قصص قصيرة

Page 1

‫قصص قصيرة‬ ‫صرخة أم‬

‫للكاتب‪ /‬عبد الناصر يونس إبراهيم‬


‫إهداء‬ ‫من حدائق الصداقة أقتطف أحلي الزهور ومن بزور المحبة‬ ‫أستخرج أجمل العطور ومن قواميس الوفاء أستخرج أجمل‬ ‫العطور أغزلها بخيوط المل وأبعثها عبر النسيم حامل معها‬ ‫احلي الماني وارق التهاني واهديها إلي كل صديق وإهداء‬ ‫خاص إلي أمي الحبيبة وزوجتي واولىدى العزاء ‪.‬‬


‫مقدمه‬ ‫أهات وىدموع صامته ‪ ...‬وخيانة ‪ ....‬فنسيان ‪ ....‬فابتسام ‪ ...‬أىدموع‬ ‫فراق أم صدمه خذلن ؟؟‬ ‫في الحياة ىدموع أكثر منها ابتسامات ‪ ....‬وكم هو صعب أن ترسم‬ ‫بسمة على ثغر حزين قد قطعه أنين قلب مجروح ‪ ....‬يقف النسان‬ ‫وبين يديه قلم ‪ ...‬وقد خذلته كلمات لسانه عن التعبير ‪ ...‬وعن كتابة‬ ‫كتابي باسم صرخة أم بقلب بات حزين ‪ ...‬وعينان ظلت باكية‬ ‫بدموع صامته ل يراها إل الجفون الساهرة ‪ ...‬أخيانة هي ‪....‬‬ ‫استغلل ‪ ....‬أغباء ‪ ....‬أفكار تدور وتجول بفؤاىدي كلمات تظل‬ ‫تترىدىد في سمعي ‪ ...‬اهانة وذل واستغلل وغباء وسراب وعيون‬ ‫تدمع وحياة قاسية ‪ ...‬وغفلة من كان صغير السن ‪ ...‬يقف لتعوىد به‬ ‫الذكريات إلى زمن بعيد في وقتها وقريبة في جرحها ‪ ...‬ثغر يبتسم‬ ‫ويضحك ثغر يبحث عن النسيان ‪ ....‬ثغر يخدع نفسه بالنسيان فل‬ ‫نسيان ول ألم مندثر ول صرخة من قلب مسموعة ‪ ...‬ىدموع تهل‬ ‫على وجنتان بارىدة أثلجتها ذكرى جرح مازال ينزف ‪ ...‬خيانة‬ ‫صديق ‪ ...‬خيانة من كان لقلبك قريب ‪ ...‬وخيانة من كان لك‬ ‫حبيب ‪ ...‬وتزىداىد نيران الكره بداخلة ‪ ....‬نيران أفكار تدور‬ ‫بخاطره ‪ ...‬أأبكى فيبتسم ‪ ....‬أأصرخ فيضحك ‪ ....‬أأسهر فل يسأل‬ ‫عنى ‪ ...‬أأخاطب النجوم في ظلم الليل ‪ ...‬ومن أجل من ؟؟؟‬ ‫من أجل من خانني وخان بلده الحبيبة مصر ‪ ...‬لمن باع وروىد‬ ‫زهور ليشترى بها فراق وجروح لقلب من أخلص ‪ ...‬ومن حمله‬ ‫فوق كل موج عارضه ‪ ...‬بل ل ‪ ,‬بل كل ‪ ...‬ل يبكى ول ينزف ل‬ ‫يخاطب نجوم الليل ول يصرخ ‪ ...‬فدام قلبه مازال ينبض ‪ ...‬وأنفاسه‬ ‫ماتزال تحييه وروحة ماكثة به ‪ ...‬فل تبكى عينه ول تدمع ول يئن‬ ‫قلبه الجريح ‪ ...‬بل يقف على قدميه قوى ‪ ...‬عينة باسمتين ‪ ...‬ينظر‬ ‫للشمس فيحييها ويهجر نجوم الليل لهلها ‪ ...‬فوىداعا يا جروح ‪..‬‬ ‫وىداعا يا ىدموع ‪ ...‬وىداعا يا ذكرى أمس ممسوح ‪ ..‬وأهل بغد‬ ‫جديد ‪ ..‬فل ىدنيا ىدائمة وروحنا حتما خارجة ‪ ...‬فلماذا تدمع ولماذا‬ ‫تصرخ وما أنت إل مسافر في هذه الدنيا وستبقى مصر حرة باقية‬


‫برجالها البواسل الجيش والشرطة والشعب أيد واحده فل تحزني يا‬ ‫أمي ‪.‬‬

‫قصة قصيرة بعنوان صرخة أم‬ ‫أعلنت ىدار الفتاء المصرية أن غدا أول أيام شهر رمضان الكريم‬ ‫ففرحت الم فرحة كبيرة وسارعت بتجهيز أشهي المأكولت فغدا‬ ‫سيأتي لها أبنائها الربعه ويلتفون حولها جميعا علي مائدة الفطار‬ ‫وأعدت طبق أرز باللبن وناىدت للخاىدمة وقالت لها أعطي هذا الطبق‬ ‫للست أم جرجس بالشقة التي أمامنا فقالت الخاىدمة ولكن يا سيتي ىدى‬ ‫مسيحيه فغضبت وقالت لها هل أنت مجنونة ىدى جارتنا وهى ست‬ ‫طيبه وهي بمثابة أختي التي لم تلدها أمي وىدق جرس الباب وىدخل‬ ‫البناء الواحد يلو الخر وجلسوا علي مائدة الفطار والغضب يملئ‬ ‫وجوههم جميعا وينظرون بعضهم لبعض بنظرات مملئه بالغيظ‬ ‫والحتكار فنظرت الم إليهم وقالت في ىدهشة لقد اتصلت بكم جميعا‬ ‫لكي أؤكد لكم موعد العزومه علي هواتفكم ولم أجد احد منكم بالبيت‬ ‫فأين كنتم فقال البن الول سامحيني يا أمي أنا كنت في التحرير‬ ‫أناصر حركة تمرىد وقال البن الثاني سامحيني يا أمي أنا كنت في‬ ‫رابعة العدويه أناصر حركة تجرىد وقال البن الثالث سامحيني يا‬ ‫أمي أنا مشغول في عملي بالقوات المسلحة فمصر تمر بمرحلة‬ ‫صعبه ونظرت الم أين أخوكم الرابع لقد اتصلت به عدة مرات ولم‬ ‫أجده فأسرع أحد البناء وألتقط هاتفه المحمول واتصل به ليطمئن‬ ‫عليه فوجد التليفون يرىد بعبارة ربما يكون مغلقا فقالت لهم الم أري‬ ‫الحزن يعم وجوه الجميع ولماذا عندما ىدخلتم ل تسلموا علي بعض‬ ‫وقد أذن المؤذن لصلة المغرب واراكم جميعا ل تأكلون الم يقول‬ ‫رسول ا صلي ا عليه وسلم أخروا في السحور وعجلوا في‬ ‫الفطور فقال البن الول ل يا أمي أنا لن أضع يدي مع هؤلء في‬ ‫طبق واحد فأبنك الكبير شارك هو وزملئه في خلع رئيس‬ ‫الجمهورية ولي أمرنا وأبنك الخر قام هو وزملئه بحركة تمرىد‬ ‫ضد الرئيس ساعدهم أيضا علي خلعه فقال البن الذي في حركة‬ ‫تمرىد نعم يا أمي فأن هذا الرئيس رغم تدينه وسلوكه الطيب ضعيف‬ ‫الشخصية ويأخذ قراراته من أشخاص آخرون يريد أن يغرقوا البلد‬


‫فصاح البن الذي ينتمي لحركة تجرىد أخرس يا سافل هذا الرئيس‬ ‫رجل متدين يريد أن ينفذ شرع ا فقال البن الذي من حركة تمرىد‬ ‫أنا سافل يا متطرف أنتم وأمثالكم تريدون خراب البلد ول تسعوا إل‬ ‫لتحقيق مصالحكم الشخصية فبكت الم ماذا ىدهاكم لماذا يخفي كل‬ ‫واحد خلف ظهره سكينة للحر يريد إن يطعن أخيه أين الحب الذي‬ ‫كان يجمعكم لقد أطعمتكم من حلل وهذه الرض أرض طيبه ماذا‬ ‫جري لكم ولم تمضي لحظات وإذا بجرس الباب يدق فتفتح الم‬ ‫الباب وإذا بابنها الرابع محمول علي الكتاف مصاب بطلق ناري‬ ‫في رأسه وقبل أن يلفظ أنفاسه الخيرة رفع يده نحو أخوته ونظر‬ ‫إليهم نظرة ندم وقال حسبي ا ونعم الوكيل وفارق الحياة فانهارت‬ ‫الم وطرىدت الجميع من بيتها وقالت أن ىدم أخيكم في رقبتكم جميعا‬ ‫أخرجوا من بيتي أنتم كلكم آثمون أنتم كلكم آثمون أنتم كلكم آثمون ‪.‬‬


‫" الصيدلي )أ( والصيدلي )ب( "‬ ‫ىدخل الخ الفقير المسكين إلى الدكتور الصيدلي )أ( بملبسة الرثة‬ ‫وحذائه القديم يلهث من شدة التعب ويسأل الدكتور )أ( عن علبة لبن‬ ‫مدعم لطفلة الذي لم يتعدى ثلثة شهور‪..‬‬ ‫فنظر له الدكتور )أ( باشمئذاذ وغضب وقال له ليس عندي هذا‬ ‫النوع فأنة مدعم ‪,‬عندي النوع الخر الغالي ‪ ..‬فزاىد حزن الرجل فهو‬ ‫ل يستطيع شرائه وذهب في حسرة ‪ ,‬وبعد ساعة ىدخل رجل ثري‬ ‫إلى الصيدلية وطلب من الدكتور بعض الفيتامينات له وبعض‬ ‫اىداوات التجميل لزوجته ‪,‬فسارع الدكتور في تجهيز الطلب وسأله‬ ‫الرجل الثرى عن الحساب فقال له الدكتور ‪200‬جنية فأخرج من‬ ‫حافظة نقوىده المأتى جنية وكأنها مائتي قرش ‪,‬وقبل أن ينصرف‬ ‫سأله عن علبة لبن مدعم لطفلة وقال له مبتسما أمرك سيدي فسارع‬ ‫واخرج علبة من الداخل ووضعها في شنطة جميلة وقال في ابتسامة‬ ‫عريضة تفضل سيدي سلم لي على ولى العهد ‪..‬‬ ‫وبعد أن فقد الرجل المسكين المل في الحصول على اللبن ىدخل‬ ‫على الصيدلي )ب( وهو متعب وقال له هل عندك لبن مدعم ؟ فنظر‬ ‫له مبتسما ‪ ,‬وقال له عندي يا آخى وسارع واخرج له علبة وأعطاها‬ ‫له ‪,‬فأخرج الرجل الفقير النقوىد ليعطيها له فربط الدكتور على كتفة‬ ‫وأقسم إل يأخذ ثمن اللبن منة وطلب منة إن يدعو له ‪ ,‬فدعا له‬ ‫الرجل ىدعوات كثيرة وانصرف ‪..‬‬ ‫ولم يمضى كثير من الوقت حتى ىدخل رجل ثري إلى صيدلية‬ ‫الدكتور )ب( وطلب منة اللبن المدعم بعد أن اشترى منة أشياء‬ ‫كثيرة ‪ ,‬فقال له مبتسما عندي سيدي ولكنة ليس من حقك فهو من‬ ‫حق الفقراء ‪.....‬‬


