط ٗاهطةو٘ن‪.‬‬

‫اهدع٘ة ٗاهلد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 9

AAAAAAAAAA  

‫هلل‬ ‫مس ح اه ز‬  ‫د‬ٙ‫ذ ف٘شى حمٌد م ٘ش‬ٚ ‫و اه‬ٚ‫فط‬

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ٗمً ِ ٌ ز م فخدث‬

‫الكراـ! أحباب النبى‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬كبو نستعين ‪ ..‬أيها األخوة الكراـ!‬ ‫عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ‪ ،‬فامتثاالن ألمر اهلل فى كتابو الكريم فى قولو ‪:‬‬ ‫‪ُ​ُ( ‬الضحى)‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫كنزكالن على رغبة الكثيرين من اإلخواف كالمحبين كالمسلمين؛ أكتب شيئان‬ ‫على كمنتو‪ ،‬فكل ىذا‬ ‫من سيرتى السلوكية فى طريق القوـ تحدثان بفضل اهلل تعالى َّ‬ ‫على كإنعامو كإكرامو‪ ،‬كلذا أسميت ىذا الباب " ىذا فضل‬ ‫من فضل اهلل ‪َّ ‬‬

‫اهلل"‪.‬‬

‫كأنا فى ىذا يا إخوانى الكراـ؛ إنما اتَّبع نهج الصالحين ألف أكثرىم خطوا‬ ‫سيرة حياتهم بأيديهم لمن بعدىم‪ ،‬فكشفوا عما عايشوه عيانان بيانان‪ ،‬كلم يتركوا‬ ‫غيرىم يحكي عنهم نقبلن كال سماعان‪ ،‬فأبانوا للقاصدين عن دقائق سيرىم‬ ‫كمجاىداتهم كأنوار أفعالهم كأحوالهم التى بلغهم اهلل تعالى بسرىا المنازؿ؛ فبل‬ ‫تكوف سيرتهم من بعدىم نهبان لتآليف المنتفعين! كال مرتعان ألدعياء المتصوفين! كال‬ ‫تجردكا عن رؤية ذكاتهم كمدح أفعالهم‪،‬‬ ‫مبالغات المحبين!! كىم فى ىذا كلو قد َّ‬ ‫ألنهم لم يشهدكا إال بالحق القاطع تنفيذان ألمر اهلل المانع فى الكتاب الجامع فى‬ ‫قولو تعالى فى (‪283‬البقرة)‪:‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫فكانوا فى سردىم لمجاىداتهم كأحوالهم كمشاىداتهم كمنازالتهم‬ ‫كمكافحاتهم مسترشدين فى كل لمحة كنفس كأقل بقوؿ الحق تبارؾ كتعالى فى‬ ‫كتابو الكريم ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ّ-ِ(  ‬الصف)‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كمهما عجبت مما يقولوف! أك صعب عليك استيعابو أكعسر فهمو أك‬ ‫ىضمو فاعلم أنهم جعلوا قوؿ المصطفى ‪ ‬نصب أعينهم كلم يحيدكا عنو قيد‬ ‫أنملة‪:‬‬

‫ُ‬ ‫{ ‪٢‬إَٕٓ أ‪ٜ‬ف‪ٞ‬سَ‪ ٣‬ا ‪ٞ‬يفٔسَ‪ َِٔ​َ ٣‬ق‪َٜٓٛ‬ي‪َ​َ ٜٞٔٓ‬ا ي‪ ِ​ِٜ‬أ‪ٝ ٜ‬قٌِ‪ َِٔ​َ​َٚ ،‬أ‪ٜ‬زَ‪ ٣‬عَ‪ َِِٔ٘ٝٓٝ‬فٔ‪ ٞ‬ا ‪ٞ‬يََُٓاّ‪َ​َ ٢‬ا ي‪ ِ​ِٜ‬تَ َس‪َٜ‬ا }‬ ‫فلوال أنو حق صراح ما قالوه كلوال الحاجة لكشفو ما حكوه‪ ،‬كما خفى كاف‬ ‫أعهم!‪ ،‬فإف عجبت من شيىء ذكركه فبل تعجل بنقدىم كال انتقاصهم! كلكن عد‬ ‫باللوـ على نفسك كال تقدح فى حقهم‪ ،‬فإنهم لم يصدر عنهم قوؿ إال عن نور حق‬ ‫بيّْ ون شهدكه؛ ال مجاؿ فيو للنفس كال للوىم أك التوىم كال الخياؿ‪.‬‬ ‫كممن نهجوا ىذا النهج فكتبوا سيرىم بأنفسهم للذكر ال للحصر‪:‬‬ ‫اإلماـ المحاسبى فى كتابو‪" :‬ايٓؿا‪٥‬ح ايد‪ ،"١ٜٝٓ‬كاإلماـ الغزالى فى كتابو‪:‬‬ ‫"املٓكر َٔ ايكالٍ"‪ ،‬ك إبن الجوزل فى كتابو‪" :‬يفت‪ ١‬ايهبد إىل ْؿ‪ٝ‬خ‪ ١‬اي‪ٛ‬يد"‪ ،‬كاإلماـ‬ ‫ابن حجر العسقبلنى فى كتابو‪" :‬زفع اإلؾس عٔ قكا‪َ ٠‬ؿس"‪ ،‬ك محمد بن طولوف‬ ‫الدمشقى فى كتابو‪" :‬ايفًو املػخ‪ ٕٛ‬ف‪ ٢‬أح‪ٛ‬اٍ ستُد بٔ ط‪ٛ‬ي‪ ،"ٕٛ‬كاإلماـ‬ ‫الشعرانى فى كتابو الشهير ‪ ":‬ي‪ٛ‬ا‪٥‬ف املٓٔ ‪ٚ‬األخالم ف‪ ٢‬ايتخدخ بٓعُ‪ ١‬اهلل عً‪٢‬‬ ‫اإلطالم"‪ ،‬كغيرىم كغيرىم … رضى اهلل عنهم أجمعين‪ ،‬فأنا على نهجهم ‪‬‬ ‫أكتب ىذه الشذرات المختصرة ليكوف فيها بفضل اهلل بعض العوف كالعبرة لمن‬ ‫يرغبوف سلوؾ طريق القوـ كيريدكف أمثلة حديثة أمامهم!‪.‬‬ ‫أقل من أف أكوف نموذجا أك قدكة للسالكين!‬ ‫كيعلم اهلل منى أنّْى أرل نفسى َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُ الشَّافعي (ىق) في المعرفة عن كاثلة ‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أك أف أقف بجوار من ذكرت من السابقين المفلحين! كلكنو إلحاح اإلخوة‬ ‫المحبين! كإصرار األحباب الكراـ أجمعين! أسألو سبحانو كتعالى أف يغفر لى ماال‬ ‫يعلموف‪ ،‬كأف يجعلنى أحسن مما يهنوف فهكذا علمنا الحبيب األعهم أف نكوف‪،‬‬ ‫كما أنّْى أسألو ‪ ‬أف يقيمنى دائمان كأبدان على خير حاؿ يحبُّو اهلل كرسولو‬ ‫كالمؤمنوف‪.‬‬ ‫مع كعد بعود حميد إف شاء اهلل إلكماؿ ىذه السيرة كإخراجها فى كتاب‬ ‫منفصل كما يرغب إخوانى‪ ،‬ككما تقضى أمانة العلم كالشهادة على ما ربَّانا عليو‬ ‫ساداتنا كمشايخنا‪ ،‬كاهلل المستعاف كبو بلوغ اإلخبلص كالتوفيق فى كل شاف‪.‬‬ ‫إبدأ بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬فاقوؿ كلدت ببلدة الجميزة مركز السنطة‬ ‫بمحافهة الغربية بجمهورية مصر العربية‪ ،‬يوـ اإلثنين الثامن عشر من أكتوبر‬ ‫ُْٖٗـ‪ ،‬الموافق للخامس عشر من ذل الحجة ُّٕٔىػ‪ ،‬كتلقيت تعليمى‬ ‫ببلدتى كبالمركز حتى حصلت على الثانوية العامة‪ ،‬ثم التحقت بكلية دار العلوـ‬ ‫بالقاىرة سنة ٔ​ُٔٗـ‪ ،‬كمنها حصلت على ليسانس دار العلوـ سنةَُٕٗ ـ‪.‬‬ ‫ثم عملت بالتربية كالتعليم بصعيد مصر أكالن‪ ،‬ثم َّ‬ ‫تنقلت كترقَّيت حتى‬ ‫َّ‬ ‫كصلت إلى منصب مدير عاـ بمديرية طنطا التعليمية‪ ،‬ثم تقاعدت سنة َٗ​َِـ‪،‬‬ ‫من اهلل تعالى على بفضلو‬ ‫كما زلت أقيم حتى اآلف ببلدتى بالجميزة‪ ،‬كقد َّ‬ ‫كاستعملنى فى مجاؿ الدعوة إليو سبحانو بالحكمة كالموعهة الحسنة منذ ما يقرب‬ ‫من األربعين عامان كالحمدهلل على فضل اهلل كتوفيقو كبركة رسولو ‪.‬‬

‫اهبدا‪ٙ‬‬ ‫كأنا فى السنة الثانية من كلية دار العلوـ – جامعة القاىرة ‪-‬ككاف ذلك فى‬ ‫عاـُٕٔٗـ‪ ،‬حبّْبت إلى العبادة‪ ،‬كخاصة الصياـ كتبلكة القرآف كالصبلة على النبى‬ ‫‪ ،‬كأكرمن اهلل بالمحافهة على الفرائض فى أكقاتها فى جماعة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كاستأنست فى تلك الفترة ببعض الكتب الدينية محاكال جهدل أف أقرأىا‬ ‫ألعمل بها‪ ،‬ككانت البداية ىى كتاب )تنبيو الغافلين( ألبى الليث السمرقندل ‪ ،‬ثم‬ ‫كتاب )بداية الهداية( لئلماـ الغزالى كىو مطبوع على ىامش كتابو )منهاج‬ ‫العابدين( كالذل كضع فيو ‪.‬منهاجا كامبل للفرد من كقت يقهتو من نومو حتى‬ ‫نومو ثانية بعد صبلة العشاء ‪.‬‬ ‫كقد أكرمنى اهلل ‪ ‬بتنفيذ ما فى ىذا الكتاب‪ ،‬باإلضافة الى صياـ يومى‬ ‫االثنين كالخميس من كل أسبوع كاألياـ الفاضلة كأياـ العشر من ذل الحجة كيوـ‬ ‫عاشوراء كغيرىا‪ ،‬ككذا حبّْبت إلى الصبلة على النبى ‪ ،‬فكنت أكاظب على قراءة‬ ‫كتاب )دالئل الخيرات( لئلماـ الجزكلى ككتاب ) أنوار الحق فى الصبلة على سيد‬ ‫الخلق( للشيخ عبدالمقصود سالم ‪.‬‬ ‫ككنت أجد لذة عهيمة فى الصبلة علي النبى ‪ ‬فى طريقى بصيغ كاف‬ ‫أفر ممن أعرفهم فى الطريق لكى ال يشغلونى عن‬ ‫يلهمنى اهلل ‪ ‬بها‪ ،‬حتى كنت ُّ‬ ‫تلك اللذة العهيمة‪ ،‬كما جعلت لى حزبا من الصلوات كالتسليمات عليو ‪ ‬أقرأه‬ ‫كأحس بأنس‬ ‫فى منتصف الليل قبل النوـ‪ ،‬فكنت أقرأه فى سكوف الليل ككحشتو‬ ‫ُّ‬ ‫عهيم يجعلنى أستحضر أنو ‪ ‬سيحضرنى كيمكننى من رؤيتو‪،‬كأناـ على ىذه‬ ‫ب لمجئ حضرتو‪ ،‬فأكرمنى اهلل ‪ ‬برؤيتو ‪ ‬مرات‬ ‫الكيفية كأنا‬ ‫منتهر كمترقّْ ه‬ ‫ه‬ ‫عديدة‪.‬‬ ‫كقرأت كقتها كبلمان منسوبان لئلماـ الغزالى كمقتضاه‪ :‬أف العبد إذا كاظب على‬ ‫الصبلة على سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬حتى يأنس بو كيراه‪ ،‬ثم تعلو ىمتو بكثرة الصبلة‬ ‫كيوجهو في منامو أك في يقهتو إف كاف من األقوياء كأف‬ ‫عليو فإنو ‪ ‬يصير شيخو ّْ‬ ‫مثل ىذا ال يحتاج إلى شيخ آخر‪ ،‬كصادؼ ىذا الكبلـ ىول في نفسي كعزمت‬ ‫على السير في ىذا المنهج إلى منتهاه‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهبخا عّ اه ز‬

‫كفي ذلك الوقت كاف الصالحوف كمحبوىم يتجمعوف حوؿ العارفين‬ ‫المنتقلين‪ ،‬كخاصة في موالدىم ككنت أتردَّد على تلك الموالد بحثان عن الصالحين‬ ‫للتعرؼ عليهم كزيارتهم‪ ،‬كأيضان كنت أتردَّد على األضرحة المباركة بدعوة من‬ ‫أصحابها‪ ،‬فكنت أرل نفسي في ضريح أحد العارفين ربما ال أعرفو من قبل فأذىب‬ ‫إلى زيارتو‪.‬‬ ‫كفي مرة إلتقيت برجل من الصالحين ىو الشيخ حسن شعباف ِ‪ ،‬كأثناء‬ ‫تجاذبنا الحديث سألني‪ :‬ىل لك شيخ؟‪ ،‬فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬شيخي رسوؿ اهلل ‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬ ‫ىذا ال ينفع عندنا (أم عند أىل الطريق) من ال شيخ لو فالشيطاف شيخو!!‬ ‫فكانت ىذه الكلمات بمثابة الشرارة التى حركت ما كمن في نفسي من‬ ‫حب اإلتصاؿ بالعارفين تحقيقان لقولو تعالى (ُٗ​ُ التوبة) ‪:‬‬ ‫ّْ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫كىكذا انتقلت بفضل اهلل تعالى إلى المرحلة التالية فأصبحت كلما سمعت‬ ‫عن عارؼ أك صالح ذىبت إليو كعرضت نفسي عليو‪ ،‬فمنهم الشيخ "أحمد‬ ‫ّ‬ ‫لما ىا شيل غيرم"!!‬ ‫حجاب" ‪ ‬الذم قاؿ لي‪" :‬ىو أنا شلت نفسي َّ‬ ‫كلي‬ ‫فخرجت من عنده حزينان‪ ،‬كلم أكن أعلم كقتها أف األكلياء قسماف‪ُّ ،‬‬ ‫ككلي لنفسو كىو الذم يقيمو‬ ‫مرش هد كىو الذم يقيمو اهلل ‪ ‬لداللة الخلق عليو‪ُّ ،‬‬ ‫اهلل لعبادتو كطاعتو‪.‬‬ ‫ِ الشػػيخ حسػػن شػػعباف ‪ :‬كىػػو مػػن قريػػة تػػاج العجػػم مركػػز السػػنطة غربيػػة‪ ،‬كقػػد فػػرغ نفسػػو لتحفػػيظ القػػرآف‪ ،‬كرفػػض العمػػل بالشػػهادة‬ ‫األزىرية رغم حصولو عليهػا عمػبلن بالحػديث الشػريف الػذم ركم عػن سػيدنا عثمػاف عػن رسػوؿ اهلل ‪ ‬قػاؿ‪ :‬خخيػركم مػن تعلػم القػرآف‬ ‫كعلمو } ‪ ..‬ركاه البخارل‪ ،‬كقد توفي في الخامس من فبراير عاـ ُٕٓٗـ‪.‬‬ ‫ّ الشيخ أحمد حجاب ‪ :‬كىو رجل صالح حصل على العالميػة مػن األزىػر الشػريف‪ ،‬كتفػرغ للعبػادة فػي خلػوة بمسػجد سػيدم أحمػد‬ ‫البدكم‪ ،‬على نهج شيخو الشيخ محمد شريف كىو من كبار أقطاب الطريقة اإلدريسية‪ ،‬كظل على عبادتو كلم يتػزكج النسػاء حتػى لقػى‬ ‫ربو ‪ ‬عػن عمػر ينػاىز المائػة كخمسػة أعػواـ‪ ،‬كلػو ضػريح يػزار بمسػجد سػيدم أحمػد البػدكم كلػو كتػاب مطبػوع ىػو "العهػة كاإلعتبػار‬ ‫آراء في حياة سيدم أحمد البدكم الدنيوية كالبرزخية"‪ ،‬كتوفي في ُّ يوليو سنة ُٖٕٗ ـ الموافق ٗ من شعباف سنة ُّٖٗىػ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كلما كانت الكلية بحي المنيرة بالقاىرة في ذلك الوقت بالقرب من السيدة‬ ‫زينب رضي اهلل عنها‪ ،‬فكنت أتردد على السيدة زينب كثيران كأسأؿ عن الصالحين‪،‬‬ ‫فذىبت إلى الشيخ عبدالمقصود سالمْ‪ ،‬كعرضت عليو صحبتو‪ ،‬فقاؿ لي‪ :‬ىل‬ ‫تزكجت؟ ‪ ،‬فقلت‪ :‬ال‪ ،‬فقاؿ‪ :‬عندما تنهي دراستك كتتزكج إئتني !!‬ ‫أحس فيو بأف ىذا األمر عائق عن السير‬ ‫فتعجبت ألني كنت في حاؿ ال ُّ‬ ‫تزكج؟ فأجابنى‪ :‬لسنا كسيدنا‬ ‫إلى اهلل‪ ،‬فقلت على الفور‪ :‬كىل سيدنا عيسى َّ‬ ‫عيسى‪.‬‬ ‫كبعد بحث جهيد مع الصادقين من رجاؿ اهلل تارة‪ ،‬كمع البطالين في طريق‬ ‫القوـ‪ ،‬كالذين ىم في نهرنا قطاع طريق للخلق‪ ،‬كلذا ال نجد داعيان لذكرىم ‪..‬‬ ‫ذىبت في المولد الرجبى لسيدم أحمد البدكم بطنطا لزيارة الشيخ إبراىيم‬ ‫ٓ‬ ‫عمار بعد ما سمعتو عنو‪ ،‬كعندما صافحتو كجلست أمامو‪ ،‬أخذ يتأملني ثم‬ ‫حسين ٌ‬ ‫علي كطلب مني أف أكرر زيارتو‪ ،‬ففعلت كتوثقت عرل المحبة بيننا كمكثت‬ ‫أثني َّ‬ ‫معو سنتين كانت فيهما التربية الركحية األكلى لي‪.‬‬ ‫قطب للمقاـ‬ ‫ككاف الشيخ إبراىيم حسين ‪ ‬رجبلن صاحب حاؿ‪ ،‬كىو ه‬ ‫إلى‪،‬‬ ‫العيسوم‪ ،‬فكاف يضع يده على ظهرم كيربّْت بها‬ ‫ُّ‬ ‫فأحس بحرارة الحاؿ تنتقل َّ‬ ‫كقد كرثني اهلل ‪ ‬ببركتو أحواالن باطنية حتى كنت ال أطيق أف أحرؾ لساني‬ ‫إلستماعى بوضوح إلى الذكر الذم ينشغل بو جناني! إلى درجة أني كنت عندما‬ ‫ْ الشيخ عبد المقصود سالم‪ :‬كاف يعمل عسكرل شرطة تدرج فى الوظيفػة حتػى كصػل إلػى رتبػة ضػابن‪ ،‬ككػاف يكثػر مػن الصػبلة علػى‬ ‫أسػس جماعػة تػبلكة القػرآف‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ،‬كلػو فػي ذلػك كتػاب "أنػوار الحػق فػي الصػلوات علػى سػيد الخلػق" كلمػا فػتح اهلل ‪ ‬عليػو َّ‬ ‫الكػريم فػػي السػػيدة زينػػب كتفػػرغ لجمػػع الخلػػق علػػى اهلل‪ ،‬كلػػو مػػن الكتػػب أيض ػان فػػي ملكػػوت اهلل مػػع أسػػماء اهلل كالحضػػرة فػػي رحػػاب‬ ‫سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كقد توفي في ليلة الجمعة ِٔ من شعباف سنة ُّٕٗىػ الموافق ُ​ُ من أغسطس سنة ٕ​ُٕٗـ‪.‬‬ ‫ٓ الشيخ إبػراىيم حسػن عمػار‪ :‬ىػو رجػل أمػي ال يقػرأ كال يكتػب‪ ،‬نػزح مػن محافهػة أسػيوط كاسػتقر بطنطػا‪ ،‬كاشػتغل بالتجػارة‪ ،‬كتعػرؼ‬ ‫على الشػيخ صػديق‪ ،‬ككػاف مػن المجاذيػب مػدفوف اآلف بقريػة ميػت يزيػد مركػز السػنطة غربيػة‪ ،‬كلمػا تعػرؼ عليػو انتقػل إليػو حالػو‪ ،‬فتػرؾ‬ ‫تجارتو كزكجتو ككلده كأقاـ في جبل بقريػة األمبػوطين مركػز السػنطة غربيػة لمػدة سػبع سػنين‪ ،‬منقطعػان عػن الخلػق‪ ،‬كػاف فيهػا يجػد أحيانػان‬ ‫من حرارة الذكر ما يدفعو إلى إلقاء نفسو في الترعة كسن الماء في البرد القارص ليلطف من حرارة داخلو‪ ،‬كلمػا اسػتقرت بػو األحػواؿ‪،‬‬ ‫انتقل إلى عزبة شعير كأقاـ بها يهدم الناس إلى اهلل ‪ ‬حتى توفي بها عن خمسة كتسعين عامػان‪ ،‬كأقػيم لػو مسػجد كضػريح بهػا ككانػت‬ ‫كفاتو في سبتمبر سنة ُٖٕٗـ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أحس بأجساد من حولي رغم شدة‬ ‫أركب المواصبلت في طريقي إلى الكلية‪ ،‬ال ُّ‬ ‫الزحاـ كلصوقها بي لما أنا مشغوؿ بو‪.‬‬ ‫علي تأثيران سلبيَّان لوال أف تداركتني‬ ‫طيب‪ ،‬كلكنو كاف سيؤثر َّ‬ ‫ككاف ىذا حاؿ ه‬ ‫قول ىذا الحاؿ عزمي على التفرغ للعبادة‪ ،‬كنويت فعبلن ترؾ‬ ‫عناية اهلل ‪ ،‬فقد َّ‬ ‫الدراسة كالبحث عن مكاف منقطع أتفرغ فيو لعبادة اهلل ‪ ‬لما أجده من لذة في‬ ‫العبادة‪ ،‬لوال أف تداركتني عناية اهلل بمعرفة اإلماـ أبي العزائم ‪.‬‬

‫ً سف اأً َ م‬

‫اه صا ٍ ‪‬‬

‫كفي غضوف ذلك كنت ال ُّ‬ ‫أكف عن قراءة كتب الصالحين كآثارىم‪...‬‬ ‫كبينما أنا في جلسة مع نفر من محبي الصالحين‪ ،‬ذكركا لي نبذة عن طيبة عن‬ ‫اإلماـ أبي العزائم ٔ كعن خليفتو القائم في ذلك الوقت‪ ،‬كىو ابنو السيد أحمد‬ ‫ماضي‬ ‫أبو العزائم‪ ،‬كبعد انصرافي نمت في تلك الليلة فرأيت السيد أحمد ماضي أبو‬ ‫العزائم جالسان على كرسيو الخاص بو‪ ،‬كلم أكن رأيتو من قبل‪.‬‬ ‫كعندىا استخرت اهلل ‪ ‬في زيارتو‪ ،‬فرأيت سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كقد أخذ‬ ‫بيدم كطاؼ بي العوالم العلوية ثم ىبن بي على األرض‪ ،‬كأدخلني على اإلماـ أبى‬ ‫العزائم كقاؿ لي‪ :‬تعرؼ من ىذا؟‪ ،‬فسكت تأدبان معو ‪ ‬فقاؿ صلوات اهلل كسبلمو‬ ‫عليو‪ :‬ىذا شيخك‪ ،‬فعلمت أف ىذا إذف منو ‪ ‬باالنتقاؿ‪ ،‬فتوجهت إلى السيد‬ ‫أحمد ككاف عنده نفر من اإلخواف فانصرفوا سريعان‪ ،‬كبقيت أنا كىو‪ ،‬فبايعتو كلزمت‬ ‫طريق أبيو ‪.‬‬

‫اهبخا عّ امل سف‬

‫كلما كاف الشيء الذم يؤرقني كيدفعني إلى البحث عن الصالحين ىو كيفية‬ ‫معرفة اهلل ‪ ‬المعرفة الشهودية‪ ،‬كذلك ال يتأتى إال بانكشاؼ أنوار البصيرة‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٔ راجع كتابنا " اإلماـ أبو العزائم المجدد الصوفى " دار اإليماف كالحياة‪ :‬طُ‪ُُِْ :‬ىػ‪ُٗ​ِٗ ،‬ـ‪ ،‬أك طِ‪َِ​َٗ ،َُّْ :‬ـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫النورانية‪ ،‬فكاف أكؿ سؤاؿ أطرحو على كل عارؼ ألتقي بو ىو‪ :‬كيف تنفتح‬ ‫البصيرة؟ ككاف كل كاحد منهم يجيبني على حسب منهجو كمشربو‪.‬‬ ‫كلما دخلت رياض المدرسة العزمية كجدت فيها طريقة التربية تختلف من‬ ‫فرد إلى فرد‪ ،‬فقد ربَّى اإلماـ أفرادان على نهج الدعوة الصوفية الحقة‪ ،‬كأذف لهم في‬ ‫اإلرشاد‪ ،‬فكانوا يجوبوف الببلد كيلتف حولهم الصادقوف كيحين بهم المطلوبوف‪،‬‬ ‫كلكل كاحد منهم نهج خاص بو؛ كفي ذلك يقوؿ اإلماـ ‪ { :‬اي‪ٛ‬ضع‪ ١‬تكتك‪ٞ‬‬ ‫ايتفا‪ٚ‬ت }‪ ،‬فوسعة المرشد تقتضي تفاكت مشارب كمشاىد السالكين‪ ،‬فكاف أف‬ ‫أقبلت على بعض ىؤالء الهداة أطلب الحصوؿ على بغيتي‪ ،‬كىي فتح باب‬ ‫البصيرة‪.‬‬ ‫ككاف أكؿ من َّ‬ ‫تلقيت منهم الشيخ طاىر محمد مخاريطة ٕ فتعلقت بو ألف‬ ‫اهلل كىبو لساف بياف اإلماـ أبي العزائم‪ ،‬كمن شدة تعلقي بو كقد كنت مواظبان على‬ ‫حضور دركسو في أل مكاف‪ ،‬أنى كنت أحفظ الدرس من أكلو إلى آخره كأعيده‬ ‫على إخواني بعد رجوعي بقالو كحالو‪ ،‬ككأنو شرين مسجل‪.‬‬ ‫على إذ حثٌني على اإلقباؿ على دراستي حتى اإلنتهاء منها‬ ‫ككاف لو الفضل َّ‬ ‫ثم بعد ذلك يكوف اإلقباؿ بالكلية على طريق اهلل‪ ،‬كلما كاشفتو برغبتي كمنيتي‪،‬‬ ‫دلَّنى على األكراد العزمية من األحزاب كالفتوحات الخمسين في الصبلة على‬ ‫سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كاللطائف البرزخية كغيرىا حتى أنو لما كجد نهمي في ذلك‬ ‫كأف كل ما كظَّفو لي ال يشبع رغبتي‪ ،‬قاؿ لي‪ :‬كل األكراد مفتوحة لك كمعك اإلذف‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫كلما كاف من شركط السلوؾ الصحيح الذم يعقبو الفتح عند الصوفية أف‬ ‫ٕ الشيخ طاىر محمد مخاريطة‪ :‬ككاف أبوه الشيخ محمػد مخاريطػة مػن دميػاط ككػاف مػن أىػل بورسػعيد‪ ،‬كىػو رجػل مػن الصػادقين فػي‬ ‫صحبة اإلماـ أبي العزائم كقد ربَّاه أبوه ىو كبنيػو اآلخػرين علػى ىػذا الحػب الصػادؽ ممػا جعلػو يتػرؾ عملػو فػي التجػارة كيتفػرغ للػدعوة‬ ‫إلػػى اهلل ‪ ،‬كلػػو لسػػاف بيػػاف يجػػذب القلػػوب إلػػى اهلل ‪ ،‬مػػع الصػػدؽ فػػي الحػػاؿ كالنورانيػػة كالشػػفافية‪ ،‬كتػػدىورت صػػحتو قبػػل كفاتػػو‬ ‫لكبػر سػػنو‪ ،‬فلػػم يعػػد يسػػتطيع القيػػاـ بأعبػػاء الػػدعوة‪ ،‬كأقػػاـ سػػنواتو األخيػرة فػػى اإلسػػماعيلية كتػػوفى إلػػى رحمػػة اهلل تعػػالى كدفػػن بهػػا منػػذ‬ ‫سنوات قليلة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫المريد ال يفعل كردان إال بإذف من شيخو؛ حيث أف اإلذف يفتح لو باب اإلمداد‬ ‫كيجعل ركح الشيخ تبلحهو فتحفهو من العقبات الخفية كالوساكس النفسانية‪ ،‬فقد‬ ‫تكل‪ ،‬غير أف ىذا لم يشف غليل‬ ‫فرحت بهذا اإلذف كأقبلت على األكراد َّ‬ ‫بهمة ال ُّ‬ ‫نفسي‪ ،‬ككاف قوؿ اإلماـ أبي العزائم‪:‬‬ ‫أبدان إلى ىذا الجناب حنيني ‪ ...‬ال صبر لي حتى تراه عيوني‬

‫ُّ‬ ‫يرف في أذني دائمان مما حدا بي أف أكشف ىذا األمر للشيخ محمد شحاتو‬ ‫ىنداكم ‪ ،8‬فقاؿ لي‪ :‬الذم يفتح البصيرة ىو ذكر اهلل ‪ ،‬كلكنو لم يبين لي كيفية‬ ‫ىذا الذكر كال طريقتو‪ ،‬فعرضت األمر على رجل آخر من الدعاة كىو الشيخ قطب‬ ‫‪9‬‬ ‫كل‬ ‫زيد ‪ ،‬فأجابني إجابة فهمت منها أنو يريد صرفي عن ىذا األمر‪ ،‬كأف يكوف ُّ‬ ‫ىمي ىو اإلقباؿ على مجالس اإلخواف كتبادؿ الزيارات كقراءة الصلوات في‬ ‫الجماعة‪.‬‬ ‫ىذا كلم يكن يعجبني بعض مفاىيم راجت كسن جموع اإلخواف في ذلك‬ ‫يركجوف فيما بينهم أف ىذه األذكاؽ العالية ‪...‬‬ ‫الوقت ‪ ...‬حيث أنهم كانوا ّْ‬ ‫كاألحواؿ الراقية ‪ ...‬كالمشاىد السامية ‪ ...‬إنما ىى أذكاؽ كأحواؿ كمشاىد قاصرة‬ ‫على اإلماـ أبي العزائم ‪ ‬فقن!!‪ ،‬أما الباقوف ‪ ..‬فيكفيهم أف يحبُّوه كيقبلوا على‬ ‫األكراد كالمجالس! كال يكلفوف أنفسهم ىذا األمر! ‪ ..‬كيؤيدكف دعواىم أف ىذه‬ ‫األشياء تناؿ بفضل اهلل فقن! كليس للمجاىدات فيها شأف‪.‬‬ ‫ككنت أرد عليهم بما سمعتو منهم من أحواؿ اإلماـ أبي العزائم كغيره من‬ ‫الصالحين كمجاىداتهم الفادحة في ذات اهلل ‪ ،‬كفي أف اصطفاء اهلل ‪ ‬لم‬ ‫ٖ الشيخ محمػد شػحاتو ىنػداكم‪ :‬مػن بلػدة الخادميػة محافهػة كفػر الشػيخ‪ ،‬تعػرؼ علػى اإلمػاـ أبػي العػزائم فػي صػباه كقػد كػاف طالػب‬ ‫علم بالمعهد األزىرل‪ ،‬فترؾ دراستو كمشى خلف اإلماـ أبي العزائم حتى فػتح اهلل عليػو كصػار مػن كبػار الػدعاة إلػى اهلل ‪ ‬كإف كانػت‬ ‫تعتريو حدة أحيانان‪ ،‬كقد توفي بكفر الشيخ في رمضاف سنة ُُّْىػ ّٗ​ُٗـ عن عمر يناىز التسعين عامان‪ ،‬رحمو اهلل رحمة كاسعة‪.‬‬ ‫القن مركز سيدم سالم محافهة كفر الشيخ‪ ،‬كقد دعػا لػو اإلمػاـ أبػو العػزائم بمػا دعػا بػو سػيدنا‬ ‫ٗ الشيخ قطب زيد‪ :‬ىو رجل من بلدة ٌ‬ ‫رسوؿ اهلل ‪ ‬لسيدنا عبداهلل بن عباس ‪ ‬فػي قولػو‪ :‬خاللهػم فقهػو فػي الػدين كعلمػو التأكيػل} فكػاف يتجلػى علػى قلبػو حقػائق صػادقة‬ ‫في معاني اآليات القرآنية كاألحاديث النبوية كظل مجاىدان في اهلل طواؿ حياتو حتى لقى ربو كدفن ببلدتو سنة ُّٖٗـ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يتوقف كفضلو سبحانو كتعالى كاسع كغير محصور كرحمتو ‪ ‬كاسعة تسع كل من‬ ‫اىتدل كأناب‪ ،‬كقد قاؿ سبحانو كتعالى فى (ٕٓ الحج)‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫فكلمة يصطفي بصيغة المضارع تدؿ على دكاـ ىذا األمر إلى يوـ القيامة‪.‬‬

‫اه ث٘ز عو اهسجى احل‪ٛ‬‬ ‫كظللت على ىذا الحاؿ فترة من الزمن كأنا مشغوؿ بالرجل الحي الذم‬ ‫يأخذ بيدم إلى اهلل كإف كنت تيقنت أنو من بين أفراد آؿ العزائم للرؤيا التى ذكرتها‬ ‫قبل لكم‪.‬‬ ‫كانتهيت من دراستي فى الجامعة كحصلت على درجة الليسانس من كلية‬ ‫دار العلوـ – جامعة القاىرة سنة َُٕٗـ‪ ،‬ثم صدر قرار تعييني بوزارة التربية‬ ‫كالتعليم بمحافهة قنا‪ ،‬كذىبت إلى قنا كاستلمت العمل بأرمنت مدرسان إعداديان للغة‬ ‫العربية‪ ،‬فتعرفت على ثلة قليلة مباركة تعرؼ اإلماـ أبى العزائم معرفة يقينية‪ ،‬كلما‬ ‫سألتهم عن سبب معرفتهم باإلماـ أبي العزائم قالوا‪ :‬الشيخ محمد على سبلمو‪.‬‬ ‫كال أنس تلك الليلة المشهودة حيث دعوني ألحضر معهم احتفاالن بميبلد‬ ‫سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬في منزؿ الشيخ عبداللطيف محمد على التاجر بأرمنت‪ ،‬كبعد‬ ‫تناكؿ العشاء تجاذبنا أطراؼ الحديث فأذىلني ما رأيتو منهم من األحواؿ العالية‬ ‫كاألخبلؽ كالكماالت السامية مع أنهم كانوا قومان غير معركفين في ىذا الشأف‬ ‫سواء بين إخوانهم من آؿ العزائم الهاىرين أك بين ذكيهم كالمحيطين بهم ألنهم‬ ‫شعارىم قوؿ اإلماـ أبي العزائم‪:‬‬ ‫اخفوا علومكم صونان لها عمن ‪ ...‬مالوا إلى الحظ من زكر كبهتاف‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فمنهم الشيخ أبو العدب ‪ 10‬الذم قاؿ لي‪ :‬عرفتم أبو العزائم بالقوؿ كعرفناه‬ ‫على في معرفة شيخي كإمامي فهو الشيخ‬ ‫بالعين‪ ،‬كأما الذم كاف لو الفضل األكبر َّ‬ ‫‪11‬‬ ‫الحى فعندما‬ ‫الرجل‬ ‫على‬ ‫منو‬ ‫دخلت‬ ‫الذم‬ ‫الباب‬ ‫كىو‬ ‫‪،‬‬ ‫أحمد حسن غرباكم‬ ‫ٌ‬ ‫سر‬ ‫أصابتني الدىشة من جماؿ ىذه األحواؿ التي كنت أبحث عنها‪ ،‬كسألتهم عن ّْ‬ ‫تجملهم بها‪ ،‬ألمح إلى فضيلة الشيخ محمد على سبلمو‪ ،‬ككاف قد انتقل في ذلك‬ ‫الوقت إلى بلدة ىهيا محافهة الشرقية‪ ،‬كلم أكن قد حهيت بمقابلتو رغم ذىابي‬ ‫إليها مراران لشدة تكتمو كخفاءه‪.‬‬ ‫كبعد انتهاء السهرة‪ ،‬ذىبت إلى غرفتي فنمت مأخوذان بهذه األحواؿ ‪ ...‬كفى‬ ‫إلى كيطيل النهر‪،‬‬ ‫نومى رأيت الشيخ ‪ ‬في المناـ كىو ينهر َّ‬ ‫إلى‪ ،‬كأخذ ينهر ٌ‬ ‫إلى أحسست بأني اغيب عن كياني كأرتفع إلى الملكوت كأشاىد أشياءان‬ ‫ككلما نهر ٌ‬ ‫سر ذلك‪،‬‬ ‫ال أذكرىا اآلف‪ ،‬فتعجبت مما رأيت كشاىدت كىممت أف أسأؿ عن ّْ‬ ‫فسمعت صوتان يجيبني عما جاس في خاطرم قبل أف أتكلم بو كيقوؿ‪:‬‬ ‫" يهٌ أَ‪ْ ١‬يب ‪ٖٚ‬را ايسدٌ ْيب ٖر‪ ٙ‬األَ‪" ١‬‬

‫فاستيقهت كقد علمت أنو الرجل الحي الذم يحيي بو اهلل القلوب كالذم‬ ‫يقوؿ فيو اإلماـ أبو العزائم‪:‬‬ ‫{ اهلل ح‪ ٞ‬قا‪ٚ ِ٥‬ال ‪ٜ‬ؿٌ إي‪ٚ ٘ٝ‬اؾٌ إال حب‪ ٞ‬قا‪ ،} ِ٥‬كيقوؿ فيو أيضان‪:‬‬ ‫ظ يف ح‪ٝ‬ا‪ ٠‬ايكًب خريْ َٔ ح‪ٝ‬ا‪ ٠‬ايفسد‪ٚ‬ع }‬ ‫{ ْفظْ َع اذت‪ ٞ‬ح‪ٝ‬ا ‪ ٠‬يًكًب ‪ْٚ‬ف ْ‬

‫كيقوؿ أيضان ‪ ‬كأرضاه للمشغولين بالعبادة كالهانين أنها تغني في مقاـ‬ ‫َُ الشيخ أبو العدب‪ :‬رجل أخذتو الجذبة اإللهيػة عنػدما يككجػو بػاألنوار الحقيػة فػي صػحبة الشػيخ محمػد علػى سػبلمو‪ ،‬كإف كػاف مػع‬ ‫شدة جذبو شديد التمسك باألكامر الشرعية‪ ،‬كقد توفي كدفن اآلف ببلدتو حاجر الرزيقات قبلػي مركػز أرمنػت فػي ُ​ُ مػارس ُٖٔٗـ‬ ‫ككاف يتميز بالكشف الصريح كالمعرفة بما يدكر في الخواطر كإف كاف يستر ذلك بههوره في حالة الجذب‪.‬‬ ‫كمػل كرثػة أنبيػاء اهلل تعرفػو بقػاع السػماء كتجهلػو بقػاع األرض‪،‬‬ ‫ُ​ُ الشيخ أحمد حسن غرباكم‪ :‬كىػو رجػل مػن خاصػة أكليػاء اهلل كمػن ٌ‬ ‫بسره كبحالو‪ ،‬كىو اآلف قائم ببلدتو الرزيقات قبلي مركز أرمنت يجمع حولو الصػادقين‪ ،‬كيوجػو بإشػاراتو المقػربين‪ ،‬كيرفػع‬ ‫يدعو إلى اهلل ٌ‬ ‫بأحوالو العالية السالكين‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الوصوؿ عن معرفة العبد الموصوؿ‪:‬‬

‫{ إمنا حسَ‪ٛ‬ا اي‪ٛ‬ؾ‪ ٍٛ‬بتك‪ٝ​ٝ‬ع األؾ‪} ٍٛ‬‬

‫كأكؿ أصل من ىذه األصوؿ أف يجمعك اهلل على عبد موصوؿ لقولو تعالى‪:‬‬ ‫‪ّْ(  ‬النحل)‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫كيقوؿ لهم أيضان‪:‬‬ ‫ألف عاـ بغير باب التهامى ‪ ...‬ىى نىػ ىفس بشرل ألىل السماح‬ ‫كيعرفهم فضل الجلوس مع العارؼ الحي فيقوؿ‪:‬‬ ‫{ َْ ‪ٜ‬فظْ َع ايعازف خريْ َٔ عٌُ ايعباد ‪ٚ‬ايصٖاد يطٓني ط‪ٛ‬اٍ }‪.‬‬ ‫كشاءت إرادة اهلل أف أعثر بعد ذلك على الحديث الذم يوضح ما رأيتو في‬ ‫المناـ كىو قولو ‪: ‬‬ ‫{ ايػ‪ٝ‬ذ يف ق‪ َ٘ٛ‬نايٓيب يف أَت٘ }‬

‫‪12‬‬

‫فعلمت أنو ‪ ‬شيخ ىؤالء القوـ الذين كنت معهم كمن على شاكلتهم‪،‬‬ ‫كىو الباب الذم تفاض منو علوـ النبوة كأحوالها لهم‪ ،‬كعلمت أيضان أف اهلل ‪‬‬ ‫على ىذا الفضل كيجعلنى‬ ‫على كجعلنى معهم كأسألو سبحانو كتعالى أف يزيد َّ‬ ‫تفضل ٌ‬ ‫منهم لقوؿ اإلماـ أبي العزائم ‪:.‬‬ ‫{ َٔ نإ َعٓا فك٘ املعٓ‪ َٔٚ ٢‬نإ َٓا ْاٍ املٓ‪} ٢‬‬ ‫اللهم أنلنا المنى كمتع عيوننا بمشاىدة أنوار نبينا كأسرارنا بشهود محبوبنا‬ ‫كنفخة قدسنا بمعاينة الكماالت الربانية كاألنوار الذاتية‪.‬‬ ‫ُِ ركاه الديلمي في مسند الفردكس كأبػو نعػيم فػي الحليػة كالسػيوطي فػي الجػامع الكبيػر مػن حػديث أبػي رافػع ‪ ،‬كمػا أخرجػو ابػن‬ ‫حباف فى الضعفاء من حديث ابن عمر‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫سر الخصوصية كفرد الحضرة الذاتية ككاشف‬ ‫كصلى اهلل على سيدنا محمد ٌ‬ ‫كراث تلك الحضرات النورانية ‪..‬‬ ‫كل الكماالت ألىل النفوس الذكية كآلو ٌ‬ ‫آمين آمين يا رب العالمين‪.‬‬

‫اهبدا‪ ٙ‬اهةخ‪ٚ‬خ هوط‬

‫اهلل‬

‫على أف أكرمنى بصحبة أخي الشيخ أحمد حسن‬ ‫ككاف من فضل اهلل ‪ٌ ‬‬ ‫غرباكم الذم أخذ بيدم إلى الطريقة الصحيحة لتهذيب النفس كصقلها كتكميلها‬ ‫باآلداب العالية الواجب اتباعها عند الدخوؿ على الشيخ أك مصاحبتو‪ ،‬كفي ذلك‬ ‫يقوؿ اإلماـ أبو العزائم‪:‬‬ ‫{ عً‪ ٢‬ايطايو يف طس‪ٜ‬كٓا إٔ ‪ٜ‬ؿ‪ٛ‬ف‪ ٞ‬ي٘ أخا‪ ٟ‬ؾادقا‪ ٟ‬ضبك٘ يف ؾخب‪١‬‬ ‫ايػ‪ٝ‬ذ ‪ٜ‬تأدب بأق‪ٛ‬اي٘‪ٜٚ ،‬تٗرب بأفعاي٘‪ٜٚ ،‬أْظ بأح‪ٛ‬اي٘‪ ،‬حت‪ُٜ ٢‬دخً٘ عً‪٢‬‬ ‫حكس‪ ٠‬املسغد ‪ٜٚ‬هػف ي٘ عٔ مجاالت ‪ٚ‬نُاالت املسغد‪ ،‬ألٕ املسغد يف ذات٘‬ ‫عبد ‪ٚ‬ال ‪ٜ‬تخدخ عٔ ْفط٘ }‬

‫ككنت كأنا في غمرة تلك األحواؿ أتطور سريعان في األحواؿ الركحانية كأشعر‬ ‫بشوؽ شديد إلى لقاء الشيخ ‪ ،‬إلى أف حانت الفرصة كنزلنا لقضاء إجازة العيد‪،‬‬ ‫فذىبت توان للقاء الشيخ ثاني أياـ عيد الفطر المبارؾ‪.‬‬ ‫ككاف ىذا أكؿ لقاء بيني كبين الشيخ‪ ،‬كاستهلو ‪ ‬بعد سؤالو عن اإلخواف‬ ‫بأف حكى لي قصة الرجل الذم عزـ على زيارة الشيخ أبي الحسن الشاذلي ‪،‬‬ ‫فعرج‬ ‫كأثناء سيره إليو كجد عابدان يسكن في كوخ صغير بالقرب من ساحل البحر‪ٌ ،‬‬ ‫عليو ليتعرؼ عليو كعرؼ منو أنو يصوـ النهار أبدان كيقوـ الليل أبدان!!‬ ‫فلما سألو العابد عن كجهتو؟ عرفو أنو متجو لزيارة الشاذلي فطلب منو أف‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يسألو الهاء لو‪ ،‬فسار الرجل في طريقو حتى كصل إلى اإلسكندرية‪ ،‬كنزؿ على‬ ‫الحسية كالمعنوية‪ ،‬ماال يحين بو‬ ‫القطب أبي الحسن فوجد من خيرات اهلل‬ ‫ٌ‬ ‫الوصف‪.‬‬ ‫كبعد قضاء مدة الضيافة‪ ،‬استأذف الشيخ في السفر فسألو الشيخ‪ :‬ألم‬ ‫يكلفك أحد بشيء؟‪ ،‬فحكى لو ما دار بينو كبين العابد‪ ،‬فرفع يديو كقاؿ ألصحابو‪:‬‬ ‫حب الدنيا من قلبو؛ فتعجب الرجل! من دعوتو‪.‬‬ ‫فأمنوا‪ :‬اللهم إنزع َّ‬ ‫إني داع ٌ‬

‫ثم سافر الرجل راجعان حتى كصل إلى كوخ العابد‪ ،‬فسألو عن رحلتو‪ ،‬فأخبره‬ ‫بها ككتم عنو حياءان منو ما دعا بو الشيخ لو‪ ،‬لما يراه من عبادتو‪ ،‬كلكن العابد ألٌح‬ ‫عليو في معرفة الدعوة التى دعا بها الشيخ لو‪ ،‬فذكرىا لو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬الحمد هلل! لقد‬ ‫تعرفت اإلجابة كأحسست بها في نفسي منذ ذلك الوقت‪ ،‬فقاؿ الرجل مندىشان‪:‬‬ ‫كما الدنيا التى عندؾ؟ ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنا أصوـ النهار‪ ،‬فإذا دنا المغرب ذىبت إلى البحر‬ ‫ألصطاد شيئان أفطر عليو‪ ،‬فكاف اهلل ‪ ‬يخرج لي كل يوـ سمكة كاحدة‪ ،‬كأنها‬ ‫أتحصل عليها كل يوـ‪ ،‬كمهما اجتهدت في الحصوؿ على غيرىا ال‬ ‫بعينها التى‬ ‫ٌ‬ ‫أستطيع!!‪ ،.‬فكنت كل يوـ كأنا ذاىب إلى البحر أتمنى بقلبي أف يرزقنى اهلل‬ ‫بسمكة أكبر أك بأخرل معها؛ فلما دعا لي الشيخ لم أعد أجد ذلك الخاطر في‬ ‫نفسي‪.‬‬ ‫فزادت دىشة الرجل من أحواؿ الصالحين كعزـ على زيارة الشيخ أبا‬ ‫الحسن في السنة التالية‪ ،‬كعندما ذىب إليو فوجئ بأف األكل غير ما اعتاده فهو‬ ‫صنف كاحد في كل يوـ في الفطور كالغداء كالعشاء‪ ،‬كتعجب من ذلك كظن في‬ ‫نفسو أف الشيخ ال يريد إكرامو‪ ،‬مع أنو كاف يأكل معو‪ ،‬كأدرؾ الشيخ ببصيرتو‬ ‫النورانية ما يختلج بصدره فقاؿ‪" :‬نحن قوـ نجود بالموجود‪ ،‬كال نتكلف المفقود"‪.‬‬ ‫فكانت ىذه الحكمة ىي المفتاح الذم فتح قفل قلبو ككضعو على أكؿ‬ ‫طريق الفبلح‪ ،‬الذم نهايتو لقاء الكريم الفتاح‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كقد أثمر ىذا اللقاء مع الشيخ ‪ ‬عندم عدة أشياء منها‪ :‬أني فهمت أنى‬ ‫أنا على شاكلة ىذا العابد لشغلى في ذلك الوقت بالعبادة‪...‬؛ ألف المريد الصادؽ‬ ‫يأخذ كل حديث للشيخ في الخلوة أك في الجلوة على أنو ىو المقصود بو!‪ ،‬كال‬ ‫شأف لو في ذلك بغيره‪.،‬‬ ‫كمنها أنى علمت أف المريد ال يصح لو كضع قدـ في طريق اهلل ‪ ‬حتى‬ ‫يخلع الدنيا بالكلية من قلبو‪ ،‬كمنها أنى أدركت أف دعوة الشيخ كقد كررىا أمامي‬ ‫ثبلثان ىي لي كالحمد هلل شعرت باإلجابة من كقتها‪ ،‬فصارت الدنيا ال تساكم عندم‬ ‫قليبلن كال كثيران بجانب رضا اهلل ‪.‬‬ ‫أما الدنيا التى كانت عندم‪ ،‬فهى أني كنت أعبد اهلل ‪ ‬ألناؿ آماالن‬ ‫كقصودان في نفسي كىى كإف كانت قصودان راقية ألنها تتعلق بالدار اآلخرة كالوصوؿ‬ ‫إلى اهلل ‪ ،‬إال أنها ال تليق بآداب أىل الحضرة الذين يعبدكف اهلل ‪ ‬ال لنواؿ‬ ‫عطاء كال خوفان من جزاء‪ ،‬كإنما ألنو سبحانو أىبلن لهذه العبادة كىذه طريقة‬ ‫العارفين‪ ،‬حيث يرمزكف إلى السالكين بما يصحح أحوالهم في سياؽ حديثهم حتى‬ ‫كلو كاف حديثان عاديان‪ ،‬كفي ذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫عنٌي اسمعوا ما تعقلوف من الكبلـ‬ ‫غوامض‬ ‫كالعلم باهلل العلي‬ ‫ه‬ ‫خذ ما صفا لك من إشارة عارؼ‬

‫فالعلم بالرحمن من صافي‬ ‫المداـقهن إال و‬ ‫لصب في اصطبلـ‬ ‫ال يػي ٍف‬ ‫فالعارفوف كبلمهم يشفي السػقاـ‬

‫كىكذا بدأت السلوؾ الحقيقي إلى اهلل ‪ ‬على القدـ الثابت المحمدم‬ ‫في حهوة ىذا الولي‪ ،‬كما دار بيننا سأذكر نذران يسيرا منها فى ىذه السيرة تنشيطان‬ ‫لهمم األحباب كرفعان لعزائم الطبلب كإف كاف أغلب ذلك ال يليق أف نذكره لقولو‬ ‫‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪13‬‬

‫{ املجالس باألمانات }‬

‫كقانوف أىل الحضرة في مجالسهم‪ :‬نحن قوـ نجلس مع اهلل‪ ،‬فإذا قمنا من‬ ‫المجلس فكأنما لم نجلس كتمانان للسر‪ ،‬كىذا ألف ىذه العلوـ كاألسرار تحتاج إلى‬ ‫أذكاؽ خاصة فالطريق إليها الحكمة القائلة‪" :‬ذيؽ تعرؼ"‪ ،.‬كاإلشارة إليها في قوؿ‬ ‫اإلماـ الغزالي‪:‬‬ ‫فكاف ما كاف مما لست أذكره ‪ ...‬فهن خيران كال تسأؿ عن الخبر‬ ‫كىي المعنية بقوؿ اإلماـ أبي العزائم ‪:.‬‬ ‫من يبح بالسر بعد العلػم طػاح‬ ‫احفه ػ ػػن س ػ ػػرم فس ػ ػػرم ال يب ػ ػػاح‬ ‫كي ػ ػ ػػف ال كى ػ ػ ػػو الض ػ ػ ػػيا الغيػػ ػ ػػب‬ ‫علمنػ ػ ػ ػػا فػ ػ ػ ػػوؽ العقػ ػ ػ ػػوؿ مكانػ ػ ػ ػػة‬ ‫ػراح‬ ‫ػامضػ ػ ػ ػ ػكػيػػػػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫سػػػػ ػ ػ ػػر ػ ػ ػ ػ ػغػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫ٌ‬ ‫ػف ػ ػ ػيػ ػبػػ ػػاح‬ ‫خصػ ػ ػ ػ ػػنا بالفضػ ػ ػ ػ ػػل فيػ ػ ػ ػ ػػو ربنػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫َّ‬ ‫ذاؾ ه‬

‫ف ةخب اه ‪ٚ‬ذ ‪‬‬ ‫كبدأت صحبتى مع الشيخ ‪ ،‬كأذكر باختصار شديد أنو عندما أمرنى‬ ‫باإلرشاد ككنت أتوجو بأمره إلى الجهات المختلفة للقياـ بوعظ أىلها كإرشادىم‪،‬‬ ‫كاف يتولى بعد عودتى كفى درسو تصحيح بعض المفاىيم التى ذكرتها‪ ،‬كيعيد‬ ‫توضيحها بما يبلئم العصر مع اليسر فقد كنت أنقل عن السابقين آرائهم كاستشهد‬ ‫بها فى دركسى‪ ،‬كربما الأفطن أنها التبلئم العصر أك أنها تشدد على الناس‪.‬‬ ‫فكاف يقوؿ لى منبّْها كىو فى الدرس العاـ‪ :‬بعض الناس يقولوف كذا‪ ،‬ك‬ ‫الصواب الذل يجب أف نقولو للناس ىو كذا‪ ،‬كيذكر األسباب‪ ،‬كمثاؿ ذلك‬ ‫موضوع الموت‪ ،‬فقد كنت أركز فى حديثى عنو عن شدتو كرىبتو كدأب السابقين‪،‬‬ ‫حتى سمعتو ‪ ‬يقوؿ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫‪ 13‬ركاه أبو داكد عن جابر‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يذكر الناس الموت كشدتو كرىبتو كال يفرقوف فى ذلك بين المؤمنين كغير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬كما قالوه حق ككاقع كلكن بالنسبة للكافرين كالمشركين كالجاحدين‪ ،‬أما‬ ‫بالنسبة للمؤمنين فاألمر يتغير‪ ،‬فهو بالنسبة لهم فرح بلقاء اهلل كسركر بتكريم اهلل‪،‬‬ ‫كجعل يذكر من ضركب التكريم كألواف النعيم التى يتلقاىا المؤمن عند موتو حتى‬ ‫ُْ‬ ‫جعل الحاضرين يحبُّوف الموت كيتمنونو‪.‬‬ ‫كأذكر أنو مما أثار دىشة الكثير من األخواف أننا كنا ذات مرة فى زيارة فى‬ ‫بلدة الرزيقات قبلى بأرمنت بمحافهة قنا‪ ،‬كقد ذىب ‪.‬لزيارة مريض كذىبت مع‬ ‫اإلخواف للمسجد الصبلة ‪ ،‬كبعد الصبلة طلبوا أف ألقى درسا ‪ ،‬فتحدثت معهم‬ ‫شارحا حكمة لئلماـ أبى العزائم‪ ( :‬اي‪ٛ‬زث‪ ١‬أزبع‪ٚ ،١‬زث‪ ١‬أق‪ٛ‬اٍ‪ ِٖٚ :‬محً‪ ١‬ايػس‪ٜ‬ع‪١‬‬

‫املُٓ‪ٛ‬حني‪ٚ​ٚ ،‬زث‪ ١‬أعُاٍ; ‪ ِٖٚ‬ايعباد اي‪ٛ‬زع‪ٚ​ٚ ،ٕٛ‬زث‪ ١‬أح‪ٛ‬اٍ; ‪ ِٖٚ‬أٌٖ‬ ‫امل‪ٛ‬اد‪ٝ‬د ايؿادق‪ ١‬احملدثني‪ٚ ،‬ايسابع اي‪ٛ‬ازخ ايفسد ادتاَع )‬

‫ماتيسر‪ ،‬كىممت‬ ‫كشرحت لئلخواف الحاضرين الثبلثة األكلى بحسب‬ ‫َّ‬ ‫بشرح الرابعة‪ ،‬كإذا بأخ يدخل علينا كيقوؿ الشيخ يدعوكم‪ ،‬فقمنا كذىبنا كجلسنا‬ ‫حيث كاف الشيخ كبدأ درسو قائبل‪ :‬الورثة أربعة كسردىم ثم بدأ بشرح الرابع كىو‬ ‫الوارث الفرد الجامع أل من حيث أنتهيت أنا ‪.‬كأرضاه‪.‬‬ ‫كاستمرت بنا السنوات‪ ،‬كتوالت األحداث‪ ،‬ككقع فيها ماشاء اهلل لو أف‬ ‫يحدث‪ ،‬كظهر فيها من األنوار كاألسرار كاإلفاضات كالتأييدات مما اليسعو الذكر‬ ‫أك ال تطيقو العبارة كالتحملو اإلشارة‪.‬‬ ‫كفى أثناء تلك السنين أسس الشيخ ‪ ‬جمعية الدعوة إلى اهلل بمصر‬ ‫الجديدة لتكوف كاجهة رسمية للدعوة الصادقة‪ ،‬كقد أنضم إليها أبناؤه كتبلمذتو‬ ‫ككنت كاحدا منهم كاستمرت المسيرة‪.‬‬ ‫ُْ أكرمنى اهلل تعالى بعد تللك الواقعة بسنوات لما قدَّر لػى حمػل أمانػة الػدعوة بعػد رحيػل الشػيخ؛ أف نخػرج للنػاس كتػابين فػى ىػذا‬ ‫الشأف كعلى ذلك المنواؿ من دعوة التبشير كىما ‪ :‬بشائر المؤمن عند الموت‪ ،‬كالثانى‪ :‬بشريات المؤمن فى اآلخرة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كقد كلفنى ‪ ‬بما شاء فى ىذا السبيل من األمور كالمهاـ كمن شئوف‬ ‫الدعوة‪ ،‬ككنت أصحبو ‪ ‬فى غالب رحبلتو الدعوية‪ ،‬ككاف الشيخ ‪ ‬يحيل إلى‬ ‫الكثير من شئوف اإلخواف كاستشاراتهم‪ ،‬ككاف ‪ ‬إذا ما استشاره أحد فى شيىء‬ ‫كسألو‪ :‬ىل سألت أخانا فوزل فى ىذا؟ فإف قاؿ نعم ‪ ،‬قاؿ لو أعمل ما أشار عليك‬ ‫بو !! كربما سأؿ الشيخ بعضهم‪ :‬بماذا أشار عليك فوزل؟ فيقوؿ لو‪ :‬كذا‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬ ‫نعم ىو الصواب‪ ،‬كأخبرنى البعض ممن كاف يبلزـ الشيخ أثناء إقامتو ببورسعيد أنو‬ ‫سمعو فى غير موقف يقوؿ لمن يسألو‪ :‬إذىب لفوزل ففوزل أنا كأنا فوزل‪.‬‬

‫اض اَ اهسا‪ٙ‬‬ ‫كمرت السنوف ككاف لى مع الشيخ من الشئوف ما ال يسعو المجاؿ‪ ،‬كما قد‬ ‫ال يسطر بحاؿ مما ليس لو كعاء إال صدكر الرجاؿ‪......‬‬ ‫حتى جاء أمر اهلل ككاف العاـ ُ​ُُْىػ‪ُٗ​ُٗ ،‬ـ ‪ ،‬كذىب الشيخ للحج‬ ‫ىذا العاـ ككاف على موعد للقاء اهلل تعالى‪ ،‬كقد صحبتو بعد أف أمرنى بالحج حيث‬ ‫كنت الأنول الحج ىذا العاـ كقاؿ لى‪ :‬كمن الذل يثبت اإلخواف عند إنتقالى‪،‬‬ ‫فكاف ماأراد ‪.‬‬ ‫مر‬ ‫كلما جاء األكاف الموعود ‪ .. ....‬كفى آخر ليلة قبل انتقاؿ الشيخ كقد َّ‬ ‫‪ ‬على جميع اإلخواف يسلم عليهم فردان فردان ككانوا يعجبوف لذلك‪ ،‬جاءنا حيث‬ ‫نقيم بفندؽ أـ القرل الحادية عشرة مساءان‪ ،‬فأحببنا أف يخلد إلى النوـ ليناؿ قسطان‬ ‫أحب أف أجلس معكم لحهات‪ ،‬كبدأ ‪ ‬يسرد ماحدث‬ ‫من الراحة‪ ،‬كلكنو قاؿ‪ُّ :‬‬ ‫فى محاضراتو التى ألقاىا اليوـ للحجيج‪ ،‬كيوضح أف ىناؾ أخطاء كثيرة يقعوف فيها‬ ‫توجو إلى كقاؿ‪ :‬عندما تنزؿ مصر إف شاء اهلل اجمع ىذه‬ ‫للجهل بالمناسك‪ ،‬ثم َّ‬ ‫األخطاء تحت عنواف "أخطاء شائعة فى الحج " كأضفها إلى كتاب حكمة الحج‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫كأحكامو فى طبعة جديدة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪15‬‬

‫كفى اليوـ التالى كاف ما قدر اهلل‪ ،‬كانتقل الشيخ ‪ ‬إلى رحاب اهلل‪،16‬‬ ‫كدفناه بمقبرة المعبل بمكة المكرمة‪.‬‬ ‫كىنا عجيبة من ترتيبات القدر أحببت أف أقصها عليكم ‪ ،‬فقد عرفنا الحقان‬ ‫أف مقبرة المعبل تقع فى عطفة أك حارة الجميزة بمكة المكرمة ككجدنا يافطة كبيرة‬ ‫بذلك على مدخل المقبرة للقادـ من ناحية الحرـ كاليافطة مازالت موجودة بجوار‬ ‫المدخل‪ ،‬كالعجيبة ىنا أف اسم حارة "الجميزة" إسم غير مشهور ال بالسعودية كال‬ ‫بمصر‪ ،‬كىو نفس اسم بلدتى التى كلدت فيها كأعيش بها فى الوقت الراىن كىى‬ ‫بلدة "الجميزة" مركز السنطة بمحافهة الغربية بمصر‪.‬‬

‫كٌ ي املط ة ٗاهف ح اه٘ٓب ف اهدع٘ة‬ ‫كبعد العودة من الحج استكملنا مسيرة الدعوة المباركة كما بدأىا ‪،.‬‬ ‫كأسسنا الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل كىى جمعية مركزية‪ ،‬كأصبح لها ما يزيدعن‬ ‫العشرين فرعاى بجميع المحافهات‪.‬‬ ‫كأكرمنا اهلل بإخواف صدؽ أعانونا فى شئوف الدعوة‪ ،‬كاكملنا المسيرة على‬ ‫نهج الشيخ بعقد لقائين جامعين فى السنة‪ ،‬اللقاء األكؿ إحتفاالن بالمولد النبول‬ ‫الشريف‪ ،‬كالثانى إحتفاالن بذكرل اإلسراء كالمعراج‪ ،‬كأضفنا إليو لقاءان ثالثان كىو لقاء‬ ‫اإلحتفاء بذكرل الشيخ محمد على سبلمة ‪.‬‬ ‫ككنت أسافر بانتهاـ إسبوعيان تقريبان من بلدتى إلى بلدة أخرل للقاء إخواننا‬ ‫بأىل ىذه البلدة يوـ الجمعة أك ليلة الجمعة كيومها‪ ،‬كما كاظبت أيضان على‬ ‫ُٓ كقد أعاننى اهلل فقمت كالحمدهلل بعد رجوعنػا بجمػع ىػذه األخطػاء مػع شػرح مبسػن ككافػى للمناسػك كطبعنػاه فػى كتػاب أسػميناه‬ ‫"زادالحاج كالمعتمر" كقد طبع طبعتاف‪ ،‬ك طبع مؤخران طبعة صغيرةالحجم للحمل بالجيب أثناء أداء المناسك‪.‬‬ ‫ُٔ لمراجعة سيرة الشيخ محمد على سبلمو راجع كتابنا " العارؼ باهلل تعالى الشيخ محمد على سبلمو سيرة كسريرة "‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اللقاءات السنوية بالصعيد فى أسواف كاألقصر كإسنا كسوىاج‪ ،‬ككذا بالمنيا كمغاغة‬ ‫كأيضان اإلسكندرية كبورسعيد كبنها كالمنصورة ككفر الشيخ كغيرىا‪ ،‬ككل ذلك على‬ ‫نفقتى الخاصة بفضل اهلل‪ ،‬كمع استمرارل فى العمل بالتربية كالتعليم كترقيتى فى‬ ‫عملى كاجتهادل ألكوف صورة صادقة جامعة فى ىذا الزماف بإذف اهلل‪.‬‬ ‫ككاف لهذه اللقاءات المطولة بالصعيد كاألسبوعية بالببلد األثر األكبر فى‬ ‫ترسيخ الدعوة كطرح أساليب التربية الصادقة على المريدين ‪ ...‬كتفريخ الرجاؿ‬ ‫الصادقين ‪ ،‬كقد أظهر اهلل تعالى لنا فيها من التأييد كافاض علينا من بحور اإللهاـ‬ ‫مما تعجز عن تسطيره األقبلـ‪ ،‬كجمع علينا بفضلو من خيرة األتباع الصادقين‬ ‫رب العالمين مما جدد ركح الدعوة كأشاع فيها ركح المحبة كالصدؽ‬ ‫المقبلين على ّْ‬ ‫كاألخوة‪.‬‬ ‫ثم ألهمنى اهلل تعالى لما ظهرت لى حاجة الدعوة للقاءات المتتالية المنتهمة‬ ‫المنهجية إضافة إلى ما كاف يجرل بالفعل‪ ،‬أف نعقد لقاءان شهريان جامعا‪ ،‬فكاف لقاء‬ ‫المعادل بالقاىرة يومى الخميس كالجمعة األكلى‪ 17‬من الشهر‪ ،‬يبدأ اللقاء من بعد‬ ‫صبلة العشاء يوـ الخميس‪ ،‬ثم صباح الجمعة فالخطبة كيستمر إلى صبلة العصر‪،‬‬ ‫كقد أكرـ اهلل الدعوة بهذه اللقاءات المنتهمة كالتى استمرت من يومها فى‬ ‫منتصف التسعينات حتى اليوـ فى أف تكوف منبرا راسخان فى التربية الصوفية‬ ‫المنهجية المنتهمة‪ ،‬كترسيخ الدعوة الصادقة إلى جهاد النفس كغيرىا من الكثير‬ ‫مما فتح اهلل تعالى بو علينا‪ ،‬فكانت ىذه اللقاءات الشهرية على مدار السنوات‬ ‫بمثابة معاىد علمية صوفية شرعية راسخة‪ ،‬بل كاصبحت لقاءاتنا الشهرية اليوـ منبران‬ ‫عالميا يتابعو آالؼ المسلمين على الهواء على الشبكة الدكلية للمعلومات‪.‬‬ ‫كانتشرت الدعوة كأكرمنى اهلل ببركة حبيبو ‪ ‬فأفاض على من الحكمة‬ ‫كفصل الخطاب مما دعا الكثيرين إلستضافتى بكثير من البرامج المسجلة أك على‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُٕ كانت اللقاءات الشهرية بالمعادل فى الخميس كالجمعة الثانية من كل شهر ميبلدل بانتهاـ حتى شهر أبريل ََُِ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الهواء باإلذاعة كالتليفزيوف كالقنوات الفضائية‪ ،18‬كقد عرض علينا كمازاؿ الكثير‬ ‫أصر دائما على أال أقبل إال دعوات‬ ‫من ذلك كمن البرامج كلكنى كنت كمازلت ُّ‬ ‫للم الشمل‪ ،‬كمحاربة البدع كالخرافات‪ ،‬كعدـ التجريج أك بلبلة‬ ‫البرامج التى تدعو ّْ‬ ‫الرأل العاـ باألقواؿ المهجورة‪ ،‬كعدـ شن الحركب الدعائية كالبعد عن اإلثارة‬ ‫كعدـ افتعاؿ أك إشعاؿ الخبلؼ‪ ،‬كتجنب ما يحدث الفتن كيشيع ركح التباغض أك‬ ‫الفرقة كالتشدد فى المجتمع‪.‬‬ ‫كما أكرمنى اهلل بالتأكيد على الدعوة بالحكمة كالموعهة الحسنة إلحياء‬ ‫ركح اإلسبلـ الحقيقية كإعطاء الشكليات كزنها الحقيقى ببل مبالغة كال تسيب‪،‬‬ ‫كبأف تكوف دعوتنا كسطية ال تفرين فيها فى شرع اهلل كالإفراط كال مغاالة‪ ،‬كفى‬ ‫المقابل فقد جعلنى اهلل تعالى أنا محب الصوفية الحقة كالمتصوفين الصادقين حربان‬ ‫على كل أدعياء التصوؼ كمحبى الدركشة كالشعوذة كالكسل كاإلختبلط‬ ‫كالخزعببلت كمرتزقى أك أرزاقية التصوؼ‪ ،‬لنعود بالتصوؼ إلى رحاب الدين الحق‬ ‫كإلى طريق الصدؽ كاإلخبلص كاإلقباؿ على اهلل بالعمل كالجد كنفع المجتمع‬ ‫أفرادان كجماعات‪.‬‬ ‫من اهلل علينا بأخواف صدؽ فى جميع الببلد يسجلوف دركسنا منذ أياـ‬ ‫كقد َّ‬ ‫الشيخ كفى حياتو كبعد ذلك‪ ،‬حتى جمعوا لنا من ذلك حتى اآلف ما يزيد عن‬ ‫األربعة أالؼ شرين من التسجيبلت كالعشرات من شرائن الفيديو ثم التسجيبلت‬ ‫الرقمية كاإلسطوانات المدمجة فانضم من ذلك المئات إلى ماسبق‪ ،‬كمازاؿ الكثير‬ ‫سجل بحقبة السبعينات كالثمانينات كأكائل التسعينات‪.‬‬ ‫لم يجمع بعد مما ّْ‬ ‫كقاـ من بينهم جماعة من أىل اإلخبلص كالصدؽ أفرغوا ما يقرب من‬ ‫األربعمائة كخمسين شريطان ككتبت كخرجت أحاديثها كآياتها كأكرمنا اهلل حتى اآلف‬ ‫ُٖ مػػن القنػػاة األكلػػى كالسادسػػة كالثامنػػة كالفضػػائية المص ػرية بػػالتلفزيوف المصػػرل كغيرىػػا مػػن الفضػػائيات‪ ،‬كإذاعػػة القػػاىرة الكبػػرل‬ ‫كالقرآف الكريم‪ ،‬كشماؿ الصعيد ككسن الدلتا كإذاعة القناة كغيرىا‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫بطباعة ثبلثة كستين كتابان فى جميع شئوف الدين كالحياة كالتصوؼ كالطريق إلى اهلل‬ ‫كالحقيقة المحمدية كأكثرىا من ىذه الشرائن المفرغة؛ نسأؿ اهلل تعالى أف يعيننا‬ ‫على إخراج ماتبقى للنور لنفع المسلمين كالمسلمات إنشاء اهلل رب العالمين‪.‬‬ ‫كقد أعاف اهلل إخواننا أىل الصدؽ فأنشأكا لنا موقعان على شبكة اإلنترنت‬ ‫منذ ما يقرب من العشر سنوات‪ ،‬ككاف موقعا بسيطا بقدر تطور الشبكة كقتها‪ ،‬ثم‬ ‫طورنا الموقع ليصبح مرجعا‬ ‫أكرمنا اهلل منذ أقل من سنة كبجهود المخلصين أف َّ‬ ‫عالميان علميا تسجيليان لجميع رحبلتنا كلقاءاتنا ككتبنا‪ ،‬كالقائموف عليو فى الطريق‬ ‫لتفريغ ىذا التراث الضخم بالكامل من التسجيبلت مع تبويبها تاريخيان باللقاءات‬ ‫كأماكنها‪ ،‬كفهرستها موضوعيا أيضان ليسهل الوصل إلى موادىا بأم طريق‪ ،‬كنهاية‬ ‫فالموقع يعرض جميع محاضراتنا صوتا‪ ،‬كصوتان كصورة‪ ،‬ككتابة‪ ،‬كيمكن للمتصفح‬ ‫السماع فقن أك المشاىدة كالسماع أك القراءة على الشبكة مباشرة‪ ،‬أك التنزيل‬ ‫كتابة أك صوتا أك صوتا كصورة بامتدادات الشبكة المختلفة‪ ،‬كطبعا يتوقف توفر‬ ‫الصورة مع الصوت على التسجيبلت المتاحة لدينا كجودتها بعد ىذه السنوات‪،‬‬ ‫كيزاد على ىذا بتخريج اآلية كالحديث كغيره إلتماـ العمل‪.‬‬ ‫كما يحتول الموقع على كم ىائل من اإلستشارات كاألسئلة كالفتاكل التى‬ ‫تجمعت عبر ىذه السنين‪ ،‬كإضيف مؤخرا كاجهة للموقع كمرآة باللغة اإلنجليزية‬ ‫كجارل رفع المواد التى تمت ترجمتها كاألمل فى اهلل كبير أف يعين القائمين على‬ ‫ىذا المشركع كأف يجمع عليهم المزيد من أىل الصدؽ كاإلخبلص كالمتخصصين‬ ‫ليكوف ىذا الموقع شامبل كبكل اللغات خاصة كأنو تمت ترجمة بعض الكتب‬ ‫كنشرىا بأندكنسيا فعبلن باللغة األندكنسية كاهلل المستعاف كبو التوفيق‪.‬‬

‫ًّ عاً‬

‫أي‪ٚٙ‬د اهلل ٗأ٘ف‪ٚ‬قٕ ضبخ ُٕ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إخوانى أكرمنى اهلل تعالى فى أطوار الدعوة إليو سبحانو بالقاؿ كالمقاؿ‬ ‫على؛ بتوفيقو كتأييده كإمداده كعونو‪ ،‬كلوال فضل اهلل‬ ‫كالسياحات كغيرىا مما َّ‬ ‫من بو َّ‬ ‫‪ ‬كنهرات رسولو ‪ ‬ما استطعت النطق أك الكتابة ألل حرؼ أك كلم مما ينسب‬ ‫إلى‪ ،‬فاألمر كما قاؿ اهلل ‪ ‬فى كتابو الكريم (ُِالنور)‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫ككذلك بالنسبة إلمدادات كنهرات رسوؿ اهلل ‪ ‬فأتمثل فى ذلك بقوؿ‬ ‫إمامنا أبى العزائم ‪: ‬‬ ‫كل الذل أنا فيو فضل محمد‬ ‫كأنا الهلوـ أنا الجهوؿ أنا الذل‬

‫منو بدا كإليو كاف كصوليا‬ ‫لوال عنايتو ىلكت بحاليا‬

‫على من التوفيق كالتأييد‬ ‫على أف أذكر بعض ما َّ‬ ‫من بو اهلل ‪َّ ‬‬ ‫كلذا كاف لزاما َّ‬ ‫لنسبة ىذا الفضل إلى اهلل أكالن‪ ،‬كتحفيزان كترغيبان للصادقين فى المعاملة مع اهلل ‪‬‬ ‫ثانيان‪ ،‬كتحقيقان لرغبة الكثير من اإلخواف فى معرفة ذلك ثالثان‪ ،‬كيعلم اهلل أنو قد‬ ‫إجتمع لنا المئات من تلك اإلكرامات مما كتبو إخواننا فيما كقع لهم أك رأكه‪،‬‬ ‫كأرسلوىا لنا لتكوف سجبل حيَّا لما شهدكه كعاصركه من ذلك‪ ،‬كلكنا سنكتفى ىنا‬ ‫منوعة مابين رؤيا صالحة أك مشورة ناصحة‪ ،‬أك مقولة موفقة على‬ ‫بذكر بعض نماذج َّ‬ ‫غير معرفة مسبقة‪ ،‬أك إجابة خواطر خفية بإجابات بينة جلية‪.‬‬ ‫كحتى ال تختلن المفاىيم لدل بعض قرائنا الكراـ‪ ،‬فإنى كإضافة إلى ما‬ ‫اكردت فى مقدمة ىذا الكتاب عن الكرامة كمفهومها لدل الصالحين‪ ،‬فإنى أزيد‬ ‫األمر جبلءان بأف أقوؿ أف اهلل تعالى يسوؽ الكرامات فى الكثير من المواقف بمثابة‬ ‫إشارات تثبيت أك كسائل تأييد يههرىا اهلل تعالى على أيدل العارفين ببل طلب منهم‬ ‫لذكاتها ألنهم يفركف من سول موالىم كال يطلبوف شهرة فى دنياىم كال عطية فى‬ ‫أخراىم‪ ،‬إنما كدىم كسعيهم فى توصيل الرسالة التى كلّْفهم بها موالىم من داللة‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الخلق عليو كاألخذ بإيديهم إليو‪ ،‬كعليو فقد يههر اهلل تلك التأييدات أك الكرامات‬ ‫فيهم أك عليهم‪ ،‬أك فى أتباعهم أك معارضيهم‪ ،‬لتأييد الصالحين أك تثبيتان لؤلحباب‬ ‫أك للمؤانسة أك فصل الخطاب‪.‬‬ ‫كمن جملة تلك الكرامات‪:‬‬ ‫الرؤيا الصالحة التى يراىا المؤمن أك ترل لو‪ ،‬كالرؤيا الصالحة ىى التى قاؿ‬ ‫الصامت ‪ ،‬عندما سألو عن ي َّ ً‬ ‫ً‬ ‫البشرل‬ ‫فيها ‪ ‬لسيدنا عيبادةى ب ًن‬ ‫لهم ى‬ ‫قوؿ اللو تعالى خ ي‬ ‫ً‬ ‫فقاؿ ‪:‬‬ ‫في الحياةً الدنيىا كفي‬ ‫اآلخرة } ى‬ ‫‪ ٞ‬ايسؤ‪َٜ‬ا‬ ‫{ ضأيتَين عِٔ غ‪َ ٕ٤ٞ‬ا ضأيين عٓ ُ٘ أحدْ قبً‪ٜ‬و‪ ٜ‬أ‪ ِٚ‬أحدْ َِٔ أ‪َٝ‬يت‪ ،‬قاٍَ‪َ ٖٔ :‬‬ ‫‪19‬‬

‫ايؿاذت‪ٜ ٝ١‬ساَٖا املطًُِ أ‪ ِٚ‬تُسَ‪ ٣‬ي‪} ُٜ٘‬‬

‫كىى التى قاؿ فيها أيضان ‪ ‬فى موقف شديد الخصوصية فى تاريخ األمة‬ ‫المحمدية صادران عن بصيرتو النوارنية كاستلهامان لما تحتاجو األمة بعد رحيلو ‪ ‬من‬ ‫استمرار فيض البشريات الربانية ألفرادىا – بعد إنقطاع الوحى المباشر‪ -‬كذلك‬ ‫عندما صلى الناس كراء سيدنا أبى بكر ‪ ‬فى مرض إنتقالو ‪ ‬كقلوبهم كجلة‬ ‫خوفا على نبيهم؛ إذ ركل اب ًن ىعبَّ و‬ ‫اس عن تلك اللحهات العصيبة التى سبقت‬ ‫العاصفة الهائلة التى ألقت بهبللها الكثيفة عليهم فقاؿ‪:‬‬ ‫خ َّ‬ ‫َّاس‬ ‫ص يف ه‬ ‫ف ّْ‬ ‫وؼ ىخل ى‬ ‫ش ى‬ ‫َّبي ‪ ‬ىك ى‬ ‫أف الن َّ‬ ‫َّاس ي‬ ‫ٍف أبي بى ٍك ور فقاؿ‪ :‬ياأيػُّ ىها النَِي‬ ‫الستى ىارةى ىكالن ي‬ ‫الرٍؤيا َّ ً‬ ‫ً‬ ‫إنَّوي لىم يػ ٍب ىق ًمن مب ّْ ً‬ ‫الم ٍس ًل يم ٍأك تيػ ىرل لىوي }‬ ‫ٍ ى ٍ ىى‬ ‫ش ىرات النُّبيػ َّوة إالَّ ُّ ى‬ ‫الصال ىحةي يىػ ىر ىاىا ي‬

‫إذ كاف ‪ ‬فى رؤيتو ألمتو يصلوف خلف من سيخلفو فيهم يستشعر حاجتهم‬ ‫بعده الستمرار مثل ىذه المبشرات التى كاف يواليها بهم كىو بين ظهرانيهم فتشد‬ ‫من أزرىم كترسم لهم عبلمات على حسن سيرىم أك تأييد السماء لهم‪ ،‬بل ككانت‬ ‫ُٗ اسم الكتاب‪ :‬سنن الدارمي عن عبادة بن الصامت‬ ‫َِ سنن أبي داككد عن ابن عباس‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫تههر على الكثيرين فيؤيدىا ‪ ‬أك يعبرىا (يفسرىا) لهم‪ ،‬كلذا فكثيران ما كاف يسأؿ‬ ‫أصحابو بعد صبلة الصبح‪:‬‬ ‫{ ‪ٜ‬أٓ‪ٜ‬ه‪ ِ​ِٝ‬زَأ‪ ٣ٜ‬ايً‪ ٜ١ًِٜٝ١‬زُؤِ‪ٜ‬ا؟ }‬

‫ُِ‬

‫ككاف عبد الرحمن بن أبى بكرة يقوؿ‪:‬‬

‫ِ​ِ‬ ‫{نإ زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ٜ ‬عذب٘ ايسؤ‪ٜ‬ا اذتطٓ‪ٜٚ ١‬طأٍ عٓٗا ‪ ..‬أ‪ٜ‬هِ زأ‪ ٣‬زؤ‪ٜ‬ا؟ } ‪.‬‬

‫اه ي‪ٚٙ‬د هسؤ‪ ٙ‬اهة حل‬ ‫كحتى اليتطرؽ الشك إلى بعض القلوب أف مثل ىذه المبشرات من الرؤيا‬ ‫الصالحة كانت مقصورة على زمن مضى أك أناس بعينهم‪ ،‬نقوؿ أنو من الثابت ألىل‬ ‫العلم كمما ال يقبل الشك‪ ،‬أف مثل ىذه األمور المباركات قد استمرت من بعده ‪‬‬ ‫فى األمة كعلى نفس المنواؿ الشريف من البشرل كالتأييد أك فصل القوؿ‬ ‫كالتشريف‪ ،‬كنحن ال نبيح سران أذا أمطنا اللثاـ عن أنو قد كقع لنا الكثير من ذلك‬ ‫بفضل اهلل كبركة رسولو ‪ ‬فى طريقنا إلى اهلل كسلوكنا لنهج الصالحين؛ سواء ما‬ ‫رأيناه بأنفسنا من رؤم التوجيو أك التأييد من اهلل كرسولو كمن ذلك ما ذكرت طرفان‬ ‫منو مما حدث لى فى طريق سلوكى إلى اهلل بالصفحات القليلة السابقة‪.‬‬ ‫كمنو ما أيد اهلل تعالى بو أخواننا السالكين للطريق على أيدينا فرأل أكثرىم‬ ‫من ذلك الشيىء الكثير كالجم الوفير‪ ،‬كأذكر من ذلك ‪...‬‬ ‫قصة كقعت لنا فى زيارة سابقة إلى سوىاج بتاريخ ّ‪ ََُِ/ٔ/‬كالتى‬ ‫استمرت عدة أياـ ففى الليلة األكلى قاـ الشيخ أكرـ سعد الدين على‪ ،‬كاعظ مركز‬ ‫جرجا بتقديمى إللقاء الدرس بعد أف صلينا العشاء بالمسجد ككانت السهرة فى‬ ‫ُِ المستدرؾ على الصحيحين‪ ،‬عن سيدنا سفينة مولى أـ سلمة ‪‬‬ ‫ِ​ِ مسند اإلماـ أحمد عن عبد الرحمن بن أبى بكرة ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حفل كبير أقيم بمنزؿ د‪ .‬أحمد حسين بسفبلؽ‪ ،‬كعادة إخواننا أكابر القوـ‬ ‫بالصعيد عند استضافة العلماء‪ ،‬فأثناء تقديم فضيلتو لى قاؿ على لسانو أنو قبل‬ ‫الحفل جاء أحد الحاضرين الذين صلوا معنا ممن ال يعرفنا كطلب من الشيخ أكرـ‬ ‫على أف يصافحنى‪ ،‬فسألو الشيخ أكرـ‪ :‬ىل أعجبك شيء من علم الشيخ فوزل‬ ‫فى كتبو؟ قاؿ‪ :‬ليس ذلك!‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬ىل أعجبك شيء سمعتو فى دركسو‬ ‫المسجلة على الشرائن أك اإلسطوانات؟ قاؿ‪ :‬ليس األمر كذلك‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‬ ‫أكرـ متعجبان‪ :‬فما السبب الذم دفعك لطلب ىذه المصافحة؟‬ ‫فقاؿ‪ :‬رأيت باألمس رؤيا كأني ذاىب إلى صبلة الجمعة في مسجد سيدم‬ ‫أبو عمرة (بجرجا) كإذا بصفين من الرتب العالية مصطفين خارج المسجد‪ ،‬فلما‬ ‫سألت عن السبب؟ قيل‪ :‬نحن جئنا الستقباؿ خطيب الجمعة ففوجئ بخطيب‬ ‫الجمعة (المعتاد) كقد تغير‪ ،‬كإذا ىو فضيلة موالنا الشيخ فوزم محمد أبوزيد ‪،‬‬ ‫فلما سمعت أف الشيخ ىو بنفسو ىنا حضرت للسبلـ عليو كمصافحتو‪.‬‬ ‫ثم أضاؼ الشيخ أكرـ أيضان كفى نفس التقديم‪:‬‬ ‫ككذلك حدثنى األخ الصادؽ األستاذ‪ /‬أحمد عبدالرحيم‪ ،‬أنو أيضان رأل فى‬ ‫ص ًع ىد بهما إلى السماء‪،‬‬ ‫المناـ البارحة أنو كمعو أخوه األستاذ‪/‬أحمد ربيع كقد ي‬ ‫فوجدا قومان كرامان بيض الوجوه يذكركف اهلل تعالى‪ ،‬فلما دعوىما قاال‪ :‬إنما جئنا‬ ‫نسأؿ عن الفرد الوارث!‪ ،‬فأخذكىما إلى حجرة طيبة بالسماكات بها رسوؿ اهلل ‪‬‬ ‫كقيل لهما أف معو الفرد الوارث الذل جاءكا لمعرفتو‪.‬‬ ‫كلما دخبل الحجرة إذا بالجالس بداخلها مع رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو فضيلة موالنا‬ ‫الشيخ فوزم محمد أبوزيد‪ ،‬كقد قاؿ الشيخ أكرـ ذلك فى تقديمنا للدرس كسمعو‬ ‫جميع الحاضرين؛ فكاف تأييدا من اهلل لتعريف الناس بنا إذ كانت ىذه ىى زيارتنا‬ ‫الثالثة لسوىاج كقد اجتمع علينا فيها جمع غفير يطلبوف اهلل تعالى كيسألوف عن‬ ‫السبيل الموصلة إليو‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كركاية ثانية أذكرىا لرؤيا حدثت ألخينا الشيخ عبداللطيف محمود من ترعة‬ ‫ناصر‪ ،‬ككنت فى سياحة دعوية إلخواننا بمحافهة قنا ككانت ليلة فى عزبة الحامى‬ ‫تابع البصيلية – مركز ادفو‪ -‬ككنت ألقى درسان فى شمائل حضرة النبي ‪ ،‬ككاف‬ ‫فتحا إلهاميان عليَّان فى شمائلو كأنواره تعجب لو الحاضركف‪.‬‬ ‫كفى صبيحة اليوـ التالى حدثنا أخونا الشيخ عبد اللطيف محمود كقص‬ ‫حكايتو على الحاضرين‪ ،‬فقاؿ أنو رأل ليلة البارحة كبعد اإلنصراؼ من درس‬ ‫الشمائل الذل عجب فيو للمعانى العالية التى ألهمنا اهلل بذكرىا! فقاؿ أنو لما ناـ‬ ‫رأل نفسو داخبلن على الركضة النبوية الشريفة‪ ،‬ككاف حضرة النبي ‪ ‬يتكلم مع فرد‬ ‫آخر بالداخل كباب الركضة مقفوؿ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬قلت فى نفسى أنتهر حتى ينصرؼ‬ ‫الرجل ألحهى باإلنفراد بحضرة النبي‪.‬‬ ‫كحدث ذلك‪ ،‬فلما جلست فى حضرتو ‪ ‬كانفردت بو قلت لرسوؿ اهلل‬ ‫‪ : ‬يا سيدم قاؿ فيك الشيخ فوزل كذا ككذا من الشمائل كيقصد التى ذكرتها‬ ‫فى الدرس ليلة البارحة‪ ،‬فرد ‪ ‬قائبلن‪ :‬حقان حقان ياعبد اللطيف!‪ ،‬قاؿ‪ :‬فأخذت‬ ‫أقبل ساقيو الشريفتين بأدب كخجل‪ ،‬فنادنى ‪ ‬باسمى كقاؿ‪ :‬كفاياؾ يا‬ ‫عبداللطيف حيث كنت أتبرؾ بالساقين كأمسح كجهي‪.‬‬ ‫محب‬ ‫كأختم برؤيا ثالثة ألخينا المهندس نبيل إبراىيم كىو رجل صادؽ‬ ‫ّ​ّ‬ ‫للصالحين جمعو اهلل تعالى علينا منذ سنوات قليلة بعد أف اجتهد السنين الطواؿ‬ ‫فى مصر كخارجها فى البحث عن العبد القائم‪ ،‬كقد أكرـ بالكثير من الرؤيات‬ ‫على أنو كاف يقرأ القرآف فى رمضاف قبل‬ ‫لسيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كمنها ما َّ‬ ‫قصو َّ‬ ‫الماضى كذلك بعد أف تعرؼ بنا بمدة قصيرة‪ ،‬كىو يحكى بنفسو كيقوؿ‪ .. :‬فى‬ ‫رؤية خ الصة أثناء تبلكة القرآف الكريم فى رمضاف كفى لحهة كأنا أقرأ المصحف‪،‬‬ ‫رأيت على دفتى المصحف اليمنى حضرة النبى ‪ ‬كعلى الدفة اليسرل حضرتكم‬ ‫جالسان أماـ رسوؿ اهلل‪ ،‬ثم قاـ ‪ ‬بإخراج اآليات من داخل المصحف كآيات من‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فمو الشريف ثم يتفل بها فى فمك كأنا أرل اآليات تدخل فى داخلك كأنت‬ ‫جالس أماـ حضرتو ‪.‬‬ ‫كىذه الرؤيات التى كقعتا لمريدينا أك من يسلكوف الطريق على أيدينا ال ُّ‬ ‫تعد‬ ‫كال تحصى‪ ،‬كلكنا ىنا نكتفى بذكر ما سبق للتدليل على أف باب الرؤيا الصادقة‬ ‫التى يؤيد اهلل بها أحبابو كالمقبلين على رحابو مفتوحان دائمان كإلى ما شاء اهلل‪.‬‬

‫اه ي‪ٚٙ‬د إج‬

‫ًلِْ٘ اهةدٗز‬

‫كىذا أيضا لو سنده من السنة المشرفة فقد قاؿ ‪:‬‬ ‫‪23‬‬

‫{ احرَزُ‪ٚ‬ا فٔسَاضَ‪ ٜ١‬ايـُؤَٔ​ٔ‪ ٢‬فـ‪٢‬إَُْٓ٘ ‪َِٜٓ‬ع‪ٝ‬سُ بُٔٓ‪ٛ‬ز‪ ٢‬اهلل َ‪َِٜٔٛٓٚ‬لُ بٔتَ‪ِٛ‬فٔـ‪ٝ‬ل‪ ٢‬اهلل }‬

‫على من إلهامو كتوفيقو أنى فى معهم األحاديث التى‬ ‫فكذلك مما َّ‬ ‫من اهلل بو َّ‬ ‫أتوجو بها إلى الحاضرين يلهمنى اهلل ‪ ‬باإلجابة عن األسئلة كاإلستفسارات التى‬ ‫تجوؿ بخواطرىم بإجابات تشفى صدكرىم ككقع لنا مع إخواننا ممن يعرفوننا‬ ‫الشيىء الكثير‪،‬بل كأكثر من ذلك كقع لنا مع من ال يعرفوننا أك أتوا ليتعرفوا بنا‪.‬‬ ‫كأذكر منهم أخان من أشراؼ السعودية جاء مع كالده للعبلج كأحب فى آخر‬ ‫يوـ فى زيارتو أف يتعرؼ بنا ألف عبلج كالده استغرؽ المدة كلها كالبد أف يسافر‬ ‫غدان‪ ،‬ككاف قد قرأ كتبنا من قبل كقد كقع فى قلبو أنو ربما كجد من يبحث عنو‪،‬‬ ‫سر اهلل لقاءه‪ ،‬فاتصل بالدار التى تشرؼ على كتبنا‬ ‫فسييػيى ّْ‬ ‫فقاؿ فى نفسو لو كاف ىو ى‬ ‫بالتليفوف الموجود بالكتب كتكلم مع أحد مسؤلي الكتب‪ ،‬فحدثنى ىذا األخ‬ ‫كأخبرنى عنو كعن رغبتو؛ فطلبت منو أف يصحبو لزيارتنا بالجميزة فى سيارتو ككاف‬ ‫اليوـ اإلثنين كىو يوـ الدرس اإلسبوعى‪.‬‬ ‫ككاف أخونا الزائر قد استأجر سيارة بالقاىرة كذىب ليقابل أخانا الذل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ِّ (ابن جرير) عن ثوبػاف‪ ،‬الفتح الكبير‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أصر‬ ‫ضل الطريق أكثر من ساعة كنصف ألنو َّ‬ ‫سيصحبو فى سيارتو الخاصة كلكنو َّ‬ ‫على القيادة بنفسو فى القاىرة‪ ،‬كعندما لم يعرؼ كيف يسير كقد ضاع الطريق منو‬ ‫كتأخر الوقت‪ ،‬نصحو األخ أف ينزؿ من أكؿ منزؿ بالكوبرل الذل ىو فوقو اآلف‬ ‫كينتهر ىنالك كيعطى الموبايل ألل مصرل ليصف المكاف ليذىب إليو! كاإلثناف‬ ‫على ثقة أنهما على طرفين بعيدين بالقاىرة فهذا بالدقى كالثانى بالهايكستب!‪.‬‬ ‫فوافق على مضض ألنو يصر أف يستدؿ على الطريق بنفسو كلم يوافق إال‬ ‫ألف الوقت تأخر! فلما نزؿ من الكوبرل ككصف أحدىم المكاف ألخينا ‪ ..‬فإذا بو‬ ‫أمامو على الجانب اآلخر من الطريق بشارع البحر األعهم بالجيزة! كالسيارتاف أماـ‬ ‫بعضهما فتعجب زائرنا أشد العجب‪ ،‬كقاؿ لؤلخ الذل صحبو إلينا فى سيارتو ىذه‬ ‫ثانى كرامة لى مع الشيخ اليوـ ألنى مسافر غدان كأتفقت أف آتيى معك كلكن‬ ‫تيسرت فى‬ ‫ظهرت لى أمور عديدة تعيقنى مؤكدان عن السفر للشيخ؛ كلكنها كلها َّ‬ ‫كقت قصير فتعجبت َّ‬ ‫أشد العجب كعددتها كرامة للشيخ‪ ،‬كىذه ىى الثانية فيبدك‬ ‫أننى فى الطريق الصحيح! كلكنى سأنتهر لقائي بالشيخ!‬ ‫كلما جاءنا ككاف الدرس قد بدأ فبعد أف انتهى الدرس كرحبنا بو سألتو‪ :‬ىل‬ ‫لك من أسئلة؟ فقاؿ ياسيدل كنت قد أتيتكم كعندل ثبلثة أسئلة متنوعة تحيّْرنى‬ ‫أحببت أف أسئلكم عنها‪ ،‬كلكنكم أجبتموىا بنفس الترتيب الذل فى نفسى‬ ‫بإجابات شافية لم تخطر ببالى! فقلت لو إف ىذا من توفيق اهلل كبركة رسولو ‪.‬‬ ‫كقصة أخرل يركيها أخونا الحاج مصطفى عبد الموجود من ديرب نجم‬ ‫شرقية‪ ،‬فيقوؿ حدثت لى مع الشيخ كرامات عديدة فمن ىذا الصنف مرتين ككاف‬ ‫لهما أبلغ األثر فى تثبيت عقيدتى بالصالحين؛ فبعد أف تعرفت على الشيخ للمرة‬ ‫األكلى كأعطانى بعض إخوانى كتبا عن اإلماـ أبى العزائم كعن الصالحين قرأت فيها‬ ‫عما اعتبرتو مصطلحات لم أفهمها كالقطب كالوتد كالنجيب كألفاظ كهذه‪ ،‬كفى‬ ‫يوـ أخبرنى أخى األستاذ جماؿ عبد الحميد المدرس أف الشيخ فى زيارة للقاىرة‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فذىبت معو كسألتو فى الطريق عن معانى ىذه األلفاظ فلم يجب‪ ،‬فوصلنا على‬ ‫العشاء ثم بدأ الشيخ الدرس ككاف الدرس بالكامل فى اإلجابة عن كل األلفاظ التى‬ ‫حيرتنى كاحدان بعد اآلخر! فعقدت الدىشة ألسنتنا أنا كأخى جماؿ الذل لم‬ ‫يفارقنى لحهة كاحدة منذ سألتو عنها!! فكانت أكؿ ماثبَّتنى فى الطريق مع الشيخ‪.‬‬ ‫كيحكى ايضا عن مرة أخرل كيقوؿ لما حدث لى ذلك قلت فى نفسى أنا‬ ‫أحب الشيخ حبَّان عهيمان كلكنى أريد كرامة أخرل كانشغلت بهذا األمر! كبعد ذلك‬ ‫ُّ‬ ‫كفى زيارة إلخواننا بقنا بالصعيد َّ‬ ‫ثت بذلك كلو أخانا الحاج سعيد الغناـ من‬ ‫حد ي‬ ‫الزقازيق قبل المغرب‪ ،‬فقاؿ لى ال تتعجل األمور! فسألتو‪ :‬فما الفرؽ بين موالنا‬ ‫الشيخ محمد على سبلمو الذل انتقل إلى رحمة اهلل كلم أقابلو كبين شيخنا الشيخ‬ ‫فوزل؟ فلم يجبنى إجابة شافية!‪.‬‬ ‫فصلَّينا المغرب كالعشاء معان كىو بجانبى لم يفارقنى لحهة‪ ،‬ثم بدأ الدرس‬ ‫ككاف ىذا بإجازة يناير سنة َِ​َِـ‪ ،‬كبعد حوالى منتصف الدرس كىو درس‬ ‫مسجل يمكن ألل أحد الرجوع إليو! قاؿ الشيخ فجأة‪ :‬كيسألوف عن الكرامة؟ ثم‬ ‫أفاض فى بياف الكرامة كأف الكرامة الحقيقية فى تغيير األخبلؽ كليست فى األشياء‬ ‫اليفر من اهلل! كىنا مادت بى‬ ‫الهاىرة! ثم قاؿ كعمومان من يريد فسأقوؿ لو حتى َّ‬ ‫األرض من ىوؿ المفاجأة كانعقد لسانى كأنا أنتهر ماذا سيقوؿ الشيخ! فقاؿ‪:‬‬ ‫كيسألوف عن الشيخ السابق كالشيخ البلحق! كأنا أكاد ال أسمع من ىوؿ المفاجأة‬ ‫كأخذ يشرح كيستشهد بالكتاب كالسنة حتى انتهى الدرس‪.‬‬ ‫ثم يكمل الحاج مصطفى عبد الموجود كيقوؿ‪ :‬ثم قابلت الحاج سعيد الغناـ‬ ‫بعد الدرس الذل كاف مذىوالن ىو اآلخر من ىوؿ المفاجأة‪ ،‬كقاؿ لى‪ :‬ال تسألنى‬ ‫عن شيىء بعد اليوـ! فكانت تلك الحادثة نقطة فارقة لى فى طريق اهلل!‪.‬‬ ‫كأنا اقوؿ إخوانى الكراـ أشهدنا اهلل كإياكم أنوار نبينا عليو الصبلة كأتم‬ ‫السبلـ؛أف ىذا من توفيق اهلل كإلهامات كنهرات حبيبو المصطفى ‪ ‬كبركاتو علينا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أجمعين كليس لنا فيو ال كثير كال قليل كالفضل هلل العلى الجليل‪.‬‬

