العدد 20 نت

Page 1

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على‬ ‫الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف‬ ‫بالد النزوح‪ ،‬ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل‬ ‫الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة‬ ‫يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم‬ ‫ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين س��ور ّي جامع‪،‬‬ ‫يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬ ‫العدد ‪ - 20 -‬السنة األوىل‬

‫‪ /10‬كانون األول‪2014 /‬‬

‫كلّنا سوريون ‪ -‬عدسة عبد إدلب‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫فتى القصر اجلمهوري حيتفظ حبق الرد!‬

‫«دي ميسـتورا» مبادرة واضحة أم خ ّطة بال مالمح؟‬ ‫األغنية الثوريّـة‪ ،‬بني وهج القيم وقرقعة السـالح‬

‫االحتفاظ‬ ‫ّ‬ ‫بحق الر ّد‬ ‫ال أعرف عدد المرّ ات التي احتفظ فيها هذا النظام لنفسه ّ‬ ‫بحق‬ ‫الر ّد على الضربات العسكريّة اإلسرائيليّة ألهداف لها داخل‬ ‫األراضي السوريّة‪ ،‬لك ّنني أعرف جيّداً أنّ هذا الر ّد لن يأتي أبداً‬ ‫من قِبل هذا النظام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يســتحق الكالم‪ ،‬فهـو بالتأكيد‬ ‫وإذا كان في هـذا األمر ما‬ ‫ليـس الر ّد عسكر ّيا ً وال زمانه وال مكانه‪ ،‬وال إنْ كان سيأتي أم‬ ‫ال في هذه المرحلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يستحق الكالم هو فعالً‪ ،‬كيف يتعامل هذا‬ ‫باختصار ما‬ ‫النظام ومؤيّدوه مع هذه الوقائع وطن ّيا ً وأخالق ّيا ً وإعالم ّياً؟‬ ‫قد يكون صائبـا ً من الناحية التكتيكيّـة عدم فتح معـركـة‬ ‫ال يملك من يفتحهـا شــروط االنتصار فيها‪ ،‬أي إمكانيّـة‬ ‫تحقيـق أهدافهـا‪ ،‬لك ّنه بالح ّد األدنى يجب أن يكون هناك ّ‬ ‫خطة‬ ‫اســتراتيجيّة تم ّكن من فتحها يوما ً ما‪ ،‬ولعلّه من البديهيّات وفي‬ ‫ّ‬ ‫الخطة تمكين عناصر القوّ ة وتنميتها‪ ،‬ومن‬ ‫مق ّدمة شروط هذه‬ ‫ث ّم التفوّ ق فيها‪.‬‬ ‫الذي فعله النظام السوريّ هو ‪ -‬بتكثيف شديد ‪ -‬عكس ذلك‬ ‫تماماّ‪ ،‬فقد أضعف سوريّة إلى الح ّد الذي أفقدها فيه أيّة إمكانيّة‬ ‫أليّ انتصار مهما ص ُغر شأنه‪.‬‬ ‫بعد حرب تشــرين عام ‪ 1973‬اشــتغل النظام جيّداً وبشــكل‬ ‫ممنهـج ومدروس على إضعاف ســوريّة وشــعبها وإمكاناتهـا‪،‬‬ ‫وحرم الســوريّين وســوريّة من مقوّ مـات وعناصر قوّ تها‪ ،‬أي‬ ‫حرمها من شــروط اســترداد حقوقهـا المغتصبة‪.‬‬

‫كلّنا سوريون ‪ -‬عدسة عبد إدلب‬

‫تحقيقات العدد‬

‫بعبارة أخرى‪ ،‬أخرج هذا النظام سوريّة عن س ّكة التطوّ ر‬ ‫والتنمية كمق ّدمة لخلق الشروط التي تم ّكن من استرداد هذه‬ ‫الحقوق‪ ،‬ووضعها على س ّكة العجز واالنهيار كمق ّدمة للتسليم‪،‬‬ ‫ومن ث ّم التفريط بها‪.‬‬

‫الضربات اإليرانّية والسورية‬ ‫لداعش‬

‫ص‪6‬‬ ‫ص‪6‬‬ ‫ص‪6‬‬ ‫ص‪7‬‬ ‫ص‪7‬‬ ‫ص‪7‬‬

‫ الشمع األمحر للمدارس السوريّة‬‫ بطوالت وحياة رغم القصف على سراقب‬‫ طلاّ ب سوريّون يف بالد اللجوء‬‫ املقابر اجلماعيّة يف نوى‬‫ مراقبة األنرتنت‪..‬‬‫‪ -‬أحالم الشباب الرياض ّي تتق ّدم‪..‬‬

‫قانون‬ ‫اإلرهاب ُيرهبنا‬

‫ص‪2‬‬

‫الش � ّك أنّ تلك السيطرة التي تح ّققت‬ ‫وبغض‬ ‫«الداعشي» في سورية‪،‬‬ ‫للتنظيم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظر عن اال ّتهامات المتبادلة بين كل ّ‬ ‫أط��راف اللعبة السورية في نشوء ذلك‬ ‫التنظيم أو في تسهيل انتشاره على األرض‪ ،‬قد أدّ ت إلى نتيجة شبه واضحة‪ ،‬في‬ ‫إغالق باب الحلول السياس ّية في سورية‪ ،‬وفي إعاقة محاوالت البحث عن صيغة‬ ‫جديدة للدولة السور ّية‪...‬‬ ‫لؤي حاج بكري‬

‫السوري وحيداً؟!‬ ‫لماذا تركتم‬ ‫ّ‬

‫أُلغيت حالة الطوارئ في‬ ‫سورية بعد معاناة طويلة‬ ‫ّ‬ ‫ليغطي نقصا ً في‬ ‫للسور ّيين في ظ ّلها‪ ،‬وبعدها أُصدر قانون اإلرهاب‬ ‫ليجرم أفعاالً تعتبر هي أخطر ما يعانيه‬ ‫السوري والذي جاء‬ ‫التشريع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العالم اليوم‪...‬‬ ‫ص ‪ 8‬احملامي حممّد محو‬

‫العناصر على الحواجز‪،‬‬ ‫سادّية أم استبدادّية؟‬ ‫تصرفات‬ ‫عادة ما نتفاجأ من‬ ‫ّ‬ ‫بعض العناصر على الحواجز‬ ‫وهذا األمر ال ينطبق على جيش‬ ‫الحر وباقي‬ ‫السوري‬ ‫نظامي‪ ،‬بل وينسحب على حواجز الجيش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجماعات المس ّلحة وميليشيات تنظيم «داعش» ورغم تواجد بعض‬ ‫العناصر التي تتعامل بشكل ج ّيد‪...‬‬ ‫ريم احلاج‬

‫ص‪9‬‬

‫قرقعة‬ ‫السالح واألغنية‬ ‫«إذا أردّ ت أن ت��ع��رف‬ ‫ص ‪10‬‬ ‫حضارة بلد فاسمع موسيقاه»‬ ‫كونفوشيوس‬ ‫كلمة موسيقى تتض ّمن الغناء‪ ،‬باعتبار أنّ األغنية ‪ -‬كلمة ولحنا ً ‪-‬‬ ‫هي انعكاس وجدان ومشاعر مجموعة بشر ّية محدّدة في الزمكان‪.‬‬ ‫أسعد شالش‬ ‫كذلك‪ ،‬كانت أغاني‪...‬‬

‫ص‪3‬‬

‫عفوي غالباً‪ ،‬وتحدّ مقصود أحيانا ً‬ ‫لسعي الحركة السلف ّية غير السور ّية‬ ‫مزج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إلى الهيمنة‪ ،‬يلجأ إليه شباب الثورة في حلب وريفها كفعل مقاومة ورفض للذوبان‬ ‫والظهور بقالب واحد‪ ،‬ومثل هذه المشاهد ليست نادرة‪ ،‬بل من النادر أن تغيب عن‬ ‫المدينة أغنياتها األصيلة وحفالت طربها الجميلة التي يتشارك فيها المقاتلون من‬ ‫صح القول بوجود‬ ‫مختلف الفصائل‪ ،‬مع الناشطين المدني ّين بتعدّ د اتجاهاتهم (إذا‬ ‫ّ‬ ‫والتوجهات بينهم فعالً)‪.‬‬ ‫هذه االختالفات‬ ‫ّ‬ ‫تعرض المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى ّ‬ ‫هزات‬ ‫نعم لقد ّ‬ ‫عنيفة على مدار السنوات الثالث الماضية‪ ،‬وأحدثت أعوام‪...‬‬ ‫عقيل حسني‬

‫مبادرة «دي مستورا»‬ ‫السوري‬ ‫استطالع رأي الشارع‬ ‫ّ‬ ‫اف ُتتح باب التفاوض بين دول أصدقاء‬ ‫سور ّية وبين وروسيا والنظام من طرف‬ ‫آخر‪ ،‬تحت مس ّمى جنيف (‪ )1‬الذي ُعقد في‬ ‫‪ 30‬حزيران ‪ ،2014‬والذي أصبح محور‬ ‫جميع المبادرات السياس ّية المتع ّلقة بسور ّية‬ ‫وص��والً إلى جنيف (‪ )2‬وحال ّيا ً ُتطرح في‬ ‫األفق مبادرات مختلفة تمهيداً لطرح س ّلة‬ ‫ص‪4‬‬ ‫حلول جديدة‪.‬‬ ‫وتش ّكل مبادرة «تجميد القتال» في سور ّية‬ ‫األممي «ستيفان دي‬ ‫التي طرحها المبعوث‬ ‫ّ‬ ‫الدولي‪ ،‬وتباينت المواقف‬ ‫ميستورا» محل ّ جدل ونقاش واسع بين قوى المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫من المبادرة بين الرفض والتشكيك والتأييد والترحيب‪.‬‬ ‫باسل العبداهلل‬

‫لم يختر هذا النظام إلاّ هدفا ً واحداً وهو بقاء سلطته‪ ،‬وقد كان‬ ‫بإمكانه من أجل هدفه هذا ‪ -‬وإن كان هدفه غير مشروع ‪ -‬أن‬ ‫يختار تنمية مجتمعه وبناء الدولة القادرة على استعادة الحقوق‪،‬‬ ‫لك ّنه اختار طريقا ً مغايراً تماما ً يعتمد أساسا ً على إفقار وإذالل‬ ‫واستعباد شعبه‪ ،‬ورهن إمكانيّات سوريّة لتعزيز قبضته األمنيّة‬ ‫وسلطته ودفع أثمان حماقاته في السياسة الخارجيّة‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2005‬وبعد اغتيال رئيــس الوزراء اللبنانيّ رفيق‬ ‫الحريري‪ ،‬وضع النظام ســوريّة كلّها في قبضـة اإليرانيّين‬ ‫مقابل حمايتـه وبقـاء ســلطته‪ ،‬وهكـذا فقـد تحوّ لت الممانعـة‬ ‫التي عاشــت ســوريّة على إيقاعها وشــعاراتها عقوداً‪ ،‬إلى‬ ‫احتالل لكامل ســوريّة‪ ،‬وكأنّ التاريخ يعيد المهزلة ذاتها التي‬ ‫حدثت في حرب األيّام الســ ّتة عام ‪ 1967‬واحتالل إســرائيل‬ ‫خالل أيّام ألكثر من ضعفي مســاحتها من األراضي العربيّة‪،‬‬ ‫يومها تشــ ّدق اإلعالم العربيّ بمقولته الشهيرة «إنّ إسرائيل‬ ‫خسرت الحرب أل ّنها لم تستطع إسقاط األنظمة الممانعة في‬ ‫مصر وسوريّة»‪.‬‬ ‫سوريّة اآلن‪ ،‬بعد عقود من الممانعة والمقاومة هي بلد محت ّل‬ ‫بالكامل‪ ،‬والمحت ّل هم جهات عديدة‪ ،‬سوريّة اآلن بلد تديره دول‬ ‫أخرى وتستبيحه ك ّل استخبارات العالم ومرتزقتها بلد دمّرت‬ ‫إمكانيّاته كامالً و ُنهب اقتصاده ودمّرت بنيته التحتيّة‪ ،‬و ُنهبت‬ ‫آثاره وتف ّتت مجتمعه‪.‬‬ ‫ومع هذا ‪ ...‬مع ك ّل هذا‪ ،‬وبال أدنى إحساس بالمسؤوليّة أو‬ ‫الخجل يط ّل علينا رأس هذا النظام ليتح ّدث عن سفينة وعن‬ ‫ربّان !!!‪.‬‬ ‫ما يزيد األمر فجيعة‪ ،‬هو أنّ بعض السوريّين اليزالون‬ ‫يعتقدون أنّ النظام السوريّ يتعرّ ض لمؤامرة أل ّنه نظام مقاوم‬ ‫وممانع‪.‬‬ ‫إنّ هذا النظام هو المؤامرة الكبرى على الشعب السوريّ‬ ‫وعلى سوريّة‪ ،‬والتي كان يمكن لها‪ ،‬فيما لو قيّض لها نظام‬ ‫وطنيّ يحكمها‪ ،‬أن تكون دولة قادرة ومتطوّ رة‪.‬‬ ‫حق الر ّد قد يطول ‪ ....‬لك ّنه بالتأكيد ّ‬ ‫ّ‬ ‫حق يحتفظ به الشعب‬ ‫السوريّ ‪ ،‬بعد أن يتم ّكن من إزاحة النظام «المقاوم»‪.‬‬ ‫ب ّسام يوسف‬


‫‪2‬‬

‫ما قالته الصحف‪:‬‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫عن تجميد «دي ميستورا»‬

‫ق ّدم المبعوث األمميّ إلى سورية «ستيفان دي‬ ‫ميستورا» مقترحه الخاصّ للنظام السوريّ بإيقاف‬ ‫النزاع المسلّح‪ ،‬وال سيّما في حلب‪ ،‬وأعلن النظام‬ ‫من طرفه بأ ّنه سوف يدرس هذه المقترحات‪ ،‬في‬ ‫حين أنّ بعض أعضاء المعارضة يعتبرون أنّ‬ ‫ماطرحه المبعوث األمميّ «دي ميستورا» يصبّ‬ ‫في مصلحة النظام وجيشه‪.‬‬ ‫وقبل فترة أع��رب رئيس ال��وزراء التركي‬ ‫«أحمد داوود أوغلو» بأنّ حكومته قلقة ممّا‬ ‫يجري في حلب‪ ،‬وأ ّن��ه يخشى أن يتكرّ ر فيها‬ ‫ما حدث في حمص‪ ،‬وقال «إنّ حلب هي قلب‬ ‫سورية النابض‪ ،‬وال أحد يريد إنقاذها»‪.‬‬ ‫صحيفة «إكونومست» البريطانيّة ذكرت أنّ‬ ‫األمم الم ّتحدة أقدمت على طرح ح ّل سياسّي بعد‬ ‫ثالث سنوات ونصف السنة من القتال الدامي في‬ ‫سورية‪ ،‬ومقتل أكثر من ‪ 200‬ألف إنسان وتشريد‬ ‫ما يزيد على العشرة ماليين مدنيّ ‪.‬‬ ‫وتح ّدثت صحيفة «هاآرتس» اإلسرائيليّة هي‬ ‫األخرى عن الح ّل السياسي‪ ،‬وربطت ذلك بالقول‬ ‫«إنّ واشنطن لو أرادت تحقيق انتصارات على‬ ‫الساحة العراقيّة ض ّد داعش فعليها أوّ الً أنّ تجد‬ ‫حلاّ ً سياس ّيا ً في سورية يغيّر األوضاع الراهنة»‪.‬‬ ‫أمّ��ا في مؤتمر في برلين‪ ،‬فقد قال مساعد‬ ‫المستشارة األلمانيّة «أنجيال ميركل» للسياسة‬ ‫الخارجيّة واألمنيّة» كريستوف هيوسجن»‪ :‬إنّ‬ ‫ب ّ‬ ‫شار األسد هو المسؤول عن الحرب في سورية‬ ‫وإنّ الغرب يجب ألاّ يُجري محادثات معه لمجرّ د‬ ‫أنّ تنظيم الدولة «أس��وأ منه» وتابع في هذا‬ ‫المؤتمر «يجب ألاّ ننسى أنّ األسد هو المسؤول‬ ‫عن مقتل اآلالف وتشريد الماليين»‪.‬‬ ‫المتح ّدثة باسم الخارجيّة األميركيّة «جينيفر‬ ‫بساكي» أ ّك���دت ف��ي الموجز الصحفيّ من‬ ‫«واشنطن» على دع��م بالدها لجهود «دي‬ ‫ميستورا» بقولها «نحن ندعم أيّ جهد إلنقاذ حياة‬ ‫اإلنسان والتي من شأنها أن ّ‬ ‫تمثل تحوّ الً في نهج‬ ‫نظام األسد ولك ّننا نعرف تاريخ النظام في وقف‬ ‫إطالق النار»‪.‬‬ ‫وقال «دي ميستورا» في مقابلة أجرتها معه‬ ‫شبكة «سي إن إن» األمريكيّة‪ ،‬إ ّنه «على أرض‬ ‫الواقع علينا أن نثبت للسوريّين وللعالم بأنّ هناك‬

‫أمراً يمكن القيام به‪ ،‬أوّ الً وقف تنظيم داعش‪،‬‬ ‫وثانيا ً وقف الصراع‪ ،‬ليبدأ الشعب السوريّ بلمس‬ ‫االختالف» وأضاف أنّ تنظيم «داعش» يتق ّدم‬ ‫باتجاه حلب‪ ،‬معتبراً أنّ ذلك فرصة للمجتمع‬ ‫الدوليّ إليقافه‪ ،‬وتابع «نالحظ أنّ داعش يتحرّ ك‬ ‫باتجاه حلب بعيداً عن عين العرب (كوباني)‪،‬‬ ‫وإذا كان هذا صحيحا ً فإ ّنها فرصة إلنقاذ هذه‬ ‫المدينة التي شهدت قتاالً بين المعارضة السوريّة‬ ‫والحكومة لم يؤ ّد إلى أيّ شيء»‪.‬‬ ‫األمين العام لألمم الم ّتحدة «بان كي مون»‬ ‫قال إ ّنه «يساند بقوّ ة» اقتراح مبعوثه الخاصّ إلى‬ ‫سورية «ستيفان دي ميستورا» بإنشاء مناطق‬ ‫خالية من الصراع في البلد الذي يشهد تواصالً‬ ‫للنزاع المسلّح منذ آذار ‪2011‬؛ جاء ذلك خالل‬ ‫مؤتمر صحفيّ لـ «ستيفان دوغريك» المتح ّدث‬ ‫باسم األمين العا ّم لألمم المتح ّدة‪ ،‬في مقرّ األمم‬ ‫الم ّتحدة في نيويورك‪ ،‬وفقا ً لما نقلته وكالة‬ ‫األناضول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خطته «نقطة في‬ ‫«دي ميستورا» أقرّ بأنّ‬ ‫بحر مساعي التسوية السياسيّة لألزمة السوريّة‬ ‫التي تحوّ لت إلى صراع عسكريّ بعد أشهر قليلة‬ ‫من اندالع الثورة منتصف آذار ‪ »2011‬وأ ّنه‬ ‫اقترح على أعضاء مجلس األمن الدوليّ إقامة‬ ‫«مناطق حرّ ة خالية من الصراع» في سورية‪.‬‬ ‫يمكن اعتبار ما ق ّدمه «دي ميستورا» إلى‬ ‫ّ‬ ‫«خطة عمل» ال تتضمّن الكثير‬ ‫مجلس األمن‬ ‫سياس ّياً‪ ،‬وقامت على «تجميد» الصراع وخفض‬ ‫مستوى العنف‪ .‬وك��ذل��ك ف��إنّ مقاربة «دي‬ ‫ميستورا» هي نقيض مقاربة سلفه األخضر‬ ‫اإلبراهيميّ الذي كان ير ّكز على خيار من «فوق‬ ‫إلى تحت» وتنفيذ بيان جنيف األوّ ل وتشكيل هيئة‬ ‫حكم انتقاليّة بصالحيّات تنفيذيّة كاملة بين ّ‬ ‫ممثلي‬ ‫النظام والمعارضة على أساس القبول المتبادل؛‬ ‫لكنّ «دي ميستورا» بحث عن «مدخل» إلى‬ ‫األزمة السوريّة من «تحت إلى فوق» ويرى ذلك‬ ‫في اتفاقات المصالحة في البالد‪ ،‬لتقوم بخطوات‬ ‫صغيرة تؤ ّدي إلى خفض مستوى العنف من دون‬ ‫أيّة مظلّة سياسيّة حال ّياً‪ ،‬بل االكتفاء بـ «زرع‬ ‫بذور الح ّل السياسي» وهو يرى أنّ حلب المقسّمة‬ ‫بين القوّ ات النظاميّة والمعارضة «مر ّ‬ ‫شحة جيّدة»‬ ‫لتجميد النزاع‪ .‬ومع قناعته بأ ّنها «نقطة في بحر»‬

‫فإ ّنه يعتقد أنّ «نقاطا ً ع ّدة من الممكن أن تش ّكل‬ ‫بحيرة‪ ،‬والبحيرة يمكن أن تصبح بحراً»‪.‬‬ ‫نطالع في «صحيفة العرب» الصادرة من‬ ‫«لندن» مقاالً «لباسل العودات» «بعنوان»‬ ‫سورية حقل تجارب‪ ،‬أشار فيه إلى أنّ المعارضة‬ ‫السوريّة تخشى أن يكون «دي ميستورا» قد فهم‬ ‫أنّ األزمة السوريّة هي أرض للتجارب واألبحاث‬ ‫ويمكن له أن يقترح ويجرّ ب ما يشاء‪ ،‬موضحا ً‬ ‫أنّ مبادرة «دي ميستورا» ليست «هدنة» وال‬ ‫هي «وقف إطالق نار» وليست «صلحاً» وال‬ ‫«مصالحة»‪ ،‬والمعلومات األوّ ليّة التي ُنشرت‬ ‫عنها تشير إلى أ ّنها ال تطالب بإخراج المقاتلين‬ ‫األجانب من سورية وال تح ّدد من هي األطراف‬ ‫التي يجب أن تو ّقعها ‪ -‬على كثرتها في سورية‬ ‫ ولم توضح دور القوى الدوليّة واإلقليميّة‬‫والمحلّيّة فيها‪ ،‬ومن سيراقبها وآليّات هذه المراقبة‬ ‫وما هو الضامن القانونيّ والعسكريّ لنجاحها‬ ‫واستمرارها‪ ،‬كما ال يوجد «فصل سابع» لمن‬ ‫ال يلتزم بها‪ ،‬ولفت «العودات» إلى أنّ المبعوث‬ ‫الدوليّ قد أثار بمبادرة «المناطق المجمّدة» آمال‬ ‫السوريّين بإمكانيّة فتح ثغرة في جدار الحرب‬ ‫الوحشيّة المستعصية‪ ،‬لكن المبادرة وفق ما‬ ‫تسرّ ب عنها ال تفتح أيّ أفق للح ّل أو للتسوية‬ ‫أو للمفاوضات واالنتقال السياسيّ ‪ ،‬وته ّدد بتقسيم‬ ‫سورية وإنهاء الكيان السوريّ والدولة وتقسيم‬ ‫المجتمع‪ ،‬مبيّنا ً أ ّنه سيصعب على السوريّين بعدها‬ ‫المطالبة بقيم الديمقراطيّة التي أطلقوا ثورتهم من‬ ‫أجلها‪ ،‬وسيكون لك ّل طرف منطقته‪ ،‬سلطته‪،‬‬ ‫مملكته‪ ،‬ليفعل بها ما يشاء‪ ،‬وينهي مركزيّة‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وأ ّكد «العودات» أ ّنه ال يوجد أيّ أمل لدى‬ ‫المعارضة السوريّة بنجاح هذه المبادرة طالما‬ ‫أ ّنها ال تحمل طريقا ً واضحا ً يضمن تغيير النظام‬ ‫وتداول السلطة وطالما أ ّنها ال تعتمد على آليّات‬ ‫مُلزمة للجميع وخاصّة النظام‪ ،‬مش ّدداً على أنّ‬ ‫النظام سيتعامل معها بخ ّفة واحتيال‪ ،‬كما تعامل‬ ‫مع العديد من المبادرات الماضية التي أوجد‬ ‫عشرات الوسائل لخرقها وتخريبها وإفراغها من‬ ‫مضمونها‪ ،‬ولم يجد من يحاسبه على ذلك‪.‬‬

‫ترمجة وإعداد‪ّ :‬‬ ‫بشار حممّد‬

‫هل ينتقل الموالون إلى الخطوة التالية؟‬ ‫مناطق العلويّين التي‬ ‫سعى النظام ومنذ اللحظة‬ ‫األول���ى إل��ى تحييدها من‬ ‫أج���واء ال��ث��ورة السوريّة‪،‬‬ ‫ومن مآسيها نجح في ذلك‬ ‫ولفترة قريبة في أن يجعل‬ ‫الناس يعيشون أجواء شبه‬ ‫طبيعيّة تع ّكرها بين الفينة‬ ‫واألخ��رى فقدان عزيز أو‬ ‫بعض الغالء‪.‬‬ ‫ف��ق��د ك���ان���وا يعيشون‬ ‫أس��ط��ورة خياليّة تجعلهم‬ ‫جميعا ً منتظرين نصر‬ ‫النظام على «اإلرهابيّين»‬ ‫وعودة الحال كما كانت عليه‬ ‫قبل ان��دالع ث��ورة الحرّ يّة‬ ‫والكرامة‪ ،‬إلاّ أنّ نظام األسد بدأ يفشل شيئا ً فشيئا ً‬ ‫وبدأت ظواهر عديدة تطفو على السطح رغما ً‬ ‫عن أنفه لتعيد تشكيل وعيّ الناس وفهمهم لما‬ ‫يجري‪ .‬سأر ّكز هنا على األحوال المعيشيّة التي‬ ‫باتت في حدودها الدنيا‪ ،‬والتي أصبحت سمة هذه‬ ‫األيّام في مناطق العلويّين‪.‬‬ ‫بداية‪ ،‬ال ب ّد من اإلش��ارة إلى الفجوة التي‬ ‫تركها ه���ؤالء القتلى خلفهم على الصعيد‬ ‫االقتصاديّ ‪ ،‬فالفرق هنا أنّ قتلى الموالين هم من‬ ‫فئة الشباب الذكور التي تتراوح أعمارهم بين‬ ‫العشرين والخامسة والثالثين‪ ،‬كما أنّ مقاتلي‬ ‫النظام من هذه الفئة العمريّة يش ّكلون عصب‬ ‫الحياة االقتصاديّة وقوّ تها الحقيقيّة‪ ،‬فك ّل عائلة‬ ‫كانت تعتمد على أبنائها أو على الزوج الشابّ‬ ‫في تأمين لقمة العيش‪ ،‬أصبحت اآلن تنتظر نذر‬ ‫المال من رواتب العسكريّين التي ال تكاد تس ّد‬ ‫الرمق‪ ،‬والتي أجبرت الكثيرين منهم على ترك‬ ‫الجيش والبحث عن الحياة بأسلوب آخر‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫هستيريّ ‪ :‬ساهمت عوامل‬ ‫فقدان مصادر الطاقة بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬كما ساهم في ذلك‬ ‫غياب الرقابة على األسعار‪،‬‬ ‫وت��ف��رّ د ال��ت��جّ ��ار بمصير‬ ‫لقمة العيش معتمدين على‬ ‫الفساد المستفحل وعلى‬ ‫غياب جميع المؤسّسات‬ ‫المدنيّة التي صادرها النظام‬ ‫بالكامل‪.‬‬

‫لم يكن الظرف االقتصاديّ كشرط للحياة‬ ‫يضغط بهذا الشكل من قبل‪ ،‬فقد تضاعف الفقر‬ ‫وازدادت وتيرة الضغط بالتدريج تحت ع ّدة‬ ‫أسباب من أهمّها‪:‬‬ ‫‪1‬ــ الفقد الكبير في مصادر الطاقة‪ :‬حيث‬ ‫نالحظ أنّ جميع مصادر الطاقة تضعف يوما ً بعد‬ ‫يوم من المحروقات (بنزين ‪ +‬مازوت) وصوالً‬ ‫إلى الكهرباء والغاز‪ ،‬ما يؤ ّدي إلى فقدان الكثير‬ ‫من الحرف على قدرتها على االستمرار‪ ،‬وإلى‬ ‫ارتفاع تكلفة التدفئة والغاز المنزليّ ‪..‬إلخ‬ ‫‪ 2‬ــ تراجع القطاعات الخدميّة بشكل فادح‬ ‫أحياناً‪ :‬فقد تراجعت وبشكل ملحوظ الخدمات‬ ‫الصحّ يّة‪ ،‬وازدادت تكلفة العالج‪ ،‬كما تضاعفت‬ ‫أسعار األدوي��ة خمسة أضعاف‪ ،‬مع انخفاض‬ ‫ملحوظ في جودتها وفعاليّتها‪ ،‬باإلضافة إلى فقد‬ ‫كبير في كثير من األدوية‪.‬‬ ‫‪3‬ــ ازدياد األسعار واستمرار ارتفاعها بشكل‬

‫‪4‬ـ���ـ ازدي�����اد البطالة‬ ‫وانتشارها رغ��م دع��وات‬ ‫النظام المتتالية للقتال معه‬ ‫برواتب ‪ -‬أحيانا ً ‪ -‬مغرية‪،‬‬ ‫وف��ق��دان كتلة كبيرة من‬ ‫األي��دي العاملة‪ ،‬إلاّ أنّ ما‬ ‫تب ّقى من شبّان ال يجدون فرصا ً للعمل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫معطلة في‬ ‫ممّا سبق‪ ،‬نرى أنّ الحياة شبه‬ ‫مناطق سيطرة النظام‪ ،‬وأنّ مسألة استمراره من‬ ‫عدمها تعتمد على ما يسمح بتمريره لهذا النظام‬ ‫الذي بات ضعيفا ً وغير قادر على االستمرار‬ ‫لوحده عشرة أيّام‪.‬‬ ‫لكن رغم ك ّل ه��ذا‪ ،‬فالفقر ينتشر بسرعة‬ ‫كالطاعون‪ ،‬والناس يتنازلون في ك ّل يوم عن‬ ‫أح��د متطلّبات العيش‪ ،‬والضيق على أش�� ّده‪،‬‬ ‫وأصبحت مناطق سيطرة نظام األسد منكوبة‬ ‫بالفقر بالكامل‪ ،‬وليست بعيدة عن معاناة باقي‬ ‫مدن وأحياء سوريّة‪ ،‬لذا من المتو ّقع أن نشهد في‬ ‫اآلونة المقبلة تحرّ كات «مطلبيّة» عند العلويّين‬ ‫(كتلك التي قام بها سائقو الحافالت في طرطوس‪،‬‬ ‫التي ت ّم التصدي لها باحتوائها فوراً) قد تتطوّ ر‬ ‫إلى أبعد من ذلك‪.‬‬

