كلنا سوريون العدد 30

Page 1

‫اع ُتمد الثالث من أيّار في عام ‪1991‬‬ ‫يوما ً عالم ّيا ً لحريّة الصحافة‪ ،‬ونصّ‬ ‫اإلع�لان يومها على أ ّنه ال يمكن‬ ‫تحقيق حرّ يّة الصحافة إلاّ من خالل‬ ‫ضمان بيئة إعالميّة حرّ ة ومستقلّة‬ ‫وقائمة على التعدّدية‪.‬‬ ‫وبات هذا اليوم من ك ّل عام موعداً‬ ‫لالحتفال بالمبادئ األساسيّة لحرّ يّة‬ ‫الصحافة‪ ،‬وتقييم حرّ يّة الصحافة‬ ‫حول العالم‪ ،‬والدفاع عن وسائل‬ ‫اإلع�لام ض ّد ما يهدّد استقاللها‪،‬‬ ‫والتعبير عن اإلجالل للصحافيّين‬ ‫الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارسة‬ ‫عملهم‪.‬‬

‫المحتكرون‬ ‫الجدد‬ ‫ص‪3‬‬

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح‪،‬‬ ‫ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي‬ ‫جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين سور ّي جامع‪ ،‬يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪- 30 -‬‬

‫‪ /7‬أيار ‪2015 /‬‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫اإلقامات في تركيا‬

‫االفتتاحية‬

‫أنواعها‪ ،‬شروطها‬

‫التقسيم‪...‬‬

‫ُت��م��ن��ح اإلق���ام���ة‬ ‫ال��س��ي��اح��يّ��ة فــي‬ ‫تركيــا لمــدّة عــام‬ ‫ قابلــة للتجديــد‬‫ لطالبيهــا مــن‬‫الســوريّين ممّــن‬ ‫يحملــون جــوازات‬ ‫ســفر م��ات��ـ��ـ��زال‬ ‫ســــارية المفعــول‪ ،‬وفيهـــا مـــدّة صالحيـــّة‬ ‫تتجـــاوز \‪ \14‬شــــهراً لمـــن يطلــب‬ ‫اإلقامــــة لمـــدّة ســــنة‪ ،‬بمعنــى أنّ مــن كان‬ ‫بجــواز ســــفره أقــ ّل مــن ذلــك ال يمنــح‬ ‫إقامــة مدّتهــا ســنة بــل إقامــة لمــدّة تقــ ّل‬ ‫عــن المــدة المتبقيــّة بصالحيّــة جــواز ســفره‬ ‫بشــهرين‪.‬‬ ‫ص‪9‬‬

‫آخر سهم يف جعبة إيران‬

‫بقلم طفل سوري‬

‫نوتات بالدم‬

‫اعتادت نظرات شفقة عقيمة من عيون غبيّة‪ ،‬واختفاء جيوبهم بح ّقها‬ ‫في األزمات‪ ،‬اعتادت ترتيب أغراضها وتلبية حاجاتها بأقدامها‪ ،‬تعايشت مع‬ ‫األلم واألمل؛ عزفت البيانو بشغف فيما مضى‪ ،‬كانت أصابعها الزهريّة تقبّل السواد في‬ ‫البياض‪ ،‬كانت أوتاره تعشقها وتبكي على فراقها‬ ‫ص‪8‬‬

‫حلب ‪ -‬رسائل سالم وإنسانّية‪...‬الوالء لإلنسان واحترامه‬

‫الجامعي “زياد ماجد”‬ ‫حوار مع‪ :‬الكاتب واألستاذ‬ ‫ّ‬

‫تنموي لخلق مجتمع أفضل‬ ‫مبادرون‪..‬مشروع‬ ‫ّ‬

‫في «الثورة اليتيمة»‬ ‫كاتب وأستاذ جامع ّي لبنان ّي‬ ‫ساهم يف إع��داد دراس��ات حول‬ ‫قضايا التحوّل الدميقراط ّي يف‬ ‫لبنان وسورية والعامل العرب ّي‬ ‫خاص على األنظمة‬ ‫مع تركيز ّ‬ ‫االنتخابيّة واألح��زاب السياسيّة‬ ‫وم��ش��ارك��ة امل��رأة‬ ‫يف الشأن‬ ‫العامّ‪.‬‬

‫كان القدوم إلى حلب له رهبة كبيرة نتيجة األخبار الكثيرة التي يسمعونها عن حلب‬ ‫والدمار والخطر المحدق في ك ّل زاوية فيها‬ ‫ص‪7‬‬

‫حول الثورة السوريّة‪،‬‬ ‫أسبابها‪ ،‬إرهاصاتها‪ ،‬تسميتها‪ ،‬وعن يُتمها‪ ،‬ومستقبلها‪ ،‬ومحاور أخرى‪ ،‬ناقشناها مع‬ ‫الكاتب واألستاذ الجامعيّ في جامعة باريس‪ ،‬وصاحب كتاب «الثورة اليتيمة‪.‬‬

‫عيد الع َمال‬

‫ليلة سبت النور‬

‫أبناؤنا في‬ ‫«صيدنايا»‬

‫إضرابات وأعياد‬ ‫في أوّ ل أيّام أيّار من ك ّل عام ّ‬ ‫تعطل الماليين‬ ‫من البشر؛ فيما يُعرف بعيد العمّال العالميّ ‪ ،‬أو‬ ‫اليوم العالمي للعمل‪ .‬ماهي حكاية هذا العيد؟‬ ‫يرتبط االحتفال باألوّ ل من أيّار كيوم للعمّال‬ ‫العالميّ بقضيّة «هايماركت ‪ »1886‬حين‬ ‫أطلقت الشرطة النار على المضربين الذين‬ ‫طالبوا بتخفيض ساعات العمل وتحديدها بأق ّل‬ ‫من ثمان ساعات يوم ّيا ً في شركة «ماكورميك»‬ ‫الزراعيّة فقُتل منهم أربعة عمّال‪ ،‬أُعلن في‬ ‫اليوم التالي اإلضراب العام في شيكاغو‪ ،‬الذي‬ ‫شارك فيه ‪ -‬باإلضافة إلى مختلف العمّال ‪-‬‬ ‫المهاجرون والحرفيّون‪ .‬وتجمّع عدد كبير من‬ ‫المضربين في ساحة «هايماركت»‪ .‬عندما‬ ‫ّ‬ ‫بالتدخل لفضّ اإلضراب‬ ‫بدأت قوّ ات الشرطة‬ ‫انفجرت قنبلة ما أدّى إلى مقتل العشرات من‬ ‫األشخاص‪.‬‬ ‫تمّت محاكمة ثمانية أشخاص لم تثبت صلتهم‬ ‫بالتفجير‪ ،‬وإ ّنما لموقفهم السياسيّ ‪ ،‬وحكم‬ ‫على سبعة منهم وصفوا بأ ّنهم «فوضويّون»‬ ‫باإلعدام‪.‬‬ ‫أصبحت قضيّة «هايماركت ‪ »1886‬مصدراً‬ ‫لغضب الناس في مختلف أرج��اء العالم‪،‬‬ ‫وفي السنوات التالية‪ ،‬ظلت ذكرى ضحايا‬ ‫«هايماركت» في الذاكرة ضمن العديد من‬

‫اإلجراءات والمظاهرات الخاصّة باألوّ ل من‬ ‫أيّار‪.‬‬ ‫وأصبح هذا اليوم مناسبة دوليّة للتذكير بتاريخ‬ ‫ومكتسبات الحركة العمّاليّة العالميّة اجتماع ّيا ً‬ ‫واقتصاد ّياً‪ ،‬ولتحتفل به أغلب دول العالم‪.‬‬ ‫تبقى المفارقة‪ ،‬أنّ الواليات الم ّتحدة األميركيّة‬ ‫نفسها‪ ،‬التي شهدت ذلك اليوم‪ ،‬تحتفل بعيد‬ ‫العمّال في أوّ ل اثنين من أيلول من ك ّل عام!‬ ‫فقد أصدر الكونغرس األميركيّ عام ‪1958‬‬ ‫تشريعا ً بجعل األوّ ل من أيّار يوما ً للوفاء! ربّما‬ ‫للتخفيف من التركيز اإلعالميّ والتمجيد الذي‬ ‫أضفاه اال ّتحاد السوفي ّتي في زمنه على هذا‬ ‫العيد؛ واستند الكونغرس في اختياره االثنين‬ ‫األوّ ل من أيلول‪ ،‬إلى أحداث مدينة نيويورك‬ ‫عام ‪1882‬التي أدّت إلى وفاة عدد من العمّال‬ ‫على أيدي الجيش األمريكيّ خالل ما عُرف‬ ‫باسم «إضراب بولمان» يومها‪.‬‬

‫احملرر السياسي‬

‫ك��ان السجناء ال��مُ��زارون‬ ‫سيشعرون باإلحراج الشديد‪،‬‬ ‫إن فع َلتها إح��داه��نَّ ممّن‬ ‫يستطعن ال��زي��ارة‪ ،‬وقامت‬ ‫باالتصال بالبرنامج كي‬ ‫تخبر زوجها كم تحبّه‪ .‬فقد كان هذا ترفا ً معيبا ً وغير جائز‪ ،‬ويمكن في‬ ‫حاالت التطرّ ف بإطالق األحكام‪ ،‬اعتباره جريم َة سرق ٍة انطوت على‬ ‫حرمان أ ٍّم من ح ّقها بأن تقول البنها الغائب إ ّنها مازالت على قيد الحياة‪،‬‬ ‫وإ ّنها مازالت تنتظر عودته على باب البيت‪.‬‬

‫ص‪10‬‬

‫صولفيج‬

‫وما من إبداع إلاّ من خالل الذات‬ ‫ول��������د ن��ج��م��ي‬ ‫الس ّكريّ في مدينة‬ ‫حلب ‪ 1939‬بدأ‬ ‫ب��دراس��ة العزف‬ ‫على الكمان منذ‬ ‫ال���خ���ام���س���ة م��ن‬ ‫عمره مع األستاذ‬ ‫الروسيّ «ميشيل‬ ‫ب���وري���زن���ك���و»‪،‬‬ ‫بإشراف والده الذي كان يدرّ به يوم ّيا ً حوالي خمس ساعات‬

‫ص‪11‬‬

‫لقد عبّرت الثورة السوريّة عبر شعاراتها األولى‪،‬‬ ‫في أشهرها األول��ى‪ ،‬عن أفق طموحاتها في ح ّل‬ ‫التناقض األس��اس بين درج��ة نموّ المجتمع‪ ،‬في‬ ‫مجاالته جميعها‪ ،‬وبين سلطة اﻻستبداد التي صارت‬ ‫معيقا ً مانعا ً وكاتما ً ﻻستحقاقات هذا النموّ ‪ ،‬ويمكن‬ ‫اختصارها بالمواطنة الديمقراطيّة العلمانيّة‪ ،‬في وطن‬ ‫للجميع محرّ ر وسيّد على مجاله‪ ،‬هذه اﻻستحقاقات‬ ‫التي تفترض بالضرورة تحرير المجتمع‪ ،‬من خالل‪:‬‬ ‫فتح وتحرير الحقل السياسيّ ‪ ،‬وفتح وتحرير الحقل‬ ‫الثقافيّ الذي من طبيعته أن يشتغل على نقد وبناء‬ ‫القيم العامّة وتعميمها‪ ،‬فتصير المواطنة عند عموم‬ ‫ً‬ ‫قيمة وح ّقا ً وواجباً‪ ،‬فتتم ّكن ‪ -‬من موقعها‬ ‫السوريّين‬ ‫كضمير عا ّم ‪ -‬أن تضبط نشاطات القوى في الحقل‬ ‫السياسيّ ‪.‬‬ ‫هذا المكوّ ن األصيل‪ ،‬والدافع األصيل‪ ،‬في الثورة‬ ‫السوريّة ﻻ يمكن أن ينتهي‪ ،‬ولم ينته‪ ،‬أل ّنه ليس خياراً‬ ‫يو ّفر عند الالعبين إمكانيّة التصرّ ف فيه‪ ،‬لك ّنه يمكن‬ ‫أن ينطمر فيختفي‪ ،‬ولقد انطمر واختفى بفعل إرادات‬ ‫الالعبين التي تخدم مصالح شخصيّة ّ‬ ‫توظف الحزبيّ‬ ‫واإلقليميّ والدوليّ لمصلحتها فتنخرط‪ ،‬هي بدورها‪،‬‬ ‫في خدمة الحزبيّ واإلقليميّ والدوليّ ‪ ،‬الحال الذي‬ ‫يحصل في ك ّل يوم سوري‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإنّ الدافع‬ ‫األصيل في الثورة السوريّة ال يزال يتململ ويتوالد‬ ‫ويتحرّ ك تحت هذا الركام معبّراً عن نفسه بظهور‬ ‫وتكاثر المنابر اﻹعالميّة السوريّة‪ ،‬ومراكز الدراسات‬ ‫السوريّة‪ ،‬ولجان اﻹغاثة وغيرها‪ ،‬وفي قلق البحث‬ ‫عن تعبيرات سياسيّة جديدة في بنائها ومنطوقها وفي‬ ‫عالقاتها‪ ،‬بما هي‪ ،‬جميعها‪ ،‬نزوع إلى المعرفة‪،‬‬ ‫فالحريّة‪ ،‬فالتضامن الوطنيّ ‪ ،‬فامتالك القوّ ة لبناء‬ ‫سورية الوطن‪ ،‬وبناء دولة المواطنة‪.‬‬ ‫إنّ الذي انطمر واختفى هو الممارسة األولى‪،‬‬ ‫لموجة الثورة األولى‪ ،‬في ناسها الذين اندفعوا إلى‬ ‫الحواري والساحات مبتهجين ومهلّلين لخالصهم من‬ ‫قمقم اﻻستبداد‪ ،‬بريئين وفقيرين إلى ك ّل شيء ماعدا‬ ‫الحلم والحماس‪.‬‬ ‫أمّا وقد انتهى عهد الحماسة‪ ،‬وعاد المجتمع السوريّ‬ ‫إلى انكفاء أكثر‪ ،‬وفقر أكثر‪ ،‬وخوف أكثر‪ ،‬وموت‬ ‫أكثر‪ ،‬وتشرّ د قد خرق ك ّل الصفات‪ ،‬وقد صار إلى‬ ‫االنشغال بالسقف الذي يحمي‪ ،‬وباللقمة التي تشبع‪،‬‬ ‫وبالح َيل التي تحميه من ك ّل أصناف القتلة‪ ،‬لك ّنه أخفى‪،‬‬ ‫كعادته‪ ،‬طعم س ّكر الحريّة خميرة إلى أيّام قادمة‪ ،‬ال‬ ‫ب ّد ستأتي‪ ،‬وربّما تكون على مرمى غده‪ ،‬ﻻ يغيّر من‬ ‫هذه الحقيقة المر ّكبة‪ :‬نهيق خبراء اإلعالم الذين بال‬ ‫خبرة‪ ،‬الذين يلوكون مفاهيم لم ينشغلوا‪ ،‬يوماً‪ ،‬في‬ ‫معاناة إنتاجها‪ ،‬وﻻ بمعاناة فهمها‪ ،‬مثل‪ :‬الحواضن‬ ‫يعن لهم‬ ‫االجتماعيّة والحرب األهليّة وغيرها‪ ،‬ولم‬ ‫ِ‬ ‫السوريّ ‪ ،‬يوماً‪ ،‬سوى أ ّنه قرص الغنيمة في عرس‬ ‫المقتلة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫باختصار إذا‪ ،‬وبغضّ النظر عن بهلوانات السياسة‬ ‫ومرتزقتها‪ ،‬وعن اللعبة السمجة لمصالح اآلخرين‬ ‫والخادمين لها‪ ،‬ثمّة حقيقة راسخة ال يغيّر منها تشبيح‬ ‫سياسيّ أو عسكريّ أو ثقافيّ ‪ ،‬يمكن تلخيصها بالقول‪:‬‬ ‫لقد انهار زمن ‪..‬وثمّة زمن قادم‪ ،‬صحيح أ ّنه زمن يبدو‬ ‫اآلن مرتهنا ً لمصالح الالعبين اإلقليميّين والدوليّين‪،‬‬ ‫زمن يحاول البعض مصادرته وتفصيله على مقاسات‬ ‫مصالحهم‪ ،‬لك ّنه ورغ��م ذلك ‪ ....‬وحين سيستعيد‬ ‫المجتمع السوريّ – إن لم يتهدّم بالكامل – قدرته‬ ‫على الفعل سيطلق ثورته في موجة ثانية‪ ،‬وستكون‬ ‫ّ‬ ‫منظمات وأحزاب جديدة‪ ،‬موجة‬ ‫أدواتها بالضرورة‬ ‫لن تكون إلاّ كما يريدها الشعب السورّ ي أن تكون‪،‬‬ ‫فأسماء الطغاة ونهجهم حفظها الشعب السوريّ جيّداً‬ ‫على اختالفها وتعدّد ألوانها‪ ،‬وخميرة طعم الحريّة‬ ‫اليزال مخبّأ في فمه‪.‬‬

‫ب ّسام يوسف‬


‫‪2‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪30‬‬

‫السياسي الراهن‬ ‫المشهد‬ ‫ّ‬

‫تح ّوالت في مسار الثورة والصراع ض ّد الطاغية‬

‫منذ س��ق��وط الشهيد األوّ ل للثورة حدثت تحوّ الت وتغيّرات عديدة في‬ ‫السوريّة السلميّة برصاص النظام وفق مسار الثورة والصراع ض ّد الطاغية‪،‬‬ ‫شعار الطاغية «إمّا أنا‪ ،‬أو ال أحد»‪ ،‬وأه�� ّم ه��ذه التحوّ الت‪ :‬أوّ الً‪ ،‬بروز‬ ‫«إمّا أنا‪ ،‬أو أحرق البلد»‪ ،‬ور ّد الشعب المجموعات التكفيريّة «القاعديّة»‬ ‫بانتقال الثورة السلميّة إلى الثورة مثل «داعش» والنصرة وأخواتهما‪،‬‬ ‫المسلّحة وشعار «الشعب يريد إسقاط وتراجع الجيش الحرّ الحامل للواء‬ ‫النظام»‪ ،‬أصبح الصراع بين النظام الثورة‪ .‬وثانياً‪ ،‬خذالن أصدقاء الشعب‬ ‫والشعب‪ ،‬صراعا ً وج��ود ّي�ا ً عنوانه السوريّ ودعمهم للثورة‪ ،‬وخاصّة‬ ‫العريض‪ :‬إمّا الشعب أو النظام‪ ،‬وهذا إعالن أمريكا بشكل واضح‪ ،‬إنّ إسقاط‬ ‫يعني انعدام الح ّل السياسيّ ‪ ،‬ولذلك النظام السوريّ ليس من بين أهدافها‪،‬‬ ‫فشلت ك ّل مبادرات الجامعة العربيّة حين تشكيل «التحالف الدوليّ » ض ّد‬ ‫ومجلس األم��ن السياسيّة ابتداء من «داع��ش»‪ ،‬في (أيلول ‪.)2014 -‬‬ ‫بعثة «الدابّي»‪ ،‬وانتهاء بمبادرة «دي وث��ال��ث �اً‪ ،‬االن��ق�لاب العسكريّ في‬ ‫ميستورا»‪ ،‬والتي عملت جميعها على مصر‪ ،‬والذي أعلن عدائه الصريح‬ ‫تسوية سياسيّة وملء الفراغ السياسيّ للثورة السوريّة‪ ،‬والذي انضمت إليه‬ ‫الذي أغلقه النظام بوقوفه ض ّد أيّ ح ّل السعوديّة واإلمارات‪ ،‬وتشكيل محور‬ ‫سياسيّ سلميّ ‪ ،‬أل ّنه ال يعرف إلاّ الح ّل جديد للصراع بين السعوديّة ومصر‬ ‫األمنيّ العسكريّ العنيف لبقائه في من جهة ‪ -‬برعاية أمريكيّة وروسيّة‬ ‫السلطة‪ .‬والشعب أيضا ً لم يعد يقبل ‪ -‬وتركيّا وقطر من جهة ثانية‪ ،‬التي‬ ‫تطالب بدعم الثورة وايجاد منطقة‬ ‫باإلصالح تحت رعاية الطاغية‪.‬‬ ‫إنّ مراوحة الثورة في المكان دون أيّ عازلة‪ ،‬أو على األق� ّل إيجاد منطقة‬ ‫تقدّم حقيقيّ على األرض‪ ،‬أفسح المجال حظر جوّ يّ ‪.‬‬ ‫أمام القوى اإلقليميّة والدوليّة اللعب ورابعاً‪ ،‬فشل مبادرة «دي ميستورا»‬ ‫على أوراق الثورة السوريّة وتسخيرها حول وقف القتال في حلب‪ ،‬والتي‬ ‫رفضتها الكتائب‬ ‫ل��م��ص��ال��ح��ه��م‬ ‫ال��ع��س��ك��ريّ��ة‬ ‫الخاصّة‪ .‬حيث‬ ‫ال��م��ع��ارض��ة‪،‬‬ ‫فقد «االئتالف‬ ‫تنفرد‬ ‫أل ّنها ال تختلف‬ ‫ال���وط���ن���يّ »‪،‬‬ ‫عن المصالحات‬ ‫وك�������ذل�������ك‬ ‫موسكو مبلء‬ ‫ال��م��ش��ب��وه��ة‬ ‫ال���ف���ص���ائ���ل‬ ‫الفراغات‬ ‫للنظام‪ ،‬يُضاف‬ ‫ال��ع��س��ك��ر ّي��ة‪،‬‬ ‫إلى ذلك رابعاً‪،‬‬ ‫القرار الوطنيّ‬ ‫يف الساحة‬ ‫فشل «االئتالف‬ ‫ال��م��س��ت��ق��لّ‪،‬‬ ‫السياسيّة‬ ‫الوطنيّ » في أن‬ ‫وأص���ب���ح���ت‬ ‫يكون قائداً فعل ّيا ً‬ ‫ق���وى ال��ث��ورة‬ ‫املتجمّدة‬ ‫للثورة‪ ،‬وكذلك‬ ‫وال��م��ع��ارض��ة‬ ‫«ح���ك���وم���ت���ه‬ ‫أل��ع��وب��ة بيد‬ ‫المؤ ّقتة» المستنقعيّة التكوين‪ ،‬ك ّل ما‬ ‫اآلخر الخارجيّ ‪.‬‬ ‫وه��ذا ال��خ��ارج‪ ،‬أيّ ال��دول العربيّة سبق جعل قوى الثورة والمعارضة في‬ ‫واإلق��ل��ي��م � ّي��ة وال���دول��� ّي���ة‪ ،‬منقسمة موقع ضعيف مقابل النظام‪.‬‬ ‫ومتصارعة اتجاه الصراع الداخليّ ومع استمرار الصراع العنيف بين‬ ‫السوريّ ‪ ،‬وباإلضافة إلى االنقسام بين النظام وقوى المعارضة المسلّحة على‬ ‫الداعمين للنظام (روسيا وإي��ران)‪ ،‬األرض‪ ،‬والذي يراوح في المكان‪،‬‬ ‫وأصدقاء الشعب السوريّ الداعمين تنفرد موسكو وبموافقة أمريكيّة‬ ‫للثورة‪ ،‬هناك انقسام كبير بين هؤالء لملء الفراغات في الساحة السياسيّة‬ ‫«األص���دق���اء»‪ .‬ص��راع أمريكيّ ‪ -‬المتجمّدة وذلك بالعمل على مسارين‬ ‫أوروب��يّ ‪ ،‬قطريّ ‪ -‬سعوديّ ‪ ،‬تركيّ متوازيّين‪.‬‬ ‫أوّ لهما‪ :‬العمل على تشكيل معارضة‬ ‫ سعوديّ ‪ .‬إل��خ‪ ،‬وه��ذه االنقسامات‬‫وال��ص��راع��ات ساهمت ف��ي تعقيد جديدة ت � ّم انتقاء عناصرها بشكل‬ ‫أزمة قوى الثورة وعدم قدرتها على فرديّ والتي يمكن أن تقبل الحوار مع‬ ‫ّ‬ ‫مخطط لها‪ ،‬وقد تكون‬ ‫االنتصار على النظام‪ ،‬ممّا أدّى إلى النظام كما هو‬ ‫نتيجة‪ ،‬بدأ يعمل عليها الجميع وهي‪ :‬بديلة عن االئتالف الذي احتكر تمثيل‬ ‫عدم القدرة على الحسم العسكريّ من الثورة والمعارضة خالل السنوات‬ ‫الطرفين‪ ،‬وهذه النتيجة عمل عليها الثالث الماضية‪ ،‬واستبعاد «اإلخوان‬ ‫المجتمع الدوليّ بقيادة أمريكا‪ ،‬منذ المسلمين» بشكل خاصّ وفق رغبة‬ ‫السعوديّة ومصر‪ ،‬كما حصل في‬ ‫بداية الصراع‪.‬‬ ‫وخ�لال السنوات األرب���ع الماضية مؤتمر القاهرة األوّ ل (‪.)2015-3-7‬‬

‫واختيار مصر لحوار المعارضة‬ ‫ليس اعتباط ّياً‪ ،‬إ ّنما أل ّنه يمكن في‬ ‫مصر ‪ -‬السيسي اختيار المعارضة‬ ‫المناسبة للنظام‪.‬‬ ‫اللقاء‬ ‫وثانيهما‪:‬‬ ‫ال��ت��ش��اوريّ في‬ ‫م��وس��ك��و‬

‫(‪ )1‬و (‪ ،)2‬بين النظام‪ ،‬ورم��وز‬ ‫معارضة ت ّم انتقاؤها وتفصيلها على‬ ‫مقاس النظام‪ ،‬في محاولة هزليّة‬ ‫إلعادة تشكيل معارضة صوريّة كما‬ ‫فعل األبّ ‪ -‬المأساة بتشكيل «الجبهة‬ ‫الوطنيّة التقدميّة»‪ ،‬وي��ؤ ّك��د ذلك‬ ‫الرموز التي حضرت اللقاء مثل‪،‬‬ ‫«قدري وم ّناع والعيطة»‪ ،‬والنتائج‬ ‫التي ّ‬ ‫تمخض عنها لم تكن أفضل من‬ ‫نتائج اللقاء التشاوريّ الذي عقد في‬ ‫دمشق (تمّوز ‪ ،)2011‬الذي «طالب‬ ‫باإلفراج عن كا ّفة المعتقلين‪ ،‬والتوجّ ه‬ ‫نحو دولة الحرّ يّة والمواطنة‪ .‬إلخ»‪.‬‬ ‫في حين لقاء موسكو لم يكن أكثر من‬ ‫تبادل أفكار‪ ،‬ودعم الجيش السوريّ‬ ‫ال��ذي يقتل الشعب ال��ذي هو بنظر‬ ‫النظام إرهابيّ أو حاضن لإلرهاب‪،‬‬ ‫ودعم المصالحات الوطنيّة المشبوهة‪،‬‬ ‫واستمرار ال��ح��وار بقيادة النظام‪،‬‬ ‫واال ّتفاق على بيان جنيف(‪ )1‬كأساس‬ ‫للح ّل السياسيّ في سورية‪ ،‬بمعنى‬ ‫آخر‪ ،‬إ ّنه لقاء للنظام فقط‪ ،‬وال صوت‬ ‫أليّ ّ‬ ‫ممثل حقيقيّ للشعب‪.‬‬ ‫لكنّ االتفاق على بيان جنيف كمرجعيّة‬ ‫سياسيّة هو لإلعالم فقط‪ ،‬ألنّ أسباب‬ ‫فشل مؤتمر جنيف(‪ )2‬في (كانون‬ ‫الثاني‪ )2014‬مازالت قائمة وهي‬ ‫أنّ «مجموعة العمل الدوليّة حول‬ ‫سورية» بقيادة أمريكا لم تقدّم أيّة‬ ‫إجراءات عمليّة لتنفيذ بيان المؤتمر‪،‬‬ ‫والنظام في سورية يرفض أيّ ح ّل‬ ‫سياسيّ سلميّ ‪ ،‬كما أ ّنه من المستحيل‬ ‫تشكيل حكومة انتقاليّة تتم ّتع بكامل‬ ‫الصالحيّات بوجود الطاغية على‬ ‫رأس السلطة‪ ،‬أو ح ّتى وجوده على‬ ‫أيّة بقعة من األراضي السوريّة‪ ،‬كما‬ ‫أنّ المعارضة ومن ضمنها «االئتالف‬ ‫الوطنيّ » رغم بؤسه السياسيّ لن‬ ‫يقبل بأيّ ح ّل بدون رحيل الطاغية‪،‬‬ ‫وهذا يعيدنا إلى أنّ الصراع الوجوديّ‬ ‫المشار إليه سابقاً‪ ،‬مازال مستمرّ اً ح ّتى‬ ‫اآلن‪.‬‬

‫وروس��ي��ا وإي���ران تعمالن من أجل‬ ‫التحضير لمعارضة شكليّة تقبل‬ ‫بجنيف جديد‪ ،‬يوصي بحكومة جديدة‬ ‫انتقاليّة‪ ،‬تحت رعاية الطاغية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يعمل عليه «دي ميستورا» الذي ظهر‬ ‫من جديد ليعلن التحضير لجنيف(‪،)3‬‬ ‫بوجود روسيّ إيرانيّ لتحقيق التسوية‬ ‫مع النظام‪.‬‬ ‫قد تنجح روسيا في إنشاء معارضة‬ ‫شكليّة للنظام‪ ،‬لكنّ التغيير الحقيقيّ ‪ ،‬أو‬ ‫الح ّل السياسيّ الذي يدعو إليه الجميع‬ ‫م��ازال بعيد المنال أل ّن��ه باألساس‬ ‫البحث عن الح ّل السياسيّ في سورية‪،‬‬ ‫ال يكون في موسكو أو جنيف‪ ،‬إ ّنما في‬ ‫ساحة الصراع العسكريّة على األرض‬ ‫ال��س��ور ّي��ة‪ ،‬وك�� ّل المواقف الدوليّة‬ ‫والعربيّة تعبّر عن موقفها نتيجة‬ ‫قراءتها لمسار الصراع العسكريّ ‪،‬‬ ‫وهذا هو منطق الثورات المسلّحة في‬ ‫العالم كلّه‪ ،‬حيث الموقف العسكريّ هو‬ ‫الذي يفرز الحلول السياسيّة المؤ ّقتة أو‬ ‫النهائيّة‪ ،‬في اللحظات المفصليّة الهامّة‬ ‫في مسار الثورة‪ ،‬وليس العكس‪.‬‬ ‫وق��د يكون للتطوّ رات الجديدة في‬ ‫المنطقة دوراً ّ‬ ‫مؤثراً في مسار الصراع‬ ‫ف��ي س��وري��ة‪ .‬وأوّ ل��ه��م��ا‪« :‬عاصفة‬ ‫الحزم» التي أوقفت تمدّد إيران في‬ ‫اليمن‪ ،‬والتي يأمل البعض استمرارها‬ ‫في سورية‪ ،‬وه��و أم��ل خائب‪ ،‬لكن‬ ‫يمكن أن يكون هناك آليّات جديدة‬ ‫للضغط على النظام‪ .‬وثانيهما‪ :‬تحرير‬ ‫مدينة إدلب‪ ،‬واستمرار هزيمة النظام‬ ‫على األرض قد يلعب دوراً مه ّما ً في‬ ‫جنيف(‪ )3‬المقترح‪ ،‬وهذا ليس بعيداً‬ ‫عن استراتيجيّة الداعمين بالسالح‬ ‫والعتاد للمعارضة مثل تركيّا وقطر‪،‬‬ ‫من أجل تحرير باقي المدن وخاصّة‬ ‫حلب‪ ،‬حيث أنّ تحرير مدينة حلب‬ ‫بالكامل هي المقدّمة الكبرى النهيار‬ ‫النظام وفتح األبواب فعل ّيا ً أمام التسوية‬ ‫السياسيّة الحقيقيّة‪.‬‬

‫مروان عبد الرزّاق‬

‫تواطؤ “النصرة”‬

‫مخّيم اليرموك آخر الطلقات‬ ‫منذ بداية شــهر نيســان الجاري‪ ،‬شــنّ مقاتلو تنظيم‬ ‫داعــش المتواجدين في حيّ الحجر األســود جنوب‬ ‫دمشــق هجمات شــرســة على مواقع ومقرّ ات لواء‬ ‫أكناف بيت المقدس في مخيّم اليرموك المحاذي لحيّ‬ ‫الحجر األســود من جهة الشــمال جنوب العاصمة‬ ‫دمشــق‪ ،‬وج��رت معارك ضاريـة بين الطرفين‬ ‫أدّت إلى تقدّم قوّ ات تنظيـم داعــش خالل أيّام قليلـة‬ ‫لتتم ّكن وبالتواطـؤ مع جبهـة النصـرة من‬ ‫الســيطرة على أغلب مســاحات مخيّم اليرمـوك‬ ‫الفلســـطينيّ ‪ ،‬بينمـا حافـظ مقاتـلو األكنـاف‬ ‫على تواجـدهم في بضع مربّعات أمنيّة دافعوا‬ ‫عنها بك ّل ما أوتوا من قوّ ة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ك ّل البيانات التي صدرت‬ ‫عن الفصائل العسكريّة المتواجدة في المنطقة‬ ‫كجيش اإلسالم واألبابيل وشام الرسول وغيرها‬ ‫بالوقوف ض� ّد تنظيم «داع��ش» وم��ؤازرة‬ ‫مقاتلي األكناف في وجه التحالف الجديد بين‬ ‫جبهة النصرة وتنظيم «داع��ش»‪ ،‬رغم ك ّل‬ ‫هذا لم يسجّ ل مشاركة فعليّة لهذه التشكيالت‬ ‫العسكريّة‪ ،‬بحجّ ة أنّ تنظيم جبهة النصرة‬ ‫منع وصول المؤازرات وعمل على حماية‬ ‫ظهر تنظيم «داعش»‪ ،‬وهو ما جعل مقاتلي‬ ‫أكناف بيت المقدس وحيدين في وجه مقاتلي‬ ‫«داعش» الذين وصل تعدادهم ح ّتى ‪400‬‬ ‫مقاتل مسلّحين بأنواع األسلحة الثقيلة والمتوسّطة‪.‬‬ ‫وح ّتى اآلن‪ ،‬ما ت��زال االشتباكات جارية بين‬ ‫مقاتلي أكناف بيت المقدس من جهة وتحالف تنظيم‬ ‫«داع��ش» والنصرة من جهة أخرى‪ ،‬مع تسجيل‬ ‫تقدّم طفيف لمقاتلي األكناف على الجبهة الشماليّة‬ ‫الشرقيّة من المخيّم وبالقرب من جامع صالح الدين‪،‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ّ‬ ‫مع توارد أنباء غير مؤ ّكدة‬ ‫بتدخل مقاتلين فلسطينيّين على هذه المناطق من قبل قوّ ات األسد والفصائل‬ ‫تابعين للقيادة العامّة – أحمد جبريل ‪ -‬إلى جانب الفلسطينيّة الموالية له‪ ،‬وهو حصار مستمرّ منذ‬ ‫مقاتلي األكناف‪.‬‬ ‫أكثر من ‪ 600‬يوم منع فيه األهالي من الخروج‬ ‫وخ�لال األسابيع القليلة الماضية‪ ،‬تعرّ ض مخيّم من المنطقة‪ ،‬كما منع إدخال الموا ّد الغذائيّة والطبيّة‬ ‫اليرموك لقصف شديد من قبل قوّ ات النظام السوريّ ‪ ،‬إليها‪ ،‬مع ازدي���اد المناشدات من قبل األهالي‬ ‫ّ‬ ‫كما سقط على المخيّم العشرات من البراميل‬ ‫والمنظمات الدوليّة للسماح للقوافل اإلغاثيّة بالدخول‬ ‫المتفجّ رة التي ألقتها طائرات «الهيلوكوبتر» التابعة إلى المنطقة‪.‬‬ ‫لنظام األسد‪ ،‬مخلّفة دماراً شامالً ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أنّ تقدّم مقاتلي «داعش» في‬ ‫مخيّم اليرموك كان على مرأى من قوّ ات نظام األسد‪،‬‬ ‫إذ أجبرت هذه المعارك مقاتلي «داعش» على‬ ‫ترك مقرّ اتها فارغة من دون حماية تذكر في حيّ‬ ‫الحجر األسود‪ ،‬ولم تتعرّ ض هذه المقرّ ات وباقي‬ ‫النقاط التي يسيطر عليها التنظيم إلى أيّة هجمات‬ ‫من قبل قوّ ات األسد‪ ،‬وهو ما يشير إلى وجود‬ ‫تنسيق ربّما يكون غير مباشر بين التنظيم ونظام‬ ‫األسد‪ ،‬ففي الوقت الذي برزت فيه قوّ ة التنظيم‬ ‫عبر هذه المعارك األخيرة ض ّد مقاتلي أكناف‬ ‫بيت المقدس كما أشارت مجريات هذه المعارك‬ ‫إلى امتالكه للسالح النوعيّ ‪ ،‬لم يذكر خالل ك ّل‬ ‫الفترة الماضية حدوث عمليّات عسكريّة قام‬ ‫بها التنظيم ض ّد قوّ ات النظام السوريّ ‪ ،‬وأنّ‬ ‫قوّ ة «داعش» ظهرت فقط ض ّد مقاتلي مخيّم‬ ‫اليرموك من المعارضة‪.‬‬ ‫من حيطان خميم الريموك يرزح ما تب ّقى من مقاتلين تابعين لألكناف تحت‬ ‫والعشرات من الضحايا في صفوف المدنيّين‪.‬‬ ‫حصار مزدوج‪ ،‬فمن الخلف ‪ -‬الشمال ‪ -‬تتربّص‬ ‫وعلى إثر هذه المعارك الضارية‪ ،‬والقصف المرافق بهم حواجز نظام األسد‪ ،‬ومن األمام ‪ -‬الجنوب ‪-‬‬ ‫لها‪ ،‬اضطرّ ت العشرات من األسر الفلسطينيّة التي يواجهون مقاتلي تنظيم «داعش»‪ ،‬بينما المنطقة في‬ ‫كانت تقيم في مخيّم اليرموك إلى النزوح إلى البلدات مجملها فترزح تحت القصف والحصار المفروض‬ ‫المجاورة كبلدة «يلدا وببيال وبيت سحم» وغيرها من قبل قوّ ات األسد‪.‬‬ ‫صرب درويش‬ ‫من المناطق المحيطة بالمخيّم‪ ،‬وسط حصار محكم‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫قراءة سياسية‬