‫كيلحق بهذا الشأف أيضان توفيق اهلل كتأييده فى المواضيع التى نتناكلها فى‬ ‫خطب الجمعة فى الببلد‪ ،‬ذلك أننًى أتكلم فى أغلب خطب الجمعة عن تفسير‬ ‫آية من كتاب اهلل من اآليات التى يقرأ القارلء قبل الخطبة‪ ،‬كفى أغلب األحياف‬ ‫ملحة تتعلق بأىل البلد أك بشأف‬ ‫يدير اهلل تعالى محور الخطبة فتتركز حوؿ مشكلة َّ‬ ‫عاجل لدل أحدىم‪ ،‬فيأتى الناس بعد الصبلة كيعجبوف كيف عرفت بأمر‬ ‫مشكلتهم؟ أك يسألنى صاحب الشأف من أخبرنى بأمره حتى تناكلت موضوعو على‬ ‫على كعليكم! كال أريد ذكر‬ ‫المنبر؟ فأقوؿ لهم جميعان‪ :‬إنما ذلك إلهاـ اهلل كفضلو َّ‬ ‫أمثلة فى ذلك ألنها أكثر من أف تحصى أك تعد ألننى منذ السبعينات نى يدر أف‬ ‫أحضر الخطبة إال خطيبان!! فقد تكرر ىذا األمر عشرات بل مئات المرات كالحمد‬ ‫هلل على فضل اهلل‪.‬‬ ‫كنفس األمر أيضان عندما أدعى لمحاضرة بجامعة أك نادل أك لقاء للشباب‬ ‫أك النساء؛ فغالبان ما يدكر موضوع المحاضرة الرئيسى حوؿ األمر األكثر شغبلن‬ ‫للحاضرين! ككثيرا ما يسألوننى كيف عرفت ذلك؟ فأقوؿ إنو فضل اهلل كإلهامو‬ ‫كبركة حبيبو ‪ ‬الذل ّْ‬ ‫بشرنا فى حديثو الشريف أف فى أمتو من يفعلوف ذلك‪:‬‬ ‫ِْ‬ ‫{ إَٕٓ ئً‪َ ٜٔ٘ٓ‬تعَاي‪ ٢ٜ‬عٔبَادَا‪َٜ ٟ‬عِس‪٢‬ف‪ َٕٛٝ‬ايَٓٓاعَ بٔايتَٓ‪َٛ‬ضُِٓ‪. } ٔ٢‬‬

‫أي‪ٚٙ‬د اهلل أ‬

‫ف اأض‬

‫زة مٗ اه ٘ج‪ٕٚ‬‬

‫من اهلل بو على ‪ ‬أننى ال أشير على أحد من إخوانى بأمر إال‬ ‫كأيضان مما َّ‬ ‫كأجد عناية اهلل تلحقو كتحين بو حتى يتم األمر على مراد اهلل كيكوف موافقان‬ ‫يقص الكثيركف من إخواننا‬ ‫لمرادنا بفضلو تعالى كبركة إلهاـ حبيبو ‪ ،‬كمن ذلك ُّ‬ ‫رب العالمين ال يكاد تليفونى األرضي كالمحموؿ‬ ‫الكثير كالكثير فإنى كالحمد هلل ّْ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ِْ الٍحكيم كالٍبزار‪ ،‬عن و‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫أنس ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يتوقف عن الرنين ليبلن كال نهاران‪ ،‬ككذا البريد اإلليكتركنى كالعادل! كسبحاف من‬ ‫يقوينى على الرد على كل تلك اإلستشارات كالتساؤالت الدينية كالشرعية‬ ‫كالسلوكية كالفتاكل بالعشرات يوميان من مصر كالخارج مهما كانت ظركفى! كهلل‬ ‫الفضل من قبل كمن بعد كال حوؿ كال قوة إال بو سبحانو‪.‬‬ ‫كإننا فى ىذا الباب ما أجبنا إخواننا كال أشرنا على سائلينا ككنصحناىم إال‬ ‫خوؼ من إثم كتماف العلم‬ ‫لقولو ‪ ‬فى األحاديث الحاكمة لهذا األمر بعد أف َّ‬ ‫فزاد‪:‬‬ ‫ِٓ‬ ‫{ إ‪٢‬ذَا اضِتَػَازَ ‪ٜ‬أحَ ُدن‪ٜ ِ​ِٝ‬أخَا ُ‪ ٙ‬ف‪ًُٜٝٞ‬ػٔسِ عًَ‪ٚ ، } ِٜٔ٘ٝ‬ق‪ٛ‬ي٘‪ {:‬دَعُ‪ ٛ‬عٔبَادَ ايً‪ِ َٜ ٜٔ٘ٓ‬سشُمُ ايً‪ُ٘ ٜٓ‬‬ ‫ِٔ‬ ‫كُِٗ​ِ َٔ​ِٔ َبعِض‪َٚ ٣‬إ‪٢‬ذَا اضِتَػَازَ ‪ٜ‬أحَ َدن‪ٜ ِ​ِٝ‬أخُ‪ ُٙٛ‬ف‪ًَِٜٓٝٞ‬ؿَخُِ٘ }‬ ‫َبعِ َ‬

‫كفى منهج اإلستشارة يقوؿ عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ‪:‬‬

‫ِٕ‬ ‫{ املطتػاز َؤمتٔ‪ ،‬فإذا اضتػري فً‪ٝ‬ػس مبا ٖ‪ ٛ‬ؾاْع يٓفط٘‪}.‬‬

‫فالنبى ‪ ‬فتح باب اإلستخارة أكالن‪ ،‬كلكن الكثيركف يستشيركف فالحديث‪:‬‬ ‫ِٖ‬ ‫{ َ​َا خَابَ َ​َٔ‪ ٢‬اضِتَدَازَ‪َٚ ،‬ال‪َْ ٜ‬دَّٔ َ​َٔ‪ ٢‬اضِتَػَازَ }‬

‫كمن نماذج توفيق اهلل لنا فى تلك اإلستشارات كحسن تأييده ما يحكيو‬ ‫أخونا الحاج عاطف سيد محمود من مغاغة بالمنيا فيقوؿ‪ ... :‬كانت كالدتى تعانى‬ ‫من حصوة‪ ،‬فأجرينا لها بالقاىرة عملية جراحية لتفتيت الحصوة باستخداـ المنهار‪،‬‬ ‫كلكن العملية لم تنجح فرجعنا مغاغة‪ ،‬كبعد أياـ كاف موالنا الشيخ فوزل فى زيارة‬ ‫لنا فسألنى عن صحة الوالدة؟ فأخبرتو أف العملية لم تنجح كأف حالتها أسوأ‪،‬‬ ‫فأمرنى أف أذىب الليلة إلى جراح آخر أعرفو بالقاىرة! فقلت‪ :‬بعد أف تنتهى‬ ‫ِٓ ىع ٍن ىجابً ور ‪ ،‬سنن ابن ماجو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِٔ الٍخرائطي في مكارـ األى ٍخبلىؽ عن حكيم عن أىبيو‪ ،.‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ِٕ (طس) عن علي‪ .‬كنز العماؿ‬ ‫ِٖ (طس) عن أ و‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ىنس ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫زيارتكم لنا سوؼ أذىب! فقاؿ الشيخ‪ :‬ال! البد أف تذىب الليلة فوران كال تتأخر‬ ‫للصباح!!‪..‬‬ ‫كعليها سافرنا فى الليل للقاىرة كقابلنا الجراح‪ ،‬فأجرل الكشف كقاؿ البد‬ ‫من التجهيز للعملية فوران كأجراىا عند الفجر! كفى الصباح أخبرنا أف المنهار سبب‬ ‫ثقبان منذ العملية السابقة من أياـ مما سبب رشح البوؿ داخل الجسم كلو انتهرنا‬ ‫لتسمم الجسم كلم يمكن تدارؾ األمر‪ ،‬كالحمد هلل شفيت كالدتى ببركة إشارة‬ ‫للغد َّ‬ ‫الشيخ ‪ ‬كأرضاه‪.‬‬ ‫كيحكى أخ لنا ككانت إبنتو تزكجت مبكرا كطلقت بعدىا بإسبوعين لهركؼ‬ ‫خارجة عنهم‪ ،‬أنو تقدـ لها رجل يعمل ببلد بعيدة عن بلدىم كال يعرفونو‪ ،‬فقاؿ‬ ‫لزكجتو سنذىب اللقاء القادـ للقاىرة كمعى إبنتى كنستشير الشيخ‪.‬‬ ‫كيكمل‪ :‬ككنت سألت عن الرجل ببلده فقالوا أنو من عائلة طيبة‪ ،‬كلكنهم ال‬ ‫يعرفونو ألنو يعمل بعيدان منذ سنوات‪ ،‬كفى اليوـ السابق للسفر للقاء الشيخ بالقاىرة‬ ‫أخبرتنى إبنتى أنها رأت الشيخ سبلمو فى الرؤيا كقد َّ‬ ‫بشرىا بأف ىذا الرجل المتقدـ‬ ‫صالح كعلى بركة اهلل‪ ،‬فسافرنا مستبشرين‪.‬‬ ‫رجل‬ ‫ه‬ ‫لزكاجها ه‬

‫كعندما كصلنا كقابلت إبنتى زكجة الشيخ‪ ،‬أخبرت زكجتو أنو َّتقدـ لها‬ ‫عريس‪ ،‬فقالت لها زكجة الشيخ ‪ :‬نعم أعرؼ ذلك! كاسمو فبلف‪ ،‬فتعجبت إبنتى‬ ‫كسألتها كيف عرفت؟ فقالت إف الشيخ أخبرىا قبل العمرة أف رجبلن اسمو كذا‬ ‫سيتقدـ لخطبة إبنة أخينا فبلف أل أنت!‪ ،‬فزاد استبشارنا باألمر‪ ،‬كعندىا كنحن‬ ‫نتحدث جاء الشيخ فقصت عليو إبنتى موضوع الرجل المتقدـ لها؛ كسألتو عن‬ ‫رأل فضيلتو فى ىذا األمر؟‪ ،‬فقاؿ ‪ ‬لها على الفور‪ :‬كماذا تريدين بعد أف بشرؾ‬ ‫موالنا الشيخ سبلمو! فارتجفت أنا كإبنتى من المفاجأة! ألف أحدا لم يعرؼ أمر‬ ‫تلك الرؤيا غيرنا!! بل كلم نقصها على أل أحد!!‪ ،‬كعندما عدنا إلى بلدنا بعد‬ ‫اللقاء ‪ ...‬أتممنا الزكاج بحمد اهلل كعاشت إبنتى فى سعادة بفضلو تعالى كبركة‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الشيخ ‪. ‬‬

‫على كعلى إخواننا‪ ،‬فالشكر‬ ‫كىذا كلو ليس إال من فضلو تعالى كمنتو َّ‬ ‫كالحمد كالمنة هلل لو سبحانو أف جعل الخير على لساننا كالتوفيق حليف مشورتنا‬ ‫كرأينا ببركة كنهرات نبينا لنا‪ ،‬حيث لم يغلق ‪ ‬باب الفضل أك يقصره على أحد أك‬ ‫زماف أك مكاف‪ ،‬بل فتحو ألمتو إلى ما شاء اهلل بقولو ‪:‬‬ ‫ِٗ‬ ‫{ إَٕٓ فٔ‪ ٞ‬أ‪َٓ​َٝ‬تٔ‪َُ ٞ‬خَدَٓثٔنيَ – ‪ٚ‬ف‪ ٢‬ز‪ٚ‬ا‪َُ ٚ ١ٜ‬ه‪ُٔ٤ًٜ‬ني‪ٚ -‬إَٕٓ ُعَُسَ َٔ ُِِٓٗ​ِ }‬

‫كنحن فى ىذا كلو نسأؿ اهلل تعالى فى كلو لحهة أف يوفقنا للصواب‬ ‫كالرشد‪ ،‬بل كنتمنى لو أننا أعفينا من ذلك التكليف فالمسئولية جسيمة كالخطر‬ ‫عهيم كنصب أعيينا تحذير الحبيب ‪ ‬لكل من أقامو اهلل تعالى مبلذان إلخوانو‪،‬‬ ‫فقد قاؿ‪:‬‬ ‫ٍ عًَ‪َ​َ َٜٓٞ‬ا ي‪ ِ​ِٜ‬أ‪ٝ ٜ‬قٌِ ف‪ًَٜٝٞ‬تَبَ‪َٓٛ‬أ‪ٞ َ​َ ٞ‬كعَدَ‪ َٔ​َٔ ُٙ‬ايَٓٓاز‪ ٢َٔ​َ​َٚ ،٢‬اضِتَػَازَ‪ٜ ُٙ‬أخُ‪ ُٙٛ‬ف‪ٜ‬أ‪ٜ‬غَازَ عًَ‪٘ٔ ِٜٝ‬‬ ‫{ َ​َِٔ ق‪ٜ‬ا َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ٔ ٢‬بف‪ٝ‬تِ‪َٝ‬ا غ‪ِٜٝ‬س‪ ٢‬ثَ ِبتٕ ف‪٢ٜ‬إََُْٓا إ‪ِ ٢‬ثُ​ُُ٘ عًَ‪ َِٔ​َ ٢ٜ‬أ‪ٜ‬ف‪ٞ‬تَا‪} ُٙ‬‬ ‫ٔبػَ‪ِٝ‬س‪ ٢‬زُغِدٔ ٔ‪ٜ ٙ‬فك‪ٜ‬دِ خَاَُْ٘‪ َِٔ​َ​َٚ ،‬أ‪ٝ‬ف‪ٞ‬تٔ َ‬

‫اه ي‪ٚٙ‬د إج‬

‫اهدع ء ٗحتق‪ٚ‬ق اهسج ء‬

‫كأنا يا إخوانى الكراـ؛ كمع أننى عبد فقير ال أملك لنفسى كال لغيرل ضران‬ ‫كال نفعان إال أنو من عناية اهلل ‪ ‬بى كرحمتو أنو يستجيب لنا الدعاء كيحقق لنا‬ ‫الرجاءتحسينان لهن إخوانى المؤمنين بى تأييدان لشريعة اهلل كنبوة حبيبو كمصطفاه‬ ‫ألف تأييد اهلل تعالى ألحبابو كاستجابتو لدعائهم ألكبر دليل على صدؽ ىذا الدين‬ ‫كعلى علو قدر سيد المرسلين عليو أفضل الصبلة كأتم التسليم‪.‬‬ ‫كمن ىذا ما يحكيو أخونا المهندس محمد جماؿ الدين أبوبكر من بورسعيد‬ ‫ككاف قد أصيب بمشكلة كبيرة فى القلب كحضر للقاىرة إلجراء جراحة عاجلة‬ ‫ِٗ إحياء علوـ الدين‪ ،‬كطرح التثريب كغيرىا‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫َّ (ؾ ىق) عن أىبي يى ىريٍػ ىرةى ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كدخل أحد كبرل مستشفيات القلب المعركفة حيث يمكن إجراء مثل تلك‬ ‫الجراجة لخطورتها البالغة‪ ،‬كبعد أف تم عمل اإلشاعات البلزمة كالتجهيز للعملية‬ ‫كحجز غرفة العمليات لعملها بالصباح لتقدـ الحالة ‪ ...‬كأترؾ أخانا يحكى لكم‬ ‫فيقوؿ‪:‬‬ ‫كلمت فضيلة موالنا متأخران ليبلن ألخبره أف العملية فى الصباح ليدعو لى‪،‬‬ ‫ككاف الشيخ قد زارنى من قبل فى المستشفى كبشرنى بالشفاء مع السير فى طريق‬ ‫العملية آلخره!‪ ،‬كإذا بو يقوؿ لى فى التليفوف إنك لن تعمل العملية! فتعجبت إذ‬ ‫العملية صباحا ال مفر! فكرر ذلك لزكجتى أيضان! فقلنا اهلل أعلم بمقصوده! كلكننا‬ ‫فرحنا ببشراه! كلكن لم يدر بخاطرنا أف كلمتو لنا كانت دعوة مستجابة!‪..‬‬ ‫كفى الصباح كاف البد من عمل آشعة قبل الدخوؿ للعملية مباشرة‪ ،‬كللعجب‬ ‫فعندما فحص الطبيب اآلشعة كىم يجهزكننى للعملية‪ ،‬صاح مندىشان نٍ‪ :‬ىذا‬ ‫عجيب! كيف حدث ىذا!! اآلشعة اليوـ غير التى كانت باألمس كحالتك اآلف ال‬ ‫تستدعى العملية!! كىذه من العجائب النادرة! كألغيت العملية!! كخرجت من‬ ‫المستشفى‪ ،‬كنصحنى الطبيب بالراحة كتناكؿ أدكية أخرل ففعلت؛ كأنا اآلف فى‬ ‫خير حاؿ بحمد هلل كبركة دعوة الرجل المستجابة! ‪.‬‬ ‫خ آخر أف زكجتو أصيبت بمرض خبيث فى الصدر كتم استئصاؿ‬ ‫كيحكى أ ه‬ ‫جزء منو بالجراحة‪ ،‬كلكن المرض عاكدىا كأخذكا فترة طويلة فى العبلج الكميائى‬ ‫كالحالة تسوء‪ ،‬ثم جاء الحج كحججت عامها كطلب منى أخى أف أدعو لزكجتو‬ ‫بالشفاء كأنا عند الكعبة فى الحج‪.‬‬ ‫يمن عليها بالشفاء العاجل‪ ،‬كلما عدنا كلمنى‬ ‫ففعلت كتضرعت إلى اهلل أف َّ‬ ‫أخى فى التليفوف فطلبت منو أف يستبشر بفضل اهلل كبالشفاء إنشاء اهلل‪ ،‬فحادثنى‬ ‫ثانية بعد أياـ كقاؿ لى أنو رأل موالنا الشيخ محمد على سبلمو فى الرؤيا كقد سألو‬ ‫عن زكجتو كعبلجها فأخبره كقاؿ لو ‪ :‬موالنا الشيخ فوزل بشرنا بالشفاء فقد دعا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫لها فى الحج عند الكعبة!‪ ،‬فقاؿ لو ‪ :‬أبشر يابنى كاطمئن!‪.‬‬

‫كيسترسل أخونا كيقوؿ‪ :‬بعدىا بفترة قصيرة ذىبنا للمراجعة حيث أف اآلثار‬ ‫الجانبية للعبلج أثرت على صحة زكجتى للغاية‪ ،‬كللعجب العجاب جاءت التحاليل‬ ‫كاآلشعة سلبية تماما فلم نصدؽ ال نحن كال األطباء!! فكررناىا كذىبنا من مكاف‬ ‫آلخر للتأكد!!‪ ...‬ككانت النتيجة المذىلة فيها كلها ‪ ..‬أف المرض العضاؿ قد‬ ‫اختفى على التماـ كالكماؿ بفضل اهلل تعالى كاستجابتو لدعوة الشيخ ‪.‬‬

‫اه ي‪ٚٙ‬د ض ح‬

‫األفساد هِ ٗأبد‪ٙ‬ى اهط ٗاهطو٘ن‬

‫من اهلل تعالى علينا بأف جعلنا فى كبلمنا القبوؿ كاإلستجابة لدل‬ ‫ككم من مرة َّ‬ ‫من يقبلوف علينا ممن ال يعرفوننا فإذا بالقلوب تتفتح بفضل اهلل تعالى كبركة رسولو‬ ‫لنور الهدل كإذا بالحجارة تلين لذكر اهلل ككم من عشرات استجابوا لكلمات قليلة‬ ‫سمعوىا منا كافقت بفضل اهلل كبركة رسولو قاببلن فى نفوسهم فتغيرت حياتهم‬ ‫كصدقوا فى إتباعهم ففتح اهلل تعالى عليهم بالخير كالرشاد‪.‬‬ ‫كمن ذلك ما يحكى أخونا الحاج أمين عسكر من الزقازيق عن قصتو معى‬ ‫فيقوؿ‪ :‬دعانى زميل لى بالعمل ككنا ضباطان بالجيش أنذاؾ‪ ،‬ألحضر زيارة للشيخ‬ ‫ببورسعيد كلم أكن قد حضرت مثل ىذه القاءات من قبل‪ ،‬فحضرت معهم كصليت‬ ‫المغرب كالعشاء ألكؿ مرة فى حياتى بالمسجد‪.‬‬ ‫ثم حضرت الدرس مع الشيخ فى الصباح ككاف الدرس تحويبلن كامبلن لحياتى‬ ‫فقد تغيرت بعده إلى شخص آخر تمامان حيث حكى الشيخ فى الدرس قصة حياتى‬ ‫كاملة بمخالفاتها ككأنو يقرأ ما بداخلى ككتاب مفتوح إال أنو لم يسمنى‪ ،‬كخرجنا‬ ‫من الدرس كأنا مذىوؿ أك مغيَّب‪ ،‬كفى الطريق لصبلة الجمعة عاتبت صديقى بشدة‬ ‫حيث ظننت أنو حدث الشيخ عنى كلكننى تأكدت أنو لم يفعل!! ‪ ..‬كعندىا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫صب فى قلبى حبان جارفان للشيخ فى لحهات حتى صار‬ ‫أحسست أف اهلل تعالى َّ‬ ‫عندل أغلى من نفسى كمن الدنيا كما فيها كأنا ال أعرؼ شيئان بعد!‪ .‬ثم كانت‬ ‫خطبة الجمعة عن سلوؾ طريق اهلل فكانت تتمة لدرس الصباح‪ ،‬كبعد الزيارة ذىبت‬ ‫لحضور المجلس األسبوعى بالجميزة بلد الشيخ‪ ،‬كتمنيت أف أجلس معو كحدنا!‬ ‫فحدث كجلسنا كحدنا بين المغرب كالعشاء! ككانت جلسة عبلج كاملة لى من‬ ‫األمراض الذىنية كالنفسية كالسلوكية كسبحاف من ألقى فى قلبى اإلستجابة لكل ما‬ ‫على بعد تلك الجلسة‬ ‫نصحنى بو من العمل الصالح‪ ،‬ككاف أكؿ بركات الرجل ‪َّ ‬‬ ‫على‬ ‫مباشرة كبعد المحافهة على الصلوات كالسير بصدؽ فى الطريق أف َّ‬ ‫من اهلل َّ‬ ‫باإلقبلع عن التدخين فوران بعد أف كنت مدخنا لمدة أربعة كعشرين عامان‪.‬‬ ‫كسرت مع الشيخ ‪ ‬فى طريق اهلل ككم من شأف كقع لى بعد أك مع أىلى‬ ‫فكنت ال أذىب إلى الشيخ إال كأجابنى عما جئت لو قبل أف أسأؿ‪ ،‬كمامن مشورة‬ ‫على إال كجعل اهلل فيها الخير العميم كلو بعد حين فالحمدهلل على فضلو‬ ‫أشار بها َّ‬ ‫كمنتو علينا بالصالحين‪ -.‬إنتهى‪.‬‬ ‫ككم من حاالت مشابهات كثيرة‪ ،‬بل إف من الغريب أف الكثيرين كالكثيرين‬ ‫ممن يستجيبوف لنا فيحسن سلوكهم كيرقى إلى اهلل إتباعهم لم يلتقوا بنا ظاىران‪،‬‬ ‫فقد استجابوا لنا من كتبنا التى قرأكىا أك محاضراتنا التى سمعوىا فى شرين أك‬ ‫حضركىا على شبكة النت‪ ،‬ثم راسلونا بعده بانتهاـ أك عند الحاجة‪.‬‬ ‫كأذكر من ىؤالء أخا سودانيان كلد كعاش مع أسرتو خارج السوداف بدكلة‬ ‫عربية‪ ،‬كتربَّى تربية سلفية متشددة منذ بداية تعليمو حتى حصل على ليسانس فى‬ ‫تخرجو كعمل‬ ‫الشريعة‪ ،‬كقد نشأ على رفض الصوفية‪ ،‬ثم سافر إلى بريطانيا بعد ُّ‬ ‫ىناؾ‪ ،‬كتصادؼ أف اشترل ىذا األخ كتبان لنا فى التصوؼ من مكتبة بلندف‪ ،‬فقرأ‬ ‫تلك الكتب؛ فعاد كاشترل باقى كتبنا فى الدراسات الصوفية الحديثة من تلك‬ ‫المكتبة بلندف‪ ،‬كإذا بو يراسلنا كيخبرنا أنو قد تغيَّر فكره كسلوكو كمشربو بعد تلك‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫السنين الطواؿ‪ ،‬كأصبح اآلف شخصان آخر بعد أف قرأ كتبنا فى التصوؼ !!! كىو‬ ‫اآلف يتابعنا على النت كيسلك سبيلنا كإف كنا لم نلتق بو‪.‬‬ ‫ككثيركف ككثيركف شبابا كرجاالن كنساءان سالكين كسالكات يتابعوننا بانتهاـ‬ ‫بالخطابات البريدية المكتوبة أك على البريد اإلليكتركنى الخاص بنا أك بريد الموقع‬ ‫أك بالتليفوف؛ كيسير الكثيركف منهم معنا خطوة خطوة من حاؿ إلى حاؿ كمن‬ ‫مرحلة إلى أخرل ‪ ..‬كقد ألقى اهلل فى قلوب الكثيرين منهم القبوؿ كفى نفوسهم‬ ‫اإلستجابة كصدؽ المتابعة! كبلغ بعضهم مقامات عالية من القرب من اهلل كرسولو‬ ‫رب‬ ‫كلم يلتقوا بنا ظاىران ‪ ...‬فكل ىذا من فضل اهلل علينا كتأييده لنا كالحمدهلل ّْ‬ ‫العالمين‪.‬‬ ‫كإذا استرسلنا فى ذكر نماذج التأييد كاألمثلة من فضل اهلل علينا فهى أكثر‬ ‫من أف تحصى أك تعد فنك تفى بما سبق‪ ،‬كنحن ما ذكرنا ىذه اإلكرمات من اهلل ‪‬‬ ‫فخران كال زىوان إك إعجابان بالنفس؛ كإنما ليقيننا أنو ما أكرـ اهلل ‪ ‬أحدان من أتباع‬ ‫رسلو؛ فإنما ىو إكراـ للرسوؿ الذل يتبعو ىذا الولى‪ ..‬فكل كرامة لولى فإنما ىى‬ ‫فكل ىذه اإلكرامات من فضل اهلل تأيي هد لحبيبو‬ ‫معجزة للنبى الذل يتبعو الولى‪ُّ ،‬‬ ‫كمستمر‬ ‫دائم‬ ‫كمصطفاه‪ ،‬كىى بمثابة إعبلف أف تأييد اهلل ‪ ‬لهذا الدين كىذا النبى ه‬ ‫ي‬ ‫إلى يوـ القيامة‪ ،‬كاألمر كما يقوؿ إمامنا أبو العزائم ‪:‬‬ ‫و‬ ‫محمد منو بدا كإليو كاف كصوليا‬ ‫كل الذل أنا فيو فضل‬ ‫ُّ‬ ‫الولى كال يلتفت إليها كال يهتم بها بعد كقوعها‬ ‫كالكرامة فى ذاتها ال يطلبها ُّ‬ ‫و‬ ‫لدعاء دعاه العبد فى حالة‬ ‫ك ال يتحدث بشأنها؛ ألنها فى حقيقتها إجابة من اهلل‬ ‫إضطرار كفاقة إلى اهلل ‪ ‬بعد استعانتو باألسباب كعجز األسباب عن تحقيق‬ ‫المراد‪ ،‬فليجأ إلى مسبّْب األسباب ‪ ‬كيدعوه – كىو ال يدعو إال بخير‪ -‬لتأييد‬ ‫ا لدين كتثبيت اليقين أك كشف كرب المكركبين كتلبية المحتاجين كىى من باب‬ ‫قولو تعالى‪ِٔ(         :‬النمل)‪ ،‬كمن سر‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫كنزه للمتَّقين‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪ّ-ِ(‬الطبلؽ)‪.‬‬

‫كإذا ذكرت ما ذكرت للمريدين فإنما على سبيل إعبلء عزائمهم كتقوية‬ ‫سر قصصو لؤلنبياء‬ ‫ىممهم‪ ،‬كتشويقهم لبلوغ ىذا المقاـ‪ ،‬كما بيَّن اهلل ‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كالمرسلين فى كتابو على حبيبو حيث قاؿ لو ‪   :‬‬ ‫‪َُِ(        ‬ىود)‪.‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫كاهلل من كراء القصد كىو يهدل السبيل‪.‬‬

‫اهدع٘ة ٗاهلد‬ ‫كأنا أعمل اآلف رئيسا للجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بجمهورية مصر‬ ‫العربية‪ ،‬كالمشهرة برقم ِْ​ِ كمقرىا الرئيسى ُْ​ُ شارع َُٓ حدائق المعادل‬ ‫بالقاىرة‪ ،‬كلها فركع فى جميع أنحاء الجمهورية‪.‬‬ ‫كما أتجوؿ فى جميع الجمهورية كالدكؿ العربية كغيرىا‪ ،‬لنشر الدعوة‬ ‫المثل كاألخبلؽ اإليمانية بالحكمة كالموعهة الحسنة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫اإلسبلمية كإحياء ي‬ ‫إلى الكتابات الهادفة إلى إعادة مجد اإلسبلـ ‪ ،‬كالتسجيبلت الصوتية ك الوسائن‬ ‫المتعددة للمحاضرات كالدركس كاللقاءات على الشرائن ك األقراص المدمجة‪،‬‬ ‫كأيضا من خبلؿ موقع اإلنترنت‪WWW.Fawzyabuzeid.com :‬‬ ‫أما الدعوة فأدعو بحمد اهلل تعالى إلى نبذ التعصب كالخبلفات بين‬ ‫المسلمين كالعمل على جمع الصف اإلسبلمى كإحياء ركح اإلخوة اإلسبلمية‪،‬‬ ‫كالتخلص من األحقاد كاألحساد كاألثرة كاألنانية كغيرىا من أمراض النفس‪ ،‬كما‬ ‫أحرص على تربية أحبابى على التربية الركحية الصافية بعد تهذيب نفوسهم كتصفية‬ ‫قلوبهم‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كأعمل جاىدان على تنقية التصوؼ مما شابو من مهاىر بعيدة عن ركح‬ ‫الدين‪ ،‬كإحياء التصوؼ السلوكى المبنى على القرآف كعمل الرسوؿ كاألصحاب‪.‬‬ ‫كىدفى من كراء ذلك ىو إعادة المجد اإلسبلمى ببعث الركح اإليمانية‪،‬‬ ‫كنشر األخبلؽ اإلسبلمية كترسيخ المبادئ القرآنية‪.‬‬ ‫كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم‪ ،‬أسأؿ اهلل تعالى أف‬ ‫ينفع بهذه السيرة كل من قرأىا ‪ ،‬كأف تكوف لو عونا على تلمس سبيل الحق‪،‬‬ ‫فماكاف فيها من خير فمن اهلل‪ ،‬كما كاف من غير ذلك فمن سوء طبعى‪ ،‬أسألو‬ ‫سبحانو أف يغفر لى كيتولنى كأحبابى كالمسلمين أجمعين‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ُّ‬

‫‪ ‬حلٌ اه ةةةةة زفني‬ ‫‪ ‬أةخ‪ٚ‬ح اهِ‪َّٚ‬ةةةةةة‬ ‫‪ ‬ةف ء اهط٘‪َّٙ‬ةةةة‬ ‫‪ ‬ةاح اهقو٘ب‬ ‫‪ ‬عاً اهةاح‬ ‫‪ ‬مضساز اه ُسقِ ف اهدزج‬ ‫‪ً ‬ف ح اهةاح‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّ محاضرة بالجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بالمعادل‪ ،‬الخميس ُٔ ربيع الثانى ُُّْىػ ُمن أبريل ََُِـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 51

AAAAAAAAAA 

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

                                                                      . ]‫ُّٔاألنعاـ‬-ُِٔ[

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهب ب األٗي‬ ‫أةخ‪ٚ‬ةةةةةةح اهِ‪َّٚ‬ةةةةةة‬ ‫‪ ‬حلٌ اه زفني‬ ‫إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين‪ .... :‬اتَّبع الناس منذ عهد‬ ‫الحبيب األعهم ‪ ‬العارفين كالصالحين ألنهم حكماء فى كل أمورىم‪ ،‬فى أفعالهم‬ ‫يمن بها على من يشاء‬ ‫كأعمالهم كأقوالهم كجميع أحوالهم‪ ،‬كالحكمة فضل من اهلل ي‬ ‫من عباده بفضلو كجوده كرحمتو‪ ،‬كلذلك نجد الحكماء الربانيين ييلخّْصوف لنا‬ ‫الكثير فى قليل من اللفظ كفى قليل من العمل أك الحاؿ مما يىػ ٍعهم بو األجر!‬ ‫كييرفع بو شأف العبد عند ربو ‪ ‬بهذا القليل الذل َّ‬ ‫قدمو لمواله ‪ ،‬قاؿ حبيبى‬ ‫كقرة عينى ‪:‬‬ ‫ِّ‬

‫{ ق‪ ًٌُٜٝٔ‬ايتَٓ‪ِٛ‬فٔ‪ٝ‬ل‪ ٢‬خَ‪ِٝ‬سْ َٔ​ِٔ ن‪ٜ‬جٔري‪ ٢‬ا ‪ٞ‬يعَ ‪ٞ‬كٌ‪} ٢‬‬

‫حصل المرء أمثاؿ الجباؿ من العقل أل العلم لكنو ال ييوفىق للعمل‬ ‫ربما يي ّْ‬ ‫ببعضها‪ ،‬فبل يناؿ فى الدنيا ما يرجوه كال فى اآلخرة ما يتمناه عند مواله جل فى‬ ‫حصل المرء حكمة كاحدة كيوفقو الموفق ‪ ‬للعمل بها فيناؿ‬ ‫عبله‪ ،‬كربما يي ّْ‬ ‫بسببها بركات الدنيا كسعادة اآلخرة كالمقاـ العهيم الذل يهواه كيتمناه فؤاده عند‬ ‫مواله‪ ،‬كلذلك اتبع الناس الصالحين كالعارفين كالحكماء الربانيين من أجل ىذا‬ ‫المراد‪ ،‬فقد اختصر اهلل ‪ ‬لهم الكبلـ اختصاران!! كاختصر لهم الفعاؿ!! كاختصر‬ ‫لهم األحواؿ!! ‪ ...‬اقتداءان بسيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬سيد أىل الكماؿ ‪ ..‬حيث قاؿ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ً‬ ‫َّوفً ً‬ ‫يق ىخ ٍيػ هر ًم ٍن ىكثًي ًر ال ىٍع ٍق ًل "‬ ‫يل التػ ٍ‬ ‫ِّ ركاه ابن عساكر عن أبى الدرداء بركاية " قىل ي‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ّ​ّ‬

‫{ أ‪ٚٝ‬تٔ‪ٝ‬تُ دَ‪ٛ‬ا َٔعَ ايه‪ٚ ٢ًِٜٔ‬خَ‪ٛ‬أتَُُ٘‪ٚ ،‬اخِتُؿٔسَ ي‪ ٞ‬اخِتٔؿَازا‪} ٟ‬‬

‫‪ ‬أةخ‪ٚ‬ح اهِ‪َّٚ‬‬ ‫أسس عليها الصالحوف كالعارفوف كالحكماء‬ ‫كمن ىذه الكلمات القليلة التى َّ‬ ‫الربانيوف أمور الفتح اإللهى كالفتح الربانى كالفتح النورانى من اهلل ما قالوه‪:‬‬ ‫{ أ‪ ٍٚ‬أؾٌ َٔ األؾ‪ ٍٛ‬تٓاٍ ب٘ ايفتح ‪ٚ‬اي‪ٛ‬ؾ‪ٚ ،ٍٛ‬ايسفع‪ ١‬عٓد حكس‪ ٠‬ايسض‪ٍٛ‬‬ ‫‪ ٖٛ ‬تؿخ‪ٝ‬ح ايٓ‪ٚ ١ٖٝ‬ؾفا‪ ٤‬اي‪ٚ ١ٖٜٛ​ٛ‬إخالف ايعٌُ يسب‪ ٚ‬ايرب‪ٜ‬ـٖ‪} ١‬‬

‫ىذا األصل لو عمل بو اإلنساف سعد فى دنياه كأيخراه‪ ،‬فإف أصل األصوؿ‬ ‫فى كل األقواؿ كاألعماؿ كاألحواؿ ىو النيَّة المصاحبة لو‪.‬‬ ‫كاألصل فى النيَّة أف تكوف سابقة للعمل؛ لكن من فضل اهلل ‪ ‬علينا أنو‬ ‫جعل لمن يسهو كبدأ فى العمل أف يصحح النيَّة أثناء العمل‪ ،‬بل تفضل اهلل ‪‬‬ ‫علينا كجعل حتى لمن سها عن النيَّة حتى انتهى من العمل أف ينول كيجدد النيَّة‪،‬‬ ‫كىذا فى غير الفرائض؛ ألنو البد من تصحيح النيَّة قبل بدء الفرائض‪ ،‬فشرط‬ ‫الصبلة أف يصحح النيَّة قبل تكبيرة اإلحراـ‪ ،‬كاستحسن بعض السادة المالكية أف‬ ‫ييطيل اإلنساف تكبيرة اإلحراـ األكلى ليستجمع فيها النيَّة القلبيَّة‪ ،‬كبعضهم‬ ‫استحسن التعجيل بتكبيرة اإلحراـ ألنو حضَّر النيَّة قبل أف يتدخل الشيطاف كالنفس‬ ‫فيحبطا عليو ما استحضره من النيَّة‪.‬‬ ‫إذان العمل الذل يليق باإلنساف ىو الذل َّ‬ ‫حدده فى قلبو كبدأ فى فعلو‬ ‫متوجهان لربو ‪ ،‬كصياـ الفريضة كذلك‪ ،‬فبلبد من جمع النيَّة قبل آذاف الفجر‬ ‫لقولو ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ّ​ّ ركاه أبو يعلى عن عمر بن الخطاب‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪34‬‬

‫ذ ُٔع‪ ٢‬ايؿ‪ٝ‬اَّ َٔ ايً‪ ،٢ٌٝ‬فال ؾ‪ٝ‬اَّ ي‪} ُٜ٘‬‬ ‫{ َ​َِٔ ي‪ِ ُٜ ِ​ِٜ‬‬

‫لكن صياـ النافلة كاف ‪ ‬يصبح فيطلب منهم الطعاـ فإذا قالوا ليس عندنا‬ ‫فيصح أف ينول صياـ النافلة أثناء النهار ماداـ لم‬ ‫شئ؛ يقوؿ نويت الصياـ هلل ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ه‬ ‫يأكل كلم يشرب كلم يصنع ما يبطل الصياـ‪ ،‬فالنيَّة فى النافلة كالقربات غير النيَّة‬ ‫فى الفرائض‪ ،‬كاستندكا فى ذلك إلى قولو ‪:‬‬ ‫{ إذَا ‪ٜ‬أ ‪ٜ‬نٌَ ‪ٜ‬أحَ ُدن‪ ِ​ِٝ‬ط‪ٜ‬عاَا‪ ٟ‬ف‪ِ ًَٜٝٞ‬رن‪ٝ‬سِ اضِ​َِ اهلل‪ ،‬ف‪ٜ‬إِٕ َْطٔ‪ َٞ‬أ‪ِ َٜ ِٕٜ‬رن‪ٝ‬سَ اضِ​َِ اهلل فٔ‪ ٞ‬أ‪ٖٜٚ‬ئ ٔ٘‬ ‫‪35‬‬

‫ف‪ٝ ًَٜٝٞ‬كٌِ‪ :‬بٔطِ​ِ‪ ٢‬اهلل أ‪ٖٜٚ‬ئ٘ٔ ‪َٚ‬آخٔس‪ ، } ٔٙ٢‬كفى ركاية‪:‬‬ ‫‪36‬‬

‫{ َ​َا شَاٍَ ايػٖ‪ِٜٛٝ‬إُ ‪ٞ َٜ‬أ ‪ٝ‬نٌُ َ​َعَُ٘‪ ،‬ف ‪ًُٖٜ‬ا َذن‪ٜ‬سَ اضِ​َِ اهلل اضَِتك‪ٜ‬ا‪َ​َ َ٤‬ا يف بَ‪} ٔ٘ٔٓٞٛ‬‬

‫ألنو أفسد على الشيطاف بنيَّتو التى نواىا‪.‬‬ ‫ىذا الكبلـ بالنسبة للنوافل كالقربات كالسنن لكن الفرائض البد من النيَّة‬ ‫حكم شرعى‪ ،‬لكن ما أريد أف أصل إليو أف األعماؿ كما قيل فى‬ ‫قبلها‪ ،‬كىذا ه‬ ‫الحكمة‪ { :‬نٌ األعُاٍ َْ‪ ٠١ٖٝ‬ال تٓكذٗا إال ايٓٔ‪ } ١ٖٝ‬أساس األرباح كالفتح كالنجاح‬ ‫فى أل عمل يتوقف على النيَّة‪ ،‬نحن صلينا فى جماعة كاحدة كالركوع كاحد‬ ‫كالسجود كاحد كالقراءة كاحدة لكن ىل أجر الجميع يتساكل عند الواحد ‪‬؟‬ ‫ال‪ ،‬قاؿ ‪ ‬كقد رأل رجلين يصلياف فى مسجده المبارؾ فقاؿ‪:‬‬ ‫كٌُ َٔ​َٔ اآلخَ ‪٢‬س‬ ‫الٕ‪ ٢‬إ‪٢‬ي‪ ٢ٜ‬ا ‪ٞ‬يَُطِذٔدٔ ف‪َِٜٓٝ‬ؿَس‪٢‬فُ ‪ٜ‬أحَدُ َُُٖا َ‪ٚ‬ؾَال‪ٜ‬تُُ٘ أ‪ٜ‬ف‪َ ٞ‬‬ ‫د ‪ٜ‬‬ ‫{ ق‪ٜ‬دِ ‪َٜ‬تَ َ‪ٛ‬دَُٓ٘ اي ٓسَ ُ‬ ‫‪37‬‬

‫ؾال‪ٜ‬تُُ٘ ال‪َ ٜ‬تعِدٍُٔ َٔ ِجك‪ٜ‬اٍَ َذزَٓ‪} ٕ٠‬‬ ‫ف اآلخَسُ َ‪َ ٚ‬‬ ‫إ‪٢‬ذَا ن‪ٜ‬إَ أ‪ٜ‬ف‪ٞ‬كَ ‪ًَُٜٗ‬ا َع ‪ٞ‬كال‪ََِٜٓٚ ،ٟ‬ؿَس‪ُ ٢‬‬

‫ما سر الفارؽ بينهما فى األجر؟ النيَّة ‪...‬‬ ‫ّْ سنن البيهقى الكبرل عن حفصة رضى اهلل عنها‪.‬‬ ‫ّٓ ركاه أحمد كالترمذم كأبو داككد عن عائشة‪.‬‬ ‫ّٔ سنن أبى داككد عن أمية بن مخشي‪.‬‬ ‫و‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‬ ‫ّٕ (طب كر) عن أىبي أىيُّوب ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫لرب البرية‪ ،‬فهذه ىى‬ ‫فتصحيح النيَّة كصفاء الطوية كدرجة اإلخبلص ّْ‬ ‫رب البرية‬ ‫األسس المرعيَّة التى يتوقف عليها درجات كعهيم األجر كالثواب من ّْ‬ ‫‪ ،‬كلذلك أسس العارفوف كالصالحوف كالحكماء الربانيوف السير إلى اهلل كالطريق‬ ‫إلى اهلل كأل عمل صالح يتوجو بو العبد إلى مواله على تصحيح النيَّة قبل أل عمل‬ ‫أك قوؿ أك حكمة أك حاؿ ‪...‬‬ ‫كىذا ىو الجهاد األعهم‪.‬‬

‫‪ ‬ةف ء اهط٘‪ٙ‬‬ ‫لرب البريَّة‪،‬‬ ‫كتصحيح النيَّة يقتضى صفاء الطوية حتى تكوف النيَّة خالصة ّْ‬ ‫ألنو قد يعمل اإلنساف أعماؿ الصالحين كلكن يرجو فى باطنو من كراء ىذه‬ ‫األعماؿ دنيا دنيَّة أك حب الههور أك الشهرة أك الجاه‪ ،‬كالعمل ظاىره صبلح‬ ‫كتقول! لكن ىل ييرفع بهذا العمل درجات أـ يهبن بو دركات؟ تعرفوف اإلجابة!‬ ‫سيهبن بو عملو دركات! لماذا؟ ألنو قصد بو الخلق كلم يقصد بو الخالق سبحانو‪،‬‬ ‫كالفارؽ بين ىذا كذاؾ ىو فى صبلح القلب‪ ،‬كلذلك قاؿ ‪:‬‬ ‫ختِ ؾَ ‪ًٜ‬حَ ادت‪ٜ‬طدُ نً‪ٚ ،٘٥‬إذا ف‪ٜ‬طَدَتِ ف‪ٜ‬طَ َد‬ ‫كػَ‪ ٟ١‬إذا ؾًَ‪َ ٜ‬‬ ‫{ أال ‪٢ٚ‬إٕٖ يف ادت‪ٜ‬طَدٔ َُ ِ‬ ‫‪38‬‬

‫ادتطَدُ نً٘‪ ،‬أ‪ٜ‬ال ‪ َٖٞٔٚ‬ا ‪ٞ‬يك‪ًٞ ٜ‬بُ }‬

‫كلذلك كاف موطن الجهاد األكؿ لمن أراد الوصوؿ إلى مراد اهلل أك الوصوؿ‬ ‫إلى فتح اهلل أك الوصوؿ إلى الدرجات الوىبية التى يتفضل بها اهلل على الصالحين‬ ‫من عباد اهلل ‪ ...‬كل ذلك يتأسس على صبلح القلوب‪ ،‬كلذلك أكؿ كرشة ييعرض‬ ‫الح ػراـي بىػ ػيّْ هن‪،‬‬ ‫الحػ ي‬ ‫ػبلؿ بىػ ػيّْ هن‪ ،‬ىك ى‬ ‫ّٖ الصػػحيحين البخػػارل كمسػػلم عػػن النعمػػاف بػػن بشػػير ‪ ‬كنػػص الحػػديث لعهػػيم فائدتػػو‪ ،‬قػػاؿ ‪ :‬خ ى‬ ‫ً​ً ً ً‬ ‫ضػو‪ ،‬كمػن كقىػع فػي الشُّػب ً‬ ‫كعر ً‬ ‫شػبَّ ً‬ ‫ىمهػا كثي هػر م ىػن الن ً‬ ‫هات‪ :‬كػر واع يىػ ٍر ىعػى ىح ٍػو ىؿ‬ ‫شػبَّ ه‬ ‫الم ى‬ ‫ىكبىػ ٍيػنىهما يم ى‬ ‫هات ٍ‬ ‫ي‬ ‫ىٍى ى‬ ‫اسػتىٍبػ ىرأى لدينػو ٍ‬ ‫ػاس‪ .‬فمػ ًن اتَّق شػى ي‬ ‫هات ال يىػ ٍعل ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مى ي ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ىح‬ ‫سد يم ٍ‬ ‫ىح ٍ‬ ‫ك أ ٍف ييواقً ىعو‪ .‬أال كإً َّف لً ّْ‬ ‫وش ي‬ ‫ت ى‬ ‫ضػغىةن‪ :‬إذا ى‬ ‫صػل ى‬ ‫كل ىملك حمى‪ ،‬أال إف ح ىمى اهلل في أرضو ىمحاريمو‪ .‬أال كإف في ى‬ ‫الح ش ي‬ ‫صػل ى‬ ‫الج ى‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ب }‪.‬‬ ‫س ىد ٍ‬ ‫ى‬ ‫الجس يد كلو‪ ،‬أىال كى ىي الٍ ىق ٍل ي‬ ‫س ىد ى‬ ‫ت فى ى‬ ‫الجس يد كلو‪ ،‬كإذا فى ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عليها المرء إذا أراد رضاء اهلل كقرب اهلل كفتح اهلل كعطاء اهلل ‪ ...‬أف ييدخل قلبو‬ ‫داخل دائرة اإلصبلح المحمدية حتى ييصلحوا نواياه كطواياه‪ ،‬كلذا ييحذر الحبيب‬ ‫كخفى الطوايا فيقوؿ فى شأنو‪:‬‬ ‫‪ ‬من أمر خطير يدكر حوؿ النوايا ّْ‬ ‫دٌَ ي‪ِ َٜٝ‬ع ٌَُُ َع َُال‪ ٟ‬ضٔسٓا‪ ٟ‬ف‪َٜٝ‬ه‪ٞ‬تُبُُ٘ ايً‪ ُ٘ ٤‬عِٔٓدَ‪ ُٙ‬ضَسٓا‪ٜ ،ٟ‬فال‪َٜ ٜ‬صَاٍُ بٔ٘ٔ ايػٖ‪ِٜٛٝ‬إُ حَتٖ‪٢‬‬ ‫{ ‪٢‬إٕٖ اي ٖس ُ‬ ‫‪َ​َٜ‬ته‪ َِ٤ًٜ‬بٔ٘ٔ ف‪ُُِٜٝ‬خَ‪ َٔ​َٔ ٰ٢‬ايطس ‪َُٜٚ‬ه‪َٞ‬تبُ َعال‪ ،ٟ١َْٜٝٔ‬ف‪ٜ‬إِٕ عَادَ ف‪ٜ‬تَه‪ َِ٤ًٜ‬ايجٖأْ‪َُ ٜ١َٝ‬خٔ‪َ َٔ َٞ‬‬ ‫ٔ‬ ‫‪39‬‬

‫الْٔ‪َٚ ٔ١َٝ‬ن‪ٔٝ‬تبَ ز‪َٜ٢‬ا‪} ّ٤‬‬ ‫ايطس ‪َٚ‬ا ‪ٞ‬ي َع ‪ٜ‬‬

‫مع أف عملو فى األصل كاف هلل كبإخبلص‪ ،‬كلكن ألنو ربما ال ينتبو لوساكس‬ ‫يستفزه الهول أك تضحك عليو النفس‬ ‫الشيطاف الخفيَّة! ربما فى يوـ من األياـ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫فيتحدث بما عملو فى األمس! كلؤلسف ربما يكوف قد كقع فى شرؾ النفس!‬ ‫كيكوف ىدؼ حد يثو الشهرة أك الههور أك السمعة لمن يحدثهم! كىنا الواقعة!‬ ‫فيحبن عملو الذل عملو لمواله ألنو َّ‬ ‫حدث بو خلق اهلل بنيَّة ىابطة مذمومة عند‬ ‫مواله!‪.‬‬

‫‪ ‬ةاح اهقو٘ب‬ ‫إذان تحتاج األمور إلصبلح القلوب‪ ،‬كإصبلح القلوب ىو أكؿ جهاد يجاىد‬ ‫فيو العبد المطلوب‪ ،‬كالتوفيق من اهلل ‪ ‬لهذا العبد إذا كاف محبوبان أف يوفقو ألكؿ‬ ‫خطوة فى الطريق فيصلح قلبو ‪ ..‬كيجعل عملو خالصان لوجهو الكريم‪ ،‬كحتى يكوف‬ ‫من القوـ الذين يقوؿ فيهم اهلل لحبيبو كمصطفاه‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ِٖ[  ‬الكهف]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫ّٗ ركاه الديلمي عن أبى الدرداء ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ال يريدكف دنيا كال خلقان كال رياءان كال سمعة كال يريدكف ال أجران كال جنَّة كال‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬كىذه ىى‬ ‫ثوابان كإنما يريدكف كجو اهلل‪ ،‬كال يبغوف من العمل إال رضاه َّ‬ ‫المرتبة العليا ‪ ...‬كىى التى إذا كقف اإلنساف على عتبتها المقدسة يكفيو قليل‬ ‫العمل‪ ،‬اسمعوا لقوؿ النبى ‪ ‬فى شأف سيدنا أبى ذر ‪ ‬ككاف من يعبَّاد الصحابة‪:‬‬ ‫حبٖ ‪ٜ‬إِٔ ‪َِٜٓ‬ع‪ٝ‬سَ إىل امل‪ٜ‬طٔ ِ‪ٝ‬ح‪ ٢‬عٔ‪ِٝ‬طَ‪ ٢‬بٔ‪ِ َ​َ ٢‬س‪ ،ََِٜ‬إىل بٔس‪ٚ ٔٙٚ‬ؾٔدِقٔ٘ٔ ‪ٚ‬دٔد‪،ٔٙٚ‬‬ ‫{ َ​َِٔ ‪ٜ‬أ َ‬ ‫‪40‬‬

‫ف‪ًَِٜٓٝٞ‬ع‪ٝ‬سِ إىل أ‪ٜ‬ب‪ ٞ‬ذزٍّ }‬

‫شبيو عيسى بن مريم فى زىده ككرعو كتقواه كعبادتو هلل ‪ ،‬كقاؿ لو ‪:‬‬ ‫‪41‬‬

‫{ ‪ٜ‬أخًِٔـِ دٔ‪َٜٓ‬و‪ٞ َٜ ٜ‬هفٔو‪ ٜ‬ا ‪ٞ‬يك‪ َٔ​َٔ ًٌُٜٝٔ‬ا ‪ٞ‬ي َع ٌَُ‪} ٢‬‬

‫كىذه ىى المحكات التى يجاىد الصالحوف كالصالحات فيها المريدين‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬فمن استمع‬ ‫ليوقفوىم على بداية السير كاإلنطبلؽ إلى فتح ّْ‬ ‫كجاىد فى ىذا المجاؿ شاىد من فتح اهلل كمن عطاءات اهلل كمن إكرامات اهلل ما‬ ‫عد لو كال َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫‪ّْ[  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫حد لو كيدخل فى قوؿ اهلل‪      :‬‬ ‫‪ّٓ[               ‬ؽ] أل‬ ‫الزمر] كيدخل فى كرـ اهلل فى قولو‪      :‬‬ ‫لهم زيادة عن النعيم المقيم فى جنَّة القرب كالتكريم عند العزيز الحكيم ‪.‬‬ ‫إذان األصل األكؿ الذل عليو المعوؿ لمن أراد إصبلح أحوالو فى دنياه‪،‬‬ ‫كرفعة شأنو عند اهلل‪ ،‬كأف يكوف من أىل الدرجات العلى‪ ،‬كأف يحهى بمقامات‬ ‫الفتح كأف يفتح اهلل عليو أل باب من أبواب قولو تعالى فى محكم كتابو‪:‬‬ ‫‪ ِِٖ[  ‬البقرة]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ٔٓ[  ‬الكهف]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫َْ ركاه الطبراني عن ابن مسعود ‪.‬‬ ‫ُْ ابن أبى الدنيا فى اإلخبلص‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪      ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫[َُٖ يوسف]‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ِٔٗ[    ‬البقرة]‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬

‫كل ىذه المنح اإللهية كالعطايا الربانية المبثوثة فى اآليات القرآنية بابها‬ ‫كلبُّها كمفتاحها كسرىا إصبلح القلب كالفؤاد‪ ،‬كإصبلح النوايا التى يتزكد منها المرء‬ ‫عند قيامو بأل عمل أك قوؿ سواء للخلق أك للحق‪ ،‬فقد يكوف العمل فى ظاىره‬ ‫سر‬ ‫كبير كلو فى المقامات العالية ّ​ّ‬ ‫أجر ه‬ ‫عمل يسير لكنو فى باطنو لو عند اهلل ‪ ‬ه‬ ‫خطير‪.‬‬ ‫إذا جاىد السالك كالمريد لتصحيح النيَّة ‪ -‬كال يتم تصحيح النيَّة إال بعد‬ ‫لرب البرية ككضع اإلخبلص فى كل عمل كفى‬ ‫صفاء الطوية كتطهير القلب بالكلية ّْ‬ ‫كل قوؿ كفى كل حركة كفى كل سكنة لمواله ‪ - ‬فتصبح أعمالو كأقوالو حتى‬ ‫عمل دنيول فلو فيها أجر كثواب كقربة عند اهلل ‪ ،‬فالنيَّة قبل أل‬ ‫ما كاف ظاىره ه‬ ‫عمل! كأف أنول قبل الطعاـ مثبلن أف أتقول بو على طاعة اهلل أك يكوف فيو شفاءه أك‬ ‫أتعرؼ فيو كأنهر فيو إلى عناية اهلل بى كرعايتها لى مثل قولو فى (ِْ‪ِّ-‬عبس)‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فإذا نول اإلنساف قبل طعامو فيكوف كقت تناكؿ الطعاـ عبادة هلل ‪ ،‬كإذا‬ ‫َّ‬ ‫فتح عليو‬ ‫فكر ليتعرؼ على نعمة اهلل عليو كما ذكرنا فى الطعاـ كاف كقت الطعاـ ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫من علوـ اإللهاـ ألنو سيفكر فى اآلية ‪ ..‬كتأتيو العناية كيرزقو اهلل ‪ ‬بأسرار من‬ ‫ىذه اآلية ‪ ،..‬فيرل أسرار اهلل فى الطعاـ كىو يتناكؿ ىذا الطعاـ‪.‬‬ ‫حتى النوـ‪ ،‬فلو ناـ اإلنساف حتى كلو ليستجم فإنو ينول بذلك التأىب‬ ‫كاالستعداد للمداكمة على طاعة اهلل‪ ،‬ألف اهلل يعلم أنى ال أستطيع الدكاـ على حاؿ‬ ‫كاحد فدكاـ الحاؿ لنا من المحاؿ‪ ،‬فتستجم األعضاء حتى تستعيد النشاط فى‬ ‫طاعة اهلل كعبادة اهلل‪ ،‬فيكوف النوـ ىنا عبادة كىذا ىو الذل يقوؿ فيو سيدنا رسوؿ‬ ‫اهلل‪:‬‬ ‫خُٔ‪ٝ‬دٕ بُ ٔعحَ عًَ‪َِٜٗٝ‬ا ‪ ََِّٜٛ‬ا ‪ٞ‬يكٔ‪َٝ‬اَ​َ‪ِ َ​َ​َٚ ،ٔ١‬‬ ‫ٔ‬ ‫{ َ​َِٔ َْاَّ عًَ‪ ٢ٜ‬تَطِبٔ‪ٝ‬ح‪ ٣‬أ‪َ ِٜٚ‬ته‪ٞ‬بٔري‪ ٣‬أ‪ ِٜٚ‬تًَِٗٔ‪ ٣ٌٝ‬أ‪ ِٜٚ‬تَ ِ‬ ‫‪42‬‬

‫طه‪ ِ​ِٝ‬ايرن‪َ ٞ‬س عٔ ِٓدَ اي‪} ٢َِّٛٓٞ‬‬ ‫َْاَّ عًَ‪ٜ ٢ٜ‬غف‪ ٕ١ًٜٞ‬بُ ٔعحَ عًَ‪َِٗٝ ٜ‬ا ‪ ََِّٜٛ‬ا ‪ٞ‬يكٔ‪َٝ‬اَ​َ‪ٜ ،ٔ١‬فعَ‪ٛ‬دُ‪ٚ‬ا ‪ٜ‬أِْف‪َ ٝ‬‬

‫فالنيَّة عليها المدار! فلو ناـ كىو ينول القياـ لحزبو من القرآف أك الذكر أك‬ ‫حصل األجر بالنيَّة كانعقاد الطوية‪:‬‬ ‫الصبلة فغلبو النوـ أك التعب فلم يقم بما نول‪ِّ ،‬‬ ‫ٌ ‪ٜ‬فػًَ‪ٜ‬بَتُِ٘ عَ‪ ٘ٓٝ‬حَتٖ‪ٜ ٢‬ؿَِب َ‬ ‫ح‬ ‫{َ​َِٔ أ‪ٜ‬تَ‪ ٢‬فٔسَاغَُ٘ ‪ٜ ٟ٢َِٜٛٓ ََُٖٛٚ‬إِٔ َ‪ٜ‬ك‪ُٜ َّٛٝ‬ؿًَِّ‪ َٔ​َٔ ٞ‬ايً‪٢ ِٝ ٤‬‬ ‫‪43‬‬

‫ٌ}‬ ‫ن‪ٔٝ‬تبَ ي‪َ​َ ُٜ٘‬ا َْ‪َٚ ٣َٛ‬ن‪ٜ‬إَ َْ‪ َُُِ٘ٛ‬ؾَدَق‪ ٟ١ٜ‬عًَ‪َ ِٔ​َٔ ِٜٔ٘ٝ‬زب‪ ٔ٘ٚ‬عَصٖ َ‪ٚ‬دَ ٖ‬

‫لو َّ‬ ‫كالجناف فإف اهلل ‪ ‬سيدبر لو النوايا فى صفاء‬ ‫صفى اإلنساف القلب ى‬ ‫صفى‬ ‫الطوايا فى كل حركة كسكنة‪ ،‬ألننا عاجزكف عن تدبير ىذه النوايا‪ ،‬لكن إذا ي‬ ‫القلب هلل فإف اهلل يتواله كيقذؼ فيو النوايا الطيبة التى ترفعو عند مواله (َٕاألنفاؿ)‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫لو كجد القلوب فيها صفاءه كنقاءه يقذؼ فيها من إلهامو‪ ،‬كىذا ىو أكؿ‬ ‫اإللهاـ النافع كأكؿ اإللهاـ الرافع‪ ،‬بعض الناس يهن أف اإللهاـ ىو أف يقذؼ اهلل‬ ‫ِْ الدَّيلمي عن الٍحكم بن عمير‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬ ‫ّْ سنن النسائي الكبرل عن أبي الدرداء‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فى قلبو علومان تيسكر السامعين!! ىذا اإللهاـ يبحث عنو أىل السمعةك الشهرة‬ ‫كحب الههور‪ ،‬الذين يحبُّوف أف يسمعوا كلمات اإلستحساف من الناس كالثناء‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫لكن اإللهاـ الذل يبحث عنو العارفوف ىو اإللهاـ النافع الرافع كىو أف ييلهم اهلل‬ ‫اإلنساف بالنوايا التى تحسن درجاتو كأجره عند مواله ‪ ،‬أك يلهمو باإللهاـ الدافع‬ ‫َّ‬ ‫كيصدىا عندما تحاكؿ أف تحركو لمعصية أك لشهوة ظاىرة أك‬ ‫الذل يدفع النفس‬ ‫خفيَّة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪[   ‬األعراؼ]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫مبصركف للحقيقة التى يريدكنها كالتى يريدىا اهلل ‪ ‬منهم‪ ،‬فالنوايا ليست‬ ‫بأف يجلس اإلنساف ُّ‬ ‫يعدىا أك يستحضرىا‪ ،‬كلكن النوايا تحتاج إلى صفاء القلب‪،‬‬ ‫كيكسر صنم‬ ‫سر صنم الشهرة فى نفسو‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫كال يكوف فيو رغبة إال فى رضا مواله‪ ،‬يي ىك ّْ‬ ‫كيكسر أصناـ اآلماؿ الكاسدة كالفانية مثل تمنى العلو فى األرض‬ ‫الحظ فى طبعو‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫أك الشأف عند الخلق ‪ ...‬فيمحو كل ذلك كيعتمد على عكاز الصدؽ فهو الذل‬ ‫يوصلو إلى مراد اهلل ‪ ‬مع الصادقين فى كل أحوالهم كأفعالهم كأقوالهم‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬

‫[ُٗ​ُالتوبة]‬

‫‪ ‬عاً اهةاح‬ ‫عرؼ المرء‬ ‫ما العبلمة التى نراىا كنشهدىا كيشهدىا المرء فى نفسو كالتى تي ّْ‬ ‫أف قلبو أصبح صالحان؟ ‪ ....‬إذا برئ من أكصاؼ النفاؽ كأخبلؽ المنافقين ‪..‬‬ ‫لديها يصبح قلبو سليمان كحالو مستقيمان‪ ،‬كأصبح الولى الكريم ‪ ‬يتواله‪.‬‬ ‫كأكصاؼ النفاؽ ىذه يقوؿ فيها النبى ‪ ‬فيما تركيو كتب الحديث‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫{ ‪ٜ‬أ ِزَبعْ َ​َِٔ ن‪ َٓٔٝ‬ف‪ ٔ٘ٝ‬نإَ َٓافكا‪ ٟ‬خايؿا‪ َِٔ​َٚ ،ٟ‬نإَ ف‪ ٔ٘ٝ‬خَؿًِ‪ َُِٓٔٗٓ َٔ ٠١ٜ‬ناْتِ ف‪٘ٔ ٝ‬‬

‫خَؿًِ‪ َٔ​َٔ ٠١ٜ‬ايٓٔف‪ٜ‬ام‪ ٢‬حَتَٓ‪َٜ ٢‬دَعََٗا‪ :‬إ‪٢‬ذَا حَدَٓخَ ن‪ٜ‬رَبَ‪َٚ ،‬إ‪٢‬ذَا عَاَٖدَ غ‪َ ٜ‬دزَ‪ٚ ،‬إ‪٢‬ذَا ‪َٚ‬عَ َد‬ ‫‪44‬‬

‫أ‪ٜ‬خًِ‪ٜ‬فَ‪ٚ ،‬إ‪٢‬ذَا خَاؾََِ ف‪ٜ‬ذَسَ‪ٚ ،‬ف‪ ٢‬ز‪ٚ‬ا‪ :١ٜ‬إذَا اؤتُـُٔ​َٔ خَإَ }‬

‫كل حاؿ! فقد كاف‬ ‫نفا هؽ فى األقواؿ كنفا هؽ فى األعماؿ أعاذنا اهلل فى ّْ‬ ‫سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬يصلى العشاء يومان فسأؿ‪ :‬أين فبلف؟ قالوا‪ :‬لم يحضر‪،‬‬ ‫غُٗ‪ٛ‬دُ ا ‪ٞ‬يعٔػَا‪َٚ ٔ٤‬ايؿٗ ِبح‪ ٢‬ال‪َٜ ٜ‬طِتَ‪ٝٔٛ‬عُ‪ََْٗٛ‬ا‬ ‫قاؿ‪:‬أعلم ذلك‪ { :‬بَ‪ََِٓٓٝ‬ا َ‪ٚ‬بَ‪ َِٔٝ‬ا ‪ٞ‬يُ​َُٓا ٔفكٔنيَ ُ‬ ‫‪45‬‬

‫} ‪.‬‬

‫فعلى السالك الذل يريد فتح اهلل أف يي ىخلّْص نفسو من أكصاؼ النفاؽ‪،‬‬ ‫كىذا ىو أكؿ جهاد للنفس‪ ،‬فبل يكذب كإف كاف فى لهو أك لعب‪ ،‬فقد قاؿ ‪:‬‬ ‫‪46‬‬

‫ح ‪١‬كا‪} ٟ‬‬ ‫{ إ‪ ْٞ٢‬أل‪َِٜ‬صَحُ ‪َٚ‬ال‪ ٜ‬أ‪ٜ‬ق‪ ٍُٛٝ‬إ‪٢‬ال‪َ ٤‬‬

‫كال يىًع ٍد حتى كلو طفبلن صغيران ثم يخلفو‪ ،‬إسمعوا لقوؿ عبد اهلل بن عامر‪:‬‬ ‫{ دا‪ َ٤‬زض‪ ٍُٛ‬اهلل بَ‪ِٝ‬تََٓا ‪ٜٚ‬أَْا ؾَبٔ‪ ْٓٞ‬ؾػريْ‪ ،‬ف‪ٜ‬رََٖ ِبتُ أ‪ٞ ٜ‬ي َعبُ فكايتِ ئ‪ ٞ‬أ‪ٜ :َٞٓٔٝ‬ا عب َد‬ ‫اهلل تعاٍَ أ‪ٝ‬عِ‪ٝٔٛ‬و‪ ،ٜ‬فكاٍَ زض‪ ٍُٛ‬اهلل‪َ​َ :‬ا ‪ٜ‬أزَدِتٔ ‪ٜ‬إِٔ ُتعِ‪ٔ٘ٝٔٛ‬؟‪ ،‬قايتِ‪ٜ :‬أزَدِتُ أ‪ِٕ ٜ‬‬ ‫‪47‬‬

‫أ‪ٝ‬عِ‪ َُ٘ٝٔٛ‬متسا‪ ،ٟ‬قاٍَ‪ :‬أَا إْٖو‪ ٜ‬ي‪ ِٜٛ‬ي‪ ِ​ِٜ‬تَ ‪ٞ‬فعًَٔ‪ ٞ‬ن‪ٝ‬تَٔبتِ عًَ‪ِٜٝ‬ؤ نٔ ِربَ‪} ٠١‬‬

‫بل كأعجب من ذلك‪ ،‬فقد دخل ‪ ‬على السيدة عائشة يوما كىى تفلّْى‬ ‫رأس أخيها سيدنا عبد الرحمن بن أبى بكر كتقصع أظفارىا على غير شيىء فتجعل‬ ‫لها صوتان كقصع قملة‪ ،‬فنبهها ‪ ‬أف ىذا الفعل نوعه من الكذب أيضان فقاؿ‪:‬‬ ‫ْ​ْ عن ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األعمش‪ ،‬سنن الكبرل للبيهقي‪.‬‬ ‫الثورم عن‬ ‫حديث‬ ‫عبد اهلل ب ًن عم ورك‪ ،‬ركاه مسلم عن ب ًن ني ىم ٍي ور عن أبيو‪ ،‬كأخرجاه من‬ ‫ّْ‬ ‫ْٓ موطأ اإلماـ مالك كسنن البيهقى الكبرل عن سعيد بن المسيب‪.‬‬ ‫ْٔ ركاه الطبراني عن ابن عمر‪.‬‬ ‫ْٕ مسند اإلماـ أحمد كسنن أبى داكد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪48‬‬

‫ألَْا ٌَٔ‪} ٢‬‬ ‫{ َ​َ ِٗال‪َٜ ٟ‬ا عَا‪ٔ٥‬ػَ‪ ،ٝ١‬أ‪َ​َٜ‬ا عَ ًٔ ُِتٔ ‪ٜ‬إَٔٓ َٖرَا َٔ​ِٔ ن‪ٜ‬رٔبٔ ا ‪ٜ‬‬

‫إلى أف يصبح مراقبان مواله فى جميع أحوالو كيصبح ظاىر اإلنساف كباطنو‪،‬‬ ‫ألف تأثير النفاؽ أنو يجعل ظاىر اإلنساف غير باطنو‪ ،‬فقد قاؿ ‪:‬‬ ‫‪49‬‬

‫ال‪ ٔ٤‬بٔ َ‪ٛ‬دِٕ٘ }‬ ‫ال‪ ٔ٤‬بٔ َ‪ٛ‬دِٕ٘‪َٖ َٚ ،‬ـؤُ ‪ٜ‬‬ ‫دَٗ‪ .٢ِٔٝ‬اي‪٤‬رٔ‪َٜ ٟ‬أ‪ٞ‬تٔ‪َٖ ٞ‬ؤُ ‪ٜ‬‬ ‫{ ‪٢‬إٕٖ غَ ‪ٚ‬س ايٖٓاع‪ ٢‬ذَا اي‪ِ َٛ ٞ‬‬

‫لكن المسلم ظاىره كباطنو‪ ،‬كالمؤمن باطنو خير من ظاىره‪ ،‬فقد يكوف‬ ‫ظاىره كهاىر عمر ‪ ‬فى الشدة لكن باطنو كاف رحمة‪ ،‬فاإلنساف قد يكوف شديدان‬ ‫على أكالده لكن ىذه َّ‬ ‫حب لهم كرحمة بهم‪ ،‬فهذا باطنو أفضل من ظاىره‬ ‫الشدة ّ​ّ‬ ‫بالنسبة لهم ككذلك المؤمن باطنو خير من ظاىره بالنسبة إلخوانو المسلمين‬ ‫أجمعين‪.‬‬ ‫كلذلك الصبلح ىو صبلح القلوب‪ ،‬إذا صلحت القلوب كاجهك عبلـ‬ ‫الغيوب كفتحت لك كل مواىبو ‪ ‬الهاىرة كالباطنة ألف اهلل قاؿ فى [ّٔاإلسراء]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫سر إنغبلؽ القلوب كعمى البصر‪:‬‬ ‫كقاؿ ‪ ‬فى الحديث الذل يكشف َّ‬ ‫{ ‪ٜ‬ي‪ِٛ‬ال إٔ ايػَٖ‪ٝ‬اطني ‪َٜ‬خُ‪ ََُٕٛٛ‬عً‪ ٢‬ق‪ًٛٝٝ‬بٔ َبٔٓ‪ ٞ‬آدّ يٓعس‪ٚ‬ا إىل ًَه‪ٛ‬ت‬ ‫‪50‬‬

‫ٔ بَٓٔ‪ ٞ‬آدََّ‪ٜ ،‬‬ ‫ال‬ ‫ني ‪َٜ‬خُ‪ َٕ َُٛٛ‬عًَ‪ ٢ٜ‬أ‪ٜ‬عِ‪٢ ُٝ‬‬ ‫ايطُا‪ٚ‬ات } ‪ ،‬كفى ركاية‪{ :‬ايػٖ‪َٝ‬اطٔ ُ‬ ‫‪51‬‬

‫ألزِض‪َٚ ،٢‬ي‪ِٜٛ‬ال‪ ٜ‬ذَاى‪ ٜ‬ي‪ٜ‬سَأ‪ِٜٚ‬ا ايعَذَا‪ٔ٥‬بَ}‬ ‫طَُ‪َٛ‬اتٔ ‪ٚ‬ا ‪ٜ‬‬ ‫‪َ​َٜ‬ت ‪ٜ‬فه‪٤‬سُ‪ٚ‬ا فٔ‪ًٜ َ​َ ٞ‬ه‪ٛٝ‬تٔ اي ٖ‬

‫إذان الجهاد ليس فى األكراد‪ ،‬كلكنو فى تصحيح خطوط اإلمداد التى تأتيك‬ ‫بالمدد من عند المنعم الجواد‪ ،‬فمهما كررت الورد كخطوط المدد من اهلل مقطوعة!‬ ‫عنها‬ ‫رضي اللَّوي ى‬ ‫ْٖ أىبو نعيم عن عائشةى ى‬ ‫ْٗ الصحيحين البخارل كمسلم عن أبى ىريرة ‪‬‬ ‫َٓ أخرجو أحمد من حديث أبى ىريرة‪ ،‬تخريج أحاديث اإلحياء العراقي‬ ‫ُٓ مصنف ابن أبى شيبة عن أبى ىريرة ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فإذان العطايا اإللهية ممنوعة‪ ،‬كىذا ما نراه فى أكثر المسلمين‪ ،‬فما أكثر المصلين‬ ‫اليوـ لكن أين المصلى الذل يفرح بضيافة مواله؟! كقد قاؿ ‪ ‬فيما يركيو عن‬ ‫ربو‪:‬‬ ‫{ ‪٢‬إَٕٓ بُـ‪ُٛٝ‬تٔ‪ ٞ‬يف ‪ٜ‬أ ِزقٔ‪ ٞ‬املطادٔدُ‪٢ٚ ،‬إَٕٓ شُ‪َٓٚ‬از‪ ٟ٢‬ف‪ٗٝ‬ا ُعَُٓازُٖا‪ ،‬ف‪ٛٝٛ‬بَ‪ٔ ٢‬يعَبِدٔ تَ ‪َٜٓٗٛ‬سَ يف‬ ‫‪52‬‬

‫بَـ‪ِٝ‬تٔ٘ٔ‪ ،‬ثِ شَا َزْٔ‪ ٞ‬يف بَـ‪ِٝ‬تٔ‪ ،ٞ‬ف‪ٜ‬خَلَٓ عًَ‪ ٢ٜ‬امل‪ٜ‬صُ‪ٚ‬ز‪ ٢‬إِٔ ُ‪ٜ‬ه‪ٞ‬س‪ َّ٢‬شَا‪ٔ٥‬سَ‪} ُٙ‬‬

‫قولو "ت‪ٗٛ‬س ف‪ ٢‬ب‪ٝ‬ت٘" أخذناىا على الهاىر أل الوضوء لكنو يقصد القلب‪،‬‬ ‫الهاىر مع الباطن‪ ،‬البيت الذل سينزؿ فيو كينهر فيو ىو القلب‪ ،‬فقد قاؿ ‪:‬‬ ‫‪53‬‬

‫{ ‪٢‬إٕٖ ايً‪ َ٘١‬ال‪َِٜٓ ٜ‬ع‪ٝ‬سُ إ‪٢‬ي‪ ٢ٜ‬ؾُ َ‪٢ ٛ‬زن‪َٚ ِ​ِٝ‬أ‪ََِٜٛ‬أيه‪َٚ ِ​ِٝ‬يهٔ​ِٔ ‪َِٜٓ‬ع‪ٝ‬سُ إ‪٢‬ي‪ ٢ٜ‬ق‪ًٔٛٝٝ‬به‪َٚ ِ​ِٝ‬أ‪ِ ٜ‬عَُأيه‪} ِ​ِٝ‬‬

‫أنت تطهر الهاىر من أجل المصلين معك ال يركف منك كال يشموف إال‬ ‫تطهر معهم‬ ‫ريحان طيبان كمنهران مليحان‪ ،‬لكن اهلل ‪ ‬يطَّلع على القلب فبلبد أف ّْ‬ ‫القلب‪.‬‬ ‫"‪ٚ‬حلْ عً‪ ٢‬املص‪ٚ‬ز إٔ ‪ٜ‬هسّ شا‪٥‬س‪ "ٙ‬كاإلكراـ ىنا ىو أف يعطينى إلهامان‬ ‫كأحس بها كأنا فى الصبلة؛ كيعطينى‬ ‫كخشوعان كحضوران كيذيقنى حبلكة اإليماف‬ ‫ُّ‬ ‫إخبلصان كيعطينى صدقان كيعطينى صفة من الصفات اإللهية النورانية كالتى كصف‬ ‫اهلل بها يك َّمل الصالحين كىى التى إذا كجدىا اإلنساف فإنو يدخل فى ديواف‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الصالحين كيفرح باهلل ‪ ‬كيصبح فى صبلة دائمة‪    :‬‬ ‫‪[       ‬المعارج]‪ ،‬فالناس تصلى خمس فرائض‪ ،‬لكن ىناؾ أناس يصلوف‬ ‫طواؿ اليوـ‪ ،‬كيف؟‬ ‫ذاكر هلل‪ ،‬ككلما يذكر اهلل‬ ‫دائم بينهم كبين اهلل‪ ،‬طواؿ كقتو قلبو ه‬ ‫كصل ه‬ ‫ىناؾ ه‬ ‫يذكره اهلل بتفضبلتو كبعواطفو كبرحمتو كبحنانتو كبعطاءاتو كبهباتو‪ ،‬كلذلك يقوؿ‬ ‫ِٓ فيض القدير كمرقاة المفاتيح‪.‬‬ ‫ّٓ صحيح مسلم عن أبى ىريرة ‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اإلماـ أبوالعزائم ‪ ‬كأرضاه فى ذلك‪:‬‬

‫كالعارؼ الفرد محبوب لخالقو‬ ‫نور يواجهو‬ ‫فى كل نفس لو ه‬

‫فات المقامات تحقيقان كتمكينا‬ ‫من حضرة الحق تحقيقان كتعيينا‬

‫فى كل نفس يذكر اهلل كيأتيو الرد من عطاء اهلل‪ ،‬كالعطاء قد يكوف نور‬ ‫الملىك‪ ،‬أك قد يكوف‬ ‫ملكوتى‪ ،‬أك قد يكوف نور ذاتى‪ ،‬أك قد يكوف إلهاـ عن طريق ى‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫إلهاـ عن طريق ركح ال يق يدس‪ ،‬أك قد يكوف إلهاـ فى مقاـ اللدنية‪   :‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٔٓ[  ‬الكهف] أك قد يكوف إلهاـ عن طريق الحضرة الذاتية ‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ِِٖ[ ‬البقرة]‪ ،‬إذان يكوف دكمان فى عطاءات كفى ىبات كفى تفضبلت ألف قلبو‬ ‫يواصل حضرة الذات كبالتالى تكوف خطوط اإلمداد بينو كبين اهلل ‪ ‬فيها صلة‬ ‫كفيها اتصاؿ دائم مع حضرة اهلل‪.‬‬ ‫إذان يجب على المريد قبل أف يبدأ كيواصل مواله أف يصحح خطوط اإلمداد‬ ‫كيصفيو َّ‬ ‫التى بينو كبين اهلل‪ ،‬يصحح القلب ّْ‬ ‫كينقيو حتى يرقّْيو اهلل ‪ ‬كيتنزؿ بأنواره‬ ‫العلية فيو‪ ،‬ثم يبدأ بعد ذلك كيواليو بلطائفو القدسية كبأنواره الذاتية كبعلومو الغيبية‬ ‫حتى أنو بعد ذلك إذا نطق؛ يكوف شأنو شأف من قاؿ فيهم خير البرية ‪:‬‬ ‫{ اٖتك‪ٛٝ‬ا فٔسَاضَ‪ ٜ١‬امل‪ٝ‬ؤَِٔ​ٔ‪ ،٢‬ف‪٢‬إُْٖ٘ ‪َِٜٓ‬ع‪ٝ‬سُ بُٔٓ‪ٛ‬ز‪ ٢‬اهلل‪ ،‬ثُِٖ ق‪ٜ‬سَأ‪  :ٜ‬إٕٖ يف ذَئو‪ ٜ‬آل‪َٜ‬ا ٕ‬ ‫ت‬ ‫‪54‬‬ ‫ي ‪ُ​ًُٞ‬تَ‪َٛ‬ض‪ُٔٚ‬نيَ‪ ، } ‬كيركل اإلماـ الترمذل ‪ ،‬ما قالو ‪ ‬فى شأف عمر‪:‬‬ ‫‪55‬‬

‫دعٌَ اذتلٖ عً‪ ٢‬ئطإ‪ ٢‬عُ​ُس ‪ٚ‬ق‪ًٜٞ‬بٔ٘ }‬ ‫{ إ‪ ٕ٢‬اهلل َتعَاىل َ‬

‫أل أف الذل ينطق ليس عمر كلكن الحق ىو الذل ينطق على لساف عمر‪،‬‬ ‫كلذلك كاف ينزؿ القرآف فى أكثر من كاقعة على رأيو‪ ،‬ألنو ليس لو فى نفسو رأل‬ ‫كلكن كاف اهلل ‪ ‬ىو الذل يواليو كيتواله كينطق على لسانو بما يحبو كيرضاه ‪.‬‬ ‫ْٓ سنن الترمذل عن أبى سعيد الخدرل ‪‬‬ ‫ٓ​ٓ مسند اإلماـ أحمد عن عبد اهلل بن عمر رضى اهلل عنهما‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫غير ذلك يكوف جهاد يجعل صاحبو دائمان فى صدكد كفى بعاد‪ ،‬كىذا ما‬ ‫يعانى منو كثير من السالكين كالمريدين‪ ،‬كأحيانان من َّ‬ ‫يدعوف أنهم أفراد أك أكتاد!!‬ ‫نقى تبرز‬ ‫‪ ..‬لماذا؟ ألنو لم ىيؤ ّْ‬ ‫صل األصل األكؿ كالذل عليو ّْ‬ ‫المعوؿ كىو ه‬ ‫تقى ه‬ ‫قلب ه‬ ‫منو النوايا خالصة لوجو اهلل فى أل نهرة عين أك حركة إصبع! كفى أل خطوة قدـ!‬ ‫أك كضع أل عضو من األعضاء فى أل ناحية من األنحاء! ال يتحرؾ عضو إال بأمر‬ ‫القلب!‬ ‫كيف؟ ألف ىذه األعضاء جنود منفذكف‪ ،‬كىم سبعة أعضاء كىى العين‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫كاألذف كاللساف كاليد كالرجل كالفرج كالبطن بعدد أبواب النار‪    :‬‬ ‫الحكم للقلب أصبحوا أبوابان للجنة‪ ،‬كأبواب الجنة ثمانية‪،‬‬ ‫‪ ْ​ْ[ ‬الحجر] فإذا كاف ي‬ ‫فإذا كاف الحكم للنفس كىى التى تصدر األكامر فإف ىذه األعضاء ستصبح فى‬ ‫غفلة كفى معصية كفى بعد كفى قطيعة عن اهلل كتكوف ىنا أبوابان لجهنم‪ ،‬فهذه‬ ‫األعضاء غير مسئولة كلذلك ستأتى يوـ القيامة كتشهد عليك‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ُِ[   ‬فصلت] ‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ٔٓ[ ‬يس]‬

‫فاألعضاء تصبح شهودان كالشاىد ال يحاسب على أنو مجرـ‪ ،‬كلكن المجرـ‬ ‫ىو الذل أصدر األكامر ‪ ...‬فصبلح اإلنساف يتوقف على من بيده دفة األمور فى‬ ‫ىذا اإلنساف‪ ،‬كىو الذل يصدر األكامر للجوارح لكى تنفذ!‬ ‫إذا كاف من يصدرىا النفس فيكوف اإلنساف كما قاؿ اهلل ‪:‬‬ ‫‪[    ‬الشمس]‪ ،‬كإذا سلَّم القياد للقلب بعد صفاءه كنقاءه كتطهيره فإف‬ ‫‪  ‬‬ ‫الرب بغير كاسطة كسيأمر الجوارح بما فيو رضا الرب ‪،‬‬ ‫القلب يتلقى مباشرة من ّْ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫كمصطفاه‪   :‬‬

‫كتصبح حركات كسكنات اإلنساف داخلة فى قوؿ اهلل لحبيبو‬

‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪[   ‬األنعاـ] ‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫إذان صبلح الجوارح يحتاج إلى صبلح القلب‪ ،‬كصبلح األعماؿ يحتاج إلى‬ ‫صبلح النيَّة‪ ،‬كصبلح النيَّة يتوقف على صبلح القلب‪ ،‬كقبوؿ العمل عند اهلل‬ ‫يتوقف على اإلخبلص‪ ،‬كاإلخبلص من القلب‪ ،‬فالمرجع كلو إذان كالمدار على‬ ‫القلب!! كلذلك يكوف اإلعبلف العاـ يوـ القيامة فى دائرة القضاء اإللهى‪:‬‬ ‫{ َ​َِٔ َع ٌَُٔ ئ‪َ ٞ‬ع َُال‪ ٟ‬أ‪ٜ‬غِسَى‪ ٜ‬فٔ‪ ٔ٘ٝ‬غ‪ِٜٝ‬س‪ٜ ٟ٢‬فُٗ‪ َٛ‬ي‪ ُٜ٘‬ن‪ٚ ،ُ٘٥ًٝ‬ف‪ ٢‬ز‪ٚ‬ا‪ٜ -١ٜ‬فُٗ‪ َٛ‬ي‪ ُٜ٘‬ن‪َٚ ًُ٘ٓٝٝ‬أْا‬ ‫‪56‬‬

‫َُِٔٓ٘ بَس‪َٜٚ - ْ٤ٟ٢‬أَْا أ‪ٜ‬غ‪ ٢َٓٞ‬ايػٗسَن‪ٜ‬ا‪ ٔ٤‬عَٔ‪ ٢‬ايػسِىٔ }‬

‫ق ف اهدزج‬ ‫مضساز اه ُس ِ‬ ‫يتوقف علو اإلنساف فى درجات القرب على النوايا كالطوايا التى تصاحب‬ ‫العمل هلل ‪ ... ،‬إذا كاف يريد بعملو الخلق فهو مناف هق‪ ،‬كإذا كاف يريد بعملو‬ ‫مسلم‪ ،‬كإذا كاف يريد بعملو كجو اهلل فقد دخل فى مقامات‬ ‫الدار اآلخرة فهو‬ ‫ه‬ ‫رب العالمين‪.‬‬ ‫اإلحساف ألف المحسنين ىم الذين يعملوف العمل طالبين رضاء ّْ‬ ‫كل حركاتك كسكناتك‬ ‫ككل ذلك مداره على القلب‪ ،‬فإذا أردت أف تكوف ُّ‬ ‫طاعات فبلبد أف تصحصح القلب حتى يكوف كاعيان كساعيان كيتلقى من اهلل ‪‬‬ ‫تصحح بها األعماؿ‪ ،‬كلذلك‬ ‫عند كل حركة كسكنة نوايا سديدة كإلهامات رشيدة ّْ‬ ‫كاف ‪ ‬يقوؿ كما أصدقو كما أحكمو صلوات ربى كتسليماتو عليو‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫طَٗسُ }‬ ‫{ َ‪ٚ‬زُبٖ ق‪ٜ‬ا‪ ٣ِٔ٥‬ي‪ِٝ ٜ‬ظَ ي‪ ِٔ​َٔ ُٜ٘‬قٔ‪َٝ‬أَ٘ٔ إ‪٢‬ال‪ ٤‬اي ٖ‬ ‫ٔٓ ابن جرير عن أبى ىريرة‪ ،.‬كزيادة الركاية أخرجها مالم من حديث أبى ىريرة أيضان‪.‬‬ ‫ٕٓ ركاه أحمد كابن ماجو كسنن البيهقى الكبرل عن أبى ىريرة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فالنائم قد يكوف أفضل! كيف يكوف نائمان كأفضل من القائم؟‬

‫ألنو نائم كقلبو بمواله ىائم‪ ،‬فمن الجائز أف تكوف األعضاء متعبة كال‬ ‫كفاكر‬ ‫حاضر‬ ‫قلب‬ ‫تستجيب للصبلة لكن القلب فيو صلة بينو كبين مواله‪ ،‬ه‬ ‫كذاكر ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫كشاكر لمواله‪ ،‬كاآلخر من الجائز أف تكوف األعضاء كاقفة كتركع كتسجد كلكن‬ ‫ه‬ ‫القلب شارد عن مواله!‬ ‫كيكرموه فى‬ ‫ىذا القلب يريد من الخلق أف تمدحو على ىذا العمل كيعهّْموه ّْ‬ ‫ىذه الحياة كىو يعمل من أجل الرياء كالسمعة‪ ،‬ىذا العمل غير مقبوؿ عند اهلل‬ ‫‪ ،‬كلذلك تصدر أحيانان من بعض الصالحين أعماؿ يهنها بعض الجهاؿ شركر‬ ‫كآثاـ كىى قربات كبركات عند الواحد العبلـ ‪ ،‬ألف العارفين يريدكف اهلل‪:‬‬ ‫بص ػ ػ ػ ػػدؽ ذات م ػ ػ ػ ػػوالؾ العلي ػ ػ ػ ػػة‬

‫فخػ ػ ػ ػ ػػل الخلػ ػ ػ ػ ػػق خلفػ ػ ػ ػ ػػك ثػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫عام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫كال يريدكف الههور كال الشهرة كال الرياء كال السمعة‪ ،‬كفيهم يقوؿ ‪:‬‬ ‫‪58‬‬

‫ألبَسٖ‪} ُٙ‬‬ ‫طُِ َس‪ ٢ِٜٔ‬ال ‪ِ ُٜ‬ؤبَُ٘ ي‪ ،ُٜ٘‬ي‪ ِٜٛ‬أ‪ٜ‬ق‪ٞ‬طََِ عًَ‪ ٢ٜ‬ايً‪ٜ ٔ٘١‬‬ ‫غ َعحَ أ‪ٜ‬غ‪ٞ‬بَ َس ذٔ‪ٔ ٟ‬‬ ‫{ ن‪ ِٔ​َٔ ِ​ِٜ‬أ‪ِ ٜ‬‬

‫فكاف ىدفهم دائمان أف يسقطوا شهرتهم بين الخلق حتى يهلوا دائمان فى‬ ‫صفاء كنقاء مع الحق ‪ ،‬ألف الخلق لو عرفت إنسانان كلو كاف من كبار المقربين‬ ‫رب العالمين كيقطعوه عن مناجات اهلل كاألينس باهلل جل فى عبله‪:‬‬ ‫ربما يشغلوه عن ّْ‬ ‫ػهود أى ػ ػ ػ ػػل البع ػ ػ ػ ػػد ف ػ ػ ػ ػػى األدكار‬ ‫كالخل ػ ػػق فتن ػ ػػة م ػ ػػن أردت ص ػ ػػدكده كش ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫لكن اهلل إذا أراد أف يجمع العباد عليو فهذا شأنو‪ ،‬لكن ال يسعى ىو للخلق‬ ‫ليعرفوه كيتعرفوا عليو ألنو ال يريد إال الحق ‪ ،‬فإذا صلح القلب فيكوف كما‬ ‫يقوؿ سيدل أبويزيد البسطامى ‪ ‬كأرضاه‪( :‬ي‪ ٛ‬قاٍ ايعازف ضبخإ اهلل بؿفا‪٤‬‬ ‫قًب َس‪ٚ ٠‬احد‪ ٠‬ف‪ ٢‬عُس‪ ٙ‬يهفت٘ ف‪ ٢‬دْ‪ٝ‬ا‪ٚ ٙ‬ف‪ ٢‬أخسا‪ ،)ٙ‬فمثلو ال يحتاج إلى عدد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٖٓ سنن الترمذم عن أنس بن مالك‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ألنو يوجد مدد‪ ،‬كمثل ىؤالء كرد معنى حديث رسوؿ اهلل ‪:‬‬

‫{ إٕ هلل عبادا‪ ٟ‬ايتطب‪ٝ‬خ‪ َٔ ١‬أحدِٖ َجـٌ دبـٌ أحُـد }‪ٚ ،‬فـ‪ ٢‬األثـس‪:‬‬ ‫{ ‪ٚ‬زبٖ تطب‪ٝ‬خ‪ َٔ ١‬إْطإ أفكٌ َـٔ َـٌ‪ ٤‬األزض َـٔ عُـٌ غـري‪ٚ ،ٙ‬نـإ‬ ‫إدز‪ٜ‬ظ ‪ٜ‬سفع ي٘ يف اي‪َ ّٛٝ‬جٌ عٌُ مج‪ٝ‬ع أٌٖ ا ألزض; ‪ٚ‬إٔ ايسدًني ي‪ٝ‬ه‪ْٛ‬إ يف‬ ‫‪59‬‬

‫ايؿف ‪ ٚ‬أدس َا بني ؾالتُٗا نُا بني ايطُا‪ٚ ٤‬األزض‪}.‬‬

‫كلذا قس على ذلك فكلنا نقرأ الفاتحة كلكن ىل قراءتنا كاحدة؟!ككلنا‬ ‫نصلى فهل صبلتنا كاحدة!! بالطبع ال كقد كردت األحاديث فى ذلك!‬ ‫كخذكا مثاالن فسيدل عبد العزيز الديرينى ‪ ‬كأرضاه ككاف من العلماء‬ ‫العاملين من رجاؿ األزىر‪ ،‬أخذ منو أحد التجار قرضان ككاف من بلدة أخرل غير‬ ‫كمر على بلد عند آذاف المغرب فدخل ليصلى‬ ‫بلدتو‪ ،‬كذىب ليطالبو بهذا القرض َّ‬ ‫المغرب‪ ،‬فصلى بهم إماـ ال يحسن التجويد‪ ،‬فقاؿ فى نفسو أظل فى ىذا البلد‬ ‫حتى أصحح لهذا اإلماـ القراءة ثم أذىب إلى التاجر أطالب بحقى – ألنو كاف‬ ‫عندىم الدين النصيحة – كبعد السبلـ إذا باإلماـ يقوؿ لو‪ :‬يا عبد العزيز أسرع إلى‬ ‫التاجر ألنو غدان سيسافر إلى الشاـ كلن يرجع إال بعد شهرين‪.‬‬ ‫فأسرع فخرج كعندما كصل إلى التاجر كجده يجهز الجماؿ كاألحماؿ‬ ‫كسيسافر فى الفجر‪ ،‬ثم رجع للرجل مرة أخرل‪ ،‬كقاؿ لو‪ :‬يا عبد العزيز‪:‬‬ ‫{ اٖتُ​ُتِ بًخٔ ايًطإ ‪ٚ‬مل تٗتُ‪ٛ‬ا بًخٔ ايكً‪ٛ‬ب فخذبتِ عٔ َ‪ٛ‬ايع‪ ١‬ايػ‪ٛٝ‬ب ‪،‬‬ ‫‪ٚ‬اٖتُ​ُٓا بتك‪ ِٜٛ‬ايكً‪ٛ‬ب ف‪ٛ‬م إؾالح ايًطإ فهػف اهلل ‪ ‬يٓا ايػ‪ٝ‬ب ع‪ٝ‬إ }‬

‫فالشاىد أف إصبلح القلوب ىو الذل عليو المعوؿ‪ ،‬كىذه ىى بداية‬ ‫البداية‪ ،‬كىى سر كل نهاية كسر كل فتح كسر كل خير‪ ،‬ككل ىذا مبدؤه صدؽ النيَّة‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٗٓ حديث جبل أحد كرد فى القرطاس لحسين شرؼ الدين‪ ،‬كاآلثار كردت فى مجموع فتاكل ابن تيمية‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يحرؾ اإلنساف‬ ‫كإخبلص الطويَّة‪ .....‬كفى النهاية فاألمر كلو فى القلب فهو الذل ّْ‬ ‫الرب كالذل يفتح لو أبواب القرب كخزف إإلنعاـ كالمدد كالودّْ‪.‬‬ ‫نحو ّْ‬

‫‪ً ‬ف ح اهةاح‬ ‫فإف كاف ذلمك فكيف إذان أصلح القلب؟‬ ‫قالوا فى حكمة بسيطة‪:‬‬ ‫{ ايكًب ب‪ٝ‬ت ايسب‪ ٚ‬ف‪ٗٛ‬س‪ ٙ‬ي٘ باذتب‪} ٚ‬‬

‫نحن جئنا إلى الدنيا كعندنا شواغل كثيرة[ُْ آؿ عمراف]‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫كل ىذه االشياء تشغل اإلنساف كىو يحبُّها‪ ،‬يريد امرأ نة جميلةن مع أنها قد‬ ‫تشغلو كيموت فى ىواىا كتكلفو ما ال يطيق‪ ،‬كيريد أكالدان يكونوف قرة عين لو كربما‬ ‫قد ينشغل بهم عن اهلل أك يصيركف سبب تعاستو فيما بعد‪ ،‬كينبهو مواله كيقوؿ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫[ُْ التغابن]‪    ،‬‬

‫‪[‬التغابن‪]ُٓ:‬‬

‫على يومان كقاؿ‪ :‬أصبحت‬ ‫كال فائدة من ذلك!! ‪ ...‬كلذلك أصبح سيدنا ٌ‬ ‫أحب الفتنة‪ ،‬فسألوه عن الفتنة؟ فقاؿ لهم ىى األكالد‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ككلكم يعلم أ َّف بريق الفلوس يجعل اإلنساف يدكس على كل الرءكس!!‪،‬‬ ‫ككلنا نعهّْم الذل معو الماؿ‪ ،‬كال نعطى أل اىتماـ لمن ال يملك الماؿ ‪ ....‬كىذا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حاؿ المجتمع كلو على أغلب األحواؿ!!‪ ،‬فلو قلت للناس ‪ :‬كيف تصنعوف ذلك‬ ‫‪ ُّ[        ‬الحجرات]!!!‪ ،‬لقيل إف ذلك‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كاهلل ‪ ‬يقوؿ‪   :‬‬ ‫فى الدار اآلخرة‪ ،‬كلكن ىنا أكرمنا أغنانا!!‬ ‫كاهلل ال يريد فى القلب غيره‪ ،‬فإذا كجد فى القلب شيئان من الدنيا تركو كلم‬ ‫يحل بمعانى كدّْه كأنوار قربو فى مكاف إال إذا كاف ليس لو فيو‬ ‫يتنزؿ فيو فهو ال ُّ‬ ‫يغار على قلوب أحبابو‬ ‫شريك!! ‪ ...‬ىل ىذا مفهوـ يا إخوانى! ‪ ....‬كلذا فهو ي‬ ‫كأصفيائو من أل شغل بسواه‪ ،‬ليكوف لهم دائما القدر األسمى عند اهلل ‪ ..‬فعندما‬ ‫رأل خليلو إبراىيم انشغل قليبلن بالولد أمره أف يأخذه ىو كأمو كيتركهما فى صحراء‬ ‫يحب أال يرل فى قلوب أكلياءه سول ذاتو‪،‬‬ ‫ال زرع فيها كال ماء!! ‪ ،‬ألنو ال‬ ‫ُّ‬ ‫فخلعهم الخليل من قلبو‪ ،‬كبعد فترة ذىب ليزكرىم فوجد ابنو فى صفوة الشباب‬ ‫كلو زىوة فدخل قلبو‪ ،‬فأمره اهلل أف يذبحو‪ ،‬ألف اهلل ‪ ‬غيور كأنواره سفور كال يريد‬ ‫أف يكوف فى قلب عبده سواه!!‬ ‫يطهر القلب لحضرة اهلل ‪ ،‬كىذا ىو‬ ‫كىذا ىو‬ ‫الحب الحقيقى الذل ّْ‬ ‫ُّ‬ ‫المقاـ الثانى فى الجهاد كالذل يحقق للعبد الصبلحية ألف يكوف من أىل القرب‬ ‫كالوداد‪ ،‬إذا اطلَّعوا على قلبو كلم يجدكا فيو غير اإلنشغاؿ بالكليَّة لربّْو ‪ ‬رفعوا‬ ‫عنو كل حجاب كأالحوا لو علً َّى الجناب كفتحوا لو الرحاب كسجلوه فى ديواف‬ ‫رب البرية‪ :‬ىذا جمالى تمتع بى بغير حجاب‪.‬‬ ‫األحباب كقاؿ لو ّْ‬ ‫‪ٚ‬ؾً‪ ٢‬اهلل عً‪ ٢‬ض‪ٝ‬دْا ستُد ‪ٚ‬عً‪ ٢‬آي٘ ‪ٚ‬ؾخب٘ ‪ٚ‬ضًِ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪60‬‬