‫أليمار الذقاني‬

‫قراءة سياسية‬

‫الضربات اإليرانّية والسورية‬ ‫لداعش‪..‬بين الوهم والحقيقة‬ ‫مع غياب أيّ��ة ت��ط��وّ رات عسكريّة ملحوظة على األرض‬ ‫السوريّة‪ ،‬بتمركز الوجود «الداعشيّ » ضمن نطاق جغرافيّ‬ ‫مح ّدد‪ ،‬وبمراوحة قوى النظام وحلفائه في مكانها‪ ،‬وبعدم إمكانيّة‬ ‫التوصّل إلى تشكيل معارضة موحّ دة قادرة على إدارة المناطق‬ ‫المحرّ رة‪ ،‬والسير نحو تحقيق هدفها األساسيّ بإسقاط النظام‪ ،‬يبدو‬ ‫أنّ التوجّ ه نحو مخارج جديدة من هذا الوضع المع ّقد‪ ،‬هو الشغل‬ ‫الشاغل لكا ّفة القوى اإلقليميّة والدوليّة المعنيّة بالشأن السوريّ ‪ ،‬فإذا‬ ‫كان التحالف الدوليّ القائم يبحث عن استراتيجيّة جديدة للقضاء‬ ‫على «داعش» عبر إعداد قوّ ة سورية قادرة على تنفيذها‪ ،‬بعد‬ ‫االنكفاءات المتالحقة لقوى المعارضة العسكريّة والسياسيّة‪،‬‬ ‫إعداداً يكثر الحديث السعوديّ واألمريكيّ عنه في تدريب وتسليح‬ ‫ً‬ ‫معارضة معتدلة‪،‬‬ ‫وتهيئة لذلك اإلعداد في البحث التركيّ المستمرّ‬ ‫عن إقامة مناطق آمنة‪ ،‬فإنّ نظام األسد وحلفاءه في إيران وروسيا‪،‬‬ ‫مازالوا مستمرّ ين وبك ّل الوسائل في تثبيت ذلك النظام المتهاوي‪،‬‬ ‫معتمدين على التلويح بالخطر الناجم عن التفاقم المستمرّ لإلرهاب‪،‬‬ ‫كسبب وحيد للتوصّل مع المجتمع الدوليّ إلى ذلك التثبيت‪ ،‬فهل‬ ‫يمكن القول‪ :‬إنّ تلك المواقف المتباينة‪ ،‬ليست سوى مق ّدمة لح ّل‬ ‫توافقيّ جديد‪ ،‬يجري إنضاجه عبر المبادرات والحلول السياسيّة‬ ‫التي يجري تداولها؟ أم أنّ ح ّل المسألة السوريّة قد بات مرتبطا ً‬ ‫وبشكل كامل بالصراعات المتالحقة في المنطقة؟‪.‬‬ ‫ك أنّ تلك السيطرة التي تح ّققت للتنظيم «الداعشيّ » في‬ ‫الش ّ‬ ‫ّ‬ ‫سورية‪ ،‬وبغضّ النظر عن االتهامات المتبادلة بين ك ّل أطراف‬ ‫اللعبة السورية في نشوء ذلك التنظيم أو في تسهيل انتشاره على‬ ‫األرض‪ ،‬قد أ ّدت إلى نتيجة شبه واضحة‪ ،‬في إغالق باب الحلول‬ ‫السياسيّة في سورية‪ ،‬وفي إعاقة محاوالت البحث عن صيغة‬ ‫جديدة للدولة السوريّة‪ ،‬كذلك فإنّ الظهور المفاجئ لقوّ ة ذلك‬ ‫التنظيم‪ ،‬إثر السقوط المحيّر للجيش العراقيّ في الموصل‪ ،‬بعد فشل‬ ‫العمليّة السياسيّة العراقيّة في استقطاب المكوّ ن الس ّنيّ ‪ ،‬ربّما يشير‬ ‫إلى ما هو أبعد من ذلك‪ ،‬في انتشار أوسع لقوى اإلسالم المتطرّ ف‬ ‫بصيغته القاعديّة‪ ،‬كنتيجة إلشكاليّة إقليميّة‪ ،‬ال ّ‬ ‫تمثل المسألة السوريّة‬ ‫سوى جزءاً منها‪ ،‬فما يجري في اليمن ولبنان ليبيا‪ ،‬وح ّتى في‬ ‫مصر وليبيا‪ ،‬ال يمكن إرجاعه إلى االنفجار الذي أصاب المنطقة‬ ‫من خالل البعد السوريّ ‪ -‬كما ا ّدعى األسد يوما ً ‪ -‬بقدر ما ّ‬ ‫يمثل‬ ‫انفجاراً لصراع شيعيّ س ّنيّ ‪ ،‬كنتاج لفشل المشروع اإليرانيّ في‬ ‫إقامة منطقة نفوذ إقليميّة‪ ،‬هذا المشروع الذي يشهد العديد من‬ ‫المحاوالت االيرانيّة المستميتة إلنعاشه‪ ،‬وبك ّل الوسائل الممكنة‪،‬‬ ‫وباالعتماد على المفاوضات الجارية حول الملفّ النوويّ بشكل‬ ‫جوهريّ ‪ ،‬مع بروز المناورات اإليرانيّة في تأخير التوقيع على‬ ‫االتفاق شبه المنجز بشكل فاقع‪ ،‬بعد أن فقدت إيران معظم الركائز‬ ‫العلنيّة والسريّة لمشروعها التوسّعيّ ‪ ،‬التي عملت على إنجازها ك ّل‬ ‫تلك السنوات التي أعقبت قيام دولة اإلسالم الشيعيّ ‪ ،‬حيث تعرّ ضت‬ ‫العمليّة السياسيّة العراقيّة التي رعتها عبر المالكيّ للفشل‪ ،‬وحيث‬ ‫انفرط العقد اإلخوانيّ باالنقالب المصريّ على «مرسي» وحيث‬ ‫ت ّم إبعاد الرئيس اليمنيّ «صالح» الذي عاد كشريك للحوثيّين‪،‬‬ ‫وكذلك اختارت «حماس» الخروج عن السيطرة اإليرانيّة باتجاه‬ ‫المصالحة الفلسطينيّة‪.‬‬ ‫في هذه األجواء العصيبة‪ ،‬يأتي الحديث عن الضربات الجوّ يّة‬ ‫اإليرانيّة والسوريّة لـ «داعش» كحديث بين الوهم والحقيقة‪ ،‬فاإلدارة‬ ‫األمريكيّة التي تقود التحالف الدوليّ ض ّد التنظيم‪ ،‬عبر توجيه‬ ‫الضربات المر ّكزة قبل البدء باستراتيجيّة جديدة‪ ،‬والمتح ّفظة على‬ ‫مشاركة اإليرانيّين والسوريّين في تلك الضربات‪ ،‬اكتفت باإلشارة‬ ‫في إلى حصول ضربات إيرانيّة في األيّام السابقة دون تأكيدها‪،‬‬ ‫مع النفي اإليرانيّ لتلك الضربات‪ ،‬فيما لم تعلّق على الضربات‬ ‫السوريّة المن ّفذة على العاصمة المفترضة لتنظيم «داعش» التي‬ ‫جاءت من خالل مئات الضربات الجوّ يّة المستهدفة لمعظم المناطق‬ ‫السوريّة‪ ،‬والتي لم تطل سوى المدنيّين من س ّكان مدينة الر ّقة في‬ ‫مراكزها التجاريّة والسكنيّة‪ ،‬وكأ ّنما تبدو الحرب على «داعش»‬ ‫حربا ً تخوضها دول التحالف القائم ‪ ،‬فيما ينتظر اإليرانيّون‬ ‫والسوريّون وحليفهما الروسيّ نتائجها لتمرير المشروع اإليرانيّ ‪،‬‬ ‫محاولين القفز فوق الحقيقة المتزايدة في سطوعها‪ ،‬كرفض شعبيّ‬ ‫عارم لذلك المشروع‪ ،‬وكتحوّ ل في النظرة إلى النظام اإليرانيّ ‪،‬‬ ‫من نظام داعم لها في التص ّدي للعدوان اإلسرائيليّ ‪ ،‬إلى نظام معا ٍد‬ ‫لمجتمعات المنطقة‪ ،‬عبر دعمه لألنظمة والميليشيات األكثر دمويّة‬ ‫واألكثر وحشي ًّة ‪.‬‬ ‫إنّ ما جرى ويجري على األرض السورية من كوارث متالحقة‪،‬‬ ‫ذهب ضحيّتها ما ال يق ّل عن مائتي ألف ضحيّة ‪ ،‬وخلّفت ما يقارب‬ ‫الثالثمائة ألف إعاقة دائمة‪ ،‬ناهيك عن تشريد ونزوح أكثر من‬ ‫سبعة ماليين س��وريّ ‪ ،‬يقبع قسم كبير منهم تحت تهديد الجوع‬ ‫والمرض‪ ،‬ومع نضوب المساعدات اإلنسانيّة التي قُ ّدمت إليهم‪ ،‬قد‬ ‫تدفع بمعظم أبناء الشعب السوريّ للبحث عن أيّ مخرج كان‪ ،‬لكن‬ ‫ذلك المخرج ال يبدو مرئ ّيا ً في أيّ أفق قريب‪ ،‬ما لم يح ّقق التحالف‬ ‫نتائج حاسمة في القضاء على «داع��ش» وما لم يبدأ فعل ّيا ً في‬ ‫إعداد البدائل السوريّة القادرة على اإلطاحة بكا ّفة المشاريع التي‬ ‫تستهدف الوجود السوريّ برمّته‪ ،‬بدءاً من مشروع دولة اإلسالم‬ ‫«الداعشيّ » وصوالً إلى دولة األسد التي أضحت جزءاً أساس ّيا ً‬ ‫من مشروع العدوان اإليرانيّ ‪ ،‬بعد أفول تلك الموجة من التحليالت‬ ‫المتعلّقة باحتدام الصراع األهليّ وحلوله التقسيميّة المختلفة‪.‬‬

‫لؤي حاج بكري‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءة سياسية‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫طعمة أو ال أحد‬ ‫يذ ّكرني ما جرى في أروقة االئتالف الوطنيّ‬ ‫على م��دار أربعة أيّ��ام النتخاب رئيس الحكومة‬ ‫المؤ ّقتة بانتخابات األسد األب واالبن التي يُحضّر‬ ‫فيها سلفا ً نصّ المسرحيّة ومكان وزمان العرض‬ ‫ّ‬ ‫والممثلون وتكون النتيجة معروفه سلفا ً‬ ‫والمخرج‬ ‫‪ %99‬من المصوّ تين قالوا نعم للقائد‪ ،‬هكذا أرادها‬ ‫اإلخوان المسلمون هذه المرّ ة بك ّل وضوح “أحمد‬ ‫طعمة أو ال أحد” حضّروا السيناريو التالي‪:‬‬ ‫ـ قرار من قبل رئيس األمانة العامّة بتسمية ّ‬ ‫ممثلي‬ ‫األركان في االئتالف دون العودة للهيئة العامّة‪ ،‬وت ّم‬ ‫تنسيق ذلك مع رئيس الحكومة المقال ومع أفراد من‬ ‫األركان‪ ،‬قبل عشرين يوما ً من اجتماع الهيئة الم ّتفق‬ ‫عليه النتخاب رئيس الحكومة المؤ ّقتة‪.‬‬ ‫ـ يقرّ ر رئيس حكومة تسيير األعمال المُقال‬ ‫صرف مبلغ وقدره ثالثمائة وخمسون ألف دوالر‬ ‫أمريكيّ دعما ً لكتلة األركان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً في وسائل التواصل‬ ‫سُرّ ب هذا الخبر‬ ‫االجتماعيّ – ووثيقة الصرف موجودة – لكن من‬ ‫الطبيعيّ أن تح ّدد أهداف معلنة أخرى للصرف‬ ‫غير األهداف المستترة الحقيقيّة‪ ،‬وللعلم‪ ،‬هذه هي‬ ‫المرّ ة األولى التي يصرف فيه مبلغ بهذا القدر من‬ ‫رئيس الحكومة على الجيش الحرّ بشكل مباشر‪،‬‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬ت ّم الصرف دون العودة إلى وزارة‬ ‫الدفاع وفي مرحلة “تسيير األعمال” حيث القرار‬ ‫بتجميد اإلنفاق االعتياديّ وحصره بحاجات ماسّة‬ ‫طارئة‪.‬‬ ‫‪ 350‬ألف دوالر من موازنة الحكومة المرهقة‬ ‫أصالً برواتب وأجور ومكافأة ومهمّات وزرائها‬ ‫ّ‬ ‫وموظفيها التي قُدرت بمليون ومائتي ألف دوالر‬ ‫شهر ّياً‪ ،‬مع مصاريف عامّة زادت في األشهر‬ ‫الثالث األخيرة عن ‪ 8‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ـ يدخل ّ‬ ‫ممثلو كتلة األركان اجتماع االئتالف بال‬ ‫إجراءات قانونيّة‪ ،‬مع أنّ رئيس األمانة العامّة ال‬ ‫يم ّل من الحديث عن القانون والمأسسة‪ .‬خمسة عشر‬ ‫ّ‬ ‫ممثالً للكتلة العسكريّة‪ ،‬لم تصوّ ت الهيئة العامّة‬ ‫عليهم بعد‪ ،‬وحضورهم في هذه الحالة يعتبر غير‬ ‫قانونيّ ‪ ،‬ولكن اإلصرار كان واضحا ً من قبل رئيس‬ ‫األمانة على حضورهم لحسابات دقيقة لألصوات‬ ‫كون كتلة األركان قرّ رت إعطاء أصواتها بالكامل‬ ‫للسيّد أحمد طعمة‪.‬‬ ‫تق ّدم لمنصب رئيس الحكومة أكثر من س ّتين‬ ‫مر ّ‬ ‫شحاً‪ ،‬وبعد عملية غربلة وتصفية وصل العدد‬ ‫إلى ثالثة عشر مر ّ‬ ‫شحاً‪ ،‬والغريب أ ّنه ال أحد من‬ ‫السوريّين يعلم ما هي المعايير التي ت ّم اعتمادها‬ ‫شح‪ .‬فإعالن قبول المر ّ‬ ‫لقبول أو رفض المر ّ‬ ‫شح نصّ‬

‫سأخون ثورتي‬

‫على ما يلي‪“ :‬ك ّل سوريّ بلغ السنّ‬ ‫القانونيّ ومعارض لنظام األسد ويؤمن‬ ‫بأهداف الثورة السوريّة العظيمة له‬ ‫الحق في التر ّ‬ ‫ّ‬ ‫شح”‪.‬‬ ‫ك��ان بعض المتق ّدمين على ثقة‬ ‫بالفوز‪ ،‬أو على األق ّل خسارة بفارق‬ ‫قليل من األص��وات‪ ،‬والغالبيّة منهم‬ ‫كانوا على أمل الحصول على ح ّد أدنى‬ ‫من األصوات لحفظ ماء الوجه‪ ،‬تق ّدموا ببرامج عمل‬ ‫واستمع الجمهور االئتالفيّ إليهم وناقشهم وقيّمهم‪،‬‬ ‫مع العلم أنّ بعض ّ‬ ‫ممثلي االئتالف أ ّميّون بالسياسة‬ ‫ويتعلّمونها في مؤسّسة االئتالف‪.‬‬ ‫امتدت العمليّة االنتخابيّة أربعة أيّام متواصلة‪،‬‬ ‫اقتنع المر ّ‬ ‫شحون بعدم ج��دوى استمرارهم في‬ ‫التر ّ‬ ‫شح (حسابات البيدر ال تنطبق على حسابات‬ ‫الحقل) فأعلنوا انسحابهم بالتتالي وخاصّة بعد‬ ‫أحاديث وتسريبات جلسات الحوار غير الرسميّة‬ ‫التي أ ّكدت بأنّ النتيجة محسومة سلفا ً بين اثنين من‬ ‫المر ّ‬ ‫شحين‪ ،‬والباقي ليسوا أكثر من كومبارس في‬ ‫العرض المسرحيّ ‪.‬‬ ‫يض ّم االئ��ت�لاف في صفوفه ع��دداً ج��يّ��داً من‬ ‫الشخصيّات الوطنيّة والمخضرمين سياس ّياً‪ ،‬ولكنّ‬ ‫في نهاية األم��ر‪ ،‬القرار في االئتالف ليس مُلكا ً‬ ‫ألفراد‪ ،‬إ ّنما هو قرار الكتل وحساباتها التي تجري‬ ‫المفاوضات حولها خارج االجتماعات الرسميّة‬ ‫للهيئة العامّة‪.‬‬ ‫جرت المداوالت والمناقشات وا ُّتخذ القرار‬ ‫أخيراً على التصويت بين مر ّ‬ ‫ش َحين اثنين‪ ،‬أحدهما‬ ‫يرغب بقيادة الحكومة المؤ ّقتة إلى شاطئ الفعل‬ ‫والعمل حسب برنامجه وتجربة عمله السابقة‪،‬‬ ‫واآلخ��ر رئيس الحكومة المقالة ذاته وال��ذي قيل‬ ‫عنه قبل تر ّ‬ ‫شحه األوّ ل لرئاسة الحكومة بأ ّنه‬ ‫الرجل الطيّب الشهم والمتم ّتع بسيرة ذاتيّة جميلة‪،‬‬ ‫ومواقف واضحة وجريئة لصالح الثورة‪ .‬مع أنّ‬ ‫الواجب يقتضي عدم الخلط بين األخالق الحميدة‬ ‫والعمل الحرفيّ المهنيّ وشؤون اإلدارة‪ ،‬فالتجربة‬ ‫العمليّة في رئاسة الحكومة دلّلت عليه بسوء اإلدارة‬ ‫والفساد والمحسوبيّة والهدر الكبير للمال العا ّم‪ ،‬ممّا‬ ‫يستدعي منه االعتذار وترك الفرصة لآلخرين‪،‬‬ ‫وليس اإلصرار على البقاء في الكرسيّ ‪ ،‬فهو قد‬ ‫أخذ فرصته لثمانية أشهر والنتائج كانت واضحة‬ ‫ونوقشت بالعلن في اجتماعات االئتالف قبل أن‬ ‫تناقش على وسائل التواصل االجتماعيّ ‪.‬‬ ‫سياس ّياً‪ ،‬يبدو أنّ اإلخوان أرادوا بإعادة ترشيحه‪،‬‬ ‫أن يصفعوا ك ّل القوى السياسيّة على المسرح‬ ‫السوريّ التي يمكن أن تخرج عن فلكهم وإرادتهم‬

‫السوري وحيداً؟!‬ ‫لماذا تركتم‬ ‫ّ‬

‫ويل ّقنوها درساً‪ ،‬غير آخذين بعين االعتبار المأخذ‬ ‫األخالقيّ على إعادة انتخاب أحمد طعمة والشلل‬ ‫الذي حدث على مستوى عمل الحكومة لم ّدة أكثر‬ ‫من ثالثة أشهر‪ ،‬وكيف سيفهم السوريّون إقالته‬ ‫ومن ث ّم تكليفه من جديد‪ ،‬وكيف سينعكس ذلك على‬ ‫مواقف الدول التي ستزيد من نظرتها الدونيّة اتجاه‬ ‫مؤسّسة االئتالف‪.‬‬ ‫لقد ج ّفف حكم األسدين منابع الثقافة الديمقراطيّة‬ ‫التي يمكن أن تبني سياسة عقالنيّة‪ ،‬مدنيّة‪ ،‬ديمقراطيّة‪،‬‬ ‫تستند إلى عنصر األخالق والمصالح معاً‪ ،‬وبقيت‬ ‫السياسة فقط لعب وفزلكة وشطارة وكسب نقاط‪،‬‬ ‫واألخالق ليست إلاّ لعبة البلهاء والمساكين ويمكن‬ ‫لنا ممارستها خارج إطار مسرح السياسة ويكفي‬ ‫حضورها في عالقتنا مع األهل واألحبّة والجيران‪.‬‬ ‫السياسة في سورية األسد لم تكن الجدارة والكفاءة‬ ‫مطلوبة فيها‪ ،‬وإ ّنما الوالء للقائد والنظام وعلى هذا‬ ‫النهج سار العمل في الحكومة المؤ ّقتة‪ ،‬التي حشد‬ ‫رئيسها الموالين والمقرّ بين منه في مراكز القرار‬ ‫وكانت مكاتب الوزارات شبيهة بمكاتب مؤسّسات‬ ‫النظام مع فارق بالشكل وليس بالمضمون هو قرقعة‬ ‫الم ّتة في مكاتب النظام ورجم الشيطان الرجيم في‬ ‫مكاتب الحكومة المؤ ّقتة‪.‬‬ ‫لقد قادَ اإلخوان المسلمون حملتهم االنتخابيّة‬ ‫ومعهم شخصيّات محسوبة على كتل أخرى‪ ،‬بمن‬ ‫فيهم ميشيل كيلو‪ ،‬حملة انتخابيّة بدأت قبل سقوط‬ ‫حكومة أحمد طعمة واستمرّ ت إلعادة انتخابه تحت‬ ‫ذريعة عدم تو ّفر البديل وحماية للوحدة الوطنيّة‬ ‫التي تتعرّ ض لهجمة امبرياليّة صهيونيّة كما كان‬ ‫األسد ي ّدعيها‪ ،‬وتستدعي الوقوف خلف شخص‬ ‫القائد الملهم تج ّنبا ً للفراغ‪ .‬أليست هذه الثقافة هي‬ ‫ذاتها التي كانت منتشرة أيّام األسدين‪ ،‬ح ّتى أ ّنه على‬ ‫أيّام األسد االبن كان األمن ينشر بين الناس المقولة‬ ‫التالية‪“ :‬الرئيس جيّد وطيّب لكن الذين يحيطون به‬ ‫سيّئون” هي نفسها الثقافة التي سوّ قها الداعمون‬ ‫لشخص أحمد طعمة “الرئيس طيّب ورائع بس يلّي‬ ‫حوله من مستشارين سيّئين”‪ .‬لقد ب ّدلوا اسم األسد‬ ‫في الحملة ليصبح طعمة وصار الشعار “الطعمة‬ ‫أو ال أحد”‪.‬‬

‫د‪ .‬رفعت عامر‬

‫هل الخمسة زائد واحد تساوي سّتة؟‬

‫عقب المفاوضات التي عُقدت في فيي ّنا الشهر‬ ‫الفائت حول الملفّ النوويّ اإليرانيّ بين الواليات‬ ‫الم ّتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا‬ ‫من جهة‪ ،‬مع إيران من جهة ثانية‪ ،‬أُعلن أنّ السداسيّة‬ ‫الدوليّة تأمل في التوصّل إلى ا ّتفاق سياسيّ مع إيران‬ ‫في غضون أربعة أشهر؛ أي أ ّنه ت ّم تمديد المفاوضات‬ ‫ح ّتى نهاية حزيران ‪ ،2015‬وهي النتيجة التي‬ ‫تو ّقعها كثر‪ ،‬وكانت أطراف المفاوضات قد ا ّتفقت‬ ‫على إحراز تق ّدم في جولة فيي ّنا األخيرة‪ ،‬لكنّ مل ّفا ٍ‬ ‫ت‬ ‫موازية للبرنامج النوويّ مباشرة‪ ،‬أُثيرت من جديد‬ ‫على الهامش‪.‬‬ ‫فما هي المسائل التي وقفت حائالً أمام الوصول‬ ‫إلى ح ّل في فيي ّنا‪ ،‬وإيجاد ا ّتفاقيّة بشأن الملفّ النوويّ‬ ‫اإليرانيّ ؟‬ ‫من المعروف أنّ البرنامج النوويّ اإليرانيّ‬ ‫أُسّس في خمسينيّات القرن العشرين بمساعدة من‬ ‫الواليات الم ّتحدة كجزء من برنامج «الذرّ ة من أجل‬ ‫السالم» وساهمت فيه حكومات أوروبّا الغربيّة إلى‬ ‫أن قامت الثورة اإليرانيّة عام‪ 1979‬فأوقف الخمينيّ‬ ‫البرنامج معتبراً أ ّنه ممنوع بموجب «األخالق والفقه‬ ‫اإلسالميّ » لك ّنه تراجع وسمح ببحوث صغيرة‬ ‫النطاق إبّان الحرب العراقيّة اإليرانيّة‪ ،‬ث ّم توسّع‬ ‫البرنامج بشكل كبير بعد وفاة الخمينيّ ‪،1989‬‬ ‫ّ‬ ‫محطة للطاقة‬ ‫وأنشئ مفاعل «بوشهر» ك��أوّ ل‬ ‫النوويّة في البالد‪ ،‬بدعم من وكالة «روساتوم»‬ ‫الروسيّة الحكوميّة‪.‬‬ ‫أثارت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة عام ‪2003‬‬ ‫في تقرير لها ‪ -‬ألوّ ل مرّ ة ‪ -‬أنّ إيران لم تعلن عن‬ ‫نشاطاتها في التخصيب والمعالجة‪ ،‬التي يمكن‬ ‫استخدامها لتخصيب اليورانيوم وإلنتاج وقود‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫للمفاعالت في مستويات أعلى من التخصيب لصنع‬ ‫أسلحة‪ ،‬ور ّدت إيران حينها‪ ،‬بأنّ برنامجها النوويّ‬ ‫هو ألغراض سلميّة‪ ،‬وقامت بتخصيب اليورانيوم‬ ‫ّ‬ ‫لمحطة الطاقة‬ ‫بنسبة أق ّل من ‪ ٪5‬بما ي ّتفق مع وقود‬ ‫النوويّة المدنيّة‪ .‬وا ّدعت إيران أ ّنها اضطرّ ت إلى‬ ‫السرّ يّة بعد الضغوط األمريكيّة عليها‪.‬‬

‫ف��ي ع��ام ‪ 2009‬رف��ض��ت إي���ران التخلّي‬ ‫عن برنامجها للتخصيب‪ ،‬معتبرة أنّ برنامجها‬ ‫«ضروريّ ألمن الطاقة لديها» ث ّم عادت ووافقت‬ ‫على التخلّي عن مخزونها من اليورانيوم منخفض‬ ‫التخصيب مقابل الحصول على وق��ود لمفاعل‬ ‫لألبحاث «الط ّبيّة» ولك ّنها تراجعت بعد ذلك عن‬ ‫الصفقة! وبُعيد مؤتمر فيي ّنا األخير‪ ،‬أشارت إيران‬ ‫إلى ثالث عقبات تقف عائقا ً أمام التوصّل ال ّتفاق‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬تفاصيل تخصيب اليورانيوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬توقيت رفع العقوبات المفروضة عليها‪.‬‬ ‫‪ -3‬توقيت اال ّتفاق النهائيّ ‪.‬‬ ‫ويؤ ّكد اإليرانيّون أ ّنهم يريدون أن يت ّم ا ّتفاق يرفع‬ ‫العقوبات عن بالدهم من ك ّل األطراف‪ ،‬األميركيّة‬ ‫واألور ّبيّة واألمميّة‪ ،‬أل ّنهم ق ّدموا ك ّل ما من شأنه‬ ‫«تبديد قلق العالم» ولكنّ ضغط إسرائيل على‬ ‫الواليات الم ّتحدة‪ ،‬ومخاوف بعض دول الخليج‪،‬‬ ‫حالت دون اال ّتفاق‪ .‬وقد أوضح اإليرانيّون أ ّنهم‬ ‫رفضوا أن تتناول المفاوضات أيّة قضايا أخرى‬ ‫في المنطقة كالملفّ السوريّ أو العراقيّ أو تنظيم‬ ‫«داعش» أو لبنان أو الصراع اإلسرائيليّ ‪.‬‬ ‫بينما ينفي األميركيّون‪ ،‬أيّ دور إلسرائيل في‬ ‫إفشال المفاوضات‪ ،‬ويؤ ّكدون أنّ إي��ران ترفض‬

‫‪3‬‬

‫وضع مح ِّددات لبرنامجها في تخصيب اليورانيوم‪،‬‬ ‫وهو ما ال ي ّتفق مع إرادة المجتمع الدوليّ ‪ ،‬الذي‬ ‫خ ّفض عقوباته عليها بالمقابل‪.‬‬

‫ويرى محلّلون‪ ،‬أنّ قرار تمديد المفاوضات –‬ ‫رغم جوانبه السلبيّة – أفضل من إيقافها أو طرح‬ ‫خيارات أخرى‪ ،‬قد ال يريدها أحد ما! وتبقى ‪ -‬كما‬ ‫يقول المحلّلون ‪ -‬هنالك مخاطر استمرار إيران في‬ ‫برنامجها للتخصيب‪.‬‬ ‫وقد اعتبر الروس أ ّنه «تح ّقق تق ّدم ملموس»‬ ‫حسب الفروف وزير خارجيّتهم‪ ،‬الذي اعتمد تصريح‬ ‫الوكالة الدوليّة للطاقة النوويّة بأنّ إيران «قلّصت‬ ‫مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب»‪ .‬وأنّ‬ ‫هذه المفاوضات – برأي الفروف ‪ -‬نالت جهوداً‬ ‫كبيرة خالل هذا العام فحصلت من السداسيّة في‬ ‫جنيف على ّ‬ ‫خطة‪ُ ،‬ن ِّفذت بد ّقة»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬ر ّد الكونغرس األميركيّ على التمديد‪،‬‬ ‫فدعا بعضُ أعضائه إلى تصويت على عقوبات‬ ‫جديدة ض�� ّد إي��ران‪ ،‬وق��ال السناتور الجمهوريّ‬ ‫مارك كيرك «من المبدئيّ أن يفرض الكونغرس‬ ‫عقوبات ال تترك لماللي إيران خيارات سوى تفكيك‬ ‫برنامجهم النوويّ غير القانونيّ « وأ ّنه «من غير‬ ‫الوارد أن يمنح الكونغرس مزيداً من الوقت إليران‬ ‫المتالك القنبلة النوويّة»‪.‬‬ ‫وهنا نالحظ‪ ،‬أنّ وقوف البعض من السداسيّة‬ ‫ إضافة لروسيا والصين – إلى جانب إيران في‬‫مواقفها يجعل من (‪ )1+5‬ال يساوي (‪ )6‬وهذا ما‬ ‫يشير إلى الصفقات األخرى التي يت ّم ترتيبها‪ ،‬ومنها‬ ‫الملفّ السوريّ ‪ ،‬الذي يصرّ اإليرانيّون على عدم‬ ‫إدخاله في المفاوضات علناً‪.‬‬

‫عبد اهلل منديل‬

‫ال يكاد يمرّ أسبوع في حلب وريفها دون أن يُزفّ‬ ‫شابّ من شباب الثورة‪ ،‬عسكر ّيا ً كان أم مدن ّياً‪ ،‬مع تحوّ ل‬ ‫(ال��زواج) إلى ظاهرة الفتة في المناطق المحرّ رة بعد‬ ‫التخلّص من أعباء الزواج التقليديّ ‪.‬‬ ‫ليس هذا موضوعنا‪ ،‬فقط نحن بحاجة هنا كشاهد إلى‬ ‫حفالت الزواج البسيطة‪ ،‬والتي ال يمكن تمييزها بأيّ حال‬ ‫عن حفالت األع��راس الحلبيّة التقليديّة إلاّ في التكاليف‬ ‫والبذخ غير الممكنين اليوم‪ ،‬فالطقوس هي هي‪ ،‬واألغنيات‬ ‫واألهازيج نفسها‪ ،‬والرقصات والعراضات لم تتغيّر ‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫شاهد آخر متكرّ ر أيضاً‪ ،‬فقبل فترة قصيرة‪ ،‬وبعد تق ّدم‬ ‫قوّ ات النظام في جبهة «حندرات» شمال حلب‪ ،‬انتشر على‬ ‫اليوتيوب مقطع فيديو لمقاتلين من الثوّ ار المرابطين في هذه‬ ‫الجبهة وهم ير ّددون أغنيات حلبيّة تقليديّة وأناشيد صوفيّة‪،‬‬ ‫إلى جانب بعض األناشيد الجهاديّة السلفيّة‪.‬‬ ‫مزج عفويّ غالباً‪ ،‬وتح ّد مقصود أحيانا ً لسعيّ الحركة‬ ‫السلفيّة غير السوريّة إلى الهيمنة‪ ،‬يلجأ إليه شباب الثورة‬ ‫في حلب وريفها كفعل مقاومة ورفض للذوبان والظهور‬ ‫بقالب واحد‪ ،‬ومثل هذه المشاهد ليست نادرة‪ ،‬بل من النادر‬ ‫أن تغيب عن المدينة أغنياتها األصيلة وحفالت طربها‬ ‫الجميلة التي يتشارك فيها المقاتلون من مختلف الفصائل‪،‬‬ ‫مع الناشطين المدنييّن بتع ّدد اتجاهاتهم (إذا ص ّح القول‬ ‫بوجود هذه االختالفات والتوجّ هات بينهم فعالً)‪.‬‬ ‫نعم لقد تعرّ ض المجتمع في المناطق الخاضعة لسيطرة‬ ‫المعارضة إلى ّ‬ ‫هزات عنيفة على مدار السنوات الثالث‬ ‫الماضية‪ ،‬وأحدثت أعوام الثورة والحرب والعنف تغيّرات‬ ‫كبيرة في بنية هذا المجتمع وتركيبته وصوالً إلى ما هو‬ ‫أعمق‪،‬‬ ‫لكن لماذا جرى ك ّل ذلك؟‬ ‫سؤال أعتقد أ ّنه تجب علينا اإلجابة ع ّنه كمالحظين‪ ،‬قبل‬ ‫أن نف ّتش في األسباب والدوافع وندرس الظروف والعوامل‬ ‫كباحثين‪ ،‬وهذا ما سأحاول القيام به كناشط قضى أشهر‬ ‫المعارك والتحوّ الت كلّها تقريبا ً في حلب‪ ،‬وغادر أخيراً‬ ‫يجرّ أذيال الخيبة‪ ،‬تاركا ً بعض األمل‪ ،‬فيّ ‪ ،‬وكثيراً من‬ ‫الخوف على ما تب ّقى من زمالئه المتب ّقين هناك‪.‬‬ ‫قبل أيّ��ام افتتح مجموعة من الشباب (صالة جدل‬ ‫الثقافيّة) في أحد أحياء حلب المحرّ رة‪ ،‬وفي الحقيقة هذا‬ ‫ليس النشاط المدنيّ الجميل األوّ ل في المدينة‪ ،‬ولكن هل‬ ‫اهت ّم أحد بهذا الحدث كما يجب‪ ،‬أو ش ّكل بالنسبة له عالمة‬ ‫ّ‬ ‫تستحق الوقوف؟!‬ ‫أنا هنا ال أتوجّ ه بهذا السؤال لإلعالم‪ ،‬أنا أسأل هنا‬ ‫المؤسّسات واألح��زاب والجمعيّات السياسيّة والفكريّة‬ ‫ك تبكي الثورة والمجتمع والشباب‬ ‫(الوطنيّة) التي ال تنف ّ‬ ‫الذين ينجذبون إلى الخيارات غير الوطنيّة‪ ،‬أو غير الصحيّة‬ ‫كما يقولون‪.‬‬ ‫في حلب المحرّ رة أو الخارجة عن سيطرة النظام‪ ،‬أو‬ ‫الواقعة تحت سيطرة المعارضة ‪ -‬سمّها ما شئت ‪ -‬ال تسير‬ ‫األمور لصالح السوريّ الذي نعرفه قبل الحرب فعالً‪،‬‬ ‫وهذا يجري ضمن سياق عام تتعرّ ض فيه الهويّة السوريّة‬ ‫لصدمات مدمّرة‪ ،‬لكن وفي الوقت نفسه‪ ،‬هناك فعل مقاومة‬ ‫مباشر أحيانا ً أو غير مباشر في أحيان أخرى‪ ،‬لك ّنه وعلى‬ ‫ّ‬ ‫مخطط‪ ،‬وأيضا ً لم‬ ‫األغلب كان فعل مقاومة عفويّ وغير‬ ‫يكن االهتمام به كما يجب‪.‬‬ ‫لماذا جرى ذلك و َمن المسؤول عنه ولمصلحة َمن؟‬ ‫ص ّدقوني ال أعرف الحقيقة رغم أنّ لديّ تحليالت‪،‬‬ ‫لكن بما أنّ الجميع يتباكى على الثورة‪ ،‬وال يكفّ عن شتم‬ ‫سارقيها‪ ،‬وطالما أ ّننا اقتنعنا فعالً بالمبرّ رات التي دفعتهم‬ ‫للمغادرة والعمل من الخارج‪ ،‬وفي مق ّدمته المخاطر‬ ‫األمنيّة‪ ،‬فلماذا إذاً لم يكن بإمكان ك ّل هذه القوى فعل شيء‬ ‫حقيقيّ من أجل الشبّان الذين صمدوا طيلة عامين ونصف‪،‬‬ ‫قبل أن يبدؤوا بالتسرّ ب إمّا لصالح الموت أو االستسالم‪ ،‬أو‬ ‫لصالح االرتماء في حضن مريب؟‬ ‫لديّ أمثلة عديدة مؤلمة عن هذا (الترك) للسوريّ الحرّ‬ ‫في هذه الثورة والتخلّي عنه من قِبل الجميع‪ ،‬وهي أمثلة‬ ‫سنرجئ الحديث عنها اليوم لصالح السؤال األه ّم‪ :‬لماذا‬ ‫ُترك هؤالء الشباب وحيدين دوماً؟‬ ‫سؤال آن أن نوجّ هه إلى جميع القوى التي تقول‪ :‬إ ّنها‬ ‫وطنيّة سوريّة‪ ،‬بما فيها القوى اإلسالميّة التي ُتعلن جميعها‬ ‫الغيرة على الهويّة والمجتمع السوريّ ‪ ،‬وتقوم ك ّل مبرّ رات‬ ‫وجودها‪ ،‬وتصاغ برامج عملها أصالً على هذه الشعارات‪،‬‬ ‫والتي ستقع في خطأ كارثيّ جديد هذه المرّ ة حين ستقرأ هذا‬ ‫السؤال على أ ّنه عتب مكرور أصبح يدعو للتذمّر‪.‬‬