‫فيا أيها الناس من أراىد أن يكون الدكتور )أ( ويطمع في الدنيا فليكن‬ ‫ومن أراىد أن يكون الدكتور )ب( ويطمع في الخرة فليكن ‪........‬‬ ‫وجزأكم ا خيرا ‪.‬‬

‫العدالة المطلقة‬ ‫كان لبدال من القاهرة ولد وصل بعلمه إلى وظيفة محتسب ‪ ,‬وهو‬ ‫نائب قاض في المدينة ‪ ,‬وكان عمله الرئيسي ينحصر في تفقد‬ ‫الموازين والمكاييل التي يستعملها البائعون في السواق المختلفة ‪,‬‬ ‫فأتفق له أن ذهب ليمر بمتاجر الحي الذي يبيع فيه والده ‪ .‬ولما علم‬ ‫التجار أن التفتيش يجرى هذا اليوم ‪ ,‬وكانوا يعرفون أن والد المفتش‬ ‫يعامل الناس بموازين ومكايل غير رسمية ‪ ,‬وجهوا نظرة إلى‬ ‫الحتياط بإخفائها وإظهار الموازين والمكاييل الموسومة ‪ .‬ولكنه‬ ‫تلقى نصيحتهم بهز الكتف ‪ ,‬ووقف إمام باب متجره باطمئنان‬ ‫وهدوء ‪ ,‬منتظرا وصول ابنه ‪.‬‬ ‫جاء المفتش ‪ ,‬ولدية من الدواعي الكثيرة ما حتم عليه أن يبحث‬ ‫أساليب والده في الغش ‪ ,‬ويكشف عنها الناس ‪ ,‬ليكون ذلك لهم عظة‬ ‫وعبرة ‪ ,‬ولما وقف بباب متجر والده وطلب منه إحضار موازينه‬ ‫ومكاييله ليمتحنها ‪ ,‬لم يحمل البدال بهذا الطلب ‪ ,‬وجعل يبتسم ‪,‬‬ ‫ولكنه اعتدل على صوت المر الجدي الذي ألقاه ابنه على الضباط‬ ‫المرافقين له ‪ ,‬إذ ىدخلوا وفتشوا ‪ ,‬حتى أظهروا الموازين والمكاييل‬ ‫التي اتضح بعد الفحص الدقيق أنها مغشوشة ‪ ,‬فأمر المفتش في‬ ‫الحال بكسرها ‪.‬‬ ‫ووقف البدال مبهوتا ‪ ,‬وظن أن المر انتهى عند هذا الحد وأن ابنه‬ ‫ل يتماىدى في تطبيق القانون وتوقيع العقوبات الخرى التي من‬ ‫شأنها أن تفضحه علنية ‪ .‬على أنه مخطئا فى ظنه ‪ ,‬لن ابنه أمر‬ ‫بالعقوبة كما لو كان المجرم رجل غريبا عنه ‪ ,‬وقد نفذ الحكم في‬ ‫الحال ‪.‬‬ ‫بعد ذلك نزل المفتش عن صهوة جواىدة وترامى على قدمي والده‬ ‫وقال له ‪ :‬يا والدي لقد أىديت واجبي ل ولمليكي وبلىدي ونفسي ‪,‬‬ ‫فاسمح لي الن أن أتكلم معك في احترام البن وخضوعه المفروض‬


‫عليه لبيه ‪ ,‬فالعدالة عمياء ‪ ,‬ل تفرق في التطبيق بين قريب وغريب‬ ‫‪ ,‬وفرض ا وحقوق المواطنين تجل عن أن تتأثر بالروابط الطبيعية‬ ‫وأنت قد خرجت على القوانين ‪ ,‬فاستحققت عقابها ‪ ,‬ولو لم تتلق هذا‬ ‫الجزاء على يد ابنك لكان لبد لك أن تقع تحت طائلة القانون على يد‬ ‫أي إنسان آخر ‪ ,‬واني آسف على أن يكون مقدورا لك أل تتلقى‬ ‫النصيحة إل منى ‪ .‬فاسلك في المستقبل طريقا أشرف ‪ ,‬وبدل من أن‬ ‫تحقد على ‪ ,‬أرجو أن تعذرني وتقدر موقفي ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تسنم صهوة جواىدة ‪ ,‬وسار في وسط هتاف الهاتفين ‪,‬‬ ‫وإعجاب المعجبين من جميع الهالى ‪ ,‬ولم يكن التشجيع والحترام‬ ‫كل ما كوفئ به على عدالته ‪ ,‬بل ظهر الجزاء في صورة أخرى ‪ ,‬إذ‬ ‫ترقى منها إلى وظيفة مفتى ‪ ,‬وبقى فيها حارسا للقوانين وتطبيقها في‬ ‫جميع المملكة ‪.‬‬


‫هل أبيكم جان أم مجنيا عليه‬ ‫أجتمع البناء والبنات وقرروا قرارا صعبا وهو أخراج أبيهم من‬ ‫البيت فنظر الب إلى أبناءه والحزن يملئ قلبه وقال ‪ .‬هل تريدوا‬ ‫بالفعل أخراجي من بيتي هل نسيتم هذا البيت عندما كان بيتا صغيرا‬ ‫فقمت أنا ببناءة وتشييده حتى صار بيتا كبيرا والن تريدون‬ ‫أخراجي منه بكل بساطه لغراض ل يعلمها إل ا فل تنسوا‬ ‫يأولىدى بأنني أبيكم وأنني لي الفضل عليكم ‪.‬‬ ‫فقال أحد البناء نعم ياأبتى نتذكر ذلك نتذكر عندما كنا ننام أنا‬ ‫وأخوتي في حجره صغيرة وأتذكر عندما كانت أمي تسير مسافات‬ ‫كبيرة حتى تمل لنا الماء العذب لكي نشربه أما الن يأبى أصبح‬ ‫عندنا من الرفاهية ما لم نكن نحلم به كل واحد منا له شقة مستقلة‬ ‫فاخرة وبها تليفون وتلفاز وكمبيوتر وأصبحنا في رفاهية ل نحلم بها‬ ‫وكل هذا كان في عهدك وبفضل ا سبحانه وتعالى ثم فضلك بارك‬ ‫ا فيك ياأبتى ‪.‬‬ ‫فصاح البن الكبر في غلظة من جديد ل تتعبوا أنفسكم في الحوار‬ ‫من الخر نريدك يأبى أن ترحل من البيت لننا يأبى قد علمنا انك‬ ‫تزوجت امرأة ثانية غير أمنا وأنجبت منها طفلين وقد كبروا وعلمنا‬ ‫أنك ستورثهم في البيت وهذا ليس من حقك ‪ ,‬فنظر الب إلى أبناءة‬ ‫وصاح قائل لقد خدعكم من أوهمكم بهذا ‪ ,‬وأنا أعلم جيدا من الذي‬ ‫أوهمكم بهذه الفعلة النكراء هو جارنا السيئ الذي ل تعلمون عنه‬ ‫شيئا هذا الرجل السيئ جارنا قد استولى على قطعة أرض من‬ ‫أرضكم وهر كرامتكم أمام الجيران ‪ ,‬فقمت أنا وجدكم رحمه ا بعد‬ ‫محاربة طويلة ضد هذا الجار السيئ وكنا نحمل أرواحنا على أيدينا‬ ‫وقمنا باسترىداىد هذه الرض ولقناه ىدرسا لن ينساه أبدا ورفعنا‬ ‫رؤوسنا وعاىدت كرامتنا وسط جيراننا وأصبح الجميع يعمل لنا ألف‬ ‫حساب فأفيقوا أيها البناء وأعلموا أن جارنا هذا ليس برجل شريف‬


‫وإنما هو رجل طماع غدار ليس له أمان يريد أن يزرع بيننا الفتن‬ ‫والحقاىد لكي ينتقم منا ‪ .‬ولكن هذه المرة ل يطمع في أخذ قطعه من‬ ‫البيت ولكن هذه المرة يريد أخذ البيت كله لكي يشفى غليله ‪.‬‬ ‫فصاح البن الكبير وقال لوالده ل فائدة من هذا الكلم المهم نريدك‬ ‫أن ترحل عنا وتترك البيت فورا ‪ ,‬فقال الب أنا ل أطمع في البيت‬ ‫أو قياىدة البيت وأنني ل أريد أن تكونوا متحدين لكي ل يتفشى الطمع‬ ‫بينكم ولكن يا أولىدي لبد أن تعلموا أنكم تغضبون ا وسيحدث ذلك‬ ‫من أبنائكم لكم في المستقبل وأنني لم أفعل ذلك مع والدي فكيف‬ ‫تقوموا أنتم بذلك فلتعلموا يا أولىدي أن هذا الجار السيئ قام بقتل‬ ‫جدكم بتحريضه لحد أبناءه لكي يقتل جدكم وأنتم الن بدل من أخذ‬ ‫ثأر جدكم تقومون بطرىدي من بيتي سامحكم ا ‪.‬‬ ‫فقال جميع البناء في صوت واحد نعم نريدك أن تترك البيت فورا‬ ‫ول ىداعي من المواعظ فرىد عليهم الب وهو حزين أعطوني فرصة‬ ‫يا أولىدي لكي أرشح لكم واحد منكم يكون قائد لكم حتى ل تنهاروا‬ ‫وينهار البيت فاختاروا من سيكمل مشوار جدكم ‪.‬‬ ‫فقال البن الصغر أتركوا أبيكم وأعطوا له هذه الفرصة ول‬ ‫تطرىدوه من البيت حتى ل يأتي أبناءنا ويخرجونا من البيت مثل ما‬ ‫فعلنا مع أبيينا ‪ .‬ولكن هنا أنقسم البيت إلى ثلث فئات ‪ ,‬فئة تريد أن‬ ‫تعطى فرصة للب ‪ ,‬وفئة تريد وتصر على أخراج أبيهم من البيت ‪,‬‬ ‫وفئة تشاهد وتتابع الحداث ولم تفعل شئ وكأنها ليست من البيت ‪,‬‬ ‫ولكن في النهاية صدر القرار بطرىد الب من بيته وقلبه ملئ‬ ‫بالمرارة والحسرة على ما فعلوه أولىدة معه ‪ ,‬وقاموا الولىد‬ ‫بترشيح أخوهم المتدين لتولى شئون البيت وهنا أنحاز هذا الخ‬ ‫لفصيل ىدون فصيل وىدخل الطمع بينهم وشجعهم الشيطان على قتل‬ ‫أخيهم المتدين لنه لم يحكم بالعدل وبالفعل قاموا بتنفيذ هذه الجريمة‬ ‫البشعة وأنهار البيت والخ الكبر رزقه ا بمرض ل يشفى ‪ ,‬فهنا‬ ‫قال لهم الخ الكبر عرفتم الن مدى الجريمة التي فعلناها مع والدنا‬ ‫لقد اشتركنا في جريمة من الكبائر ونسينا قول ا سبحانه وتعالى‬ ‫) وبالوالدين أحسانا ( صدق ا العظيم ‪ .‬وهنا أىدرج البناء مدى‬ ‫الجريمة البشعة التي ارتكبوها ضد والدهم ولكن بعد فوات الوان‬