‫‪ ‬أةف‪ ٚ‬اهقوب‪  ،‬جٔ د اهِفظ‪  ،‬ةف ُء اهقوب‪،‬‬

‫‪ ًِٔ ‬ج اهط هم ه ِ٘‪ٙ‬س اهقوب احل هم‬ ‫مٗالً‪ -‬أسن اهِف ق اه وٌ ٗاه ٌو‬ ‫ًّ م ٘اب اهِف ق اه ٌو‬ ‫ث ُ‪ -ً ٚ‬احلسص عو اهق‪ َ ٚ‬هفسا ض‬ ‫ث هث ً‪ -‬احلسص عو مُف ضٕ ٗةخ ٕ اهسٗح ُ‪َّٚ‬‬ ‫زا ً‪ -‬حمبَّ اهلل ٗزض٘هٕ ًّٗ ٗاالٍٓ‬ ‫خ ًط ً‪ :‬اه يه‪ٚ‬ف ني اأخ٘اْ‪:‬‬ ‫ض دضً‪ :‬اخلسٗج ًّ ع٘ا دٖ ًٗيه٘ف إٔ ًع املدازاة‬ ‫ض‬

‫ً​ً​ً‪ -‬احلسص عو ضاً ٗزع ‪ُ ٙ‬فطٕ‬

‫ث ًًِ‪ -‬اهق‪٘ َ ٚ‬اجب اه٘قت ًع حفظ املسأب‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َٔ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل‪ ،‬الخميس ِ​ِ جماد األكؿ ُُّْىػ‪ ٔ ،‬مايو ََُِـ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 72

AAAAAAAAAA 

                  89

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهب ب اهث ُ‬ ‫‪ ‬أةف‪ ٚ‬اهقةةةةةةةةةوب‬ ‫بطِ اهلل ايسمحٔ ايسح‪ِٝ‬‬

‫الحمد هلل الذل كجهنا لما يحبو كيرضاه كجعل أفئدتنا تتجو إلى حضرتو‬ ‫كتطلب منو صافى شراب أىل قربو كمودتو‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ على خير مراـ ينالو‬ ‫المصطفوف من األناـ سيدنا محمد بدر التجليات كشمس اإلشراقات فى القلوب‬ ‫عد كال يي ُّ‬ ‫النيرات كصاحب الشفاعة العهمى كالكرـ الذل ال يي ُّ‬ ‫حد يوـ لقاء الواحد‬ ‫األحد‪ ،‬صلى اهلل عليو كعلى آلو التقاة كأصحابو الهداة ككل من مشى على نهجهم‬ ‫إلى يوـ الدين كعلينا معهم أجمعين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين‪:‬‬ ‫تناكلنا فى الفصل السابق بياف أكجز األصوؿ التى يناؿ بها العبد الوصوؿ‬ ‫إلى حضرة اهلل ‪ ‬كإلى القرب من حضرة الرسوؿ ‪ ،‬كبيَّنا أف األصل األكؿ فى‬ ‫ىذه األصوؿ ىو النيَّة الخالصة‪ ،‬كالتى معها سبلمة الطويَّة كصفاء القلب بالكليَّة‬ ‫رب البرية‬ ‫كحسن المقصد الذل يبغيو فى عملو أك فى قولو أك فى سيره كىو كجو ّْ‬ ‫‪.‬‬ ‫كاألصل الثانى كالثالث معان فى الوصوؿ إلى اهلل ‪ ‬ىما‪ :‬جهاد النفس‪،‬‬ ‫كتصفية القلب بالكليَّة‪ ،‬كاعلموا علم اليقين كما قاؿ األمير عبد القادر الجزائرل‬ ‫رحمة اهلل عليو فى مواقفو قولة سديدة‪:‬‬ ‫{ ال دند ف‪ ٢‬طس‪ٜ‬ل اهلل ‪ ‬مش‪ َٔ ١٤‬مل دناٖد ْفط٘ ‪ٚ‬ي‪ ٛ‬نإ غ‪ٝ‬د٘ ق‪ٛ‬ب اي‪ٛ‬قت }‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كنوضحها بمثاؿ‪ :‬لو مرض إنسا هف بداء فى جسمو كذىب إلى أعهم طبيب‬ ‫فى ىذا المجاؿ فى ىذا العصر فى الشرؽ كالغرب‪ ،‬كعرض عليو نفسو ككشف‬ ‫عليو ككتب لو تذكرة دكاء‪ ،‬لكن المريض أخذ التذكرة كلم يشت ًر الدكاء‪ ،‬أك اشترل‬ ‫الدكاء كلم يستخدمو ‪ ...‬ىل يتم لو الشفاء؟! ال !!!‬ ‫كيف؟ مع أنو ذىب إلى أعهم طبيب فى عصره! لكن الطبيب يصف‬ ‫الدكاء بعد بياف الداء‪ ،‬كعلى المريض الذل يريد الشفاء أف يستخدـ ىذا الدكاء‬ ‫بالحكمة التى كصفها لو ىذا الطبيب النيطاسى حتى ييزاؿ عنو األلم كييشفى من ىذا‬ ‫الداء‪ ،‬كمن ىنا فاألمر الباطن كثل ىذا المثاؿ الهاىر!‪....‬‬

‫‪ ‬جٔ د اهِفظ‬ ‫أغيار تمنعو‬ ‫النفس لها عللها التى تمنعها من الفتح‪ ،‬كالقلب قد يكوف عليو ه‬ ‫يسمى‬ ‫المقربين كاألخيار‪ ،‬كاألغيار تعنى كل شئ غير اهلل! فهو َّ‬ ‫من التحقق بمقاـ َّ‬ ‫غيران فى القرب إلى اهلل ‪ ،‬فبلبد للمرء من جهاد نفسو ليقضى على العلل التى تمنعو‬ ‫من القرب من ربّْو‪ ،‬كالبد أف يجاىد فى تصفية قلبو لتشرؽ عليو األنوار‪ ،‬كتلوح فى‬ ‫يخص بها اهلل ‪ ‬الصالحين كاألبرار‪.‬‬ ‫أفقو األسرار‪ ،‬كيتمتع بالعطايا التى‬ ‫ُّ‬ ‫كجهاد النفس يكوف بعبلج البواعث النفسية كالعلل النفسية ‪ ....‬التى تمنع‬ ‫رب البرية ‪ ،‬كالبواعث كالعلل النفسية ىى الشهوات‬ ‫اإلنساف من القرب من ّْ‬ ‫رب‬ ‫الدنية التى تشغل اإلنساف فى ىذه الحياة الكونية ‪ ....‬كتبعده عن القرب من ّْ‬ ‫البرية ‪ ....‬كتجعلو غير أىل ألل عطية‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ُْ[    ‬آؿ عمراف]‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كالبد أف يعلم المجاىد لنفسو ما ىى الغاية كالمقصد من ىذا الجهاد حتى‬ ‫يتمكن من مجاىدة نفسو‪.‬‬ ‫الغاية من ىذا الجهاد أف يطوع شهوات نفسو كرغباتها كأىوائها فى سبيل‬ ‫الهفر كالنيل لعطايا ربّْو التى يخصها للصالحين‪ ،‬كسبيل ذلك أف يتحقق بالعبودية‬ ‫لرب العالمين ‪ ،‬كل الجهاد إف كاف كسيلتو الصبلة‪ ،‬أك الصياـ‪ ،‬أك كسيلتو‬ ‫ّْ‬ ‫األذكار كالعبادات‪ ،‬أك الصدقات‪ ،‬أك كسيلتو خدمة المساكين كالفقراء كاليتامى‬ ‫كاألرامل‪ ،‬أك كسيلتو لذلك خدمة الصالحين ‪ ...‬كل ىذه الوسائل الغاية من كرائها‬ ‫يقوؿ فيها اإلماـ أبوالعزائم ‪:‬‬ ‫ّ​ّ‬ ‫كلى‬ ‫تلك الرياضة يا مسكين غايتها ذؿ كمسكنةه إف صح أنت ٌ‬ ‫غاية ىذه الرياضات أف يصل اإلنساف المجاىد!!! كالمجاىدة التى بها تتم‬ ‫كالسنة‪ ،‬فأل جهاد على غير القرآف‬ ‫المشاىدة البد أف تكوف على منهج القرآف ي‬ ‫لسنة إنما ىو سبيل من يسبل الغواية! كليس سبيبلن من سبل الهداية كالعناية التى‬ ‫كا ي‬ ‫رب العالمين ليعطى منها الوىب كالعطايا للصالحين‪ ،‬فشرط الجهاد أف‬ ‫فتحها ّْ‬ ‫كالسنة‪.‬‬ ‫يكوف على منهج القرآف ي‬ ‫غاية الجهاد أف يتخلق اإلنساف بأخبلؽ العبودية‪ ،‬كلذلك قاؿ اهلل ‪ ‬عندما‬ ‫قاؿ لو أبويزيد البسطامى ‪ :‬بًم يتقرب إليك المتقربوف يارب؟ قاؿ تعالى‪:‬‬ ‫{ مبا ي‪ٝ‬ظ ف‪ ،ٖ٢‬قاٍ‪َٚ :‬ا اير‪ ٣‬ي‪ٝ‬ظ ف‪ٝ‬و؟ قاٍ‪ :‬ايرٍ ‪ٚ‬املطهٓ‪١‬‬ ‫‪ٚ‬ايفكس ‪ٚ‬اذتاد‪ٚ ١‬اإلق‪ٛ‬ساز }‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫رب‬ ‫كما شابو ذلك من أكصاؼ العبودية التى بها يتأىل المرء لنيل العطيَّة من ّْ‬ ‫البرية ‪ ،‬كأكصاؼ العبودية ىذه تكوف فى مواجهاتو مع ربّْو‪ ،‬كليس للخلق كإنما‬ ‫للخالق جل كعبل‪ ،‬أكصاؼ العبودية تحتاج إلى جهاد شديد حتى يتخلص اإلنساف‬ ‫من أكصافو اإلبليسية كالحيوانية كالسبعية! ‪ ..‬لماذا؟‬ ‫ألف اإلنساف يجبًل على ىذه األكصاؼ كىى التى تناسب التراب كالطين‬ ‫الذل خلقو اهلل منو كتناسب األرض كالسفل الذل جاءت منو عناصره الجسمانية!!‬ ‫حب العناصر التى خلق منها ليكوف مياالن بطبعو إلى ما بو حفهها! البد‬ ‫فجبل على ّْ‬ ‫من يأكل كيشرب كينكح كيسكن‪ ،‬فلؤلكل ال بد أف يشتهى الطعاـ كللتناسل البد‬ ‫من الجنس! كلوال الركح أكنفخة اهلل التى َّ‬ ‫جملت الطين فجعلتو سميعان بصيران عاقبلن‬ ‫سبيل للعلو أبداي!‬ ‫كمدركان كفاعبلن قديران‪ ،‬فلوالىا ما كاف لو ه‬

‫فالنفوس التى تسوس ىذا البدف تدفعو لما يناسبو‪ ،‬كالركح تريد منو العلو‬ ‫عن ذلك كالتخلق بما يناسبها كيقربها من أصلها! فإذان ىو مجبوؿ على تلك‬ ‫الفطر! كالبد لو من جهاد فى تغيير ىذه األكصاؼ الدنيَّة ليتحلِّى باألكصاؼ‬ ‫ً‬ ‫كجبً ىل كما قاؿ تعالى‪:‬‬ ‫النورانية العليَّة‪ ،‬فهو قد يخل ىق ي‬ ‫‪[   ‬األحزاب]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫إذان البد أف يجاىد فى تغيير كصفو من الهلم إلى العدؿ فى أل أمر أك أل‬ ‫شأف!! ‪ ....‬حتى كاف ‪ ‬كما تعلموف أيلهم العدؿ كىو فى رضاعو! فعندما علم‬ ‫بفطرتو أف لو شريك فى الرضاعة كاف ال يتناكؿ إال ثديان كاحدان كيترؾ اآلخر ألخيو‬ ‫مصة ألف اهلل ىجبىػلىو على‬ ‫يمص منو َّ‬ ‫فى الرضاع كيرفض أف يتناكلو أك يقربو أك ُّ‬ ‫العدؿ‪ ،‬ككاف ‪ ‬من شدة عدالتو يبادؿ الطعاـ بين أضراسو‪ ،‬أل يمضغ على الجهة‬ ‫اليمنى مرة كعلى الجهة اليسرل مرة‪ ،‬عدالة مطلقة فى كل أمر كفى كل شأف‪،‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كىكذا كاف الرجاؿ الذين رباىم ‪ ‬على تلك العدالة‪ ،‬كالذين كاف يقوؿ لهم‪:‬‬

‫‪61‬‬

‫{ ‪ٝ َٚ‬قٌ‪ ٢‬اي‪ٞ‬خَلَٓ ‪َٚ‬ي‪ ِٜٛ‬عًَ‪َْ ٢ٜ‬ف‪ٞ‬طٔو‪ٚ } ٜ‬ف‪ ٢‬آخس‪ٝ { :‬قٌ‪ ٢‬اذت‪ٜ‬لٖ ‪٢َٚ‬إِٕ ن‪ٜ‬إَ َُسٖا‪} ٟ‬‬

‫ىذا مثاؿ من ىذا الجهاد فى العدؿ‪ ،‬كخذكا مثاالن آخر ‪...‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪[       ‬اإلسراء]‪ ،‬فطبيعة اإلنساف‪    :‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ُِٖ[ ‬النساء]‬

‫الشح كالبخل تزيّْن لو نفسو‬ ‫الشح كالبخل‪ ،‬كفى سبيل‬ ‫فطبيعة اإلنساف‬ ‫ُّ‬ ‫ّْ‬ ‫سيفرؽ بين‬ ‫الحصوؿ على الدنيا من أل سبب كبأل طريق‪ ،‬كلو كاف فى سبيل ذلك ّْ‬ ‫حب‬ ‫صديقين! أك سيصنع قطيعة بين قريبين! أك سيصنع مشكلة بين زكجين! ألف َّ‬ ‫الماؿ يجعلو ال يبالى بهذه األعماؿ كيرتكب ىذه الفهائع التى تقشعر منها‬ ‫األبداف‪ ،‬ألنو يستبيح أل كسيلة فى سبيل الحصوؿ على الماؿ !!!!‬ ‫كلكنو لم يعرؼ َّ‬ ‫أف اهلل ‪ ‬كتب على خزائن كرمو المخصوصة لعباده‬ ‫المخصوصين أنو ال يناؿ أحد شيئان منها إال إذا تخلَّق باسم اهلل الكريم بين جميع‬ ‫المخلوقين‪ ،‬أل البد أف يكوف كريمان فى فعالو‪ ،‬ككريمان فى مالو‪ ،‬ككريمان فى أحوالو‬ ‫حتى ينيلو اهلل ‪ ‬ىذا الفتح المبين !! إذان الجهاد ىنا فى التخلق بخلق الكرـ‬ ‫الربَّانى على منهج الحبيب األعهم ‪.... ‬‬ ‫كقس على ىذين المثلين السابقين جهاد النفس لمن أراد أف يكوف من أىل‬ ‫الخصوصية فى الجهاد لتصفية القلب كالتخلَّق باألخبلؽ العليَّة بعد التخلّْى عن‬ ‫تحب اإلكثار من الكبلـ مع األناـ‪،‬‬ ‫األخبلؽ الرديَّة ك السفليَّة المؤذيَّة‪ ،‬فلو كنت ُّ‬ ‫فهذا يخليق يحجب من خزائن الحكمة التى يقوؿ فيها اهلل‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫مران) ركاه أحمد عن أبى ذر‪.‬‬ ‫ُٔحديث"كلو على نفسك" ابن الن َّ‬ ‫علي ‪ ‬جامع المسانيد كالمراسيل‪ ،‬حديث (لو كاف َّ‬ ‫َّجار عن ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫[ِٗٔ البقرة]‪ ،‬كمفتاحها يقوؿ فيو ‪:‬‬

‫‪62‬‬

‫ذت ‪ٞ‬هَُ‪} ٜ١‬‬ ‫ؾُِتا‪َٚ ٟ‬شُِٖدا‪ ٟ‬ف‪ٜ‬اق‪ٞ‬تَ ‪٢‬سبُ‪ٛ‬ا َُِٔٓ٘ ف‪٢ٜ‬إَُْٓ٘ ‪ًٜ ُٜ‬ك‪ ُٜٔٓ‬ا ٔ‬ ‫دٌَ ق‪ٜ‬دِ أ‪ٚٝ‬تٔ‪َ َٞ‬‬ ‫{ إ‪٢‬ذَا زَ‪ٜ‬أ‪ِٜ‬تُُِ اي ٓسَ ُ‬

‫إذان جهادل ألناؿ ىذا الفوز العهيم كأكوف حكيمان كتفتح لى كل خزائن‬ ‫الحكيم أف أجاىد فى إمساؾ لسانى إال عما قاؿ فيو اهلل‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪ ُ​ُْ[ ‬النساء]‬

‫إذان جهاد النفس يا إخوانى ىو لتصفية القلب كللتخلق بأخبلؽ العبودية‪،‬‬ ‫كإمامنا فيها أجمعين ىو خير البرية ‪.‬‬ ‫أما الجهاد فى العبادات فهذا جهاد العابدين‪ ،‬كربما كانت كل خزائن الفتح‬ ‫فى ىذا الميداف موصد نة أمامهم‪ ،‬لماذا؟ أك قل‪ :‬كيف؟ ألف العابد إذا أصيب بداء‬ ‫الغركر فإف اهلل ‪ ‬يوصد أمامو كل أبواب الفتح‪ ،‬كإذا رأل نفسو خيران من غيره فإف‬ ‫اهلل ‪ ‬يحرمو من أرزاؽ المتقين كمواىب الصالحين‪ ،‬فجهاد النفس كما ذكرناه‬ ‫كبيناه كالتفصيل يفتحو اهلل ‪ ‬ألكلى األلباب إذا ساركا فى ىذا الباب بصدؽ!‬ ‫رب العالمين ‪.‬‬ ‫كيقين كرغبة صادقة فى ارضاء ّْ‬

‫‪ ‬ةفةةةةةةةة ءُ اهقوب‬ ‫كاألصل الثالث ىو تصفية القلب‪.‬‬ ‫كتصفية القلب ال تكوف إال بتطهيره من األمراض كاألغراض التى تمنعو من‬ ‫رب العباد ‪ ،‬فإف اهلل ‪ ‬ال ييشرؽ بأنواره العليَّة إال على من قاؿ فيو‬ ‫القرب من ّْ‬ ‫فى محكم آياتو القرآنيَّة‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ِٔ أخرجو ابن ماجو من حديث غبن خبلد‪ ،‬تخريج أحاديث اإلحياء للعراقى ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اء]‬ ‫‪[   ‬الشعر‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫[الشعراء]‬

‫سليم ‪ ...‬ليست فيو علة كال غرض كال مرض! ‪ ...‬كمن ىنا فاألساس األكؿ‬ ‫ه‬ ‫فى جهاد القلب‪ :‬أف يكوف الجهاد ليس لو غاية إال كجو اهلل‪ ،‬ليس لو غاية دنيوية‬ ‫كال مآرب أخركية‪ ،‬يقوؿ اهلل ‪ ‬فى أىلو آمران كموجهان خير البرية‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ِٖ[  ‬الكهف]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫إذان جهاد القلب األكؿ فى تخليص القلب من ال ًو ىجو الكونيَّة كالشهوات‬ ‫أل من ىذه األشياء مراده كال بغيتو‬ ‫الدنيَّة كالحهوظ السافلة الدنيوية‪ ،‬أل ال يكوف ه‬ ‫رب البرية ‪ ،‬ال يريد إال‬ ‫ىم إال فى إرضاء ّْ‬ ‫كال ُّ‬ ‫ىمو كال أملو‪ ،‬فبل يكوف لئلنساف ه‬ ‫اهلل كال يبغى إال رضاه كال يطلب فى الدارين إال كجو مواله ‪ ،‬ليس فيو مقصد‬ ‫غير ذلك كليس فيو مطلب أك مأرب سول ذلك‪ ،‬كىذه تحتاج إلى جهاد شديد فى‬ ‫توحيد الوجهة‪ ،‬أل تكوف الوجهة ىى كجو اهلل ‪.‬‬ ‫كالجهاد الشديد ألنو يجب أف يكوف كذلك كىو يعيش بين الناس كال يترؾ‬ ‫دنياىم كال يذىب للجباؿ كال للودياف كال للعزلة فهذا ال يصلح مع الصالحين فى‬ ‫يحركو قلبو‪ ،‬فإف‬ ‫زماننا ىذا!‪ ،‬كاإلنساف يا إخوانى طالما ىو فى ىذه األكواف ّْ‬ ‫القلب ما يسمى قلبان إال لكثرة تقلّْبو‪ ،‬تارة يريد الههور فى الدنيا كتارة يريد الرياسة‬ ‫كتارة يريد الشهرة كتارة يريد السمعة كتارة يريد االينس بالخلق كتارة يريد تحقيق‬ ‫مصالح من بينهم أك من كراءىم أك بسببهم‪ ،‬فالقلب يتقلُّب فى ىذه الشئوف‪.‬‬ ‫إذان أكؿ جهاد للقلب فى توحيد الوجهة‪ ،‬حتى يكوف ال يريد إال كجو اهلل‪ ،‬ال‬ ‫يريد شيئان حتى من عند اهلل كإنما يريد كجو اهلل‪ ،‬أال يدعو مواله إذان؟ بالطبع كلنا‬ ‫ندعوه‪ ،‬لكن صاحب القلب السليم يدعو ليتحقق بمقاـ العبودية فى ّْ‬ ‫ذؿ الطلب‬ ‫غنى عما سواه كيحتاج إليو كل ما عداه‪ ،‬فهو ييههر هلل ‪‬‬ ‫إلى ّْ‬ ‫رب البرية‪ ،‬ألف اهلل ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عند السؤاؿ كالدعاء َّ‬ ‫ذؿ الطلب‪ ،‬ألنو يتذلل بين يديو كيتضرع إليو كييخبت إليو‬ ‫ىمو أك غايتو من الدعاء‪ ،‬كيعلم بعد‬ ‫حتى يكوف عبدان صادقان بين يديو ‪ ،‬ىذا ُّ‬ ‫ذلك أف اهلل ‪ ‬ييحقق لو كل ما يتمناه‪ ،‬كىو فى الحقيقة ال يتمنى إال كجو مواله‬ ‫‪:‬‬ ‫بع ػ ػ ػػين ال ػ ػ ػػركح ال يب ػ ػ ػػدكا خفيَّػ ػ ػ ػا‬ ‫كغاي ػ ػ ػ ػػة بغيت ػ ػ ػ ػػى يب ػ ػ ػ ػػدك حبيب ػ ػ ػ ػػى‬ ‫أشػػهى علػ َّػى مػػن الػػدنيا كمػػا فيهػػا‬ ‫فنهػػرة منػػك يػػا سػػؤلى كيػػا أملػػى‬ ‫فيجاىد المرء لييوحد جماؿ اهلل ‪ ،‬كلذا فإف تماـ الجهاد ال يتم إال‬ ‫الكلى عن الشهوات كالحهوظ كاألىواء‪ ،‬كالفناء يعنى موت ىذه الرغبات‬ ‫بالفناء‬ ‫ّْ‬ ‫حتى أنها ال تتحرؾ فى النفس كال تطالب اإلنساف بتحقيقها كال تخطر على الباؿ‬ ‫كتطالب المرء بنيلها ألف اإلنساف أصبح لو كجهة كاحدة كىو كجو مواله ‪ ،‬كىذا‬ ‫ىو جهاد المحبّْين كجهاد الصالحين كجهاد العارفين‪ ،‬كىذا الذل يقوؿ فيو إمامنا‬ ‫ابوالعزائم ‪ ‬مههران مرتبة السالكين المبتدئين‪ٚ { :‬ايطايو َٔ ت‪ٛ‬حٖد َ‪ًٛٛ‬ب٘‬ ‫‪ٚ‬زق‪ ٖ٢‬مبا قدٖز‪ ٙ‬ستب‪ٛ‬ب٘ } لكن الذل يريد أف يكوف عالمان كالذل يريد أف يكوف‬ ‫صاحب كرامات كالذل يريد أف يتمتع بالرؤيات الصالحات كالذل يريد أف ييقذؼ‬ ‫فى قلبو اإللهامات كالذل يريد العطايا من اهلل ‪ ..... ‬فهذا ما زاؿ لم يصل إلى‬ ‫مقاـ الفناء ألف تماـ المقاـ‪:‬‬ ‫ككػ ػ ػػن عبػ ػ ػػدان لنػ ػ ػػا كالعبػ ػ ػػد يرضػ ػ ػػى بم ػ ػػا تقض ػ ػػى الم ػ ػػوالى م ػ ػػن مػ ػ ػراد‬ ‫إذان ال يمكن لئلنساف أف يجاىد نفسو إال بواسطة شيخ مأذكف من الحبيب‬ ‫األعهم ‪ ،‬كجهاد النفس فى التخلص من أىوائها كشهواتها كحهوظها كبدكاتها‬ ‫كسوقها إلى الطاعات كالقربات كمتابعة سيد السادات ‪.‬‬ ‫ككبح جماح الشهوات ى‬ ‫كتصفية القلب كما قلنا أف أكؿ أصل فيو ىو توحيد الوجهة هلل ‪ ،‬كحتى‬ ‫تكوف الوجهة سديدة على المريد أال يطلب على جهاده فى تصفية قلبو أك جهاده‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫لنفسو أجران إف كاف دنيويان عاجبلن أك أخركيان‪ ،‬حتى ال يطلب بجهاده الفتح كال‬ ‫الكشف كال الرؤيا كال الشهود‪ ،‬ألنو فى ىذه الحالة َّ‬ ‫حدد أجران‪ ،‬لكنو يطلب كجو‬ ‫اهلل‪ ،‬كاهلل ‪ ‬يقيمو فى المقاـ الذل يراه مناسبان لو كىو أعلم بنا ‪ ‬من أنفسنا‪،‬‬ ‫يتم ذلك إال إذا جاىد العبد نفسو فى الفناء‪ ،‬كىذا ىو السبيل الوحيد لنيل‬ ‫كال ُّ‬ ‫الفتوحات الربانية كنيل الهبات اإللهية كنيل العطايا المحمدية ‪ ......‬ىذه بعض‬ ‫األصوؿ التى البد منها لمن يريد الوصوؿ‪.‬‬

‫‪ ‬جٔ د اهط هم ه ِ٘‪ٙ‬س اهقوب احل هم‬ ‫كيف يجاىد اإلنساف نفسو فى سبيل تحقيق تصفية القلب؟ ‪..‬اإلنساف فى‬ ‫متمكن أمكن‪..،‬‬ ‫متمكن‪ ،‬كإما‬ ‫كاصل‪ ،‬كإما‬ ‫عارؼ‪ ،‬كإما‬ ‫سالك‪ ،‬كإما ه‬ ‫طريق اهلل إما ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫فما جهاد السالك فى طريق اهلل ‪ ‬ليصفى قلبو؟‬ ‫‪‬‬

‫مٗالً‪ -‬أسن اهِف ق اه وٌ ٗاه ٌو ‪:‬‬

‫أكؿ جهاد يبدأ بو األفراد كال يتركو إال أىل البعاد ىو التخلص من النفاؽ!‬ ‫علمى كعمل هى‪ ،‬فالنفاؽ العلمى نفا هؽ فى العقيدة أل باطنى‪،‬‬ ‫كالنفاؽ إثناف‬ ‫ه‬ ‫فتكوف العقيدة زائغة غير سديدة كال سليمة‪ ،‬كسببو الشهوات كالدنيا كاألىواء‬ ‫المستكنة فى باطن اإلنساف‪ ،‬كمهاىره اإلعتراض على الصالحين أحياءان كأمواتان‪،‬‬ ‫كتنقيص األنبياء كالمرسلين بأف يعتبرىم أناس عاديين كخاصة سيد األكلين‬ ‫كاآلخرين‪ ،‬كانتقاص المسلمين فبل يعجبو أحد من المسلمين إال نفسو كخاصة‬ ‫أكابر العلماء الذين لهم بصمات كاضحة فى شريعة اهلل السمحاء كأصحاب‬ ‫المذاىب‪ ،‬كإثارة النزاعات كالخبلفات دكمان بين المسلمين‪ ،‬كالتشويش على‬ ‫المؤمنين بكثرة اآلراء‪ .. ،‬فهذا النفاؽ يسمى النفاؽ العلمى كىو نفاؽ فى العقيدة‬ ‫كالعياذ باهلل ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أما النفاؽ العملى فهذا يحتاج منا إلى الجهاد األعهم‪ ،‬كىو أف اإلنساف‬ ‫ترغب نفسو فى التكاسل كالتقاعس كالتباطؤ عما فرضو عليو الرحمن أك سنَّو النبى‬ ‫العدناف ‪ ،‬كيحتاج إلى العزيمة كالجهاد‪ ،‬كىو الذل أشار إليو النبى ‪ ‬فى قولو‪:‬‬ ‫‪63‬‬

‫غُٗ‪ٛ‬دُ ا ‪ٞ‬يعٔػَا‪َٚ ٔ٤‬ايؿٗ ِبح‪ ٢‬ال‪َٜ ٜ‬طِتَ‪ٝٔٛ‬عُ‪ََْٗٛ‬ا }‬ ‫{ بَ‪ََِٓٓٝ‬ا َ‪ٚ‬بَ‪ َِٔٝ‬ا ‪ٞ‬يُ​َُٓا ٔفكٔنيَ ُ‬

‫ال يستطيع الرجل منهم أف يصلى العشاء فى جماعة فى الليلة الباردة‪ ،‬كال‬ ‫يستطيع أف يصلى الفجر فى جماعة إال قليبلن‪ ،‬ىذا النفاؽ العملى خطورتو لو‬ ‫استكن لو اإلنساف كرضى بو كلم يىػليم نفسو عليو‪ ،‬مثل من يصلى الصبح بعد طلوع‬ ‫َّ‬ ‫الشمس كال تلومو نفسو كال تؤنبو كال تعاتبو على ىذا الفعل ‪ ....‬كىنا خطورة ىذا‬ ‫النفاؽ‪ ،‬لكن لو كنت تصلى الفجر فى جماعة كنمت عنو يومان فوبَّختك نفسك‬ ‫ككطن نفسو عليو‬ ‫خارج ىذا المرض‪ ،‬إذان المرض لمن رضى بو َّ‬ ‫طواؿ اليوـ‪ ،‬فهذا ه‬ ‫كنفسو ال تلومو كال تعاتبو كال توبخو كال تؤنبو على ذلك؛ كىذا ىو النفاؽ العملى‪.‬‬

‫‪ ًّ ‬م ٘اب اهِف ق اه ٌو‬ ‫ىناؾ أبواب فى النفاؽ العملى البد لئلنساف أف ييطهر نفسو منها حتى‬ ‫يدخل إلى مقامات اإليماف‪ ،‬كسنختار منها خمسة أبواب لخطرىا‪ ،‬كاحذر فهناؾ‬ ‫غيرىا!‪:‬‬ ‫ أكالى‪ :‬إذا رأل اإلنساف نفسو خيران من غيره‪:‬‬‫فى العادات كالطاعات كالقرب من اهلل‪ ،‬فذاؾ مرض داخلى يحتاج إلى‬ ‫العبلج‪ ،‬كيقوؿ فى ذلك أبوالعزائم ‪( :‬نف‪ ٢‬باملس‪ ٤‬إمثا‪ ٟ‬إٔ ‪ٜ‬س‪ ٣‬ارتري ف‪ْ ٢‬فط٘‬ ‫‪ٚ‬ايػس ف‪ ٢‬إخ‪ٛ‬اْ٘) فى ىذه الحالة ىو شيطاف كبو مرض داخلى يحتاج إلى‬ ‫العبلج‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ّٔ موطأ اإلماـ مالك كسنن البيهقى الكبرل عن سعيد بن المسيب‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -‬ثانيان‪ :‬السعى للقطيعة بين اإلخواف المتحابين المتآلفين‪:‬‬

‫كىى أخطر من السابقة فى داء النفاؽ العملى؛ كىذا شيطاف كاضح مع أنو‬ ‫يمل من تبلكة القرآف لكن عملو ىذا‬ ‫يصلى كيصوـ كربما يقوـ الليل كربما ال ُّ‬ ‫يخالف منهج اإليماف السديد الذل كضحو اهلل ‪ ‬فى القرآف!! ففى (ٔ‪-‬‬ ‫ٗالحجرات)‪:‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫إياؾ أف تميل مع ىذا أك ذاؾ‪ ،‬فبل تمل إال مع الحق حيث ماؿ‪.‬‬ ‫ثالثان‪ :‬أف يكوف اإلنساف بخيبلن كشحيحان كيرل نفسو خيران من غيره‪:‬‬ ‫ألنو يرل نفسو حريصان كمحافهان على مالو؛ بل ربما يستهزئ بالمنفقين‬ ‫كيراىم سفهاء كمبَّذرين‪ ،‬كقد يتناىى فى بخلو كحرصو حتى يبخل بماؿ غيره فى‬ ‫نفسو من أف ينفقو صاحبو فيصير شحيحان نٍ فتطمح عينو إلى ماؿ أخيو كيقوؿ لو‬ ‫كاف لى لحافهت عليو كما أىدرتو‪ ،‬كتنقبض نفسو من جود أخيو بمالو! كيراه سفهان‬ ‫كتبذيران فهذا من فقو معنى الشح! فانهر إلى أل مدل يبلحهوف خلجات النفوس‬ ‫كطرفات العيوف!‬ ‫كلذلك قاؿ اإلماـ عبد الوىاب الشعرانى ‪ { :‬أقبح ايكب‪ٝ‬ح ؾ‪ٛ‬ف‪٢‬‬ ‫غخ‪ٝ‬ح }‪ ،‬كيف يكوف صوفيان كشحيحان؟! فالصوفية ال تدعو إال لمكارـ األخبلؽ‪،‬‬

‫الشح فالصوفى الصادؽ لما يرل أىل‬ ‫كأكؿ مكارـ األخبلؽ الكرـ كالجود كخبلؼ ّْ‬ ‫اإلنفاؽ يربو اإليماف كالغبطة فى قلبو‪ ،‬كيفرح ألخيو كيدعو لو كيتمنى أف لو كانت‬ ‫لى الجباؿ ذىبان ألنفقتها فى اهلل! كلذا فهم يذكركف أنفسهم دائمان بقوؿ اهلل تعالى‪:‬‬

‫‪ٗ(  ‬الحشر)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫رابعان‪ :‬أف يلقى ىؤالء بوجو كإذا غابوا عنو ذكرىم بوجو آخر‪:‬‬

‫كلى؛ فهو ليس من صفة‬ ‫كىو نفا هؽ‬ ‫عملى َّ‬ ‫ه‬ ‫صفى كيبرأ منو كل ٌ‬ ‫يتبرأ منو كل ٌ‬ ‫يسمونو المداىنة أل يداىن‬ ‫األتقياء ألف التقى ما فى قلبو على لسانو‪ ،‬كىذا ما ُّ‬ ‫ف إليو‪ ،‬فإذا مشى من أمامو أخذ يخوض فيو‬ ‫الناس‪ ،‬أل عندما يراه َّ‬ ‫ب أك يتزلَّ ي‬ ‫يتقر ي‬ ‫كيغتابو كييقبّْح سوء فعلو كال يذكر إال أسوأ ما فيو كينسى ما فيو من خصاؿ كريمة –‬ ‫ككلّ​ّ فيو ىذا كذاؾ – كالحبيب ‪ ‬يي ىخ ّْوؼ ىؤالء المنافقين بسوء العاقبة يوـ لقاء‬ ‫اهلل فالوجهاف كاللساناف سيكوناف من نار يوـ القيامة! فمن يطيق ذلك‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫‪64‬‬

‫دَٗإ‪َْ ِٔ​َٔ ٢‬از‪ ، } ٣‬كقاؿ‪:‬‬ ‫دَٗ‪ ٢ِٔٝ‬فٔ‪ ٞ‬اي ٓدُِْ‪َٝ‬ا ‪َٜ‬أ‪ٞ‬تٔ‪ ََِّٜٛ ٞ‬ا ‪ٞ‬يكٔ‪َٝ‬اَ​َ‪َٚ ٔ١‬ي‪ِ َٚ ُٜ٘‬‬ ‫{ ذُ‪ ٚ‬اي‪ِ َٛ ٞ‬‬ ‫‪65‬‬

‫{ ‪٢‬إَٕٓ ذَا ايًطَاَْ‪ ٢ِٔٝ‬فٔ‪ ٞ‬اي ٓدُِْ‪َٝ‬ا ي‪ ُٜ٘‬ئطَاَْإ‪َْ ِٔ​َٔ ٢‬از‪ ََِّٜٛ ٣‬ا ‪ٞ‬يكٔ‪َٝ‬اَ​َ‪. } ٔ١‬‬

‫كيغض الطرؼ‬ ‫فالمؤمن التقى ىو الذل يرل حسنات إخوانو كعيوب نفسو‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫يغتر‪ ،‬ال يتذكر مكارمو كال محامده! كإنما‬ ‫عن عيوب إخوانو كعن مكارـ نفسو فبل َّ‬ ‫يضع أمامو دائمان مساكئو كجرائمو حتى ييصلح عيوب نفسو كحتى ّْ‬ ‫يهذب نفسو‪.‬‬

‫فالذين يحضركف المجالس كيذكركف اهلل كيصلوف على رسوؿ اهلل ثم يمشى‬ ‫أحدىم بين اإلخواف ليوغل صدر ىذا كيمؤل صدره ىذا على ذاؾ‪ ،‬فهؤالء شياطين‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫كلكنهم يجالسوف المؤمنين‪ ،‬فعندما دعا اهلل المبلئكة للسجود‪  :‬‬ ‫‪[   ‬الحجر]‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬

‫كىل كاف إبليس من المبلئكة؟ ال‪ ،‬كلكنو كاف معهم كقتها يقوؿ بقولهم‬ ‫كيفعل بفعلهم فأخذ حكمهم كأ ًيم ىر معهم‪ ،‬كلكن حقيقتو أبت كبقيت على غيّْها لم‬ ‫فلما أمر بما يكره أعلن رفضو كأظهر نيَّتو كعصى ربو‪ ،‬كىكذا مثل من تبع‬ ‫تطٍ يهر‪َّ ،‬‬ ‫الصالحين كقلبو معقود على صفة المنافقين‪ ،‬كىذا يأخذنا للصفة الخامسة من‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ .‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ْٔ (طس) عن سعد ى‬ ‫ٓٔ (طك)‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫النفاؽ العملى كىى كالعياذ باهلل‪ ،‬نسأؿ اهلل السبلمة فى العقيدة كاإلخبلص فى‬ ‫العمل!‪.‬‬ ‫خامسان‪ :‬أف يتصنَّع الخشوع أماـ الناس ليحهى بالرفعة كالتقديم‪:‬‬ ‫كىذا من أخطر النفاؽ كىو قاطع لجميع اإلمداد كاألرزاؽ‪ ،‬ألف الرجل ال‬ ‫يزاؿ يتصنَّع الخشوع كاإلنكسار أك الصراخ كالبكاء كتمثيل األحواؿ أماـ إخوانو ‪-‬‬ ‫الجهاؿ‪ -‬فيفرح بتقديم َّ‬ ‫السذج لو لما‬ ‫كليست ىكذا أحواؿ الرجاؿ كإنما أحواؿ َّ‬ ‫يركنو منو كينتشى لطلبهم دعائو أك تقبيل يده حتى ّْ‬ ‫يصدؽ أنو جاز كفاز فيتوقف‬ ‫عن السلوؾ كاإلجتياز كيرل أنَّو فوؽ البقيَّة‪ ،‬كىو عند أىل الحضرة الحقيَّة مناف هق‬ ‫عبلمتو جليَّة كحالتو مخزيَّة‪ ،‬كالمصطفى يحذر من تلك المهالك المرديَّة كينبّْو‬ ‫كيقوؿ‪:‬‬ ‫{ َ​َِٔ أ‪ٜ‬زَ‪ ٣‬ايَٓٓاعَ ف‪ِٜٛ‬مَ َ​َا عِٔٓدَ‪ َٔ​َٔ ُٙ‬ايـدَػِ‪ٜ ٔ١َٝ‬فُٗ‪ََُٓ َٛ‬افٔلْ }‪ {ٚ ،‬ا ‪ٞ‬يُ​َُٓافٔلُ َ‪ٝ ًُِٜٔ‬‬ ‫و‬ ‫‪66‬‬

‫عَ‪ِ َٜ َِِٔ٘ٝٓٝ‬بهٔ‪ٜ ٞ‬نَُا ‪َٜ‬ػَا‪ ، } ُ٤‬كبكى سفياف الثورم ‪ ‬يوما ثم قاؿ لمن حولو‪:‬‬ ‫‪67‬‬

‫{ بًػين إٔ ايعبد أ‪ ٚ‬ايسدٌ إذا نٌُ ْفاق٘ ًَو ع‪ ٘ٝٓٝ‬فبه‪} ٢‬‬

‫كال تعارض ىنا مع حديث إف لم تبكوا فتباكوا؛ ألنو ‪ ‬أمرىم بالبكاء‬ ‫أكالتباكى عند القرآف ترقيقان للقلوب كجلبان للخشية‪ ،‬أكعند سماع عذاب النار‬ ‫إظهاران للخوؼ من اهلل الق ٌهار‪ ،‬أك عند المركر بديار الخسف كالصعق من الكفار‪،‬‬ ‫كأما المنافق فيبكى أماـ الناس تصنعان كخداعان‪ ،‬كيملك دموعو إرساالن كامتناعان!‪.‬‬ ‫فأكؿ جهاد فى مراتب السالكين لتصفية القلب أف يجاىد نفسو حتى‬ ‫كل أكصاؼ النفاؽ كالمنافقين كيدخل فى قوؿ اهلل ‪ُ​ُٗ( ‬التوبة)‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫يتطهر من ّْ‬ ‫علي ‪ ‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ٔ​ٔ حديث خمن أرل } ابن َّ‬ ‫ذر‪ ،‬حديث خ يبكى } (فر) عن ٍّ‬ ‫النجار عن أبي ى‬ ‫ٕٔ ركاه البيهقي في الشعب‪ ،‬كشف الخفاء‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬

‫كقواه على التخلص من أخبلؽ النفاؽ ليطبع بأخبلؽ أىل‬ ‫إذا أعانو مواله َّ‬ ‫ليعرفنا صفة المؤمنين الصادقين‪:‬‬ ‫الصدؽ كالوفاؽ ككما قاؿ الصادؽ المصدكؽ ‪ّْ ‬‬ ‫‪68‬‬

‫خ ‪ٝ‬نٌُٓ خًٔ‪َُٜٞٛ ٕ١ٜٓ‬بعُ عًَ‪َِٗٝ ٜ‬ا ا ‪ٞ‬يُ​ُؤَِٔ​ُٔ إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬اي‪ٞ‬دُ‪َٝ‬اَْ‪َٚ ٜ١‬ا ‪ٞ‬يه‪ٜ‬رٔبَ }‬

‫ع‬ ‫كىاتاف الصفتاف الذميمتاف جمعتا ككعتا كل صفات المنافقين فكلُّها ّْ‬ ‫متفر ه‬ ‫عنهما فخلف الوعد كغدر العهد من الكذب‪ ،‬كفي ٍج ير الخصومة كأكل األمانة من‬ ‫الخيانة‪ ،‬فبلبد للمريد الصادؽ أف يتخلص من ىذه الصفات بالكليَّة‪ ،‬كال يبيح‬ ‫لمرة كاحدة إذا أراد أف يرتقى لمقاـ السالك‪ ،‬لماذا؟‬ ‫لنفسو استخدامها كلو َّ‬ ‫ألنو البد للسالك أف يكوف خاليان تمامان من أكصاؼ النفاؽ كالمنافقين‪ ،‬ال‬ ‫ينم كال يخوف كال يخلف كعدان كال يفجر فى خصومو !!!‪....‬‬ ‫يكذب كال يغتاب كال ُّ‬ ‫كىذه بدايات المؤمنين كليست النهايات! لكن من أعانو اهلل عليها كاجتازىا‬ ‫حصل العلوـ‬ ‫دليل على أنو من أىل العنايات‪ ،‬لكن الموحوؿ فيها حتى لو َّ‬ ‫فهذا ه‬ ‫كحصل علوـ العارفين ً‬ ‫كح ىكم الصالحين‬ ‫كرزقو اهلل جودة الفهم فى تحصيل العلم‪َّ ،‬‬ ‫إال أنو كما قالوا فى ذلك‪ { :‬نخُاز ايسح‪ٜ ٢‬عٔٗ أْ٘ ق‪ٛ‬ع َطافات ‪ ٖٛٚ‬مل ‪ٜ‬ربح‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ستً‪ } ٘٤‬فهذا يهن أنو من الواصلين كمن العارفين كعندما يقاؿ لو‪   :‬‬ ‫‪[     ‬ؽ] يجد أنو لم يتجاكز موضعو‪ ،‬لماذا؟ ألنو‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫رب العالمين‬ ‫لم يتخلى عن أكصاؼ المنافقين كصفات الكاذبين التى نهى عنها ّْ‬ ‫كالتى حذر منها النبى المصطفى ‪ ‬المسلمين أجمعين‪.‬‬ ‫كلذلك كاف حتى أكابر الصحابة عندما يسمعوف حديثان من رسوؿ اهلل ‪‬‬ ‫فى صفات المنافقين! يسارعوف فى الحاؿ كيقيسونها على أنفسهم مع علو‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٖٔ (ع) عن و‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫سعد ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قدرىم! ال يقولوف ليس الكبلـ لنا! كإنما يبحثوف فوران فى باطنهم! كال يناموف الليل‬ ‫خشية أف تخدعهم نفوسهم! كلذا كرد أف أبا بكر كعمر ‪ ‬لما سمعوا كصف‬ ‫يجركف أقدامهم ترتعد‬ ‫المنافقين من رسوؿ اهلل خرجوا من عنده كىم ثقيلوف ُّ‬ ‫أكصالهم ال تكاد تحملهم أقدامهم خوفان من أف يكونوا كما كصف ‪‬؛ فرآىم على‬ ‫‪ ‬فقاؿ لهم ‪:‬‬ ‫{ َ​َائ‪ ٞ‬أ‪ٜ‬زَان‪َُٝ‬ا ثَكٔ‪ ٢ًِٜٔٝٝ‬؟ ق‪ٜ‬اال‪ :‬حَدٔ‪ٜ‬جّا ضَُٔعَِٓا‪َٔ ُٙ‬ـِٔ زَضُـ‪ ٍٛ‬ايً‪ٜٓ‬ـ٘ ‪َٔ(:‬ـ ِ‬ ‫ٔ‬ ‫خٔالٍ‪ ٢‬اي‪َُٓ​ُٞ‬افٔكٔنيَ إذَا حَدَٓخَ ن‪ٜ‬رَبَ‪َٚ ،‬إ‪٢‬ذَا ا‪ِ٥‬تُ​ُٔ​َٔ خَإَ‪َٚ ،‬إ‪٢‬ذَا ‪َٚ‬عَـدَ أ‪ٜ‬خًِ‪ٜ‬ـفَ") ف‪ٜ‬ك‪ٜ‬ـا َ‬ ‫ٍ‬ ‫عًَٔ‪ :ْٓٞ‬أ‪ٜ‬ف‪ٜ‬ال ضَأ‪ٜ‬ي‪ٞ‬تُ​َُا‪ ُٙ‬؟ ف‪ٜ‬ك‪ٜ‬اال‪ٖٔ :‬بَِٓا زَضُ‪ ٍَٛ‬ايً‪ ، ٜٔ٘ٓ‬ف‪ٜ‬ك‪ٜ‬اٍَ‪ :‬ي‪ٜ‬هٔٓٔٓ‪ ٞ‬ضَأ‪ٜ‬ضِأ‪ٜ‬ي‪ .ُ٘ٝ‬ف‪ٜ‬ـدَخَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫عًَ‪ ٢ٜ‬زَضُ‪ ٢ٍٛ‬ايً‪  ٜٔ٘ٓ‬ف‪ٜ‬ك‪ٜ‬اٍَ‪ :‬ي‪ٜ‬كٔ‪ َٞٔٓٝ‬أ‪ٜ‬بُ‪ ٛ‬بَه‪ٞ‬س‪َٚ ٣‬عُ​َُسُ‪َُ​َُٖٚ ،‬ا ثَكٔ‪ٝ‬الٕ‪ ،٢‬ثَُِٓ ذَن‪ٜ‬سَ َ​َا ق‪ٜ‬اال‪:‬‬ ‫قعُِ٘ عًَ‪ ٢ٜ‬ا ‪ٞ‬يَُ‪ِٛ‬قٔع‪ ٢‬اي‪ٜٓ‬رٔ‪َٜ ٟ‬كَعُ‪َٚ ،َُْ٘ٛ‬ي‪ٜ‬هٔ​َٔٓ اي‪َُٓ​ُٞ‬افٔلَ إذَا‬ ‫ف‪ٜ‬ك‪ٜ‬اٍَ‪ :‬ق‪ٜ‬دِ حَدَٓثَِت َُُٗا‪َٚ ،‬ي‪ ِ​ِٜ‬أ‪َ ٜ‬‬ ‫حَدَٓخَ ‪ُٜ ََُٖٛٚ‬خَدٔٓخُ َْف‪ٞ‬طَُ٘ أ‪َٜ َُْٜ٘ٓ‬ه‪ٞ‬رٔبُ‪َٚ ،‬إ‪٢‬ذَا ‪َٚ‬عَدَ ‪ُٜ ََُٖٛٚ‬خَدٔٓخُ َْف‪ٞ‬طَُ٘ أ‪َٜ َُْٜ٘ٓ‬دًِ‪ٝ‬فُ‪،‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪َٚ‬إ‪٢‬ذَا ا‪ِ٥‬تُ​ُٔ​َٔ ‪ُٜ ََُٖٛٚ‬خَدٔٓخُ َْف‪ٞ‬طَُ٘ أ‪َٜ َُْٜ٘ٓ‬دُ‪. } ُٕٛ‬‬

‫كاذب‪ ،‬أك يع يد كىو يعرؼ أنو لن يفى‪ ،‬كلكنو يعد كفقن‬ ‫أل يقوؿ كيعرؼ أنو ه‬ ‫لفض المجلس! أك يأخذ األمانة كنيَّتو فى الخيانة! فانهركا لشدة حرصهم على‬ ‫ّْ‬ ‫تطهرىم من ىذه الخصاؿ الذميمة‪ ،‬كخوفهم من أف أحدىم لو قهره مانع فوؽ‬ ‫ّْ‬ ‫طاقتو مع حرصو كترتيبو للوفاء أك األداء فحيل بينو كبين ذلك! َّ‬ ‫فحق لصاحب‬ ‫الحق أف يطلبو حقو فى ميعاده كصاحب الوعد مسؤكؿ عن كفائو كما يترتب على‬ ‫ّْ‬ ‫خلفو! كال نضغن على صاحب الحق ليتنازؿ كإف رغَّبناه فى الصبر إف أمكن!‬ ‫كلكن الشاىد أنو ال يكتب فى ديواف المنافقين ل يخل ًٍفو ألنو لم يبيّْت النية إبدان على‬ ‫ذلك!‬ ‫كقد يقوؿ البعض أننى تحدثت كثيران فى ذلك الموضوع‪ ،‬لكنى أجد كثيران من‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َّار ىع ٍن ىسل ىٍما ىف‪ ،‬ك(طب) عنو ‪.‬‬ ‫ٗٔ ىخ َّر ىجوي الٍبىػز ي‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إخوانى ال يعير ىذا األمر اىتمامو فى طور الجهاد‪ ،‬فيهن أف الجهاد فى العبادات‬ ‫كاألذكار كقياـ الليل‪ ،‬لكن أكؿ الجهاد أف يراعى نفسو كيرعى جوارحو حتى يتط َّهر‬ ‫من كل أكصاؼ النفاؽ كالمنافقين‪ ،‬فيأخذ خلعة الصادقين‪ ،‬كيكوف موقعو‪:‬‬ ‫‪[        ‬القمر] كىذه ىى بداية السير كالسلوؾ‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫رب العالمين ‪.‬‬ ‫الصحيح إلى ّْ‬ ‫لكن طالما المرء فيو ًسمة أك عبلمة أك آية أك صفة من أكصاؼ المنافقين ال‬ ‫بجلوه‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬فمهما َّ‬ ‫ييسمح لو بالجلوس أبدان فى مقاعد الصدؽ عند ّْ‬ ‫كرموه ‪ ...‬كل ذلك ليداركه‪ ،‬لكن اإلنساف أبصر بنفسو كأعلم بمصلحتو‪،‬‬ ‫كمهما َّ‬ ‫يتجمل بشمائل‬ ‫فمن أراد أف يرتقى فى مدارج الكماؿ كيبلغ منازؿ أىل الوصاؿ َّ‬ ‫التطهر من ىذه الخصاؿ كالخبلؿ التى َّ‬ ‫حذر النبى من اإلقتراب منها‬ ‫الرجاؿ كأكلها َّ‬ ‫فى جميع األحواؿ كىى أكصاؼ المنافقين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ث ُ‪ -ًٚ‬احلسص عو اهق‪ َ ٚ‬هفسا ض‬

‫تطه ر السالك من أكصاؼ المنافقين فيكوف جهاده بعد ذلك فى‬ ‫إذا َّ‬ ‫الحرص على الصبلة فى كقتها فى جماعة فى بيت اهلل ‪ ‬كال يلتمس لنفسو‬ ‫عذران‪ ،‬ألنو لو التمس لنفسو األعذار فسينغمس من رأسو إلى قدميو فى األكزار‪.‬‬ ‫كالمقصود باألعذار‪ :‬األعذار التى ليست فى شريعة اهلل‪ ،‬فالمريض الذل ال‬ ‫يصلى فى المسجد ىو من يمنعو الطبيب المؤمن المسلم‪ ،‬لكن آفة السالك أف‬ ‫يلتمس لنفسو األعذار كيقبلها‪ ،‬كإذا نصحو أحد يتغير من جهتو كربما ييعرض عنو‬ ‫كربما يخاصمو ألنو يريد أف يوجهو‪ ،‬كلذلك قاؿ إمامنا أبوالعزائم ‪ { :‬نٔ َع‬ ‫غ‪ٝ‬دو عً‪ْ ٢‬فطو ‪ٚ‬ال تهٔ َع ْفطو عً‪ ٢‬غ‪ٝ‬دو } فإياؾ أف تعاكف النفس‬ ‫بأف تلتمس لها األعذار كتقبلها‪ ،‬فيجب إذان على السالك أف يحرص على الفرائض‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حرصان كامبلن لقولو ‪ ‬لسيدنا عبد اهلل بن مسعود عندما سألو‪:‬‬

‫‪70‬‬

‫ؿال‪ ٝ٠ٜ‬ئ‪َٛ‬ق‪ٔٞ‬تَٗا } ‪ ،‬أمل ‪ٜ‬كٌ اهلل‪:‬‬ ‫حبٗ األ‪ِ ٜ‬عَُاٍ‪ ٢‬إي‪ ٢ٜ‬ايً‪٘٤‬؟ قاٍ‪ ٔ:‬اي ٖ‬ ‫{ َا ‪ٜ‬أ َ‬

‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬

‫[َُّالنساء]‪.‬‬

‫ُ‪ٚ‬‬ ‫ث هثً‪ -‬احلسص عو مُف ضٕ ٗةخ ٕ اهسٗح َّ‬

‫يحرص على أنفاسو‪ ،‬فبل يتنفس نفسان فى غفلة أك فى سهو أك فى لهو أك‬ ‫فى لعب أك فى بعد أك فى معصية أك فى صدكد ‪ ....‬ال يتنفس ن ىفسان إال إذا تأكد‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬من الذل يحرس اإلنساف؟‬ ‫أنو فى كماؿ الرضا هلل َّ‬ ‫اإلنساف ىو الذل يحرس أنفاسو‪ ،‬ألف أنفاسك نفائسك‪ ،‬كعمرؾ أنفاسك‬ ‫كالمطلوب عهيم كالعمر قصير‪ ،‬كإذا استخدمت أدكات التسويف بعدت بالكليَّة‬ ‫عن مناىج الصالحين‪ ،‬أما السالكوف الصادقوف فإنهم يسارعوف فوران إلى ما كرد فى‬ ‫رب العالمين ‪ ...‬كلذلك فهم أبخل الناس على كقتهم‪.‬‬ ‫القلب محاكلين إرضاء ّْ‬ ‫فإذا رأيت سالكان ال يهتم بوقتو فاعلم أف ذلك من مقت كاق وع عليو من ربّْو‪،‬‬ ‫كيف؟ تجده كال مانع عنده من مشاىدة التلفاز كالفضائيات كمتابعة المسلسبلت‬ ‫مقت!‪ .....‬ما لهذا كلسلوؾ طريق الصالحين! ربما‬ ‫كاألفبلـ كالكليبات! أليس ىذا ه‬ ‫يكوف يمحبَّان للصالحين كىذا ح هق ‪ ..‬لكن الصالحين ليس عندىم كقت يقضونو فى‬ ‫ىذا! إف كقتهم أغلى من كل شئ نفيس فى ىذه الحياة الدنيا !!‬ ‫كلذا فبل تعجب إذا قاؿ أحدىم‪ { :‬ي‪ ٛ‬خريت بني دخ‪ ٍٛ‬ادتٓ‪ٚ ١‬ؾال‪٠‬‬ ‫زنعتني الخرتت ؾال‪ ٠‬ايسنعتني عً‪ ٢‬دخ‪ ٍٛ‬ادتٓ‪ ،١‬ق‪ٚ :ٌٝ‬ئَِ؟ قاٍ‪ :‬ألٕ ف‪٢‬‬ ‫ؾال‪ ٠‬ايسنعتني زقا‪ ٤‬زب‪ٚ ٢‬ف‪ ٢‬دخ‪ ٍٛ‬ادتٓ‪ ١‬زقا‪ْ ٤‬فط‪ٚ ٢‬زقا‪ ٤‬زب‪َ ٢‬كدّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫و‬ ‫رضي اللَّوي عنو‪.‬‬ ‫َٕ (حم ىػ ؽ د ف) عن اب ًن ىمسعيود ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عً‪ ٢‬زقا‪ْ ٤‬فط‪ ،} ٢‬انهر كيف كانوا يقيسوف األمور؟!!‬

‫ىل ىناؾ كقت عند أحدىم للقيل كالقاؿ؟! إنهم حتى فى حديثهم فى كبلـ‬ ‫الواحد المتعاؿ أك فى حديث الحبيب األعهم أك سيرة اآلؿ يقتصدكف‪ ،‬فكيف‬ ‫يستبيحوف كقتهم فى اللغو أك اللهو أك فى الباطل أك القيل كالقاؿ مع تحذيره ‪:‬‬ ‫‪71‬‬

‫{ إٕٖ ايً‪ َ٘١‬ن‪ٜ‬س‪ٜ َٙ٢‬يه‪َ ِ​ِٝ‬ثال‪ٜ‬ثا‪ :ٟ‬قٔ‪َٚ ٌَٝ‬ق‪ٜ‬اٍَ‪َٚ ،‬إقَاعَ‪ ٜ١‬ا ‪ٞ‬يَُاٍ‪َٚ ،٢‬ن‪ٜ‬جِسَ‪ ٜ٠‬ايطٗؤَاٍ‪} ٢‬‬

‫فالسالك أحرص الناس على أنفاسو‪ ،‬ال ينفق نىػ ىفسان إال فى مرضاة اهلل ‪،‬‬ ‫كىو أحرص الخلق على صحتو الركحانية‪ ،‬فيبخل بن ىفس كاحد يصرفو فى غفلة أك‬ ‫أمل فى الدنيا أك حظ نفسانى‪ ،‬فيعمل فى الدنيا لتكوف كسيلة اآلخرة‪ ،‬كيجالس‬ ‫الناس لينتفع منهم أك ينفعهم نفعان يدكـ أثره‪ٖٗ-ٖ​ٖ[،‬الشعراء]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫كقاؿ اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫القلب لو أنو يصفو لخلقو‬ ‫الجسم بالقلب يترقَّى إلى رتب‬ ‫س بقلب سليم رفعة كرضا‬ ‫نىػ ىف ه‬

‫يشاىد الوجو فى فردكس جنات‬ ‫كالجسم من غير قلب فى‬ ‫الضبلالت‬

‫كألف عاـ ببل قلب كلحهات‬ ‫ي‬

‫‪ ‬زا ً‪ -‬حمبَّ اهلل ٗزض٘هٕ ًّٗ ٗاالٍٓ‬ ‫يحرصوف بعد ذلك على محبة الحبيب ‪ ‬ككل من يلوذ بالحبيب كآلو‬ ‫كأصحابو كالصالحين المقتدين بهديو كالمحبين لو كالعاشقين لو‪ ،‬كيحبونهم حبَّان‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫أعلى من حبّْهم ألكالدىم كبناتهم ألنهم سمعوا قوؿ اهلل ‪   :‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُٕ صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ِّ[               ‬الشورل] كالقربى أل ذكل رحمو أك ذكل قرباه! أل‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫المقربوف من حضرتو ‪ .... ،‬ذكل قرباه جسمانيان كصادقوف فى حسن اتباعهم‬ ‫لحضرتو‪ ،‬أك ذكل قرباه ركحانيان كنورانيان كىؤالء أعلى فى الرتبة كالفضل‪ ،‬أك ذكل‬ ‫قرباه ركحانيان كجسمانيان كىؤالء أىل الكماؿ‪ ،‬كلذا قاؿ ‪ ‬معلمان األمة‪:‬‬

‫‪72‬‬

‫{أ‪ٜ‬دبُ‪ٛ‬ا أ‪ِٜٚ‬ال‪َ ٜ‬دن‪ ِ​ِ ٝ‬عًَ‪َ ٢ٜ‬ثال‪ٜ‬خٔ خٔؿَاٍ‪ ٣‬حُب َْبٔ‪ٝ‬ه‪َٚ ِ​ِٝ‬حُب أ‪ ٢ٌِٖ ٜ‬بَ‪ِٝ‬تٔ٘ٔ ‪َٚ‬قٔسَا‪ ٔ٠َ٤‬ا ‪ٞ‬يك‪ٝ‬سِإٓ‪}٢‬‬

‫‪ ‬خ ًط ً‪ :‬اه يه‪ٚ‬ف ني اأخ٘اْ‪:‬‬ ‫كيحرص السالك كذلك فى جهاده لنفسو على أف يمشى دائمان كأبدان بلسمان‬ ‫الغل‪ ،‬ال يرتاح‬ ‫شافيان لجراح إخوانو‪ ،‬فيشفى الصدكر من األحقاد كينزع من النفوس َّ‬ ‫إذا كجد أخين متخاصمين إال إذا أصلح بينهما‪ ،‬ال يسكن فى ليلو أك نهاره إذا‬ ‫كجد خبلفان بين أخين إال إذا ألَّف بينهما ‪ ....‬ألف رسالة المحبين التأليف بين‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫قلوب المحبين‪ ،‬كاسمعوا لقولو تعالى فى كتابو الكريم ‪       :‬‬ ‫‪ َُّ[    ‬آؿ عمراف]‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫كظيفة من ىذه؟ كظيفة رسوؿ اهلل ككرثتو كأحبابو كالماشين على نهجو‪،‬‬ ‫كالوظيفة المخالفة كظيفة من؟ إبليس! فهو يسعى للتلبيس بين اإلخواف كلئليقاع‬ ‫بينهم كإلى إيجاد الشحناء فى نفوسهم كإيجاد البغضاء فى صدكرىم‪ ،‬فوظيفتنا يا‬ ‫إخوانى ىى التأليف بين قلوب المؤمنين كالحرص على المودة بين السالكين ‪!!.‬‬ ‫فهذه ىى أعهم بضاعة نتقرب بها إلى اهلل كىى التى تحتاج إلى الجهاد‬ ‫األعهم فى أطوار السالكين ألف النفس دائمان تحاكؿ أف تيخرج المرء من طور‬ ‫السلوؾ بتزيين الغيبة كالنميمة كاإليقاع بين المؤمنين كتتبع عورات إخوانو الذاكرين‬ ‫كالعلماء كالمرشدين كالمنشدين‪ ،‬فكل من رأيتو يتتبع سقطات إخوانو فاعلم أنو‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ً‬ ‫ً​ً​ً‬ ‫كابن الن َّ ً‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ِٕ أىبيو نى ٍ‬ ‫ص ور عبد الكريم الشيرازم في فىػ ىوائده (فر) ي‬ ‫َّجار عن ىعل ٍّي ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ن من عين اهلل ‪ ،‬ككلما تذكر لو أخان تجده يسارع فيذكر مساكءه كعيوبو‪،‬‬ ‫ساق ه‬ ‫أفبل اتبع‪:‬‬ ‫كعف ػػوان ع ػػن ال ػػزالت ف ػػالعفو أرفػ ػػق‬ ‫كسػ ػ ػػتران لعػ ػ ػػورات األحبػ ػ ػػة كلهػ ػ ػػم‬ ‫ً‬ ‫فليمش على ىذا النور‪.‬‬ ‫فمن أراد أف يستره الستور‬

‫‪ ‬ض دض ً‪ :‬اخلسٗج ًّ ع٘ا دٖ ًٗيه٘ف إٔ ًع املدازاة‬ ‫كالسالك فى طريق اهلل تعالى يجب أف يخرج من عوائده كمألوفاتو التى‬ ‫تدعو إليها الضركرة اإلنسانية‪ ،‬من األعماؿ التى ينول بها رفع قدره بين الناس‬ ‫بنهره إليهم نهران يحجبو عن الحق‪ ،‬كبالتزيين بالرياش كالزخارؼ كالحرص على‬ ‫شهى الطعاـ كالشراب إال ما دعت إليو الضركرة لحفظ الصحة أك إعادة العافية‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫كيجب عليو ترؾ زيارة أىل الغفلة ممن شربوا خمرة الدنيا كالحظ كالهول‬ ‫فأسكرتهم‪ ،‬ككذا الجدؿ كالحديث فيما ال يعنيو كال يفيده‪ ،‬كأف يترؾ مماراة الناس‬ ‫كمواالة غير األتقياء‪ ،‬كفى ذلك كلو يدارل الناس ما استطاع حتى ال يفتح على‬ ‫نفسو أك إخوانو أبواب شركر الخلق كعداكاتهم كجدلهم كجدالهم كتنطعهم! فيضيع‬ ‫كقتو كصحتو الركحانية؛ فعليو أف يكوف عامبلن بالحديث الشريف‪:‬‬ ‫{ زَأعُ اي َع ‪ٞ‬كٌ‪َ ٢‬بعِدَ اإل‪٢‬ميإ‪ ٢‬باهلل َُدازَا‪ ٝ٠‬ايَٓٓاع‪ٚ ٢‬أ ٌُِٖ امل‪ٜ‬عِسُ‪ٚ‬ف يف اي ٓدَِْ‪ٝ‬ا أ ِٖ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪73‬‬

‫ا ‪ٜ‬ملعِسُ‪ٚ‬فٔ يف اآلخٔسَ‪ٚ ٔ٠‬أ ٌُِٖ امل‪ِٓ ٝ‬ه‪ٜ‬س‪ ٢‬يف اي ٓدُِْ‪ٝ‬ا أ ٌُِٖ امل‪ِٓ ٝ‬ه‪ٜ‬س‪ ٢‬يف اآلخٔسَ‪} ٔ٠‬‬

‫كيجب على المريد السالك أف يفرؽ بين مدارة الناس كمداىنتهم التى‬ ‫ذممناىا ألنها تورد المهالك! فإف قيل افرؽ لنا بين المداراة المحمودة كالمداىنة‬ ‫المذمومة؛ قلنا‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ّٕ (ابن أبي الدنيا في ً‬ ‫قضاء الحوائج) عن ابن المسيب مرسبلن‪ ،‬الفتح الكبير كمجمع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫{ املدازا‪ ٠‬اييت ‪ٜ‬جاب عً‪ٗٝ‬ا ايعاقٌ‪ٚ ،‬ذنُد بٗا عٓد اهلل ‪ٚ ‘‬عٓد َٔ عكٌ‬

‫عٔ اهلل تعاىل ٖ‪ ٛ‬اير‪ٜ ٟ‬داز‪ ٟ‬مج‪ٝ‬ع ايٓاع اير‪ ٜٔ‬ال بدٖ ي٘ َِٓٗ ‪ َٔٚ‬عػستِٗ;‬ ‫ال ‪ٜ‬با ي‪َ ٞ‬ا ْكـ َٔ دْ‪ٝ‬ـا‪َٚ ،ٙ‬ـا أ‪ٚٝ‬ذ‪َ ٣‬ـٔ عسقـ٘ بعـد إٔ ضـًِ يـ٘ د‪ٜٓ‬ـ٘‪،‬‬ ‫أَا املدآٖ‪ ١‬املُٓ‪ٛ‬ع‪ : ١‬فٗ‪ ٛ‬اير‪ ٟ‬ال ‪ٜ‬باي‪ْ ٞ‬كـ أ‪ ٚ‬ذٖاب د‪ٚ ٜ٘ٓ‬اْتٗاى عسقـ٘‬ ‫َاداَت قد ضًُت ي٘ دْ‪ٝ‬ا‪ !ٙ‬فٗ‪َ ٛ‬ػس‪ٚ‬زْ‪ٚ ،‬إذا ْؿخ٘ ايعاقٌ قا‪٥‬ال‪ ٟ‬ي٘ إٖٔ فعًـ٘‬ ‫ٖرا َدآٖ‪ٚ ٝ١‬متً‪٥‬لْ ‪ٜ‬كدحإ ف‪ ٢‬د‪ !ٜ٘ٓ‬قاٍ‪ :‬إمنا أْا أداز‪ ٣‬ايٓاع! ف‪ٝ‬صٍٗ ‪ٜٚ‬طـُِٓ‪٢‬‬ ‫املدآٖ‪ ١‬احملسَٖ‪ ١‬باملدازا‪ٖٚ ٠‬را غًط‪ ٠‬فادحْ‪ ،‬إمنا املداز‪ ٣‬ايعاقٌ ٖـ‪َ ٛ‬ـٔ ‪ٜ‬عاغـس‬ ‫‪74‬‬

‫باملعس‪ٚ‬ف َٔ البدٖ َٔ عػست٘ حت‪ ٢‬دنعٌ اهلل ي٘ َٓ٘ فسدا‪ٚ ٟ‬شتسدا }‬

‫‪‬ض‬

‫ً​ً​ً‪ -‬احلسص عو ضاً ٗزع ‪ُ ٙ‬فطٕ‬

‫السالك فى طريق اهلل تعالى أشد الناس رعاية لنفسو‪ ،‬كأسرعهم طلبان للشفاء‬ ‫كال يطلب الشفاء على يد نفسو فيهلك! كال على يد من ال يي ٍح ًسن فيردم! كلذا‬ ‫ّْ‬ ‫َّ‬ ‫كمحذران حتى ال يسلّْم أح هد نفسو إال لخبير‬ ‫ب ًٍىا‬ ‫فإف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ من ّْ‬ ‫حاذؽ‪:‬‬ ‫‪75‬‬

‫طب‪ٜ ٙ‬فُٗ‪ َٛ‬قَأَ​ْٔ }‬ ‫{ َ​َِٔ تَ‪ٖٜٛ‬ببَ ‪َٚ‬ال‪ُٜ ٜ‬عًِ‪ٔ َُِ٘ٓٔ ُِٜ‬‬

‫فهو ال يطلب الشفاء إال على يد الطبيب الخبير ال على يد نفسو؛ ألنو إف‬ ‫ه‬ ‫مسئوؿ أماـ اهلل عن ذلك ؛ كىذا يوجب طلب طبيب النفس‬ ‫ضامن‬ ‫ضرىا فهو‬ ‫أ َّ‬ ‫ه‬ ‫العالم برعوناتها كطرؽ تطبيبها كإصبلحها كالذىاب إليو كالتطبّْب لديو‪ ،‬أما السالك‬ ‫ج ًٍ ًرد من معانيو‬ ‫الذل ينسى مصلحة نفسو كيصرؼ أنفاسو فيما ال يفيد‪ ،‬فقد ي‬ ‫كرجع إلى الحظ كالهول‪ ،‬فابدأ بنفسك أيها السالك كأدـ رعايتها على يد الطبيب‬ ‫ْٕ الغرباء لؤلجرم‪ ،‬من كبلـ أبو حفص عمر بن جعفر الطبرم لبعض الحكماء‪ ،‬بتصرؼ‪.‬‬ ‫ٕٓ سنن أبى داككد عن عمرك بن شعيب‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الخبير العالم بما يصلحها فإنها أعدل أعدائك كإف غفلت عنها أىلكتك‪ ،‬قاؿ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪[   ‬الشمس]‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كىو يأخذ فى طريق سلوكو إلى اهلل تعالى بالعزيمة ما استطاع‪ ،‬فإف الرخصة‬ ‫عند مقتضاىا تكوف عزيمة كالتيمم كقصر صبلة المسافر‪ ،‬كغيرىا‪ ،‬كىو كإخوانو فى‬ ‫رعايتهم ألنفسهم كلبعضهم البعض كحرصهم على أحدىم ككلهم ىم أشبو الناس‬ ‫بالسلف الصالح‪ ،‬كأساس تعامبلتهم مع بعضهم ىى قولو ‪:‬‬ ‫طعَ‪ ٢‬بٔرَٔ‪ٔٚ‬تٗ‪ ِ​ِ٢‬أ‪ِ ٜ‬دَْاُِٖ​ِ ‪َُٜٚ‬ذٔريُ عًَ‪ ِ​ِ٢ِٗٝ ٜ‬أ‪ٜ‬ق‪ٞ‬ؿَاُِٖ​ِ‪ِ​ِ َُٖٚ ،‬‬ ‫{ ا ‪ٞ‬يُ​ُطًُِٔ​ُ‪ َٕٛ‬تَ​َته‪ٜ‬اف‪ٜ‬أ‪ ٝ‬دَٔ​َاؤُُِٖ​ِ‪ِ َٜ ،‬‬ ‫‪76‬‬

‫ك َع ٔفٗ‪َُ​َٚ ِ​ِ٢‬طِس‪ُ ٢‬عُِٗ​ِ عًَ‪ ٢ٜ‬ق‪ٜ‬اعٔدِٖٔٔ​ِ }‬ ‫ٔ ضٔ‪َٛ‬اُِٖ​ِ‪َٜ ،‬سُدٗ َُػٔدُٖٗ ِ​ِ عًَ‪ِ َُ ٢ٜ‬‬ ‫‪َٜ‬دْ عًَ‪ِ َ​َ ٢ٜ‬‬

‫فمن رأل نفسو أكلى من أخيو بفضيلة أك مزية أكبخصوصية كجب عليو‬ ‫التوبة كسد منفذ الغركر‪ ،‬كاالعتذار إلخوانو قوالن كفعبلن فيرل نفسو أنو ليس أىبلن‬ ‫لمكانتو‪ ،‬كينزؿ إلى خدمة الزاكية‪ ،‬أك يترؾ التكلم عليهم كالتقدـ كالقياـ بما‬ ‫صص لو من افتتاح الذكر أكالدرس‪ ،‬أك المبايعة حتى يقيمو إخوانو برضاء منهم‬ ‫يخ ّْ‬ ‫كصفاء‪.‬‬

‫‪ ‬ث ًًِ‪ -‬اهق‪٘ َ ٚ‬اجب اه٘قت ًع حفظ املسأب‬ ‫السالك فى طريق اهلل بين قياـ بفريضة مفترضة‪ ،‬أكحضور مع اهلل بالمراقبة‪،‬‬ ‫يتقرب بو إلى اهلل‬ ‫أك تحصيل علم ممن ىو أعلى منو بالمصاحبة‪ ،‬أك عمل صالح َّ‬ ‫تعالى‪ ،‬أك عمل لتحصيل قوتو الضركرل كقوت من أكجب اهلل عليو نفقتهم‪ ،‬أك‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫ٕٔ سنن أبى داككد عن عمرك بن شعيب‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كل‬ ‫غذاءان كراحة لجسمو أك نفسو من أكل أك شرب أك نوـ أك رياضة أك ٍّ‬ ‫طب‪ ،‬ك ُّ‬ ‫عمل غير ىذا فهو ه‬ ‫كباؿ على السالك كيتلف كقتو أك نفسو كيورده المهالك!‬ ‫ىمها‪ ،‬قد يكثركف‬ ‫كبعض السالكين لجهلهم أصوؿ السلوؾ التى شرحنا أ َّ‬ ‫الذكر بألسنتهم أك الصبلة كالصوـ كالحج كقراءة القرآف بأبدانهم‪ ،‬كيهنوف أنهم‬ ‫بلغوا درجة القرب‪ ،‬كيتساىلوف فى كجو الكسب كالقوت كالمعامبلت‪ ،‬فبل يدققوف‬ ‫يغرىم‬ ‫ثم ُّ‬ ‫فيصير أغلب قوتهم من الشبهات! كليس ىكذا السالكين كالسالكات!! َّ‬ ‫ثم يتأكدكف كال يبالوف!‬ ‫باهلل الغركر فيأكلوف الحراـ كربما قالوا ال يعلموف! َّ‬ ‫حرـ اهلل كرسولو من السحت كاآلثاـ!!!‬ ‫كيستحلُّوف صريح الحراـ! كما َّ‬ ‫كفوؽ ذلك كلو! يهنُّوف أنهم على خير للعبادات التى ّْ‬ ‫يقدموف! ال يتفكركف‬ ‫فيما ُّ‬ ‫تعدكا من حدكد الشرع كما جهلوا من آداب السلوؾ كمخاكؼ السالكين‬ ‫رب العالمين!!‬ ‫كمبلحهات المجاىدين‪ ،‬كال ُّ‬ ‫جفن كأنهم ضامنوف على ّْ‬ ‫يهتز لهم ه‬ ‫فأكؿ كاجب كقت عاـ لجميع أىل اإلسبلـ كنؤكد ىنا الكبلـ للمبتدئين‬ ‫كالسالكين كاألعبلـ! كمن رغبوا أف يكونوا للنيّْة الصالحة يم ٍج ًمعين‪ ،‬كبجهاد النفس‬ ‫س ين مع فقده نهاية!‬ ‫أمر ال ُّ‬ ‫تصح بدكنو بداية! كال ٍ‬ ‫لتصفيَّة القلب عاملين! ىو ه‬ ‫تح ي‬ ‫مشركع أباحو ذك الجبلؿ‪.‬‬ ‫ىو الرزؽ الحبلؿ! كإطعاـ النفس كاآلؿ من طريق‬ ‫و‬ ‫فإف حفهوا من الوقوع فى اإلثم العهيم العاـ الذل شرحناه من أكل الحراـ‬ ‫مع العلم كعدـ اإلعتبار أك اإلىتماـ إتكاالن على العبادات البدنية كالكبلـ! فربما‬ ‫كقع الكثيركف من محبى الصالحين ممن لم يدركوا كاجبات الوقت كاألياـ فى إثم‬ ‫ترؾ السعى كالعمل إعتمادان ظنيَّا على َّ‬ ‫الرزاؽ كالخياؿ كاألمل!‬ ‫كربما كانت أعمالهم التى يعملوف كدعواىم التى َّ‬ ‫يدعوف!! يستندكف فيها‬ ‫على جمالو فغابوا عن أنفسهم كعن الكونين‪،‬‬ ‫إلى بعض األفراد الذين أشهدىم اهلل َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كفىػ ُّركا إلى اهلل كتركوا العمل للدنيا‪ ،‬كىؤالء ليسوا أئمة للمتقين كال قدكة للسالكين‬ ‫أحب اهلل العبد‬ ‫ألنهم فى مقامات محبة اهلل مقامين!! عن أنفسهم مأخوذين!‪ ،‬كمتى َّ‬ ‫يضره ذنب ‪ .....‬خصوصان كأف ما ييجريو اهلل على أيديهم لم يكن لحظ كال‬ ‫ال ُّ‬ ‫لقصد كال لكسب منهم !!!‬ ‫فإذا تركوا العمل للدنيا أك ىجركا الخلق أك اختفوا عن الناس فى خلواتهم‬ ‫أك َّ‬ ‫تفضحوا ليسقطوا من قلوب الخلق‪ .... ،‬كلكن ألف ذلك كلو لم يكن لحظ‬ ‫خفى فى نفوسهم بل لصولة الحق عليهم كلًما كاجههم بو سبحانو فصاركا عن‬ ‫أنفسهم مأخوذين كبيد اهلل مشدكدين كلو كبو مواجهين! رفع اهلل ذكرىم كأعلى‬ ‫شأنهم! فهم ألنفسهم ال لغيرىم! كأعمالهم ىذه عملةه للصالحين قد اختفت‬ ‫كبادت! ال تسرل فى أيامنا ىذه بعد أف سيطرت زمانان نٍ كسادت! كلكنها ال تصلح‬ ‫للسلوؾ فى عصرنا كال تناسب عصر العلم كالتكنولوجيا التى قادت ك أجادت!‬ ‫ار على دربهم فى ىذه األحواؿ‬ ‫سي‬ ‫فهؤالء أفرا هد! كلكن ال يؤتم بهم! كال يي ى‬ ‫الخاصة بهم كليسوا قدك نة فى السلوؾ لغيرىم !!!!! فاحذركا يا أكلى األلباب‬ ‫لواجب الوقت مع دقة الفهم! تحفهوا من البعد كالمقت!‬ ‫كمن أكجب الواجبات يا إخوانى على أىل السلوؾ أف يحفهوا مقامهم الذل‬ ‫أقامهم فيو موالىم‪ ،‬فبل يتجاكزكف مراتبهم أبدان كال يتعدكف الحدكد‪ ،‬بتقليد أكابر‬ ‫الصوفية كالجدكد فى أحواؿ البسن كاألنس أك الصدكد!‪ ،‬أك بتقليد الشيخ بعد‬ ‫الوصوؿ فى المجلس كالمههر كالفعل كيتركوف األصوؿ! كلو صدقوا النيَّة لقلدكىم‬ ‫فى تصفية القلوب بالعزـ كالجهاد كالسلوؾ‪ ،‬كقهر النفس حتى صاركا ملوؾ!‬ ‫كأعطيكم لذلك مثاالي كاضحان كنموذجان ساقو اهلل لنا بيّْنان‪ ... :‬لعلك تعلم أف‬ ‫اهلل تعالى أمر كليمو سيدنا موسى ‪ ‬بالسياحة إلى العبد الصالح الذل أتاه اهلل من‬ ‫لدنو علمان‪ ... ،‬كلكن إنتبو إلى دقائق الفهم كاعتبر! مع َّ‬ ‫أف سيدنا موسى ‪‬‬ ‫ط عليو من‬ ‫مأمور من اهلل بصحبتو كىو النبى القائم فى األرض هلل بشريعتو! كمشتر ه‬ ‫ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪97‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العبد عدـ ابتداره إياه بالسؤاؿ أك المراجعة كىذا شرط الصحبة كالمتابعة!‬

‫لما كجد مخالفة للشرع بينة! فقد أنكر علي سيدنا الخضر تصرفو‬ ‫إال أنو َّ‬ ‫مرة بعد األخرل – كىو رسوؿ اهلل المعصوـ – أنكر عليو ذلك حفهان لمقاـ الرسالة‬ ‫المنوطة بو! كالمقاـ من اهلل فى األرض بحفهها كرعايتها!‬ ‫فإذا كاف كليم اهلل المعصوـ كالمأمور من اهلل تعالى بصحبة العبد العارؼ‬ ‫حفظ مقامو م ع ىذا العبد كأنكر عليو ما لم تستبن لو حكمتو‪ ،‬فأنت أيها السالك‬ ‫المسكين أحق بأف تحفظ مقامك فى السلوؾ!! فإف السالك إذا تعدل قدره كتشبَّو‬ ‫المقربين تاه فى بيداء الهبلؾ كشطح شطح الضالين‪.‬‬ ‫بأىل المحبة َّ‬ ‫كالطريق كعر!! ككيف ينجو من ىو فى أكؿ مرحلة؟! بينو كبين مقاصده‬ ‫مفازات كصحارل كمخاكؼ!! فسمع أخبار من كصلوا إلى مقصدىم كأحوالهم‬ ‫فجهل نفسو كجهل مرحلتو التى ىو فيها!! جهل المراحل الشاسعة كظن لجهلو أنو‬ ‫فى مقاـ الوصل‪ ،‬ثم نسى ظنو كادعى أنو كاصل!!‪.‬‬ ‫تنبو أيها السالك كجاىد نفسك فى ترؾ المعاصي كالمهالك! حتى تطهر‬ ‫كتضرع بترؾ بعض المباحات‪ ،‬حتى تتحصن بحصوف الخوؼ من الوقوع فى‬ ‫َّ‬ ‫المحرـ كالشبهات‪َّ ،‬‬ ‫كتأدب فى كل مرحلة بأدبها‪ ،‬فإف من ساء أدبو على األعتاب‬ ‫يرد إلى األبواب ألف نفسو بهيمية شهوانية تنقصها اآلداب‪ ،‬حفهنا اهلل من سوء‬ ‫األدب فى المراحل من التشبو بالمرشد الكامل فى أحوالو الخاصة‪ ،‬كرزقنا التشبَّو‬ ‫بو فى أعمالو كأخبلقو التى تنجى السالكين كالواصلين كالمتمكنين‪..‬‬ ‫كلذا يا أحبابى فبابنا القادـ فى الكتاب؛ ىو "ايتطً‪ ِٝ‬يًؿاذتني" لنعرؼ‬ ‫كيف نقف على آداب إتباعهم‪ ،‬ككيف نحهى بأسرار قربهم‪ ،‬كننعم بصالح‬ ‫إرشادىم كنكوف لهم عونان على أنفسنا حتى يطهركىا بعوف اهلل من لقسها‪ ،‬نسأؿ‬ ‫اهلل ‪ ‬أف يشرح صدكرنا ‪،‬كأف ييسر أمورنا‪ ،‬كأف يهدينا يسبلنا ‪ ،..‬كأف يوفقنا إلى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫نيل قصودنا‪ ،‬كأف يبلغنا أقصى آمالنا ‪ ،....‬كأف ييحققنا برتبة الوالية فى معية حبيبنا‪.‬‬ ‫‪ٚ‬ؾً‪ ٢‬اهلل عً‪ ٢‬ض‪ٝ‬دْا ستُد ‪ٚ‬عً‪ ٢‬آي٘ ‪ٚ‬ؾخب٘ ‪ٚ‬ضًِ تطً‪ُٝ‬ا‪ ٟ‬نجريا‪.... ٟ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪77‬‬

‫‪ٗ ‬قت اهة حلني كوُّٕ هلل‬ ‫‪ ‬ك‪ٚ‬ف ‪ ٍُّ ٙ‬اه طو‪ ٍٚ‬هوة حلني؟‬ ‫‪ ‬فو بدم ًّ جد‪ٙ‬د!‬ ‫‪ ‬فٍٔ ُٗفِّر ش زة اه ‪ٚ‬ذ‬ ‫حيب اه بد اه ق اخلف‬ ‫‪ ْ ‬اهلل ُّ‬ ‫‪ ‬اه قةةةةى امل٘ٓ٘ب‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٕ​ٕ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل‪ ،‬الخميس َِ رجبُُّْىػ‪ ُ ،‬يوليو ََُِـ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 111

AAAAAAAAAA 

                                                                                              )‫(ٓٔالنساء‬

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ٗ ‬قت اهة حلني كوُّٕ هلل‬ ‫لرب العالمين‪ ،‬فإف الصالحين لما‬ ‫سر من أسرار الوصوؿ ّْ‬ ‫التسليم للصالحين ّ​ّ‬ ‫إجتازكا القفار كجالدكا األخطار بالليل كالنهار‪ ،‬كصرعوا النفوس كداسوا على‬ ‫الملك كالفلوس!‪ ،‬أعطاىم اهلل البصيرة الثاقبة‪ ،‬ككشف لهم عن أسرار البداية‬ ‫كراثا لو كأمدىم باألسرار الغالية! التى بفضلها يأخذكف‬ ‫كالعاقبة! كأقامهم رسولو َّ‬ ‫رب العالمين فى كل كقت كحين!!‪....‬‬ ‫بأيدل السالكين لطريق ّْ‬ ‫أخص شئوف الحياة‪ ،‬مع أىليهم أك‬ ‫كل كقتهم هلل! حتى كىم فى ّْ‬ ‫كالصالحوف ُّ‬ ‫إخوانهم أك ذكيهم! ال يجودكف بنفس و‬ ‫كاحد من أنفاسهم إال في رضاء ربهم! فليس‬ ‫كقت يصرفوه فى المهاترات مع السالكين أك فى ترجيح األقواؿ للمجادلين‬ ‫لديهم ه‬ ‫كىم بنور النبى مبصرين! كبإلهاـ اهلل ناطقين! مبلئكة اهلل تعرؼ فضلهم! كبقاع‬ ‫اإلرض تشتاؽ لمسهم! كمريدكىم َّ‬ ‫يدعوف حبهم! فإذا بجهاد أمركىم! فأكثرىم عن‬ ‫نفسو مجادلوف! أك عن فعلو مدافعوف! ‪..‬فهذا ينفى قولو! كذاؾ اليعترؼ بعيبو‪،‬‬ ‫ىذا يريد دكاء معيَّنان ‪ ..‬كذاؾ يطلب كردان َّ‬ ‫كل غار هؽ فى كىمو كيدّْعى‬ ‫محددان ‪ ..‬ك ُّ‬ ‫حبَّو!! فكيف باهلل يسلكوف!! أك إلى حضرة جنابو يصلوف!!‬ ‫كيف يسلك مري هد على يد شيخو! كقد اتخَّذ من نفسو لو شيخان مرشدا!‬ ‫كنصب نفسو عنها مدافعان كلرغباتها ملبيَّان كدافعا!! فمثل ىذا كىم األكثركف! ال‬ ‫يرجى برؤىم‪ ،‬كال سبيل لهم ليتجنبوا فى الطريق حتفهم إال سبيبلن كاحدان !! أال كىو‬ ‫التسليم الكامل للشيخ! ‪ ...‬فالسبيل األكحد للسلوؾ المستقيم الذل بو قطع‬ ‫رب‬ ‫القفار! كقهر األخطار كإجتبلء األنوار إنما بالتسليم للصالحين المقامين من ّْ‬ ‫العالمين كالمأذكنين من سيد المرسلين‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬ك‪ٚ‬ف ‪ ٍُّ ٙ‬اه طو‪ ٍٚ‬هوة حلني؟‬

‫أكالن‪ :‬أف يعتقد تماـ االعتقاد أنو ليس ىناؾ أعلى من شيخو فى زمانو‪ ،‬ألنو‬ ‫لو رأل من ىو أعلى منو فيجب عليو أف يذىب إليو‪ ،‬ككاف سيدل أبو الحسن‬ ‫الشاذلى يقوؿ‪ َٔ { :‬زأ‪ ٣‬أحدا‪ ٟ‬خريا‪َٖٓ ٟ‬ا فً‪ٝ‬رٖب إي‪ } ٘ٝ‬إذان يجب أف تقتنع أف‬ ‫شيخك ىو األكمل كاألفضل‪.‬‬ ‫ثانيان‪ :‬أف يرل اإلنساف أنو معيب‪ ،‬كيفتش عن عيوب نفسو‪ ،‬ألنو لو لم يكن‬ ‫معيب فإنو يكوف فى معية الحبيب‪ ،‬كسيرل كل الغيوب ببل ستار كال رقيب‪ ،‬فإذا‬ ‫لم يصل لهذا الحاؿ إذان بو عيب‪ ،‬لكن عيب أكثر المريدين أنو يهن فى نفسو‬ ‫الكماؿ! كلذلك أنا أكاد أسمى جلساتنا ىذه بجلسات الترؼ الشهرل‪ ،‬ألف معهم‬ ‫يهن أف الكبلـ ليس لو بل ألىل البدايات‪ ،‬كيهن نفسو أنو تجاكز ىذه‬ ‫الحاضرين ُّ‬ ‫المحاضرات كتلك اإلرشادات!‪ ،‬فمثل ىذا متى سيفيق كيسلك الطريق؟!!‬ ‫كنت يا إخوانى أذىب لشيخى الشيخ محمد على سبلمة ‪ ،‬كطواؿ‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫طريقى إليو أردّْد قوؿ اهلل‪       :‬‬ ‫‪ْٔ[   ‬النساء] كأظل أفتّْش فى ذنوبى‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ّْ‬ ‫كأنقب فى عيوبى‪ ،‬كعندما أصل إليو أضعها أمامو! كأرجو اهلل أف يغفرىا‪.‬‬

‫‪ ‬فو بدم ًّ جد‪ٙ‬د!‬

‫ٖٕ‬

‫فمن الذل يفتّْش على عيوبك؟ أنت!‪ ،‬ككيف تههر لك ىذه العيوب ؟‬ ‫ى‬ ‫قس نفسك – لن أقوؿ بأحواؿ الحبيب – كلكن بأحواؿ أصحاب الحبيب‪ ،‬ككازف‬ ‫بينك كبينهم !!‪ ،‬أك زف نفسك بأحواؿ الصالحين‪.‬‬ ‫فالذل يريد من الناس أف يقدّْموه كيكبّْركه كال يفعلوف شيئان إال بإذنو!! ماذا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫سر القوـ"‪.‬‬ ‫ٖٕ إقرأ التفصيل بالفصل الحادل عشر" فصل القوؿ فى ّْ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪113‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫معك؟!! أنت لم تصل لهذا الحاؿ كأقمت نفسك!! كما دمت أقمت نفسك فقد‬ ‫خنت نفسك!! كلو خنت نفسك فقد أغلقت باب االستعداد لبلستمداد!!‬ ‫إذان البد أف أقيس نفسى بأحواؿ الصالحين‪ ،‬فعلى سبيل المثاؿ أكردنا فى‬ ‫كتاب " ايػ‪ٝ‬ذ ايهاٌَ ايط‪ٝ‬د أب‪ٛ‬اذتطٔ ايػاذىل " بابان كبيران عن المشاىد كالمرائى‬ ‫التى رآىا‪ ،‬فأزف نفسى بهذه المشاىد‪ ،‬كأرل إلى أل مرحلة كصلت من المراحل‬ ‫التى عبرىا‪ ،‬كلذا كرد فى األثر الصادؽ المعتبر كالعبرة لمن يعتبر‪:‬‬ ‫{ ارتُ‪ْٔ ٍُٛ‬عِ َُ ‪ٚ ١٠‬ايهٌٗ ‪ٜ‬أباٖا‪ٚ ،‬ايػٗس‪ْٔ ٝ٠‬ك‪ٚ ١٠ َُ ٞ‬ايهٌٗ ‪ٜ‬تُٖٓاٖا }‪.‬‬

‫لو نازعتك نفسك كقلت كيف سأبدأ من جديد كأنا حولى مريدكف‬ ‫يعهموننى كيكبركننى؟!! كماذا سأقوؿ لهم؟! فماذا نفعل لمثل ىذا؟ كالمصيبة‬ ‫الكبرل أف ىذا عندما يحجم عن سماع نصحنا لو أنو البد من أف يبدأ من جديد!‬ ‫ألنو لم يبدأ البداية الحقيقية بعد! فمثلو سييعطّْل المريدين الذين معو‪ ،‬فيحاسب‬ ‫مرتين؛ مرنة ألنو أكقف نفسو بعدـ تسليمو لنا! كثاني نة ألنو بإصراره على الخطأ أكقف‬ ‫من حولو!‪.‬‬ ‫كذلك كضعنا أيضان بابان ألقواؿ الشيخ أبى الحسن الشاذلى‪ ،‬ككضعنا فيو‬ ‫الكرامات كاآليات التى تههر ألىل مقاـ الصديقية العهمى‪ ،‬فتزف نفسك‪ ،‬كم عدد‬ ‫الكرامات أك اآليات التى فيك منها؟! كذكرنا عشرين كرامة للفرد الوارث‪ ،‬ىذه‬ ‫ا لكرامات كلها من علوـ المكاشفات‪ ،‬ال يوجد كتاب يتكلم فيها‪ ،‬كلكنها تريد من‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يصل إلى‪   :‬‬ ‫‪[   ‬المطففين]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ىل رأيت ىذا الكتاب المرقوـ؟ ال‪ ،‬إذان لماذا تضحك على نفسك؟ فالعمر‬ ‫يجرل كأنت تضيّْع أنفاسك كال تسمع لنصحنا!‪ ،‬كتي ىمثّْل أحواؿ الصالحين إذا جلس‬ ‫أحد بجوارؾ!! أنت تي ىمثّْل على نفسك!! ألف أكؿ شئ فى طريق اهلل ىو الصدؽ مع‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫النفس!! فأين أنت من ذلك! ألم أقل أنك تحتاج لبداية جديدة صادقة كأكيدة!!‬ ‫كإال فلن تبرح مكانك! حتى كلو ظننت أنك فوؽ السماء مقامك!!‬ ‫كقد يقولوف { ايػه‪ ٣ٛ‬يؿاحب ايبؿري‪ ٠‬ع‪ٝ‬ب } فالشيخ يعرؼ عيوبى!‬ ‫ىو يعلم بعيوبك! لكنك البد أف تكتب طلبان بيدؾ! البد أف تكاشف شيخك‬ ‫بخبيئة نفسك‪ ،‬كخبيئة النفس ليست األسرار العائلية‪ ،‬كلكنها العيوب التى يراىا‬ ‫المريد فى نفسو كتحجبو عن مقامات الوالية كعن إكرامات اهلل لؤلصفياء كاألتقياء‪،‬‬ ‫الملحة كالصادقة لنصائح كتوجيهات‬ ‫البد أف يقدـ الطلب بيديو! كيستشعر حاجتو‬ ‫َّ‬ ‫شيخو!‬ ‫إذا كانت ىذه الحجب موجودة فيك كأنت تراىا كتكتمها! كتريد أف تههر‬ ‫للخلق بغيرىا كنحن نرل ثيابك الحقيقية الرثَّة تحت الثياب الزائفة من اإلنفعاؿ‬ ‫كالتَّصنّْع كتمثُّل الحاؿ‪ ،‬فماذا نفعل لك كأنت أكردت نفسك موارد الهبلؾ كالوباؿ!‬ ‫أكيهزؾ من‬ ‫ياأخى ماذا تريد؟ ىل يأتى لك الرجل الصالح ليشدؾ من يديك َّ‬ ‫كتفيك! قائبلن فى أذنيك ثيابك زائفة كأفعالك حابطة! كأخبلقك ىابطة! كعبلجاتك‬ ‫اغتركا بك من‬ ‫مضنية!! إذا فعل؛ فعندىا ستجادؿ كتكابر! كربما نفرت كأخذت من ُّ‬ ‫درت كشنَّعت! فتكوف قد‬ ‫حولك كأدبرت! كعليهم ترأَّست كتم ٍشيىخت!كعلينا ى‬ ‫ضعت كأضعت! فبل إظهارنا عيبك يفيدؾ! كال نصحنا لك يعيدؾ!‬ ‫فبلبد أف تأتينا للعبلج بكامل رغبتك‪ ،‬كتتحمل ألم الجراحة بملء إرادتك!‬ ‫ففى مجالسنا ىذه نعطيك المقاييس كالموازين كعليك أف تزف كتقيس لتعرؼ‬ ‫حالتك ببل تدليس كال تلبيس! فإذا عرفت كتيقنت حاجتك للرجل فبلبد أف تسلّْم‬ ‫لو كلّْيَّان فالتسليم الكلّْى للصالحين معناه أف يسلّْم اإلنساف "نفسو" للرجل! أل يرل‬ ‫"نفسو" بعاداتو كأكصافو كأخبلقو ال تصلح للوصوؿ‪ ،‬كلكن الوصوؿ بالعبد‬ ‫الموصوؿ‪ ،‬أل بصفات كأخبلؽ العبد الموصوؿ ‪ ....‬كيف ذلك؟‬ ‫فى أكصافو‪ ،‬كأزيل أخبلقى كأضع أخبلقو‪،‬‬ ‫ذلك بأف أزيل أكصافى كأضع َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪115‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫تطهر القلب‬ ‫كإياؾ أف تبدأ بالتشبو بالهواىر أك المهاىر!‪ ،‬لكن كل الذل عليك أف ّْ‬ ‫ّْ‬ ‫كتصفيو كتجليو كتجعل الطموحات العالية دائمان ىى التى فيو‪ ،‬فإذا ظهر طموح فى‬ ‫داف أك أمل فى و‬ ‫و‬ ‫‪ ّْ[  ‬األعراؼ]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫فاف فتقتلعو من جذكره‪     :‬‬ ‫فإذا دخلت من باب التسليم بهذا الحاؿ‪ ،‬تنتقل األحواؿ من الرجل إلى األبداؿ‪،‬‬ ‫كمن األبداؿ إلى غيرىم من الرجاؿ فى ىذا الطريق اإللهى النورانى‪.‬‬