‫عقيل حسني‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫أحوال‬

‫السوري‬ ‫مبادرة «دي مستورا» استطالع رأي الشارع‬ ‫ّ‬ ‫اف ُتتح باب التفاوض بني دول أصدقاء سوريّة وبني وروسيا والنظام من طرف آخر‪ ،‬حتت مسمّى جنيف (‪ )1‬الذي ُعقد يف ‪ 30‬حزيران ‪ ،2012‬والذي أصبح حمور‬ ‫مجيع املبادرات السياسيّة املتعلّقة بسوريّة وصوالً إىل جنيف (‪ )2‬وحاليّاً ُتطرح يف األفق مبادرات خمتلفة متهيداً لطرح سلّة حلول جديدة‪ .‬وتشكّل مبادرة «جتميد‬ ‫القتال» يف سوريّة اليت طرحها املبعوث األمم ّي «ستيفان دي ميستورا» حم ّل جدل ونقاش واسع بني قوى اجملتمع الدول ّي‪ ،‬وتباينت املواقف من املبادرة بني الرفض‬ ‫والتشكيك والتأييد والرتحيب‪.‬‬ ‫رغم أ ّن مبادرة «دي ميستورا» ما زالت غري واضحة املعامل‪ .‬وتكاثرت التحليالت من السوريّني حبيث ارتبطت بهذه املبادرة نقاط وحتليالت‪ .‬ولقرب قدوم املبعوث‬ ‫الدول ّي إىل غازي عينتاب للقاء ممثّلني عن املعارضة‪« ،‬كلّنا سوريّون» ورغبة منها باستطالع رأي السوريّني مبا يُطرح من أفكار ومبادرات‪ ،‬تو ّجهت باألسئلة التالية‬ ‫إىل جمموعة من من ّظمات اجملتمع املدن ّي السورية وبعض الشخصيّات الوطنيّة‪:‬‬ ‫‪ /1‬يف ظ ّل األوضاع احلاليّة من جتاذبات سياسيّة بني الفرقاء اإلقليميّني واحملليّني‪ ،‬هل ستجد هذه املبادرة فرصة أو آليّة للتحقّق؟‬ ‫‪ /2‬هل تنتج املشاورات واألطروحات اليت اقرتحتها املعارضة السوريّة (املناطق العازلة) يف مضمون اخل ّطة بعد أن استبق «دي ميستورا» األمر بالرتويج خلطر‬ ‫«داعش» على حلب؟‬ ‫ّ‬ ‫إن فشلت مهمّة «دي‬ ‫‪ /3‬ما هو البديل الذي قد يُقرتح من قبلكم؟ هل خيار التو ّجه إىل اجلمعيّة العموميّة لألمم املتحدة باسم السلم واألمن الدوليّني قد يفيد ْ‬ ‫ميستورا»؟‬ ‫‪ /4‬يف حال وافقت األطراف املتصارعة على مبادرة املبعوث الدول ّي‪ ،‬باعتقادك هل يوجد طرف ينقض اهلدنة فيما بعد؟ مَن هي برأيك؟‬ ‫فيما يلي اإلجابات كما وردتنا ممّن أجاب على األسئلة‪:‬‬ ‫من ّظمة اليوم التالي‪ ،‬األستاذ وائل السوّاح‪:‬‬ ‫ج‪ 1‬من الصعب الجزم بذلك‪ ،‬إذا ُترك األمر لنظام‬ ‫ب ّ‬ ‫شار األسد فإنّ حظوظ تح ّقق مبادرة «دي ميستورا»‬ ‫تكاد تساوي العدم‪ ،‬ولكن إذا كان وراء «دي ميستورا»‬ ‫دعم دوليّ واتفاق «أمريكيّ – روسيّ » فقد يكون له‬ ‫ّ‬ ‫حظ‪ ،‬ال يريد األسد أيّ ح ّل سياسيّ ‪ ،‬هذا بديهيّ ‪ ،‬الح ّل‬ ‫السياسيّ بداية نهاية حكمه المرير‪ ،‬الح ّل العسكريّ‬ ‫واألمنيّ يالئمه أكثر‪ ،‬فخبرته فيه أكبر من خبرتنا‬ ‫ومقدرته أكبر‪ ،‬لذلك ال ب ّد من اتفاق دوليّ يفرض هذه‬ ‫المبادرة عليه كخطوة سياسيّة أولى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خطة «دي ميستورا» ال تتضمّن‬ ‫ج‪ 2‬واضح أنّ‬ ‫ّ‬ ‫مناطق عازلة وال ممرّ ات آمنة وال منطقة حظر جوّ يّ ‪،‬‬ ‫وواضحة أيضا ً أنّ الحكومات الغربيّة ال توافق على‬ ‫مثل هذه المناطق‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬نحن نعتقد أنّ من واجب السوريّين اللجوء إلى‬ ‫المؤسّسات الدوليّة دائماً‪ ،‬ولكنّ األمل ضئيل ج ّداً في‬ ‫ظ ّل الموقف الروسيّ الرافض أليّة تسوية‪ ،‬والموقف‬ ‫الغربيّ المتخاذل في دعم قضيّة السوريّين‪ ،‬ما يتوجّ ب‬ ‫على السوريّين فعله هو مواصلة النضال السياسيّ‬ ‫والمدنيّ ض ّد الدكتاتوريّة الفاشيّة لألسد‪ ،‬والدكتاتوريّة‬ ‫الفاشيّة للمجموعات اإلسالميّة الراديكاليّة‪ ،‬ومن واجب‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المدنيّة مواصلة العمل لتوثيق االنتهاكات‬ ‫من أيّ طرف جاءت الستخدامها عندما يحين الوقت‬ ‫المناسب لمالحقة مجرمي ال��ح��رب‪ ،‬م��ن واج��ب‬ ‫السياسيّين العمل على وحدة المعارضة السوريّة التي‬ ‫من شأنه أن يش ّكل عامل ضغط على القوى الدوليّة‬ ‫واإلقليميّة لفرض ح ّل سياسيّ للبدء بمرحلة انتقاليّة من‬ ‫دون وجود األسد بالطبع‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬النظام هو الطرف األقرب لنقض الهدنة‪ ،‬فهو‪،‬‬ ‫إنْ وافق‪ ،‬ستكون موافقته رغما ً عنه‪ ،‬وبالتالي يمكن‬ ‫له أن ينكص عن تعهّده في أيّ وقت للعودة إلى الح ّل‬ ‫األمنيّ وحمّام الدم الذي يلغ فيه منذ أربع سنوات‪.‬‬ ‫التحالف املدن ّي السور ّي (متاس)‪ ،‬األستاذ عالء الدين‬ ‫زيّات‪:‬‬ ‫ج‪ 1‬علينا التأكيد أنّ ما ق ّدمه المبعوث األمميّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بخطة‪ ،‬وما رشح أ ّنه سيق ّدم‬ ‫هو سلّة أفكار لم ُتصغ‬ ‫تفصيالت إضافيّة موسّعة خالل أيّام ُتلقي أضواء أكثر‬ ‫تفصيالً على مشروعه‪ ،‬وح ّتى ذلك الحين فإنّ التكتيك‬ ‫العا ّم الم ّتبع هو إحداث تحريك سياسيّ على مستوى‬ ‫الفرقاء‪ ،‬وجسّ نبض عا ّم تمهيديّ ‪ ،‬ربّما يمكن تقديم‬ ‫تصوّ ر أوضح بعد تبيان تفاصيل أكبر من قِبل المبعوث‬ ‫ّ‬ ‫خطة المناطق‬ ‫األمميّ ‪ ،‬ولكن يمكن اإلش��ارة أنّ‬ ‫المجمّدة هي اعتراف حول خصوصيّة الصراع بحسب‬ ‫المناطق الجغرافيّة‪ ،‬وأيضا ً خصوصيّة التعاطي مع‬ ‫الفرقاء الذين ي ّتخذون طابعا ً محلّ ّياً‪ ،‬هذا واضح على‬ ‫مستوى المعارضة‪ ،‬وبعض مالمحه أيضا ً تتزايد على‬ ‫مستوى النظام‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬االختراق الذي يسعى المبعوث األمميّ لبلّورته‬ ‫بصيغة للحوار السياسيّ ‪ ،‬هو تخفيف طرحة العنف‬ ‫باتفاقات جزئيّة مع متصارعين محلّيّين‪ ،‬مع ضمانات‬ ‫كافية لتكون نماذج قابلة للتوسيع والتكرار‪ ،‬وعدم‬ ‫تكرار تجربة حمص المخيّبة لآلمال‪ ،‬إنّ تخفيف العبء‬ ‫االقتصاديّ والخدميّ والحياتيّ على مجموعة س ّكانيّة‬ ‫ضخمة كمدينة حلب مه ّم ومطلوب ويستجيب لرغبات‬ ‫الس ّكان على طرفيّ المدينة‪ ،‬ولكن سيكون مه ّما ً أيضا ً‬ ‫ألاّ تكون االنفراجات في سبيل تحقيق تطوّ رات أمنيّة‬ ‫على جبهات أخرى‪ ،‬يجب وضع آليّات مراقبة متميّزة‬ ‫لتعزيز حركة القوّ ات العسكريّة والمقاتلين‪ ،‬إنّ ذلك‬ ‫يعني حلاّ ً أوسع من تجميد البؤر‪ ،‬حلاّ ً يضمن مراقبة‬ ‫حركة القوّ ات‪ ،‬وأتصوّ ر أنّ خطر «داع��ش» حول‬ ‫حلب ليس متخ ّيالً‪ ،‬بل هو حقيقيّ ‪ ،‬وربّما تشهد الساحة‬ ‫تع ّدد محاور صراع مع تم ّدد النصرة في إدلب‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ج‪ 3‬جنيف بنسختيها ق��رار دول��يّ دون مشاركة‬ ‫للسوريّين‪ ،‬لذلك فهو محكوم بتوازنات القوى المصفوفة‬ ‫على جانبي ال��ص��راع‪ ،‬ج��رّ ب اإلبراهيميّ أولويّة‬ ‫االختراق من أعلى عبر التقريب بين جبهات الدعم‬ ‫وفشل بك ّل وضوح‪ ،‬يجرّ ب «دي ميستورا» محورين‪،‬‬ ‫من أسفل مع المتصارعين المباشرين‪ ،‬ويترافق ذلك‬ ‫مع تبويب الح ّل من أعلى وفق تطوّ رات التهدئة‬ ‫وبخاصّة بحالة ضمانات كافية لالختراق‪ ،‬في حال‬ ‫الفشل‪ ،‬فستكون العواقب كارثيّة ج ّداً‪ ،‬السيّما والصراع‬ ‫يتم ّدد على الدولتين المجاورتين شرقا ً وغرباً‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬مجموعة كبيرة مر ّ‬ ‫شحة لذلك‪ ،‬ك ّل الماكنة‬ ‫العسكريّة التي تحصّل وُ فورات اقتصاديّة عبر ماكنة‬ ‫ال��ص��راع‪ ،‬مر ّ‬ ‫شحة لذلك (على أط��راف الصراع‬ ‫المتع ّددة)‪ ،‬مص ّدرو السالح والمقاتلون‪ ،‬مروّ جو العنف‬ ‫الطائفيّ ‪ ،‬مموّ لو التجارة والتهريب والمخ ّدرات‪ ،‬كتائب‬ ‫المافيا المختلفة من حواجز ونقل وتهريب وأتاوات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معززي الصراع‪ ،‬ستجد في‬ ‫هناك شبكة واسعة من‬ ‫تخفيف العنف كارثة اقتصاديّة لها وستلجأ لعرقلة ذلك‬ ‫بك ّل السُبل‪ ،‬إنْ لم تكن ُتعرقل منذ اآلن‪ ،‬نموذج حمص‬ ‫كان واضحاً‪ ،‬المتضرّ رون من االتفاق خرّ بوه‪ ،‬ومع‬ ‫الضعف التدريجيّ للمركزيّة التي تم ّتع بها النظام إلى‬ ‫اليوم‪ ،‬وبروز رؤوس كبُرت وبدأت تضع شروطا ً‬ ‫سيكون تصوّ ر قرار ميليشويّ لدى الجهاز العسكريّ‬ ‫واألمنيّ أكثر بروزاً‪ ،‬وبالتالي التعامل مع مناطق النفوذ‬ ‫كخصوصيّات‪ ،‬وهذا يفتح أبوابا ً للصراع‪ ،‬سيكون من‬ ‫الصعب إغالقها بزمن قصير‪.‬‬ ‫مركز اجملتمع املدن ّي والدميوقراطيّة يف سورية‪ ،‬األستاذ‬ ‫«ريناس سينو»‪:‬‬ ‫ج‪ 1‬في ظ ّل العجز عن إيجاد حلول ومخارج للح ّل‬ ‫في سوريّة نعتقد أ ّنها قد تكون فرصة إذا ما ت ّم مشاركة‬ ‫المجتمع بالمبادرة‪ ،‬وت ّم أخذ آراء الناس بعين االعتبار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خطة «دي ميستورا» من الممكن‬ ‫ج‪ 2‬ال نعتقد أنّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ت��ؤ ّدي إلى مناطق عازلة ألنّ الخطة باألساس‬ ‫تهدف إلى خلق نموذج ناجح إلعادة الثقة للمفاوضات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والخطة ال تهدف إلى االقتراب من جذر المشكلة والتي‬ ‫هي الدخول في مرحلة انتقاليّة تؤ ّدي إلى تشكيل حكومة‬ ‫توافقيّة بما معناه‪ :‬رحيل النظام الحاكم‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬نحن نعتقد أنّ أيّ ح ّل في سوريّة يجب أن يحظى‬ ‫بموافقة أمميّة‪ ،‬وال يوجد أفضل من الجمعيّة العموميّة‪،‬‬ ‫شرط أن يكون لك ّل قرار يت ّم اتخاده ما يرافقه من آليّات‬ ‫تطبيقيّة‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬بالتأكيد يوجد كثير من أصحاب المصالح‬ ‫الذين قد ال تتوافق ّ‬ ‫خطة «دي ميستورا» مع تطلّعاتهم‬ ‫ومصالحهم‪.‬‬ ‫جمموعة البحث واإلدارة‪ ،‬األستاذ ب ّسام قوّتلي‪:‬‬ ‫ج‪1‬سيجد معظم الفرقاء المحليّين في المبادرة فرصة‬ ‫في التقاط األنفاس‪ ،‬التساؤل الوحيد سيكون موقف‬ ‫تركيا‪ ،‬إذ أنّ التهدئة ستسحب من تركيا ورقة الضغط‬ ‫لتشكيل منطقة عازلة تض ّم حلب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الخطة تحاول االلتفاف على فكرة‬ ‫ج‪ 2‬أظنّ أنّ‬ ‫المناطق العازلة‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬ال أعتقد أنّ مبادرة «دي ميستورا» تش ّكل خياراً‬ ‫مقبوالً‪ ،‬فأيّ تجميد في حلب سيعني تفرّ غ النظام للجبهة‬ ‫الجنوبيّة والقضاء على الجيش الحرّ هنالك‪ .‬المبادرة‬ ‫الوحيدة المقبولة هي تجميد القتال في كامل سوريّة‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬ليس أليّ من الطرفين سيطرة كاملة على‬ ‫القوّ ات المحسوبة عليه ممّا يفتح الباب أمام خروقات‬ ‫بشكل دائم‪.‬‬ ‫األستاذ بسام بربندي‪ ،‬مستشار للمجلس السور ّي األمريك ّي‪:‬‬

‫ّ‬ ‫الخطة لتن ّفذ بسبب تعب المجتمع‬ ‫ج‪ 1‬وجدت هذه‬ ‫الدوليّ من األزمة السوريّة والسيّما موضوع الالجئين‪،‬‬ ‫وكما أنّ ظهور «داعش» اإلعالميّ غيّر أولويّات‬ ‫المجتمع الدوليّ تجاه األزمة السوريّة‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬المشاورات التي تت ّم اآلن ليست مع األطراف‬ ‫السوريّين بقدر ما هي مع الالعبين اإلقليميّين في‬ ‫األزمة السوريّة‪ .‬قامت المعارضة السوريّة السياسيّة‬ ‫بك ّل األخطاء الممكنة التي أفقدتها الحاضنة الشعبيّة‬ ‫أو الثقة بأ ّنها قادرة على اإلنجاز (عدم القدرة على‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً دليل) كما أنّ هناك عدم ثقة‬ ‫تشكيل الحكومة‬ ‫بالمجموعات العسكريّة وخصوصا ً بعد انهيار جمال‬ ‫معروف وقوّ اته «المعتدلة» السريع وانضمام جزء‬ ‫منها إلى «النصرة»‪ .‬قد تكون هذه المبادرة فرصة‬ ‫إلنقاذ الثورة السوريّة وإعادة طابعها السلميّ اإلنسانيّ‬ ‫المطالب بالحرّ يّة والكرامة ونظام دستوريّ وقانونيّ‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ج‪ 3‬المه ّم أن يكون القرار بشأن هذه‬ ‫الخطة سوريّ‬ ‫وطريقة التعاطي وطرح البدائل والمناقشات مع فريق‬ ‫األمم الم ّتحدة هدفه حماية الثورة وليس فريق سياسيّ‬ ‫أو أجندة خارجيّة‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬النظام ليس له مصلحة بوجود قوّ ة فاعلة وطنيّة‬ ‫اجتماعيّة قوّ يّة في بقعة من سورية‪ ،‬وهو سيحارب هذا‬ ‫اال ّتفاق إذا كانت إحدى نتائجه وجود مثل هذه القوّ ة‪.‬‬ ‫النظام مسخ وهو يعمل على إنتاج قوّ ة مثله‪.‬‬ ‫األستاذ مصطفى اجلرف‪:‬‬ ‫ج‪ 1‬أعتقد أنّ مبادرة «دي ميستورا» على الرغم‬ ‫من االنتقادات الشديدة التي توجّ ه إليها وخصوصا ً من‬ ‫قِبل المعارضة والفصائل المقاتلة ومعظم الناشطين‪،‬‬ ‫ُتؤخذ بجديّة شديدة‪ ،‬ألنّ الوضع الكارثيّ في مدينة‬ ‫حلب تحديداً‪ ،‬والتراجع العسكريّ فيها وعدم تحقيق‬ ‫أيّة انجازات عسكريّة منذ فترة طويلة‪ ،‬ك ّل هذا يجعل‬ ‫المعنيّين مقتنعين في قرارة أنفسهم بالحاجة الماسّة إلى‬ ‫فرصة اللتقاط األنفاس كالتي تو ّفرها مبادرة «دي‬ ‫ميستورا»‪.‬‬ ‫أمّا فرصة تطبيقها بالفعل فأنا أرى أ ّنها قائمة‪ ،‬بل‬ ‫أرى أنّ الوضع الحاليّ في حلب على مدى األيّام القليلة‬ ‫ّ‬ ‫الخطة من حيث تجميد‬ ‫الماضية هو تطبيق فعليّ لهذه‬ ‫القتال‪ ،‬يبقى فتح الممرّ ات وإدخال المساعدات والعمل‬ ‫على إعادة المؤسّسات الخدميّة!‬ ‫ج‪ 2‬ال أعتقد أنّ هناك ّ‬ ‫خطة جديّة دوليّة‪ ،‬ال اآلن‪،‬‬ ‫وال في المستقبل إلقامة مناطق عازلة أو آمنة‪ ،‬ربّما‬ ‫على الشريط الحدوديّ التركيّ وبعد موافقة موسكو‬ ‫وإيران‪ ،‬وهذا لن يغيّر أيّ شيء في المعادلة الراهنة‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬باتت طريقة المجتمع الدوليّ في التعامل مع‬ ‫الكارثة السوريّة واضحة وثابتة‪ ،‬لن ينتج أيّ شيء‬ ‫من التوجّ ه للجمعيّة العامّة لألمم الم ّتحدة (وقد سبق أن‬ ‫جُرّ بت فعالً منذ سنة أو أكثر)‪ ،‬يبدو أنّ هناك تحرّ كات‬ ‫سياسيّة ودبلوماسيّة محمومة بين الدول المعنيّة لرسم‬ ‫خطوط لما يشبه الحلّ‪ .‬وأعتقد أ ّنه علينا أن ننتظر‬ ‫ونرى وال نستبق األمور‪ ،‬ريثما ي ّتضح فحوى هذه‬ ‫التحرّ كات‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬نعم بالتأكيد‪ ،‬هناك أطراف عديدة يمكنها أن‬ ‫تنقض تجميد القتال (وليس الهدنة بحسب تأكيد «دي‬ ‫ميستورا» نفسه) وأوّ لها النظام نفسه إذا أحسّ أنّ خطوط‬ ‫الح ّل التي ُترسم حال ّيا ً يمكن أن تكون لغير صالحه‪ ،‬أو‬ ‫أنّ التنازالت المطلوبة كبيرة وفوق احتماله‪ ،‬كما أ ّنها‬ ‫س ُتنقض بالتأكيد من قبل بعض الفصائل المتطرّ فة مثل‬ ‫جبهة النصرة‪ ،‬التي أعتقد أ ّنها لن توافق أبداً على هذه‬ ‫ّ‬ ‫الخطة من حيث المبدأ‪ ،‬وأخيراً يمكن أن ُتنقض من قبل‬ ‫الفصائل المرتبطة بالثورة إذا أحسّت بدورها أنّ الح ّل‬ ‫المرسوم لن يق ّدم أيّ تغيير حقيقي للنظام‪.‬‬

‫األستاذ ب ّسام األمحد‪:‬‬ ‫ج‪ 1‬كل‬ ‫ج‪ 2‬المنطقة العازلة من الممّكن أن تكون جزءاً من‬ ‫الح ّل وليس الكلّ‪ ،‬ال أعتقد أنّ المعارضة قادرة على‬ ‫ضمان ك ّل االتفاقيّات‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬من الممكن ذلك‪ ،‬أو قرار دوليّ تحت الفصل‬ ‫السابع وإرسال مبعوثين ومراقبين لوقف إطالق النار‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬أظنّ النظام سيحاول ذلك جاهداً‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫التنظيمات الجهاديّة مثل النصرة‪.‬‬ ‫حكمت فيصل‪ ،‬من ّسق لع ّدة من ّظمات مدنيّة – يف الداخل‬ ‫ج‪ 1‬األوضاع الحاليّة في سوريّة مع ّقدة لدرجة ال‬ ‫يمكن لح ّل سياسيّ أن يكون واضحا ً أو متكامالً يمكن‬ ‫أن يظهر في المدى المنظور‪ ،‬فالوضع يبدو واضحا ً‬ ‫من ع ّدة جوانب غير قابل للحلّ‪ ،‬أو على األقلّ‪ ،‬جمع‬ ‫فرقاء سياسيّين على الساحة السوريّة في ظ ّل تنامي‬ ‫قوى عسكريّة‪ ،‬ت ّم تصنيف بعضها على لوائح اإلرهاب‬ ‫وأخرى أصبحت تنظيمات عسكريّة شبه خارجة على‬ ‫القانون‪ ،‬وبالمحصّلة ال ح ّل سياسيّ يمكن تطبيقه على‬ ‫األرض دون موافقة األطراف العسكريّة بشكل شبه‬ ‫كامل على األقلّ‪ ،‬وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه‬ ‫حول ق��درة ال��دول والجهات الخارجيّة التي تدعم‬ ‫التشكيالت العسكريّة في التأثير عليها للقبول بالمبادرة‬ ‫السياسيّة‪ ،‬فشذوذ تشكيالت عسكريّة عن المبادرة‬ ‫ّ‬ ‫مؤثرة‬ ‫السياسيّة يعني الدخول في ثغرات قد تكون‬ ‫بشكل كبير على سير العمليّة السياسيّة‪ ،‬هذا كلّه إضافة‬ ‫لوجود ع ّدة جهات سياسيّة تبحث ع ّدة مبادرات‪ ،‬وهي‬ ‫جهات فاعلة سياس ّيا ً كبرهان غليون وتياره السياسيّ ‪،‬‬ ‫أو ميشيل كيلو واالئتالف‪ ،‬وع ّدة تشكيالت أخرى لها‬ ‫منظور سياسيّ يختلف عن التشكيالت األخرى‪ ،‬ممّا‬ ‫يجعل المبادرة على األق ّل في المعارضة السوريّة‬ ‫غير كاملة المعالم‪ ،‬وغير قادرة على إرضاء جميع‬ ‫األطراف في ظ ّل مناورات سياسيّة يقوم بها النظام‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬المعارضة السوريّة لم تبن ر ّداً واضحا ً‬ ‫وصريحا ً على المبادرة التي ق ّدمها «دي ميستورا»‬ ‫فالغالبيّة العامّة من المعارضة في الداخل وجدتها كنوع‬ ‫من إعطاء فرصة للنظام (ألخذ نفس) وخصوصا ً في‬ ‫المنطقة الشماليّة التي يسعى الستعادة أجزاء فيها من‬ ‫محافظة حلب وإدلب‪ ،‬مهما كلّف ذلك‪ ،‬وفي الوقت ذاته‬ ‫نجد المعارضة السياسيّة في الخارج تجد من المبادرة‬ ‫حلاّ ً جزئ ّيا ً قد ينتج عنه تهدئة األوضاع في سوريّة‪،‬‬ ‫بينما يجد طرف آخر من المعارضة ذلك فرصة إلبراز‬ ‫عدم جديّة النظام واالنتقال لتحقيق مطلب قديم في‬ ‫إقامة منطقة عازلة تمت ّد ح ّتى ‪ 40‬كم في عمق المنطقة‬ ‫الشماليّة مع سوريّة‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬التوجّ ه للجمعيّة العامّة لألمم الم ّتحدة غير فعّال‬ ‫في الوقت الحاليّ ‪ ،‬فت ّم التوجّ ه قبل ذلك لمجلس األمن‬ ‫الذي بدا عاجزاً عن تحقيق أيّ شيء تجاه األزمة‬ ‫السوريّة‪ ،‬والشعب السوريّ «الكلّ» في الداخل فقدَ‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تتح ّكم بها الدول العظمى‪،‬‬ ‫األمل من‬ ‫والتي تتناحر بما يخصّ وجود النظام ولم تجد رأ ّيا ً‬ ‫سياسيّا قادراً على إبعاد شبح الحرب عن السوريّين بعد‬ ‫مرور أربع سنوات‪ ،‬وك ّل الحلول السياسيّة غير فاعلة‬ ‫في ظ ّل تش ّتت عسكريّ واضح للمعارضة السوريّة‪،‬‬ ‫الح ّل يبدأ من توحيد الفصائل العسكريّة وإيجاد مخرج‬ ‫وح ّل للمجموعات المسلّحة المتش ّددة في سوريّة‪ ،‬والتي‬ ‫تبدو العائق الوحيد بالنسبة للح ّل السياسيّ في الوقت‬ ‫الحاليّ ‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬بالتأكيد فالتشكيالت العسكريّة المتش ّددة ستكون‬ ‫أولى الفصائل التي لن توافق على التنفيذ مهما كلّف‬ ‫األمر‪ ،‬فالهدنة تعني القضاء على حلم هذه التشكيالت‬ ‫كتنظيم «داعش»‪ ،‬الذي يسعى لتطبيق مبادئه والتي‬ ‫ّ‬ ‫تتلخص بإقامة الخالفة في أرض الشام‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬باسل العبداهلل‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫ملف العدد‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫‪5‬‬

‫حــوار مــع الدكتور راتـب شـــعبو‬

‫(الجزء الخامس واألخير من الحوار الذي أجراه‬ ‫المعارض الصحفيّ غسّان المفلح مع المعارض الكاتب‬ ‫والمترجم والطبيب راتب شعبو)‬ ‫السؤال الخامس‪ :‬كيف تقرأ دور إيران وأدواتها من‬ ‫ّ‬ ‫يتدخل لحماية‬ ‫جهة؟ ولماذا برأيك المجتمع الدوليّ لم‬ ‫المدنيّين من جهة أخرى؟ لماذا ترك المجتمع الدوليّ‬ ‫إيران تشارك مع األسد في قتل السوريّين دون ّ‬ ‫تدخل؟‬

‫الجواب الخامس‪ :‬إيران تريد أن تنتزع دوراً إقليم ّيا ً‬ ‫رئيس ّيا ً وهذا هو الموجه العام لسياستها‪ ،‬بدءاً بالملف‬ ‫ّ‬ ‫وغزة وسوريّة‪ ،‬الغالف‬ ‫النوويّ وصوالً إلى لبنان‬ ‫الشيعيّ ال يعدو كونه غالفا ً لسياسة دولة ذات وزن‬ ‫مهم في المنطقة‪.‬‬ ‫أنا مقتنع بصحّ ة الرأي المتكرّ ر بأنّ المجتمع الدوليّ‬ ‫(أمريكا أساساً) لم يتدخل بشكل حاسم في سوريّة لكي‬ ‫يستنزف روسيا وإي��ران وأدواتها من جهة‪ ،‬ولكي‬ ‫يدمّر المجتمع السوريّ من جهة أخرى‪ ،‬أمريكا عملت‬ ‫ما يُبقي الصراع مشتعالً ومضبوطا ً ضمن الحدود‬ ‫السوريّة‪ ،‬وهذا يفسّر لماذا تركت أمريكا إيران وحزب‬ ‫هللا وروسيا يتدخلون‪ ،‬ولكن دون أن ينتصروا‪ ،‬ودعمت‬ ‫المعارضة بحيث تبقى أيضاً‪ ،‬ولكن دون أن تنتصر‪.‬‬ ‫السؤال السادس‪ :‬بغضّ النظر عن ممارسات‬ ‫المعارضة كلّها‪ ،‬أين كان خطاب المعارضة طائف ّياً؟‬ ‫أو إسالم ّيا ً ح ّتى بعد مرور أكثر من سنة ونيّف على‬ ‫الثورة؟ ال أتح ّدث عن أف��راد أتح ّدث عن تيّارات‬ ‫وتجمّعات المعارضة هيئة تنسيق مجلس وطنيّ‬ ‫وائتالف؟‬ ‫الجواب السادس‪ :‬الصبغة اإلسالميّة كانت حاضرة‬ ‫منذ البداية وكانت تزداد وضوحا ً خالل الفترة التي‬ ‫تشير إليها في السؤال‪ ،‬صفحة الثورة السوريّة ض ّد‬ ‫بشار األسد كانت ذات رائحة إسالميّة واضحة وكانت‬ ‫الصفحة األكثر شعبيّة‪ ،‬والصفحة التي تح ّدد أسماء‬ ‫الجُمع التي تحمل إيحاءات طائفيّة مثل جمعة الشيخ‬ ‫صالح العلي (أش��راف العلويّين) في ‪ 17‬حزيران‬ ‫‪ ،2011‬وجمعة (أحفاد خالد) في ‪ 22‬تمّوز ‪،2011‬‬ ‫وجمعة (هللا أكبر) في ‪ 4‬تشرين الثاني ‪ ،2011‬ث ّم‬ ‫جمعة (إن تنصروا هللا ينصركم) في ‪ 6‬كانون الثاني‬ ‫‪.2012‬‬ ‫التيارات والتجمّعات المعارضة كان يتح ّدث باسمها‬ ‫أفراد‪ ،‬وقد كانوا في الغالب ضعيفين في أدائهم إلى‬ ‫ح ّد مخجل أحياناً‪ ،‬هدروا مصداقيتهم بسرعة فائقة‬ ‫ح ّتى استووا مع النظام على مستوى واحد من الكذب‪،‬‬ ‫فساعدوا النظام بذلك على تمرير سياسة تشويه الحراك‬ ‫وزرع الشكوك في ك ّل شيء‪.‬‬ ‫السؤال السابع‪ :‬كيف ترى دخول القاعدة إلى‬ ‫سوريّة وداع��ش‪ ،‬خاصّة وأ ّنه اآلن صدر قرار من‬ ‫ّ‬ ‫بالتدخل ض ّد داعش وجبهة‬ ‫مجلس األمن ‪ 2170‬ينذر‬ ‫النصرة؟ لماذا دخلت بقوّ ة وتم ّددت عسكر ّيا ً بسرعة‬ ‫البرق؟ ولماذا لم تهاجم داعش ح ّتى اللحظة قوّ ات‬ ‫األسد؟‬ ‫الجواب السابع‪ :‬بعد أق ّل من سنة على انطالق‬ ‫الثورة تو ّفر للتنظيمات القاعديّة شروط موضوعيّة‬ ‫مثاليّة في سوريّة‪ ،‬الشرط األوّ ل‪ :‬هو تطابق خطوط‬ ‫االنقسام الطائفيّ مع خطوط االنقسام السياسيّ ‪ ،‬حيث‬ ‫ظهر على السطح أنّ إيران (الشيعيّة) تناصر النظام‬ ‫(العلويّ ) فيما تقف األنظمة اإلقليميّة (الس ّنيّة) (قطر‪،‬‬ ‫السعوديّة‪ ،‬تركيا) مع الثورة التي كان متنها األساسيّ‬ ‫(سنيّ )‪ ،‬الشرط الثاني‪ :‬هو الموقف الدوليّ المتساهل‬ ‫ورّ بما الداعم لهذا التدخل‪ ،‬الشرط الثالث‪ :‬هو ش ّدة القمع‬ ‫واإلجرام الذي مارسه النظام وجعل جمهور الثورة في‬ ‫حالة قنوط تجعله يقبل بالشيطان ض ّد هذا النظام‪ ،‬في‬ ‫هذه الشروط دخلت القاعدة واضطرب موقف المجلس‬ ‫الوطنيّ ‪ ،‬ث ّم االئتالف في تقييم دخولها وتحديد الموقف‬ ‫منه‪.‬‬ ‫القوّ ة العسكريّة لهذه التنظيمات وسرعة انتشارها‬ ‫توحي بتواطؤ دول وأجهزة استخبارات قويّة‪ .‬ال يمكن‬ ‫ألحد أن يستوعب هذا التحوّ ل المتسارع ما لم يضع في‬ ‫الحسبان وجود دعم خفيّ تقدمه دول كبرى‪ .‬والهدف‬ ‫من هذا الدعم هو بشكل عام تسخين المنطقة بحيث‬ ‫تصبح أكثر قابليّة إلعادة الصياغة وفق مصالح هذه‬ ‫ال��دول الكبرى‪ ،‬تماما ً كما يُحمّى الحديد كي يسهل‬ ‫طرقه‪.‬‬ ‫أمّا لماذا لم تهاجم داعش قوات األسد ولم تهاجم هذه‬ ‫داعش‪ ،‬فهذا برأيي جزء من تفاهمات ضمنيّة أو فعليّة‬ ‫يح ّقق فيها ك ّل طرف مصلحته‪ ،‬مصلحة التنظيمات‬ ‫القاعديّة في مثل هذا االتفاق هي أن تتمدد وتكتسب‬ ‫المزيد من الجغرافيا‪ ،‬ومصلحة النظام هي أن تسود‬ ‫الراية السوداء على الحراك السوريّ فيشوّ ه الحراك‬ ‫ّ‬ ‫الحق بالباطل ويُبعد الجمهور السوريّ _ بما‬ ‫ويخلط‬ ‫في ذلك الجمهور الس ّني _ عن الحراك ويحرج الجهات‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫الداعمة له‪ ،‬كما يريد النظام من ذلك أن يبدو في موقع‬ ‫المهدد باإلرهاب فيصبح شريكا ً في مكافحة اإلرهاب‬ ‫(كما قال الجعفري في سياق تب ّني القرار ‪،)2170‬‬ ‫وليس في موقع النظام الديكتاتوريّ الذي يقمع ثورة‬ ‫تحرّ ر‪.‬‬

