سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 18 -السنة األوىل
/12تشرين الثاني2014 /
حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة . 12صفحة
السوريّون ورايات املوت امللوّنة باألصفر واألسود؟.
يف ظ ّل االنهيار السور ّي الشامل هل ستسقط حلب؟؟ العـرب يف فرنســا ..اإلســــالموفوبيا من جديــد
newspaper.allsyrians.org
الشرق الجديد... استبدال الصراعات ال يجد راسمو السياسة الدوليّة وذوو المصالح االستراتيجيّة في منطقة الشرق األوسط صعوبة كبيرة في تقليب هذه المنطقة على نار الصراعات التي تحفر عميقا ً في بنيتها االجتماعيّة والدينيّة واالقتصاديّة ،إذ تحفل هذه المنطقة بالعديد من صواعق التفجير المتموضعة في صدوع بنيتها وما إن يوشك فتيل أحد هذه الصواعق على االنطفاء ح ّتى يت ّم اشعال فتيل آخر. لعلّه من المحظور االقتراب من الخطوط الحُمر في هذه المنطقة ولعلّه أيضا ً من المحظور أن يعمل أبناؤها ومث ّقفوها وسياسيّوها على نزع هذه المفجّ رات من بنية مجتمعاتهم ،ولع ّل أكثر هذه الخطوط الحُمر خطورة هو العمل على انجاز الدولة الوطنيّة العلمانيّة القادرة على إعادة صياغة الهويّة الجديدة لهذه المجتمعات إذ أنّ من شأن أيّة هويّة كبرى أن تذيب الهويّات الصُغرى وهذا من شأنه أن يُبطل عمل الكثير من هذه المفجّ رات. قبل أيّام وألوّ ل مرّ ة في تاريخ سوريّة الحديث ت ّم إحياء ذكرى عاشوراء في قلب دمشق بمباركة من «النظام «الذي اختصر الوطن بكرسيّ السلطة وترك ما تبقى منه لإليرانيين ،ال يمكن تفسير هذا االحتفال بأ ّنه طقس دينيّ عابر ال بل من السذاجة اعتقاد ذلك ،إ ّنه باختصار تأكيد على أنّ الفتيل الذي يت ّم اشعاله في المنطقة اآلن هو فتيل الصراع «الس ّنيّ الشيعيّ «وما هذا االحتفال إلاّ رفع راية هذا الصراع عالياً. ما بين «داعش» والنصرة وأخواتهما وحزب هللا والحوثيّين وغيرهما يط ّل «علي» و»معاوية» من جديد ليبعثا الروح في صراع يزيد عمره على أربعة عشر قرنا ً وتط ّل إيران والسعوديّة ومثيالتهما كعوائق أساسيّة في وجه قيام الدولة الوطنيّة الحديثة.
كلّنا سوريون -عدسة عبد إدلب
تحقيقات العدد
السوري الوطني االئتالف ّ ّ الدور والوظيفة
-عند احلروب ال تقام احلدود
ص6
-اإلسالموفوبيا ..إىل الواجهة جم ّدداً
ص6
-اهلروب من اجملازر سرياً على األقدام
ص7
-الجئون سوريّون يف بيوت ال تصلح للسكن
ص7
وجهان لجريمة واحدة
ص4
ومنذ قيام ال��ث��ورة التي ُخطفت بالمال السياسي ،وال��ذي ساندته ال��دول اإلسالم ّية ّ خوفا ً من تمدّده إليها ،أو تصفية لحسابات بين القوى المحل ّية واإلقليم ّية والدول ّية المتصارعة لذلك ساهمت اإلسالمي). بتحويله إلى (الربيع ّ باسل العبد اهلل
التوريث العقائدي ّ
ص9
ي���ورث���ون أب��ن��اءه��م إ ّن���ه���م ّ شخص ّياتهم وأذواقهم وأساليب وطرق حياتهم ،وللوهلة األولى، يبدو هذا التوريث وكأ ّنه مقتصر على العائالت المحافظة والمحكومة والمتمسكة بها ،أي ضمن نطاق بالعادات والتقاليد االجتماع ّية، ّ العائالت الرافضة لالختالف في التفاصيل الصغيرة والكبيرةريم احلاج
التفكير في زمن التكفير لنقد ذهنّية التحريم
ص 10
ري��ن��ي��ه دي���ك���ارت ،الفيلسوف الفرنسي عندما انطلق من (أنا أف ّكر ّ القروسطي الكنسي إذن أنا موجود) كان يعلن القطيعة مع الموروث ّ ّ متحرراً ومحرراً العقل األور ّب ّي وبداية مغامرة جديدة للعقل األور ّب ّي ّ ّ التطور من أه ّم عقبة كانت تمنع عنه ّ عبدو نيب
رايتان مع ّتقتان بالدم ،مغلّفتان بالمق ّدس ،مدعومتان بالتعصّب األعمى ،ترتفعان اآلن في سماء هذا الشرق المق ّدس وربّما الملعون ،رايتان تنغمسان عميقا ً في بنية هذا المجتمع وترتفعان عاليا ً وتحت ظلّهما الكثيف والمع ّتم تختفي ك ّل الرايات الصغيرة الباحثة عن صيغة أخرى للعيش وبناء الدولة الحديثة ،باختصار هناك مق ّدس يحجب عن شعوب هذه المنطقة صيغة الدولة العصريّة دولة القانون والمواطنة والحقوق.