‫‪ ‬فٍٔ ُٗفِّر ش زة اه ‪ٚ‬ذ‬ ‫على برأل فبل يجب أف أصر على‬ ‫كذلك من التسليم إذا أشار الشيخ َّ‬ ‫خبلفو‪ ،‬أك أتقاعس عن أداءه‪ ،‬كىذ المشكلة منتشرة بين إخواننا‪ ،‬فإذا أمرتو بشئ‬ ‫‪[    ‬مريم]‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫ثم سألتو عنو بعد فترة يقوؿ نسيت!! ‪    ‬‬ ‫المريد الصادؽ يفهم إشارة المرشد قبل كبلمو‪ ،‬فتنبلج فى صدره مرادات‬ ‫الشيخ‪ ،‬كمرادات الشيخ ليست لنفسو‪ ،‬بل يريد أف يرل إخوانو فى المحل األعلى‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫فى مواجهة الحبيب األغلى‪ ،‬كبعد أف يدخلهم يقوؿ لهم‪  :‬‬ ‫‪[     ‬اإلنساف] ال يوجد جزاء فى الدنيا كاآلخرة يعادؿ ىذا العمل‪ ،‬لكن‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الجزاء فى ىذا المجاؿ يكوف من عند اهلل‪ ،‬كىذا ال يخطر على الباؿ‪ ،‬كال يحين‬ ‫بو الخياؿ‪ ،‬كال تعلمو إال قلوب الرجاؿ الذين كصلوا بفضل اهلل إلى ىذه األحواؿ‪.‬‬ ‫ىل اإلنساف يعمل بناءان على رغبة صاحب العمل أـ بناءان على رغبتو؟ ال‬ ‫محك أساسى‪ ،‬ألف كثير من‬ ‫يجوز أف يمشى على ىواه كإال سيفسد العمل! كىذا ه‬ ‫إخواننا يمشى على حسب ىواه‪ ،‬كالدليل أنو ال يوجد من يعرض أحوالو‪ ،‬كالسبب‬ ‫كعهيم كبلغ المنى!!‪.‬كلذا‬ ‫يم‬ ‫سليم‬ ‫ه‬ ‫كمستقيم ككر ه‬ ‫ه‬ ‫أف كل كاحد منهم يرل نفسو أنو ه‬ ‫يجب على األخ أف يكوف يقهان لنزغات النفس كالهول‪ ،‬يقهان للمطالب الدانية‪،‬‬ ‫حجاب لو عن حضرة اهلل كالمشيخة كالكرامات كغيرىا‪ ،‬فإذا‬ ‫كحتى العالية إلنها‬ ‫ه‬ ‫فمن الذل يقدر على ذلك!‬ ‫أراد التسليم فيجب أال يكوف لو تصرؼ فى نفسو‪ ،‬ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ت فى زمانى كلو رجلين كنصف!} من ىك يم ىل تسليمهم‪.‬‬ ‫يقوؿ اإلماـ أبوالعزائم‪ :‬خربػَّ ٍي ي‬

‫صعب ما داـ العقل كالفكر يقظ‪ ،‬ألنو يريد أف يزف كل شئ بفكره‬ ‫فالتسليم‬ ‫ه‬ ‫كعقلو‪ ،‬لكن الميزاف المطالب بو فكريان كعقليان ىو الشرع فقن‪ ،‬فما دامت‬ ‫ملزـ باتباعو‪ ،‬متى تقف؟‬ ‫التعليمات كاألكامر كالتوجيهات ال تخالف الشريعة فأنت ه‬ ‫إذا كجهوؾ لشئ مخالف للشريعة‪ ،‬كىذا لن يحدث!!‬ ‫كلكنك ترل أف ىذه األذكار أفضل لك‪ ،‬أك ىذه األحزاب أكلى لك‪ ،‬كىذا‬ ‫صل لنفسك! لكن أنا ال أعرؼ أف‬ ‫البرنامج ىو األفضل لك ‪ ....‬إذان أنت الذل تيػ ىف ّْ‬ ‫مجردان حتى يجملونى بمبلبس الرحمن‪،‬‬ ‫أيفى ّْ‬ ‫صل لنفسى‪ ،‬فيجب أف أذىب إليهم َّ‬ ‫كحب‬ ‫على‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫كأكوف عريانان من األكىاـ التى بداخلى‪ ،‬كمن األفكار التى تسيطر َّ‬ ‫قوـ نجلس فى المجلس كنقوـ ككأننا لسنا فى‬ ‫الكبلـ فى المجالس‪ ،‬نحن ه‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫سلّْم اإلنساف ظاىران‬ ‫كىذا باختصار شديد أساس التسليم‪ ،‬فالتسليم ىو أف يي ى‬ ‫كباطنان لشيخو كمرشده‪ ،‬لكن من يستشير كيرل فى نفسو رأل آخر كال يصلح‬ ‫غي ره‪ ،‬فإذا كجهتو لغيره ال يعمل بو‪ ،‬مثل ىذا الذل يصر على رأيو ماذا سيأخذ؟!‬ ‫كماذا يناؿ؟! رأٍل الشيخ فيو حكمة ال يدركها الفكر‪ ،‬كببركة التسليم ييعلمها لك‬ ‫العلى الحكيم ‪ ،‬فالذل يمنع التسليم ىو الفكر‪ ،‬فأحواؿ الصالحين كاألكلياء‬ ‫كالمتقين تنتقل لمن صدقوا معهم كسلموا لهم فى كل كقت كحين‪ ،‬أما إذا كنت‬ ‫معهم كلم ترل ىذه األحواؿ‪ ،‬فذلك ألنك لم تي ىسلّْم‪ ،‬كتمشى على حسب ىواؾ‪،‬‬ ‫لكن الذين سلَّموا من الرجاؿ كالنساء كصلوا كاتصلوا كأنت ال تعرفهم‪.‬‬

‫حيب اه بد اه ق اخلف‬ ‫‪ ْ ‬اهلل ُّ‬ ‫فهناؾ رجاؿ كنساء فى الطريق كال يعرفهم أحد بلغوا و‬ ‫بحق ىذه الغايات!!‬ ‫ألف أىل الصفا عن أعين الخلق قد يستركا‪ ،‬كاسمعوا لهذا المثاؿ‪ :‬ذىب أحد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اإلخواف مع زكجتو إلى جماعة من المبتدئين فأرادت أف تي َّدرس للنساء‪ ،‬فقلن لها‪:‬‬ ‫تمر علينا ليلة إال كنرل فيها رسوؿ اهلل أك الشيخ سبلمة أك الشيخ فوزل‪،‬‬ ‫نحن ال ُّ‬ ‫كل ليلة! كىم مع حضرة النبى‬ ‫فسكتت! ىؤالء الرجاؿ موجودكف‪ ،‬كيتصلوف بنا َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫لم يههر فيهم أح هد!‪ ،‬كال ىشيَّخ فيهم أح هد نفسو‪ ،‬كال يريد أح هد منهم أف يعرفو‬ ‫أحد‪ ،‬كىؤالء ىم الرجاؿ أصحاب األحواؿ‪:‬‬ ‫ٕٗ‬

‫دفٔ‪} ٖٞ‬‬ ‫خبٗ ا ‪ٞ‬يعَبِدَ ايٖتكٔ‪ ،ٖٞ‬ا ‪ٞ‬يػَٓٔ‪ ،ٖٞ‬اي‪َ ٞ‬‬ ‫{ ‪٢‬إٕٖ ايً‪ٔ ُٜ ٔ٘١‬‬

‫كإذا نزلنا إلى بلد جديدة من ببلد اهلل‪ ،‬نجد أف الناس المؤىلين قبل كصولنا‬ ‫رب العالمين‪ ،‬فقس نفسك! إذان أين نحن؟! نيطمئن أنفسنا‬ ‫يركف لوائح التأييد من ّْ‬ ‫كنقوؿ‪ { :‬إذا نٌُ ‪ٜ‬كني ايعبد حسّ ايسؤ‪ٜ‬ا }! العبد يحرـ الرؤيا المنامية إذا أصبح‬ ‫فى الرؤيا العينية!‪ ،‬لكن إذا لم توجد ال ىذه كال تلك! فماذا ترل؟ أين البيشريات؟!‬ ‫ك اإللهامات التى تكوف فيها جميع اإلذاعات على خن كاحد فى أستوديو كاحد‬ ‫كفيو فرد كاحد ‪ ،‬يذيع فى كل اإلذاعات‪ ،‬فأنماأنا آلة تذيع البرنامج الذل‬ ‫يرسلونو!!‬ ‫سيدنا أكيس القرنى ‪80 ‬كم عدد المجالس التى حضرىا مع النبى ‪‬؟ لم‬ ‫على‬ ‫يحضر معو أل مجلس! إذان كيف أكصى حضرة النبى ‪ ‬سيدنا عمر كسيدنا ٌ‬ ‫ٕٗ صحيح مسلم عن عامر بن سعد‪.‬‬ ‫س الٍ ىقرنًي ىع ٍشر ًسنً‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫َٖ عن اب ًن ىعبَّ و‬ ‫ػل الٍػيى ىم ًن ىم ٍػن ىكػا ىف ًم ٍػن يم ىػر واد فىػ ٍلػيىػ يق ٍم‪،‬‬ ‫ىى‬ ‫أ‬ ‫ػا‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫ػاؿ‬ ‫ق‬ ‫ػو‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫يك‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ىؿ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫اس ‪ ‬قى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫اؿ‪ « :‬ىم ىك ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ث ي‬ ‫ى‬ ‫ػاؿ رج ىػل‪ :‬يػا أ ًىميػر ىالم ٍػؤًمنً‬ ‫ؼ أ ىيكي‬ ‫ػاؿ‪ :‬أىفًػي يك ٍم أ ىيكي‬ ‫اـ ىم ٍن ىكا ىف ًم ٍػن يم ىػر واد ىكقىػ ىعػ ىد‬ ‫ىخ لًػي ييػ ىق ي‬ ‫ػس؟ فىػ ىق ى‬ ‫آخ يػرك ىف‪ ،‬فىػ ىق ى‬ ‫سػان ىكشل ًك َّػن ابٍ ىػن أ و‬ ‫ين الى نىػ ٍعػ ًر ي‬ ‫ى‬ ‫ػاؿ لىػوي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فىػ ىق ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ػاؿ لىػو‪ :‬أىبًحرً‬ ‫ىؿ ً‬ ‫ف كأىمهػن ً‬ ‫اؾ بًعرفىػةى يػر ىع شػى إًبًػل الٍ ىقػوًـ‪ ،‬فىػركً‬ ‫ػاؿ‪ :‬نىػعػم‪ ،‬ىػو بًػاألىر ً‬ ‫ػك ىعػن ًمثٍلً ً‬ ‫ػب‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ػو‬ ‫ى‬ ‫ػا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ػو‬ ‫ل‬ ‫ػ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ػ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ػن‬ ‫م‬ ‫ػع‬ ‫ض‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ً ى ي‬ ‫أ ىيكيٍ ه ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ضػوي فػي بىػ ٍع و‬ ‫ىمػا‬ ‫ص ًرهً نى ٍح ىو ىم ٍس ًج ًدهً ىكقى ٍد ىد ىخ‬ ‫ب بًب‬ ‫ض ًر‬ ‫اؾ فىًإذىا يى ىو قىائً هم ي‬ ‫يع ىم ير ىك ىعلً ّ​ّي ‪ ‬ح ىم‬ ‫َّى أىتىػيىا األ ىىر ى‬ ‫ػض‪ ،‬فىػل َّ‬ ‫صلي‪ ،‬يى ٍ‬ ‫ػل بىػ ٍع ي‬ ‫اريٍ ًن ثي َّم انٍطىلى ىقا ىحت ش‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ػاؿ أىح ػ يدىما لًصػ ً‬ ‫س ػلَّ ىما ىعل ٍىيػ ًػو فى ػ ىػر َّد ىعل ٍىي ًه ىمػػا‪:‬‬ ‫صػ ىػر ى‬ ‫ىح ػ هد الَّػ ًػذم نىطٍليبيػػوي فىػ شه ػ ىذا يىػ ىػو‪ ،‬فىػل َّ‬ ‫ىمػػا ىسػ ًػم ىع ًح َّ‬ ‫سػ يػه ىما ىخ َّفػ ى‬ ‫ػاحبً ًو‪ :‬إً ٍف يىػ ي‬ ‫ػف ىكانٍ ى‬ ‫ىرأىيىػػاهي قىػ ى ى ي ى ى‬ ‫ػك أ ى‬ ‫ؼ‪ ً،‬فى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ػاؿ‪ :‬أىنىػا أ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىجي يػر‬ ‫ػم‬ ‫اس‬ ‫ب‬ ‫ػا‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ػا‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫إل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫اع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫اس‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ىو‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ش‬ ‫ك‪ ،‬قى ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ىك ىعل ٍىيً يك ىما َّ‬ ‫ى‬ ‫السبلى يـ ىكىر ٍح ىمةي ى ى ى ي‬ ‫ى ٍ ٍى ٍ ى‬ ‫ى ي ى ٍي ى ى ى ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ض ىعبػ ىد اللَّػ ًػو‪ ،‬فىأينٍ ًش ػ يد ىؾ بًػػرب شىػ ًػذهً‬ ‫ػي‪ :‬قىػ ٍد ىعلً‬ ‫ػاؿ لىػػو ىعلً‬ ‫ػاؿ‪ :‬أىنىػػا ىعبػ يد اللَّػ ً‬ ‫السػ شػمو ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ىر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ات‬ ‫ػي‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫ػن‬ ‫ػ‬ ‫م‬ ‫ىف‬ ‫أ‬ ‫ػا‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ػو‬ ‫ػ‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ك‬ ‫ػم‬ ‫ػ‬ ‫اس‬ ‫ػا‬ ‫ػ‬ ‫م‬ ‫الٍ ىقػ ٍػوـ‪ ،‬قىػػاالى‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ّ​ّ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ي‬ ‫ً ى‬ ‫ػس بػن ع ً‬ ‫ػاؿ‪ :‬كمػا تي ًريػ ىد ً‬ ‫ػف لىنىػا ىع ٍػن‬ ‫ٍح ىرًـ ىما‬ ‫الٍ ىك ٍعبى ًة ىكىرب شى ىذا ال‬ ‫ػك؟ قى ى‬ ‫ػام ور‪ ،‬فىػ ىقػاالى لىػوي‪ :‬ا ٍكش ٍ‬ ‫اف ًم ٍػن شذلً ى‬ ‫ك بً ًػو أ ُّيم ى‬ ‫ك الَّ ًذم ىس َّػم ٍت ى‬ ‫اس يم ى‬ ‫ػك ؟ أىنىػا أ ىيكيٍ ه ٍ ي ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ضاء قى ىدر الدرى ًم ًمن غىي ًر س و‬ ‫وء‪ ،‬فىابٍػتى ىدرا يػ ىقببلى ًف المو ً‬ ‫ػوؿ اللَّ ًػو أ ىىم ىرنىػا أى ٍف‬ ‫ض ىع‪ ،‬ثي َّم قىاالى لىػوي‪ :‬إً َّف ىر يس ى‬ ‫ش ى‬ ‫س ًر‪ ،‬فى ىك ى‬ ‫ًش ى‬ ‫ف ل يىه ىما‪ ،‬فىًإذىا ل ٍيم ىعةه بىػ ٍي ى ي ى ًٍ ى ٍ ًٍ ي‬ ‫قك األىيٍ ى‬ ‫ض كغىربًىىها يلًج ًمي ًع ىالمٍ ٍػؤًمنًين كالم ٍؤًمنى ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ػات‪ ،‬فىػ ىقػاالى‪ :‬ا ٍدعي لىنىػا‪ ،‬فىػ ىد ىعا‬ ‫ىر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ؽ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫ائ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ىن‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ىك‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫بل‬ ‫الس‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫يى‬ ‫نيػ ٍق ًرئى ى َّ ى ى ى ى ٍ ى ى ٍ ي ى ى‬ ‫ٍ ى ٍ ى‬ ‫ىٍ‬ ‫يً ىً ى ي‬ ‫ػاؿ لىػػو عيمػػر‪ :‬أي ٍع ً‬ ‫ػاؿ‪ :‬ثىػوبػػام ج ً‬ ‫ل يىهمػػا كلًلمػ ٍػؤًمنًين كالم ٍؤًمنىػ ً‬ ‫ػك ىشػ ٍػيئىان ًمػ ٍػن ًر ٍزقًػػي أ ٍىك ًمػ ٍػن ىعطىػػائًي تى ٍسػػتىعين بً‬ ‫م‬ ‫بل‬ ‫ػ‬ ‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫اف‪،‬‬ ‫د‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ػ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ف‬ ‫ػو‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ى‬ ‫ػات‪ ،‬فىػ ىقػ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى ى ي ً ىً ى ي‬ ‫ىي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ػل ىسػنىةن‪ ،‬ثي َّػم‬ ‫ىم‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ػه‬ ‫ش‬ ‫ػل‬ ‫ىم‬ ‫أ‬ ‫ػن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ػه‬ ‫ش‬ ‫ػل‬ ‫ىم‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ػ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ػل‬ ‫ىم‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫؟‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫ى‬ ‫ٍنى‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫تى‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫اى‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ه‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ىٍ ى ٍ ى ش ش‬ ‫ىم ٍخ ي‬ ‫صوفىػتىاف‪ ً،‬ىكىمًعي أ ٍىربىػ ىعةي ىد ى ى ى‬ ‫ي ى ٍ ى ي ٍ ى ن ى ى ٍ ىن ى ى ٍ ى ى ٍ ىن ى‬ ‫ً‬ ‫ر َّد ىع ش‬ ‫ً‬ ‫ش‬ ‫ك» (كر)‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪ ،‬ككثير غيره‪.‬‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ىه‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ىم يػي ىر بىػ ٍع ىد ذل ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ارقىػ يه ٍم فىػل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أف يذىبا إليو كيطلبا منو أف يستغفر لهما؟!! كظبل يبحثاف عنو فى كل عاـ فى‬ ‫َّ‬ ‫للمبشرين بالجنة!‪ ،‬لكن‬ ‫الحج إلى أف التقياه‪ ،‬كطلبا منو أف يستغفر لهما‪ ،‬يستغفر‬ ‫سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬يعلّْمهم أقدار الرجاؿ‪ ،‬فالموضوع ليس فى الرجاؿ المحيطين‪،‬‬ ‫فالمحيطوف معركفوف كلهم األجر الموفور من رب العالمين‪ ،‬لكن الذل يريد‬ ‫يتم الوصوؿ‬ ‫الفضل الكبير‪ ،‬كالنور البهى من البشير فهذا يحتاج إلى التسليم حتى َّ‬ ‫‪ ِِٖ[  ‬البقرة]‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫على األصوؿ كىى التى يقوؿ اهلل فيها‪     :‬‬

‫‪ ‬اه قى امل٘ٓ٘ب‬ ‫اآلداب الهاىرية مع الصالحين موجودة فى كتب القوـ‪ ،‬لكن اآلداب‬ ‫الباطنية ال تذاع كال تشاع‪ ،‬كلكن يتلقاىا أىلها فى صدكرىم من الفرد الوارث‪ ،‬أك‬ ‫من رسوؿ اهلل ‪ ،‬فاآلداب العامة البد منها كلكن ألىل البدايات‪.‬‬ ‫لكن أىل العنايات آدابهم إما مواجهات‪ ،‬أك مكافحات‪ ،‬أك مشافهات‪ ،‬أك‬ ‫تلقى قلبى من الحضرة المحمدية‪ ،‬فإذا كصل المرء إلى مقاـ ّْ‬ ‫التلقى كأصبح يتلقى‬ ‫بسره – كىذه ليست أكىاـ أك خرافات ‪ -‬فستأتيو إمدادات معها يرل‬ ‫بقلبو كيتلقى ّْ‬ ‫بعين قلبو أنوار العنايات‪ ،‬فإذا لم ىير أنوار العنايات فهذه خياالت يخيلها لو الخياؿ‬ ‫كالفكر‪ ،‬فيجب أف يطردىا عن نفسو كإال سيعيش فيها أبدان!‪.‬لكنو إذا كاف فى مقاـ‬ ‫التلقى فهو فى بداية الصراط المستقيم الموصل إلى حضرة الرءكؼ الرحيم ‪،‬‬ ‫يتلقى منامان‪ ،‬أك يتلقى عن طريق ملك اإللهاـ‪ ،‬أك يتلقى عن طريق الهواتف الحقيَّة‬ ‫الموجودة فى األكواف‪ ،‬أك يتلقى عن طريق مبلئكة الرحمن‪ ،‬حيث يواجهوه كييعرفوه‬ ‫كييهذبوه‪ ،‬أك يتلقى مباشرة من النبى العدناف ‪.‬‬ ‫ىذه ياإخوانى عوالم ركحانية نورانية‪ ،‬ربما ال يتقبل العقل ذلك الكبلـ!!‬ ‫لكنها أحواؿ الصالحين‪ ،‬كمتى كاف العقل يعقل أحواؿ الصالحين؟!!‪ ..‬فالعقل يعقل‬ ‫األمور الدنيوية! كال يستطيع حتى أف يعقل حاالتو الهاىرة نفسها!‪ ،‬لكن أحواؿ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عقل آخر موىوب يتفضل عليك بو المولى بعد الخلو من‬ ‫الصالحين يعقلها ه‬ ‫العيوب‪ ،‬ليتلقى الفتح من حضرة عبلـ الغيوب ‪ ،‬كىذا العقل اسمو العقل‬ ‫النورانى‪ ،‬أك العقل الباطنى‪ ،‬أك العقل الوىبى أك الموىوب!‬ ‫‪..‬كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم تسليمان كثيرا‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪81‬‬

‫‪ ‬اهطٔةةة زة ضةةةةةسُّ اهقب٘ي‬ ‫‪ ‬طٔةةة زة اجلةةةةة٘ازح‬ ‫‪ ‬طٔ زة اهِفةةةةةةظ‬ ‫‪ ‬طٔةةةة زة اهقوب‬ ‫‪ ‬طٔةةةسة اهسٗح‬ ‫‪ ‬مت َ اهطٔ زة‬

‫ُٖ كانت ىذه المحاضرة بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يػوـ الجمعػة الموافػق ِٓ مػن شػعبافُُّْى ػ ٔ مػن‬ ‫أغسطس ََُِـ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 111

AAAAAAAAAA 

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬اهطٔ زة ضسُّ اهقب٘ي‬ ‫قاؿ اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬كأرضاه فى حكمتو العالية‪:‬‬ ‫{ ادتاٌٖ ‪ٜٗ‬تِ باإلقباٍ ‪ٚ‬ايعامل ‪ٜٗ‬تِ بايكب‪} ٍٛ‬‬

‫يهتم بإقباؿ الخلق‪ ،‬كاستحسانهم لفعالو كإنصاتهم‬ ‫فاإلنساف الجاىل ُّ‬ ‫الخلق حتَّى لو‬ ‫كتقربهم إليو‪ ،‬يا أخى!‬ ‫ألقوالو‪ ،‬كتهاىرىم بالخشوع أمامو‪ ،‬كتزلَّفهم َّ‬ ‫ي‬ ‫ضرؾ فيضركؾ!‪ ،‬كلن يستطيعوا نفعك‬ ‫اجتمعوا عليك بأجمعهم فلن يبلغوا َّ‬ ‫فينفعوؾ‪ ،‬كإنما النافع َّ‬ ‫الضار ىو الواحد القهار ‪ .... ،‬كلذلك عبلمة العالم ‪...‬‬ ‫أف يهتم بالقبوؿ من اهلل ‪ ،‬قبوؿ األعماؿ‪ ،‬قبوؿ األقواؿ كاألذكار‪ ،‬قبوؿ‬ ‫األحواؿ التى يتقلَّب فيها فى ىذه الحياة الدنيا على منهج كشرع الواحد المتعاؿ‪.‬‬ ‫عبلمات القبوؿ تجدىا فى البشريات التى تى ًر يد إلى العبد من اهلل ‪ ،‬إف كاف‬ ‫فى المنامات‪ ،‬أك فى المكاشفات‪ ،‬أك فى علوـ اإللهامات‪ ،‬أك فى توفيق اهلل لو فى‬ ‫الحركات كالسكنات‪ ،‬أك فى حفظ اهلل لو من الكائدين كالكائدات‪ ،‬أك فى تيسير‬ ‫كل أمر لو فيو طاعة هلل كرضا‪ ،‬كفيو إقباؿ على اهلل ‪ ‬كدكاـ ‪ .....‬فهذه عبلمات‬ ‫القبوؿ‪ ،‬كما أريد أف أركز عليو اآلف فى ىذه اللحهة فى كلمات موجزة ىو‪ -:‬كيف‬ ‫يناؿ اإلنساف القبوؿ؟ أك بما يتأىل اإلنساف للقبوؿ؟‬ ‫كأعيركنى سمعكم يا إخواف! لكى يتأىل اإلنساف للقبوؿ البد أف يدخل فى‬ ‫الطهارة التَّامة السابغة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪113‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫طهارة الجوارح‪ ،‬كطهارة النفس‪ ،‬كطهارة القلب‪ ،‬كطهرة الركح‪.‬‬

‫‪ ‬طٔ زة اجل٘ازح‬ ‫فطهارة الجوارح من المعاصى كالفتن‪ ،‬ما ظهر منها كما بطن‪:‬‬ ‫يطهر من قوؿ الخنا كالكذب كالزكر كالفجور‪ ،‬كالبطن تطهر من‬ ‫اللساف ّْ‬ ‫أكل السحت كالحراـ كالربا كشرب الخمر ككل مسكر كأكل ماؿ اليتيم ظلمان‪،‬‬ ‫ككل ما نهى اهلل ‪ ‬من أنواع المطاعم كالمشارب‪ ،‬ككذلك كل األعضاء كما‬ ‫كل عضو يطهر من المعاصى التى ترتكب بو كما فى الشرع كالدين‪.‬‬ ‫كضحنا سابقان ُّ‬ ‫كليست طهارة األعضاء الهاىرة بالماء سواء بالوضوء أك االغتساؿ كافية‬ ‫يطهر لسانو من‬ ‫يطهر اإلنساف فمو بالماء آالؼ المرات! كلكنو لم ّْ‬ ‫للقبوؿ‪ ،‬فقد ّْ‬ ‫الكذب‪ ،‬ىل يكوف قد بلغ الطهارة؟‬ ‫الفم من الذنوب كاآلثاـ التى تيغضب الملك العبلـ‪،‬‬ ‫أساس الطهارة أف ي ّْ‬ ‫طهر َّ‬ ‫فطهارة الجوارح بحفهها من المعاصى كالفتن ما ظهر منها كما بطن‪ ،‬كىذه ىى أكؿ‬ ‫طهارة يحرص عليها المرء‪ ،‬كىى التى يقوؿ فيها اهلل‪:‬‬ ‫‪[   ‬المؤمنوف]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫كىى جمع فرج كالفرج ىنا ليس عضو التأنيث أك التذكير فقن‪ ،‬فالفرج لغة‬ ‫كل الفتحات التى فى اإلنساف كالتى يتواصل بها مع‬ ‫ىو الفتحة! فهو إشارة إلى ّْ‬ ‫العالم خارجو‪ :‬العين كاألذف كالفم كاألنف كالبطن كالفرج الحقيقى كاليد كالرجل‪،.‬‬ ‫فكل ىذه فركج البد أف يحفهها ك يحصنها‪ ،‬كيف يا إخوانى ؟ ييدخل نفسو فى‬ ‫ُّ‬ ‫قوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪[   ‬التحريم]‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فيكوف قد أحسن االستعداد كتأىل للقبوؿ كنيل االمداد من المنعم الجواد ‪.‬‬

‫‪ ‬طٔ زة اهِفظ‬ ‫يطهر النفس بعد ذلك‬ ‫فإذا طىهَّر الجوارح من المعاصى الهاىرة‪ ،‬فيجب أف ّْ‬ ‫من المعانى الباطنة التى فيها إبعاد لئلنساف عن مواله كفيها لو ىبلؾ كخسراف‪،‬‬ ‫فيطهر النفس من الغركر‪ ،‬كمن الكبر‪ ،‬كمن الزىو‪ ،‬كمن الخيبلء كمن الشح‪ ،‬كمن‬ ‫الطمع‪ ،‬كمن الجشع‪ ،‬كمن األثرة‪ ،‬كمن األنانية ‪ ....‬فكل ىذه األشياء آفات فى‬ ‫النفس تحجبها عن القبوؿ من اهلل ‪ ،‬كيكفى فى ذلك قوؿ الحبيب ‪:‬‬ ‫‪82‬‬

‫خٌُ اي‪ٞ‬ذَٖٓ‪ َِٔ​َ ٜ١‬ن‪ٜ‬إَ فٔ‪ ٞ‬ق‪ًٜٞ‬بٔ٘ٔ َٔ ِجك‪ٜ‬اٍُ َذزٖ‪ ِٔ​َٔ ٕ٠‬نٔبِس‪} ٣‬‬ ‫{ ال‪ِ َٜ ٜ‬د ُ‬

‫ذرة من كبر‪ً ،‬‬ ‫كالكبر مرض نفسى‪،‬‬ ‫ذرة‪ ،‬فمثقاؿ يعنى بعض َّ‬ ‫لم يقل حتى َّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫كلذلك عندما أثنى اهلل ‪ ‬على المبلئكة قاؿ فى شأنهم بعد ذكر عباداتهم‪   :‬‬ ‫‪ْٗ[       ‬النحل] فمن الجائز أف أعبد اهلل عبادة ليس لها مثيل!!‪ ،‬كلكنى‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫أتكبَّػ ير على خلق اهلل‪ ،‬كأظن أننى أكبر منهم بهذه العبادة! فبذلك أكوف قد دخلت‬ ‫فى المكر اإلبليسى حيث رفض السجود بسبب كًبره‪ ،‬ككاف نتيجة لذلك‪  :‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ُٖاألعراؼ]‪ ،‬كلذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫أال من يكن فى قلبو بعض ذرةو‬ ‫من الكبر كاألحقاد ما ىو ذائق‬ ‫فهذه طهارةه معنويةه اسمها تزكية النفس‪ ،‬أك تطهير النفس أك إفبلح النفس‪:‬‬ ‫‪ٗ(      ‬الشمس)‪ ،‬زَّكاىا من ىذه الصفات التى تحرمها من القبوؿ‪.‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ ‬طٔ زة اهقوب‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ِٖ صحيح البخارل كمسلم عن عبداهلل بن مسعود‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪115‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كل ىذه‬ ‫كبعد ذلك طهارة القلب من الحقد‪ ،‬كالحسد‪،‬‬ ‫كالغل‪ ،‬كالكره‪ ،‬ك ّْ‬ ‫ّْ‬ ‫الصفات التى تجعل القلب محركمان من حبلكة كثمرة مناجاة اهلل !‬ ‫فما دامت ىذه األغيار فى القلب ال تسمح بأف يتلذذ بطاعة اهلل‪ ،‬ال يجد‬ ‫فيو اإلنساف حبلكة الطاعة مهما َّ‬ ‫قدـ فى ىذه البضاعة‪ ،‬ال يتذكؽ اإلنساف حبلكة‬ ‫جل فى عبله‪ ... ،‬ألف القلب فيو القاذكرات‬ ‫المناجاة مهما تبل أك كرر من ذكر اهلل َّ‬ ‫التى تمنعو من ىذه األذكاؽ العاليات!!‬ ‫َّ‬ ‫البد ياإخوانى أف ييجرل عملية فى المستشفى القرآنية بإشراؼ سيدنا محمد‬ ‫خير البريَّة‪ ،‬عملية يقوؿ فيها اهلل فى كلماتو القرآنية فى [ْٕالحجر]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫كقد أشار اهلل فى آياتو الباىرة أف إخراج ً‬ ‫الغ ّْل يحتاج إلى شدة كعزيمة قوية‬ ‫من المرء فقاؿ اهلل‪        :‬فالنزع يحتاج إلى شدة‪ ،‬البد أف يكوف اإلنساف‬ ‫الغل من شخصو‪ ،‬كالحقد كما شابو‬ ‫شديدان فى جهاده لنفسو حتى يستطيع أف ينزع َّ‬ ‫ذلك من نفسو‪ ،‬فالحسود ال يسود‪ ،‬كالحسود ييعامل فى حضرة اهلل معاملة الكنود‪،‬‬ ‫يحب الخير إلخوانو كيعترض على ما كىب اهلل لغيره‪ ،‬قاؿ الرجل‬ ‫ألنو ال‬ ‫ُّ‬ ‫‪83‬‬ ‫الحكيم ‪:‬‬ ‫أتػػدرل علػػى مػػن أسػػأت األدب؟‬ ‫أال ق ػػل لم ػػن ك ػػاف ل ػػى حاس ػػدان‬ ‫ػرض لػ ػػى مػ ػػا كتػ ػػب‬ ‫أس ػ ػ ػػأت عل ػ ػ ػػى اهلل ف ػ ػ ػػى فعل ػ ػ ػػو‬ ‫ألنػ ػػك لػ ػػم تػ ػ ى‬ ‫كس ػ ػ ػ َّػد علي ػ ػ ػػك كج ػ ػ ػػوه الطل ػ ػ ػػب‬ ‫فجػ ػ ػ ػػازاؾ عنػ ػ ػ ػػى بػ ػ ػ ػػأف زادنػ ػ ػ ػػى‬ ‫يطهر قلبو من ىذه األكصاؼ إلى أف يأخذ ختم‪:‬‬ ‫إذان البد لئلنساف أف ّْ‬ ‫ؿ‬ ‫‪ٖٗ[  ‬الشعراء]‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ّٖ أبو الفرج المعافى بن زكريا المعركؼ بابن طرارا الجريرم النهركاني؛ كاف فقيهان أديبان شاعران‪ ،‬عالمان بكل فن‪ ،‬كلي القضاء ببغداد‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫من يريد ىذا الختم ياإخوانى؟ ‪ ..‬من يريد؟ أجيبونى!!‬

‫من يريده فليدفع ثمنو! كمن اشتراه من اهلل كأخذه فياسعده كيا ىناه!!‪.‬قد‬ ‫أصبح صالحا إلشراقات نور اهلل!!‪ ،‬كتنزالت الحقائق العالية من أسرار كتاب اهلل!!‪،‬‬ ‫كمن العلوـ الوىبية من سماء فضل اهلل!!‪ ،‬كاألنوار الذاتية من حضرة رسوؿ اهلل!!‪،‬‬ ‫ألنو أصبح ذك قلب سليم !!!!‬ ‫فمثل ىذا صاحب القلب السليم! َّ‬ ‫لوتنفس نفسان كاحدان‪ ،‬فهذا النىػ ىفس‬ ‫خير من أنفاس كنفائس آالؼ الزىاد كالعيبَّاد فى عبادة اهلل لسنين طواؿ‬ ‫الواحد ه‬ ‫عبدكىا هلل بقلوب لم تتطهَّر من ىذه الخصاؿ كىذا الوباؿ‪ ،‬كلذلك القلب السليم‬ ‫كنفس صاحبو أشار اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬فقاؿ‪:‬‬ ‫ػس بقل ػػب س ػػليم رفع ػػة كرض ػػا كألػػف عػػاـ بػػبل قلػػب كلحهػػات‬ ‫نىػ ىف ػ ه‬

‫فالنفس الواحد منو يرفعو‪ ،‬كاأللف عاـ ببل قلب كلحهات من عمر صاحب‬ ‫القلب السليم!! فكم عمره عند اهلل إذان بالحساب!!‪ .‬النىػ ىفس الواحد الذل َّ‬ ‫يتنفسو‬ ‫صاحب ىذا القلب تيفتح لو أبواب السموات‪ ،‬كتيشرؽ عليو أنوار الجنَّات‪ ،‬كيكوف‬ ‫قلب و‬ ‫س من و‬ ‫خاؿ ليس فيو إال اهلل‬ ‫بو من أىل المعاينات كالمشاىدات‪ ،‬ألنو نىػ ىف ه‬ ‫كالرغبة فى رضا مواله‪ ،‬فهو من اهلل كإلى اهلل! فبل يجد حجابان يحجبو كال حاجبان‬ ‫يقدر يمنعو ألنو منو كلو كإليو كبو!! كىنا تقف لغة الكلمات كتتعطل اإلشارات!‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫كاليبقى إال نور الذات فى األرض كالسماكات‪     :‬‬ ‫‪ُ​ُٓ(‬البقرة)‪..‬‬

‫إذان األمر يا إخوانى تخلية كتحلية أك تطهير كتجميل‪ ...‬يجب ياإخوانى‬ ‫تطهير القلب من األحقاد كاألحساد ً‬ ‫بالحب هلل‬ ‫يجملو بعد ذلك‬ ‫كالغ ّْل كالكره ‪ ،‬ثم ّْ‬ ‫ّْ‬ ‫كيجملو‬ ‫كيجملو بالورع‪،‬‬ ‫كيجملو بالزىد‪،‬‬ ‫كرسولو كلعامة المؤمنين كالخلق‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫ّْ‬ ‫ّْ‬ ‫كيجملو بالرغبة فى اهلل كبالقرب من حضرتو ‪‬‬ ‫كيجملو باإلخبات‪،‬‬ ‫بالتواضع‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫ّْ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫جل فى عبله‪ ،‬كقد أشار اهلل ‪ ‬إلى ذلك فى‬ ‫كمواجهة أنواره فى الدنيا كيوـ لقياه َّ‬ ‫تجهيز حضرة الحبيب األعهم لقاب قوسين أك أدنى‪ ،‬عندما أمر المبلئكة أف‬ ‫ييضجعوه‪ ،‬كيشقوا صدره كيخرجوا قلبو كيغسلوه فى ماء زمزـ‪ ،‬كيأخذكا منو َّ‬ ‫حظ‬ ‫الشيطاف‪ ،‬كجئ بطست مملوءان بإيماف كحكمة ككضع فيو‪ ،‬فغسلوه ثم إلى صدره‬ ‫ببل و‬ ‫عناء أعادكه ‪...‬‬ ‫كالمتبصر فى‬ ‫فهكذا أجريت لو ‪ ‬العملية الجراحيَّة بإيدل مبلئكة علويَّة‪،‬‬ ‫ّْ‬ ‫القضيَّة؛ يعرؼ أنها أسر هار معنويَّة‪ ،‬فكيف أبصرىا الصبية بعيوف أرضيَّة؟ كلكن اهلل‬ ‫الحسيَّة!‪،‬‬ ‫يسوؽ لنا األمثلة الحقيَّة العلويَّة فى صور مرئيَّة!! ليعقلها أىل الحدكد‬ ‫ّْ‬ ‫كل من أراد الفكاؾ من القيود السفليَّة ليكوف من أىل تلك‬ ‫كيسير على نورىا ُّ‬ ‫يطهر قلبو تمامان للتنزالت اإللهية!! بإجراء‬ ‫المراقى العليَّة كاإلتحافات القدسيَّة بأف ّْ‬ ‫العملية الجراحية!! ‪ ...‬على أيدل أطباء كحكماء التربية الربانيَّة!!‬

‫‪ ‬طٔسة اهسٗح‬ ‫كبعد تطهير القلب تأتى طيهرة الركح‪ ...‬كطهرة الركح أل تطهيرىا من عدـ‬ ‫جل‬ ‫التعلُّق بالشهوت الباقيات ‪ ....‬أك المقامات كالدرجات العاليات ‪ ....‬غير اهلل َّ‬ ‫فى عبله!!! ‪ ....‬كبياف ذلك يا إخوانى أنو قد يتبقى عند المرء بقيةه من رغبة‪ ،‬فقد‬ ‫يرغب أف يكوف من األئمة األعبلـ‪ ،‬أك يكوف من األكلياء العهاـ الذين لهم‬ ‫إتحافات كإكراـ كأسر ٌار من الملك العبلـ! أك يكوف لو شأف عهيم فى اإلسبلـ!‪،‬‬ ‫أك يكوف لو فهم خاص فى كتاب اهلل لؤلناـ‪ ،‬أك يكوف لو خصوصية عند حضرة‬ ‫الملك ذل اإلنعاـ‪ ،‬أك أل مراد يكيفو العقل أك يسوقو اإللهاـ!!!!‬ ‫فما داـ العبد يريد فهو اليزاؿ موجودان! كال يتم المراد إال إذا فنيت مرادات‬ ‫كسلَّم لخالقو كمواله‪ ،‬كقاؿ لو ال أريد إال ما‬ ‫العبد فى مرادات الحميد المجيد‪ ،‬ى‬ ‫تريد ياأهلل‪ ،‬فأنت كحدؾ تعلم ما فيو نفعى كنفع جميع العبيد‪ ،‬فتزىق جميع رغباتو‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫مطلب إال كجو اهلل‬ ‫على الكليَّة كيولد من جديد! كعندىا ال تكوف لو كجهةه كال‬ ‫ه‬ ‫الفعِّاؿ لما يريد! ألف الذل تريد كلو كاف مقامان راقيان ربما يكوف فيو فتنة لك‪ ،‬أك فيو‬ ‫مذلَّة! ىب أنك أعطيت الكرامات‪ ،‬كالتف حولك الخلق بالمئات‪ ،‬أليس ذلك ربما‬ ‫شوش عليك فى ذكر اهلل كالطاعات! كفى القرب من اهلل فى الجلوات‬ ‫يي ّْ‬ ‫كالخلوات‪..‬‬ ‫ػهود أىػ ػػل البعػ ػػد فػ ػػى األدكار‬ ‫أردت صػدكده‬ ‫فالخلق فتنػة مػن ي‬ ‫كشػ ػ ي‬

‫‪ ‬مت َ اهطٔ زة‬ ‫فإذا طىهَّر اإلنساف نفسو كما ذكرنا كأكضحنا كبيَّػنَّا‪ ،‬كال يستطيع أف يفعل‬ ‫ذلك أح هد إال إذا طلب المعونة من اهلل فى كل أنفاسو على إتماـ ذلك‪ ،‬فإف‬ ‫اإلنساف ال يستطيع أف يعمل عمبلن صغيران أك كبيران إال إذا أعانو كقواه عليو مواله‪،‬‬ ‫‪..‬‬ ‫!!‬ ‫كلو تخلى اهلل ‪ ‬عنا بعنايتو ككاليتو كمعونتو طرفة عين أك أقل‪ .... ،‬ىل يستطيع‬ ‫كاحد منا أف يرفع طرفة عين!‪ ،‬أك يحرؾ إصبعان!‪ ،‬أك يمشى بقدـ!‪ ،‬أك يفعل شيئان‬ ‫صغيران أك كبيران فى ىذه الحياة؟!! كبل كاهلل ‪:....‬‬ ‫كال تصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػدقنا كال ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػلَّينا‬ ‫كاهلل ل ػ ػ ػوال اهلل مػ ػ ػػا اىتػ ػ ػػدينا‬ ‫فبل يستطيع اإلنساف أف يعمل إال إذا استمد القوة كالعوف من اهلل‪ ،‬كمن ىنا‬ ‫فتماـ الطهارة أف يتجرد من حولو كطولو كقولو كفعلو‪ ،‬كال يرل لنفسو شيئان البتة‪،‬‬ ‫كيطلب من اهلل أف يعينو على تحقيق ذلك فيكوف من اهلل باهلل كإلى اهلل جل فى‬ ‫عبله‪ ،‬كلذلك قاؿ سيدل أبو يزيد البسطامى ‪:‬‬ ‫{ غ‪ًٜٛٔ‬ت يف إبتدا‪َ ٢٥‬ع اهلل تعاىل ف‪ ٢‬أزبع‪ ١‬أغ‪ٝ‬ا‪ ،٤‬ت‪ُٖٛ‬تُ أْ‪ ٢ٚ‬أحبٗ٘ ‪ٚ ،‬أزق‪٢‬‬ ‫عٓ٘ ‪ٚ‬أذنس‪ٚ ٙ‬أت‪ٛ‬ب إي‪ ،٘ٝ‬فًُا اْتٗ‪ٝ‬ت عًُت إٔ حبٖ٘ ىل ضبل حب‪ ٢ٚ‬ي٘‪ٚ ،‬حبب‪ ٘ٚ‬ىل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أحببت٘ يك‪ٛ‬ي٘‪ُٜ  :‬خٔبٗ​ُِٗ​ِ ‪َُٜٚ‬خٔبٗ‪ٚ ، َُْ٘ٛ‬عسفت إٔ زقا‪ ٙ‬عٓ‪ ٢‬ضبل زقـا‪ ٣‬عٓـ٘‬ ‫‪ٚ‬بسقا‪ ٙ‬عٓ‪ ٢‬زق‪ٝ‬ت عٓ٘ يك‪ٛ‬ي٘‪َ  :‬زقٔ‪ َ٢‬ايً‪ ُٜ٘ٓ‬عَُِِٓٗ​ِ ‪َٚ‬زَقُ‪ٛ‬ا عَُِٓ٘ ‪ٚ ،‬عسفت إٔ‬ ‫ذنس‪ ٙ‬ىل أنرب َٔ ذنس‪ ٣‬ي٘ يك‪ٛ‬ي٘‪َٚ  :‬ي‪ٜ‬رٔن‪ٞ‬سُ ايً‪ ٜٔ٘ٓ‬أ‪ٜ‬ن‪ٞ‬بَس ‪ٚ ،‬عسفت إٔ ت‪ٛ‬بت٘ عً‪٢‬‬ ‫‪84‬‬

‫ضبكت ت‪ٜٛ‬ت‪ ٢‬ي٘ ‪ٚ‬ي‪ٛ‬الٖا َاتبت يك‪ٛ‬ي٘ ‪ ‬ثُِٖ تَابَ عًَ‪ٔ ِ​ِ٢ِٜٗٝ‬ي‪َٝ‬تُ‪ٛ‬بُ‪ٛ‬ا ‪}‬‬

‫التطهر من الحوؿ كالطوؿ‬ ‫فتماـ الطهارة – كىى طهارة يك يمل العارفين – َّ‬ ‫كالقوة‪ ،‬كنسبة ذلك كلو إلى اهلل‪ ،‬كأف يقف اإلنساف على باب مواله شاعران بعجزه‬ ‫كاضطراره كفقره كفاقتو كذلو بين يدل مواله‪ ،‬فإذا كقف بهذا الحاؿ تفضل عليو‬ ‫الواحد المتعاؿ فكساه من أكصافو‪ ،‬فأبدلو بالذؿ عزان من عنده‪:‬‬ ‫‪ٔٓ[ ‬يونس]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫كلكنو سبحانو خلعها علينا بجوده كعطفو ككرمو كمنَّتو فقاؿ‪:‬‬ ‫‪ٖ[  ‬المنافقوف]‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫فكسانا ثوب عز بعد خلع للرقاع‪ ،‬كما قاؿ أصحاب حضرة النبى ‪،‬‬ ‫كرضى اهلل ‪ ‬عنهم أجمعين‪ ،‬كإذا كقف بفاقتو كفقره أغناه اهلل بفضلو كجوده‬ ‫ككرمو عن جميع خلقو‪ ،‬فبل ُّ‬ ‫يمد يده إلى أحد‪ ،‬كيكوف عامبلن كمتحققان فى كل‬ ‫خلجاتو كحركاتو كسكناتو كجميع أنفاسو ال أقوؿ أكقاتو! يحيا بقوؿ الحبيب‪:‬‬ ‫{ إ‪٢‬ذَا ضَأ‪ٞ ٜ‬يتَ ف‪ٜ‬ـاضِأ‪ ٢ٍٜ‬اهلل‪َٚ ،‬إ‪٢‬ذَا اضِ َتعَٓتَ ف‪ٜ‬ـاضِتَعٔ​ِٔ بٔـاهلل‪َٚ ،‬اعًِ‪ٜ‬ـِ​ِ أ‪ َٕٜٓ‬األ‪١ٜ َٓ​َٝ‬‬ ‫ي‪ ٢ٜٛ‬ادِتَـَُعَتِ عًَ‪ٜ‬ـ‪ ٢‬أ‪َِٜٓ ِٕٜ‬ف‪ٜ‬عُ‪ٛ‬ى‪ ٜ‬بٔػَ‪ ٕ٤ِٞ‬ي‪ٜ‬ـِ​ِ ‪َِٜٓ‬ف‪ٜ‬عُ‪ٛ‬ى‪ ٜ‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬بٔػَ‪ ٕ٤ِٞ‬ق‪ٜ‬دِ ن‪ٜ‬تَبَُ٘ اهلل ي‪ٜ‬ـو‪،ٜ‬‬ ‫‪َٚ‬ي‪ ٢ٜٛ‬ادِتَـَُعُ‪ٛ‬ا عًَ‪ٜ‬ـ‪ ٢‬أ‪َٜ ِٕٜ‬كُسُٓ‪ٚ‬ى‪ ٜ‬بٔػَ‪ ٕ٤ِٞ‬ي‪ٜ‬ــِ​ِ ‪َٜ‬كُـسُٓ‪ٚ‬ى‪ ٜ‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬بٔػَـ‪ ٕ٤ِٞ‬ق‪ٜ‬ـدِ ن‪ٜ‬تَبَـُ٘ اهلل‬ ‫‪85‬‬

‫عًَ‪ٜ‬ـ‪ِٝ‬و‪ ٜ‬دَف‪ٜٓ‬تٔ األ‪ٜ‬ق‪ٞ‬ال‪َٚ ُّٜ‬زُفٔعَتٔ ايؿُٓخُفُ }‬

‫ْٖ شعب اإليماف كحلية األكلياء كتفسير القرطبى كالبحر المديد بتصرؼ‪.‬‬ ‫ٖٓ ركاه اإلماـ أحمد كالترمذم عن ابن عباس‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫جل فى عبله‪ ،‬فيلجأ إلى‬ ‫عدـ إف لم يعنو كيمده اهلل َّ‬ ‫ألنو تحقق أف َّ‬ ‫الكل ه‬ ‫الغنى‪ ،‬كيقف على بابو كحده‪ ،‬فيغنيو اهلل بفضلو عن جميع خلقو أجمعين‪ ،‬كىكذا‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫فهذه ىى أنواع الطهارة التى يناؿ اإلنساف بها القبوؿ‪.‬‬ ‫أرجو أف تكوف ىذه العبارات كاضحة كمفهومة‪ ،‬كأرجو إلخوانى أف يعيننا اهلل‬ ‫‪ ‬أجمعين على التحقق بها‪ ،‬كأف نكوف من أىلها‪.‬‬ ‫كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪86‬‬

‫‪ ‬ه‪ٚ‬طت اهلساً ٓ اه اً !‬ ‫‪ ‬االض قةةة ًةةةةةةةة‬ ‫‪ ‬أِصي املا لةة‬ ‫‪ ‬اه ٘ف‪ٚ‬ةةةةةق‬ ‫‪ ‬املل شف اهس ُ‪َّٚ‬‬ ‫‪ ‬اه‪ٚ‬قةةةةةةني‬ ‫‪ ‬اهساضدْ٘ ف اه وٍ‬ ‫‪ ‬قةةد اهسجةةةةةةةةةة ي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٖٔ كانت ىذه المحاضرة بمسجد الغفراف ببورسعيد يوـ األربعاء الموافق ٗ من شعبافُُّْىػ ُِمن يوليو ََُِـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 122

AAAAAAAAAA 

                                                                                      )‫فؿًت‬30(

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪123‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬ه‪ٚ‬طت اهلساً ٓ اه اً !‬ ‫إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين‪:‬‬ ‫رب العالمين‬ ‫دائمان تنتاب النفوس ىواجس تحاكؿ أف تعرقل سيرىا فى طريق ّْ‬ ‫كالتحاقها بمعية المليك القدكس‪ ،‬دائمان يتسائل المرء مع نفسو إف كاف من‬ ‫المخلصين‪ ،‬أك كاف من الصديقين‪ ،‬أك كاف من أئمة المقربين!!!‬ ‫ي‬ ‫ما الدليل على أنى من ىذا القبيل؟ ‪ ....‬ما اآليات التى أكرمنى اهلل ‪ ‬بها‬ ‫لتشهد أنى من أىل العنايات؟ ‪ ....‬ما النفحات التى تفضَّل عل َّى اهلل ‪ ‬بها‬ ‫ألطمئن قلبان كقالبان كأعلم أنى منهور بعين اهلل‪ ،‬كلى نصيب عهيم من فضل اهلل‬ ‫الذل ساقو لحبيب اهلل كمصطفاه؟‬

‫كالذل ييشوش على محطات القلوب فى ىذه الغيوب ‪ ....‬الكبلـ الذل ُّ‬ ‫يرف‬ ‫فى اآلذاف كينشغل بو السامعوف فى كل كقت كآف‪ ،‬كأف الناس ال يعترفوف إال‬ ‫بالكرامات الحسيَّة الهاىرة!‪ ،‬فيجعلوف المرء ال يثق بنفسو أنو من أىل القرب إال‬ ‫إذا ظهرت لو كرامات!!‪ ،‬أك إذا أيده اهلل ‪ ‬بآيات كخصوصيات‪ ،‬أك كاف من أىل‬ ‫المكاشفات العاليات الذين يركف الغيوب كاضحات كجليات‪.‬‬ ‫مسألة الكرامة ليست ىى الدليل الحقيقى على اصطفاء اهلل كاجتباء اهلل‬ ‫كرعاية اهلل ألكلياء اهلل ‪ ،‬ألف الكرامة التى نراىا كنيبهر بها أعطاىا اهلل ‪ ‬حتى‬ ‫كلى أكرمو اهلل ‪ ‬بالطير فى الهواء فإف‬ ‫لمن ىم دكف بنى اإلنساف!!‪ ،‬فإذا كاف ٌ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪124‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهلل ‪ ‬جعل كل الطيور بأجناسها تفعل ذلك‪ ،‬فهذه ليست خصوصية ألف الطيور‬ ‫تشاركو فى ىذه الخصوصية‪ ،‬كإذا أعطى اهلل ‪ ‬لعبد القدرة للمشى على الماء‬ ‫فهذا ليس الدليل األكحد على أنو ملحوظ بعين الرعاية من السماء ألف كل ساكنى‬ ‫الماء أعطاىم اهلل ذلك‪ ،‬فاألسماؾ كالحيتاف تفعل ذلك كأكثر من ذلك!‪ ،‬فهذه‬ ‫ليست خصوصية لهذا المرء‪ ،‬بل ربما تكوف فى شأنو بليَّة كالعياذ باهلل ‪... ‬‬ ‫كقس على ذلك ‪ ..‬إذا كاف المرء أكرمو الكريم كيقطع ما بين المشرؽ كالمغرب‬ ‫فى لحهة ‪ ....‬فإف اهلل ‪ ‬أعطى إبليس ىذه المقدرة كىو الملعوف! كالشياطين‬ ‫تفعل ذلك أيضان‪ ،‬فإنهم يقطعوف ما بين المشرؽ كالمغرب فى لحهة كأقل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كلى هلل‪ ،‬لكن من‬ ‫ليس معنى ذلك أف من أيَّده اهلل بهذه الخصوصيات غير ٌ‬ ‫أيده اهلل بالعنايات ال يلتفت لمثل ىذه الكرامات‪ ،‬كلو أيده اهلل بها فى الدنيا فى‬ ‫كل األكقات كاآلنات‪ ،‬ألنها تحدث لو كتحدث لغيره من ىذه الكائنات التى أشرنا‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫أما كشف الغيوب‪ ،‬كأف يتحدث اإلنساف على سبيل المثاؿ عن بعض‬ ‫األحداث الكونية‪ ،‬أك ييكاشف ببعض الغيوب المنزلية‪ ،‬أك ببعض الهواىر النفسية‪،‬‬ ‫فحتى ىذه الخصوصية تحدث ألىل الجهاد كإف كانوا غير مؤمنين باهلل ‪!!‬‬ ‫فأغلبكم يعلم أف الهنود بالرياضة المعركفة باليوجا يصلوف إلى ىذه الغيوب‬ ‫الكونيَّة‪ ،‬فيستطيعوف أف يركا ما فى الضمائر‪ ،‬كيستطيعوف أف يكتشفوا ما فى‬ ‫البيوت‪ ،‬كيستطيعوف أف يركا ما ال تراه العيوف من الشئ المصوف أك المخزكف‪،‬‬ ‫خص بو‬ ‫لكنهم ال يركف السر المكنوف كالنور المصوف‪ ،‬كال الكشف اإللهى الذل َّ‬ ‫اهلل ‪ ‬أصفياءه كأكلياءه ألنو يقوؿ فيو فى سورة [الجن]‪:.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫غيب فى ملكوت حضرة الرحمن‪ ،‬كىناؾ‬ ‫غيب فى األكواف‪ ،‬كىناؾ ه‬ ‫ىناؾ ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫غيب فى قدس ذل الجبلؿ كاإلكراـ‪ ،‬كىذه الغيوب تحتاج إلى بعض المنح‬ ‫ه‬ ‫اإللهية‪ ،‬أك الخصوصية التى يتفضل اهلل ‪ ‬بها على من عنده تأييدان لذلك‪ ،‬كربما‬ ‫مؤىل لذلك كىناؾ أعلى منو مقامان ال يرل كال يطلع على ذلك!!‬ ‫يكوف إنسا هف‬ ‫ه‬ ‫كلذلك قاؿ اإلماـ الجنيد ‪ ‬كأرضاه‪:‬‬ ‫{ قد ميػ‪ ٢‬بعض ايؿاذتني عً‪ ٢‬املا‪ٖٓٚ ،٤‬اى أعً‪ َِٗٓ ٢‬دزد‪َٚ ١‬كاَا‪ ٟ‬مي‪ٛ‬ت‬ ‫‪ٚ‬ال ‪ٜ‬طت‪ٝٛ‬ع إٔ ‪ٜ‬س‪ ٣ٚ‬ظُأ‪ َٔ ٙ‬ق‪ٛ‬س‪َ ٠‬ا‪} ٤‬‬

‫فهذه ليست دليل الخصوصية كال األفضلية‪ ،‬كلذا فسأبسن لكم بعض أدلة‬ ‫رب البرية لكل نفس زكيَّة لتعلم أنها على الطريق السويَّة!‬ ‫الخصوصية الحقيَّة من ّْ‬

‫‪ ‬االض قةةة ً‬ ‫إذان ما الدليل الذل يعلم بو اإلنساف أف اهلل اجتباه كحباه كرقاه كأدناه؟‬ ‫أكؿ دليل أف يرزقو اهلل ‪ ‬االستقامة!!!‬ ‫ االستقامة فى األقواؿ‪.‬‬‫ االستقامة فى األعم ػاؿ‪.‬‬‫ االستقامة فى األح ػ ػواؿ‪.‬‬‫ كاالستقامة فى كل األكقات ككل اآلنات ‪ .....‬كقد قالوا فى ذلك‪:‬‬‫{ االضتكاَ‪ ١‬خري َٔ أيف نساَ‪.} ١‬‬

‫‪َّ[   ‬فصلت]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫جهزىا اهلل ألىل‬ ‫ىؤالء ىم المؤىلين للمنح الذاتيَّة‪ ،‬كالنفحات الربانيَّة التى َّ‬ ‫الخصوصيَّة‪ ،‬كأف يكرمهم اهلل ‪ ‬بالرؤيا الصادقة كما أكرـ اهلل ‪ ‬حبيبو‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كمصطفاه عند اختبلءه بمواله فى غار حراء‪ ،‬فكاف ال يرل رؤيا إال كجاءت كفلق‬ ‫الصبح!! كلكنهم ال يقفوف مع ىذه الرؤيا!!‪ ،‬كال يميلوف إلى الطاعات كيكثركف من‬ ‫العبادات رغبة فى الرؤيا‪ ،‬ألف الذل سيتعبد من أجل الرؤيا فإنو سيكوف عبدان للرؤيا‬ ‫كليس عبدان هلل!! لكن العبادة هلل !!!‬ ‫من اهلل ‪ ‬ببعض المبشرات من الرؤيات الصالحات فبها كنعمت‪،‬‬ ‫فإذا َّ‬ ‫كإذا لم ىير اإلنساف شيئان فكفاه أف يرل فى نفسو أف اهلل أعانو كأقامو على‬ ‫االستقامة‪ ،‬كحفظ عليو أحوالو كأقوالو كجعلو يمشى كما يقوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪ُّٓ[ ‬األنعاـ]‬

‫كصف حضرة النبى بأنو ىو الصراط المستقيم‪ ،‬حتى نعرؼ أف االستقامة‬ ‫أعلى مقاـ كأعلى تكريم من الكريم ‪ ‬على الدكاـ للصالحين فى كل زماف كمكاف‬ ‫‪     ‬شهد اهلل ‪ ‬لو باالستقامة‪ ،‬كلذلك لم يقل‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫(فاستمعوا لو) بل قاؿ‪        :‬على منهج االستقامة‪ ،‬فهى المنهج العهيم‬ ‫الذل يؤىل لكرـ الرءكؼ الرحيم‪ ،‬كلكرـ الرب الكريم ‪.‬‬

‫‪ ‬أِصي املا لةةة‬ ‫‪َّ[   ‬فصلت]‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫االستقامة‪      :‬‬

‫كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بسر‬ ‫كفى معنى تنزؿ المبلئكة قد يلتبس األمر على البعض‪ ،‬فيريد من البداية أف يرل‬ ‫المبلئكة عيانان على ىيئتهم كعلى أحوالهم!! من الذل يستطيع أف يرل المبلئكة‬ ‫عيانان من البداية؟!! البد من التأىيل!! كلذا سأسوؽ لكم قصة تركيها كتب السيرة‬ ‫َّ‬ ‫أف العباس عم النبى ‪ ‬ذىب إلى حضرتو يومان كمعو ابنو عبد اهلل ككاف ما زاؿ‬ ‫صبيان كيركل سيدنا عبد اهلل بن عباس كيقوؿ‪:‬‬ ‫{ دخًت َع أب‪ ٞ‬عً‪ ٢‬زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬فذعٌ أب‪ٜ ٞ‬هًُ٘ ‪َ ٖٛٚ‬عسضْ عٓ٘‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫َكبٌ عً‪ ٢‬زدٌ فًُا خسج قاٍ‪ :‬ي‪ ٞ‬أب‪ ٞ‬أ‪ ٟ‬بين َا زأ‪ٜ‬ت ابٔ عُو نٓت أنًُ٘‬ ‫فال دن‪ٝ‬بين! قًت‪ٜ :‬ا أبت أَا زأ‪ٜ‬ت ايسدٌ اير‪ ٟ‬نإ عٓد‪ٜ ٙ‬هًُ٘؟ قاٍ‪ :‬ال قاٍ‬ ‫أنإ عٓد‪ ٙ‬أحد؟ قاٍ‪ْ :‬عِ! فسدع فكاٍ‪ٜ :‬ا زض‪ ٍٛ‬اهلل أنإ عٓدى أحد؟ قاٍ‪:‬‬ ‫‪ٚ‬زأ‪ٜ‬ت٘؟ قاٍ أخربْ‪ ٞ‬عبد اهلل بريو! قـاٍ فأقبـٌ عًـ‪ ٞ‬زضـ‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬فكـاٍ‪:‬‬ ‫أزأ‪ٜ‬ت٘؟ قًت‪ْ :‬عِ! قاٍ‪ :‬ذاى درب‪ } ٌٜ‬كفى ركاية زيػادة‪ { :‬أَا إْو ضـتفكد‬ ‫‪87‬‬

‫بؿسى!} ‪ ،‬فهإ نُا قاٍ ‪ٚ‬نفٖ بؿس‪  ٙ‬يف آخس عُس‪.ٙ‬‬

‫كعندىا قاؿ فى ذلك شعران نٍ رائعان إذ كاف يعلم أف ىذا سيحدث إلخبار‬ ‫‪88‬‬ ‫النبى بو‪ ،‬كقد صدؽ ‪ ‬فيما أخبر بو‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬ ‫إف يأخذ اللػو من عيني نورىمػا ففي لساني كقلبي منهما نػ ػور‬ ‫صارـ كالس ػيف مأثور‬ ‫قلبي ّ​ّ‬ ‫ذكي كعقلي غير ذم دخػ ول كفي فمي ه‬ ‫إذان ىذا الموضوع يحتاج إلى تأىيل! ىل كعينا القصة!‬

‫كيف يكوف التأىيل؟ أنت معك ملىك اإللهاـ‪ ،‬جعلو اهلل ‪ ‬على قلبك‬ ‫أىم اتصاؿ بينك كبين مبلئكة اهلل‪ ،‬فيلهمك الصواب‪،‬‬ ‫على الدكاـ‪ ،‬كىذا ىو ُّ‬ ‫ّْ‬ ‫كيسددؾ إلى الحق‪ ،‬كيوجهك إلى الصدؽ ‪ ....‬كأنت ال تحتاج إلى أكثر من ذلك‬ ‫من المبلئكة!! فمن أحبَّو مواله جعل ىملىك اإللهاـ يتولَّى إلهامو‪ ،‬كال ىٍملىك َّ‬ ‫يتلقى من‬ ‫الملىك‪ ،‬فكأنو َّ‬ ‫الملىك‪ ،‬كال غركر‬ ‫يتلقى من اهلل عن طريق ىذا ى‬ ‫اهلل‪ ،‬كالعبد يتلقى من ى‬ ‫كال زكر كال زىو كال رياء كال سمعة ألنو لم ىير ال ىٍملىك‪ ،‬كإنما ال ىٍملك ّْ‬ ‫يسدده كيلهمو‬ ‫كذلك حفظ الحفيظ ألىل ىذا المقاـ الذين يريد أف يحفههم اهلل على الدكاـ‪.‬‬ ‫الملك جهاران من الجائز أف نفسو التى لم تتخلص بعد من‬ ‫لكن الذل يرل ى‬ ‫ٕٖ مسند الطيالسى عن عبداهلل بن عباس ‪‬‬ ‫ٖ​ٖ الوافى بالوفيات‪ ،‬كالجوىرة فى نسب الرسوؿ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عيوبها كآفاتها تجعلو كلما جلس مع قوـ يريد أف يي ًدؿ عليهم كيفتخر بينهم بما‬ ‫سر حرمانو من المزيد من فضل ربو ‪ ،‬لكن‬ ‫سر بيعده‪ ،‬أك ُّ‬ ‫رآه‪ ،‬كقد يكوف ذلك ُّ‬ ‫المحفوظ ىو الذل يتولى اهلل إلهامو عن طريق ىملك اإللهاـ كال يراه!‪.‬‬ ‫كبعد التأىيل لو ما ال يي ُّ‬ ‫عد كال ييحصى من القرب من مبلئكة اهلل‪ ،‬كمن أىل‬ ‫عناية اهلل كرعاية اهلل الذين يتنزلوف على أىل كالية اهلل لتثبيتهم إف كانوا يريدكف‬ ‫التثبيت‪ ، ....‬أك إللهامهم إف كانوا يحتاجوف إلى إلهاـ‪ ،‬أك لحفههم إف كانوا فى‬ ‫مقاـ يحتاجوف فيو إلى حفظ الحفيظ‪ ،‬أك للدفاع عنهم إف كاف ىناؾ من يكيدىم‬ ‫!!‬

‫أما من كاف فى أحضاف مواله! فياىناه! فمثلو ال يحتاج إلى أل صنف من‬ ‫مبلئكة اهلل ألنو مع من يقوؿ للشئ كن فيكوف! كاسمعوا كاعقلوا يا أكلى األلباب!!‬ ‫فاالستقامة أكبر دليل كأكبر كرامة‪ ،‬مع األمن كمع الحفظ كمع السبلمة من‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫المبلمة لمن يحبُّهم اهلل ‪ ‬كيتوالىم بواليتو‪   :‬‬ ‫[األعراؼ] ال المبلئكة! كال جبريل! كال ميكائيل!‪ ..‬لكن ىو بذاتو الذل يتولى‬ ‫الصالحين!!‪.‬‬

‫‪ ‬اه ٘فةةةةة‪ٚ‬ق‬ ‫كدليل آخر ألىل اليقين الذين يريد اهلل زيادة الرسوخ كالتمكين لهم فى‬ ‫المقاـ األمين كىو "ايت‪ٛ‬ف‪ٝ‬ـــل"‪ ،‬أف يرزقهم اهلل ‪ ‬كيجعل حههم بين أىل عنايتو‬ ‫التوفيق‪ ،‬كذاؾ قليل حتى لل يك َّمل من أىل الطريق‪ ،‬فإف أىل مقاـ التوفيق فى كل‬ ‫قل كني ٍد هر‪ ،‬ألف اهلل ‪ ‬لم يذكر التوفيق إال مرة كاحدة فى القرآف‬ ‫زماف كمكاف َّ‬ ‫الكريم كجاء ذكره على لساف نبى‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ٖ​ٖ[  ‬ىود]‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫اهلل‪:‬‬

‫فالتوفيق باهلل‪ ،‬فالعبد الذل فنى عن نفسو كأحياه بو ربو‪ ،‬فدخل فى قوؿ‬ ‫‪ُِ​ِ[  ‬األنعاـ]‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫سكنو‪ ،‬كىو الذل ينطق‬ ‫فتواله مواله‪ ،‬فأصبح ىو الذل ّْ‬ ‫يحركو‪ ،‬كىو الذل يي ى‬ ‫على لسانو‪ ،‬كىو الذل يحرؾ أعضاءه كيده كبنانو‪ ،‬كىو الذل يتواله فى كل شئونو‪،‬‬ ‫فيوفقو اهلل ‪ ‬فى كل األمور‪.‬‬ ‫فإذا نهر فى الحاضرين معو أك حدثهم ! اسمع ماذا يقوؿ فيو الحبيب‪:‬‬ ‫‪89‬‬

‫{ احرَزُ‪ٚ‬ا فٔسَاضَ‪ ٜ١‬ايـُؤَٔ​ٔ‪ ٢‬فـ‪٢‬إَُْٓ٘ ‪َِٜٓ‬ع‪ٝ‬سُ بُٔٓ‪ٛ‬ز‪ ٢‬اهلل َ‪َِٜٔٛٓٚ‬لُ بٔتَ‪ِٛ‬فٔـ‪ٝ‬ل‪ ٢‬اهلل }‬

‫فينطق بالكبلـ الذل يصادؼ ما فى القلوب‪.‬‬ ‫كلذلك يقوؿ بعض الحاضرين أك السامعين! كأف المتحدث عرؼ ما فى‬ ‫ه‬ ‫مشغوؿ بالشئوف فيرل نفسو كما فيها! مع أف‬ ‫كيهن أنو‬ ‫نفسى! أك ما كنت أريد!‪ُّ ،‬‬ ‫ه‬ ‫مشغوؿ باهلل كال ينشغل بسواه طرفة عين كال أقل! كإنما تواله اهلل‬ ‫ىذا الرجل‬ ‫بتوفيقو فينطق على لسانو يما يوجد فى قلوب المواجهين تأييدان لو منو ككالية لو‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬كلذلك حتى لو حدثوه عن ىذه األشياء أنها‬ ‫منو‪ ،‬كرعاية لو منو َّ‬ ‫كرامات ال يلتفت إليها‪ ،‬ألنو ال يرل الكرامة إال فى القرب من حضرة القريب ‪.‬‬ ‫فمقاـ التوفيق ياإخوانى الكريم ‪:‬‬ ‫أال ييبت اإلنساف أمران إال كيوفقو الموفق‪ ،‬كال ييصدر أمران إال كفيو الصبلح‬ ‫كالنجاح كالفبلح‪ ،‬كال ييستشار فيشير إال كيشير بما فيو النفع فى الدنيا كالسعادة‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ٖٗ (ابن جرير) عن ثوبػاف ‪ ،‬الفتح الكبير‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يوـ لقاء العلى الكبير‪ ،‬ألف اهلل تواله بتوفيقو‪ ،‬كالتوفيق ىو أعلى التأييد من الحميد‬ ‫المجيد لمن اصطفاىم اهلل كىداىم فى ىذه الحياة‪ ،‬كلذلك عندما ارتقى نفر من‬ ‫أصحاب رسوؿ اهلل ‪ ‬إلى ىذا المقاـ قاؿ فيهم ‪:‬‬ ‫‪90‬‬

‫حه‪َُٜ‬ا‪ ٤‬عًُ‪َُٜ‬ا‪ ُ٤‬نادُ‪ٚ‬ا َٔ​ِٔ فٔ ‪ٞ‬ك ‪ٜ ِ​ِ٢ٗ​ٗ٢‬إِٔ َ‪ٜ‬ه‪ُْٛٛٝ‬ا ‪ٜ‬أِْبٔـ‪َٝ‬ا‪} ٤‬‬ ‫{ُ‬

‫‪ ‬املل شف اهس ُ‪ٚ‬‬ ‫فإذا أراد اهلل ‪ ‬إكراـ العبد اإلكراـ الذل ما بعده إكراـ يبلغو أعلى مقاـ‬ ‫فى مقامات الكشف الربانى كىو كشف معانى القرآف الكريم!!!‪ ،‬ككشف معانى‬ ‫بياف الرءكؼ الرحيم ‪ ،‬كىذا ما يجب أف نفهمو جيدان كعلى التماـ أيها الكراـ!‬ ‫فإنو كما قلت قد يستطيع أىل الهند باليوجا الوصوؿ إلى بعض مقاـ‬ ‫المكاشفات‪ ،‬لكن ال يستطيعوف أف يطلعوا على معانى القرآف كال غيوب الفرقاف‪،‬‬ ‫كال على مقاصد النبى العدناف فى أحاديثو الحساف‪ ،‬كإنما الذل يصل إلى ذلك‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الذل يقوؿ فيو الرحمن‪        :‬‬ ‫سيحدّْث بو الخلق‪ ،‬كإنما‬ ‫[الكهف] كما العلم الذل يعلّْمو لو اهلل؟ ليس العلم الذل ى‬ ‫العلم الذل سينتفع بو فى سيره كسلوكو حتى يناؿ رضا الحق ‪ ... ،‬لو حدثت‬ ‫الناس‪ ،‬ماذا بعد حديث الناس؟! ال تكن كالشمعة تضئ لغيرىا كىى تحترؽ!! لكن‬ ‫يمن اهلل بو على األفراد الذين يريد أف يبلغهم مقاـ القرب‬ ‫علم اإللهاـ الذل ُّ‬ ‫كاإلكراـ‪ ،‬يلهمو بالعمل الرافع كما يوصلو إلى النور الساطع بالعلم الذل يكشف لو‬ ‫عن أبواب الجفاء‪ ،‬كيبين لو طرؽ الصفاء كأنوار األصفياء‪ ،‬حتى يمشى على النهج‬ ‫القويم الذل يوصلو إلى مراتب القرب من السيد الرءكؼ الرحيم‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َٗ زاد المعاد فى ىدل خير العباد إلبن القيم الجوزية‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أقوؿ ىذا ألف بعض القوـ يذىب إلى كتب علوـ الصالحين كيذاكر فيها‬ ‫يقربك‬ ‫كيي ىحدث السامعين حتى يناؿ إعجابهم!‪ ،‬لو نلت إعجاب الكوف كلو ىل ّْ‬ ‫ىذا إلى حضرة القريب؟! ال‪ ،‬لكن العلم الذل يمن اهلل ‪ ‬بو على أىل كاليتو ىو‬ ‫يوصلهم إلى مقاـ التحقيق‪ ،‬كىو الذل‬ ‫الذل يختصر لهم الطريق‪ ،‬كىو الذل ّْ‬ ‫يجعلهم يمشوف دائمان كما يقوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ ُِ​ِ[ ‬األنعاـ]‬

‫‪ ‬اه‪ٚ‬قةةةةني‬ ‫الذين لم يصلوا إلى مقامات المعاينة‪ ،‬أك المشاىدات فى الدنيا ربما‬ ‫‪91‬‬ ‫للمشاغل التى كلَّفهم بها اهلل‪ { :‬ن‪ً٥ ٝ‬ه‪ ِ​ِٝ‬زَاع‪َٚ .٣‬ن‪ً٥ ٝ‬ه‪َ​َ ِ​ِٝ‬طِؤ‪ ٍْٚ‬عَِٔ زَعٔ‪ٖٝ‬تٔ٘ٔ } كلو‬ ‫فيتح لو ىذا الباب – أل باب المكاشفات‪ -‬ربما سيقصر فى المسئولية! كىذا‬ ‫التحمل فيههر منو فى الدنيا‬ ‫يينافى الحكمة اإللهية‪ ،‬أك ربما تكوف قواه ال تستطيع‬ ‫ُّ‬ ‫ما ال ييحمد عقباه ‪..‬مثل حاؿ المجاذيب‪ ،‬يترؾ الدنيا كيفر فى الصحارل!‪ ،‬أك‬ ‫يمشى حافيان!!‪ ،‬أك يمشى عريانان!!‪ ،‬كىذا ال يليق بأىل الكماؿ!‬ ‫لكن اهلل كعدنا كبشرنا بأننا جميعان لحهة مفارقة الدنيا سنكوف كلنا أىل‬ ‫َّ‬ ‫اإليماف فى غاية الكماؿ‪ ،‬كنحهى بكل منازؿ الوصاؿ‪ ،‬كنعاين كل ما عاينو الرجاؿ‪:‬‬ ‫‪[  ‬ؽ]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫فلن يذىب أحد منَّا إلى الدار اآلخرة إال كىو فى ىذه الجماالت الباىرة‪،‬‬ ‫‪[    ‬اإلسراء]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫لكن المشكلة‪    :‬‬ ‫كالبس لهذه الحلل الفاخرة‪َّ ،‬‬ ‫جهزه لنا اهلل‪ ،‬كسلَّمو إلى‬ ‫لماذا نستعجل ما داـ فضل اهلل ‪ -‬كاهلل أعلم بعباده ‪َّ -‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫ُٗ صحيح مسلم عن ابن عمر‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حبيبو كمصطفاه؟! فنكوف فى ىذه الحالة مع رسوؿ اهلل ‪ ‬كتحت كصايتو ‪ ‬مثل‬ ‫الوصى على األيتاـ ‪ ، ..‬معو تركتهم كينفق عليهم كل ما يحتاجوف إليو من العلوـ‬ ‫كمن الحكم كمن البيانات اإللهية كمن اإللهامات القلبية‬ ‫المهم أال ينشغل أحدنا بهذه العطاءات إذ جاءتو!! ك ال يلتفت إليها أك‬ ‫يجعلها غايتو ‪ ،‬ألنو لو انشغل بهذه العطاءات فإنها ستكوف لو فتن كابتبلءات‬ ‫كببلءات!! كالمسافر إذا إنشغل باألماكن التى ينزؿ بها فى سفره كجلس يعاينها‬ ‫فسيفوتو القطار كال يصل!‬ ‫الحليم كىو فى الدنيا‪ ،‬فإنها تحتاج إلى منَّة علية حتى يعطى لكل‬ ‫فإذا بلغ ي‬ ‫ذل حق حقو كاحسبوا معي حتى تعرفوا المطلوب‪ ..‬فلكل مقاـ مقاؿ‪:‬‬ ‫ حتى ال تشغلو الدنيا عن اآلخرة‪.‬‬‫ كال تشغلو اآلخرة عما ىو مطلوب منو فى الدنيا‪.‬‬‫ كال تشغلو عين الحس بما تشاىد كترل فى األكواف عما تشاىده عين‬‫البصيرة من أنوار حضرة الرحمن‪.‬‬ ‫كىذه خصوصية‪ ،‬كالخصوصية ال تقتضى األفضلية‪ ،‬فبل تهن أنها األفضلية‪،‬‬ ‫خص اهلل ‪ ‬بها بنى البشر فى‬ ‫ألنها خصوصية كمزية مثل كثير من المزايا التى َّ‬ ‫الحياة الدنيوية‪ ،‬كفى األرزاؽ الجسمانية‪ ،‬فيخص إنساف بسمع كذا‪ ،‬كآخر ببصر‬ ‫كذا‪ ،‬كآخر بذاكرة كذا ‪ .....‬فهذه خصوصيات للجسم‪ ،‬كذلك ىناؾ خصوصيات‬ ‫للركح‪ ،‬كليس معنى ذلك أنها األفضلية ‪ ...‬كإال كانت األفضلية فى عالم العقوؿ‬ ‫للكفار مثل آينشتاين كغيره الذين كىبهم اهلل العقوؿ‪ ،‬فهذه خصوصية‪،‬‬ ‫كالخصوصية ال تقتضى األفضلية‪.‬‬ ‫لكن كلنا كالحمد هلل عند الخركج من األكواف ييكشف لنا كل ما شاىده أىل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪133‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العياف‪ ،‬حتى نتحقق بكماؿ اإليماف‪ ،‬كىذا فضل اهلل علينا‪ ،‬كبالطبع فى ىذا الوقت‬ ‫ال يكوف عنده مباىاه كال فخر كال زىو كال رياء ‪ ....‬ألنو موجود فى الحق‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كالحقيقة‪        :‬‬ ‫الركح كالريحاف كجنة‬ ‫[الواقعة] سنكوف جميعان فى ىذه الحالة إف شاء اهلل‪ ،‬فى ى‬ ‫النعيم‪ ،‬فهذا فضل اهلل علينا‪ً ،‬‬ ‫كمنَّة اهلل إلينا‪ ،‬ببركة رسوؿ اهلل ‪ ‬ألنو أدخلنا كلنا‬ ‫فى‪:‬‬ ‫‪ِٗ[      ‬الفتح]‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫الذل يأخذ ىذه المنحة فى أثناء حياتو من الجائز أف يفتتن بها‪ ،‬أك يغتر‬ ‫بها‪ ،‬أك يصرفها فى الدنيا كييحاسب عليها ىناؾ !!!! أىذا كاضح يا إخوانى!!‬

‫أما الذل َّ‬ ‫يدخركف لو المنحة حتى ينتقل إلى ىناؾ فياىناه‪ ،‬ألنو سيجد كل‬ ‫ما لو عند اهلل تامان كمضمونان كمأمونان عند الحى القيوـ الذل ال تأخذه ًسنة كال نوـ‪،‬‬ ‫كىذا ىو الحاؿ الذل ارتضاه سيدنا رسوؿ اهلل ألصحابو الكراـ المعاصرين لو‪،‬‬ ‫كالذين من بعده إلى يوـ الدين‪.‬‬ ‫ىل سمع أحدكم أف أحد أصحاب رسوؿ اهلل ظهر عليو حالة من حاالت‬ ‫المجاذيب التى سمعنا عنها بعد ذلك فى العصور السالفة؟!! ىل لبس أحدىم‬ ‫حديدان كمشى بو؟!! ىل مشى أحدىم حافيان أك عريانان؟!! ىل ترؾ أحدىم عمارة‬ ‫الدنيا كمشاغل الدنيا كالجهاد فى سبيل اهلل كسكن فى جبل؟!!‬ ‫ال يوجد ‪ ....‬ألف ىؤالء ىم أىل الكماؿ‪ ،‬ككذلك كالحمد هلل ارتضى اهلل‬ ‫لنا ببركة اإلماـ أبو العزائم أف ييعيد اهلل لنا ىذا الكماؿ‪:‬‬ ‫م ػػا ق ػػد مض ػػى قػ ػد ع ػػاد ن ػػوران مش ػػرقان م ػ ػ ػػن خي ػ ػ ػػرة األب ػ ػ ػػداؿ كاألبط ػ ػ ػػاؿ‬ ‫علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػم كحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫ػرب كني ػ ػ ػػل كص ػ ػ ػػاؿ‬ ‫ػاؿ حج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةه نبوي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةه كش ػ ػ ػ ه‬ ‫ػف كق ػ ػ ػ ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ىى نفس الحالة ترجع مرة أخرل فى ىذا الزماف‪ ،‬نحن‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫نيعيد‪:‬‬

‫‪ِٗ[ ‬الفتح]‬

‫أىل الكماؿ ىم سباع فى النهار ‪ ، ...‬كرىباف فى ذكر إلههم فى الليل ‪،...‬‬ ‫يعم ركف الدنيا كما أمر القرآف كعلى نهج النبى العدناف‪ ،‬كال تفتنهم الدنيا بزخرفها‬ ‫ّْ‬ ‫كزىرتها عن طاعة اهلل فى ن ىفس كال أقل‪....‬‬ ‫كمع ذلك فى كل أنفاسهم مشغولوف باهلل!! إما ذاكر أك فاكر أك حاضر أك‬ ‫مراقب ‪ ....‬كل كاحد لو حاؿ‪ ،‬كالكل فى ىذه الحيطة التى يقوؿ فيها اهلل‬ ‫[الحديد]‪:.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ ‬اهساضدْ٘ ف اه وٍ‬ ‫لذا أريد من إخواننا المذكورين فى قوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ٕ[ ‬آؿ عمراف]‬

‫ألف معكم العلم الذل يرسخ الجباؿ!!‬ ‫إذان ال َّ‬ ‫حس‬ ‫يهزكم أقواؿ المشعوذين أك الدجالين أك الذين يمشوف على ّْ‬ ‫تهتز عندما تسمع أحدىم يقوؿ إنى أرل كذا ككذا ‪ !! ...‬ربما‬ ‫الصالحين !!!‪ ،‬فبل َّ‬ ‫سوؿ لو كأملى لو!!‬ ‫الشيطاف َّ‬ ‫كسمعنا عن ذلك فى أحواؿ الصالحين‪.. :‬مثبلن ‪ ..‬اإلماـ الجنيد ‪ ‬غاب‬ ‫بعض تبلميذه عن المجلس لفترة طويلة‪ ،‬فسأؿ عنو كطلب من تبلميذه أف يسألوا‬ ‫عنو كيتفقدكا أمره‪ ،‬فسألوه عن سبب انقطاعو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنا ال أحتاج إلى الشيخ ألنى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فى كل ليلة تأتينى جماعة تأخذنى كييدخلونى الجنة!! كمعهم من يمشوف فى ركاب‬ ‫س عليهم مثل ىذه األحواؿ‪ ،‬فقاؿ لهم الجنيد ‪:‬قولوا لو إذا أتوؾ‬ ‫الصالحين يملىبَّ ه‬ ‫كأخذكؾ إلى ىذا الموضع فقل"ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلى العهيم"‪ ،‬فعندما‬ ‫جاءكا كأخذكه كأقاموا لو حلقة ذكر! قاؿ‪" :‬ال حوؿ كال قوة إال باهلل العلى‬ ‫العهيم"‪ ،‬ففوجئ بالضرب يأتيو من كل جهة‪ ،‬فأيغمى عليو كلم يفق من إغماءتو إال‬ ‫مع لسعة الشمس فى الصباح!!‪ ،‬فنهر حولو فوجد أنو موجو هد فى مزبلة بغداد!!‬ ‫‪.‬‬

‫فعرؼ أنهم جماعة من الجن كقد لبَّسوا عليو حتى يقصوه عن طريق اهلل‬

‫أحد أبناء أبو العزائم الصادقين ككاف يسمع من حولو يذكركف األحواؿ‪،‬‬ ‫فذىب لئلماـ أبى العزائم ‪ ‬كقاؿ لو‪ :‬أنا أسمع إخوانى يقولوف كذا ككذا‪ ،‬كأنا ال‬ ‫أرل أل شيىء! فأين أنا ياسيدل مما يقولوف!؟ فقاؿ لو‪ :‬انتهر!‬ ‫ثم جاء كقت قراءة الصلوات على رسوؿ اهلل ‪ ،‬فقرأكا الصلوات‪ ،‬كبعد‬ ‫الصلوات أقاموا حلقة الذكر‪ ،‬كأثناء الذكر كضع اإلماـ أبو العزائم يده على صدر‬ ‫الرجل قلبو يطوؼ بالعرش‪ ،‬ثم رفع اإلماـ أبو العزائم يده فرأل نفسو‬ ‫الرجل فرأل‬ ‫ي‬ ‫مع الناس فى الذكر!‪ ،‬ككلما يضع اإلماـ يده يرل الرجل قلبو يطوؼ بالعرش‪ ،‬ككلما‬ ‫يرفع يده يرل نفسو كسن الناس!! ‪ ..‬كبعد انتهاء الذكر قاؿ لو اإلماـ أبو العزائم‬ ‫‪ :‬ىل يكفيك ىذا؟قاؿ‪ :‬يكفينى يا سيدل‪ ،‬لماذا؟ ألف أىل الطريق الصادقين‬ ‫يمحصنين كمحفوظين بحفظ سيد األكلين كاآلخرين ‪.‬‬

‫‪ ‬قةد اهسج ي‬ ‫كيخص المقبلين عليو بالمزيد من رحمتو‬ ‫رحيم بعباده! ‪...‬‬ ‫ُّ‬ ‫فاهلل تعالى ه‬ ‫يضن كيغير على قلوبهم المنشغلة بو‬ ‫يضن بما عنده! كلكنو ُّ‬ ‫كرعايتو كحفهو كىو ال ُّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪136‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫سبحانو أف تلتفت لسواه!! فلربما لو أعطاىم منحو! كدخلوا فى ىذه الحاالت‬ ‫كاألحواؿ ففيها المتاىات كتدؽ فيها أعناؽ الرجاؿ!! فمنهم من يز ُّؿ‪ ،‬كمنهم من‬ ‫يخل‪ ،‬كمنهم من ُّ‬ ‫يدؿ على من حولو! كما نرل أصنافان كأشكاالن‬ ‫يضل‪ ،‬كمنهم من ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫من حولنا فى كل كاد!! ‪ ....‬لكن ياإخوانى ىؤالء المحفوظين ببركة سيد النبيين ىم‬ ‫أىل قوؿ اهلل تعالى فى محكم الكتاب [ْٗالعنكبوت]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يعطونكم حقائق فى الصدكر تكشف لكم الهلمات كتوضح لكم النور!‬ ‫حنى تعرفوف صحة القصد كنور اإلخبلص‪ ،‬كال تتحولوا عن ذلك طرفة عين كال‬ ‫‪،‬كفتن دنيويةي!‬ ‫أقل‪ ،‬كتعرفوف أف الكبلـ المهوكس بو الناس ما ىو إال‬ ‫شواغل كونيةه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫لكن أنت رزقك اهلل االستقامة‪ ،‬فماذا تريد بعد ذلك؟!‬ ‫كرزقك اهلل التوفيق‪ ،‬فماذا تريد بعد ذلك؟! يلهمك اهلل ّْ‬ ‫كيسددؾ‪ ،‬كتمشى‬ ‫كمعك قوؿ اهلل تعالى الذل يبشرؾ بو موالؾ ك ال ينساؾ ك ال يحوجك إلى طلب‬ ‫العوف من اإلنس أك المبلؾ! إذ يتولى ىو تأييدؾ كتخدمك األفبلؾ ك األمبلؾ‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ِٕ[ ‬إبراىيم]‬

‫كل‬ ‫كل شدة ‪ ،...‬كفى ّْ‬ ‫كل أمر ‪ ،..‬كفى ّْ‬ ‫كل طريق ‪ ،...‬كفى ّْ‬ ‫يثبتك اهلل فى ّْ‬ ‫كل مذلَّة ‪ ،..‬فماذا تريد بعد ذلك؟!‬ ‫كل مقحمة! كفى ّْ‬ ‫ملحمة! كفى ّْ‬ ‫تريد أف يكشفوا لك القناع عن قلبك كترل الحقائق!!‪ ،‬لو رأيت الحقائق‬ ‫ماذا تعمل بها؟!! ىل ستنشغل بها أـ ستنشغل باهلل؟!! ىو يريد منك أال تطلب كال‬ ‫تقصد كال تريد إال الحميد المجيد‪ ،‬كيف تكوف طالبان هلل‪ ،‬كنفسك تشاىد عوالم‬ ‫اهلل؟! كيف تريد اهلل‪ ،‬كتريد أف تكاشف حتى بملكوت اهلل أك مبلئكة اهلل أك جنة‬ ‫اهلل؟!! ماذا تريد؟! بل تريد مثلما قاؿ اهلل لحضرة النبى ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪[   ‬األنعاـ]‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫اجعل قصدؾ اهلل‪ ،‬كاترؾ اآلخرين مشغولين بالسفاسف كالمتاىات!‬ ‫فالذين يذىبوف لقصر الملك! منهم من ينشغل بالطعاـ!‪ ،‬كمنهم من ينشغل‬ ‫بالشراب!‪ ،‬كمنهم من ينشغل بالمناظر!‪ ،‬كمنهم من ينشغل بالمصالح!‪ ،‬كمنهم من‬ ‫كل شغلو بالملك!‪ ،‬ىل ىذا مثل ذاؾ‪ ...‬أك ذاؾ؟!!‬ ‫يكوف ُّ‬ ‫ترك ػ ػػوا الجن ػ ػػاف ب ػ ػػل أعل ػ ػػى مق ػ ػػاـ‬ ‫أى ػػل العػ ػزائم يش ػػغلهم ب ػػوليهم‬ ‫ال يريدكف إال كجو اهلل ‪ ،‬حتى أف اإلماـ أبو العزائم عندما كضح لنا‬ ‫على كل شئ حتى رتبة كن فيكوف لم أرضى بها‪:‬‬ ‫المسيرة قاؿ‪ :‬عرضوا َّ‬ ‫كالعين مقصودل كياء إمامى‬ ‫كن جزتها كاف المراد لرتبتى‬ ‫الرب فى التدبير! حاشا هلل!‪،‬‬ ‫ماذا أفعل برتبة كن فيكوف؟ ىل سأعمل مع ّْ‬ ‫فأنتم طبلب الوجو‪ ،‬كأنتم يا طبلب ذات اهلل كيا طبلب كجو اهلل‪ ،‬كيامن ال ترجوف‬ ‫من األكواف سواه ‪ ...‬يامن قاؿ فيهم أبو العزائم‪:‬‬ ‫كجنػ ػػة الخلػ ػػد لػ ػػو ظهػ ػػرت بطلعتهػ ػػا لفارقػ ػ ػ ػػت حس ػ ػ ػ ػػنها بالزى ػ ػ ػ ػػد ىم ػ ػ ػ ػػتهم‬ ‫نحن نريد صاحب الجنَّػة كليس نعيم الجنّْػة!كنريد صاحب المنّْػة الحنّْػاف‬ ‫المنّْاف كال نريد المنّْة كنعيم جنَّػة رضواف!!‪ ،‬فكل ذلك تربية كترقية حنى نصل إلى‬ ‫المقامات العلية التى ذكرىا اهلل فى كتابو كأعدىا ألحبابو ‪ ...‬من؟‬ ‫‪ِٗ[   ‬الفتح]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫ماذا يريد ىؤالء ‪ ....‬اقرأكا قوؿ اهلل (ِٖ الكهف)؟‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫من السهل أف يفتحوا لكم ىذه األبواب!!‬

‫إف كاف الكشف الكونى!!‪ ،‬أك الكشف الملكوتى !!‪ ،‬أك أنواع النفحات‬ ‫عد كال َّ‬ ‫كالعطاءات التى ليس لها َّ‬ ‫حد‪ ،‬لكنها ستكوف يشغبلن كإشغاالن ‪ ،‬ىل تريدكنها‬ ‫جل فى‬ ‫بعد ما سمعتم؟ ‪ ...‬ككل شئ يشغل عن اهلل فهو حجاب عن حضرة اهلل َّ‬ ‫عبله‪ ،‬كالسالكوف الصادقوف كاألئمة المحققوف كل خوفهم أف ييحجبوا عن اهلل ‪‬‬ ‫طرفة عين أك أقل‪ ،‬حتى كلو بالجنَّة‪ ،‬أك بالمنة‪ ،‬كاسمعوا لقوؿ اإلماـ إبى العزائم‬ ‫‪:‬‬ ‫ك ػ ػػبل كال أبغ ػ ػػى الجن ػ ػػاف لطيبه ػ ػػا‬ ‫أن ػ ػػا ال أخ ػ ػػاؼ كحق ػ ػػو م ػ ػػن ن ػ ػػاره‬ ‫كالبعػ ػ ػ ػ ػػد عنػ ػ ػ ػ ػػو نػ ػ ػ ػ ػػاره كلهيبه ػ ػ ػ ػ ػا‬ ‫ف ػػالقرب من ػػو جنت ػػى كمحاس ػػنى‬ ‫كلذلك ياإخوانى فأنا أذكركم بالصحابة الكراـ الذل كانوا فى أعلى مقاـ‪،‬‬ ‫كانوا إذا سألهم ‪ ‬ألمر فيو شهرة أنزكك جميعان كأحجموا ألنهم يركف التقصير فى‬ ‫كل من كاف أىبلن لهذا المقاـ فهو يريد أف‬ ‫أنفسهم كاألىلية للتكريم فى إخوانهم! ك ُّ‬ ‫يكوف تقيَّان خفيَّان أك شعرة فى صدر مؤمن! كىذا مثل‪ :‬لما أمر اهلل النبى أف يقرأ على‬ ‫الجن القرآف كيدعوىم لئليماف‪ ،‬سأؿ صحابتو من يأتى معى! كىل النبى فى حاجة‬ ‫ّْ‬ ‫الجن؟ حاشا هلل! كلكن البد لمن يركل لؤلمة!‬ ‫لمن يؤيده بعد اهلل! أك يعينو على ّْ‬ ‫ككلهم ال يخافوف فى اهلل كال يتقاعسوف عن نصرة رسولو! كلكن األمر ليس نصرة!‬ ‫ألف ظاىره شهرة كذكرل! فأطرقوا رؤكسهم جميعان كفيهم عمر كأبوبكر كعلى! كالبد‬ ‫أف يتقدـ كاحد ليركل لؤلمة فرفع ابن مسعود رأسو فقن كلم ينطق! فأخذه ‪‬‬ ‫مر الزماف!‬ ‫كحفهو اهلل! كلما عاد ركل ماكاف مع الجاف! فكانت شهرة على ّْ‬ ‫كلكنك يا أخى ترل من ىؤالء القوـ تدافعا كتسارعان كتنافسان إذا دعوا إليواء‬ ‫الضيفاف! أك الخركج للحرب كالطعاف! أك التبرع بالماؿ كاألطياف! كتتسابق‬ ‫نساؤىم كغلمانهم كصبيانهم قبل شبابهم كرجالهم للنزكؿ فى كل ميداف! كلكن‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪139‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كاف نبراسهم دائمان حديث المصطفى العدناف ‪ ‬الذل يرطب القلوب بنعيم‬ ‫القرب كنسيم الحب كيقوؿ لكل مقبل على اهلل كال يرجو سول كجو مواله أف‬ ‫حب أحباب اهلل يامن ال تطلبوف شيئان إال كجو اهلل‪:‬‬ ‫افرحوا كاسعدكا فإنما أنتم أ ُّ‬ ‫{ أحبٗ ايعباد إىل اهلل تعاىل األتك‪ٝ‬ا‪ ٤‬األخف‪ٝ‬ا‪ ٤‬اير‪ ٜٔ‬إذا غاب‪ٛ‬ا مل ‪ٜ‬فتكد‪ٚ‬ا‪ٚ ،‬إذا‬ ‫‪92‬‬