‫السؤال الثامن‪ :‬أعود للتيار الذي يُسمّي نفسه‬ ‫بالعلمانيّ ‪ ،‬بالعموم كان نموذجا ً كارها ً ليس للدين بل‬ ‫لإلسالم الس ّنيّ تحديداً‪ ،‬الحظ معظم الكتابات تتناول‬ ‫الس ّنة‪ ،‬تمنيت فعالً أن يكون قدوة ويتح ّدث عن طائفته‬ ‫ودينه وموقفه ال أريد من النظام‪ ،‬بل على األق ّل أن‬ ‫يأخذ موقفا ً حقيق ّيا ً من الظلم والقتل الذي وقع على هذه‬ ‫األكثريّة الموضوعيّة‪ ،‬التي ال يوجد لها ال قيادة دينيّة‬ ‫وال قيادة سياسيّة موحّ دة‪ ،‬أل ّنها ليست طائفة بالمعنى‬ ‫التقليديّ للكلمة‪ ،‬وأل ّنه ال يوجد لدى الس ّنة كهنوت دينيّ‬ ‫كما في المسيحيّة والشيعة والدروز‪ ،‬حيث أكبر شيخ‬ ‫أو عالم دين «س ّنيّ » تجد من يشتمه أكثر ممّن يحترمه‬ ‫من الس ّنة‪ ،‬وأكثر رمز سياسيّ «س ّنيّ » بين قوسين‬ ‫يتعرّ ض للنقد والتشهير من «الس ّنة» في سوريّة‬ ‫طبعا ً أكثر‪ ،‬ممّا يتعرّ ض له من مكوّ نات أخرى‪ .‬لماذا‬ ‫اإلصرار على التعامل مع هذه األكثريّة الموضوعيّة‬ ‫عدداً على أ ّنها طائفة وهي َمن قادت تخويف األقلّيّات‪،‬‬ ‫رغم أنّ الس ّنة ح ّتى اللحظة انقسموا عمود ّيا ً منهم كتلة‬ ‫مهمّة مع األسد؟ بينما العكس غير صحيح‪ ،‬ال أفهم في‬ ‫الواقع برأيك هل يمكن فصل هذه العلمانيّة عن موقفها‬ ‫من المسألة الطائفيّة؟‬ ‫الجواب الثامن‪ :‬هناك أمر يحتاج إلى توضيح في‬ ‫هذا الخصوص‪ ،‬اإلسالم الس ّنيّ هو المذهب الوحيد في‬ ‫سوريّة الذي تنبثق منه حركات سياسيّة تسعى أن تستم ّد‬ ‫شرعيتها وأحقيّتها من مذهبيّتها‪ ،‬ك ّل َمن هو خارج‬ ‫اإلسالم الس ّنيّ في نظرها هو آخر (كافر أو ذمي)‪،‬‬ ‫ليس فقط مذهب ّيا ً ودينيا ًّ بل وسياس ّيا ً أيضاً‪ ،‬وقد كان‬ ‫اإلسالم الس ّنيّ مصدر حركات سياسيّة (عنيفة غالباً)‬ ‫وعابرة لألوطان‪ ،‬حركات تختفي الحدود السياسيّة من‬ ‫مجالها البصريّ لتح ّل محلها حدود اجتماعيّة مذهبيّة‬ ‫تقسم الناس على أسس دينيّة‪ ،‬هذه ظاهرة تفجّ ر فكرة‬ ‫الدولة الحديثة وال تحمل في طياتها أيّ مشروع إنسانيّ ‪،‬‬ ‫لذلك ش ّكلت هذه الحركات في تاريخنا المعاصر عبئا ً‬ ‫أخالق ّيا ً على أهل الس ّنة وولّدت «إحباطا ً سن ّياً»‪ ،‬من‬ ‫المحبط للجمهور الس ّنيّ العريض أن ي ّدعي تمثيله على‬ ‫الساحة السياسيّة أمثال «بن الدن‪ ،‬والزرقاويّ ‪ ،‬وشاكر‬ ‫العبسيّ ‪ ،‬وأحمد األسير»‪ ،‬وأمراء الجماعات القاعديّة‬ ‫الجُدد بأسمائهم الغريبة عن العصر وأفكارهم المتخلّفة‬ ‫وأفعالهم الوحشيّة‪ ،‬وهم يتحدثون على أ ّنهم ممثلو‬ ‫اإلسالم الس ّنيّ ‪.‬‬ ‫ال شيء من هذا لدى المذاهب أو األديان األخرى‪،‬‬ ‫ربّما بسبب أقليّتها العدديّة‪ ،‬وربّما بسبب باطنيتها‬ ‫المذهبيّة‪ ،‬لكن ليس هذا هو المهم‪ ،‬المهم هو أنّ هذه‬ ‫المذاهب أو األديان ال تقتحم السياسة «بهدي» من‬ ‫مذاهبها أو أديانها (ح ّتى اآلن على األقل)‪ ،‬وال تنظر‬ ‫إلى المذاهب األخرى على أ ّنها (آخر) سياس ّياً‪ ،‬من‬ ‫هنا يمكننا فهم أنّ «معظم كتابات العلمانيّين تتناول‬ ‫الس ّنة»‪ ،‬هذا ليس كرها ً باإلسالم الس ّنيّ ‪ ،‬يمكن أن يكون‬ ‫هناك «علمانيّون» يكرهون اإلسالم الس ّنيّ ‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يكون هؤالء العلمانيّون من المذهب الس ّنيّ عينه في‬ ‫سجلاّ ت النفوس‪ ،‬لكن هذا ال ينبغي أن ينصرف إلى‬ ‫القول إنّ العلمانيّة معادية أو كارهة لإلسالم الس ّنيّ ‪.‬‬ ‫أتكلم عن العلمانيّة كما أفهمها‪ ،‬ليس بمعنى العداء‬ ‫للدين كما فهمت في االتحاد السوفياتيّ سابقاً‪ ،‬بل‬ ‫بمعنى إعالء الرابطة الوطنيّة سياس ّيا ً فوق الروابط‬ ‫المذهبيّة والدينيّة‪ ،‬وهذا هو بالضبط ما فعله الرسول‬ ‫محمّد وكان في أساس ثورته‪ ،‬حين رفع االنتماء إلى‬ ‫اإلسالم فوق االنتماءات القبليّة العديدة دون أن يعادي‬ ‫هذه االنتماءات أو يدخل في صدام معها‪.‬‬ ‫ولكن هناك «علمانيّون» يستخدمون فكرة العلمانيّة‬ ‫كما يستخدمون التدين ويستخدمون النزعة القوميّة‬ ‫والوطنيّة وفكرة المقاومة فقط للدفاع عن استمراريّة‬ ‫النظام السوريّ ‪ ،‬الدفاع عن مصدر نهبهم وامتيازاتهم‬ ‫هو المحرّ ك األساسيّ ألفكارهم‪ ،‬هؤالء جاهزون ألن‬ ‫يكونوا شديدي العلمانيّة وشديدي الطائفيّة في الوقت‬ ‫نفسه‪ ،‬هؤالء ليسوا كارهين للس ّنة فقط‪ ،‬إ ّنهم كارهون‬ ‫لك ّل ما يعيق تدفق امتيازاتهم ونهبهم‪ ،‬هذا النمط من‬ ‫«العلمانيّين» ال يصعب تمييزهم‪.‬‬ ‫السؤال التاسع‪ :‬سوريّة إلى أين؟ وفقا ً لواقع اللحظة‬ ‫المتحرّ كة اآلن‪.‬‬ ‫الجواب التاسع‪ :‬ال أحد يمكنه أن يح ّدد إلى أين‬ ‫تتجه سوريّة بالضبط‪ ،‬غير أ ّني أقول‪ :‬إنّ حكم آل األسد‬ ‫انتهى‪ ،‬كما انتهى حكم صدام حسين بعد حرب الخليج‬ ‫الثانية واالنتفاضة «الشعبانيّة» في الجنوب وانتفاضة‬ ‫األكراد في الشمال‪ ،‬إذا خرجت سوريّة موحدة من‬ ‫هذا الصراع‪ ،‬فإنّ زمن الحكم العائليّ فيها يكون قد‬ ‫ولّى إلى غير رجعة‪ ،‬وهذا إنجاز تح ّقق للتوّ جرّ اء‬

‫ثورة السوريّين ورغم أنف المستبدين «العلمانيّين»‬ ‫والدينيّين الجُدد‪.‬‬ ‫السؤال العاشر‪ :‬ما الذي على المعارضة فعله اآلن‬ ‫برأيك؟‬

‫ال��ج��واب ال��ع��اش��ر‪ :‬االخ��ت�لاالت التي اعترت‬ ‫المعارضة السوريّة على مدى زمن الثورة هي ثالثة‬ ‫رئيسة‪:‬‬ ‫‪ .1‬التشرذم‪ ،‬كان لوحدة المعارضة السوريّة أن‬ ‫تزعزع أركان النظام وتخلخل المرتكزات السياسيّة‬ ‫لداعميه الخارجيين‪ ،‬بصرف النظر عن السياسة التي‬ ‫تتبناها المعارضة الموحدة‪ ،‬أكان خط المجلس الوطنيّ‬ ‫أو خط هيئة التنسيق‪.‬‬ ‫‪ .2‬التبعيّة‪ ،‬الخضوع لسياسات ولغة الداعمين‬ ‫من الدول الخليجيّة وغيرها‪.‬‬ ‫‪ .3‬عدم وضوح الموقف من الجماعات الدينيّة‪،‬‬ ‫راهنت المعارضة السوريّة التي كانت غايتها التحرّ ر‬ ‫من االستبداد وبناء دولة مدنيّة ديموقراطيّة حديثة‪،‬‬ ‫على االستفادة من قوة التيار الدينيّ في إسقاط نظام‬ ‫األسد‪ ،‬ممّا جعل المعارضة متر ّددة ومائعة في تحديد‬ ‫موقف من الجماعات الدينيّة‪ ،‬وهذا ما أرهق المعارضة‬ ‫سياس ّيا ً وحمّلها جزءاً من مسؤوليّة تم ّدد هذه الجماعات‬ ‫وحمّلها أيضا ً مسؤوليّة ما تقدم عليه من أعمال شنيعة‬ ‫شوهت وجه الثورة‪.‬‬ ‫بعد أن جرى ماء كثير من تحت الجسر‪ ،‬وترتبت‬ ‫على تلك االختالالت نتائج مدمّرة‪ ،‬ال أعتقد أنّ هناك‬ ‫جدوى من أيّ نصح للمعارضة‪ ،‬يبدو لي اليوم أنّ مفتاح‬ ‫الموضوع السوريّ بات في يد الخارج‪ ،‬ما ينبغي على‬ ‫المعارضة السوريّة أن تفعله هو أن تتوحد على خط‬ ‫عام وتبني وزنها على أرضيّة من الثقة والمصداقيّة‬ ‫دون أن تغريها الطاقة الكامنة في أيّ مشاعر تعصبيّة‬ ‫من أيّ نوع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لمست خلطا ً لديكم‬ ‫تعليق أخير‪ :‬دكتور رات��ب‬ ‫بين أن يكون النظام علويّ وبين كونه نظاما ً طائف ّياً‪،‬‬ ‫وكان الصديق «ياسين الحاج صالح» قد بحث في‬ ‫هذا التمييز بشكل معمّق‪ ،‬بالتالي جزء ال بأس به من‬ ‫إجاباتك جاءت‪ ،‬وكأ ّنني أتحدث عن النظام بوصفه‬ ‫نظاما ً علو ّياً‪ .‬وه��ذا غير صحيح‪ ،‬هذه نقطة أولى‬ ‫والنقطة األخرى القول‪ :‬بعدم التعامل مع المكوّ نات‬ ‫المجتمعيّة بوصفها كتل جوهرانيّة قارّ ة‪ ،‬قول صحيح‬ ‫نظر ّيا ً وايديولوج ّياً‪ ،‬لك ّنها في لحظة الصراع السياسيّ‬ ‫كثيراً ما تكون كذلك‪ ،‬أل ّنها في خض ّم الصراع السياسيّ‬ ‫تصطف‪ ،‬وأنت قد لمّحت لهذا األمر‪ ،‬باعتقادي هذا‬ ‫االصطفاف لم يكن وليد خوف من الس ّنة‪ ،‬ولم يكن‬ ‫خوفا ً من المستقبل وإن وجد‪ ،‬لك ّنه عامل ثانويّ ‪ ،‬أظنّ‬ ‫ْ‬ ‫انبنت على التمييز الطائفيّ ‪ ،‬ألم يكن‬ ‫الموضوع مصلحة‬ ‫األسد ربّ عمل للطائفة؟ ما يص ّح ألبناء الطائفة من‬ ‫وظائف مهما كانت صغيرة التأثير وضعيفة الدخل‪،‬‬ ‫لك ّنها ال تص ّح ألبناء المكوّ نات األخرى‪ ،‬هذا ما قصدته‬ ‫عندما قلت ربّ عمل‪ ،‬أشرت إلى أنّ السرّ انيّة هي التي‬ ‫تمنع قيام تنظيمات سياسيّة طائفيّة لدى الطائفة العلويّة‪،‬‬ ‫هذه النقطة عادة ما يت ّم تجاهلها وتجاهل تأثيراتها‬ ‫على مجريات الحدث السوريّ ‪ ،‬لدى ك ّل الطوائف‬ ‫تمثيل دينيّ وربّما تحت هذا الغطاء يكون سياسيّ ‪ ،‬إال‬ ‫الطائفة العلويّة‪ ،‬مثال‪ :‬مكتب «اآلغا خان» في سلمية‪،‬‬ ‫ومشايخ العقل في الطائفة الدرزيّة‪ ،‬معروفين وعلنيّين‪،‬‬ ‫إال الطائفة العلويّة ليس لديها أي ترتيب مؤسّساتي من‬ ‫هذا القبيل‪ ،‬أظنّ السرّ انيّة لماذا توضّعت كذلك لدى‬ ‫ّ‬ ‫الممثل في ك ّل شيء؟‬ ‫الطائفة‪ ،‬لو لم يصبح آل األسد هم‬ ‫ً‬ ‫أليست تلك الطوائف شرانيّة أيضا‪ ،‬ث ّم قبل األسد ألم‬ ‫يكن هنالك حضور لفعاليات دينيّة وسياسيّة تلعب دوراً‬ ‫تمثيل ّيا ً إلى ح ّد ما «آل األحمد‪ ،‬آل العباس‪ ،‬آل كنج‪،‬‬ ‫مشايخ مستقلون ‪..‬الخ»؟ في النهاية القول إنّ الس ّنة‬ ‫ال يصدر عنهم سوى تنظيمات ذات مسوح إسالمويّ‬ ‫من ّفر لألقليات‪ ،‬قول رغم ما فيه من صحة‪ ،‬فيه من‬ ‫مغالطة تحجب حقيقة أنّ الس ّنة لديهم امتناع عن أن‬ ‫يكونوا طائفة‪ ،‬لهذا ك ّل تلك المحاوالت ال تصمد أمام‬ ‫قيام أحزاب وطنيّة عمادها األكثرية الموضوعيّة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما كانت عليه الحال ح ّتى مجيء البعث‪ ،‬في النهاية‬ ‫أردت أحيانا ً أن أقوم بدور الشيطان‪ ،‬وأحيانا ً أقوم بدور‬ ‫المحاور الفعليّ ‪ ،‬لك ّني متيقن تماما ً أ ّننا نمشي في نفس‬ ‫الطريق‪ ،‬نحو سوريّة لك ّل مواطنيها وحريّتهم‪ .‬أشكرك‬ ‫صديقي‪.‬‬ ‫تعليق على التعليق األخير‪ :‬شخص ّيا ً لم أتمكن من‬ ‫إدراك هذا الفارق النظريّ الذي تشير إليه بين أن يكون‬ ‫النظام السوريّ طائف ّيا ً وأن يكون علو ّياً‪ ،‬النظام الطائفيّ‬ ‫في لبنان هو نظام طوائفيّ إن ص ّح القول‪ ،‬يعني تقاسم‬ ‫طائفيّ للسلطة بحيث يصعب القول إ ّنه نظام ماروني‬ ‫مثالً أو س ّني أو شيعي‪..‬الخ‪ .‬أمّا في سوريّة فليس‬ ‫الوضع على هذه الشاكلة‪ ،‬كيف ال تريدني أن أفهم أ ّنك‬ ‫ال تقصد أنّ النظام السوريّ هو نظام علويّ ‪ ،‬وأنت‬

‫ترى أنّ العلويّين يدافعون عن مصلحتهم في «التمييز‬ ‫الطائفيّ »‪ ،‬وأنّ ما يصح لهم «من وظائف مهما كانت‬ ‫صغيرة التأثير وضعيفة الدخل لك ّنها ال تص ّح ألبناء‬ ‫المكوّ نات األخرى»‪ ،‬وأنّ األسد هو بالنسبة لهم ربّ‬ ‫دينيّ وسياسيّ وربّ عمل؟ أال ينتهي كالمك إلى‬ ‫القول‪ :‬إنّ هذا النظام «نظامهم»‪ ،‬وإ ّنهم يدافعون عنه‬ ‫للحفاظ على مكاسبهم وامتيازاتهم؟ سبق لي أن ناقشت‬ ‫الصديق «ياسين» في مقال («في موضوع الطائفيّة‬ ‫في سوريّة»‪ ،‬ملحق النهار‪ )2012/3/17 ،‬بشأن هذه‬ ‫الفكرة ولم يكن عرضه وال دفاعه مقنعا ً لي على األقل‪.‬‬ ‫هناك نقطة عمياء في فهم كثير من المث ّقفين‬ ‫االختزاليّين أو «النيرانيين» لعالقة النظام السوريّ‬ ‫ّ‬ ‫حقق حافظ األسد في بلوغه منصب‬ ‫بالعلويّين‪ ،‬ربّما‬ ‫ً‬ ‫رئيس الجمهوريّة نوعا من االعتبار للعلويّين الذين‬ ‫عانوا طويالً من ع��دم االع��ت��راف وقلّة االعتبار‪،‬‬ ‫وصحيح أنّ األسد األب استند إلى العنصر العلويّ‬ ‫أكثر في المجال األمنيّ والعسكريّ وأنّ الكثير من‬ ‫الضباط العلويّين كسبوا أمواالً طائلة بفعل الفساد الذي‬ ‫أتاحته لهم مناصبهم األمنيّة‪ ،‬لكنّ غالبيّة العناصر في‬ ‫الجيش واألمن ممّن ال يُتاح لهم الكسب بالفساد يعيشون‬ ‫من رواتب بائسة‪ ،‬وغالبيّة العلويّين لم يستوعبهم ال‬ ‫الجيش وال األجهزة األمنيّة (هذا إذا اعتبرنا العمل في‬ ‫الجيش واألمن امتيازاً‪ ،‬وبالمناسبة كان من الملحوظ‬ ‫لنا ونحن في سجن تدمر العسكريّ أنّ عناصر‬ ‫الحراسة كانوا من ثالثة مصادر رئيسيّة‪ :‬علويّون‪،‬‬ ‫أكراد‪ ،‬بدو‪ ،‬أو ما يسمونهم بالعاميّة «شوايا»‪ ،‬على‬ ‫أنّ الرقباء كانوا علويّين بالكامل حسب ذاكرتي)‪.‬‬ ‫أقصد إنّ األسد لم ينهض بالعلويّين نهوضا ً اقتصاد ّيا ً‬ ‫مميّزاً‪ ،‬وتشير الدراسات االقتصاديّة إلى أنّ األموال‬ ‫العامّة المخصّصة لمحافظة الالذقيّة هي من بين أدنى‬ ‫المخصّصات نسب ّياً‪ ،‬وأنّ نسبة الفقر في الالذقيّة هي‬ ‫من بين النسب العليا في سوريّة‪ ،‬الحقيقة إنّ النظام‬ ‫السوريّ ال يستثمر في تميّز العلويّين بل في خوفهم‪،‬‬ ‫تماما ً على عكس ما تذهب إليه صديقي‪ ،‬وهذا ما يفسّر‬ ‫عمل النظام في تغذية التنظيمات الس ّنيّة المتش ّددة التي‬ ‫ترفع الصوت «بإبادة النصيريّة»‪ .‬في الواقع ليس‬ ‫لدى العلويّين أيّ تميز اقتصاديّ يدافعون عنه‪ ،‬إ ّنهم‬ ‫بتصورهم إ ّنما يدافعون عن بقائهم ويخشون أن يعود‬ ‫بهم الزمن إلى التهميش واالضطهاد‪ ،‬في هذه النقطة‬ ‫بالذات يستثمر نظام األسد‪ ،‬وهذه النقطة هي ما يفسّر‬ ‫لنا التكتل العلويّ وراء النظام رغم أنّ ‪ %44‬منهم يرى‬ ‫أ ّنه بحاجة إلى تغيير‪.‬‬ ‫مع وصول األسد إلى الحكم بدأ في تفخيخ أيّ مركز‬ ‫جامع للعلويّين‪ ،‬لكيال يواجه في لحظة ما «سيستاني»‬ ‫علويّ يضع ح ّداً لنفوذه بين العلويّين‪ ،‬وقد ف ّكك بالفعل‬ ‫ما يمكن أن أسميه التمركز الدينيّ العلويّ ‪ ،‬لكن هذا ال‬ ‫يعني أ ّنه أصبح مركزاً دين ّيا ً لهم‪ ،‬أو «ممثالً لهم في‬ ‫ك ّل شيء»‪ .‬ال يحوز األسد _ والسيما االبن _ في‬ ‫الوسط العلويّ على اعتبار يجعله رمزاً‪ ،‬والالفت أنّ‬ ‫أكثر الناس نفوذاً وعلوّ اً على القانون‪ ،‬أقصد «كبار‬ ‫الشبّيحة»‪ ،‬هم أكثر الناس استخفافا ً باألسد‪ ،‬على‬ ‫عكس ما يتصوّ ر المرء‪ ،‬وهم يعلمون جيّداً موقعهم‬ ‫في المعادلة السوريّة ويتعاملون مع األسد على أ ّنه‬ ‫وسيلة‪ ،‬كما هو يتوسّل لهم فإ ّنهم يتوسّلون له‪ ،‬توسّل‬ ‫متبادل فارغ من أيّ أوهام عظمة أو اعتبارات ما فوق‬ ‫سياسيّة‪.‬‬ ‫أخيراً‪ ،‬أنا لم أقل إنّ (الس ّنة ال يصدر عنهم سوى‬ ‫تنظيمات ذات مسوح إسالموي من ّفر لألقليات) أبداً‪،‬‬ ‫وكيف لي أن أقول هذا القول الذي يكذبه الواقع ليل‬ ‫نهار‪ .‬ال يا صديقي‪ ،‬أنا قلت إنّ الس ّنة هم في سوريّة‬ ‫المصدر الوحيد للتنظيمات التي تستم ّد شرعيّتها من‬ ‫مذهبيتها‪ ،‬األمر الذي يضع بقية المذاهب واألديان‬ ‫خارج قوس (االعتبار)‪ ،‬لكنّ الس ّنة هم مادة الشعب‬ ‫السوريّ األساسيّة‪ ،‬ورائحته الوطنيّة وال يستقرّ أو‬ ‫يثمر حال ينظر إلى الس ّنة كطائفة‪ ،‬كما ال تقوم لسوريّة‬ ‫قائمة إذا أدرك الس ّنة أنفسهم على أ ّنهم طائفة‪.‬‬ ‫السؤال األخير‪ :‬أتركه لكلمة أخيرة لك دكتور راتب‬ ‫شعبو؟‬ ‫ّ‬ ‫التعثر واالنتكاس تربة‬ ‫كلمة أخيرة‪ :‬يقول راتب‪:‬‬ ‫خصبة للخالفات الجزئيّة وإطالق األحكام المتسرّ عة‬ ‫واال ّتهامات المتبادلة‪ ،‬هذا ما نحن فيه اليوم‪ ،‬جيّد أن‬ ‫يبحث أحدنا عن سوء تقديراته بدالً من انشغاله في‬ ‫اكتشاف استشرافاته الخاصّة وضالالت اآلخرين‪.‬‬

‫غ ّسان املفلح‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫طلاّ ب سورّيون في بالد اللجوء‬

‫الحرب الدائرة في سورية رمت بظاللها على‬ ‫ك�� ّل الشعب ال��س��وريّ ‪ ،‬فمن في الداخل يتعرّ ض‬ ‫للقتل واالعتقال وانقطاع الماء والكهرباء والمواد‬ ‫الغذائيّة‪ ،‬و َمن تهجّ ر ال يعاني فقط من الغربة‪ ،‬بل‪،‬‬ ‫من قلّة فرص العمل وتد ّني األجور وضياع تعب‬ ‫السنين في سورية‪ ،‬أمّا الطلاّ ب السوريّون وبخاصّة‬ ‫ط�ّل�اّ ب الجامعات‪ ،‬فليسوا بمنأى عن تأثير هذه‬ ‫الحرب فقد تركوا جامعاتهم وأصبحوا يعملون في‬ ‫أعمال ال تتناسب مع تحصيلهم العلميّ ‪ ،‬كالحراسة‬ ‫الليليّة وأعمال البناء والمعامل والفنادق والمطاعم‪،‬‬ ‫أعمال يُضطرّ الطالب السوريّ إليها لتأمين معيشته‬ ‫ومعيشة عائلته؛ ومدينة باتمان التركيّة تحوي العديد‬ ‫من الطلاّ ب السورّ يين الالجئين الذين تركوا جامعاتهم‬ ‫والتجؤوا لتركيا هربا ً من الموت‪.‬‬ ‫يعملون يف أعمال متنوّعة‬ ‫في البيت السوريّ في مدينة «باتمان» التركيّة‬ ‫التقينا بطالب جامعيّ ‪ ،‬وعند سؤالنا له عن وضعه‬ ‫ودراسته أجابنا‪:‬‬ ‫اسمي «ميران إسماعيل» من «قامشلو» كنت‬ ‫طالبا ً في السنة األولى بكلّيّة الهندسة الزراعيّة ‪-‬‬ ‫جامعة الفرات‪ .‬قبل سنة أتيت إلى باتمان‪ ،‬في البداية‬ ‫اشتغلت في العتالة‪ ،‬ث ّم في مكتب لبيع السيراميك‪،‬‬ ‫ث ّم في معمل عصير‪ ،‬لك ّنهم طردوني كوني سوريّ ‪،‬‬ ‫كما اشتغلت في أعمال البناء‪ ،‬واآلن أنا مستخدم في‬

‫البيت ال��س��وريّ ‪ ،‬كنت‬ ‫أعمل في المسرح وأق ّدم‬ ‫ال��ع��روض المسرحيّة‬ ‫ه��ن��ا‪ ،‬وك��ان��ت غايتي‬ ‫من العمل في المسرح‬ ‫تغيير نظرة الشعب هنا‬ ‫عن السوريّين‪ ،‬أمّا فيما‬ ‫يتعلّق بالجامعة فيوجد‬ ‫هنا نحو مائتي طالب‬ ‫جامعيّ ‪ ،‬قبلت الجامعة‬ ‫ال��ب��ع��ض م��ن��ه��م وف��ي‬ ‫اختصاصات مختلفة‪،‬‬ ‫وهنالك الكثير ممّن لم‬ ‫يسجّ لوا ف��ي الجامعة‬ ‫بسبب وضعهم الما ّديّ ‪،‬‬ ‫أنا ت ّم قبولي في كليّة‬ ‫هندسة البترول ‪ -‬جامعة باتمان‪.‬‬ ‫حارس ملبنى يف الليل وطالب يف النهار‬ ‫توجّ هنا إلى جامعة باتمان والتقينا بأحد الطلاّ ب‬ ‫السوريّين الذي عرّ ف عن نفسه وسرد قصّته قائالً‪:‬‬ ‫اسمي «أحمد مراد» من «قامشلو» تولّد ‪،1992‬‬ ‫كنت طالبا ً في السنة األول��ى بكلّيّة الرياضة في‬ ‫جامعة تشرين‪ ،‬ت ّم توقيفي على أحد الحواجز لم ّدة‬ ‫ّ‬ ‫س��ت ساعات بحجّ ة أ ّن��ي مطلوب للجيش‪ ،‬وبعد‬ ‫التحقيقات تبيّن خطأ ذلك‪ ،‬فأطلقوا سراحي مع التهديد‬ ‫باعتقالي ثانية في حال التوقيف على أحد الحواجز‪،‬‬ ‫فاضطرّ رت لمغادرة سورية والمجيء إلى تركيا في‬ ‫أيلول ‪ 2012‬وأقيم اآلن في باتمان‪ .‬عملت حارسا ً‬ ‫ليل ّيا ً في أحد البنايات‪ ،‬ومع إعالن جامعة باتمان عن‬ ‫قبول الطلاّ ب السوريّين تق ّدمت للتسجيل‪ ،‬وت ّم قبولي‬ ‫في معهد السكرتارية‪ ،‬حال ّيا ً أستمرّ في عملي كحارس‬ ‫ليليّ لمبنى‪ ،‬وفي النهار أداوم في المعهد‪ ،‬إ ّنه أمر‬ ‫مرهق بالنسبة لي من ناحية قلّة النوم والراحة‪ ،‬وال‬ ‫أجد م ّتسعا ً من الوقت للدراسة‪ .‬لست وحدي هكذا‪،‬‬ ‫فكثير من أصدقائي كذلك‪ ،‬منهم من يعمل في فندق‬ ‫ليالً ويداوم في النهار‪ ،‬هذه حالنا‪.‬‬ ‫رأي حمايد‬ ‫«إبراهيم سيدا» الجئ من عامودا تولّد ‪،1970‬‬

‫لديه أوالد يدرسون في المدرسة السوريّة كان له رأي‬ ‫في هذا الموضوع‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وضع الطلاّ ب هنا سيّ ء‪ ،‬فالطالب يُصدم عندما‬ ‫يذهب ليسجّ ل في الجامعة‪ ،‬ألنّ الواقع عكس ما يت ّم‬ ‫اإلع�لان عنه‪ ،‬حيث القبول في الجامعة ال يكون‬ ‫استناداً إلى درج��ة عالمات الطالب في سورية‪،‬‬ ‫فهنالك طلاّ ب حصّلوا عالمات مرتفعة في سورية‬ ‫ولم يُقبلوا في كلّيّات‪ ،‬مثالً‪ ،‬ابن أختي كان طالبا ً في‬ ‫السنة األولى هندسة ميكانيك في جامعة حلب‪ ،‬وت ّم‬ ‫قبوله ‪ -‬العام الماضي ‪ -‬هنا في معهد النفط‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى ارتفاع رسوم التسجيل التي لم يستطع تسديدها‪،‬‬ ‫ممّا ش ّكل إحباطا ً لدى الشابّ فهاجر إلى ألمانيا بعد أن‬ ‫كنت أشجّ عه على البقاء وتكملة دراسته‪.‬‬ ‫إجراءات رمسيّة وتسهيل التسجيل‬ ‫وألجل معرفة إجراءات التسجيل وشروطه توجّ هنا‬ ‫إلى الهيئة اإلداريّة في جامعة باتمان‪ ،‬التي حوّ لتنا إلى‬ ‫مكتب اإلعالم في الجامعة والذي – بدوره ‪ -‬طلب‬ ‫م ّنا تسجيل أسئلتنا لتت ّم اإلجابة عليها خالل أيّام قليلة‪،‬‬ ‫وجاء الجواب كالتالي‪:‬‬ ‫بالنسبة لألوراق المطلوبة للتسجيل فهي تحصيل‬ ‫الطالب العلميّ في بلده وكشف العالمات‪ ،‬وماذا كان‬ ‫يأخذ من محاضرات‪ ،‬ويجب أن يكون فرع الطالب‬ ‫المقبول موجود في جامعتنا‪ ،‬وك ّل أوراقه يجب أن‬ ‫يترجمها للتركيّة أو اإلنكليزيّة‪ ،‬كما سيدرس الطالب‬ ‫المقبول اللغة التركيّة لم ّدة عام واحد‪ ،‬وبالنسبة لرسوم‬ ‫التسجيل فيت ّم معاملة الطالب السوريّ كالطالب التركيّ‬ ‫تماما ً بالنسبة للتعليم النظاميّ ‪ ،‬حيث ال رسوم‪ ،‬أمّا في‬ ‫التعليم الموازي فتوجد رسوم والتعامل أيضا ً يكون‬ ‫كتعامل الطالب التركيّ ‪ .‬وهذا األمر جديد‪ ،‬إذ كان‬ ‫التعليم النظاميّ سابقا ً بمقابل‪.‬‬ ‫أماني وأمل بفرج قريب‬ ‫يأمل الطالب ال��س��وريّ بعودة األم��ن والسالم‬ ‫لسورية برحيل األسد‪ ،‬ليعود إلى دراسته‪ ،‬سواء في‬ ‫الجامعة أو المعهد أو المدرسة‪ ،‬وال يأمل شيئا ً من‬ ‫وزارة التربيّة والتعليم في الحكومة السوريّة المؤ ّقتة‪،‬‬ ‫بعد جوالت الوزير على الجامعات التركيّة التي لم‬ ‫تعُد بأيّة فائدة على وضع الطالب‪.‬‬

‫علي كولو‬

‫بطوالت ومباريات وحياة رغم القصف على سراقب‬ ‫«شالش» أتم ّنى م َمن يحبّون الرياضة أن‬ ‫يدعموا النادي لكي يستفيد الجيل القادم‪ .‬أمّن‬ ‫لنا راديو ألوان بعضا ً من الدعم مشكوراً‪،‬‬ ‫وهناك فرق عرضت على بعض الالعبين‬ ‫أن ينضمّوا إليها مقابل الدفع لهم‪ ،‬ورفض‬ ‫الالعبون ذلك العرض وفاء لناديهم‪.‬‬