‫لن الب مات من الحسرة على أولىدة وما فعلوه معه وتوالت عليهم‬ ‫المصائب والكوارث وأىدرجوا أن الطمع ل ينفع ولكن بعد فوات‬ ‫الوان ولكن باقي أخواتهم الذين حرموهم من الرث في هذا البيت‬ ‫فقد رزقهم ا بفضلة من خيراته واعتلوا أعلى المراكز لنهم كانوا‬ ‫رحمين بوالدهم ولم يعصوه ووقفوا بجوار والدهم في شيخوخته ولم‬ ‫يغضبوا ا مثل ما فعلوا باقي الخوات من الزوجة الولى وهم‬ ‫الذين وقفوا بجوار أخوتهم في محنتهم فل بد أن نعلم أن ا سبحانه‬ ‫وتعالى وصانا على أن ل نغضب الوالدين ول نقل لهم كف ول‬ ‫ننهرهما كما وصانا ا عليهم في كتابة الكريم ‪.‬‬


‫فقد ذاكرته عشرون عاما وبعد أن عاىدت له ماذا وجد‬ ‫الستاذ ماضي يعمل مدرسا للغة العربية بإحدى المدارس العداىدية‬ ‫بقريته الصغيرة وقبل أن يتوجه إلى مدرسته إذ بميكرفونات‬ ‫المساجد تناىدى ‪ ,‬توفى إلى رحمه ا تعالى الستاذ جميل فيسرع‬ ‫الستاذ ماضي ويأخذ إجازة ثلثة أيام لكي يشارك جاره الحزان‬ ‫وكذلك أهل الشارع جميعا يقفون وقفه رجل واحد ويتنافسون في‬ ‫تقديم الخدمات لهل بيت جارهم الذي توفاه ا فمنهم من يقوم‬ ‫بشراء الكفن ومنهم من يذهب لستخراج تصريح الدفن ومنهم من‬ ‫يسارع ويساهم في غسل أخيهم المتوفى ما أجمل هذه المشاركة‬ ‫سواء من أهل الشارع أو من أهل القرية الصغيرة ‪ ,‬ليس هذا فقط بل‬ ‫يعم الحزن فى جميع أهل القرية أربعون يوما ممنوع فتح التلفاز‬ ‫وممنوع عقد الزواج وممنوع ارتداء الملبس الملونة وممنوع عمل‬ ‫كعك العيد مشاركة وجدانية لهل هذا المتوفى وكل من في القرية‬ ‫يقوم بكفالة أولىده اليتام فان كان هذا اليتيم فقد أبية أصبح كل من‬ ‫في القرية أب له هذه هي الصالة هذه هي الشهامة المصرية وأولىد‬ ‫البلد ‪.‬‬ ‫وبعد ثلثة أيام يذهب الستاذ ماضي إلى المدرسة فيجد مشاهد‬ ‫جميلة انتهت من حياتنا الن ماذا رأى الستاذ ماضي رأى الطلبة‬ ‫يتسارعون إلى الذهاب للمدرسة قبل أن يصل الستاذ ماضي وذلك‬ ‫توقيرا وإعزازا له ) كاىد المعلم أن يكون رسول ( ليس هذا فقط‬ ‫ولكن يدخل التلميذ الفصل وممنوع رفع الصوت إمام المدرس‬ ‫ويجب إل يتكلم إل بعد أن يستأذن وعندما يسمح له بالكلم يتحدث‬ ‫بصوت هاىدئ وأن يكون عينية بالرض توقيرا واحتراما للمدرس‬ ‫وإذا أخطأ التلميذ وعاقبة المدرس بالعصي يفرح ولى المر‬ ‫ويشكره على عنايته بابنة‪.‬‬ ‫وانتهى اليوم الدراسي وعند عوىدته لمنزله رأى البنات والنساء في‬ ‫القرية يرتدون الملبس الطويلة الفضفاضة واليشارب الطويل الذي‬


‫يغطى منطقة صدورهن ول يجرأ أي شاب بالقرية معاكسة واحدة‬ ‫من هذه الفتيات وعلم على الفور أنهم يحتفلون استعداىدا لظهور رؤية‬ ‫رمضان وتم العلن بأن رمضان غدا فعمت الفرحة في قلوب‬ ‫الجميع استعداىدا لهذا الشهر الكريم والجميع يقبلون بعضهم البعض‬ ‫ويهنئون بعضهم وبدأت صلة التراويح وعند عوىدته من صلة‬ ‫التراويح سمع الستاذ وفائي يناىدى عليه وفى خجل طلب منه‬ ‫خمسمائة جنيها لمروره بضائقة مالية وهو متعوىد أن يقوم بتوزيع‬ ‫هذا المبلغ في هذا الشهر على الفقراء والمساكين فابتسم له الستاذ‬ ‫ماضي وقال له مقضيه بأذن ا أنتظرنى في صلة الفجر وبالفعل‬ ‫في صلة الفجر أعطاه ما طلبة فسارع الستاذ وفائي بعمل إيصال‬ ‫أمانة بالمبلغ الذي أستلفه ولكن رفض الستاذ ماضي وقال له ياأخى‬ ‫الدنيا بخير عندما يتيسر لك الحال أرسله لي وفى نهاية شهر‬ ‫رمضان والستاذ ماضي عائد من مدرسته بعد انتهاء العمل وإذا‬ ‫بسيارة مسرعة تصدم به وعلى أثرها يفقد الذاكرة ‪ ,‬فيذهب الستاذ‬ ‫وفائي إليه ويدق جرس الباب ويأخذ ساتر وظهره خلف الباب‬ ‫فتخرج زوجه الستاذ ماضي لستقباله وتأذن له بالدخول ويسأل‬ ‫عن حاله الستاذ ماضي فترىد زوجته عليه وتقول له بأنه فقد الذاكرة‬ ‫فيخرج الستاذ وفائي من حافظة نقوىده ألف جنية ويعطيها لزوجته‬ ‫قائل لها لقد اقترضت هذا المبلغ من الستاذ ماضي قبل الحاىدثة‬ ‫فتقول له زوجة الستاذ ماضي لقد علمت بذلك وقد قال لي أنه‬ ‫أعطاك خمسمائة جنيها فقط فلماذا ترىدها ألف جنيه فقال لها في‬ ‫خجل وضحك عليها وقال لها ل لقد أعطاني خمسمائة جنيها قبل هذا‬ ‫المبلغ وأعطى لها اللف جنيه ولءا لهذا الرجل ماأجمل هذا الوفاء‬ ‫ورىد الجميل ‪ .‬وكان عمر الستاذ ماضي في ذلك الوقت خمسة‬ ‫وعشرون عاما وفقد الذاكرة عشرون عاما وكل يوم تدعى له‬ ‫زوجته كل صلة أن يشفى زوجها وذات مرة أستيقظ الستاذ ماضي‬ ‫وقد استجاب ا سبحانه وتعالى لدعاء زوجته وعاىدت له الذاكرة‬ ‫فماذا وجد ؟ نزل إلى الشارع وهو فرحان بعوىدة ذاكرته وأول مشهد‬ ‫قابله في أول الشارع عمارة كبيرة بها فرح وتصدر منها الموسيقى‬ ‫الماجنة والبنات المتبرجات يرقصون مع الشباب والغريب عندما أن‬


‫نفس العمارة بها مآتم فسأل عن الشخص الذي توفى ومن الذي عنده‬ ‫فرح فوجد أن الثنين في نفس العمارة فتعجب على ذلك لن هذا لم‬ ‫يحدث من عشرون سنه فذهب لكي يشترى جريدة الخبار وإذا على‬ ‫الصفحة الولى خبر أىدهشة بأن تلميذ بالمدرسة العداىدية قام‬ ‫بالعتداء على مدرسه بالضرب وتقطيع ملبسة وكسر ذراعه‬ ‫فتعجب على هذا الزمان ‪ ,‬ووجد وهو يسير بالشارع بأن أحد‬ ‫الطلب يسير بالشارع وبجواره أستاذه والسيجارة في يديه ووضع‬ ‫الستاذ المحترم يديه على كتف التلميذ كما وجد بعض الطلب‬ ‫يقومون بمعاكسة البنات ‪ .‬فرجع إلى شقته وحكي لزوجته كل ما رأة‬ ‫فقالت له لقد تغير الحال وضاعت القيم والمانة وأنتشر الفساىد‬ ‫والفسوق إل من رحم ‪ .‬فحزن الستاذ ماضي على ما رأة وقال‬ ‫لزوجته لماذا ىدعوتي لي بعوىدة ذاكرتي سامحك ا ونام الستاذ‬ ‫ماضي متأثرا بما رأة بالشارع ولم يحتمل قلبه فأرتفع الضغط‬ ‫وتوقف القلب ومات متأثرا على فقد القيم ‪.‬‬


‫المروءة‬ ‫نزل مصور شاب مدينه ) السكندرية ( ولم يكن معه إل قدر قليل‬ ‫من المال ‪ .‬فصاىدف رجل فقيرا يعيش من جمع الخرق البالية وبيعها‬ ‫‪ .‬ولما طلب إليه أن يدله على مكان رخيص يأوي إليه ‪ ,‬عرض عليه‬ ‫الرجل أن يقاسمه مسكنه ‪ .‬فقبل وساكنه مدة قام فيها على خدمته‬ ‫بإخلص وأمانة ‪.‬‬ ‫وبعد أيام رأى المصور أن يبحث له عن مكان آخر يستقل به ‪.‬‬ ‫فأخبر صاحبة بعزمه ‪ ,‬فلم يبد الصاحب أسفا على ما سيفقده من‬ ‫النس والفائدة الماىدية بمساكنه المصور ‪ ,‬وطفقا يبحثان معا حتى‬ ‫اهتديا إلى مسكن له ‪ ,‬وظل الرجل يترىدىد عليه ويقوم على خدمته ‪.‬‬ ‫وفى يوم من اليام اجتمع للمصور قدر كبير من المال من عملة وما‬ ‫كان يرسله إليه أهله ‪ ,‬فخطر له أن يكافئ الرجل الفقير على عظيم‬ ‫مروءته ‪ ,‬فعرض عليه ملحا بعض النقوىد ‪ ,‬فرفضها في أباء وشمم‬ ‫عظيمين وقال له ‪ :‬ياسيدى ‪ :‬ل تسرف في اللحاح على فأنى لن‬ ‫أقبل أجرا منك على ما قدمت لك ‪ .‬وكيف أقبل جزاء على واجب‬ ‫أىديته نحو رجل غريب ل نصير له ؟!؟ أنى ل أسألك على ذلك أجرا‬ ‫‪ ,‬إل أن تبذل ما تستطيع من عون لول رجل تلقاه ممن يحوجهم‬ ‫سوء حظهم للتماس العون من الخرين ‪ ,‬وبذلك تكون قد أحسنت‬ ‫مكافأتي ‪ ,‬وأجزلت أجرى ‪.‬‬