‫غٗد‪ٚ‬ا مل ‪ٜ‬عسف‪ٛ‬ا‪،‬أ‪ٚ‬ي‪٦‬و أ‪ ١ُ٥‬اهلد‪َٚ ٣‬ؿاب‪ٝ‬ح ايعًِٔ}‬

‫كل‬ ‫ىكذا كانوا أيها اإلخواف! كىكذا نريدكم جميعان فى ىذا الميداف! ف ُّ‬ ‫الموضوع أف مدرستكم مدرسة عالية‪ ،‬كأسرارىا غالية‪ ،‬كتحتاج من طبلبها ىممان‬ ‫راقية‪ ،‬ال يطلبوف الدنيا الفانية‪ ،‬كال اآلخرة الباقية! كإنما ال يطلبوف من اهلل إال اهلل‪،‬‬ ‫كال يرجوف من اهلل إال كجو اهلل ‪....‬فإذا اخترت ىذه المدرسة فبلبد أف تيػ ىرتًب‬ ‫أمورؾ‪ ،‬كتي ىجهز قلبك كقالبك لهذه األحواؿ‪ ،‬كىى أحواؿ الرجاؿ‪ ،‬كىذا ىو فضل‬ ‫من اهلل علينا كجعلنا من ىؤالء الرجاؿ الذين يتجملوف بهذا الجماؿ‬ ‫اهلل علينا‪ ،‬أف َّ‬ ‫الذل فوؽ العقل كالخياؿ‪ ،‬كصلى اهلل على سيدنا محمد كسلم كعلى صحبو‬ ‫كاآلؿ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ِٗ (حل) عن معاذ (الحلية عن معاذ رقم (ُ‪ .)ُٓ/‬ص)‪ ،‬كنز العماؿ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪93‬‬

‫‪ ‬زًط ْ ط٘اي اه َ ‪ ٙ‬كساَ!‬ ‫‪ ‬م ٘اب اهِ اْ ف اأُط ْ‬ ‫‪ ‬م ٘اب اجلِ ْ ف‬

‫‪ ‬كساً‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اه‬

‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهوط‬

‫ِ اأُط ْ‬

‫اهة حلني‬

‫ني‪ ......‬‬ ‫ْ ‪ .....‬‬

‫كساً‬ ‫كساً‬

‫اهطٌع‬ ‫اه‪ٚ‬د‬

‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهقدَ ‪.....‬‬

‫كساً‬

‫اهبطّ‬

‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهفسج ‪.....‬‬

‫كساً‬

‫اهقوب‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ّٗ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يوـ الخميس الموافق ِْ من شعبافُُّْىػ ٓمن أغسطس ََُِـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العزة‪:‬‬ ‫رب َّ‬ ‫قاؿ المصطفى ‪ ‬ركاية عن ّْ‬

‫‪‬‬

‫البخارم في الصحيح عن محمد بن عثما ىف ب ًن ىك ىر ىامةى‪ ،‬السنن الكبرل للبيهقي‬ ‫ركاه‬ ‫ُّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ة‪ َ ٚ‬اه زفني ٗاكساً أٍٔ‬ ‫إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين‪:‬‬ ‫من اهلل علينا ببيانو كأفاض علينا‬ ‫بعد أف تناكلنا فى األبواب السابقة ما َّ‬ ‫ب العالمين‪ ،‬فقد‬ ‫حبيبو ‪ ‬من إلهاماتو فى بياف أصوؿ مناىج الواصلين فى طريق ًر ّْ‬ ‫تحدثنا بعوف اهلل عن النيَّة كأسرارىا كبداية الزمة لكل سالك‪ ،‬ثم أتبعناىا بتصفية‬ ‫القلوب كأنوارىا كسبيل تحصيلها‪ ،‬كبعدىا تناكلنا التسليم للصالحين ألنو األساس‬ ‫المتين لسلوؾ طريق السابقين الفالحين‪ ،‬كعندىا كجب معرفة أنواع الطهارة‬ ‫فعرفناىا كفصلناىا؛ كلديها اشتاقت النفوس لنيل تلك المنازؿ !! كدخوؿ تلك‬ ‫المحافل!‬ ‫كألننا دخلنا المحافل كخبرنا كل عاؿ فيها كحافل‪ ،‬كرأينا المنازؿ كالمخاطر!‬ ‫خفنا على كل داخل غير حافل من انتكاس القصود بالكؤكس كالعطايا كالجواىر!!‬ ‫فأسعفنا ‪ ‬بعنايتو كأضحنا فى الباب السابق أف العناية الربانية تقتضى حجب تلك‬ ‫العطايا التى تاقت إليها األحداؽ كأشرأبت لها األعناؽ! حتى ال ينشغل بها‬ ‫الطبلب فتغلق من دكنهم األبواب! إذ َّ‬ ‫ندـ كال‬ ‫بدلوا النوايا على األعتاب! كال ينفع ه‬ ‫عتاب! كلذا لزـ الحديث عن ّْ‬ ‫شد السالك بلجاـ المجاىدات طواؿ األكقات ليس‬ ‫حسى الشهوات ألنو فرضان جاز تلك البدايات! كلكن بالصياـ عن‬ ‫بحبسو عن ّْ‬ ‫على حضرة الذات‪ ،‬كىذا ما نتناكلو فى ىذا الباب يا إخوانى‬ ‫الرغبات فيما سول ّْ‬ ‫األحباب‪.‬‬

‫‪ ‬زًط ْ ط٘اي اه َ ‪ ٙ‬كساَ!‬

‫فإف شهر رمضاف يأتى مرة كل عاـ كفيو من التحف الهاىرة ما يعجز عن‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ّْ‬ ‫عدىا ككصفه ا جميع األناـ‪ ،‬فكيف بالتحف الباطنة كىدايا الملك العبلـ! كيف‬ ‫بالعطايا الملكية التى فوؽ حدكد الخياؿ كاألفهاـ لذكل األلباب ككل كاصل ىماـ!‬ ‫فإف كاف ذلك فى الصياـ من القرب كاالكراـ! فهل العارفوف رمضانهم ىو‬ ‫شهر رمضاف عند جميع األناـ! أـ ىم فى صياـ كقياـ على مر اإلياـ! كعلى الدكاـ‬ ‫فكل أنفاسهم صياـ !!! ككل لياليهم ليلة القدر على التماـ!‪ ،‬كلذا كاف رسوؿ اهلل‬ ‫‪ ‬يقوؿ يملمعان لثلة مباركة من أصحابو كأتباعو إلى يوـ الدين‪:‬‬ ‫‪94‬‬

‫{ ي‪ ٛ‬عًَُٔت أَ​َٓيت َا يف زَكإ‪ ،‬يتَُٓتِ إٔ ته‪ َٕٛ‬ايطَٓ​ٓ‪ ١‬نًٗا زَكإ }‬

‫كلفظ الحديث الشريف يدؿ على أف ىناؾ قوـ كإف كانوا قلة علموا حقيقة‬ ‫ذلك‪ ،‬كصار رمضاف بالنسبة لهم ىو العاـ كلو‪ ،‬كىم المعنيوف بقوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪ّٓ[  ‬األحزاب] ألف صيامهم صياـ الجوارح هلل ‪ ‬فى‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كل األكقات كاآلنات‪.‬‬ ‫ىل يستطيع أح هد منا أف يصوـ العاـ كلو؟ ككيف يكوف ذلك؟ يستطيع‬ ‫اإلنساف منا أف يرقى إلى ذلك إذا نهر بعين البصيرة إلى ألفاظ الحديث الشريف‬ ‫المنيرة الذل يقوؿ فيو ‪:‬‬ ‫ب اي‪ٞ‬ذَٖٓ‪َٚ ،ٔ١‬غ‪ٜ ًِّٝ‬كتِ ‪ٜ‬أبِ‪ٛ‬ابُ ايٖٓاز‪َٚ ،٢‬ؾُفِّدَ ٔ‬ ‫ت‬ ‫ختِ ‪ٜ‬أبِ‪َٛ‬ا ُ‬ ‫{ إ‪٢‬ذَا دَا‪ َ٤‬زَ​َ​َكَإَ ف‪ٝ‬ت‪َ ٚ‬‬ ‫‪95‬‬

‫ايػٖ‪َٝ‬اطٔنيُ } كفى ركاية لئلماـ الترمذل ‪ََْٚ { :‬ادَ‪ََُٓ ٰ٣‬ادٕ‪َٜ :‬ا ط‪ٜ‬أيبَ اي‪ٞ‬دَ‪٢ ِٝ‬س‬ ‫ػِٗسُ } ‪.‬‬ ‫ًَٖ‪ََٜٚ ،ِٖٝ‬ا ط‪ٜ‬أيبَ ايػٖس أ‪ٜ‬ق‪ٞ‬ؿٔسِ حَتٖ‪َِٜٓ ٢‬طَ ًٔذَ اي ٖ‬

‫ىل الجناف ال تيفتح إال فى شهر رمضاف؟! كىل النيراف ال تيػغىلق أبوابها إال‬ ‫صفد إال فى شهر رمضاف؟! ىذا ىو المعنى‬ ‫فى شهر رمضاف؟! كىل الشياطين ال تي ى‬ ‫ْٗ الترغيب كالترىيب‬ ‫ٓٗ صحيح مسلم كاإلماـ أحمد عن أبى ىريرة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫العاـ الذل يستشفو جميع األناـ من حديث المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم‬ ‫السبلـ‪ ،‬لكن فى الحديث معانى تى ًرد على القلوب بعد صفائها من المبانى‪ ،‬كتىػلَّقيها‬ ‫مباشرة من القرآف كالسبع المثانى‪ ،‬كىا أنا أطوؼ بكم فى بحارىا كباهلل بلوغ‬ ‫األمانى!‬

‫‪ ‬م ٘اب اهِ اْ ف اأُط ْ‬ ‫ياإخوانى ‪...‬إف الجناف لها أبواب مفتوحة فى ىيكل اإلنساف‪ ،‬كالنيراف لها‬ ‫أبواب مفتوحة فى كل إنساف‪ ،‬كالشياطين يقوؿ فيها النبى العدناف‪:‬‬ ‫‪96‬‬

‫إلِْطَإ‪َ​َ ٢‬ذِسَ‪ ٣‬ايدّٖ فك‪ٝ‬ك‪ٛ‬ا زتاز‪ ٜ٘‬بادت‪ٛ‬ع ‪ٚ‬ايع‪ٛ‬ؼ}‬ ‫{‪٢‬إٕٖ ايػٖ‪ِٜٛٝ‬إَ ‪َٜ‬ذِس‪ َٔ​َٔ ٟ٢‬ا ‪٢‬‬

‫فجهنم يقوؿ عنها اهلل‪:‬‬ ‫‪[   ‬الحجر]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫الباب األكؿ يدخل منو من كقع فى زلل أك شطن أك خلل كلم يتب منو عن‬ ‫طريق العين‪ ،‬فالعين ىى الباب األكؿ فى اإلنساف الذل يصدر منو أعماؿ يستوجب‬ ‫بها النيراف يوـ لقاء حضرة الرحمن إف لم يوفقو اهلل إلى التوبة النصوح قبل خركج‬ ‫نىػ ىفسو من ىذه الحياة الدنيا‪ ،‬كذلك إذا استعملها فى النهر إلى العورات‪،‬‬ ‫كالمحرمات‪ ،‬كفى التحسس كالتجسس على المؤمنين كالمؤمنات‪ ،‬أك فى اإلطبلع‬ ‫على المنكرات!‬ ‫إذا كانت العين بهذه الشاكلة كانت بابان من أبواب النار‪ ،‬كلذلك أشار اهلل‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬إلى المؤمنين حتى ييغلقوا ىذا الباب فقاؿ‪     :‬‬ ‫‪     ‬السبيل إلى الوقاية من ىذا الباب من أبواب النيراف ىو غض البصر‪،‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫ٔٗ ركاه البخارل كمسلم كاإلماـ أحمد عن أنس‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪145‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كغض البصر ىو سبيل حفظ الفركج‪ ،‬ألف مفتاح الشركر كلها ىو البصر‪ ،‬كلذلك‬ ‫‪َّ[   ‬النور]‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫قاؿ اهلل‪     :‬‬ ‫كاألذف إذا جعلها اإلنساف بابان لسماع الغيبة كالنميمة كالكذب كقوؿ الزكر‬ ‫كالتحسس كالتجسس على المؤمنين كالمؤمنات كانت بابان من أبواب جهنم‪.،‬‬ ‫كاللساف إذا استخدمو اإلنساف فى السب كالشتم كاللعن كالغيبة كالنميمة‬ ‫كشهادة الزكر كالسحر ككل ما ييغضب اهلل ‪ ‬من كلمات‪ ،‬كاف اللساف فى ذاؾ‬ ‫الوقت بابان من أبواب النار‪.‬‬ ‫كاليد إذا استخدمها اإلنساف فى السرقة‪ ،‬أك فى كتابة الشكاكل الكيدية‪ ،‬أك‬ ‫فى كتابة ما يؤذل المسلمين من أسحار‪ ،‬أك فى إعانة الهلمة كاألشرار‪ ،‬أك فى أل‬ ‫عمل من ىذه األعماؿ كانت بابان من أبواب جهنم كالعياذ باهلل‪.‬‬ ‫كالبطن إذا أدخل اإلنساف فيها المسكرات‪ ،‬كالمخدرات‪ ،‬كالمحرمات‪،‬‬ ‫كأ ىكل الربا‪ ،‬كأ ىكل ماؿ اليتيم ظلمان‪ ،‬كأ ىكل ماؿ إخوانو كأخواتو فى الميراث‪ ،‬كغير‬ ‫ذلك كانت بابان من أبواب جهنم‪.‬‬ ‫كالرجل إذا مشى بها إلى أماكن الشبهات‪ ،‬أك سعى بها إلى مواطن‬ ‫المنكرات‪ ،‬أك سعى بها إلى الهالمين كالهالمات ليعينهم على ىذه األعماؿ كانت‬ ‫بابان من أبواب جهنم‪.‬‬ ‫كالفرج إذا استخدمو اإلنساف فى الزنا كالعياذ باهلل‪ ،‬أك فى عمل قوـ لوط‬ ‫كاف بابان من أبواب جهنم‪.‬‬ ‫إذان كم عدد أبواب جهنم؟‬ ‫سبعة كىى العين كاألذف كاللساف كاليد كالرجل كالبطن كالفرج‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ىل ىناؾ أعماؿ يعملها اإلنساف تؤدل إلى دخولو لجهنم بغير جارحة من‬ ‫ىذه الجوارح؟ ال ‪ ...‬كراجعوا مع أنفسكم لتتأكدكا!!‬ ‫فهى التى تعمل األعماؿ التى يستحق بها المرء ىذا الوباؿ كيدخل جهنم‪،‬‬ ‫إذا كانت صغائر دخل جهنم‪ ،‬كإذا كانت كبائر ربما يكوف لو دىر طويل فى جهنم‪،‬‬ ‫على حسب حالتو كعلى حسب كزره كعلى حسب ذنوبو‪ ،‬لكن األبواب التى تقوـ‬ ‫بذلك ىى الجوارح التى ذكرىا اهلل‪ ،‬كبيَّنها رسوؿ اهلل ‪.‬‬

‫‪ ‬م ٘اب اجلِ ْ ف‬

‫ِ اأُط ْ‬

‫إذا أصلح اهلل ‪ ‬اإلنساف‪ ،‬كغيَّر ىذا الكياف‪ ،‬كغيَّر الجوارح‪ ،‬كجعلها فى‬ ‫طاعة الرحمن فإنها تكوف كل جارحة منها بابان لو من أبواب الجناف‪ ،‬كيف؟‬ ‫إذا اشتغلت العين بالنهر فى اآلثار التى تدؿ على إبداع الواحد القهار‪:‬‬ ‫‪َُُ[  ‬يونس] أك نهر بها اإلنساف إلى‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬كتبل ما تيسر لو من كلمات مواله‪ ،‬أك نهر بها فى كجو العلماء‬ ‫العاملين‪ ،‬فالنهر فى كجو العالم عباده‪ ،‬أك نهر بها إلى أحواؿ الفقراء كالمساكين‬ ‫ليتفقدىم ثم ييكرمهم بالعطاء ‪ .....‬كانت ىذه العين بابان من أبواب الجنة‪.‬‬ ‫كاألذف إذا جعلها اإلنساف تسمع األحاديث النبوية‪ ،‬كاآليات القرآنية‪،‬‬ ‫ككلمات التذكير كالوعظ من العلماء العاملين‪ ،‬كالنصيحة من المخلصين‪ ،‬كالحكمة‬ ‫من الحكماء الربانيين ‪ .....‬كانت بابان من أبواب الجنة‪.‬‬ ‫كاللساف إذا جعلو اإلنساف يأمر بالمعركؼ ‪،‬كينهى عن المنكر‪ ،‬كيشتغل‬ ‫بذكر اهلل‪ ،‬كبالصبلة على رسوؿ اهلل‪ ،‬كباالستغفار هلل‪ ،‬كبتبلكة كتاب اهلل‪ ،‬كبإسداء‬ ‫النصيحة إلى عباد اهلل‪ ،‬كبحسن التوجيو إلى المؤمنين الصادقين‪ ،‬كبالتخفيف عن‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪147‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫البؤساء كالمنكوبين‪ ،‬كفى مواساة أىل الموتى كالمحركمين ‪ .....‬كاف ىذا اللساف‬ ‫بابان من أبواب الجناف بفضل الحناف المناف!‪.‬‬ ‫كاليد إذا امتدت للصدقة كالعطاء‪ ،‬كإذا أعانت على العمل الصالح الذل‬ ‫أمر بو اهلل‪ ،‬كبيَّنو سيدنا رسوؿ اهلل‪ ،‬كاستعاف بها اإلنساف على طاعة اهلل‪ ،‬فأمسك‬ ‫بها مصحفان‪ ،‬أك استند بها فى ركوعو كسجوده‪ ،‬أك أعطى بها كعمل بقوؿ نبيو‪:‬‬ ‫‪97‬‬ ‫غَُاي‪َ​َ ُ٘ٝ‬ا تُ ِٓفٔلُ َ‪ } ُُُٜ٘ٓٝٔ‬كأعاف بها الضعفاء‪ ،...‬ككاسى بها‬ ‫{ال‪َ ٜ‬تعًِ‪ٔ َِٜ‬‬ ‫المحتاجين كالفقراء ‪ .....‬كانت بابان من أبواب الجنة‪.‬‬ ‫كالرجل إذا سعى بها اإلنساف لقضاء مصالح المسلمين‪ ،‬أك للمساجد لطاعة‬ ‫اهلل فى كل كقت كحين‪ ،‬أك لصلة األرحاـ‪ ،‬أك لبر الوالدين‪ ،‬أك لقضاء حوائج نفسو‬ ‫كأكالده‪ ،‬أك للجهاد فى سبيل اهلل أك للعمرة كالحج إلى بيت اهلل ‪ ‬الحراـ‪ ،‬أك‬ ‫سعيان لمجالس العلم‪ ،‬كمجالس الذكر‪ ،‬كمجالس الحكمة ‪ .....‬كانت بابان من‬ ‫أبواب الجنة‪.‬‬ ‫كالبطن إذا َّ‬ ‫عفها اإلنساف عن الحراـ‪ ،‬كأطعمها المطعم الحبلؿ كانت بابان‬ ‫عهيمان إلجابة الدعاء كتحقيق الرجاء‪ ،‬كتتويج اإلنساف بتاج يك َّمل األكلياء‪ ،‬ككانت‬ ‫بابان لو من أبواب الجنة‪ ،‬ككذا الفرج إذا استخدمو اإلنساف فى إعفاؼ نفسو كزكجو‬ ‫كتوحد‬ ‫كتحصينها‪ ،‬كطلب فى سبيل ذلك نيَّة طيبة بأف يرزقو اهلل ذرية طيبة تذكر اهلل ّْ‬ ‫اهلل ‪ .....‬كانت ىذه األبواب أبوابان للجنة‪.‬‬ ‫كىذه األبواب ال تستطيع أف تصنع ذلك إال إذا كانت القيادة كالهيمنة‬ ‫للقلب‪ ،‬كىو الذل يوجهها‪ ،‬كىو الذل يلهمها‪ ،‬كىو الذل يأمرىا‪ ،‬كمن ىنا كانت‬ ‫أبواب الجنة ثمانية‪ ،‬السبعة األعضاء السالفة الذكر‪ ،‬كيضاؼ إليها القلب!!‪،‬‬ ‫فتكوف أبواب الجنة فى اإلنساف ثمانية‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫ٕٗ ركاه اإلماـ البخارل كأحمد عن أبى ىريرة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪148‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫فإذا حفظ اإلنساف أعضاءه من المعاصى كالذنوب كاآلثاـ‪ ،‬كأكرمو اهلل ‪‬‬ ‫بتقليبها دكمان فى طاعة الملك العبلـ‪ ،‬كاف اإلنساف طواؿ عمره صائمان هلل‪ ،‬كلو كاف‬ ‫يأكل كيشرب كيأتى زكجتو ألنو صاـ بالجوارح كدخل فى قوؿ الرجل الحكيم‪:‬‬ ‫فك ػ ػػل ش ػ ػػهوره ش ػ ػػهر الص ػ ػػياـ‬ ‫إذا مػػا المػػرء صػػاـ عػػن الخطايػػا‬ ‫إذان فتحت لو أبواب الجنة التى فيو‪ ،‬كغيلّْقت لو أبواب النيراف التى تيػ ىوّْرد‬ ‫ص َّفد اهلل ‪‬‬ ‫المعاصى التى يستوجب بها النيراف كىى فيو‪ ،‬كال يكوف ذلك إال إذا ى‬ ‫الشياطين التى فيو‪ ،‬كدخل فى قوؿ خالقو كباريو‪:‬‬ ‫‪ٔٓ[  ‬اإلسراء]‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ ‬كساً‬

‫اهة حلني‬

‫من بو على عباده الصالحين‪،‬‬ ‫يمن اهلل عليو بما َّ‬ ‫كإذا كاظب على ذلك ُّ‬ ‫كأكلياءه المقربين‪ ،‬فإف كرامات الصالحين كلها تقع على ىذه الجوارح التى ذكرناىا‬ ‫كبيناىا كك َّ‬ ‫ضحناىا طريقة تغيير مسارىا كمجراىا‪ ،‬حتى يصبح على اهلل كحده‬ ‫مرساىا! كإليكم تفصيل ذلك بعوف اهلل كتوفيقو‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اه ني‬

‫إما أف ييكرمو اهلل ‪ ‬بكرامات تههر على العين فيرل ما ال يراه الناظركف‪:‬‬

‫ يرل الملكوت األعلى كما فيو من مبلئكة كمقربين‪ ،‬كأنواع المسبحين‬‫رب العالمين‪.‬‬ ‫كالذاكرين كالمهللين إلى ّْ‬ ‫ كإما أف يكرمو اهلل ‪ ‬برؤية العرش كحملتو‪.‬‬‫ كإما أف يكرمو اهلل ‪ ‬برؤية اللوح المحفوظ‪ ،‬كيكشف لو ما فيو مما‬‫حفهو من الرموز كالغيوب‪ ،‬فيطلع على اللوح المحفوظ بعين فى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪149‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫السريرة كنور فى البصيرة‪ ،‬ألنو َّ‬ ‫عف عينو ففتح اهلل ‪ ‬عين بصيرتو‪.‬‬

‫ كإما أف يكرمو اهلل ‪ ‬بأف يرل فيمن حولو‪ ،‬كيتحقق فيو قوؿ النبى‬‫المختار ‪ ‬الدل سبق كذكرناه لكم ‪ { :‬اٖتك‪ٛٝ‬ا فٔسَاضَ‪ ٜ١‬ا ‪ٞ‬يُ​ُؤَِٔ​ٔ‪ ٢‬ف‪ٜ‬إُْٖ٘‬ ‫‪98‬‬ ‫دٌٖ } فيرل ما أخفاه اإلنساف فى صدره‪ ،‬أك ما‬ ‫‪َِٜٓ‬ع‪ٝ‬سُ بُٔٓ‪ٛ‬ز‪ ٢‬ايً‪ ٔ٘٤‬عَصٖ ‪َ َٚ‬‬ ‫صنعو اإلنساف بجارحة من جوارحو‪.‬‬ ‫كخذكا على ذلك أمثلة فقن للذكر ال للحصر فإنها فوؽ ّْ‬ ‫كالكم‪: ،‬‬ ‫العد‬ ‫ّْ‬ ‫فهذا عثماف بن عفاف ‪ ‬يجلس فى مجلس الخبلفة‪ ،‬كيرل ما صنعتو عين‬ ‫إنساف من أصحاب حضرة النبى عند دخولو عليو‪ ،‬كقاؿ لو منبئان عن ذلك‪ :‬ما باؿ‬ ‫على كفى عينيو أثر الزنا‪.‬‬ ‫أحدكم يدخل َّ‬ ‫رأل ما صنعتو العين – قاؿ‪ :‬ىأك ٍحى بعد رسوؿ اهلل يا أمير المؤمنين؟ قاؿ‪ :‬ال‪،‬‬ ‫كلكنها فراسة المؤمن‪.‬‬ ‫فأصحاب الفراسة يركف على الجوارح ما صنعتو كما فعلتو‪.‬‬ ‫ كقد يكرمو اهلل ‪ ‬فيرل خصائص األشياء التى استودعها اهلل ‪ ‬فى‬‫األشياء العالية كالدانية‪ ،‬فبل ينهر إلى أل حجر أك نبات أكزىر أك غيره‬ ‫إال كيرل فيو بنور ربو ‪ ‬خصائصو التى استودعها اهلل ‪ ‬فيو‪.‬‬ ‫قاؿ سيدنا عبد اهلل بن مسعود ‪:‬‬ ‫‪99‬‬

‫{ تَ َسن‪َٜٓ‬ا زض‪ ٍٛ‬ايً‪َ​َ​َٚ ٘٤‬ا ط‪ٜ‬ا‪ٔ٥‬سْ ‪َٜٔٛ‬ريُ بٔذََٓاحَ‪ ِٔ٘ٝ‬إال عِٔٓ َدَْا َُِٔٓ٘ عًٔ‪} ِْٞ‬‬

‫ككاف سيدل على الخواص ‪ ‬إذا نهر فى المحبرة يخبر عن كل كلمة‬ ‫ستكتب بهذا الحبر حتى ينتهى من المحبرة قبل أف ييكتب بو‪.‬‬ ‫ٖٗ ركاه الترمذم كالطبرانى عن أبى سعيد‪.‬‬ ‫ٗ​ٗ صحيح ابن حباف عن أبى ذر‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪151‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ككاف إذا ذىب إلى المغطس – كالمغطس بًركة كانت توجد فى المساجد‬ ‫يغتسل فيها الناس من الجنابات‪ -‬ينهر إليو كيعرؼ جنابات من اغتسل فيو‪ ،‬كيقوؿ‬ ‫ىذه جنابة فبلف كىذه جنابة فبلف بالنور الذل قاؿ فيو الرحمن [ِ​ُِاألنعاـ]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫فيو‪:‬‬

‫كىذا غير النور الذل يجعلو اهلل فى اآلخرة‪ ،‬فإف اهلل يجعل لو نوران يقوؿ‬ ‫‪[    ‬الحجر]‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫الذين ينهركف إلى سيما اآلخرين بالنور الذل كضعو اهلل ‪ ‬فى قلوبهم‪،‬‬ ‫ألنهم غضوا األبصار كلم ينهركا بها إال إلى ما يحبو العزيز الغفار ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهطٌع‬

‫كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بكرامات األذف‪:‬‬ ‫ فيسمع تسبيح الكائنات‪:‬‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ْ​ْ[  ‬اإلسراء]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فيعلّْمو اهلل ‪ ‬لغات األشياء حتى لغة‬ ‫كىناؾ من يفقو تسبيحهم‪ ،‬ى‬ ‫الجمادات‪ ،‬كيسمع نطقها بألفاظ فصيحات‪ ،‬كيسمع تسبيح حقائقو فى جسمو‬ ‫الهاىرة كالباطنة‪ ،‬فقد قاؿ سيدل أحمد بن عطاء اهلل السكندرل ‪ ‬فى كتابو‪:‬‬ ‫( َؿباح األز‪ٚ‬اح ‪َٚ‬فتاح ايفالح ف‪ ٢‬ايرنس ‪ٚ‬ن‪ٝ‬ف‪ ١ٝ‬ايطً‪ٛ‬ى) عندما أخذ يذكر‬ ‫اهلل ‪ ‬فى خلوتو‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪151‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫{ حت‪ٚ ٢‬ؾًت إىل حاٍ مسعت ف‪ ٘ٝ‬نٌ دازح‪َ ١‬ـٔ دـ‪ٛ‬ازح‪ٚ ٢‬نـٌ‬

‫عك‪ َٔ ٛ‬أعكا‪ٜ ٢٥‬رنس اهلل ‪ ، ‬فطُعت األذٕ ترنس‪ٚ ،‬مسعت ايعني ترنس‪،‬‬ ‫‪ٚ‬مسعت ايػعس ‪ٜ‬رنس‪ٚ ،‬مسعـت األؾـابع تـرنس‪ٚ ،‬مسعـت نـٌ عكـ‪َ ٛ‬ـٔ‬ ‫أعكا‪ٜ ٢٥‬رنس اهلل ‪ ‬بأيفاظ فؿ‪ٝ‬خ‪.} ١‬‬

‫كفى ذلك يقوؿ اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫يصػ ػ ػػغى لهػ ػ ػػا قلبػ ػ ػػى يزيػ ػ ػػد ىيػ ػ ػػامى‬ ‫نغم ػ ػػات تس ػ ػػبيح الكي ػ ػػاف م ػ ػػدامى‬ ‫قلبػػى لػػدل التسػػبيح يصػػغى كاجػػدان كجػ ػػد المؤلػ ػػو مػ ػػن فصػ ػػيح كبلمػ ػػى‬ ‫فيسمع تسبيح الكائنات فى اآلفاؽ‪ ،‬كيسمع تسبيح الحقائق فى نفسو‪،‬‬ ‫كيسمع كل الكلمات بكل اللغات لجميع المخلوقات‪ ،‬فيسمع كبلـ المبلئكة‬ ‫عندما تتنزؿ عليو كما قاؿ لو مواله فى كتابو الكريم‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬مػ ػ ػ ػػاذا يقولػ ػ ػ ػػوف لهػ ػ ػ ػػم؟ ‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪           ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪[    ‬فصلت]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ كيعلم كل اللغات‪:‬‬‫فقد كاف سيدل أبو العباس المرسى ‪ ‬يسمع كل اللغات الحية كيفقهها‪،‬‬ ‫ككاف سيدل محمد أبو خليل ‪ ‬مع أنو أيمى يتكلم بكل اللغات الحية!! كأنتم‬ ‫تعلموف أف أصحاب النبى ‪ ‬الستة الذين كلَّفهم بتبليغ الرسائل إلى الملوؾ‪،‬‬ ‫كل إلى جهتو‪ ،‬كلم يكونوا‬ ‫كأعطاىم الرسائل كأمرىم بالتوجو فى الصباح الباكر ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪152‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يعرفوف لغة الببلد التى سيذىبوف إليها‪ ،‬كناموا كقاموا فى الصباح ككل رجل منهم‬ ‫يجيد لغة البلد التى سيذىب إليها أحسن من أىلها‪:‬‬ ‫‪[   ‬الحجرات]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫تعليم من حضرة العليم ‪.‬‬ ‫ه‬

‫ بل كيسمع بها أكثر من ىذا كلمات الحبيب التى من سمعها فإنو فوران‬‫عن الدنيا كما فيها يغيب‪ ،‬كبذكر اهلل يطيب‪ ،‬كيشتهى فوران أف يرفع عنو‬ ‫كل حجاب حتى ييمتع نهره بالنهر إلى كجو الحبيب‪.‬‬

‫كأنتم تعلموف يا إخوانى أف كثيران من الصالحين كانوا يتوجهوف إلى المدينة‬ ‫المنورة كييلقوف السبلـ فيسمعوف بآذانهم َّ‬ ‫رد السبلـ‪ ،‬كسيدل عبد الوىاب‬ ‫الشعرانى ‪ ‬يذكر فى مننو الكبرل فيقوؿ‪:‬‬ ‫(‪ٚ‬مما َٖٔ اهلل ‪ ‬ب٘ عً‪ ٖ٢‬أْ‪َ ٢‬ا دًطت ف‪ ٢‬ايؿال‪ ٠‬ف‪ ٢‬ايتػٗد ‪ٚ‬قًت‬ ‫ايطالّ عً‪ٝ‬و أ‪ٜٗ‬ا ايٓب‪ٚ ٢‬زمح‪ ١‬اهلل ‪ٚ‬بسنات٘ إال ‪ٚ‬زأ‪ٜ‬ت٘ أَاَ‪ٚ ٢‬مسعت٘ ‪ٜ ٖٛٚ‬ك‪ٍٛ‬‬

‫‪ٚ‬عً‪ٝ‬و ايطالّ ‪ٜ‬ا عبد اي‪ٖٛ‬اب)‪.‬‬ ‫كسيدل أحمدالرفاعى ‪ ‬عندما كقف أماـ الركضة الشريفة كقاؿ مودعان‬ ‫رسوؿ اهلل ككل من حولو يسمعو‪:‬‬ ‫ي ػ ػ ػػا أكػ ػ ػ ػػرـ الخل ػ ػ ػػق مػ ػ ػ ػػا نقػ ػ ػ ػػوؿ؟‬ ‫يقولػ ػ ػ ػػوف عػ ػ ػ ػػدتم بػ ػ ػ ػػم رجعػ ػ ػ ػػتم؟‬ ‫فسمع الحبيب يقوؿ لو كسمع معو كل الحضور بوضوح تاـ‪:‬‬ ‫كاتح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرع باألص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ‬ ‫قول ػ ػ ػ ػ ػػوا رجعن ػ ػ ػ ػ ػػا بك ػ ػ ػ ػ ػػل خي ػ ػ ػ ػ ػػر‬ ‫‪ -‬كاألزىى كاألبهى كاألبهر من ذلك ياإخوانى أف ييهيأه اهلل ‪ ‬لسماع‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪153‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كلمات اهلل ‪ ‬التى يقوؿ فيها لموسى عليو كعلى نبينا أفضل الصبلة‬ ‫كأتم السبلـ‪ٜ { :‬ا َ‪ٛ‬ض‪ ٢‬ضأنًُو بعػس‪ ٠‬آالف يطإ } كأعطاه اهلل‬ ‫عشرة آالؼ أذف‪ ،‬فكاف كلو آذاف ليسمع كبلـ الرحمن ‪ ،‬كيدخل‬ ‫فى قوؿ اهلل تعالى لكليمو عليو كعلى نبينا أفضل الصبلة كالسبلـ‪:‬‬ ‫‪[  ‬النساء]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫قد يقوؿ البعض‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ُٓ[    ‬الشورل]‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كنقوؿ لبياف ذلك‪        :‬‬

‫‪‬‬

‫كىم األنبياء كالمرسلوف‪       ،‬كالحجاب ىو البشرية‪،‬‬ ‫فإذا رفع اهلل حجاب البشرية‪ ،‬كبقى اإلنساف بالحقيقة النورانية‪ ،‬كىى النفخة اإللهية‬ ‫سمع بما فيو من مواله خطاب اهلل جل فى عبله ‪     ‬كىذا‬ ‫خاصة لؤلنبياء كالمرسلين‪ ،‬أك رسوؿ اإللهاـ بالنسبة للصالحين كالعارفين كالمتقين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهوط ْ‬

‫كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بكرامات اللساف‪ ،‬فيينزؿ على قلبو بياف القرآف[انكهف]‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫ فينطق بالعلوـ الوىبية الغيبية‪ ،‬كينطق بالحقائق القرآنية‪.‬‬‫ أك يخاطب بلسانو الحقائق العلوية‪.‬‬‫‪ -‬أك يخاطب بلسانو الحقائق األرضية الكونية‪ ،‬كتستجيب لو كتينفذ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪154‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫مراده‪.‬‬

‫ كقد يعطيو اهلل بلسانو كن فيكوف‪ ،‬إذا قاؿ ىذا اللساف كن ألل شئ‬‫تنزؿ لو بذلك‪ ،‬كأعطاه ذلك بعد أف أىَّلو‬ ‫فإنو يكوف‪ ،‬ألف اهلل ‪َّ ‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ألنو صاف ىذا اللساف عن كل كبلـ ييغضب حضرة الرحمن‪.‬‬ ‫‪ -‬كقد ييطول اهلل ‪ ‬لهذا اللساف المسافات كالجهات‪.‬‬

‫كما فعل مع عمر عندما كقف على المنبر كخاطب سارية فى ببلد فارس‪،‬‬ ‫كقاؿ بلسانو‪ :‬ياسارية الجبل‪ ،‬كسمع سارية الصوت‪َّ ،‬‬ ‫كرد كقاؿ‪ :‬لبيك يا أمير‬ ‫المؤمنين‪ ،‬كالقصة مشهورة كمذكورة فى كتب السيرة الكثيرة!‬ ‫ كقد يجعل اهلل ‪ ‬ىذا اللساف مجابان فى أل دعاء يطلبو من حضرة‬‫الرحمن ‪ ،‬فبل يرد اهلل ‪ ‬لو طلب‪ ،‬ككل طلب يطلبو يحققو اهلل‬ ‫كييدخلو فى قولو جل فى عبله‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫‪ّْ[ ‬الزمر]‪.‬‬

‫اه‪ٚ‬د‬

‫كقد يعطيو اهلل ‪ ‬كرامات اليد‪:‬‬ ‫ فبل تلمس مريضان إال شفتو‪ ،‬كال سقيمان إال أبرأتو كراثة لرسوؿ اهلل ‪.‬‬‫ كال تلمس طعامان إال باركتو‪ ،‬إذا كضع يده فى طعاـ فإف البركة توضع فى‬‫ىذا الطعاـ حتى يكفى الفئة الكثيرة من األناـ‪.‬‬ ‫‪ -‬كقد يجعل اهلل ىذه اليد فى قوة قوؿ اهلل‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪155‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪100‬‬

‫{ ن‪ِٓٝ‬ت ‪َٜ‬دَ‪ ُٙ‬اي‪٤‬تٔ‪َٜ ٞ‬بِ ٔ‪ٛ‬ؼُ ٔبَٗا }‬

‫كيىد موسى عندما ككز المصرل‪:‬‬ ‫ككزه بيمين اهلل‪ ،‬ككذا كقع ذلك كراثة لسيدل أحمد البدكل ‪ ‬عندما اعترض‬ ‫َّ‬ ‫كاشتد فى‬ ‫كلج فى خصومتو‪،‬‬ ‫عليو شيخ اإلسبلـ فى عصره ابن دقيق العيد‪َّ ،‬‬ ‫معارضتو حتى أغضبو فقاؿ لو سيدل أحمد البدكل ‪ :‬ستسكت أـ أيطىيّْر‬ ‫دقيقك‪ ،‬ثم دفعو بيده فوجد نفسو فى بلد ال يعلم عنها شيئان!! كبعد أف أفاؽ من‬ ‫سبب لو صعقة – سأؿ من حولو فعلم أنو فى بلد‬ ‫صعقتو – ألف طيرانو فى الهواء َّ‬ ‫لعل اهلل‬ ‫فى الهند‪ ،‬كما المخرج؟ دلوه على المسجد كقالوا لو اذىب إلى المسجد َّ‬ ‫يجد لك مخرجان‪ ،‬فذىب إلى المسجد كتوضأ‪ ،‬كأخذ يتعبد إلى مواله حتى حاف‬ ‫كقت الصبلة‪ ،‬كأيذّْف للصبلة‪ ،‬كجاء الناس للصبلة‪ ،‬كقاؿ بعضهم للمؤذف‪ :‬أقم‬ ‫الصبلة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬حتى يحضر اإلماـ‪ ،‬كإذا بو يرل سيدل أحمد البدكل يدخل من‬ ‫باب ا لمسجد فعلم أنو اإلماـ‪ ،‬فاعتذر إليو بعد الصبلة‪ ،‬ككعده أال يعود إلى ما‬ ‫فعلو من االعتراض عليو‪ ،‬فقاؿ لو ‪ :‬ارجع فإف امرأتك على باب بيتك تنتهرؾ‪،‬‬ ‫كدفعو بيده‪ ،‬فإذا بو يجد نفسو على باب بيتو فى مصر كامرأتو خلف الباب تنتهره!‬ ‫‪.101‬‬ ‫بًم دفعو؟ بيد يقوؿ فيها اهلل‪{ :‬ن‪ِٓٝ‬ت ‪َٜ‬دَ‪ ُٙ‬اي‪٤‬تٔ‪َٜ ٞ‬بِ ٔ‪ٛ‬ؼُ ٔبَٗا}‬ ‫‪ُٓ[     ‬القصص]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهقدَ‬

‫كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بكرامات ال ًرجل‪:‬‬ ‫ فيطول لو األرض‪.‬‬‫ أك يمشى فى الهواء‪ ،‬أك يمشى على الماء‪.‬‬‫َ​َُ صحيح البخارل عن أبي ىريرة‪.‬‬ ‫َُُ صحيح البخارل عن أبي ىريرة‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪156‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ككل ذلك بهذه القدـ العصماء التى ال تمشى إال فى طاعة خالق األرض‬ ‫كالسماء ‪ ،‬ككم فى أخبار الصالحين فى ىذا الباب ما ال ييعد كال ييحصى اكرامان‬ ‫من اهلل ألنهم صانوا ىذه األعضاء كاستخدموىا فيما ييرضى اهلل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهبطّ‬

‫كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بكرامات البطن‪:‬‬ ‫ فبل يرل أك ينهر أك تمتد يده إلى طعاـ فيو شبهة أك حراـ إال كتصدر‬‫إشارة منبهة من البطن إلى عضو مناكلة الطعاـ كىو اليد فيعلم أف ىذا‬ ‫ال طعاـ فيو شبهة أك حراـ‪ ،‬فيمتنع عن أكلو‪ ،‬كيحفهو اهلل بحفهو‪ ،‬ألف‬ ‫اهلل ‪ ‬خير حافهان كىو أرحم الراحمين‪.‬‬ ‫كأنتم تعلموف أف اإلماـ المحاسبى ‪ ‬كاف إذا امتدت يده إلى طعاـ فيو‬ ‫شبهة اك حراـ يضرب ًعرؽ فى يده‪ ،‬فيعلم أف الطعاـ فيو شبهة فيمتنع عن تناكلو‪،‬‬ ‫كلما امتحن قوـ سيدل أبو العباس المرسى ‪ ‬كجاءكا لو بدجاجة خنقوىا كلم‬ ‫يذبحوىا‪ ،‬كطبخوىا ككضعوىا أمامو‪ ،‬فنهر إليها ثم انتفض كقاـ كقاؿ‪ :‬إف كاف‬ ‫الحارث المحاسبى لو عرؽ ينفض فأنا كلى عركؽ تنفض‪ ،‬ىذه الدجاجة مخنوقة!!‬ ‫عبلمات توسمات يعطيها اهلل ‪ ‬للصالحين الذين حفهوا بطونهم عن‬ ‫الحراـ كالشبهات كاآلثاـ‪ ،‬كلم يدخلوا فيها إال الطعاـ الذل يرضى الملك العبلـ‪،‬‬ ‫كعملوا فيها بمنهج المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ‪ ،‬فلم يمؤلىا حتى‬ ‫من طعاـ حبلؿ‪ ،‬كلم ييعطوا النفس كل ما تتمناه من شهوات كرغبات‪ ،‬كإنما كاف‬ ‫يقوؿ الواحد منهم لنفسو‪ ،‬مكرران قوؿ حبيبو‪:‬‬ ‫طبٔ ابٔ‪ ٢‬آدََّ ‪ٝ‬يك‪َُِٝ ٜ‬اتْ ‪ٔ ُٜ‬كَُِٔ ؾًُ‪ٞ‬بَُ٘‪ ،‬ف‪٢‬إِٕ ن‪ٜ‬إَ ال‪َ​َ ٜ‬خَاي‪ ٜ١ٜ‬ف‪ٜ‬جُ ‪ًٝ‬حْ ئ ‪ٜٛ‬عَأَ٘ٔ ‪َٚ‬ثُ ‪ْ ًٝ‬‬ ‫ح‬ ‫{ ٔبخَ ِ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪157‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪102‬‬

‫ئػَسَابٔ٘ٔ ‪َٚ‬ثُ ‪ًٞ‬حْ ئَٓف‪ٜ‬طٔ٘ٔ }‬

‫‪‬‬

‫كساً‬

‫‪.‬‬

‫اهفسج‬

‫قد يكرمو اهلل ‪ ‬إذا حفظ فرجو إال عن زكجو كأىلو‪ ،‬فيجعل اهلل ‪ ‬لو‬ ‫أكالدان من قلبو‪ ،‬كأبناءان من ركحو‪ ،‬كاف يقوؿ فيهم سيدل أحمد البدكل ‪ ‬مخاطبان‬ ‫أحبابو‪ٜ {:‬ا ‪ٚ‬يد قًب‪ ،} ٢‬فيجعل اهلل لو من الولداف المخلدين ما ال ييعد كال ييحد‬ ‫فهم امتداد لو فى دنياه‪ ،‬كرفقاء لو فى أخراه‪ ،‬كزيادة خير عهيم لو يوـ يلقى اهلل‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫كساً‬

‫اهقوب‬

‫كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بإكرامات القلب‪:‬‬ ‫ فيكوف ى ذا القلب لو إطبللة علوية على األحواؿ الربانية التى ال يطلع‬‫عليها المبلئكة الكراـ‪ ،‬كال أىل عالين‪ ،‬كال أىل عليين ‪،‬ألف اهلل ‪‬‬ ‫أكرمو بوراثة سيد األكلين كاآلخرين ‪.‬‬ ‫ كقد يكرمو اهلل ‪ ‬باإللهاـ‪.‬‬‫ كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بالسكينة تتنزؿ عليو على الدكاـ‪.‬‬‫ كقد يكرمو اهلل ‪ ‬بالطمأنينة لذكر اهلل الذل ال يتحرؾ القلب إال بو‬‫كبو الحياة‪.‬‬ ‫ كقد يكرمو اهلل ‪ ‬فيفتح لو كنوز الحكمة فى قلبو‪ ،‬قد يكرمو اهلل ‪‬‬‫فييفرغ لو من أسراره التى ال ييطلع عليها إال خواص عباده‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫َُِ ركاه أحمد كالترمذم عن المقداـ بن معد يكرب‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪158‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ كقد يكرمو اهلل ‪ ‬فيجعل فى قلبو ما قاؿ فى شأنو سيدل أبو اليزيد‬‫البسطامى ‪ ‬كأرضاه‪( :‬ايعسؽ ‪َٚ‬ا ذن‪ ٜ٘ٛ‬ضبعُا‪ ١٥‬أيف َس‪ ٠‬ال ميأل‬ ‫شا‪ٚ ١ٜٚ‬احد‪ َٔ ٠‬ش‪ٚ‬ا‪ٜ‬ا قًب ايعازف) ‪.‬‬ ‫كيكفى أف تعرؼ فى كسعة ىذا القلب قوؿ اهلل فى األثر المركل عنو ‪:‬‬

‫ضعَٓٔ‪ ٞ‬ق‪ًٞ ٜ‬بُ عَبِدٔ‪ ٟ‬امل‪ٝ‬ؤَِٔ ‪٢‬‬ ‫ٔ‬ ‫طعَِٓين‪ٔ ََٚٚ ،‬‬ ‫ق ُعف‪ َٔٞ‬عَِٔ ‪ٜ‬إِٔ ‪َ َٜ‬‬ ‫ألزِضَ َ‬ ‫{ ‪٢‬إٕٖ ايطُٖ‪ٛ‬اتٔ ‪ٚ‬ا ‪ٜ‬‬ ‫‪103‬‬

‫اي‪َٛ‬ادٔع‪ ٢‬ايً‪} ٢ٔٚٝ٤‬‬

‫إذان قلب العبد المؤمن أكسع من السموات كاألراضين كمن فيهن بما فيو من‬ ‫ألطاؼ إلهية خفية‪ ،‬كعلوـ ربانية‪ ،‬كأسرار ذاتية ال نستطيع اإلباحة بها فى ىذه‬ ‫المجالس الدنيوية‪ ،‬كإنما تستطيع أف تتذكقها إذا ترقيت إلى ىذا المقاـ‪ ،‬كخصك‬ ‫اهلل بهذا العطاء إكرامان من المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ‪.‬‬ ‫نسأؿ اهلل ‪ ‬أف يكرمنا ببعض ىذا اإلكراـ‪ ،‬كأف يتعطف علينا ببعض ىذا‬ ‫المصطفين األخيار‪.‬‬ ‫اإلنعاـ‪ ،‬كأف يجعلنا من ي‬

‫ٗةو اهلل عو ض‪ٚ‬دُ حمٌد ٗعو آهٕ ٗةخبٕ ٗضوٍ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫َُّ ركاه اإلماـ أحمد فى (الزىد) عن كىب بن منبو‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪159‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪104‬‬

‫‪ ‬ك ف احلح ب‬ ‫‪ ‬اهطس‪ٙ‬ق‬

‫ك ف اهغ‪٘ٚ‬ب‬

‫‪ ‬ك ف اه ‪٘ٚ‬ب‬ ‫‪ ‬ك ف اجلٌ ي‬ ‫‪ ‬ك ف ًط أ اهغ‪٘ٚ‬ب‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َُْ كانت ىذه المحاضرة ببورسعيد يوـ األربعاء الموافق ِٗ من رجبَُّْىػ ِ​ِمن يوليو َٗ​َِـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 161

AAAAAAAAAA 

:٘‫ٍ ألؾخاب‬ٛ‫ك‬ٜ ًِ‫ض‬ٚ ً٘ٝ‫ اهلل ع‬٢ً‫نإ ؾ‬

105

AAAAAAAAAA

. ‫َُٓ جامع األحاديث كالمراسيل عن الحسن‬

AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪161‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كرمنا كأكرمنا فجعلنا من الرجاؿ الذين اختارىم اهلل ‪‬‬ ‫الحمد هلل الذل َّ‬ ‫لذاتو فأفناىم عن الشغل بذات األشباح كجعلهم أركاحان نورانية فى ىياكل شبحية‬ ‫ال يشتغلوف فى أل نىػ ىفس من أنفاسهم إال بالذات العلية‪ ،‬اللهم صلى كسلم كبارؾ‬ ‫على لباب أنوار حضرة القرب ككأس صافى الحب سيدنا محمد كآلو كأصحابو‬ ‫ككل من عشق جمالو كرغب فى كمالو كأكرمو اهلل ‪ ‬بوصالو كعلينا معهم أجمعين‬ ‫آمين آمين يارب العالمين‪.‬‬ ‫إخوانى كأحبابى بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين‪ ... :‬نسمات ركحانية ىبت‬ ‫على قلوبنا من ريحاف خير البرية نسأؿ اهلل ‪ ‬أف يشجى بها قلوبنا كأف يرقق بها‬ ‫أفئدتنا كأف يجعلنا من الذين يكرموف بالحبيب األعلى كبسره المضنوف كبغيبو‬ ‫المكنوف فى كل أنفاسهم نحن كإخواننا كأحبابنا أجمعين آمين آمين يارب‬ ‫العالمين‪.‬‬

‫‪ ‬ك ف احلح ب‬ ‫كالسر‬ ‫كل من يتعلق بالصالحين تراىم إما يحنُّوف إلى رؤية الغيب المصوف‬ ‫ّْ‬ ‫المضنوف كالنور المكنوف‪ ،‬كإما يتحدثوف عن ىذه الغيوب مع أنها لم تىػليح لهم لما‬ ‫فيهم من عيوب كيزعموف أنهم أىلها كأصحابها كىذا ال يرضى حضرة عبلـ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪162‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الغيوب‪.‬‬

‫يتساءؿ أحباب الصالحين‪ :‬نريد أف نحهى بقبس من الغيب المصوف أك‬ ‫بسر من النور المكنوف‪ ،‬كنريد أف ترفع عنا المساتير كنرل الغيوب كنتمتع بأعز ما‬ ‫فى الغيوب كىو كجو الحبيب المحبوب‪ ،‬فما ىو السبيل لنيل ىذا المطلوب؟‬ ‫كما الطريق الذل يوصل العبد إلى ىذا المرغوب؟‬ ‫الطريق كأل طريق البد لو أكالن من رفيق‪ ،‬فبل يستطيع إنساف أف يسلك طريقان‬ ‫ال يعلمو كال يعرفو حتى فى عالم المهاىر كالهاىر بدكف رفيق أك خبير بالطريق‪ ،‬إذان‬ ‫البد أكالن من العمل بقوؿ أىل التحقيق‪:‬‬ ‫ل ػ ػػو ذاؽ أى ػ ػػل البع ػ ػػد راح م ػ ػػدامتى تركػػوا الجػػداؿ كأحرقػػوا علػػم الرسػػوـ‬ ‫بعض نقن من المداـ‪:‬‬ ‫بعػ ػ ػػض حػ ػ ػػالى يػ ػ ػػدؾ شػ ػ ػػم الجبػ ػ ػػاؿ‬

‫كبقػ ػ ػ ػ ػ ػػولى يلػ ػ ػ ػ ػ ػػوح نػ ػ ػ ػ ػ ػػور الجمػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬

‫كرفعت‬ ‫نسمع عن العارفين كالصالحين أنهم قد يكشف عنهم الحجاب ي‬ ‫أمامهم مساتير الغيب كأصبحوا ينهركف بما فيهم من غيب إلى عوالم الغيب‪ ،‬يركف‬ ‫ما ال يراه الناظركف كيتمتعوف بعوالم ال َّ‬ ‫عد لها كال حصر لها من الجماؿ القدسى‬ ‫المصوف الذل ال يلوح إال لعبد مأموف‪ ،‬ككلنا نصحب الصالحين من أجل ذلك‪،‬‬ ‫صل‬ ‫حصل اإلنساف يريد أف يػي ىو ّْ‬ ‫لكن المشكلة أف نفوسنا تضحك علينا كقبل أف يي ّْ‬ ‫لغيره‪ ،‬فما الذل حصلتو لكى تيػ ىوصلو؟! إنك لم تقبض الراتب بعد فماذا توزع منو؟!‬ ‫كىل قبضتو لكى تصرفو؟‬ ‫كىو بذلك يريد أف ييههر قبل األكاف أنو رجل فى حجر الصالحين‪ ،‬كيسمع‬ ‫كيفرح عندما يقولوف لو أف فبلف ىذا يرل الغيب المصوف أك أف فبلف ىذا من‬ ‫الواصلين مع أنو يعرؼ نفسو جيدان أنو مجرد طين!! لكن الكبلـ يسره!! سبحاف‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪163‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهلل!! إنها نفوس‪ ،‬كىذه النفوس ىى التى تحجب أىلها عن جماؿ حضرة القدكس‪.‬‬ ‫أما الذل يريد الجماؿ فعليو أف يأتى بنفسو كيضعها تحت رجليو كيدفنها ثم‬ ‫يصلى عليها أربع تكبيرات ثم يمشى ببل نفس‪ ،‬أما إذا كانت معو النفس فمعو‬ ‫اللبس‪ ،‬كىو بذلك ليس لو نصيب فى جماؿ اهلل ‪ ‬الذل خص بو من ماتت‬ ‫نفوسهم‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ُِ​ِ[  ‬األنعاـ]‬ ‫‪  ‬‬ ‫فهل الموت أكالن أـ الحياة؟ ال تأتى الحياة إال بعد الموت‪ ،‬فبلبد أف تموت‬ ‫لكى ييحيوؾ كبعد أف ييحيوؾ ييجملوؾ كبمننهم كعطائهم يمنحوؾ كبتأييدىم‬ ‫كتوفيقهم ييقيموؾ كإذا أقاموؾ أعانوؾ كإذا أعانوؾ فأنت عبد معاف محفوظ بحفظ‬ ‫حضرة الرحمن ‪ ،‬لكن مصيبة األكلين كاآلخرين أف كل كاحد منهم يريد أف يقيم‬ ‫نفسو كييشيّْخ نفسو كيريد أف يعهم كيكبر نفسو كيريد ممن حولو أف يكبركه‬ ‫كيعهموه‪ ،‬فإذا كبركؾ كعهموؾ بالفعل فماذا يفعلوف معك عندما ييكشف الغطاء‪:‬‬ ‫‪ ِ​ِ[  ‬ؽ]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ىنالك تجد من يتحسر كمن يندـ كمن يتوجع‪ ،‬كل ذلك بعد كشف‬ ‫الغطاء‪ ،‬لكن بعد كشف الغطاء ىل ىناؾ عطاء؟! ال‪ ،‬لكن ىناؾ عطاء لمن كشفوا‬ ‫عنو الغطاء كىو ميت بين األحياء‪ ،‬أما بعد الموتة العزرائيلية فقد انتهت العطاءات‬ ‫اإللهية‪ ،‬كلكى ال أطيل عليكم فإف الطريق السهل ىو الذل أخذه الصالحين من‬ ‫ىصليوه كبالمشى كالجهاد عليو كصفوه‪.‬‬ ‫كتاب اهلل كمن ىدل الحبيب المصطفى أ َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪164‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫اهطس‪ٙ‬ق‬

‫‪‬‬

‫ك ف اهغ‪٘ٚ‬ب‬

‫إذان ما الطريق الذل يؤدل إلى كشف مساتير الغيوب؟ البد أكالن من كشف‬ ‫الذنوب كخطورتها كدكرىا فى حجب العبد عن حضرة عبلـ الغيوب‪ ،‬كبعد كشف‬ ‫الذنوب كىى أكؿ درجة من درجات الكشف كذلك ألف البعض يهن أف أكؿ درجة‬ ‫من درجات الكشف أف يكاشف العبد بالمبلئكة أك بالجن أك بالسموات كىذا غير‬ ‫صحيح ألف أكؿ كشف لمن يريد أف يواصلوه كييعرفوه كيقيموه كيكرموه أف يكشفوا‬ ‫لو عن الذنوب كخطورتها ككعورتها‪ ،‬فأين ذلك فى كتاب اهلل؟‬ ‫‪ ٓ[                 ‬التكػػاثر] الػػذل عػػرؼ علػػم اليقػػين مػػا ىػػى‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ٔ[  ‬التكاثر]‬ ‫‪ ‬‬ ‫أكؿ رتبة بالنسبة لو؟ ‪        ‬‬ ‫كيف يركف الجحيم؟ يرل الذنوب كىى األكاسن التى توصل إلى الجحيم‬ ‫كأنها جحيم‪ ،‬كعندما يرل ىذه الذنوب كأنها جحيم ىل يقع فيها أك يقترب منها؟‬ ‫كبل‪ ،‬بل سيدخل فى قوؿ الحبيب األعهم ‪ ‬كزنوا األحواؿ بهذا الميزاف‪:‬‬ ‫ختَ ؾَدِسَ‪َٜ ،ٕ٠‬دَافُ ‪ٜ‬إِٔ َت ‪ٜ‬كعَ عًَ‪َٚ ،ِٜٔ٘ٝ‬ا ‪ٞ‬يه‪ٜ‬افٔسُ ‪َٜ‬س‪٣‬‬ ‫{ ‪٢‬إٕٖ امل‪ٝ‬ؤَِٔ​َٔ ‪َٜ‬س‪َ ٣‬ذِْبَُ٘ ن‪ٜ​ٜ‬أُْٖ٘ تَ ِ‬ ‫‪106‬‬

‫َذِْبَُ٘ ن‪ٜ‬أ‪ ُْٜ٘‬ذبَاب‪ٟ‬ا َ‪ُ​ُٜ‬سٗ عًَ‪ٜ ٢‬أِْفٔ٘ٔ فأطاز‪ ٙ‬ب‪ٝ‬د‪} ٙ‬‬

‫كانهر إلى الفارؽ بين اإلثنين!! إذان فإنو يستعهم الذنب لكى ال يقع فيو‪،‬‬ ‫كالذنوب منها الصغائر كمنها الكبائر‪ ،‬كقد قاؿ الصالحوف للمكاشفين فى ىذا‬ ‫المقاـ‪ { :‬ال ؾػري‪ ٠‬إذا ‪ٚ‬ادٗو بعدي٘ ‪ٚ‬ال نبري‪ ٠‬إذا ‪ٚ‬ادٗو بفكً٘ } فإياؾ ثم‬ ‫إياؾ أف تيصغّْر الذنب‪ ،‬فلو صغَّرت أل ذنب فستقع كلن تنفع فى ىذا الطريق‪،‬‬ ‫فهفوة العارفين أكبر ذنب‪ ،‬فإذا صغَّرت الذنوب لن تصبح من أىل المكاشفة‬ ‫بحضرة الحبيب المحبوب أك مطالعة الغيوب‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َُٔ مصنف ابن أبى شيبة عن أبى ذر ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪165‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫ىف ػ ػ ػػوة العػ ػ ػ ػػارفين أكبػ ػ ػ ػػر ذنػ ػ ػ ػػب‬

‫‪‬‬

‫فابػ ػػذؿ الػ ػػنفس تمػ ػػنحن رضػ ػػوانى‬

‫صغر الذنب جاىل بمقامى‪ ،‬كالذل يجعلو يصغر الذنب أنو جاىل بمقاـ اهلل‬ ‫‪ ،‬إذان العارؼ ال يجب أف يصغر أل ذنب ألنو ربما يطلع اهلل ‪ ‬عليو كىو على‬ ‫ذنب ال يلقى لو باالن فيسقن من نهر اهلل فينتهى أمره‪ ،‬كذنب العارفين يصفو ربنا‬ ‫فى كتابو مع أنو لم يخطن لو كيدبر لو بل يقع فجأة كعندما يقع فيو‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫كانهر إلى ما ىم فيو فاألرض كلها ضيقة كالنفس من شدة التأنيب كالتوبيخ‬ ‫الذل يعتمل فيها ضيقة‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كىؤالء ىم الذين يتوب عليهم اهلل لكى يتوبوا‪:‬‬ ‫‪ ُ​ُٖ[        ‬التوبة]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫إذان فإف أكؿ مقامات الكشف ىى عهم الذنب كخطر الذنب كذلك لكى ال‬ ‫يستسهل اإلنساف بأل ذنب من الذنوب إف كاف ىذا الذنب فى حق نفسو أك فى‬ ‫ب ذنب ال تلقى لو باالن يهل عليك كبالو فى الدنيا‬ ‫فر َّ‬ ‫حق ربو أك فى حق إخوانو‪ ،‬ي‬ ‫كاآلخرة كالعياذ باهلل ‪ ،‬فمن الذل يضمن تحقيق المتاب بعد أل ذنب يرتكبو‬ ‫كلو بسين فى حق التواب ‪‬؟!‬ ‫ال أحد يضمن ذلك‪ ،‬لماذا أفعل الذنب إذان ثم أقوؿ إف اهلل سيتوب على؟!‬ ‫األعهم أف ذلك األمر موجود دائمان مع المصاحبين للصالحين‬ ‫كالمصيبة‬ ‫ٌ‬ ‫فيستهين وف بالذنوب كيقولوف نحن فى رحاب الصالحين كسيغفر اهلل لنا كنفس‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪166‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫سوؼ كييسوؿ لها كال يدرل أنو بذلك يحرمها من كل‬ ‫الواحد منهم تضحك عليو كيي ّْ‬ ‫العطاءات كيغلق أمامها كل أبواب الهبات التى تتنزؿ من كاىب الخيرات ‪.‬‬ ‫فأكؿ كشف أف يكاشف اإلنساف بعهم الذنب فبل يقع فيو‪ ،‬كاعلموا أف ىذا‬ ‫الكبلـ كبلـ الصدكر‪ ،‬قاؿ تعالى فى الكتاب المحكم [ْٗ العنكبوت]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كالذل يكرمو الكريم بعد كشف الذنوب كالعيوب ‪ ...‬كيهل يجاىد إلى أف‬ ‫يدخلو الحفيظ دائرة الحفظ اإللهى كما قاؿ تعالى‪:‬‬ ‫‪ ْٔ[  ‬يوسف]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫من منا يستطيع أف يحفظ نفسو؟ ال أحد‪ ،‬فبل قوة لنا على طاعتو إال بتوفيقو‬ ‫كمعونتو كال حوؿ لنا عن معصيتو إال بحفهو كصيانتو‪ ،‬فلو تخلى الحفيظ عنا ىل‬ ‫يستطيع كاحد منا حفظ نفسو؟! ال بل من الممكن أف يستهزئ بو العالم كلو!‬ ‫‪...‬سيدنا سعد بن أبى كقاص ‪ ‬شهد عليو رجل شهادة زكر فدعا عليو قائبلن‪:‬‬ ‫{ أ‪َٜ‬ا ‪َٚ‬اهللٔ ألدِع‪ ََٕٓٛ‬بجَالخٕ‪ :‬ايً‪ َِٓٗ١‬إ‪ ٕ٢‬نإ عبـدُى‪ٖ ٜ‬ـرا ناذبـا‪ ٟ‬قـاَّ ز‪ٜ٢‬ـا ّ‪٤‬‬ ‫‪َٚ‬ضُ​ُع‪ ٟ١‬فأ‪ٜ‬طٌِٔ عُسَ‪َٚ ،ُٙ‬أ‪ٜ‬طٌِٔ ف‪ٜ‬كسَ‪َٚ ،ُٙ‬عَس‪ٓ٢‬قُِ٘ بايفٔتَٔ‪ٚ .٢‬نإ بَعدُ إ‪٢‬ذا ضُـ‪ٜ ٌَ٦‬كـ‪:ٍٛ‬‬ ‫غَ‪ٝ‬ذْ نبريْ َ​َفت‪ ،ٕٛ‬أؾابَتِين دَع‪ ٝ٠ٛ‬ضعد‪ .‬قاٍ عبدُ املًؤ ‪ :‬فأْا زأ‪ٜ‬تُ٘ بعدُ قد ضَك ‪ٜ‬‬ ‫ط‬ ‫‪107‬‬

‫حادٔبا‪ ُٙ‬عًَ‪ ٢ٜ‬عَ‪ ََٔ ٔ٘ٝٓٝ‬ايهٔبَس‪ٚ ،٢‬إ‪ ْ٘٢‬ي‪َٝ‬تعسَٓضُ يًذ‪ٛ‬از‪ ٟ‬يف اي‪ٓٝٛ‬سم‪ٜ ٢‬ػُصَُٖٔٓ }‬

‫إذان ال يستطيع أحد حفظ نفسو إال إذا حفهو الحفيظ ‪ ،‬كمن يريد أف‬ ‫‪ ٓ[     ‬المؤمنوف] ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫يحفهو الحفيظ عليو بػ‪     :‬‬ ‫الفركج ىنا ىى جميع الفتحات كما قلنا سابقان ككضحنا فهى (العيناف‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َُٕ صحيح البخارم‪ ،‬عن جابر بن سمرة‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪167‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كاألذناف كالفم كاألنف كالفرج كالبطن) كل ىذه الفركج أحفهها لكى يحفهنى‬ ‫الحفيظ ‪ ،‬كأخطرىا كأصعبها اللساف الذل يورد الموارد ألف كل مشاكل‬ ‫اإلنساف فى الحرماف من عطاء الرحمن سببها اللساف‪ ،‬فإذا أكرمو الكريم كحفهو‬ ‫من الذنوب كأراد أف يرقيو يضعو فى دائرة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ َُِ[  ‬األعراؼ]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ىذا لمن اجتباه اهلل كاختاره‪ ،‬فكلما كسوست لو نفسو أك الشيطاف تضئ‬ ‫اللمبة الحمراء داخل قلبو فيعرؼ أف ىناؾ خطأ سيقع فيو فيرجع‪ ،‬من الذل يضئ‬ ‫ىذه اللمبة الحمراء؟ ىل أنت؟ إنو المركر الربانى كاإللهاـ الصمدانى فى القلب‬ ‫النورانى الذل يريد القرب كالتدانى من اهلل ‪.‬‬

‫‪ ‬ك ف اه ‪٘ٚ‬ب‬ ‫كإذا أراد بعد ذلك أف يصفيو كينقيو ينقلو إلى المرحلة األعلى فى الكشف‬ ‫كىى كشف العيوب‪ ،‬ىل عيوب من حولو؟ لو كاف ذلك فلن يفلح‪ ،‬لكن كشف‬ ‫عيوب نفسو‪ ،‬فالذل يريد اهلل أف يهنيو كيرقيو كيصفيو كيعليو يجعل كل الكشافات‬ ‫التى فى نفسو كفى قلبو مسلطة على عيوب ذاتو لكى يصلحها فيطالع عيوبو‪:‬‬ ‫‪ ُْ[   ‬اإلسراء]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬

‫يقرأ فى كتابو لكى يصحح ككذلك ينادل على من حولو كيقوؿ من يحبنى‬ ‫ييههر لى عيوبى لكى أقومها كما قاؿ عمر ‪ ‬لكل األمة كىو من نعلم‪:‬‬ ‫(زحِ اهلل اَس‪٤‬ا‪ ٟ‬أٖد‪ ٣‬إىلٖ ع‪ٛٝ‬ب ْفط‪)٢‬‬

‫أما اآلف إذا قاؿ لى كاحدان إف بك عيب كذا أخاصمو شهران‪ ،‬كإذا قاؿ ذلك‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪168‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ثانية أخاصمو طوؿ الدىر‪ ،‬كإذا سألنى أحد لماذا تخاصم فبلف؟ أقوؿ إنو‬ ‫على بذلك أـ ينصحنى بينى كبينو؟ إذا كاف ذلك من أجل‬ ‫ييعيبنى!!‪ ..‬فهل ييشنّْع َّ‬ ‫التشنيع أقوؿ ال يصح ذلك ألف النصيحة على المؤل فضيحة‪ ،‬لكن إذا كاف يهمس‬ ‫فرح المؤمنين كييغضب المخدكعين الذين ال‬ ‫فى أذنى كيقوؿ عيبك كذا فإف ذلك يي ّْ‬ ‫رب العالمين‪.‬‬ ‫يريدكف أف يطيبوا نفوسهم كيصلحوىا كى يكونوا صالحين لحضرة ّْ‬ ‫لماذا كاف السابقوف كالبلحقوف كاألكلوف كاآلخركف كالمعاصركف يذىبوف‬ ‫للصالحين؟ ذلك ألنهم مطلعين كيركف ما فينا من عيوب كيههركنها لنا‪ ،‬أما نحن‬ ‫فى ىذ الزماف فنريد عارفين مداحين‪ ،‬نعم ىم بالفعل مداحين فى حضرة النبى‬ ‫المختار كمداحين فى حضرة اهلل لكننا مع األسف نريدىم مداحين لنا‪ ،‬بمعنى أنو‬ ‫كلما رآنى يمدحنى كيقوؿ أنت كذا ككذا ككذا كإذا لم يمدحنى أغضب منو كإذا‬ ‫حدث ذلك فإنو ليس بعارؼ‪ ،‬فماذا يعرفنى مثل ىذا؟! بل إنو بذلك يغشنى!!!‬ ‫إف سيدنا رسوؿ اهلل عندما رأل الرجل يمدح أخاه قاؿ‪ :‬لقد قطعت عنق‬ ‫أخيك‪ ،‬كرأل جماعة أخرل على المنهج القويم المستقيم كإذا بجماعة أخرل تأتى‬ ‫لتمدحهم – كإف حدث ذلك فإنهم يثبطوىم كيكسلوىم كيبطئوىم – فقاؿ ‪:‬‬ ‫‪108‬‬

‫{ ‪ٝ‬أحِجُ‪ٛ‬ا ايتٗسَابَ فٔ‪ُٚ ٞ‬دُ‪ ٙٔ ٛ‬ا ‪ٞ‬يَُدٖاحٔنيَ }‬

‫كذلك ألف اإلنساف عندما يسمع المديح يخدؿ كيكسل فبل يعمل كال ينتج‬ ‫كال يذكر فيناـ على الفور‪ ،‬كلذلك كنا نذىب للصالحين لكى يعرفونا العيوب‪ ،‬إف‬ ‫لم يكن بالمحسوس فباإلشارة إما بإياؾ أعنى كاسمعى يا جارة أك بأل طريقة أك‬ ‫بأل مسلك من مسالك الصالحين‪ ،‬ككل المهم أف يعرفنى عيوبى‪ ،‬ككاف الواحد فينا‬ ‫يفرح أشد الفرح عندما ييعرفوه بعيب من العيوب لكى يعالجو!!‬ ‫لماذا نذىب إلى الطبيب؟ ‪ ...‬ىل من أجل أف يقوؿ إنك سليم معافى؟‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫َُٖ ركاه مسلم عن المقداد بن األسود‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪169‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫على‬ ‫كىل أفرح إف قاؿ ذلك كأنا أحس بالمرض؟ إذان فأنا ذاىب إليو لكى يكشف ٌ‬ ‫كيصف لى العبلج كى أشفى من المرض‪ ،‬أما إذا قاؿ الطبيب إنك سليم معافى‬ ‫كفى نفس الوقت أشعر بالمرض ىنا أقوؿ أف ىذا الطبيب نصاب‪ ،‬كذلك الطب‬ ‫الربانى الركحانى النورانى مثلو مثل طب المبانى الجسمانى‪ ،‬كىناؾ جماعة قاؿ اهلل‬ ‫فيهم كنسأؿ اهلل أال نكوف منهم‪ٕٗ[       :‬‬ ‫األعراؼ]‪.‬‬

‫ىناؾ جماعة ال يحبُّوف الناصحين بل يريدكف َّ‬ ‫المداحين! فعلى ىؤالء أف‬ ‫يستريحوا كيوفركا على أنفسهم العناء فبل يذىبوا لطبيب كال يدفعوا كشفان أك غيره‬ ‫كذلك ألنهم يريدكف من يقوؿ لهم أنتم على ما يراـ‪ ،‬كالصالحوف قد أيخذ عليهم‬ ‫العهد من رسوؿ اهلل أال ُّ‬ ‫يغشوا أحدان أتاىم‪ ،‬فبلبد أف يبيّْنوا للطالب عيبو كعبلجو!‬

‫إذان المقاـ األعلى فى الكشف ىو أف ي ًو ّْجو اهلل اإلنساف ليكتشف عيوب‬ ‫نفسو‪ ،‬كيكرمو فيذىب إلى الطبيب لكى يبيبن لو العبلج كيكتب لو الركشتة‬ ‫كيجتهد فى تنفيذىا ليعالج نفسو‪ ،‬كلذلك يقوؿ لنا اهلل تعالى مبينان السبيل [ُٗ​ُ‬ ‫التوبة]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫كذلك ألنهم لن ُّ‬ ‫يغشوؾ بل إنهم ينصحوؾ‪ ،‬ككذلك لن يفضحوؾ بل‬ ‫يستركؾ‪ ،‬لكنهم يبينوف لك فى رفق كلين لكى تعالج نفسك كتصبح بصيران‪ ،‬كخرج‬ ‫‪ ‬على أصحابو يومأص كىم جلوس فقاؿ لهم ‪:‬‬ ‫{ ٌَِٖ َِٔٓه‪ ِٔ​َٔ ِ​ِٝ‬أ‪ٜ‬حَدٕ ‪ُٜ‬س‪ٜ٢‬دُ أ‪َٜ ِٕٜ‬ؤُتٔ‪ َُ٘ٝ‬ايً‪ ُٜ٘ٓ‬عًٔ‪ُٞ‬ا‪ ٟ‬بٔػَ‪ِٝ‬ـس‪ ٢‬تَعًَ‪ٓٝ‬ـِ‪َُٖٚ ٣‬ـدَ‪ ّ٣‬بٔػَ‪ِٝ‬ـ ‪٢‬س‬ ‫ٖٔدَا‪ٕ١َٜ‬؟ ٌَِٖ َِٔٓه‪ ِٔ​َٔ ِ​ِٝ‬أ‪ٜ‬حَدٕ ‪ُٜ‬س‪ٜ٢‬دُ أ‪ُٜ ِٕٜ‬رِٖٔبَ ايً‪ ُ٘ ٜٓ‬عَُِٓ٘ اي‪ٞ‬عََُ‪ََٜٚ ٢‬ذِعًَ‪ ُٜ٘‬بَؿٔريا‪ٟ‬؟ أ‪ٜ ٜ‬‬ ‫ال‬ ‫َ​َِٔ زَغٔبَ فٔ‪ ٞ‬اي ٓدُِْ‪َٝ‬ا ‪َٚ‬ط‪ٜ‬اٍَ أ‪ ًَُ٘ٝ​َٜ‬فٔ‪َٗٝ‬ا أ‪ٜ‬عَُِ‪ ٢‬ايً‪ ُٜ٘ٓ‬تَعَاي‪ ٢ٜ‬ق‪ًٜٞ‬بَُ٘ عًَ‪ ٢ٜ‬ق‪ٜ‬دِز‪ ٢‬ذئو‪ِ َ​َ​َٚ ،ٜ‬‬ ‫ٔ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫شَٖٔدَ فٔ‪ ٞ‬ايدُِْٓ‪َٝ‬ا ‪َٚ‬ق‪ٜ‬ؿَٓسَ أ‪ ًَُٜ٘​َٜ‬فٔ‪َٗٝ‬ا أ‪ٜ‬عِ‪ٜٛ‬ا‪ ُٙ‬ايً‪ ُٜ٘ٓ‬تَعَاي‪ ٢ٜ‬عًٔ‪ُٞ‬ا‪ ٟ‬بٔػَ‪ِٝ‬س‪ ٢‬تَعًَ‪َُٖٚ ،٣ِٓٝ‬دَ‪ ّ٣‬بٔػَ‪٢ ِٝ‬س‬ ‫ٖٔدَا‪ ،ٕ١َٜ‬أ‪ٜ‬ال‪ ٜ‬ضَ‪َٝ‬ه‪ ُٕٛٝ‬بَعِدَن‪ ِ​ِٝ‬ق‪ ِّْٜٛ‬ال‪َٜ ٜ‬طِتَكٔ‪ ُِٝ‬ي‪ ُُِٜٗ‬اي‪ًُٞ​ُٞ‬و‪ ٝ‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬بٔاي‪ٞ‬ك‪ٜ‬تٌِ‪َٚ ٢‬ايتَٓذَبُٓس‪ٜ َٚ ،٢‬‬ ‫ال‬ ‫اي‪ٞ‬ػَٔٓ‪ ٢‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬بٔاي‪ٞ‬ف‪ٜ‬دِس‪َٚ ٢‬ايتَٓبَدٌُٓ‪َٚ ،٢‬ال‪ ٜ‬اي‪َُٞ‬خَبَٓـ‪ ٝ١‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬بٔاالضِـتٔدِسَاج‪ ٢‬فٔـ‪ ٞ‬ايـد‪َٚ ٢ٜٔ‬اتبَـا ‪٢‬ع‬ ‫اي‪ ،٣َٛ َٗٞ‬أ‪ٜ‬ال‪ ٜ‬ف‪ َُِٜٔ‬أ‪ٜ‬دِزَى‪ ٜ‬ذئو‪ ٜ‬ايصََٓ​َإَ َِٔٓه‪ ،ِ​ِٝ‬ف‪ٜ‬ؿَبَسَ ئً‪ٞ‬ف‪ٜ‬ك‪ٞ‬س‪َٜ ََُٖٛٚ ٢‬ك‪ٞ‬دٔزُ عًَ‪ ٢ٜ‬اي‪ٞ‬ػَٔٓ‪،٢‬‬ ‫‪َٚ‬ؾَبَسَ ئًرٍُٓ ‪َٜ ََُٖٛٚ‬ك‪ٞ‬دٔزُ عًَ‪ ٢ٜ‬اي‪ٞ‬عٔص‪َٚ ،‬ؾَبَسَ ئً‪ٞ‬بُػِكَ‪َٜ ََُٖٛٚ ٔ١‬ك‪ٞ‬ـدٔزُ عًَ‪ٜ‬ـ‪ ٢‬اي‪َُٞ‬خَبَٓـ‪ٜ ٔ١‬‬ ‫ال‬ ‫‪109‬‬

‫‪ُٜ‬س‪ٜ٢‬دُ بٔرئو‪ ٜ‬إ‪٢‬ال‪َٚ ٜٓ‬دَِ٘ ايً‪ ٜٔ٘ٓ‬أ‪ٜ‬عِ ‪ٜٛ‬ا‪ ُٙ‬ايً‪ ُٜ٘ٓ‬ثَ‪َٛ‬ابَ خَُِطٔنيَ ؾٔد‪ٜ‬كا‪} ٟ‬‬

‫كيقصد ىنا عمى الصدكر‪ ،‬كيصف لهم بعد ذلك العبلج‪،‬فالمحبوب‬ ‫للرحمن يكشف لو عن عيوب نفسو‪ ،‬كاسمعوا لرسوؿ اهلل ‪ ‬كىو يكشف لؤلمة‬ ‫كيوجو كل مؤمن إلى داخل نفسو ليرل مابو من المثالب كالنقائص علٌو‬ ‫عن العيوب ّْ‬ ‫سالك كليس كذلك!‪:‬‬ ‫يتَّعظ ألنو قريبان مفارؽ‪ ،‬كعند الصالحين ألنو فى الطريق ه‬ ‫{ ‪َٜ‬ا أ‪َُٜٗٓ​ٜ‬ا ايَٓٓاعُ ن‪ٜ‬أ‪ َٕٜٓ‬امل‪ِٜٛ‬تَ عًَ‪ ٢‬غ‪ِٜٝ‬س‪َْ٢‬ا فٔ‪َٗٝ‬ا ن‪ٝ‬تٔبَ‪َٚ ،‬ن‪ٜ‬أ‪ َٕٜٓ‬اي‪ٞ‬خَلَٓ عًَ‪ ٢‬غ‪ِٜٝ‬س‪َْ٢‬ا‬ ‫‪َٚ‬دَبَ‪َٚ ،‬ن‪ٜ‬أ‪ َٕٜٓ‬اي‪ٜٓ‬رٔ‪ُٜ ٟ‬ػَ‪َٓٝ‬عُ َٔ​َٔ األَِ‪َٛ‬اتٔ ضُف‪ٞ‬سْ عََُٓا ق‪ ٣ًٌٜٝٔ‬إ‪٢‬ي‪َِٜٓٝ‬ا زَادٔعُ‪ُْ ،َٕٛ‬ـؤِ‪ِ​ِ ٢ٜٗ٢ٚ‬‬ ‫أ‪ٜ‬دِدَاَثُِٗ​ِ‪ََْٚ ،‬أ‪ٞ‬ن‪ ٌُٝ‬تُسَاَثُِٗ​ِ ن‪ٜ‬أ‪َْٜٓ‬ا َُدًَ‪ٜٓ‬دُ‪ ،َٕٚ‬ق‪ٜ‬دِ َْطٔ‪َٓٝ‬ا ن‪َٚ ٌَٓٝ‬اعٔع‪َٚ ،ٕ١ٜ‬أ‪ََٜٓٓٔ‬ا ن‪ ٌَٓٝ‬دَا‪ٔ٥‬خَ‪،ٕ١‬‬ ‫ط‪ٛٝ‬ب‪ ٢‬ئَُ ِٔ غَػًَ‪ ُٜ٘‬عَ‪ِٝ‬بُُ٘ عَِٔ عُ‪ُٛٝ‬بٔ ايَٓٓاع‪ ٢‬ط‪ٛٝ‬ب ‪ ٢‬ئَُِٔ ط‪ٜ‬ـابَ ن‪ٜ‬طِـبُُ٘‪َٚ ،‬ؾَـً‪ٜ‬خَ ِ‬ ‫ت‬ ‫ضَس‪ٜ٢‬سَتُُ٘‪َٚ ،‬حَطَُٓتِ عَال‪َْٜٓٝٔ‬تُُ٘‪َٚ ،‬اضِتَك‪ٜ‬اَ​َتِ ط‪ٜ‬س‪ٜ٢‬ك‪ٜ‬تُُ٘‪ ،‬ط‪ٛٝ‬ب‪ ٢‬ئَُِٔ تَ‪َٛ‬اقَعَ ئً‪ ِٔ​َٔ ٜٔ٘ٓ‬غ‪٢ ِٜٝ‬س‬ ‫َ​َِٓك‪ٜ‬ؿَ‪َٚ ،ٕ١‬أ‪ِْ ٜ‬ف‪ٜ‬لَ َ​َاال‪ ٟ‬دََُعَُ٘ فٔ‪ ٞ‬غ‪ِٜٝ‬س‪َ​َ ٢‬عِؿٔ‪َٚ ،ٕ١َٝ‬خَاي‪ٜ‬ط‪ ٜ‬أ‪ ٌَِٖ ٜ‬اي‪ٔ ٞ‬فك‪َٚ ٔ٘ٞ‬اي‪ٞ‬خٔه‪َٚ ،ٔ١َُٞ‬زَحٔ َِ‬ ‫كٌَ َٔ​ِٔ َ​َائ٘ٔ ‪َٚ‬أ‪َِٜ‬طَو‪ ٜ‬اي‪ٞ‬ف‪ٜ‬كٌَِ َٔ​ِٔ ق‪ِٜٛ‬ئ٘ٔ‪،‬‬ ‫طه‪ ٔ١َٜٓ‬ط‪ٛٝ‬ب‪ ٢‬ئَُِٔ أ‪ِْٜ‬ف‪ٜ‬لَ اي‪ٞ‬ف‪ِ ٜ‬‬ ‫أ‪ ٌَِٖٜ‬ايرٍُٓ ‪َٚ‬امل‪ِ ٜ‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ََٚٚ‬ضٔعَتُِ٘ ايطَُٓٓ‪َٚ ٝ١‬ي‪َٜ ِ​ِٜ‬عِدُ عََِٓٗا إ‪٢‬ىل بٔدِعَ‪.} ٕ١‬‬

‫لذلك كاف الصالحوف يقولوف‪:‬‬ ‫َُٗ جامع األحاديث كالمراسيل عن الحسن ‪.‬‬ ‫َُ​ُ (حل) عن على ‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪171‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫{ َٔ جتد‪َ ٙ‬ػػ‪ٛ‬ال‪ ٟ‬بع‪ٛٝ‬ب ايٓاع فاعًِ بأْ٘ قد قخو عً‪ ٘ٝ‬اي‪ٛ‬ض‪ٛ‬اع‬

‫ارتٓاع ‪ٚ‬ي‪ٝ‬ظ ي٘ ْؿ‪ٝ‬ب ف‪ ٢‬اي‪ٛ‬س‪ٜ‬ل املطتك‪ ِٝ‬امل‪ٛ‬ؾٌ إىل زقا‪ ٤‬زب‪ ٚ‬ايٓاع }‬

‫إذان البد كأف تغمض عينك عن عيوب الخلق كتنهر إلى عيوبك‪ ،‬ككاف‬ ‫موالنا اإلماـ أبوالعزائم يقوؿ إلخواننا المعلمين الذين ييعلموف فى الركضة العزمية‪:‬‬ ‫{ ‪ٜ‬ا أ‪ٚ‬الد‪ !٣‬دنب إٔ ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬يهٌ ‪ٚ‬احد َٓهِ ْع‪٤‬از‪ ٠‬تٓعس بٗا إىل ع‪ٛٝ‬بو ‪ٚ‬إىل‬ ‫حطٓات إخ‪ٛ‬اْو‪ٚ ،‬دسابا‪ ٟ‬جتعً٘ خًف ظٗسى تكع ف‪ ٘ٝ‬حطٓاتو ‪ٚ‬ع‪ٛٝ‬ب إخ‪ٛ‬اْو }‬

‫لكن لو كضعت أماـ نفسك حسناتك فقد ضعت كأضعت ألنك ستغتر كمن‬ ‫يغتر ينضَّر كلن يصل إلى ما يريد عند الحميد المجيد ‪ ،‬كمن يضع أماـ عينيو‬ ‫عيوب إخوانو فإنو مسكين ألنو أدخل نفسو فى بضاعة الشيطاف فيبدأ فى انتقاد‬ ‫ىذا كتجريح ىذا كسب ىذا كشتم ىذا كمثل ىذا ال شأف لو بالصالحين ألف‬ ‫على‪:‬‬ ‫الصالحين يقوؿ فيهم سيدنا اإلماـ ٌ‬ ‫( أْفطِٗ عف‪ٝ‬ف‪ٚ ...١‬حاداتِٗ خف‪ٝ‬ف‪ ،...١‬ايٓاع َِٓٗ ف‪ ٢‬زاح‪١‬‬ ‫‪ٚ‬أْفطِٗ َِٓٗ ف‪ ٢‬عٓا‪.) ٤‬‬

‫إذان فالدرجة الثانية أك األعلى فى الكشف ىى كشف العيوب!!!كإذا كوشف‬ ‫اإلنساف بالعيوب كأصلحها ىنا يسمى صالحان ألنو أصبح صالحان‪ ،‬من ىو الصالح؟‬ ‫الذل صلح للمواجهات كللوصل ك الفضل كالعطاء أل و‬ ‫خاؿ من العيوب‪.‬‬

‫‪ ‬ك ف اجلٌ ي‬ ‫كىنا ينتقل للدرجة األعلى فى الكشف‪ ،‬فيكاشف بأكصاؼ الحبيب‬ ‫المحبوب ليتجمل بها فى نفسو كيعمل بقوؿ اهلل‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪172‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪[      ‬األحزاب]‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كبعد أف يكاشف بأكصاؼ الحبيب المحبوب‪ ،‬ليست الكتابية النقلية كلكن‬ ‫رب البرية‪ ،‬كال تلوح ىذه األكصاؼ إال ألىل القلوب التقية‬ ‫الجمالية التى جملو بها ّْ‬ ‫النقية شهود قوؿ اهلل تعالى المشهود لعيوف كبصائر أىل العياف كالشهود‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪[  ‬المطففين]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ىل يقرأه أـ يشهده فى اآلية؟ "‪ "‬فهو كتاب مشهود‪:‬‬ ‫‪ ّ[    ‬البركج] كعندما يشهد أكصاؼ الجماؿ كخصاؿ الكماؿ من خير نبى‬ ‫‪  ‬‬ ‫أرسلو اهلل ‪ ‬كجملو بهذا الجماؿ ككملو بهذا الكماؿ كينقش فى نفسو إلى أف‬ ‫يصبح صورة على قدره فى التشبو بحضرتو‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ ‬ك ف ًط أ اهغ‪٘ٚ‬ب‬ ‫يرتقى بعد ذلك إلى كشف مساتير الغيوب كيدخل فى قوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪ .....       ‬أصبح ىنا صورة من‬

‫العبد ‪        ‬‬

‫‪  ‬لماذا؟ ‪ .....‬ليريو الغيوب ‪       ......‬‬ ‫‪ ُ[   ‬اإلسراء]‬

‫إذان فدرجات الكشف ىى أكالن كشف الذنوب كخطورتها‪ ،‬كثانيان كشف‬ ‫فى كليست التى فى غيرل‪ ،‬كثالثان كشف جماؿ كأكصاؼ الحبيب‬ ‫العيوب التى َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪173‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫المحبوب‪ ،‬ثم بعد ذلك كشف مساتير الغيوب‪ ،‬كمثل ىذا يدخل من باب‪:‬‬ ‫‪[   ‬النجم]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫كرمز من رم وز!! ال يذاع كال يشاع ألصحاب كال ألتباع كإنما‬ ‫ّ​ّ‬ ‫سر من ٍّ‬ ‫سر‪ ،‬ه‬ ‫كيجملوه بحلة الوىب من العلى الوىاب‬ ‫يفتحوف لو الباب كيرفعوف عنو النقاب ّْ‬ ‫كيقولوف لو‪ :‬ىا انهر بغير حجاب كال نقاب!!!‬

‫ٗةو اهلل عو ض‪ٚ‬دُ حمٌد‬ ‫ٗعو آهٕ ٗةخبٕ ٗضوٍ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪174‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪111‬‬

‫‪ً ‬س‪ٙ‬دٗ ٓرا اهصً ْ!!‬ ‫‪ ‬طس‪ٙ‬ق مٓى اهةدق ٗاه‪ٚ‬قني‬ ‫اهلى ف اهِٔ ‪ ٙ‬ض‪ٚ‬ةى هوغ ‪ٙ‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُ​ُ​ُ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يوـ الجمعة الموافق ِٓ من شعبافُُّْىػ ٔ من أغسطس ََُِـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 175

AAAAAAAAAA 

                                     ]‫[ِ​ُِ األنعاـ‬

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪176‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ً ‬س‪ٙ‬دٗ ٓرا اهصً ْ!!‬ ‫فكل يريد أف يمشى على ىواه‪ ،‬كفى‬ ‫ابتلينا فى ىذا الزماف بأىل األىواء‪ ،‬ه‬ ‫نفس الوقت يناؿ مناه‪ ،‬كالذل أعرفو أف السالك فى طريق اهلل ىو الذل يمشى كما‬ ‫نريد‪ ،‬كلنا ىيمنة عليو‪ ،‬نقوؿ فيطيع‪ ،‬كنأمر فيسمع‪ ،‬كما أقل كأندر الصادقين‪ ،‬ألف‬ ‫الصادؽ دائمان تهيمن عليو‪ ،‬لكن تجد المريد يمشى على ىواه‪ ،‬كيريد أف يناؿ مناه‪،‬‬ ‫كفى نفس الوقت إذا كاف يريد فتح أك رؤيا أك غيرذلك‪ ،‬ينسب عدـ حصولو على‬ ‫ذلك إلى الشيخ!!‬ ‫فالمريد يريد من شيخو أف يقوؿ لو كن كلى فيكوف كليان‪ ،‬أك كن من أىل‬ ‫الكشف فيكوف من أىل الكشف ‪!!!.....‬‬ ‫ىذه التكليفات أنا غير مكلف بها‪ ،‬أما التكليفات التى أنا مكلف بها كن‬ ‫مستقيمان‪ ،‬كن مطيعان‪ ،‬اقتدل بالحبيب الشفيع‪ ،‬تأسى بالصالحين‪ ،‬كالفضل فضل‬ ‫اهلل ال بيدل كال بيد غيرل ‪ ،‬قاؿ تعالى فى(ْالجمعة)‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫فالمريدين فى ىذا الزماف يريدكف أف يبلغوا يك َّمل درجات أىل العرفاف بدكف‬ ‫أسباب‪ ،‬فهم يريدكف أشياء خارقة للعادات‪ ،‬كنحن ليست عندنا ىذه األشياء‪،‬‬ ‫كلكن إذا أنت خرقت عادات نفسك تيخرؽ لك العوائد‪ ،‬أكؿ العادات أف أذـ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪177‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫على‪ ،‬لكن المنهج الذل تعودنا عليو للمريد‬ ‫نفسى كلما جلست مع قوـ حتى يثنوا َّ‬ ‫إذا أراد أف يمشى على المنهج الحميد أف يكوف أخرس أعمى أصم‪ ،‬ال يسمع كال‬ ‫يبصر كال يتكلم‪ ،‬حتى ييلقى نفسو فى ساحة العارفين!!!‬

‫كقل من ينجو‬ ‫فالذل يسمح للسانو بالكبلـ فإنو سيدخل فى آفات اللساف‪َّ ،‬‬ ‫كقل من‬ ‫منو‪ ،‬كالذل يسمح آلذانو باإلنصات لؤلناـ فإنو سيقع فى آفات اآلذاف َّ‬ ‫ينجو منها‪ ،‬كالذل يسمح لعينو تنهر يمينان كشماالن فكذلك‪ ،‬إذان متى شاشة القلب‬ ‫صفى كتشف كترقى؟ إذا كاف المريد أصم كأعمى كأخرس إال عن الحق‪ ،‬إذان كيف‬ ‫تى ٍ‬ ‫يسمع؟ يسمع بأذف القلب‪ ،‬ككيف يرل؟ يرل بعين البصيرة‪ ،‬ككيف يتكلم؟ يتكلم‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬كأذكره ليس من أجل العطاء‪ ،‬كلكن أذكره‬ ‫بآنات القلب فى ذكر اهلل َّ‬ ‫ألنو أىبلن للذكر‪ ،‬كىذا ىو المنهج الذل مشينا عليو كاقتدينا بو‪.‬‬ ‫من فى اإلخواف يسمع الركشتة كينفذىا؟!‬ ‫ا لمريد يريد أف يكوف كموظفى ىذا الزماف ال يجلس على مكتبو إال دقائق‬ ‫كيريد فى نهاية الشهر أف يأخذ راتبو فى جواؿ!! كيريد أيضان أال يدخل المسجد إال‬ ‫قليبلن حتى تعرفو الناس كتعهمو كيكوف فى ليلة القدر ىو أكؿ المقربين كصاحب‬ ‫القدر العهيم!! فنحن ال يهمنا الحركات الهاىرة كلكن تهمنا القلوب‪ ،‬معاملة اهلل‬ ‫كعطاياه على حسب القلوب[َٕ األنفاؿ]‪:.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬كبعد ذلك‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فالمنهج اإلسبلمى‪   :‬‬ ‫‪ ٕٖ[      ‬الحج] لكن الذل ال يريد أف يبدأ ىذا الجهاد كيكوف‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫شيخ كحولو مريدين كنهاـ الموالد‪ ،‬فماذا نفعل لو؟!! كالمشيخة بالذات من طلبها‬ ‫ال يأخذىا‪ ،‬كلكن اطلب اهلل ككن لو حيث أقامك‪ ،‬كلكن ال تحدد على اهلل‪ ،‬فهذا‬ ‫الذل تعلمناه من مشايخنا فى اهلل ‪.‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪178‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كذلك كثرة اإللحاح على الشيخ للحصوؿ على طلب سواء بالتليفونات أك‬ ‫المحادثات ال يؤدل إلى نتيجة‪ ،‬بل إف اإللحاح قد يزيد البغضاء فى القلب‪ ،‬ألف‬ ‫ىذا يدؿ على أنو إنساف غير مؤدب كال مهذب‪ ،‬كطريق اهلل كلو باألدب‪.‬‬ ‫فمعهم مشاكل مصر بالنسبة للصوفية سببها الدركشة الموجودة كالتى‬ ‫تسببت فيها عصور الهبلـ‪ ،‬فى الحقبة العثمانية كاالستعمارية‪ ،‬كالتى جعلت شيوخ‬ ‫الطرؽ يشتغلوف بتحضير الجن‪ ،‬كبالسحر حتى يشدكا الناس كيجذبونهم‪ ،‬فيهل‬ ‫حتى يي ىحضّْر كاحد من الجن كيخاكيو‪ ،‬أل يتآخى معو ‪ -‬كالمؤاخاه مع الجن غير‬ ‫مطلوبة فى كتاب اهلل كال يسنة رسوؿ اهلل – حتى تعتقد الناس أنو كلى من أكلياء‬ ‫اهلل‪ ،‬حيث يخبر الناس بأسمائهم أك ما فعلوه باألمس أك ما قبلو عن طريق الجن‪:‬‬ ‫‪ِٕ[  ‬األعراؼ]‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬

‫كلكن ال يستطيع أف يخبرىم بما فى الغد‪ ،‬كمعهم الناس يس َّذج‪ ،‬فينقادكا‬ ‫لهذه الحيل كاألالعيب الشيطانية‪،‬كلذلك ىم يستغلُّوف الناس بمثل ىذه‬ ‫السذاجات‪.‬‬

‫‪ ‬طس‪ٙ‬ق مٓى اهةدق ٗاه‪ٚ‬قني‬ ‫لكن األكلياء ال يك َّمل ليس لهم شأف بمثل ىذه األمور‪ ،‬حتى إف ظهرت على‬ ‫يديو كرامة ال يطلبها كال يقف عندىا‪ ،‬كإنما تكوف من اهلل لضركرة اقتضاىا الوقت‪،‬‬ ‫كىو يفر منها‪ ،‬كىذا ىو حاؿ الصالحين الصادقين‪ ،‬أين تجد ىذا الكبلـ اآلف‬ ‫كسن ىذا الكم الكبير من المتمشيخين‪َّ ،‬‬ ‫كمدعى المعرفة كالوالية؟!! كمعهم الناس‬ ‫ىمج رعاع يريدكف ىذه األشياء التى فيها َّ‬ ‫المدعين‪ ،‬كلكن نحن طريق آخر‪ ،‬فنحن‬ ‫‪ِٗ[            ‬الفتح] كلذلك ال يوجد منا أحد‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫نجدد حاؿ‪    :‬‬ ‫يمشى حافيان أك عريانان‪ ،‬كال يوجد فينا أحد يؤاخى كاحدة كيقوؿ ىى أختى فى اهلل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪179‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كيسافر بها ىنا كىناؾ‪ ،‬كال نرتاد الموالد‪ ،‬حتى نبعد عن ىذه الشبهات‪ ،‬نحن نزكر‬ ‫الصالحين كلكن فى غير أكقات الموالد‪ ،‬ال يوجد فينا من يلبس خيشان‪ ،‬أك يضع‬ ‫قيود حديد‪ ،‬كال يوجد أح هد فينا يترؾ أكالده ليعيش فى الصحراء‪ ،‬ألف ىذا لم‬ ‫يحدث فى عصر النبى فلم نسمع عن أحد الصحابة فعل مثل ىذا! ففعل ىذا‬ ‫فتسر نفسو‪ ،‬لكن األكلياء ىم من أشار‬ ‫يلفت النهر كيعاملو َّ‬ ‫كلى ُّ‬ ‫العامة على أنَّو ه‬ ‫إليهم ‪:‬‬ ‫{ االخف‪ٝ‬ا‪ ٤‬األبساز اير‪ ٜٔ‬إذا غٗد‪ٚ‬ا مل ‪ٜ‬كسب‪ٛ‬ا‪ٚ ،‬إذا غاب‪ٛ‬ا مل ‪ٜ‬فتكد‪ٚ‬ا‪ ،‬تعسفِٗ بكاع‬ ‫‪112‬‬