‫بين معارك التحرير‬ ‫ومسار ّ‬ ‫السياسي‪..‬‬ ‫الحل‬ ‫ّ‬ ‫في التطوّ رات األخيرة على الساحة السوريّة‪ ،‬يرى البعض مؤ ّ‬ ‫شرات‬ ‫جديدة باقتراب نهاية النظام‪ ،‬في ظ ّل التراجع السهل لقوّ اته‪ ،‬بينما ال‬ ‫يرى آخرون في ذلك‪ ،‬سوى بداية لرسم خطوط التماس والدخول في‬ ‫مرحلة تقسيم فعليّ ‪ ،‬فيما يغيب الدور الدولي لطرح ح ّل مناسب‪ ،‬مع‬ ‫ّ‬ ‫كموظف رسميّ للح ّل السلميّ ‪ ،‬ليقدّم‬ ‫عودة المبعوث األمميّ الثالث‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫صيغة اللقاءات التشاوريّة بين كا ّفة الفرقاء المحليّين واإلقليميّين‪ ،‬بعد أن‬ ‫التهمت النار مبادرته السابقة‪ ،‬حول تجميد النزاع بدءاً من حلب؛ في هذه‬ ‫العناوين ثمّة الكثير من التفصيالت‪ ،‬تفصيالت الب ّد من التو ّقف الطويل‬ ‫أمامها‪ ،‬بما تحمله من أه ّميّة‪ ،‬قد تفوق ح ّتى عناوينها‪ ،‬حينما يتعلّق األمر‬ ‫بالنظر إلى مستقبل وطن وشعب‪ ،‬مستقبل مجتمع عانى‪ ،‬مالم تعانيه أيّ‬ ‫من المجتمعات البشريّة‪ ،‬إبّان الحروب العالميّة الكبرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مع اإلق��دام المشهود لك ّل فرد سوريّ يضع دمه على كفه‪ ،‬من أجل‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً في مدينتيّ إدلب وجسر‬ ‫تحرير موطنه الصغير‪ ،‬كما حصل‬ ‫الشغور‪ ،‬سؤال جوهريّ يتعلّق بتلك التنظيمات التي ينضوي تحت لوائها‬ ‫أولئك الثوّ ار‪ ،‬فبعيداً عن تنظيم «داعش» وأدواره المتعلّقة بأجندات‬ ‫معيّنة لقوى مختلفة‪ ،‬وسيادة العناصر غير السوريّة في هيكليّته‪،‬‬ ‫وضعف ارتباطه بحاضنة شعبيّة‪ ،‬بتطبيقه القسريّ لقوانين غريبة عن‬ ‫الحياة السوريّة‪ ،‬فإنّ التنظيمات العسكريّة المختلفة لقوى الثورة‪ ،‬التي‬ ‫نشأت تحت عنوان الجيش الحرّ ‪ ،‬كر ّد موضوعيّ على وحشيّة النظام‪،‬‬ ‫والتي تش ّكلت كمجموعات ثوّ ار محلّيّين لمناطق تعرّ ضت لفنون الموت‬ ‫األسديّ ‪ ،‬لم تجد غير دعم القوى اإلسالميّة اإلقليميّة المتباينة االتجاهات‪،‬‬ ‫فيما لم تتم ّكن جبهة النصرة كتنظيم قاعديّ من تحقيق حضور سوريّ‬ ‫فعليّ ‪ ،‬لك ّنه مع التراجعات الحاصلة لقوى الجيش الحرّ ‪ ،‬بغياب صوت‬ ‫الثورة كتنسيقيّات عبّرت عن الطيف السوريّ المعارض‪ ،‬من سياسيّين‬ ‫ومث ّقفين وناشطين مدنيّين‪ ،‬نتيجة لالعتقاالت والمالحقات الكثيفة‪ ،‬التي‬ ‫دفعت لهجرة أكثر من أربعة ماليين سوريّ ‪ ،‬ونتيجة لطغيان صوت‬ ‫الرصاص‪ ،‬على ك ّل آليّات العقل والوعي‪ ،‬انطلق فصل جديد من فصول‬ ‫المشهد السوريّ ‪ ،‬فصل قائم على لملمة الصفوف‪ ،‬معبَّراً عنه في تشكيل‬ ‫جيش الفتح في إدلب وتحريرها من نظام االحتالل األسديّ ‪ ،‬تحرير طرح‬ ‫ويطرح مشكلة قد تضع المستقبل السوريّ في مهبّ الريح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ك بأنّ ما حصل في إدلب وجسر الشغور ومعسكر القرميد‪ ،‬مثل‬ ‫الش ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انهيارا جزئ ّيا لقوّ ة النظام بغضّ النظر عن ك ّل التحليالت‪ ،‬لكنّ ذلك‬ ‫االنهيار ربّما لن يعكس سوى المزيد من التعقيد بدالً من الحلّ‪ ،‬ما لم‬ ‫يدلّل على تف ّكك بنية النظام‪ ،‬التي ما زالت ممتلكة للقوّ ة األكبر على‬ ‫الساحة‪ ،‬لتبقى األحاديث المتعلّقة بصراعات أركان النظام ومقتل رستم‬ ‫ف على ذلك‪ ،‬كما في مؤ ّ‬ ‫غزالي‪ ،‬مؤ ّ‬ ‫شراً غير كا ٍ‬ ‫شرات هبوط الليرة‬ ‫ّ‬ ‫السوريّة المتكرّ ر‪ ،‬وكما في الكالم عن عاصفة «علوشيّة» قادمة على‬ ‫دمشق والتحضير لنقل العاصمة إلى طرطوس‪ ،‬كذلك فإنّ ما حصل‬ ‫في تلك المناطق وما قد يتبعه في مناطق أخرى‪ ،‬يطرح وبحدّة‪ ،‬مسألة‬ ‫تمسّك جبهة النصرة بسيادتها على األرض رغم مشاركة فصائل أخرى‪،‬‬ ‫وتوجّ سات من العبور نحو إمارة إسالميّة جديدة ‪ ،‬وكذلك فإنّ اقتراب‬ ‫المعارك من سهل الغاب وريف حماة‪ ،‬وظهور موجة جديدة من المطالبة‬ ‫بالتطمينات‪ ،‬وما يتعلّق بالردود المختلفة عليها‪ ،‬يُبرز أه ّميّة العودة للبحث‬ ‫عن ح ّل سياسيّ ‪ ،‬كمخرج وحيد من هذه الحرب‪ ،‬التي لم يعد مُجديا ً تحديد‬ ‫توصيفات لها‪ ،‬مع تعدّد جبهاتها وتنوّ ع الفرقاء المشاركين فيها‪ ،‬ففي‬ ‫حين توسّع النصرة وبمشاركة أحرار الشام من سيطرتها في محيط‬ ‫ت��ح��اول قوى‬ ‫إدل��ب وحماة‪،‬‬ ‫تشكيل جيش‬ ‫إسالميّة أخرى‬ ‫ف����ي ح��ل��ب‪،‬‬ ‫ف���ت���ح ج��دي��د‬ ‫هجرة أكثر‬ ‫إسالميّة أكثر‬ ‫وتسعى قوى‬ ‫وج�����وده�����ا‬ ‫اعتداالً تحقيق‬ ‫من أربعة‬ ‫ال����ن����ص����رة‬ ‫ع��ل��ى حساب‬ ‫ماليني‬ ‫وتستمرّ جبهة‬ ‫ف���ي درع����ا‪،‬‬ ‫اإلسالميّة في‬ ‫زهران علّوش‬ ‫سور ّي‪ ،‬نتيجة‬ ‫ب������ري������ف‬ ‫تثبيت وجودها‬ ‫صوت‬ ‫لطغيان‬ ‫يبقى تنظيم‬ ‫دم��ش��ق‪ ،‬فيما‬ ‫ً‬ ‫متمدّدا على‬ ‫«داع�������ش»‬ ‫الرصاص‬ ‫ال����ك����رد ّي����ة‬ ‫حساب القوى‬ ‫ال��ش��رق��يّ��ة‪،‬‬ ‫وأبناء المنطقة‬ ‫وتتسرّ ب األنباء عن تحضيرات حزب هللا وإعالنه للنفير العا ّم‪ ،‬من أجل‬ ‫خوض معركة جديدة في القلمون‪ ،‬للسيطرة على التالل االستراتيجيّة‪.‬‬ ‫إنّ مسار الح ّل السياسيّ الذي تت ّم العودة إليه‪ ،‬عقب ك ّل هدوء تفرضه‬ ‫ّ‬ ‫المحطات المتعلّقة بعقبات لم تذلّل أيّ منها‪،‬‬ ‫المعارك‪ ،‬شهد الكثير من‬ ‫فمنذ بداية الثورة وح ّتى اليوم‪ ،‬لم يصل المجتمع الدوليّ بعد بيان جنيف‬ ‫األوّ ل الصادر في ‪ ،2012-6-30‬إلاّ للمزيد من القلق واالختالف حول‬ ‫المعضلة السوريّة المتفاقمة‪ ،‬فإذا كان المشهد السوريّ آنذاك‪ ،‬قد دفع‬ ‫إلى ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقاليّ ‪ ،‬نتيجة الستخدام األسد المفرط‬ ‫في حلّه العسكريّ ‪ ،‬وسقوط نحو ‪ 15800‬ضحيّة‪ ،‬حين كان الر ّد‬ ‫ّ‬ ‫متمثالً بظهور كتائب متفرّ قة للجيش الحرّ ‪ ،‬دون تواجد يذكر‬ ‫الشعبيّ‬ ‫لـ «داعش» والنصرة‪ ،‬فإنّ االختالف الدوليّ على تفسيرات بنود ذلك‬ ‫البيان‪ ،‬قد حوّ ل المسألة السوريّة إلى مسألة إقليميّة ودوليّة‪ ،‬مع تد ّفق‬ ‫المجاهدين اإلسالميّين من ك ّل حدب وصوب‪ ،‬ومع دخول قوّ ات حزب‬ ‫هللا والميليشيات الشيعيّة األخرى‪ ،‬ومع الدعمين الروسيّ واإليرانيّ‬ ‫الالمحدودين الستمراريّة نظام األسد بشكله القائم‪ ،‬مقابل حصول قوى‬ ‫الثورة على القليل من الدعم وعلى الكثير من الوعود‪ ،‬لك ّنه وبعد سعي‬ ‫دبلوماسيّ دولي طويل‪ ،‬جاء المؤتمر الثاني لجنيف بداية عام ‪،2014‬‬ ‫ليخرج المفاوضون السوريّون مختلفين حول إمكانيّة البحث في نقطة‬ ‫َّ‬ ‫الممثلة بهيئة الحكم االنتقاليّ ‪ ،‬بعد أكثر من مائتيّ ألف‬ ‫البداية للح ّل‬ ‫ضحيّة وتشريد عدّة ماليين من بيوتهم‪ ،‬ولتشهد الساحة معارك أكثر‬ ‫عنفاً‪ ،‬مع ّ‬ ‫تدخل ايراني سافر‪ ،‬وتراجع الدعم الدولي لقوى الثورة‪ ،‬وتمدّد‬ ‫وتوسّع قوى اإلسالم المتطرّ ف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إنّ ما آلت إليه المسألة السوريّة مؤخرا‪ ،‬وارتباطها بالمتغيّرات الجارية‬ ‫في المنطقة‪ ،‬أبعدت على ما يبدو ك ّل ممكنات الح ّل السياسيّ ‪ ،‬اعتماداً‬ ‫على طريقة المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة بين السوريّين‪ ،‬ح ّتى‬ ‫بين أبناء النظرة المتقاربة لألحداث (كما جرى في موسكو)‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ّ‬ ‫محطة الستعراض‬ ‫قد يجعل من الدعوة الحاليّة لمؤتمر ثالث في جنيف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ك ّل الفرقاء المعنيّين لمواقفهم الثابتة‪ ،‬في ظ ّل غياب أيّة مؤشرات على‬ ‫ضغوط حقيقيّة لتغيير أيّ منها‪ ،‬األمر الذي يلقي على عاتق المجتمع‬ ‫الدوليّ ‪ ،‬كقوى كبرى‪ ،‬معنيّة وغير معنيّة‪ ،‬ضرورة التوصّل السريع إلى‬ ‫ّ‬ ‫بحق الشعب السوريّ ‪،‬‬ ‫ح ّل توافقيّ ‪ ،‬قادر على إيقاف الكارثة المستمرّ ة‬ ‫ح ّتى ال يخرج المجتمعون نحو تصعيد جديد للحرب‪ ،‬قد ال يُبقي على‬ ‫شيء يمكن التفاوض عليه في مؤتمر جنيف الرابع‪ ،‬مع مالحقة الموت‬ ‫للسوريّين ح ّتى في عرض البحار‪.‬‬

‫لؤي حاج بكري‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءات‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪3‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫السياسي الراهن‬ ‫المشهد‬ ‫ّ‬

‫المحتكرون الجدد‬ ‫كثرياً من احلروب اليت قامت عرب التاريخ‪ ،‬كانت كلّها يف سبيل‬ ‫إعالء كلمة اهلل وتطبيق شريعته‬

‫ّ‬ ‫متجذرةٌ في ذاكرة‬ ‫إنّ قصّة التطرّ ف قص ٌّة‬ ‫البشريّة‪ ،‬فإذا رجعنا إلى التاريخ فإ ّننا سنرى‬ ‫أنّ أكثر حروبه بشاعة ودمويّة كانت ألسباب‬ ‫ودوافع أصوليّة بحتة‪ ،‬وأنّ أقسى أنواع التطرّ ف‬ ‫وأكثرها عنفا ً هو التطرّ ف المبني على أسس‬ ‫دينيّة؛ ذلك ألنّ الفلسفة التي بُني عليها هذا‬ ‫النوع من التطرّ ف هي حكم هللا أو حكم شرع‬ ‫هللا على األرض‪ ،‬فيتحدّث المتطرّ فون على‬ ‫هذا األساس على لسان هللا وباسمه‪ ،‬ويعاقِبون‬ ‫ويكافئون ويق ُتلون ويقومون بك ّل تصرّ فاتهم‬ ‫مستشهدين بأقوال هللا مدّعين إرادته في ك ّل‬ ‫تصرّ ف يقومون به مهما كان قبيحاً‪.‬‬ ‫فعندما أعلن «أبو بكر البغداديّ » ‪ -‬مثالً ‪ -‬أنهّ‬ ‫خليفة هللا والقائم على تطبيق شرعه‪ ،‬فهو بذلك‬ ‫يكون قد افترض ضمن ّيا ً أنّ هللا عيّنه ليكون‬ ‫قائما ً على حكمه في األرض واستخلفه عليها‬ ‫لكي يطبّق ق��رارات هللا وتعاليمه وإرادت��ه ‪-‬‬ ‫ولك ّنه في الحقيقة لم يستشره في تكليفه طبعا ً ‪-‬‬ ‫فهو ولكونه قد منح نفسه هذا التوكيل باسم هللا‪،‬‬ ‫فإ ّنه سيعاقِب ويق ُتل ويكافئ ويُعلن الحروب‬ ‫ويتصرّ ف مدّعيا ً إرادة هللا خلف ك ّل ذلك‪ ،‬كما‬ ‫أنّ جماعته ذهبت ألكثر من ذلك‪ ،‬فك ّل من ال‬ ‫يبايع البغداديّ فهو كافر‪ ،‬أل ّنه بحسب زعمه‬ ‫أنّ الدولة التي يحكم فيها شرع هللا وتعاليمه‬ ‫وإرادته قد قامت‪ ،‬وهو يفترض أنّ هللا نصّبه‬ ‫وص ّيا ً على تطبيق ق��رارات��ه بهذه الدولة‪،‬‬ ‫وبالتالي فإنّ ك ّل من ال ينصاع لقراراته ‪ -‬أي‬ ‫ّ‬ ‫يستحق‬ ‫البغداديّ ‪ -‬فهو يعصي هللا مباشرة وال‬ ‫الحياة‪ ،‬كما أ ّنهم يعتبرون أنّ ك ّل من يحارب‬

‫دولة الخالفة‪ ،‬قد أعلن حربه على هللا‪ ،‬أل ّنها‬ ‫باألصل دولة شرع هللا وحكمه‪.‬‬ ‫كما أنّ احتكار هللا ال يشترط أن يكون في‬ ‫إعالن دولة‪ ،‬بحجّ ة تحكيم شرع هللا وأوامره‬ ‫فيها‪ ،‬وإ ّنما من وجهة نظر بعض محتكري‬ ‫هللا‪ ،‬أنّ تطبيق قراراته وسلطاته ال يشترط‬ ‫بالضرورة أن تكون بوسائل عنفيّة بحتة‪،‬‬ ‫فال يمنع أب��داً أن يكون هلل حزبا ً سياس ّيا ً‬ ‫له ذراع عسكريّة لتحميه وتحمي جماعته‬ ‫ومصالحه على األرض‪ ،‬وأفضل مثال على‬ ‫ذلك هو «حزب هللا» اللبنانيّ ‪ ،‬وكأنّ زعيم‬ ‫هذا الحزب «حسن نصر هللا» افترض ضمن ّيا ً‬ ‫ّ‬ ‫المنظر والمف ّكر لهذا الحزب ولتوجّ هاته‬ ‫أنّ‬ ‫العقائديّة والسياسيّة هو هللا‪ ،‬فعندما يقوم هذا‬ ‫الحزب بأيّ تصرّ ف‪ ،‬فإ ّنه يعتبر نفسه أ ّنه‬ ‫يستم ّد تعاليمه من هللا مباشرة‪ ،‬وهو يفترض‬ ‫ضمن ّيا ً أنّ أعضاء هذا الحزب هم فقط أتباع‬ ‫هللا‪ ،‬لدرجة أنّ شعارهم هو (فإنّ حزب هللا هم‬ ‫الغالبون) وهذا ما يؤ ّكد وجهة نظرنا‪ ،‬بأ ّنهم‬ ‫يعتبرون بالفعل أ ّنهم «حزب هللا» بالمعنى‬ ‫ِّ‬ ‫المنظر األعلى لهذه‬ ‫السياسيّ للكلمة‪ ،‬وأنّ‬ ‫الجماعة هو هللا وأ ّنه الذي اختارهم من خالل‬ ‫وكيله على األرض «حسن نصر هللا» ليكونوا‬ ‫هم الغالبون‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كما أ ّنه يمكن لبعض منظري الفكر األصوليّ‬ ‫الدينيّ أن يبدو لهم هللا مستضعفا ً باألرض‪،‬‬ ‫لدرجة أ ّنه ال يجد من يساعده على تطبيق تعاليمه‪،‬‬ ‫لذا قرّ روا أ ّنه ال ب ّد من وجود جماعة تناصره‬ ‫كحالة (جماعة أنصار هللا) في اليمن‪ ،‬فهم‬

‫يقولوا أنّ ك ّل من‬ ‫في اليمن‬ ‫– فيما عداهم‬ ‫ قد خذلوا‬‫هللا وتخلّوا عنه‪.‬‬ ‫كما أنّ احتكار البشر إلرادة هللا وسلطته‬ ‫وتعاليمه ليس حكراً على دين بذاته‪ ،‬وإ ّنما‬ ‫هو قاسم مشترك بين جميع األديان‪ ،‬فجماعة‬ ‫جيش هللا المسيحيّ ‪ -‬مثالً ‪ -‬ال��ذي ظهرت‬ ‫في الواليات الم ّتحدة األمريكيّة مطلع القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬والذي قام أفرادها بعدّة عمليّات قتل‬ ‫وتفجير وخطف‪ ،‬حيث تحارب هذه الجماعة‬ ‫ح��االت اإلجهاض وال��ش��ذوذ الجنسيّ فقط‪،‬‬ ‫وتعتبر أ ّنها الجرائم التي أمرهم هللا بمكافحتها‬ ‫ومعاقبة فاعليها فقط‪.‬‬

‫الدولة‬ ‫اليهود يّة‬ ‫ال��ت��ي أقامها‬ ‫صهاينة متطرّ فون‪ ،‬على ما يدعون‬ ‫أ ّنها أرض الميعاد التي وعدهم بها‬ ‫هللا بنفسه‪ ،‬والذين يعتبرون فيها أ ّنهم‬ ‫شعب هللا المختار كما يطلقون‬ ‫على أنفسهم‪ ،‬حيث افترضوا أنّ‬ ‫هللا هو الذي اختارهم‬ ‫كأفضل مخلوقاته‪،‬‬ ‫وبالتالي من ح ّقهم‬ ‫أن يحكموا بقيّة‬ ‫البشر وفقا ً إلرادة هللا‬ ‫استناداً لسطاته التي‬ ‫منحهم إيّاها‪.‬‬ ‫و ط���ال���م���ا أنّ‬ ‫وم��ن‬ ‫المتحدّثين باسم هللا‬ ‫يحاولون أن يتقمّصوا صفاته وصالحيّاته‬ ‫وتعاليمه‪ ،‬م��ن الممكن أن ينتموا ألدي��ان‬ ‫ومذاهب مختلفة‪ ،‬ال بل ومتناقضة في مفهومها‬ ‫هلل وماهيّته وتعاليمه وسلطاته‪ ،‬ويختلفون في‬ ‫رؤيتهم لما يريد وما ال يريد‪ ،‬فإنّ هذا سيقودنا‬ ‫ألن نستفسر عن شريعة أيّ إله علينا أن نبحث‬ ‫و أن نلتزم بها‪ ،‬هل هي شريعة هللا في العراق‬ ‫والشام كما يراها جماعة البغداديّ والخالفة‪ ،‬أم‬ ‫علينا أن نقتنع أ ّننا بشر من الدرجة الثانية‪ ،‬وأن‬ ‫ننصاع لتعاليم اليهود المختارين من قبل هللا‬

‫في فلسطين على ح ّد ادعائهم‪ ،‬أم علينا‬ ‫أن ننظر إلى هللا بعين الشفقة‪ ،‬ونهبّ‬ ‫لمساعدته في اليمن كما هو حال‬ ‫جماعة أنصار هللا‪ ،‬أم نقوم بقتل‬ ‫ك ّل من يقوم بعمليّات إجهاض أو‬ ‫يمارس الشذوذ الجنسيّ ‪ ،‬ألنّ هللا‬ ‫يكره ذلك اقتدا ًء بجماعة جيش هللا‬ ‫في الواليات الم ّتحدة األمريكيّة‪،‬‬ ‫أم علينا أن نقوم بالتقرّ ب إلى هللا‬ ‫بحرق المسلمين وهم أحياء‪ ،‬كما يدّعي‬ ‫البوذيّون تنفيذاً ألوامر هللا‪ ،‬أو أل ّنهم أعداء‬ ‫هللا ومكروهيه؟‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬طالما أنّ هؤالء المحتكرين‬ ‫هلل ينتمون لجماعات مختلفة‪ ،‬وعلى الرغم‬ ‫من أنّ ما يجمعهم كلّهم هو استمداد سلطاتهم‬ ‫من هللا‪ ،‬فمن ح ّقنا أن نعتقد أنّ هذه الكلمة‬ ‫(هللا) ليست أكثر من تشابه أسماء فيما بينهم‪،‬‬ ‫أل ّنهم متناقضون في ادّعاءاتهم حوله ‪ -‬أي هللا‬ ‫ وحول ما يأمرهم به وما ينهاهم عنه وما‬‫يتوجّ ب عليهم فعله إلرضائه وكيفيّة تطبيق‬ ‫تعاليمه على األرض‪ ،‬لدرجة أنّ كثيراً من‬ ‫الحروب التي قامت بينهم عبر التاريخ‪ ،‬كانت‬ ‫كلّها في سبيل إعالء كلمة هللا وتطبيق شريعته‬ ‫من وجهة نظرهم وكما يدّعي ك ّل منهم‪.‬‬

‫حممّد قنطار‬

‫تقرير الشبكة السورّية لحقوق اإلنسان توّثق‬

‫أكره العنصرّية‬

‫مقتل‬

‫أمثلة على التجارب الفاشلة‬ ‫الكراهية أو العنصريّة أو التمييز العنصريّ هي القيام بأفعال واعتناق‬ ‫معتقدات خاطئة لتقليل شأن أو مكانة أناس آخرين؛ وذلك نسبة‬ ‫النتمائهم العرقيّ أو الدينيّ ‪ .‬ومن أبشع أعمال العنصريّة على مرّ‬ ‫التاريخ هي تجارة الرقيق التي مورست ض ّد األفارقة‪ ،‬حيث ت ّم نقلهم‬ ‫من موطنهم األصليّ إلى مناطق أخرى بهدف القيام بأعمال شا ّقة‪.‬‬ ‫بحق األفارقة السود ألاّ‬ ‫ّ‬ ‫وال يمكن ونحن نتحدّث عن التمييز العنصريّ‬ ‫نمرّ على تجربة جنوب إفريقية حيث بدأ التمييز العنصريّ يظهر إلى‬ ‫العلن بشكل واضح فاضح بعد االنتخابات التي أُجريت عام ‪،1948‬‬ ‫حيث صدر تشريع وقوانين جديدة عملت على تصنيف البشر إلى عدّة‬ ‫مجموعات عرقيّة (أسود‪ ،‬هنديّ ‪ ،‬أبيض‪ ،‬ملوّ ن)‪ .‬وتم عزل المناطق‬ ‫خالل التهجير‬ ‫الس ّكانيّة من‬ ‫وح�����رم�����ان‬ ‫ال����ق����س����ريّ‬ ‫ع��رق��يّ��ة من‬ ‫ج���م���اع���ات‬ ‫امتلكنا ح ّريّة‬ ‫وم��ن الحقوق‬ ‫ال��ج��ن��س��يّ��ة‬ ‫االختيار‪،‬‬ ‫ف���ت���ح���وّ ل���ت‬ ‫ال��م��ت��س��اوي��ة‪،‬‬ ‫إفريقية لدولة‬ ‫ج������ن������وب‬ ‫فلنحاسب بعضنا‬ ‫فاشلة وتدهور‬ ‫ع��ن��ص��ريّ��ة‬ ‫البعض على ما‬ ‫وت����ح����دي����داً‬ ‫االق���ت���ص���اد‪،‬‬ ‫ا ال حتجا جا ت‬ ‫ب��ع��د ازدي����اد‬ ‫اخرتنا‪.‬‬ ‫والتي تحولت‬ ‫ال��ش��ع��ب��يّ��ة‪،‬‬ ‫ث��ورة أطاحت‬ ‫ب��دوره��ا إلى‬ ‫العنصريّ بعد‬ ‫ب���ال���ح���ك���م‬ ‫انتخابات ‪ 1994‬وفاز حزب المؤتمر الوطنيّ بزعامة نيلسون مانديلاّ ‪.‬‬ ‫وهناك الكثير من األمثلة على التجارب الفاشلة ألح��زاب ودول‬ ‫وإمبراطوريّات بُنيت على العنصريّة والكراهية‪:‬‬ ‫_ حركة معاداة الساميّة ض ّد اليهود في أوروبا عموما ً وفي ألمانيا‬ ‫النازيّة خصوصاً‪.‬‬ ‫_ الحركة الصهيونيّة ض ّد السكاّن العرب في فلسطين‪.‬‬ ‫_ الحركة العنصريّة ض ّد اليابانيّين في أمريكا خالل الحرب العالميّة‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫ك ّل هذه األمثلة أضعها للرأي العام الكوردي لمواجهة أقالم بعض‬ ‫المث ّقفين الكورد الذين ما فتئوا في اآلونة األخيرة يكتبون بشكل‬ ‫عنصريّ مسيء لإلخوة العرب‪.‬‬ ‫يا جماعة‪ ،‬شعب يبني قضيّته أو يزين قضيّته بالكراهية هذا يد ّل‬ ‫على شيئين ال ثالث لهما‪ :‬إمّا أنّ قضيّتنا فارغة فاستع ّنا بالكراهية‬ ‫والعنصريّة لنمألها‪.‬‬ ‫أو أ ّننا وبك ّل أسف مازلنا نعطي المجال والمنابر للمستثقفين‪.‬‬ ‫يا أحبّة‪ ،‬قضيّة الكورد أرقى وأنبل من أن تشوبها أفكار عنصريّة‬ ‫نتنة‪ .‬ليس ك ّل الكورد مالئكة‪ ،‬وليس ك ّل العرب شياطين‪ ،‬والعكس‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫ك ّل إنسان شريف خيّر‪ ،‬هو أخي بغضّ النظر عن عرقه وقوميّته‪،‬‬ ‫فأنا لم أختر أن أكون كورد ّياً‪ ،‬واآلخر لم يختر أن يكون عرب ّيا ً فارس ّيا ً‬ ‫شركس ّيا ً أرمن ّيا ً ترك ّياً‪.‬‬ ‫ولك ّننا جميعا ً امتلكنا حرّ يّة االختيار بين أن نكون أخياراً أو أشرارا‪ً،‬‬ ‫فلنحاسب بعضنا البعض على ما اخترنا‪.‬‬ ‫مثال أخير من واقعنا الراهن‪ ،‬فبينما كان أبو ّ‬ ‫خطاب الكوردي يقود‬ ‫«الدواعش» لغزو عين العرب (كوباني) كان أبو ليلى العربيّ يقاتل‬ ‫مع إخوته الكورد دفاعا ً عنها‪.‬‬ ‫هل نفضّل أبو ّ‬ ‫خطاب الكوردي الخائن على أبو ليلى العربيّ الشريف‬ ‫فقط أل ّنه كوردي؟!‬ ‫كم من كوردي باع واشترى بالكورد وقضيّة الكورد؟ وكم من عربيّ‬ ‫دفع ثمن مناصرته لقضيّة الكورد غالياً‪.‬‬ ‫صبِ‪.‬‬ ‫حر مذهبي‪ ...‬ما كنت بالغاوي وال المتع ّ‬ ‫ح ٌر ومذهب ك ّل ٍ‬

‫ريزان ح ّدو‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يفتر ضو ن‬ ‫أ ّنهم الجماعة‬ ‫ال��ت��ي ستقاتل‬ ‫ح�� ّت��ى تح ّقق‬ ‫ش�������رع هللا‬ ‫وأح���ك���ام���ه‬ ‫ف��ي اليمن‪،‬‬ ‫وك���أ ّن���ه���م‬ ‫يريدون‬ ‫أن‬

‫أيضا ً‬

‫‪463‬‬

‫أوّ الً‪ :‬أصدرت الشبكة السورية لحقوق‬ ‫اإلن��س��ان بتاريخ ‪ 23‬نيسان ‪2015‬‬ ‫تقريراً أسمته «في قاع الهاوية» اطلعت‬ ‫كلّنا سوريّون على التقرير‪ ،‬وللفائدة‬ ‫تنقل أه ّم ما ّ‬ ‫وثقته الشبكة لقرائها‪.‬‬ ‫منذ بداية االحتجاجات الشعبيّة في‬ ‫آذار ‪ 2011‬أدركت السلطات السوريّة‬ ‫دور اإلعالم الفعّال في فضح الجرائم‬ ‫واالنتهاكات وف��ي إيصال المطالب‬ ‫الشعبيّة الرئيسيّة‪ ،‬فقامت بمحاربته‬ ‫بأقصى ما تستطيع من قوّ ة وحجبت‬ ‫وسائل اإلعالم العربيّة والدوليّة‪ ،‬عندها‬ ‫لجأ الناشطون إل��ى اإلع�لام البديل‬ ‫بأدوات بسيطة كالهواتف المحمولة‪.‬‬ ‫جابهت السلطات السوريّة النشطاء‬ ‫عبر االستهداف المباشر بعمليّات القتل‬ ‫واالعتقال‪ ،‬وعندما تحوّ لت االحتجاجات‬ ‫الشعبيّة إلى نزاع مسلّح داخليّ بدأت‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫تظهر بشكل أوس��ع انتهاكات‬ ‫اإلعالميين من قبل أط��راف أخرى‬ ‫غير ال��ق��وّ ات الحكوميّة وق��د أضاف‬ ‫ظهور الجماعات المتشدّدة وعلى‬ ‫رأسها تنظيم «داعش» لونا ً جديداً من‬ ‫أل��وان اإلره��اب والتف ّنن في عمليّات‬ ‫قتل وخطف الصحفيّين كما حصل مع‬ ‫الصحفيّين األمريكيّين «جيمس فولي‬ ‫وستيفن سوتلوف» والصحفي الياباني‬ ‫«كينجي جوتو جاو»‪ ،‬وتكاد ال تسلم‬ ‫منطقة في سورية إن كانت تحت سيطرة‬ ‫فصائل المعارضة المسلّحة أو تحت‬ ‫سيطرة القوّ ات الحكوميّة من محاوالت‬ ‫توجيه الرأي بقوّ ة السالح ورفض قبول‬ ‫رأي اآلخر‪ ،‬وكذلك الحال في المناطق‬ ‫التي تخضع لسيطرة حزب اال ّتحاد‬ ‫الديمقراطيّ ال��ك��رديّ ‪ ،‬حيث تعدّدت‬ ‫االنتهاكات والخطف‪ ،‬األمر الذي أدّى‬ ‫إلى ف��رار الكثير من اإلعالميّين أو‬ ‫توقفهم عن العمل‪ ،‬في المقابل ال توجد‬ ‫أيّة جهود حقيقيّة لحماية اإلعالميّين أو‬ ‫مجرّ د الح ّد من الجرائم واالنتهاكات‬ ‫التي تمارس بح ّقهم‪.‬‬ ‫لقد أصبحت سورية في قاع الهاوية فيما‬ ‫يتعلّق بالعمل اإلعالميّ على مستوى‬ ‫العالم كلّه وسط إفالت تا ّم من العقاب‬ ‫أليّ طرف من األطراف‪.‬‬ ‫منهجيّة التقرير‪:‬‬ ‫يعتمد ه��ذا التقرير على أرشيف‬ ‫وتحقيقات الشبكة السوريّة لحقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الملخص التنفيذيّ ‪ :‬القتل خارج‬ ‫ثانياً‪:‬‬ ‫نطاق القانون‪ّ :‬‬ ‫وثقت الشبكة السوريّة‬ ‫لحقوق اإلن��س��ان مقتل ‪ 463‬ناشطا ً‬ ‫إعالم ّيا ً منذ آذار ‪ 2011‬ح ّتى لحظة‬ ‫ّ‬ ‫يتوزعون كالتالي‬ ‫طباعة هذا التقرير‪،‬‬ ‫بحسب الجهة المسؤولة عن قتلهم‪:‬‬

‫إعالمّياً‪،‬‬

‫‪28‬‬

‫منهم تحت التعذيب‬

‫ال��ق��وّ ات الحكوميّة‪399 :‬‬ ‫‪ -1‬‬ ‫إعالم ّياً‪ ،‬بينهم ‪ 5‬صحفيّين أجانب‬ ‫و‪ 28‬قتلوا بسبب التعذيب داخل مراكز‬ ‫االحتجاز‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال��ج��م��اع��ات ال��م��ت��ش �دّدة‪ :‬تنظيم‬ ‫«داع����ش» ‪ 27‬إع�لام � ّي �ا ً بينهم ‪3‬‬ ‫صحفيّين أجانب‪ ،‬تنظيم جبهة النصرة‬ ‫‪ 6‬إعالميّين‪.‬‬ ‫‪ -3‬فصائل المعارضة المسلّحة‪20 :‬‬ ‫إعالم ّيا ً بينهم ‪ 3‬سيّدات‪.‬‬ ‫‪ -4‬جماعات لم تحدّد هويّتها‪11 :‬‬ ‫إعالم ّيا ً بينهم صحفيّ أجنبيّ واحد‪.‬‬ ‫االعتقال أو الخطف‪ :‬سجلّنا قرابة‬‫‪ 1027‬حالة ما بين اعتقال وخطف‬ ‫ّ‬ ‫يتوزعون كما يلي‪:‬‬ ‫القوّ ات الحكوميّة‪ 868 :‬حالة‬ ‫‪ -1‬‬ ‫اعتقال بينهم ‪ 12‬صحف ّيا ً أجنب ّياً‪.‬‬ ‫‪ -2‬‬ ‫ق��وّ ات اال ّتحاد الديمقراطيّ‬ ‫الكرديّ ‪ 24 :‬حالة اختطاف واعتقال‪.‬‬ ‫الجماعات المتشدّدة‪ :‬تنظيم‬ ‫‪ -3‬‬ ‫«داعش» ‪ 62‬حالة اختطاف واعتقال‬ ‫بينهم ‪ 13‬صحف ّيا ً أجنب ّيا ً وسيّدة‪ ،‬جبهة‬ ‫النصرة‪ 13 :‬حالة اختطاف بينهم‬ ‫صحفيّان أجنبيّان‪.‬‬ ‫تنظيم جند األقصى‪ :‬خطف‬ ‫‪ -4‬‬ ‫إعالميّ وأفرج عنه الحقا‪ً.‬‬ ‫فصائل المعارضة المسلّحة‪:‬‬ ‫‪ -5‬‬ ‫‪ 24‬حالة اختطاف واعتقال بينهم‬ ‫صحفيّان أجنبيّان‪.‬‬ ‫ج���م���اع���ات ل����م ت���ح���دّد‬ ‫‪ -6‬‬ ‫ّ‬ ‫هويّتها‪ :‬سجلنا ‪ 17‬حالة اختطاف‪،‬‬ ‫ب��ي��ن��ه��م ‪ 3‬ص��ح��ف��يّ��ي��ن أج���ان���ب‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬التفاصيل‪ :‬انتهاكات القوّ ات‬ ‫الحكوميّة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ القتل خارج نطاق القانون‪ :‬حيث وثق‬‫مقتل ‪ 399‬إعالم ّيا ً من قبل القوّ ات‬ ‫الحكوميّة بينهم ‪ 5‬صحفيّين أجانب و‬ ‫‪ 28‬إعالم ّيا ً قضوا تحت التعذيب‪.‬‬ ‫ ال��ص��ح��ف��يّ ب�ل�ال األح��م��د مخرج‬‫تلفزيونيّ في قناة «فلسطين اليوم» من‬ ‫المعضميّة ‪ 30‬عاماً‪ ،‬اعتقل من قبل‬ ‫قوّ ات األمن الجويّ بدمشق ‪– 8 -13‬‬ ‫‪ ،2012‬حُكم عليه بالسجن لمدّة ‪15‬‬ ‫عاماً‪ ،‬قضى بسبب التعذيب في سجن‬ ‫صيدنايا في كانون األوّ ل ‪.2013‬‬ ‫ الصحفيّ محمّد الخطيب‪ :‬من‬‫معضميّة الشام ‪ 24‬عاماً‪ ،‬اعتقل في‬ ‫‪ ،2012/11/8‬قضى بسبب التعذيب‬ ‫في ‪.2014/6/27‬‬ ‫ وف��ي ‪ ،2014/11/8‬قتلت ق��وّ ات‬‫الحكومة ‪ 3‬صحفيّين بقذيفة صاروخيّة‬ ‫موجّ هة‪ ،‬استهدفت سيّارتهم في مدينة‬ ‫الشيخ مسكين ب��درع��ا‪ ،‬ه��م‪ :‬يوسف‬ ‫محمّد الدوس‪ ،‬ورامي عادل العاسمي‪،‬‬

‫والمصوّ ر سالم الخليل‪.‬‬ ‫ االعتقال التعسّفيّ واالحتجاز غير‬‫المشروع‪ّ :‬‬ ‫وثقت الشبكة السوريّة لحقوق‬ ‫اإلنسان اعتقال القوّ ات الحكوميّة ل‬ ‫‪ 868‬إعالم ّيا ً بينهم ‪ 12‬صحف ّيا ً أجنب ّياً‪.‬‬ ‫عمر الشعّار‪ :‬اعتقل يوم ‪2014/10/31‬‬ ‫برفقة السيّد جديع نوفل وماريا شعبو‬ ‫وأفرج عنه في ‪ ،2014/11/18‬كما‬ ‫ت ّم اعتقال الصحفيّ السويديّ «بواكيم»‬ ‫في ‪ ،2015/2/15‬وت ّم اإلفراج عنه في‬ ‫‪.2015/2/21‬‬ ‫ق���وّ ات ح��زب اال ّت��ح��اد الديمقراطيّ‬ ‫الكرديّ ‪:‬‬ ‫االعتقال واالح��ت��ج��از غير‬ ‫ ‬‫ّ‬ ‫المشروع‪ :‬وثقت الشبكة السوريّة‬ ‫لحقوق اإلنسان ‪ 24‬حالة اختطاف‬ ‫واعتقال لإلعالميّين على ي ّد قوّ ات‬ ‫حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ الكرديّ ‪،‬‬ ‫أُفرج عنهم جميعاً‪.‬‬ ‫انتهاكات الجماعات المتشدّدة‪:‬‬ ‫ ‬‫تنظيم «داع�����ش»‪ :‬القتل‬ ‫‪ -1‬‬ ‫خارج نطاق القانون‪ّ :‬‬ ‫وثقت الشبكة قتل‬ ‫تنظيم «داعش» ل ‪ 27‬إعالم ّيا ً بينهم‬ ‫‪ 3‬صحفيّين أجانب‪ ،‬حيث ّ‬ ‫بث التنظيم‬ ‫تسجيالت مصوّ رة على اإلنترنت‪ ،‬ففي‬ ‫‪ّ 2014/8/19‬‬ ‫بث التنظيم تسجيالً يزعم‬ ‫فيه ذبح الصحفيّ األمريكيّ «جيمس‬ ‫ف��ول��ي» وأي��ض��ا ً ف��ي ‪،2014/9/2‬‬ ‫ّ‬ ‫ب���ث ت��س��ج��ي�لاً إلع�����دام ال��ص��ح��ف��يّ‬ ‫األمريكيّ «ستيفن سوتلوف»‪ ،‬وفي‬ ‫‪ 2015/1/31‬نشر تسجيالً يظهر ذبح‬ ‫الصحفيّ اليابانيّ على ي ّد «داعش»‪.‬‬ ‫االعتقال واالح��ت��ج��از غير‬ ‫ ‬‫المشروع‪ّ :‬‬ ‫وثقت الشبكة ‪ 62‬حالة‬ ‫اعتقال واختطاف ارتكبتها عناصر‬ ‫«داعش» بينهم ‪ 13‬صحف ّيا ً أجنبياً‪.‬‬ ‫تنظيم جبهة ال��ن��ص��رة‪- :‬‬ ‫‪ -2‬‬ ‫القتل خارج نطاق القانون‪ :‬قتل تنظيم‬ ‫النصرة منذ تأسيسه ح ّتى لحظة إعداد‬ ‫هذا التقرير ‪ 6‬إعالميّين‪ ،‬حيث ّ‬ ‫وثقت‬ ‫الشبكة مقتل اإلعالميّ «وليد القاسم»‬ ‫بعد اعتقاله في ‪ 2014/12‬مع خمسة‬ ‫أشخاص من ألوية فجر الحريّة‪.‬‬ ‫االعتقال واالح��ت��ج��از غير‬ ‫ ‬‫ّ‬ ‫المشروع‪ :‬وثقت الشبكة ‪ 13‬حالة‬ ‫خطف على ي ّد الجبهة بينهم صحفيّان‬ ‫أجنبيّان‪.‬‬ ‫تنظيم ج��ن��د األق���ص���ى‪- :‬‬ ‫‪ -3‬‬ ‫االعتقال واالحتجاز غير المشروع‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وثقت الشبكة اختطاف الناشط اإلعالميّ‬ ‫«ليث العبد هللا» في ‪2014/12/4‬‬ ‫على ي ّد جند األقصى من أمام منزله‬ ‫ف��ي س��راق��ب وت�� ًم اإلف���راج عنه في‬ ‫‪.2014/12/22‬‬ ‫انتهاكات فصائل المعارضة‬ ‫‪ -4‬‬