‫ركوىد الذهن‬ ‫أراىد رجل أن يشترى حذاء ‪ ,‬فأخذ قياس قدمه على ورقة ‪ ,‬وعزم أن‬ ‫يبعث بها مع صبى ليشتريه له من صانع الحذية ‪ ,‬وكان هذا‬ ‫الصانع على بعد نحو ثلثة أميال ‪.‬‬ ‫ولسبب من السباب لم يستطع الصبي أن يقوم بهذه المهمة فذهب‬ ‫الرجل بنفسه ‪ ,‬وأخذ سمته من الحانوت ‪ ,‬وما ان وصل إلى منتصف‬ ‫الطريق حتى وقف فجأة ‪ ,‬ووضع يده على جبهته وتمتم قائل ‪ :‬لقد‬ ‫نسيت القياس ‪.‬‬ ‫وعاىد أىدراجه وأخذ القياس من الصبي ‪ .‬فلما بلغ صانع الحذية‬ ‫صدمته الحقيقة المرة التي عرفها منه ‪ ,‬وهى أن قدمه نفسها كانت‬ ‫تغنى عن القياس الذي قطع في سبيل استحضاره ضعف المسافة ‪.‬‬


‫عاقبة الطمع‬ ‫فقد تاجر تركي كيس نقوىده وبه مائتا ىدينار ذهبا ‪ ,‬فأرسل مناىديا في‬ ‫المدينة يعلن للناس نبأ ضياعه ويعد من يعثر عليه منهم نصف ما‬ ‫فيه إذا رىده إليه ‪ ,‬فتقدم بحار للمناىدى وأخبره أن الكيس عنده ‪ ,‬وأنه‬ ‫يريد أن يلقى صاحبه ليسلمه إياه ‪ ,‬ويأخذ نصيبه منه ‪.‬‬ ‫لكن التاجر عندما ظفر بمن وجد الكيس ‪ ,‬حاول أن يسترىده من ىدون‬ ‫مقابل فقال للبحار ‪ -:‬انه يجب عليك لكي تحصل على المكافأة‬ ‫الموعوىدة أن تعيد إلى مع الكيس والنقوىد الزمرىدة الثمينة التي كانت‬ ‫فيه ‪ .‬فأجابه البحار أنه لم يجد في الكيس غير النقوىد ‪ ,‬وأنه لن يتركه‬ ‫قبل أن يأخذ حقه ‪.‬‬ ‫رفع التاجر أمره إلى القاضي ‪ ,‬وجاء البحار ليعلل أمتناعة عن رىد‬ ‫الكيس إلى صاحبة ‪ ,‬فقال إن التاجر أخلف وعده ‪ ,‬مدعيا أنه كان في‬ ‫الكيس إلى جانب المائتى ىدينار زمرىدة ثمينة ‪ ,‬مع أنه لم يجد فيه شيئا‬ ‫غير الدنانير ‪.‬‬ ‫عند ذلك طلب القاضي إلى التاجر أن يصف له تلك الزمرىدة وكيف‬ ‫تملكها ‪ .‬ففعل ‪ ,‬ولكن في اضطراب تبين منه القاضي أنه غير محق‬ ‫في ىدعواه ‪ .‬ولهذا أصدر حكمه ‪ ,‬موجها الخطاب إلى التاجر قائل ‪:‬‬ ‫لقد فقدت كيسا به مائتا ىدينار ذهبا وزمرىدة ثمينة ‪ ,‬ولكن هذا البحار‬ ‫لم يجد إل كيسا به ىدنانير فحسب ‪ ,‬فهو إذن ليس كيسك فوال أنت‬ ‫البحث عن كيسك ‪ .‬ثم نظر إلى البحار وقال له ‪ :‬أما أنت فاحتفظ‬ ‫بالكيس الذي معك أربعين يوما ىدون أن تمس ما فيه ‪ ,‬فإذا لم يظهر‬ ‫صاحبه الذي يستطيع أن يصف لك أماراته ‪ ,‬فهو بما فيه حلل لك ‪.‬‬ ‫فغص التاجر بريقه ‪ ,‬وعض أنملته ندما على ما فرط منه من الطمع‬ ‫الذي أضاع عليه ماله ‪.‬‬


‫التضحية بالنفس‬ ‫في شارع من شوارع القاهرة كان العمل جاريا في إقامة عمارة‬ ‫ضخمة ‪ .‬وكان الممشى الذي يمشى عليه البناءون في تأىدية مهمتهم‬ ‫النشائية مزىدحما بالعمال الكثيرين والشياء الثقيلة ‪ .‬ولسوء الحظ‬ ‫أصبح هذا الممشى ضعيفا عن احتمال كل ما عليه ‪ .‬وفى لحظة‬ ‫واحدة تداعى ‪ ,‬وسقط من كان فوقه ‪ ,‬ما عدا أثنين منهم ‪ ,‬تعلقا‬ ‫بقطعة بارزة من الخشب لم تقو على حملها ‪ ,‬وأخذت تهتز مؤذنة‬ ‫بالسقوط إذا ظل عالقين بها معا ‪ .‬وفى الحال نظر أكبرهما سنا إلى‬ ‫أصغرهما قائل ‪ :‬أترك ياولدى قطعة الخشب لتستطيع حملي ‪ ,‬فأنت‬ ‫تعرف أنني كاسب صبية ‪.‬‬ ‫فإجابة الصغير ‪ :‬انك لمحق ياسيدى ‪ .‬فأنا أعيش وحدي ‪,‬‬ ‫وليس هناك من ينتظرني أو يعتمد على ‪ ,‬ثم ترك قطعة‬ ‫الخشب وهوى إلى الرض فاقد الحياة ‪ ,‬مضحيا بنفسه‬ ‫في سبيل إنقاذ رب السرة ‪.‬‬


‫المير والرملة‬

‫بني أحد أمراء مراكش قصرا فخما في إحدى المدن‬ ‫الندلسية التي فتحها ‪ ,‬وبعد أن أقام فيه زمنا اتجهت‬ ‫رغبته إلى توسيعه وكان هذا يقتضى تملك حقل مجاور‬ ‫للقصر ‪ ,‬توارثه منذ القدم أفراد أسرة معينة ‪ ,‬وكانوا‬ ‫يعدونه تراثا مجيدا ‪,‬ل يبغون به بدل بالغا ما بلغ ‪ .‬وكان‬ ‫هذا الحقل وقتئذ في يدي أرملة من هذه السرة ‪ ,‬فلما‬ ‫طلب منها أن تنزل عنه ‪ ,‬رفضت بكل إباء ‪ .‬ولكن المير‬ ‫في سبيل تنفيذ مشيئته لم يأبه لهذا الرفض ‪ ,‬فأخذ‬ ‫الرض غصبا ‪ ,‬وشيد عليها جناحا كبيرا لقصره ‪.‬‬ ‫فرفعت الرملة التي ل نصير لها أمرها إلى القاضي لكنه‬ ‫لم يستطع أن ينصف لها في الحال ‪ ,‬إذ تهيب حول‬ ‫المير ‪.‬‬ ‫على أنه أعتزم أن يتحين الفرصة لتوجيه نظر المير إلى‬ ‫ما حمل من ظلم ‪ .‬فصادفه يوما يمشى في الحديقة‬ ‫التي أنشأها حول الجناح الجديد ‪ ,‬فهرول إليه وجثا بين‬ ‫يديه ‪ ,‬متوسل أن يسمح له بملء عدل يأخذه معه من‬ ‫تراب الحديقة ‪ ,‬فلما أذن له ‪ ,‬ملئ العدل وحاول أن‬ ‫يحمله فعجز ‪ .‬فالتمس منه أن يعينه على حمله ‪.‬‬ ‫عندئذ خطر للمير أن القاضي يمازحه فضحك ومال‬ ‫على العدل ليرفعه ‪ ,‬ولكنه ألقاه ثقيل ‪ ,‬فألقاه على‬ ‫الرض ‪.‬‬ ‫فالتفت القاضي إلى المير وقال له ‪ :‬أرأيت يا مولي‬ ‫كيف أنك لم تطق حمله ‪ ,‬مع أن كل ما فيه ليس إل‬ ‫جزءا يسيرا جدا من أرض هذه الرملة ! فتصور يا‬ ‫مولي حالتك إذا وقفت بين يدي ا في يوم الدين‬


‫الذي يتساوى فيه الغنى والفقير ‪ ,‬يوم يسأل كل إنسان‬ ‫عن الصغيرة والكبيرة ‪ ,‬ويحصى عليه ما قدمت يداه من‬ ‫خير يثاب عليه أو شر يجزى به ‪.‬‬ ‫فإذا كنت الن عاجزا عن حمل جزء من هذه الرض ‪,‬‬ ‫فكيف تكون حالك إذا طولبت يوم الحساب بحمل‬ ‫أوزارها جميعا !‬ ‫فاتعظ المير بنصيحة القاضي ‪ ,‬وأعاد الحقل للرملة‬ ‫وبما عليها من المباني الجديدة ‪ ,‬لكي يكفر عن خطيئته‬ ‫‪.‬‬

‫أيهما أقوى ؟‬

‫روى أن الريح والشمس تناظرتا ‪ ,‬فقالت الريح للشمس‬ ‫‪ :‬أنا أشد منك حول ‪ .‬فقالت لها الشمس ‪ :‬بل أنا أعظم‬ ‫منك طول ‪ .‬ولم تسئ أحداهما أن تذعن للخرى ‪.‬‬ ‫فاتفقا على أن تتباريا في إرغام أحد المارة على خلع‬ ‫عباءته ‪.‬‬ ‫بدأت الريح دورها ‪ ,‬فعصفت ‪ ,‬وتلها إعصار ومطر‬ ‫مرارا ‪ ,‬ما زاد الرجل إل استمساكا بعباءته لكي يتقى‬ ‫لفح البرد ‪ ,‬ويحتمي فيها من شر المطر ‪.‬‬ ‫ثم بدأت الشمس دورها فأقلعت السماء ‪ ,‬وتقشعت‬ ‫الغيوم وتللت أشعة الحياة ‪ ,‬وأفاضت على الكون من‬ ‫حرارتها ما يبعث النشاط والحركة ‪ .‬فما لبث الرجل أن‬ ‫خلع عباءته ‪ ,‬وتابع سيره جذل مسرورا ‪.‬‬