‫األزض‪ٜ ،‬عسف‪ ٕٛ‬يف أٌٖ ايطُا‪ٚ ٤‬رنف‪ ٕٛ‬عً‪ ٢‬األزض‪ٚ ،‬حتفٗ بِٗ املال‪٥‬ه‪} ١‬‬

‫‪ 112‬مسند الحارث عن أسامة بػن زيػد كإحيػاء علػوـ الػدين كتخػريج أحاديثػو للحػافظ للعراقػى‪ ،‬كالحػديث عهػيم‬ ‫فى بابو كنورده بتمامو ألنو من األحاديث المتكاملة فى كصف أىل ىذه األحواؿ العالية‪ ،‬عن سػعيد بػن زيػد بػن‬ ‫عمرك بن نفيل قاؿ رأيت النبي ‪ ‬أقبل على أسامة بن زيد فقػاؿ لػو‪ :‬خ يػا أسػامة عليػك بطريػق الجنػة كإيػاؾ أف‬ ‫تختلع دكنها‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل كما أسرع ما يقطع بو ذلك الطريق؟ قػاؿ‪ :‬الهمػأ فػي الهػواجر‪ ،‬كحػبس الػنفس‬ ‫يقرب الى اهلل‪ ،‬انو ليس شيء احب الى اهلل من ريػح فػم الصػائم‬ ‫عن لذة النساء‪ ،‬يا أسامة كعليك بالصوـ؛ فإنو ّْ‬ ‫ترؾ الطعاـ كالشراب هلل‪ ،‬فإف استطعت اف يأتيك الموت كبطنك جائع ككبدؾ ظمآف فافعل‪ ،‬فإنك تدرؾ بػذلك‬ ‫شرؼ المنازؿ في اآلخرة كتحػل مػع النبيػين يفػرح بقػدكـ ركحػك علػيهم كيصػلي عليػك الجبػار‪ ،‬كإيػاؾ يػا أسػامة‬ ‫ككل كبد جائعة تخاصػمك الػى اهلل يػوـ القيامػة‪ ،‬كإيػاؾ يػا أسػامة كدعػاء عبػاد قػد اذابػوا اللحػوـ كاحرقػوا الجلػود‬ ‫سر بهم‪ ،‬المبلئكة بهم تصػرؼ‬ ‫بالرياح كالسمائم كأظمأكا االكباد حتى غشيت أبصارىم‪ ،‬فاف اهلل إذا نهر إليهم َّ‬ ‫الزالزؿ كالفتن‪ ،‬ثم بكى النبي ‪ ‬حتى اشتد نحيبو كىاب النػاس اف يكلمػوه حتػى ظنػوا اف أمػرا قػد حػدث بهػم‬ ‫من السماء‪ ،‬ثم سكت فقاؿ‪ :‬كيح لهذه األمة ما يلقى منهم من اطاع ربو منهم كيف يقتلونو كيكذبونػو مػن أجػل‬ ‫انهم اطاعوا اهلل‪ ،‬فقاؿ عمر بن الخطاب‪ :‬يا رسػوؿ اهلل كالنػاس يومئػذ علػى اإلسػبلـ! قػاؿ‪ :‬نعػم‪ ،‬قػاؿ‪ :‬ففػيم إذا‬ ‫يقتلػػوف مػػن اطػػاع اهلل كأمػػرىم بطاعتػػو‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬يػػا عمػػر تػػرؾ القػػوـ الطريػػق كركبػػوا الػػدكاب كلبسػػوا الػػين الثيػػاب‬ ‫كخػػدمتهم أبنػػاء فػػارس‪ ،‬يتػزين مػػنهم الرجػػل تػزين المػػرأة لزكجهػػا‪ ،‬كتتبػػرج النسػػاء‪ ،‬زيهػػم زم الملػػوؾ كديػػنهم ديػػن‬ ‫كسرل كىرمز‪ ،‬يسمنوف ما يعود بالجشا كاللباس‪ ،‬فإذا تكلم أكلياء اهلل علػيهم العبػا محنيػة اصػبلبهم قػد ذبحػوا‬ ‫تحر ًٍـ زينة اهلل‬ ‫أنفسهم من العطش‪ ،‬فإذا تكلم منهم متكلم يك ّْذب‪ ،‬كقيل لو أنت قرين الشيطاف كرأس الضبللة ى‬ ‫كالطيبات من الرزؽ‪ ،‬يتأكلوف كتاب اهلل عػن غيػر ديػن‪ ،‬اسػتذلوا أكليػاء اهلل‪ ،‬كاعلػم يػا أسػامة اف أقػرب النػاس مػن‬ ‫اهلل يػػوـ القيامػػة لمػػن طػػاؿ حزنػػو كعطشػػو كجوعػػو فػػي الػػدنيا‪ ،‬االخفيػػاء األبػرار الػػذين إذا شػػهدكا لػػم يقربػػوا‪ ،‬كإذا‬ ‫غابوا لم يفتقدكا‪ ،‬تعرفهم بقاع األرض‪ ،‬يعرفوف في أىػل السػماء‪ ،‬كيخفػوف علػى األرض‪ ،‬كتحػف بهػم المبلئكػة‪،‬‬ ‫تػػنعم النػػاس كينعمػػوف ىػػم بػػالجوع كالعطػػش‪ ،‬لػػبس النػػاس لػػين الثيػػاب كلبسػػوا ىػػم خشػػن الثيػػاب‪ ،‬افتػػرش النػػاس‬ ‫الفرش كافترشوا الجباه كالركب‪ ،‬ضحك الناس كبكوا يا أسامة‪ ،‬ال يجمع اهلل علػيهم الشػدة فػي الػدنيا كاآلخػرة‪،‬‬ ‫لهػػم الجنػػة كيػػا ليتنػػي ق ػد رأيػػتهم يػػا أسػػامة‪ ،‬لهػػم الشػػرؼ فػػي اآلخػػرة كيػػا ليتنػػي قػػد رأيػػتهم األرض بهػػم رحيمػػة‪،‬‬ ‫كالجبػػار عػػنهم راض‪ ،‬ضػػيع النػػاس فعػػل النبيػػين كاخبلقهػػم كحفهػػوا ىػػم‪ ،‬الراغػػب مػػن رغػػب الػػى اهلل فػػي مثػػل‬ ‫رغبتهم‪ ،‬كالخاسر من خالفهم‪ ،‬تبكي األرض إذا فقدتهم‪ ،‬كيسخن اهلل على كل بلد ليس فيهػا مػثلهم‪ ،‬يػا أسػامة‬ ‫كإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أماف ألىل تلك القرية‪ ،‬ال يعذب اهلل قوما ىم فيهم‪ ،‬اتخذىم لنفسك عسى أف‬ ‫تنجو بهم‪ ،‬كإياؾ اف تػدع مػا ىػم عليػو فتػزؿ قػدمك فتهػول فػي النػار‪ ،‬حرمػوا حػبلال أحػل لهػم طلبػان للفضػل فػي‬ ‫اآلخرة‪ ،‬كتركوا الطعػاـ كالشػراب عػن قػدرة‪ ،‬لػم يتكػالبوا علػى الػدنيا تكالػب الكػبلب علػى الجيفػة‪ ،‬شػغل النػاس‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪181‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كيقوؿ فيهم فى الحديث اآلخر ‪:‬‬

‫خفٔ‪ٝ‬فُ اي‪ٞ‬خَاذٔ ذُ‪ٚ‬حَغٕ َٔ​َٔ ايؿَٓال‪ٜ ،ٔ٠ٜ‬أحِطَ َ‬ ‫ٔ‬ ‫{ ‪٢‬إَٕٓ أ‪ٜ‬غ‪ٞ‬بَط‪ ٜ‬أ‪ِٜٚ‬ئ‪َٝ‬ا‪ ٞٔ٥‬عِٔٓدٔ‪ٜ ٟ‬يُ​ُؤَِٔ​ْٔ َ‬ ‫عٔبَادَ‪َ ٜ٠‬زب‪َٚ ٔ٘ٚ‬أ‪ٜ‬ط‪ٜ‬اعَُ٘ فٔ‪ ٞ‬ايطٔٓس‪َٚ ٓ٢‬ن‪ٜ‬إَ غ‪ٜ‬أَك‪ٟ‬ا فٔ‪ ٞ‬ايَٓٓاع‪ ٢‬ال ‪ُٜ‬ػَازُ إ‪٢‬ي‪ ِٜٔ٘ٝ‬باالؾَأبع‪،٢‬‬ ‫َ‪ٚ‬ن‪ٜ‬إَ ‪٢‬زشِق‪ٜ ُ٘ٝ‬نف‪ٜ‬افا‪ ٟ‬ف‪ٜ‬ؿَربَ عًَ‪ ٢ٜ‬ذَئو‪ .ٜ‬ثِ َْك‪ٜ‬سَ بإؾَِبعَ‪ٜ ٘ٔ ِٝ‬فك‪ٜ‬اٍَ‪ :‬عُذٔٓ ‪ًٞ‬تِ َ​َٓٔ‪َٓٝ‬تُُ٘ ق‪ِ ًٜٜٓ‬‬ ‫ت‬ ‫‪113‬‬

‫بَ‪َٛ‬انٔ‪ٜ ٔ٘ٝ‬قٌَٓ تُسَاثُُ٘‪}.‬‬

‫فبل يعرفو من حولو حتى زكجتو لخفاء أحوالو القلبية كالركحية ‪ ..‬ألنهم‬ ‫يمشوف على المنهج المحمدل‪ ،‬كالذل يمشى على ىذا المنهاج البد أف ييحدد‬ ‫كجهتو‪ ،‬فتكوف كجهتك اهلل‪ ،‬فبل تطلب شيئان سواه‪ ،‬فلو طلبت الجنة فهذا سوء‬ ‫أدب فى قصدؾ هلل!! كيف تطلب اهلل كتطلب الجنة كىى خلق من خلق اهلل؟!!‬ ‫كذلك ال تطلب مع اهلل الكشف كالكرامات كاإللهامات‪ ،‬فهذه االشياء فى نهر‬ ‫الغير راقيات لكنها فى نهر العارفين بليَّات!!!‬

‫لى ف اهِٔ ‪ ٙ‬ض‪ٚ‬ةى هوغ ‪ٙ‬‬ ‫‪ ‬اه ُّ‬ ‫فالذل يريد اهلل ال يبغى بو بدالن‪ ،‬كال يرجو بسواه ًح ىوال ‪ ...‬فليعلم تماـ العلم‬ ‫َّ‬ ‫أف اهلل تعالى تسامت حكتو كفاضت رحمتو‪ ،‬فهو لن يحرمو ماداـ جعل اهلل كجهتو!‬ ‫فإذا لم يعطو اهلل بعد مناه‪ ،‬فليعلم علم اليقين كليتأكد ببل و‬ ‫شك من أف اهلل سيعطيو‬ ‫ما يتمناه من العطايا فى الوقت الذل يراه فيو اهلل كفأن لحمل ىذه األمانة ‪ ....‬إف‬ ‫يتحمل منا فى الدنيا سيعطيو مواله‪ ،‬كالذل‬ ‫كاف فى الدنيا أك يوـ الدين‪ ،‬فالذل َّ‬ ‫يهن النػاس اف بهػم داء كمػا ذاؾ‬ ‫بالدنيا كشغلوا أنفسهم بطاعة اهلل‪ ،‬لبسوا الخرؽ كأكلوا الفلق تراىم شعثا غبرا ُّ‬ ‫بهم‪ ،‬كيهن الناس انهم قػد ذىبػت عقػولهم كمػا ذىبػت كلكػن نهػركا بقلػوبهم الػى مػا ذىػب بعقػولهم عػن الػدنيا‪،‬‬ ‫فهم في الدنيا عنػد أىػل الػدنيا يمشػوف بػبل عقػوؿ‪ ،‬يػا أسػامة عقلػوا حػين ذىػب عقػوؿ النػاس‪ ،‬لهػم البشػرل فػي‬ ‫اآلخرة }‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّ​ُ ركاه اإلماـ الترمذل فى سننو ىع ٍن أىبي أ ىيم ىامةى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪181‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يضل فإنهم يحفهوف لو عطاءه حتى‬ ‫يرل أنو ال َّ‬ ‫يتحمل‪ ،‬كمن الجائز أف يز َّؿ أك َّ‬ ‫يخرج من الدنيا‪ ،‬فأنا ال أستطيع أف أعطى أمانة ال يحملها إال األبطاؿ لطفل غرير‬ ‫ال يعرؼ قيمتها كال حفهها! فإف ضيَّعها حوسب عليها! كإف حفهها ربما افتتن بها‬ ‫أك أتلفها!‬ ‫فكل الموضوع أف األعضاء كالحواس الباطنية كالحمد هلل تعيش فى‬ ‫اإلشراقات كاألنوار القدسية كاإللهامية‪ ،‬لكن حتى تحس بها كأنت فى البشرية البد‬ ‫أف تأخذ دكرة فناء كلى فى الذات الربانية‪ ،‬كبعد الفناء يأتى البقاء‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ُِ​ِ[  ‬األنعاـ]‬ ‫‪  ‬‬

‫فإذا لم تقدر على دكرة الفناء فى الدنيا‪ ،‬فعندما يأتى الفناء األصلى‬ ‫ستدخل عالم البقاء كتجد كل ما تصبو إليو من مسرة كىناء!!‬ ‫إذان كلنا سنصل للغاية كالمراد ‪ ،‬فالذل يستطيع أف يفنى ىنا سيناؿ كىو ىنا‬ ‫كيبقى لو ذلك ىناؾ‪ ، ..!!! ،‬كالذل ال يستطيع أف يفنى ىنا فإنو ال بد أف يفنى‬ ‫كل يستول عند الواحد المتعاؿ ‪ ‬ماداـ من‬ ‫كسيناؿ ىناؾ!!! ‪ ،..‬كفى النهاية ه‬ ‫أىل النواؿ!! ‪ ،...‬كالذل ال يستطيع أف يفنى ىنا فذلك لمشاىد كونية أك‬ ‫تكليفات شرعية كلفو بها اهلل‪ ،‬كرعاية األكالد كرعاية الزكجة كحقوؽ العمل؛ فهذه‬ ‫المشاغل تكوف أكبر من طاقتو كال يستطيع أف يتخلى عنها ألنها أمور تكليفية‬ ‫شرعية البد منها‪ ،‬كنحن كما قلنا ليس عندنا أحد يهرب من ىذه التكليفات‬ ‫كيذىب إلى الصحراء أك ما شابو ذلك‪ ،‬فهذا منهج ال نرضاه‪ ،‬كلكن أىم ما عليو‬ ‫أف يقوـ بالتكليف الشرعى الذل كلفو بو اهلل‪ ،‬فإف استطاع بمعونة اهلل كبتوفيق اهلل‬ ‫كبرعاية شيخو أف يصل للفناء كىو فى عالم الدنيا فبل ييسقن التمييز‪ ،‬كال يخل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 182

AAAAAAAAAA 

‫الكل فى النهاية‬ ُّ ‫ لكن‬،‫ ىم قليل‬،!‫بالحقوؽ ألصحاب الحقوؽ فهذا فضل اهلل‬ :‫سيصل للغاية‬ ]‫ [ؽ‬                                        

ٍ‫دُ حمٌد ٗعو آهٕ ٗةخبٕ ٗضو‬ٚ‫ٗةو اهلل عو ض‬

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪114‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُْ​ُ الجمعية العامة للدعوة إلى اهلل بحدائق المعادل يوـ الخميس الموافق ُٔ من ربيع الثانى ُُّْىػ ُمن أبريل ََُِـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 184

AAAAAAAAAA 



                                                           

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪185‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إخوانى األحباب الكراـ‪...‬‬ ‫نحن فى الحقيقة تحدثنا كثيران ككثيران عن جهاد النفس كتزكيتها كطريقة‬ ‫التزكية كميادين الجهاد‪ ،‬حتى بحمد اهلل نستطيع أف نقوؿ‪ :‬فصلنَّا ىذا الموضوع‬ ‫كبسطناه بسطان لم ييبسن من قبل فى يكتب الصالحين بحسب العصر‪.‬‬ ‫تفصيبلن ٌ‬

‫لكن أحد األحباب بعد ذلك كلو قاؿ لى‪ :‬نريد أف تعطينا موجزان مختصران‬ ‫بسيطان فى تزكية النفس‪ ،‬فقلت لو قد تح ٌدثنا فى ىذا الموضوع مراران كتكراران ‪...‬‬ ‫فهناؾ كتاب‪( :‬المجاىدة للصفاء كالمشاىدة) ككتاب‪( :‬النفس ‪ ..‬كصفها كتزكيتها)‬ ‫كىناؾ كتب ال ع ٌد لها كال ح ٌد لها‪ ،‬قاؿ‪ :‬أنا أريد أف تختصر لنا الموضوع كلو فى‬ ‫و‬ ‫قرب الحقيقة كنبين كنعيد‪ ،‬كلكن‬ ‫محاضرة كاحدة بسيطة‪ ،‬كلذا فسنحاكؿ ىنا أف ني ٌ‬ ‫يمكن أف يكوف ىذا آخر حديث لنا فى ىذا الباب ألف األحباب تشبعوا بهذا‬ ‫الباب‪ ،‬كنريد أف ننتقل إلى األبواب األعلى فى طريق اهلل ‪.‬‬

‫‪ ‬أ س‪ٙ‬ف اهِفظ‬ ‫الن ٍفس ىى جوىرةه نورانيٌة ربانيٌة من أمر اهلل ‪ ،‬عليها إدارة كتيسير ىذا‬ ‫الجسد‪ ،‬تنهر فى طلباتو من مأكل كمشرب كمن شهوة كمن غضب ‪ ....‬فكل‬ ‫المتولى سياستها كتدبير أمورىا ىى النفس‪ ،‬كلذلك النفس ‪-‬‬ ‫طلبات ىذا الجسد ي‬ ‫كىذا ما يجعل كثيران من الناس يتشكك فيما يسمعو عنها ‪ -‬قابلة للتفاكت‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الهمة كبالرقي ٌى‬ ‫كللتنويع‪ ،‬فمن الممكن أف تكوف النفس ىملكان كأعلى بأكصافها كبعيلو ٌ‬ ‫فى األخبلؽ كاألعماؿ كاألحواؿ! فتنطبع عليها أحواؿ المبلئكة كأعمالهم فتصير‬ ‫نفسان ملكوتيٌة!‪ ،‬كمن الممكن أف تصبح النفس شيطانان كأدنى‪ ،‬إذا اتصفت بأكصاؼ‬ ‫ً‬ ‫سة كالدناءة كالمكر كالدىاء ‪ ....‬كما شابو ذلك من األكصاؼ‬ ‫الشياطين كالخ ٌ‬ ‫اإلبليسيٌة التى تجعل اإلنساف كما قاؿ الرحمن ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬ ‫‪ ُ​ُِ[ ﴾    ‬األنعاـ]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ىمها كلو فى الشهوات‬ ‫كربما تكوف النفس حيوانان كأ ٌ‬ ‫ضل إذا كاف ٌ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫الحيوانيٌة من و‬ ‫ىم غير ذلك ‪ ..‬فبذلك‬ ‫كمشرب‬ ‫كملبس‬ ‫مأكل‬ ‫و‬ ‫كمنكح‪ ،‬كليس لها ه‬ ‫‪ ُٕٗ[ ﴾ ‬األعراؼ] كاإلماـ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫تدخل فى قوؿ اهلل ‪      ﴿ :‬‬ ‫أبو العزائم ‪‬لو فى ذلك المقاـ قصيدةه بسيطةه فى األلفاظ‪ ،‬راقيةن فى المعانى‬ ‫يقوؿ فيها‪:‬‬ ‫بهج ػ ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػ ػػنفس بالجمػ ػ ػ ػ ػ ػاؿ العلػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػى‬ ‫كابتهػ ػ ػ ػ ػػاج الشػ ػ ػ ػ ػػيطاف حسػ ػ ػ ػ ػػد ككبػ ػ ػ ػ ػػر‬ ‫كابته ػ ػ ػ ػػاج الش ػ ػ ػ ػػيطاف أك ػ ػ ػ ػػل كش ػ ػ ػ ػػرب‬ ‫كابته ػ ػ ػ ػ ػ ػػاج النف ػ ػ ػ ػ ػ ػػوس بع ػ ػ ػ ػ ػ ػػد زكاى ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫طه ػ ػ ػ ػ ػػرت كت ٌزك ػ ػ ػ ػ ػػت‬ ‫ػس إف ي‬ ‫ى ػ ػ ػ ػ ػػى نف ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫كىػ ػ ػ ػ ػػى إبلػ ػ ػ ػ ػػيس إف أبػ ػ ػ ػ ػػت كتعالػ ػ ػ ػ ػػت‬ ‫ض ػ ػ ػ ػػل س ػ ػ ػ ػػبيبلن‬ ‫كى ػ ػ ػ ػػى حي ػ ػ ػ ػػوا هف ب ػ ػ ػ ػػل أ ٌ‬ ‫ب ػ ػ ػ ػػين تل ػ ػ ػ ػػك النف ػ ػ ػ ػػوس ب ػ ػ ػ ػػو هف بعيػ ػ ػ ػ ػ ػ هد‬

‫ال بمل ػ ػ ػ ػ و‬ ‫ػك يفن ػ ػ ػ ػػى كح ػ ػ ػ ػ ٍّ‬ ‫ػظ دنػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػى‬ ‫ي‬ ‫بفس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد كفيرق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كبغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬ ‫كنك ػ ػ ػػاح كذل ػ ػ ػػك قص ػ ػ ػػد القص ػ ػ ػػى‬ ‫رغبػ ػ ػ ػ ػػة الفػ ػ ػ ػ ػػوز بالمقػ ػ ػ ػ ػػاـ الهنػ ػ ػ ػ ػػى‬ ‫و‬ ‫ػالولى‬ ‫تتهنٌػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ي‬ ‫بحه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوة ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬ ‫كتعام ػ ػ ػ ػػت ع ػ ػ ػ ػػن س ػ ػ ػ ػ ٌػرىا اآلدم ػ ػ ػ ػ ٌػى‬ ‫ػدنى‬ ‫إف تس ػ ػ ٌ‬ ‫ػلت ع ػ ػػن يحس ػ ػػنها بال ػ ػ ٌ‬ ‫ف ػ ػػى خف ػ ػ و‬ ‫ػاء ع ػ ػػن م ػ ػػدرؾ األلمع ػ ػ ٌػى‬

‫المقربين لئلماـ أبى العزائم ‪‬‬ ‫ىذه القصيدة موجودة فى كتاب معارج ي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫لكن صورتو‬ ‫كأرضاه ‪ ،‬كىى تيبيٌن أف النفوس تتفاكت‪ ،‬فمن الجائز أف يكوف إنسانان؛ ٌ‬ ‫ٌك كأعلى ألنو دخل فى قوؿ اهلل‪:‬‬ ‫كالمسيطرة عليو مل ه‬ ‫المهيمنة ي‬ ‫الباطنة ي‬ ‫‪﴾  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬ ‫[التحريم]‬ ‫كمن الجائز أف يكوف إنسانان يتصف بأكصاؼ الشياطين أك طباع البهائم‪،‬‬ ‫فينزؿ عن درجتو التى أكرمو بها الكريم‪:‬‬ ‫اإلسراءاء]‬ ‫‪ َٕ[ ﴾    ‬اإلسر‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫﴿ ‪  ‬‬ ‫إلى درجة دنيٌة إف كانت حيوانيٌة أك إبليسيٌة‪ ،‬كيراه الناس فى صورة إنساف‪،‬‬ ‫لكن أىل البصائر يركنو فى صورة حيواف أك فى صورة شيطاف كالعياذ باهلل ‪..!!‬‬ ‫للتنوع كللتفاكت بحسب أكصافها كأحوالها كأعمالها‪.‬‬ ‫فالنفس قابلة ٌ‬

‫‪ ‬طسق أصك‪ ٚ‬اهِفظ‬ ‫كيف تكوف تزكية النفس؟‬ ‫بإختصا ور شديد تزكية النفس أك مراقى النفس لها أنواع‪ ،‬فمن الممكن لكل‬ ‫و‬ ‫نوع من ىذه األنواع كيكتفى بو‪ ،‬كإما أف يترقى ‪ -‬كىذا‬ ‫كاحد أف يدخل فى و‬ ‫لؤلفراد ‪ -‬فى ىذه األنواع كلها‪ ،‬كىى أربعة أنواع‪.‬‬ ‫صحبة العارفين كالصالحين‬ ‫الصحبة‪ ،‬أل ي‬ ‫تزكية النفس يكوف إما عن طريق ي‬ ‫كالمتقين كالركحانيين‪ ،‬كىذا النوع من أسرع الطيرؽ فى تزكية النفس‪ ،‬ألف اإلنساف‬ ‫ي‬ ‫سريع النقل ممن يجالسو ‪ ..‬حتى أف اإلنساف إذا داكـ الجلوس مع بعض الناس أك‬ ‫قصرت ػ يتشبٌو بهم فى األقواؿ كاألفعاؿ‬ ‫مع إنساف آخر تجده بعد يم ٌدة ػ طالت أك ي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حتى الحركات ألف العدكل تيصيبو كىو ال يشعر!! كلذلك أسرع طريق لتزكية‬ ‫صحبة الصالحين‪ ،‬كىذا ىو ما قاؿ اهلل فى كتابو(ُٗ​ُالتوبة)‪:‬‬ ‫النفس ىو ي‬ ‫‪﴾‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫﴿ ‪       ‬‬ ‫ىل يستطيع اإلنساف أف يػي ٌزكى نفسو بنفسو ؟‬

‫ال يستطيع أل إنساف بنفسو أف ييجاىد نفسو‪ ،‬ألنو ال يعلم كسائل الجهاد‬ ‫يترقى فيها أثناء‬ ‫كال طيرؽ كميادين الجهاد‪ ،‬كال عقبات الجهاد‪ ،‬كال المراقى التى ٌ‬ ‫الجهاد‪ ،‬إف كانت معارؾ سيرقى فيها‪ ،‬أك مدارج كالعياذ باهلل سيهول فيها‪ ،‬ال‬ ‫َّ‬ ‫العلى الكبير ‪.‬‬ ‫يعلمها إالٌ خبير ٌ‬ ‫علمو البشير النذير كسلمو إذ هف من ٌ‬

‫بصحبة الصالحين‬ ‫فالميداف األكؿ فى تزكية النفس أك تطهيرىا يكوف ٌ‬ ‫و‬ ‫صوت خاش وع‪ ،‬أك سماع العلم‬ ‫كال يمتقين‪ ،‬أك بالسماع‪ ،‬كسماع القرآف الكريم من‬ ‫كالمواعظ كال يخطب من و‬ ‫عالم عامل يمتمكن أقامو اهلل كرسولو فى ذلك‪ ،‬كيساعد‬ ‫على ذلك قراءة سيَّر األنبياء كالمرسلين كالوارثين كالصالحين ‪ ...‬فهذا أيضان‬ ‫يساعد على تزكية النفس لكن ال ييزكى بمفرده‪ ،‬أك سماع المواجيد النهميٌة ألنها‬ ‫يته ٌز أرجاء النفس كتيبين لها اللبس كالمعانى الكمالية كاألكملية التى تحث النفس‬ ‫المطٌهرة ال يقدسيٌة على الوصوؿ إليها فى ىذه األطوار الكونيٌة كفى حياتها السلٌوكيٌة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫مشغوؿ بهؤالء‪ٌ ،‬إما فى صحبة‬ ‫كلذلك تجد المريد الذل يريد تزكية نفسو‬ ‫كإما فى سماع مواعظ كدركس و‬ ‫ضح لو‬ ‫علم تو ٌ‬ ‫كإما فى سماع القرآف‪ٌ ،‬‬ ‫شيخو‪ٌ ،‬‬ ‫و‬ ‫مطالعة لسيَّر الصالحين كالمتقين كالنبيين‬ ‫كإما فى‬ ‫قربو إلى الرحمن‪ٌ ،‬‬ ‫الطريق كتي ٌ‬ ‫كالمرسلين‪.‬‬ ‫الجنيد ‪ ‬كأرضاه كاف يقوؿ‪:‬‬ ‫اإلماـ ي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪189‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫(حها‪ٜ‬ات ايؿاذتني تُجبٓت املس‪ٜ‬د‪ُٚ ،ٜٔ‬تك‪ ٣ٛ١‬دٗاد ايطايهني)‪ ،‬فكاي‪ٛ‬ا‪ٌٖٚ :‬‬

‫عٓدى َٔ دي‪ٌٝ‬؟ قاٍ‪ْ :‬عِ اقسأ َع‪ ٢‬ق‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬عٓدَا أَس زض‪ٛ‬ي٘ ‪ٚ‬قـٓ عً‪٘ٝ‬‬ ‫‪ َُِ[  ‬ىود]‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ايكؿـ‪    :‬‬

‫فكـٓ اهلل عً‪ ٢‬اذتب‪ٝ‬ب قؿـ األْب‪ٝ‬ا‪ٚ ٤‬املسضًني يتجب‪ٝ‬ت ايفؤاد‪ٚ ،‬نريو‬ ‫يًُس‪ٜ‬د‪ٜ ٜٔ‬ه‪ ٕٛ‬ايتجب‪ٝ‬ت أق‪} ٣ٛ‬‬

‫كىذا باب فى تزكية النفس‪ ،‬ككل ىذا الباب شحذ للعزيمة كتكسير للذات‪،‬‬ ‫ككضع ال يخطٌة لتزكية النفس كإصبلحها‪.‬‬ ‫لم المريد بذلك يدخل بعزيمة صادقة على جهاد النفس‪ ،‬فى أل شئ‬ ‫فإذا أ َّ‬ ‫يجاىد النفس؟ جهاد النفس فى قهرىا على ترؾ الشهوات التى تطالب المرء بها‬ ‫فى كل األكقات‪ ،‬فهى تحتاج إلى القهر‪ ،‬فبل ينفع معها اللين كال ينفع معها‬ ‫السياسة‪ ،‬البد من قهرىا‪ ،‬ألف الشهوات ىى التى تحرـ اإلنساف من سلوؾ طريق‬ ‫القرب إلى اهلل ‪ ‬كمن متابعة سيد السادات ‪ .. ‬فكيف يقهرىا؟ البد أف يمنعها‬ ‫من حهوظها كشهواتها‪ ،‬كسيَّر الصالحين مليئةه بالجهاد‪:‬‬ ‫ضػ ػ ػ ػػاؾ النيصػ ػ ػ ػػح فاتهم ػ ػ ػ ػا‬ ‫كخػ ػػالف الػ ػػنفس كالشػ ػػيطاف كاعصػ ػػهما كإف ىمػ ػ ػ ػػا مح ٌ‬ ‫ظ النفس فى األغانى ‪ ..‬أمنعها بالكليٌة عن سماع األغانى‪ ،‬أك‬ ‫إذا كاف ح ٌ‬ ‫المسلسبلت ‪ ..‬أمنعها بالكلية من مشاىدة كمتابعة‬ ‫شهوتها فى مشاىدة ي‬ ‫المسلسبلت‪ ،‬أك شهوتها فى الحديث فى الغيبة كالنميمة ككثرة الكبلـ ‪ ..‬البد أف‬ ‫أمنعها منعان باتٌان من شهوة الكبلـ ػ كسيَّر الصالحين مليئة بالجهاد فى ىذا‬ ‫المضمار‪.‬‬ ‫ككذلك لو شهوتها فى الههور‪ ،‬فتحب فى أل مجلس تجلس فيو أف يقوؿ‬ ‫عرفها مكانتها كأجعلها فى عيبيوديتها‬ ‫الناس ‪ :‬فبلف ىذا عمل كذا ككذا ‪ ..‬البد أف أ ٌ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪191‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫هلل ترضى بأمر اهلل ألف‪ َٔ( :‬نإ ‪ُٜ‬خب ايعٗ‪ٛ‬ز فٗ‪ ٛ‬عبدْ يًعٗ‪ٛ‬ز‪ َٔٚ ،‬نإ‬ ‫‪ُٜ‬خب ارتفا‪ ٤‬فٗ‪ ٛ‬عبدْ يًدفا‪ َٔٚ ،٤‬نإ عبدا‪ ٟ‬هلل فط‪ٛ‬ا‪ ْ٤‬عً‪ ٘ٝ‬أظٗس‪ ٙ‬أّ أخفا‪.)ٙ‬‬

‫كاستعاف الصالحوف فى قهر النفس بالتقليل من الطعاـ‪ ،‬كالتقليل من‬ ‫الكبلـ‪ ،‬كالتقليل من المناـ‪ ،‬كالتقليل من مخالطة األناـ‪.‬‬ ‫فإذا قهرىا عن شهواتها كحهوظها كاستسلمت‪ ،‬يبدأ فى تقليل بعض‬ ‫المباحات التى يبيحها الشرع لو‪:‬‬ ‫فالشرع أباح لو فى غير رمضاف الفطر ‪ ...‬فبل بد أف يكوف لو بعض األياـ‬ ‫فى الصياـ‪ ،‬الشرع أباح لو النوـ ليبلن ‪ ...‬البد أف يوقهها فى جوؼ الليل اآلخر‬ ‫كالناس نياـ‪ ،‬الشرع أباح لو اللهو أحيانان ‪ ...‬فيجعل لهوه على ما كاف عليو الحبيب‬ ‫المصطفى عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ ‪ ....‬إذان يقلل من بعض المباحات التى‬ ‫أباحها لو الشرع إلى أف يصل إلى درجة يكتفى بالضركرات‪ ،‬كىذا حاؿ الصالحين‪،‬‬ ‫سمى ىذا الطور بالجهاد‪ ،‬فبلبد من الجهاد ككما قلنا‪:‬‬ ‫كيي ٌ‬ ‫( نٌ َس‪ٜ‬د ال ‪ٜ‬س‪ٜ‬د إٔ دناٖد ْفط٘ فال ‪ُٜٛ‬ع إٔ دند ‪ٚ‬ي‪ ٛ‬مش‪ ١١‬ف‪ ٢‬طس‪ٜ‬ل اهلل ‪‬‬ ‫حت‪ٚ ٢‬ي‪ ٛ‬نإ غ‪ٝ‬د٘ ق‪ٛٝ‬ب اي‪ٛ‬قت )‬

‫فبلبد لو من الجهاد على يد شيخ ذل بصيرة كإلهاـ كإمداد!‪.‬‬ ‫إذا ارتقى عن ذلك كأراد الجهاد األعلى كاألرقى‪ ،‬فتأتيو إلهامات من اهلل‬ ‫عرفو بحقيقتو كبدايتو كنهايتو‪ ،‬يعرؼ علم‬ ‫نتيجة معايشتو للصالحين من عباد اهلل تي ٌ‬ ‫و‬ ‫البدء كعلم الميعاد‪ ،‬كىذا يكوف قد ارتقى َّ‬ ‫سبللة‬ ‫كشفا كصفا‪ ،‬فيجد نفسو إما من‬ ‫من طين‪ ،‬كإما من و‬ ‫ماء مهين‪ ،‬كإما من تراب كإما فى قولو (ُاإلنساف)‪:‬‬ ‫‪﴾   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪191‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كىذا ليس كبلـ‪ ،‬كلكنو يعاين نفسو فى ىذا المقاـ‪ ،‬كيرل أف كل ما فوؽ‬ ‫ه‬ ‫ضل عليو بو الكريم الوىاب ‪ ،‬كيعيش فى ىذا الحاؿ‬ ‫التراب ىو‬ ‫جماؿ تف ٌ‬ ‫بسر استدامتو على ىذا الحاؿ‪ ،‬كيقوؿ فيو‬ ‫كتتنزؿ لو األسرار العالية كالعلوـ الراقية ٌ‬ ‫اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬كلمن كصل إلى ىذا المقاـ‪:‬‬ ‫ػت ال شػػئ فصػ ػػرت ال شػ ػػئ فػ ػػى نفسػ ػػى كفػ ػػى‬ ‫ػت نفسػػى أنٌػػى كنػ ي‬ ‫ىعلًمػ ي‬ ‫ػى‬ ‫ػودلػ ػ ػ ػ ػ ػكإػ ػمػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫بػ ػ ػػو تنػ ػ ػػزه صػ ػ ػػرت اآلف موج ػ ػ ػػودا كلبػػػػػ ػ ػػو ػ ػ ػ ػكػ ػ ػجػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫ػولى‬ ‫ػدادلػ ػ ػبػػػػػ ػ ػػوػ ػ ػ ػ ػحػػػػػ ػ ػ ػ ٌ‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫العلي ػ ػػا ب ػ ػػبل ني ػ ػػل‬ ‫كم ػ ػ ػ ػػن أن ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫جملن ػ ػ ػ ػػى فص ػ ػػرت ص ػ ػػورتو ى‬ ‫ػدـ اهلل ٌ‬ ‫‪:‬‬

‫يقف عند مقاـ بدايتو كيخاطب نفسو بما يى ًرد عليو من إمداد عنايتو‪ ،‬فيقوؿ‬ ‫أي ػػا أيه ػػا اإلنس ػػاف م ػػن ط ػػين فخ ػػار‬ ‫كمػ ػ ػػن نطفػ ػ ػػة أنشػ ػ ػػأت آي ػ ػ ػان جليػ ػ ػػة‬ ‫أكنػ ػػت بص ػ ػػيران أك سػ ػػميعان كعالمػ ػ ػان‬ ‫تبصر فأنت الطين كالماء فاشهدف‬

‫تكونػػت كػػى ت ػرأل مهػػاىر أس ػرارل‬ ‫فصرت بمحض الفضل حصن قػرار‬ ‫كلكنن ػ ػ ػ ػ ػ ػػى أحس ػ ػ ػ ػ ػ ػػنت بالم ػ ػ ػ ػ ػ ػػدرار‬ ‫جمػ ػػالى كأس ػ ػرارل كسػ ػػرل كأنػ ػػوارل‬

‫فيشهد فى نفسو جماؿ ربو ‪ ‬ليذكؽ أنسو ‪:‬‬ ‫الذاريات]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫﴿ ‪  ‬‬ ‫‪[ ﴾  ‬الذاريات‬ ‫كفى قراءة‪ ﴿ :‬كفًي أىنٍػ يف ًس يكم أىفىبل تيػ ٍب ً‬ ‫ص يركنىو ﴾ ه‬ ‫حاؿ يي ىمد بو ىؤالء األفراد‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫بصدؽ الجهاد كصدؽ العزيمة فى نيل المراد‪ ،‬فيكونوف فى ىذا الحاؿ على أعتاب‬ ‫الحقيقة كاهلل ‪ ‬يكملهم بما يهبيو لهم من أنوار كأسرار اهلل ‪ ‬فى قرآنو كفى‬ ‫إلهامات كإمدادات نبيٌو صلوات ربى كتسليماتو عليو‪.‬‬ ‫يغره ثناءه‪ ،‬كال يريد من الخلق مديحان‬ ‫إذا صدؽ مع نفسو فى ىذا الطور ال ٌ‬ ‫على فى ىذا المقاـ عندما يمدحونو‬ ‫كال شكران ألنو يعلم حقيقتو‪ ،‬ككاف اإلماـ ٌ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪192‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كييثنوف عليو يقوؿ‪( :‬ايًِٗ إْ‪ ٢‬أعًِ بٓفط‪ ،َِٗٓ ٢‬ايًِٗ ادعًٓ‪ ٢‬خريا‪ ٟ‬مما‬ ‫‪ٜ‬عٓ‪.)ٕٛ‬‬

‫فإذا جاىد نفسو فى ىذا الطور رقٌاه اهلل كحباه كأدناه إلى مقاـ التل ٌقى‪ ،‬كمقاـ‬ ‫الترقٌى لمداكمة الجهاد للنفس‪ ،‬ألف األمر كما قاؿ اإلماـ أبو العزائم ‪( :‬ال‬ ‫كمل األفراد حتى خركج النفس األخير) فليس لو‬ ‫ينتهى جهاد النفس حتى مع ٌ‬ ‫جها هد لغاية كينتهى! ألف الجهاد ال ينتهى أبدان‪:‬‬ ‫ب ف ػ ػػى الحقيق ػ ػػة كالقص ػ ػ ٌػى‬ ‫ال يػ ػػزكؿ الشػ ػػوؽ منػ ػػى أبػ ػػدان‬ ‫كالم ىق ػ ػ ٌػر ي‬ ‫ي‬ ‫كإما أف يتل ٌقى فى‬ ‫المقاـ‪ٌ ،‬‬ ‫فيرقٌيو اهلل إلى مقاـ التل ٌقى‪ٌ ،‬إما أف يتل ٌقى من العبد ي‬ ‫قلبو مباشرنة من اهلل ‪ ،‬أك من الحبيب عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ‪ ،‬فيتل ٌقى‬ ‫فى كل ن ىفس أحواؿ ال تطيق أف تتحملها أعهم الجباؿ فى ىذه الدنيا‪ ،‬كلذلك ىذا‬ ‫ال ييحكم عليو كال تحاكؿ أف تحاسبو‪ ،‬ألنو ال يملك زماـ نفسو‪ ،‬كإنٌما كما يقوؿ‬ ‫اهلل‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫﴿ ‪      ‬‬ ‫‪[ ﴾   ‬مريم]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قد يكوف فى حاؿ عهيم بين الخلق‪ ،‬كييلقى اهلل ‪ ‬فى فؤاده كركعو أف‬ ‫يهجر الخلق إلى الخلوات أك إلى الفلوات‪ ،‬كالبد لو من التنفيذ‪ ،‬كإذا سألتو لً ىم‬ ‫تفعل ذلك؟ ال يستطيع أف يجيب‪ ،‬ألنو يسمع من مكاف قريب‪ ،‬كحالو فى نهر‬ ‫اآلخرين عجيب‪ ،‬فكيف ييدلل على ما يفعل؟! ال يستطيع أف ييدلل باألدلة كالبراىين‬ ‫التى يريدكف أف يسمعونها ألنو يتل ٌقى شفاىان كفاحان من حضرة اهلل أك من رسوؿ اهلل‬ ‫جل فى يعبله!!‪.‬‬ ‫أك من العبد القائم الذل أقامو مواله ٌ‬ ‫قد يكوف فى األسباب فيتلقى أمران من اهلل ‪ ‬أف يترؾ األسباب‪ ،‬أك قد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪193‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يكوف تاركان لؤلسباب فيأتيو إذ هف من اهلل فورل أف يدخل فى األسباب ‪ ...‬فيتل ٌقى‬ ‫من اهلل‪ ،‬كىذا يستمر فى جهاد نفسو على حسب ما ييتلى عليو‪:‬‬ ‫‪ ِٕ[ ﴾ ‬الكهف]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫﴿ ‪   ‬‬ ‫على حسب ما يتلقى كعلى حسب ما ييلقى فى ركعو‪ ،‬قد يكوف إلقاءه فى‬ ‫الركع كىو أف ركح القدس قذؼ فى ركعو‪ ،‬كقد يكوف إلهامان من اهلل‪ ،‬أك إلقاءان‪:‬‬ ‫‪[ ﴾  ‬النمل]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫﴿ ‪   ‬‬ ‫كيدكـ جهاده على حسب ما يى ًرد عليو كما ذكرنا ككما بيٌنا‪.‬‬

‫ىذا إف شئت قلت أنواع جهاد النفس‪ ،‬كإف شئت قلت لؤلفراد كللكمل‬ ‫مراحل جهاد النفس‪ ،‬كىى تزكية النفس أك جهاد النفس أك معرفة اإلنساف لنفسو‬ ‫كإقامتو فى مقاـ التوحيد أك مقاـ التلقى كما أشرنا إليو كألمعنا إليو‪.‬‬

‫‪ ًٚ ‬د‪ ّٙ‬جٔ د اهِفظ‬ ‫لكن ما ىى الميادين التى يجاىد فيها اإلنساف نفسو؟‬ ‫ميادين جهاد النفس التى يجاىد فيها اإلنساف نفسو ثبلثة كىو مطالب أيضان‬ ‫بغيرىا ‪ ...‬كلكنَّا نبسن ىذه الثبلثة أسس كياىناء من جاء بها!!‪:‬‬ ‫معانى صفات الربوبيٌة التى يتنزؿ بها اهلل ‪ ‬كتههر فى العيبوديٌة‪:‬‬

‫كالتى يحب اإلنساف دائمان أف يههر بها بين البرية كىى ‪ً :‬‬ ‫الكبر‪ ،‬الرياسة‪،‬‬ ‫العزة‪ ،‬العهمة‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫الغنى‪ ،‬الفخر‪ ،‬ال يخيبلء ‪ ....‬كىذه كلها‬ ‫العلم‪ ،‬الجاه‪ ،‬المنزلة‪ٌ ،‬‬ ‫أكصاؼ لحضرة الربوبيٌة‪ ،‬لكن اإلنساف يريد دائمان أف يههر بها كيلبس ىذه‬ ‫الجبلبيب‪ ،‬جبلبيب حضرة الربوبيٌة‪ ،‬كيههر بها بين البريٌة!! يريد أف يسمع من‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪194‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫رجل غنى‪ ،‬فبلف ىذا عهيم‪ ،‬فبلف ىذا كجيو ‪ ...‬كىذه كلها‬ ‫الناس‪ :‬فبلف ىذا ه‬ ‫أكصاؼ الربوبيٌة أك معانى الربوبيٌة كالتى يجب على اإلنساف أف يجاىد فيها نفسو‬ ‫حتى ال تتصف بها كال تنطبع بأكصاؼ أىلها ‪.‬‬ ‫كذلك مثلها أك أقل منها فى الدرجة أكصاؼ إبليس‪:‬‬ ‫كىى الخداع‪ ،‬الدىاء‪ ،‬المكر‪ ،‬الحيلة‪ ،‬سوء الهن ‪ ....‬كاإلنساف يحب أف‬ ‫يههر بذلك كيشتهر بذلك‪ ،‬فيحب أف يقوؿ الناس عليو فبلف ىذا ماىر فى‬ ‫الخداع‪ ،‬فبلف ىذا عنده حيىل كال كبار المهندسين حتى اليونانيين القدامى أك‬ ‫المحدثين ‪ ...‬فبلبد أف يجاىد نفسو فى عدـ االنطباع عليها‪.‬‬ ‫كذلك مثلها طباع البهائم‪:‬‬ ‫شره‪ً ،‬‬ ‫الح ٍرص‪ ،‬الغفلة‪ ،‬شهوة األكل‪ ،‬شهوة المنكح ‪ ....‬كغيرىا من‬ ‫كىى ال ى‬ ‫يتنزه عنها‪.‬‬ ‫األكصاؼ البهيميٌة التى يجب على اإلنساف أف ٌ‬ ‫إذان فيم يكوف جهاد اإلنساف لنفسو؟‬ ‫ يجاىد نفسو فى التخلٌى عن ىذه األكصاؼ التى ذكرناىا‪.‬‬‫التجمل بأكصاؼ العبوديٌة كىى التواضع‪ ،‬التطامن‪ ،‬اإلخبات‪ ،‬ال ٌذؿ‬ ‫ ك ٌ‬‫لحضرة اهلل كليس لخلق اهلل‪ ،‬الشعور بالضعف بين يدل مواله‪ ،‬كدائمان‬ ‫اإلنساف يكوف بين يدل مواله شاعران بالضعف‪.‬‬ ‫يتقرب إليك‬ ‫فعندما سأؿ سيدل أبو يزيد البسطامى ربٌو كقاؿ‪ :‬يارب بم ٌ‬ ‫المتقربوف؟ قاؿ‪ :‬بما ليس ف َّى‪ ،‬قاؿ‪ :‬كما الذل ليس فيك يارب؟ قاؿ‪ :‬ال يذؿ‪،‬‬ ‫التطامن‪ ،‬التواضع‪ ،‬الفقر‪.‬‬ ‫نستطيع أف نجمع ذاؾ على ذاؾ كنقوؿ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪195‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حسى كجها هد معنول‪.‬‬ ‫أف جهاد النفس جها هد مع الجسم‪ ،‬جها هد ٌ‬

‫ً‬ ‫سى الذل أشرنا إليو فى قهرىا على ترؾ الشهوات‪ ،‬ثم بعد‬ ‫فالجهاد الح ٌ‬ ‫ذلك محاكلة أف يجعلها تتخلى عن بعض المباحات حتى يصل بها فى غاية األمر‬ ‫إلى أف تقتصر على الضركرات‪ ،‬ألف ذلك يقول الركحانيات عند اإلنساف‪.‬‬ ‫كالتخلى عن‬ ‫التخلى عن منازعة األكصاؼ اإللهيٌة‪،‬‬ ‫كالجهاد المعنول فى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كالتجمل بجماؿ العبيوديٌة‪.‬‬ ‫كالتخلى عن الطباع الحيوانيٌة‪،‬‬ ‫األخبلؽ اإلبليسيٌة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫تجمل‬ ‫فإذا استطاع ذلك فإف ربو ‪ ‬يخلع عليو أكصافو ال يقدسيٌة كىو يم ٌ‬ ‫بثياب العبوديٌة! كىنا يكوف قد اكتمل فى مقاـ تزكية نفسو‪.‬‬ ‫كإذا زٌكيت نفسك أنست بربك ‪ ‬حيثما كنت كأينما توجهت كحيثما‬ ‫أقمت‪ ،‬ككاف اهلل ‪ ‬معك بأكصافو كبمعانيو الحساف كبمعونتو كبألطافو الهاىرة‬ ‫عين رأت كال أذ هف سمعت كال‬ ‫كبألطافو الخفيٌة‪ ،‬كفتح اهلل ‪ ‬لك من الكنوز ما ال ه‬ ‫كسلم‬ ‫خطر على قلب بشر‪ ،‬كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو ٌ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪196‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪115‬‬

‫‪ ‬طاب املة حل ٗ احل ج‬ ‫‪ ‬احملبُّْ٘ املقةِّسْٗ ‪ ‬احملبُّْ٘ امل‬ ‫‪ ‬اأض ح‬

‫ْ٘‬

‫شسطٌ هإلج‬

‫‪ ‬مأب ع اهة حلني األٗهني‬ ‫‪ُ ‬فظٌ ًع احل ِّ ح‪ ٚ‬ةٌ هوقوب‬ ‫‪ ‬زٗش‬

‫اهة حلني هوف ح املبني!‬

‫‪ ‬املداًٗ ‪ ‬ال أُخققةِّس اهةغ س ‪ ‬أسن اهفط٘ي!‬ ‫‪ ‬ق‪ َ ٚ‬اهو‪ٚ‬ى ‪ ‬زطِب هط ُم ركس اهلل‬ ‫‪ ‬املسشد ب اهف ح‬

‫‪ ‬مح٘اي اهسج ي مٓى اهلٌ ي!‬ ‫‪ ‬األدب ًع اهسج ي!‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُٓ​ُ المعادل – الخميس ُِمن شواؿ ُُّْىػ َّ‪ََُِ/ٗ/‬ـ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪197‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ق ي ذٗ اهِْ٘ املةسى زض اهلل عِٕ‪:‬‬

‫واهلل! مَ َا رجَ​َ​َ‬ ‫منْ رجَ ال مَن‬ ‫الطريَ​َ​َ ‪ ،‬أمَ​َ​َ​َ​َّا‬ ‫مَ​َن وصَ​َل فَ​َال‬ ‫ي ْرج ُ أبدا ‪!!!!...‬‬ ‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪198‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أحب ػػاب الص ػػالحين يتف ػػاكتوف ف ػػى ال ػػدرجات‪ ،‬كيتب ػػاينوف ف ػػى المقام ػػات عل ػػى‬ ‫حسب اختبلفهم فى النيات كفى الوجهات‪:‬‬

‫‪ ‬طاب املة حل ٗ احل ج‬

‫فمػػن النػػاس مػػن يحػب الصػػالحين رغبػػة فػػى حصػػوؿ منفعػػة ماديػػة ظاىريػػة مػػن‬ ‫عنػػدىم أك عػػن طريػػق أحػػد أحبػػابهم‪ ،‬كىػػذا ي ػريح الصػػالحين فػػبل يحملػػوف ىمػػو كال‬ ‫يهتموف بشأنو‪ ،‬ألنو أحرص الناس على نفسو كعلى منفعتو‪.‬‬ ‫كممػػا يػيػركل فػػى ذلػػك أف اإلمػػاـ أبػػو العػزائم ‪ ‬كأرضػػاه كػػاف مػػن المتػػرددين‬ ‫عليو فى مدينة المنيا رجل يعمل موزعان فػى مخبػز‪ ،‬يحمػل الخبػز علػى رأسػو‪ ،‬كيركػب‬ ‫دراجػػة‪ ،‬كيقػػوـ بتوزيػػع الخبػػز علػػى الزبػػائن‪ ،‬كأمػػاكن توزيعػػو فػػى المدينػػة‪ ،‬ككػػاف يتػػردد‬ ‫على اإلماـ أبى العزائم‪ ،‬فجاءه يومان كقاؿ‪ :‬يػا سػيدل ادعػوا اهلل ‪ ‬لػى أف يفػتح اهلل‬ ‫على الدنيا كيصػير لػى مخبػزان‪ ،‬فػدعا اإلمػاـ أبػو العػزائم لػو بمػا أراد‪ ،‬ثػم قػاؿ لػو‪:‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫مم أراحك ىذا الرجل؟‬ ‫أرحتنى يا بنى‪ ،‬كبعد انصرافو سأؿ الحاضركف‪َّ :‬‬ ‫فقاؿ ‪ :‬أراحنى ألنو طلب طلبان فانيان‪ ،‬فسألت اهلل ‪ ‬أف يعطيو لو كانتهػى‬ ‫األمر!‪ ،‬كلػم يطلػب طلبػان باقيػان فأحمػل ىمػو حتػى يحقػق اهلل ‪ ‬مػراده‪ ..... ،‬كفعػبلن‬ ‫اسػػتجاب اهلل ‪ ‬لئلمػ ػاـ أبػػى الع ػػزائم‪..... ،‬كفػػتح اهلل ‪ ‬عل ػػى ىػػذا الرج ػػل فتحػ ػان‬ ‫ماديان ماليان حتى اشترل مخبزان‪ ،‬ثػم َّتوسػع فاشػترل آخػر ‪ ...‬كغيػره كغيػره‪ ،‬كصػار مػن‬ ‫كبار األغنياء ‪،‬كلكنو انشغل بالفانية كترؾ الباقية فدخل فى قوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ُٗ[‬الحشر]‬

‫ىك ػػذا ط ػػبلب المص ػػالح أك المن ػػافع‪ ،‬أك ط ػػبلب ال ػػدنيا‪ ،‬كالرس ػػوؿ ‪ ‬يق ػػوؿ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪199‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫محذران‪:‬‬

‫ضُ​ُُ٘ فٔ‪ٞ‬‬ ‫ل ٔذن‪ٞ‬سُ‪َٚ ،ُٙ‬أ‪ٝ‬ثِٔبتَ ا ِ‬ ‫دُُٗ٘‪َُ​َٚ ،‬خٔ َ‬ ‫ط ُٔظَ َ‪ِ ٚ‬‬ ‫{ َ​َِٔ ط‪ًٜ ٜ‬بَ اي ٓدُِْ‪َٝ‬ا ٔب َع ٌَُ‪ ٢‬اآلخٔسَ‪ٝ ٔ٠‬‬ ‫‪116‬‬ ‫أ‪ ٢ٌِٖ ٜ‬ايَٓٓاز‪} ٢‬‬

‫فهػػبلء الػػذين يػػزكرىم للمنػػافع كالمصػػالح‪ ،‬لػػيس لهػػم سػػهم معهػػم فػػى اآلخػػرة‬ ‫ألنهم حققوا مناىم فى ىذه الدنيا‪ ،‬كىؤالء لنػا جميعػان ليسػوا قػدكة ييقتػدل بهػم حتػى‬ ‫كلػػو بػػرزكا كظهػػركا علػػى السػػطح‪ ،‬ككػػانوا يخطبػػوف أك يتحػػدثوف‪ ،‬ألنػػو أىػػم مػػا يلفػػت‬ ‫النهػػر إلػػيهم أنهػػم مجػػردين مػػن الحيػػاء كأدب الصػػالحين كاألكليػػاء‪ ،‬كيكفػػيهم سػػوء‬ ‫ظػػنهم فػػى الصػػالحين‪ ،‬ألنهػػم يهنػػوف أف الصػػالحين ال يكشػػفوف خبيئػػة أمػػرىم‪ ،‬كىػػذا‬ ‫ىػػو عمػػى البصػػر كالبصػػيرة‪ ،‬يهنػػوف أنهػػم أذكيػػاء كال يوجػػد أحػػد مػػثلهم فػػى الحيػػل‬ ‫كالػػدىاء‪ ،‬مػػع أف الصػػالحين بنػػور اهلل يكشػػف اهلل ‪ ‬لهػػم السػرائر كيطلعػػوف بػػو ‪‬‬ ‫علػػى البصػػائر‪ ،‬لكػػن ألف ىػػؤالء لػػيس لهػػم فػػتح فػػبل ييتعبػػوف أنفسػػهم معهػػم‪ ،‬فلػػو أف‬ ‫طبيػػب عيػػوف كػػاف مػػاىران كعػػالمى كذىػػب إليػػو أعمػػى يريػػد أف يعمػػل لػػو عمليػػة ليبصػػر‬ ‫كألح فى طلبو‪ ،‬ىل سيضحك عليو كيقوؿ لو سػأعمل لػك عمليػة؟! ال‪ ،‬كلكنػو ينػاكره‬ ‫َّ‬ ‫ألنػػو يعػػرؼ أف العمليػػة ال تصػػلح معػػو‪ ،‬كىػػم كػػذلك عيمػػى البصػػائر‪ ،‬كلػػن تنفػػع معهػػم‬ ‫توجيهات الصالحين كال علوـ المقػربين‪ ،‬ألف كػل ىمهػم المصػالح التػى سػاقتهم إلػى‬ ‫ىػػذه المجػػالس‪ ،‬فػػإذا جػػاء أحػػدىم إلػػى المجلػػس ال يكػػوف ىمػػو إال المصػػلحة التػػى‬ ‫يريدىا‪ ،‬كال يسمع قليبلن كال كثيران! قاؿ ‪: ‬‬ ‫‪ِ ُٜ َ٤ٞ‬عُٔ‪َُٜٚ ٞ‬ؿِٔٗ }‬ ‫{ حُبٗو‪ ٜ‬ايػَٓ ِ‬

‫‪117‬‬

‫كىػػؤالء كإف اندسػػوا فػػى كسػػن الصػػالحين فؤلنهػػا س ػنَّة اهلل‪ ،‬فالمنػػافقين كػػانوا‬ ‫مػػع رسػػوؿ اهلل‪ ،‬كيصػػلوف معػػو كيصػػوموف معػػو‪ ،‬كيخرجػػوف للحػػرب معػػو‪ ،‬لكػػنهم كػػانوا‬ ‫معػػركفين‪ ،‬لكػػن علمنػػا اهلل األدب‪ ،‬فػػبل نجػػرحهم كنقػػوؿ لهػػم أنػػتم لسػػتم منػػا‪ ،‬كلسػػتم‬ ‫ُٔ​ُ‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫(طب) كأىبو نعيم كالٍجاركد بن المعلَّ شى ى‬ ‫َّر ىد ًاء سنن أبي داككد‪ ،‬كمسند أحمد كمسند الشاميين‪.‬‬ ‫ُٕ​ُ عن أىبًي الد ٍ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪211‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫معن ػػا‪ ،‬فه ػػذا أدب النب ػػوة ال ػػذل علم ػػو لن ػػا رس ػػوؿ اهلل ‪ ، ‬كتوجيهػ ػان لؤلحب ػػاب‪ ،‬ألف‬ ‫األحباب البد أف يستخدموا السرائر التى أعطاىا لهم الوىاب كيرفعوا عنهػا السػتائر‬ ‫كالنقػاب‪ ،‬كيػػركا بعػػين اهلل ىػػذه األشػػياء‪ ،‬فهػػذا صػػنف نسػػأؿ اهلل ‪ ‬ألف يقينػػا شػػرىم‬ ‫كفتنهم أجمعين‪ ،‬لكن البد منهم كال يخلو مجلس منهم إلى يوـ القيامة‪.‬‬

‫‪ ‬احملبُّْ٘ املقةِّسْٗ‬

‫ػب الص ػ ػػالحين‪ ،‬فيحبُّ ػ ػػونهم كيجلُّ ػ ػػونهم‬ ‫كىن ػ ػػاؾ أحب ػ ػػاب رزقه ػ ػػم اهلل ‪ ‬ح ػ ػ َّ‬ ‫كيػػزكركنهم‪ ،‬كربمػػا ي ػودكنهم‪ ،‬كلكػػن نفوسػػهم تستعصػػى علػػيهم علػػى الجهػػاد علػػى مػػا‬ ‫عليو الصالحوف‪ ،‬ال يستطيعوف أف يجاىدكا فػى األحػواؿ التػى كلػف اهلل ‪ ‬بهػا فػى‬ ‫كتابػػو‪ ،‬ككػػاف عليهػػا النبػػى ‪ ‬مػػع الثلػػة المباركػػة مػػن أصػػحابو لينػػالوا بهػػا الفتوحػػات‪،‬‬ ‫كيرتفع ػػوا به ػػا ف ػػى ال ػػدرجات‪ ،‬كيص ػػيركا م ػػن أى ػػل المواى ػػب العالي ػػات‪ ،‬ف ػػبل ييص ػػلوف‬ ‫الفرائض إال بمشقة بالغة‪ ،‬كال يستطيعوف القياـ لصبلة الفجر مهما ح َّػدثتهم بػالثواب‬ ‫كاألجر‪ ،‬كيؤثركف النوـ على القياـ‪ ،‬كىم يحبوف الصالحين كلكػنهم ال يسػتطيعوف أف‬ ‫يتابعونهم فػى أعمػالهم كأحػوالهم التػى صػاركا بهػا صػالحين‪ ،‬ال يقػرأكف كتػاب اهلل إال‬ ‫فػػى شػػهر رمضػػاف‪ ،‬كإذا انتهػػى رمضػػاف أعطػػوا ألنفسػػهم إجػػازة إلػػى أف يػػأتى رمضػػاف‬ ‫الت ػػالى‪ ،‬كال يس ػػتطيعوف ص ػػبلة القي ػػاـ‪ ،‬كال يس ػػتطيعوف إمس ػػاؾ ألس ػػنتهم ع ػػن فض ػػوؿ‬ ‫الكػػبلـ‪ ،‬كال يسػػتطيعوف إمسػػاؾ شػػهوات بطػػونهم عنػػد تنػػاكؿ الطعػػاـ‪ ،‬كال يسػػتطيعوف‬ ‫أف يتابعوا أحواؿ الصالحين الواردة فى كتاب اهلل كالتى كاف عليها‪:‬‬ ‫‪ِٗ[  ‬الفتح]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫فهؤالء كإف قصركا فى نوافل البر‪ ،‬أك تكاسلوا عن متابعة أحػواؿ الصػالحين‪،‬‬ ‫ف ػ ػػإف اهلل ‪ ‬يك ػ ػػرمهم ف ػ ػػى ال ػ ػػدار اآلخ ػ ػػرة بمحب ػ ػػة الص ػ ػػالحين فيأخ ػ ػػذكف بأي ػ ػػديهم‬ ‫كيدخلونهم جنة النعيم تطبيقان لقوؿ الحبيب ‪ ‬كما أخبر سيدنا أنس بن مالك‪:‬‬ ‫{ أ‪ َٕٜٓ‬زَدُال‪ ِٔ​َٔ ٟ‬أ‪ ٢ٌِٖٜ‬اي‪ٞ‬بَادٔ‪ ٔ١َٜ‬أ‪ٜ‬تَ‪ ٢‬ايَٓيبَٓ ف‪ٜ‬ك‪ٜ‬اٍ‪َٜ :‬ا زَضُ‪ ٍَٛ‬ايً‪َ​َ ٜٔ٘ٓ‬تَ‪ ٢‬ايطَٓاعَ‪ ٝ١‬ق‪ٜ‬ا‪َُٔ٥‬ـ‪ٟ١‬؟‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪211‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قاٍَ‪ًَِٜٜٚ :‬و‪َ​َ​َٚ ،ٜ‬ا أ‪ٜ‬عِدَدِتَ ي‪َٜٗ‬ا؟ قاٍَ‪َ :‬ا أ‪ٜ‬عِدَدِتُ ي‪َٜٗ‬ا إال‪ ١‬أ‪ ْٜٞٓٔ‬أ‪ٝ‬حٔبُٓ ايً‪َٚ َٜ٘ٓ‬زَضُ‪ٛ‬ي‪.ُٜ٘‬‬ ‫قاٍَ‪ :‬إَْٓو‪َ​َ ٜ‬عَ َ​َِٔ أ‪ٜ‬حِبَبِتَ‪ .،‬قاٍَ أْظ ‪ََْٚ :‬خُِٔ ن‪ٜ‬رئو‪ٜ‬؟ قاٍَ‪َْ :‬عَِ​ِ‪ .‬ف‪ٜ‬ف‪ٜ‬س‪٢‬حَِٓا ‪ٕ ٔ٦َ​ََِٜٛ‬ر‬ ‫‪118‬‬

‫ف‪ٜ‬سَحا‪ ٟ‬غَدٔ‪ٜ‬دا‪ٚ .، 118 } ٟ‬قد ز‪ ٣ٚ‬ض‪ٝ‬دْا أْظ عٔ زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬أْ٘ قاٍ‪:‬‬

‫ب ايسدـٌ‪ٚ ،‬ال‬ ‫{ دا‪ ٤‬زدٌ إىل زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬فكاٍ‪ٜ :‬ا زض‪ ٍٛ‬اهلل ايسدـٌ ذنـ ٗ‬ ‫‪ٜ‬طت‪ٝٛ‬ع إٔ ‪ٜ‬عٌُ نعًُ٘ فكاٍ زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ :‬املس‪َ​َ ُ٤‬عَ َ​َِٔ أ‪ٜ‬حَبَٓ‪ ،‬فكـاٍ أْـظ‪:‬‬ ‫فُا زأ‪ٜ‬ت أؾخاب زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬فسح‪ٛ‬ا بػ‪ ٤ٞ‬قط إال إٔ ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬اإلضـالّ َـا‬ ‫فسح‪ٛ‬ا بٗرا َٔ ق‪ ٍٛ‬زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ٚ ، ‬شاد أْظ‪ :‬فٓخٔ حنب زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ٚ ‬ال‬ ‫ْطت‪ٝٛ‬ع إٔ ْعٌُ نعًُ٘‪ ،‬فإذا نٓا َع٘ فخطبٓا }‪ٚ 119‬يًػ‪ٝ‬دني ‪ { :‬ف‪ٜ‬أ‪َْٜ‬ـا أ‪ٝ‬حٔـ ٓ‬ ‫بُ‬ ‫ايَٓيبَٓ ‪َٚ‬أ‪ٜ‬بَا بَه‪ ٞ‬س‪َٚ ٣‬عُ​َُسَ ‪َٚ‬أ‪ٜ‬زِدُ‪ ٛ‬أ‪ ِٕٜ‬أ‪ٜ‬ن‪َ​َ َٕٛٝ‬عَُِٗ​ِ بُخَبٔٓ‪ ٞ‬إ‪َٜٓ‬اُِٖ​ِ }‬

‫‪120‬‬

‫فأغلب المحبين‪ ،‬كمن عندىم عقيدة فى الصالحين‪ ،‬لكن ليس عنػدىم قػدرة‬ ‫أك ىمػػة أك إرادة أك عزيمػػة علػػى متابعػػة الصػػالحين‪ ،‬سػػتنفعهم المحبػػة فػػى اآلخػػرة‪،‬‬ ‫فيحشػػركف مػػع الصػػالحين‪ ،‬لكػػنهم ال ينػػالوف فت ػوحهم كال مػػواىبهم كال أنػػوارىم كال‬ ‫أحػػوالهم العليَّػة التػػى يي ٍح ػ ًدثها اهلل لهػػم‪ ،‬ألنه ػا تسػػتلزـ مجاىػػدة الػػنفس كالسػػير علػػى‬ ‫منهاج القرب الذل بيَّنو اهلل ككضحو بصفاتو كسػلوكو كأحوالػو رسػوؿ اهلل‪ ،‬كعلػى ىػذا‬ ‫الدرب سار الصالحوف و‬ ‫بجد كعزـ! إلى أف يرث اهلل ‪ ‬األرض كمن عليها‪.‬‬

‫‪ ‬احملبُّْ٘ امل‬

‫ْ٘‬

‫أما الصنف الثالث كىو الذل يعنينا اآلف – كأعتقػد كالحمػد هلل أنكػم جميعػان‬ ‫ما جئتم إال من أجلو‪ ،‬كألف تكونوا من أىلو‪ ،‬كأسػأؿ اهلل أف يحقػق لنػا كلكػم جميعػان‬ ‫ذل ػ ػػك إف ش ػ ػػاء اهلل‪ ،‬فه ػ ػػؤالء ال ػ ػػذين يحب ػ ػػوف الص ػ ػػالحين ث ػ ػػم ي ػ ػػرزقهم اهلل المتابع ػ ػػة‬ ‫ُٖ​ُ الترغيب كالترىيب عن أنس ‪‬‬ ‫ُٗ​ُ عن أنس بن مالك‪ ،‬مسند اإلماـ أحمد كغيره‬ ‫َُِ الترغيب كالترىيب‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪212‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫للصالحين‪.‬‬

‫فالمقصػ ػركف يرزق ػػوا الح ػػب لك ػػن ل ػػم يرزق ػػوا المتابع ػػة‪ ،‬فحرم ػػوا م ػػن العطاي ػػا‬ ‫ّْ‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإللهيػػة‪ ،‬كالػػواردات الربانيػػة التػػى ييفرغهػػا اهلل ‪ ‬علػػى العػػاملين‪    :‬‬ ‫‪ّٔ[ ‬يونس] كلذلك قاؿ اهلل ‪ ‬لحبيبو كلنػا فػى ذاتػو ‪   : ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ُّ[  ‬آؿ عمػػػػراف] ل ػ ػػم يق ػ ػػل (ف ػ ػػأحبونى)‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كلكن قاؿ‪ :‬خفاتبعونى} فالمهم المتابعة‪ ،‬كالمتابعة لمن أراد عناية اهلل كفػتح اهلل جػل‬ ‫فػى عػبله أكلهػا كأىمهػا كمفتػاح بابهػا أف يػتخلص المػرء مػن حهػو كىػواه‪ ،‬كأف يي ىملػػك‬ ‫نفسػػو للرجػػل الصػػالح يتصػػرؼ فيػػو كلػػو علػػى كفػػق شػػرع اهلل كعلػػى نهػػج حبيػػب اهلل‬ ‫كمصطفاه‪ ،‬ليس لو فى نفسو شئ[ٓٔالنساء]‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ىػػذا ىػػو البػػاب الػػذل يسػػتطيع أل محػػب مػػن األحبػػاب أف يقػػيس نفسػػو بػػو‪،‬‬ ‫فيعػػرؼ مكانتػػو كدرجتػػو كقربػػو عنػػد ربػػو‪ ،‬إف كنػػت تمشػػى بمػػا تمليػػو عليػػك نفسػػك‪،‬‬ ‫كتنفػػذ مػػا يريػػده حهػػك‪ ،‬كتسػػعى إلػػى قضػػاء شػػهواتك‪ ،‬كتتمسػػك فػػى كػػل االحػػواؿ‬ ‫بتقاليػػدؾ كعاداتػػك‪ ،‬فأنػػت مػػا زلػػت علػػى البػػاب كلػػم يفػػتح لػػك الرحػػاب لتنضػػم إلػػى‬ ‫سلك األحباب الذين يخصوا بعطايا ىذا الجناب هلل ‪. ‬‬

‫‪ ‬اأض ح‬

‫شسط اأج‬

‫كإف ادعيػػت أنػػك صػػاحب حػػاؿ‪ ،‬كتعللػػت عنػػد أل شػػئ يطلبػػو منػػك شػػيخك‬ ‫بما تعطيو لك نفسػك مػن أنػواع المقػاؿ كالجػداؿ‪ ،‬كتهػن أنػك علػى الحػق‪ ،‬فنفسػك‬ ‫فػػى ىػػذا الوقػػت تخػػدعك‪ ،‬كإذا اسػػتمررت علػػى ىػػذا الحػػاؿ فػػإف الرجػػل ربمػػا يضػػطر‬ ‫إلػى أف يخػدعك‪ ،‬ألنػو يجػدؾ مصػران علػى ىػذا الحػاؿ‪ ،‬كال تريػد أف تغيػر مػن نفسػػك‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ىذه األحواؿ‪ ،‬كللحقيقة فإف الجم الكثير مػن األحبػاب علػى ىػذا المنػواؿ!! نيسػمعو‬ ‫فػػى أذنػػو لكنػػو جعػػل أذنػػو الباطنيػػة لنفسػػو‪ ،‬كيسػػمع لحػػديث نفسػػو‪ ،‬كيلػػتمس العلػػل‪،‬‬ ‫كيلتمس المخارج فػى خطػاب شػيخو ليحقػق مػا تشػتهيو نفسػو‪ ،‬فيمشػى فػى الحقيقػة‬ ‫علػى حسػػب ىػػواه‪ ،‬كالػػذل يمشػى علػػى حسػػب ىػػواه ال ينػاؿ أبػػدان مػػن اهلل ‪ ‬منػػاه‪،‬‬ ‫انهر إلى أصحاب الحبيب ‪ ‬كرضواف اهلل ‪ ‬عليهم أجمعين‪ ،‬قاؿ لهم اهلل‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ِْ[   ‬األنفاؿ]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫النداء على من؟ على المؤمنين‪ ،‬كبم يناديهم اهلل؟ أف يستجيبوا هلل كللرسػوؿ‪،‬‬ ‫كمن الذل ينادل عليهم مباشرة؟ ىو الرسوؿ‪ ،‬فكأف نداء الرسوؿ ىو نداء اهلل‪:‬‬ ‫‪َٖ[   ‬النساء]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫إذا استجابوا تحققت لهم الحيػاة القلبيػة‪ ،‬ثػم يسػتزيدكف فتتحقػق لهػم الحيػاة‬ ‫الركحانية‪ ،‬ثم يستزيدكف فتتحقق لهم الحيػاة القدسػية‪ ،‬كفػى كػل نػواع مػن أنػواع ىػذه‬ ‫الحيوات عطاءات ربانية تأتى مباشرة نتيجة لئلستجابة لنداء الحضرة المحمديػة‪ ،‬أك‬ ‫من يقوـ مقامها من الصالحين المقامين من حضرتو فى أل زماف كمكاف‪.‬‬

‫‪ ‬مأب ع اهة حلني األٗهني‬ ‫كقػػد يتعلػػل بع ػض المحبػػين الػػذين ن ػراىم فػػى كػػل مكػػاف كزمػػاف بػػأنهم أتبػػاع‬ ‫الرجل الصالح فبلف المشهور كإف كاف بيننا كبينو مئات األعواـ – كىم صػالحوف ال‬ ‫ننكر صبلحهم – لكن لو كاف ىؤالء يربُّوف فػى بػرازخهم لكػاف األكلػى بػذلك رسػوؿ‬ ‫اهلل ‪ !!‬لكػػنهم كػػانوا صػػالحين كم ػربّْين فػػى زمػػانهم‪ ،‬كلمػػن عػػاش ف ػى مػ َّػدة حيػػاتهم‪،‬‬ ‫كلكػػل زمػػاف دكلػػة كرجػػاؿ‪ ،‬فلػػو كانػػت التربيػػة مسػػتمرة عنػػدىم لكػػاف األكلػػى أف نتربػػى‬ ‫على يد رسوؿ اهلل مباشرة‪ ،‬لكن اقتضت حكمة اهلل كما قاؿ إمامنا أبو العزائم ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪214‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫بحى قائم)‬ ‫حى قيوـ كال يصل إليو‬ ‫(اهلل ّ​ّ‬ ‫كاصل إال ٍّ‬ ‫ه‬

‫البػد أف تواجهػػو كيعػػرؼ مػا يػػدكر فػػى نفسػك‪ ،‬كيواجهػػك‪ ،‬كيصػػف لػك مػػا بػػو‬ ‫حياتػػك‪ ،‬الحيػػاة النورانيػػة‪ ،‬أك الحيػػاة القلبيػػة‪ ،‬أك الحيػػاة الركحيػػة‪ ،‬أك الحيػػاة القدسػػية‬ ‫‪ ....‬على حسب العطيَّة التى تخرج لك من الحضرة اإللهية‪.‬‬

‫‪ُ ‬فظ ًع احل ح‪ ٚ‬ةٌ هوقوب‬ ‫‪ِْ[   ‬األنفاؿ] ال حياة‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ياإخوانى إف لكل قوـ حياة‪     :‬‬ ‫إال بعد االستجابة لرسوؿ اهلل‪ ،‬كقبلها معيشة يستول فيها كل خلق اهلل‪ ،‬كلذلك‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫يقوؿ اهلل جل فى عبله فى كتابو‪    :‬‬ ‫‪ُِْ[ ‬طو] لم يقل حياة كلكن معيشة يستول فيها الجميع‪ ،‬لكن الحياة لمن‬ ‫استجاب هلل كرسولو‪ ،‬كحياة القلب أف يضئ القلب بنور اهلل‪ ،‬كتتحرؾ الحواس‬ ‫الباطنية التى فيو فتتجوؿ فى ملكوت اهلل‪ ،‬كتأتى لئلنساف بما غاب عنو من طرائف‬ ‫الحكمة‪ ،‬كمن األنوار اإلىية‪ ،‬كمن غيوب العطايا الربانية التى ال يستطيع أف يتناكلها‬ ‫بأعضاءه الحسية‪ ،‬لكن تناكلها يكوف بالحواس الباطنية التى احتيت بعد االستجابة‪،‬‬ ‫ثم فيتح لها باب اإلجابة‪ ،‬ثم بدأت ت ًرد عليها عطايا حضرة النبى ‪ ‬كالصحابة‪،‬‬ ‫كلذلك كرد أف سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬نادل على رجل كاف يتنفل فى مسجده‪،‬‬ ‫فواصل الرجل تنفلو‪ ،‬ثم جاء إلى رسوؿ اهلل فقاؿ لو ‪: ‬‬ ‫ٕ{ َ​َا َ​َ​َٓعَو‪ٜ ٜ‬إِٔ تُذٔ‪ٝ‬بَٓٔ‪ٞ‬؟ قاٍ ‪ :‬ن‪ِٓ ٝ‬تُ ‪ٝ‬أؾًَٔٓ‪ ،ٞ‬قاٍ‪ :‬أ‪ٜ‬ي‪ٝ َٜ ِ​ِٜ‬كٌِ اهلل َتعَاي‪      :٢ٜ‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪.}    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫يجب كل الفركض‪ ،‬كلذلك تعارؼ‬ ‫إذان إجابة الرسوؿ بنص الكتاب ه‬ ‫فرض ٌ‬ ‫الصالحوف السابقوف كالمعاصركف كغيرىم فى كل كقت كحين أف المريد كالسالك‬ ‫ػك أى ٍعهىػم س و ً‬ ‫ً​ً‬ ‫ً‬ ‫ػل أى ٍف‬ ‫يعلّْ ىمنَّ ى‬ ‫الم ىعلَّى‪ ،‬سػنن أبػي داككد كغيرىػا‪ ،‬كتمػاـ الحػديث‪ ،‬قػاؿ لػو ‪ :‬خ أل ى‬ ‫ى ي ى‬ ‫ُُِ عن أبي ىسعيد ب ًن ي‬ ‫ػورة م ٍػن الٍ يق ٍػرآف‪ ،‬قىػ ٍب ى‬ ‫أي ٍخر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يم }‪.‬‬ ‫ار يس ى‬ ‫ٍحم يد هلل ىر ّْ‬ ‫ين ى ىي َّ‬ ‫وؿ اهلل قىػ ٍول ى‬ ‫المثىاني الٌتي أ ٍيكت ي‬ ‫الم ٍس ًج ًد‪ ،‬قاؿ قيػل ي‬ ‫ىك‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال ى‬ ‫يى‬ ‫الس ٍب يع ى‬ ‫ب ال ىٍعالىم ى‬ ‫ٍت‪ :‬يى ى‬ ‫ج م ىن ى‬ ‫يت ىكالٍ يق ٍرآ يف ال ىٍعه ي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كالواصل يجتهد فى النوافل بعيدان عن حضرة المرشد‪ ،‬فإذا حضر إلى حضرة‬ ‫كتفرغ للمرشد بالكليَّة‪:‬‬ ‫المرشد ترؾ نوافلو َّ‬ ‫أنػ ػػتم فركضػ ػػى كنفلػ ػػى‬ ‫أنػ ػػتم حػ ػػديثى كشػ ػػغلى‬ ‫إذا كقفػ ػ ػ ػ ػػت أصػ ػ ػ ػ ػػلى‬ ‫ي ػػا قبلت ػػى ف ػػى ص ػػبلتى‬ ‫فمن إساءة األدب أف يشتغل المريد فى حضرة مربّْيو بالنوافل‪ ،‬ففى حضرة‬ ‫جل فى عبله‪.‬‬ ‫المرشد الفرض – بعد الفريضة‪ -‬اإلقباؿ عليو كأمر اهلل َّ‬ ‫س ػػيدل أحم ػػد ال ػػدردير ‪ ‬كأرض ػػاه – كك ػػاف م ػػن مش ػػايخ األزى ػػر العه ػػاـ –‬ ‫كأكرمو اهلل ‪ ‬بالتعرؼ على سيدل مصطفى البكرل – ككاف كارثػان فػى زمانػو كأكانػو‬ ‫– ككػػاف فػػى ىػػذا الحػػين يقػػيم فػػى بيػػت المقػػدس‪ ،‬كالورثػػة لػػيس لهػػم مكػػاف فيقيمػػوف‬ ‫حيػػث يقػػيمهم الػػرحمن – فػػذىب لزيارتػػو ‪ -‬ككػػاف لػػو ًكرد مػػن الليػػل ‪ -‬كفػػى ليلػػة قػػاـ‬ ‫إلى ًكرده فى خلوتو‪ ،‬فدعاه شيخو البكػرل فػى الصػباح‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬يػا أحمػد طالمػا أنػت‬ ‫عندنا فليس عليك نوافل‪ ،‬كفى ذلك قاؿ إمامنا أبو العزائم ‪:‬‬ ‫ػس ف ػػى حي ػػاة القل ػػب خي ػػر م ػػن حي ػػاة‬ ‫ػس م ػػع الح ػػى حي ػػاة للقل ػػب‪ ،‬كنىػ ىف ػ ه‬ ‫نىػ ىف ػ ه‬ ‫كالزىػػاد‬ ‫ػس مػػع العػػارؼ خيػػر مػػن عمػػل العيبَّػػاد ي‬ ‫الفػػردكس‪ ،‬كلػػو فػػى حكمػػة أخػػرل‪ :‬نىػ ىفػ ه‬ ‫لسنين طواؿ‪.‬‬ ‫فكػػل الػػذل تحتاجػػو أف تتػػنفس نفسػان بباطنػػك يوافػػق باطنػػو فتنتقػػل حياتػػو إلػػى‬ ‫قلبك فيحيا‪ ،‬كإذا احتيا القلب فكل أنفاسو طاعات كقربات‪:‬‬ ‫شكر كإيماف كحػالهم كشػف سػ ّْػر الكػوف إحسػػاف‬ ‫أنفاس أىل الصفا ه‬ ‫ػس فػى المشػاىدة خيػر مػن‬ ‫إذا احتيا القلب فإنو يعيش فى المشاىدات‪ ،‬كنىػ ىف ه‬ ‫آالؼ السػػنين فػػى العبػػادات كالمجاىػػدات‪ ،‬ألف الغايػػة مػػن العبػػادات الوصػػوؿ إلػػى‬ ‫المشاىدات‪ ،‬كىذه تحتاج إلى نىػ ىفس‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪216‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ػس بقلػ ػػب سػ ػػليم رفعػ ػػة كرضػ ػػا كألػ ػػف عػ ػػاـ بػ ػػبل قلػ ػػب كلحهػ ػػات‬ ‫نىػ ىفػ ػ ه‬

‫نسػػأؿ اهلل أف يرزقنػػا جميع ػان األدب مػػع أىػػل ىػػذا المقػػاـ حتػػى نصػػل إلػػى مػػا‬ ‫نص ػ ػػبو إلي ػ ػػو‪ ،‬ألف الوص ػ ػػوؿ إل ػ ػػى ذل ػ ػػك ب ػ ػػاألدب كل ػ ػػيس بالعب ػ ػػادات‪ ،‬كال ب ػ ػػاألمواؿ‬ ‫كالخدمات!!‬ ‫فكاف أصحاب رسوؿ اهلل بعد ذلك لو سمعوا منػادل رسػوؿ اهلل يتركػوف كػل‬ ‫ما فى أيديهم كيلبوف رسوؿ اهلل‪ ،‬فإذا كاف أحدىم نائمان ينهض قائمان فوران ليلبى نػداء‬ ‫رسػػوؿ اهلل‪ ،‬كإذا كػػاف صػػائمان كسػػوؼ يتنػػاكؿ أكؿ طعػػاـ اإلفطػػار يتركػػو كيلبػػى‪ ،‬كػػاف‬ ‫أحدىم فى ليلة جنبا كغسلت لو زكجو جانب رأسػو فسػمع منػادل رسػوؿ اهلل ينػادل‬ ‫للجهاد فترؾ غسلو كخرج على حالتو فى الحاؿ كلم يػتم غسػلو حتػى ال يبطػئ علػى‬ ‫إجابػػة رسػػوؿ اهلل‪ ،‬خػػرج متلبس ػان بجنابتػػو كاستشػػهد!‘ فقػػاؿ ‪ ‬معلم ػان ألصػػحابو –‬ ‫حتى يكشف لهم عن ىذه األسرار كاألحواؿ‪:‬‬ ‫طُٔٓ‪: ٞ‬غط‪ ٌٝ‬املال‪٥‬ه‪ .) ١‬فكاٍ ‪ ‬الَسأ‪ ٠‬حٓع‪:١ًٜ‬‬ ‫{ يكد زأ‪ٜ‬ت املال‪٥‬ه‪ ١‬تػطًٔٓ٘ ( ف ُ‬ ‫َا نإ غاْ٘؟ قايت‪ :‬نإ دُُٓبا‪ٚ ٟ‬غطًَٓ‪ٞ‬ت أحد غٔك‪ ٜٞٓ‬زأض٘‪ ،‬فًُا مسع اهل‪ِٜٝ‬ع‪١‬‬ ‫‪122‬‬

‫( أ‪َٓ ٣‬اد‪ ٣‬ادتٗاد) خسج }‪.122‬‬

‫كىػذا حػػاؿ الصػالحين‪ ،‬إذا سػػمع النػداء البػػد أف يتػػرؾ كػل مػػا فػى يػػده كيقبػػل‬ ‫عل ػػى اهلل‪ ،‬ألف مقامػ ػػك علػ ػػى ق ػػدر إقبالػ ػػك‪ ،‬كقربػ ػػك عل ػػى قػ ػػدر إجابتػ ػػك لشػ ػػيخك‬ ‫كإمامػػك‪ ،‬ألنػػو ال يطلبػػك لنفسػػو‪ ،‬كإنمػػا لمنفعػػة لػػك‪ ،‬رأل فػػى ىػػذه اللحهػػة فػػتح اهلل‬ ‫عليك‪ ،‬فإذا أبطأت فسوؼ يتأخر الفتح‪.‬‬

‫‪ ‬زٗش‬

‫اهة حلني هوف ح املبني!‬

‫سػػألخص لهػػم حكايػػة بسػػيطة‪ ،‬المػريض الػػذل يريػػد الشػػفاء مػػن أل داء مػػاذا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ِ​ُِ عن ىشاـ بن عيركة عن أبيو‪ ،‬الوافي بالوفيات‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪217‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫عليػػو؟ يػػذىب لطبيػػب‪ ،‬كبعػػد أف يكشػػف عليػػو الطبيػػب كيشػػخص الحالػػة يكتػػب لػػو‬ ‫تػػذكرة دكاء‪ ،‬ثػػم يصػػرؼ الػػدكاء مػػن الصػػيدلية‪ ،‬كبعػػد ذلػػك البػػد مػػن االلتػػزاـ الػػدقيق‬ ‫بتعاطى الدكاء من حيث جرعاتو كأكقاتو كأنواعو إلى أف يتم الشفاء‪ ،‬كىذه ىى نفػس‬ ‫حكايػػة الص ػػادقين م ػػع الص ػػالحين‪ ،‬فالص ػػالحوف أطب ػػاء رحم ػػاء علمه ػػم س ػػيد الرس ػػل‬ ‫كاألنبياء‪ ،‬كأعطاىم التخصػص الػدقيق للكشػف عػن األدكاء‪ ،‬كمعهػم صػيدلية القػرآف‬ ‫كالسنة يستنبطوف منها الدكاء الذل ييشفى الداء‪ ،‬ككلها أدكية مستنبطة عصرية‪:‬‬ ‫ي‬ ‫‪ّٖ[ ‬النساء]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪ ‬املداًٗ‬ ‫فبل تصلح أدكية القدماء‪ ،‬كعلى المريػد الصػادؽ إذا أراد الفػتح االلتػزاـ التػاـ‬ ‫بتػػذكرة الػػدكاء التػػى كضػػعها لػػو الطبيػػب‪ ،‬مػػا الػػذل منػػع عػػن كثيػػر منػػا الف ػتح؟ عػػدـ‬ ‫االلتزاـ‪ ،‬صفة جوىرية أساسية البد منها كىى االلتزاـ‪ ،‬كىى مػا نسػميو بمسػمى أميػر‬ ‫الرسل كاألنبياء (المداكمة)‪:‬‬ ‫‪123‬‬

‫حبُٓ األ‪ِ ٜ‬عَُاٍ‪ ٢‬إ‪٢‬ي‪ ٢ٜ‬اهلل َتعَاي‪ ٢ٜ‬أ‪ٜ‬دِ‪ََُٗ َٚ‬ا ‪٢َٚ‬إِٕ ‪ٜ‬قٌَٓ }‬ ‫{ ‪ٜ‬أ َ‬

‫ككاف ‪ ‬كما قالت عنو السيدة عائشة رضى اهلل عنها‪:‬‬ ‫‪124‬‬

‫حبُٓ األعَُاٍ‪ ٢‬إي‪ ٢ٜ‬زَضُ‪ ٢ٍٛ‬ايً‪ ٜٔ٘ٓ‬اي‪ٜٓ‬رٔ‪َٜ ٟ‬دُ‪ ُّٚ‬عًَ‪ ِٜٔ٘ٝ‬ؾَاحٔبُُ٘ٔ}‬ ‫{ نإَ ‪ٜ‬أ َ‬

‫ً​ً‬ ‫اؿ‪:‬‬ ‫شةى‪ ،‬قى ى‬ ‫ين ىعائً ى‬ ‫كسأؿ الصحابى رضى اهلل عنهم أجمعين أ َّيـ ال يٍم ٍؤمن ى‬ ‫أل‪َٜٓ‬اّ‪٢‬؟‬ ‫{ ‪َٜ‬ا أ‪ َّٓٝ‬ا ‪ٞ‬يُ​ُؤَِٔٓٔنيَ ن‪ِٜٝ‬فَ ن‪ٜ‬ا َٕ َع ٌَُُ زَضُ‪ ٢ٍٛ‬ايً‪ ٔ٘١‬؟ ٌَُٖ ن‪ٜ‬إَ ‪َٜ‬دـُٓ غَ‪٦ِٝ‬ا‪ َٔ​َٔ ٟ‬ا ‪ٜ‬‬

‫ُِّ صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشة ‪.‬‬ ‫ُِْ صحيح ابن حباف عن عائشة ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪218‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ق‪ٜ‬ا‪ٜ‬يتِ‪ :‬ال‪ .ٜ‬ن‪ٜ‬إَ عًََُ‪ ُ٘ٝ‬دٔميَ‪} ٟ١‬‬

‫‪125‬‬

‫أل يديم عليو‪ ،‬ال يفػرط فػى صػغيرة ألنػو ربمػا يكػوف نهػر اهلل عليػو أثنػاء ىػذه‬ ‫الصػغيرة سيسػتوجب المقػت فػى الحػاؿ‪ ،‬كال يستصػغر كبيػرة ألنػو ربمػا ينهػر اهلل إليػػو‬ ‫عند فعلها فيستوجب المقت فى الحاؿ‪:‬‬ ‫{ ال نبري‪ ٠‬إٕ ‪ٚ‬ادٗو بفكً٘‪ٚ ،‬ال ؾػري‪ ٠‬إٕ ‪ٚ‬ادٗو بعدي٘ }‬

‫‪ ‬ال حتقِّس اهةغ س‬ ‫ف ػػإذا كاجه ػػك بالع ػػدؿ فإن ػػو سيحاس ػػبك بالقس ػػطاس المس ػػتقيم‪ ،‬كأل ص ػػغيرة‬ ‫سػػتؤدل إلػػى الجحػػيم كالعيػػاذ بػػاهلل‪ ،‬كلػػو عاملػػك بالفضػػل كالمغفػػرة كالرحمػػة اإللهيػػة‬ ‫رب البرية ‪: ‬‬ ‫فإف كل أعمالك ستتحوؿ إلى حسنات بالمنن من ّْ‬ ‫‪َٕ[  ‬الفرقاف]‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫قاؿ اإلماـ أبو العزائم ‪: ‬‬ ‫كإلػػى التػػوب بػػادرف أف تخػػالف‬ ‫كػ ػ ػػل ذنػ ػ ػػب كإف ت ػ ػ ػراه صػ ػ ػػغيران‬ ‫ػل بمقػ ػػامى‬ ‫ى‬ ‫ص ػ ػغَّر الػ ػػذنب جاىػ ػ ه‬ ‫ىفػ ػ ػػوة العػ ػ ػػارفين أكبػ ػ ػػر ذنػ ػ ػػب‬

‫ػل عن ػػك الت ػػوانى‬ ‫ف ػػى ص ػػغير كخ ػ ّْ‬ ‫ػار إف ل ػ ػػم تن ػ ػػل غفران ػ ػػى‬ ‫فه ػ ػػو ن ػ ػ ه‬ ‫كبفض ػ ػ ػ ػ ػػلى كعزت ػ ػ ػ ػ ػػى كحن ػ ػ ػ ػ ػػانى‬ ‫فاب ػػذؿ ال ػػنفس تيم ػػنحن رض ػػوانى‬

‫فلػػيس عن ػدىم صػػغائر ألنهػػم يػػركف كػػل ىفػػوة فػػى حػػق أنفسػػهم عنػػد اهلل ‪‬‬ ‫كبيرة‪ ،‬انهر إلى اإلماـ أبػى العػزائم ‪ – ‬ككػاف فػى آخػر حياتػو قػد شػلَّت رجػبله –‬ ‫كحملػػوه إلدخالػػو المرحػػاض‪ ،‬كالػػذين حملػػوه انتػػابهم سػػهو فػػأدخلوه برجلػػو اليمػػين‬ ‫أكالن‪ ،‬فهػػاج اإلمػػاـ أبػػو العػزائم كمػػاج كصػػرخ فػػيهم‪ :‬خالفػػت رسػػوؿ اهلل ‪ ‬يػػا كيلتػػى‪،‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُِٓ صحيح مسلم‪ ،‬عن إبراىيم بن علقمة ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪219‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫خالفػػت رسػػوؿ اهلل ‪ ‬يػػا كيلتػػى!!! فهػػذا حػػاؿ الصػػالحين‪ ،‬الت ػزاـ تػػاـ بمػػا كرد عػػن‬ ‫أح ػػواؿ المص ػػطفى علي ػػو أفض ػػل الص ػػبلة كأت ػػم الس ػػبلـ‪ ،‬الب ػػد أف يك ػػوف عن ػػده ىم ػػة‬ ‫كعزيمة ال تلين فى العمل بما كرد عن النبى الرءكؼ الرحيم ‪. ‬‬

‫‪ ‬أسن اهفط٘ي!‬ ‫كحتى يؤىل اإلنساف نفسو لفتح اهلل البد أف يمحو من كل لوح قلبو كل ما‬ ‫يراه يبغض‪ ،‬أك يجعلو يقع فى البغض عند حضرة اهلل‪ ،‬فاألنوار تتؤلأل فى آفاؽ‬ ‫القلب‪ ،‬كالعلوـ الوىبية الغيبية تيكتب فى صفحات القلب‪ ،‬كالمناظر البهية التى‬ ‫تسر العين التقية النقية تراىا عين الفؤاد كعين القلب‪ ،‬إذان البد أف أطهر القلب من‬ ‫العيب حتى أؤىلو للغيب‪ ،‬فبل يكوف فيو حقد كال حسد كال غل كال شح كال أثرة‬ ‫كال أنانية كال كل الصفات التى نهى عنها اهلل فى آياتو القرآنية أك حذر منها‬ ‫المصطفى خير البرية ‪ ، ‬البد أف يكوف القلب من البداية قلب سليم‪:‬‬ ‫‪ٖٗ[  ‬الشعراء]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫كحتى يكوف القلب سليمان البد للساف أال يتحرؾ إال على الصراط‬ ‫المستقيم‪ ،‬فيكوف لو أمراف‪ ،‬األمر األكؿ‪ :‬قولو ‪:‬‬ ‫ضال‪ ٢ّٜ‬امل‪ِ ٜ‬س‪ ٔ٤‬تَسِن‪َ​َ ُ٘ٝ‬ا ال‪َٜ ٜ‬عِٓٔ‪} ٔ٘ٝ‬‬ ‫{ َٔ​ِٔ حُطِٔ‪ ٢‬إ ِ‬

‫‪126‬‬

‫ال يتػدخل فيمػا ال يعنيػو‪ ،‬كالػذل عنػده فضػوؿ يعػرؼ أنػو لػيس لػو نصػيب فػػى‬ ‫الوصػػوؿ‪ ،‬إال إذا اجتػػث مػػن نفسػػو كمػػن قلبػػو كػػل آالت الفضػػوؿ‪ ،‬كال يبقػػى عنػػده‬ ‫فضػػوؿ إال فػػى أحػػواؿ الصػػالحين‪ ،‬كفػػى رؤيػػة سػػيد األكلػػين كاآلخػرين‪ ،‬كفػػى المعػػانى‬ ‫رب العالمين‪ .....‬لكن الفضوؿ فيمػا فػى أيػدل الخلػق‪ ،‬أك‬ ‫العلية المبثوثة فى كتاب ّْ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ً‬ ‫س ٍي ًن بٍ ًن ىعلً ّْي بٍ ًن أىبًي طىالً و‬ ‫ب‪ ،‬موطأ مالك ‪ ،‬ككثير غيره ‪.‬‬ ‫ُِٔ ىع ٍن ىعل ّْي بٍ ًن يح ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪211‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ما على أجساد الخلق‪ ،‬أك فيما يسكنو الخلق ‪ ....‬فبل شئ يدكـ من ذلك‪..‬‬

‫كلذلك كاف من أذكار كثير من الصالحين‪(:‬يا دائم) حتى ال تنهر عينو كال‬ ‫تعلق‪ ،‬كال يعلق قلبو إال بشئ دائم‪ ،‬ألف كل شئ فانى‪ ،‬كالكل منو يعانى!! فلماذا‬ ‫أنهر لو كأبحث عنو؟!! إما أف تفارقو أك يفارقك!! عندما تناـ البد أف تخلع كل ما‬ ‫عليك من المبلبس لتناـ‪ ،‬ككذلك البد أف تخلع كل ما سلمك الحق من عالم‬ ‫األكواف حتى تنتقل إلى مكوف األكواف ‪ ، ‬كإذا أردت أف أكوف كأنا فى الدنيا‬ ‫مع مكوف األكواف إذان ىذة األشياء كلها ال تطرؼ عين‪:‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ُُّ[  ‬طو]‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كلكن أبحث عن‪     :‬‬

‫كرزؽ ربػ ػ ػػك ىػ ػ ػػو العلػ ػ ػػوـ اإللهيػ ػ ػػة كالمعػ ػ ػػارؼ الربانيػ ػ ػػة كالحكػ ػ ػػم القرآنيػ ػ ػػة‬ ‫كالمكاشفات القدسية‪ ،‬ىذه التى يتعلق بها القلب كالفؤاد‪.‬‬