‫المسلّحة‪ :‬القتل خارج نطاق القانون‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وثقت الشبكة مقتل ‪ 20‬إعالم ّيا ً بينهم‬ ‫‪ 3‬سيّدات‪ ،‬ففي ‪ 2014/4/14‬سجّ لت‬ ‫الشبكة مقتل ثالثة من فريق قناة المنار‬ ‫وفي ‪ّ ،2015/2/17‬‬ ‫وثقت أيضا ً مقتل‬ ‫المخرج التلفزيونيّ في قناة المنار‬ ‫«ح��س��ن عبد هللا» ب��ن��ي��ران فصائل‬ ‫المعارضة المسلّحة‪.‬‬ ‫االعتقال واالح��ت��ج��از غير‬ ‫ ‬‫ّ‬ ‫المشروع‪ :‬وثقت الشبكة ‪ 42‬حالة‬ ‫اعتقال واختطاف على ي ّد الفصائل‬ ‫المسلّحة بينهم صحفيّان أجنبيّان‪.‬‬ ‫مجموعات لم تحدّد هويّتها‪:‬‬ ‫‪ -5‬‬ ‫ القتل خارج نطاق القانون‪ّ :‬‬‫وثقت‬ ‫الشبكة مقتل ‪ 11‬إعالم ّيا ً بينهم صحفيّ‬ ‫أجنبيّ واحد‪ ،‬وفي ‪ 2014/9/10‬مقتل‬ ‫الصحفيّ «محمّد عبد الجليل القاسم»‪،‬‬ ‫وفي ‪ 2015/1/1‬سجّ ل مقتل اإلعالميّ‬ ‫«ضرار موسى الحامد»‪.‬‬ ‫الخطف واالح��ت��ج��از غير‬ ‫ ‬‫المشروع‪ :‬عالء الدين اليوسف مراسل‬ ‫الجزيرة مباشر في إدلب اختطف من‬ ‫قبل جماعة مسلّحة لم تحدّد هويّتها‬ ‫في ‪ ،2014/4/5‬ث ّم أطلق سراحه في‬ ‫‪ 2014/4/12‬بعد تعرّ ضه للضرب‬ ‫والتهديد‪ ،‬والصحفيّ األمريكيّ «أوستن‬ ‫ت��اي��س» ‪ 33‬ع��ام �ا ً عمل ف��ي ع �دّة‬ ‫صحف‪ ،‬اختطف بالقرب من دمشق في‬ ‫‪.2012/8/14‬‬ ‫التوصيات‪:‬‬ ‫ ‬‫إل��ى المفوّ ضيّة الساميّة لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬إدانة استهداف اإلعالميّين في‬ ‫سورية وتسليط الضوء على تضحياتهم‬ ‫ومعاناتهم‪.‬‬ ‫لجنة التحقيق الدوليّة‪ :‬إجراء‬ ‫ ‬‫تحقيقات في استهداف اإلعالميّين‬ ‫لدورهم الحيويّ في تسجيل األحداث‬ ‫في سورية‪.‬‬ ‫مجلس األمن‪:‬‬ ‫ ‬‫المساهمة في مكافحة سياسة اإلفالت‬ ‫من العقاب عبر إحالة الوضع في‬ ‫سورية إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة‪.‬‬ ‫ال��م��ؤسّ��س��ات اإلع�لام��يّ��ة‬ ‫ ‬‫العربيّة‪:‬‬ ‫مناصرة زمالئهم اإلعالميّين عبر نشر‬ ‫تقارير دور ّي��ة وتسليط الضوء على‬ ‫معاناتهم اليوميّة وتخليد تضحياتهم‪،‬‬ ‫كما يجب التواصل مع ذويهم والتخفيف‬ ‫عنهم ومواساتهم‪.‬‬ ‫شكر وع��زاء خالص لذوي‬ ‫ ‬‫الضحايا‪ ،‬وك ّل الشكر والتقدير ألهالي‬ ‫وأصدقاء اإلعالميّين الذين ساهمت‬ ‫إفادتهم بشكل مه ّم في هذا التقرير‪.‬‬

‫إعداد احملرر السياسي‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫من الصحف‬

‫حازم نهار ‪ -‬عن موقع الجمهورّية‬

‫الكواكبي – عن العربي الجديد‬ ‫سالم‬ ‫ّ‬

‫كالم عن شادي والعسكر ومستقبل سورية‬

‫عن «ورثة» النهضة‬

‫من المعلوم أنّ «تحرير» الجنوب‬ ‫اللبنانيّ في العام ‪ 2000‬من المحت ّل‬ ‫اإلسرائيليّ ‪ ،‬قد ت ّم على يد «حزب‬ ‫هللا» اللبنانيّ الذي أعطى لنفسه صفة‬ ‫«المقاومة»‪ ،‬بعد أن قتل صفتها‬ ‫الوطنيّة اللبنانيّة بالتعاون مع شركائه‬ ‫(النظام السوريّ وإيران)‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫توجّ ه هذا الحزب نحو احتالل الساحة‬ ‫اللبنانيّة سياس ّيا ً بتهديد السالح‪،‬‬ ‫وتحوّ ل إلى دولة داخل الدولة‪ ،‬ورهن‬ ‫لبنان لسياسات ومقايضات النظام‬ ‫السوريّ وإيران‪.‬‬ ‫بعد «ت��ح��ري��ر» ال��ج��ن��وب‪ ،‬ق��رأت‬ ‫في إح��دى الصحف اللبنانيّة شيئا ً‬ ‫من ته ّكم حزب هللا على اللبنانيّين‬ ‫وابتزازه للسياسيّين والمث ّقفين‪ ،‬بما‬ ‫معناه‪« :‬أكيد مو شادي اللي حرّ ر‬ ‫الجنوب»‪« ،‬شادي ما بيقدر يقاوم‬ ‫إس��رائ��ي��ل»‪« ،‬ش���ادي خلّيه للعب‬ ‫ونحنا ل��ل��ح��رب»…إل��خ‪ .‬بالطبع‬ ‫كانت هذه السخرية من «ش��ادي»‬ ‫سخرية من جميع اللبنانيّين‪ ،‬وهي‬ ‫تصبّ في إطار مقولة إنّ القائم بفعل‬ ‫«التحرير» هو من سيقرّ ر ويحكم‪،‬‬ ‫وال يخفى علينا االبتزاز الضمنيّ‬ ‫والعلنيّ الذي مارسه الحزب‪ ،‬وال‬ ‫ي��زال‪ ،‬انطالقا ً من «انتصاراته»‪،‬‬ ‫الحقيقيّ منها والخلّبيّ ‪ ،‬واستناداً إلى‬ ‫امتالكه السالح‪.‬‬

‫منذ ذلك التاريخ‪ ،‬وح ّتى اليوم‪ ،‬تحوّ ل بترديد الشعارات المح ّنطة والبليدة‬ ‫لبنان كلّه‪ ،‬بأرضه وناسه‪ ،‬إلى رهينة كأصحابها «ال للعنف‪ ،‬ال للسالح‪،‬‬ ‫بيد حزب هللا وسالحه‪ ،‬وهذا األمر ال للقتل»‪ ،‬بل تكون بالسياسة‪ ،‬أي‬ ‫على ما يبدو يش ّكل قانونا ً في مسيرة توسيع رقعة السياسة‪.‬‬ ‫التاريخ‪ ،‬فصاحب السالح سيطلب ال يمكن مواجهة الحرب ومخاطرها‬ ‫أجرته ومكافأته‪ ،‬شئنا أم أبينا‪ ،‬وهذا إلاّ بتوسيع دائرة العاملين في الحقل‬ ‫في األغلب سيكون من حياة الناس‪ ،‬السياسيّ (وأيضا ً المدنيّ )‪ ،‬وهذا‬ ‫ير ّتب على السورييّن أن يذهبوا في‬ ‫وعلى حساب مستقبلهم‪.‬‬ ‫بالنسبة للسوريّين‪ ،‬فقد ذهبوا في اتجاه اتجاه إفساح المجال للسياسة كي‬ ‫السالح رغما ً عن أنفهم (وهذا شرحه تطرد الحرب من العقول واألنفس‬ ‫أوّ الً‪ ،‬وم��ن‬ ‫يطول)‪ ،‬بحكم‬ ‫ال��واق��ع ثانيا‪ً.‬‬ ‫س���ي���اس���ات‬ ‫ال���م���ع���ن���ى‬ ‫ال���ط���غ���م���ة‬ ‫هذه السخرية من‬ ‫الحاكمة بشكل‬ ‫ال����واق����ع����يّ‬ ‫«شادي» سخرية من‬ ‫والعمليّ لذلك‬ ‫أس�����اس�����يّ ‪،‬‬ ‫ه�����و س��ع��ي‬ ‫األم����ر ال��ذي‬ ‫مجيع اللبنانيّني‪ ،‬وهي‬ ‫ال��س��وريّ��ي��ن‬ ‫يجعل اليوم‬ ‫تص ّب يف إطار مقولة إ ّن‬ ‫ل�لان��دراج في‬ ‫ب��ال��ض��رورة‬ ‫ق��وى سياسيّة‬ ‫ق���ي���م���ة أيّ‬ ‫القائم بفعل «التحرير»‬ ‫م��وج��ودة (إن‬ ‫س��ي��اس��يّ أو‬ ‫هو من سيق ّرر وحيكم‬ ‫أمكن) أو بناء‬ ‫مث ّقف مساوية‬ ‫ق��وى سياسية‬ ‫ل���ل���ص���ف���ر‪،‬‬ ‫ج��دي��دة‪ ،‬على‬ ‫م��ع إق��رارن��ا‬ ‫ّ‬ ‫بقلّة ع��دد من يستحقون بثقة مثل أنّ هذه القوى السياسيّة (األحزاب‬ ‫هذه التوصيفات‪ :‬سياسيّ ‪ ،‬مث ّقف‪ ..‬والتنظيمات) يجب أن تتحلّى بسمة‬ ‫إل��خ‪ ،‬بحكم البيئة غير المنتجة إلاّ رئيسة هي «الوطنيّة»‪ ،‬أي أن تكون‬ ‫لالهتراء التي خلقتها هذه الطغمة‪ .‬عابرة لألعراق واألديان والطوائف‬ ‫م��ع ذل��ك‪ ،‬ف��إنّ مواجهة الحاضر السوريّة‪ ،‬وإلاّ تحوّ لت إل��ى قوى‬ ‫والمستقبل ومخاطرهما ال تكون عرقيّة أو طائفيّة تزيد الطين بلّة‪.‬‬

‫ل��و ك��ان‬ ‫ل���دي���ن���ا‬ ‫ق�������وى‬ ‫سيا سيّة‬ ‫ون��خ��ب‬

‫حازم نهار‬ ‫ثقافيّة حقيقيّة لما وصلنا إلى هذه‬ ‫الحالة م��ن القلق على مصيرنا‬ ‫ومصير بلدنا‪ ،‬إذ ال خ��وف على‬ ‫وطن تتوا ّفر فيه نخبة سياسيّة ثقافيّة‪،‬‬ ‫حقيقيّة ومتماسكة‪ .‬لألسف‪ ،‬معظم‬ ‫القوى الموجودة في سورية‪ ،‬والتي‬ ‫عبّرت عن نفسها طوال أربعة عقود‪،‬‬ ‫هي قوى ه ّ‬ ‫شة‪ ،‬مريضة‪ ،‬أيديولوجيّة‬ ‫أو دينيّة‪ ،‬فقيرة فكر ّيا ً وسياس ّياً‪،‬‬ ‫ودفنها هو إك��رام لها ولنضاالت‬ ‫بعض المنضوين فيها‪.‬‬ ‫ال يمكن مقاومة الحرب وآثارها‬ ‫السلبيّة الحتميّة إلاّ باالنتصار‬ ‫للسياسة (والثقافة بالضرورة)‪ .‬ينبغي‬ ‫أن تكون السياسة هي المطلق أو‬ ‫الدائم‪ ،‬والحرب هي االستثناء أو‬ ‫المؤ ّقت‪ ،‬ال العكس‪ ،‬وهذا يتوافق مع‬ ‫ما نقوله تماما ً في العلم والطبيعة‪ ،‬إنّ‬ ‫الحركة هي المطلق‪ ،‬فيما السكون‬ ‫لحظيّ ومؤ ّقت ونسبيّ ‪.‬‬

‫روزانا بومنصف – عن جريدة النهار اللبنانّية‬

‫هل تدفع الخسائر األخيرة النظام للحوار؟‬ ‫الرتاجعات امليدانيّة تب ّدل مسار الرهانات‬ ‫نقلت التطوّ رات الميدانيّة األخيرة في غزالة نتيجة خالفات داخليّة أدّت الحملة‪ .‬وهذه األسئلة ت ّتصل بما إذا‬ ‫سورية االهتمام واألنظار اإلقليميّة إلى تعرّ ضه للضرب على يد قائد كان توالي الخسائر لدى النظام من‬ ‫والدوليّة بقوّ ة من اليمن التي حظيت جهاز أمنيّ آخ��ر‪ ،‬وهي تش ّكل في حيث حجم هذه الخسائر وطبيعتها‬ ‫باالهتمام خالل األسابيع األخيرة رأي المتابعين إحدى الدالالت على بات يعتبر مقنعا ً بالنسبة إليه من أجل‬ ‫ّ‬ ‫على وقع األبعاد التي اكتسبها‬ ‫التدخل تعرّ ض النظام النهيارات في بنيته القبول بالجلوس إلى طاولة الحوار‬ ‫روزانا بومنصف‬ ‫السعوديّ ‪ -‬العربيّ في وجه تمدّد األساسيّة انعكست بدورها في تراجعه من أج��ل التفاوض على المرحلة‬ ‫الحوثيّين في اليمن وقبيل بدء إيران العسكريّ ‪ ،‬فضالً عن ضعف إمداداته السياسيّة االنتقاليّة‪ ،‬خصوصا ً أنّ سفر أو تجديدها لالجئين من الموالين‬ ‫ال���م���ال���يّ���ة ثمّة دع��وات وجّ هها الموفد الدوليّ والمعارضين من دون العودة إلى‬ ‫م��ف��اوض��ات��ه��ا‬ ‫م���ن إي����ران «ستيفان ديميستورا» إلى األفرقاء األجهزة األمنيّة في دمشق كما هي‬ ‫النهائيّة حول‬ ‫وروس�����ي�����ا السوريّين من أجل التحاور معها ال��ع��ادة؛ علما ً أ ّن��ه سبق لهؤالء أن‬ ‫اتفاقها ّ النوويّ ‪ .‬الصراعات بني أركان النظام‬ ‫ف����ي ض���وء خالل شهر أيّار في جنيف من أجل عانوا األمرّ ين من التدابير المتعلّقة‬ ‫اذ شكلت هذه‬ ‫ك���ل��ام ع��ن تبيّن إمكان الذهاب إلى ح ّل سياسيّ بالحصول على ج��وازات سفر أو‬ ‫ال���ت���ط���وّ رات أخذت مداها مع وفاة رئيس‬ ‫مبالغ طلبها وفرصه‪ .‬أم أنّ طبيعة هذه الخسارة تجديدها‪.‬‬ ‫وت�������ق�������دّم جهاز األمن السياس ّي رستم‬ ‫م�����ن أج����ل باتت كافية للواليات الم ّتحدة بحيث وبحسب المتابعين أنفسهم‪ ،‬ف��إنّ‬ ‫ال��م��ع��ارض��ة‬ ‫ا ستمر ا ر يّته تراها واشنطن مهدّدة فعالً للنظام األسئلة التي تثار أيضا ً تتناول إمكان‬ ‫ف���ي م��ن��اط��ق غزالة نتيجة خالفات داخليّة‬ ‫ولم يتم تأمين ويمكن أن تحمله على القبول بالبحث أن يقبل األسد التفاوض من منطلق‬ ‫ّ‬ ‫عدّة في مقابل أدّت إىل تع ّرضه للضرب على‬ ‫سوى الجزء عن ح ّل سياسيّ باعتبار أ ّنها ال تريد هل يستطيع القيام بذلك باعتباره ال‬ ‫تراجع النظام‬ ‫اليسير منها‪ .‬انهياره كلّ ّيا ً خشية انتصار أفرقاء يزال يمتلك ورقة النظام والقدرة على‬ ‫في نقاط تعتبر يد قائد جهاز أم ّ‬ ‫ين آخر‬ ‫وال ي��س��اور المعارضة من التنظيمات اإلسالميّة التصرّ ف بالمقدرات التي ال تزال لديه‬ ‫ا ستر ا تيجيّة‬ ‫أم أنّ إيران هي التي ستفاوض فعالً‬ ‫بالنسبة إليه‪،‬‬ ‫أح��������د م��ن فيطالبون بالحكم أو يسيطرون عليه‬ ‫مادّة خصبة للمتابعين المهتمّين من هؤالء المتابعين أيّ وهم حول إمكان إذا استمرّ ت انتصاراتهم‪ ،‬فتعمد إلى على النظام نتيجة االستثمارات التي‬ ‫ّ‬ ‫وظفتها فيه بالمال والرجال والسالح‬ ‫منطلق أ ّنها باتت تؤ ّكد ما تعكسه أن تترك إيران تحديداً النظام ينهار‪ ،‬توظيف ما تح ّقق لك ّنها تحول في‬ ‫بعض المعلومات وت��وات��ره��ا في خصوصا ً في معقله األساسيّ في الوقت نفسه دون الذهاب أبعد من ذلك‪ ،‬بحيث ال يمكنه أن يقرّ ر وحده السقف‬ ‫خط االمتداد أو أنّ المطلوب خسارة إضافيّة له الذي يمكن القبول أو عدم القبول به‬ ‫عواصم القرار من تراجع النظريّات العاصمة السوريّة وفي ّ‬ ‫التي ت ّتصل بالرهان على احتمال الساحليّ الذي يش ّكل عمقه المذهبيّ تكون أكثر إقناعاً‪ .‬وهل هذه الخسارة خصوصا ً أ ّنه بات معتمداً على إيران‬ ‫كلّ ّياً‪ .‬وما تردّد‬ ‫بقاء ب ّ‬ ‫ّ‬ ‫شار األسد‪ ،‬ال بل على العكس والسياسيّ ‪ ،‬في ضوء ما‬ ‫تضخه من ستكون ثابتة‬ ‫من معلومات‬ ‫المؤ ّكدة الحتماالت انهياره في ضوء سالح وأموال ورجال لدعم بقائه‪.‬‬ ‫م������ن دون‬ ‫ع���ن ض��رب‬ ‫تراجعه الميدانيّ العسكريّ وانهيار إلاّ أنّ جملة أسئلة أثارتها هذه ال��ق��درة على‬ ‫وزير خارجيّة النظام‬ ‫«غ����زال����ة»‬ ‫ق��درت��ه على المواجهة باستثناء ال��ت��ط��وّ رات ال��ت��ي ت��راف��ق��ت على اس����ت����ع����ادة‬ ‫أعطى األوامر لك ّل‬ ‫نتيجة خالفات‬ ‫القصف ال��ج��وّ يّ ‪ .‬وه��ذا التراجع نحو الف��ت مع الحملة العسكريّة المناطق التي‬ ‫ع�����ن دور‬ ‫الميدانيّ يُبنى عليه في الحسابات السعودية ض ّد الحوثيّين في اليمن خسرها أو أ ّنه‬ ‫السفارات والقنصليّات‬ ‫إي����������ران و‬ ‫العسكريّة والسياسيّة خصوصاً‪ ،‬قياسا ً والتفاهم ما بين ال��دول األساسيّة سيسعى إلى‬ ‫مبنح السوريّني‬ ‫«ح��زب هللا»‬ ‫على مكاسب وانتصارات سابقة قبل ال��داع��م��ة للمعارضة ال��س��ور ّي��ة‪ ،‬السيطرة على‬ ‫م��ن دون أن‬ ‫أشهر وتقدّم النظام في مناطق عدّة بحيث بدا كأنّ األزم��ة السوريّة لم مواقع يوازن‬ ‫جوازات سفر أو‬ ‫ي��ن��ف��ي��ه��ا أو‬ ‫إلى ح ّد دفع عدد من دوائر القرار تعد مرتبطة بالعراق مثالً فحسب‪ ،‬بها خسارته‬ ‫جتديدها‬ ‫ي��ؤ ّك��ده��ا أحد‬ ‫إلى إعادة النظر في دعم المعارضة بل باتت مرتبطة بمآل التطوّ رات لكي يثبت أ ّنه‬ ‫ف���ي ال��ن��ظ��ام‬ ‫واالقتناع بأنّ التخلّص من األسد قد في اليمن أيضا ً وسبل انتهائها في ال ي���زال في‬ ‫تاركا ً المجال‬ ‫يكون أصعب‪ .‬إذ أنّ الصراعات بين ضوء محاولة إيران تقويض الحملة م��وق��ع ق��ويّ ؛‬ ‫لك ّل الروايات والتكهّنات ّ‬ ‫تعزز واقع‬ ‫أركان النظام أخذت مداها مع وفاة السعوديّة أو االلتفاف عليها والسعي علما ً أنّ ك ّل المعلومات المتوافرة‬ ‫رئيس جهاز األمن السياسيّ رستم إلى ح ّل يثبت مكاسب الحوثيّين قبل من خارج ال تفيد بأ ّنه ال يزال كذلك هذه األسئلة وتعطيها صدقيّة‪ ،‬ولو أنّ‬ ‫ب��ل ع��ل��ى ال��ع��ك��س‪ .‬فمن كثراً في لبنان يولون أه ّميّة لبعد آخر‬ ‫شرات البارزة التي في استهداف «غزالة» الذي تعرّ ض‬ ‫المؤ ّ‬ ‫أبداها النظام والتي تدلّل للضرب غداة كشف دوره في األزمة‬ ‫على «ضعفه» والسعي اللبنانيّة أمام المحكمة الدوليّة في‬ ‫إلى محاولة تأمين أموال اغتيال الرئيس رفيق الحريريّ ‪،‬‬ ‫أجنبيّة لمساعدته على وألنّ ضربه ح ّتى مشارفته الموت‬ ‫الصمود هو إعطاء وزير ينسجم م��ع م��وت أو قتل غالبيّة‬ ‫خارجيّته األوام���ر لك ّل مسؤولي االستخبارات لدى النظام‬ ‫ال��س��ف��ارات والقنصليّات أيّام السيطرة السوريّة على لبنان‪.‬‬ ‫رستم غزالة‬ ‫بمنح السوريّين جوازات‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫قبل وق��ت قريب‪ ،‬واحتفاالً‬ ‫باختيارها عاصمة للثقافة‬ ‫العربيّة‪ ،‬ارت��أت سلطات‬ ‫م��دي��ن��ة قسنطينة‬ ‫الجزائريّة تكريم‬ ‫ذك���رى رائ��� ٍد‬ ‫م���ن روّ اد‬ ‫ال��ن��ه��ض��ة‬ ‫يب‬ ‫سالم كواك ّ‬ ‫ال��دي��ن��يّ��ة‬ ‫والمجتمعيّة في الجزائر‪ ،‬كما في مجمل الثقافة العربيّة واإلسالميّة‪،‬‬ ‫وأقامت تمثاالً البنها الشيخ عبد الحميد بن باديس (‪ 1889‬ـ ‪.)1940‬‬ ‫أسلوبٌ ت ّتبعه حضارات وثقافات مختلفة‪ ،‬لتخليد ذكرى عظماء مرّ وا‬ ‫في رحابها من أهلها‪ ،‬أو من ضيوفها‪ .‬كما أ ّنه‪ ،‬وفي حاالت الدولة‬ ‫االستبداديّة‪ ،‬يكون تعبيراً عن تمجيد قادتها األحياء وتعظيمهم‪ ،‬وأسلوبا ً‬ ‫ناجحا ً في نشر الرعب والخشية في المجتمع‪ .‬بحيث يكون إلى جانب‬ ‫تمثال «األب‪ ،‬القائد‪ ،‬المعلّم‪ ،‬المُحرّ ر‪ ،‬الزعيم‪ ،»...‬إلى آخره من هذه‬ ‫الخزعبالت‪ ،‬مجموعة أمنيّة تحميه وتنشر الرعب من حوله‪ ،‬ولو أنّ‬ ‫نحته غير الف ّني قادر بمفرده على نشر أعلى درجات الرعب والقرف‪.‬‬ ‫هذا التمثيل االستبداديّ والمفروض لشخوص األنظمة المكروهة ساعد‪،‬‬ ‫أيضاً‪ ،‬في تأسيس حالة نفور مجتمعي للرمز الم ّ‬ ‫ُمثل ولما يُجاريه من‬ ‫أعمال‪ .‬وأتى جز ٌء من التفسير المجتزئ للفكر الدينيّ ‪ ،‬ليدعم هذا النفور‬ ‫وهذه الخشية‪.‬‬ ‫وجرّ اء نصب هذا التمثال الجميل‪ ،‬كما توضّحه الصور‪ ،‬احت ّج جزء‬ ‫من المجتمع المحلّيّ ‪ّ .‬‬ ‫فتلطى بعضهم خلف الكلفة المرتفعة للعمل‪ ،‬حيث‬ ‫وصلت‪ ،‬بحسب بعض األخبار‪ ،‬إلى ما يقارب الثالثمائة ألف دوالر‪.‬‬ ‫االع��ت��راض‬ ‫ول��ك��ن ج � ّل‬ ‫ا لمتعمّمين ‪،‬‬ ‫ج������اء‬ ‫م��ن هل استنطقوا الشيخ‬ ‫الرسميّة أو‬ ‫ب��ل��ب��وس��ه��م‬ ‫وك�����������ان‬ ‫ا لمجتمعيّة ‪ .‬اجلليل ليعرفوا رأيه؟‬ ‫وض����������ع‬ ‫رف���ض���ه���م‬ ‫ً‬ ‫نتجه‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫فع‬ ‫قرؤوا‬ ‫هل‬ ‫ُ‬ ‫يتر ّكز حول‬ ‫ال���ت���م���ث���ال‬ ‫األش��خ��اص‬ ‫تحريم تمثيل الفكر ّي والروح ّي؟ هل‬ ‫«أص��ن��ام»‪،‬‬ ‫م����ن خ�ل�ال‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫التع‬ ‫ار‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أمواج‬ ‫يغازلون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األم����ر لما‬ ‫ومخالفة هذا‬ ‫دنَتها؟ ه��م بعنف‪،‬‬ ‫ي���ج���زم���ون والظالميّة‪ ،‬أم هم س َ‬ ‫ال���ن���ق���اش‬ ‫وب��ع��ي��داً عن‬ ‫ّ‬ ‫بأنه صحيح‬ ‫وال��ن��س��ب� ّي��ة‪،‬‬ ‫أنّ رئ��ي��س‬ ‫الدين‪ .‬ح ّتى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤسّسة ابن باديس‪ ،‬المفترض به أن يُمثل إرثا نهضو ّيا‪ ،‬صرّ ح أنّ‬ ‫إقامة التمثال أساءت للعلاّ مة «ولمكانته وسط أهله واألمّة العربيّة التي‬ ‫ّ‬ ‫يمت للوثنيّة والجاهليّة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫دافع عن مبادئها ونبذ فيها ك ّل ما‬ ‫نصب التماثيل وتعظيم القبور»‪ .‬وقد عبّرت ابنة الشيخ إبن باديس‪،‬‬ ‫كما ذكرت وكالة األناضول‪ ،‬أ ّنه «لو كان ح ّيا ً لرفض أن ينصب له‬ ‫تمثال‪ ،‬وهو الذي حارب‪ ،‬طوال حياته‪ ،‬مثل هذه العادات التي تسيء‬ ‫لإلسالم (‪.»)...‬‬ ‫ً‬ ‫هل استنطقوا الشيخ الجليل ليعرفوا رأيه؟ هل قرؤوا فعال مُنتجه الفكريّ‬ ‫والروحيّ ؟ هل يغازلون أمواج تيّار التعصّب والظالميّة‪ ،‬أم هم سدَ َنتها؟‬ ‫ما هذا التفصيل القابل لالجتهاد وللتأويل الذي شغل مدينة وأهلها‪،‬‬ ‫وحرّ ض على النقاش المجتمعيّ ‪ ،‬بعيداً عن هموم الناس الحقيقيّة؟ فمن‬ ‫المعروف‪ ،‬وشبه المسلّم به‪ ،‬أن ُتشغل السلطات المستب ِّدة‪ ،‬دين ّيا ً أو‬ ‫سياس ّياً‪ ،‬مجتمعاتها بتفاصيل العبادات والجدال حول أمور ال يمكن‬ ‫للعقل أن يعتبرها جزءاً من منظومة فكريّة وروحيّة وأخالقيّة سامية‪،‬‬ ‫من أه ّم أسسها مساعدة الناس‪ ،‬لك ّنه من المفاجئ أن يتصدّى «ورثة»‬ ‫النهضة ورموزها إلى القيام بمثل هذا الدور‪.‬‬ ‫وبعيداً عن الخوض في الشأن الدينيّ ‪ ،‬وإحراج الظالميّين بما يمكن‬ ‫إخراجه من أدلّة عن سوء القراءة أو قصورها‪ ،‬فيبدو أنّ من ّ‬ ‫حطم‬ ‫تماثيل بوذا في وادي باميان في أفغانستان‪ ،‬من طلاّ ب الجهل‪ ،‬ومن‬ ‫قطع رأس تمثال أبو العالء المعرّ يّ في سورية من الظالميّين‪ ،‬ومن‬ ‫دمّر تماثيل الحضارات المؤسّسة في العراق من الدواعش‪ ،‬ومن‬ ‫«دمّر» ولو كالم ّيا ً تمثال الشيخ ابن باديس من «ورثته»‪ ،‬ينهلون من‬ ‫الفكر نفسه‪ ،‬وال «فضل» لواحد منهم على اآلخر‪ ،‬إلاّ في األداة وفي‬ ‫التنفيذ‪.‬‬ ‫الميراث الفكريّ مسؤوليّة هائلة‪ ،‬ففي فرنسا مثالً‪ ،‬رحل المستشرق‬ ‫الفرنسيّ جاك بيرك (‪ 1910‬ـ ‪ ،)1995‬وترك إرثا ً هائالً من الكتب‬ ‫والمخطوطات‪ ،‬باعها أوالده وورثته على الوزن‪ ،‬ولم يدّعوا يوما ً‬ ‫حمل إرثه الثقافيّ ‪ .‬وفي بداية األلفيّة الثالثة‪ ،‬تداعى مث ّقفون سوريّون‬ ‫في حلب‪ ،‬وبرعاية فرنسيّة‪ ،‬لالحتفال برمز من رموز النهضة األدبيّة‬ ‫والفكريّة الحلبيّ فرنسيس مرّ اش (‪ 1836‬ـ ‪ ،)1873‬صاحب رواية‬ ‫الحق»‪ .‬ووجدوا من المناسب دعوة من ّ‬ ‫ّ‬ ‫يمثل عائلته للحضور‪.‬‬ ‫«غابة‬ ‫ولكن‪ ،‬من ُدعي اعتذر القتصار لغة المحاضرات على العربيّة‪ .‬ونسي‬ ‫أنّ اسم المرّ اش الكبير مرتبط بالعمل األدبيّ العربيّ ‪ ،‬أكثر منه باللغة‬ ‫الفرنسيّة التي تحمل لبعضهم تميّزاً طبق ّياً‪ .‬واألمثلة التاريخيّة تتشابه‪،‬‬ ‫وتد ّل على أنّ الفكر والعلم والوعي ثروات ال تورّ ث تلقائ ّياً‪ ،‬بل ُتكتسب‬ ‫من خالل التفكير والتعليم والتوعية‪.‬‬ ‫ورثة طبيعيّون كثيرون لعظماء في مشرق األرض ومغربها‪ ،‬بعيدون‪،‬‬ ‫في الفكر وفي الممارسة‪ ،‬عن إطار ومحتوى ما ورثوه غير مختارين‪.‬‬ ‫وقد فسّر علم االجتماع الغربيّ هذه الظاهرة بالعالقة اإلشكاليّة بين‬ ‫كبير يحمل رمزيّة ثقيلة‬ ‫اسم ٍ‬ ‫األب‪ /‬األم واألبناء‪ ،‬حيث يعيشون في ظ ّل ٍ‬ ‫لمف ّكر أو عالم أو سياسيّ ‪ ...‬ويكادون ال يخرجون من هذه البوتقة‪،‬‬ ‫إلاّ إذا اجتهدوا على أنفسهم وعلى علمهم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تجمعهم عالقة‬ ‫إشكاليّة معه‪ ،‬تتجسّد من خالل رفضه‪ ،‬أو تحميل فكره ما ال يحتمل‪ ،‬أو‬ ‫السيطرة على إرثه واالجتهاد في تشويهه‪.‬‬ ‫من المُجدي‪ ،‬إن ص ّح الجزم‪ ،‬ألاّ يتصدّى غير الراغب ألن يكون‬ ‫«وريثاً» فكر ّيا ً لمن سبقه لمجرّ د االرتباط العائليّ ‪ .‬فإن لم يقرأ‪ ،‬وهو‬ ‫حال بعض الوارثين‪ ،‬أو أ ّنه قرأ ولم يفهم‪ ،‬وهو حال آخرين‪ ،‬فعليه ألاّ‬ ‫يجتهد في تفسير ما قام به السالفون وتحويره‪ ،‬أل ّنه ال يحمل ذخيرتهم‬ ‫ّ‬ ‫الحق في تشويه‬ ‫الفكريّة والجدليّة‪ ،‬ومجرّ د االسم ال يمنح لصاحبه‬ ‫الذكرى والذاكرة‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫حوار العدد‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫الجامعي “زياد ماجد”‬ ‫حوار مع‪ :‬الكاتب واألستاذ‬ ‫ّ‬

‫في «الثورة اليتيمة»‬ ‫حول الثورة السوريّة‪ ،‬أسبابها‪ ،‬إرهاصاتها‪ ،‬تسميتها‪ ،‬وعن يُتمها‪ ،‬ومستقبلها‪ ،‬وحماور أخرى‪،‬‬ ‫ناقشناها مع الكاتب واألستاذ اجلامع ّي يف جامعة باريس‪ ،‬وصاحب كتاب «الثورة اليتيمة‪.‬‬ ‫لماذا كانت الثورة السور ّية؟ ما هي‬ ‫• ‬ ‫أسباب اندالع الثورة السور ّية؟‬

‫ك رمز ّيا ً ولم ي ُ‬ ‫على ألوف من البشر‪ ،‬ولم ي ُ‬ ‫ك‬ ‫افتراض ّياً‪ ،‬بل كان قائما ً بشكل يوميّ وأسبوعيّ ‪.‬‬ ‫والمجازر ترتكب بين الحين واآلخر؛ لذلك كان‬ ‫البعض يعتقد أنّ الشعب السوريّ لن يتمكن من‬ ‫القيام بثورته أو على األق ّل من إحداث تغييّر‬ ‫كبير في المشهد السياسيّ السوريّ كما جرى‬ ‫في بلدان أخرى‪ ،‬إ ّنما المفاجئة وهنا العنصر‬ ‫الثاني من التركيبة هو ما جرى في ‪ 15‬آذار‬ ‫‪ 2011‬من مظاهرات مناهضة في أكثر من‬ ‫مدينة سورية‪ ،‬ث ّم في ‪18‬آذار خالل االنتفاضة‬ ‫الحورانيّة الضخمة التي كان – برأيي ‪ -‬لها‬ ‫التأسيس الفعليّ للحراك الشعبيّ الذي استطال‬ ‫شيئا ً فشيئا ً ليشمل معظم األراضي السوريّة‪.‬‬