‫فاز فريقنا على فريق سرمين بـ ‪ 8‬أهداف‬ ‫مقابل ‪ 4‬وكانت ذكرى رائعة وبداية مو ّفقة‪،‬‬ ‫كما شاركنا بدورة «الوفاء للشهداء» وح ّققنا‬ ‫المركز الثاني‪ ،‬بسبب خسارتنا في المباراة‬ ‫النهائيّة بهدفين مقابل هدف واحد بعد تمديد‬ ‫المباراة لشوطين إضافيّين‪ ،‬واآلن نحضّر‬ ‫للمشاركة بدوري المناطق المحرّ رة الذي‬ ‫سيقام هنا في سراقب‪.‬‬ ‫هكذا تح ّدث م��درّ ب وح��ارس مرمى‬ ‫فريق سراقب لكرة القدم «محمود ب ّكور»‬ ‫بك ّل حماس إلى صحيفة «كلّنا سوريّون»‬ ‫وأض���اف‪ :‬قمنا ب��إص�لاح الملعب أل ّن��ه‬ ‫اس ُتهدف أكثر من مرّ ة وقمنا بتفصيل أهداف‬ ‫ّ‬ ‫وخططنا الملعب‪ ،‬ورغم الظروف‬ ‫واشترينا شبك‬ ‫القاسية نمارس ونتابع حياتنا الرياضيّة لتستمرّ الحياة‪.‬‬ ‫قصف على املباراة‬ ‫سألنا الكابتن «ب ّكور» عن سير التمرينات والتزام‬ ‫والالعبين وتفرّ غهم للفريق فقال‪ :‬نحن نتمرّ ن على‬ ‫اللياقة صباحا ً مرّ تين أسبوع ّياً‪ ،‬ولدينا تمرين في‬ ‫األسبوع نهاريّ ‪ ،‬وفي ك ّل يوم جمعة لدينا مباراة‬ ‫مع فريق آخ��ر‪ .‬بالنسبة للتفرّ غ‪ ،‬فقط لدينا‪ :‬أنا‬ ‫كمدرّ ب وح��ارس مرمى ومعي بعض الالعبين‪،‬‬ ‫أمّا الباقي فهم يعملون في أعمال خاصّة ويلتزمون‬ ‫بالتمرين والمباريات‪ .‬ويوجد لدينا فريق للناشئين‪،‬‬ ‫لكنّ تدريباتهم تتو ّقف في بعض األحيان وذلك تبعا ً‬ ‫للظروف والقصف وحرصا ً على سالمتهم‪.‬‬ ‫وهنا سألنا الكابتن «ب ّكور» هل سبق أن تعرّ ضتم‬ ‫للقصف أثناء التدريب‪ ،‬أو أثناء المباراة؟ فقال‪ :‬أكثر‬ ‫من مرّ ة واضطرّ رنا لتوقيف التدريب أو المباراة‬ ‫بسبب القصف القريب م ّنا‪ ،‬وأض��اف‪ ،‬وفي إحدى‬ ‫المباريات استهدفت الطائرة المكان وتو ّقفت المباراة‪،‬‬ ‫وبعد أن ن ّفذت غارتها عدنا وأكملنا المباراة‪.‬‬ ‫البحث عن الدعم‬ ‫واستفسرنا عن داعم للفريق؟ فأجاب‪ :‬كان لنا داعم‬ ‫في البطولة الماضية أمّن لنا طقم قمصان وكرة قدم!‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وقال «شالش» هناك الكثير من األطفال‬ ‫يحبّون الرياضة ومنها كرة القدم‪ ،‬وهؤالء‬ ‫يجب العمل على تدريبهم وتأهيلهم‪ ،‬فمن‬ ‫غير المعقول تركهم بدون رعاية‪.‬‬ ‫والتقينا بأحد العبي الفريق «مهران شالش»‬ ‫(‪ 22‬عاماً‪ ،‬ظهير األيسر) وسألناه عن الصعوبات‬ ‫التي يواجهها الفريق؟ أجاب‪ :‬إنّ أهم الصعوبات التي‬ ‫نقاسيها خالل تدريباتنا هو قدوم طيران األسد فجأة‬ ‫والبدء بالقصف‪ ،‬هذا ّ‬ ‫بشكل‬ ‫يؤثر على حالتنا النفسيّة‬ ‫ٍ‬ ‫عام‪ ،‬فنصاب بالهلع وعدم التركيز‪.‬‬ ‫وبعيداً عن كرة القدم قال «شالش» أنا عسكريّ‬ ‫منشق‪ ،‬عملت سابقا ً في مح ّل (سوبر ماركت) صغير‪،‬‬ ‫واآلن أنا بدون عمل وذلك بسبب الحملة التي يش ّنها‬ ‫النظام ونزوح أغلب الس ّكان من المدينة‪ ،‬فقد تو ّقف‬ ‫األعمال وأُصيبت الحركة بشلّل تام‪ ،‬إضافة لغالء‬ ‫األسعار‪ ،‬فأصبح تأمين مستلزمات الضروريّة شبه‬ ‫مستحيل‪ .‬فعلى سبيل المثال أنا غير متزوّ ج وال يق ّل‬ ‫مصروفي اليوميّ عن ألف ليرة سوريّة‪ ،‬أمّا المتزوّ ج‬ ‫فلديه باإلضافة لمصروف البيت (حليب وحفوضات)‪.‬‬ ‫وعند سؤالنا له عن كيفيّة تأمين هذه المواد؟ أجابنا‪:‬‬ ‫نحن نسعى فقط لتأمين المستلزمات الضروريّة ‪-‬‬ ‫الحليب أوّ الً – فهو غير متو ّفر ‪ ،‬وإن تو ّفر فأسعاره‬ ‫مرتفعة ج ّداً‪ ،‬وما يخ ّفف هذه األزمة نوعا ً ما توزيع‬ ‫المعونات وضمنها الحليب‪ .‬وأحبّ أن أضيف أنّ تأمين‬ ‫العمل أصبح شبه مستحيالً‪ ،‬وهذا حال أغلب الشباب‬ ‫في سراقب وأظنّ في سوريّة‪ .‬وعن كيفيّة التوفيق‬ ‫بين العمل والتدريب؟ أجاب الالعب «شالش» بعض‬ ‫الشباب ال يستطيعون االلتزام بالتدريبات‪ ،‬أمّا في‬ ‫المباريات فنضطرّ جميعا ً أن نترك العمل وأضاف‬

‫تحقيقات‬

‫واستطرد «ش�لاش» أنا كالعب كنت‬ ‫سأترك الفريق بسبب الظروف الماديّة‪،‬‬ ‫وذات مرّ ة دفع الكابتن «ب ّكور» من جيبه مبلغا ً ألحد‬ ‫العبي الفريق لشراء (بوط) رياضي ألنّ الالعب ال‬ ‫يملك ثمنه شرائه‪ .‬وختم قائالً‪ :‬أحبّ أن أق ّدم باسم‬ ‫الالعبين الشكر لراديو ألوان الذي دعمنا‪.‬‬ ‫نواة التحّ اد رياض ّي‬ ‫توجّ هنا إلى إذاع��ة أل��وان والتقينا السيّد «بليغ‬ ‫سليمان» (العمر ‪ 32‬عاماً) أحد العاملين فيها وأحد‬ ‫مشجّ عي النادي وسألناه عن ارتباط الجمهور بالفريق‬ ‫ومستوى الالعبين؟ فأجاب‪ :‬الحضور كان مب ّ‬ ‫شراً بأمل‬ ‫جميل لعودة الحياة الرياضيّة خالل فترة البطولة‪،‬‬ ‫بالرغم من أنّ البطولة كانت أيّام الحملة الشرسة التي‬ ‫ش ّنها النظام على سراقب‪ .‬ولكنّ الالعبين بحاجة إلى‬ ‫تكثيف التدريب الستعادة اللياقة‪ .‬وأضاف «سليمان»‬ ‫أح��اول جاهداً ألاّ أغيب عن أيّ��ة مباراة‪ ،‬أحضر‬ ‫التدريبات والمباريات ألستمتع باألجواء الرياضيّة‬ ‫وبروح المنافسة‪ .‬وعن الدعم قال «سليمان»‬ ‫إذاع��ة أل��وان تشجّ ع النادي وقد ساهمت بمبلغ‬ ‫رمزيّ ‪ ...‬النشاط كلّه من الشباب‪ ،‬ال يوجد داعم‪.‬‬ ‫يجب أن نجد جهة تح ّفز الشباب تعتني بهواياتهم‬ ‫وتهت ّم بتنمية قدراتهم الرياضيّة وتش ّكل نواة ال ّتحاد‬ ‫رياضيّ سوريّ نظيف‪.‬‬ ‫تتساءل «كلّنا سوريّون» هل من مُجيب؟‬

‫فلك اخلالد‬

‫شمع أحمر‬ ‫للمدارس السورّية‬ ‫استيقظ السوريّون صباح األحد التاسع من تشرين‬ ‫الثاني على خبر إغالق المدارس العربيّة في مصر‪،‬‬ ‫ومنها المدارس السوريّة‪.‬‬ ‫صدر هذا القرار الساعة الواحدة صباحاً‪ ،‬وت ّم إغالق‬ ‫المدارس بالشمع األحمر في اليوم ذاته‪ ،‬دون أيّ تبليغ‬ ‫أو إنذار للهيئات اإلداريّة الخاصّة بهذه المدارس‪ ،‬فاتجه‬ ‫الطلاّ ب والمدرّ سون واإلداريّ��ون لمدارسهم ليجدوها‬ ‫مغلقة في وجوههم‪.‬‬ ‫‪ 16‬ألف طالب بدون رخصة‬ ‫برّ ر وزير التعليم المصريّ إغالق هذه المدارس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرخصة عن‬ ‫مرخصة» مع العلم أ ّنها‬ ‫بأ ّنها «غير‬ ‫طريق مدرسة مصريّة وسيطة يت ّم تسجيل الطلاّ ب‬ ‫باسمها وضمن قيودها‪ ،‬ويدرس الطلاّ ب في المدارس‬ ‫السوريّة المنهاج المصريّ ‪ ،‬أمّ��ا المدارس الليبيّة‬ ‫والسودانيّة فتقوم بتدريس المنهاج الليبيّ والسودانيّ ‪.‬‬ ‫يشمل هذا القرار المدارس السوريّة والليبيّة والسودانيّة‪،‬‬ ‫وسيعاني من تبعاته ما يزيد عن ‪ 16‬ألف طالب سوريّ‬ ‫مسجّ ل في تلك المدارس باإلضافة إلى العاملين بالهيئات‬ ‫ّ‬ ‫تتوزع المدارس التي‬ ‫التدريسيّة واإلدارة الخاصّة بها‪،‬‬ ‫ت ّم إغالقها على ع ّدة مناطق‪ ،‬وهي منطقة ‪ 6‬أكتوبر التي‬ ‫تحوي ‪ 6‬مدارس وفيها ما يزيد على ‪ 6‬آالف طالب‪،‬‬ ‫ومنطقتي مدينة نصر والقاهرة الجديدة فيها ‪ 5‬مدارس‬ ‫مجموع طلاّ بها أكثر من ‪ 4‬آالف طالب‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫‪ 4‬آالف طالب سوريّ مسجّ لين في المدارس الليبيّة‬ ‫والسودانيّة‪ ،‬اضطرّ ت أعداد كبيرة من طلبة المرحلتين‬ ‫اإلعداديّة والثانويّة التسجيل في المدارس العربيّة‬ ‫لعدم اكتمال أوراق النقل الرسميّة من المدارس أو‬ ‫عدم وجودها أساساً‪ ،‬باإلضافة إلى أنّ من يقوم بعمليّة‬ ‫التدريس في تلك المدارس مدرّ سون سوريّون‪ ،‬ممّا‬ ‫يكسر حاجز اللهجة في المدارس المصريّة ويساعد في‬ ‫توصيل المعلومة بشكل أكثر سالسة بالنسبة للطالب‬ ‫السوريّ ‪.‬‬ ‫املدرّسون واإلجيار‬ ‫وفي حديث مع أحد اإلداريّين في مدرسة سوريّة‬ ‫وسؤاله عمّا حدث قال‪« :‬ذهبت إلى المدرسة صباحا ً‬ ‫ألجدها مغلقة بالشمع األحمر دون إعالمنا بالقرار من‬ ‫قبل وزارة التربية‪ ،‬أو ح ّتى إرسال إنذار باإلغالق‪ ،‬وإن‬ ‫كان سبب اإلغالق نقصا ً في التراخيص أو اإلجراءات‬ ‫اإلداريّ��ة كما ذكر الوزير فكان من الواجب إعالمنا‬ ‫قبل ثالثة أشهر على األقل الستيفاء الطلبات قبل مهلة‬ ‫مح ّددة‪ ،‬ولكن هذا لم يحدث وأصبحنا اآلن في أزمة‬ ‫بالنسبة للطلاّ ب بشكل أساسيّ فموعد التسجيل في‬ ‫المدارس المصريّة سينتهي بعد ثالثة أيّام‪ ،‬وال يمكننا‬ ‫تسجيل هذا الك ّم من الطلاّ ب خالل هذا الوقت القصير»‪.‬‬ ‫تح ّدثنا كذلك مع مدرّ سة في إحدى المدارس المغلقة‬ ‫ووليّة أمر في نفس الوقت‪ ،‬وسألناها عن أثر هذه القرار‬ ‫عليها وعلى أمثالها من المتضرّ رين من جرّ اء تطبيق‬ ‫هذا القرار التعسّفيّ فقالت‪ « :‬مشكلتي األساسيّة اآلن‬ ‫هي تعليم أبنائي‪ ،‬فالدراسة بدأت منذ شهرين ولم يعد من‬ ‫الممكن تسجيلهم في مدارس أخرى بسبب ضيق الوقت‬ ‫وإن استطعت تقديم األوراق فال أضمن قبولهم في‬ ‫المدارس المصريّة‪ ،‬ممّا يعني أنّ هذه السنة ضاعت من‬ ‫عمرهم بسبب هذا القرار‪ .‬أمّا بالنسبة لعملي كمدرّ سة‬ ‫فأه ّم ما يشغل بالي هو أ ّنه بتو ّقف عملي لم يعد بإمكاني‬ ‫التأخر عنه يوما ً‬ ‫ّ‬ ‫دفع إيجار منزلي‪ ،‬والذي ال يمكنني‬ ‫واحداً وإلاّ سيه ّددنني المؤجّ ر باإلخالء‪ ،‬الخيار الوحيد‬ ‫بالنسبة لنا اآلن ولجميع األهالي الذين التقيت بهم هو‬ ‫مغادرة مصر واالتجاه إلى البلد الوحيد الممكن بالنسبة‬ ‫لنا وهو تركيا‪ ،‬مع أنّ ظروف الحياة هناك أصعب‬ ‫بسبب غالء المعيشة واختالف اللغة وهو أمر أساسيّ ‪،‬‬ ‫بينما هنا نشعر بأ ّننا في بلدنا الثاني والفرق الوحيد هو‬ ‫اختالف اللهجة»‪.‬‬ ‫جلوء جديد؟‬ ‫ول��دى سؤالنا عن المساعي لح ّل أزم��ة إغالق‬ ‫المدارس السوريّة والعربيّة وترك الطلاّ ب السوريّين‬ ‫مساع‬ ‫لمصير مجهول‪ ،‬قال المسؤول اإلداريّ إنّ هناك‬ ‫ٍ‬ ‫حثيثة من خالل التواصل مع ّ‬ ‫منظمات حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات التعليميّة الدوليّة‪ ،‬ومع مفوّ ضيّة الالجئين‬ ‫للوصول لح ّل هذه األزمة‪ ،‬وأ ّنهم يتطلّعون فقط لتأجيل‬ ‫القرار ح ّتى نهاية العام الدراسيّ الحاليّ ح ّتى ال يضيع‬ ‫هذا العام من حياة الطلاّ ب الذين ال ح ّل آخر اآلن لديهم‪،‬‬ ‫وإن ت ّم تطبيق هذا القرار بالفعل مع تأجيل لنهاية العام أو‬ ‫بدونه‪ ،‬فأمام السوريّين المقيمين في مصر رحلة لجوء‬ ‫أخرى مؤلمة‪ ،‬أو البقاء في مصر بسبب تكلفة االنتقال‬ ‫اإلضافيّة‪ ،‬األمر الذي قد يؤ ّدي بهم إلى ترك الدراسة‬ ‫والعمل وبذلك يت ّم القضاء على مستقبلهم الدراسيّ ‪.‬‬

‫القاهرة ‪ -‬رهف موسى‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫مراقبة األنترنت‪..‬‬

‫إحدى آلّيات نظام البعث تتكرّر على أيدي معارضيه‬ ‫في خطوة تعيد إلى األذهان ما فعلته وتفعله‬ ‫األجهزة األمنيّة للمخابرات السوريّة منذ ثالث‬ ‫سنين وح ّتى اآلن قامت عناصر من لواء‬ ‫حلب المدينة اإلسالميّ التابع لفصيل جيش‬ ‫المجاهدين في حلب باعتقال الشابّ «معروف‬ ‫سبسبي» الناشط في حيّ بستان القصر وعضو‬ ‫في تجمّعات مدنيّة‪ ،‬إضافة إلى عضويّته في‬ ‫الهيئة العامّة للرياضة والشباب المعارضة‬ ‫وهو العب في رياضة كمال األجسام وبطل‬ ‫الجمهوريّة السابق‪.‬‬ ‫منشور ساخر وشتم دين اجلرس!‬ ‫«معروف» كان قد كتب على صفحته في فيسبوك‬ ‫تعليقا ً هازئا ً يشتم فيه «دين الجرس» ما أ ّدى إلى‬ ‫تل ّقيه ع ّدة رسائل تتضمّن تكفيره وا ّتهامه بالر ّدة عن‬ ‫دين اإلسالم‪ ،‬سبقه منشور كان قد نشره على صفحته‬ ‫في الموقع ذات��ه‪ ،‬يتكلّم فيه باستهزاء عن تسخير‬ ‫اإلسالم من قبل «داعش» للقيام بأعمالهم اإلرهابيّة‬ ‫ُ‬ ‫لدين جديد وأعيّن‬ ‫والتكفيريّة‪ ،‬حيث قال «سوف أسّس ٍ‬ ‫بعض (الوسخ) في دار اإلفتاء» في إشارة منه إلى‬ ‫فتاوى «داعش» التي تك ّفر ك ّل من ال يؤيّدها وت ّتهمه‬ ‫بالر ّدة والزندقة والكفر‪.‬‬ ‫مراقبة مواقع التواصل االجتماعيّ يبدو أ ّنها انتقلت‬ ‫بطريقة ما من القوى األمنيّة التابعة لنظام األسد إلى‬ ‫الفصائل المعارضة فقد اع ُتقل «معروف» الساعة‬ ‫الحادية عشرة ليالً من حيّه‪ ،‬واقتيد إلى مقرّ لواء حلب‬ ‫المدينة‪ ،‬وهناك ت ّم سؤاله عن عمله فأجاب بأ ّنه عضو‬ ‫في التجمّع المدني «مجلس ثوّ ار بستان القصر»‬ ‫سرعان ما ت ّم االعتداء عليه بالضرب واتهام التجمّع‬ ‫المذكور بـ (العلمانيّة)‪.‬‬ ‫الالفت للنظر أنّ المناقشات التي تمّت بين النشطاء‬ ‫المقيمين في حلب بعد اعتقال «معروف» كانت‬ ‫تناقش الجانب الشرعيّ للتصرّ ف الذي قام به لواء‬ ‫حلب المدينة‪ ،‬وكان االختالف على طريقة تطبيق‬

‫بل هو فكرة تنتشر بقوّ ة بين الفصائل اإلسالميّة‪.‬‬ ‫لم يكن هذا التصرّ ف غريبا ً عن األشخاص‬ ‫الذين قاموا باعتقال «معروف» فهم أصحاب‬ ‫تصرّ فات مشابهة سابقة في محاربة حرّ يّة‬ ‫الرأي والحرّ يّات الشخصيّة‪ ،‬يبدو أنّ معركتنا‬ ‫طويلة ليس فقط ض ّد تنظيم «داعش» بل ض ّد‬ ‫فكره المتف ّ‬ ‫شي ضمن الفصائل األخرى»‪.‬‬

‫(الشريعة اإلسالميّة) عليه‪ ،‬وما هو حكم شاتم دين‬ ‫األشياء الجامدة في اإلسالم‪ ،‬فمنهم من قال إنّ شاتم‬ ‫دين األشياء قد ك َفر ويجب عليه أن يُستتاب و يعود‬ ‫إلى دينه في م ّدة أقصاها ثالثة أيّام‪ ،‬بينما كان الرأي‬ ‫اآلخر يقول إنّ معروف شتم الدين جهراً‬ ‫و(الج ْلد) هو‬ ‫َ‬ ‫العقوبة المناسبة‪ ،‬وقال آخرون إنّ معروف قد أخطأ‬ ‫فعالً وكان يجب علينا أن ننصحه قبل أن نعتقله فهو‬ ‫(جاه ٌل بأمور دينه)‪.‬‬ ‫تعيد هذه الحادثة إلى األذه��ان ما حصل أيضا ً‬ ‫في خان شيخون بريف إدلب عندما قامت الهيئة‬ ‫الشرعيّة التابعة لجبهة النصرة بجلد أحد األشخاص‬ ‫من المنطقة ‪ 80‬جلدة على ظهره‪ ،‬أل ّنه قام بشتم (دين‬ ‫الكهرباء) حيث نشرت جبهة النصرة حينها بيانا ً على‬ ‫مواقعها يقول «إن معتصم عبد الكريم م ّتهم بالر ّدة‬ ‫أل ّنه سبّ الدين وحكم ذلك القتل‪ ،‬إلاّ أ ّنه نظراً إلى‬ ‫توبته على المأل فقد حُكم عليه بحالقة شعر رأسه‬ ‫وبالجلد ثمانين جلد ًة وإخالء سبيله بعد حبسه ثالثة‬ ‫الجلد» كما أضاف البيان أنّ ‪« :‬الحُكم ُن ّف َذ‬ ‫أيّام قبل َ‬ ‫على العلن ألنّ الجُرم كان علن ّياً» م ّ‬ ‫ُحذراً الم ّتهم من‬ ‫تكرار جرمه وإلاّ سيعاقب بإهدار دمه وعدم تغسيله‬ ‫أو تكفينه أو دفنه مع المسلمين وتوزيع َت ِركته على‬ ‫بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫«سليم خيّام» ‪ 25‬عاماً‪ ،‬ناشط مدنيّ من حلب قال‪:‬‬ ‫«أعتقد أنّ الكثير من الفصائل المعارضة تسير على‬ ‫خطى «داعش» لذلك من الواضح أ ّنه ليس فصيالً فقط‬

‫يا سامعين الصوت‪ ..‬على الرغم من دوران‬ ‫الرياضة السوريّة الحرّ ة في حلقة مفرغة وعدم‬ ‫خروجها بإجماع كامل على تمثيل وكيان واحد‪ ،‬لعدم‬ ‫اال ّتفاق على نظرية «الداء والدواء» والدخول سريعا ً‬ ‫في فلك «التسلّق والفساد والمحسوبيّة» حفاظا ً على‬ ‫اإلرث البعثيّ السابق من قبل شخصيّات رياضيّة لن‬ ‫ندخل في حقائق أعمالها اآلن؛ إلاّ أنّ هناك من يبحث‬ ‫يوم ّيا ً (بالسراج والفتيلة) عن إشراقة بسيطة تجعل‬ ‫وجوه األحرار تبتسم رغم المآسي التي تلطم العيون‬ ‫والقلوب لحظة بعد لحظة‪.‬‬ ‫األسلوب الفرديّ الذي لن يوصلك إلى اعتراف‬ ‫دوليّ ‪ ..‬يوصلك إلى محبّة وإيمان بالقضيّة األغلى‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬تثمر جهود البعض من أبطالنا إلطالق‬ ‫الحلم نحو الحقيقة كلّما سنحت الفرصة‪ ،‬كما يفعل‬ ‫أبطال ألعاب القوّ ة دائماً‪.‬‬ ‫جتارب وجناحات‬ ‫الكابتن أن��س الصمصام‪ ،‬م��درّ ب فنون قتاليّة‬ ‫«كاراتيه شوتوكان» وأيضا ً كمال أجسام‪ ،‬أه ّم‬ ‫إنجازاته‪:‬‬ ‫حائز على المركز الثالث في بطولة للكاراتيه‬ ‫على مستوى سورية ‪ ،٢٠٠١‬بطل سورية بكمال‬ ‫األجسام ‪ ،٢٠٠٨‬المركز األوّ ل في بطولة السوبر في‬ ‫كمال األجسام في سورية ‪ ،٢٠٠٩‬المركز الرابع في‬ ‫البطولة المفتوحة لكمال األجسام في سورية ‪،٢٠١٠‬‬ ‫المركز الثالث في بطولة أثينا للكاراتيه شوتوكان في‬ ‫اليونان ‪ ،٢٠١٢‬الميداليّة البرونزيّة في بطولة اليونان‬ ‫كراتيه شوتوكان ‪ ،٢٠١٣‬المركز الثالث في بطولة‬ ‫الحزام األسود كاراتيه شوتوكان في اليونان ‪،٢٠١٣‬‬ ‫المركز الخامس في بطولة العالم للكاراتيه في اليونان‬ ‫‪ ،٢٠١٣‬حائز على الحزام األسود ‪٢‬دان في الكاراتيه‪،‬‬ ‫عضو ا ّتحاد المدرّ بين العالميّين ‪.٢٠١٤‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يتابع الصمصام حديثه متألّماً‪ :‬بعد أن أعلنوا‬ ‫والءهم لدينهم ولشعبهم وتخلّوا عن الشيطان‪ ،‬يعيش‬ ‫الرياضيّون السوريّون األحرار في أوضاع مزرية‪،‬‬ ‫في تهميش وإق��ص��اء‪ ،‬فبعضهم ال يؤمِّن عيشه‪،‬‬ ‫وبعضهم ال يؤمّن ح ّتى مأوى في ظ ّل االغتراب‬ ‫القاسي‪.‬‬ ‫الكابتن غ��زال ه�لال (مواليد حلب ت�� ّل رفعت‬ ‫‪ )1980‬يلعب الفنون القتاليّة منذ العام ‪،1994‬‬ ‫مشرف على نادي ت ّل رفعت للفنون القتاليّة منذ‬ ‫العام ‪ ،2001‬التايكوندو والكيك بوكسينغ والمواي‬ ‫تاي والكونغ فو والمالكمة والكيك شنكاي والجمباز‬ ‫والبوشي‪ ،‬واألخيرة لعبة لذوي االحتياجات الخاصّة‪.‬‬ ‫مختصّ في المعالجة الفيزيائيّة والطبّ الرياضيّ ‪،‬‬ ‫وقد شغل ع ّدة مها ّم ومناصب رياضيّة‪ ،‬عضو لجنة‬ ‫فنيّة ورئيس لجنة ح ّكام ورئيس لجنة مدرّ بين ومدرّ ب‬ ‫منتخب سورية ومدير نادي ت ّل رفعت وأمين سرّ‬ ‫الفنون القتاليّة ورئيس لجنة المدرّ بين في سورية‪،‬‬ ‫حاصل على بطولة الجمهوريّة مركز أوّ ل لعام‬ ‫ضيّة دوليّة في بيروت لعام‬ ‫‪ ،2001 – 2000‬وف ّ‬ ‫ضيّة وبرونزيّة لعام ‪2011‬في‬ ‫‪ ،2002‬وذهبيّة وف ّ‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫أمّا بالنسبة للتدريب والتحكيم‪ ،‬فالكابتن غزال هالل‬ ‫مص ّنف في اال ّتحاد السوريّ بالكيك بوكسينغ والكونغ‬ ‫فو والمواي تاي درجة أولی‪ ،‬ومص ّنف في اال ّتحاد‬

‫المقابر الجماعّية‬ ‫في نوى بعد‬ ‫انسحاب ق ّوات‬ ‫النظام‬

‫الجدير بالذكر‪ ،‬أنّ أحد القياديّين في لواء‬ ‫حلب المدينة كان قد اعتقل إحدى الناشطات‬ ‫الحلبيّات لعدم ارتدائها للحجاب‪ ،‬كما داس على‬ ‫راية الثورة ذي النجوم الثالثة ورفع الراية اإلسالميّة‬ ‫السوداء قائالً‪« :‬هذه ثورتنا‪ ،‬علم الثورة ينزل‪ ،‬وراية‬ ‫اإلسالم ترتفع»‬ ‫توبة معروف واعتذاره من األمّة اإلسالميّة‬ ‫بالعودة إلى قصّة «معروف سبسبي» فقد خرج‬ ‫بعد يوم من اعتقاله عند لواء حلب المدينة الذي كان‬ ‫من أوائل الفصائل التي حاربت تنظيم «داعش»‬ ‫في حلب بداية السنة الحاليّة عندما اندلعت المعارك‬ ‫بين «داعش» والفصائل المعارضة األخرى ما أ ّدى‬ ‫إلى خروج التنظيم من مدينة حلب وريفيها الشماليّ‬ ‫والغربيّ وتحصّنهم في ريف حلب الشرقيّ حيث ما‬ ‫زالوا هناك ح ّتى اآلن‪.‬‬ ‫«م��ع��روف سبسبي» كتب على صفحته بعد‬ ‫ُ‬ ‫كتبت المنشور وكانت الغاية منه‬ ‫خروجه‪« :‬أن��ا‬ ‫توجيه النظر إلى «داعش» وإسرافه في استخدام‬ ‫الدين» وأكمل‪« :‬في الصباح حضر األخ المجاهد‬ ‫أبو أحمد عقيل واألخ المجاهد أبو الحسنين وأقنعوني‬ ‫ُ‬ ‫واقتنعت فعالً أ ّني أسأت لإلسالم وسيت ّم‬ ‫بأ ّني مخطئ‪،‬‬ ‫إطالق سراحي‪ ،‬وغ��داً سأذهب للقاضي الشرعيّ‬ ‫ألنال القصاص العادل‪ ،‬ونصحني األخ المجاهد أبو‬ ‫أحمد عقيل أن أتق ّدم باعتذار من األمّة اإلسالميّة وأنا‬ ‫بدوري أعتذر ولم أقصد اإلهانة»‪.‬‬

‫عارف حاج يوسف‬

‫الرياضي تتق ّدم‪ ..‬ياسامعين الصوت !!!‬ ‫أحالم الشباب‬ ‫ّ‬ ‫يتح ّدث أنس عن مشروعه الجديد لـ «كلّنا‬ ‫سوريّون» قائالً‪ :‬نادي البراعم البنفسجيّة هو نادي‬ ‫لتدريب فنون القتال والكاراتيه ألطفال سورية في‬ ‫أرض المهجر‪ .‬طبعاً‪ ،‬الدعم يكاد يكون معدوم‬ ‫والعمل عبارة عن جهود فرديّة‪ ،‬الهدف منه بناء‬ ‫جيل سوريّ حرّ قويّ ‪ ،‬يستطيع مواجهة الظروف‬ ‫والمحن‪ ،‬والعمل على تحقيق جوّ رياضيّ جديد‬ ‫لهؤالء البراعم الذين ذاقوا الويالت قبل اللجوء‬ ‫إلى تركيا‪ .‬هذا هو المنطلق والمبدأ القائم عليه هذا‬ ‫المشروع‪ .‬بإمكاننا تطوير هذا المشروع عن طريق‬ ‫الدعم المؤسّساتيّ دعما ً ماد ّيا ً ومعنو ّيا ً دعما ً حقيق ّياً‪،‬‬ ‫وتوفير األماكن للرياضيّين لبناء مثل هذه األفكار‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إشراكهم في البطوالت الدوليّة التي تكاد‬ ‫أن تكون حكراً على أناس استغلّوا مناصبهم وأصبحوا‬ ‫يتاجرون باسم اال ّتحادات والقضيّة السوريّة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العربيّ في لعبة الكونغ فو والووشو‪ ،‬ومص ّنف في‬ ‫اال ّتحاد الدوليّ في لعبة الكيك بوكسينغ‪.‬‬

‫يتح ّدث هالل لـ «كلّنا سوريّون» عن مشاركات‬ ‫النادي ال��ذي يعمل إلى اآلن‪ ،‬فيقول‪ :‬شاركنا في‬ ‫مهرجانات خان الحرير والقطن وبطوالت العروض‬ ‫من عام ‪2001‬ح ّتی عام ‪ ،2010‬وشاركنا أيضا ً في‬ ‫بطولة األولمبياد الخاصّ للمعاقين كحكم في عام‬ ‫‪ 2010‬في دمشق‪.‬‬ ‫يضيف هالل‪ ،‬يوجد لدينا في النادي أشبال وناشئين‬ ‫ورج��ال في لعبة الكيك بوكسينغ كونغ فو مواي‬ ‫تاي مالكمة‪ ،‬هذا النادي الذي ق ّدم شهداء وجرحى‬ ‫ومعتقلين في الثورة السوريّة مازال إلى اآلن فاتحا ً‬ ‫بابه لك ّل المتدرّ بين ولك ّل المتطوّ عين للعمل رغم عدم‬ ‫مت ّ‬ ‫وجود أيّ دعم ماديّ ‪ ،‬ولذلك فقد ق ّد ُ‬ ‫خطة عمل‬ ‫لمجلس محافظة حلب الحرّ ة لتنشيط وتفعيل العمل‬ ‫الرياضيّ في حلب وريفها‪ّ ،‬‬ ‫تتمثل بافتتاح س ّتة مكاتب‬ ‫في حلب وريفها‪ ،‬مكتب رئيسيّ في المحافظة ومكتب‬ ‫بالمدينة وأربع مكاتب بالريف الشماليّ والجنوبيّ‬ ‫والشرقيّ والغربيّ ‪ ،‬األبطال والكوادر المنش ّقة مهمّشة‬ ‫بشكل كامل‪ ،‬وهنا األساس لتفعيل العمل الرياضيّ ‪،‬‬ ‫خاصّة األلعاب الفرديّة والقوّ ة‪ ،‬كونهما من األلعاب‬ ‫األق ّل كلفة ما ّديّة واألسرع إنجازاً‪ ،‬ولكن ال حياة لمن‬ ‫تنادي‪ .‬لألسف‪ ،‬لقد أضعنا الكثير من الوقت‪ ،‬ح ّتى في‬ ‫الكيانات الرياضيّة التي بعمر الثورة‪ ،‬على خالفات‬ ‫تافهة وعلى المناصب وفرض المكانة‪ ،‬وليس لتقديم‬ ‫العمل الرياضيّ الحقيقيّ بالرغم من تواجد خامات‬ ‫رياضيّة كثيرة يمكن االعتماد عليها‪ ،‬وإذا بقينا بهذا‬ ‫الشكل (بحياتنا مارح يصير ع ّنا رياضة)‪ ،‬واعذرني‬ ‫على الصراحة‪.‬‬ ‫وحل ُمنا يا سادة‪..‬‬ ‫حلمُنا يا سادة‪ ،‬يصطدم دائما ً وأبداً بما اصطدمت‬ ‫به محاوالت ناشئة للملمة البيت الرياضيّ السوريّ‬ ‫المتعب من قيادات رياضيّة أشبه ما تكون بمدمّرة‬ ‫األح�لام‪ ،‬ومبرّ راتهم دائما ً (الميزانيّة ما بتسمح‪..‬‬ ‫وووو‪ )....‬مبرّ رات ال حصر لها‪ ،‬وفي النهاية عقدة‬ ‫الرياضة السوريّة ليست بالمدرّ بين وليست بالالعبين‪،‬‬ ‫هي متأصّلة وعبر التاريخ بمن يسيّر الرياضة لدينا‪..‬‬ ‫(وبدها صبر يا شباب) يا سامعين الصوت!!!‪.‬‬