‫‪ ‬ق‪ َ ٚ‬اهو‪ٚ‬ى‬ ‫إذان البػػد أف أزيػػل كػػل العيػػوب كأجهػػز القلػػب لفػػتح حضػػرة عػػبلـ الغيػػوب‪ ،‬ثػػم‬ ‫بعػد ذلػك االلتػزاـ التػاـ بمػا كػاف عليػو الحبيػب المصػطفى كالصػالحوف فػى كػل زمػاف‬ ‫كمكػػاف‪ ،‬سػػيدنا رسػػوؿ اهلل بذاتػػو يريػػد مػػن اهلل أف ييعليػػو كيرقيػػو إلػػى مقامػػات محمػػودة‬ ‫عنده‪ ،‬ىى كلها من فضل اهلل‪ ،‬لكن جعل اهلل لها أسباب‪ ،‬ماذا قاؿ لو اهلل؟‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ٕٗ[  ‬اإلسراء]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪211‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫رغَّبو أكالن فى قياـ الليل‪ ،‬ثم أراد المقاـ المحمود ففرض عليو قياـ الليل‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬

‫المزّْمل]‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ٌ ِ-ُ[  ‬‬

‫ثم نهر إلى من حولو ككجد أنهم يريدكف أف يكونوا معو‪ ،‬فقاؿ لو اهلل‪:‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪َِ[ ‬المزمل]‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إذا أرادكا أف يكونػػوا معػػك البػػد لهػػم مػػن قيػػاـ الليػػل‪ ،‬إذان لمػػاذا نحػػن غيػػر‬ ‫قػػادرين علػػى قيػػاـ الليػػل؟ ألننػػا لػػم نمشػػى علػػى المػػنهج الػػذل كػػاف عليػػو الحبيػػب‪،‬‬ ‫فحتػػى أقػػوـ الليػػل البػػد أف أنػػاـ مبكػران‪ ،‬كال أسػػهر فيمػػا يغضػػب اهلل‪ ،‬كأتعشػػى عشػػاءان‬ ‫خفيفان كمبكران‪ ،‬كإذا استطعت أف أستعين بالقيلولة فبل بأس‪:‬‬ ‫‪127‬‬

‫{ اضَِتعٔ‪ُٛٓٝ‬ا بايك‪ًِٜٛٝٝ‬ي‪ ٔ١ٜ‬عًَ‪ ٢ٜ‬قٔ‪َٝ‬اّ‪ ٢‬ايً‪} ٢ٌِٝ ٜٓ‬‬

‫آخػػذ باألسػػباب‪ ،‬لكػػن إذا سػػهرت كتعشػػيت السػػاعة الثانيػػة عشػػر‪ ،‬أل قيػػاـ‬ ‫الػػذل سػػأقومو؟!! سػػأعمل مثػػل الشػػباب فػػى أيػػاـ الصػػيف يصػػلوف الصػػبح السػػاعة‬ ‫الحاديػة عشػر صػباحان‪ ،‬ىػؤالء يجػب أف يحمػدكف اهلل أنػو لػم يمسػخهم فػى الصػباح‪،‬‬ ‫سػػيدل أبػػو يزيػػد البسػػطامى ‪ ‬كػػاف مػػع قيامػػو لليػػل ينػػاـ لحهػػات فػػى أكؿ النهػػار‪،‬‬ ‫كعنػدما يسػتيقظ مػػن نومػو يمشػػى بيػده علػػى كجهػو‪ ،‬فسػألوه عػػن ذلػك كقػػالوا لػو‪ :‬لًػ ىػم‬ ‫تمس كجهك بيدؾ؟ قاؿ‪ :‬أخشى أف يحاسبنى اهلل ‪ ‬فيمسخنى قردان أك خنزيرانٌ!!‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ْٓ[  ‬فاطر]‪.‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُِٕ ركاه أبو داكد كابن ماجةز‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪212‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬اهركس ٗعدَ اهَِ٘‬

‫د اهفحس‬

‫ك ػػاف س ػػيدنا رس ػػوؿ اهلل يص ػػلى الفج ػػر كيمك ػػث ف ػػى مص ػػبله إل ػػى أف تطل ػػع‬ ‫الشػػمس‪ ،‬كبعػػد شػػركؽ الشػػمس بثلػػث سػػاعة يصػػلى ثػػم يتنػػاكؿ فطػػوره كيتوجػػو إلػػى‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬كقس على ىػذه الشػاكلة كػل الصػالحين‪ ،‬إذان البػد‬ ‫حيث يوجهو مواله َّ‬ ‫من قياـ الليل‪:‬‬ ‫فتش ػػبهوا إف ل ػػم تكون ػػوا م ػػثلهم إف التشػ ػ ػ ػػبو بالرجػ ػ ػ ػػاؿ فػ ػ ػ ػػبلح‬ ‫{ َٔ مل ‪ٜ‬هٔ ي٘ ف‪ ٢‬بدا‪ٜ‬ت٘ ق‪ ١َٛ‬مل ‪ٜ‬هٔ ي٘ ف‪ْٗ ٢‬ا‪ٜ‬ت٘ دًط‪} ١‬‬

‫ىمن من الصالحين كاف يناـ بعد الفجر؟‬

‫ال يوجػػد‪ ،‬فكػػانوا يحيػػوف ىػػذا الوقػػت إلػػى مػػا بعػػد الشػػمس بثلػػث سػػاعة فػػى‬ ‫طاعػة اهلل ‪ ،.‬ككػػاف إمامنػا أبػػو العػػزائم ‪ ‬كأرضػاه علػػى ىػػذه الػوتيرة علػػى الػػدكاـ‪،‬‬ ‫فكػػاف يسػػتيقظ قبػػل الفجػػر بسػػاعات كيصػػلى مػػا تيسػػر‪ ،‬ثػػم يػػؤذف للفجػػر‪ ،‬ثػػم يخػػتم‬ ‫الصػػبلة بػػورد صػػبلة الصػػبح – كأنػػا محػػافظ عليػػو كالحمػػد هلل – ألف ىػػذا ىػػو سػػر‬ ‫الف ػػتح ال ػػذل ف ػػتح اهلل علين ػػا ب ػػو ف ػػى ى ػػذا الوق ػػت‪ ،‬م ػػن أراد الش ػػهود فعلي ػػو بالوق ػػت‬ ‫المشهود[‪87‬اإلسراء]‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫كعليػػو التأسػػى بالرجػػاؿ أىػػل الشػػهود مػػاذا كػػانوا يفعلػػوف فػػى ىػػذا الوقػػت مػػع‬ ‫اهلل‪ ،‬فكػػاف إمامنػػا أبػػو العػزائم يخػػتم ختػػاـ صػػبلة الصػػبح‪ ،‬كقػػد جمػػع فيػػو مػػا كرد عػػن‬ ‫الحبيػب مػن أذكػار الصػباح‪ ،‬كمػا جػاء فػى كتػاب اهلل مػن دعػوات األنبيػاء كالمرسػػلين‬ ‫الت ػػى اس ػػتجابها له ػػم اهلل ج ػػل ف ػػى ع ػػبله‪ ،‬ث ػػم ك ػػاف بع ػػده يقط ػػع الوق ػػت إل ػػى ش ػػركؽ‬ ‫الشػػمس إمػػا فػػى تػػبلكة القػػرآف‪ ،‬أك تػػبلكة الصػػلوات‪ ،‬أك بالػػذكر‪ ،‬أك الفكػػر‪ ،‬أك درس‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫علم‬

‫المهم يقطع الوقت فى طاعة اهلل ‪ ، ‬قد يقوؿ بعضنا كيف أذىب إلى‬ ‫العمل؟ ما عبلقة ذلك بالعمل؟!! أذكر أنى كنت فى الجامعة فى كلية دار العلوـ‪،‬‬ ‫ككنت أسهر أستذكر حتى الساعة الثانية عشر‪ ،‬ثم أصلى على حضرة النبى ما‬ ‫يقرب من الساعة‪ ،‬كأناـ كأستيقظ قبل الفجر بساعة‪ ،‬كأصلى ما يسره اهلل‪ ،‬ثم‬ ‫أصلى الفجر كأبدأ السفر كال أرجع من القاىرة إال الساعة الخامسة أك الثامنة‬ ‫مساءان كلم تكن ىناؾ أل مشكلة‪ ،‬إذا عزمت قواؾ اهلل كأعانك اهلل‪ ،‬لكن كل‬ ‫الموضوع أف النفس تسوؿ لئلنساف األعذار‪ ،‬فيتخيل أنو سيناـ فى العمل كلن‬ ‫يستطيع أف يكمل اليوـ ‪ .....‬فتثبن اإلنساف كتقعده‪ ،‬مع أف الشيخ قاؿ لنا‪:‬‬ ‫فهيػػا يػػا مريػػد الوصػػل كانهػػض كدع عنػ ػػك التقاعػ ػػد كالتػ ػػوانى‬ ‫فتجد أقل النوـ يغنيك كيكفيك‪ ،‬ألنك لو نمت كأنت مشغوؿ بالبدف‬ ‫كالنفس‪ ،‬فإنك ستناـ فى الدنيا كلن تستطيع النفس أف تحلق‪ ،‬كال القلب أف ينهر‪،‬‬ ‫كال تستطيع الركح أف تسموا‪ ،‬كيأتيك الخمداف كالجمود كالكسل‪ ،‬كإذا نمت فى‬ ‫حالة يقهة القلب كسمو الركح فيكوف النوـ كلو فتوح‪ ،‬كلحهة كاحدة فى النوـ‬ ‫تكفيك أسبوعان كال تحس بكسل كال كخم كال أل شئ؟‪ ،‬كذلك بسبب الفتح الذل‬ ‫جاءؾ من عند اهلل ‪ ، ‬ككاف اإلماـ أبوالعزائم عندما يناـ يقوؿ‪:‬‬ ‫نم ىيكلى فػالركح يقهػى مشػوقة ألصػػلها العػػالى ليسػػت مػػن التٌػػرب‬ ‫ال تناـ الركح كال القلب أبدان إذا استيقظ اليقهة اإللهية التى تتحقق بعد‬ ‫الحياة القرآنية التى فيها استجابة لخير البرية ‪ ، ‬البد لئلنساف إذا أراد الفتح أف‬ ‫يحافظ على ىذا المنهج‪ ،‬كسيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬أعطانا مؤشر إذا حافهنا على ىذا‬ ‫المنهج لمدة أربعين يومان متصبلن‪ ،‬ماذا يحدث؟ قاؿ‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪214‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪.128‬‬

‫ذت ‪ٞ‬هَُ‪ ِٔ​َٔ ٔ١‬ق‪ًٜٞ‬بٔ٘ٔ عًَ‪ ٢ٜ‬ئطَأْ٘ٔ }‬ ‫{ َ​َِٔ ‪ٜ‬أخًِ‪ٜ‬ـَ هلل ‪ٜ‬أ ِزبَعٔنيَ ‪ََِٜٛ‬ا‪ ٟ‬تَف‪ٜ‬ذَٓسَتِ ‪ٜٓ‬ابـ‪ٝ‬عُ ا ٔ‬

‫مػػن تفجػػرت لػػو الحكمػػة‪ ،‬كمػػن أخػػذ ىػػذه العطايػػا ىػػل سػػيغفل؟!! ال‪ ،‬لكػػن‬ ‫الذين تكاسلوا لماذا؟ ىؤالء مدعوف قالوا‪:‬‬ ‫‪129‬‬

‫دعَ إال َٔ اي‪ٛ‬س‪ٜ‬ل‪ٚ ،‬أَا َٔ ‪ٚ‬ؾٌ فال ‪ٜ‬سدع أبدا‪} ٟ‬‬ ‫دعَ َ​َِٔ َز َ‬ ‫{ ‪ٚ‬اهلل َا َز َ‬

‫فكػػل مػػن كجدتػػو فػػى الخمػػود كالجمػػود كالكسػػل فػػاعلم أنػػو لػػيس معػػو شػػئ‪،‬‬ ‫ألنو لو أشرقت عليو الفتوحات ًسنة ( ًسنة الوصل ىسنة) فإنو ىسييحصل فيهػا ىسػنة مػن‬ ‫المعارؼ اإللهية كالعلوـ الربانية كلن يتركها أبدان‪:‬‬ ‫{ ي‪ ٛ‬فتح قًب املس‪ٜ‬د قدز ضَِ‪ ٚ‬ارت‪ٝ‬اط مل ‪ًٜ‬تفت عٔ اهلل ْفط‪ٟ‬ا‬ ‫‪ٚ‬إٕ ؾبٖت عً‪ ٘ٝ‬ايبً‪ٖٝ‬ات }‪.‬‬

‫كلكنو ناـ ألنو لم يرل شئ‪ ،‬حيث ضحكت عليو نفسو كىو فى نصف‬ ‫الطريق فلم ىير شيئان‪ ،‬فكره أف يقوؿ أنو ليس عنده شئ َّ‬ ‫فيدعى أف معو شئ كأنو رأل‬ ‫كغير ذلك‪ ،‬كىو ليس معو شئ كلم ىير شيئان!! فالذل رأل ال يقوؿ أنو رأل! ألف‬ ‫الذل رآه ال يستطيع أف يتحملو أحد من الحاضرين أك يتحمل سماعو‪ ،‬من الذل‬ ‫يستطيع أف يتحمل المشاىدات كالمشافهات كالمكافحات التى بين العبد كبين‬ ‫رب البريات ‪ ‬كىو غير مؤىل لذلك؟!!‬ ‫ّْ‬ ‫ىذه من باب ذؽ تعرؼ‪ ،‬لكن ىو نفسو لم يكل كلم يمل طرفة عين ألنو‬ ‫رأل‪ ،‬لكن الذل يتكاسل الذل كاف يطمع كعندما لم ىير شيئان عاد للجمود كالكسل‬ ‫كالمماطلة كالتسويف كالتأخير كالتمنى‪ ،‬كالحبيب قاؿ حتى فى اإليماف كليس‬ ‫اإلحساف كاإليقاف‪:‬‬ ‫ُِٖ أىحمد في (الزُّىد ) عن مكحوؿ مرفوعان مرسبلن ‪ .‬كركم و‬ ‫و‬ ‫ػت‪ :‬كصػلو أىبػو نعػيم فػي (الحليػة) مػن‬ ‫بسند‬ ‫ضعيف من حديث أىنس‪ ،‬قل ي‬ ‫ىنصارم‪ ،‬الدرر المنتثرة‪ ،‬كفى ركايات عدة ‪ :‬جاءت ‪ :‬ظهرت بدالن من تفجرت‪.‬‬ ‫طريق مكحوؿ عن أىبػي أىيُّوب األ‬ ‫ٌ‬ ‫ُِٗ تفسير البحر المديد ‪ ،‬كفى الزىد الكبير للبيهقى كتعريف األحياء بفضل اإلحياء ركاية عن ذل النوف المصرل‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪215‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫{ ي‪ِٝ ٜ‬ظَ اإل‪٢‬ميَإُ بٔايتََُٓين ‪َٚ‬ال‪ ٜ‬بٔايتَٓخًَ‪َٚ ،ٞ‬يهٔ​ِٔ ُٖ‪َ​َ َٛ‬ا ‪َٚ‬ق‪ٜ‬سَ فٔ‪ ٞ‬ا ‪ٞ‬يك‪ًٞ ٜ‬بٔ َ‪ٚ‬ؾَدَٓق‪ُ٘ ٜ‬‬

‫ا ‪ٞ‬يفٔ ِعٌُ‪ ،‬اي‪ٞ‬عًٔ‪ ُِٞ‬عٔ ‪ًَُٞ‬إ‪ :٢‬عًٔ‪ ِْٞ‬بٔايًطَإ‪َٚ ،٢‬عًٔ‪ ِْ ٞ‬فٔ‪ ٞ‬ا ‪ٞ‬يك‪ًٞ ٜ‬بٔ‪ ،‬ف‪ٜ‬أ‪َٓ​َٜ‬ا عًٔ‪ ُِٞ‬ا ‪ٞ‬يك‪ًٞ ٜ‬بٔ ف‪ٜ‬ا ‪ٞ‬يعًٔ‪ُِ ٞ‬‬ ‫‪130‬‬

‫ايَٓٓا ٔفعُ‪َٚ ،‬عًٔ‪ ُِٞ‬ايًطَإ‪ ٢‬حُذَٓ ‪ ١ٝ‬ايً‪َ ٜٔ٘ٓ‬تعَاي‪ ٰ٢ٜ‬عًَ‪ ٢ٜ‬ابِٔ‪ ٢‬آدََّ }‬

‫‪.‬‬

‫إذان البػػد مػػن االلتػػزاـ كالمتابعػػة‪ ،‬نهػػاره يكػػوف فيػػو لسػػانو نػػاطق بػػذكر اهلل‪ ،‬أك‬ ‫يتكلم ببعض كلمات يتمعن فيها قبل أف ينطق بها‪ ،‬فيهػا نصػيحة أك فيهػا تخفيػف أك‬ ‫فيها تحبيب ألل عبد من عباد اهلل‪ ،‬فالكبلـ الكثيػر دليػل علػى الخػواء‪ ،‬لكػن الملػئ‬ ‫‪    ‬م ػ ػػن كث ػ ػػرة مػ ػػا أن ػ ػػزؿ في ػ ػػو رب ػ ػػى ‪ ‬م ػ ػػن‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫باإليم ػ ػػاف كالحكم ػ ػػة‪    :‬‬ ‫‪ُّ[   ‬الشعراء] ‪.‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫الفتوحات كالهبات‪   :‬‬ ‫على يقوؿ كىو يشير إلى صدره‪:‬‬ ‫ككاف سيدنا ٌ‬

‫‪131‬‬

‫{ إٕٓ ٖٗٓا عً‪َٛ‬ا‪ ٟ‬مج‪ ١‬ي‪ٚ ٛ‬ددت يـٗا محً‪} ١‬‬

‫‪ ‬زطِب هط ُم ركس اهلل‬ ‫ال يعطيهػػا إال ألىلهػػا‪ ،‬فهػػذا حػػاؿ أىػػل الفػػتح مػػع اهلل ‪ ‬لمػػن يريػػد الفػػتح‪،‬‬ ‫ركشػػتة بسػػيطة كضػػعها رسػػوؿ اهلل‪ ،‬كقػػاؿ فػػى أثنػػاء النهػػار كالليػػل كاليقه ػة‪ :‬خال ي ػزاؿ‬ ‫لسػانك رطبػان بػػذكر اهلل ‪ } ‬إلػى أف يحيػػا القلػب‪ ،‬كإذا حيػػا القلػب فػػبل يحتػاج إلػػى‬ ‫اللس ػػاف‪ ،‬ف ػػذكر اللس ػػاف أس ػػرع كأكث ػػر نوراني ػػة كأزي ػػد ف ػػى الش ػػفافية‪ ،‬كمع ػػو البص ػػيرة‬ ‫المضػػية‪ ،‬كمعػػو األنػػوار العليػػة‪ ،‬فلػػيس عنػػده كقػػت بكلمػػات تػػدركها البريػػة‪ ،‬لكػػن فػػى‬ ‫ابى كقاؿ لو ‪:‬‬ ‫البداية اسمع لحديث المصطفى ‪ ‬جاءه إعر ه‬ ‫{ ‪ٜ‬ا زض‪ ٍٛ‬اهلل إٕ غسا‪٥‬ع اإلضالّ قد نجست عً‪ َٓٞ‬فأْب‪٦‬ين َٓٗا بأَس أتػبح ب٘‪،‬‬

‫َّجار عن أ و‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬ ‫َُّ ابن الن َّ‬ ‫ىنس ى‬ ‫ُُّ إحياء علوـ الدين‪ ،‬كأبجد العلوـ للقنوجى‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪216‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪.132‬‬

‫قاٍ‪ :‬ال‪َٜ ٜ‬صاٍُ ئطَاُْو‪ ٜ‬زَط‪ٞ‬بّا بٔ ٔرن‪ٞ‬س‪ ٢‬ايً‪} ٜٔ٘ٓ‬‬

‫قاؿ العلماء كالحكماء كالعرفاء‪:‬‬ ‫{ إذا دًطت ف‪ ٢‬حكس‪ ٠‬ايعامل فأَطو يطاْو يريد عً‪ٝ‬و َٔ عً‪َٛ‬ـ٘‪،‬‬ ‫‪ٚ‬إذا دًطت ف‪ ٢‬حكس‪ ٠‬ايعازف فأَطو قًبو يريد عً‪ٝ‬ـو َـٔ ي‪ٛ‬ا‪٥‬فـ٘‪ٚ ،‬إذا‬ ‫دًطت ف‪ ٢‬حكس‪ ٠‬اي‪ٛ‬ازخ فأَطو قًبو ‪ٚ‬يطاْو يـريد عً‪ٝ‬ـو َـٔ إغـازات٘‬ ‫‪ٜٓٚ‬صٍ عً‪ ٢‬قًبو َٔ فت‪ٛ‬حات٘ ‪ٚ‬ع‪ٛ‬ا‪٤‬ات٘ ‪ٖٚ‬بات٘ }‪.‬‬

‫فهذه تحتاج إلى التوحيد كالتجريد كالتفريد‪.‬‬

‫‪ ‬املسشد ب اهف ح‬ ‫سر من األسرار نضطر لقولو أحيانػان‪ ،‬كلكػن نيخفيػو‬ ‫ىذا الفتح ألىل الفتح فيو ه‬ ‫عن الفجار ألنو البػد لكػى يػتم الفػتح مػن استحضػار صػورة المرشػد العبػد القػائم فػى‬ ‫سػريرتك عنػػد أل عمػػل تتوجػػو بػػو لحضػػرة اهلل‪ ،‬ألنػػو بابػػك إلػػى رسػػوؿ اهلل ‪ ، ‬كإذا‬ ‫ذكػػرت أك تػػذكرت أك عملػػت أل عمػػل بػػدكف استحضػػاره تنتابػػك الوسػػاكس كتكثػػر‬ ‫عليك الهواجس‪ ،‬قاؿ فى ذلك اإلماـ أبو العزائم ‪:‬‬ ‫{ ؾ‪ٛ‬ز‪ ٠‬املسغد متٓع ‪ٚ‬ازدات اذتظ‪ ٚ‬عٔ ايكًب‪ ،‬ف‪ٝ‬ه‪ ٕٛ‬اذتظٗ حتت ضً‪ٛ‬إ‬ ‫ايكًب‪ٚ ،‬ايكًب ‪ٜ‬تًك‪ َٔ ٢٤‬اهلل ‪} ‬‬

‫فهػذه ىػػى الطريقػػة التػػى فيػػتح لنػػا بهػػا كالحمػػد هلل الطريػػق‪ ،‬كالتػػى نهػػديها خبػػرة‬ ‫كاضحة جلية ألل رفيق يريد أف يكوف من أىل التحقيق‪.‬‬ ‫إذا أردت أف تك ػػوف مػ ػػن األحبػ ػػاب فكلن ػػا مػ ػػن األحبػ ػػاب‪ ،‬أمػ ػػا إذا أردت أف‬ ‫(سػلّْم تسػلم يؤتػك‬ ‫تكوف من خواص األحباب كتكوف مػن أىػل العطػاءات البػد مػن‪ :‬ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُِّ مصنف ابن أبي شيبة عن عبد اهلل بن بسر‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪217‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهلل أجرؾ مرتين)‬

‫صػدّْقان‬ ‫أركنى فت نػى ذكػر اإللػو يم ى‬

‫كلم ىير نػور اهلل فػى كػل كجهػة‬

‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ّٔ[‬األحزاب]‬

‫كلَّم رسوؿ اهلل أحد صػحابتو عػن ابنتػو ليخطبهػا لفػبلف‪ ،‬فػأخبر الرجػل زكجتػو‬ ‫بذلك‪ ،‬فقالت‪ :‬إنو رجل فقيػر كىوكػذا ككػذا‪ ،‬فسػمعت البنػت قػوؿ أمهػا‪ ،‬فقالػت‪ :‬يػا‬ ‫أبتاه أرسوؿ اهلل قاؿ لك؟ قاؿ‪ :‬نعم‪ :‬قالت‪ :‬إذان ال تخالف أمر رسوؿ اهلل ‪.‬‬ ‫اإلماـ أبو العزائم ‪ ‬كأرضاه كضػع المنػاىج التػى جػاء بهػا سػيدنا رسػوؿ اهلل‬ ‫كالصالحين كاضحة جلية فى عصرنا لكل المريدين‪ ،‬كقاؿ فى شأف األسرار‪:‬‬ ‫(حنٔ ق‪ْ ّٛ‬هتِ أضسازْا عٔ اي‪ٛ‬ايب حت‪ ٢‬ال ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬ي٘ غٗ‪ ٠ٛ‬إال ف‪ ٢‬اذتل)‬

‫كالذل يريد األسرار الكلية البد أف يبيع نفسػو لػرب البريػة‪ ،‬إنمػا العطػاء علػى‬ ‫قدر البيع‪ ،‬من أعطى الكػل أخػذ الكػل‪ ،‬فالػذل مػا زاؿ يمسػك بحهػو كىػواه فليبقػى‬ ‫مع دنياه المشغوؿ بها‪ ،‬لكن كما قاؿ لنا اإلماـ أبو العزائم‪:‬‬ ‫بمػػدلوؿ إف اهلل كالػػذكر نػػاطق‬ ‫أال بعتمػػوا هلل مػػاالن كأنفس ػان‬ ‫الػذل بػػاع نفسػػو كمالػػو هلل لػػم يعػػد لػػو تصػػرؼ فػػى نفسػػو‪ ،‬فيتػػرؾ األمػػور كلهػػا‬ ‫للص ػػالحين‪ ،‬كالص ػػالحين ال يري ػػدكف ل ػػو إال الفػ ػػتح اإلله ػػى كالن ػػور الرب ػػانى كالعطػ ػػاء‬ ‫المحمػػدل‪ ،‬كيريػػدكف أف يوصػػلوه إلػػى بػػر األمػػاف‪ ،‬مثػػل الطبيػػب كػػل ىمػػو أف ييشػػفى‬ ‫المريض كيبرأ من األسقاـ كالعلل‪ ،‬فكذلك كل ىمهم أف ييشفوه من أمػراض القلػوب‬ ‫إلى أف يدخل فى قوؿ عبلـ الغيوب‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪218‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الشعراء]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ٖٗ[  ‬الشعراء]‬

‫كىنا يأتيو الفتح من الفتاح العليم ‪‬‬

‫‪ ‬مح٘اي اهسج ي مٓى اهلٌ ي!‬ ‫كللصػػالحين السػػابقين كالمعاص ػرين أجمعػػين أحػػواؿ خاصػػة بهػػم!! حتػػى أف‬ ‫رجبلن منهم دخل على شيخو رضى اهلل عنو‪ ،‬ككاف الشيخ فػى حالػة غيبػة عػن البشػرية‬ ‫انشغاالن بما يتوارد على قلبو من المناظر اإللهية ‪ -‬كالمشايخ فى ىػذه الحضػرات ال‬ ‫يحتاجوف إلى أف ييتحدث معهم‪ ،‬كىذه الساعة حتى رسوؿ اهلل كاف يقوؿ فيها‪:‬‬ ‫‪133‬‬

‫{ ي‪ٚ ٞ‬قتْ ال ‪َٜ‬طعين ف‪ ٘ٝ‬غري زب‪} ٞ‬‬

‫ككرد أف السيدة عائشة رضى اهلل عنو كعن أبيها الصديق دخلت عليو فى‬ ‫ىذه الساعة ذات مرة فقاؿ‪ :‬ىمن؟ قالت‪ :‬عائشة‪ ،‬قاؿ‪ :‬عائشة ىمن؟ قالت‪ :‬بنت أبى‬ ‫بكر‪ ،‬قاؿ‪ :‬أبوبكر ىمن؟ قالت‪ :‬الصديق‪ ،‬قاؿ‪ :‬الصديق ىمن؟ قالت‪ :‬فعلمت أنو فى‬ ‫حاؿ جمع مع ربو ‪ ‬فخرجت كتركتو‪.‬‬ ‫كالػػذل يسػػمع غيػػر ىػػذا ربمػػا يحػػدث لػػو أمػػر ال تحمػػد عقبػػاه‪ ،‬كلػػذلك كػػاف‬ ‫الصالحوف إذا دخل أحدىم الخلػوة ال يػدخل عليػو أحػد إال بػإذف‪ ،‬كقػد ال يخرجػوف‬ ‫مػػن البيػػوت أيام ػان خشػػية علػػى الخلػػق‪ ،‬ألنػػو ربمػػا الخلػػق ال يتحملػػوف ىػػذه األحػػواؿ‬ ‫فيزؿ أك يضل أك ينػتكس‪ ،‬سػيدل أحمػد البػدكل ‪ ‬قػول عليػو النػور – ككػاف النػور‬ ‫فى كجهو – ككضع لثامان على كجهو‪ ،‬ف َّ‬ ‫شف النور من كراء اللثاـ‪ ،‬فوضع لثامان آخػر‪،‬‬ ‫فكاف ال يمشى إال كلو لثاماف!! ألنو ال يستطيع أحد أف يتحمل ىذا النور‪.‬‬ ‫كحاؿ سيدل أحمد البدكل ىذا كراثة لسػيدنا موسػى عليػو كعلػى نبينػا أفضػل‬ ‫الصبلة كأتم السبلـ عندما ذىب ليناجى ربو على طور سػيناء‪ ،‬ككلمػو ربػو‪ ،‬فلمػع فػى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ّ​ُّ تفسير البحر المديد‪ ،‬المقاصد الحسنة للسخاكل‪،‬رسالة القشيرل ركاية عن السيدة عائشة رضى اهلل عنها‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪219‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كجهػػو الضػػياء‪ ،‬فكلمػػا رآه رجػػل مػػن بنػػى اس ػرائيل مػػات‪ ،‬حتػػى مػػات سػػبعوف رج ػبلن‪،‬‬ ‫فسأؿ اهلل ‪ ، ‬فأمره أف يضع لثامان على كجهو!! كلذلك اتهمػوه بعػد ذلػك بػأف فػى‬ ‫كجهػػو بػػرص كلػػذلك ال يكشػػف عػػن كجهػػو‪ ،‬حتػػى كشػػف اهلل لهػػم الحػػاؿ فػػى يػػوـ‬ ‫السػػوؽ‪ ،‬حيػػث أمػػره أف يغتسػػل فػػى يػػوـ سػػوؽ‪ ،‬كأف يخلػػع مبلبسػػو مػػا عػػدا قميصػػو‪،‬‬ ‫يتجردكف نهائيان كلكن يغتسلوف من فوؽ القميص‪ ،‬فاغتسػل فػى النيػل ثػم‬ ‫كاألنبياء ال َّ‬ ‫خرج – ككاف كضع ثيابو على حجر – فأخذ الحجر الثيػاب كجػرل‪ ،‬فػانطلق موسػى‬ ‫مبرأ مما قالوا‪:‬‬ ‫كراءه فى السوؽ‪ ،‬حتى يراه أىل السوؽ جميعان كيعرفوف أنو َّ‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ٔٗ[   ‬األحزاب]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ككذلك أحواؿ الصالحين‪ ،‬فإذا خبل المرء ب ًربّْو كتواترت عليو األنوار‪ ،‬كظهر‬ ‫عليو األحواؿ‪ ،‬كال يستطيع أف يتحملها من حولو من الرجاؿ‪ ،‬ماذا يفعل؟ اشفاقان‬ ‫بهم كرحمة عليهم كحنانة كعطفان عليهم !! يختبئ منهم حتى تهدأ األحواؿ‪،‬‬ ‫كتتوارل فى الجسد كالهل كالخياؿ‪ ،‬ثم يخرج بعد ذلك‪ ،‬مثل سيد الرسل‬ ‫كاألنبياء‪ ،‬نوره كجمالو يقوؿ فيو ‪: ‬‬ ‫‪134‬‬

‫{ أ‪ٝ‬عِ‪ُٜٛ َٞٔٛ‬ضُفُ عًَ‪ ِٜٔ٘ٝ‬ايؿَٓال‪ٚ ٝ٠‬ايطَٓالُّ غَ‪ٞٛ‬سَ اذت‪ٝ‬طِٔ‪} ٢‬‬

‫لكنو ‪ ‬أخذ الحسن كلو‪ ،‬كإذا كانت النسوة عندما رأين يوسف لم يستطعن‬ ‫أف يمسكن السكاكين التى فى أيديهن‪ ،‬بل قطعن أيديهن كىن ال يشعرف ألنهن‬ ‫أخذف بجماؿ يوسف !!‬ ‫فما بالك بمن يرل جماؿ رسوؿ اهلل‪ ،‬ماذا يفعل؟! ‪ ..‬لكن جمالو ‪ ‬سكن‬ ‫حتى توارل الحسن العالى فى ىذا الجسد كىذا الخياؿ‪ ،‬فبل يراه إال يك َّمل الرجاؿ‬ ‫الذين اختصهم اهلل ‪ ‬بهذه األحواؿ‪ ،‬كلذلك قاؿ اهلل فى شأف الهالمين أجمعين‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّْ مسند اإلماـ أحمد‪ ،‬عن أنس ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪221‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ُٖٗ[        ‬األعراؼ]‬

‫كملو بو اهلل ‪ ‬ألنو إماـ أىل الكماؿ فى الدنيا كاآلخرة‪.‬‬ ‫كماؿ َّ‬

‫‪ ‬األدب ًع اهسج ي!‬ ‫فأىل األحواؿ فى مثل ىذه األحواؿ يحتاجوف إلى كماؿ األدب معهم‪ ،‬إذا‬ ‫كجدتو ال يستطيع الحديث ال تثقل عليو كال تلح عليو بالتحديث‪ ،‬الزـ األدب‬ ‫كاسكت‪ ،‬يكفيك إذا جلست بجواره أف تتوارد عليك أحوالو كأنواره‪ ،‬ألنو لو قاؿ‬ ‫َّ‬ ‫سكت إلى يوـ القيامة‪.‬‬ ‫لك اسكت كىو فى حاؿ غير حالو ربما‬ ‫رجل من الصالحين من حولو أال ييدخلوا عليو أحدان إال بإذف‪ ،‬فدخلت‬ ‫أكصى ه‬ ‫عليو إحدل الجارات‪ ،‬كتركوىا كلم ينهوىا حتى دخلت عليو خلوتو‪ ،‬فأرادت أف‬ ‫تحدثو فقاؿ لها اقعدل‪ ،‬فأيقعدت فى الحاؿ‪ ،‬كلم تستطع أف تنهض بعدىا!‬ ‫كلذلك يلزـ كماؿ األدب مع الرجاؿ فى مثل ىذه األحواؿ‪ ،‬ألنها أحواؿ ال‬ ‫يعلم بها إال الواحد المتعاؿ ‪ ، ‬كالتمس األعذار‪ ،‬ألف آفة اآلفات كالتى تمنع‬ ‫كتحجب كل العطاءات الهن السئ إذا تسلل إلى قلب المريدين كالمريدات‪.‬‬ ‫فإياؾ ثم إياؾ أف تجعل للهن السئ موضعان فى قلبك‪ ،‬ألنو أكبر الحجب‬ ‫التى تمنع عنك كل عطاء من ربك ‪ ‬قاؿ ‪:‬‬ ‫{ ‪٢‬إَٕٓ ايً‪َٜ َ٘١‬ك‪ٜ :ٍُٛٝ‬أَْا عِٔٓدَ ظ‪ ٓ٢ٜٔ‬عَبِدٔ‪ ٟ‬بٔ‪} ٞ‬‬

‫‪135‬‬

‫كلذلك قاؿ لنا اإلماـ أبو العزائم رضى اهلل عنو‪:‬‬ ‫س ػ ػ ػػلم االرتق ػ ػ ػػا كب ػ ػ ػػاب الت ػ ػ ػػدانى حسػػن ظػػن بػػاهلل فػػى كػػل شػػاف‬ ‫فلو طلب منك شػيخك الػذىاب إلػى مكػاف مػا‪ ،‬فتقػوؿ فػى نفسػك ألػم يعلػم‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّٓ صحيح مسلم عن أبى ىريرة ‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪221‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫أنػػى صػػائم اليػػوـ كالجػػو حػار‪ ،‬فلمػػاذا يريػػد أف يعػػذبنى؟!! الػػذل أمػػرؾ بالصػػياـ أمػػرؾ‬ ‫ليعػػذبك أـ ليمنحػػك؟!! قػػس ىػػذا علػػى ىػػذا‪ ،‬فهػػذا حػػاؿ الصػػالحين فػػى كػػل كقػػت‬ ‫كحين‪ ،‬يريدكف األفراد الذين يحسنوف الهن بػاهلل كباألخيػار كباألطهػار فػى كػل كقػت‬ ‫كحػػين‪ ،‬فسػػوء الهػػن يمنػػع اإلرسػػاؿ اإللهػػى‪ ،‬كيحػػرؽ شػػبكة القلػػب‪ ،‬فػػبل تسػػتقبل أل‬ ‫عطاءات من اهلل كال أل امدادات من رسوؿ اهلل ‪. ‬‬ ‫إذان الذل يريد أف يكوف من السالكين كالمحبػين كالعػارفين كيأخػذ المػنح مػن‬ ‫اهلل البػػد أكالن كمػػا قلػػت فػػى البدايػػة أف يتخلػػى عػػن نفسػػو كعػػن حهػػو كعػػن ىػػواه‪،‬‬ ‫كيي ىملك نفسو لرجل من الصالحين كثػق فيػو‪ ،‬كيملػك نفسػو أل ال يكػوف لػو إرادة فػى‬ ‫نفسػػو‪ ،‬كمػػا كضػػحنا قبػػل ذلػػك م ػراران كتك ػراران فػػى قصػػة الخضػػر مػػع موسػػى‪ ،‬كانػػت‬ ‫‪ٕٗ[        ‬الكهف] ثم تتحد اإلرادة مع إرادة اهلل‪:‬‬ ‫ارادتو أكالن‪     :‬‬ ‫‪ُٖ[   ‬الكهف]‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪          ‬‬

‫ثم تموت إرادتك كتبقى إرادة اهلل [ِٖالكهف]‪:.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫إذا مش ػػيت عل ػػى ى ػػواؾ ف ػػنحن غي ػػر مس ػػئولين عن ػػك ال ف ػػى ال ػػدنيا كال ف ػػى‬ ‫اآلخرة!‬ ‫كالذل يمشى على ىواه ماذا نفعل لو؟!‬ ‫كىو قد أخذ فى سجل فى الملفات اإللهية‪:‬‬ ‫{ َ​َخِسُ‪ََُٓ َٔ ّْٚ‬ا‪ ُٙ‬ألُْٖ٘ اتَٖب َع َٖ َ‪ٛ‬ا‪.} ٙ‬‬

‫من الذل يحيا بالنور؟‬ ‫‪      ‬إذان شػ ػػرط الحيػ ػػاة المػ ػػوت أكالن‪ ،‬مػ ػػوت الػ ػػنفس‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪222‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫العطػاءات ‪  ‬‬

‫كالحظ كالهول‪ ،‬ثم بعد ذلػك‬ ‫‪ُِ​ِ[ ‬األنعػاـ] أكلها الكشاؼ الذل يكشف لو ما فى الصدكر‪ ،‬كالذل يبين لو ما فى‬ ‫العيػػوف‪ ،‬كالػػذل يػػرل بػػو الغيػػب المضػػنوف‪ ،‬كالػػذل بػػو يحصػػل علػػى عطايػػا المق ػربين‬ ‫كالصػػادقين كاألكليػػاء كالمتقػػين فػػى كػػل كقػػت كحػػين‪ ،‬كقػػاؿ الرجػػل الصػػالح الشػػيخ‬ ‫‪136‬‬ ‫الششترل ‪ ‬على لساف القدرة‪:‬‬ ‫ط ال ين ػػاؿ الوص ػػاؿ م ػػن في ػػو فضلػ ػػو‬ ‫إف ت ػػرد كص ػػلنا فموت ػػك ش ػػر ه‬ ‫فافن عن جملػة الوجػود لتبقػى كػ ػػل ىاتيػ ػػك يػ ػػا فتػ ػػى مضمحلَّ ػ ػػو‬ ‫كاخلػػع عنػػك يػػا خليػػع غرامػػي ال يكػ ػػن لػ ػػك غيػ ػػر كجهػ ػػي قبل ػ ػػو‬ ‫ىػػذه شػػركط إلهيػػة موجػػودة فػػى كتػػاب الفتوحػػات الربانيػػة ‪ ...‬كىػػو كتػػاب اهلل‬ ‫‪ ،‬كمشركحةه فى أحواؿ كسلوكيات خير البريَّة‪ ،‬كالصالحين أكلى العطيَّة إلػى يومنػا‬ ‫ىذا كفى كل زماف كمكاف‪.‬‬ ‫فهل من متَّبع!!! ‪...‬‬ ‫كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّٔسيدل أبو الحسن الششترل ‪،‬كرد فى النور السافر عن أخبار القرف العاشر للعيدركس كغيرىا‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪223‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ضس اهف ح‬ ‫‪ ‬األخاق ُّ‬ ‫‪ٓ ‬ى األخاق أقبى اه غ‪ ٚ‬؟‬ ‫‪ ‬جٔ د اه زفني فةةةة األخاق‬ ‫‪ ‬ك‪ٚ‬ف ‪ ٙ‬س اهط هم ع‪٘ٚ‬ب ُفطٕ؟‬ ‫مٗالً‪ :‬شْ ُفطم هة حلني!‬ ‫ث ُ‪ : ًٚ‬ذٓب هو ةة‪ٚ‬ذ املس ِّ‬ ‫ث هث ُ‪ :‬اض ٌى ًسآة األخ٘ة!‬ ‫زا ً ‪ :‬مب ذا ‪ٙ‬ةفةم معدا م؟‬ ‫خ ًطً ‪ :‬اأع بةةةةةةةةةة ز خلوق‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪224‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬زٗش‬

‫‪‬‬

‫اه زفني أةاح مخاق املس‪ٙ‬د‪ّٙ‬‬ ‫مٗال‪ :‬اهقوب ٓ٘ املسكص‪.‬‬

‫ث ُ‪ً ٚ‬ق‪ :‬ادفّ ُفطم ٗدع اهلرب‬ ‫ث هث ً‪ :‬اأً َ اهغصا ٗاه طب‪ٚ‬ق اه ٌو‬ ‫زا ً‪ :‬اه دوص ًّ مس‬ ‫خ ًط ً‪ :‬اأض غ ث‬

‫املِ فقني‬ ‫ه ‪ٚ‬ذ‬

‫ض دضً‪ :‬قسمٗ اأح‪ ٚ‬ء ه ة ٗا مح‪ ٚ‬ء‬ ‫ض‬

‫ً‪ :‬عاً اه٘ة٘ي سؤ‪ ٙ‬اهسض٘ي‬ ‫ث ًًِ‪:‬‬

‫سى ٓرا اهصً ْ‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪225‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهب ب احل دى ع س‬ ‫ضس اهقَ٘‬ ‫فةى اهق٘ي ف ِّ‬

‫ُّٕ‬

‫إخوانى القراء الكراـ ‪..‬‬ ‫كفصػػلنا حينػان كأكجزنػػا‬ ‫بعػػد أف طفػػت بكػػم كمعكػػم فػػى ميػػادين الفػػتح اإللهػػى‪َّ ،‬‬ ‫حينػ ػان آخ ػػر ف ػػى من ػػاىج الواص ػػلين ل ػػرب الع ػػالمين! كي ػػف ج ػػازكا القف ػػار !! ككاجه ػػوا‬ ‫األخطار فى طريقهم للواحد الغفار ‪ ...‬أحدثكم فػى ىػذا الفصػل عػن القػوؿ الفصػل‬ ‫أك إف شػػئتم أف تسػػموه "خبلصػػة القػػوؿ" فػػى سػ ّْػر القػػوـ أل الصػػالحين!‪ ..‬كمفتػػاح‬ ‫الس ػ ّْػر ى ػػو كلم ػػة كاح ػػدة ‪ ...‬أجم ػػع لك ػػم فيه ػػا خبلص ػػة تج ػػارب الص ػػالحين كك ػػبلـ‬ ‫ػرب العػػالمين فػػى كػػل كقػػت‬ ‫الناصػػحين كزبػػدة أفهػػاـ العػػارفين فػػى سػػر كصػػوؿ القػػوـ لػ ّْ‬ ‫كحين ‪....‬‬ ‫مفتاح السر ىو عبادة جعل اهلل فيها السػر ألىػل الفػتح أجمعػين‪ ،‬كىػى عبػادة‬ ‫قد ال تخطر على قلوب الكثيرين من العابدين ‪ ..‬لماذا؟‬ ‫ألف تنافس العابدين فى العبادات كفى النوافػل المصػاحبة أك المضػاىية لهػا مػن‬ ‫جنسها‪.‬كالصبلة كما يشبهها من قياـ الليػل كصػبلة الضػحى كغيرىػا مػن انػواع الصػبلة‬ ‫النفلية ‪ ..‬كالزكاة كما يشبهها من الصدقات ‪ ..‬كشهر رمضاف كما يشػبهو مػن مػن صػياـ‬ ‫األياـ المسنونة كالستة من شواؿ ككيومى اإلثنين كالخميس كيػوـ عرفػة كيػوـ عاشػوراء‬ ‫كغيرىا ‪ ..‬كالحج كالعمرة كتكرارىما ‪..‬ككل ىذه عبادة العبَّاد!!‬ ‫لك ػػن العب ػػادة الت ػػى به ػػا ف ػػتح القل ػػوب‪ ،‬كبه ػػا يم ػػن اهلل عل ػػى العب ػػد بف ػػتح خ ػػزف‬ ‫الغيوب‪ ..‬ىى التى مدح اهلل عليها كبها سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كقاؿ لو فى شأنها‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّٕ المعادل – الخميس ْ‪ََُِ/ُ​ُ/‬ـ الموافق ِٕ من ذك القعدة ُُّْىػ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪226‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ْ( ‬القلم)‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫األخاق ضسُّ اهف ح‬ ‫كىذا األمر قلناه مراران كرددناه تكراران ياإخوانى األحباب‪ ... ،‬كلكنَّا نريد‬ ‫تقريب األمر على المريد السعيد ‪ ...‬ليفتح اهلل ‪ ‬عليو أبواب فتحو كيمده من‬ ‫حضرتو بأنوار التوفيق كالتأييد ‪ ....‬ألف جهاد العارفين كالصالحين كالمتمكنين‬ ‫كاألفراد الوارثين فى ىذا الباب ‪ ..‬فى األخبلؽ‪.‬‬ ‫فالجهاد فى األخبلؽ يجعل اإلنساف قريب الشبو من رسوؿ اهلل ‪ ‬فى قوؿ‬ ‫اهلل ‪ْ(      :‬القلم)‪ ،‬كىى أعلى األعماؿ شأنا فى‬ ‫الدار اآلخرة‪ ،‬لقولو عليو أفضل الصبلة كأتم السبلـ فى الحديث الشريف المنيف‪:‬‬ ‫‪ ْ٤ٞ‬أ‪ِ ٜ‬ث ‪ٜ‬كٌُ يف َٔ‪ٝ‬صَإ‪ ٢‬امل‪ٝ‬ؤَِٔ​ٔ‪ ََِّٜٛ ٢‬ايكٔ‪َٝ‬اَ‪ ِٔ​َٔ ٔ١‬خًُ‪ٝ‬ل‪ ٣‬حَطَٔ‪ ٣‬ف‪٢ٜ‬إَٕٓ اهلل تعاىل‬ ‫{ َ​َا غ ِ‬ ‫ُّٖ‬

‫حؼَ ايبَرٔ‪} َ٤ٟ‬‬ ‫ي‪ِ ُٝ‬بػٔضُ ايفا ٔ‬

‫فالخلق الحسن أثقل شػيىء يوضػع فػى الميػزاف يػوـ القيامػة‪ ،‬كأقػرب النػاس إلػى‬ ‫الحبيػػب ‪ ‬يػػوـ القيامػػة فػػى الدرجػػة كالمنزلػػةكالتكريم فػػى الموقػػف العهػػيم مػػن يقػػوؿ‬ ‫فيهم ‪:‬‬ ‫ُّٗ‬

‫خال‪ٜ ٜ‬قا‪ ٟ‬فٔ‪ ٞ‬اي ٓدُِْ‪َٝ‬ا }‬ ‫{ ‪٢‬إَٕٓ أ‪ٜ‬ق‪َ ٞ‬سَبه‪َٔ ِ​ِٝ‬ين َ​َِٓص‪٢‬ال‪ َّ َِٜٛ ٟ‬ا ‪ٞ‬يكٔ‪َٝ‬اَ​َ‪ٜ ٔ١‬أحَاضُٔٓه‪ٜ ِ​ِٝ‬أ ِ‬

‫كمن أحبنا إلى رسوؿ اهلل؟ كمن أبغضنا إليو – أعاذنا اهلل بفضلو من أف‬ ‫نكوف منهم أك نتصف بببعض أكصافهم‪ -‬نسألو ‪‬؛ فيجيبنا ‪:‬‬ ‫خال‪ٜ‬قا‪ ٟ‬ا ‪ٝ‬مل‪َٛ‬طٔٓ‪ٜ َُٕٛ٦‬أن‪َٓٞ‬افا‪ ٟ‬اي‪ٜٓ‬رٔ‪َٜ َٜٔ‬أ‪ٜٞ‬يف‪ُٜٚ َٕٛٝ‬ؤِ‪ٜ‬يف‪َٚ ،َٕٛٝ‬إ َٕٓ‬ ‫{ إَٕٓ ‪ٜ‬أحَٓبَه‪ ِ​ِٝ‬إي‪ٜ َٜٓٞ‬أحَاضُٔٓه‪ٜ ِ​ِٝ‬أ ِ‬ ‫ُّٖ عن أىبي الد ً‬ ‫ً‬ ‫س ك اب ًن ىش ًر و‬ ‫صحيح كفي ً‬ ‫شةى كأىبي يى ىريٍػ ىرةى كأىنى و‬ ‫يك‪.‬‬ ‫حسن‬ ‫الباب عن ىعائً ى‬ ‫ه‬ ‫يسى حديث ه‬ ‫ٍ‬ ‫َّر ىداء‪ ،‬سنن الترمذم‪ ،‬قاؿ أبو ع ى‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫رضي اللوي عنوي (ز)‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫عن‬ ‫)‬ ‫ُّٗ (ابن عساكر‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪227‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ألحٔبَٓ‪ ٔ١‬امل‪ًَٞٝ‬تُٔطُ‪ َٕٛ‬ئً‪ٞ‬بُسَآ‪ ٔ٤‬ا ‪ٞ‬يعَ‪ِٝ‬بَ‪-‬‬ ‫كه‪ ِ​ِٝ‬إي‪ َٜٓٞ‬امل‪ٜ‬ػَٓاؤُ‪ َٕٚ‬بٔايَُٓٔ‪ ٔ١َُٝ‬ا ‪ٝ‬ملف‪ٜ‬س‪ٓ٢‬ق‪ َٕٛٝ‬بَ‪ َِٔٝ‬ا ‪ٜ‬‬ ‫‪ٜ‬أبِػ َ‬ ‫َُْ‬

‫‪ٚ‬ف‪ ٢‬ز‪ٚ‬ا‪ :١ٜ‬ايعجسات }‬

‫إذان األخػبلؽ فيهػا أكمػل التشػبو برسػػوؿ اهلل ‪ ، ‬كىػى أثقػل شػيىء فػى الميػزاف‬ ‫كبهػػا ينػػاؿ المػػرء أرفػػع درجػػة فػػى الػػدار اآلخػػرة فػػى حهػػوة النبػػى العػػدناف‪ ،‬كلػػذلك سػػئل‬ ‫‪:‬‬ ‫{ أ‪ ُٟٜٓ‬امل‪ٝ‬ؤَِٔٓٔنيَ ‪ٜ‬أ ‪ٞ‬نَُ ‪ ِ​ًُِٗٝ‬إ‪٢‬مياْا‪ٟ‬؟ ق‪ٜ‬اٍَ‪ٜ :‬أحِطَُُِٓٗ​ِ خًُ‪ٝ‬كا‪ ،ٟ‬ق‪ًٞ ٝ‬تُ‪ :‬ف‪ٜ‬أ‪ ُٟٜٓ‬امل‪ٝ‬طًُِٔٔنيَ أ‪ٜ‬ضًِ‪،ُِٜ‬‬ ‫ق‪ٜ‬اٍَ‪ َِٔ​َ :‬ضًََِٔ ايَٓٓاعُ َٔ​ِٔ ئطَأْ٘ٔ َ‪َٜٚ‬دٔ‪} ٔٙ‬‬

‫ُُْ‬

‫فميزاف الحسن كالكماؿ ىو ميزاف األخبلؽ كالخصاؿ‪ ،‬كىى الفارؽ بين‬ ‫ملتزـ بأخبلؽ اإليماف‪ ،‬كطهَّر نفسو من‬ ‫اإلنساف المؤمن كغير المؤمن؛ فالمؤمن ي‬ ‫أخبلؽ النفاؽ التى َّ‬ ‫حذر منها القرآف كنبَّو عليها النبى العدناف‪ ،‬كبها يكرـ المرء أك‬ ‫يهاف فى الدنيا كيوـ لقاء الملك الرحمن‪. .‬‬ ‫كبداية التخلق للتعلق أف يجاىد المرء نفسو أكال للتخلص من أكصاؼ‬ ‫المنافقين كقد أشرنا لذلك فى مواضع عدة لشدة أىميتو‪ ،‬كالنبى ‪َّ ‬‬ ‫حذرنا فقاؿ‪:‬‬ ‫{ آ‪ ٝ١َٜ‬ا ‪ٞ‬يُ​َُٓافٔل‪َ ٢‬ثال‪ٜ‬خْ‪ :‬إ‪٢‬ذَا حَدَٓخَ ن‪ٜ‬رَبَ ‪َٚ‬إ‪٢‬ذَا ‪َٚ‬عَدَ ‪ٜ‬أخًِ‪ٜ‬فَ ‪َٚ‬إ‪٢‬ذَا ا‪ُِ٥‬تُٔ​َٔ خَإَ }‪ ،‬كفى‬ ‫ركاية‪َٚ { :‬إ‪٢‬ذَا خَاؾَ َِ ف‪ٜ‬ذَسَ } كفى أخرل‪َٚ { :‬إذَا عَاَٖدَ غ‪َ ٜ‬دزَ‪َٚ ،‬إِٕ ؾًَ‪َٚ ٢١‬ؾَاَّ‬ ‫ُِْ‪.‬‬

‫َ‪ٚ‬شَعََِ ‪ٜ‬أَُْٓ٘ َُطًِِْٔ }‬

‫ىذه األكصاؼ ! أكصاؼ من‪ ،‬أكصاؼ المنافقين! فلكى يكمل اإلنساف فى‬ ‫يطهر نفسو من ىذه‬ ‫اإليماف كيؤذف لو بالسير إلى حضرة الرحمن فبلبد أف ّْ‬ ‫األكصاؼ بالكلية! فبل يليق بو مثبلي أف يقوؿ‪ :‬ىذه كذبة بيضاء! أك كذب على‬ ‫َُْ عن أىبًي يى ىريٍػ ىرةى ‪‬ركاه الطبراني في الصغير كاألكسن‪ ،‬كركاه البزار من حديث بن مسعود باختصار ‪ ،‬الترغيب كالترىيب‬ ‫ُُْ عن أىبي ذىر ً‬ ‫رضي اللَّوي ع ٍنو‪ :‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُِْ ىع ٍن أىبًي يى ىريٍػ ىرةى‪ ،‬صحيح مسلم ‪( ،‬ؽ‪،‬ت‪،‬ف) كالثانية للشيخين عن ابٍن عي ىم ىر ‪ ،‬كالثالثة لمسلم عن أبى ىريرة ‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪228‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫سبيل المزاح! أك اللهو! أك أقصد بها نيَّة حسنة‪ ،‬ألف النبى ‪ ‬كىو من يؤتم بو‬ ‫قاؿ لو أصحابو ‪:‬‬ ‫ُّْ‬

‫{ ‪ٜ‬ا زض‪ ٍَٛ‬اهلل ‪٢‬إَْٓو‪ ٜ‬تُدَاعٔبُٓا؟‪ٜ -‬أ‪ُ ٣‬تَُاشحُٓا‪ -‬قاٍَ‪٢ :‬إْٔٓ‪ ٞ‬ال‪ ٜ‬أ‪ٜ‬ق‪ ٍُٛٝ‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬حَك‪ٟٓ‬ا }‬

‫‪.‬‬

‫فُٔ ‪ٜ‬س‪ٜ‬د َٓاشٍ ايهُاٍ البد إٔ ‪ُٜٜٚٗٛ‬س ْفط٘ بايهً‪ٖ َٔ ١ٖٝ‬ر‪ ٙ‬ارتؿاٍ!‬

‫ٓى األخاق أقبى اه غ‪ ٚ‬؟‬ ‫الحجة‬ ‫كىل األخبلؽ فيها جهاد؟ قد تعلّْل النفس للبعض كتسوؽ مثل ىذه َّ‬ ‫كمبرر كتقوؿ‪ :‬يجبًل المرءي على ما يخلً ىق عليو! أل ال سبيل لو لتغيير يخلي ًقو! ‪....‬‬ ‫كبلـ محض إفتراء على اهلل كرسولو !!! ‪ ،...‬كىو حجة داحضة كباطلة‬ ‫كىذا ه‬ ‫مبرر عند‬ ‫تسوقها النفس‪ ...،‬كيػي ىرّْكج لها المنافقوف ‪ ...‬ليبرركا ألنفسهم ماليس لو ه‬ ‫رب العالمين! كال عند سيد األنبياء كالمرسلين ‪.‬‬ ‫ّْ‬ ‫كيزيدكف األمر بأف يضربوا مثبلن محسوسان فيقولوف‪ :‬ىل يستطيع المرءي أف‬ ‫يغير خلقتو التى خلقو اهلل عليو؟ فكما ال يستطيع ذلك! ال يستطيع أيضان أف يغير‬ ‫يخليىقوي الذل فطره اهلل عليو! ىكذا يدعوف! كىذه أيضان حجة داحضة باطلة! كيف؟‬

‫اإلنساف يي ّْ‬ ‫صفف شعره كما يريد كيطيلو كيقصره! كيلبس جسده كما يشاء!‬ ‫كل ذلك من‬ ‫فيبدك أحيانان بخل ىق وة زاىية مشرقة كأحيانا بشكل قبيح غير مألوؼ ! ك ُّ‬ ‫إجتهاد اإلنساف كفعلو‪ ،‬كمع تطور الدنيا فاليوـ يجركف عمليات جراحية يغيركف بها‬ ‫الكثير من الشكل الهاىر! كأعجب من ذلك يفعلوف!!‬ ‫لكن األخبلؽ لكى نعرفها جيدان؛ فهى صورة اإلنساف الباقية التى يتعامل بها‬ ‫كيههر بها أماـ اآلخرين ‪ ..‬فالصورة الهاىرة ىى خلقة اهلل ‪ ‬كالصورة الباطنة ىى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ً‬ ‫حسن‪.‬‬ ‫يسى‪ :‬ىذا‬ ‫ه‬ ‫حديث ه‬ ‫ُّْ عن أىبي يى ىريٍػ ىرةى‪ ،‬سنن الترمذم ‪ ،‬قاؿ أبو ع ى‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪229‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫التى فيها العفو أك الغلهة‪ ،‬فيها التسامح أك الشدة‪ ،‬فيها الكرـ أك البخل‪ ،‬فيها‬ ‫كل ذلك‬ ‫الشهامة أك َّ‬ ‫الخسة! فيها الحياء أك الفجور كالسفور! كفيها كفيها ‪ .....‬ك ُّ‬ ‫يههر فى الصورة الباطنة التى فى داخل اإلنساف! ‪..‬‬ ‫فالصورة الهاىرة قد نكوف فيها قريبى الشبو من بعضنا البعض! كلكن‬ ‫الصورة الباطنة تختلف‪ ..‬فمن الناس من تكوف صورتو الباطنة على ىيئة حيواف!‬ ‫الىم لو إال فى شهوة البطن!‬ ‫ىم لو إال فى شهوتو! َّ‬ ‫كىذا نلمسو فى المجتمع ‪ ..‬ال ِّ‬ ‫المحرمة ‪ ..‬أك األمور التى نهى اهلل ‪‬‬ ‫أك شهوة النكاح! أك شهوة المشركبات‬ ‫َّ‬ ‫عنها‪ ،‬فتجده كالحيواف ال عقل لو يسوقو إال شهوتو! مهما قلت! كلذا قاؿ فيهم‬ ‫اهلل ‪ ‬فى غير موضع فى كتابو كاشفان بعض تلك الصور الباطنة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫(ُِمحمد)‬

‫كىم ال يعقلوف إال شهواتهم كال يبصركف كال يسمعوف ففى (ُٕٗاألعراؼ)‪:‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كمن الناس من صورتو الباطنة على صورة شيطاف! فتجده يجيد الدىاء‬ ‫كالمكر الخبيث كالخطن السيئة للمسلمين كالمسلمات‪ ،‬كالكيد للمؤمنين‬ ‫سول كالدين كال خلق كال‬ ‫عقل ّ​ّ‬ ‫كالمؤمنات‪ ،‬كالتدابير المحرمة التى ال يرضاىا ه‬ ‫تشريع إلهى كال إنسانى؛ ألف صورتو الباطنة صورة شيطاف‪ ،‬كفيهم قاؿ الرحمن فى‬ ‫محكم القرآف‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ُ​ُِ(  ‬األنعاـ)‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪231‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كمن الناس من صورتو الباطنة صورة مبلؾ طاىر؛ تجد فيو النقاء كالطهر‬ ‫كالصفاء‪ ،‬كطيبة الخلق كحسن التعامل كلين الكبلـ كإنتقاء األلفاظ! ال يغضب منو‬ ‫غضب ألنو ال يصدر منو إال الكبلـ‬ ‫زجر أك‬ ‫ه‬ ‫نهر أك ه‬ ‫إنسا هف بسبب قالة قالها فيها ه‬ ‫الطيب اللين‪ ،‬كأنو المعنى بقولو ‪ ‬فى كتابو الكريم (ِْالحج)‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫أك كأنو ّْ‬ ‫جل فى عبله للمؤمنين من عباد اهلل ‪:‬‬ ‫ينفذ قوؿ اهلل َّ‬ ‫‪ّٖ( ‬البقرة)‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬

‫صور باطنةه‪ ،‬كلذلك عندما َّ‬ ‫تحدث اهلل ‪ ‬عن المؤمنين‪ ،‬جعل‬ ‫ككلها ه‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬ ‫رب العالمين ‪  ‬‬ ‫كالمثٍػنىى عليها فى كبلـ ّْ‬ ‫أكصافهم الباطنية ىى الممدكحة ي‬ ‫‪        ‬ماصورتهم يارب؟ لم يتكلم اهلل عن صورتهم الهاىرة ألنها ليست فيها‬ ‫مزية تنسب إليهم كال يمدحوف بسببها! ألنها من صنع اهلل الذل أتقن كل شيى!‬ ‫لكن المزية لئلنساف كالتى بها يرفع فى درجات القرب من حضرة الرحمن ىى‬ ‫صورتو الباطنية فهو الذل يسويها كيصورىا كيكونها كيجاىد نفسو حتى ينشأىا‬ ‫على كتاب اهلل ‪ ‬أك على صورة حبيب اهلل كمصطفاه ‪ .. ‬ماصورتهم يارب؟‬ ‫‪ِ-ُ) ‬المؤمنوف)‪،‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫لم يتحدث اهلل ‪ ‬عن أعماؿ الهاىر! كلكن أعماؿ الباطن‪ ..‬حتى فى الصبلة!‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪(     ‬المؤمنوف) كفركجهم أل جميع الفتحات الموجودة فى‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫أجسامهم فهم يحفهوف! كصلواتهم ‪ ..‬أل جميع صبلتهم إف كاف صلة باهلل أك‬ ‫بحبيب اهلل كمصطفاه أك بالصالحين من عباد اهلل‪ ،‬أك باإلخواف فى اهلل‪ ،‬أك‬ ‫بالجيراف‪ ،‬أك بالمجتمع كأىلو‪ ،‬أك حتى بالحيواف أك بنعم اهلل التى لهم بها صلة فى‬ ‫ىذه الحياة! أمره اهلل ‪ ‬أف يحافظ على ىذه الصبلت جميعان رغبة فى إرضاء اهلل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪231‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪.. ‬‬

‫فكلها أكصاؼ باطنية تخلقوا بها فاستحقوا مديح اهلل‪ ،‬كلذا قاؿ‬ ‫ْ​ُْ‬ ‫الحكيم ‪:‬‬ ‫قل للذم َّ‬ ‫جد في عزيمتو يبغي من العلم أرفع الرتب‬ ‫من قاؿ في النائبات كاف أبي يدعى من الناس فهو غير أبي‬ ‫«إف الفتى من قاؿ ىا أنا ذا» «ليس الفتى من قاؿ كاف أبي»‬ ‫يعنى يفتخر بأكصافو كصفاتو كأخبلقو التى بناىا لنفسو‪ ،‬ال يفتخر بثركتو ك‬ ‫ال بنسبو كال بعائلتو ك ال بجاىو؛ ألف كل ذلك و‬ ‫فاف‪ ،‬كلكن يفتخر بأكصافو الباطنية‬ ‫التى جاىد حتى تخلَّق بها كأصبح قريب الشبو من سيدنا رسوؿ اهلل ‪.‬‬ ‫ىذه األكصاؼ التى قاؿ فيها سيدنا أبويزيد البسطامى ‪: ‬‬ ‫{ ي‪ٝ‬طت ايهساَ‪ ١‬إٔ ت‪ٛ‬ري ف‪ ٢‬اهل‪ٛ‬ا‪ ٤‬فاي‪ٛ‬ري ‪ٜ‬فعٌ ذيو! ‪ٚ‬ال إٔ متػ‪ ٢‬عً‪ ٢‬املا‪٤‬‬ ‫فإٕ األمساى تفعٌ ذيو! ‪ٚ‬ال إٔ تك‪ٛ‬ع َا بني املػسم ‪ٚ‬املػسب ف‪ ٢‬ذتع‪ ;١‬ألٕ‬ ‫ايػ‪ٛٝ‬إ ‪ٜ‬فعٌ ذيو!‪ٚ ،‬يهٔ ايهساَ‪ ١‬إٔ تػ‪ٚٝ‬س خًُ‪ٜ ٝ‬كا‪ ٟ‬ض‪٦ٝ‬ا‪ ٟ‬ف‪ٝ‬و بٔدًْ‪ٝ‬ل‪ ٣‬حطٔ!}‪.‬‬ ‫لو كانت األخبلؽ ال تقبل التغيير كىم يتعلَّلوف بالحديث‪ { :‬إٕ حدثت إٔ‬ ‫دبال شاٍ عٔ َهاْ٘ فؿدم ‪ٚ‬إٕ حدثت إٔ زدال شاٍ عٔ خً‪ٝ‬كت٘ فال تؿدم }‬

‫فسنده منقطعُْٓ‪ ،‬كأسس الدين كلها تخالفو‪ ،‬كلو كاف كذلك ما كاف ىناؾ معنى‬ ‫ألمر بمعركؼ أك نهى عن منكر! كلما طالبنا اهلل ‪ ‬بكهم الغيظ إذ قاؿ تعالى‪:‬‬

‫‪ُّْ( ‬آؿ عمراف)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫فإف كاف اإلنساف مفطوران على كهم الغيظ فنعم! كلكن من لم ييػ ٍفطى ٍر على‬ ‫كهم الغيظ فلما يطالبو اهلل بذلك إذا كاف ال يستطيع أف يهذب أك يغير خلقو؟‬ ‫ْ​ُْ كتاب عبد الحسين الحويزم‬ ‫ُْٓ قاؿ في المقاصد الحسنة للسخاكل "كىو منقطع إذ الزىرم لم يدرؾ أبا الدرداء" ‪ ،‬كشف الخفاء‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪232‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ككلما طالبت أحدان أف يكوف حسن األخبلؽ يجيبك أنا خلقت ىكذا! ىل تستقيم‬ ‫الدنيا! أيعقل ىذا! إذا كاف اإلنساف ال يستطيع العفو إال إذا كاف يجبو ىل على ذلك!‬ ‫فلماذا طالبنا اهلل ‪ ‬بالعفو؟ لماذا قاؿ اهلل تعالى لحبيبو ‪ { :‬ؾٌ َٔ ق‪ٛ‬عو‪،‬‬ ‫‪ٚ‬اعط َٔ حسَو‪ٚ ،‬اعف‪ ٛ‬عُٔ ظًُو } فإذا كاف اإلنساف ال يستطيع أف يتخلَّق‬ ‫بذلك إال إذا يجبً ىل أك يكلً ىد على ذلك! فبل أمل كال رجا من كراء كل ىذه األكامر!‬

‫إدعاء ىؤالء ه‬ ‫قوؿ ليست لو مصداقيةه من الدين كال من الحقيقة العقلية!‬ ‫كلكن األخبلؽ يستطيع اإلنساف أف يهذبها كيغيّْرىا كيسمو بها فى أعلى المقامات!‬ ‫كمن ىنا جاء التفاكت الحاصل بين الصالحين كالصالحات فى الدرجات التى‬ ‫بلغوىا إذ كانت على قدر جهادىم فى التخلُّق بأخبلؽ القرآف كالتخلُّق بأخبلؽ‬ ‫النبى العدناف‪ ،‬ثم الرتبة العهمى فى التخلُّق بأخبلؽ الرحمن فقد كرد عن السيدة‬ ‫ُْٔ‬ ‫كالقرآف كبلـ‬ ‫خً‪ٝ‬ك‪ ُ٘ٝ‬اي‪ٞ‬ك‪ٝ‬سِإَٓ }‬ ‫عائشة لما سئلت عن خلقو ‪ ‬قالت‪ { :‬ن‪ٜ‬إَ ُ‬ ‫الرحمن فهو صفتو‪ ،‬كفى األثر‪ { :‬إٕ هلل تطع‪ٚ ١‬تطع‪ ٕٛ‬خًكا‪ َٔ ،ٟ‬ختًل ب‪ٛ‬احد َٓٗا‬

‫دخٌ ادتٓ‪.} ١‬‬

‫جٔ د اه زفني ف األخاق‬ ‫فجهاد العارفين فى ىذه األخبلؽ! كيف يطبعوف أنفسهم على أخبلؽ‬ ‫القرآف‪ ،‬كيف يفطركف أنفسهم على أخبلؽ النبى العدناف‪ ،‬كيف يجاىدكف أنفسهم‬ ‫كذكاتهم حتى يكونوا على أخبلؽ حضرة الرحمن ‪. ‬‬ ‫ىذا ىو جهاد ال يك َّمل من عباد اهلل ‪ ،‬كقد اختار الصالحوف كالصوفية ىذا‬ ‫المسلك كجعلوه ىو النموذج القويم الذل ينبى عليو التصوؼ فى كل زماف‬ ‫جل تعريفات التصوؼ حوؿ ىذا المعنى‪ ،‬فقد قيل ‪{ :‬‬ ‫كمكاف‪ ،‬كلذلك فنجد َّ‬ ‫خ ‪ًٝ‬لْ‪ ،‬فُٔ شاد عً‪ٝ‬و ف‪ ٢‬ا ‪ٝ‬‬ ‫ايتٖؿ‪ٗٛ‬ف ُ‬ ‫رتً‪ٝ‬ل فكد شاد عً‪ٝ‬و ف‪ ٢‬ايؿفا‪ ،} ٤‬كقيل أيضان‬ ‫آخر‪:‬‬ ‫موض وع‬ ‫فى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُْٔ عن عائشة ‪،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪233‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫{ ايتٖؿ‪ٗٛ‬ف ٖ‪ ٛ‬األخالم املسِقٔ‪ ،١ٖٝ‬أ‪ ٖٛ ٚ‬أخالمْ َسق‪.} ١ٖٝ‬‬

‫كل‬ ‫كىذا ىو األساس الذل بو يتفاكت الصالحوف كالصوفيَّة كالصادقوف‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ما تحكيو كتب الطبقات عن الصالحين كالركايات التى يجب أف َّ‬ ‫نعتد بها كنشيعها‬ ‫يتعلخ يؽ بهذه األخبلؽ العالية التى اكتسبوىا من جهاد أنفسهم‪.‬‬ ‫ىى ما ِّ‬ ‫أعز أصحابو على‬ ‫كأنتم تعلموف جميعا أف سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كاف يطبع َّ‬ ‫ذلك‪ ،‬فهذا ىو الصديق األعهم ‪ ‬خرج مع رسوؿ اهلل ‪ ‬متجهين إلى مكة فى‬ ‫جمل و‬ ‫حجة الوداع كقد كضع طعامو كطعاـ رسوؿ اهلل على و‬ ‫كاحد كسلَّمو لغبلـ‪،‬‬ ‫كأمره أف يحفظ الجمل كحسب‪ ،‬فسها الولد فضاع الجمل بما عليو من الطعاـ‪،‬‬ ‫يمر بو كيسمعو فقاؿ لو‪:‬‬ ‫فعنَّفو أبوبكر كخرج منو لفظ لع ون لو كإذا برسوؿ اهلل ‪ُّ ‬‬ ‫ُْٕ‬

‫{ ‪ٜ‬يعَٓأْنيَ ‪َٚ‬ؾدٔٓ‪ٜ‬كٔنيَ؟ ‪ٜ‬نال‪َٚ ٜٓ‬زَبٔٓ ا ‪ٞ‬ي ‪ٜ‬هعِبَ‪ { }ٔ​ٔ١‬قايت ايط‪ٝ‬د‪ ٠‬عا‪٥‬ػ‪ٜ :١‬فعَتَلَ ‪ٜ‬أبُ‪ٛ‬‬ ‫َبه‪ٞ‬س‪ٔ٦َ​ََِٜٛ  ٣‬رٕ َبعِضَ زَقٔ‪ٝ‬كٔ٘ٔ‪ .‬قاٍَ‪ :‬ثَُِٓ دَا‪ َ٤‬إي‪ ٢ٜ‬ايَٓيب‪ٜ ٓ٢‬فك‪ٜ‬اٍَ‪ :‬ال أ‪ٜ‬عُ‪ٛ‬دُ }‬

‫ألف الصدّْيق ال يكوف لعَّانان‪ ،‬فلما أخطػأ تػاب كاعتػذر ك َّ‬ ‫كفػر عػن خطئػو‪ ،‬كأخبػر‬ ‫النبى ‪ ‬بذلك‪ ،‬فبل يلعن المؤمن إال من لعن اهلل فى كتابو‪ :‬لعنة اهلل على الهػالمين!‬ ‫أك لعنة اهلل على الكػافرين! كىػى لعنػةه عامػة؛ فػبل يلعػن قومػان مخصوصػين إال إذا كػاف‬ ‫رب العػالمين فػى الكتػاب المبػين! ‪ ...‬فمهمػا رأل مػن‬ ‫صدر فى حقهم قرار لع ون من ّْ‬ ‫أىل زمانو ال يصدر منو لعن و‬ ‫ألحد منهم أبدا ‪.‬‬ ‫ه‬

‫كلذلك كرد أف سيدنا أبو المواىب الشاذلى ‪ ‬ككاف جاىد نفسو حتى‬ ‫اتصل بسيدنا رسوؿ اهلل ‪ ،‬كأصبح سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو الذل يتولى توجيهو‬ ‫فى كل حركاتو كسكناتو‪ ،‬فجالس ‪ ‬جماعة من الفقهاء يتدارسوف الفقو‪ ،‬كبعدىا‬ ‫غاب عنو ‪ ‬كلم يأتو كأبطأ عليو ككاف ‪ ‬يكثر من زيارتو‪ ،‬فتوجو إليو ‪ ‬بشيخو‬ ‫ليعود ‪ ‬إلى عادتو معو! فرأل شيخو كمعو النبى ‪ ‬كلكنو لم يستطع أف يحقق فى‬ ‫كجهو الشريف؛ فقاؿ لو شيخو‪ :‬ىذا رسوؿ اهلل ‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أال يرانى؟ قاؿ‪ :‬نعم‪،‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُْٕ ركاه البيهقي‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬الترغيب كالترىيب‪ ،‬كركاه مسلم كالحاكم عن أبى ىريرة بلفظ مختلف كنفس المعنى‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪234‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫قاؿ‪ :‬كلم حرمنى من رؤيتو؟‪ ،‬فقاؿ ‪:‬ألْو دايطت َٔ رن‪ٛ‬ق‪ ٕٛ‬ف‪ ٢‬ايفك٘!‪،‬‬ ‫قاٍ‪ :‬أي‪ٝ‬ظ ايفك٘ عًِ أت‪ٝ‬ت ب٘ ‪ٚ‬أَستٓا بدزاضت٘؟ قاٍ‪ْ :‬عِ ‪ٚ‬يهٔ تؿخب٘‬ ‫باألدب‪ ،‬فال ‪ٜ‬ك‪ٛ‬ي‪ ٕٛ‬ايػافع‪ٚ !٢‬يهٔ ‪ٜ‬ك‪ٛ‬ي‪ ٕٛ‬ايػافع‪ ٢‬زق‪ ٢‬اهلل عٓ٘ أ‪ ٚ‬زمح٘ اهلل!‬

‫فرسوؿ اهلل ‪ ‬يعلّْمو األدب حتى فى دراسة الفقو‪ ،‬لماذا؟ ألف ىذا الدين‬ ‫الجم مع السادة السابقين كالمعاصرين كالبلحقين‪.‬‬ ‫أساسو األخبلؽ كمنها األدب ُّ‬ ‫ككجده مرة جالسا مع و‬ ‫قوـ كقد تحدثوا ًبغيبة أحد؛ قاؿ‪ :‬فرأيتو ‪ ‬كأنا فى‬ ‫ن‬ ‫على كقاؿ ‪ٜ :‬استُد! ايػ‪ٝ‬ب‪ ١‬حساّ‪ ،‬أمل تطُع ق‪ ٍٛ‬اهلل ‪  ‬‬ ‫األزىر كقد دخل َّ‬ ‫‪ُِ( ‬الحجرات)‪ ،‬ال جتًظ زتًطا‪ ٟ‬ف‪ ٘ٝ‬غ‪ٝ‬ب‪ ١‬أبدا‪ ،ٟ‬ثم قاؿ‪:‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫‪ٜ‬استُد ‪ٚ‬إٕ اق‪ٛ‬سزت إىل مساعٗا فًتكسأ ايفاحت‪ٚ ١‬اإلخالف ‪ٚ‬املع‪ٚٛ‬ذتني ‪ٚ‬تٗبِٗ‬ ‫ملٔ إغت‪ٝ‬ب عٓدى; يعٌ ذيو ‪ٜ‬ك‪ ّٛ‬مبا حدخ! – يعن تهديو من ثواب أعمالك‪،‬‬

‫ككرد‪:‬‬

‫ذبُ َ‪َٜٚ‬تَبَطَُِٓ‪،‬‬ ‫د َعٌَ زدٌْ ‪َٜ‬ػِتُِٔ ‪ٜ‬أبَا بهس‪ٚ ، ٣‬زض‪ ٍُٛ‬اهلل دايظْ‪ ،‬ف‪ٜ‬ذَ َعٌَ َ‪ٜ‬عِ َ‬ ‫{ َ‬ ‫خك‪ُٜ٘‬‬ ‫كبَ زض‪ ٍُٛ‬اهلل‪ٚ ،‬قاَّ‪ ،‬ف‪ٔ ًٜٜ‬‬ ‫فًَُٓا ‪ٜ‬أن‪ٞ‬جَسَ ذيو‪ ٜ‬زَدَٓ عً‪ ٔ٘ٝ‬أب‪ ٛ‬بهس‪ ٣‬بعضَ ق‪ِٜٛ‬ئ٘ٔ‪ٜ ،‬فػَ ٔ‬ ‫ت عً‪٘ٔ ٝ‬‬ ‫أب‪ ٛ‬بهس‪  ٣‬فكاٍَ‪ٜ :‬ا زض‪ ٍَٛ‬اهلل نإَ ‪َٜ‬ػِٔتُ​ُٓٔ‪ٚ ٞ‬أْتَ دايظْ‪ ،‬فًَُٓا زَدَدِ ُ‬ ‫َبعِضَ ق‪ٛ‬ئ ٔ٘ غ‪ٜ‬كٔ ِبتَ ‪ٝ ٚ‬ق ُِتَ‪ ،‬قاٍَ‪ :‬ف‪٢ٜ‬إَُْٓ٘ نإَ َ​َعَو‪َٜ َِٔ​َ ٜ‬سُدُٓ عٓو‪ ،ٜ‬فًَُٓا زَدَدِتَ‬

‫عً‪ٜ ٔ٘ٝ‬قعَدَ ايػ‪ٛٝ‬إُ‪ ،‬ف‪ٜ ِ​ًِٜٜ‬أن‪ ِٔٝ‬أل‪ٞ ٜ‬قعُدَ َعَ ايػ‪ٛٝ‬إ‪ ،٢‬ثِ قاٍَ زض‪ ٍُٛ‬اهلل‪َٜ :‬ا ‪ٜ‬أبَا بهس‪،٣‬‬ ‫ُْٖ‬ ‫ٔ عبدٕ ظ‪َ​َ ًَِٔٝ‬ع‪ ٟ١ًَُٔ ٞ‬ف‪ُٜٝ‬ػِكٔ‪ ٞ‬عَ َِٓٗا ئً‪ ، ٜٔ٘ٓ‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬أ‪ٜ‬عَصَٓ اهلل ‪ ‬بَٔٗا َْؿِسَ‪} ُٙ‬‬ ‫َ​َا َٔ ِ‬

‫ك‪ٚ‬ف ‪ ٙ‬س اهط هم ع‪٘ٚ‬ب ُفطٕ؟‬ ‫التعد ك ال ُّ‬ ‫كأخبار الصالحين فى ىذا الباب ُّ‬ ‫تحد‪ ،‬ككلهم يتسابقوف فى‬ ‫تحمل األذل كالصبر فى معاملة الناس بالحسنى إذا أساءكا إليهم؛ ألنهم يعملوف‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫سػيَّ ً‬ ‫ب عػن النب ّْػي فػي‬ ‫الم ٍقبي ًر ّْ‬ ‫ُْٖ السنن الكبرل للبيهقي عن أبي ىريرةى ‪ ،‬كركاهي اللٍَّي ي‬ ‫م عن بشي ور عن سعيد بػ ًن ي‬ ‫بن سعد عن سعيد ى‬ ‫ث ي‬ ‫الم ى‬ ‫ضاءً‬ ‫ص ًة أبي بك ور رضي اهلل عنو مرسبلن‪ ،‬دك ىف ما في ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قً َّ‬ ‫آخ ًرهً من الترغيب في اإل ٍغ ى‬ ‫ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪235‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫بقوؿ اهلل‪:‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ّْ( ‬فصلت)‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كرأس الماؿ الذل يعتمدكف عليو فى ىذه األمور كلها كال غنى للسالك عنو‬ ‫الهن بكل و‬ ‫الهن‬ ‫مسلم فبل يسيئوف َّ‬ ‫الهن بأحد أبدان؛ ألنهم رأكا أف سوء ّْ‬ ‫ىو تحسين ّْ‬ ‫تحملو‬ ‫كالغم فى الدنيا‪ ،‬كقد يعرضو لما ال يستطيع ُّ‬ ‫كالهم ّْ‬ ‫يصيب اإلنساف بالكمد ّْ‬ ‫الهن فبل يأتى إال بخير فى الدنيا‬ ‫من الحساب فى الدار اآلخرة‪ ،‬أما حسن ّْ‬ ‫الهن بكل مسلم علهم يسلموف كيرتقوف فى‬ ‫كاآلخرة؛ فعاىدكا أنفسهم على حسن ّْ‬ ‫رب العالمين مع سيد األنبياء كالمرسلين ‪.‬‬ ‫درجات القرب من ّْ‬

‫مٗالً‪ :‬شْ ُفطم هة حلني!‬ ‫كأساس جهاد اإلنساف فى ىذا الميداف أف يشعر أكالن َّ‬ ‫عيوب فى‬ ‫أف بو‬ ‫ه‬ ‫نفسو‪ ،‬ألنو من لم يستشعر ذلك ال سبيل لو إلى إصبلح! ألنو يرل أنو ال عيب‬ ‫فيو!‪ ،‬حتى لو دللتو على و‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫عيب فيو ربما يشمئز منك كأعرض‪   ‬‬ ‫‪ٕٗ(  ‬األعراؼ)‪ ،‬كلكن ليس ىكذا السالك الصادؽ فى طريق اهلل‪ ،‬كلذا قالوا‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪َ { :‬كاُّ ايعبد ايتكؿري }‪ ،‬فالسالك فى طريق اهلل يشعر دائمان بالقصور كالتقصير!‬ ‫كيف يزف نفسو بالصالحين أك الصحابة أك بسيد المرسلين؟! فليزف نفسو بصدؽ!؛‬ ‫فإف فعل ذلك؛ رأل عيوب نفسو فيحاكؿ إصبلحها! فإف لم يقدر أف يعرؼ عيوبو!‬ ‫فكيف يفعل؟‬

‫ث ُ‪ : ًٚ‬ذٓب هو ةةة‪ٚ‬ذ املس ِّ‬ ‫عرض نفسو على شيخ أعطاه رسوؿ اهلل ‪ ‬األذف فى ىذا المجاؿ؛ على أف‬ ‫يعاىد نفسو على أف يتقبَّل نصحو! ‪ ...‬كىنا نقطة فارقة؛ ألف كثيران من أصحاب‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪236‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كأتباع أك من ينسبوف نفسهم للمشايخ فبمجرد أف يوجهو الشيخ إلى عيب عنده!‬ ‫يفر! ربما يشمئز! بل كقد يشنّْع على الشيخ ألف‬ ‫ربما يغضب! كربما ينفر! كربما ُّ‬ ‫الشيخ يريد أف ّْ‬ ‫يهذبو كيرتقى بو فى درجات القرب من اهلل ‪َّ ،!‬أما المريد‬ ‫كالسالك الصادؽ فيذىب إلى الشيخ كعينو على النصح‪ ،‬كما كاف يفعل الصحابة‪:‬‬ ‫{ دا‪ ٤‬زدٌ إىل زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ َٔ ‬بني ‪ٜ‬د‪ ٜ٘‬فكاٍ‪ٜ :‬ا زض‪ ٍٛ‬اهلل َا ايد‪ٜٔ‬؟‬ ‫قاٍ حطٔ ارتًل " فأتا‪ َٔ ٙ‬قبٌ مي‪ ٘ٓٝ‬فكاٍ‪َ :‬ا ايد‪ٜٔ‬؟ قاٍ حطٔ ارتًل" ثِ أتا‪ٙ‬‬ ‫َٔ قبٌ مشاي٘ فكاٍ‪َ :‬ا ايد‪ٜٔ‬؟ فكاٍ حطٔ ارتًل" ثِ أتا‪ٚ َٔ ٙ‬زا‪ ٘٥‬فكاٍ ‪ٜ‬ا‬ ‫زض‪ ٍٛ‬اهلل َا ايد‪ٜٔ‬؟ فايتفت إي‪ٚ ٘ٝ‬قاٍ أَا تفك٘؟ ٖ‪ ٛ‬إٔ ال تػكب }‬

‫ُْٗ‬

‫‪، ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫أقل الدرجات ‪    ‬‬ ‫عالج الغضب إلى أف تصل إلى ّْ‬ ‫‪  ‬كإذا أكرمك اهلل باألرقى ‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فإذا رقيت إلى األعلى ‪      ‬‬ ‫‪ُّْ( ‬آؿ عمراف)‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫ؾٌِ َ​َِٔ ق‪ٜٛ ٜ‬عَو‪َٜٚ ٜ‬أحِطٔ​ِٔ إ‪٢‬ىل َ​َِٔ أ‪ٜ‬ضَا‪ َ٤‬إ‪٢‬ي‪ِٜٝ‬و‪ٝ َٚ ،ٜ‬قٌ‪ ٢‬اي‪ٞ‬خَلَٓ ‪َٚ‬ي‪ ِٜٛ‬عًَ‪َْ ٢ٜ‬ف‪ٞ‬طٔو‪} ٜ‬‬ ‫{ ٔ‬

‫َُٓ‪ ،‬كفى ذلك منازؿ الرجاؿ أىل الكماؿ ‪ ...‬فكاف ‪ ‬ينصح كل كاحد منهم بما‬ ‫كبِ ‪َٚ‬ي‪ٜ‬و‪ ٜ‬اي‪ٞ‬ذَ​َٓ‪ ،} ٜ١‬كيقوؿ للثانى ‪ {:‬ال‪ٜ‬‬ ‫يصلح عيبو فيقوؿ ألحدىم‪ { :‬ال‪َ ٜ‬تػِ َ‬

‫تَطِأ‪ ٢ٍٜ‬اي‪َٓٓٞ‬اعَ غَ‪٦ِٝ‬ا‪َٚ ٟ‬ي‪ٜ‬و‪ ٜ‬اي‪ٞ‬ذَ​َٓ‪ٚ ،} ٝ١‬يًجايح ‪ٜ‬ك‪ { :ٍٛ‬ال‪َ ٜ‬ته‪ٞ‬رٔبِ‪َٚ ،‬عًَ‪ِٜٝ‬و‪ ٜ‬بٔايؿٔٓدِم‪،٢‬‬ ‫حه‪ِْٜ‬‬ ‫ؿَ ُِتُ ٔ‬ ‫دٌ‪ ،} ٢‬كيقوؿ للرابع‪ {:‬اي ٓ‬ ‫دٌ‪ ٢‬ن‪ٜ‬إَ ف‪ٜ‬سَدا‪ ٟ‬فٔ‪ ٞ‬اآل ٔ‬ ‫ف‪ٜ‬إِٕ قَسَٓى‪ ٜ‬فٔ‪ ٞ‬ا ‪ٞ‬يعَا ٔ‬

‫‪َٚ‬ق‪ ًٌْٜٝٔ‬ف‪ٜ‬اعًٔ‪ َِٔ​َ​َٚ ،ُ٘ٝ‬ن‪ٜ‬جُسَ ن‪ٜ‬ال‪ َُُٜ٘‬فٔ‪َُٝ‬ا ال‪َٜ ٜ‬عِٓٔ‪ ٔ٘ٝ‬ن‪ٜ‬جُسَتِ خَ‪ٜٛ‬ا‪َٜ‬ا‪ ،} ُٙ‬كيقوؿ آلخر قاؿ لو‬ ‫حف‪ٜ‬غ‪ ٞ‬عًَ‪ِٜٝ‬و‪ ٜ‬ئطَاَْو‪ ،ٜ‬ف‪ٜ‬أ‪ٜ‬عَادَ عًَ‪ٜ ،ِٜٔ٘ٝ‬فك‪ٜ‬اٍَ‪ :‬ثَهًٔ‪ٜ‬تِو‪ ٜ‬أ‪َُٓٝ‬و‪َٜ ٜ‬ا َُعَاذُ‪ٌَِٖ ،‬‬ ‫أكصنى‪ { :‬ا ِ‬ ‫َ‪ٝ ٜ‬هبُٓ ايَٓٓاعَ عًَ‪ََٓ​َ ٢ٜ‬اخٔس‪ ِ​ِٖٔ٢‬فٔ‪ ٞ‬ايَٓٓاز‪ ٢‬إ‪٢‬ال‪ ٜٓ‬حَؿَا‪ٔ٥‬دُ أ‪ٜ‬ي‪ٞ‬طَٔٓٔتٗ‪} ِ​ِ٢‬‬

‫ُُٓ‬

‫ُْٗ أخرجو المركزم في كتاب تعهيم قدر الصبلة من ركاية أبي العبلء بن الشخير مرسبل‪ ،‬تخريج أحاديث اإلحياء العراقي‪.‬‬ ‫رضي اللَّوي عنوي‪ ،.‬جامع المسانيد كالمراسيل‬ ‫َُٓ ابن الن َّ‬ ‫علي ى‬ ‫َّجار عن ى‬ ‫ُُٓ حديث "التغضب"‪( :‬طب‪ ،‬طس) عن أبى الدرداء‪ ،‬حديث "التسأؿ"‪( :‬طػب) عػن عبػد ال َّػرحمن بػن دلهػم‪ ،‬حػديث "التكػذب"‪:‬‬ ‫إبن الؿ عن أنس‪ ،‬حديث" الصمت"‪ :‬الٍعسكرم عن أىبي الد ً‬ ‫َّرداء‪ ،‬حديث "مناخيرىم" عن معاذ‪ ،‬مسند البزار‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪237‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كلذا فأكؿ عبلج للمريد الذل يريد أف يكوف سعيد أف يمسك فاه كال ينطق‬ ‫جل فى عبله‪.‬‬ ‫لسانو إال بما يرضى حضرة اهلل َّ‬

‫ث هث ُ‪ :‬اض ٌى ًسآة األخ٘ة!‬

‫فإف لم يجد شيخان يدلُّو على عيبو‪ ،‬فليآخى آخان لو فى اهلل كيطبّْق حديث‬ ‫ُِٓ‬ ‫رسوؿ اهلل { املؤَُٔ َسآ‪ ٝ٠‬أخٔ‪ ٘ٝ‬إذا زأ‪ ٣‬ف‪ ٘ٝ‬عَ‪ِٝ‬با‪ ٟ‬أؾًِ‪ٜ‬خَُ٘ } ‪ ،‬فيطلب منو أف يبين‬ ‫صعب فى زماننا ‪ ..‬من الذل يقبل أف يبين لو أخوه‬ ‫كأظن أف ىذا‬ ‫لو عيبو ليصلحو‪ُّ ،‬‬ ‫ه‬ ‫ّْ‬ ‫بالجد كيسعى فى إزالة ىذا العيب؟ كقد كاف يسألوف إخوانهم‪:‬‬ ‫عيبو؟ كيأخذ نفسو‬ ‫ىل تستريبوف منى شيئان؟‪ ،‬أك من كاف من أىل ىذا المقاـ الكريم الذل يقوؿ‬ ‫ُّٓ‬ ‫صاحبو كىو اإلماـ عمر ‪ { :‬زحِ اهلل زدال‪ ٟ‬أٖد‪ ٣‬إىل٘ ع‪ٛٝ‬ب‪ ، } ٢‬فجعل‬ ‫تبيين العيوب ىدية تهديها لو! فخير ىدية ألخيك أف تبين لو عيبو‪ ،‬كلكن ال‬ ‫تفضحو كال تفعل ذلك أماـ الخلق‪ ،‬كلكن بينكما كتستر عليو حتى يداكل عيبو‪.‬‬ ‫كلذلك كاف أصحاب رسوؿ اهلل ‪ ‬يتخذ الواحد لو أخان أك صاحبان‪ ،‬كىذه‬ ‫ىى الصداقة التى أمرنا بها اهلل ‪ ‬ليبين بعضنا لبعض ما خفى من عيوبو مما ال‬ ‫يراه بنفسو! فإذا أىدل أحدنا لآلخر عيبو برفق كلين كطريقة سديدة رشيدة أتأسى‬ ‫فيها بخير األنبياء كالمرسلين لعلو بذلك يلين كيحاكؿ أف يغيّْر ىذا الخلق كباهلل‬ ‫يستعين‪.‬‬

‫زا ً ‪ :‬مب ‪ٙ‬ةفم معدا م؟‬ ‫فإذا لم يجد ىذا األخ الذل يبين لو عيبو! فماذا يفعل؟ ‪ ..‬فلينهر فإف كاف‬ ‫عنده شيىء من الحكمة فليسمع بما يصفو أعداؤه كمن ال يحبونو! بالطبع يوجد‬ ‫فى كبلمهم إفتراءات ‪ ..‬كلكنو ربما كجد فيو أيضا المثالب كالعيوب كاألخبلؽ‬ ‫ُِٓ ركل لو البيخارم في كتاب «األدب»‪ ،‬عن عبد اهلل بن رافع‪ ،‬عن أبػي ىريرة‪.‬‬ ‫ُّٓ األمثاؿ عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬كتفسير الرازل عن عمر‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪238‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫القبيحة التى يجدكنها فيو كبها يصفونو! فهم حريصوف على إظهار عيوبو! فلينهر‬ ‫كليتبصر فيو! كليعمل على تصحيح نفسو كإصبلح عيبو‪.‬‬ ‫بحكمة فى مقالهم!‬ ‫َّ‬

‫خ ًط ً ‪ :‬اأع ب ز خلوق‬ ‫فإف لم يستطع إلى ذلك سبيبلن‪ ،‬فلينهر إلى الخلق نهر عبرة كعهة كاعتبار!‬ ‫فإف رأل فيهم خلقان غير مستحب كىو عنده عيب! فليبحث فى نفسو عنو حتى‬ ‫يقتلع من نفسو جذكر ىذا العيب‪ ،‬فيكوف الناس بالنسبة لو كسبورة تههر فيها ىذه‬ ‫العيوب فيعرفها كيحاكؿ أف يزيلها من نفسو! تأسيأن بسيدنا عيسى قيل لو‪:‬‬ ‫‪154‬‬

‫{ ‪ٜ‬از‪ٚ‬ح اهلل َٔ أدبو؟ قاٍ‪َ :‬ا أدبين أحد‪ ،‬زأ‪ٜ‬ت دٌٗ ادتاٌٖ فتذٓبت٘ }‬

‫ألحَِٓفٔ‪ ََُِٔٓٔ :‬تَعًَ‪ُِٜٓ‬ت اي‪ٞ‬خًٔ‪َِٞ‬؟ ق‪ٜ‬اٍَ‪َْ ِٔ​َٔ :‬ف‪ٞ‬طٔ‪ ،ٞ‬قٔ‪ ٌَٝ‬ي‪َٚ :ُٜ٘‬ن‪َ ِٜٝ‬‬ ‫ف‬ ‫{ ‪ٚ‬قٔ‪ٔ ٌَٝ‬ي ‪ٜ‬‬ ‫و ؟ ق‪ٜ‬اٍَ‪ :‬ن‪ِٓٝ‬ت إذَا ن‪ٜ‬س‪ِٖ٢‬ت غَ‪ّ٦ِٝ‬ا َٔ​ِٔ غ‪ِٜٝ‬س‪ ٟ٢‬ي‪ ِ​ِٜ‬أ‪ٜ‬ف‪َ ٞ‬عٌِ بٔ‪ٜ‬أحَدٕ َٔجًِ‪ ،} ُٜ٘‬كسئل‬ ‫ذَئ ‪ٜ‬‬ ‫حكيم‪ { :‬ممٔ تعً‪ُ١‬ت ايعكٌ؟ قاٍ‪ :‬ممٔ ال عكٌ ي٘‪ ،‬نٓت أز‪ ٣‬ادتاٌٖ ‪ٜ‬فعٌ‬

‫ايػ‪ ٤ٞ‬ف‪ٝ‬كسٓ‪ ٙ‬فأجتٓب٘ فؿست عاقال‪ٚ ٟ‬حه‪ُٝ‬ا‪ ،} ٟ‬كقاؿ الرجل الحكيم نهمان ‪:‬‬ ‫بلؿ امرئ‬ ‫إذا أعجبتك ًخ ي‬ ‫كليس على المجد كالٍ ىم ٍك يرىما‬

‫زٗش‬

‫مثل من يعجبك‬ ‫فكنوي ٍ‬ ‫تكن ى‬ ‫حاجب يحجبك‬ ‫ت إذا جئتها‬ ‫ه‬

‫اه زفني أةاح مخاق املس‪ٙ‬د‪ّٙ‬‬

‫إصبلح اإلخبلؽ يا إخوانى ىو الجهاد األعهم الذل يدخل على حضرة اهلل‬ ‫‪ ، ‬فإف اإلنساف بالعبادات تفتح لو أبواب الجناف‪ ،‬لكن باألخبلؽ الكريمة تفتح‬ ‫لو أبواب حضرة الرحمن التى ال يدخلها إال إذا كاف قريب الشبو برسوؿ اهلل كحبيبو‬ ‫كمصطفاه‪ ،‬فإصبلح األخبلؽ ىو الجهاد الموصل لكنوز حضرة الخبلؽ لمن أراد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُْٓ فيض القدير‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪239‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كأحب أف يكوف من أىل ىذه المقامات العالية كاألحواؿ‬ ‫أف يكوف من الرفاؽ!‬ ‫َّ‬ ‫الراقية‪ ،‬كلذا قاؿ اإلماـ أبو العزائم ‪: ‬‬ ‫ىػ ػػى األخػ ػػبل يؽ أس ػ ػر يار المعػ ػػالى‬ ‫ػب كإتصػ ػ ه‬ ‫ػاؿ‬ ‫ىػ ػػى األخػ ػػبل يؽ نسػ ػ ه‬

‫اض على أكلى الهمػم العػوالى‬ ‫تف ي‬ ‫إل ػ ػ ػ ػػى أكج التنػ ػ ػ ػ ػ ّْػزؿ كالمجػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬

‫فاألخبلؽ أساس العمل كلو‪ ،‬كلذا قاؿ ‪ ‬فى قصيدة أخرل‪:‬‬ ‫لػػيس الرقػػى إلػػى العليػػا بأعمػػاؿ‬ ‫كال بعلػ ػ ػ وػم بػ ػ ػػو تغػ ػ ػػول كال أمػ ػ ػ وػل‬ ‫ػيم كإيقػ ػ و‬ ‫خلػ ػ وػق عهػ ػ و‬ ‫ػاف ًٍ كمعرفػ ػ ًػة‬