‫أعتقد أنّ هنالك الكثير من األسباب‪ .‬والشعب‬ ‫السوريّ أدرى بهذه األسباب‪ ،‬ولكن كمراقب‬ ‫يمكن القول إنّ تراكم المظالم عبر عقود من‬ ‫االستبداد وقمع الحرّ يّات وقانون الطوارئ‬ ‫وما يسمّى بقيادة البعث للدولة والمجتمع‬ ‫ّ‬ ‫وتدخل األجهزة األمنيّة في جميع‬ ‫والفساد‬ ‫مستويات الحياة وغياب الح ّد األدنى من العدالة‬ ‫االجتماعيّة‪ .‬وسياسات التمييز التي تأخذ أبعاداً‬ ‫عديدة تجاه المواطنين السوريّين وتح ّكم عائلة‬ ‫بمقدّرات بلد ومقدّرات شعب على مدى أربعين‬ ‫عاما ً كلّها أسباب أكثر من كافية لكي تقوم ثورة‪.‬‬ ‫ه��ل م��ن الممكن لعقل السلطة‬ ‫وقد كانت هناك محاوالت عديدة للسوريّين • ‬ ‫والسوريّات للتعبير عن‬ ‫االستبدادي بشكل عا ّم‬ ‫ّ‬ ‫معارضتهم ورفضهم‬ ‫أن ي���رى ال���ث���ورات؟‬ ‫ّ‬ ‫الستمرار االستبداد‪،‬‬ ‫تذكر انتفاضة‬ ‫السوري‬ ‫ولماذا النظام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫محطات مهمّة‬ ‫هناك‬ ‫عام‬ ‫يف‬ ‫األكراد‬ ‫م��ن��ذ ان����دالع ال��ث��ورة‬ ‫في السياق التاريخيّ‬ ‫التي‬ ‫السوريّ الحديث‬ ‫يصر‬ ‫اآلن‬ ‫إلى‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2004‬والكثري‬ ‫ج��رى خاللها التعبير‬ ‫على أنّ ما جرى ليس‬ ‫غريها إىل أن‬ ‫ع��ن رف���ض المظالم‬ ‫ب��ث��ورة؟ ول���م يقترن‬ ‫وه��ن��اك األل����وف بل‬ ‫قامت الثورة يف‬ ‫بالثورة أصالً؟‬ ‫ع��ش��رات األل���وف من‬ ‫بالتحديد‪ ،‬الجواب يكمن‬ ‫عام ‪2011‬‬ ‫السوريّين والسوريّات‬ ‫فيما تفضّلت به في عقل‬ ‫ال��ذي��ن ق��ض��وا ع��ق��وداً‬ ‫وبنية النظام‪ ،‬مثل النظام‬ ‫وس��ن��وات طويلة في‬ ‫األسديّ ال يمكن أن يعترف أوّ الً بوجود شعب‬ ‫السجن ألسباب سياسيّة وبسبب مواقفهم وهناك‬ ‫فكيف بوجود ثورة؟! ال يرى السوريّين وهم‬ ‫عشرات األلوف الذين غادروا سورية‪ .‬ك ّل هذا‬ ‫شعب له خصائص مثل ك ّل شعوب العالم‪ ،‬فيه‬ ‫أدّى عام ‪ 2011‬أخيراً إلى انفجار شعبيّ عارم‬ ‫تنوّ ع‪ ،‬فيه ديناميّات مختلفة‪ ،‬فيه آراء مختلفة‪،‬‬ ‫وقيام الثورة السوريّة‪.‬‬ ‫فيه واقعة مختلفة‪ ،‬حيثيات أحيانا ً اجتماعيّة‬ ‫مناطقيّة دينيّة سياسيّة متنوّ عة ومختلفة‪ .‬يرى‬ ‫• ‬ ‫قبيل الثورة السور ّية بسنوات‪ ،‬هل أنّ س ّكان سورية وكأ ّنهم ملك له ملك لسلطانه‬ ‫كانت هناك إرهاصات تب ّ‬ ‫شر بهذه الثورة قبل ملك لسلطاته ويرى أنّ السلطة مكسب يومي‬ ‫انطالقتها؟ أم أ ّنها كانت مفاجئة فعالً؟‬ ‫يسعى إلى تأبيده وشعاره إلى األبد‬ ‫ً‬ ‫أظ��نّ أنّ ال��ج��واب م��ر ّك��ب‪ ،‬فهناك عنصر ليس تفصيال‪ ،‬وليس‬ ‫ك فيما يخصّ حجم وعمق الثورة ص����ورة م��ج��ازيّ��ة‪،‬‬ ‫للمفاجئة بال ش ّ‬ ‫وتوقيت اندالعها‪ ،‬ولكن هناك أيضا ً بعض ه��و بالفعل يكرّ س‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهاصات‪ ،‬وذكرنا الكثير من‬ ‫المحطات التي ال��س��ل��ط��ة وال� ُم��ل��ك� ّي��ة‬ ‫جرى خاللها مواجهة ما بين مث ّقفين وناشطين لسورية بشعبها بناسها‬ ‫سياسيّين سوريّين‪ ،‬والنظام طيلة الثمانينات ب��م��ؤ ّس��س��ات��ه��ا مُلكيّة‬ ‫ّ‬ ‫وخالل التسعينات‪ ،‬ث ّم هناك‬ ‫المحطة البارزة خاصّة للعائلة القائمة‪،‬‬ ‫في العام ‪ 2000‬والتي سمّيت بربيع دمشق‪ ،‬ونتذ ّكر أنّ ب ّ‬ ‫شار األسد‬ ‫حين عادت الحياة إلى بعض المنابر وقامت سخر من فكرة الثورة‬ ‫منتديات وكتب مث ّقفون ومث ّقفات سوريّون في مقابلته مع صحيفة‬ ‫في الصحف وعبّروا عن مطالبهم كان هناك «ال��وول ستريت جورنال‬ ‫بيانات صدرت بيان الـ ‪ 99‬أو المائة مث ّقف‪ ،‬األم��ري�� ّك��ي��ة» ف��ي شهر‬ ‫وبيان صادر عن أكثر من طرف سياسيّ ‪ ،‬ث ّم كانون الثاني ‪2011‬حين‬ ‫ّ‬ ‫كانت‬ ‫محطة ‪2005‬و‪ 2006‬بإعالن دمشق‪ ،‬قال ‪»:‬ال ثورات‪ ،‬وسورية‬ ‫وبما سبق ذلك من كتابات وأصوات ارتفعت لن تشهد ثورة أل ّنها مختلفة‬ ‫خالل ‪ ،2005‬وخالل المعركة في لبنان التي عن باقي البلدان العربيّة»‬ ‫دارت بين قوى استقالليّة لبنانيّة وبين النظام كما أ ّن��ه��م ح��ول��وا موضوع‬ ‫السوريّ ‪ .‬وفي مرحلة الحقة كان هناك الكثير الحراك الشعبيّ الضخم في‬ ‫من الحراك أتذ ّكر انتفاضة األكراد في عام بلدين مثل تونس ومصر إلى‬ ‫‪ 2004‬وكثير من االنتفاضات المحلّيّة إلى أن مجرّ د اعتراض من الشعبين‬ ‫قامت الثورة الكبرى في عام ‪.2011‬‬ ‫على السياسة الخارجيّة للقاهرة‬ ‫وتونس‪ ،‬وبهذا المعنى اعتبر‬ ‫نعم في ‪ 2011‬أستاذ زياد حصلت ب � ّ‬ ‫ش��ار األس��د أنّ الشعب يؤيّد‬ ‫• ‬ ‫السياسة الخارجيّة السوريّة‪ ،‬وأنهّ‬ ‫عدّة ثورات في البالد العرب ّية‪ ،‬بماذا تختلف‬ ‫يحبّه وأ ّن��ه لن يثور‪ ،‬ث � ّم كانت‬ ‫الثورة السور ّية عن بقية ث��ورات الربيع‬ ‫المفاجئة ف��ي آذار ‪2011‬ب��أ ّن��ه��ا‬ ‫العربي؟‬ ‫ّ‬ ‫الثورة األكبر واألضخم واالصعب‪،‬‬ ‫ما‬ ‫صعوبة‬ ‫هو‬ ‫ل‬ ‫االختالف‬ ‫أعتقد‬ ‫األوّ‬ ‫أنّ‬ ‫واالستحالة أصبحت واقعاً‪ ،‬والناس‬ ‫أسماه الكاتب السوريّ «ياسين حاج صالح» خرجت إلى الشوارع وهدمت جدران الخوف‪،‬‬ ‫استحالة الثورة السوريّة‪ ،‬ظنّ الكثيرون أنّ وك ّل ما يجري من ذلك الوقت هو سقوط بطيء‬ ‫سورية ستكون بعيدة ‪ -‬وه��ذا ينطبق أيضا ً للنظام‪ ،‬ولألسف قد يطول وقد يجلب المزيد‬ ‫على ليبيا ‪ -‬عن الحراك الشعبيّ ؛ ألنّ الثورة من األضرار‪ ،‬وك ّل ما يفعله النظام منذ ذلك‬ ‫قامت في مصر وقبلها تونس كما في البحرين الوقت إلى اآلن هو محاولة إعادة بناء جدران‬ ‫واليمن كانت في وجه‬ ‫ال��خ��وف‪ ،‬إع���ادة بناء‬ ‫أنظمة مستبدّة وفيها‬ ‫ال��ج��دار السميك الذي‬ ‫مقدار عالي من الفساد‬ ‫ك��ان قد قُمع‪ ،‬وفُ��رض‬ ‫فكرة‬ ‫وبال شكّ‪ ،‬إ ّنما لم تكن‬ ‫الصمت على السوريّين‬ ‫أن��ظ��م��ة تعتمد على‬ ‫م���ن خ��ل�ال ض��رب��ه��م‬ ‫القائد‬ ‫العنف الجسديّ المباشر‬ ‫وقصفهم بالصواريخ‬ ‫الرمز‬ ‫والقصف المدفعيّ ‪ ،‬ولم‬ ‫والبراميل وبالسكاكين‬ ‫تكن أنظمة قد قامت‬ ‫والكيماويّ ‪ ،‬وك�� ّل ما‬ ‫تذكّر‬ ‫بمجازر مثل مجزرة‬ ‫يملك م��ن أج��ل البقاء‬ ‫باالستبداد‬ ‫حماة‪ ،‬وال أمضى فيها‬ ‫ممسكا ً بدمشق وبخناق‬ ‫المعتقلون السياسيّون‬ ‫الشعب السوريّ ‪.‬‬ ‫أكثر من عشرة أعوام‬ ‫ف��ي ال��س��ج��ون بسبب‬ ‫نعم أستاذ زياد‪ ،‬ولكن هناك خالف‬ ‫• ‬ ‫مقال أو رأي أو انتماء إلى حزب معيّن‪ ،‬ولم‬ ‫تكن أنظمة فيها مبادئ قانونيّة تحكم باإلعدام بين المف ّكرين‪ ،‬ر ّبما حول تسمية ما حصل في‬ ‫على شخص إذا ارتبط بطرف سياسيّ معيّن‪15 .‬آذار ما بين مس ّمى ثورة ح ّققت شروطها‪،‬‬ ‫مجرد انتفاضة شعب ّية؟‬ ‫كانت أنظمة مستبدّة ولكن استبدادها أقرب وما بين أ ّنها ّ‬ ‫إلى االستبداد الرمزيّ ‪ ،‬وكانت تتعامل في أوّ الً‪ ،‬إنّ تعريف العبارتين يفيد بهذا المعنى‪،‬‬ ‫مراحل محدّدة ج ّداً بالعنف الجسديّ مع بعض هي انتفاضة طبعاً؛ ألنّ هناك هبّة شعبيّة‬ ‫معارضيها‪ ،‬أمّا في الحالة السوريّة وكذلك انتفض الناس ض ّد الظلم‪ ،‬انتفضوا ألسباب‬ ‫الحالة الليبيّة وقبلها العراقيّة‪ ،‬فالعنف يمارس مرتبطة بحياتهم اليوميّة‪ ،‬مرتبطة بحملة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪5‬‬

‫كاتب وأستاذ جامع ّي لبنان ّي ساهم يف‬ ‫إعداد دراسات حول قضايا التحوّل‬ ‫الدميقراط ّي يف لبنان وسورية‬ ‫خاص‬ ‫والعامل العرب ّي مع تركيز ّ‬ ‫على األنظمة االنتخابيّة واألحزاب‬ ‫السياسيّة ومشاركة املرأة يف الشأن‬ ‫العامّ‪.‬‬ ‫اعتقاالت استهدفت أطفاالً في درعا‪ ،‬مرتبطة‬ ‫بناشطين وناشطات انتفضوا من أجل كرامتهم‬ ‫ومطالبة بالحرّ يّة‪ ،‬وهناك انتفاضات من أجل‬ ‫ش��ه��داء سقطوا وأط��ل��ق النظام‬ ‫النار على مشيّعيهم وقتل شهداء‬ ‫إضافيّين‪ ،‬ك� ّل ه��ذا يعني أ ّنها‬ ‫انتفاضة؛ ولك ّنها ثورة أل ّنها لم‬ ‫تكتفِ فقط باالنتفاض والقيام‬ ‫بهبّة شعبيّة لهدف مرحليّ أو‬ ‫للقول برفع الظلم في ما خصّ حادثة‬ ‫قتل أو تعذيب أو اعتقال تحديداً تكفي‬ ‫إلع��ادة اعتبار لألشخاص المستهدفين‬ ‫ّ‬ ‫ومواجهة النظام تحوّ لت إلى ثورة‪ ،‬بمعنى أنها‬ ‫طالبت بإسقاط النظام وطيّ صفحة عقود من‬ ‫االستبداد بتغيير المشهد السياسيّ السوريّ ‪،‬‬ ‫بتغيير الثقافة السوريّة وك ّل ما تبع لها من‬ ‫االنتفاضة الشعبيّة وحوّ لها إلى ثورة من عودة‬ ‫الروح إلى الكتابة إلى اإلب��داع الف ّنيّ ‪ ،‬الذي‬ ‫لم يتو ّقف وقاوم االستبداد لفترة طويلة‪ ،‬إ ّنما‬ ‫توسّع حضوره وانخرط فيه جيل جديد من‬ ‫السوريّين والسوريّات وتغيّرت المصطلحات‬ ‫واألفكار وجرى محاكمة لثقافة سادت طويالً‬ ‫في ظ ّل هيمنة البعث واألسد‪ ،‬هي ثورة عميقة‪،‬‬ ‫لم تنتصر الثورة بع ُد – لألسف ‪ -‬وتحوّ لت‬ ‫أيضا ً مع الوقت إلى كفاح مسلّح أو إلى حرب‬ ‫فيها قتال لم يخترها السوريّون والسوريّات‪،‬‬ ‫فرضها النظام من خ�لال القتل والقصف‬ ‫وفرضها حلفاء النظام الخارجيّون الذين ّ‬ ‫تدخلوا‬ ‫في الشأن السوريّ واجتاحوا سورية‪ ،‬وأصبح‬ ‫السوريّون أمام حالة دفاع عن النفس وحالة‬ ‫قتال من أجل إسقاط النظام‪ .‬وحين نقول قتال‬ ‫وكفاح مسلّح يمكن أن نتطرّ ق أيضا ً إلى أخطاء‬ ‫وإلى جرائم والكثير من األمور األخرى التي‬ ‫ُتخرج أحيانا ً المضمون‬

‫الثوريّ عن مساره الصحيح‪ ،‬وهذا ال يعني‬ ‫أ ّنها ليست ثورة‪.‬‬

‫تحولت‬ ‫• ‬ ‫اليوم في سنة ‪ ،2015‬هل ّ‬ ‫بالحر ّية إلى‬ ‫الثورة السور ّية من مطالبة‬ ‫ّ‬ ‫صة بعد دخول إيران‬ ‫المطالبة‬ ‫بالتحرر وخا ّ‬ ‫ّ‬ ‫والميليشيات التابعة لها على الخ ّط؟‬

‫طبعاً‪ ،‬هناك مزيج من األمرين‪ ،‬لم يعد النظام‬ ‫السوريّ قائما ً بنفسه وأصبح بقائه مرتبط أكثر‬ ‫وأكثر بدعم حلفائه الخارجيّين له وتحديداً‬ ‫إيران‪ .‬كانت روسيا الداعم األوّ ل فيما خصّ‬ ‫القرار السياسيّ والدوليّ باستخدام «الفيتو»‬ ‫في مجلس األمن وكانت المزود األوّ ل بالسالح‬ ‫وربّما مازالت المزوّ د األوّ ل بالسالح وبقطع‬ ‫الغيار وك ّل ما تحتاجه آلة القتل التابعة للنظام‬ ‫كي تستمرّ ‪ ،‬إ ّنما إدارة المعركة على األرض‬ ‫والوجود العسكريّ على األرض وفعاليّة‬ ‫القوى المقاتلة على األرض أصبحت مرتبطة‬ ‫بإيران وحلفائها العراقيّين واللبنانيّين‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني أنّ الثورة السوريّة أصبحت مزيجا ً من‬ ‫كفاح مسلّح ض ّد النظام ومن أشكال ثوريّة‬ ‫مازال بعض الجمعيّات واألفراد يعبّرون عنها‬ ‫في أكثر من منطقة داخل سورية وفي الدول‬ ‫التي نزحوا إليها‪ ،‬وأصبحت فعالً مقاومة ض ّد‬ ‫احتالل خارجيّ هو االحتالل اإليرانيّ الذي‬

‫يدعم النظام ويبقيه ح ّيا ً بعد أن فقد ‪ -‬ليس أفقيّة‪ ،‬وأ ّنها انتشرت وكان هناك قادة محلّيّون‪،‬‬ ‫فقط ‪ -‬مشروعيّته الشعبيّة – التي لم ت ُ‬ ‫ك له ربّما ينقص البعض منهم الخبرة السياسيّة‬ ‫يوما ً ‪ -‬وإ ّنما أيضا ً فقد مقدرته على التماسك والنضج السياسيّ والمعرفة بشكل العالقات‬ ‫واالسترداد كطرف بقواه الذاتيّة على وضع داخل سورية وفي محيطها‪ ،‬وربّما كان هناك‬ ‫يده على البلد‪ ،‬وأصبح رهينة بالكامل‪ ،‬وأصبح تقصير في قراءة مدى قدرة ايران وروسيا‬ ‫أوكسجين النظام هو الدعم اإليراني المباشر في ظ ّل تخاذل الدول األخرى عن دعم النظام‬ ‫له‪.‬‬ ‫وإبقائه ح ّياً‪ ،‬ربّما كان هناك رهانات في غير‬ ‫محلّها على بعض األطراف اإلقليميّة والعربيّة‬ ‫بالنسبة لظهور تنظيم «داع��ش» والدوليّة التي حاولت االستثمار في الثورة‬ ‫• ‬ ‫كيف أ ّثر على مسار الثورة؟ وهل كان ينقص السوريّة أكثر من دعمها‪ ،‬وبالطبع كان يمكن أن‬ ‫يُفيد الثورة السوريّة وجود أشخاص أو وجوه‬ ‫الدولي مثل هذه‬ ‫المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحجة كي ال يدعم لها قيمة اعتباريّة ورمزيّة ّ‬ ‫يمثلون هذه الثورة‪،‬‬ ‫الثورة السور ّية؟‬ ‫ولكن فكرة القائد الرمز تذ ّكر باالستبداد‪،‬‬ ‫بداية‪ ،‬ينبغي القول إنّ ما يمكن تسميته «مانديال» قد يكون استثناء بين األسماء‬ ‫بالمجتمع الدوليّ ‪ ،‬أي مجموعة الدول خاصّة التي ذكرتها‪ ،‬أو ح ّتى في أسماء قادة حركات‬ ‫في مجلس األمن صاحبة التأثير األكبر على التحرّ ر بشكل كامل‪ ،‬أل ّنهم من القلّة الذين‬ ‫ّ‬ ‫جريان األم��ور‪ ،‬كانت مقصّرة حتى ما قبل استلموا السلطة بعد انتصار ثورتم وساهم في‬ ‫ظهور «داعش» أو إعالن ما سمّي بالخالفة‪ ،‬قيادتها ولم يحوّ ل سلطته إلى سلطة استبداديّة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كانت مقصّرة ولكنها حكما أصبح بعضها وغادرها بعد انتهاء واليته‪ .‬في حين معظم‬ ‫ كيال نعمم ‪ -‬يرى‬‫الثورات األخرى التي‬ ‫ذريعة إضافيّة للتقصير‬ ‫قادها شخص واعتبر‬ ‫أو ل��ل��ق��ول ب��ض��رورة‬ ‫الثورة‬ ‫نفسه رمزاً لها‪ ،‬احتكر‬ ‫المفاضالت بالخيارات‬ ‫م��ن بعدها السلطات‬ ‫كانت‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫األسوأ من خالل وجود‬ ‫وأصبح نظامه يتطلّب‬ ‫«داع��ش» ومن خالل‬ ‫دون قائد‬ ‫الكثير من المعالجات‬ ‫وجود سيطرة له على‬ ‫واإلص����ل���اح��������ات‬ ‫يستطيع‬ ‫ب��ع��ض األراض�����ي‬ ‫والتغيير‪ ،‬فخصوصيّة‬ ‫السوريّة مثل «دير‬ ‫أن حيتكر‬ ‫ال��ث��ورة السوريّة هي‬ ‫الزور والر ّقة وريف‬ ‫أ ّن��ه��ا كانت ث��ورة من‬ ‫متثيلها‬ ‫ح��ل��ب ال��ش��رق��يّ »‬ ‫دون قائد أو شخص‬ ‫أصبح هذا مبرّ راً‪،‬‬ ‫يستطيع أن يحتكر‬ ‫وأص���ب���ح ال��ن��ظ��ام‬ ‫تمثيلها‪ ،‬إ ّن��م��ا كانت‬ ‫ً‬ ‫يستخدم هذا المبرّ ر أيضا ليقوم بمقايضات تحتاج إلى أشخاص يدركون التعامل بالسياسة‬ ‫قام بها في السابق‪ ،‬وأن يُخيّر كثرة من الخارجيّة‪ ،‬ولهم قيم اعتباريّة في الداخل‪ ،‬وكان‬ ‫ّ‬ ‫الدول بينه وبين ما يزعم أنه بديله الفعليّ ‪ ،‬ذلك ليقيّدها من دون أن يكون العنصر المغيّر‬ ‫ً‬ ‫أي «داعش» وهذا أدّى إلى ضرر حكما‪ ،‬جذر ّيا ً لمعادلتها وفي مآالت نضاالتها‪.‬‬ ‫لكنّ األه ّم من ذلك أنّ المقرّ رين يدركون‬ ‫أنّ هذه المقايضة وهذه المفاضلة ال قيمة‬ ‫العالمي‬ ‫بالنسبة لقوى اليسار‬ ‫لها فعل ّيا ً على األرض وأنّ األسد ليس • ‬ ‫ّ‬ ‫والعربي ومن ادّعى مناصرة الثورات عالم ّيا ً‬ ‫ّ‬ ‫بديالً عن «داعش» كما أنّ «داعش»‬ ‫ليس بديالً عن األس��د‪ ،‬إ ّنما الضرر – لألسف ‪ -‬كانت معظم مواقفهم معادية‬ ‫األكبر الذي أحدثه «داعش» وأحدثه للثورة السور ّية؟‬ ‫احتالل هذا التنظيم لمناطق سوريّة‪ ،‬مواقف الكثرة من المث ّقفين ومن التيّارات‬ ‫كانت قد حُرّ رت من النظام‪ ،‬هو حجم اليساريّة كانت نعم معادية للثورة السوريّة‪،‬‬ ‫الضرر واألذى الذي يسبّبه للمجتمع وكان هذا سبّبا ً إضاف ّيا ً لوصف الثورة السوريّة‬ ‫ال��س��وريّ ‪ ،‬وال��ذي يسبّبه لحيويّة باليتم‪ ،‬كما سبق وتحدثنا؛ ألنّ جزءاً من اليسار‬ ‫الثورة السوريّة‪ ،‬وأصبح احتالله محكوم بنظريّة المؤامرة‪ ،‬وال يرقى فعل ّيا ً إلى‬ ‫لبعض سورية‪ ،‬يشبه احتالل األسد مجتمعاته وإلى الناس الكادحة في المجتمع‪،‬‬ ‫ ولو بعنف أق ّل بكثير ‪ -‬وال مجال كما يدّعي والتي تثور وتتحرّ ك وت��ؤدّي ما‬‫للمقارنة بين عنف األسد وعنف عليها بناء على مصالحها وبناء على ما قد‬ ‫«داع��ش» ولك ّنه عنف بربريّ تراه مناسبا ً لها‪ ،‬يفضل هذا اليسار االنكفاء‬ ‫ويصوّ ره إعالم ّيا ً بما يجعل مشهده ومشهديّته نحو القول دائما ً باالعتبارات الجيوستراتيجيّة‬ ‫شديدة الضرر‪ ،‬وهي بالفعل شديدة البربريّة‪ ،‬وبالحدود وتحالف تلك الدولة مع غيرها‪ ،‬ال‬ ‫ولو أ ّنها لم تصل بعد إلى ح ّد بربريّة األسد‪.‬‬ ‫يرى الناس بوجودهم الحقيقيّ المعبّر عن‬ ‫معاناتهم اليوميّة‪ .‬وهناك أيضا ً يسار آخر‬ ‫بالنسبة ألزمات المعارضة السور ّية مرتبط أيضا ً بما يسمّى الممانعة‪ ،‬أي يكفيه‬ ‫• ‬ ‫اليوم‪ ،‬أو المعارضات‪ ،‬هل أ ّثرت على مسار شتم إسرائيل وأمريكا ليل نهار ويكفيه شتم‬ ‫بعض الدول العربيّة وأنظمتها‪ .‬في أيّ حال‬ ‫الثورة؟‬ ‫ليست أنظمة ديمقراطيّة طبعاً‪ .‬يكفيه أن يقال‬ ‫أنا ال أسمح لنفسي ‪ -‬عادة ‪ -‬بأن أقيّم أداء‬ ‫ً هذا إمبرياليّ وهذا مناضل‪ ،‬إنّ هذا رجعي‬ ‫المعارضة السوريّة؛ أل ّنه ليس سهالً أساسا‬ ‫وذاك تق ّدميّ ‪ ،‬لكي يعتبر أ ّنه يمارس يساريّته‬ ‫قيادة هكذا معارضة أو هكذا معارضات في ظ ّل‬ ‫من خالل شعارات فارغة من هذا النوع‪،‬‬ ‫الوضع الدوليّ واإلقليميّ والسوريّ وتعقيداته‪،‬‬ ‫وهناك يسار آخر له مصالح ارتبطت بإيران‬ ‫كما أنّ لتقصير المجتمع الدوليّ اتجاه الشعب‬ ‫في الفترة األخيرة‪ ،‬وله رغم ك ّل النفي الذي‬ ‫ال��س��وريّ في معاناته وف��ي ال��ك��وارث التي‬ ‫يقوم به له اعتبارات مذهبيّة أقلّويّة في المشرق‬ ‫حلّت به‪ ،‬أثراً سلب ّيا ً على أداء المعارضات‪،‬‬ ‫العربيّ ‪ ،‬ولكن أيضا ً هناك يسار دعم الثورة‬ ‫إ ّنما أعتقد أنّ أداء المعارضات بك ّل أطيافها‬ ‫السوريّة ودعم السوريّين والسوريّات وله‬ ‫وأشكالها‪ ،‬هو أق ّل ممّا كان يُفترض أن يكون‬ ‫حضور في أكثر من منبر عربيّ ودول��يّ ‪،‬‬ ‫عليه‪ ،‬وهو أق ّل بكثير من تضحيات السوريّين‬ ‫وكان أحدنا يتم ّنى أن تكون الحركات اليساريّة‬ ‫والسوريّات‪ ،‬وما قدّموه من شجاعة ومن ثبات‬ ‫بمجملها‪ ،‬وبما لها من قدرة تعبويّة أحيانا ً مع‬ ‫في مواقفهم‪.‬‬ ‫الثورة السوريّة‪ ،‬ولكن هناك يسار داعم للثورة‬ ‫• ‬ ‫وهل كان ينقص الثورة السور ّية – السوريّة وبقوّ ة‪.‬‬

‫فعالً ‪ -‬القائد الرمز كـ غيفارا مثالً أو مانديلاّ‬ ‫أو ما رتن لوثر كينغ؟‬

‫ال أظنّ ذلك‪ ،‬وأعتقد أنّ مفهوم الثورات اليوم‬ ‫مختلف عن مفاهيم الثورات في مراحل سابقة‪،‬‬ ‫الثورة السوريّة من ميزاتها أ ّنها كانت ثورة‬

‫ينشر بالتعاون بين إذاعة «نسائم سوريا»‬ ‫وصحيفة «ك ّلنا سور ّيون»‬

‫حاوره‪ :‬سامر نقشبندي‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫تحقيقات‬

‫ماردين ‪ -‬ثالثة عشر شخصاً في ثالث غرف‬

‫كلّيس ‪ -‬سّيدة تركّية نذرت نفسها‬

‫بيوت صغيرة وعائالت كبيرة في ماردين‬

‫األم أيسيل‬

‫تركوا بيوتهم التي ك��ان أوالده��م‬ ‫يستطيعون فيها اللعب والمرح هربا ً‬ ‫من القصف وبراميل الموت ليلجؤوا‬ ‫لبال ٍد ال تشبه بالدهم ويسكنوا بيوتا ً‬ ‫بالكاد ت ّتسع لجلوسهم ويصبحوا‬ ‫كالسجناء في منفردات إجباريّة‪،‬‬ ‫ه��ذا هو ح��ال الكثير من الالجئين‬ ‫السوريّين في ماردين‪.‬‬

‫وج��د فأصحاب العمل ال يدفعون‬ ‫ّ‬ ‫أجرة أوالدي إلاّ‬ ‫بالقطارة‪ ،‬فاثنان‬ ‫من أوالدي يعمالن وصاحب العمل‬ ‫ك ّل فترة يعطيهم خمسين أو مائة‬ ‫ليرة ولديهما بذمّته خمسة آالف ليرة‬ ‫تركيّة ويماطل بدفعها ويختم «أبو‬ ‫عبدو» كالمه قائالً ‪ :‬هللا يعين‪...‬‬

‫حالة استثنائ ّية‬

‫توجّ هنا إل��ى بيت قديم من بيوت‬ ‫تكديس في بيوت صغيرة‬ ‫أخبرنا «أبو عبدو» من حلب بالتالي‪ :‬ماردين حيث تسكنه عائلة سوريّة‪،‬‬ ‫منذ سنة جئت لماردين وعدد أفراد استقبلنا جيش من األطفال والنساء‬ ‫عائلتي ثمانية أشخاص مع ولدي لتخبرنا بسمة أسعد‪ :‬أنا من مدينة‬ ‫وزوجته وابنته‬ ‫الحسكة‪ ،‬منذ‬ ‫ال���ص���غ���ي���رة‬ ‫ثمانية أشهر‬ ‫«اخلوف ك ّ‬ ‫ل‬ ‫استأجرنا هذا‬ ‫ون����ح����ن ه��ن��ا‬ ‫اخلوف أن‬ ‫البيت الصغير‬ ‫وأح��د أصحاب‬ ‫بمبلغ ‪ 250‬ليرة‬ ‫الخير أسكننا‬ ‫األزمة‬ ‫ر‬ ‫تستم‬ ‫ّ‬ ‫تركيّة شهر ّياً‪،‬‬ ‫في ه��ذا البيت‬ ‫مُ‬ ‫ونضي بقيّة‬ ‫ليصل مع الماء‬ ‫وب����دون أج��رة‬ ‫والكهرباء إلى‬ ‫وهو عبارة عن‬ ‫بالد‬ ‫يف‬ ‫عمرنا‬ ‫‪ 300‬ل��ي��رة‬ ‫ث��ل�اث غ��رف‬ ‫اللجوء»‬ ‫ت��رك � ّي��ة‪ ،‬وكما‬ ‫م��ع منتفعاتها‬ ‫ترون هو عبارة‬ ‫وع����دد أف���راد‬ ‫ع���ن غ��رف��ت��ي��ن‬ ‫عائلتي ثالثة‬ ‫فوق بعضهما غرفة لي وغرفة البني عشر شخصا ً‬ ‫ّ‬ ‫نتوزع في هذه الغرف‬ ‫وعائلته‪ ،‬وال يوجد درج كي يصعد واألوالد يعملون وهما اثنان فقط أمّا‬ ‫ابني وعائلته لغرفتهم إ ّنما سلّم‪ ،‬وقد البقية فبنات وصغار‪ ،‬وألنّ أصحاب‬ ‫وقعت الطفلة من السلّم أكثر من مرّ ة العمل يأكلون على العامل السوريّ‬ ‫والوضع سيّ ء وال يوجد عمل‪ ،‬وإن تعبه فقد بعث لنا هللا معلّم بالط‬

‫من سورية وأحد أبنائي يعمل لديه‬ ‫والثاني عمره خمس عشرة سنة يعمل‬ ‫مع أخيه‪ ،‬ونأمل فرجا ً قريبا ً من هللا‬ ‫كي نعود لبلدنا وبيتنا الكبير الذي كان‬ ‫ي ّتسع لنا جميعاً‪.‬‬ ‫أمّا «جوان محمّد» من عامودا فقال‪:‬‬ ‫منذ سنتين وأن��ا هنا أعمل مصلّح‬ ‫مكيّفات‪ ،‬بيتي مؤلّف من غرفتين‬ ‫بأجرة ‪ 250‬ليرة تركيّة‪ ،‬وال توجد‬ ‫مشاكل مع صاحب العمل وعدد‬ ‫أفراد عائلتي مع اثنين من إخوتي‪،‬‬ ‫والمجموع سبعة أشخاص‪ ،‬نتقاسم‬ ‫هاتين الغرفتين‪ ،‬طبعا ً نعاني من‬ ‫ضيق المكان ولكن ليس باليد حيلة‪.‬‬

‫فقدوا كل ّ شيء‬

‫تتحدّث «أم عماد» بحسرة‪ :‬نحن من‬ ‫شبعا – دمشق‪ ،‬كانت لنا محلاّ ت‬ ‫وبيت وسيّارة‪ ،‬اضطررنا لترك ك ّل‬ ‫شيء منذ أكثر من سنتين وسك ّنا في‬ ‫ماردين أنا وزوجي وضرّ تي وعشرة‬ ‫أوالد في هاتين الغرفتين التعيستين‬ ‫وبأجرة ‪ 200‬ليرة تركيّة‪ ،‬زوجي‬ ‫يعاني من داء الس ّكري‪ ،‬وت ّم قطع‬ ‫أصبع قدمه‪ ،‬وأوالدي يعملون بضعة‬ ‫أيّام ويبقون بدون عمل أيّاما ً كثيرة‪،‬‬ ‫وهللا المنتقم‪.‬‬

‫لماذا ال يذهبون إلى المخ ّيمات؟‬

‫عندما نقول لهم ما دام وضعكم تعيس‬ ‫هكذا وتتكدّسون في البيوت وأصحاب‬

‫ماردين‬ ‫علي عبداهلل كولو‬

‫األعمال يأكلون عليكم أجرتكم فلماذا‬ ‫ال تذهبون للمخيّمات؟‬ ‫ويكون ج��واب جميعهم‪ :‬نحن لم‬ ‫نتعوّ د على عيشة المخيّمات ونتحمّل‬ ‫فوق طاقتنا ونتحمّل ضيق المكان‬ ‫فقط كي نشعر بمدنيّتنا‪ ،‬ودوما ً نأمل‬ ‫الفرج القريب‪ ،‬والخوف ك ّل الخوف‬ ‫أن تستمرّ األزمة و ُنمضي بقيّة عمرنا‬ ‫في بالد اللجوء‪.‬‬

‫وماذا بعد؟‬

‫يتساءل الجميع‪ :‬لماذا قامت شعوب‬ ‫ّ‬ ‫وتدخلت دول العالم‬ ‫كثيرة بالثورات‬ ‫لمساندتهم‪ ،‬أمّ��ا الشعب السوريّ‬ ‫فوحيد في مواجهة طاغية ال يرحم‬ ‫ويتنازل للجميع إلاّ لشعبه؟‬

‫احملامي‪ :‬علي عبداهلل كولو‬

‫دير الزور – ضحايا حصار “داعش”‬

‫حصار وتجويع ألكثر من ربع مليون إنسان‬ ‫يف عام ‪ 2014‬ومع بداية الشهر األوّل فرض تنظيم «داعش» حصاراً خانقاً على مناطق سيطرة النظام يف دير‬ ‫الزور من كافّة احملاور‪ ،‬مانعاً ك ّل مستلزمات احلياة من غذاء ودواء عن ‪ 285‬ألف مدن ّي‬ ‫بنظراتهم المتر ّقبة وبأيدهم التي ال���م���ف���روض من‬ ‫ُخ ّ‬ ‫طت عليها أرق��ام تراتبيّة شبيهة قبل التنظيم على‬ ‫بأرقام ضحايا التعذيب‪ ،‬يقف ضحايا ه����ذه ال��م��ن��اط��ق‬ ‫حصار «داع��ش» في دي��ر ال��زور وم��ن��ع��ه إدخ����ال‬ ‫في رتل انتظار حصّة الغذاء‪ ،‬أمام ال��م��واد الغذائيّة‬ ‫مراكز النظام التموينيّة ليوم أو أكثر واألدوي����ة‪ ،‬تر ّتب‬ ‫للحصول على الغذاء ال��ذي يبقيهم ع��ل��ى ذل���ك نتائج‬ ‫أحياء لعدّة أيّام أخرى‪.‬‬ ‫ك��ارث � ّي��ة أص��اب��ت‬ ‫ال���س��� ّك���ان‪ ،‬حيث‬ ‫أطفال ونساء‬ ‫ل��م يكن ح��ال ه��ؤالء ال��ن��اس كذلك ارتفعت األسعار‬ ‫في ع��ام ‪ 2014‬فمع بداية الشهر ب��ش��ك��ل ج��ن��ون��يّ ‪،‬‬ ‫األوّ ل من هذا العام فرض تنظيم وتضاعفت أكثر‬ ‫«داعش» حصاراً خانقا ً على مناطق م��ن خمس عشرة‬ ‫سيطرة النظام في دير ال��زور من مرّ ة‪ ،‬فوصل سعر‬ ‫كا ّفة المحاور‪ ،‬مانعا ً ك ّل مستلزمات رغ���ي���ف ال��خ��ب��ز‬ ‫الحياة من غذاء ودواء عن ‪ 285‬ألف الواحد إلى مائة ليرة سوريّة‪ ،‬أمّا‬ ‫مدنيّ يقطنون فيها‪ ،‬بحسب إحصائيّة كيلو األرز فال يق ّل ثمنه عن ‪1200‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬ومثله‬ ‫للهالل األحمر‬ ‫م���ادّة الس ّكر‬ ‫ال��س��وريّ ‪ ،‬إلاّ‬ ‫ً‬ ‫كيلو األرز‬ ‫أي��ض��ا‪ ،‬أمّ��ا‬ ‫ناشطين‬ ‫أنّ‬ ‫ا لمحر و قا ت‬ ‫عدد‬ ‫ّرون‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫�ق‬ ‫ي�‬ ‫ّ‬ ‫ال يقل مثنه‬ ‫ف���ال���ل���ي���ت���ر‬ ‫ا لمحا صر ين‬ ‫عن ‪1200‬‬ ‫ال���واح���د من‬ ‫ب��م��ا ي��ت��ج��اوز‬ ‫ال��م��ازوت أو‬ ‫‪ 300‬أل���ف‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬ومثله‬ ‫الكاز يتراوح‬ ‫مدنيّ ‪ ،‬نصفهم‬ ‫مادّة السكّر‬ ‫سعره بحدود‬ ‫ع��ل��ى األق���� ّل‬ ‫‪ 1700‬ليرة‬ ‫م���ن ال��ن��س��اء‬ ‫أيضاً‬ ‫س�����ور ّي�����ة‪،‬‬ ‫واألطفال‪.‬‬ ‫وليتر البنزين‬ ‫عندما قامت‬ ‫‪ 2000‬ليرة‬ ‫«داع��������ش»‬ ‫بحصارها كان تحت ذريعة إجبار سوريّة»‪.‬‬ ‫المدنيّين الذين يعيشون في مناطق القمل والجرب‬ ‫سيطرة النظام على النزوح منها أمّا فيما يتعلّق باألدوية‪ ،‬فإنّ أكثر‬ ‫لتسهيل اقتحامها‪ ،‬وقد دخل الحصار أصناف الدواء تكاد تكون مفقودة من‬ ‫شهره الرابع ولم يح ّقق من أهدافه ما الصيدليّات الكائنة في هذه المناطق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يستحق الذكر‪ ،‬فالنظام مازال يسيطر حيث يؤ ّكد الطبيب «أحمد» من دير‬ ‫على المنطقة والمدنيّون متمسّكون الزور أنّ معظم األدوية مفقودة في‬ ‫بالبقاء في منازلهم‪ ،‬وخالل الفترة المناطق المحاصرة ومنها أدوي��ة‬ ‫األخيرة قام التنظيم بمنع من يحاول لألمراض المزمنة‪ ،‬ممّا يش ّكل خطراً‬ ‫ال��خ��روج م��ن ه��ذه األح��ي��اء‪ ،‬تحت حقيقا ً على مرضى القلب والس ّكريّ‬ ‫دعوى انتهاء مدّة المهلة التي أعطاها والضغط‪ .‬وقد سمح النظام في اآلونة‬ ‫التنظيم لس ّكان هذه المناطق للخروج األخيرة بخروج الحاالت المرضيّة‬ ‫من دير ال��زور ولكن بشرط إثبات‬ ‫منها والتبرّ ؤ من النظام‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬أطلق مجموعة من شبّاب ه��ذه الحالة‪ ،‬ع�لاوة على اقتصار‬ ‫ك الحصار المرافقة على شخص واحد فقط‪ ،‬أمّا‬ ‫دير الزور حملة «معا ً لف ّ‬ ‫عن دير ال��زور» في محاولة منهم التنظيم فيقوم باستهداف من يخرج‬ ‫لتسليط الضوء على معاناة المدنيّين أو يقوم بإجباره على العودة في‬ ‫وال��م��س��اع��دة ف��ي ك��س��ر الحصار أحسن الحاالت‪ ،‬لذلك يسلك الفارّ ون‬ ‫المفروض عليهم‪ .‬يقول «ج�لال من الحصار طرقا ً ترابيّة التفافيّة‬ ‫الحمد» وهو الناطق باسم هذه الحملة للخروج مشيا ً على األق��دام تقليالً‬ ‫«بعد أرب��ع��ة أشهر م��ن الحصار لفرص القبض عليهم‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫دير الزور ‪ -‬عادل العايد‬

‫ولم تقتصر آثار الحصار على ذلك‪ ،‬اإلشراف ‪ -‬ومعهم عناصر األمن ‪-‬‬ ‫فخالل األيّ��ام القليلة الماضية أفاد على توزيع الحصص الغذائيّة في‬ ‫مدرّ سون وناشطون بأنّ النظام قام الهيئات االستهالكيّة التي تقوم بتوزيع‬ ‫بإيقاف العمل في بعض المدارس كميّات قليلة من المواد التموينيّة على‬ ‫االبتدائيّة‪ ،‬وذلك عقب انتشار آفات المحاصرين»‪.‬‬ ‫ويرى «وسام» أنّ الهدف من ذلك‬ ‫كالقمل والجرب بين التالميذ‪ ،‬ممّا‬ ‫حدا بالقائمين على هذه المدارس هو إجبار شباب هذه المناطق‪ ،‬على‬ ‫إلى إيقاف ال��دوام فيها لمنع ا ّتساع االلتحاق بقوّ ات <الدفاع الوطنيّ >‬ ‫رقعة انتشار هذه األمراض؛ ويأتي لتأمين ال��ق��وت اليوميّ لعائالتهم‬ ‫ذلك نتيجة لتد ّني مستوى النظافة وذويهم‪ .‬ويتحمّل النظام مسؤوليّة‬ ‫الشخصيّة‪ ،‬وبسبب غالء المحروقات في الحصار والمشاركة فيه بشكل‬ ‫ال��ل��ازم�����ة‬ ‫أو آخر‪ ،‬حيث‬ ‫ألغ�������راض‬ ‫أ ّك�������������دت‬ ‫التنظيم‬ ‫االس��ت��ح��م��ام‬ ‫ألوري����ن����ت‬ ‫وانعدام مواد‬ ‫ن��ت م��ص��ادر‬ ‫يستهدف من‬ ‫التنظيف في‬ ‫ص���ة من‬ ‫خ���ا ّ‬ ‫يقوم‬ ‫أو‬ ‫خيرج‪،‬‬ ‫السوق‪.‬‬ ‫الهالل األحمر‬ ‫ال��س��وريّ في‬ ‫الموت جوعا ً‬ ‫بإجباره على‬ ‫دير الزور أنّ‬ ‫ونتيجة لذلك‬ ‫العودة يف أحسن‬ ‫القائمين عليه‬ ‫ال���ح���ص���ار‪،‬‬ ‫قدّموا اقتراحا ً‬ ‫َ‬ ‫ي���ب���ق‬ ‫ل������م‬ ‫احلاالت‬ ‫للنظام بإنشاء‬ ‫للمحا صر ين‬ ‫ج��س��ر ج���وّ يّ‬ ‫م�����ن م��ن��ف��ذ‬ ‫للعيش سوى طريق الجوّ عبر مطار إلى مطار دير ال��زور‪ ،‬على عاتق‬ ‫دير الزور العسكريّ ‪ .‬يقول الناشط الهالل األحمر‪ ،‬حيث يتحمّل كا ّفة‬ ‫«وسام العرب» إنّ «بعض التجّ ار األعباء الما ّديّة إلدخال الغذاء والدواء‬ ‫المرتبطين بضبّاط أجهزة مخابرات للمحاصرين‪ ،‬ولكنّ مسؤولي النظام‬ ‫النظام يقومون بنقل بضائع لهم عن رفضوا ذلك‪.‬‬ ‫طريق الطائرات العسكريّة أو المدنيّة وإلى متى؟‬ ‫الموجودة بمطار دير الزور‪ ،‬مقابل في ظ ّل صراع ‪ -‬ال يلوح في األفق‬ ‫رشى يقدّمونها لهم مقابل ذلك‪ ،‬ومن ح ّل له ‪ -‬بين تنظيم «داعش» والنظام‪،‬‬ ‫جهة آخر‪ ،‬يقوم هؤالء التجّ ار ببيع ال تزال معاناة المدنيّين مستمرّ ة إلى‬ ‫هذه المواد الغذائيّة بأسعار عالية ج ّداً‪ ،‬اآلن‪ ،‬حيث يش ّكلون الحلقة األضعف‬ ‫بينما يقوم النظام بتوفير حصص واألكثر تضرّ راً إثر ذلك الصراع‪.‬‬ ‫غذائيّة للمنتسبين لما يسمّيه <الدفاع‬ ‫الوطنيّ > وقد أطلق أيدي هؤالء في‬