‫عندئذ أذعنت الريح للشمس ‪ ,‬إذ بلغت هذه برفقها ما‬ ‫لم تنله تلك بعنفها ‪.‬‬

‫كنوز العمل‬

‫أراد شيخ فان أن يحض أولده على كسب رزقهم بعرق‬ ‫الجبين وكد اليمين ‪ ,‬فجمعهم وقال لهم ‪:‬‬ ‫يا أبنائي ‪ :‬أنى الن على حافة القبر ‪ ,‬واني مخلف لكم‬ ‫كنزا هو كل ما ادخرته في حياتي ‪ .‬فإذا مت ‪ ,‬فانشدوه‬ ‫في هذا الحقل ‪.‬‬ ‫ثم مات الرجل ‪ ,‬فأراد أولده أن يكشفوا الكنز ‪ ,‬فلم‬ ‫يتركوا من أرض الحقل إل قلبوه ظهرا لبطن ‪ ,‬لكنهم لم‬ ‫يعثروا على شئ ‪.‬‬ ‫عند ذلك قال أحدهم ‪ :‬لقد عادت الرض بعد هذا‬ ‫التقليب أصلح ما تكون للزراعة ‪ ,‬فما ضرنا لو بذرنا فيها‬ ‫الحبوب ؟‬


‫فاستحسن الباقون رأيه ‪ ,‬وزرعوا الرض ‪ ,‬فأخرجت لهم‬ ‫أضعاف المحصول المعتاد لنهم أحسنوا خدمتها ‪.‬‬ ‫فلما وصلوا بجهدهم إلى هذه النتيجة السارة فطنوا إلى‬ ‫غرض والدهم ‪ ,‬وأدركوا أن الكنز الذي أشار إليه في‬ ‫وصيته لهم لم يكن إل العمل الشريف والجهد المثمر ‪.‬‬

‫العصيان‬ ‫خرج أحد الملوك يوما للصيد ‪ ,‬فضل الطريق وسط الغابات ‪ .‬وانه‬ ‫لكذلك ‪ ,‬إذ أستوقفه صوت منبعث من مكان قريب ‪ ,‬فتسمعه فإذا‬ ‫مصدره رجل وامرأته ‪ ,‬كانا يقطعان شجرة والمرأة تقول لزوجها ‪:‬‬ ‫يجب أن نعترف أن أمنا حواء كانت مخطئة جدا إذ أكلت من الفاكهة‬ ‫المحرمة ‪ .‬ولو أنها أطاعت ما أمر به لكفتنا أن نشقى كما نشقى الن‬ ‫في هذه الحياة الدنيا ‪.‬‬ ‫فقال الزوج ‪ :‬إن حواء أخطأت حقا ‪ .‬ولكن أبانا آىدم كان ينبغي أن‬ ‫يكون أعقل من أن يخضع لراىدتها ولو أنني كنت مكانة ‪ ,‬وأرىدتني‬ ‫أنت على أن أفعل ما فعل لما أذعنت لك ‪.‬‬


‫عند ذلك أقترب الملك منهما وقال لهما ‪ :‬يظهر لي أن عملكما هنا‬ ‫شاق جدا ‪.‬‬ ‫فأجاباه من فورهما ‪ :‬نعم يا سيدي ‪ .‬فنحن نعمل طول النهار كما‬ ‫ترى ‪ ,‬على أننا ل نحصل على العيش الكفاف إل بشق النفس ‪.‬‬ ‫فطلب الملك إليهما أن يتبعاه ‪ ,‬وقال لهما ‪ :‬سأساعدكما حتى ل تبقى‬ ‫بكما حاجة إلى العمل ‪ .‬واستصحابهما إلى قصره وأكرم مثواهما ‪,‬‬ ‫ومكن لهما في كل ما اشتهيا من مظاهر العز ‪ .‬وكان يقدم إليهما من‬ ‫الطعام كل ما تشتهى النفس وتلذ العين ‪ .‬على أن الملك أمر أن‬ ‫يوضع على المائدة صحن لم يسمح لهما بكشف غطائه ‪.‬‬ ‫ولكن الزوجة زينت لها نفسها أن تستكشف ما يحتويه هذا الصحن‬ ‫المغطى ‪ ,‬واتفق يوما أن خلت إلى نفسها وزوجها في المطعم ‪,‬‬ ‫وامتنعت عن تناول الطعام ‪ ,‬ولمح الزوج على وجهها أمارات‬ ‫السى ‪ ,‬فسألها عن السبب ‪ ,‬فأجابته أنها تريد أن تكشف عن هذا‬ ‫الوعاء غطاءه لترى ما فيه ‪ .‬فراجعها الزوج لما في هذه الرغبة من‬ ‫مخالفة أوامر الملك ‪.‬‬ ‫لكن الزوجة ما زالت تحدوها الرغبة إلى إمضاء إراىدتها ‪ ,‬فأخذت‬ ‫تتلمس السبل إلى ذلك ‪ ,‬فهدىدت زوجها بقتل نفسها إذ لم يعنها على‬ ‫تحقيق مطالبها ‪.‬‬ ‫فلم يعد الزوج قاىدرا على مقاومة إراىدتها ‪ ,‬فكشف عن الصحن‬ ‫غطاءه ‪ ,‬فقفز منه فأر واختفى في جحر بأحد أركان الغرفة ‪.‬‬ ‫باغتهما الملك على هذه الحال ‪ ,‬فلما وجد الصحن مكشوفا ‪ ,‬سألهما‬ ‫عن الفأر الذي كان فيه ‪ .‬فقال الرجل ‪ :‬يا سيدي ‪ :‬لقد أراىدت زوجتي‬ ‫أن ترى ما في الوعاء فرفعت الغطاء ‪ ,‬ففر الفأر واختفى ‪.‬‬ ‫فقال الملك ‪ :‬ويحك ‪ ,‬ألم تكن في الغابة تلوم آىدم لنه نفذ إراىدة‬ ‫حواء ؟ أفما كان أولى بك أل تقع في الغلطة نفسها التي كنت تأخذ‬ ‫بها غيرك !؟ ثم أىدار وجهه للزوجة وقال لها ‪ :‬وأنت أيتها المرأة‬ ‫الغبية ‪ :‬لقد كان أمامك من ألوان الطعام كل ما تشتهيه نفسك ‪ ,‬فما‬ ‫بالك تطمعين في كشف الوعاء المغطى ‪ ,‬ل يرىدك أمري عن‬ ‫مطمعك ؟!‬


‫ارجعا إذن إلى عملكما الشاق في الغابة ‪ ,‬ول تلوما آىدم وحواء مرة‬ ‫أخرى ‪ ,‬فلقد وقعتما فيما آخذتماهما به ورحم ا عبدا اشتغل بعيوب‬ ‫نفسه عن عيوب الناس ‪.‬‬

‫عمل نبيل‬ ‫كان شيخ يملك ثروة عظيمة ‪ .‬فلما شعر بدنو أجله جمع أولىده‬ ‫الثلثة ‪ ,‬ووزع عليهم ثروته ‪ ,‬إل جوهرة ثمينة أحتفظ بها ‪ ,‬وقال‬ ‫لهم انه سيعطيها لمن يعمل منهم عمل نبيل ‪.‬‬ ‫وفى يوم جاءه أكبرهم وقال له ‪ :‬يا أبت ‪ :‬لقد أوىدعني رجل ل أعرفه‬ ‫قدرا كبيرا من المال ‪ ,‬ىدون أن يأخذ منى صكا به ‪ .‬وكان في‬ ‫أستطاعتى أن أىدعى ملكية هذا القدر لنفسي ‪ .‬ولكنى لم أترىدىد في رىده‬


‫إلى صاحبه فورا عند طلبه ‪ ,‬رافضا ما أراىد أن يعطيني إياه من أجر‬ ‫على احتفاظي به ‪.‬‬ ‫فقال له والده ‪ :‬إن عملك يا بني ل يعدو أن يكون ضربا من المانة‬ ‫في الحق ‪.‬‬ ‫وقال الثاني ‪ :‬بينما كنت سائرا على شاطئ بحيرة إذ بصرت بطفل‬ ‫سقط فيها ‪ ,‬فنضوت عنى ملبسي ‪ ,‬وألقيت بنفسي في اليم مخاطرا‬ ‫بحياتي ‪ ,‬وانتشلت الطفل الذي قرت به عينا أمه المسكينة ‪ .‬أفل‬ ‫يكون هذا عمل نبيل يا والدي ؟‬ ‫فأجابه والده ‪ :‬إن عملك يا ولدى ل يخرج عن أن يكون شفقة إنسانية‬ ‫وقال الصغر ‪ :‬في ليلة مظلمة وجدت خصما لدوىدا لي يغط في‬ ‫نومه على شاطئ نهر ‪ ,‬وكانت أقل حركة منى تكفى لن تغيبه في‬ ‫قاع النهر ‪ .‬لكنى عند ما أبصرته على هذه الحال ‪ ,‬أخذتني الشفقة‬ ‫عليه ‪ ,‬وجعلت أوقظه في حيطة شديدة ‪ ,‬ثم نقلته إلى مكان آمين ‪.‬‬ ‫فأقبل الرجل على ولده ‪ .‬وقبله وضمه إلى صدره ‪ ,‬وقال له ‪ :‬إن‬ ‫الجوهرة أصبحت لك يا ولدى العزيز فهذا هو العمل النبيل الذي‬ ‫يحمل صاحبه على نسيان الخصومة أمام ىدواعي المروءة‬ ‫ومقتضياتها ‪.‬‬

‫جزاء الجشع‬


‫كان ثلثة من الصدقاء يسيرون جميعا في رحلة ‪ ,‬وبينما هم في‬ ‫طريقهم عثروا على كيس مملوء نقوىدا ‪ ,‬فاتفقوا على أن يتوزعوا ما‬ ‫فيه بينهم بالعدل ‪.‬‬ ‫وإنهم لسائرون ‪ ,‬إذ شعروا بالجوع ‪ ,‬فقال واحد منهم ‪ :‬ل بد لنا من‬ ‫الطعام ‪ ,‬وليس معنا منه شئ فتطوع الثاني بالذهاب واستحضار ما‬ ‫يصاىدفه من مكان قريب ‪ .‬وانه لفي طريقة إذ خطر له أن يضع في‬ ‫الطعام سما ليقتل صديقيه ويفوز وحده بالغنيمة ‪.‬‬ ‫على أن صديقيه ‪ .‬فكرا في غيبته أن يفاجئاه بالقتل عند وصوله ‪,‬‬ ‫ليزيد نصيب كل منهما فيما عثروا عليه من المال ‪.‬‬ ‫وفعل نفذا تآمرهما عندما أقبل عليهما ‪ .‬وبعد ذلك جعل يتناولن‬ ‫الطعام الذي أحضره بما فيه من السم ‪.‬‬ ‫وفى وقت قصير جدا ظهرت عليهما أعراض التسمم ‪ ,‬وأسلما النفس‬ ‫الخير ‪ ,‬تاركين الثروة التي لم يظفر بها أحد من ثلثتهم ‪ ,‬ضاربين‬ ‫بموتهم جميعا المثل الحي على عواقب الجشع والخيانة ‪.‬‬

‫الثقة‬ ‫كان السللكندر إمللبراطور روسلليا مغرمللا بللالتنزه وحللده مشلليا علللى‬ ‫قدميه يقطع مسافات طويلة تبلغ فللي بعللض الحيللان ميليللن أو ثلثللة‬ ‫من سانت بطرسبرج ‪.‬‬ ‫ففي مساء يوم خرج على عللاىدته فللي ملبللس ضللابط ‪ ,‬وبعللد مسلليرة‬ ‫أميال شعر بالتعب ‪ ,‬فعول على أن يرتد إلللى القصللر راكبللا ‪ .‬فقصللد‬