‫عروة قنواتي‬

‫أ ّم وخمسة من أبنائها الصغار من بين الضحايا التي‬ ‫عُثر عليهم في مقبرة جماعيّة في مدينة نوى بريف‬ ‫درعا‪.‬‬ ‫المقبرة التي عُثر عليها في العشرين من الشهر‬ ‫الجاري ضمّت رفات ‪ 21‬شهيداً من بينهم السيّدة فاطمة‬ ‫األخرس وأوالدها الخمسة‪ :‬محمّد‪ ،‬شادي‪ ،‬محمّد أمين‪،‬‬ ‫إيمان‪ ،‬أمل‪.‬‬ ‫ت ّل أمّ حوران‬ ‫أمل طفلة رضيعة التي لم تتجاوز العام ونصف العام‬ ‫لم يمنحها صغر عمرها الحماية من اإلعدام الميدانيّ‬ ‫برفقة عائلتها‪ ،‬حيث حاولت السيّدة فاطمة النجاة مع‬ ‫أطفالها بالهروب من مدينة نوى التي تعرّ ضت لقصف‬ ‫جنونيّ بش ّتى أنواع األسلحة‪ ،‬ومنها الطيران الحربيّ‬ ‫والمروحيّ الذي كان له الدور الكبير في قتل العديد من‬ ‫األهالي ‪.‬‬ ‫من بين الضحايا أيضا ً رجل يتجاوز عمره السبعين‬ ‫عاما ً أعدم أيضا ً وألقيت ّ‬ ‫جثته المن ّكل بها إلى جانب‬ ‫جثامين البقيّة‪ ،‬حيث عُرف من الشهداء ‪ 14‬شهيداً‪ ،‬فيما‬ ‫بقيت الجثامين األخرى مجهولة الهويّة ح ّتى إشعار آخر‪.‬‬ ‫المقبرة عثر عليها األهالي غرب ت ّل حوران المحرّ ر‬ ‫منذ فترة وجيزة والذي كان مرصداً مه ّما ً لقوّ ات النظام‬ ‫تقصف به المدن والقرى والبلدات المجاورة ومكانا ً‬ ‫لالعتقال والتنكيل باألهالي‪ ،‬ومن ث ّم قتلهم ويقع ت ّل أم‬ ‫حوران شرقيّ مدينة نوى بريف درعا‪.‬‬ ‫التعذيب حتّى املوت‬ ‫في السابع عشر من الشهر ذاته عثر المزارعون بعد‬ ‫تحرير المناطق المحيطة بمدينة نوى من جنود النظام‬ ‫ً‬ ‫جثة في مزارعهم حيث فوجئوا‬ ‫السوريّ على ‪32‬‬ ‫برائحة قوّ يّة ووجود أعداد كبيرة من الكالب والحيوانات‬ ‫المفترسة في تلك المناطق ليت ّم بعدها اكتشاف مقبرة‬ ‫جماعيّة ن ّفذها جنود النظام السوريّ المتمركزين في‬ ‫تلك المناطق ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جث ًة‪ ،‬فيما‬ ‫وتم ّكن األهالي من التعرّ ف على ‪28‬‬ ‫بقيت بقيّة الجثامين مجهولة الهويّة نظراً لتحوّ ل العديد‬ ‫منها إلى هياكل عظميّة متناثرة تد ّل على فترة الوفاة‬ ‫الطويلة ألصحابها‪ ،‬كما ظهرت على بعض الجثامين‬ ‫المتفسّخة آثار التعذيب وبعضهم وُ جد مكبّل اليدين‪ ،‬ممّا‬ ‫يؤ ّكد بأنّ الضحايا قُتلوا تحت التعذيب المتواصل من‬ ‫قبل عناصر قوّ ات النظام المتواجدين في تلك المناطق ‪.‬‬ ‫حترير الشيخ مسكني‬ ‫حاول العديد من األهالي النزوح من مدينة نوى‬ ‫وخاصّة بعد تحريرها من الداخل في السادس عشر من‬ ‫تمّوز عام ‪ 2013‬نتيجة للقصف العنيف الذي تعرّ ضت‬ ‫له‪ ،‬حيث فرضت ق��وّ ات النظام حصاراً خانقا ً على‬ ‫المدينة التي وصل عدد س ّكانها إلى أكثر من مائة ألف‬ ‫نسمة‪ ،‬معتمدين على الطرق الزراعيّة الفرعيّة التي‬ ‫تشرف عليها التالل الخاضعة لسيطرة قوّ ات النظام‬ ‫في ذلك الوقت والتي كانت تطلق النار على الهاربين‪،‬‬ ‫فمنهم من يت ّم قتله ومنهم من يت ّم اعتقاله‪ ،‬ومن ث ّم تعذيبه‬ ‫ليلقى حتفه الحقاً‪.‬‬ ‫وكان الجيش الحرّ قد أعلن سيطرته على مدينة‬ ‫نوى قبل نحو أسبوعين بعد معارك ض ّد قوّ ات النظام‬ ‫المتواجدة في مدينة الشيخ مسكين والسيطرة على أه ّم‬ ‫النقاط العسكريّة وتحريرها بشكل كامل‪ ،‬وقطع طريق‬ ‫اإلمداد عن قوّ ات النظام بين مدينة الشيخ مسكين ونوى‬ ‫لتنسحب قوّ ات النظام خوفا ً من حصارها وانهيارها‬ ‫بشكل مفاجئ‪.‬‬

‫درعا – سارة احلوراني‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪20‬‬

‫اقتصاد و قانون‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫صفقات الحروب ما بين «داعش» واألسد‬

‫في الفترة ما بين عامي ‪ 2014 - 2013‬باتت‬ ‫المناطق السوريّة حقل تجارب لتجّ ار الحرب‪ ،‬إذ‬ ‫احتوت الكثير من االستثمارات الغريبة والممنوعة‬ ‫في أغلب بلدان العالم مثل بيع السالح‪ ،‬الذي راج في‬ ‫مدينة سرمدا الحدوديّة‪ ،‬والتي غصّت بمحا ّل وشركات‬ ‫تجاريّة كبيرة ومتنوّ عة المجاالت‪ ،‬فمنهم من يبيع‬ ‫السالح ومنهم من يبيع النفط المكرّ ر والنفط الخام‪،‬‬ ‫وح ّتى المصافي صغيرة الحجم لتكرّ ير النفط الخام‪،‬‬ ‫وهناك من يبيع السيّارات المهرّ بة من أوربّا‪ ،‬حيث باتت‬ ‫سوريّة مفتوحة لمن يريد أن يعمل في شيء غير قانونيّ‬ ‫ت إلى سورية وليبدأ بمشروعه االقتصاديّ الممنوع‬ ‫فليأ ِ‬ ‫دول ّياً‪ ،‬ومعادلة الحرب الدائرة في سوريّة هي حرب‬ ‫غير شاملة حيث أنّ األطراف المتنازعة تقوم إلى اآلن‬ ‫بالتعاون فيما بينها وتتبادل الخدمات والصفقات مثل نقل‬ ‫النفط أو القمح والكهرباء والماء‪ ،‬وفي آخر سبعة أشهر‬

‫سيطرت «داعش» على مناطق واسعة على األراضي‬ ‫السوريّة ولعلّها استغلّت تلك المناطق التي تحوي على‬ ‫مئات اآلبار النفطيّة والتي كانت تحت ي ّد المعارضة‬ ‫السوريّة المسلّحة‪ ،‬فاليوم «داعش» تفرض سيطرتها‬ ‫على أكثر من ‪ %80‬من النفط السوريّ ‪ ،‬ولعلّه المموّ ل‬ ‫األوّ ل لها في عملياتها اإلرهابيّة‪ ،‬ولكن لمن تبيع ذاك‬ ‫النفط؟ هنا يكمن الغموض في تلك الصفقات التي تجني‬ ‫«داعش» منها ما يقارب المليون دوالر يوم ّياً‪ ،‬حيث‬ ‫أ ّنها تقوم بإنتاج ما يقارب ‪ 300‬ألف برميل من النفط‬ ‫غير المكرّ ر وتقوم بطرحه بسعر زهيد يتراوح بين‬ ‫‪ 20 -15‬دوالراً للبرميل‪ ،‬وأمّا النفط المكرّ ر (مازوت‬ ‫– بنزين) فتقوم بطرحه بسعر يتراوح بين ‪60 - 40‬‬ ‫دوالراً‪ ،‬هذا السعر مقارنة بسعره العالميّ لبرميل النفط‬ ‫غير المكرّ ر والذي يُق ّدر سعره بـ ‪100‬دوالر‪ ،‬يُعتبر‬ ‫فرصة ذهبيّة ألمراء الحرب وبعض رجال األعمال‪،‬‬

‫الكلمة الحرّة‬ ‫في المعتقل‬

‫عمل كصحفيّ مستق ّل باإلضافة إلى عمله مع موقع «سكاي‬ ‫نيوز» العربيّة وغيره‪ ،‬كما عمل على تشكيل ا ّتحاد الصحفيّين‬ ‫الكرد السوريّين‪.‬‬ ‫شيار خليل خليل صحفيّ من مواليد ‪ 1985‬ناحية جندريس في‬ ‫عفرين – حلب‪ ،‬سنة ثالثة كليّة اإلعالم – جامعة دمشق‪.‬‬ ‫ت ّم اعتقاله بشكل تعسفيّ بتاريخ ‪ 2013/4/23‬من مقهى في‬ ‫منطقة ساروجا مع مجموعة من زمالئه‪ ،‬كان شيار قبل الثورة‬ ‫يعمل مع عدد من المواقع اإلخباريّة وبعد اندالع الثورة‪ ،‬في بداية‬ ‫اعتقاله اقتيد إلى فرع فلسطين‪ ،‬ث ّم ت ّم تحويله مع بعض زمالئه‬ ‫إلى سجن عدرا وحوكم أمام محكمة اإلرهاب في تمّوز من عام‬ ‫‪ ،2013‬وكان من المفترض أن يت ّم اإلفراج عنه بكفالة ماليّة‪.‬‬ ‫وقبل اعتقاله شارك شيار بتنظيم حملة «حمص في قلوبنا»‬ ‫لجمع التبرّ عات ودعم المتضرّ رين في حمص‪.‬‬ ‫في مطلع شهر آذار في العام الجاري ّ‬ ‫بث تلفزيون النظام‬ ‫السوريّ (اعترافات) شيار خليل ورفاقه‪ ،‬بأ ّنهم قاموا بتحريض‬ ‫الناس على الثورة ض ّد النظام وتصوير موا ّد إعالميّة لقنوات‬ ‫(مغرضة) وغيرها من االعترافات التي انتزعت تحت التعذيب‬ ‫والتهديد‪.‬‬ ‫وجّ ه اتحاد الصحفيّين الكرد السوريّين نداء للجهات الحقوقيّة‬ ‫الدوليّة وهيئات حماية الصحفيّين إلطالق سراح الصحفيّ شيار‬ ‫خليل‪ ،‬جاء فيه‪« :‬نحن في ا ّتحاد الصحفيّين الكرد السوريّين‬ ‫نطالب الجهات الحقوقيّة الدوليّة وهيئات حماية الصحفيّين‬ ‫ّ‬ ‫بالتدخل الفوريّ لإلفراج عن زميلنا شيار خليل وأصدقائه»‪.‬‬ ‫المكتب التنفيذيّ لـ «ا ّتحاد الصحفيّين الكرد السوريين»‪ ،‬كما دعا‬ ‫اال ّتحاد في ‪ 2013/10/26‬بك ّل هيئاته ومكاتبه وفروعه وجميع‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات المجتمع المدنيّ والروابط االجتماعيّة المهنيّة‬ ‫األحزاب‬ ‫لحملة تضامن مع اإلعالميّ شيار العضو المؤسّس لالتحاد من‬ ‫أجل حريّة اإلنسان واإلعالم معاً‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫األم��ر ال��ذي جعل م��ن األري��اف‬ ‫الواقعة تحت سيطرة المعارضة‬ ‫السوريّة تع ّج بالمصافي النفطيّة‬ ‫والتي تكون غالبا ً صناعة صينيّة‬ ‫أو تركيّة‪ ،‬حيث أنّ «داعش» تقوم‬ ‫بتصديره إليهم عن طريق تجّ ار‬ ‫أغلبهم حديثي المصلحة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أ ّك��ده لي سائق إح��دى عربات‬ ‫النفط‪ ،‬حيث يقوم بشكل يوميّ بنقل‬ ‫صهريج من النفط الخام إلى منطقة‬ ‫ع��سّ��ان ف��ي ري��ف حلب‪ ،‬وهناك‬ ‫يقومون بتكريره وبيعه لتجّ ار‬ ‫الجملة والمفرّ ق‪ ،‬وأمّا عن الصفقات‬ ‫السرّ يّة ما بين «داع��ش» ونظام‬ ‫األسد فهي تفوق الصهريج الواحد‬ ‫بكثير‪ ،‬حيث أنّ «داعش» تتعامل‬ ‫مع نظام األسد عن طريق وسطاء‬ ‫وه��م ف��ي أغلبهم ك��ان��وا يعملون‬ ‫في مجال النفط ضمن الشركات‬ ‫األجنبيّة والسوريّة‪ ،‬وذكرت صحف فرنسيّة أنّ هناك‬ ‫تعامل وصفقات نفطيّة سريّة بمبالغ كبيرة بين نظام‬ ‫األسد و «داعش» إذ تت ّم الصفقة بشكل سرّ يّ في مدينة‬ ‫دير الزور ويقوم النظام بالدفع النقديّ ‪ ،‬خصوصا ً أنّ‬ ‫سعرها زهيد ج ّداً‪ ،‬وتنتقل الصهاريج عن طريق المدن‬ ‫التي تحتلّها «داعش» وصوالً للمناطق المحتلّة من قبل‬ ‫النظام وبتكتيك وسرّ يّة ما بين الحواجز‪ ،‬والتي تسهّل‬ ‫عبور تلك الصهاريج‪ ،‬ومن ث ّم يقوم النظام األسديّ‬ ‫بالدفع النقديّ عن طريق وسيط وبشكل شخصيّ ‪،‬‬ ‫األمر الذي من شأنه أن يكون سببا ً في عدم النزاع بين‬

‫قانون اإلرهاب ُيرهبنا‬

‫«داعش» واألسد؛ فمن قام بخلق «داعش» من أجل‬ ‫تشويه الصورة العامّة لثورتنا وتحويلها إلى جماعات‬ ‫إرهابيّة بحاجة لخلق طريقة ما لتسديد أجور تلك‬ ‫الجماعات‪ ،‬فهي مبرّ ر شرعيّ له في قصف المدنيّين‬ ‫وارتكاب المجازر الفظيعة بح ّقهم‪ ،‬حيث يقوم النظام‬ ‫األسديّ بدفع أجور «داعش» وأمثالها ضمن ا ّتفاقيّات‬ ‫النفط وغيرها من سرقات لهذا البلد‪ ،‬وما يقوم به تجّ ار‬ ‫الحرب ال يشكل ‪ %1‬ممّا يقوم به النظام األسديّ و‬ ‫«داعش» من صفقات تجاريّة واقتصاديّة‪.‬‬

‫أمري جنم الدين‬

‫الطامّة الكربى كانت مع صدور القانون‬ ‫رقم ‪ /20/‬لعام ‪2012‬‬ ‫ّ‬ ‫الموظفين والمتقاعدين الذين يدانون‬ ‫عقوبات على‬ ‫بأحكام قضائيّة مبرمة بجرم دعم اإلرهاب معنو ّيا ً‬ ‫بتسريحهم من العمل وبحرمانهم من رواتبهم‬ ‫وأجورهم ومن كا ّفة حقوقهم التقاعديّة‪.‬‬

‫أُلغيت حالة الطوارئ في سورية بعد معاناة‬ ‫طويلة للسوريّين في ظلّها‪ ،‬وبعدها أُصدر قانون‬ ‫ّ‬ ‫ليغطي نقصا ً في التشريع السوريّ والذي‬ ‫اإلرهاب‬ ‫جاء ليجرّ م أفعاالً تعتبر هي أخطر ما يعانيه العالم‬ ‫اليوم‪ .‬ويختلف الكثيرون حول تعريف اإلرهاب‬ ‫وإعطاء مفهوم واضح له‪ ،‬أو ح ّتى تحديد إن كان‬ ‫ّ‬ ‫اإلرهاب يصدر عن أفراد‬ ‫ومنظمات فقط أم أنّ‬ ‫هنالك دوالً تقوم بأفعال إرهابيّة ويجب تجريمها‪.‬‬ ‫عرّ ف قانون اإلرهاب السوريّ رقم ‪ /19/‬لعام‬ ‫‪ 2012‬العمل اإلرهابيّ بأ ّنه (ك ّل فعل يهدف إلى‬ ‫إيجاد حالة من الذعر بين الناس أو اإلخالل باألمن‬ ‫العا ّم أو اإلض��رار بالبنى التحتيّة أو األساسيّة‬ ‫للدولة ويُرتكب باستخدام األسلحة أو الذخائر أو‬ ‫المتفجّ رات أو المواد‬ ‫الملتهبة أو المنتجات‬ ‫السامّة أو المحرقة أو‬ ‫العوامل الوبائيّة أو‬ ‫الجرثوميّة مهما كان‬ ‫ن��وع ه��ذه الوسائل‬ ‫أو باستخدام أيّة أداة‬ ‫تؤ ّدي الغرض ذاته)‪.‬‬ ‫ب��ال��رغ��م م��ن أنّ‬ ‫التعريف ج��اء بعدد‬ ‫من األفعال الوصفيّة‬ ‫غير المباشرة والقابلة إلى أكثر من تفسير‪ ،‬ممّا‬ ‫يجعل المواطنين تحت رحمة أه��واء ومزاجيّة‬ ‫القائمين على تطبيقه‪ ،‬إلاّ أنّ هنالك الكثير من‬ ‫األفعال غير المشمولة بالقانون مع أ ّنها تش ّكل خطراً‬ ‫كبيراً على المجتمع‪ ،‬فمثالً القانون ال يجرّ م من‬ ‫يسهّل دخول أو خروج اإلرهابيّين إلى األراضي‬

‫السوريّة ويو ّفر مأوى لهم أو يُخفي اإلرهابيّين أو‬ ‫يتس ّتر عليهم‪ .‬كما أ ّنه ال يجرّ م عمليّات خطف أو‬ ‫تقييد حرّ يّات األفراد أو احتجازهم ألغراض ذات‬ ‫طابع سياسيّ أو طائفيّ أو قوميّ أو دينيّ وبدافع‬ ‫ّ‬ ‫يعطل وسائل‬ ‫إرهابيّ ‪ .‬والقانون ال يجرّ م َمن‬ ‫اال ّتصاالت وأنظمة الحاسوب أو يخترق شبكاتها‬ ‫أو يشوّ ش عليها بقصد تسهيل عمل إرهابيّ ‪.‬‬ ‫ول��م يعتبر القانون ج��رائ��م اإلره���اب مخلّة‬ ‫بالشرف‪ ،‬وك��ان من المفترض أن ينصّ على‬ ‫اعتبار الجرائم ال��واردة في قانون اإلرهاب من‬ ‫الجرائم المخلّة بالشرف‪ ،‬وأن يجبر القاضي على‬ ‫ذكر ذلك في قرار الحكم‪ .‬لم يمنع القانون القاضي‬ ‫من إخالء سبيل الم ّتهم بارتكاب الجرائم اإلرهابيّة‬

‫بكفالة‪ ،‬ممّا يفتح المجال أمام القضاة إلخالء سبيل‬ ‫أشخاص قد يكونون خطرين على المجتمع بمجرّ د‬ ‫دفعهم لكفالة‪.‬‬ ‫ولكن الطامّة الكبرى كانت مع صدور‬ ‫القانون رقم ‪ /20/‬لعام ‪ 2012‬والذي جاء ليفرض‬

‫من المنطقيّ أن يعاقب من يرتكب عمل إرهابيّ‬ ‫ّ‬ ‫متدخالً أو شريكا ً أو ق ّدم دعما ً ما ّد ّياً‪ ،‬ولكن‬ ‫أو كان‬ ‫من غير المنطقيّ أن يت ّم معاقبة الشخص على‬ ‫تقديم الدعم المعنويّ أل ّنه من الصعب تحديد من‬ ‫قام بتقديم الدعم المعنويّ ‪ ،‬وال توجد آليّات واضحة‬ ‫لتحديد ماهيّة الدعم المعنويّ وال يوجد قواعد‬ ‫دقيقة إلدانة األشخاص بجرم تقديم الدعم المعنويّ‬ ‫ممّا يضع السوريّين تحت رحمة سلطة استنسابيّة‬ ‫للقائمين على القانون مثالً (توجيه نقد للنظام يمكن‬ ‫أن يفسّر على أ ّنه دعم معنويّ لإلرهاب‪ ،‬أو القيام‬ ‫بعمل إغاثيّ يمكن أن يفسّر أ ّنه عمل إرهابيّ ‪،‬‬ ‫وح ّتى االمتناع عن دعم النظام قد يعتبر دعما ً‬ ‫معنو ّيا ً لإلرهاب) وبذلك يكون قانون اإلرهاب‬ ‫بنصّه الحاليّ يش ّكل إرهابا ً على جميع المواطنين‬ ‫السوريّين‪.‬‬ ‫تفرض خطورة األفعال االرهابيّة على واضعي‬ ‫القانون ّ‬ ‫توخي الكثير من الد ّقة والتمحيص والدراسة‪،‬‬ ‫وخاصّة في ضوء العقوبات الكبيرة والمش ّددة‬ ‫المفروضة على األفراد في حال تجريمهم تحت أيّ‬ ‫بند من هذا القانون‪ .‬ولكن من يقرأ القانون يالحظ‬ ‫أ ّنه ‪ -‬باإلضافة إلى خطورته على حياة المواطنين‬ ‫ صيغ على عجل وبشكل مختصر ليغفل الكثير‬‫من األفعال التي يمكن‬ ‫وضعها تحت قائمة‬ ‫األفعال اإلرهابيّة‪.‬‬ ‫ف��ي ك��� ّل األح����وال‪،‬‬ ‫إنّ عدم تجريم بعض‬ ‫األف��ع��ال أو غموض‬ ‫بعض م���وا ّد القانون‬ ‫يمكن تالفيها من خالل‬ ‫تعديله وإضافة أو حذف‬ ‫م��وا ّد عليه ومنه‪ .‬لكنّ‬ ‫المسالة هي في اجتثاث‬ ‫جذور اإلرهاب‪ ،‬من خالل معالجة أسبابه السياسيّة‬ ‫واالجتماعيّة والتي ّ‬ ‫تتغذى بشكل يوميّ بممارسات‬ ‫األطراف السوريّة‪ ،‬فالفقر والقمع وغياب حرّ يّة‬ ‫التعبير وفقدان األم��ل بمشروع سياسيّ ‪ ،‬كلّها‬ ‫عوامل ّ‬ ‫تغذي اإلرهاب‪.‬‬

‫احملامي حممّد محو‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫مجتمع‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫العناصر على الحواجز‪ ،‬سادّية أم استبدادّية؟‬ ‫ع��ادة ما نتفاجأ من تصرّ فات‬ ‫بعض العناصر على الحواجز وهذا‬ ‫األمر ال ينطبق على جيش نظاميّ ‪،‬‬ ‫بل وينسحب على حواجز الجيش‬ ‫السوريّ الحرّ وباقي الجماعات‬ ‫المسلّحة وميليشيات تنظيم “داعش”‬ ‫ورغم تواجد بعض العناصر التي‬ ‫تتعامل بشكل جيّد مع المارّ ة إلاّ أ ّننا‬ ‫نخصّ بالذكر هنا العناصر التي‬ ‫ُتبدي سلوكيّات وحشيّة وتلجأ إلى‬ ‫إذالل اآلخرين‪.‬‬ ‫يمكن التنبّؤ أنّ هؤالء سيلجؤون‬ ‫إلى سلوكيّات مشابهة في حال تسلّمهم أيّ مركز‬ ‫سلطويّ ‪ ،‬وكما يمكننا أن نتو ّقع سلوكيّات مشابهة في‬ ‫حياتهم العاديّة مع اآلخرين‪ ،‬سيكولوج ّيا ً يُطلق مصطلح‬ ‫الساديّة على األفراد الذين يحصلون على ّ‬ ‫اللذة من‬ ‫خالل إلحاق األلم بالشريك الجنسيّ وهؤالء ‪-‬الساديّون‬ ‫سيكولوج ّيا ً ‪ -‬عادة ما نجد سلوكيّاتهم الطبيعيّة (خارج‬ ‫العمليّة الجنسيّة) لطيفة وبعيدة عن العنف أو اإليذاء‬ ‫وهذا بنسبة عالية نوعا ً ما‪ .‬أي أ ّننا نراهم عادة يتعاملون‬ ‫مع اآلخرين بطريقة لطيفة في حياتهم االجتماعيّة وفي‬ ‫عالقات العمل‪ ،‬لذا نميل إلى إطالق صفة الشخصيّة‬ ‫االستبداديّة على هؤالء وليس الساديّة‪.‬‬ ‫ورغم أنّ هؤالء االستبداديّون عادة ما يكونون‬ ‫ساديّين إلاّ أنّ العكس ليس صحيح تماماً‪.‬‬ ‫والشخصيّة االستبداديّة‪ ،‬وعادة ما ت ّتسم بصفات‬ ‫أهمّها الوالء األعمى للمعتقدات التقليديّة وخضوع‬ ‫كامل وانقياد أعمى للسلطة والعدوانيّة تجاه هؤالء‬ ‫الذين ال ي ّتفقون معه‪ ،‬إضافة إلى تكوين وجهة نظر‬ ‫سلبيّة حول ال ّناس بشكل عام‪ ،‬وهم أشخاص يحتاجون‬ ‫إلى قيادة قويّة وغير مهادنة على اإلطالق‪ ،‬واأله ّم هو‬ ‫ما يبدونه من ميل إلى إسقاط مشاعرهم من غضب‬ ‫وحقد وخوف على شخص آخر يكون الضحيّة‪ ،‬بدالً‬

‫من توجيهها نحو الذات‪ ،‬فالضحيّة هو الوجه اآلخر‬ ‫لها‪ ،‬والتعذيب الموجّ ه نحو الضحيّة‪ ،‬هو نفسه الموجّ ه‬ ‫نحو الذات‪ ،‬لك ّنها وجّ هت نحو الضحيّة كآليّة دفاعيّة‬ ‫لألنا‪.‬‬ ‫وقام العالم االجتماعيّ “ميلغرام” بإجراء تجربة وجد‬ ‫فيها “أنّ العديد من األشخاص قد يعتريهم الغضب مع‬ ‫أنفسهم أو مع من يقوم بإعطائهم األوامر عند تنفيذها‪،‬‬ ‫ولك ّنهم مع هذا يستمرّ ون في تنفيذها‪ ،‬أي أنّ مشاعرهم‬ ‫الخاصّة ومشاعر الذنب إن وجدت ال تلعب دوراً معيقا ً‬ ‫في تنفيذهم األوامر وانقيادهم بشكل أعمى بتنفيذهم تلك‬ ‫األوامر” لذا فإ ّنهم يحيدون بمشاعرهم جانباً‪ ،‬وعادة‬ ‫ما يكون جميع األشخاص “أعداء” بالنسبة لهم‪ ،‬وكر ّد‬ ‫فعل طبيعيّ فإ ّنهم يبدون القسوة والعنف في التعامل مع‬ ‫الجميع‪ ،‬وغالبا ً ما يكونون أصحاب قضيّة متحجّ ري‬ ‫الرؤوس وال يف ّكرون في األوامر الموجّ هة إليهم‪ ،‬بل‬ ‫يقومون بتنفيذها بشكل أعمى ودون أدنى شكّ‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى يقول د‪.‬حجازي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يتغذى من آليّتين متكاملتين وهما‬ ‫إنّ “التعذيب‬ ‫الظفر في معركة إخضاع الضحيّة وكسر المقاومة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التلذذ‬ ‫وإطالق العنان للسّاديّة الذاتيّة” وهذا ما يفسّر‬ ‫في التعذيب والقتل واالستمرار به إلى أقصى مداه‪،‬‬

‫مدارس نموذجّية لأليتام‪..‬‬ ‫في أخطر مدينة في العالم‬

‫فالجلاّ د يسعى إلى إثبات ذاته من خالل‬ ‫الضحيّة وكسرها‪ ،‬ويُرضي الزعيم أو‬ ‫القضيّة التي يعمل ألجلها‪ ،‬وبذلك يصل‬ ‫إلى الرضا عن ّ‬ ‫الذات‪ ،‬فالجلاّ د ال يرى‬ ‫ذاته إلاّ من خالل الزعيم والضحيّة وهو‬ ‫دونهما نكرة في نظره‪ ،‬وكلّما كانت‬ ‫الضحيّة أقوى كلّما تمادى وتف ّنن في‬ ‫تعذيبها أو في توجيه القسوة اتجاهها‪،‬‬ ‫وبالتالي يصل إلى رضا أكبر حول ذاته‬ ‫عند الوصول إلى مبتغاه ّ‬ ‫ولذة في نجاحه‪،‬‬ ‫فقد استطاع في النهاية كسر التح ّدي‬ ‫الذي نشأ مع الضحيّة لصالحه‪ ،‬وهو‬ ‫بذلك يح ّقق ذاته بكامل الفخر والزهو‪ ،‬فالجلاّ د يبحث‬ ‫عن أناه وعن تحقيق ذاته عن طريق األلم الذي يلحقه‬ ‫الذات ّ‬ ‫بالضحيّة‪ ،‬وتحقيق ّ‬ ‫بلذة السيطرة والقوّ ة‪ ،‬وكلّما‬ ‫كانت الضحيّة أكثر عناداً كلّما كان النصر عليها أكثر‬ ‫ّلذة وأش ّد تحقيقا ً لألنا وسطوتها‪ ،‬فعناد الضحيّة وقوّ تها‬ ‫هنا تش ّكل تهديداً له ولسطوة األنا ووجودها‪ ،‬لذا يتوجّ ب‬ ‫كسرها لقتل هذا التهديد عليها “أي األنا”‪.‬‬ ‫وبذلك يمكننا أن نستنتج ببساطة أنّ هذه السلوكيّات‬ ‫ال ترتبط فقط بعناصر الجيش النظاميّ ‪ ،‬بل هي أساسا ً‬ ‫مرتبطة بالشخصيّة بح ّد ذاتها وهي وفقا ً لميولها أو‬ ‫لظروفها تختار المكان المناسب لها ولتنفيس رغباتها‬ ‫وتو ّترها وصراعاتها‪.‬‬ ‫في نهاية األم��ر نجد أنفسنا أم��ام طرق مرضيّة‬ ‫في تحقيق ّ‬ ‫الذات وإثباتها وتحقيق الرضا‪ ،‬وفي ح ّل‬ ‫الصراعات الداخليّة وإسكات القلق وحماية األنا‬ ‫المه ّددة ومنع الشعور بالخواء الداخليّ وانعدام القيمة‬ ‫من الظهور على السطح‪ ،‬وذلك من خالل العمل على‬ ‫مسح قيمة الضحيّة وكسرها وانتزاع قوّ تها وهرسها‬ ‫جسد ّيا ً ونفس ّياً‪ ،‬عندها يغدو العنصر مرتاحا ً لما وصل‬ ‫إليه من نجاح في عمله وما ح ّققه لذاته من انجازات‪.‬‬

‫ريم احلاج‬

‫امل��دارس تض ّم أكثر من مائيت تلميذ‬ ‫وتلميذة‪ ،‬موزّعني على سبعة صفوف يف ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫صف حنو مخسة وعشرين طفال‪ً.‬‬

‫أنشطة ودعم نفس ّي وتدوير‬ ‫املواد‬

‫ّ‬ ‫مؤخراً في مدينة حلب‪ ،‬مدرستان لأليتام‬ ‫أُنشئت‬ ‫بجهود جمعيّة مكوّ نة من مجموعة من الباحثين‬ ‫ومدرّ سي الجامعات الموجودين في الواليات الم ّتحدة‪،‬‬ ‫والذين يق ّدمون الدعم الما ّديّ للنشاطات المدنيّة في‬ ‫المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السوريّة‪.‬‬ ‫أكثر من ‪ 200‬طفل وطفلة‬ ‫مدارس «أمل سورية» هي مدارس نموذجيّة ُتعنى‬ ‫بتدريس التالميذ األيتام الذين فقدوا عائالتهم نتيجة‬ ‫الصراع المستمرّ في سورية والعناية بهم وتهيئة‬ ‫السبل لتعويضهم عن الفترة التي تو ّقفوا فيها عن‬ ‫التعليم بشكل يتالءم مع الظروف الصعبة التي تمرّ بها‬ ‫المدينة‪ ،‬خصوصا ً في الفترة األخيرة التي تزايد فيها‬ ‫قصف النظام للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة‬ ‫بالبراميل المتفجّ رة التي تلقيها طائراته‪.‬‬ ‫ُتعنى هذه المدارس باأليتام من الصف األوّ ل‬ ‫االبتدائيّ ح ّتى الصفّ السابع‪ ،‬ويقوم باإلشراف على‬ ‫العمليّة التعليميّة فيها معلّمون ومعلّمات مختصّون‪،‬‬ ‫وتق ّدم الجمعيّة اللباس المدرسيّ الموحّ د‬ ‫للتالميذ‪ ،‬إضافة إلى لباس رياضيّ من‬ ‫بيجامات وأحذية‪.‬‬ ‫المدارس تض ّم أكثر من مائتي تلميذ‬ ‫ّ‬ ‫موزعين على سبعة صفوف‬ ‫وتلميذة‪،‬‬ ‫في ك ّل صفّ نحو خمسة وعشرين‬ ‫طفالً‪ ،‬كما أوضح السيّد «ماهر عماد‬ ‫الدين» مسؤول الجمعيّة في مدينة‬ ‫حلب‪ ،‬مؤ ّكداً أنّ هذه الطريقة تضمن‬ ‫ألاّ يكون العدد كبيراً والصفّ مزدحماً‪،‬‬ ‫ليستفيد التلميذ‪ ،‬ولتكون العمليّة التعليميّة‬ ‫عموما ً أكثر فائدة‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يشرف على التعليم في‬ ‫المدارس أكثر من خمسة‬ ‫وعشرين مدرّ سا ً ومدرّ سة‪،‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى مشرفات‬ ‫م��س��ؤوالت ع��ن حصص‬ ‫الدعم النفسيّ التي تت ّم في‬ ‫آخ��ر ساعتين من ال��دوام‬ ‫الرسميّ للمدرسة‪.‬‬ ‫وأك���د «ع��ل��ي غ��زال»‬ ‫م�����س�����ؤول األن���ش���ط���ة‬ ‫واإلشراف‪ ،‬أنّ حصص الدعم النفسيّ ضروريّة ج ّداً‬ ‫في هذه الفترة إلخراج األطفال من الحالة النفسيّة‬ ‫السيّئة الناتجة عن الوضع الراهن والمشاهدات التي‬ ‫يرونها ك ّل يوم‪ ،‬فيت ّم خالل حصص الدعم النفسيّ‬ ‫نشاطات ثقافيّة وترفيهيّة‪ ،‬وح ّل لوظائف التالميذ قبل‬ ‫ذهابهم إلى البيت‪ ،‬ليخرجوا من المدرسة وقد أنهوا‬ ‫جميع واجباتهم المدرسيّة‪.‬‬

‫الترفيه وألعاب ورسومات قام األطفال برسمها‪ ،‬وذلك‬ ‫الكتشاف موهبة ك ّل طفل على ح ٍد سواء‪ ،‬ويت ّم أيضا ً‬ ‫تعليم األطفال إعادة تدوير بعض المواد المستهلكة‪،‬‬ ‫مثل عبوات الكوال أو الصحون الفلينيّة‪ ،‬وتحويلها إلى‬ ‫أشياء تستخدم كزينة أو لوحات عرض‪ ،‬كما تخصّص‬ ‫حصّة تدريسيّة أسبوعيّة يت ّم فيها تدريس التالميذ مبادئ‬ ‫الحاسوب بإشراف مدرّ سة مختصّة لتعليمهم مهارات‬ ‫استخدام الحاسب‪ ،‬وماله من أه ّميّة في وقتنا الحالي‪.‬‬

‫وتقوم المشرفات أيضا ً بزيارة دوريّ��ة لمنازل‬ ‫ّ‬ ‫لالطالع على وضع الطفل خارج المدرسة من‬ ‫األيتام‬ ‫خالل المحيط االجتماعيّ الذي يعيش فيه‪ ،‬وإلعطاء‬ ‫اإلرشادات لألهالي القائمين على رعاية األيتام‪ ،‬وتقييم‬ ‫سلوك األطفال بين المدرسة والمنزل‪.‬‬