‫عادل العايد‬

‫«أمّنا» ‪ ..‬هكذا كان الجميع ينادونها‬ ‫«أيسيل أورفلي أغولو» ‪ ))Aysel Atayik urfalioğlu‬السيّدة‬ ‫التركيّة التي نذرت نفسها لمساعدة الالجئين السوريّين في مدينة‬ ‫«كليس» التركيّة‪.‬‬ ‫بدأت عملها بإغاثة السوريّين مع بدء عمليّة النزوح التي تعرّ ض لها‬ ‫الشعب السوريّ منذ العام ‪ ،2011‬تقول السيّدة فاطمة من منطقة‬ ‫«اعزاز» في حلب‪ :‬كنت جالسة مع أطفالي في الحديقة عندما جاءت‬ ‫أمّنا وسألتني‪ :‬سوري؟‬ ‫أجبتها‪ :‬نعم‪ ،‬وبدأت تسألني إن كان لديّ بيت أنا وأطفالي وعندما‬ ‫أخبرتها أن ال بيت لي‪ ،‬أخذتنا إلى بيتها وبدأت تف ّتش لنا عن بيت نسكنه‬ ‫وفي هذه األثناء اشترت لنا ك ّل ما نحتاجه من مالبس وأغطية و»مونة»‬ ‫وبدأت باالتصال مع الجمعيّات وتسألهم كم عائلة سورية لديكم؟ لتقدّم‬ ‫لهم المعونات التي تستطيع‪ ،‬وعندما علمت بأنّ ابنتي معها «قصر‬ ‫نظر» أصرّ ت على أخذها بيدها إلى «عنتاب» ومعالجتها‪ ،‬وح ّتى اآلن‬ ‫هي مستمرّ ة في معالجتها على حسابها الخاصّ ‪ ،‬وتضيف فاطمة‪ :‬نطلق‬ ‫عليها هنا اسم «أمّنا» أل ّنها ّ‬ ‫بحق كاأل ّم بمعاملتها لنا‪ ،‬لقد غمرتنا بحنانها‬ ‫وقلبها وإنسانيّتها التي ال أستطيع وصفها‪ ،‬فهي تعطف على الجميع‬ ‫ّ‬ ‫أن نسميّها‬ ‫وت��س��ت��ح��ق‬ ‫السور يّين»‬ ‫«أ ّم ل��ك � ّل‬ ‫عليها‬ ‫نطلق‬ ‫ف���������������ي‬ ‫ا لمو جو د ين‬ ‫فهي تعمل‬ ‫«ك��ل��ي��س»‪،‬‬ ‫هنا اسم‬ ‫ل���س���اع���ات‬ ‫ف��ي المركز‬ ‫«أمّنا» ألنّها‬ ‫إلى المركز‬ ‫طويلة‪ ،‬تأتي‬ ‫من ‪ 9‬صباحا ً‬ ‫وال ت��ع��ود‬ ‫حب ّق كاألمّ‬ ‫‪ 11‬مساء‪،‬‬ ‫لمنزلها ح ّتى‬ ‫مبعاملتها‬ ‫من األحيان‬ ‫وف���ي كثير‬ ‫طاقم العمل‬ ‫ت��أخ��ذ جميع‬ ‫لنا‪،‬‬ ‫ف��ي المركز‬ ‫ال���ص���ح���يّ‬ ‫عندما نكون‬ ‫لبيتها ونحن‬ ‫ّ‬ ‫نشعر بأننا‬ ‫ف��ي بيتها ال‬ ‫غرباء أبداً‪ ،‬نشعر بأنّ البيت بيتنا‪ ،‬وال يتو ّقف عملها في المركز فقط‪،‬‬ ‫بل تذهب إلى مشفى الدولة وتقدّم المساعدة أيضاً‪ ،‬وفي أيّام شهر‬ ‫ّ‬ ‫وتوزع بنفسها وجبة السحور لك ّل‬ ‫رمضان تسهر ح ّتى وقت السحور‬ ‫المتواجدين في المركز وتكون حريصة على ذلك‪.‬‬ ‫يقول الطبيب «محمّد عسّاف»‪:‬‬ ‫– مدير إداريّ في المستوصف – بدأنا العمل وك ّنا مجموعة من‬ ‫األطباء المتطوعين في ‪ 2011/7/15‬نجمع األدوية من الجمعيّات‬ ‫التركيّة ونقدّمها للجرحى‪ ،‬أمّا هذا المركز فكان عبارة عن حمّام‬ ‫قديم قدّمه لنا رئيس بلديّة كليس‪ ،‬وهنا بدأ عملنا مع السيّدة «أيسيل»‬ ‫التي بدأت تقدّم لنا الكثير من المساعدات هي وزوجها‪ ،‬إنّ أيّة مشكلة‬ ‫يتعرّ ض لها السوريّون يبدؤون فوراً بالبحث عن «أمّنا» وزوجها‬ ‫«الحاج أحمد» فيذهب معهم ليح ّل المشكلة وعندما نحتاج أن ُندخل‬ ‫المساعدات للداخل السوريّ وتحدث لنا مشكلة أيضا ً فوراً نتصل به‪،‬‬ ‫تعمل هي وزوجها ساعات طويلة في المركز وج ّل وقتهم هذا يكون‬ ‫مكرّ س لخدمة السوريّين وتقديم المعونة الالزمة لهم‪ ،‬وفي حال حدوث‬ ‫أيّ خلل في المركز واحتاج األمر إلى إصالحه يكون «الحاج أحمد»‬ ‫من أوّ ل العاملين على إصالحه‪.‬‬ ‫وعند سؤالنا عن عمل السيّدة «أيسيل» وزوجها السابق أخبرنا الطبيب‬ ‫ّ‬ ‫موظفين واآلن هما متقاعدان عن العمل‪،‬‬ ‫محمّد‪ :‬بأ ّنها هي وزوجها كانا‬ ‫وأنّ عملهما في اإلغاثة كان منذ سنوات فقد عمال في حمالت اإلغاثة‬ ‫ّ‬ ‫لغزة والعراق والشيشان ومع بداية الثورة السوريّة تحوّ ل عملهما مع‬ ‫ف���ي ت��ق��دي��م‬ ‫ال��س��ور ّي��ي��ن‬ ‫وك ّل ما إلى‬ ‫ال���م���ع���ون���ة‬ ‫م��س��اع��دات‬ ‫ه��ن��ال��ك من‬ ‫بدأنا العمل وكنّا‬ ‫إنسانيّة‪.‬‬ ‫م���ح���م���ود‬ ‫ّد‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫يقول‬ ‫جمموعة من األطباء‬ ‫مترجم في‬ ‫س����جّ ����و‪- :‬‬ ‫ال��م��رك��ز – املتطوعني يف ‪2011/7/15‬‬ ‫إنّ السيّدة‬ ‫ال ت���م��� ّل‬ ‫«أي��س��ي��ل» جنمع األدوية من‬ ‫مسا عد تها‬ ‫م���ن ت��ق��دي��م‬ ‫ل��ل��س��ور ّي��ي��ن اجلمعيّات الرتكيّة‬ ‫بالرغم من‬ ‫ك���ان يعمل‬ ‫أنّ معظم َمن ونق ّدمها للجرحى‬ ‫هذا المجال‬ ‫م���ع���ن���ا ف��ي‬ ‫ال��ع��م��ل إلاّ‬ ‫ق���د ت��رك��وا‬ ‫مستمرّ ة في‬ ‫أ ّنها ما زالت‬ ‫عملها رغم مرضها‪ ،‬ويضيف‪ :‬تعمل بصدق ومحبّة وكلّما يصل إلينا‬ ‫طفل ال أهل له‪ ،‬تأخذه لبيتها وتقدّم له الرعاية ويبقى في بيتها إلى أن‬ ‫نجد له مكاناً‪ ،‬ويضيف‪:‬‬ ‫أقامت أكثر من حملة وكفلت ‪ 400‬شخص لمدّة ‪ 6‬أشهر كانوا‬ ‫متواجدين في ك��راج كليس أل ّنهم بال م��أوى فقدّمت لهم األغطية‬ ‫والمالبس واستمرّ ت في تقديم الطعام لهم طوال فترة تواجدهم في‬ ‫الكراج‪ ،‬وفي هذه السنة قامت بحملة استمرّ ت ‪ 15‬يوما ً ّ‬ ‫وزعت خاللها‬ ‫‪ 26000‬جاكيت وبطانيّة في حملة واحدة‪ ،‬ويضيف‪:‬‬ ‫إنّ كا ّفة الجمعيّات الخيريّة في كليس تعرفها وتثق بعملها فهي تهت ّم‬ ‫باألطفال وبالمرأة بشكل خاصّ وتقدّم القرطاسيّة لألطفال السوريّين في‬ ‫المدارس أيضاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعندما قدّمنا الشكر لها باسم األطفال السوريّين وقلنا لها أننا بحاجة‬ ‫ألمثالها‪ ،‬أجابتنا‪:‬‬ ‫بأ ّنها هي التي تشكرنا أل ّنها بحاجة لنا كي تقدّم المساعدة للمحتاجين‪،‬‬ ‫بحاجة لدعائهم لها‪ ،‬فهي تجد إنسانيّتها عندما تقدّم المساعدة لآلخرين‪،‬‬ ‫وأضافت‪« :‬ال أبغي الشهرة وال أيّ شيء من هذه الدنيا‪ ،‬فقط أريد أن‬ ‫يقدّرني هللا على فعل الخير ومساعدة المحتاجين»‪.‬‬

‫فلك اخلالد‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪7‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫إستوكهولم – سورّيون في السويد‬

‫ثقافتان في خدمتك‪ ...‬بال تحايل أو التفاف‬ ‫ال تزال قضيّة اللجوء حاضرة لدى السويديّين‬ ‫على اختالف مواقعهم بدءاً من الحكومة مروراً‬ ‫باألحزاب والفعّاليّات المدنيّة واالقتصاديّة‬ ‫وغيرها انتها ًء بالمواطنين العاديّين‪ ،‬ورغم‬ ‫أنّ قضيّة اللجوء أو الهجرة ليست جديدة على‬ ‫المجتمع السويديّ إلاّ أنّ األعداد الكبيرة التي‬ ‫وصلت إلى السويد في السنتين األخيرتين‬ ‫زادت من اهتمام السويديّين بها وبمتابعة‬ ‫تفاصيلها‪.‬‬

‫يعودون إلى الجنوب!‬

‫صحيفة «كلّنا سوريّون» التقت أحد رجال‬ ‫األعمال السويديّين وأجرت معه الحوار التالي‪:‬‬ ‫ال��س � ّي��د ي��واك��ي��م إي��س��اك��س��ون (‪Joakim‬‬ ‫‪ )Isaksson‬قال ر ّداً على سؤاله كيف يرى‬

‫تكمن في أنّ عدد القادمين كان كبيراً وأنّ هذه الثقافات هي عالقات تصادميّة‪ ،‬كان من‬ ‫التجهيزات الالزمة الستقبالهم لم تكن كافية‪ ،‬الممكن لو تيسّرت سبل دمج القادمين بسهولة‬ ‫من المفترض أن تكون ك ّل التجهيزات متو ّفرة داخل المجتمع السويديّ أن تصبح هذه الثقافات‬ ‫للقادمين‪ ،‬ال يكفي أن‬ ‫مصدر تنوّ ع وغنى‪ ،‬لكن‬ ‫نرفع شعار زي��ادة عدد‬ ‫انغالق هذه الثقافات يجعل‬ ‫يف‬ ‫تكمن‬ ‫املشكلة‬ ‫ال��ق��ادم��ي��ن‪ ،‬األج���در بنا‬ ‫األمر بالغ الصعوبة في‬ ‫أن نستقدم م��ا يمكننا‬ ‫بعض المدن‪ ،‬في (مالمو)‬ ‫أ ّن عدد القادمني‬ ‫استيعابه بشكل حقيقيّ ‪،‬‬ ‫هناك أحياء العالقة لها‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وأ‬ ‫ا‬ ‫كبري‬ ‫كان‬ ‫وليس م��ر ّد األزم��ة إلى‬ ‫بالسويد وتنتج ثقافتها‬ ‫العامل االقتصاديّ وحده‪،‬‬ ‫وقوانينها الخاصّة وهذا‬ ‫التجهيزات الالزمة‬ ‫صحيح أنّ هناك أزمة‬ ‫سيّ ء‪.‬‬ ‫تكن‬ ‫مل‬ ‫الستقباهلم‬ ‫ّ‬ ‫اقتصاديّة عالميّة والسويد‬ ‫أتمنى أن تنتبه حكومتنا‬ ‫كغيرها من الدول ّ‬ ‫تأثرت‬ ‫ج � ّي��داً لسياسة الهجرة‬ ‫كافية‬ ‫بها إلاّ أنّ السويد ليست‬ ‫واللجوء فاألمر أكثر من‬ ‫في أزمة اقتصاديّة‪ .‬لكن‬ ‫أعداد وقوانين إ ّنها حياة‬ ‫لماذا ينض ّم أغلب القادمين‬ ‫ومستقبل وثقافات أفراد‬ ‫الجدد إلى صفوف العاطلين عن العمل؟ ولماذا يعيشون في منطقة واحدة‪.‬‬ ‫اليقبلون السكن في مناطق الشمال؟ ويرحلون حملت حقيبتي وبدأت أبحث‬ ‫عنها فور قدومهم؟ هناك يمكن لهم أن يحصلوا اللقاء الثاني الذي أجرته «كلّنا سوريّون» مع‬ ‫على فرص عمل وبالتالي فإنّ أغلب المشاكل رجل أعمال سوريّ قدم إلى السويد منذ س ّتة‬ ‫الناجمة عن قدومهم تكون قد حلّت لك ّنهم وعشرين عاماً‪ .‬يقول السيّد «سيمون األسعد»‬ ‫يهاجرون جميعا ً إلى الجنوب‪ ،‬مناطق الشمال‬ ‫مؤهّلة لك ّل الخدمات األساسيّة ويعيش فيها‬ ‫سويديّون منذ زمن طويل في الجنوب أيضا ً‬ ‫تواجههم مشكلة أخ��رى غير البطالة وهي‬ ‫مشكلة السكن‪ ،‬فالسكن متو ّفر في مناطق‬ ‫الشمال وغير متوفر في مناطق الجنوب‪.‬‬

‫األمر أكثر من قوانين‪..‬‬

‫تداعيات األعداد الكبيرة القادمة إلى السويد في‬ ‫السنتين األخيرتين‪:‬‬ ‫المشكلة ليست في الهجرة إلى السويد‪ ،‬المشكلة‬

‫وعند سؤالنا له عن تأثيرات االختالف في الثقافة‬ ‫والعادات للقادمين الجدد عن السويديّين أجاب‪:‬‬ ‫بالتأكيد سيكون هناك تأثير على خصوصيّة‬ ‫وثقافة المجتمع السويديّ هناك ثقافات متباينة‬ ‫قسم كبير منها (أقصد ثقافات وعادات القادمين)‬ ‫هي ثقافات مغلقة ويصعب تالقحها مع الثقافات‬ ‫األخرى‪ ،‬وهذا بالتأكيد سيجعل من العالقة بين‬

‫عن تجربته في السويد‪:‬‬ ‫أيّة فكرة عنها‪ ،‬اخترتها وبدأت من الصفر‪.‬‬ ‫كلّنا سمع ع��ن السويد والنظام والقانون هنا العلم والعمل مفتوحان بغضّ النظر عن‬ ‫والديمقراطيّة والحرّ يّة قبل قدومه إلى السويد‪ ،‬عمرك‪ ،‬ولكي تنجح فأنت مطالب بأن تمتلك‬ ‫كانت حلمنا خصوصا ً في ظ ّل انسداد السبل ميزتين أساسيّتين‪ :‬اللغة‪ ،‬وفهم المجتمع وقوانينه‬ ‫أمام أغلبنا في سورية‪ ،‬بعد أن انتهيت من وعاداته‪ .‬يجب أن تالئم مابين ثقافتك وثقافة هذا‬ ‫خدمة العلم حملت حقيبتي وب��دأت أبحث المجتمع؛ أمّا أن تضعهما في مواجهة بعضهما‬ ‫عن مستقبل أفضل وصلت إلى السويد في فإ ّنك ستفشل‪ ،‬السويديّون طيّبون وصادقون‬ ‫عام ‪ ،1988‬وكك ّل القادمين الجدد عشت ويساعدونك على النجاح‪ .‬أنصح ك ّل القادمين‬ ‫في الكامب سنتين وأربعة أشهر في انتظار الجدد أن يتعلّموا اللغة بأسرع وقت ممكن وأن‬ ‫الحصول على اإلقامة‪ ،‬استفدت كثيراً من ينخرطوا بالمجتمع الجديد‪ ،‬يجب عليهم أن‬ ‫اإلقامة في الكامب كان‬ ‫يكونوا منتجين فالقانون‬ ‫السويديّون يساعدوننا في‬ ‫يمنحك ك ّل الميزات التي‬ ‫«السويد مفتوحة‬ ‫الدراسة وفي العيش داخل‬ ‫يمنحها للسويديّين وال‬ ‫تريد‬ ‫ما‬ ‫لتفعل‬ ‫لك‬ ‫الكامب بشكل عاديّ كان‬ ‫فرق بينك وبينهم‪ .‬وتابع‬ ‫لدينا ك ّل اإلمكانيّات لكي‬ ‫«األس���ع���د» م��وض��ح�اً‪:‬‬ ‫القانون‬ ‫سقف‬ ‫حتت‬ ‫نتعلّم األساسيّات الالزمة‬ ‫من الخطأ أن تف ّكر في‬ ‫الذي مينحك‬ ‫لحياتنا القادمة‪ ،‬ك ّنا نعرف‬ ‫العيش هنا كما كنت في‬ ‫أنّ تجربتنا الجديدة لن‬ ‫ب��ل��دك‪ ،‬يجب أن ت��درك‬ ‫مامينحه للسويد ّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تنجح إلاّ بانخراطنا داخل‬ ‫ج� ّي��دا أن��ك أم��ام مجتمع‬ ‫متاماً»‬ ‫مجتمع السويد‪ ،‬وهكذا‬ ‫آخر وأنّ ثقافتك وعاداتك‬ ‫ً‬ ‫مختلفة قليال أو كثيراً‬ ‫ك��ان‪ ،‬ول��م نكن نطالب‬ ‫السويديّين مثلما يفعل‬ ‫عن هذا المجتمع‪ .‬بداية‬ ‫القادمون اآلن بمطالبهم التي تتجاوز ما يمنحه النجاح هي أن تضع الثقافتين في خدمتك ال أن‬ ‫لهم القانون‪.‬‬ ‫تضعهما في مواجهة بعضهما البعض؛ لألسف‬ ‫الشديد‪ ،‬إنّ ثقافة العمل والعالقة بالقانون التي‬ ‫السر؟‬ ‫ما هو ّ‬ ‫سألنا السيّد «األسعد» أيضاً‪ .‬تعتبر تجربتك عرفناها في سورية هي ثقافة وعالقة مشوّ هه‪،‬‬ ‫في السويد تجربة ناجحة‪ ،‬فأنت من األشخاص هنا األمر مختلف‪ ،‬ليس التحايل وااللتفاف على‬ ‫الذين أمضوا سنوات طويلة دون اصطدام مع القانون هما طريقك للنجاح ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫السويديّين أو ثقافتهم أو عاداتهم وأنت اآلن لكي تنجح هنا‪ ،‬رأى «سيمون األسعد» أنه‪:‬‬ ‫يجب أن تنسى ثقافة العمل المخادع وثقافة‬ ‫ناجح في عملك‪ ،‬كيف تفسّر نجاح تجربتك؟‬ ‫فقال‪ :‬السويد مفتوحة لك لتفعل ما تريد تحت التحايل على القانون‪ ،‬وستجد أ ّنك قادر على‬ ‫سقف القانون الذي يمنحك مايمنحه للسويديّ تحقيق ما تحلم به‪.‬‬ ‫تماماً‪ ،‬يمكنك أن تختار النجاح ويمكنك أن‬ ‫تختار الفشل‪ ،‬هنا ال أحد يعيق نجاحك‪ .‬عندما‬ ‫خاص – كلّنا سوريّون‬ ‫ّ‬ ‫اخترت العمل في مصلحة المطاعم لم يكن لدي‬

‫حلب ‪ -‬رسائل سالم وإنسانّية‪...‬الوالء لإلنسان واحترامه‬

‫السوري للعدالة‬ ‫حلب ‪ -‬المعهد‬ ‫ّ‬

‫تنموي لخلق مجتمع أفضل‬ ‫مبادرون‪..‬مشروع‬ ‫ّ‬

‫يوّثق براميل الموت‬

‫مع دخول الثورة عامها الرابع بدأ االرهاق‬ ‫والتعب يأكل قلوب الناس المدنيّين الذين‬ ‫وقعوا بين ف ّكي كمّاشة‪ ،‬والبلد التي تأكل‬ ‫شبابها تباعاً‪ ،‬بين هارب من خدمة الجيش‬ ‫اإللزاميّة واالحتياط‪ ،‬وهارب من الموت‬ ‫والدمار‪ ،‬ومن يبحث عن مستقبل خارج‬ ‫حدود الفوضى‪ .‬درج مصطلح في بدايات‬ ‫التسليح أنّ الثورة تأكل أبناءها وهو صحيح‪،‬‬ ‫ف���ال���ث���ورة خ��س��رت‬ ‫الكثير من أبنائها‪،‬‬ ‫وعدد كبير تهجّ ر أو‬ ‫أخذ خطوات للوراء بعد‬ ‫التسليح واألسلمة‪ُ ،‬ك ُث ٌر من‬ ‫شعروا أ ّنه لم يعد هنالك دور‬ ‫لهم‪ ،‬وأ ّنهم خ��ارج اللعبة‬ ‫خاصّة وأ ّنها تحوّ لت منذ‬ ‫البدايات إلى لعبة دوليّة‬ ‫أكبر من الجميع وأكبر‬ ‫م��ن ك��ا ّف��ة األح�ل�ام‬ ‫الورديّة‪.‬‬

‫م����ب����ادرون‬ ‫‪ ...‬ال����والء‬ ‫ل��ل�إن����س����ان‬ ‫واحترامه‬

‫مبادرون‪ ،‬هم مجموعة من‬ ‫الشباب المتواجدين‬ ‫ف���ي س���وري���ة‪،‬‬ ‫ي��ع��م��ل��ون في‬ ‫مجال التنمية‬ ‫ال���ب���ش���ر ّي���ة‬ ‫أف��ض��ل‬ ‫لخلق مجتمع‬ ‫وأكثر انفتاحا ً‬ ‫ون���ج���اح���اً‪،‬‬ ‫ويضـ ّم فئـات وشــرائح اجتماعيّـة مختلفـة‪،‬‬ ‫تشــترك بنقطـة الوالء لإلنســان واحترامـه‪،‬‬ ‫أص��ـ��درت مبــادرة أطلقت عليها اســم‬ ‫«شــموع ألجل الســالم»‪ ،‬التي تجوّ لت‬ ‫في عـدّة محـافظـات ومناطق ســوريّة‪،‬‬ ‫منهـا دمشــق والالذقيّــة ومصيــاف ومن‬ ‫ضمنهـا كـانت حـلب‪ ،‬وجـولتهم لحـلب‬ ‫حمـلت رســـالة مختلفـة للمجتمـع الحـلبيّ‬ ‫والمجتمـع خ��ارج حلب وحســب تعبير‬ ‫المبــادرين ألنفســهم كـذلك‪ ،‬فقد كـان‬ ‫القـدوم إلى حـلب لـه رهبـة كبيرة نتيجة‬ ‫األخبار الكثيرة التي يسمعونها عن حلب‬ ‫والدمار والخطر المحدق في ك ّل زاوية فيها‪،‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وكونها مص ّنفة كأخطر مدينة في العالم للعام‬ ‫‪.2014‬‬ ‫وحالة الطريق إليها ال��ذي يتصدّر دوما ً‬ ‫األخبار‪ ،‬فطريق خناصر لم يعد غريبا ً عن‬ ‫أسماع أيّ أحد‪.‬‬ ‫لك ّنهم تجاوزوا مخاوفهم وقدموا إلى حلب‬ ‫ليخبروا أهلها «نحن معكن ونحن هون‬ ‫وبقلوبنا في سالم»‪.‬‬ ‫وي��ن��ت��م��ي‬ ‫أ عضا ء‬

‫كان القدوم إىل حلب‬ ‫له رهبة كبرية نتيجة‬ ‫األخبار الكثرية اليت‬ ‫يسمعونها عن حلب‬ ‫والدمار واخلطر احملدق‬ ‫يف ك ّل زاوية فيها‬

‫ه������ذه‬ ‫ا لمبا د ر ة‬ ‫إلى ع�دّة محافظات سوريّة‪ ،‬من ضمنها‬ ‫الالذقيّة التي تسمّى باريس السوريّة اليوم‬ ‫مع محافظة طرطوس كرمز لطبيعيّة الحياة‬ ‫فيها وخلّوها من أيّ مظهر من مظاهر‬ ‫األزمة‪ ،‬إضافة لحساسيّتهما الطائفيّة كونهما‬ ‫محسوبتين على الطائفة العلويّة التي ينتمي‬ ‫إليها النظام السوريّ ‪.‬‬ ‫المعرض ال��ذي استمرّ على مدى أربعة‬ ‫أيّام احتوى عدّة أنشطة‪ ،‬من ضمنها أعمال‬ ‫أوريغامي وأعمال يدويّة وأكسسوارت تحمل‬ ‫رسائل سالم وإنسانيّة‪ ،‬وبعض األعمال‬ ‫المصنوعة من مخلّفات الحرب هاون‬ ‫ورصاص مع رسالة تضمّنت الكلمات‪:‬‬

‫«الحروب بشعة ومخلّفاتها مؤذية‪ ،‬خلّونا‬ ‫مكان ك ّل رصاصة نزرع وردة ما نفكر‬ ‫نحتفظ بالفوارغ وال بأيّ طريقة ما نفكر‬ ‫نلمسها وال ح ّتى ننكشها خلّيكن آمنين وخلّي‬ ‫عينكن عالصغار»‬ ‫كما أقاموا عرض «راب» سوريّ لفرقة‬ ‫البصمة العربيّة‪ ،‬وهم مجموعة من الشباب‬ ‫من حلب وجدوا في الغناء وسيلة إلخبار‬ ‫حلب وال��ذي‬ ‫ال���ع���ال���م ع��ن‬ ‫فيها‪ ،‬وعيش‬ ‫ي��ح��ص��ل‬ ‫أهلها‪ ،‬فغنوا‬ ‫أغنية «حلب‬ ‫معاكم»‪.‬‬ ‫وف��ي الختام عبّر‬ ‫المبادرون القادمون من‬ ‫مصياف والالذقية ودمشق‬ ‫ف����ي أوّ ل‬ ‫زي����ارة لهم‬ ‫إل����ى حلب‬ ‫ض������م������ن‬ ‫ص��ف��ح��ات��ه��م‬ ‫ع�������ل�������ى‬ ‫«ال��ف��ي��س��ب��وك» عن‬ ‫فرحتهم بالقدوم لهذه‬ ‫المدينة التي ظلمها‬ ‫الجميع ق��دي��م �ا ً وإل��ى‬ ‫اآلن على حسب تعبير‬ ‫بعضهم‪ ،‬واجتمعوا على‬ ‫حبّها وحبّ شعبها ح ّتى‬ ‫ف���ي وض���ع ال��ح��رب‬ ‫والتعب فيتساءلون‬ ‫ك��ي��ف ك��ان��ت في‬ ‫حالة السالم؟‬ ‫ويبقى الشيء ال��ذي يجمع أغلب الفئات‬ ‫السوريّة التي لم تغادر سورية‪ ،‬بغضّ‬ ‫النظر عن المحافظة التي يعيشون فيها‪ ،‬هو‬ ‫التعب والرغبة في إيقاف الحرب‪ ،‬وصناعة‬ ‫السالم حقيقة‪ ،‬وليس مجرّ د مبادرة ومعرض‬ ‫يستمرّ أيّاما ً قصيرة بك ّل مكان‪ ،‬وترجمة‬ ‫هذه الرسالة لواقع ينتشل الناس من تعبهم‬ ‫ومن التهجير والمخيّمات التي استوطنوها‬ ‫واستوطنتهم‪.‬‬

‫لينا احلكيم‬

‫صالً بيّن فيه إحصائيّات ميدانيّة عن قصف قوّ ات النظام‬ ‫نشر المعهد السوريّ للعدالة تقريراً مف ّ‬ ‫لمدينة حلب خالل شهر نيسان ‪ ،2015‬وحسب بيان المعهد‪« :‬تعتبر إحصائيّة شهر نيسان‬ ‫‪ 2015‬من أعنف الهجمات منذ شهر أيلول ‪ »2014‬حيث سجّ ل استخدام كا ّفة أنواع األسلحة‬ ‫لقصف المناطق ذات الكثافة السكنيّة‪،‬‬ ‫ويظهر ذلك بوضوح من خالل تفاصيل‬ ‫اإلحصائيّة‪:‬‬ ‫عدد البراميل المتفجّ رة من الطيران‬ ‫المروحي‪/180/ :‬‬ ‫عدد الصواريخ من الطيران الحربيّ ‪:‬‬ ‫‪/334/‬‬ ‫صواريخ أرض أرض طويل المدى‪:‬‬ ‫‪/1/‬‬ ‫صواريخ أرض أرض قصير المدى‪:‬‬ ‫‪/41/‬‬ ‫القنابل العنقوديّة‪/2/ :‬‬ ‫عدد الضحايا اإلجماليّ نتيجة القصف‪:‬‬ ‫‪ّ /234/‬‬ ‫توزع حسب التالي‪:‬‬ ‫النساء‪/34/ :‬‬ ‫األطفال‪/59/ :‬‬ ‫العسكريّين‪/10/ :‬‬ ‫األطبّاء والمسعفين‪/1/ :‬‬ ‫الهيئات الخدميّة‪/3/ :‬‬ ‫األشكال البيانيّة توضّح األرقام المرفقة في التقرير‪.‬‬

‫والمعهد السوريّ للعدالة (‪ّ )JUSTICE‬‬ ‫منظمة غير حكوميّة ال تبتغي الربحيّة‪ .‬تأسّست عام‬ ‫‪ 2011‬في مدينة حلب‪ ،‬من مجموعة من المحامين المتخصّصين بحقوق اإلنسان والتوثيق‬ ‫الجنائيّ وخبراء استشاريّين في التحقيق الجنائيّ والقضاء‪ .‬وقام المركز بتوثيق أكثر من مسألة‬ ‫جنائيّة‪ ،‬كعمليّة توثيق مجزرة النهر‪ ،‬وتوثيق مجازر منطقة السفيرة‪ ،‬ويسعى المعهد لرصد‬ ‫جميع االنتهاكات الحاصلة في سورية وفق طرق علميّة ومعايير دوليّة بهدف تحضير المل ّفات‬ ‫القانونيّة لتقديمها إلى المحاكم الدوليّة‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪30‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫ملف العدد‬

‫شكراً‪ ،‬أنجلينا جولي‬

‫تح ّوالت األمل والغضب واليأس‬ ‫(مداخلة أجنلينا جولي يف األمم املتّحدة ‪ -‬جملس األمن‪ 25 ،‬نيسان ‪)2015‬‬

‫<<منذ بداية األزمة السوريّة في ‪ ٢٠١١‬قمت ألزم���ة ال ي��د لهم فيها‪ ،‬وم��ع ذل��ك فإ ّنهم‬ ‫بـ ‪ ١١‬زيارة للاّ جئين السوريّين في العراق موصومون‪ ،‬غير مرغوب فيهم‪ ،‬ويت ّم التعامل‬ ‫األردنّ ‪ ،‬لبنان‪ ،‬تركيا ومالطا‪ .‬كنت أتم ّنى لو معهم كحمل ثقيل‪ .‬لذا أنا هنا من أجلهم‪ ،‬ألنّ‬ ‫أنّ بعض السوريّين الذين التقيت بهم كانوا بيننا رابطة األمم الم ّتحدة هي رابطتهم‪ .‬هنا ك ّل‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫البلدان والناس متساوون من أصغر األعضاء‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تحضرني األ ّم التي التقيتها مؤخرا في مخيّم إلى أكبرها‪.‬‬ ‫في العراق والتي كانت تستطيع أن تحكي لكم إنّ ه��دف األم��م الم ّتحدة هو تج ّنب وإنهاء‬ ‫عن محاولة االستمرار بالحياة بعد أن يقوم األزم��ات‪ ،‬تقريب البالد من بعضها وإيجاد‬ ‫مسلّحون باختطاف ابنتكم لتشغيلها في تجارة حلول سياسيّة لألزمات وانقاذ األرواح‪.‬‬ ‫الجنس‪.‬‬ ‫لقد فشلنا في ك ّل ذلك في سورية؛ المسؤوليّة‬ ‫أف ّكر في هالة‪ ،‬الفتاة اليتيمة التي تعيش في داخل سورية تتحمّلها األطراف المتحاربة‪،‬‬ ‫مخيّم لبنانيّ مع أخوتها‬ ‫ولكن األزمة أصبحت‬ ‫أسوأ بسبب االختالف‬ ‫ال��س� ّت��ة وال��ت��ي تستطيع‬ ‫ّ‬ ‫وان��ع��دام ال��ق��رار في‬ ‫إخباركم ما كانت الحياة‬ ‫كل السوريّني‬ ‫ستؤول إليه لو أصبحتم‬ ‫المجتمع ال��دول��يّ ما‬ ‫التقيتهم‬ ‫الذين‬ ‫ّ‬ ‫يشكل عقبة في أن‬ ‫م��س��ؤول��ي��ن ع��ن إع��ال��ة‬ ‫عائلتكم وأنتم في الحادية‬ ‫يتحمّل مجلس األمن‬ ‫يستطيعون إخباركم‬ ‫مسؤوليّته‪.‬‬ ‫عشرة من العمر؟! ألنّ‬ ‫اليت‬ ‫األزمة‬ ‫عن‬ ‫في عام ‪ ٢٠١١‬كان‬ ‫أمّكم قُتلت في غارة جوّ يّة‬ ‫وأباكم مفقود‪.‬‬ ‫الالجئون السوريّون‬ ‫يعيشونها أكثر‬ ‫أف ّكر في الدكتور أيمن‪،‬‬ ‫يتمسّكون ب��األم��ل‪،‬‬ ‫أستطيع‪.‬‬ ‫ا‬ ‫مم‬ ‫بالغة‬ ‫ّ‬ ‫الطبيب من حلب‪ ،‬الذي‬ ‫ق��ال��وا ل��ي‪ :‬أرج���وكِ‬ ‫أخ��ب��ري ال��ع��ال��م بما‬ ‫شاهد زوجته وابنته ذات‬ ‫الثالث سنوات تغرقان‬ ‫يحدث لنا‪ ،‬معتقدين‬ ‫في البحر المتوسّط حين انقلب زورق التهريب أنّ الحقيقة وحدها كافية لضمان الحراك‬ ‫الذي يقلّهما والذي كان يحمل مئات األشخاص‪ ،‬الدوليّ ‪ .‬عندما ُع��دت‪ ،‬األمل كان قد تحوّ ل‬ ‫فهو يستطيع أن يخبركم كيف يكون الحال إلى غضب‪ ،‬غضب أب حمل طفله الرضيع‬ ‫حين تحاول حماية من تحبّ في الحرب ث ّم أن وسألني هل هذا الطفل إره��اب��يّ ؟ هل ابني‬ ‫تفقدهم في محاولة يائسة للنجاة حين تفشل ك ّل إرهابيّ ؟ خالل زيارتي األخيرة في شباط‬ ‫السبل األخرى …‬ ‫كان الغضب قد تحوّ ل إلى استسالم بائس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نستحق‬ ‫ك ّل السوريّين الذين التقيتهم يستطيعون إخباركم وأسئلة مريرة لماذا نحن السوريّين ال‬ ‫عن األزمة التي يعيشونها بأكثر بالغة ممّا االنقاذ؟ أن تكون سور ّيا ً عالقا ً في األزمة‪ ،‬هو‬ ‫أستطيع‪.‬‬ ‫أن تكون مُبعداً عن ك ّل قانون أو مبدأ وُ جد‬ ‫نحو أربعة ماليين الجئ سوريّ هم ضحايا لحماية حياة األبرياء‪ .‬القانون الدوليّ اإلنسانيّ‬

‫يحظر التعذيب التجويع واستهداف المدارس‬ ‫والمستشفيات‪ ،‬لكنّ هذه الجرائم تحدث يوم ّيا ً‬ ‫في سورية‪ .‬لدى مجلس األمن السلطة للتعامل‬ ‫مع هذه التهديدات لألمن والسالم الدوليّ ‪ ،‬لكنّ‬ ‫سلطته تقبع غير مستخدمة‪ .‬األم��م الم ّتحدة‬ ‫اضطلعت بمسؤوليّة حماية المبدأ الذي يقول‬ ‫إ ّن��ه‪ :‬عندما تفشل دولة في حماية مواطنيها‬ ‫لن يقف المجتمع الدوليّ متفرّ جاً‪ .‬ولك ّننا نقف‬ ‫متفرّ جين على سورية‪ .‬المشكلة هي ليست قلّة‬ ‫المعلومات فنحن نعلم بالتفصيل ما يحدث في‬ ‫حلب في اليرموك في حمص‪ .‬المشكلة هي‬ ‫انعدام اإلرادة السياسيّة‪.‬‬ ‫ال نستطيع أن نشاهد سورية والشرور التي‬ ‫سبّبها انعدام القرار وألاّ نف ّكر بأنّ هذا أدنى‬ ‫مستوى وصل إليه العالم في انعدام قدرته‬ ‫على الدفاع عن األبرياء وحمايتهم‪ .‬أقول‬ ‫هذا وأنا فخورة بأ ّني جزء من األمم الم ّتحدة‬ ‫منذ ‪ ١٣‬عاماً‪ .‬ال أعتقد أنّ الناس تدرك عدد‬ ‫األشخاص الذين تقوم األمم الم ّتحدة بتأمين‬ ‫عذائهم‪ ،‬حمايتهم وتعليمهم ك ّل يوم‪ .‬ولكنّ ك ّل‬ ‫هذا العمل الجيّد يت ّم تقويضه بسبب الرسالة‬ ‫التي يت ّم إرسالهما بخصوص سورية وهي أ ّنه‬ ‫يمكن للقوانين أن ُتنتهك واألسلحة الكيميائيّة أن‬ ‫تستخدم والمستشفيات أن تقصف والمساعدات‬ ‫أن ُتمنع وأن يت ّم تجويع المدنيّين وب��دون‬ ‫محاسبة‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬وباسم الالجئين السوريّين‪ ،‬أو ّد التقدّم‬ ‫بثالثة مطالب للمجتمع الدوليّ ‪ :‬أوّ الً دعوة إلى‬ ‫اال ّتحاد‪ ،‬فقاد حان الوقت ألن يعمل مجلس‬ ‫األمن كيد واحدة إلنهاء األزمة وايجاد تسوية‬ ‫تح ّقق العدل والمساءلة للسوريّين‪ .‬إ ّنه لمن‬ ‫المشجّ ع رؤي��ة تمثيل وزاريّ من األردن‪،‬‬ ‫إسبانيا وماليزيا اليوم‪ ،‬ولك ّني أعتقد أ ّننا جميعا ً‬ ‫نرغب برؤية جميع وزراء خارجيّة الدول‬