‫إلللى موقللف قريللب للمراكللب ‪ ,‬واسللتقل واحللدا منهللا وقللال للسللائق ‪:‬‬ ‫اذهب بنا إلى القصر الملكي في ) سانت بطرسبرج ( ‪.‬‬ ‫لم يكن السائق يعرف المللبراطور شخصلليا ‪ ,‬فظللن أنلله أحللد رجللال‬ ‫الشرطة كما ظهر من لباسه فإجابة أنه سلليذهب إلللى قللرب القصللر ‪,‬‬ ‫لن الحراس هناك ل يسمحون بالدنو من البواب ‪ .‬ثم انطلقا ‪ ,‬حللتى‬ ‫إذا لم يبللق بينهمللا وبيللن القصللر غيللر مسللافة قصلليرة وقللف السللائق‬ ‫المركبة وقال ‪ :‬هنا يجب أن أقللف ‪ .‬فخللف المللبراطور فللي الحللال ‪,‬‬ ‫ونزل من المركب وقال للسائق ‪ :‬انتظر حتى أرسل إليك من يعطيك‬ ‫أجرك ‪.‬‬ ‫لكن السائق استوقفه وقال له ‪ :‬ل ‪ .‬ل يا سلليدي أنللا ل أرضللى بهللذا ‪,‬‬ ‫فكل زملئك الضباط يلقون وعوىدهم على هذا النحو ‪ ,‬ول يوفون بها‬ ‫أبدا ‪ ,‬فاعذرني إذا لم أعد أثق بأحد منهم ‪ ,‬وإذا لم تجد معك مللا تللدفع‬ ‫منه اجري ‪ ,‬فأرهن شيئا تسترىده عند أىداء الجر ‪.‬‬ ‫فابتسللم المللبراطور ‪ ,‬وخلللع عبللاءته وألقاهللا فللي المركللب وقللال‬ ‫للسائق ‪ :‬هاك الرهن فانتظر ‪.‬‬ ‫ولما وصل إلى القصر ‪ ,‬أمر أحد الخدم بأن يأخللذ خمسللين ) روبل (‬ ‫ويعطيها لسائق المركب الذي أقله ‪ ,‬ويسترىد منه العباءة ‪.‬‬ ‫أسرع الخاىدم إلى إنفاذ أمر جللته ‪ .‬لكنه عند مللا وصللل إلللى موقللف‬ ‫المراكب ‪ ,‬وجد نحو عشرين مركبا واقفا في صف واحد ‪ ,‬فقللال فللي‬ ‫صوت مرتفع ‪ :‬أي هذه المراكب أقل جلله المللبراطور ؟ فلللم يتلللق‬ ‫جوابا ‪ .‬فأعاىد السؤال بصيغة أخرى قائل ‪ :‬أيكم عنده العباءة ؟ عندئذ‬ ‫أجاب أحدهم أن ضابطا ترك عنللده عبللاءته ‪ ,‬فأعطللاه الخللاىدم النقللوىد‬ ‫وتسلم العباءة ‪ ,‬وبسرعة الريح ساق الحوذي مركبة وهو يقول لنفسه‬ ‫‪ :‬ياالهى !! أهذا هو المللبراطور الللذي احتفظللت منلله برهللن لوفائللة‬ ‫بوعده ؟!! ولم تك إل لحظة حتى توارى عن النظار ‪.‬‬ ‫وفى اليوم التالي أقيم احتفال كللبير رأسلله جللللة المللبراطور ‪ .‬فلمللا‬ ‫التف حوله رؤساء فرق الجيش قال لهم ‪ :‬أنى لفخور جللدا بمظهركللم‬ ‫الجميل ونظامكم البديع ‪ ,‬إل أنني أحب أن تبلغوا عنى ضباطكم أنهللم‬ ‫كانوا سببا إلى ارغامى في الليلة الماضية علللى تللرك عبللاءتي رهنللا‬ ‫للمحافظة على شرف كلمتي ‪.‬‬


‫فنظروا إليه في ىدهشة عظيمة ‪ ,‬لكنه مضى حللديثه قللائل ‪ :‬أؤكللد لكللم‬ ‫أن سائق المركب الذي أقلني أمس إلى هذا القصر رفض أن يثق بللى‬ ‫‪ ,‬قائل إن اخوانى الضباط ل يدفعون أجور المراكب التي يسللتقلونها‬ ‫كان وقع هذا التوبيخ على الضباط مرا ‪ ,‬ولشد ما أخجلهم أن يكشللف‬ ‫المبراطور ما في نفوسللهم مللن ضللعه وصللغار ‪ ,‬فاسللتقاموا ‪ .‬ومنللذ‬ ‫ذلك اليوم أصبح صللدق الضللباط ووفللاءهم ورعللايتهم حقللوق النللاس‬ ‫مضرب المثال ‪.‬‬


‫سرعة الخاطر‬ ‫كان احد الوجهاء سائرا في ليلة مظلمللة بمركبللة فللي طريللق بظللاهر‬ ‫المدينللة اعتللاىدت اللصللوص أن تللأرى إليلله ‪ ,‬فهاجمللة لللص وصللوب‬ ‫مسدسه إلى صدره من نافذة المركب وقللال للله ‪ :‬هللات مللا معللك مللن‬ ‫النقوىد في الحال ‪ ,‬فلقد سمعت أنك تفاخر بأنة ل يمكن لحد كللان مللن‬ ‫كان أن يسلبك ما معك ‪ ,‬وأظنك تعترف الن أنك كنت مغرورا عنللد‬ ‫ما قلت ذلك ‪.‬‬ ‫وضع الوجيه يده في جيبه موهما أنه يخرج منه النقوىد وقللال للللص ‪:‬‬ ‫أنى لم أفاخر عبثا بشجاعتي لنه حتى أنللت لللم يكللن فللي اسللتطاعتك‬ ‫تجريدي من نقوىدي لول صاحبك هذا الذي ينظر من فوق كتفك ‪.‬‬ ‫ولما كان اللللص يعللرف أنلله جللاء وحللده ‪ ,‬أىدهشللته هللذه الملحظللة ‪,‬‬ ‫فأىدار وجهه ليرى من الذي يقف وراءه ‪.‬‬ ‫فتمكن الوجيه من إخراج مسدسه وإطلقه على صدره ‪ .‬فخر اللللص‬ ‫قتيل ‪ ,‬ونجا الوجيه بحسن حيلته وحضور بديهته ‪.‬‬

‫نصيحة حازمة‬


‫بينما كان صديقان يسيران معا في الطريق خارج المدينة أبصرا من‬ ‫بعيد ىدبا ‪ ,‬فأوجسا منه خيفة ‪ ,‬وأسرع واحد منهما فتسلق شجرة ‪,‬‬ ‫وأخفى نفسه بين فروعها ‪ ,‬غير مفكر فيما قد يصيب صديقة ‪.‬‬ ‫فلما رأى الثاني انه وحده ضعيف عن ىدفع خطر الدب ‪ ,‬ألقى نفسه‬ ‫على الرض ‪ ,‬وأغمض عينيه ‪ ,‬وتظاهر أنه ميت ‪ ,‬إذ كان يعرف‬ ‫أن الدب ل يمس الجسام التي ل حياة فيها ‪.‬‬ ‫ولما أقبل الدب ‪ ,‬ورآه ملقى على الرض ‪ ,‬جعل يدور حوله ‪ ,‬ويشم‬ ‫أنفه ‪ ,‬ويضع فمه على أذنيه وقلبه ‪ ,‬ثم تركه بعد أن أعتقد أنه فاقد‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫وعندما أصبح الدب بعيدا عن النظر ‪ ,‬نزل الول من فوق الشجرة‬ ‫وقال لصاحبه ‪ :‬لقد رأيت الدب يضع فمه قريبا من إذنيك ‪ ,‬فماذا كان‬ ‫يهمس فيهما ؟!‬ ‫فإجابة صاحبه قائل ‪ :‬لقد كان ينصح لي أل أصاىدق من إذا حانت‬ ‫ساعة الخطر حصر تفكيره في نفسه ‪ ,‬تاركا صديقه وحيدا ل نصير‬ ‫له ‪.‬‬


‫يكاىد المريب يقول خذوني‬ ‫تفقد رجل قمحه المخزون في منزله ‪ ,‬فوجللد بعضلله مسللروقا ‪ ,‬ولمللا‬ ‫رفع أمللره إلللى القاضللي اسللتدعى سللكان المنللزل وأعطللى كل منهللم‬ ‫عصا ل تختلف في طولها عن عصى الخرين ‪ :‬وقال لهم إن سارق‬ ‫القمح هو من تجد في الغد عصاه أطول من العصي الخرى بمقللدار‬ ‫إصبع ثم أمرهم بالنصراف إلى غد ‪.‬‬ ‫فلما خل السارق إلى نفسه ‪ ,‬وخشي افتضاح أمره احتال على كتمللان‬ ‫سره بأن قطع من عصاه مقدار الصبع الذي توهم أنه سيظهر زائللدا‬ ‫فيها عن العصي الخرى ‪.‬‬ ‫وفى اليوم التالي انكشف أمره للقاضلي ‪ ,‬إذ وجلد عصلاه أقصلر ملن‬ ‫عصى الخرين بالقدر الذي انتقصه منها على زعم أنه زيللاىدة فيهللا ‪.‬‬ ‫وبذلك فضح نفسه بنفسه ‪.‬‬

‫من فاتته العبرة أىدركته الحسرة‬ ‫كانت ) مارى انطوانت ( ملكه فرنسا وزوجه لويس الساىدس عشر‬ ‫شديدة الولوع بمشاهدة التمثيل في الوبرا ‪.‬‬ ‫ففي مساء يوم اتفق أن جلست في الشرفة المقابلة لشرفتها زوجة‬ ‫رجل ثرى من أصحاب المليين ‪ ,‬وهى حالية بأفخم الجواهر ‪ ,‬وفى‬ ‫يديها سواران من الماس يبهران النظار ‪.‬وقد ىدعاها الزهو بما‬