‫يصف ط��ارق‪ ،‬وه��و تلميذ في الصفّ الرابع‬ ‫االبتدائيّ ‪ ،‬شعوره في المدرسة «أ ّنه يشعر بالفرح في‬ ‫ك ّل يوم يأتي فيه إلى المدرسة وهو سعيد ج ّداً بمدرّ سيه‬ ‫وبالنشاطات التي تقوم بها المدرسة من حصص رسم‬ ‫وفنون»‪.‬‬

‫تحتوي المدرسة أيضا ً على غرفة ُتعرف باسم‬ ‫«غرفة األنشطة» والتي تض ّم مجموعة من أدوات‬

‫االستمرار‬ ‫وت ّم اعتماد نظام مالي مميّز للمدارس وبرواتب‬ ‫نموذجيّة للمشرفين عليها‪ ،‬وذلك لكيال‬ ‫تكون األمور الما ّديّة عائقا ً أمام العمليّة‬ ‫التعليميّة‪ ،‬وقد اع ُتمد في التدريس المنهاج‬ ‫الصادر عن وزارة التربية في الحكومة‬ ‫السوريّة المؤ ّقتة‪ ،‬التي ق ّدمت بدورها‬ ‫الكتب المدرسيّة لكا ّفة الصفوف مجّ اناً‪.‬‬ ‫ويع ّد مثل هذا النوع من المدارس‬ ‫خطوة جريئة وهامّة من قبل المشرفين‬ ‫عليها‪ ،‬بسبب ما تحتاجه‪ ،‬المدينة األخطر‬ ‫في العالم‪ ،‬مدينة حلب من جهد إلعادة‬ ‫استمرار تعليم أبنائها‪.‬‬

‫وسيم عبدو‬

‫عن الدعارة في‬ ‫حلب الغربّية‬

‫ّبثت قناة فضائيّة خليجيّة تقريراً عن النوادي‬ ‫الليليّة‪ ،‬التي تع ّج بكا ّفة أنواع العربدة في مناطق‬ ‫النظام في حلب‪ ،‬وال أدري إن كان محض صدفة‬ ‫عرض التقرير تزامنا ً مع مناسبة اليوم العالميّ‬ ‫لمناهضة العنف ض ّد المرأة في األسبوع الفائت‪،‬‬ ‫أم أنّ األمر يقف على عتبة التجييش اإلعالميّ‬ ‫بين الحلبيتين عبر تسليط الضوء على الموت في‬ ‫الشرقيّة والعبث والمجون في الغربيّة؟ غير أنّ ما‬ ‫جاء في هذا التقرير أعادني بالذاكرة إلى حديث أبي‬ ‫عمّا شاهده من حال نساء العراق بعد الحرب مع‬ ‫إيران والتي طالت لسنوات عديدة‪ ،‬حين كانت أنوثة‬ ‫الجسد الذي أنهكه الجوع والحاجة ُتباع مقابل وجبة‬ ‫طعام بسيطة‪ ،‬لم أستوعب يومها كيف يغدو الجوع‬ ‫موسم الربح لتجّ ار الجسد‪ ،‬ربّما أل ّننا لم نخض جوع‬ ‫الحروب ولم نختبر أبعاد السياسة في بل ٍد لفحها‬ ‫االستبداد لعقود حالت بيننا وبين اإلدراك بأنّ بعض‬ ‫السياسة هو فنّ االنتهازيّة ض ّد شعب يتوق إلى‬ ‫الحياة والحريّة وتقوده الطغاة إلى حروب استنزافيّة‬ ‫ويقامر بكرامته ولقمة عيشه أولئك التجّ ار‪ ،‬نعم‬ ‫حلب اليوم تع ّج بالعاهرات الجائعات والمستباحات‬ ‫والمغتصبات‪ ،‬ك ّل واحدة منهنّ يقيّد عنقها مسؤوليّة‬ ‫أكوام من اللحم الجائع تحت وطأة النزوح والموت‪،‬‬ ‫وليست هذه الظاهرة منحصرة في حلب وحسب‪ ،‬بل‬ ‫في ك ّل مدن العالم العربيّ والغربيّ ‪ ،‬حيث يتواجد‬ ‫فيها هذا الصنف من السوريّات‪ ،‬وقبل أن نحاكمهنّ‬ ‫أخالق ّيا ً وفق قوانين الوعيّ االجتماعيّ الموروث‬ ‫في بالدنا‪ ،‬الب ّد لنا من العودة إلى الشعار األوّ ل‬ ‫الذي هتفه الشعب السوريّ “الموت وال المذلّة” في‬ ‫هذا الوقت الذي يهيمن فيه الموت والمذلّة‪ ،‬فإذا كان‬ ‫الموت يبسط سطوته على المناطق الشرقيّة في‬ ‫مدينة حلب‪ ،‬فإنّ المذلّة هي الجاثمة بجبروتها فوق‬ ‫أرواح من يقطن في المناطق الغربيّة و َمن نزح إليها‬ ‫هربا ً من الموت‪ ،‬كيف ال وقد خلت تلك المناطق من‬ ‫الشباب خوفا ً من السحب إلى الخدمة في الجيش‬ ‫السوريّ ‪ ،‬وتكاثف تواجد األرامل النازحات من‬ ‫المناطق الشرقيّة التي ُتباد بشكل كليّ ‪ ،‬والعجائز‬ ‫الذين فقدوا أبناءهم‪ ،‬وقدرتهم على العمل‪ ،‬في حين‬ ‫ّ‬ ‫تضخمت سطوة األمن والشبّيحة وسيطرتهم على‬ ‫ّ‬ ‫منظمات اإلغاثة‬ ‫مواد اإلغاثة وآليّة توزيعها‪ ،‬أمّا‬ ‫بوصفها ّ‬ ‫منظمات حياديّة فبات عملها محدوداً تحت‬ ‫الرقابة الدائمة والمساءلة األمنيّة‪ ،‬بل تجاوز األمر‬ ‫إلى اعتقال الكثير من الناشطين في مجال اإلغاثة‬ ‫الذين كانوا يقومون بتحضير ورشات مهنيّة لتدريب‬ ‫النساء النازحات‪ ،‬أو ح ّتى النساء المتضرّ رات‬ ‫من الحرب على األعمال اليدويّة كمصدر رزق‬ ‫يقيهنّ من العوز والمذلّة‪ ،‬ومن المؤسف أن يعتقد‬ ‫أحدهم بأنّ تأمين الغذاء وحسب للنازحين هو من‬ ‫أولويّات اإلغاثة متناسيا ً أ ّنه إذا أعطى المحتاج‬ ‫سمكة سيأكل ليومه‪ ،‬لكن إن علّمه كيف يصطاد‬ ‫سيأكل ك ّل يوم‪ ،‬أمّا إذا عدنا إلى ما بدأنا به حول‬ ‫التقرير عن النوادي الليليّة‪ ،‬فإ ّنه يكفي أن نشير إلى‬ ‫أنّ تركيبة المدن ونسيجها االجتماعيّ واحد‪ ،‬فكيف‬ ‫بمدينة مثل حلب التي تع ّد محافظة بوعيها التقليديّ‬ ‫وهذا الوعيّ االجتماعيّ ال يتالشى بسهولة في‬ ‫انقسامات الحروب والجبهات‪ ،‬إنّ ما يروّ جه أمثال‬ ‫أصحاب هذا التقرير حول انقسام حلب إلى جزء‬ ‫داعر وجزء شهيد هو أمر يندرج تحت التجييش‬ ‫اإلعالميّ لصالح فئة معيّنة تستهدف أن نتناسى‬ ‫ّ‬ ‫ضخها إلغاثة عائالت تلك‬ ‫حجم األموال التي ت ّم‬ ‫النسوة‪ ،‬غير أ ّنها استقرّ ت في جيوبهم‪ ،‬والدليل‬ ‫على ما نذهب إليه هو ما نجده من حال الكثير‬ ‫من السوريّات في بلدان النزوح‪ ،‬وال نعني هنا أن‬ ‫ننفي تفاقم وضع تجارة الدعارة التي تستغ ّل ظروف‬ ‫الحرب‪ ،‬غير أ ّننا بحاجة إلى أن نعرّ ي األسباب قبل‬ ‫محاكمة النتائج‪ ،‬نحن بحاجة أن نقول ال للمتاجرة‬ ‫بالسوريّات إغاث ّيا ً لسرقة حقوقهنّ ومن ث ّم اتهامهنّ‬ ‫باالنحطاط األخالقيّ ‪ ،‬فالعاهرة قد ال تتم ّكن من‬ ‫الحديث عن الشرف‪ ،‬لك ّنها تستطيع أن تخبرنا الكثير‬ ‫عن الصدق والكذب‪ ،‬السرقة والمتاجرة بعوزها في‬ ‫الحرب‪ ،‬فال ب ّد لنا أن نميّز ما بين األخالق اإلنسانيّة‬ ‫التي تناهض العنف ض ّد المرأة والشرف الجسديّ‬ ‫المستباح‪ ،‬ومن م ّنا بال خطيئة فليرجمها بحجر‪.‬‬

‫م ّي الفارس‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد ‪20‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫قرقعة السالح واألغنية‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫«إذا أردّت أن تعرف حضارة بلد فامسع موسيقاه» كونفوشيوس‬ ‫كلمة موسيقى تتضمّن الغناء‪ ،‬باعتبار أنّ‬ ‫األغنية ‪ -‬كلمة ولحنا ً ‪ -‬هي انعكاس وج��دان‬ ‫ومشاعر مجموعة بشريّة مح ّددة في الزمكان‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬كانت أغاني وأهازيج الثورة السوريّة‬ ‫ْ‬ ‫واكبت األغنية‬ ‫بسيطة وجميلة كلمة ولحناً‪ ،‬فقد‬ ‫مراحل الثورة منذ بداياتها السلميّة‪ ،‬وعب ْ‬ ‫ّرت عن‬ ‫مطالب السوريّين الذين خرجوا يهتفون للحرّ يّة‬ ‫وإس��ق��اط نظام االس��ت��ب��داد‪ ،‬ولصدقها وجمالها‬ ‫ْ‬ ‫انتشرت بسرعة في ك ّل المدن واألرياف‬ ‫وبساطتها‬ ‫السوريّة‪ ،‬رغم التباين في اللهجات‬ ‫المحلّيّة بين منطقة وأخرى‪.‬‬ ‫ل�����ك�����ن‪،‬‬ ‫وم��ع قرقعة‬ ‫السالح‪ ،‬كان‬ ‫ال ب��� ّد لهذه‬ ‫األغ��ن��ي��ة من‬ ‫أن ت��ت��ل��وّ ث‬ ‫بهذه القرقعة‪،‬‬ ‫س��واء أكانت‬ ‫م���ن ج��ان��ب‬ ‫ا لمعا ر ضة ‪:‬‬ ‫(ي���ا ماحلى‬ ‫ال��ن��وم على‬ ‫صوت الدبّابة) أغنية ك��ورال‪ ،‬و(يا‬ ‫ماهر وي��اديّ��وس على راس��ك بدنا‬ ‫ندوس) غناء معن الجرجنازي‪ ،‬أم كانت من جانب‬ ‫النظام‪( :‬يا أوباما ماهر بعدو بالبيجامه) أو (يا‬ ‫عرعور ويا عاهر وهللا ليدوسك ماهر) غناء بهاء‬ ‫اليوسف‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫انحدرت‬ ‫مع ازدياد مستوى العنف‪ ،‬بالطبع‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وأصبحت عبارة عن كالم‬ ‫األغنية أكثر فأكثر‪،‬‬ ‫بذيء سوقيّ ‪ ،‬فيه الكثير من السباب والشتائم‬ ‫والكلمات البذيئة التي يخج ُل المرء من التل ّفظ بها‪،‬‬ ‫لحن معروف و ُتغ ّنى بطريق ٍة تشبه‬ ‫ُتر ّكب على‬ ‫ٍ‬ ‫اإللقاء‪ ،‬واألبشع هنا‪ ،‬هو ز ُّج األطفال في هكذا‬ ‫أغاني‪.‬‬ ‫بعد أن ز ّج حزب هللا ‪ -‬على أسّس طائفيّة ‪-‬‬

‫ْ‬ ‫واكبت األغنية – أيضا ً ‪ -‬هذا‬ ‫مقاتليه إلخماد الثورة‪،‬‬ ‫االنحدار‪ ،‬فكانت األغنية المشبعة بالحقد الطائفيّ‬ ‫ْ‬ ‫جاءت كر ّد‬ ‫(احس ْم نصرك في يبرود) واألغنية التي‬ ‫عليها‪ ،‬وبعيداً عن أغاني «المواالة والمعارضة»‬ ‫تسلّ ْ‬ ‫لت إلى كلمات األغاني العاطفيّة‪ ،‬والتي ليس‬ ‫لها صبغة ثوريّة‪ ،‬أسماء األسلحة‪ ،‬لتعبّر بدورها‬ ‫عن الحالة المتر ّدية لوضع األغنية بشكل عام‪،‬‬ ‫وكنتيجة لتر ّدي ك ّل مناحي المجتمع‪ ،‬فهذا «وفيق‬ ‫ي����غ����ن����ي‬ ‫ح��ب��ي��ب»‬ ‫ق��ل��ب��ي وال‬ ‫( ا جر حي‬

‫ور ّ‬ ‫ْت�����داوي‬ ‫شي علييّ‬ ‫وال تفوتنا‬ ‫كمياوي)‬ ‫هنا‪ ،‬اإلش��ارة إلى استخدام هذه األغنية للفظة‬ ‫(كيماوي) تحديداً‪ ،‬لجعلها متداولة بشكل اعتياديّ ‪،‬‬ ‫وتفريغها من ماهيّتها الرهيبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤخراً‪ ،‬انحدر المستوى ليصل باألغنية إلى‬ ‫ّ‬ ‫مؤخرة «فارس الحمزاوي» في أغنيته (لطيزي‬ ‫ال ترجعي)‪ ،‬وليس مستغربا ً أن تصبح األغنية‬ ‫األكثر رواجا ً في «السوق» وخاص ًّة في المناطق‬ ‫ْ‬ ‫مازالت تحت سيطرة النظام‪ ،‬وذلك تعبيراً من‬ ‫التي‬ ‫الالوعي عن حالة الهروب إلى األمام‪ ،‬والتصفيق‬ ‫لك ّل جديد‪ ،‬مهما كان سوق ّيا ً ورخيصاً‪ ،‬وضمن‬ ‫محاوالت التورية لما فعله ويفعله من دمّر البلد‪،‬‬

‫حجاب النساء من اجلهة الدينيّة*‬

‫والتصفيق له‪.‬‬ ‫مع ظهور «داعش» وتم ّددها‪ ،‬حمل الوافدون‬ ‫الجُدد معهم أغانيهم وجلّها مو ّ‬ ‫شاة بلكنة غير‬ ‫سوريّة حسب المنطقة الوافدة منها‪ ،‬طبعا ً‬ ‫ْ‬ ‫اقتصرت‬ ‫األغنية على الصوت البشريّ ‪ ،‬سواء أكان غناء‬ ‫ْ‬ ‫وغدت األغنية عرجاء لغياب‬ ‫منفرداً أو كورال ّياً‪،‬‬ ‫نصفها اآلخر وهو الموسيقى‪ ،‬لتحريمها شرعاً‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أصبحت إلقا ًء ملحّ نا ً أو‬ ‫ولم تع ِد األغنية أغنية‪ ،‬بل‬ ‫أنشودة أو حُداء‪ ،‬وتغي ْ‬ ‫ّرت شكالً ومضموناً‪ ،‬فلم‬ ‫تعد أغنية حبّ وفرح‪ ،‬بل لم تعد أغنية‬ ‫حياة‪ ،‬وغدت أغنية موت واستشهاد‪،‬‬ ‫وف��ي أفضل األح���وال م��راث��ي رع��اع‬ ‫أح��ي��اء وقرقعة‬ ‫س��ل�اح‪ ،‬وق��ت��ل‬ ‫وذب��ح الكافرين‬ ‫أع���داء ال��دي��ن‪،‬‬ ‫والمنشد األه�� ّم‬ ‫ل��ه��ذه األغ��ان��ي‬ ‫ه��و «أب���و بكر‬ ‫ا لحضر ميّ » ‪،‬‬ ‫وم����ث����ال ه���ذه‬ ‫األغ������ان������ي‬ ‫(ب��رش��اش��ات��ه��م‬ ‫ّ‬ ‫سطروا الملحمة) أو (وي��ا بغدادي يا‬ ‫مرهب األعادي)‪ ،‬وأغنية (أفليس موتي‬ ‫في حياتي م��رّ ة‪ ،‬لما ال يكون ختامها‬ ‫استشهادي)‪ ،‬وبعد إعالن دولة الخالفة أُمِرنا جميعا ً‬ ‫بمبايعة الخليفة في أغنية (قوموا جميعا ً بايعوا‬ ‫البغدادي‪ ،‬الفاطميّ الهاشميّ السادي)‪ ،‬وال فرق أن‬ ‫تكون الكلمة من السيادة أو الساديّة والتسلّط‪ ،‬حيث‬ ‫تمضي األغنية في كلماتها ل ُتع ّدد مناقب البغداديّ ‪،‬‬ ‫وال تختلف عن أيٍّ من األغاني التي تمجِّ د أيّ‬ ‫ْ‬ ‫زادت عليها أ ّنه هنا أمير‪ ،‬ويشرّ فنا‬ ‫دكتاتور‪ ،‬بل‬ ‫أن نفتخر بحسبه ونسبه على طريقة القبائل البدويّة‬ ‫قبل اإلسالم‪.‬‬ ‫فكيف سنتعرّ ف من خالل ك ّل هذه األنواع من‬ ‫القرقعة‪ ،‬على الحضارة التي تح ّدث عنها الحكيم‬ ‫«كونفوشيوس»؟‬

‫أسعد شالش‬

‫الدولي من أن يقوم بدوره تجاهنا‪،‬‬ ‫«الب ّد للمجتمع‬ ‫ّ‬ ‫وإلاّ ستتنامى ظاهرة التطرّف» ‪2/1‬‬ ‫أمحد الرمح‪ :‬كاتب وباحث وداعية إصالح دي ّ‬ ‫ين‪ ،‬له ع ّدة كتب مطبوعة وعشرات احملاضرات‬ ‫واملقاالت‪ ،‬عضو اهليئة التنفيذيّة للكتلة الوطنيّة الدميقراطيّة‪ ،‬من مؤ ّسسي جلان اجملتمع املدن ّي‪.‬‬ ‫وقدره وقدر الشعوب االنتصار دائما ً على الجالد‬ ‫واالستبداد‪.‬‬

‫تسعى صحيفة «كلّنا سوريّون» إلى تسليط‬ ‫الضوء باتجاه اإلسالم المعتدل من خالل صفحاتها‪،‬‬ ‫وفي هذا السياق أجرينا لقا ًء مع األستاذ أحمد الرمح‬ ‫كفاتحة لهذه الحوارات‪ ،‬ننشر فيما يلي قسمه األوّ ل‪:‬‬ ‫السوري نازح‪،‬‬ ‫• اليوم‪ ،‬نصف الشعب‬ ‫ّ‬ ‫ُعشره قُتل‪ ،‬وق� ّ�وات النظام وطيرانه والتحالف‬ ‫الدولي يفتكون بمن تب ّقى‪ .‬ثلث األرض السور ّية‬ ‫ّ‬ ‫بيد تنظيم «داعش» و‪ ،...‬كيف يمكننا الحديث‬ ‫سوري بعد اآلن؟‬ ‫عن مجتمع‬ ‫ّ‬

‫ك هناك أزم��ات كثيرة يعاني منها هذا‬ ‫الش�� ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجتمع تولدت نتيجة تفحّ ش النظام والتنظيمات‬ ‫التي أس��اءت للثورة والمجتمع‪ ،‬ولكن هذه هي‬ ‫الثورة وهذا ثمن الحرّ يّة ‪...‬ال توجد متعة في الدنيا‬ ‫إلاّ ولها ثمن مدفوع فكيف إذا كانت المتعة هنا هي‬ ‫الحرّ يّة؟ الب ّد من ثمن باهظ وهذه هو ديدن الثورات‬ ‫العظيمة واقرؤوا التاريخ‪ .‬المشكلة هنا‪ :‬في م َُعبِّرات‬ ‫ّ‬ ‫لتحزباته‬ ‫الثورة وعلى رأسها االئتالف الذي تفرّ غ‬ ‫وتك ّتالته وانشغل بخالفاته واختالفاته ونسي هذا‬ ‫المجتمع العظيم والمسكين ولم يعد يعره أيّ انتباه‪.‬‬ ‫وإذا لم يقم بالدور المطلوب منه تجاه المجتمع‬ ‫فإ ّننا أم��ام مخاطر نفسيّة واجتماعيّة وأخالقيّة‬ ‫خطيرة ته ّدد بنيته عندئذ ال معنى ألن نربح الثورة‬ ‫ونخسر المجتمع‪ .‬هناك احتياجات كثيرة وكبيرة‬ ‫لهذا المجتمع إنْ لم يستطع االئتالف والحكومة‬ ‫المؤ ّقتة تأمين الح ّد األدنى منها فعليهما الرحيل‬ ‫ولنبحث عن بدل لهما‪ .‬المجتمع أه ّم من الثورة أل ّنه‬ ‫الحاضن االجتماعيّ لها ومن أجله قامت الثورة‪.‬‬ ‫إنّ مجتمعنا مقبل على كارثة إنسانيّة والمطلوب‬ ‫من (مؤسّسات الثورة) االنتباه الحتياجاته قبل‬ ‫أن تتحوّ ل األمراض االجتماعيّة إلى وباء‪ ،‬والب ّد‬ ‫للمجتمع الدوليّ أن يقوم بدوره تجاهنا وإلاّ ستتنامى‬ ‫ظاهرة التطرّ ف وسيغدو وطننا مالذاً للمستضعفين‬ ‫والمقهورين والمتطرّ فين‪.‬‬

‫الرمح‪ :‬ربّما الحديث عن المجتمع السوريّ‬ ‫اآلن فيه غصّة وألم ولكن التاريخ سيتح ّدث عاجالً‬ ‫أم آجالً عن هذا المجتمع العظيم الذي عانى من ك ّل‬ ‫أنواع الظلم واالضطهاد باإلضافة للقتل والتشريد‬ ‫الوطني تقاعد ث ّم‬ ‫• ب��األم��س المجلس‬ ‫ّ‬ ‫ومع هذا لم يزل مصرّ اً على الهدف الذي خرج‬ ‫ائتالف قوى الثورة والمعارضة يتف ّكك‪ ،‬ور ّبما‬ ‫من أجله‪ ،‬أال وهو الحرّ يّة والكرامة والعدالة‬ ‫تتش ّكل أجسام جديدة للمعارضة‪ ،‬هل هذا شيء‬ ‫االجتماعيّة التي ستتح ّقق بسقوط هذا النظام‪ .‬اليوم‬ ‫السوري أصالً‪ ،‬أم أ ّنه ناتج عن‬ ‫في بنية المجتمع‬ ‫ّ‬ ‫هناك مجتمع يعاني كثيراً تركه الجميع لمصيره‬ ‫مؤ ّثرات خارج ّية؟‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ثقافة‬

‫الرمح‪ :‬سؤالك‪ ،‬هل هذا في بنية المجتمع‬ ‫السوريّ ‪ ،‬فالجواب‪ :‬نعم لع ّدة أسباب منها‪ :‬أنّ‬ ‫المجتمع العربيّ عموما ً وال��س��وريّ خصوصا ً‬ ‫تسيطر عليه فكرة (كاريزما الفرد) بمعنى أ ّنه يجب‬ ‫أن يكون هناك قائد رمز يقود أيّة عمليّة تحوّ ل‬ ‫ثوريّ لكون (كاريزما الفكرة) غريبة عن ذهنيّته‬ ‫ألسباب تاريخيّة وسيطرة فكرة المخلّص الفرد‬ ‫تاريخ ّياً‪ .‬ومنها أيضاً‪ ،‬أنّ ثقافة التشاركيّة مغيّبة‬ ‫لدى المعارضة السياسيّة في حين تسيطر فكرة‬ ‫الحزب الواحد والقائد وهذه ثقافة تربّى عليها أكثر‬ ‫من جيل‪ ،‬ومنها االستمتاع بثقافة القطيعة مع اآلخر‬ ‫الشريك في الهدف الثوريّ ‪ ،‬ألنّ غالبيّة المعارضة‬ ‫السياسيّة لم تخرج من تخندقها الحزبيّ ‪ ،‬وفكر‬ ‫الخمسينات والس ّتينات‪ ،‬التي بُنيت على أساس‪ :‬ما‬ ‫أراه الصواب المطلق وما يطرحه غيري الخطأ‬ ‫المطلق‪ .‬وال ننسى سياسة النظام على مدى خمسين‬ ‫عاما ً التي دأبت على عمليّة زرع ثقافة التناحر‬ ‫واالختالف وعدم التوافق واالنسجام ما بين أبناء‬ ‫الوطن (عشائر ّيا ً وطائف ّيا ً ومناطق ّيا ً وحزب ّياً) وكلّنا‬ ‫ّ‬ ‫التشظي وتفتيت األحزاب‬ ‫يعلم كيف قام بعمليّة‬ ‫ّ‬ ‫التي قبلت أن تعمل تحت ظله‪ ،‬فنحن أبناء هذه‬ ‫الثقافة والممارسة ولنا جنوح نحو التف ّتت واالنقسام‬ ‫ولذلك غير مستغربة‪ .‬ولكنّ المستغرب أ ّننا النزال‬ ‫نمارس تلك الثقافة السيئة بعد قيام الثورة ونحن‬ ‫على يقين أ ّنها معوّ ق كبير من معوّ قات انتصار‬ ‫ّ‬ ‫المؤثرات الخارجيّة‬ ‫الثورة وخالص المجتمع‪ .‬أمّا‬ ‫فقد لعبت دوراً مه ّما ً في عمليّة التفكيك واالنقسام‬ ‫والدول لها مصالحها‪ ،‬ولكنّ العيب في المعيب في‬ ‫حالة الثورة السوريّة أن يرتهن الثائر والسياسيّ‬ ‫لتلك األجندات ليجعل منها أولويّة تتق ّدم على‬ ‫الهدف الثوريّ ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫حاوره‪ :‬بشار فستق‬

‫اإلمام الشيخ حممّد عبده (‪)1905 – 1849‬‬

‫«‪..‬خوّ ْ‬ ‫لت الشريعة للمرأة ما للرجال من الحقوق‪ ،‬وألقت عليها‬ ‫ّ‬ ‫الحق في إدارة أموالها‬ ‫تبعة أعمالها المدنيّة والجنائيّة؟‪ ،‬فللمرأة‬ ‫والتصرّ ف فيها بنفسها‪ .‬فكيف يمكن لرجل أن يتعاقد معها من‬ ‫غير أن يراها ويتح ّقق من شخصيّتها؟!‬ ‫ومن غريب وسائل التح ّقق أن تحضر المرأة مغل ّفة من رأسها‬ ‫إلى قدميها‪ ،‬أو تقف من وراء ستار أو باب‪ ،‬ويقال للرجال‪ :‬ها‬ ‫هي فالنة التي تريد أن تبيعك دارها أو تقيمك وكيالً في زواجها‬ ‫ُ‬ ‫بعت‪ ،‬أو‪ :‬و ّكلت ويكتفي بشهادة شاهدَ ين من‬ ‫مثالً‪ ،‬فتقول المرأة‪:‬‬ ‫األقارب أو األجانب على أ ّنها هي التي باعت أو و ّكلت‪ ،‬والحال‬ ‫أ ّنه ليس في هذه األعمال ضمانة يطمئنّ إليها أحد‪ .‬وكثيراً ما‬ ‫أظهرت الوقائع القضائيّة سهولة استعمال الغشّ والتزوير في مثل‬ ‫هذه األحوال‪ ،‬فكم رأينا أنّ امرأة تزوّ جت بغير علمها‪ ،‬وأجّ رت‬ ‫أمالكها بدون شعورها‪ ،‬بل تجرّ دت من ك ّل ما تملكه على جهل‬ ‫منها‪ ،‬وذلك كلّه ناشئ من تحجّ بها وقام الرجال دونها يحولون‬ ‫بينها وبين من يعاملها‪.‬‬ ‫كيف يمكن المرأة محجوبة أن ت ّتخذ صناعة أو تجارة للتعيّش‬ ‫منها إن كانت فقيرة؟ كيف يمكن لخادمة محجوبة أن تقوم بخدمة‬ ‫بمنزل فيه رجال؟ كيف يمكن لتاجرة محجوبة أن تدير تجارتها بين‬ ‫الرجال؟ كيف يتس ّنى لزارعة محجوبة أن تفلح أرضها وتحصد‬ ‫زرعها؟ كيف يمكن لعاملة محجوبة أن تباشر عملها إذا أجّ رت‬ ‫نفسها للعمل في بناء بيت أو نحوه؟! وبالجملة‪ ..‬فقد خلق هللا هذا‬ ‫العالم‪ ،‬وم ّكن فيه النوع اإلنسانيّ ليتم ّتع من منافعه بما تسنح له‬ ‫قواه في الوصول إليه‪ ،‬ووضع للتصرّ ف فيه حدوداً تتبعها حقوق‪،‬‬ ‫وسوّ ى في التزام الحدود والتم ّتع بالحقوق بين الرجل والمرأة‬ ‫من هذا النوع‪ ،‬ولم يقسم الكون بينهما قسمة أفزاز (انفراد)‪ ،‬ولم‬ ‫يجعل جانبا ً من األرض للنساء يتم ّتعن بالمنافع فيه وحدهنّ وجانبا ً‬ ‫للرجال يعملون فيه في عزلة عن النساء‪ ،‬بل جعل متاع الحياة‬ ‫مشتركا ً بين الصنفين‪ ،‬شائعا ً تحت سلطة قواهما بال تمييز‪.‬‬ ‫فكيف يمكن مع هذا المرأة أن تتم ّتع بما شاء هللا أن تتم ّتع به‬ ‫مما هيّأها له‪ ،‬بالحياة ولواحقها من المشاعر والقوى‪ ،‬وما عرضه‬ ‫عليها لتعمل فيه من الكون المشترك بينهما‪ ،‬إذا حُظر عليها أن‬ ‫تقع تحت أعين الرجال‪ ،‬إلاّ من كان من محارمها؟؟‪ ...‬ال ريب أنّ‬ ‫هذا ممّا لم يسمح به الشرع ولن يسمح به العقل‪..‬‬ ‫لهذا رأينا أنّ الضرورة أحالت الثبات على هذا الضرب‬ ‫من الحجاب عند أغلب الطبقات من المسلمين‪ ،‬كما نشاهده‬ ‫في الخادمات والعامالت وس ّكان القرى‪ ،‬ح ّتى من أهل الطبقة‬ ‫الوسطى‪ ،‬بل وبعض أهل العلياء من أهل البادية والقرى‪ ،‬والك ّل‬ ‫مسلمون‪ ،‬بل قد يكون الدين أمكن منه في أهل المدن!!‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وقفت المرأة في بعض مواقف القضاء خصما ً أو شاهداً‪،‬‬ ‫إذا‬ ‫كيف أ ّنه يسوّ غ لها ستر وجهها؟ مضت سنون والخصوم وقضاة‬ ‫المحاكم أنفسهم غافلون عمّا يه ّم في هذه المسألة‪ ،‬متساهلون في‬ ‫رعاية الواجب فيها‪ ،‬فهم يقبلون أن تحضر المرأة أمامهم مستترة‬ ‫الوجه‪ ،‬وهي م ّدعية أو م ّدعى عليها أو شاهدة‪ ،‬وذلك منهم استسالم‬ ‫للعوائد‪ ،‬وليس يخاف ما في هذا التسامح من الضرر الذي يصعب‬ ‫استمراره فيما أظنّ ‪ .‬ذلك لعدم الثقة بمعرفة الشخص المستتر‪،‬‬ ‫ولما في ذلك من سهولة الغشّ ‪.‬‬ ‫ك ّل رجل يقف مع امرأة موقف المخاصمة من همّه أن يعرف‬ ‫تلك التي تخاصمه‪ .‬وله في ذلك فوائد كثيرة‪ ،‬من أهمّها صحّ ة‬ ‫التمسّك بقولها‪ ،‬وال أظنّ أ ّنه يسوّ غ للقاضي أن يحكم على شخص‬ ‫مستتر الوجه وال أن يحكم له‪ ،‬وال أظنّ أ ّنه يسوّ غ له أن يسمع‬ ‫شاهداً كذلك‪ .‬بل أقول‪ :‬إنّ أوّ ل واجب عليه أن يتعرّ ف وجه الشاهد‬ ‫والخصم‪ ،‬خصوصا ً في الجنايات‪ ،‬وإلاّ فأيّ معنى لما أوجبه‬ ‫الشرع والقانون من السؤال عن اسم الشخص وس ّنه وصناعته‬ ‫ومولده؟ وماذا تفيد معرفة هذه األمور كلّها إذا لم يكن معروفا ً‬ ‫بشخصه؟!‬ ‫والحكمة في أنّ الشريعة الغرّ اء كلّفت المرأة بكشف وجهها عند‬ ‫تأدية الشهادة‪ ،‬كما مرّ ‪ ،‬ظاهرة‪ ،‬وهي تم ّكن القاضي من التفرّ س‬ ‫في الحركات التي تظهر عليه‪ ،‬فيق ّدر الشهادة بذلك قدرها‪»..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫*األعمال الكاملة لإلمام الشيخ مح ّمد عبده الجزء الثاني‪ ،‬ص (‪– 107‬‬ ‫‪ )109‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الشروق‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫العدد ‪20‬‬