‫األعضاء في مجلس األمن يعملون هنا على‬ ‫ايجاد ح ّل سياسيّ لسورية كمسألة عاجلة‪.‬‬ ‫في األشهر الماضية‪ ،‬رأينا عمالً دبلوماس ّيا ً‬ ‫ّ‬ ‫مكثفا ً في أجزاء أخرى من تلك المنطقة‪ ،‬دعونا‬ ‫إذاً نرى ما نستطيع عمله لشعب سورية‪.‬‬ ‫أنا أح� ّ‬ ‫�ث أعضاء مجلس األم��ن على زيارة‬ ‫الالجئين السوريّين‪ ،‬لكي ي��روا ب��أ ّم أعينهم‬ ‫معاناتهم وتأثير ذلك على المنطقة‪ .‬هؤالء‬ ‫الالجئون ال يستطيعون القدوم إلى المجلس‪،‬‬ ‫لذا رجاء اذهبوا إليهم‪.‬‬ ‫ثانياً‪ ،‬أردّد ما يقال عن الدعم ال��ذي تقدّمه‬ ‫دول الجوار التي تساهم بشكل كبير‪ .‬إ ّنه لمن‬ ‫المقرف مشاهدة آالف الالجئين يغرقون على‬ ‫أبواب أغنى قارّ ة في العالم‪ .‬ال أحد يجازف‬ ‫بحياة أوالده بهذا الشكل إن لم يكن بسبب اليأس‬ ‫التا ّم‪ .‬إن ك ّنا ال نستطيع إنهاء األزمة فإ ّننا ال‬ ‫نستطيع أن نتهرّ ب من المسؤوليّة األخالقيّة‬ ‫بمساعدة هؤالء الالجئين وتأمين ملجأ قانونيّ‬ ‫لحمايتهم‪ .‬ثالثاً‪ :‬بربرية هؤالء الذين يمارسون‬ ‫بشكل منهجيّ العنف الجنسيّ تتطلّب ر ّداً حازما‬

‫من المجتمع الدوليّ ‪ .‬علينا إيصال رسالة أ ّننا‬ ‫جادّون في المحاسبة على هذه الجرائم‪ ،‬فهذا‬ ‫هو األمل الوحيد في توطيد أيّ رادع‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬أنا أدعو أعضاء مجلس األمن أن يبدؤوا‬ ‫بالتحضير من اآلن لضمان تمثيل المرأة‬ ‫السوريّة في أيّة محادثات قادمة عن السالم‪،‬‬ ‫وذلك وفقا ً لقرارات مجلس األمن العديدة‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬أو ّد أن أنهي بالقول بالتطرّ ق إلى‬ ‫نقطة أوسع‪ :‬إنّ انعدام قدرتنا على إيجاد ح ّل‬ ‫لألزمة في سورية يتسبّب بنزوح جماعيّ ‪،‬‬ ‫فتحتجز ماليين الناس في المنفى دون وطن‪.‬‬ ‫هناك ‪ 52‬مليون شخصا ً في العالم مجبراً على‬ ‫النزوح‪ ،‬إ ّنهم بحر من اإلنسانيّة المنفيّة‪ ،‬ومع‬ ‫أنّ أولويّتنا هي إنهاء األزمة السوريّة‪ ،‬علينا‬ ‫أيضا ً توسيع الحوار للتعامل مع هذه المشكلة‬ ‫بشكل أوسع‪ .‬إنّ تاريخنا ال يتحدّد باألزمات‬ ‫التي نمرّ بها ولكن بالطريقة التي نتعامل بها‬ ‫مع هذه األزمات‪.‬‬ ‫شكراً>>‪.‬‬

‫يب‬ ‫ترمجة‪ :‬شام احلل ّ‬

‫بقلم طفل سوري‬

‫من أجل الطفولة‬

‫نوتات بالدم‬

‫اّتفاقية حقوق الطفل‬

‫*‬

‫هالة اخللف ‪ -‬طفلة سوريّة‬ ‫اعتادت نظرات شفقة عقيمة من عيون غبيّة‪،‬‬ ‫واختفاء جيوبهم بح ّقها في األزمات‪ ،‬اعتادت‬ ‫ترتيب أغراضها وتلبية حاجاتها بأقدامها‪،‬‬ ‫تعايشت مع األل��م واألم��ل؛ عزفت البيانو‬ ‫بشغف فيما مضى‪ ،‬كانت أصابعها الزهريّة‬

‫الرحيانية‬ ‫مهرجان رؤية‬ ‫تقبّل السواد في‬ ‫البياض‪ ،‬كانت أوت��اره تعشقها وتبكي على‬ ‫فراقها‪ ،‬راحت رائحة الخشب القديم األصليّة‬ ‫تعبق شعرها المجعّد‪ ،‬كانت تضفي العربيّة‬ ‫على مظهرها الغربيّ ‪ ،‬لم ت� ُ‬ ‫ك شقراء أو‬ ‫جميلة‪ ،‬ولكن عندما كانت تعزف كانت تلمع‬ ‫بشدّة‪ ،‬كانت تجذب الهواء إليها فال يستطيع‬ ‫أحد التن ّفس بعيداً عنها‪ ،‬كانت تأسر األلباب‪.‬‬ ‫في أحد صباحات أيلول ال��زرق��اء‪ ،‬اقترب‬ ‫ليكلّمها عند باب عالمهما الخاصّ ألقى تحيّة‬ ‫خجولة بصمت‪ ،‬لك ّنها لم تستطع النظر‬ ‫إليه‪ ،‬هرولت هاربة خارج السرب‪ ،‬تركت‬ ‫أصدقاءها حزانى دون تحيّتها‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ركبت أوّ ل سيّارة لألجرة‪ ،‬وصلت إلى البيت‬ ‫بخ ّفة على غير عادتها‪ ،‬أعطت ك ّل ما معها‬ ‫للسائق‪ ،‬فتحت الباب بشرود‪ ،‬واندفعت إلى‬ ‫غرفتها‪ ،‬رمت أوراقها الموسيقيّة‪ ،‬ارتمت‬ ‫األوراق أرض��ا ً ك���أوراق الخريف‪ ،‬ر ّنت‬ ‫األوراق على األرض بصمت‪ ،‬رمت نفسها‬ ‫للسرير وانفجرت بالبكاء‪ ...‬بكت بقوّ ة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وبسرعة ث ّم رفعت رأسها وابتسمت بغباء‪،‬‬ ‫كانت سعيدة‪ ،‬ك��ان ال��ه��واء ي��ب��ارك‪ ،‬كانت‬ ‫الستائر ترقص‪ ،‬والجدران تغ ّني‪ ،‬عزفت‬ ‫أوراق الموسيقى على األرض كما البيانو‪،‬‬ ‫للحظة تم ّنت الخلود‪.‬‬

‫ك���ان���ت ه���ذه‬ ‫تقاليد الوقوع بالحبّ لديها‪،‬‬ ‫اكتشفتها ألوّ ل م��رّ ة‪ ،‬تلك الليلة لم تنم‬ ‫ظلّت تملّس شعرها ح ّتى الصباح‪ ،‬وضعت‬ ‫مساحيق التبرّ ج مع أ ّنها ال تحبّها‪ ،‬لكن بدا‬ ‫وجهها بريئا ً يشعّ بالحبّ والخوف‪ ،‬كانت‬ ‫ّ‬ ‫تتأخر عادة‪ ،‬لك ّنها ذهبت قبل الوقت المحدّد‬ ‫بساعة‪ ،‬كان في بالها أن تنتظره أمام الباب‪،‬‬ ‫لكن حين وصلت رأته ينتظرها هناك‪ ،‬كانت‬

‫كانت هذه تقاليد‬ ‫الوقوع باحل ّب لديها‪،‬‬ ‫اكتشفتها ألوّل م ّرة‪،‬‬ ‫تلك الليلة مل تنم‬ ‫ظلّت متلّس شعرها‬ ‫حتّى الصباح‬ ‫عالمات السهر تزيّن عينيه البنيّتين‪ ،‬كان‬ ‫هادئا ً أل ّنه تعب‪ ،‬كان يحمل الغيتار على ظهره‬

‫كالسالح‪ ،‬كان كالجنديّ الساهر ‪،‬ابتسمت‬ ‫بخجل شديد و تقدّمت إليه غير واثقة‪ ،‬ومن‬ ‫شدّة ارتباكها أوقعت أوراقها أرضاً‪ ،‬ركض‬ ‫ليساعدها لملم األوراق بسرعة كيال تتبلّل‬ ‫من األرض‪ ،‬وأعطاها إيّاها‪ ،‬نظر في عينيها‬ ‫طويالً رأى حياته‬ ‫وماضيه وأفكاره‬ ‫في عينيها‪ ،‬ورأت‬ ‫وجهها في عينيه‬ ‫ال��واس��ع��ت��ي��ن؛ لم‬ ‫يشعرا بالصوت‪،‬‬ ‫ج�����اء ق����ويّ����اً‪،‬‬ ‫صدمهما وميض‬ ‫ح��ارق‪ ،‬لم يعودا‬ ‫ي��ري��ان شيئاً‪ ،‬لم‬ ‫تعد تشعر بيديها‪،‬‬ ‫وال ب��ش��ع��ره��ا‬ ‫المسترسل‪ ،‬هو‪ :‬سقط في‬ ‫الهواء طويالً تم ّنى أن ينتهي سقوطه‬ ‫لك ّنه لم يدرك ذلك‪ ،‬استيقظت على صوت‬ ‫المسعف فتحت عينيها بدهشة‪ ،‬و تذ ّكرت دون‬ ‫سؤال لماذا هي هنا‪ ،‬سألت عنه أوّ الً و كثيراً‪،‬‬ ‫بلهفة‪ ،‬مع أ ّنها لم تكن تعرف اسمه‪ ،‬كانت‬ ‫عينا الطبيب تغصّان بالحقيقة‪ ،‬و قال لها‪ :‬لم‬ ‫يترك لك سوى بعض النوتات المكتوبة بدمه‬ ‫و غيتاراً مه ّ‬ ‫شماً‪ ،‬لم تكن تستطيع الصراخ أو‬ ‫البكاء من أجل جرحها‪ ،‬لك ّنها صرخت بصمت‬ ‫وكبرياء بداخلها‪ ،‬صرخت طويالُ‪ ،‬و بكت‬ ‫بحرقة كمطر الخريف أمطاراً بطيئة‪ ،‬لك ّنها‬ ‫ال تجفّ بسرعة‪ ،‬ث ّم أخبروها أيضا ً أ ّنها فقدت‬ ‫يديها ولم يتم ّكنوا من إنقاذهما‪ ،‬خرجت من‬ ‫المستشفى بسرعة ألسباب أمنيّة و خوفا ً عليها‬ ‫من االعتقال‪ ،‬خرجت بيأس كبير لتقضي بقية‬ ‫عمرها التعيس خارج سورية‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬عندما تسمع عزف بيانو ترجع لها‬ ‫أصابعها من جديد‪ ،‬تنمو من بين الجروح‪،‬‬ ‫كانت تعزف لساعات دون الشعور بشيء من‬ ‫حولها‪ ،‬وعندما تسمع الغيتار يصيبها حالة‬ ‫من الصمت والسبات ث ّم تجهش بالبكاء‪ ،‬ولكنّ‬ ‫الشيء الذي تقضي معه أغلب أوقاتها نوتاتها‬ ‫الحمراء وبقايا غيتاره‪.‬‬

‫فرح (‪14‬سنة – تركيا)‬

‫الديباجة‪:‬‬ ‫إنّ ال��دول األط��راف في هذه اال ّتفاقية‪ ،‬إذ اعتبارها أنّ الحاجة إلى توفير رعاية خاصّة‬ ‫ترى أ ّنه وفقا ً للمبادئ المعلنة في ميثاق للطفل قد ذكرت في إعالن جنيف لحقوق‬ ‫األمم الم ّتحدة‪ ،‬يش ّكل االعتراف بالكرامة الطفل لعام ‪ 1924‬وفي إعالن حقوق الطفل‬ ‫المتأصّلة لجميع أعضاء األس��رة البشريّة الذي اعتمدته الجمعيّة العامّة في ‪ 20‬تشرين‬ ‫وبحقوقهم المتساوية وغير القابلة للتصرّ ف‪ ،‬الثاني ‪ 1959‬والمعترف به في اإلعالن‬ ‫أساس الحرّ يّة والعدالة والسلم في العالم‪ ،‬العالميّ لحقوق اإلنسان وفي العهد الدوليّ‬ ‫وإذ تضع في اعتبارها أنّ شعوب األمم الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسياسيّة (والسيّما‬ ‫الم ّتحدة قد أ ّكدت من جديد في الميثاق إيمانها في المادّتين ‪ 23‬و ‪ )24‬وفي العهد الدولي‬ ‫بالحقوق األساسيّة لإلنسان وبكرامة الفرد الخاصّ بالحقوق االقتصاديّة واالجتماعيّة‬ ‫ْ‬ ‫وقدره‪ ،‬وعقدت العزم‬ ‫(والسيّما‬ ‫والثقافيّة‬ ‫في المادّة ‪ )15‬وفي‬ ‫على أن تدفع بالرقيّ‬ ‫االجتماعيّ قُدما ً وترفع‬ ‫ال��ن��ظ��م األس��اس��ي��ة‬ ‫والصكوك ذات الصلة‬ ‫مستوى الحياة في جوّ‬ ‫‪ 54‬مادّة‪،‬‬ ‫من الحرّ يّة أفسح‪ ،‬وإذ‬ ‫للوكاالت المتخصّصة‬ ‫ستنشرها‬ ‫ّ‬ ‫تدرك أنّ األمم الم ّتحدة‬ ‫والمنظمات الدوليّة‬ ‫ّ‬ ‫قد أعلنت‪ ،‬في اإلعالن‬ ‫المعنيّة بخير الطفل‪،‬‬ ‫صحيفة «كلنا‬ ‫ال��ع��ال��م��يّ ل��ح��ق��وق‬ ‫واذ تضع في اعتبارها‬ ‫ّون»‬ ‫ي‬ ‫سور‬ ‫اإلنسان وفي العهدين‬ ‫«أنّ الطفل‪ ،‬بسبب‬ ‫ً‬ ‫الخاصّين‬ ‫الدوليّين‬ ‫ع��دم نضجه البدنيّ‬ ‫تباعا‪.‬‬ ‫ب��ح��ق��وق اإلن���س���ان‪،‬‬ ‫وال��ع��ق��ل��يّ ‪ ،‬يحتاج‬ ‫ّ‬ ‫حق‬ ‫أنّ لك ّل إن��س��ان‬ ‫إل��ى إج���راءات وقاية‬ ‫التم ّتع بجميع الحقوق‬ ‫ورعاية خاصّة‪ ،‬بما‬ ‫والحرّ يّات الواردة في تلك الصكوك‪ ،‬دون في ذلك حماية قانونيّة مناسبة‪ ،‬قبل الوالدة‬ ‫أيّ نوع من أنواع التمييز‪ ،‬كالتمييز بسبب وبعدها»‪ ،‬وذلك كما جاء في إعالن حقوق‬ ‫العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الطفل‪ ،‬واذ تشير إلى أحكام اإلعالن المتعلّق‬ ‫الدين أو الرأي السياسيّ وغيره أو األصل بالمبادئ االجتماعيّة والقانونيّة الم ّتصلة‬ ‫القوميّ أو االجتماعيّ أو الثروة أو المولد أو بحماية األطفال ورعايتهم‪ ،‬مع االهتمام‬ ‫أيّ وضع آخر‪ ،‬وا ّتفقت على ذلك‪ ،‬وإذ تشير الخاصّ بالحضانة والتب ّني على الصعيدين‬ ‫إلى أنّ األمم الم ّتحدة قد أعلنت في اإلعالن الوطنيّ والدوليّ ‪ ،‬وإلى قواعد األمم الم ّتحدة‬ ‫ّ‬ ‫العالميّ لحقوق اإلنسان أنّ للطفولة‬ ‫الحق في الدنيا النموذجيّة إلدارة شؤون قضاء األحداث‬ ‫ً‬ ‫رعاية ومساعدة خاصّتين‪ ،‬واقتناعا منها بأنّ (قواعد بكين) وإلى اإلعالن بشأن حماية‬ ‫األسرة‪ ،‬باعتبارها الوحدة األساسيّة للمجتمع النساء واألطفال أثناء الطوارئ والمنازعات‬ ‫والبيئة الطبيعيّة لنموّ ورفاهية جميع أفرادها المسلّحة‪ ،‬وإذ تسلّم بأنّ ثمّة‪ ،‬في جميع بلدان‬ ‫وبخاصّة األطفال‪ ،‬ينبغي أن تولى الحماية العالم‪ ،‬أطفاالً يعيشون في ظروف صعبة‬ ‫والمساعدة الالزمتين لتتم ّكن من االضطالع للغاية‪ ،‬وبأنّ هؤالء األطفال يحتاجون إلى‬ ‫ص��ة‪ ،‬واذ تأخذ في االعتبار‬ ‫الكامل بمسؤوليّاتها داخل المجتمع‪ ،‬واذ تقرّ م��راع��اة خ��ا ّ‬ ‫بأنّ الطفل‪ ،‬كي تترعرع شخصيّته ترعرعا ً الواجب أه ّميّة تقاليد ك ّل شعب وقيمه الثقافيّة‬ ‫كامالً ومتناسقاً‪ ،‬ينبغي أن ينشأ في بيئة لحماية الطفل وترعرعه ترعرعا ً متناسقاً‪،‬‬ ‫عائليّة في جوّ من السعادة والمحبّة والتفاهم‪ ،‬واذ تدرك أه ّميّة التعاون الدوليّ لتحسين‬ ‫واذ ترى أ ّنه ينبغي إعداد الطفل إعداداً كامالً ظروف معيشة األطفال في ك ّل بلد‪ ،‬والسيّما‬ ‫ليحيا حياة فرديّة في المجتمع وتربيته بروح في البلدان النامية‪ ،‬قد اتفقت على (‪ 54‬مادّة‪،‬‬ ‫المثل العليا المعلنة في ميثاق األمم الم ّتحدة‪ ،‬ستنشرها صحيفة «كلّنا سوريّون» تباعاً)‪.‬‬ ‫*بدأ العمل بها في الثاني من أيلول عام ‪1990‬‬ ‫وخصوصا ً بروح السلم والكرامة والتسامح‬ ‫والحرّ يّة والمساواة واإلخاء‪ ،‬واذ تضع في‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫اقتصاد و قانون‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫‪9‬‬

‫السنة الثانية‬

‫اقتصادّيات الر ّقة*‬

‫االقتصادي‬ ‫قراءة في تقرير المنتدى‬ ‫السوري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعتمد اقتصاد محافظة الر ّقة على س ّد الفرات‬ ‫وع��ل��ى ال��زراع��ة وع��ل��ى الحقول النفطيّة‬ ‫المجاورة‪ .‬عدد س ّكان مدينة الر ّقة يزيد عن‬ ‫‪ 600‬ألف نسمة‪ ،‬فيما بلغ عدد س ّكان المحافظة‬ ‫نحو مليون نسمة (نحو ‪ 919‬ألف نسمة‪ ،‬حسب‬ ‫إحصائيّات ‪ )2010‬كما أنّ مساحة المحافظة‬ ‫تبلغ ‪19660‬كم‪ ،2‬أي أنّ معدّل الكثافة يصل‬ ‫إلى ‪ 47‬نسمة‪/‬كم‪2‬‬ ‫ً‬ ‫ويتبع للمحافظة إدار ّيا المدن التالية‪:‬‬ ‫الر ّقة ‪ -‬الثورة ‪ -‬ت ّل أبيض ‪ -‬معدان ‪ -‬عين‬ ‫عيسى‪.‬‬

‫األحوال المعيش ّية لألسر في محافظة الر ّقة**‬

‫بلغ متوسّط استخدام الكهرباء في المحافظة‬ ‫ثمان ساعات يوم ّيا ً من مصادرها الثالثة‪،‬‬ ‫من الشبكة العامّة أو من المولّدات الخاصّة‬ ‫أو من شراء األمبيرات (عبارة عن مولّدات‬ ‫كبيرة قطاع خاصّ تبيع الكهرباء للس ّكان)‪ ،‬أمّا‬ ‫بالنسبة لمصادر الكهرباء بغضّ النظر عن‬ ‫ساعات االستهالك‪ ،‬فيعرضها الشكل البيانيّ‬ ‫رقم (‪)1‬‬

‫شهريّة تتجاوز ‪ 4970‬ليرة سوريّة أي ربع‬ ‫دخل األسرة الشهريّ تقريباً‪.‬‬

‫‪ -2‬تو ّفر المازوت في المساكن‪:‬‬

‫بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫‪ 155‬ليتر‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهرية ‪11152‬‬ ‫ليرة سورية شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة‬ ‫المازوت متو ّفرة بنسبة ‪ 100 %‬في السوق‬ ‫المحلّيّة‪.‬‬

‫‪ - 3‬تو ّفر البنزين في المساكن‪:‬‬

‫بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫‪ 49‬ليتر‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهرية ‪ 5870‬ليرة‬ ‫سوريّة شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة‬ ‫البنزين متو ّفرة بنسبة ‪ 100 %‬في السوق‬ ‫المحلّيّة‪ ،‬علما ً أنّ مادّة البنزين تستخدم في‬ ‫معظم األوقات كوقود للمولدات‪.‬‬

‫‪ - 4‬تو ّفر الغاز في المساكن‪:‬‬

‫بلغ متوسّط كمية االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫‪ 25‬ليتراً‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهرية ‪ 6103‬ليرة‬ ‫سوريّة شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة‬ ‫الغاز متو ّفرة بنسبة ‪ 93.3 %‬في السوق لكن‬ ‫بتكلفة مرتفعة ج ّداً‪.‬‬

‫‪ - 5‬تو ّفر الحطب في المساكن‪:‬‬

‫بلغ متوسّط كميّة االستهالك الشهريّة لألسرة‬ ‫‪ 250‬كغ‪ ،‬بمتوسّط تكلفة شهرية ‪ 5700‬ليرة‬ ‫سوريّة شهر ّياً‪ ،‬كما تشير البيانات أنّ مادّة‬ ‫الحطب متو ّفرة بنسبة ‪ 100 %‬في السوق‪،‬‬ ‫علما ً أنّ استخدام مادّة الحطب مخصّص للتدفئة‬ ‫وضمن مناطق صغيرة نوعا ً ما‪.‬‬

‫‪ - 6‬تو ّفر المياه في المساكن‪:‬‬

‫‪ - 1‬تو ّفر الكهرباء في المساكن‪:‬‬

‫نالحظ من الشكل البيانيّ رقم (‪)1‬‬ ‫أنّ ‪ 100 %‬من األسر في المحافظة أجابت‬ ‫بأنّ منازلها مازالت موصولة على الشبكة‬ ‫العامّة للكهرباء الحكوميّة‪ ،‬إلاّ أنّ الكهرباء ال‬ ‫تصل عبرها إلاّ نادراً‪ ،‬ونسبة ‪ 33 %‬يشترون‬ ‫الكهرباء عن طريق األمبيرات ومتوسّط‬ ‫ساعات حسب الطلب‪ ،‬وبعض األسر ال تتجاوز‬ ‫نسبتهم ‪ 20 %‬لديهم مولّدات خاصّة‪ ،‬علما ً أنّ‬ ‫الكثير من األسر تسعى لتأمين الكهرباء من‬ ‫الشبكة العامّة أو من ش��راء األمبيرات أو‬ ‫المولّدات الخاصّة‪ ،‬وذلك لتأمن الكهرباء لفترة‬ ‫أكبر من ثمان ساعات يوم ّياً‪ ،‬وبمتوسّط تكلفة‬

‫إنّ مصادر الحصول على المياه‪ :‬الشبكة العامّة‬ ‫أو من اآلبار الخاصّة أو من شراء المياه عن‬ ‫طريق الصهاريج‪ ،‬كما يعرضها الشكل البيانيّ‬ ‫رقم (‪)2‬‬

‫ونالحظ أنّ نسبة ‪ 78.6 %‬من األس��ر في‬ ‫محافظة الر ّقة تحصل على المياه من الشبكة‬ ‫العامّة لكن بمتوسّط كميّات مختلفة‪ ،‬ونسبة ‪%‬‬

‫صاً‪ ،‬علما ً أنّ‬ ‫‪ 21.4‬من األسر تمتلك بئراً خا ّ‬ ‫الكثير من األسر تسعى لتأمين المياه من الشبكة‬ ‫العامّة أو اآلب��ار الخاصّة‪ ،‬وبمتوسّط تكلفة‬ ‫شهريّة تتجاوز ‪ 143‬ليرة سوريّة شهر ّياً‪ ،‬وهو‬ ‫منخفض ج ّداً‪.‬‬

‫األساسيّة وحالة األم��ان في مصانع صغير‬ ‫الحجم ومازالت تعمل‪.‬‬

‫‪ - 7‬تو ّفر خصائص المساكن‪:‬‬

‫تتو ّفر الخدمات األساسيّة بنسبة ‪ ،100 %‬أمّا‬ ‫نسبة المساكن التي تحتوي على عدد كبير‬ ‫من الساكنين فبلغت ‪ ،20 %‬وبالنسبة لطبيعة‬ ‫المسكن فلقد بلغت نسبة المساكن نمط الشقق‬ ‫حوالي ‪ ،40 %‬ونسبة المساكن نمط البيت‬ ‫العربيّ بلغت ‪ ، 60 %‬وعن ملكيّة المسكن تبين‬ ‫لنا أنّ نسبة ‪ 70 %‬من المساكن ملك لساكنيها‪،‬‬ ‫ونسبة ‪ %30‬قدّمت لساكنيها كآجار بمتوسّط‬ ‫شهري ‪ 9300‬ل‪.‬س‪.‬‬

‫‪ - 8‬تو ّفر المساعدات اإلنسان ّية لألسر‪:‬‬

‫المساعدات اإلنسانيّة بشكل عام غير كافية‬ ‫بنسبة ‪ ،100 %‬أمّا بالنسبة للصعوبات التي‬ ‫تعترض وصول المساعدات إلى األسر من‬ ‫وجهة نظر األسر فيمكن إجمالها بما يلي‪:‬‬ ‫‪ .‬أ ‪ -‬سيطرة «داعش» بنسبة ‪71.4 %‬‬ ‫‪ .‬ب ‪ -‬مناطق غير آمنة بنسبة ‪26.6 %‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تقدّم مساعداتها اإلنسانيّة‬ ‫أمّا‬ ‫في المحافظة‪ ،‬فهي‪:‬‬ ‫الهالل األحمر السوريّ ‪ ،‬ولم نالحظ وجود‬ ‫ّ‬ ‫منظمات أخرى‪.‬‬

‫نالحظ من الشكل البياني رقم (‪ )3‬أنّ نسبة‬ ‫المصانع التي أكد أصحابها تو ّفر العمال بلغت‬ ‫‪67 %‬؛ ألنّ الس ّكان لم تهاجر هذه المناطق‬ ‫وبحاجة إلى أيّ عمل يضمن لهم حياة كريمة‪.‬‬ ‫كما أنّ نسبة المصانع التي أ ّك��د أصحابها‬ ‫تو ّفر المواد األوليّة بلغت ‪ .93 %‬أمّا بالنسبة‬ ‫لتو ّفر الكهرباء فلقد أ ّكد أصحاب المصانع أ ّنها‬ ‫متو ّفرة بنسبة ‪ 53 %‬من مصادرها المختلفة‪،‬‬ ‫بينما الخدمات الصحّ يّة فيمكن تأمينها بنسبة ‪%‬‬ ‫‪ ،53‬كما أوضح أصحاب المصانع صعوبة‬ ‫تأمين خدمات الطوارئ بنسبة ‪ ،20 %‬أمّا‬ ‫بالنسبة ّ‬ ‫للطلب على إنتاج المصانع فهنالك‬ ‫طلب كبير تجاوز ‪ .93 %‬وبالنسبة لألمان في‬ ‫المناطق التي تعمل ضمنها المصانع فلقد أ ّكد‬ ‫أصحابها بنسبة ‪ 80 %‬أنّ األمان غير متو ّفر‪.‬‬

‫‪ - 9‬حالة أمان منطقة السكن‪:‬‬

‫أكدت األسر أنّ األمان غير متو ّفر بنسبة ‪%‬‬ ‫‪ ،80‬بالمقابل هنالك أسر أ ّكدوا أنّ المنطقة التي‬ ‫يعيشون فيها آمنة بنسبة ‪ ،20 %‬وهذا األمان‬ ‫نسبيّ ‪ ،‬ألنّ نسبة ‪ 40 %‬أ ّكدوا أ ّنه توجد أعمال‬ ‫عدائيّة بالمنطقة‪ ،‬ونسبة ‪ 20 %‬أ ّكدوا أ ّنه توجد‬ ‫ألغام أو متفجّ رات في المنطقة‪ ،‬بالمقابل أ ّكد‬ ‫ما نسبته ‪ 80 %‬أنّ هنالك قصف طيران على‬ ‫المنطقة‪ ،‬بينما ما نسبته ‪ %100‬أفادوا أ ّنه ال‬ ‫يوجد قصف صاروخيّ على المنطقة‪.‬‬ ‫نالحظ من تقييم الس ّكان أنّ األمان في المحافظة‬ ‫هو أمان نسبّي‪ ،‬ألنّ ما يتعلّق بالتفجيرات‬ ‫واأللغام واألعمال العدائية فنسبتها صغيرة‪،‬‬ ‫بينما ما يتعلّق بقصف الطيران فنسبتها كبيرة‬ ‫ج ّداً‪.‬‬

‫واقع المصانع في محافظة الر ّقة‬

‫جُمعت هذه البيانات عن تو ّفر عناصر اإلنتاج‬

‫لكن رغم الوضع الخطر والحالة األمنيّة غير‬ ‫المتو ّفرة‪ ،‬فهنالك الكثير من المصانع مازالت‬ ‫تعمل؛ بسبب عدم هجرة أصحابها‪ ،‬وحاجتهم‬ ‫لتأمين دخل لهم‪ ،‬وتأمين دخل لعمّالهم‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫الحاجة الماسّة إلنتاج مثل هذه المصانع لتلبية‬ ‫حاجة الشعب السوريّ ‪.‬‬

‫سيطرة «داعش» فال يمكن للمجالس المحلّيّة‬ ‫أن تعمل أيّ شيء دون موافقة التنظيم‪ ،‬لذلك‬ ‫وبنا ًء على نتائج التقرير أعاله يوصي المنتدى‬ ‫المجالس المحلّيّة بما يلي‪:‬‬ ‫االقتصاديّ السوري‬ ‫َ‬ ‫‪ )1‬تعمل المجالس المحلّيّة على تأمين اإلنارة‬ ‫ل��ل��ش��وارع وال��م��ن��ازل ع��ن طريق مشاريع‬ ‫تستخدم خاللها ّ‬ ‫بطاريّات السيّارات المستعملة‬ ‫و (اللدّات)‪ ،‬وبذلك يمكننا تخفيض تكاليف‬ ‫استخدام الكهرباء على المواطنين‪.‬‬ ‫‪ )2‬تأمين مادّة الغاز من خالل مشاريع منزليّة‬ ‫بسيطة لضغط النفايات العضويّة للمنازل‪ ،‬تقوم‬ ‫المجالس المحلّيّة بترتيبها وتأمين حاجيّاتها‬ ‫للمنازل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )3‬تتولى المجالس المحليّة عمليّة توزيع‬ ‫المساعدات اإلنسانيّة ضمن ضوابط لتحقيق‬ ‫العدالة في التوزيع‪.‬‬ ‫‪ )4‬تعمل المجالس المحلّيّة على تأمين سيارات‬ ‫ترحيل القمامة‪ ،‬وت��دري��ب ورش صيانة‬ ‫للصرف الصحّ يّ وشبكة المياه وشبكة الكهرباء‬ ‫والطرقات في مناطقها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ )5‬تعمل المجالس المحليّة بالتنسيق مع‬ ‫ّ‬ ‫منظمات المجتمع المدنيّ دورات تدريبيّة‬ ‫للمواطنين ح��ول بعض مشاريع االقتصاد‬ ‫الزراعيّ المنزليّ وخاصّة الزراعات المنزليّة‬ ‫وتربية المواشي والدواجن‬ ‫لتأمين م��ادّة اللحوم والبيض‬ ‫والبرغل وغيرها‪.‬‬ ‫‪ )6‬بسبب التدهور الشديد‬ ‫ف��ي قيمة ال��ل��ي��رة ال��س��ور ّي��ة‬ ‫العمل‪ ،‬تعمل المجالس المحلّيّة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫بالتنسيق م��ع‬ ‫الداعمة على توعية المواطنين‬ ‫ب��ض��رورة استبدال التعامل‬ ‫بالليرة السوريّة بعملة أكثر‬ ‫استقراراً‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫بما أنّ محافظة الر ّقة حال ّيا ً ضمن مناطق‬

‫‪..........................‬‬ ‫*اإلص��دار ‪ /02/‬من سلسلة التقارير الدور ّية‪ ،‬نيسان‬ ‫السوري‪.‬‬ ‫االقتصادي‬ ‫‪ – 2015‬المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوري بتدريب عدّ ة أشخاص‬ ‫االقتصادي‬ ‫**قام المنتدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سور ّيين‪ ،‬بوصفهم نقاط ارتكاز داخل سورية في المناطق‬ ‫واالجتماعي‬ ‫االقتصادي‬ ‫المحررة‪ ،‬لجمع البيانات عن الواقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في سورية‪.‬‬

‫اإلقامات في تركيا‬

‫عصفور طل من الشباك‬

‫أنواعها‪ ،‬شروطها‪ ،‬أوراقها‬

‫وائل سعد الدين‬

‫صُــدم الكثيــر مــن الســوريّين عندمــا مــا ‪ ...‬وعلينــا ألاّ نتفاجــأ أو نتذمّــر مــن‬ ‫غــادر بعضهــم المنافــذ الحدوديـّـة إلــى فكــرة تطبيــق القانــون وإعمــال الدولــة‬ ‫ســورية بســحب تلــك البطاقــة التعريفيّة التركيّــة ح ّقهــا الســياديّ علــى أراضيهــا‪.‬‬ ‫(كيمليك) منهــم وإتالفهــا‪ ،‬ولــم يجــدوا وهذه أنواع اإلقامات األخرى في تركيا‪:‬‬ ‫تفســيراً لذلــك!! لك ّننــا نقــول إنــّه ســلوك اإلقامة السياحيّة‪:‬‬ ‫طبيعــيّ جــ ّداً وينســجم مــع مقتضيــات‬ ‫ُتمنح اإلقامة السياحيّة فــي تركيــا لمــدّة‬ ‫القانــون‪.‬‬ ‫عــام ‪ -‬قابلــة للتجديــد ‪ -‬لطالبيهــا مــن‬ ‫فأنــت عندمــا تعــود لســورية التــي الســوريّين ممّــن يحملــون جــوازات‬ ‫غادرتهــا أل ّنــك عرضــة للمــوت أو ســفر ماتــزال ســارية المفعــول‪ ،‬وفيهــا‬ ‫التعذيــب أو االعتقــال وطلبــت الحمايــة مــدّة صالحيــّة تتجــاوز \‪ \14‬شــهراً‬ ‫فــي تركيــا ومُنحــت لــك‪ ،‬فمعنــى ذلــك لمــن يطلــب اإلقامــة لمــدّة ســنة‪ ،‬بمعنــى‬ ‫أ ّنـك إن عــدت فإ ّنـك آمــن علــى نفســك أنّ مــن كان بجــواز ســفره أقــ ّل مــن‬ ‫ممّــا تفتــرض أ ّنـه‬ ‫ذلــك ال يمنــح إقامــة‬ ‫يتهــدّدك ولــم تعــد‬ ‫مدّتهــا ســنة بــل‬ ‫تحتــاج تلــك الحمايــة‬ ‫إقامــة لمــدّة تقــ ّل‬ ‫إقامــة العمل‬ ‫أو تنازلــت عنهــا‬ ‫عــن المــدة المتبقيــّة‬ ‫تمُ نــح لألجانــب‬ ‫ط��وع��ـ��ـ �ا ً بعودتــك‬ ‫بصالحيّــة جــواز‬ ‫لبلــدك مــا يوجــب‬ ‫ســفره بشــهرين‪.‬‬ ‫املو ّظفيــن فــي‬ ‫وفضــالً عــن جــواز‬ ‫س��ـ��ـ��ح��ب وإل��غ��ـ��ـ��اء‬ ‫ة‬ ‫ــ‬ ‫تركي‬ ‫شــركات‬ ‫ال��ب��ط��اق��ـ��ـ��ة التــي‬ ‫الســفر فــإنّ علــى‬ ‫ّ‬ ‫تص ّنفــك أنــّك مــن‬ ‫ط��ال��ـ��ـ��ب اإلق��ام��ـ��ـ��ة‬ ‫أو مســ ّجلة فــي‬ ‫الحمايــة‬ ‫طالبــي‬ ‫إرفــاق‬ ‫الســياحيّة‬ ‫تركيــا‬ ‫‪ ...‬ويســتتبع ذلــك‬ ‫األوراق التاليــة‪:‬‬ ‫اع��ت��ب��ـ��ـ��ار مــا زاد‬ ‫ت���أم���ي���ـ���ـ���ن‬ ‫• ‬ ‫فــي إقامتــك عــن‬ ‫صحّ ــيّ لمــدّة عــام‬ ‫المــدّة العاديــّة التــي يقرّ رهــا القانــون تتــرواح قيمتــه ما بيــن \‪ \550‬ليــرة‬ ‫أليّ زائــر وهــي \‪ \90‬تســعون يومــاً‪ ،‬تركــيّة لمــن هــم دون الـــ \‪ \18‬ســنة‬ ‫هــو وجــود غيــر مشــروع فــي الدولــة ويصــل إلــى \‪ \1300‬ليــرة تركــيّة لمــن‬ ‫يســتوجب ســداد غرامــة ماليـّـة مقــرّ رة تجــاوز الـــ\‪ \55‬مــن العمــر‪ ،‬وطبعــا ً‬ ‫قانونــا ً أصــال علــى ك ّل مخالــف بصــرف تختلــف قليــالً األســعار مــن شــركة‬ ‫النظــر عــن جنســيته‪.‬‬ ‫تأميــن إلــى أخــرى‪.‬‬ ‫وبالتالــي علينــا أن نــدرك أ ّننــا هنــا فــي‬ ‫إشــعار مصرفــيّ بوجــود‬ ‫دولــة قانــون وعلينــا أن نتصــرّ ف علــى • ‬ ‫أســاس احتــرام هــذا القانــون والخضــوع رصيــد بمبلــغ \‪ \12000‬دوالر أمريكــيّ‬ ‫لــه‪ ،‬وأنّ سياســة غــضّ الطــرف أحيانــا لمــن تجــاوز الـــ \‪ \18‬ســنة و\‪\6000‬‬ ‫ال تكســبنا «حقوقاً» جــادت بهــا الســلطات دوالراً أمريكــ ّيا ً لمــن هــو دون ذلــك‪.‬‬ ‫التركيــّة تقديــراً لظــروف الســوريّين (فــي بعــض المــدن الرصيــد المطلــوب‬ ‫وأوضاعهــم فــي مرحلــة مــا أو لســبب هو نصــف ما هــو مذكــور أعــاله)‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫غزوان قرنفل‬ ‫ثالث صور شخصيّة‪.‬‬ ‫• ‬ ‫عقــد إيجــار لمــدّة عــام مصــدّق‬ ‫• ‬ ‫مــن مختــار الحــيّ (بعــض المــدن‬ ‫تطلــب تصديقــه مــن الكاتــب بالعــدل –‬ ‫النوتيــر)‪.‬‬ ‫إقامة المستثمر‪:‬‬ ‫و ُتمنــح لرجــال األع��م��ـ��ـ��ال ممّــن‬ ‫يســتثمرون أمــواالً داخــل تركيــا بعــد‬ ‫أن يؤسّســوا شــركات وفــق األصــول‬ ‫القانونيــّة والحصــول على إذن العمــل‬ ‫‪ ..‬وهــذا النــوع مــن اإلقامــات يتيــح‬ ‫ّ‬ ‫الحــق فــي التقــدّم لطلــب‬ ‫لصاحبهــا‬ ‫الحصــول علــى الجنســيّة التركيّــة بعــد‬ ‫انقضــاء خمــس ســنوات علــى اإلقامــة‬ ‫الدائمــة الغيــر منقطعــة‪.‬‬ ‫إقامة العمل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الموظفيــن‬ ‫وهــي إقامــة ُتمنــح لألجانــب‬ ‫فــي شــركات تركيــّة أو مســجّ لة فــي‬ ‫ّ‬ ‫ممثلــة‬ ‫تركيــا‪ ،‬حيــث تقــوم الشــركة‬ ‫بمديرهــا أو برئيــس مجلــس إدارتهــا‬ ‫بالحصــول علــى إذن عمــل مــن وزارة‬ ‫العمــل لألجنبــيّ المــراد توظيفــه ومــن‬ ‫ثــ ّم طلــب اإلقامــة لــه‪ .‬وتجــدر اإلشــارة‬ ‫إلــى أ ّنــه يتعيّــن علــى الشــركة أن تعيـّن‬ ‫خمســة أتــراك لديها مقابــل توظيــف‬ ‫أجنبــيّ واحــد‪ ،‬ويســتثنى توظيــف‬ ‫الســوريّ لــدى الشــركات األجنبيــّة‬ ‫مــن هــذا الشــرط بمعنــى أنّ توظيفــه ال‬ ‫يعتبــر توظيفــا ً ألجنبــيّ ؛ وذلــك تقديــراً‬ ‫لظــروف الســوريّين‪.‬‬ ‫إقامة التملّك‪:‬‬ ‫وهــي إقامــة مســتحدثة تمنــح لمــدّة عــام‬ ‫كامــل لــك ّل أجنبــيّ ولزوجتــه وأوالده‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يحــق لــه التملّــك فــي تركيــا وتملّــك‬ ‫عقــار أو أكثــر فيهــا وهــي تجــدّد ســنو ّيا ً‬ ‫طالمــا بقــي مالــكا ً لهــذا العقــار‪.‬‬