لم يمت هذا الصراع منذ نشوبه ،ضعُف في فترات ما ،لك ّنه بقي ص2 ح ّياً ،وفي هذه المرحلة يصل الى أوجه ،ففي ك ّل المراحل السابقة إنّ االئتالف يشعر بالخذالن من مواقف لم يستنفذ هذا الصراع إمكانات االنتقال إلى الصيغ األخرى ،لك ّنه وحضت على إنشائه، الدول التي ساعدت ،بل ّ اآلن يُغلق الباب أمام هذا الحلم لفترة طويلة أل ّنه سيطال هذه والسياسي واالعتراف المادي فكل ّ وعود الدعم ّ ّ ّ معززة بفائض من المرّ ة الخريطة الجغرافيّة للمنطقة ،خريطة السوري قد ّ تبخرت القانوني به ك ّممثل للشعب ّ ّ الحقد والدم والثارات ،ستدخل المنطقة قرنا ً قادما ً في صراع جديد تغول النظام والقوى الداعمة له .إنّ المعارضة السور ّية وترك ظهره مكشوفا ً أمام ّ وسنرمي وراء ظهورنا صراعنا مع إسرائيل الذي استنفذ عبر قدّ مت أداء هزيالً وكشفت عورات الكثير من رموزها عبر التخ ّبط في المواقف قرن كامل قدرته على تحفيز مكامن العنف والحروب. ووسائل التعبير عنها باإلضافة لصراعاتها الشخص ّية الصبيان ّية. غزوان قرنفل في هذا الصراع الجديد لن ُتنزع الفتائل األخ��رى ستظ ّل حاضرة في اللوحة إلى أن يحين وقت استعمالها ،لن يُح ّل مصير مسيحّيو سورية وسؤال الشعب الكرديّ وستدخل قضيّة الشعب الفلسطينيّ حيّز اإلهمال المستقبلي 2/1 الدور ّ قرنا ً جديداً ،لكنّ هذين الفتيلين سيبقيان جاهزين لالستعمال عندما 5 ص تت ّم الحاجة لهما ،وستجد األقلّيّات – ربما أكثر من األكثرية -في إ ّنني مقتنع أنّ الشـروع بتقصي مالمح الدور هذه المنطقة نفسها أمام أسئلة ت ّم تناسيها لزمن طويل عندما حاولت المســتقبلي يجب أن يبدأ من تفكيك المخيال ّ أن تذوب في هويّة كبرى ،لك ّنها تجد نفسها اآلن أمام سؤال صادم الفكري للمســيح ّيين الســور ّيين عن حياتهم ّ عن هويّتها وصيغة وجودها. البعثي والحكم ووضعهم العا ّم في ظل ّ النظام ّ ثمّة وجه آخر لهذا الصراع الجديد ،وهو أنّ دول متع ّددة تساهم األســدي خالل األربعين ســنة الماضيـة. ّ ّ مكونات ما يجب في اشعاله وهي تظنّ أنها قد تكون في منأى عن تداعيات تفجيره، تفكيك هذا المخيال شرط ضروري ،بل والزم ،كي ندرك بعض ّ ّ السوري من الوقوع فيه حين سيبدأ بلعب دور في لك ّنها ستكون في قلبه ،وما ّ يؤخر وصوله إلى هذه الدولة أو تلك أن ُن ِّ المسيحي حذر الشارع ّ ّ جنيب جورج عوض هو معيار وحيد يمكن تلخيصه بمدى نسيان مجتمعاتها لهاتين المستقبل. ً الرايتين ،وفي هذا المعيار تبدو تركيا في وضع أفضل قليال فقد أكسبتها علمانيّتها قدرة أكثر على الصمود لك ّنها تفقدها شيئا ً فشيئا ً عــود على منذ أن استلم حزب العدالة والتنمية وراح يتطلّع إلى رفع إحدى بــدء الرايتين. ص3 ينطلق الباحثون عن بديل من واقع العجز الذي يتح ّكم في أكبر هيئة سور ّية معارضة ،ناسين – أو متناسين -أنّ تكرار التجارب نفسها ،باآلل ّيات نفسها ،سيؤدّي إلى النتائج الفاشلة ذاتها ،ولعل ّ هذه الحقيقة ،هي الوحيدة الثابتة طوال السنوات األربع الماضية من عمر سورية. طائفي، إثني- مناطقي- بالتوازي ،يت ّم على التوالي ،عقد مؤتمرات ذات طابع ّ ّ ّ السورية .وهذه المؤتمرات إضافة إلى عدم جدّ يتها المكونات والمجموعات ّ ّ لكل ّ أو فاعليتها ،فإ ّنها تعمل وفق نموذج المحاصصة ،وبحضور أسماء وشخص ّيات ال الحقيقي لهذه المناطق أو اإلثن ّيات أو الطوائف. تعكس التمثيل ّ حممّد اجلرف
إذا لم ن ّتجه إلى الدولة العلمانيّة الصريحة ،وإذا لم تخرج الدولة نر في اآلخرين إلاّ من عباءة المق ّدس واإليديولوجيا ،وإذا لم َ اصطفافا ً تحت إحدى الرايتين ،فلن يكون لنا دولة ولن يكون لنا إلاّ عقوداً أخرى من الحروب والدم ،باختصار نحن مطالبون بإنجاز الدولة القابلة للحياة ،الدولة التي يعيش أبناؤها كلّهم دون استثناء بال أيّ تمييز مهما يكن.
هل سي ّتحد السوريّون تحت راية سوريّة ،أم سينقسمون تحت رايات الموت الملوّ نة باألصفر واألسود؟؟ .يُجبر السوريّون بك ّل أساليب الترهيب والترغيب على االنضواء تحت إحدى الرايتين، لك ّنه ما من خيار أمامهم إلاّ أن يديروا ظهرهم إلى األسود واألصفر مرّ ة واحدة وإلى األبد. ب ّسام يوسف