‫ثقافة‬

‫وماذا تعرف عن عاشقة كانت أنا؟‬ ‫وم����اذا تعرف‬ ‫عن خيبة عاشقة‬ ‫جاءتك خلسة عن‬ ‫الحرب والخوف‬ ‫مختبئة في ثياب‬ ‫العيد َفر ّدها قلبك‬ ‫مكسورة الخاطر؟‬ ‫وم��اذا تعرف عن‬ ‫وجع الوقت؟ عن‬ ‫اس��ت��ه�لاك��ه دون‬ ‫ح���ذر ف���ي ح��زن‬ ‫مكرّ ر انتظاراً للذي ال يأتي؟ وماذا تعرف عن الحسرة‬ ‫التي يتركها الطريق فينا حين وألوّ ل مرّ ة نمشيه دون أن‬ ‫نف ّكر بالنظر خلفنا؟ وماذا تعرف عن قلب تسكنه الريح‬ ‫وتلعب فيه كطفلة يتيمة ال أهل لها؟ وماذا تعرف عن‬ ‫لعبة الموت والحياة التي ألعبها مع المسافات والحدود‬ ‫كي أعبرها ك ّل مرّ ة دون أن تأخذ قطعة من قلبي الذي‬ ‫أُحبّك به فتتركه ناقصا ً ووحيداً؟ وماذا تعرف عن الوطن‬ ‫اآلخر الذي لم يأكله الطغاة ولم تحاصره الدبّابات‪ ،‬لك ّنه‬ ‫مات في حادث مروريّ غير مقصود؟‬ ‫أنت ال تعرف شيئا ً عن حطب أيّامي الذي أحرقته‬ ‫َ‬ ‫كنت مريضا ً بي؛ فالحمّى التي أصابتك‬ ‫أمامك حين‬ ‫تسبّبت في رفع حرارتك ح ّتى لم تنتبه وقتها لك ّل‬ ‫ُ‬ ‫كنت أكثر حرصا ً على حياتك من‬ ‫ما حدث‪ ،‬وأل ّنني‬ ‫ُ‬ ‫ونسيت أن أحمي جسدي من‬ ‫حبّك لي جعل ُتك تتعافى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وقعت أنا طريحة‬ ‫تماثلت للشفاء ح ّتى‬ ‫العدوى؛ وما إن‬ ‫األلم وضحيّة عدم االنتباه‪ ،‬لك ّنك بدالً من أن تحضر لي‬ ‫بعض الثلج درّ َ‬ ‫بت َوردك على الطيران ودمعك على‬ ‫الجفاف‪ ،‬وأضأت بي غرف المنزل المعتم كي ال ّ‬ ‫تتعثر‬ ‫فيقع قلبك دون أن تنتبه‪ ،‬وحين نفذ زيتي كنت تعلّمت‬ ‫الرحيل جيّداً‪.‬‬ ‫لن أفرش طريقك نحوي بالورد بعد اآلن‪.‬‬ ‫خطاك التي درّ ب َتها على الهذيان في الشوارع العامّة ما‬ ‫ع ّد ُ‬ ‫ت أميّزها‪ ،‬اختلطت عليّ آثارها مع خطوط الخراب‬ ‫في ك ّل مكان‪ ،‬لن أنادي عليك ح ّتى لمرّ ة أخيرة‪ ،‬ولن‬ ‫أتذرّ ع أنّ الج ّنيّة صرخت في فمي فأصابني الخرس‪،‬‬ ‫كما لن أص ّدق أنّ الوقت لم يكن في صالحك‪ ،‬وحده‬ ‫الحبّ لم يكن في صالحك‪ ،‬وحده قلبك الذي جرّ ني آالف‬ ‫المرّ ات من ذيل فستاني ليتفرّ ج على ألمي ويضحك له‪،‬‬

‫كان قادراً على اللعب في إبرة البوصلة كيفما يشاء فدفع‬ ‫حزني إلى الجدار وأدار ابتسامته العارية للنافذة‪.‬‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫نقابة الفنّانين أحد األفرع األمنّية‬ ‫لقاء مع الفنّان عامر السبيعي‬

‫عامر سبيع ّي «أبو رفيق» لكلّنا سوريّون‪:‬‬ ‫«والدي له ح ّجته يف موقفه وأنا أعلم أنّه أصيل»‬ ‫«أنا ال أتش ّرف بنقابة الفنّانني وأعتربها فرع أم ّ‬ ‫ين للنظام القمع ّي»‬

‫لن أبكي عليك بعد اآلن‪ ،‬ولن أكسر الشمس على‬ ‫َ‬ ‫تعبت من الغربة‬ ‫بالط الغرفة كي أد ّفئ قدميك كلّما‬ ‫وفتحت حقائب نسيان الوطن كي تخلع ثيابك وترتديني‪،‬‬ ‫لن ّ‬ ‫أنظف عتبة البيت بأغنية أو رقصة نهاريّة‪ ،‬ولن‬ ‫أترك الباب مفتوحا ً لقصائدك التي لم تكتبها بعد؛ ك ّل ما‬ ‫في األمر أ ّنني سأترك قلبي مفتوحا ً لتخرج منه ببط ٍء‬ ‫شديد فال يتف ّقد قفله بعد اآلن‪ ،‬وال ي ُع ّد المرّ ات التي‬ ‫َ‬ ‫أضعت المفتاح‪.‬‬ ‫طرق َته فيها بعد أن‬ ‫المعطف الذي علّق َته باألمس وراء الباب ال يصلح‬ ‫مدفأة للشتاء القادم! أنا البعيدة عن العين؛ المبعدة عن‬ ‫القلب‪ ،‬أف ّكر اآلن كيف أقتصّ لقلبي المهمل من يديك‬ ‫ّ‬ ‫بالزكام ال��ذي يأكلني كي‬ ‫الباردتين‪ ،‬وكيف أحتفظ‬ ‫أصيبك يوما ً ما بالعدوى‪ ،‬ث ّم أتعافى وحدي‪ ،‬أنا الفكرة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خسرت أسناني‬ ‫امتهنت المرض بك ح ّتى‬ ‫التي ال ُتقال؛‬ ‫ُ‬ ‫وأصبحت أمتصّ الحروف وال ألفظها‪،‬‬ ‫واحداً تلو اآلخر‬ ‫لغتك المحدودة القليلة األلم والعابرة للمعنى كانت سببا ً‬ ‫في امتناعي عن مغادرة السرير‪ ،‬وحدها العتمة فسّرت‬ ‫ُ‬ ‫رضيت بنعمة‬ ‫لي كلماتك وأقنعتني بجدوى الرضا‪.‬‬ ‫العمى كي ال أرى أخطاءك وخياناتك‪ ،‬وص َمم ُ‬ ‫ّت روحي‬ ‫عن أخبارك الكثيرة التي جعلتني أزور الجحيم مئات‬ ‫ُ‬ ‫أمضيت األيام األخيرة من‬ ‫المرّ ات في الليلة الواحدة‪.‬‬ ‫حياتي أطلب الغفران من هللا وال أحصل عليه‪ .‬أنا‬ ‫اللّبوة التي قتلت نفسها لكيال يأكل رجل مثلك قلبها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ربطت حزنها بك لش ّد ْت َك معها‬ ‫لو أنّ امرأة غيري‬ ‫إلى قاع البئر‪ ،‬لكنّ الفكرة ليست في موتك‪ ،‬وال في‬ ‫حياتك؛ تكون الخيانة أحيانا ً ثمنا ً بخسا ً للهجر والتخلّي‪،‬‬ ‫ويصبح االنتقام تعويضا ً غير شريف لقلب امرأة أحبّت‬ ‫بشرف‪ ،‬فيصبح الحبّ عندئذ عبئا ً يسهل التخلّص منه‬ ‫ببعض األدوية المضا ّدة للذاكرة‪ ،‬وأنا لست تلك المرأة‪،‬‬ ‫ولذلك أبقي ُتك واقفا ً على قدميك‪ُ ،‬تثقل التفاصيل كتفيك‬ ‫وتنهش قلبك‪ ،‬وتحملني على ظهرك أبداً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كنت عاشقا ً لقتلتك! نعم لقتلتك‪ ،‬لكنّ الذين ال‬ ‫لو‬ ‫يعرفون كيف يحبّون ال يمكن لهم أب��داً أن يعرفوا‬ ‫كيف يموتون من أجل فكرة مخلّفين وراءهم تاريخا ً‬ ‫وحضارات ال تفنى من الذكريات والكلمات‪.‬‬

‫ُسرى أمحد علّوش‬

‫‪11‬‬

‫والظروف أحكام فال أقسو عليه‪.‬‬ ‫ كيف ترى مسار الثورة السوريّة‬‫ح ّتى اللحظة؟‬ ‫الثورة السوريّة سوف تنتصر ولكن‬ ‫ليس قبل التوحّ د واالندماج في بوتقة‬ ‫واحدة وهدف واحد هو إسقاط النظام‬ ‫المجرم‪.‬‬ ‫ هل تجد أنّ النظام علويّ والثورة‬‫س ّنية أم أ ّنها ثورة شعب بك ّل أطيافه ض ّد‬ ‫حكم مستب ّد الدين له؟‬

‫ال يرقى الف ّنان إلى إنسانيّته إلاّ عندما يكون حرّ اً‬ ‫وصاحب موقف وهذا ما جلعنا في سورية ننظر إلى‬ ‫عالم الفنّ في الثورة ونقيّم من مع ف ّنه لجمهوره ومن‬ ‫مع ف ّنه لبالط السلطان وعندها سيكون الف ّنان العبد‬ ‫للسلطة والمال ليس سوى عابر في مزابل التاريخ‪.‬‬ ‫ومن واقع دردشة مع الف ّنان السوريّ عامر سبيعي‬ ‫ابن الف ّنان رفيق سبيعي «أبو صياح» نسلّط الضوء‬ ‫عن رأيه كإنسان أوّ الً وف ّنان ثانيا ً بواقع سورية بعد‬ ‫أكثر من ثالث سنوات من عمر الثورة ‪...‬‬

‫هل ترى أنّ الحالة اإلسالميّة الظاهرة علنا ً‬ ‫ ‬‫في سورية على ارتباط وأجندة بإسرائيل أيضاً؟‬ ‫كيف لنا أن نفسّرها؟‬

‫بك ّل شرف أكون معك الفنان الحرّ عامر‬ ‫ ‬‫سبيعيّ ‪ ،‬اإلنسان موقف ما رأيك؟‬

‫ّ‬ ‫فخطتهم ضرب اإلس�لام ببعض خوفا ً من‬ ‫نعم‬ ‫خطر تم ّدده والزحف عليهم‪.‬‬

‫اإلنسان ابن بيئته‪ .‬ال يكون إنسان إنْ لم يتآلف‬ ‫معها ويرعاها‪ ،‬وبهذا يعبّر عن موقفه تجاه ما يجري‬ ‫عليها من مصائب وويالت‪.‬‬

‫مؤخراً نقابة الف ّنانين ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممثلة برئيسها زهير‬ ‫ ‬‫ّ‬ ‫بحق العديد من الف ّنانين‬ ‫رمضان أصدرت قرارات‬ ‫األحرار‪ .‬ما قولك في ذلك؟‬

‫حضرتك ابن عائلة عريقة ولها تاريخها في‬ ‫ ‬‫الفنّ السوريّ ‪ ،‬فهل تكسّرت هذه العراقة أمام موقف‬ ‫والدك من الثورة كشخص معروف منذ عقود؟‬

‫أنا ال أتشرّ ف بهذه النقابة وال أراها إلاّ أحد أفرع‬ ‫النظام القمعيّة وال يهمّني ما يفعلون‪.‬‬

‫لم تتكسّر العراقة أل ّنها أصيلة‪ .‬والدي له حجّ ته‬ ‫في موقفه وأنا أعلم جيّداً أ ّنه أصيل‪ ،‬ولكن للعمر‬

‫أنا أجد أنّ الحكم إسرائيليّ أميركي صرف‪ .‬أمّا‬ ‫العلويّين وبقية الطوائف التي تقف مع النظام فهي‬ ‫أداة أشتروها كي يحاربونا فيها إ ّنه نظام مباع لليهود‬ ‫ياصديقي يحارب عنهم كي ال يوسّخون أيّاديهم بنا‪.‬‬

‫المه ّم غدا ماذا سنفعل نحن؟‬

‫إعداد وحوار‪ :‬مازن امساعيل‬

‫المرأة والفردوس‬

‫قراءة في لوحات الفنّان ح ّمود شنتوت‬ ‫باريس) وتخرّ ج منها عام ‪ ،1984‬حائز على مجموعة‬ ‫من الجوائز في معارض ومسابقات محلّيّة ودوليّة أقام‬ ‫العديد من المعارض الفرديّة‪.‬‬ ‫يف الشكل الفنيّ​ّ‪:‬‬

‫ال نستطيع التح ّدث عن المرأة والفردوس في اللوحة‬ ‫الحمويّة دون الوقوف عند تجربة الف ّنان حمود شنتوت‬ ‫ّ‬ ‫المحطات المهمّة في تطوّ ر هذا‬ ‫التي أراه��ا إحدى‬ ‫ّ‬ ‫وتمثل مح ِّدداً ها ّما ً بالنسبة‬ ‫المفهوم على صعيد الشكل‪،‬‬ ‫لما افترض من وجود مفاهيم مشتركة انتجت عناصر‬ ‫شكليّة خاصّة تطبع اللوحة الحمويّة‪.‬‬ ‫حمّود شنتوت من مدينة حماة مواليد ‪ 1956‬تخرّ ج‬ ‫من كليّة الفنون الجميلة قسم التصوير بدرجة امتياز‪،‬‬ ‫تابع دراسته في المدرسة الوطنيّة الفرنسيّة (بوزار ‪-‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ّ‬ ‫الخط المنحني‬ ‫يمتاز أسلوب الف ّنان باعتماده على‬ ‫ّ‬ ‫كخط أساسيّ في الصياغة الشكليّة للوحة وتغدو خطوطه‬ ‫هامسة ناعمة تنتمي إلى المنمنمات‪ ،‬فرضتها مواضيع‬ ‫اللوحة التي تش ّكل المرأة جزءاً أساس ّيا ً ومحور ّيا ً فيها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الخط المنحني فرض طبيعة بناء على اللوحة‪ ،‬حيث‬ ‫إنّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اعتمد الفنان على األق��واس في بناء لوحته‪ ،‬وقلما‬ ‫نشاهد لديه بنا ًء‬ ‫هندس ّيا ً للوحة‬ ‫ي��ع��ت��م��د على‬ ‫ّ‬ ‫الخط المستقيم‪،‬‬ ‫ه��ذا االعتماد‬ ‫على األق��واس‬ ‫في بناء اللوحة‬ ‫دف���ع بعناصر‬ ‫ال���ع���م���ل إل���ى‬ ‫مركز اللوحة‬ ‫وج����ع����ل م��ن‬ ‫ّ‬ ‫خط المنتصف‬ ‫ب��ؤرة ال يمكن‬ ‫ت���ج���اوزه���ا‪،‬‬ ‫ت��غ��دو اللوحة‬ ‫للناظر خالية‬ ‫من اإليقاع‪ ،‬حيث ينخفض حضوره في العمل نتيجة‬ ‫ّ‬ ‫الخط واللون وتضيق وحداته و فتراته‬ ‫الهارمونيّة في‬ ‫ح ّتى تكاد ت ّتصل فيما بينها‪ ،‬إذ يعتمد الف ّنان على إيقاع‬ ‫هادئ مهموس يضفي على اللوحة شاعريّة تتناسب‬ ‫مع أجواء الحلم باستثناء بعض اللوحات التي يحضر‬ ‫الجسد األنثويّ فيها عاريا ً ليفرض إيقاعه الطبيعيّ على‬ ‫اللوحة‪ ،‬يقوم توازن اللوحة على المركز بشكل أساسيّ‬ ‫ممّا يوقعها في رتابة يفرضها استخدام المركز وما‬

‫يؤسّسه من توازن قائم على التناظر‪ ،‬إنّ منهج التلوين‬ ‫الذي يستخدمه الف ّنان في لوحته وطريقة فرش األلوان‬ ‫على السطح باإلضافة للمجموعة اللونيّة الضيقة تجعل‬ ‫من اللون عنصراً خدم ّيا ً لشاعريّة الموضوع ويبتعد‬ ‫اللون عن مضمار التجريب بوصفه مكوّ نا ً أساس ّيا ً‬ ‫للوحة‪ ،‬تتناغم عناصر اللوحة في بنية شكليّة منسجمة‬ ‫وال نجد أيّ نشاز بصريّ وتتم ّتع لوحاته بأسلوبيّة‬ ‫خاصّة في المعالجة إنّ هذا االنسجام يجعل من اللوحة‬ ‫بنية شكليّة مكتملة وتغدو العناصر الشكليّة من ّ‬ ‫خط‬ ‫ول��ون وبناء ومعالجة في وح��دة متماسكة يجمعها‬ ‫خصوصيّة األسلوب ووحدة الموضوع‪.‬‬ ‫اخل����ط����اب‬ ‫البصريّ‪:‬‬ ‫ل����م ت��خ��رج‬ ‫ل��وح��ة ال��ف�� ّن��ان‬ ‫ف����ي خ��ط��اب��ه��ا‬ ‫ال��ب��ص��ريّ عن‬ ‫مفهوم (ال��م��رأة‬ ‫ الحلم والمكان‬‫ ال���ف���ردوس)‬‫إلاّ أنّ حضور‬ ‫ال���م���رأة أصبح‬ ‫رئيس ّيا ً وتراجع‬ ‫حضور المكان‬ ‫ل��ي��غ��دو م��ج��رّ د‬ ‫ب��ي��ئ��ة ح��اض��ن��ة‬ ‫للموضوع‪ ،‬إنّ المرأة الحلم ببعدها الحوّ ائيّ تقف عند‬ ‫المق ّدس المتخيّل وتحت سلطة المرغوب الشعبيّ ‪،‬‬ ‫تفتقر لوحة الف ّنان بخطابها البصريّ إلى هاجس البحث‬ ‫وتركن إلى مسلّمات جماليّة مختبرة ال يرغب الف ّنان‬ ‫في أن يحيد عنها‪ ،‬إنّ سلطة النجاح والقبول أغلقت‬ ‫األفق التجريبيّ للوحة‪ ،‬فالمرأة الحالمة في عزلتها‬ ‫المكانيّة الفردوسيّة تتكرّ ر في غالب اللوحات وتقتصر‬ ‫بعض التحسينات على الشكل وال تقترب من خطاب‬

‫اللوحة البصريّ ‪ ،‬ممّا يجعل المنظومة الجماليّة للعمل‬ ‫مغلقة ال تق ّدم بالمعنى المعرفيّ والثقافيّ أيّ جديد على‬ ‫المنظومة الجماليّة للمتل ّقي‪.‬‬ ‫لوحة الفنان وبالرغم من خصوصيّة األسلوب‬ ‫وشاعريّة المعالجة إلاّ أ ّنها نمطيّة في طرحها الجماليّ‬ ‫مرهونة باآلن واللحظة‪.‬‬ ‫لقد أضافت تجربة حمّود شنتوت على اللوحة‬ ‫الحمويّة أسلوبيّة جديدة وغدا مفهوم (المرأة ‪ -‬الحلم‬ ‫والمكان الفردوس) مستقرّ اً واضحا ً قابالً للعمل والبحث‬ ‫الشكليّ والمعرفيّ إذ اختصر (المكان ‪ -‬الفردوس)‬ ‫وحوّ له من عناصر نباتيّة تتأرجح ما بين الزخرفة‬ ‫والطبيعة الحيّة المستوحاة من فنّ المنمنمات إلى بيئة‬ ‫لونيّة خالصة تقوم على إضاءات خاصّة تنقل المكان‬ ‫إلى فضاء الحلم وشاعريّة المتخيّل وأ ّكدت لوحاته على‬ ‫حضور (المرأة – الحلم) بوصفها العنصر الرئيسيّ‬ ‫في اللوحة‪.‬‬ ‫هناك إنجاز على صعيد الصياغة الشكليّة واألسلوبيّة‬ ‫يفتقر إلى خطاب بصريّ أكثر بحثيّة وعمقا ً ممّا ق ّدمته‬ ‫اللوحة‪ ،‬فالشاعريّة المفرطة قد تثير عالم العاطفة دون‬ ‫أن تحرّ ك عالم السؤال‪.‬‬

‫سهف عبد الرمحن‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪20‬‬

‫مقامات‬

‫‪ /10‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫مسعنا‪..‬‬

‫مسعنا‪ ،‬شفنا‪ ..‬وبدنا حنكي‬

‫أنّ شيخ حكماء وقانونيّ الشعب السوريّ األستاذ هيثم المالح أطلق فتواه الشهيرة بقبول‬ ‫توزير ك ّل من تق َّدم أحمد طعمة بترشيحهم ضمن تشكيله الوزاريّ ‪ ،‬ولو لم يحصلوا على‬ ‫نصف أصوات الحاضرين‪ ،‬طبعا ً ليست مشكلتنا كيف أصدر هذه الفتوى وال ما هي‬ ‫المرجعيّة التي استند عليها‪ ،‬المه ّم أنّ الخمسة الساقطين في االنتخاب صاروا ناجحين في‬ ‫فتوى المالح‪ :‬ويا دار ما دخلك شرّ ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫(وهيك طجّ ْ‬ ‫لعبت)‪ ،‬وباشر الجميع مهامّهم اليوميّة كوزراء‪ ،‬والبعض منهم بدأ يلمّح‬ ‫ت‬ ‫بتغيير فريق عمله واستبداله بمقرّ بين‪ ،‬والبعض بات يُطلق التصريحات الر ّنانة حول ّ‬ ‫خطة‬ ‫عمل وزارته التي ستنسينا األخطاء والهفوات التي مرّ بها سابقوه‪ ،‬ولكن وكما يقول المثل‬ ‫المصري‪« :‬الحلو ما يكملش»‬ ‫شفنا‪..‬‬

‫ّ‬ ‫لكل‬ ‫مقام‬ ‫مقال‬

‫متى يحكمنا‬ ‫إنسان؟‬

‫فهد ينافس كلب «غوغل»‬

‫منذ أواس��ط الستينيّات من القرن‬ ‫العشرين تعاقب على حكم سوريّة ثلّة‬ ‫من الحيوانات‪ ،‬مارسوا الحكم بوسائل‬ ‫أق ّل ما يُقال فيها إ ّنها حيوانيّة‬

‫ّ‬ ‫تمت للبشر والتم ّدن بصلة‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ال أعرف سببا ً مباشراً وحقيق ّيا ً إللحاق صفة (الجحش) على‬ ‫اسم الرئيس أمين الحافظ الذي تولّى حكم سوريّة بين تمّوز ‪1963‬‬ ‫وشباط ‪ 1966‬لك ّنني أفترض أنّ مقرّ بين منه أطلقوا عليه (أبو‬ ‫عبدو الجحش) نظراً للغباء المفرط الذي أبداه في تعامله مع‬

‫وبليلة ما فيها ضوء قمر‪ ،‬يلحس شيخنا المالح فتواه‪ ،‬ويعترف بفتوى جديدة أطلقتها‬ ‫الكتل السياسيّة المش ّكلة لالئتالف ‪ -‬والتي ال يعرف هو على أيّها محسوب ‪ -‬ببطالن الفتوى‬ ‫السابقة واال ّتفاق على توافق الكتل جميعها بتقديم خمسة أسماء لوزراء خالل أيّام‪ ،‬وسيت ّم‬ ‫اعتمادهم مباشرة‪ ،‬يعني وبالمشرمحي على الكتل أن تتوافق فيما بينها على تقاسم هذه‬ ‫المقاعد الخمسة‪ ،‬وأن تتوافق على هذه القسمة (وهيك ما بكون حدا مظلوم) والك ّل حصل‬ ‫على قطعة من قالب الكاتو الحكومي‪.‬‬ ‫بدنا حنكي‪..‬‬ ‫ما عم نقدر نفهم كيف الشباب باالئتالف وباالجتماع الماضي بينتفوا ريش بعض وبتوصّل‬ ‫بيناتهم للشيطان الرجيم وبينسحب اللّي بينسحب وبيتك ّتل اللّي بيتك ّتل وبعدها ي ّتفق الجميع‬ ‫على أن يتوافقوا‪ ،‬يعني فعالً القصّة بدها تفسير كيف ممكن يتوافقوا والواحد منهم ما ترك‬ ‫ع التاني ستر مغطى‪ ،‬وعلى شو بدهم يتوافقوا يا ترى؟؟‬

‫يعني ببساطة القصّة وما فيها محاولة إرضاء الجميع وتوزير ك ّل الكتل عبر توافقها على‬ ‫حصصها في الوزارة‪ ،‬يعني هو توافق على الحصّة وليس توافق على الهدف‪ ،‬يعني الشباب‬ ‫قادرين يتوافقوا إذا الواحد منهم حصّل على حصّته‪ ،‬يعني القصّة مو قصّة توافق القصّة‬ ‫كشف باحثون في الواليات الم ّتحدة عن الروبوت الفهد المنافس‬ ‫قصّة محاصصة‪.‬‬ ‫األبرز لروبوت «الكلب الكبير» الذي أطلقته شركة تابعة لغوغل‪.‬‬ ‫ال أعرف لماذا أتذ ّكر الجبهة الوطنيّة التقدميّة حينما تمرّ أيّة قصّة انتخابيّة في ائتالفنا‬ ‫وقال الباحثون إنّ روبوت الفهد يركض بسرعة ‪ 16‬كيلومتراً‬ ‫في الساعة‪ ،‬ويقفز لنحو ‪ 40‬سنتيمتراً‪ ،‬بينما يتفوّ ق روبوت غوغل العتيد‪.‬‬

‫انقالب العقيد جاسم علوان في تمّوز ‪ 1963‬لجهة تطهير الجيش‬ ‫أو «الكلب الكبير» بالقوّ ة‪ ،‬فهو مخصّص لنقل التعزيزات إلى‬ ‫ومؤسّساته من ك ّل رفاق األمس‪ ،‬ممّا أتاح الفرصة لالنقالب عليه‬ ‫القوّ ات العسكريّة‪.‬‬ ‫بدوره من قبل اللواء صالح جديد في شباط ‪1966‬‬ ‫فضالً عن سوء إدارته للبالد خالل تلك الفترة المضطربة‬

‫ت جيتي»‪.‬‬ ‫وال أعرف لماذا أتذ ّكر مثل ج ّدتي الشعبيّ ‪« :‬تيتي تيتي متل ما رح ِ‬

‫حسني برو‬

‫سباق ضاحية “شهداء النهر”‬

‫وتعامل أدوات نظامه القمعيّة مع المجتمع والتطبيقات االشتراكيّة‬ ‫ّ‬ ‫الفظة‪ ،‬فضالً عن فضيحة الجاسوس اإلسرائيليّ الشهير (إيلي‬ ‫أقيم صباح يوم الثالثاء ‪2‬‬ ‫كوهين) وربّما ك ّل تلك السلوكيّات واألحداث مجتمعة منحته تلك كانون األوّ ل ‪ 2014‬أوّ ل سباق‬ ‫الصفة بجدارة‪.‬‬ ‫ضاحية في المناطق الخارجة‬ ‫أعقبه في حكم البالد بعد سنوات من االضطراب والمؤامرات عن سيطرة النظام‪ ،‬في «المدينة‬ ‫كما هو معروف األسد األب الذي أطاح بك ّل رفاق السالح واستأثر األخطر في العالم» مدينة حلب‪.‬‬ ‫بسوريّة وجيشها وبعثها واقتصادها وأدار حكم البالد بالحديد والنار‬ ‫وب���دأ ال��س��ب��اق ال���ذي يبلغ‬ ‫والقمع وشراء الذمم والوالءات وإفساد التعليم والمجتمع‪ ،‬وتم ّكن طوله ‪ 3‬ك��م م��ن أم��ام مشفى‬ ‫خالل سنوات حكمه المديد من تأميم السياسة في المجتمع وتحويل «الشهيد قتيبة أبو يونس» بحيّ‬ ‫سوريّة إلى مستنقع آسن ال تنمو فيه إلاّ األشنيّات والطحالب بستان القصر‪ ،‬مروراً بالساحة‬ ‫فأفسد البالد والعباد وانتهك منظومة القيم الوطنيّة والمجتمعيّة مُذ الرئيسيّة لحيّ الكالسة‪ ،‬ومن ث ّم العودة إلى نقطة االنطالق‪.‬‬ ‫باشرت جحافل جيشه انتهاك األعراض واستباحة األموال خالل‬ ‫شارك في السباق نحو ‪ 30‬متسابقا ً من ع ّدة مجالس أحياء وهيئات مدنيّة‪،‬‬ ‫أحداث الثمانينات‪ ،‬وأحال المجتمع السوريّ إلى خراب بأن أحاله وامتاز السباق بالتنظيم الجيّد‪ ،‬حيث تواجدت ‪ 3‬سيّارات شرطة من قسمي‬ ‫إلى روابطه الما دون وطنيّة لتسهل السيطرة عليه وافتراسه‪.‬‬ ‫مع دخولنا األلفيّة الثالثة ورث سوريّة ولد معاق ذهن ّياً‪ ،‬لم‬

‫التح ّول في مكافحة مرض اإليدز‬

‫يكتف بالدولة األمنيّة العميقة التي نصّبته‪ ،‬بل توسّعت إمبراطوريّته‬ ‫األخطبوطيّة لتشمل ك ّل مناحي حياة السوريّين‪ ،‬فابتلع هو‬ ‫ّ‬ ‫لمنظمة الصحّ ة‬ ‫ذك��ر تقرير‬ ‫وعصبته اقتصاد البلد ومق ّدراته وطفت على السطح مافيات جديدة‬ ‫ال��ع��ال��م��يّ��ة‪ ،‬أنّ ع���دد المصابين‬ ‫أكثر نهما ً وشراهة البتالع ك ّل شيء وترك السوريّين نهبا ً للجوع‬ ‫بالفيروس المسبّب لإليدز خالل‬ ‫والفقر والبطالة‪.‬‬ ‫ال��ع��ام ال��م��اض��ي‪ ،‬أق��� ّل م��ن ع��دد‬ ‫لم يتقبّل الطاغية فكرة أن يثور السوريّون عليه‪ ،‬فكيف لعبيد المرضى الذين يحصلون على أدوية‬ ‫السخرة في المزرعة األسديّة أن تتمرّ د وتثور على (سادتها) ؟!! يعتمدون عليها مدى الحياة للسيطرة‬ ‫فكان أن أحرق البلد ودمّر مرتكزاتها وأدخلها نفقا ً لن تخرج منه على المرض‪ ،‬وهذه «نقطة تحوّ ل‬ ‫معافاة لعقود طويلة‪.‬‬ ‫هامّة في مواجهة المرض» بحسب‬ ‫ّ‬ ‫يتنطع علينا اليوم مديرة سياسة الصحّ ة العالميّة إرين‬ ‫وفي حمأة معارك اإلفناء من أجل البقاء‬ ‫(نمراً) ال يتقن إلاّ افتراس السوريّين ونهش أجسادهم وتدمير هولفيلدر‪.‬‬ ‫مدنهم وقراهم‪ ،‬يوغل في القتل واإلبادة وترتفع أسهمه اضطراداً‬ ‫يا مارك يا تافه‪ ..‬ب ّدك‬ ‫كحام «لألقليّة العلويّة‬ ‫مع ارتفاع منسوب جرائمه‪ ،‬فيسوّ ق‬ ‫ٍ‬ ‫تسرق بوستات الناشطين‬ ‫المعرّ ضة لخطر اإلبادة على ي ّد الس ّنة اإلرهابيّين»‬ ‫السوريين؟؟‬ ‫بديالً عن األسد المهزوم الذي يُضحّ ي باآلالف من شباب‬ ‫كأنو أهلك ما علّموك‬ ‫الطائفة على مذبح سلطانه فحسب‪.‬‬ ‫حقوق الملكية الفكرية‬ ‫ّ‬ ‫أهو الحظ العاثر للسوريّين ألاّ يكون ح ّكامهم إلاّ من فصيلة والمادة (‪ ... )111‬اللي‬ ‫الحيوانات؟‬ ‫أصغر ولد بسوريا بيعرفها ‪...‬م��و ناقص غير‬ ‫لك ّنني متيقن أ ّنه ألجل من قال يوما ً (أنا إنسان ‪ ..‬ماني حيوان تسرق مـ ّنـا أساليب الشتائم والمهاترات ونشر‬ ‫الغسيل ‪ !!..‬لك نحنا أصغر ناشط عنا مدير لـ ‪4‬‬ ‫وهالعالم كلّها متلي) فلن يحكم سوريّة بعد اليوم إلاّ ‪ ..‬إنسان‪.‬‬ ‫صفحات ثورجية‪َ ...‬وي َْح ُكم‪ ..‬من أنتم؟!!‬

‫غزوان قرنفل‬

‫المدير العام‬

‫رئيس التحرير‬

‫توفيــق دنيـــا‬

‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫حسين برو ‪ّ -‬‬ ‫بشار فستق‬ ‫غزوان قرنفل ‪ -‬ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫الزبديّة والكالسة رافقت السباق‪،‬‬ ‫كما شهد السباق حضوراً إعالم ّيا ً‬ ‫كثيفاً‪ ،‬حيث حضرت المراكز‬ ‫اإلعالمية الفاعلة في حلب‪.‬‬ ‫حصد المركز األوّ ل أحمد‬ ‫الصالح فيما ح ّل بكري الصبّاغ‬ ‫ثانياً‪ ،‬وأحمد غزال ثالثاً‪ ،‬و تسلّم‬ ‫صاحب المركز األوّ ل كأس‬ ‫البطولة بحضور مجموعة من‬ ‫الفعاليات المدنية وأعضاء من مجلس مدينة حلب‪.‬‬ ‫بقي أن نذكر‪ ،‬أنّ السباق من تنظيم الهيئة العامّة للشباب والرياضة وبرعاية‬ ‫من راديو نسائم سورية‪.‬‬

‫الكتاب المن ّوع‬

‫اف ُتتـح اإلثنين ‪ 8‬كانـون األوّ ل‬ ‫الحـالي‪،‬‬ ‫معـرض الكتـاب الســنويّ‬ ‫ِ‬ ‫المنـوّ ع‪ ،‬لـ «دار نون‪ 4‬للنـشــر»‬ ‫بالتعـاون مع مدرســة المميّزون في‬ ‫غـازي عينتـاب‪.‬‬ ‫المعرض‪ ،‬ال��ذي أقيم‬ ‫يســتمرّ‬ ‫ِ‬ ‫في مقرّ المدرســة‪ ،‬يوم ّيا ً من ‪10‬‬ ‫صباحا ً وح ّتى ‪ 9‬مســا ًء ولغاية‬ ‫الســبت ‪ 13‬من هذا الشــهر‪.‬‬

‫ويضـ ّم نحو ‪ 100‬عنوان في مختلف المواضيع‪ ،‬والدعـوة عامّـة‪.‬‬

‫ع��ن��دم��ا ت��ت��س��وّ ق��ون‬ ‫ف���ي أق���� ّل م���ن ث�لاث‬ ‫وتأخذون ألنفسكم وأوالدكم‬ ‫دقائق‪ ،‬يتذ ّكر الشابّ حياته‬ ‫وأطفالكم مالبس شتويّة‬ ‫السابقة‪ ،‬وكيف أُجبر خالل‬ ‫ال ترموا المالبس القديمة‬ ‫أربع سنوات على التحوّ ل‬ ‫فهناك من يحتاجها‪.‬‬ ‫إلى أن يحمل «البارودة»‬ ‫بعد أن اس ُتشهد اثنان من‬ ‫أم تولين اتحادية‬ ‫رفاقه‪ .‬وهو يضع اآلن ك ّل االحتماالت نصب عينيه‪،‬‬ ‫عندما ترى الناس يموتون بالبراميل بالرصاص لك ّنه على يقين من أنّ « األكيد ما رح نرجع عبيد»‬ ‫بالمفخخات حرقا ً نحراً‬ ‫ّ‬ ‫بالقذائف بالصواريخ‬ ‫‪http://www.youtube.com/watch?v=ZAkKj7lyeaU‬‬ ‫‪...‬واستنشاقاً‪ ،‬فاعلم أ ّنهم سوريّون‪..‬‬ ‫ُنشر هذا الفيديو في ‪2014 – 11 – 28‬‬ ‫عبد الكريم بدرخان‬ ‫نادر خيام‬

‫االخراج الفني‬ ‫منير األيوبي‬

‫فريق العمل‬ ‫هلّ‬ ‫العبدال‬ ‫سكرتاريا ‪ :‬نور‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬فلك الخالد‬ ‫الموقع اإللكتروني ‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.