‫تحمل من أفخر الحلي إلى أن تحاول بكل وسيلة استرعاء نظر‬ ‫الملكة إلى جواهرها حتى نجحت في ذلك ‪ ,‬إذ باىدلتها الملكة النظر‬ ‫مرارا‪ ,‬فازىداىدت زهوا وغرورا ‪.‬‬ ‫وإنها لفي هذا الزهو ‪ ,‬وإذا برجل يرتدى لباس الحاشية الملكية‬ ‫يستأذن في الدخول عليها ‪ ,‬ليبلغها تحيات الملكة ورجاءها أن تسمح‬ ‫بإرسال أحد السوارين لتراه عن قرب ‪ ,‬لن منظره من بعيد يبدو‬ ‫عجيبا جدا وجذابا للغاية ‪ .‬ولم يكد الخاىدم ينتهي من تبليغ رسالته‬ ‫حتى خلعت السيدة السوار وأعطته إياه ‪.‬‬ ‫وبعد قليل أىدركت السيدة أن الذي أخذ السوار منها لم يكن خاىدم‬ ‫الملكة ‪ ,‬وإنما هو لص ماهر متنكر ‪ ,‬كان يراقب حركاتها فتبين‬ ‫رغبتها في لفت نظر الملكة ‪ ,‬فاستخدم هذه الرغبة في الحتيال‬ ‫للحصول على السوار ‪.‬‬ ‫عندئذ قامت السيدة وأخبرت الشرطة بالحاىدثة ‪ .‬وفى بكره اليوم‬ ‫التالي تلقت رسالة من مأمور الشرطة ‪ ,‬ليعلمها أنه قبض على‬ ‫السارق ‪ ,‬ووجد السوار معه ‪ ,‬وأنه من الضروري جدا أن تبعث‬ ‫بالسوار الثاني مع الضابط الحامل للرسالة ‪ ,‬أو أن تحضر بنفسها‬ ‫لمركز الشرطة للمقارنة بين السوارين في حضرتها ‪.‬‬ ‫ففرحت تلك السيدة بمللا وفللق إليلله رجللل الشللرطة مللن القبللض علللى‬ ‫اللللص ‪ .‬ولكنهللا لللم تشللأ أن تخللرج مبكللرة فللي الصللباح ‪ ,‬فأرسلللت‬ ‫بالسوار مع الضابط ‪ ,‬وطلبت إليه أن يبالغ في المحافظة عليه ‪.‬‬ ‫ولشد ما كانت حسرتها عند ما ظهر لها أن هذا المتنكر في الملبس‬ ‫العسكرية هو بعينه السارق الذي سلبها حليها بالمس في ىدار‬ ‫الوبرا ‪ ,‬وأنها لم تتعظ بالعبرة السالفة ‪ .‬وخليق بمن فاتته العبرة أن‬ ‫تدركه الحسرة ‪.‬‬


‫كيف يجنى الجاهل على نفسه‬ ‫سقط حمار مرة في مجرى ماء ‪ ,‬وكان حمله كله من الملح فلما‬ ‫انتشل من المجرى شعر بأن حمله أصبح خفيفا جدا ‪ .‬ففرح بذلك‬ ‫فرحا عظيما ‪ ,‬واعتقد أنه اهتدى إلى الطريقة التي يخفف بها أحماله‬ ‫إذا ما قسا عليه صاحبه ‪.‬‬ ‫وفى اليوم التالي بينما كان هذا الحمار يعبر المجرى نفسه تظاهر‬ ‫بالتعثر ‪ ,‬وأسقط نفسه في الماء ‪ ,‬وكان يحمل هذه المرة إسفنجا ‪,‬‬ ‫فثقل حمله ‪ ,‬أضعافا مضاعفة حتى ناء به ‪ .‬وهكذا يسئ الجاهل إلى‬ ‫نفسه من حيث يبتغى لها الحسان ‪.‬‬

‫ىدقه الملحظة‬ ‫عرف الصينيون بالحذق والمهارة في فن التصوير والرسم ‪ ,‬وكان‬ ‫الفني منهم إذا بدت له في فنه فكرة جديدة سارع إلى تصويرها ‪,‬‬ ‫وعرضها على حاكم المقاطعة التي يسكن فيها ‪ ,‬طالبا منه المكافأة‬ ‫التي تتناسب وبراعته في إخراج صورته ‪ ,‬وفى الحال يأمر الحاكم‬


‫بتعليقها على باب قصره ‪ ,‬وتبقى هناك سنة كاملة ‪ .‬فإذا تعرضت‬ ‫بحق لنقد الناقدين استعاىدها صاحبها من غير مكافأة ‪ .‬وان يوجه‬ ‫إليها نقد كوفئ صانعها ‪ ,‬وأخذه الحاكم ليكون في خدمته ‪.‬‬ ‫وفى يوم من اليام ذهب إلى قصر الحاكم شاب حديث السن ‪ ,‬ومعه‬ ‫قطعه نسيج من الحرير ‪ ,‬مرسوم عليها سنبلة فوقها عصفور ‪.‬‬ ‫وكانت الصورة من التقان بحيث يتعرفها الرائي باللمس ‪.‬‬ ‫مرت أيام على عرض هذه الصورة ‪ ,‬وإذا برجل أحدب وقف أمامها‬ ‫ينقدها ‪ .‬فأىدخلوه على الحاكم الذي أرسل في طلب المصور ‪ ,‬ليسمع‬ ‫بنفسه ما يوجه إلى صورته من نقد ‪.‬‬ ‫وعندما جاء المصور ‪ ,‬قال الناقد ‪ :‬إن السنبلة وهى منفرىدة ل‬ ‫يشوبها عيب ‪ ,‬والعصفور يبدو كأنه حي ل ينقصه غير الحركة ‪.‬‬ ‫ولكن كل إنسان يعرف جيدا أن العصفور ل يمكن أن يحط على‬ ‫سنبلة من غير أن يمليها ‪ .‬وسنبلة صاحبنا المصور معتدلة مع أن‬ ‫عليها العصفور ‪ .‬فل يمكن والحالة هذه أن يدعى أنه حاكى الحقيقة‬ ‫ورسم الطبيعة ‪.‬‬ ‫إزاء هذه الملحظة البالغة في الدقة وقف المصور مبهوتا ‪ ,‬واستعاىد‬ ‫صورته خاسرا ‪.‬‬


‫إراىدة ا‬ ‫كان تاجر راجعا من السوق إلى بلده ‪ ,‬وكان يحمل معه علللى جللواىده‬ ‫كيسا مملوءا بالنقوىد ‪ .‬وفيما هللو فللي طريقللة أمطللرت السللماء مطللرا‬ ‫غزيرا ‪ .‬فجعل يحدث نفسه عن سوء الحظ الذي يصاىدفه ىدائما ‪.‬‬ ‫ولما بللدأ يخللترق الغابللة الكثيفللة الللتي تعللترض طريقلله انقللض عليلله‬ ‫لص ‪ ,‬وصوب بندقيته إلى صدره ‪ ,‬ورفع الزناىد ‪ ,‬وكان علللى وشللك‬ ‫القضللاء عليلله ‪ ,‬لللول أن بللللت المطللار الرصاصللة فلللم تنطلللق مللن‬ ‫البندقية ‪.‬‬ ‫انتهز التاجر فرصة حيرة اللص وغمز الجواىد بالمهماز ‪ ,‬وأطلق للله‬ ‫العنان ولما وصل إلى مكان أمين ‪ ,‬يحدث نفسه قائل ‪:‬‬ ‫لقد كنت غبيا حينما تضايقت من الجو الممطر ‪ ,‬والواقع أنه لو كانت‬ ‫السللماء صللافية غيللر ممطللرة لكنللت الن فللي عللداىد المللوتى ‪ ,‬وكللان‬ ‫أطفالي ينتظرون عبثا عللوىدتي إليهللم ‪ .‬فللالمطر الللذي سللخطت علللى‬ ‫الدنيا وما فيها من أجللل هطللوله كللان سللبب نجللاتي وحفللظ ثروتللي ‪.‬‬ ‫وحقا ) لو علمتم الغيب لخترتم الواقع ( ‪.‬‬


‫بداهة لص‬ ‫اعتزم لص مرة على سرقة ساعة حللائط مللن غرفللة فللي قصللر أحللد‬ ‫الملوك فدخل ىدون أن يراه أحد ‪ ,‬ووضع سلللما علللى الحللائط وصللعد‬ ‫لخذ الساعة ‪.‬‬ ‫واتفق أن ىدخل الملك الحجرة بينما كللان اللللص يقللوم بمهمتلله فسللمعه‬ ‫يقول عامدا عندما رآه ‪ ,‬أنى أخشى أن ينزلق السلم ‪.‬‬ ‫ظن الملك انه أحد الخدم جاء يأخذ الساعة لصلحها فامسللك بالسلللم‬ ‫خوفا من وقوع حاىدث ‪.‬‬ ‫وبعللد أن انتهللى السللارق مللن عمللله ‪ ,‬خللرج الملللك ‪ ,‬ولللم يفكللر فللي‬ ‫المسألة ل قليل ول كثيرا ‪.‬‬ ‫ثم لم يمضى وقت طويل حتى علم الملك أن ساعة سرقت من القصر‬ ‫فمرت أمام مخيلته تفاصيل الحاىدثة ‪ ,‬واستيقن أن الشخص الذي كللان‬ ‫يساعده إنما هو اللص الذي سرق الساعة ‪.‬‬ ‫عندئذ قال الملك من أنباءه نبأ السرقة ‪ :‬ل تذكر شيئا عن هذه الحاىدثة‬ ‫بعد اليوم ‪ ,‬لني كنت شللريكا فللي السللرقة ‪ ,‬إذ أمسللكت بالسلللم حللتى‬ ‫تمكن اللص من إنزال الساعة ‪.‬‬

‫عم صالح الصراف‬ ‫أستيقظ عم صالح من نومه على صلة الفجر والمؤذن يناىدى الصلة‬ ‫خير من النللوم ‪ .‬وسللرعان قللام وتضللأ وتللوجه إلللى المسللجد القريللب‬ ‫وصلى الفجر في جماعة ورجع إلى بيته الريفي المتواضللع وبعللد أن‬


‫فرغ من الورىد القرآني وصلى ركعتي الشللروق جهللزت للله زوجتلله‬ ‫الحاجة تقية الفطار وجلس هو وأولىده ) عائشللة فلي السللنة النهائيلة‬ ‫ملن الثانويللة العامللة ( وهلى متفوقلة فلي ىدراسلتها أملا ابنلله الوسلط‬ ‫إبراهيم فهو في الصف الثللاني الثللانوي وابنلله الصللغير محمللوىد فهللو‬ ‫بالصف الثالث العداىدى هؤلء هم أولىد عللم صللالح الرجللل الطيللب‬ ‫البسيط ‪.‬‬ ‫وقبل أن يللذهب عللم صللالح إلللى عمللله بالمستشللفى العللام بالقريللة از‬ ‫بتليفون المنزل يرن ويسرع ويلتقللط السللماعة ويقللول السلللم عليكللم‬ ‫ورحمه ا وبركاته فيرىد رجل يبدو عليه الوقار مللن صللوته الهللاىدئ‬ ‫عليكم السلم معك وزير التربية والتعليللم مللبروك ياحللاج ابنتللك مللن‬ ‫العشر الوائل في الثانوية العامة ‪.‬‬ ‫فدقت الفرحة بالبيت وسللرعان مللا ىدخللل الجيللران وشللاركوا السللرة‬ ‫الفرحة وقالت عائشة لبيها لقد وعدتني يأبى أن تدخلني كليللة الطللب‬ ‫بالقاهرة فأبتسم لها أبيها وقال حاضر ياست الدكتورة ‪.‬‬ ‫وسرعان مللا ىدهللب إلللى المستشللفى وقللدم طلللب بنقلللة مللن ضللواحي‬ ‫الصعيد إلى القاهرة وبعد أن أخد الموافقة سلم على زملئه والللدموع‬ ‫تنهمر من أعينهم على فراق عم صالح وهتفوا جميعا مع السلمة يللا‬ ‫عم صالح مع السلمة يا أحسن صراف في الدنيا وتللم الحتفللال بعللم‬ ‫صالح وتقديم شهاىدة تقدير له من زملئه ورؤساءه في العمل وقدمت‬ ‫له عللن طريللق مللدير المستشللفى مللع وسللام شللرف لحسللن موظللف‬ ‫منضبط لعشرون سنه مضت واخذ عم صالح زوجته وأولىده وسافر‬ ‫إلى القاهرة ليتسلم عمللله بالمستشللفى العللام الجديللدة لكللي يحقللق حلللم‬ ‫أبنته الكبيرة ‪.‬‬ ‫وعندما ذهب عم صالح إلللى المستشللفى الجديللدة وجللد عللدة مفاجللآت‬ ‫تشيب لها الللرؤوس وكللأنه لللم يعمللل منللذ عشللرون عامللا فللي مجللال‬ ‫المستشفيات من الهوال الللتي رآهللا مللن تفشللى الفسللاىد ‪ .‬والللتي تبللدأ‬ ‫بالللدكتور الكللبير مللدير المستشللفى فهللو يسللتقبل مرضللاه بمكتبلله‬ ‫للمساومة على المبالغ الللتي سلليقومون بللدفعها قبللل أجللراء العمليللات‬ ‫المشبوهة ثم يقوم بعمل التحاليللل والشلاعات اللزملة ثلم يقللول لهللم‬ ‫تعالوا بعد شهرين لتحديد موعد العملية ‪ .‬ول يقتصر المر على ذلك‬