‫كال الوص ػ ػػوؿ ب ػ ػ و‬ ‫ػأقواؿ كأح ػ ػػواؿ‬ ‫كال جهػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫ػاد بأبػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫ػداف كأمػ ػ ػ ػ ػػواؿ‬ ‫باهلل ذل الفضػل كاإلحسػاف كالػوالى‬

‫كاألخبلؽ يا إخوانى أخبل هؽ مع اهلل‪ ،‬كمع حبيبو كمصطفاه‪ ،‬كمع الصالحين‬ ‫من عباداهلل‪ ،‬كأخبل هؽ مع خلق اهلل‪ ،‬كمخلوقات اهلل ككل ما أبدع اهلل فى ىذه‬ ‫الحياة‪ ،‬كلتفصيل ذلك يحتاج اإلنساف أف ينزؿ مع ىؤالء األفراد فى ميادين الجهاد‬ ‫ليحهى بالمراد! ‪ ..‬فكيف السبيل إلى معرفة ىذا كلو كخوض غماره؟ كتوقّْى‬ ‫أخطاره؟‬

‫مٗال‪ :‬اهقوب ٓ٘ املسكص‬ ‫ىذا إخوانى ال يكوف بين اإلنساف كنفسو!‪ ،‬ككم نبَّهنا إلى ىذا مراران كتكراران‬ ‫كلكن يكوف على أيدل الصالحين المأذكنين بالتربية من سيد المرسلين؛ فهم الذين‬ ‫يأخذكف بأيدل المريدين الصادقين من جاؤا بهمة كعزـ طالبين الكشف عن‬ ‫عيوبهم كالعمل بركشتة عبلجهم من موانع أخبلقهم التى تحجبهم عن ربهم!‬ ‫ليكونوا من الواصلين‪ ،‬فإف صدقوا فيما عزموا من التسليم ككانوا مريدين فاعلين ال‬ ‫مستمعين‪ ،‬أمركا بالمجاىدات االزمة للتخلص من األخبلؽ الحاجبة عن رب‬ ‫العالمين!‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪241‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫رش‬ ‫كالعارفوف مع أجهزة اآلشعة المحمدية! كعنهم الكواشف القلبية! فهم يي ُّ‬ ‫على قلوبهم رذاذه من بصيرة حضرة النبى ‪ ،‬فينهر الواحد منهم لئلنساف فيعرؼ‬ ‫من شكلو األخبلؽ التى تحجبو كتمنعو من الوصوؿ لحضرة الدياف!‪...‬‬ ‫كىنا نقوؿ أف محل النهر ىو القلب؛ ألف القلب ىو محل تنزؿ الرب! فأين‬ ‫يتنزؿ موالؾ فيك! كما البيت الذل تفرشو بأخبلؽ حبيبو ليجتبيك؟ إنو القلب!‬ ‫َّ‬ ‫كاستعد لهذا العطاء!‪..‬‬ ‫إذان فمتى ييفتح لئلنساف باب العطاء؟ إذا جهز القلب‬ ‫فعندىا يرفعوف الغطاء فتهطل على القلب تنزالت القرب كالهناء؛ إنَّوي القلب مركز‬ ‫استقباؿ العطاء‪ ،‬كمركز الفتح‪ ،‬كمركز الصفاء‪ ،‬كمركز النور كالجماؿ كالبهاء‪.‬‬ ‫إذا صفا القلب من كىم كشبهات يشاىد الغيب مسركدان بآيات‬ ‫فالذل يحجب القلب عن استقباؿ ىذا العطاء كالنور كالبهاء من الجماالت‬ ‫استكن فيو من األخبلؽ‬ ‫اإللهية‪ ،‬كاإلتحافات الربانية‪ ،‬كالمنح المحمدية ‪ ...‬ىو ما‬ ‫َّ‬ ‫اإلبليسية أك الجبركتية أك الحيوانية‪ ،‬أك غيرىا مما يشغلو من األخبلؽ المانعة‬ ‫لؤلنوار العلية كالتزالت القدسية‪.‬‬

‫ث ُ‪ًٚ‬ق‪ :‬ادفّ ُفطم ٗدع اهلرب‬ ‫السر فى الحديث الشريف‪:‬‬ ‫كأكؿ ما يبدأ بو الصالحوف مع مريديهم ىو ُّ‬ ‫{ نإ يف عٗد زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬زدـ ٌ ‪ُٜ‬عذبٓـا تعبـد‪ٚ ٙ‬ادتٗـاد‪ ،ٙ‬فـرنسْا‪ٙ‬‬ ‫يسض‪ ٍٛ‬اهلل ‪ ‬بامس٘‪ ،‬فًِ ‪ٜ‬عسف٘‪ٚ​ٚ ،‬ؾفٓا‪ ٙ‬بؿفت٘‪ ،‬فًِ ‪ٜ‬عسف٘‪ ،‬فب‪ٓٝ‬ا حنٔ ْرنس‪ٙ‬‬ ‫إذ طًع ايسدٌ‪ ،‬قًٓا‪ٖ :‬ا ٖ‪ ٛ‬ذا‪ ،‬قاٍ‪ :‬إَْٓه‪ ِ​ِٝ‬ي‪ٜ‬تُدِبٔسُ‪ ْٞٔٚ‬عَِٔ زَدٌُ‪ ٣‬إ‪ َٕٓ٢‬عًَ‪َٚ ٢‬دِٗ‪٘ٔ ٢‬‬ ‫ضُف‪ٞ‬عَ‪ َٔ​َٔ ٟ١‬ايػَٓ‪ِٜٛٝ‬إ‪ٚ – ٢‬ف‪ ٢‬ز‪ٚ‬ا‪ َٔ ١ٜ‬ايٓاز‪ ،-‬فأقبٌ حت‪ٚ ٢‬قف عً‪ٚ ،ِٗٝ‬مل ‪ٜ‬طًِ‬ ‫فكاٍ ي٘ زض‪ ٍٛ‬اهلل ‪َْ: ‬ػَدِتُو‪ ٜ‬باهلل‪ ٌَِٖ ،‬ق‪ًٞٝ‬تَ حٔنيَ ‪َٚ‬ق‪ٜ‬ف‪ٞ‬تَ عًَ‪ ٢‬امل‪ٜ‬ذًِٔـظ‪َ​َ :٢‬ـا‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪241‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪155‬‬

‫فٔ‪ ٞ‬ايك‪ ٢ِّٜٛ‬أ‪ٜ‬حَدْ أ‪ٜ‬ف‪ٞ‬كٌَُ َٔٓٔٓ‪ٞ‬؟ قاٍ‪ :‬ايًِٗ ْعِ‪ ،‬ثِ دخٌ ‪ُٜ‬ؿًَٔٓ‪}ٞ‬‬

‫فهذه البداية! كأكؿ ما يوجو الصالحوف إليو أبنائهم الصادقين كمريديهم‬ ‫الطالبين لفتوحات رب العالمين‪ ،‬فكوف المريد يرل نفسو أفضل من غيره فإنو لن‬ ‫يفلح فى طريق اهلل !متى ينمو النبات كيتم نتاجو؟ إذا كاف على سطح األرض أـ‬ ‫تحت األرض؟ من الجائز أف ينمو فوؽ سطح األرض؛ كلكن لو جاءت ريح‬ ‫ستميلو‪ ،‬الذل يتم نتاجو كيثمر! ىو ما نبت تحت األرض!‪ ،‬قاؿ جعفر بن الفراء‪:‬‬ ‫كركحها كلم يبت طاكيان منها على ضجر‬ ‫من أخمل النفس حيَّاىا َّ‬ ‫إف الرياح إذا اشتدت عواصفها فليس ترمي سول العالي من الشجر‬ ‫كقاؿ سيدل أحمد بن عطاء اهلل السكندرل ‪ {:‬ادفٔ ْفطو ف‪ ٢‬أزض‬ ‫ارتُ‪ ٍٛ‬تػسم عً‪ٝ‬و أْ‪ٛ‬از اي‪ٛ‬ؾ‪ ،} ٍٛ‬لذلك كاف الصالحوف دائمان يكلفوف‬

‫المريدين فى البداية بالخدمة‪ ،‬فيكلف ىذا بتقديم الطعاـ كىذا بالشال أك الماء‪،‬‬ ‫كآخر يستعهم نفسو فيجلسو على الباب يأخذ أحذية إخوانو كيرتبها ثم يلبسها لهم‬ ‫عند خركجهم ‪ ...‬لماذا؟ ألنو يرل مرض الكبر عنده‪ ،‬ىذا المرض الذل قاؿ فيو‬ ‫الحبيب‪:‬‬ ‫ُٔٓ‬

‫خٌُ اي‪ٞ‬ذَ​َٓ‪ َِٔ​َ ٜ١‬ن‪ٜ‬إَ فٔ‪ ٞ‬ق‪ًٜٞ‬بٔ٘ٔ َٔ ِجك‪ٜ‬اٍُ َذزَٓ‪ ِٔ​َٔ ٕ٠‬نٔبِس‪} ٣‬‬ ‫{ ال‪ِ َٜ ٜ‬د ُ‬

‫فمثقاؿ ذرة من كبر كما أنها تمنع من دخوؿ الجنة اآلجلة‪ ،‬فهى تمنع أكالن‬ ‫من دخوؿ الجنة العاجلة ‪ ..‬جنة المعارؼ كجنة الرقائق كالحقائق! فمن الجائز أف‬ ‫يرل اإلنساف فى نفسو أنو شي هخ كبير‪ ،‬لكن ىذا الكبر يحرمو من عطاءات اهلل كمن‬ ‫نور اهلل! ألنو لم يمش على منهج رسوؿ اهلل كال استجاب للطبيب الربانى الذل‬ ‫يعطيو الدكاء الذل يعالجو من ىذا الداء‪ ،‬كلذا اسمعوا ماذا كانوا ‪ ‬يفعلوف‪:‬‬ ‫ٓ​ُٓ كعن أنس بن مالك‪ ،‬مجمع الزكائد كمسند أبى يعلى كسنن الدارقطنى‬ ‫ُٔٓ ىعن ىعب ًد اهلل ب ًن مسع و‬ ‫ود صحيح مسلم كمسند اإلماـ أحمد‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ٍ ى ٍي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪242‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫خًُٔ‪ٜ ٝ‬‬ ‫و‬ ‫{ َ​َسَٓ عبداهلل بٔ ضالّ يف ايطُٓ‪ٛ‬م‪ٚ ٢‬عً‪ ٔ٘ٝ‬حُصَِ​َ‪ ِٔ​َٔ ٕ١‬حَ ‪ٜٛ‬بٕ فك‪ ٌَٝ‬ي٘‪َ :‬ا ‪ِ َٜ‬‬

‫ض ُٔ ِعتُ زض‪َ ٛ‬‬ ‫ٍ‬ ‫عًَ‪َٖ ٢ٜ‬رَا ‪ٚ‬ق‪ٜ‬دِ أ‪ٜ‬غ‪ٓٞ‬اى‪ ٜ‬اهلل عَِٔ ٖرا؟ قاٍَ‪ٜ :‬أزَدِتُ ‪ٜ‬إِٔ أ‪ٜ‬دِ َ​َؼَ ايهٔبِسَ‪َ ،‬‬ ‫خٌُ ادتٓ‪ َِٔ​َ ٜ١‬يف قًب٘ٔ خَسِدَي‪ ِٔ​َٔ ٟ١‬نٔبِس‪} ٣‬‬ ‫اهلل ‪ٜ ‬ك‪ :ٍٛ‬ال ‪َٜ‬دِ ُ‬

‫‪157‬‬

‫كدكاء الكبر ليس فى قياـ الليل كال صياـ النهار‪ ،‬فهذه األدكية لمن عنده‬ ‫جمود‪ ،‬أل نفس جمادية فيأمركنو بقياـ الليل‪ ،‬أك نفس شهوانية فيأمركنو بصياـ‬ ‫النهار حتى يقلل الشهوة ‪ ...‬كلكن ىذه العبادات ربما زادت من رؤية العبد لعملو‬ ‫فيزيد كبره كيرل نفسو فوؽ إخوانو‪ ،‬كما كرد فى حديث الرجل الذل على كجهو‬ ‫سفعة من الشيطاف أعاذنا اهلل‪ ،‬كلذا فبلبد من الطبيب الربانى الخبير الرحمانى‬ ‫ليصف العبلج الناجع ليكوف الشفاء القاطع‪.‬‬ ‫كألنى رأيت ىذا المرض من أشدىا عصيانا على الشفاء ألف الكبر الخفى‬ ‫يجعل من سلكوا السنين الطواؿ إذا سمعوا المقاؿ؛ قالوا ليس لنا بحاؿ! ىذا‬ ‫ألىل البداية قد جزنا ىذه الحكاية! كإف أكثرىم لم يبرحوا مكانهم عند خن‬ ‫تسوؿ لهم أنهم بلغوا أك‬ ‫البداية كلم يبدؤا بعد أكؿ فصل من الركاية‪ ،‬كأنفسهم ّْ‬ ‫شارفوا النهاية!‬ ‫أقص عليكم شيئان من سيرة اإلماـ الغزالى ‪ ‬لتعرفوا كيف عالجو‬ ‫كلذا ُّ‬ ‫شيخو من مرض الكبر! حتى أبرأه اهلل فجاز كفاز!! كزنوا أنفسكم تسعدكا!!‬

‫ث هثً‪ :‬اأً َ اهغصا ٗاه طب‪ٚ‬ق اه ٌو‬ ‫الشيخ الغزالى ‪ ‬كاف أكبر علماء عصره‪ ،‬فكاف يحضر مجلس علمو فى‬ ‫بغداد حوالى عشرة آالؼ نفس‪ ،‬ككاف فيهم ما ال يقل عن مائة من األمراء‬ ‫كالوجهاء‪ ،‬كما ال يقل عن ثمانين من العلماء األجبلء‪ ،‬كلكن كاف لو إكراـ عند‬ ‫لت كل العلوـ‪ ،‬ثم‬ ‫الكريم‪ ،‬كإنعاـ عند حضرة المنعم‪ ،‬يقوؿ ‪ ... :‬ابتدأت فح ِّ‬ ‫ص ي‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُٕٓ ركاه الطبراني في الكبير كإًسناده حسن‪ ،‬مجمع الزكائد‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪243‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كجدت أف الصوفية أفضل الناس فقرأت كل كتبهم‪ ،‬ثم علمت أف أحوالهم‬ ‫كأنوارىم ال تيناؿ بالقراءة! فبحثت عن شيخ ليعالجنى حتى تيفتح البصيرة كىى ال‬ ‫تفتح إال إذا كاف القلب ليس فيو شئ لغير اهلل‪:‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ِْ(    ‬التوبة)‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ففى ىذه الحالة ال تصلح لطريق اهلل! إذان البد أال يكوف فى القلب غير اهلل‬ ‫كرسولو‪ ،‬أما إف كاف ىناؾ شئ من ىذا كلو فإذان بينك كبين الوصوؿ كبينك كبين‬ ‫الشهود كبينك كبين العطاءات بىػ ٍوف بعيد! ألف اهلل ‪ ‬ال يقبل فى القلب سواه‪،‬‬ ‫عمن أمره إذا أراد شيئان أف يقوؿ‬ ‫ألنو سبحانو يغار على أكليائو أف ينشغلوا بالشئوف َّ‬ ‫لو كن فيكوف‪ ... ،‬حتى إذا انشغلت بالجنَّة يحرمك من المنَّة‪ ،‬يخاطب اهلل ‪‬‬ ‫أح ىد العارفين كيبين لو المنزؿ الراقى فيقوؿ لو‪ { :‬عذبت ملٔ زآْ‪ ٢‬د‪َ ٕٚ‬ه‪ْٛ‬ات‪،٢‬‬

‫فكاٍ‪ :‬ضبخاْو تٓصٖت‪ َٔ ،‬اير‪ٜ ٣‬ساى د‪َ ٕٚ‬ه‪ْٛ‬اتو؟ قاٍ‪ َٔ :‬اخترْ‪٢‬‬ ‫‪ٚ‬ض‪ ١ًٝ‬إىل دٓات‪ ٢‬فكد زآْ‪ ٢‬د‪َ ٕٚ‬ه‪ْٛ‬ات‪.}٢‬‬

‫فالذل يعبد اهلل َّ‬ ‫البد أف يعبده لذاتو‪ ( :‬اعبدْ٘ يرات٘ أفسدْ٘ )‪ ،‬كقيل فى‬ ‫الزابور أك أكحى اهلل إلى داككد ‪ َٔ { : ‬أظًِ ممٔ عبدْ‪ ٢‬دتٓ‪ ١‬أ‪ْ ٚ‬از! ي‪ ٛ‬مل‬ ‫أخًل دٓ‪ ١‬أ‪ْ ٚ‬ازا‪ !ٟ‬أفًِ أنٔ أٖال‪ ٟ‬ألٕ أعبد! }‪ ،‬كفى األثر المعتبر‪َ { :‬سٓ ض‪ٝ‬دْا‬

‫ع‪ٝ‬ط‪  ٢‬عً‪ ٢‬طا‪٥‬ف‪ َٔ ١‬ايعباد قد حنً‪ٛ‬ا‪ !،‬فكاي‪ٛ‬ا‪ :‬خناف ايٓاز ‪ْٚ‬سد‪ ٛ‬ادتٖٓ‪١‬‬ ‫فكاٍ هلِ‪ :‬شتً‪ٛ‬قا‪ ٟ‬خفتِ ‪ٚ‬شتً‪ٛ‬قا‪ ٟ‬زد‪ٛ‬مت!‪َٚ ،‬سَٓ بك‪ ّٛ‬آخس‪ ٜٔ‬نريو فكاي‪ٛ‬ا‪ْ :‬عبد‪ٙ‬‬ ‫ُٖٓ‬ ‫حبٖا‪ ٟ‬ي٘ ‪ٚ‬تعع‪ُٝ‬ا‪ ٟ‬دتالي٘; فكاٍ‪ :‬أْتِ أ‪ٚ‬ي‪ٝ‬ا‪ ٤‬اهلل حكا‪َ ٟ‬عهِ أَست إٔ أق‪.} ِٝ‬‬

‫سيدنا إبراىيم دخل النار كلم ينشغل إال بالواحد القهار‪ ،‬كنزؿ عليو أمين‬ ‫ا لسماء كالوحى جبريل كعرض عليو خدماتو فرفضها‪ ،‬ألنو ال يريد إال اهلل فجعلها لو‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُٖٓ "من أظلم"‪ :‬العهود المحمدية للشعرانى‪ ،‬كإحياء علوـ الدين‪ ،‬كفى حكاية سيدنا عيسى فى اإلحياء‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪244‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫بردان كسبلما فكاف فى بقعة من الجنة بداخل النار ألنو ليس فى قلبو إال الواحد‬ ‫شئ من محبتو‪،‬‬ ‫القهار‪ ،‬كبعد مركر ثمانين عامان رزقو اهلل الولد‪ ،‬فدخل فى قلبو ه‬ ‫فأمره اهلل أف يلقيو ىو كأمو فى صحراء ال فيها زرع كال ضرع كال ماء! حتى ال يبقى‬ ‫شب فأيعجب بو‪،‬‬ ‫فى قلبو إال ذات اهلل‪ ،‬كبعد فترة زاره حيث تركو فوجده قد َّ‬ ‫فدخل فى قلبو شئ من المحبة لو‪ ،‬فأمره اهلل أف يذبحو فبل يبقى فى قلبو إال اهلل‪ :‬‬ ‫‪َُّ(   ‬الصافات) أسلم القلب هلل كلم يعد فيو غير مواله‪،‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫جاءت‪:‬‬ ‫فهنا‬ ‫‪َُٓ(   ‬الصافات) ‪...‬فكل من يريد مقاـ اإلحساف‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫قل لغير حضرة‬ ‫يطهر القلب من كل ما فى األكواف كال يجعل فيو موضعان كإف َّ‬ ‫الرحمن عز كجل‪ ،‬كىذا جهاد أىل المشاىدات كأىل الفتوحات‪.‬‬ ‫فلما كجد شيخ اإلماـ الغزالى أف الغزالى عنده مرض الكبر! قاؿ لو‪ :‬أتريد‬ ‫كتحمل‬ ‫الفتح الذل عندنا؟ قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬قاؿ‪ :‬فاخلع مبلبسك كالبس مبلبس سقاء‪َّ ،‬‬ ‫قربة على ظهرؾ‪ ،‬كتدكر فى األسواؽ تيسقى الناس لوجو اهلل‪ ،‬كإياؾ أف تقبل من‬ ‫أحد شيئان‪ ،‬ككزعو على األسواؽ حسب األياـ!! ‪ ...‬من يقبل ذلك؟!! الذل يريد‬ ‫الفتح‪ ،‬ألف ذلك عبلج لمرض الكبر‪:‬‬ ‫أال من يكن فى قلبو بعض ذرة‬

‫من الكبر كاألحقاد ما ىو ذائق‬

‫إلى أف فتح عليو الفتاح ‪ ،‬ككذا حدث لغيره من العارفين ‪.‬‬

‫زا ً‪ :‬اه دوُّص ًّ ضةةةةٌ‬

‫املِ فقني‬

‫فدكاكين الصالحين مملوءة بمثل ىذه النماذج الطيبة‪ ،‬لماذا؟ ‪ .....‬حتى‬ ‫يتعالج المريد الصادؽ المسلّْم نفسو لشيخو من األمراض التى عنده إلى أف يتحقق‬ ‫كل كنوز‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫بقوؿ اهلل ‪  ‬‬ ‫‪ٖٗ(   ‬الشعراء)‪ ،‬كعندىا تيفتح لو ُّ‬ ‫جل فى عبله‪.‬‬ ‫يبق فى القلب سول اهلل َّ‬ ‫الفضل اإللهى من حضرة اهلل ‪ ،‬ألنو لم ى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪245‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫حب الههور يقطم الههور! )‪،‬‬ ‫لحب الههور‪ ،‬ك( ُّ‬ ‫لو كاف القلب بو شعبةه ّْ‬ ‫إذان كيف يناؿ النور! كىو ما زاؿ َّ‬ ‫يتعشق الههور! كيحلم بالههور فى النور!!‬ ‫النػ ػػور محهػ ػػور علػ ػػى أىػ ػػل الهػ ػػول ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادر نعط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك األق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداح‬ ‫كالحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػظ‬

‫ستخص‬ ‫لو كاف لديك ىول ألكالدؾ أك أقاربك كأعطوؾ العلوـ اإللهية‪ ،‬ىل‬ ‫ُّ‬ ‫بها ىؤالء كتترؾ أىلها كالمستحقين لها؟!! أك ىل ستطلب الدنيا بسببها؟!! أك ىل‬ ‫ستطلب بها الجاه عند الناس؟!! إمامنا أبو العزائم ‪ ‬قاؿ عن الصالحين‪:‬‬ ‫{ حنٔ ق‪ْ ّٛ‬هتِ أضسازْا عٔ اي‪ٛ‬ايب حت‪ ٢‬ال ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬ي٘ غٗ‪ ٠ٛ‬إال ف‪ ٢‬اذتل }‬

‫فإذا كاف يشتهى األكل كالشرب‪ ،‬أك يشتهى السيجارة‪ ،‬أك يشتهى حديث‬ ‫فليبق فى شهوتو‪ ،‬أما إذا لم يعد لو شئ إال رضاء اهلل‪ ،‬كال يريد من اهلل‬ ‫الناس عنو ى‬ ‫إال اهلل فياىناه‪ ،‬كىذا ىو الذل يتحقق لو مناه‪.‬‬ ‫فأنت تجاىد حتى تزيل كل الشهوات الخفية الساكنة فى القلب كتمنعك‬ ‫من العطاءات الربانية‪ ،‬كيف تعرؼ ىذه الشهوات الخفية؟ البد من خبير إذا‬ ‫أردت‪:‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫أغنى!‬

‫‪ٓٗ(‬الفرقاف)‬

‫حر!‪ ،‬كإف كنت غنيان فاهلل‬ ‫ى‬ ‫فتعاؿ لنا!‪ ،‬أما إذا لم ترد ىذه األشياء فأنت ه‬ ‫ػاس أعرض ػ ػ ػ ػ ػ ػػوا عن ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫كخلُّونػ ػ ػ ػ ػ ػػا كلػ ػ ػ ػ ػ ػػو شػ ػ ػ ػ ػ ػػاءكا‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػػإف ك ػ ػ ػ ػ ػػانوا لن ػ ػ ػ ػ ػػا كنػ ػ ػ ػ ػ ػا‬ ‫كإف كػ ػ ػ ػػانوا قػ ػ ػ ػػد اسػ ػ ػ ػػتغنوا‬

‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ كال معن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬ ‫فه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل أحس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنوا اله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػن‬ ‫كإف ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادكا لن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنا‬ ‫فإنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عنهمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أغنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬

‫إذان البد لئلنساف أف يتخلص من شهواتو الخفيَّة‪ ،‬بعد التخلص من شهواتو‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪246‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الهاىرة الجليَّة‪ ،‬كيصبح من الصادقين‪ ،‬ظاىره كباطنو‪ ،‬كباطنو كهاىره‪ ،‬إذا كاف أماـ‬ ‫الناس بوجو كفى القلب بوجو آخر فهذا مناف هق فما لو كما ألحواؿ الرجاؿ!!‬ ‫فأكؿ شئ يجب على المريد أف يتخلص من سمات المنافقين بالكلية‪،‬‬ ‫كالتى ذكرىا اهلل‪ ،‬كبينها ككضحها رسوؿ اهلل‪ ،‬فإذا بقى فيو سمة من سمات‬ ‫المنافقين فما زاؿ لم يدخل فى درجة اإليماف الكامل‪ ،‬إذان البد اكالن أف تتحق‬ ‫بكماؿ اإليماف‪ ،‬متى؟‬ ‫إذا تطهرت من كل أكصاؼ المنافقين بالكلية الهاىرة كالخفية‪ ،‬فإذا تخلص‬ ‫من ىذه كأراد أف يتخلص من الشهوات الخفية فإف الصالحين يدلونو على األحواؿ‬ ‫التى يتخلص بها من ىذه األكصاؼ حتى يبلغ مقامات الرجاؿ أىل الكماؿ‪،‬‬ ‫كيصبح فتى فى طريق اهلل‪ ،‬يدخل فى قوؿ اهلل‪:‬‬ ‫‪ُّ( ‬الكهف)‪،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪            ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬

‫‪َٔ(‬األنبياء)‪.‬‬

‫سيدنا أبو العباس المرسى ‪‬فى شرحو لهذه اآلية قاؿ‪ {:‬إمنا ضُ​ُ‪ ٢‬فت ّ‬ ‫‪٢‬‬ ‫ألْ٘ نطٖس األؾٓاّ‪ٚ ،‬نٌ َٔ نطٖس أؾٓاَ٘ املعٓ‪ُٜ ١ٜٛ‬طُ‪ ٢‬فت‪.} ٢‬‬

‫ما ىى أصنامك المعنوية؟ ‪ ..‬ىى الكبر كالحرص كالطمع كالشهوة كحب‬ ‫الههور ‪ ....‬كغيرىا من ىذه األصناـ التى البد أف ييكسرىا حتى يكوف فتى فى‬ ‫طريق اهلل‪ ،‬كيناؿ مقاـ الفتوح‪.‬‬ ‫كجبلوا على ىذه‬ ‫إذا كاف األنبياء كالمرسلوف مجتبين‪ ،‬اهلل اصطفاىم ي‬ ‫الصفات اإللهية‪ ،‬كمع ذلك يتوالىم اهلل ‪ ‬فى كل أحوالهم‪ ،‬كيحاسبهم على كل‬ ‫أنفاسهم ‪،‬قاؿ لسيدنا يعقوب‪ :‬أتدرل لً ىم أبعدت عنك يوسف؟ قاؿ‪ :‬ال يارب‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫ألنك خفت أف يأكلو الذئب‪ ،‬ألم تعلم أنو فى عنايتى‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪247‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫(ُّيوسف)‬

‫كلمة حاسبو عليها الحسيب ‪.. ‬كأخذه منو ‪ ..‬حتى ابيضَّت عيناه من‬ ‫الحزف على الذنب الذل فعلو‪.‬‬ ‫بعث اهلل ‪ ‬ركح قاركف بعد أف خسف اهلل بو األرض إلى سيدنا يونس بعد‬ ‫أف سقن فى اليم كابتلعو الحوت‪ ،‬كقاؿ لو‪ٜ {:‬ا ‪ْٜٛ‬ظ ال تًذأ إال إىل اهلل َٔ أ‪ٍٚ‬‬

‫‪ ،١ًٖٚ‬قاٍ‪ :‬ئَِ؟ قاٍ‪ :‬ألْ‪ْ ٢‬اد‪ٜ‬ت ابٔ ارتاي‪ٚ ١‬مل أْاد‪ ٣‬اهلل ‪ ‬فدطف اهلل ‪‬‬ ‫ب‪ ٢‬األزض }‪ ،‬كيف؟ ألنو عندما خسف اهلل ‪ ‬بقاركف األرض قاؿ لموسى‪ :‬تبت‬

‫يا ابن الخالة سبعين مرة كيقوؿ سيدنا موسى فى كل مرة‪ :‬يا أرض خذيو‪ ،‬فعاتبو اهلل‬ ‫على ذلك كقاؿ لو‪ :‬يا موسى يستغيث بك سبعين مرة فبل تغثو‪ ،‬كعزتى كجبللى لو‬ ‫استغاث بى مرة كاحدة ألغثتو!! فلذلك بعثو اهلل إلى سيدنا يونس حتى ال يستغيث‬ ‫إال باهلل‪ ،‬كلذلك قاؿ كىو فى قاع الحوت ‪ ،‬قاؿ تعالى فى (ٕٖاألنبياء)‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫فلم ألقاه اهلل فى قلب الحوت مع عنايتو بو سبحانو؟ ألنو يئس! كال يجوز‬ ‫اليأس مع األنبياء كالمرسلين! فلما يأس كتركهم كخرج ألقاه اهلل فى بطن الحوت‪.‬‬

‫فإذا كاف اهلل ‪ ‬مع األطهار األخيار األبرار الذين يجبلوا على األكصاؼ‬ ‫اإللهية النورانية يربيهم اهلل ‪ ‬لهذه التربية الزكية الربانية‪ ،‬لكننا نحتاج إلى أف نغير‬ ‫‪ُْ(          ‬نوح) فتغيّْر الطور الذل أنت فيو إلى‬ ‫‪ ‬‬ ‫من أنفسنا أطواران‪    :‬‬ ‫أف تيصبح إنسانان ربانيان تسير على ال يخلق القرآنى‪ ،‬كتتأسى بالحيبب ‪ ‬فى كل‬ ‫حاؿ‪.‬‬ ‫فكيف أعمل فى تلك األطوار؟‬ ‫البد لئلنساف الواعى أف يعرض نفسو على العارفين كيجالس الصالحين‪َّ ،‬‬ ‫ألف‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪248‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫مجالستهم ىى البلسم الشافى لهذه األدكاء‪ ،‬كىى التى تي ّْنقى اإلنساف من ىذه‬ ‫األدكاء كمن تلك الببلءات كمن ىذه األمراض بشرط‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪ِْ(  ‬األنفاؿ)‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫فيهل اإلنساف يجاىد إلى أف يصفو القلب كال يبقى فيو غير كجو مواله‪ ،‬كال‬ ‫يصبح لو ىم كال كتر كال إرب كال شغل إال بحضرة اهلل‪ ،‬كعندىا يحقق اهلل لو مناه‪.‬‬

‫خ ًطً‪ :‬اأض غ ث‬

‫ه ‪ٚ‬ذ‬

‫كفى خبلؿ ىذه األدكار كتلك األطوار ‪ ..‬كأثناء سلوؾ ذلك المضمار يلوح‬ ‫فى األفق سؤاؿ‪ ،‬ىو من الكثيرين على باؿ‪ :‬لما كاف الشيخ ىو باب دخولى لتلك‬ ‫المجاىدات‪ ،‬كىو الذل يكشف لو اهلل عن مكنوف نفسى ليرل بنور بصيرتو‬ ‫المحمدية ما بى من األمراض كاألدكاء كاألخبلؽ المردية! فهل يمكن اإلستغاثة‬ ‫بالشيخ فى جميع تلك األمور كاألحواؿ‪ ،‬كذلك لقربو من الواحد المتعاؿ؟‬ ‫كأنا أبين كأقوؿ ليس الشيخ المربى ىو باب الفتح للمريد الصادؽ كفقن!‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬كللمريد أف‬ ‫بل إنو ىو بابو القريب من رسوؿ اهلل كمن حضرة اهلل َّ‬ ‫يستغيث بشيخو فى الشدائد التى يقع فيها‪ ،‬فإذا كقع فى أل شدة فى الدنيا‬ ‫يستغيث بالشيخ‪ ،‬كإذا كقع فى أل شدة فى اآلخرة يستغيث بالشيخ‪ ،‬كالمبلئكة‬ ‫تيبلغو كتقوؿ لو‪ :‬فبلف فى موطن كذا يستغيث بك‪ ،‬فيسأؿ اهلل فيو فيشفعو فيو‪،‬‬ ‫حتى فى جهنم لو نادل؛ تيبلغو المبلئكة كتقوؿ لو‪ :‬فبلف يستغيث بك فى مكاف‬ ‫كذا‪ ،‬فيسأؿ فيو اهلل فيشفعو اهلل‪ ،‬كىذا فى األمور المدلهمة‪ ،‬ككاف الصالحوف‬ ‫يشيركف إلى ذلك دكمان بأنهم لهم جاه عند اهلل‪ ،‬كمن استغاث بهم فى أل زماف أك‬ ‫مكاف أغاثو مواله لقربهم من حضرة اهلل جل فى عبله‪ ،‬كمكانتهم عند سيدنا رسوؿ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪249‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهلل ‪.‬‬

‫لكن فى الفتح كالوصوؿ فالمريد يحتاج إلى العبد الموصوؿ‪ ،‬فيأخذ بيده‬ ‫خطوة خطوة كال بد لو من السير على األصوؿ‪ ،‬فبل يصح أف يجلس المريد‬ ‫كيستغيث بشيخو كيسألو النهرة كالمدد‪ ،‬كال يحرؾ ساكنان معو كال يستجيب لنصحو‬ ‫كيقوؿ بالفضل ياسيدل من غير مجهود! إذ ال بد حتمان لو لبلوغ المراد من خوض‬ ‫نار الجهاد ليخرج من جحيم البعاد‪ ،‬كالجهاد على األصوؿ‪ ،‬فبلبد للمريد أف‬ ‫شاىد!! كليس السامع‬ ‫الم ى‬ ‫يجاىد ليشاىد! كالبد لو من قطع المراحل ككلوج ى‬ ‫َّ‬ ‫كالشاىد!‬

‫ض دضً‪ :‬قسمٗ اأح‪ ٚ‬ء ه ة ٗا مح‪ ٚ‬ء‬ ‫كىنا كقبل أف أنتهى من الموضوع أعرؼ أف كل السالكين كالراغبين‪ ،‬دائما‬ ‫ما يقولوف‪ :‬فماذا نقرأ إذان من كتب القوـ عند إبتداء السلوؾ لملك الملوؾ؟‬ ‫فأنصح إخوانى أجمعين‪ ،‬كالمسلمين الراغبين فى نواؿ ىذا الفضل من رب‬ ‫العالمين‪ ،‬كيريدكف أف يسلكوا سبيل الفتح المبين‪ ،‬أنصحهم أف يطلعوا كيقرأكا‬ ‫كتاب‪( :‬إحياء علوـ الدين) لئلماـ الغزالى‪ ،‬كىناؾ مختصر لو‪ ،‬ألنو كتاب شامل‬ ‫للعقيدة كاألحكاـ الشرعية كاألخبلؽ كالمعامبلت كاألحواؿ‪ ،‬كيعتبر أشمل كتاب‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬فبلبد لنا منو حتى نقف أكالن على أرضية صلبة من‬ ‫فى دين اهلل َّ‬ ‫جل فى عبله‪.‬‬ ‫العلم باهلل َّ‬

‫كىذا الكتاب ألَّفو اإلماـ الغزالى بعد الفتح فى القرف الثالث الهجرل‪،‬‬ ‫كلذلك فكل علوـ الصوفية قبلو موجودة فيو‪ ،‬ككتاب (قوت القلوب فى معاملة‬ ‫المحبوب) ألبى طالب المكى‪ ،‬ك(رسالة القشيرل) كغيرىا‪ ،‬ككذلك اشتمل أحواؿ‬ ‫الصالحين من عصر التابعين إلى عصره‪ ،‬إلى جانب العلوـ الشرعية التى ال غنى‬ ‫عنها لئلنساف‪ ،‬كقديمان قيل‪ :‬من لم يقرأ اإلحياء فليس من األحياء!‪..‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪251‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كبالنسبة للحديث الشريف فقد قيض اهلل لو إمامان فى علم الحديث كىو‬ ‫الشيخ العراقى فخرج أحاديثو كلها‪ ،‬فيجب أف نراعى األحاديث الصحيحة كال‬ ‫نلقى باالن لؤلحاديث الموضوعة‪ ،‬لكن ال غنى عنو حتى تعرؼ كيف تسير‪ ،‬ففيو‬ ‫اآلداب المطلوبة لك‪ ،‬كفيو الصبلة كالصياـ كالزكاة كالحج كالعقيدة‪ ،‬كفيو آداب‬ ‫تبلكة القرآف‪ ،‬كآداب المعاملة مع الجيراف‪ ،‬كاإلستئذاف‪ ،‬ككل اآلداب المطلوبة‬ ‫موجودة‪ ،‬كفيو كل ما تطلبو من المقامات‪ ،‬من أكؿ التوبة إلى الرضا عن اهلل ‪،‬‬ ‫شامل فلنقرأه حتى نكوف على بصيرة علم من أمرنا‪ ،‬كنبدأ بسلوؾ الطريق‬ ‫كتاب‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫إلى اهلل ‪ ‬فى صحبة الشيخ المربى عساه سبحانو أف يرفع شأننا‪ ،‬كيبلغنا مرادنا‪.‬‬

‫ض‬

‫ً‪ :‬عاً اه٘ة٘ي سؤ‪ ٙ‬اهسض٘ي‬

‫كأخيرأن ال أترككم حتى أكشف لكم عن عبلمة صفاء القلب‪ ،‬فالناس فى أياـ‬ ‫الحج تهيم فى السفر إلى ركضة الحبيب ‪ ،‬لكن الصالحين يتمتعوف بالرسوؿ فى‬ ‫كل كقت كحين‪ ،‬كيف ذلك يا أحباب؟ كما عبلمة القرب من ىذا الجناب؟‬ ‫عبلمة صفاء القلب ىى الفتح اإللهى‪ ،‬فمتى أعرؼ أف قلبى صفا؟ ‪ ..‬إذا‬ ‫فيتحت لى كنوز أىل الصفا كالوفا‪ ،‬أما إذا لم تيفتح الكنوز إذان ما زاؿ عندل شئ‬ ‫من الجفا‪ ،‬كيجب أف أعالج الجفا حتى أفوز بالصفا‪.‬‬ ‫متى أعرؼ أنى من يك َّمل المؤمنين؟ إذا جاءنى كبشرنى سيد األكلين‬ ‫‪ ‬‬ ‫كاآلخرين‪ ،‬عبلمة كماؿ اإليماف رؤية سيدنا رسوؿ اهلل‪ ،‬ألف اهلل قاؿ لو‪    :‬‬ ‫‪ْٕ(       ‬األحزاب)‪ ،‬فمن الذل تأتيو لتبشره يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ‪:‬‬ ‫حبَٓ إي‪ ٔ٘ٝ‬مما ضٔ‪ٛ‬اُٖ​ُا‪َٚ ،‬حَتٓ‪ُٜ ٢‬ك‪ٞ‬رَ َ‬ ‫ف‬ ‫{ال ‪ُٜ‬ؤَِٔ​ُٔ ‪ٜ‬أحَ ُدن‪ ِ​ِٝ‬حَتَٓ‪ٜ ٢‬ه‪ َٕٛ‬اهلل ‪ٚ‬زضُ‪ٛ‬ي‪ ُ٘ٝ‬أ َ‬ ‫حبَٓ إي‪ٜ ِٔ​َٔ ِٜٔ٘ٝ‬إِٔ َ‪ٜ‬عُ‪ٛ‬دَ يف اي ‪ٝ‬هف‪ٞ‬س‪َ ٢‬بعِدَ إِٔ َْذَٓا‪ ُٙ‬اهلل َُِٔٓ٘‪ٚ ،‬ال ‪ُٜ‬ؤَِٔ​ُٔ ‪ٜ‬أحَ ُدن‪ِ​ِ ٝ‬‬ ‫يف ايٓاز‪ ٢‬أ َ‬ ‫د َُعٔنيَ }‬ ‫حبَٓ إي‪َٚ ِٔ​َٔ ِٜٔ٘ٝ‬ي‪ٜ‬دٔ‪ََٚٚ ٔٙ‬ائدٔ‪ٚ ٔٙ‬ايٓ​ٓاع‪ ٢‬أ ِ‬ ‫حَتٓ‪ ٢‬أن‪ٜ َٕٛ‬أ َ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪251‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ألنو بالفعل اصطلى بنار الجهاد حتى أخرجو اهلل من أخبلؽ البعاد‪ ،‬كتخلَّق‬ ‫بأخبلؽ القرب كالوداد! فعندما يصل إلى ىذه الغاية يأتيو رسوؿ اهلل كيبشره بالفتح‬ ‫فى شئ من األغراض أك‬ ‫كالعناية !‪ ، ...‬أما إذا لم يأتى رسوؿ اهلل؟ إذان ما زاؿ َّ‬ ‫األعراض أك األمراض التى ذكرىا رسوؿ اهلل‪ ،‬كىنا يجب أف أعالج نفسى حتى‬ ‫يأتينى رسوؿ اهلل كيبشرنى‪ ،‬ألف ىذه ىى أحواؿ الصالحين‪.‬‬ ‫فإذا جاءت البشرل ىنَّؤه‪ ،‬ثم إلى مرحلة أخرل نقلوه‪ ،‬كإلى باب آخر‬ ‫أدخلوه‪ ،‬كيهل الرجل الصادؽ فى حضن أحباب اهلل الصالحين ينتقل من درجة إلى‬ ‫أعلى كمن حاؿ إلى أرقى حتى إذا استول سلَّموه لسيد األكلين كاآلخرين كأدخلوه‬ ‫ليتولى بذاتو ‪ ‬سياسة أمره كمتابعة شأنو كإرشاده كتوجيهو فى كل كقت كحين‬ ‫منامان ثم يقهة‪ ،‬كىذا ىو حاؿ رسوؿ اهلل مع الصالحين السابقين كالبلحقين‪.‬‬ ‫سيدل إبراىيم المتبولى ‪ ‬رأل سيدنا رسوؿ اهلل فى المناـ فذىب إلى أمو‬ ‫يزؼ لها البشرل – ككانت من الصالحات‪ -‬فقالت لو‪ :‬يابنى ال تتم رجوليتك حتى‬ ‫ترل رسوؿ اهلل ‪ ‬فى اليقهة؛ ألنها تريده أف يبلغ المقاـ األرقى‪ ،‬فهل يجاىد حتى‬ ‫صفا ككفا كرأل الحبيب المصطفى بعد زكاؿ الجفا جهاران عيانان!! ككاف على ىذه‬ ‫كثير من عباد اهلل الصالحين‪.‬‬ ‫الشاكلة ه‬ ‫كمنهم رجل يسمى خليفة بن موسى النهرملكى‪ ،‬كاف من الصالحين فى ببلد‬ ‫العراؽ‪ ،‬يحكى أف سيدنا رسوؿ اهلل جاءه فى إحدل الليالى سبعة عشر مرة‪ ،‬ثم‬ ‫قاؿ لو فى الختاـ‪ :‬يا خليفة ال تضجر من كثرة رؤيتى فإف كثيران من األكلياء ماتوا‬ ‫ُٗٓ‬ ‫كلما جاءه الموت قاؿ لمن حولو أرل رسوؿ‬ ‫بحسرة رؤيتى كلو مرة كاحدة! ‪َّ ..‬‬ ‫اهلل ‪ ‬كصحبو الكراـ يبشركنى بنعمة من اهلل كرضواف‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬أرل المبلئكة‬ ‫تبشرنى بفتح اهلل ‪ ،‬ثم خرجت ركحو إلى بارئها سبحانو كتعالى‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُٗٓ من أراد المزيد عن رؤية رسوؿ اهلل ‪ ‬كالسبيل لها فليقرأ كتابنا" الصوفية فى القرآف كالسنة" طِ‪ ،‬صِٓ​ِ‪ِْٓ-‬‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪252‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كعلى ىذا كاف يك َّمل الصالحين فى كل زماف كمكاف إلى يوـ الدين‪.‬‬

‫ث ًًِ‪:‬‬

‫سى ٓرا اهصً ْ‬

‫كإياؾ ثم إياؾ ثم إياؾ أف تقوؿ أف ىذا الزماف يخلو من ىذه األصناؼ‪،‬‬ ‫كأف تقوؿ نحن فى آخر الزماف كال يوجد مثل ىؤالء!! ىم ٍن أكثر األنبياء عطاءان‬ ‫كنوران كفتحان؟ األكؿ أـ األخير؟ سيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو األخير كىو أعهمهم فتحان‬ ‫كأكثرىم خيران كبركة صلوات ربى كتسليماتو عليو‪.‬‬ ‫ككلما زاد الجفاء زاد العطاء ألىل العطاء حتى يستطيعوف مواجهة الجفاء‬ ‫بالنور الذل كضعو اهلل فى قلوبهم من عنده ‪ ،‬كلما تزيد الهلمة كلما يزيد فى‬ ‫قلوب الصالحين النور ‪ ...‬فهذا الزماف فيو كل شئ‪ ،‬كالعطاءات تزيد من الحميد‬ ‫المجيد‪ ،‬كلكن الفتح يحتاج إلى أىلية‪ ،‬كرجل عنده عطيو ‪...‬‬ ‫فأنت عليك األىلية أل تؤىل نفسك‪ ،‬فإذا يكجد صاحب الفتح كتأىلت‬ ‫أمدؾ اهلل ‪ ‬من عنده بالعطاء ألف ىذه ىى يسنة اهلل ‪ ‬التى ال تتخلف‪ ،‬لكن‬ ‫يكجد صاحب الفتح كأنت لم تتأىل فكيف تنتفع بالعطاء؟!! ‪ ..‬كخذكا مثاالن كاضحان‬ ‫الكهرباء فى العمارة كلها‪ ،‬كلكن الشقة التى تمتلكها فى العمارة لم تركب فيها‬ ‫أدكات الكهرباء التى بها يدخل النور فى الشقة ! إذان كيف تدخل الكهرباء فيها؟!‬ ‫إذان أنت عليك أف تصلح الشبكة الداخلية كتستعين بهم‪ ،‬كىم سيمدكؾ كيعينوؾ‬ ‫عل تحقيق ىذه األمنية‪ ..‬فبلبد أف تبدأ ألف‪:‬‬ ‫‪ْٔ( ‬فصلت)‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫حكم اهلل الذل جعلو على األكلين كاآلخرين‪:‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪253‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ٔٗ( ‬العنكبوت)‬

‫‪     ‬حتى تدخل فى دائرة‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ما مدل الجهاد؟ ‪  ‬‬ ‫‪ٕٖ(     ‬الحج)‪ ،.‬كالجهاد ليس كبلـ‪ ،‬كال أكىاـ كأحبلـ!!‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫كثير ممن يدعى السلوؾ يعيش فى األكىاـ‪ ،‬كيتهيأ لو أف ىذه األكىاـ فتح‬ ‫من اهلل!! أكؿ فتح تعرؼ أف اهلل فتح بو عليك أف يعرفك اهلل بنفسك! فيفتح لك‬ ‫أرجاء مملكتك التى فيك‪ ،‬كتشاىد ما فيك جهاران من أنوار خالقك كباريك ‪::‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪ُِ(‬الذاريات)‬

‫كتبصرؾ فبما فيك يكفيك‪ ،‬فإذا كانت لك أنيَّة كأكصاؼ تتمسك بها كال‬ ‫تريد أف تتخلَّى عنها فػ"أنت" الحجاب‪ ،‬لو يرفعت الػ"أنػا" كمت فيو‪ ،‬كعشت فيو‬ ‫‪...‬ل يكشف لك الحجاب ‪ ...‬كلصرت من األحباب‪:‬‬ ‫تل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػق المس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػرة كالهن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫انف ػ ػ ػ ػ ػػى أن ػ ػ ػ ػ ػػا كاثب ػ ػ ػ ػ ػػت أن ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫بالحسػ ػ ػ ػ ػ ػػن يػ ػ ػ ػ ػ ػػا مػ ػ ػ ػ ػ ػػن َّأمنػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫تش ػ ػ ػ ػ ػ ػػهد جم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاالن ظ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىران‬ ‫األخبلؽ ‪....‬‬ ‫األخ ػػبلؽ ‪.....‬‬ ‫األخػ ػ ػػبلؽ ‪......‬‬ ‫ىذا ىو المنهج السهل المبسن اليسير‪..‬‬ ‫البد لك من الجهاد للتخلق باألخ ػػبلؽ!‪...‬‬ ‫كأل عطاء ليس لو ثمن من األعماؿ الصالحة فى ىذه الحياة‪ ،‬لكن اعمل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪254‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫كال تشهد أنك تعمل بنفسك كإنما تعمل بمعونة ربك كبتوفيق إلهك‪ ،‬كاعلم أف‬ ‫ىذا العمل لو خبل من الزلل كالعلل ال يساكل قليبلن كال كثيران فى ملكوت اهلل كنور‬ ‫اهلل كأسماء اهلل كصفات اهلل جل فى عبله‪ ،‬كإذا تفضل عليك المتفضل بفضل فهو‬ ‫جل فى عبله‪ ،‬ال بعمل عملتو‪ ،‬لكن العمل تحقيقان لما كرد فى‬ ‫فضل من عنده َّ‬ ‫الكتاب كمتابعة للنبى األكاب‪ ،‬كسيران على منهج األصحاب حتى ندخل فى كراثة‬ ‫الكتاب‪:‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪     ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ِّ(   ‬فاطر)‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪255‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ٗة‪َّٚ‬ةةةةةةةةةةةة‬

‫إخوانى األحباب ‪.‬بارؾ اهلل ‪ ‬فيكم أجمعين ‪...‬‬ ‫بعد أف أكرمنا اهلل بتماـ كتابنا ىذا الذل أرجوه سبحانو أف يكوف لبنة فى‬ ‫بياف منهاج الواصلين‪... ،‬‬ ‫كلما كنا قد تحدثنا كتناكال فى غير موضع منو عن أحواؿ كمقامات الواصلين‬ ‫كاألكلياء كالصالحين‪ ،‬كبينَّا شيئان من كراماتهم كآيات تأييد اهلل لحبيبو كلدينو فى‬ ‫أشخاصهم بما أفاض عليهم ‪ ‬من البصيرة المضيَّة كاإللهامات النبويَّة كالرؤل‬ ‫البهيَّة كالمكاشفات الوىبيَّة كالتوفيق فى اإلرشاد كاإلشارة كإستجابة الدعاء كالرجاء‬ ‫كإصابة العبارة! فقد رأيت أف من كاجبى أف أختمو بهذه الوصية األبويَّة حرصان على‬ ‫سبلمة عقيدة كقلوب أبنائى كإخوانى كأحبابى كالمسلمين أجمعين‪:‬‬ ‫أكصى أبنائى كإخوانى كأحبابى كالمسلمين أجمعين‪:‬‬ ‫أكالن‪:‬‬

‫أف يعلَّوا ىممهم كعزائمهم فى طريق اهلل فيسيركا فيو هلل؛ ال لسواه‪ ،‬ال‬ ‫لعطية كال لفتح كال كشف كال كرامة‪ ،‬كأف يتحلُّوا بكماؿ اإلعتقاد بأف اإلستقامة‬ ‫خير من ألف كرامة‪.‬‬ ‫على شرع اهلل ىى الكرامة الحقيقية الدائمة كالتى ىى ه‬ ‫ثانيان‪:‬‬

‫إننى كالحمد هلل ال آلو جهدان أف يكوف نصحى كقولى من بعد عملى مطابقان‬ ‫للكتاب كالسنة كعمل السادة األئمة‪ ،‬فأنصحهم جميعان إف كجد أح هد شيئان مما‬ ‫ينسب إلى غير ذلك؛ فليقف فوران كليستوثق من القوؿ كالفهم ليستبين لو الحق!‪.‬‬ ‫ثم فليأخذ بما كافق الشرع‪ ،‬كليسأؿ اهلل لنا المغفرة إف أخطأنا فى إجتهادنا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تكرـ كراجعنا؛ فلو الشكر منَّا كاألجر من اهلل‪ ،‬فإف فوؽ كل ذل علم عليم‪.‬‬ ‫فإف َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪256‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ثالثان‪:‬‬

‫و‬ ‫مسلم‪ ،‬كال ندخر كسعان لكى نؤكد لكل من‬ ‫إننا كالحمدهلل نطلب من كل‬ ‫قصدنا كنحثهم بكل السبل ‪:‬‬ ‫على األخذ باألسباب الشرعية كاألساليب التقنية كالوسائل العلمية التى سنَّها‬ ‫اهلل تعالى فى ىذه الدنيا إلنجاز األعماؿ كقضاء المصالح كالتوظف كالعبلج أك‬ ‫الزكاج كاإلنجاب أك أل أمل فى الحياة! فنطلب من الجميع أف يقصدكا أكالن‬ ‫المختصين من أىل العلم كالخبرة كأف يطرقوا جميع األبواب الشرعية كما أمر اهلل‬ ‫ّْ‬ ‫كسن رسولو ‪ ،‬الذل قاؿ فى الحديث الشريف الجامع فى األخذ‬ ‫تعالى َّ‬ ‫باألسباب ‪:‬‬ ‫دٌْ َْصٍََ عًَ‪ ٢ٜ‬ط‪ٜ‬س‪٢ ٜ٢‬‬ ‫ل‬ ‫دٌْ َْصٍََ بَ‪َِٝ‬تا‪ ٟ‬خَس‪٢‬با‪َ َٚ ،ٟ‬ز ُ‬ ‫دٌَٓ‪ :‬زَ ُ‬ ‫{ ثَال‪ٜ‬ثَ‪ ٠١‬ال‪ُٜ ٜ‬ذٔ‪ٝ‬بُُِٗ​ِ َزبُٓو‪ ٜ‬عَصَٓ َ‪َ ٚ‬‬ ‫َُٔ‬ ‫ضٌَ دَابَٓتَُ٘ ثَُِٓ دَ َعٌَ ‪َٜ‬دِعُ‪ ٛ‬ايً‪ٜ َٜ٘ٓ‬إِٔ ‪َٜ‬خِبٔطََٗا }‬ ‫دٌْ ‪ٜ‬أزِ َ‬ ‫ايطَٓبٔ‪َ َٚ ،٢ٌٝ‬ز ُ‬

‫أل ال يستجيب دعائهم كال يبلغوف غايتهم كقصدىم‪ ،‬فاألكؿ نزؿ مكانا‬ ‫مهجورا ال يأمن فيو الضرر على نفسو كيقضى ليلو متضرعان هلل ليحميو كيحرسو!‬ ‫فلن يجيبو اهلل! ألنو لم يأخذ بأسباب األمن كالنجاة‪ ،‬كخالف النبى ‪ ‬الذل كانت‬ ‫جنود اهلل كلها تحرسو! كلكنو مع ذلك كأدبان مع مواله كاتباعان لنهاـ كقانوف الحياة‬ ‫كاف يوقف حارسان على بابو عمبلن بأسباب الحفظ ك األماف‪ ،‬حتى أنزؿ اهلل قولو‪:‬‬ ‫‪ٕٔ( ‬المائدة) فصرؼ الحارس‪.‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫كالثانى لم يأخذ بأسباب الكرامة كالسبلمة كلم يرع حق الطريق فجلس‬ ‫حيث يسير الناس كالسيارات كالدكاب فعرض سبلمتو للضرر‪ ،‬ككرامتو لئلمتهاف‪،‬‬ ‫كأضر بمصالح الناس بتضييق الطريق عليهم! كيريد إحتراـ الناس كيدعو اهلل أال‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫حمن بن عائذ الثمالي ‪ ،‬جامع المسانيد كالمراسيل‪.‬‬ ‫الر ش‬ ‫َُٔ (طب) عن عبد َّ‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫َّ‬ ‫استخف بقوانين الحياة!‬ ‫يؤذيو أحد كأف يحفظ عرضو! فلن يستجيب لو مواله ألنو‬ ‫يلومن إال نفسو !‬ ‫أما الثالث ترؾ أسباب الوقاية كالرعاية كبلوغ الغاية! فبل‬ ‫َّ‬ ‫ككلنا يذكر الحديث الشريف ‪:‬‬ ‫ُُٔ‬ ‫ضٌُ َْاق‪ٜ‬تٔ‪َٚ ٞ‬أ‪ٜ‬تَ َ‪ٓ ٛ‬ن‪ٌُٜ‬؟ قاٍَ‪ :‬ا ِعكًٔ‪ٗٞ‬ا ‪َٚ‬تَ‪ٓ َٛ‬ن‪} ٌِٜ‬‬ ‫دٌْ يًٓيب‪ٝ :ٓ٢‬أزِ ٔ‬ ‫{ قاٍ زَ ُ‬

‫فأكصى كل من أراد أف يستنير برأل الصالحين كبصيرتهم بأف يسألوا أىل‬ ‫الخبرة قبل أف يأتوا الصالحين! فيعطوا الطب حقو ك يتركوا الكسل ك التراخى‬ ‫كالتواكل فى األخذ باألسباب! ألف السماء ال تمطر ذىبان كال فضة!‪..‬‬ ‫فليستشيركا أىل العلم كليأخذكا باألسباب!‬ ‫كلكن ال تأتى الرجل الصالح تسألو كأنت لم تدرس األمر‪ ،‬كتريد من الشيخ‬ ‫أف يكوف مكتبان لدراسة الجدكل كبيت خبرة فى الطب كالهندسة كاإلستثمار ‪..‬‬ ‫كغيرىا ا!! كأنت تكسل أك على نفسك تبخل! ك تأتى الرجل كأنت خامل كسبلف‬ ‫كفى ضميرؾ أف يريحك من الطب أك العمل كالسعى كالسؤاؿ كالبحث! كيدعو‬ ‫لك فينجح المشركع ببل جهد! أكتتزكج البنت كيعمل الولد ببل سعى! كيشفى‬ ‫تواكل ال يحبُّو الصالحوف ألنهم أشبو الخلق برسوؿ اهلل ‪‬‬ ‫المريض ببل طب! فهذا‬ ‫ه‬ ‫الذل علَّم أصحابو كالدنيا بأسرىا من بعدىم لما سألتو اإلعراب‪:‬‬ ‫{ ‪َٜ‬ا زَضُ‪ ٍَٛ‬ايً‪ ٌَِٖ ٜٔ٘ٓ‬عًَ‪َِٜٓٝ‬ا دَُٓاحْ ‪ٜ‬إِٔ ال‪َْ ٜ‬تَدَا‪٣َٚ‬؟ ق‪ٜ‬اٍَ‪ :‬تَدَا‪َِٚٚ‬ا عٔبَادَ ايً‪ ;ٜٔ٘ٓ‬ف‪٢ٜ‬إَٕٓ ايً‪َ٘ ٜٓ‬‬ ‫ُِٔ‬ ‫‪.‬‬ ‫غف‪ٜ‬ا‪} ّ٤‬‬ ‫قعَ َ​َعَُ٘ ٔ‬ ‫كعِ دَا‪ ّ٤‬إ‪٢‬ال‪َ َٚ ٜٓ‬‬ ‫ضُبِخَاَُْ٘‪ ،‬ي‪َ َٜ ِ​ِٜ‬‬

‫اعتل فعرؼ بعض بني إسرائيل علَّتو‬ ‫ككرد فى األثر أف موسى عليو السبلـ َّ‬ ‫تداك بكذا تبرأ؛ فقاؿ‪ :‬ال حتى يعافيني ببل دكاء! فطالت علَّتيو فأكحى لو‬ ‫فقالوا‪ :‬ى‬ ‫ُُٔ عن جعفر ب ًن عمرك بن أمية عن أبيو‪ ،‬صحيح ابن حباف‪ ،‬كسنن الترمذل عن أنس ‪.‬‬ ‫ُِٔ سنن ابن ماجو ككثير غيرىا‪ ،‬عن أسامة بن شريك‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪258‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اهلل‪:‬‬

‫خ ‪ٜ‬اَ‪ٛ‬ض‪ ٢‬أزدت إٔ تب‪ ٌٛ‬حهُيت يف خًك‪ ٞ‬بت‪ٛ‬نًو عً‪ !ٖٞ‬ال أبسأتو‬ ‫حت‪ ٢‬تتدا‪ ٣ٚ‬مبا ذنس‪ ٙٚ‬يو!‪ َٔ ،‬أ‪ٚ‬دع ف‪ ٢‬ايعكاقري املٓافع غري‪ٟ‬؟‬

‫ُّٔ‬

‫رابعان‪:‬‬ ‫ثم أنصح إخوانى أجمعين ككل من استجاب كأخذ باألسباب أف يعلى‬ ‫عقيدتو فى مواله فيعلم أف الفاعل على الحقيقة ىو اهلل كأنو ‪ ‬مسبّْب األسباب‪،‬‬ ‫فبل يكوف إعتماد المؤمن الصادؽ علي األسباب؛ بل نعمل بها اتباعان لسنة نبيينا‬ ‫كحفهان لقانوف حياتنا؛ ثم نتوكل على اهلل كنعتمد عليو ال على فعلنا! فاهلل إف شاء‬ ‫كيهل العبد فى‬ ‫عطَّ ىل األشياء‪ ،‬أك أتى لؤلسباب بتصاريف عجاب فتتوقف األسباب ُّ‬ ‫تعب كعذاب! كلذا نحتاج لرفع األكف بالدعاء‪ ،‬كلبركات الصالحين كاألكلياء‬ ‫كإكرامات اهلل ألىل الرجاء فتعمل األشياء كيحصل التوفيق ببل مزيد عناء‪ ،‬أك يأتى‬ ‫الفرج فى الخفاء كيكفى اهلل عبده اإلبتبلء‪.‬‬ ‫كقد كرد أف موسى ‪ ‬مرض فأمره اهلل أف يتداكل بنبتة فبرأ‪ ،‬ثم عاد‬ ‫فتعجب فقاؿ لو اهلل‪ٜ :‬ا َ‪ٛ‬ض‪ !٢‬ي‪ٝ‬ظ ايػفا‪ ٤‬ف‪٢‬‬ ‫المرض فأخذ النبتة فلم يبرأ! َّ‬ ‫ايػذس‪ٚ ٠‬إمنا ايػفا‪ ٤‬ف‪ ٢‬نالَ‪ !٢‬أل أنى أكدعت الدكاء فى الشجرة‪ ،‬أما الشفاء‬ ‫فبل يأتى إال بإذنى بأف يفعل الدكاء‪ ،‬فاألشياء ال تعمل بما أكدعو اهلل فيها إال بإذف‬ ‫باريها‪ ،‬كىذا الفرؽ بين المؤمن كالكافر‪ ،‬كبف \لك؟‬ ‫ىذا ألف األخير يمرض كيتعالج كيشفى أك يموت كال يدرل إال الهاىر كبى ًعي ور‬ ‫ثم أيطٍلً ىق كال يدرل لم؟‪ ،‬أما المؤمن فيرل السبب الهاىر أنو أىمل الوقاية‬ ‫ك َّ‬ ‫أ ٍيم ًس ى‬ ‫السر الباطن أف اهلل ييطى ّْهره أك يرفع درجتو أك ينبّْػ ىهو!‪ ،‬فيذىب‬ ‫فمرض‪ ،‬كيدرل َّ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬

‫ُّٔ (طب عن ابن مسعود) قاؿ السخاكم‪ :‬للحديث طرؽ بألفاظ‪ ،‬كفي الباب أبو ىريرة كأسامة كجابر كغيرىم‪ ،‬فيض القدير‬

‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪259‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ليتعالج سائبلن اهلل الشفاء مع أخذ الدكاء كشكر النعم كاآلالء! فأنصحكم أف تعملوا‬ ‫و‬ ‫كاضع أملو فى اهلل ال فيما أدَّاه‪ ،‬فيوفّْقو مواله فيصيب بالعمل‬ ‫كىمة؛ كيك هل‬ ‫بإخبلص َّ‬ ‫ه‬ ‫مناه! كيحفهو تعالى بفضلو مما خفى من تصاريف الحياة!‪..‬‬ ‫فإذا أخذ تم باألسباب كأتيتم الصالحين نلتم من بركاتهم كدعائهم فكنتم‬ ‫َّ‬ ‫كيلح!‬ ‫متأدبين بأدب النبى الذل لما أراد الحرب‬ ‫أستعد؛ فلما تقاتلوا قاـ يدعو اهلل ُّ‬ ‫فمع ّْ‬ ‫الجد كالعمل يدعو الصالحوف كيتضرعوف لتعمل األسباب عملها‪ ،‬كيبارؾ اهلل‬ ‫فى نتاجها‪ ،‬كيحمى من الشركر كاآلفات ثمارىا؛ ببركة دعائهم كقربهم من ربهم‪.‬‬ ‫خامسان‪:‬‬ ‫أكصى إخوانى كأحبابى كأنصحهم دائما باستشارة أىلهم كزكجاتهم‬ ‫كأزكاجهم كأبنائهم كبناتهم‪ ،‬كأحثهم جميعان على تدريب من يعولوف على الرأل‬ ‫كالمشاكرة كإعماؿ الفهم كالفكر كتدبر األمور؛ ألنو ىكذا كاف ‪ ‬مع أىلو‬ ‫كصحبو الكراـ بالرغم من تأييد السماء لو‪ ،‬كغناه عن كل رأل بعد توفيق اهلل‪.‬‬ ‫سادسان‪:‬‬ ‫كما أكص يكم إخوانى باإلستخارة الشرعية مع األخذ باألسباب العملية‪ ،‬كأف‬ ‫تعلّْموا ذلك ألىليكم كأف تقوكا عقيدتهم أف اهلل الفعَّاؿ ىو العالم بالنفع فى الحاؿ‬ ‫مفوضين كندعوه أف يوفقنا لنستبين‪ ،‬فإف لم ً‬ ‫نهتد‬ ‫كالمآؿ‪ ،‬فعند اللزكـ نستخيره ّْ‬ ‫فلنخلّْص النوايا كلنكرر بيقين مع لزكـ التسليم للعليم المبين‪ ،‬فإف غي َّم علينا أك‬ ‫صرنا حيارل؛ فلنلجأ لئلستنارة كاإلستشارة بصدؽ العرض كالعبارة‪.‬‬ ‫سابعان‪:‬‬ ‫كأنصح إخوانى األحباب كالمسلمين كالمسلمات كأصحاب الحاجات أف‬ ‫تتزكجن كالنساء لم يطلَّ ٍقن أك لم‬ ‫كيص ّْححوا المفاىيم أف البنات لم ٍ‬ ‫يػي ىر ّْش يدكا العقائد ى‬ ‫ينجبن! أك لم يي ٍك ىرٍىن! كاألزكاج لم يتعطلوا ليس بسبب األعماؿ كال السحر كال‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪261‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫الجن كال الغيرة كالحسد! كال تلك األمور التى ذكرىا الشرع فى أضيق الحدكد!‪..‬‬ ‫لما استشرل الجهل كالضعف؛ جعلناىا أساس مشاكلنا الزكجية كاإلجتماعية!‬ ‫لكننا َّ‬ ‫شماعة ىائلة لكل عيوبنا التربوية كأخطائنا اإلجتماعية كجهاالتنا‬ ‫بل كنصبناىا َّ‬ ‫العلمية كالدينية! فأستمر إستسبلمنا كخضوعنا لموركثات كعادات ليست من‬ ‫الدين! كلم يكن ىكذا نبينا كال الصحابة كالتابعين‪.‬‬ ‫فدعوا الضعف كالخوؼ كالذؿ كالرجاء لغير اهلل إخوتى! كخذكا باألسباب‬ ‫للرب المعين! كإياكم كالسحرة كالدجالين كأىل اإلرتياب‪ ،‬اتقوا اهلل‬ ‫مع اللجوء ّْ‬ ‫كاقيموا شرعو كما فى الكتاب؛ ثم انصبوا األكف بالدعاء كقفوا بالباب لتعمل‬ ‫خفى لطف اهلل كنجدتو كفضلو كإسعافو ببل بنء كال احتساب‪.‬‬ ‫األسباب‪ ،‬كيأتى ُّ‬ ‫كأنصحكم ىنا إخوانى األحباب أال تخجلوا من اللجوء للطب النفسى أك‬ ‫األسرل عند اللزكـ! كأال نحرجوا من ذلك! ألننا يعيبنا أف نذىب للطبيب النفسى‬ ‫طب العبلقات األسريَّة كنقوؿ ىذه بليَّة! فنلجأ‬ ‫كنعتبر ذلك مرادفان للجنوف‪ ،‬كنرفض ّْ‬ ‫للدجالين! أكنهرب لؤلكلياء كالصالحين كنعتقد أف استشارتهم كدعوتهم أك حضور‬ ‫مجالسهم كفقن سيأتينا بالبركة كستحل مشاكلنا كنكوف أرحنا أنفسنا من الطب‬ ‫كاألطباء كالتحاليل كالمستشفيات أجمعين! كيف ذلك!‬ ‫فالطب النفسى صار اليوـ ضركرة ألف األمراض النفسية استشرت فى عصرنا‬ ‫بسبب الضغوط الهائلة التى يتعرض لها الناس أفرادان كجماعات من جميع‬ ‫اإلتجاىات مما يسبب العديد منها كيضعها على قدـ مع القلب كالضغن‬ ‫كالسكرل كالسمنة‪ ،‬بل كأخطر ألنها صارت سبيبلن نٍ لباقى األمراض‪ ،‬ك نحتاج‬ ‫لطب العبلقات األسريَّة أك الزكجية ألف الشباب زادت مشاكلهم‬ ‫اليوـ أيضان ّْ‬ ‫الجنسية بسبب التطورات التكنولوجية كتراجع التربية الدينية كغياب الرقابة‬ ‫كالتوجيهات األبوية‪ ،‬كإنتشار العادات المؤذية‪ّْ ،‬‬ ‫كتفشى الرذيلة كتقليد مهاىر الحياة‬ ‫الغربية‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪261‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ثامنان نٍ‪:‬‬

‫يسمونو‬ ‫كما أنصح إخوانى األحباب كالمسلمين أيضان بتصحيح مفاىيم ما ُّ‬ ‫الرقػٍيىة أك التداكل باألعشاب أك الحجامة كأف يعلموا أف لو‬ ‫العبلج بالقرآف أك ي‬ ‫ضوابطان علمية كحدكدان شرعية!! كأحذركم أجمعين من الدجالين كاألفاقين‬ ‫كالمشعوذين الذين يأكلوف الدنيا بالدين كيستغلوف سذاجة المتدينين حتى يصدؽ‬ ‫الطب‬ ‫بعض السذج أف العسل يشفى مرض السكر ككل داء!‪ ،‬أك أف ما عجز عنو ُّ‬ ‫تشفيو سور مخصوصة أك أسماء اهلل الحسنى مع الحبة السوداء!‪ ،..‬فبل غنى عن‬ ‫العبلج بالطب المعلوـ كالثابت! كاألدكية كالعقاقير المعتمدة‪ ،‬ككثير منها‬ ‫مستخلص من نباتات بواسطة العلماء كالهيئات‪ ،‬مع عقيدتنا أف الشافى ىو اهلل مع‬ ‫ه‬ ‫األخذ بالمسببات‪ ،‬كعندىا تنفع الدعوات كتفيد البركات‪ ،‬فمن يأتوننى لطلب‬ ‫دعوة شفاء أك تحقيق رجاء أك للنصح كاإلفتاء! ظانّْين أنى ساقوؿ لهم خذكا كذا‬ ‫أك إقرأكا كيت كما عودىم بعض المشايخ! أنصحهم جميعان أف الدين ىنا ىو فى‬ ‫األخذ بالطب المعلوـ الثابت يقينان نٍ مما علمو اهلل لؤلطباء كالمختصين كالعلماء‪.‬‬ ‫يمن عليهم‬ ‫كنحن ياإخوانى مع األخذ باألسباب ندعو اهلل كنتضرع إليو أف َّ‬ ‫بالشفاء كأف يرحمهم بفضلو من كل ابتبلء ببركة سيد الرسل كاألنبياء؛ فيوفق‬ ‫سبحانو معهم األطباء فى تشخيص الداء‪ ،‬فيصيب معهم الدكاء‪ ،‬كيبعد عنهم ببركة‬ ‫الصالحين ما خفى من األدكاء كاألنواء‪ ،‬كيسبل اهلل عليهم ستره كيكشف الببلء‪.‬‬ ‫تاسعان نٍ‪:‬‬

‫كأنصحكم جميعان ياإخوانى أف نقف َّ‬ ‫صفان كالبنياف المرصرص مع كل الجادين‬ ‫المخلصين ضد كل من يجعل التصوؼ بابان للسلبية أك التواكل أك التنطع أك‬ ‫الكسل أك ترؾ األسباب أك أكل الدنيا بالدين! أنصحكم بتقول اهلل ما استطتعتم‬ ‫مع أخذكم بأسباب العلم كالعمل ألف الغرب لما أتقن العمل كاألسباب فتح اهلل‬ ‫لهم فى الدنيا األبواب‪ ،‬ككذا يعاملنا اهلل إف فعلنا مثلهم‪ ،‬كلكنو سبحانو يزيدنا أىل‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪262‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اإليماف عليهم فوؽ الرزؽ باألسباب؛ بأف يرزقنا أيضان من كراء األسباب رزقان‬ ‫بالفضل من غير حساب كال احتساب! بشرط التقول ياأكلى األلباب!‬ ‫كالتقول ىى األخذ بالسنة كالكتاب ببل تواكل كال تنطع! كال كسل كال‬ ‫تسكع! كبها يفتح اهلل بركات األرض كالسماء! كينتفع الناس بالصالحين! كبمشورة‬ ‫العارفين فتصيب النهرات! كتستجاب الدعوات فيأتى توفيق اهلل كيصير القليل أبرؾ‬ ‫من الكثير‪ ،‬كيتعطَّف اهلل إكرامان ألحبابو بفضلو كخفى لطفو كبره فتزكؿ الشدائد‬ ‫كيقلب مقلب القلوب قلوب عباده‪ ،‬فيحنن من شاء على من شاء استجابة لدعاء‬ ‫األكلياء‪ ،‬فتنزؿ العطايا تترل فى كل كقت كحين على المجدين الذين اتقوا اهلل‬ ‫كأخذكا بالشرع المبين! ك ليس على الكسالى كال البطالين! كال من يضيعوف العلم‬ ‫كالدنيا كالدين! كال َّ‬ ‫المدعين المستبيحين ألعراض المسلمين! كال من يعطلوف‬ ‫الشرع المتين! كأتباعهم من الغافلين يركنهم مبرككين!! ‪..‬‬ ‫أنصحكم أبنائى كإخوانى كأحبابى كالمسلمين بالعمل بكل ماسبق!‪....‬‬ ‫كفقنى اهلل كإياكم للعمل بما نسمع! كرزقنا الصدؽ كالتوفيق فيما نعمل!‪......‬‬ ‫‪....‬كصلى اهلل على سيدنا محمد كعلى آلو كصحبو كسلم تسليمان كثيرا‪......‬‬

‫‪‬‬

‫(خ) للبخارم‪( ،‬ـ) لمسلم‪( ،‬ؽ) لهما‪( ،‬د) ألبي داكد‪( ،‬ت) للترمذم‪( ،‬ف)‬ ‫للنسائي‪( ،‬ق) البن ماجة‪ )ْ( ،‬لهؤالء األربعة‪ )ّ( ،‬لهم إال ابن ماجو‪( ،‬حم) ألحمد في‬ ‫مسنده‪( ،‬عم) البنو في زكائده‪( ،‬ؾ) للحاكم في مستدركو كإال فمبين‪( ،‬خد) للبخارم‬ ‫في األدب‪( ،‬تخ) لو في التاريخ‪( ،‬حب) البن حباف في صحيحو‪( ،‬طب) للطبراني في‬ ‫الكبير‪( ،‬طس) لو في األكسن‪( ،‬طص) لو في الصغير‪( ،‬ص) لسعيد ابن منصور في‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪263‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫سننو‪( ،‬ش) البن أبي شيبة‪( ،‬عب)لعبد الرزاؽ في الجامع‪( ،‬ع) ألبي يعلى في مسنده‪،‬‬ ‫(قن) للدارقطني في السنن كإال فمبين‪( ،‬فر)للديلمي في مسند الفردكس‪( ،‬حل) ألبي‬ ‫نعيم في الحلية‪( ،‬ىب) للبيهقي في شعب اإليماف‪( ،‬ىق) لو في السنن‪( ،‬عد) البن‬ ‫عدم في الكامل‪( ،‬عق)للعقيلي في الضعفاء‪( ،‬خن)للخطيب في التاريخ كإال‬ ‫فمبين‪(.‬إنتهى)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪264‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫ّ‬ ‫ٕ‬ ‫ٗ‬ ‫ُ​ُ‬ ‫ُِ‬ ‫ُْ‬ ‫ُٓ‬ ‫ُٕ‬ ‫َِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِٓ‬ ‫ِٔ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّٓ‬ ‫ّٖ‬ ‫ُْ‬ ‫ّْ‬ ‫ْٔ‬ ‫ْٕ‬ ‫ْٗ‬ ‫َٓ‬ ‫ِٓ‬ ‫ّٓ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ِٔ‬ ‫ٓٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫َٕ‬

‫‪‬‬

‫الفهرست‬ ‫المقدمة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ىذا فضل اللو ‪ :‬عبلمات من سيرة العارؼ باللو الشيخ‬ ‫فوزل محمد أبوزيد‬ ‫كأما بنعمة ربك فحدّْث‬ ‫البداية‬ ‫البحث عن العارؼ‬ ‫معرفة اإلماـ أبى العزائم ‪‬‬ ‫البحث عن المعرفة‬ ‫العثور على الرجل الحي‬ ‫َّ‬ ‫البداية الصحيحة للسير إلى اللو‬ ‫فى صحبة الشيخ ‪‬‬ ‫استبلـ الراية‬ ‫إكماؿ المسيرة كالفتح الوىبى فى الدعوة‬ ‫من بعض عبلمات تأييد الَّلو كتوفيقو سبحانو‬ ‫التأييد بالرؤيا الصالحة‬ ‫التأييد بإجابة مكنوف الصدكر‬ ‫تأييد اهلل تعالى فى اإلستشارة أك التوجيو‬ ‫التأييد بإسػتجابة الدعاء كتحقيق الرجاء‬ ‫التأييد بإستجابة األفراد كتبديل السيركالسػلوؾ‪.‬‬ ‫الدعوة كالهدؼ‬ ‫الباب األكؿ ‪ :‬تصحيح النيةَّ‬ ‫حكمة الع ػ ػػارفين‬ ‫تصحيح النيَّػ ػ ػػة‬ ‫صفاء الطويَّػ ػػة‬ ‫إصبلح القلوب‬ ‫عبلمة الصبلح‬ ‫الرقًى فى الدرجات‬ ‫أسرار ي‬ ‫مفتاح الصبلح‬ ‫الباب الثانى‪ :‬تصفية القلب‬ ‫تصفية القلب‬ ‫جهاد النفس‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪265‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫ْٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٕ​ٕ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ّٖ‬ ‫ْٖ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫ٕٖ‬ ‫ٖ​ٖ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ّٗ‬ ‫ٓٗ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٗ​ٗ‬ ‫َ​َُ‬ ‫َُِ‬ ‫َُّ‬ ‫َُٓ‬ ‫َُٔ‬ ‫َُٕ‬ ‫َُٕ‬ ‫َُ​ُ‬ ‫ُ​ُ​ُ‬ ‫ُّ​ُ‬ ‫ُٓ​ُ‬ ‫ُٕ​ُ‬ ‫ُٖ​ُ‬ ‫َُِ‬ ‫ِ​ُِ‬ ‫ُِّ‬

‫‪‬‬

‫صفاءي القلب‬ ‫جهاد السالك لتنوير القلب الحالك‬ ‫أكالن‪ :‬ترؾ النفاؽ العلمى كالعملى‬ ‫من أبواب النفاؽ العملى‬ ‫ثانيان ‪ :‬الحرص على القياـ بالفرائض‬ ‫ثالثان ‪ :‬الحرص على أنفاسو كصحتو الركحانيَّة‬ ‫رابعا نٍ‪ :‬محبَّة اهلل كرسولو كمن كاالىم‬ ‫خامسان‪ :‬التأليف بين اإلخواف‬ ‫سادسان‪ :‬الخركج من عوائده كمألوفاتو مع المداراة‬ ‫سابعان نٍ‪ :‬الحرص على سبلمة كرعاية نفسو‬ ‫ثامنان ‪ :‬القياـ بواجب الوقت مع حفظ المرتبة‬ ‫الباب الثالث‪ :‬التسليم للصالحين‬ ‫ي‬ ‫كقت الصالحين كلو هلل‬ ‫يتم التسليم للصالحين؟‬ ‫كيف ُّ‬ ‫فلتبدأ من جديد!‬ ‫إفهم ّْ‬ ‫كنفذ إشارة الشيخ‬ ‫يحب العبد التقى الخفى‬ ‫إف اهلل ُّ‬ ‫العقل الموىوب‬ ‫الباب الرابع‪ :‬فقو الطهارة‬ ‫الطه ػػارة س ػ ػ ُّػر القبوؿ‬ ‫طه ػػارة الج ػ ػػوارح‬ ‫طهارة النفػ ػ ػػس‬ ‫طهػ ػػارة القلب‬ ‫طه ػػرة الركح‬ ‫تماـ الطهارة‬ ‫الباب الخامس‪ :‬العناية اإللهية‬ ‫ليست الكرامة ىى العبلمة!‬ ‫االستق ػػامة‬ ‫تنزؿ المبلئك ػػة‬ ‫التوفيق‬ ‫المكاشفة الربانية‬ ‫اليقين‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪266‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫ُِٔ‬ ‫ُِٕ‬ ‫ُُّ‬ ‫ّ​ُّ‬ ‫ُّٓ‬ ‫ُّٕ‬ ‫ُّٗ‬ ‫ُّٗ‬ ‫ْ​ُْ‬ ‫ُْٔ‬ ‫ُْٕ‬ ‫ُْٗ‬ ‫ُُٓ‬ ‫ُّٓ‬ ‫ُٕٓ‬ ‫ُُٔ‬ ‫ُِٔ‬ ‫ُّٔ‬ ‫ُٓٔ‬ ‫ُٕٔ‬ ‫ُٗٔ‬ ‫ُُٕ‬ ‫ُّٕ‬ ‫ُٕٓ‬ ‫ُُٖ‬ ‫ُّٖ‬ ‫ُٖٓ‬ ‫ُٕٖ‬ ‫ٖ​ُٖ‬ ‫ُٖٗ‬ ‫َُٗ‬ ‫ُُٗ‬

‫‪‬‬

‫الراسخوف فى العلم‬ ‫قصد الرج ػ ػاؿ‬ ‫الباب السادس‪ :‬صياـ العارفين كإكراماتهم‬ ‫رمضاف طواؿ العاـ يا كراـ!‬ ‫أبواب النيراف فى اإلنسػاف‬ ‫أبواب الجناف فى بنى اإلنساف‬ ‫إكرامػ ػ ػات الصالحين‬ ‫ُُْ‪ :‬إكرامات السمع‬ ‫إكرامات العػين‬ ‫ُْٓ‪ :‬إكرامات اليػد‬ ‫إكرامات اللساف‬ ‫ُْٔ‪ :‬إكرامات البػطن‬ ‫إكرامات القػدـ‬ ‫ُْٕ‪ :‬إكرامات القػلب‬ ‫إكرامات الفػرج‬ ‫الباب السابع‪ :‬درجات الكشف‬ ‫كشف الحجاب‬ ‫الطريق إلى كشف الغيوب‬ ‫كشف العيوب‬ ‫كشف الجم ػاؿ‬ ‫كشف مساتير الغيوب‬ ‫الباب الثامن ‪ :‬المنهاج القويم للمريدين‬ ‫مريدك ىذا الزماف!!‬ ‫طريق أىل الصدؽ كاليقين‬ ‫الكل فى النهاية سيصل للغاية‬ ‫ُّ‬ ‫الباب التاسع‪ :‬الموجز األنفس فى تزكية األنفس‬ ‫تعريف النفس‬ ‫طرؽ تزكية النفس‬ ‫ميادين جهاد النفػس‬ ‫الفصل العاشر‪ :‬مقامات أحباب الصالحين‬ ‫طبلب المصالح ك الحاجات‬ ‫المقصركف‬ ‫المحبُّوف‬ ‫ّْ‬ ‫المحبُّوف المتابع ػوف‬ ‫اإلستجابة شرط اإلجابة‬ ‫أتباع الصالحين األكل ػين‬ ‫الحى حياةه للقػلب‬ ‫نفس مع ّْ‬ ‫ه‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪267‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫ُّٗ‬ ‫ُْٗ‬ ‫ُٓٗ‬ ‫ُٓٗ‬ ‫ُٕٗ‬ ‫ُٖٗ‬ ‫َِِ‬ ‫َِِ‬ ‫َِْ‬ ‫َِٔ‬ ‫َِٗ‬ ‫ُِِ‬ ‫ُِْ‬ ‫ُِٖ‬ ‫َِ​ِ‬ ‫َِ​ِ‬ ‫ُِ​ِ‬ ‫ِ​ِ​ِ‬ ‫ِّ​ِ‬ ‫ِّ​ِ‬ ‫ِْ​ِ‬ ‫ِْ​ِ‬ ‫ِٓ​ِ‬ ‫ِٕ​ِ‬ ‫ِٗ​ِ‬ ‫ّ​ِّ‬ ‫ِّْ‬ ‫ِّٓ‬ ‫ِّٔ‬ ‫ِّٗ‬ ‫ِْٕ‬ ‫ُِٓ‬

‫‪‬‬

‫ركشتة الصالحين للفتح المبين!‬ ‫المداكمة‬ ‫ال ّْ‬ ‫تحقر الصغائر‬ ‫ترؾ الفضوؿ!‬ ‫قياـ الليل‬ ‫الذكر كعدـ النوـ بعد الفجر‬ ‫ط ًٍب لسانك بذكر اهلل‬ ‫رى‬ ‫المرشد باب الفتح‬ ‫أحواؿ الرجاؿ أىل الكماؿ!‬ ‫األدب مع الرجاؿ!‬ ‫سر القوـ!‬ ‫الباب الحادل عشر‪ :‬فصل القوؿ فى ّْ‬ ‫سر الفتح‪.‬‬ ‫األخبلؽ ُّ‬ ‫ىل األخبلؽ تقبل التغيير؟‬ ‫جهاد العارفين فى األخبلؽ‪.‬‬ ‫كيف يعرؼ السالك عيوب نفسو؟‬ ‫أكالن‪ :‬زف نفسك بالصالحين!‬ ‫ثانيان ‪ :‬إذىب للشيخ المربى‬ ‫ثالثاي‪ :‬استعمل مرآة األخوة!‬ ‫رابعان ‪ :‬بما يصفك أعدائك؟‬ ‫خامسان ‪ :‬اإلعتبار بالخلق‬ ‫ركشتة العارفين إلصبلح أخبلؽ المريدين‬ ‫أكالى‪ :‬القلب ىو المركز‪.‬‬ ‫ثانيان ىٍ‪ :‬ادفن نفسك كدع الكبر‬ ‫ثالثان‪ :‬اإلماـ الغزالى كالتطبيق العملى‬ ‫رابعان‪ :‬التخلص من سمات المنافقين‬ ‫خامسان‪ :‬اإلستغاثة بالشيخ‬ ‫سادسان‪ :‬إقرأك اإلحياء لتصيركا أحياء‬ ‫سابعان‪ :‬عبلمة الوصوؿ برؤية الرسوؿ‬ ‫ثامنان‪ :‬بشرل ىذا الزماف‬ ‫كصية أبوية‬ ‫الفهرست‬ ‫قائمة مؤلفات الشيخ‪ :ِّٓ،‬أين تجد مؤلفات الشيخ؟‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪268‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ُ‪ -‬اإلماـ أبو العزائم المجدد الصوفى(ِط) ِ‪ -‬الشيخ محمد على‬ ‫سبلمو سيرة كسريرة‪ -ّ ،.‬المربى الربانى السيد أحمد البدكل‪ -ْ.‬شيخ اإلهسبلـ‬ ‫السيد إبراىيم الدسوقى‪ -ٓ ،.‬الشيخ الكامل السيد أبو الحسن الشاذلى‬ ‫ٔكٕ‪ -‬نفحات من نور القرآف جُكِ‪ -ٖ .‬مائدة المسلم بين الدين ك‬ ‫العلم‪ -ٗ .‬نور الجواب على أسئلة الشباب‪ -َُ .‬فتاكل جامعة للشباب‪-ُ​ُ .‬‬ ‫مفاتح الفرج (ٕط) (ترجم لؤلندكنسية)‪ -ُِ.‬تربية القرآف لجيل اإليماف (ترجم‬ ‫لئلنجليزية كاألندكنسية)‪ -ُّ .‬إصبلح األفراد ك المجتمعات فى اإلسبلـ‪-ُْ.‬‬ ‫كيف يحبُّك اهلل ( يترجم لؤلندكنيسية)‪-ُٓ.‬كونوا قرآنا يمشى بين الناس (يترجم‬ ‫لؤلندكنيسية )‪ -ُٔ.‬المؤمنات القانتات ُٕ‪ -‬فتاكل جامعة للنساء‪ -ُٖ .‬قضايا‬ ‫الشباب المعاصر‪ -ُٗ .‬زاد الحاج ك المعتمر (ِط)‬ ‫َِ‪ -‬جُ‪ :‬المولد النبول‪ -ُِ .‬جِ‪ :‬اإلسراء ك المعراج‪ -ِ​ِ .‬جّ ‪:‬‬ ‫شهر شعباف ك ليلة الغفراف‪-ِّ ،‬جْ‪ :‬شهر رمضاف ك عيد الفطر المبارؾ‪-ِْ .‬‬ ‫جٓ ‪ :‬الحج ك عيد األضحى المبارؾ‪ -ِٓ .‬جٔ ‪ :‬الهجرة ك يوـ عاشوراء‪-ِٔ .‬‬ ‫الخطب اإللهامية ‪:‬مجُ‪:‬المناسبات الدينية طِ‪،‬كتاب كاحد‬ ‫ِٕ‪ -‬حديث الحقائق عن قدر سيد الخبلئق (ّط)‪ -ِٖ .‬الرحمة‬ ‫المهداة‪.‬‬ ‫ِٗ‪ َّ-‬إشراقات اإلسراء‪:‬جُ(ِط)‪ ،‬جِ‪ -ُّ .‬الكماالت المحمدية‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪269‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ِّ‪ -‬كاجب المسلمين المعاصرين نحو الرسوؿ (ترجم لئلنجليزية)‪-ّ​ّ.‬السراج المنير‪.‬‬

‫ّْ‪ -‬أذكار األبرار ّٓ‪ -‬المجاىدة للصفاء ك المشاىدة ّٔ‪ -‬عبلمات التوفيق‬ ‫ألىل التحقيق ّٕ‪ -‬رسالة الصالحين ّٖ‪ -‬مراقى الصالحين ّٗ‪ -‬طريق‬ ‫المحبوبين ك أذكاقهم َْ‪ -‬كيف تكوف داعيان على بصيرة ُْ‪ -‬نيل التهانى بالورد‬ ‫القرآنى‪ -ِْ.‬تحفة المحبين كمنحة المسترشدين (فى عاشوراء) للقاكقجى‬ ‫(تحقيق)‪ -ّْ ،‬طريق الصديقين إلى رضواف رب العالمين(ترجم أندكنسي)‪-ْ​ْ.‬‬ ‫نوافل المقربين‪.‬‬ ‫ْٓ‪ -‬الصوفية ك الحياة المعاصرة ْٔ‪ -‬الصفاء كاألصفياء‪ -ْٕ.‬أبواب القرب ك‬ ‫منازؿ التقريب ْٖ‪ -‬الصوفية فى القرآف كالسنة (ِط) (ترجم إنجليزم)‪ -ْٗ .‬المنهج‬ ‫الصوفى كالحياة العصرية َٓ‪ -‬الوالية كاألكلياء ُٓ‪ -‬موازين الصادقين ِٓ‪-‬‬ ‫الفتح العرفانى ّٓ‪ -‬النفس‪ ،‬كصفها كتزكيتها‪ -ْٓ.‬سياحة العارفين ٓ​ٓ‪ -‬منهاج‬ ‫الواصلين‪.‬‬ ‫ٔٓ‪ -‬مختصر مفاتح الفرج (ّط)‪ -ٕٓ .‬أذكار األبرار (ِط)‪ -ٖٓ.‬أكراد‬ ‫األخيار ( تخريج كشرح) (ِط)‪ -ٓٗ ،‬عبلج الرزاؽ لعلل األرزاؽ (ِط)‪.‬‬ ‫َٔ‪ -‬بشائر المؤمن عند الموت‪ - ُٔ.‬أسرار العبد الصالح كموسى ‪،‬‬ ‫ِٔ‪ -‬مختصر زاد الحاج كالمعتمر‪ -ّٔ.‬بشريات المؤمن فى اآلخرة‪.‬‬ ‫رب‬ ‫ُ– نسمات القرب ِ‪ -‬أحسن القوؿ ّ‪ -‬طريق الصديقين إلى رضواف ّْ‬ ‫التصوؼ‬ ‫العالمين (طِ) ْ‪ -‬أسرار العبد الصالح كموسى (طِ)‪ -ٓ ،‬حقائق‬ ‫ُّ‬

‫النقي‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪271‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫تطلب جميع المؤلفات من المكتبات الكبرل بالقاىرة كاألقاليم‪ ،‬كدكر‬ ‫توزيع األىراـ كاألخبار كدار الشعب كدار المعارؼ كالهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬ ‫كما يمكن تنزيل الكتب من ‪ ،WWW.askzad.com‬أك تطلب من‬ ‫الناشر‪:‬‬ ‫دار اإليماف كالحياة‪ ُ​ُْ ،‬ش َُٓ المعادم بالقاىرة‪ ،‬ت‪َ​ََِِ​َُِِِْٓٓ :‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪271‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫إسى انًكتثح‬

‫رلى انهاتف‬

‫انًجهد انعرتٍ‬

‫‪36523635‬‬

‫‪ 227‬ش جىهر انمائد األزهر‬

‫يكتثح انجُدٌ‬

‫‪36512627‬‬

‫سىق أو انغالو يُداٌ انذسٍُ‬

‫دار انًمطى‬

‫‪38567326‬‬

‫‪ 63‬ش انشُخ رَذاٌ‪،‬عاتدٍَ‬

‫دار األدًدٌ نهُشر‬

‫‪36851614‬‬

‫‪ 51‬طهعت درب أياو سُ​ًُا يترو‬

‫جىايع انكهى‬

‫‪36757135‬‬

‫‪ 28‬انشُخ صانخ انجعفري اندراسح‬

‫َفُسح انعهى‬

‫‪36215552‬‬

‫‪ 5‬يُداٌ انسُدج َفُسح ‪.‬‬

‫‪34545238‬‬

‫عًارج انهىاء ‪ 3‬ش شرَف‬

‫دار اإلَساٌ‬

‫‪44461144‬‬

‫‪ 215‬ش انتذرَر‪ ،‬يُداٌ اندلٍ‬

‫يكتثح يدتىنً‬

‫‪36867532‬‬

‫‪ 7‬يُداٌ طهعت درب‬

‫يدتىنً يدَُح َصر‬

‫‪35126713‬‬

‫طُثح ‪ ،3111‬ش انُصر يدَُح َصر‬

‫انُهضح انًصرَح‬

‫‪34521555‬‬

‫‪ 5‬ش عدنً جىار انسُترال‬

‫هال نهُشر وانتىزَع‬

‫‪44555245‬‬

‫‪ 7‬ش ددجازٌ‪ ،‬خهف َادٌ انترساَح‬

‫انًكتثح انفاطًُح‬

‫‪1276311757‬‬

‫أو انمري‬

‫‪36757364‬‬

‫‪ 237‬ش جىهر انمائد األزهر‬

‫األدتُح انذدَثح‬

‫‪36545773‬‬

‫‪ 5‬ش انصُادلُح تاألزهر‬

‫انروضح انشرَفح‬

‫‪37555755‬‬

‫‪32‬ش د‪.‬أدًد أيٍُ‪ ،‬يصر انجدَدج‬

‫يكتثح عثادج‬

‫‪1663437131‬‬

‫كشك سىَا‬

‫‪1235715173‬‬

‫يذطح انريم‪ ،‬أياو يطعى جاد‬

‫‪1212343757‬‬

‫يذطح انريم‪ ،‬صفُح زغهىل‬

‫‪1225225411‬‬

‫‪ 77‬شارع انُثً داَُال‪ ،‬يذطـح يصر‬

‫انًكتة انًصرٌ‬ ‫انذدَث‬

‫انماهرج‬

‫يُداٌ األزهر أياو انثاب انعثاسٍ‬

‫انسلازَك – ش َىر اندٍَ‬

‫اإلســـــــكُدرَح‬ ‫يعرض انكتاب‬ ‫انسكُدري‬ ‫كشك يذًد سعُد‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


‫‪AAAAAAAAAAA‬‬ ‫‪272‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫يىسً‬

‫يكتثح انصُاد‬

‫‪14-4537655‬‬

‫يكتثح سُثىَه‬

‫‪14-6573645‬‬

‫‪ 5‬ش انُثً داَُال‪ ،‬يذطح يصر‬ ‫‪ 34‬انًشُرأدًد إسًاعُم‪ ،‬سُدي‬ ‫جاتر‬

‫األلـــــــــــــانُى‬ ‫كشك عثدانذافظ‬ ‫يذًد عثدانذافظ‬

‫‪--------‬‬

‫انسلازَك‪ ،‬تجىار يدرسح عثد انعسَس‬ ‫عهً‬

‫يكتثح عثادج‬

‫‪166-3437131‬‬

‫انسلازَك – شارع َىر اندٍَ‬

‫يكتثح تاج‬

‫‪151-4445762‬‬

‫طُطا أياو انسُد انثدوي‬

‫يكتثح لرتح‬

‫‪151-4434556‬‬

‫يكتثح اإلًَاٌ‬

‫‪--------‬‬

‫كشك انصذافح‬

‫‪---------‬‬

‫أوالد عثدانفتاح‬ ‫انسًاٌ‬

‫‪3438655-154-‬‬

‫كشك أتى انذسٍ‬

‫‪1275627727‬‬

‫دار األدًدٌ نهُشر‬

‫‪1773458713-‬‬

‫طُطا‪ 5 ،‬ش سعُد يع شارع انًعتصى‬ ‫ أياو كهُح انتجارج‬‫فاَد‪ -‬انذاج أدًد غسانً ترتري‬ ‫انسىَس‪ -‬شارع انشهداء‪ ،‬انذاج‬ ‫دسٍ يذًد خُري‬ ‫سىهاج‪ -‬ش ادًد عراتٍ‪ ،‬أياو‬ ‫انتكىٍَ انًهًُ‬ ‫لُا ‪ -‬أياو يسجد سُدٌ عثد انردُى‬ ‫انمُاوي‬ ‫انًُ​ُا‪ ،‬أتراج انجايعح‪ ،‬أياو انشثاٌ‬ ‫انًسهًٍُ‬

‫أيضان بدكر األىراـ كالجمهورية كاألخبار للتوزيع ك دار الشعب كالدكر القومية‬ ‫للتوزيع كالنشر كمن المكتبات الكبرل األخرل بالقاىرة كالجيزة كاألسكندرية‬ ‫كالمحافهات‪ ،.‬كيمكن اإلطبلع إليكتركنيا على نبذة مختصرة عن المؤلفات مع‬ ‫المقدمة كالفهرست على أكبر موقع علمى للكتاب العربى على اإلنترنت‬ ‫‪www.askzad.com‬‬ ‫كما يمكن تنزيل الكتب إليكتركنيا بشركط الموقع‪.‬‬

‫‪AAAAAAAAAA‬‬ ‫‪AAAAAAAAAAA‬‬


AAAAAAAAAAA 273

AAAAAAAAAA 

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA


AAAAAAAAAAA 274

AAAAAAAAAA 

‫وآخر‬

‫دعوانا أن‬ ‫احلمدهلل رب‬ ‫العاملني‬

AAAAAAAAAA AAAAAAAAAAA



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.