‫احملامي غـزوان قرنفل‬

‫احملرر االقتصاد ّي‬

‫الكلمة احل ّرة ‪ ...‬ال ميكن اعتقاهلا‬

‫شاعر له دي��وان مطبوع وش��ارك في‬ ‫العديد من المهرجانات واألمسيات‬ ‫داخل وخارج سورية ونال عدّة جوائز‪،‬‬ ‫له دي��وان مطبوع بعنوان «المخامر‬ ‫الوحيد» ص��ادر ع��ن دار كنعان –‬ ‫دمشق ‪ 2010‬وقف إلى جانب الثورة‬ ‫منذ مطلعها‪.‬‬ ‫وائل سعد الدين من مواليد ‪ 1984‬نازح‬ ‫من قرية (مسحرة) الكائنة في الجوالن‬ ‫المحت ّل وخريج كليّة الفلسفة من جامعة‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫اعتقل وائل بتاريخ ‪ 2013/4/23‬من‬ ‫منزله في دمشق من قبل قوّ ات األمن‬ ‫السوريّة‪.‬‬ ‫قضى فترة في األفرع األمنيّة‪ ،‬ومن ث ّم‬ ‫نقل إلى سجن عدرا وما يزال سجينا ً إلى‬ ‫اليوم‪ ،‬تعرّ ض وائل سعد الدين للتعذيب‬ ‫المم ّنهج خالل فترة اعتقاله هذا ما تؤ ّكده‬ ‫ج ّل أشعاره وبعض كتاباته المسرّ بة من‬ ‫سجنه‪.‬‬ ‫ختم وائل إحدى القصائد المسرّ بة له من‬ ‫داخل السجن بعبارة «أحنّ إليك ح ّقاً…‬ ‫قاس على فهم معنى‬ ‫فالسجن تدريب‬ ‫ٍ‬

‫الحنين»‬ ‫وكتب وائل سعد الدين‪:‬‬ ‫تأجّ ُ‬ ‫جت ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّج ‪...‬‬ ‫ه‬ ‫التو‬ ‫ل‬ ‫هو‬ ‫ء‬ ‫للضو‬ ‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يجلدني في العشيِّ وأمسكه ‪...‬‬ ‫وأعاندهُ ما استطعت ‪...‬‬ ‫فال شيء يُغري تأجّ َج دائرة الضوء في‬ ‫بؤبؤيَّ‬ ‫سوى أ ّنني ‪...‬‬ ‫سوف أسب ُح في ماء بركة جامعنا‬ ‫كي أ ُ ّ‬ ‫نظف قلبي‬ ‫وأرس َم قنطرة للعبورْ‬ ‫النتظار يلفُّ الشتا َء‬ ‫بشال من الصّوفِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪...‬‬ ‫أرقبُ أغنية‬ ‫ٌ‬ ‫ليس فيها نشاز سيخدشُ سمعي‬ ‫وأنتظ ُر امرأة من بخورْ‬ ‫وائل سعد الدين رغم الظالم المحيط‬ ‫ورغ��م األب���واب الموصدة لن تكون‬ ‫قصائده حبيسة المعتقل ال��ذي يمكث‬ ‫فيه‪ ،‬بل ستخرج كلماته للحريّة‪ ،‬فالكلمة‬ ‫الحرّ ة ال يمكن اعتقالها‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫السنة الثانية‬

‫العدد ‪30‬‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫ثقافة‬

‫ليلة سبت النور‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫أبناؤنا في «صيدنايا»‬

‫المفصل في تاريخ‬ ‫ّ‬ ‫العرب قبل اإلسالم*‬

‫رغم عدم الجزم‪ ،‬إلاّ أنّ هناك شبه إجماع مفهوم‪ .‬ستحاول المذيعة التخفيف عنها‬ ‫أنّ ذاك الفتح العظيم كان لألخوين «حسن» وتطلب منها أن تكمل‪ ..‬بصعوب ٍة تابعت األ ّم‬ ‫و»حسين»‪ .‬شابّان من مدينة حمص اع ُتقال رسالتها التي انطوت على تناقضات لم تكن‬ ‫يافعين وقضيا الجزء األكبر من سنوات مفهومة ال للمذيعة وال أليّ من المستمعين‬ ‫اعتقالهما في سجن تدمر‪ ،‬كحال الكثير من (طبعا ً باستثناء مستمعي سجن صيدنايا)‪ .‬لم‬ ‫المعتقلين منذ بداية الثمانينات‪ .‬انتقال فيما يكن مفهوماً‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أن تخبر‬ ‫بعد إلى سجن صيدنايا في نهاية الثمانينات‪ .‬ولديها بعد عام واحد (كما ادّع��ت) على‬ ‫سنوات طويلة مرّ ت‪ ،‬ليس دون زيارات غيابهما‪ ،‬أنّ أختهما قد تزوّ جت وصار لديها‬ ‫فقط‪ ،‬وإ ّنما دون أيّة أخبار عن عائلتهما‪.‬‬ ‫ثالثة أطفال أسماؤهم فالن وفالن وفالن‪.‬‬ ‫في صيدنايا حيث ُم ْمكنات السجن ال تقبل وأنّ أخاهما األصغر قد تخرّ ج من الجامعة‪.‬‬ ‫أخبار كانت جميعها ستنطوي‬ ‫ك األخوان ولتتابع بسرد‬ ‫المقارنة مع جحيم تدمر‪ ،‬احت َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بسجناء لديهم زي��ارات‬ ‫ع����ل����ى ذات‬ ‫شهريّة‪ .‬وحدث في تلك‬ ‫ال��م��ف��ارق��ة بما‬ ‫الفترة أن تم ّكن العديد‬ ‫يخصّ الزمن‪.‬‬ ‫أمامهم‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫من السجناء من تهريب‬ ‫انتهت رسالة‬ ‫سوى أن يؤ ّجلوا‬ ‫أجهزة الراديو للسجن‪.‬‬ ‫األ ّم ب��ع��د أن‬ ‫ق��ام األخ����وان بتهريب‬ ‫أنهكت الشابّين‬ ‫أحالمهم‪ ،‬بالصرب‬ ‫رس��ال��ة ب��واس��ط��ة أح��د‬ ‫م����ن ال��ب��ك��اء‬ ‫ً‬ ‫للسجناء‪،‬‬ ‫املعهود‬ ‫الزمالء المُزارين ليُطمئنا‬ ‫ح��زن�ا وسعادة‬ ‫عائلتهما أ ّنهما ما زاال‬ ‫وشوقاً‪ .‬انتهت‬ ‫حتّ‬ ‫السبت‬ ‫ليلة‬ ‫ى‬ ‫حيَّين‪ ،‬وأ ّنهما موجودان‬ ‫الرسالة‪ ،‬لتكون‬ ‫ً‬ ‫القادم‬ ‫ف���ي س��ج��ن ص��ي��دن��اي��ا‪.‬‬ ‫ف��ات��ح��ة عصر‬ ‫واختتما رسالتهما بأن‬ ‫ج��دي��د لسجنا ٍء‬ ‫بقوا عقداً كامالً‬ ‫طلبا من أمّهما اال ّتصال‬ ‫ببرنامج «أبناؤنا في العالم» ال��ذي كان مقطوعين عن الحياة والعالم‪ .‬انتهت الرسالة‬ ‫ً‬ ‫ي ّ‬ ‫انعطافة في تاريخ البرنامج أيضاً‪،‬‬ ‫ُبث من إذاعة دمشق‪ .‬وأن تخبرهما خالل لتكون‬ ‫ا ّتصالها عن أحوال العائلة‪.‬‬ ‫تمض عدّة أسابيع ح ّتى احت ّل أهالي‬ ‫حيث لم ِ‬ ‫كانت الخدمة التي يقدّمها هذا البرنامج سجناء صيدنايا كامل وقت البرنامج‪.‬‬ ‫أ ّن��ه يتيح للجمهور االتصال المباشر أو في تلك األيّام الطويلة والباردة‪ ،‬أصبحت‬ ‫تسجيل رسائل صوتيّة موجّ هة لألبناء في الساعة العاشرة والنصف من ليلة ك ّل سبت‬ ‫ً‬ ‫ساعة لصم ٍ‬ ‫بالد االغتراب‪ .‬رسائل تنطوي على بعض‬ ‫ت مقدّس في معظم أرج��اء‬ ‫ّ‬ ‫األخبار التي تطمئن المسافر عن عائلته‪.‬‬ ‫السجن‪ .‬حيث كان المنتظرون المترقبون‬ ‫في ك ّل يوم سبت وفي تمام الساعة العاشرة يبتهلون بكامل أرواحهم أن يكون االتصال‬ ‫والنصف‪ ،‬ك��ان األخ���وان حسن وحسين التالي من نصيبهم‪ .‬وممّا ميّز تلك اللحظات‬ ‫سيديران إبرة المذياع على إذاعة دمشق‪ ،‬أ ّنها ا ّتسمت بسورياليّة من نوع نادر‪ ،‬حيث‬ ‫حيث كان من النادر أن يستمع السجناء يختلط فيها الدمع مع أصوات الضحكات‬ ‫إلذاعتهم الوطنيّة‪ .‬وسينتظران أن تحدث العالية التي تسبّبها التناقضات التي لم تكن‬ ‫المعجزة المُنتظرة‪ .‬وبعد شهور طويلة وفي تخلو منها أيّة مكالمة‪ .‬في تلك األيّام باتت‬ ‫ّ‬ ‫ليلة سب ٍ‬ ‫ت ما‪ ،‬كان أن حدثت‪.‬‬ ‫المحطة األه ّم في حياة‬ ‫ليلة السبت تش ّكل‬ ‫ستسأل المذيعة السيّدة أم حسن لمن الرسالة؟ السجن ومعظم السجناء‪.‬‬ ‫وس��وف تجيب األ ّم بأ ّنها لولديها حسن كان السجناء يتساءلون فيما بينهم إن كان‬ ‫وحسين المقيمان في «رومانيا» والمغادران هناك أحد ما يعرف بلداً آخر‪ ،‬احتاجت فيه‬ ‫منذ العام الماضي للدراسة‪ .‬وليستمع بعدها األ ّم إلى ك ّل هذا ال َك ّم من االحتيال إلنجاز‬ ‫روّ اد إذاعة دمشق إلى أغرب رسالة في واحدة من أبسط بديهيّات الحياة‪ .‬فقط أن‬ ‫تاريخ البرنامج‪« :‬مرحبا يا ماما‪ ..‬مرحبا يا تقول لطفلها‪« :‬اشتقتلّك يا حبيبي يا ماما»‪.‬‬ ‫حبيباتي‪ ..‬أنا اشتقتلكن يا ماما» هكذا افتتحت طفلها الذي سيق إلى هذا الجحيم قبل أكثر‬ ‫األ ّم رسالتها ولتجهش مباشرة في بكا ٍء غير من عشر أعوام‪ .‬ولدها الذي اختطف منها‬

‫جواد عل ّي‬ ‫(‪)1987 - 1907‬‬ ‫مفكّر ومؤرخ‬ ‫ي**‬ ‫عراق ّ‬

‫من االنرتنت‬ ‫حين لم يكن قد بلغ السادسة عشرة بعد‪.‬‬ ‫أن تقول له‪ ،‬وهي ليست متأ ّكدة أ ّنه سوف‬ ‫يسمعها‪« :‬اشتقتلّك يا حبيبي يا ماما»‪ .‬هذه‬ ‫الجملة بكلماتها الثالث كانت األكثر تكراراً‬ ‫في البرنامج‪ .‬هذه الجملة البسيطة التي كانت‬ ‫ستدعو في حيا ٍة طبيعي ٍة (أي غير سوريةٍ)‬ ‫لالبتسام الودود‪ ،‬وربّما إلى ض ّم ٍة عابرة‪.‬‬ ‫هذه الجملة التي قد تقلنها األمّهات لغواً‪،‬‬ ‫في الكثير من الحاالت‪ .‬هذه الجملة ذاتها‪،‬‬ ‫كانت كفيلة بأن تبكي مئات السجناء في ليلة‬ ‫السبت‪ ،‬ومع بعض المبالغة‪ ،‬كان بإمكانها‬ ‫أن ُتبكي ح ّتى جدران السجن‪.‬‬ ‫وللموضوعيّة‪ ،‬ينبغي القول إنّ المذيعة‬ ‫بصبر غير قابل للتفسير‪،‬‬ ‫كانت تستمع‬ ‫ٍ‬ ‫وح ّتى دون أيّ محاولة لإلحراج‪ ،‬ألمّها ٍ‬ ‫ت لم‬ ‫تكن أيّة واحدة منهنّ سعيدة‪ ،‬كعادة األمّهات‪،‬‬ ‫بدراسة ابنها الجامعيّة‪ ،‬حيث كنّ يبكين على‬ ‫الدوام بسب ذهاب أبنائهنّ إلى «الجامعة»‪.‬‬ ‫وينقلن لهم أخباراً متناقضة وال تستقيم مع‬ ‫التصاريف الطبيعيّة للحياة‪ .‬أخبار من النوع‬ ‫الذي ال يعترف برصانة المرور الطبيعي‬ ‫للزمن‪.‬‬ ‫كان السجناء المُزارون سيشعرون باإلحراج‬ ‫الشديد‪ ،‬إن فع َلتها إحداهنَّ ممّن يستطعن‬ ‫الزيارة‪ ،‬وقامت باالتصال بالبرنامج كي‬ ‫تخبر زوجها كم تحبّه‪ .‬فقد كان هذا ترفا ً‬ ‫معيبا ً وغير جائز‪ ،‬ويمكن في حاالت‬ ‫التطرّ ف بإطالق األحكام‪ ،‬اعتباره جريم َة‬ ‫سرق ٍة انطوت على حرمان أ ٍّم من ح ّقها بأن‬

‫تقول البنها الغائب إ ّنها مازالت على قيد‬ ‫الحياة‪ ،‬وإ ّنها مازالت تنتظر عودته على‬ ‫باب البيت‪.‬‬ ‫وكان شديد القسوة على السادة المستمعين‬ ‫السجناء أن تصل رسالة من أ ّم مازال ابنها‬ ‫في سجن تدمر‪ ،‬وهي تسترسل بأشواقها‬ ‫دون أن تعلم أنّ ابنها لن يستمع إلى أيّ من‬ ‫أخبارها‪ .‬أمّا الكارثة الكبرى والتي كانت‬ ‫تسبّب نزيف دموع السجناء فهي اتصال‬ ‫أ ّم تتحدّث إلى ولدها وتقصّ عليه أخبار‬ ‫إخوته‪ ،‬وهي ال تدري أ ّنه قد مضت سنوات‬ ‫على إعدامه في السجن‪ .‬أو أ ّنه قضى في‬ ‫مجزرة تدمر الشهيرة‪.‬‬ ‫ف��ي صباح ك � ّل أح��د‪ ،‬وعند فتح أب��واب‬ ‫المهاجع‪ ،‬سوف تنهال التهاني لمن جاءتهم‬ ‫الرسائل الصوتيّة ليلة األمس‪ .‬أمّا الباقون‪،‬‬ ‫ممن أرَّ قهم طول االنتظار‪ ،‬فلم يكن أمامهم‬ ‫سوى أن يؤجّ لوا أحالمهم‪ ،‬بالصبر المعهود‬ ‫للسجناء‪ ،‬ح ّتى ليلة السبت القادم‪.‬‬ ‫حدث ك ّل هذا في مطلع تسعينات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬ورغم ك ّل ما تنطوي عليه تلك‬ ‫الحكايات من مأساة ما زالت مستمرّ ة ح ّتى‬ ‫اليوم‪ ،‬إلاّ أّنها ستبدو كحكايات مُحتملة‪،‬‬ ‫بالمقارنة مع عشرات آالف حاالت االختفاء‬ ‫القسريّ التي تشهدها سورية حال ّياً‪ ،‬خاصّة‬ ‫بعد ظهور صور اآلالف من الشهداء تحت‬ ‫التعذيب‪ ،‬وبدء تراجيديا السوريّين المريرة‬ ‫في رحلة بحثهم عن مالمح أبنائهم بين تلك‬ ‫الصور‪.‬‬

‫مالك داغستاني‬

‫في العنف*‬

‫الجوع مع الكرامة‪ ،‬أفضل من الخبز في العبودّية؟‬

‫كم يُلهب هذا العنوان مشاعرنا وعقولنا كسوريّين اليوم؟!‬ ‫وكم ُتصيب «ح ّنه آرندت» في تعليل الحال االجتماعيّ‬ ‫الذي صرنا إليه عندما تقول «إنّ عامل التف ّتت الداخليّ‬ ‫الذي يواكب انتصار العنف على السلطة‪ ،‬يكون واضحا ً‬ ‫بشكل خاصّ حين يت ّم استخدام اإلرهاب من أجل الحفاظ‬ ‫على الهيمنة‪ ...‬واإلرهاب ليس هو هو العنف؛ إ ّنه باألحرى‬ ‫شكل الحكومة التي تح ّل في السلطة حين يكون العنف‪،‬‬ ‫بعد أن دمّر ك ّل سلطة‪ ،‬وقد رفض التنازل عن مكانه‪ ،‬بل‬ ‫على العكس من ذلك‪ ،‬ظ ّل مُخضعا ً ك ّل شيء لسيطرته‪ .‬لقد‬ ‫لوحظ‪ ،‬غالباً‪ ،‬أنّ فعّالية اإلرهاب ترتبط كلّ ّيا ً تقريبا ً بدرجة‬ ‫التف ّتت االجتماعيّ » ذلك في الصفحة ‪ 49‬من كتابها‪.‬‬ ‫ما يضفي على هذا الكتاب قيمة غير مؤ ّقتة‪ ،‬أنّ تحاليله‬ ‫واستنتاجاته في ظاهرة العنف ما زالت راهنيّة إلى ح ّد‬ ‫بعيد‪ ،‬مع أ ّنه ُكتب في بداية سبعينيّات القرن المنصرم‪ .‬تقول‬ ‫آرندت في الصفحة ‪ 12‬من كتابها «اليوم‪ ،‬بقدر ما يزداد‬ ‫بروز العنف كسالح مشكوك فيه وغير مضمون في مجال‬ ‫العالقات الدوليّة‪ ،‬يزداد هذا العنف نفسه كعامل فعّال في‬ ‫الشؤون الداخليّة‪ ،‬وال سيّما فيما يتعلّق بقضيّة الثورة‪....‬‬ ‫كما أنّ ظهور المجتمع الجديد يسبقه اندالع العنف‪ ،‬دون‬ ‫أن يتسبّب به ذلك االن��دالع»‪ .‬وكانت قد الحظت عبر‬ ‫تساؤلها عن التعسّف والعنف مدى اإلهمال الواقع على‬ ‫هذه العالقة بينهما في الصفحة ‪ « 10‬إلى أيّة درجة يعتبر‬ ‫العنف والتعسّف المرتبط معه أمرين عاديّين‪ ،‬بحيث أ ّنهما‬ ‫ال يلقيان أيّة عناية خاصّة» لتر ّد بعد ثالث صفحات مقتبسة‬ ‫من «إنغلز» مقولة إنّ <<الثورات ال تقوم بشكل تعسّفي‬ ‫ومقصود‪ ،‬بل أ ّنها تكون دائما ً وفي ك ّل مكان‪ ،‬نتيجة حتميّة‬ ‫لظروف مستقلّة ك ّل االستقالل عن إرادة وقيادة األحزاب‬ ‫والطبقات االجتماعيّة>>‪.‬‬ ‫وال تقف الفيلسوفة – ترفض آرندت إطالق هذه الصفة على‬ ‫نفسها باعتبار أنّ الفلسفة تتعاطى مع اإلنسان بصيغة الفرد‬ ‫ جامدة أمام مقوالت شائعة فهي تناقش في الصفحة ‪20‬‬‫القول «الجوع مع الكرامة‪ ،‬أفضل من الخبز الذي يؤكل في‬ ‫العبوديّة» وتعتبرها مقولة خاطئة‪ ،‬عبر سؤال استنكاريّ ‪:‬‬ ‫ماذا لو قيل «إ ّنه من األفضل أكل الخبز مع الكرامة من أكل‬ ‫الغاتوه مع العبوديّة؟»‪.‬‬ ‫ترى الباحثة «نزهة صادق» في مقال لها نشر في مجلةّ‬ ‫«ذوات» بتاريخ ‪ 31‬آب ‪ 2014‬أنّ «ح ّنه آرن��دت»‬ ‫في موقفها من العنف تدافع عن فكرة «شبه طوباويّة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫لديمقراطيّة جذريّة» وتستنج «صادق» من آراء «آرندت» «بما أنّ العنف يبدو في العالقات الخارجيّة كما في الشؤون‬ ‫تلك الديمقراطيّة «تصدر فيها الدولة عن مجالس بدون أن الداخليّة‪ ،‬بوصفه الملجأ األخير الذي يُم ّكن من اإلبقاء على‬ ‫يكون أساسها مبدأ السيادة‪ ،‬وبحيث ال يكون لها سوى وظيفة بنية السلطة غير ممسوسة في وجه الم ّتحدين األفراد –‬ ‫أفقيّة إن جاز التعبير‪ ،‬ويقترن هذا التفكير حول الديمقراطيّة العدوّ الخارجيّ ‪ ،‬المجرم المحلّيّ – سيبدو األمر وكأنّ‬ ‫والسلطة والحرّ يّة بتحليل لطبيعة الشموليّة‪ ...‬فليس مر ّد السلطة ليست سوى الواجهة أو الق ّفاز المخمليّ الذي إمّا أن‬ ‫الشموليّة إلى أيديولوجيّات‪ ،‬بل إلى واقع نظام سياسيّ يكون مق ّنعا ً لليد الفوالذيّة‪ ،‬وإمّا غطاء يُخفي نمراً من ورق‪.‬‬ ‫يعمل على تذرير األفراد بحيث يصيرون قابلين لإلبدال غير أنّ بحث األمر عن كثب سيجعل مثل هذه التصوّ رات‬ ‫والمقايضة بعضهم ببعض‪ ،‬علما ً بأنّ الخلط بين المضمار تفقد مصداقيّتها‪ .‬وبالنسبة لما نبحثه هنا‪ ،‬من المرجّ ح أن‬ ‫العا ّم والمضمار الخاصّ هو ما يتيح شروط اإلمكانيّة تكون الهوّ ة بين النظريّة والواقع ّ‬ ‫ممثلة خير تمثيل بظاهرة‬ ‫لذلك»‪ .‬لكنّ ما تقوله «آرندت» في كتابها مؤ ّكدة اإلجماع الثورة‪ ».‬وتأتي بالمثال الذي ما يزال – لألسف – ساخنا ً‬ ‫على أنّ «الذي تعرّ ض للعنف يحلم بالعنف‪ ،‬والمضطهد في الصفحة ‪« 44‬لم يحدث أبداً لحكومة ّ‬ ‫وطدت سلطتها‬ ‫إ ّنما يحلم ب��أن يجلس ول��و ليوم واح��د مكان ذاك الذي على أساس أدوات العنف وحدها‪ ،‬إن وجدت‪ .‬فح ّتى الحاكم‬ ‫اضطهده» في الصفحة ‪ 21‬وكذلك‬ ‫الشموليّ ‪ ،‬الذي يعتمد على ممارسة‬ ‫تساؤلها في الصفحة ‪« 32‬إذا كانت‬ ‫التعذيب كوسيلة أساسيّة للحكم‪،‬‬ ‫الطغيان‪،‬‬ ‫نهاية الحروب تعني نهاية ال��دول‪،‬‬ ‫يحتاج إلى أسس للسلطة»‪.‬‬ ‫بوضوح وتلخيص ترسم «حنهّ‬ ‫فهل من شأن اختفاء العنف من عالم‬ ‫حكومة غري‬ ‫العالقات بين ال��دول أن يعلن نهاية‬ ‫آرن��دت» في كتابها «في العنف»‬ ‫على‬ ‫جمربة‬ ‫السلطة؟» يؤ ّكدان نظرتها الواقعيّة‪،‬‬ ‫العالقة بين السلطة والعنف في‬ ‫ولو استشهدت هنا بقول فولتير عن‬ ‫الصفحة ‪ 52‬قائلة « ال يكفي أن‬ ‫تقديم أ ّي‬ ‫السلطة «تقوم في جعل اآلخرين‬ ‫نقول إنّ السلطة والعنف ليسا الشيء‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ألحد‬ ‫حساب‬ ‫ّ‬ ‫يتصرّ فون تبعا ً الختياراتي» أو حسب‬ ‫نفسه؛ فالسلطة والعنف يتعارضان‪:‬‬ ‫فحين يحكم أحدهما حكما ً مطلقا ً‬ ‫ماكس فيبر «أن أفرض إرادتي رغم‬ ‫متارسه‬ ‫ً‬ ‫مقاومة اآلخرين لها» أل ّنها تجادل في‬ ‫يكون اآلخر غائبا‪ .‬والعنف يظهر‬ ‫صيغة الحكم والمسؤوليّات المنوطة‬ ‫حين تكون السلطة مهدّدة‪ ،‬لك ّنه إن‬ ‫ُ‬ ‫بالحكومة بشكل أبعد ما يكون عن الطوباويّة‪ ،‬إذ تحدّد في ترك على سجيّته سينتهي األمر باختفاء السلطة‪ ».‬كما‬ ‫ّ‬ ‫ظ ّل حكم من ال يمكن أن يعتبروا مسؤولين «يمكننا أن‬ ‫تشخص سلوك القابضين على السلطة في الصفحة ‪،79‬‬ ‫نطلق عليه اسم <<حكم ال أحد>> ويمكن أن نعرّ ف هذا وكأ ّنها معنا في سورية «أولئك الذي يقبضون على السلطة‪،‬‬ ‫الطغيان بكونه حكومة غير مجبرة على تقديم أيّ حساب إذ يشعرون بأنّ السلطة تفلت من بين أيديهم‪ ،‬يالقون على‬ ‫ألحد عمّا تمارسه‪ ،‬فإنّ حكم الال أحد‪ ،‬يعتبر وبك ّل وضوح‪ ،‬الدوام أكبر قدر من الصعوبة دون مقاومة إغراء استبدال‬ ‫الحكم األكثر طغياناً‪ ،‬طالما أن ليس ثمّة أيّ شخص يبقى السلطة بالعنف‪».‬‬ ‫ليُسأل الحساب حول ما أنجز‪ .‬إنّ هذه الوضعيّة‪ ،‬التي تجعل لتؤ ّكد الكاتبة بأنّ المف ّكرين الذين سوّ قوا للعنف استندوا إلى‬ ‫من المستحيل تحديد المسؤوليّة‪ ،‬وتعريف العدو‪ ،‬هي من أوهام سياسيّة‪ ،‬إذ ظ ّنوا أنّ العنف يمكن أن يكون خالصا ً‬ ‫بين أقوى األسباب الكامنة خلف القالقل التي تع ّم العالم للمجتمع‪ ،‬أو مجدّداً للحياة‪.‬‬ ‫في الزمن الراهن وتعطيه شكله الكابوسيّ ‪ ،‬وميله الخطير كتاب «في العنف» للباحثة «ح ّنه آرندت» ما فتئ ينبض‪.‬‬ ‫نحو االنفالت من أيّة رقابة والغرق في نوع من الهيجان‬ ‫*عنوان الكتاب لـ ح ّنة آرندت‪ ،‬ترجمة إبراهيم العريس‪ ،‬طبعة أولى ‪،1992‬‬ ‫العبثيّ »‪.‬‬ ‫دار الساقي ‪ -‬بيروت‪.‬‬ ‫نعود بهكذا توصيف إلى الساعة اآلن‪ ،‬وما يجري على‬ ‫ّ‬ ‫بشار فستق‬ ‫األرض فيما تتابع «آرن��دت» مستنتجة في الصفحة ‪42‬‬

‫«‪...‬إنّ ممّا يثير األسف – وهللا ‪ -‬في النفوس أن‬ ‫نرى الغربيّين يُعنون بتأريخ الجاهليّة ويجدّون‬ ‫في البحث عنه والكشف عن حلقاته وتركاته‬ ‫في باطن األرض‪ ،‬ونشره بلغاتهم‪ ،‬وال نرى‬ ‫حكوماتنا العربيّة وال سيّما حكومات جزيرة‬ ‫العرب‪ ،‬إلاّ منصرفة عنه‪ ،‬ال ُتعنى باآلثار‬ ‫العناية الالزمة لها‪ ،‬وال تسأل الخبراء رسم ّيا ً‬ ‫وباسمها البحث عن العاديات والتنقيب في‬ ‫الخرائب الجاهليّة الستخراج ما فيها من كنوز‪،‬‬ ‫وجمعها في دار للمحافظة عليها والطالع الناس‬ ‫عليها‪ .‬وقد يكون عذر هذه الحكومات أنّ الناس‬ ‫هناك ينظرون إلى التماثيل نظرهم إلى األصنام‬ ‫واألوثان‪ ،‬وإلى استخراج اآلثار والتنقيب عن‬ ‫العاديّات نظرهم إلى بعث الوثنيّة وإحياء معالم‬ ‫الشرك‪ ،‬وهي من أجل هذا تخشى الرأي العا ّم‪،‬‬ ‫وإ ّني على ك ّل حال أرجو أن تزول هذه األحوال‬ ‫في المستقبل القريب‪ ،‬وأن يدرك عرب الجزيرة‬ ‫أه ّميّة اآلثار في الكشف عن تاريخ هذه األمّة‬ ‫العربيّة القديم‪...‬‬ ‫لاّ‬ ‫وقد رأيت في هذا الكتاب‪ ،‬أ أنصّب نفسي‬ ‫حاكما ً تكون وظيفته إص��دار أحكام قاطعة‪،‬‬ ‫وإبداء آراء في حوادث تاريخيّة مضى زمن‬ ‫طويل عليها‪ ،‬بل أكتفي بوصف الحادث وتحليله‬ ‫كما يبدو لي‪ .‬وقد ال تعجب طريقتي هذه كثيراً‬ ‫من ال��ق��رّ اء؛ وع��ذري أ ّن��ي ال أكتب إلرضاء‬ ‫الناس‪ ،‬وال أدوّ ن لشراء العواطف‪ ،‬وإ ّنما‬ ‫أكتب ما أعتقده وأراه بحسب علمي وتحقيقي‪،‬‬ ‫والرأي عندي أنّ التاريخ تحليل ووصف لما‬ ‫وقع ويقع‪ ،‬وعلى المؤرّ خ أن يجهد نفسه ك ّل‬ ‫اإلجهاد لإلحاطة به‪ ،‬بالتفتيش عن ك ّل ما ورد‬ ‫تمحيص ونقد عميقين‪ ،‬ث ّم تدوين‬ ‫عنه‪ ،‬ومناقشة‬ ‫ٍ‬ ‫ما يتوصّل إليه بجده واجتهاده تدوينا ً صادقا ً‬ ‫على نحو ما ظهر وما شعر به‪ ،‬متج ّنبا ً إبداء‬ ‫األحكام واآلراء الشخصيّة القاطعة على قدر‬ ‫االستطاعة‪.‬‬ ‫لقد راجعت بعض المستشرقين الباحثين في‬ ‫تاريخ العرب القديم‪ ،‬وسألت بعض من ساح في‬ ‫جزيرة العرب في هذه األيّام‪ ،‬وبعض الشركات‬ ‫العاملة فيها‪ ،‬في آخر ما توصّلوا إليه من بحوث‪،‬‬ ‫وعثروا عليه من عاديّات‪ ،‬فوجدت منهم ك ّل‬ ‫معونة‪ ،‬وأرسلوا وما برحوا يرسلون أجوبتهم‬ ‫إليّ بك ّل ترحاب ولطف‪ ،‬وكتبت إلى بعض‬ ‫حكومات جزيرة العرب وإلى بعض المسؤولين‬ ‫من أصحاب المكانة فيها والنفوذ مراراً‪ ،‬أسألها‬ ‫وأسألهم عن العاديّات وعن اآلثار التي عُثر‬ ‫عليها حديثا ً في بالدهم‪ ،‬فلم أسمع من االثنين‬ ‫جواباً‪ ،‬وإ ّن��ي إذ أكتب هذه المالحظة المرّ ة‬ ‫المؤسفة‪ ،‬إ ّنما أرمي إلى التنبيه ولفت أنظار‬ ‫أولي األمر أصحاب الحكم والسلطان‪.‬‬ ‫من واجب المسؤول إجابة الرسائل‪ ،‬وال سيّما‬ ‫أنّ القضيّة قضيّة تخصّ البالد المذكورة بالذات‬ ‫والعرب عموماً‪ ،‬وقبيح أن ينبري الغريب‪،‬‬ ‫فيساعد طالب بحث عن تأريخ أمّته وإخوته‪،‬‬ ‫ويستنكف المسؤولون من أبناء هذه األمّة عن‬ ‫تنفيذ طلب ال يكلّفهم شيئاً‪ ،‬وهو خطير يتعلّق‬ ‫بتأريخ هذه األمّة قبل اإلسالم وإذاعته أوّ الً‪،‬‬ ‫وهو واجب من واجباتهم التي نصّبوا من أجلها‬ ‫ثانياً‪.‬‬ ‫لقد تم ّكن الباحثون في التأريخ الجاهليّ ‪ ،‬من‬ ‫سيّاح وعلماء‪ ،‬من االرتقاء بتاريخ الجاهليّة‬ ‫بمئات من السنين قبل الميالد‪ ،‬وذلك على وجه‬ ‫ك فيه‪ ،‬مع أنّ بحوثهم هذه‬ ‫صحيح المجال للش ّ‬ ‫لم تزل سوى أمتاراً في باطن اآلثار وفي أماكن‬ ‫محدودة معيّنة‪ .‬وسوف يرتفع مدى هذا التأريخ‬ ‫إلى مئات أخرى‪ ،‬وربّما يتجاوز األلفي سنة أو‬ ‫أكثر قبل الميالد إذا أتيحت الفرص للعلماء في‬ ‫الحفر في مواضع اآلثار‪ ،‬حفراً علمّيا ً بالمعنى‬ ‫الحديث المفهوم من«الحفر»‪.‬‬ ‫وأنا ال أستبعد بلوغ هذا التاريخ الجاهليّ في يوم‬ ‫من األيّام‪ ،‬التأريخ الذي وصل إليه العلماء في‬ ‫مصر وفي العراق‪ ،‬أو في أماكن أخرى عُرفت‬ ‫بقدم تاريخها‪ ،‬بل ال أستبعد أيضا ً أن يتقدّم هذا‬ ‫التأريخ تأريخ بعض األماكن المذكورة ‪.»...‬‬ ‫«المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم»‬ ‫*من مقدّمة كتاب‬ ‫ّ‬ ‫الذي يقع في عشرة مج ّلدات ‪ -‬بيروت ‪1972-1968‬‬ ‫علي قرابة (‪ )50‬دراسة في اآلثار والتاريخ‬ ‫** نشر جواد‬ ‫ّ‬ ‫واالستشراف‪ ،‬يتقن اللغات العرب ّية واأللمان ّية واإلنكليز ّية‪.‬‬ ‫من مؤ ّلفاته‪ - :‬تاريخ العرب قبل اإلسالم – ثمانية مج ّلدات سنة‬ ‫‪ - .1951‬المفصل في تاريخ العرب في اإلسالم (مخطوط)‪.‬‬ ‫ كتاب واسع عن السيرة النبو ّية(مخطوط)‪ - .‬قاموس ألفاظ‬‫الجاهل ّية الواردة في كتاب الجاهل ّيين (مخطوط)‪ - .‬المهدي‬ ‫وسفراؤه األربعة‪ ،‬وهي أطروحته للدكتوراه‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫العدد ‪30‬‬

‫ثقافة‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫‪11‬‬

‫السنة الثانية‬

‫شجرة األرجوان‬

‫السوري‬ ‫ديوان الشعر‬ ‫ّ‬

‫هدف ولوحة وأغنية وقصيدة‬

‫من أين يشرع عاشق؟‬

‫شجرة األرج��وان تشعل شمعة تاسعة من‬ ‫عمر معرضها األرج��وان��يّ اإلسطنبوليّ‬ ‫ولمدّة شهر كامل‪ ،‬من منتصف نيسان إلى‬ ‫منتصف أيّار لتصل التسمية إلى مضيق‬ ‫البوسفور ويصبح اسمه مضيق األرجوان‪.‬‬ ‫إ ّنه المعرض التاسع لألرجوان في متحف‬ ‫جامعة «مرمره» الكائن في منطقة السلطان‬ ‫أحمد بمشاركة نحو ‪ 300‬ف ّنان من عدّة دول‬ ‫منها‪ :‬تركيا وأوزبكستان واليابان وسورية‪.‬‬ ‫وقد كتب ّ‬ ‫منظمو المعرض‪ :‬إنّ للفنّ أه ّميّة‬

‫كبيرة‪ ،‬فهو رسائل أبدعها المجتمع من ذاته‪.‬‬ ‫والمجتمع بال فنّ هو مجتمع بال مستقبل‪.‬‬ ‫وقال حسين أمير أوغلو مدير المعرض في‬ ‫تصريح صحافيّ ‪:‬‬ ‫أحببنا أن يكون في معرض «أرج��وان‬ ‫إسطنبول ‪ »2015‬هذا العام – كما في‬ ‫ك ّل عام ‪ -‬بمشاركة ف ّنانين من مختلف‬ ‫بلدان العالم‪ ،‬وباألخصّ أردنا رؤية أعمال‬ ‫التشكيليّين السورييّن ومشاركاتهم كضيوف‬

‫ّ‬ ‫أعزاء بيننا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وق��د أع��رب الفنانون المشاركون عن‬ ‫تقديرهم لألعمال السوريّة‪ ،‬فقالت إحدى‬ ‫الف ّنانات األوزب��ك� ّي��ات عن المشاركات‬ ‫السوريّة‪ :‬تعرّ فت إلى التشكيليّين السوريّين‬ ‫خالل فترة المعرض هنا‪ ،‬و ُدهشت عندما‬ ‫رأيت أعمالهم الف ّنية ولوحاتهم‪ ،‬عملهم الف ّنيّ‬ ‫محترف‪ ،‬يضاهي مستوى أه ّم المدارس‬ ‫العالميّة‪.‬‬ ‫عند دخولك صالة المعارض‪ ،‬ومن الباب‬ ‫الرئيسيّ ترى لوحة غرافيكيّة للتشكيليّة‬ ‫السوريّة زين األحمد‪ .‬ونتجوّ ل في أرجاء‬ ‫المعرض لنأخذ انطباع الزوّ ار فيقول لنا‬ ‫أحد المتفرّ جين األتراك من إسطنبول‪:‬‬ ‫معرض جميل‪ ،‬أالحظ تنظيما ً دقيقا ً وعناية‬

‫فائقة وأناقة‪ .‬والتنوّ ع في األعمال يضفي‬ ‫على المعرض روعة أكثر‪ ،‬فهنالك فنانون‬ ‫من كا ّفة المناطق التركيّة‪ ،‬وكذلك الضيوف‬ ‫اإلخوة من سورية وح ّتى اليابان وغيرها‪.‬‬