‫ولكن بعد أن يفقللد هللؤلء الفقللراء أعصللابهم ويتملكهللم اليللأس وعنللد‬ ‫خروجهم مللن مكتللب المللدير يكللون فللي انتظللارهم السللت الممرضللة‬ ‫الفائقة الجمال وكأن ليس لها مثيل وفى احترافيللة عللاليه تنللاىدى علللى‬ ‫هؤلء الفقراء وتنصحهم بأن يذهبوا إلى عياىدة الدكتور الخاصللة فللي‬ ‫المساء لكي يتم تقديم ميعاىد العملية ويكون لهم الولوية ويكون ميعاىد‬ ‫العملية في موعد أقصاه يومين فيذهب هؤلء الفقراء إلى العياىدة فللي‬ ‫المساء وتكون المفاجأة بأن نفللس الممرضللة الللتي تعمللل بالمستشللفى‬ ‫هي نفسها الممرضة التي تعمل في عياىدة الدكتور الكبير جالسة على‬ ‫مكتب صغير فتقللابلهم بترحللاب وتطلللب منهللم ثمللن الكشللف وكللانت‬ ‫الضللربة القاضللية لهللؤلء الفقللراء لن ثمللن الكشللف مللائتي جنيلله‬ ‫فيضطر المريللض منهللم ىدفللع ثمللن الكشللف مللن لحمهللم الحللي فمللاذا‬ ‫يفعلون ليس لهم حل آخر مع هذا الدكتور الزى باع ضميره ‪.‬‬ ‫وليس هدا فقللط مللن ناحيللة أخللرى وبنفللس المستشللفى يوجللد مسللاعد‬ ‫المدير الدكتور ذكى نعم أسللم علللى مسللمى فهللو يسللتعمل ذكللاءه فللي‬ ‫جمع المال ول يفرق معه إذ جمعه فللي الحلل أو الحللرام فكللل أمللله‬ ‫مند تخرجه هو شراء الشقة والعياىدة والسيارة الفارهة والدكتور ذكى‬ ‫مشهور بعمل عمليات الجهاض وعمليات غشاء البكللارة للعللاهرات‬ ‫حتى ل ينكشف أمرهم عند الزواج وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة ‪.‬‬ ‫ومشهد آخر بنفس المستشفى يوجللد الللدكتور نيللازى المشللهور باسللم‬ ‫نيازى النتهازي هدا الدكتور هو المسلئول علن اسلتخراج تصلاريح‬ ‫ىدفن الموتى حتى الموات الذين فارقوا الحياة لللم يسللموا مللن الفسلاىد‬ ‫بالعربي موت وخراب ىديار لن لللن يتللم اسللتخراج التصللريح إل إذا‬ ‫ىدفع أهل المتلوفى خمسلمائة جنيهلا وإل يتلم تعطيلل عملل التصلريح‬ ‫لمدة أسبوع أو عشرة أيام لتشريح الجثة ومعرفللة سللبب الوفللاة رغللم‬ ‫أن المريض محجوز بالمستشفى ومعلوم للجميع سبب الوفاة ‪.‬‬ ‫ومشللهد آخللر للللدكتور خيللري الللذي أشللتهر بنزاهتلله وعمللل الخيللر‬ ‫وأشتهر بسبحته والتسبيح بها والتي ل تفارق يللديه هللذا خلف قيامللة‬ ‫بأنفاق المال الكثير على الحالت الغير قاىدرة وسرعان مللا يسللاومهم‬ ‫على بيع كليتهم وإقناعهم إن النسان يستطيع إن يعيش بكليللة واحللدة‬


‫ويدفع لهم خمسة ألف جنيها ثم يقوم ببيعها للغنياء بمائة ألف جنية‬ ‫‪.‬‬ ‫ولم يسلم الممرضات وعمال النظافة من بللؤرة الفسللاىد فعنللدما تللدخل‬ ‫المرأة إلى المستشفى لتوضع يجعلون جميع أهلهلا خلارج المستشلفى‬ ‫وهم في حيرة ولن يتم الطمئنان عليها وعلى مولوىدهللا إل بعللد ىدفللع‬ ‫الحلوة وطبعا ل تقل عن مائة جنيه ‪.......‬؟!!!!!!‬ ‫رأى عم صللالح الرجللل النزيلله المتللدين كللل هللذا الفسللاىد بالمستشللفى‬ ‫وتذكر أبنته التي سوف تلتحق بكلية الطب فذهب مسرعا إلللى الللبيت‬ ‫ونظر إلى أبنته والدموع تنهمر من عينية وقال في صرخة مدوية ‪.‬‬ ‫هيا نرجع إلى قريتنا ل أريدك أن تكوني طبيبة ل أريللدك أن تكللوني‬ ‫فاسدة فقالت البنت في ىدهشة ماذا أصابك يللاأبى فشللرح لهللا الب مللا‬ ‫رأة فقالت البنت لبيهللا يللاأبى أن الخيللر والشللر موجللوىدان إلللى قيللام‬ ‫الساعة وأنت ياأبى قد زرعت فينا عدم الهروب مللن المشللكلة فلمللاذا‬ ‫أنت تهرب منها ياأبى أل تعلم أننا في عصللر جديللد فل تخللف يللاأبى‬ ‫لنك ربيتنا على العفة والشرف والمانللة وحاليللا يللاأبى قللامت ثللورة‬ ‫خمسة وعشرون يناير وطلع فجر الحريللة والمللل الللتي قلامت عللى‬ ‫محاربة الفسللاىد والقضللاء عليلله وعلللى الفللور قللام عللم صللالح بتبليللغ‬ ‫الرقابة الىدارية والنيابة العامة وتلم القبلض عليهلم جميعلا والن تتلم‬ ‫محاكمتهم إمام القضاء العاىدل وأصبحت القضللية تمللس الللرأي العللام‬ ‫وتم نشر صورة عم صالح في الجرائد الرسمية مع تقللديم الشللكر للله‬ ‫وأخز وسام من رئيس الجمهورية وتم إقالة وزير الصحة ‪.‬‬ ‫والحمد ل مرت اليام والسنين وكفأ ا سبحانه وتعالى عم صالح‬ ‫فى أولىدة وأصبحت عائشة ىدكتور جراحه كبيرة وأصبح أبراهيم‬ ‫وكيل للنائب العام وأصبح محموىد مهندسا معماريا كبيرا وأبتسم لهم‬ ‫الحظ من جديد لن عم صالح رباهم التربية الحسنه ‪.‬‬ ‫أما الخرون فتركوا العار لهم ولبنائهم وهم الن خلف القضبان‬ ‫ىداخل سجن طره ‪.‬‬ ‫فيا أيها القراء العزاء عليكم بمحاربة الفساىد كل في موقعه حتى ل‬ ‫يكبر ويتوغل ول تخافوا من شئ لن الحق صوته مرتفع ‪.‬‬


‫الخاتمة‬ ‫) قصص قصيرة (‬ ‫صللص قصلليرة لتحكللى للطفللال قبللل النللوم علللى‬ ‫انتهيت من كتابة ق ّ‬ ‫مسامع أولىدنا والستفاىدة ونمو عقولهم ‪ ،‬حتى يداعب جفللونهم النللوم‬ ‫أثناء سماع القصة ‪ ،‬للتشوق لسماع نهاية القصة ‪ ,‬وفى نفللس الللوقت‬


‫نحكى للطفال قصصا هاىدفة حتى ل تتشتت أفكارهم ويتعلمللوا منهللا‬ ‫لن الطفال عقللولهم تشللرىد إلللى الخيللال لنشللاء قصللص مللن وحللى‬ ‫الخيال ولذلك فل بد من تنمية عقللولهم بأشللياء يتعلمللوا منهللا الحكمللة‬ ‫والموعظة ‪.‬‬ ‫سبحان ا عندما يكون الشخص بوسط الضواء الزائفة وهو ل يعلم‬ ‫بهذا أو يسعد بوجوىده فلي وسلطها بعيللدا علن كونهلا حقيقلة أم ل ول‬ ‫يعوىد بشللئ أهللواء لرغبللاته وإشللباع نفسلله بطريللق مشللروع أو غيلر‬ ‫مشروع وعندما تذهب هذه الضواء الزائلة يعوىد إليللة صللوابه الللذي‬ ‫فقده ‪ ,‬ويعي للخطاء الشنيعة والقاتلة التي أرتكبها ولكن بعللد مللاذا ؟‬ ‫بعد فوات الوان لللذلك فل بللد مللن الهتمللام بأولىدنللا لتنميللة عقللولهم‬ ‫بالحكم والمواعظ ‪ .‬فتقبلوا جميعا أحترامى وتقديري‪.‬‬

‫مؤلفات الكاتب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-4‬‬

‫الوسيلة والتوسل ومعجزات الرسول ) صلى ا عليه وسلم (‬ ‫البهائية وخطورتها على العالم السلمى‬ ‫التحرش الجنسي قنبلة موقوتة‬ ‫ىدولة الوقاف يفسدها الناظر واتباعة‬


‫‪ -5‬الخوان والسلفيين الماضي والحاضر‬ ‫‪ -6‬مؤامرة ضد المخابرات العامة والقوات المسلحة في ظل ثورة‬ ‫‪ 25‬يناير‬ ‫‪ -7‬محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبي‬ ‫‪ -8‬سلطان القاسمى ) حاكم الشارقة ( وىدورة في الثقافة العربية‬ ‫‪ -9‬الشارقة تاريخ وحضارة‬ ‫‪ -10‬جائزة نوبل من عام ‪ 1901‬حتى عام ‪2011‬‬ ‫‪ -11‬الصهيونية والخوان وتقسيم الدول العربية والسلمية‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.