‫أن��ا مهت ّم ب��ال��ف��نّ ولست‬ ‫م��ح��ت��رف �اً‪ .‬ل��ق��د أعجبني‬ ‫المعرض هذا العام أكثر‬ ‫من األعوام السابقة‪.‬‬ ‫ويقول زائر آخر‪:‬‬ ‫الذي قال عن المعرض ومشاركته فيه‪ :‬إنّ‬ ‫في مكان كهذا‪ ،‬وهو متحف‬ ‫لجامعة‪ ،‬عندما يقام معرض للفنّ وللعديد أيّ معرض هو لقاء وتواصل؛ لقاء بين‬ ‫من البلدان والشعوب تلتقي الجغرافيّات الف ّنانين أنفسهم يقوّ ي من عزيمتهم يفرحهم‬ ‫وتتحاور الثقافات‪ ،‬وخاصّة أنّ العنوان ويتواصلون لتستمرّ شجرة الفنّ ‪ ،‬وهو لقاء‬ ‫الرئيسيّ والمادّة مأخوذان من الطبيعة من أيضا ً مع محبّي الجمال وذوّ اقيه‪ ...‬يدلي‬ ‫العمل الف ّنيّ بدلوه‪،‬‬ ‫ش��ج��رة األرج����وان‪،‬‬ ‫ي��س��أل يتساءل‪..‬‬ ‫وم��ن إسطنبول التي‬ ‫ينشأ ح���وار بين‬ ‫ت��ج��م��ع أج�����زا ًء من‬ ‫حممّد عماد‪:‬‬ ‫اللوحة والناظر‪،‬‬ ‫قارّ ات العالم‪.‬‬ ‫ي��ت��ش��ارك��ان في‬ ‫أردت أن أوصل‬ ‫وي����رى ال��ت��ش��ك��ي��ل��يّ‬ ‫ام���ت�ل�اك ال��ح��سّ‬ ‫ال���س���وريّ إب��راه��ي��م‬ ‫صرخة األمل‬ ‫الجماليّ ‪..‬‬ ‫ح��سّ��ون‪ ،‬وه���و أح��د‬ ‫ش�����ارك�����ت ف��ي‬ ‫وإشراقة مشس‬ ‫المشاركين السوريّين‬ ‫ه����ذا ال��م��ع��رض‬ ‫في المعرض‪ ،‬أنّ الفنّ‬ ‫الغد باللون‬ ‫ب��م��ج��م��وع��ة من‬ ‫رسالة تبني اإلنسان‬ ‫اللوحات الخطيّة‬ ‫األرجوان ّي‬ ‫وتوسّع فهمه للحياة‪،‬‬ ‫ب��ال��ل��ون األح��م��ر‬ ‫وي��دلّ��ل على أه ّميّة‬ ‫األرج��وان��يّ ‪ ،‬وال‬ ‫الفنّ بقدرته على بناء‬ ‫أو هدم المجتمع مستشهداً بأثر هوليوود يخفى عليكم ما لهذا اللون من داللة على‬ ‫على تفكير العالم – حسب حسّون – من ما يحدث في بلدي س��وري��ة‪ ،‬أردت أن‬ ‫خالل أفالم مثل توم وجيري‪ ،‬وما تحمله أوصل صرحة األلم وإشراقة شمس الغد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الخط المالذ لما فيه من‬ ‫من عدوانيّة‪ .‬ويؤ ّكد «حسّون» على دور ودائما ً كنت أجد في‬ ‫الفنّ في خلق التقارب بين الشعوب وتجاوز فضاءات رحبة وإمكانات لقول المزيد من‬ ‫ّ‬ ‫الخط – كما أراه – كائن حيّ جميل‬ ‫األزمات‪ ،‬ويعلّق آماالً كبيرة على ذلك في الجديد‪،‬‬ ‫ومتطوّ ر‪ ،‬كما اإلنسان‪.‬‬ ‫إيجاد ح ّل لألزمة السوريّة‪.‬‬ ‫من أبرز المشاركين في معرض «أرجوان‬ ‫حسيب م‪ .‬عدي‬ ‫‪ »2015‬الخطاط السوريّ محمّد عماد‪،‬‬

‫صولفيج‬

‫وما من إبداع إلاّ من خالل الذات‬ ‫سألتزم بالتعريف عن اسم «نجمي الس ّكريّ » الذي قدّم‬ ‫الكونشيرتو الصعب والطويل لـ»برامس» ولم تضعف‬ ‫يده اليسرى أو تتعب أبداً ال في المقاطع الموسيقيّة األكثر‬ ‫صعوبة وال بالنسبة لألوتار الثالثة وأصوات الجواب‪،‬‬ ‫أمّا دقته في العزف فكانت كاملة وتامّة إلى ح ّد اإلعجاز‬ ‫وأسلوبه ي ّتصف بصفاء جميل ج ّداً واألزمنة الموسيقيّة‬ ‫صحيحة وقوس كمانه عريض ومتجاوب معه‪ ،‬يسمح له‬ ‫بالعزف وإصدار األصوات بك ّل راحة‪ ،‬آمالً أن أكون قد‬ ‫استطعت خلق الرغبة لدى قرّ ائي باالستماع إلى عازف‬ ‫الكمان هذا والذي منذ اآلن يتربّع بين العظماء (بيير بوتي‬ ‫صحيفة الفيغارو الفرنسيّة ‪.)1978‬‬ ‫ولد نجمي الس ّكريّ في مدينة حلب ‪ 1939‬بدأ بدراسة‬ ‫العزف على الكمان منذ الخامسة من عمره مع األستاذ‬ ‫الروسيّ «ميشيل بوريزنكو»‪ ،‬بإشراف والده الذي كان‬ ‫يدرّ به يوم ّيا ً حوالي خمس ساعات‪ ،‬أولى حفالته كانت في‬ ‫حلب ‪ 1950‬أُوفد بقرار استثنائيّ وهو في الثانية عشرة من‬ ‫العمر إلى باريس لمتابعة الدراسة في «الكونسرفاتوار»‬ ‫الوطنيّ ‪.‬‬ ‫تخرّ ج بدرجة أولى‪ ،‬ث ّم عاد إلى سورية‪ ،‬وأوفد مجدّداً إلى‬ ‫موسكو للدراسة في معهد «تشايكوفسكيا»‪ ،‬اشترك في‬

‫ولد جنمي السكّر ّي‬ ‫يف مدينة حلب ‪1939‬‬ ‫بدأ بدراسة العزف على‬ ‫الكمان منذ اخلامسة من‬ ‫عمره مع األستاذ الروس ّي‬ ‫«ميشيل بوريزنكو»‬ ‫مسابقة الملكة إليزابيت في بروكسل «بلجيكا» عام ‪1963‬‬ ‫وحصل على الدرجة الثامنة‪.‬‬ ‫اشترك في مسابقة «لوفنتريت» الدوليّة في نيويورك عام‬ ‫‪ 1967‬وحصل على الجائزة الثانية مناصفة مع «سيرجيو‬ ‫لوكا»‪ ،‬والجدير بالذكر أنّ هذه المسابقة تعتبر من أه ّم‬ ‫المسابقات في العالم‪ ،‬قدَ م سلسلة من الحفالت في ك ّل من‬ ‫الواليات الم ّتحدة‪ ،‬كندا البرازيل فرنسا أُهدي على أثرها‬ ‫عدداً من آالت الكمنجة من أمهر الصانعين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شارك باالحتفال الموسيقيّ المخصّص لذكرى المؤلف‬ ‫البلجيكي «أوجين إيزايي» في مدينة ليبيج ‪ ،1978‬وتقديراً‬ ‫لعزفه قلّدته وزارة الثقافة البلجيكيّة ميداليّة ذهبيّة‪..‬‬ ‫قام بتدريس العديد من الطلبة على آلة الكمان في باريس‬ ‫وليون‪.‬‬ ‫من طلاّ به «ماري نيكوال» الفائزة بجائزة «تشايكوفسكي»‪،‬‬ ‫نجمي العازف المعروف عالم ّيا ً غير معروف في بلده‬ ‫سورية كما يليق به واألسباب هي على األغلب أ ّنه أوّ الً لم‬ ‫يمار السلطات وثانيا ً جرأته في طرح أفكاره الموسيقيّة دون‬ ‫ِ‬ ‫أيّة مواربة ويقول في ذلك‪:‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫جنمي السكّر ّي‬ ‫لألسف واجهتني عراقيل كثيرة في سورية‪ ،‬وجرى تعطيل‬ ‫حفلتين لي‪ ،‬إحداهما عام ‪ 1966‬في حلب إذ ثمّة جهات‬ ‫تحاول الحصول على أكبر عدد ممكن من البطاقات بحجّ ة‬ ‫توزيعها‪.‬‬ ‫ومن ث ّم ُتحجب عن الجمهور‪ ،‬أو يرسل بعض ّ‬ ‫منظمي الحفل‬ ‫«بيانو» من النوع السيّئ ليرافق عزفي على الكمان‪ ،‬ومثل‬ ‫هذه اإلشكاالت اإلداريّة كانت مقصودة في معظم األحيان‪،‬‬ ‫وش ّكلت لديّ إحباطات مريرة‪ ،‬وأنا ال أتهم وزارة الثقافة‬ ‫فقط‪ ،‬فهناك حفالت أقيمت تحت رعاية وزارات أخرى‪،‬‬ ‫وجرى فيها ما جرى مع مثيالتها‪ ،‬وعن رأيه في المعهد‬ ‫العالي وفرقته السمفونيّة يقول‪ :‬معهد الموسيقى موجود‬ ‫في الساحة منذ زمن بعيد‪ ،‬وسابقا ً كان في عهدة وزارة‬ ‫التربية قبل تأسيس وزارة الثقافة زمن الوحدة السوريّة‬ ‫– المصريّة‪ ،‬وأعتقد أنّ المعهد العالي يحتاج إلى شروط‬ ‫أساسيّة كي يتطوّ ر‪ ،‬أوّ لها الموهبة الحقيقيّة لقبول الطلاّ ب‬ ‫فيه من خالل لجنة مشرفة فال يت ّم حصر أمر القبول في‬ ‫«يد» شخص واحد‪ ،‬ومهمّة لجنة اإلشراف على اختبارات‬ ‫القبول هي تقدير مستوى المتقدّمين بد ّقة‪ ،‬والوضع العام‬ ‫للمعهد من الناحية اإلداريّة والمهنيّة يحتاج إلى كثير من‬ ‫الجهود‪ ،‬وإلى رفد اإلدارة بدماء جديدة فاعلة‪ ،‬بعيداً من‬ ‫أحاديّة الرأي والقرار‪.‬‬ ‫أمّا الفرقة السيمفونيّة التابعة له فهي ال تعدو كونها أوركسترا‬ ‫للمعهد كالتي يؤسّسها الهواة في الغرب مع مدربيهم في‬ ‫مقاطعات تنقصها المؤسّسات الجادّة‪ ،‬وأمّا إبهار التسميات‬ ‫فلن يغيّر في الواقع شيئاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال ب ّد من القول‪ ،‬إنّ تقديم أوركسترا المعهد على أنها‬ ‫فرقة سيمفونيّة وطنيّة‪ ،‬يضرّ بمفاهيم الناس ومعرفتهم‬ ‫بالموسيقى‪ ،‬ويضرّ بسمعتنا أمام اآلخرين‪.‬‬ ‫رفض نجمي التخلّي عن الكمان مقابل أيّ من المناصب‬ ‫اإلداريّة التي عرضت عليه في سورية‪ .‬وضع عدّة شروط‬

‫إلقامته في سورية أهمّها أن يسمح لطلاّ به من الدول األخرى‬ ‫الدخول إلى سورية ومغادرتها وذلك لمتابعة الدروس دون‬ ‫أيّة تعقيدات أمنيّة‪ ،‬ولكنّ السلطات لم توافق وبدوره لم يقبل‬ ‫اإلقامة وظ ّل يتن ّقل في أوربّا‪ ،‬وعن الموسيقى الكالسيكيّة‬ ‫السوريّة يقول‪:‬‬ ‫إنّ نهضة تطوير الموسيقى الكالسيكيّة في سورية لن يت ّم‬ ‫إلاّ بش ّقين اثنين‪ :‬التأهيل المهنيّ الصحيح‪ ،‬واألمانة المهنيّة‪،‬‬

‫تطوير املوسيقى‬ ‫الكالسيكيّة يف سورية‬ ‫لن يت ّم إلاّ بشقّني‬ ‫اثنني‪ :‬التأهيل امله ّ‬ ‫ين‬ ‫الصحيح‪ ،‬واألمانة‬ ‫املهنيّة‬ ‫أي األخالق التي ترفد المعرفة ليتحوّ ل مناخ العمل إلى‬ ‫فسحة صحيّة للتنافس بمساهمة الطاقات االيجابيّة كلّها‪.‬‬ ‫عن رأيه في الموسيقى الكالسيكيّة والشعبيّة يقول‪ :‬أعتقد‬ ‫أنّ الموسيقى الكالسيكيّة أكثر تحضّراً أل ّنها األكثر صدقا ً‬ ‫وتواضعا ً وعمقا ً وموضوعيّة من ك ّل أنواع الفلكلور‪ ،‬وهي‬ ‫بالتالي عالميّة أل ّنها ذاتيّة ومرهفة‪ ،‬إ ّنها حصيلة عالقة‬ ‫الذات مع العالم الواسع‪ ،‬في الموسيقى الكالسيكية تخضع‬ ‫المحليّة والمعارف الموسيقيّة‪ ،‬والخبرة الخاصّة لتوهّج‬ ‫اإلبداع الذاتيّ ‪ ،‬وما من إبداع أو نكهة خاصّة إلاّ من خالل‬ ‫اإلبداع الذاتيّ ‪.‬‬

‫أسعد شالش‬

‫ول��د الشاعر «مح ّمد‬ ‫ع���م���ران» ف��ي قرية‬ ‫الملاّ جة الطرطوس ّية‬ ‫عام ‪ ،1943‬وهو من‬ ‫أب���رز أع�ل�ام ش��ع��راء‬ ‫الحداثة العرب ّية الذين‬ ‫تلوا جيل األوائل‪.‬‬ ‫تو ّفي «عمران» عام‬ ‫‪ 1996‬ت��ارك��ا ً اثنتا‬ ‫عشرة مجموعة شعر ّية‬ ‫منشورة‪ ،‬باإلضافة الى‬ ‫مقاالت وزوايا وخواطر ودراس��ات في الصحف‬ ‫والدور ّيات المح ّل ّية والعالم ّية جمع بعضا ً منها في‬ ‫ثالثة كتب هي‪ :‬أوراق الرماد‪ ،‬وكتاب األشياء‪،‬‬ ‫وللحرب أيضا ً وقت‪.‬‬ ‫والتزال في أوراقه مجموعة كبيرة من الكتابات‬ ‫النثر ّية المشابهة التي ُن��ش��رت ف��ي الصحف‬ ‫والمجلاّ ت السور ّية والعرب ّية‪ ،‬وه��ذه الكتابات‬ ‫النثر ّية جميعا ً هي خالصة آرائ��ه في الشعر ّية‬ ‫العرب ّية المعاصرة وفي األوضاع العرب ّية والثقاف ّية‬ ‫العرب ّية على وجه اإلجمال‪.‬‬ ‫ونختار من مجموعته الثالثة عشرة التي ُطبعت‬ ‫بعد وفاته‪:‬‬ ‫مديح من أهوى‬ ‫«‪»1‬‏‬ ‫ٌ‬ ‫من أين يبدأ عاشق بمديح من يهوى؟‏‬ ‫ِ‏‬ ‫الوضوح‬ ‫الغموض أو‬ ‫تفاصيل‬ ‫من أين يدخ ُل في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في جسمها السرِّ يِ‪،‬‏‬ ‫ْ‬ ‫المديح؟‏‬ ‫دامت أظلَّ ُتها تفيضُ على‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫والوقت من وج ٍد ُترابي‪،‬‏‬ ‫ومن نجوى‏‬ ‫«‪»2‬‏‬ ‫للشعر‪،‬‏‬ ‫أَلحمد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫استعنت بوجههِ‪ ،‬فأعانني‪،‬‏‬ ‫ِ‏‬ ‫الجريح‬ ‫ت‬ ‫في وحش ِة الصم ِ‬ ‫حبيبتي‪،‬‏‬ ‫دي‏ْ‬ ‫ت ال ُنعمى َي ّ‬ ‫فأَظلَّ ِ‬ ‫ألحم ُد للوقت الذي استمهل ُت ُه‪،‬‏‬ ‫ح ّتى تجي َء يداكِ من غي ٍ‬ ‫ب ْ ّ‏‬ ‫إلي‬ ‫فأ ُ‬ ‫ش َّد في أُفقيهما‪،‬‏‬ ‫ما انه َّد من أجزا ِء رُوحي‏‬ ‫يدين‪،‬‏‬ ‫ُم ِّدي ظال َل‬ ‫ِ‬ ‫من ياقوتِكِ العالي‪،‬‏‬ ‫َع َل ْ ّي‏‬ ‫اآلن تلبسُني‪ ،‬وألبسُها‪ ،‬الظال ُل‪،‬‏‬ ‫َ‬ ‫اآلن ما ُء الشعر‪،‬‏‬ ‫َ‬ ‫يشربُ ما َء رُوحي‏‬ ‫«‪»3‬‏‬ ‫ب القصيد ِة‪،‬‏‬ ‫قلبي على قل ِ‬ ‫إنَّ مسراها طوي ٌ‏‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫حملت ُنبوَّ َتها‏‬ ‫ْ‬ ‫وأسرت في بها ِء يديكِ ‪،‬‏‬ ‫فانكشف البها ْ‏ء‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فتوغلت‪،‬‏‬ ‫عينين‪،‬‏‬ ‫انهمار النور في‬ ‫ح ّتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت السماءْ‏‬ ‫من زي ِ‬ ‫ح ّتى ا ِّتقا ِد الكوكب ال ُّدريِ‪،‬‏‬ ‫ِ‏‬ ‫فسيح‬ ‫في َجس ٍد‬ ‫ب القصيدة‪،‬‏‬ ‫قلبي على قل ِ‬ ‫إ ّنها األنثى التي جاء ٍ‬ ‫ت‪،‬‏‬ ‫ب الجمي ْ‏‬ ‫ل‬ ‫من الغي ِ‬ ‫ْ‬ ‫سرقت وداع َتها‪،‬‏‬ ‫وأَلَّ َق ْ‬ ‫ت جمرها فيها‪،‬‏‬ ‫ت الغنا ْ‏ء‬ ‫فأَشعل ِ‬ ‫«‪»4‬‏‬ ‫أ ْت ُ‬ ‫ممت نعم َة أحزاني‪ ،‬فهل فر ٌ‏‬ ‫ح‬ ‫ألستضيف؟ أنا قلبٌ مآد ُب ُ‏ه‬ ‫َ‬ ‫م ً‬ ‫ُقامة‪ .‬من ضيوفي هللاُ‪ .‬قاسمني‏‬ ‫ُ‬ ‫الموت‪ ،‬يجلسُ في‏‬ ‫خبزي‪َ ،‬ونا َم‪ .‬وضيفي‬ ‫كأسي‪ ،‬فأشربُه جهراً ويشربني‏‬ ‫أتممت نعمة أحزاني‪ .‬فيا فرح‏ا ً‬ ‫ُ‬ ‫سفر‪ .‬قلبي وسائ ُد‏هُ‬ ‫يأتي على ٍ‬ ‫ممدودةٌ‪ .‬فترجّ لْ‪ .‬قد نضي َء مع‏ا ً‬ ‫الشعر‪،‬‏‬ ‫ليالً من‬ ‫ِ‬ ‫الشج ِ‏‬ ‫ن‬ ‫أو ليالً من‬ ‫َ‬ ‫«‪»5‬‏‬ ‫ٌ‬ ‫عاشق بغنا ِء من يهوى؟‏‬ ‫من أين يشر ُع‬ ‫«‪»6‬‏‬ ‫بستان الطفول ِة‪،‬‏‬ ‫باب‬ ‫يا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫لوَّ حت َك الشمسُ ‪،‬‏‬ ‫فلتأْنسْ إلى ظِ لّي‏‬ ‫ُ‬ ‫نعساً‪،‬‏‬ ‫إ ّني‬ ‫فرشت هوا َءهُ َ‬ ‫ِ‏‬ ‫الطفل‬ ‫نومك‬ ‫متلك الرُّ ؤى في‬ ‫َ‬ ‫ألَ َ‬ ‫َ‬ ‫صيفٌ على أقواسِ َك السمرا ِء؟‪،‬‏‬ ‫الحقل؟‏‬ ‫القمح في‬ ‫أم أيّا ُم عيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جئني كما تهوى‪:‬‏‬ ‫ب الور ِد‪،‬‏‬ ‫بثو ِ‬ ‫اللوز‪،‬‏‬ ‫قميص‬ ‫أو جئْ في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أو في فتن ِة الف ِّ‏‬ ‫ل‬ ‫بالغمائم‪،‬‏‬ ‫شعر َك‬ ‫وأظ َّل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هللا مُب َت ّ‏‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫بمنديل بما ِء ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عليك‪،‬‏‬ ‫قلبي يد ُّل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لو ال خبَّأت َك العينُ ‪،‬‏‬ ‫ِ‏‬ ‫والكحل‬ ‫الرمش‬ ‫بين‬ ‫ِ‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪30‬‬

‫السنة الثانية‬

‫‪ / 7‬أيار ‪2015/‬‬

‫مقامات‬

‫ّ‬ ‫لكل مقام مقال‬

‫دعوة إلى الخيانة!!‬

‫بدنا حنكي‬

‫ركام وطن ‪ ..‬للبيع‬

‫ال يكتفي الطغاة ع��ادة قبل رحيلهم بتدمير‬ ‫البلد وتفكيك بناه اإلدار ّي��ة وتقطيع أوصاله‬ ‫المجتمعيّة وسحقه اقتصاد ّيا ً واستنهاض ك ّل‬ ‫كوامن العنف فيه ليجعلوه من بعدهم أرضا ً‬ ‫يبابا ً ‪ ..‬هكذا فعل صدّام حسين بالعراق وسياد‬ ‫ّ‬ ‫والقذافيّ في ليبيا وعلي‬ ‫برّ ي في الصومال‬ ‫عبد هللا صالح في اليمن ‪ ..‬وهكذا فعل ويفعل‬ ‫األسد اليوم في سورية‪.‬‬ ‫لم يكتفِ طاغية دمشق ووريث عرش سلطة‬ ‫العصابة بتدمير المدن والقرى والمدارس‬ ‫والبنى التحتيّة‪ ،‬وتشريد ماليين السوريّين‬ ‫ف��ي أص��ق��اع األرض‪ ..‬ول��م تكتفِ المافيا‬ ‫األخطبوطيّة الحاكمة بما نهبته من أموال‬ ‫تجاوزت وفق الكثير من التسريبات المائة‬ ‫والعشرين مليار دوالر على مرّ عقود القهر‬ ‫واإلفقار ‪..‬‬ ‫وها هو اليوم‪ ،‬وفيما يحزم حقائب الرحيل‪،‬‬ ‫يبيع البلد الذي حوّ له ركاما ً ويرهن المستقبل‬ ‫السوريّ لعقود وعقود من السنين القاتمة‬ ‫القادمة‪..‬‬ ‫عشرة مليارات دوالر للصين فقط ر ّتبها كديون‬

‫بذمّة الدولة السوريّة ليموّ ل بها حربه على‬ ‫السوريّين وليشتري بها ما يلقيه عليهم حمما ً‬ ‫تحرق ماجنوه في سنوات الصمت والصبر‬ ‫وسندات الخزانة كما هو معروف هي أسناد‬ ‫دين لحاملها مؤجّ لة السداد لزمن معيّن وهي‬ ‫من نوع الديون التي ترهق كاهل الدول أل ّنها‬ ‫ال ّ‬ ‫توظف ما تحصّلت عليه من أموال بموجبها‬ ‫في مشاريع استثماريّة أو ربحيّة ذات مردود‬ ‫ينعش االقتصاد‪ ،‬وإ ّنما هي ديون لتمويل عجز‬ ‫كبير في الموازنة العامّة للدولة ما يراكم عليها‬ ‫االلتزامات ويفاقم عجزها عجزاً‪...‬‬ ‫منذ أيّام قالئل وعلى خلفيّة ما اعتبروه تخل ّيا ً‬ ‫من الفرس عن الفرس‪ ،‬ب� ّ‬ ‫�ق بعض أب��واق‬ ‫العصابة البحصة ليتحفونا بمعلومات تفيد‬ ‫أنّ ثمن دعمها لألسد لقتلنا كان بيع ورهن‬ ‫عقارات الدولة وأمالكها لدولة الماللي!!‪ ..‬ح ّقا ً‬ ‫هو زمن العهر العاري‪ ،‬تباع أمالك وحقوق‬ ‫الناس ليسدّدوا ثمن سالح لقتلهم‪...‬‬ ‫ً‬ ‫واليوم‪ ،‬يصدر الطاغية مرسوما يعلن في‬ ‫مضامينه استقالة الدولة من مسؤوليّاتها‬ ‫الحمائيّة والخدميّة لصالح كيانات شرهة‬

‫تسمّى شركات قابضة ستقبض أرواح ما تب ّقى‬ ‫من السوريّين في بقايا وطن ّ‬ ‫عز عليه الخروج‬ ‫منه قبل بيعه بالمزاد العلنيّ لثلّة من اللصوص‬ ‫وتجّ ار الحروب ّ‬ ‫وشذاذ اآلفاق ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫الحق في إدارة المرافق‬ ‫فعندما تملك شركة‬ ‫العامّة واستثمارها وإدارة مناطق جغرافيّة‬ ‫كاملة فتلك ليست المركزيّة إداريّة‪ ،‬كما يحاول‬ ‫نظام العهر تجميل جريمته بهذا التوصيف‪،‬‬ ‫بل هي مسعى لخصخصة سورية كلّها ككيان‬ ‫وبيعها بمن فيها وعليها كأقنان ‪...‬‬ ‫والكارثة األكبر أنّ هذا الفجور العاري يصدر‬ ‫عن سلطة وحكومة ما يزال العالم كلّه ‪ -‬مع‬ ‫ّ‬ ‫كممثل قانونيّ للشعب‬ ‫األسف ‪ -‬يعترف بها‬ ‫ال��س��وريّ ‪ ،‬رغ��م ك � ّل ال��ه��راء ح��ول سقوط‬ ‫شرعيّتها السياسية‪ ..‬وبالتالي فك ّل المتر ّتبات‬ ‫والمسؤوليّات القانونيّة والتعاقديّة تت ّم باسم‬ ‫الدولة السوريّة‪ ،‬وستتحمّلها تلك الدولة ككيان‬ ‫بصرف النظر عن شخص الحاكم فيها أكان‬ ‫نيرون أم ب ّ‬ ‫شار األسد‪.‬‬

‫غ‪ .‬قرنفل‬

‫ريم احلاج‬

‫مراحيض تولّد الكهرباء!‬

‫ثقافي جديد في غازي عينتاب‬ ‫تج ّمع‬ ‫ّ‬ ‫باشر المنتدى الثقافيّ السوريّ نشاطه األوّ ل‬ ‫بمقرّ ه‪« :‬كافيه مقام نون‪ »4‬في مدينة غازي‬ ‫عينتاب التركيّة مساء السبت الماضي ‪/5/2‬‬ ‫‪ ،2015‬وقد عرّ ف عليه مدير دار نون‪4‬‬ ‫للنشر وسط جمع من المث ّقفين السوريّين‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫إ ّنه منتدى لك ّل السوريّين الموجودين في‬ ‫مدينة غازي عينتاب التي استضافت مئات‬ ‫ألوف السوريّين بحبّ ورحابة‪ ،‬والمنتدى‬ ‫إذ يحتفي بالثقافة عموماً‪ ،‬يلتفت بعنايته‬ ‫إلى جيل الشباب منتج الثقافة الحرّ ة الجديدة‬ ‫ّ‬ ‫المتطلعة نحو‬ ‫بألوانها وأجناسها‪ ..‬الثقافة‬ ‫سورية المستقبل‪ ،‬سورية العراقة واألصالة‬ ‫والتاريخ‪ ،‬سورية التي ستنمو وتزدهر في‬ ‫ظالل رايات الحرّ يّة والديمقراطيّة‪ ،‬وبعيداً‬ ‫عن أيّ لون من ألوان القهر واالستعالء‬ ‫والتمييز‪.‬‬

‫تلك الورقة سقطت حين خاب أملها بالربيع‪ ..‬خيانة‪.‬‬ ‫كم من ورقة خانها الربيع؟؟ كم من ورقة احتواها الخريف؟؟ كم من ورقة الك خالياها‬ ‫الشتاء ولفظها كما يلفظ الطفل المشاكس طعاما ً ال يحبّه؟؟‬ ‫ّ‬ ‫وحده الخريف تبوّ أ مكان الصديق الذي يلجأ إليه الجميع بعد أن يتلقوا طعنات الغدر من‬ ‫اآلخرين دون أن يتحوّ ل إلى حبيب‪ ،‬دون أن يشعر به أولئك اآلخرين‪ .‬كم من ورقة غدرت‬ ‫بالخريف؟؟ خيانة أخرى‪.‬‬ ‫في ك ّل عام يجلس الخريف على كرسيّ انتظاره ويستقبل الخائبين المكسورين‪ ،‬يقوّ ي‬ ‫عزائمهم‪ ،‬يزرع األمل في دواخلهم‪ ،‬يدفعهم لألمام‪ ،‬فيتقدّمون‪ ..‬ويخلّفونه وراءهم دون أيّة‬ ‫التفاتة شكر ح ّتى‪ .‬في ك ّل عام يقضي الخريف عمره في احتواء الجميع‪ ،‬الجميع بال استثناء‪،‬‬ ‫ليحيا وحيداً ويلفظ أنفاسه وحيداً‪ .‬ويراهن على العام القادم حين يتجدّد وجوده‪ ،‬حين يتجدّد‬ ‫وجودهم‪ ،‬حين يتجدّد وجود الطبيعة‪ .‬وفي ك ّل عام يخسر رهانه في الطبيعة‪ ..‬خيانة ثالثة‪.‬‬ ‫حين تبدأ األشجار باإلثمار‪ ،‬ترتبط الثمرة بأغصانها دون اعتقاد منها بأنّ حبلها السرّ ي‬ ‫سينقطع يوما ً لتخذلها وتتركها تموت في أفواه الجائعين‪ ،‬وفي كثير من األحيان‪ ،‬تتركها‬ ‫لتموت تع ّفنا تحت أقدام أمّها دون التفاتة منها‪ ..‬خيانة رابعة؟؟ خيانة أ ّم‪..‬‬ ‫حين تمتلئ الورقة بالحبر‪ ،‬بدم القلم‪ .‬تمتلئ الورقة بالمعنى‪ ،‬بالوجود وبالحياة‪ ..‬ينطفئ وجود‬ ‫القلم وتشتعل الورقة باألحداث‪ .‬تمتصّ كيانه‪ ،‬تبني غدها‪ ،‬تجتاح ألسن الجميع دون أن يذكر‬ ‫احتضار القلم‪ ..‬خيانة خامسة‪.‬‬ ‫حين خان آدم إلهه‪ ،‬منحته الخيانة معرفته ومنحت إلهه الشعور‪ ..‬خيانة سادسة‬ ‫حين خانت حواء آدم‪ ،‬منحتها الخيانة األسطورة ومنحت آدم المعنى‪ ..‬خيانة سابعة‬ ‫حين خان يهوذا مسيحه‪ ،‬منحته الخيانة الخلود ومنحت المسيح الوجود‪ ..‬خيانة ثامنة‬ ‫حين خان اإلله إبليس‪ ،‬منحته الخيانة إلوهيّته ومنحت إبليس القوّ ة‪ ..‬خيانة تاسعة‪.‬‬ ‫حين خان إبليس حواء‪ ،‬منحته الخيانة عوالمه ومنحت حوّ اء غوايتها‪ ..‬خيانة عاشرة‪.‬‬ ‫حين خان بوذا جسده‪ ،‬منحته الخيانة مكانته ومنحت جسده الرغبة‪ ..‬خيانة أخرى‪.‬‬ ‫حين خانت الروح الجسد‪ ،‬منحته الخيانة النشوة ومنحت الروح التسامي‪ ..‬خيانة أخرى‪..‬‬ ‫الكثير من الخيانات أيضاً‪..‬‬ ‫الكثير من الخيانات والكثير من المشاعر والوجود والخلود والمعنى والبقاء المرافقة لها‪.‬‬ ‫فمن هو اإلله لوال آدم؟؟ من هو آدم لوال حوّ اء؟؟ من هو المسيح لوال يهوذا؟؟ ومن هو‬ ‫الخريف لوال خيانات الربيع المتكرّ رة؟؟ من هو الجسد لوال الروح؟؟ من هي حواء لوال‬ ‫إبليس؟؟ من هو إبليس لوال اإلله؟؟ من هم جميعا ً لوال الخيانات التي طعنوا بها؟؟ من هم‬ ‫جميعا ً لوال اآلخر الذي يكفرون به‪ ،‬الذين يغضبون منه‪ ،‬الذين يصرخون بأعلى أصواتهم‬ ‫كرها ً له؟؟‬ ‫هل من وجود ألسطورة دون تلك الخيانة المنبوذة؟؟ هل من وجود للتاريخ لوال وجودها؟؟‬ ‫هل من وجود لحبّ دونها؟؟ هل من وجود لمعنى دونها؟ هل من وجود أليّ شيء حقيقيّ‬ ‫دون وجودها؟؟‬ ‫وفي نهاية ك ّل أسطورة‪ ،‬وفي ك ّل مرّ ة يتجمهرون ويرجمون تلك «الخيانة»‪ ،‬يقصّون‬ ‫يمزقون ثيابها‪ ،‬يستبيحونها‪ ،‬يقذفونها‪ ،‬ومن ث ّم ّ‬ ‫شعرها‪ ،‬يشهّرون بها‪ ،‬يسحلونها‪ّ ،‬‬ ‫يتلذذون‬ ‫بجسدها الجريح كذئاب متوحّ شة‪ .‬وفي ك ّل مرّ ة‪ ،‬دائما وأبداً‪ ،‬يعودون إليها ويلجؤون إليها‬ ‫كطفلة مدللة أنانيّة عاجزة تبحث عن مساعدات أمّها‪.‬‬ ‫جميعنا نحتاج الخيانات‪ ،‬جميعنا نشعر باالمتنان لها ولخائننا بالكثير من المعنى‪ ،‬بالكثير‬ ‫من المشاعر‪ ،‬بالكثير من الوجود‪ ،‬وبالكثير من الحياة‪ ..‬وجميعنا مخدوعون باأللق الزائف‪،‬‬ ‫األلق الزائف للوفاء‪ .‬الوفاء القاتل‪.‬‬ ‫في النهاية‪ ..‬ك ّل الخيانات متاحة‪ .‬ك ّل الخيانات مطلوبة‪ .‬ك ّل الخيانات مقبولة‪.‬‬

‫‪Omsia Rifai Bazergi‬‬ ‫وقد استضاف المنتدى يوم االفتتاح أمسية‬ ‫شعريّة قصصيّة للقاصّة ابتسام شاكوش‬ ‫والشاعر عبد الكريم بدرخان‪ ،‬وقدم األستاذ‬ ‫جبر الشوفي إطاللة نقديّة على النصوص‬ ‫المقدّمة‪ ،‬وأعقب األمسية حوار غنيّ بين‬ ‫الحضور‪.‬‬

‫مرحاض مبتكر يولّد الكهرباء من البول سيضيء قريبا ً مناطق مظلمة من مخيّمات الالجئين‬ ‫بعد أن اختبره بنجاح طلبة في المملكة الم ّتحدة في إطار مشروع للتعاون بين وكالة أوكسفام‬ ‫لإلغاثة وجامعة وست إنجالند‪ .‬فقد طوّ ر الباحثون خاليا وقود ميكروبيّة تستخدم البكتيريا‬ ‫التي ّ‬ ‫تتغذى على البول وحولوها الى كهرباء‪.‬‬

‫السوري بدائل مشروبات الطاقة خمس لوحات مسروقة‬ ‫أسبوع األسير‬ ‫ّ‬ ‫أطلق نشطاء على‬ ‫م��وق��ع��يّ التواصل‬ ‫االج����ت����م����اع����يّ‬ ‫«ف���ي���س���ب���وك» و‬ ‫«ت��وي��ت��ر» حملة‬ ‫«أس���ب���وع األس��ي��ر‬ ‫ال��س��وريّ »‪ ،‬بهدف‬ ‫التذكير بالمعتقلين‬ ‫في سجون النظام‪،‬‬ ‫وال��ذي��ن ت��ج��اوزت‬ ‫أعدادهم الـ ‪ 215‬ألف شخصاً‪ ،‬بينهم ‪ 11427‬شهيداً‬ ‫تحت التعذيب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشمل الحملة انتهاكات لجهات أخرى‪ ،‬إذ توثق اعتقال‬ ‫‪ 9143‬شخصا ً على يد «داعش»‪ ،‬بينهم ‪ 478‬طفالً‪،‬‬ ‫و‪ 520‬سيّدة‪ ،‬و‪ 1471‬مختطفاً‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫يسألني الفيسبوك بعد التحديث‬ ‫اآلن‪ ،‬ماذا في ذهنك؟‬ ‫أوتدري كم تم ّنيت أن أقول لك ‪-‬‬ ‫وجها ً لوجه ‪ -‬ماذا في ذهني؟!‬ ‫أرغب في الكفر‪ ...‬أرغب في الصالة‪ ....‬أرغب في‬ ‫التوّ سل‪ ....‬في الصياح‪....‬‬ ‫أشعر بالمتناقضات تشتعل في داخلي وتقتلني؛ مدينتي‬ ‫الحبيبة تموت بناسها‪ ...‬بمقدّساتها‪ ...‬بكنائسها‪....‬‬ ‫بجوامعها‪ ....‬بأحيائها‪.....‬‬ ‫إن ع َ‬ ‫ُدت تسألني‪ ،‬ستجد كلمات أخرى‪ ،‬ال تسألني‪....‬‬

‫تحتوي هذه األنواع من المشروبات المن ّ‬ ‫شطات التي تقوم‬ ‫بتسريع عمليّات األيض في الجسم‪.‬‬ ‫وهذا ما يؤدّي إلى زيادة في معدّل ضربات القلب وضغط‬ ‫الدم‪ .‬ويؤدّي إلى األرق والقلق‪.‬‬ ‫ل��ك��نّ هنالك ب��دائ��ل للحصول على ال��ط��اق��ة بشكل‬ ‫ّ‬ ‫تتلخص بتناول البروتين الخالي من الدهون‬ ‫صحّ يّ‬ ‫وكربوهيدرات ذكيّة‪ ،‬كاللوز والجبنة‪ ،‬واللبن‪.‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫ّ‬ ‫بشار فستق ‪ -‬غزوان قرنفل‬ ‫ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫االخراج الفني‬ ‫منير األيوبي‬

‫أع���������ادت‬ ‫ش�����رك�����ة‬ ‫«مونيمنتس‬ ‫م����ن» إل��ى‬ ‫ألمانيا خمس‬ ‫ل����وح����ات‬ ‫مفقودة منذ‬ ‫ال����ح����رب‬ ‫ال��ع��ال��م � ّي��ة‬ ‫الثانيّة‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫بين آالف األعمال المفقودة حتى اآلن‪.‬‬ ‫واشــترت هذه األعمـال ‪ -‬التي تشــمل لوحـة لوجـه‬ ‫األميـرة فيكتوريـا وهي طفلـة تحمـلها أمّـها ‪ -‬امـرأة‬ ‫خدمت كأمينـة مكتبـة للخدمـات الخاصّـة األمريكيّـة في‬ ‫عام ‪1945‬‬

‫فريق العمل‬ ‫هلّ‬ ‫العبدال‬ ‫سكرتاريا ‪ :‬نور‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬فلك الخالد‬ ‫الموقع اإللكتروني ‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫تبرأيكم‪ ،‬ما هي األسباب التي تدفع‬ ‫الناس للمخاطرة وركوب «قوارب‬ ‫ال��م��وت» من أج��ل ال��وص��ول إلى‬ ‫أوروبّا؟‬ ‫‪( DW‬عربية)‬ ‫المسؤول األوّ ل واألخير عن غرق آالف السوريّين في‬ ‫متاهات البحر األبيض المتوسّط هو ب ّ‬ ‫شارحافظ األسد‬ ‫‪Shareef Lattakia‬‬ ‫غرق نحو ألف مهاجر إلى أوربّا في البحر المتوسّط‬ ‫معظمهم من السوريّين!‬ ‫هادي العبد هللا‬

‫أنا اسمي إبراهيم‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫كرامتي فوق ك ّل شي ليش حتى‬ ‫أشحد؟‬ ‫بشتغل بويجي وباكل من شغلي‬ ‫أشرفلي!‬ ‫بكرة برجع ع سورية بيقولوا هاد كان شحّ اد بتركيا‪،‬‬ ‫أل‪ ..‬خلّيني إشتغل بويجي وعيش بكرامتي أحسنلي !!‬ ‫(شريط فيديو)‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=A4sd7H38OKc‬‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.