21جريدة كلنا سوريون العدد

Page 1

‫حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على‬ ‫الشأن السور ّي‪ ،‬وتشارك السوريّني حياتهم يف‬ ‫بالد النزوح‪ ،‬ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل‬ ‫الرأي وتبادل املعلومة‪ ،‬حماولة جادّة للمساهمة‬ ‫يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي‪ ،‬يساهم‬ ‫ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ‬ ‫ين س��ور ّي جامع‪،‬‬ ‫يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة ‪.‬‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬ ‫العدد ‪ - 21 -‬السنة األوىل‬

‫‪ /24‬كانون األول‪2014 /‬‬

‫‪newspaper.allsyrians.org‬‬

‫‪ 12‬صفحة‬

‫يف البـدء كانت الكلمـة‪ ...‬وسـتبقى‬ ‫حلب‪ ،‬بني صمـود أبنائهـا ومتاهـة السـياسـ ّي‬

‫ب الريـح‬ ‫أطفـال ســورية‪ ...‬ورقـة يف مه ّ‬

‫الحرّية للكلمة‬ ‫انض ّمت الهيئة الشرع ّية بحلب إلى قائمة الجهات التي تمنع‬ ‫توزيع صحيفة «ك ّلنا سور ّيون» في منطقة سيطرتها‪ ،‬وكانت‬ ‫الهيئة الشرع ّية بسراقب قد سبقتها‪...‬‬ ‫مكتب في إستانبول واجهته للتعليم والتربية‪ ،‬وخلف‬ ‫ّ‬ ‫الموزع عدم احضار‬ ‫واجهته جهة ما‪ ،‬بلحية ما‪ ،‬تطلب من‬ ‫«ك ّلنا سور ّيون» إلى المكتب‪...‬‬ ‫يساري‬ ‫مث ّقف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ديمقراطي‪ ،‬يتقن انتقاد العالم وال يعترف بكل ّ‬ ‫أي شيء منه‪،‬‬ ‫اإلعالم الذي ُولد بعد انفجار الثورة وال يقرأ ّ‬ ‫لك ّنه يقف باجتماع عا ّم ليطلق نيرانه عليه جملة وتفصيالً‪...‬‬ ‫صحفي آخر‪ ،‬ع ّتقته الخبرة التي اكتسبها من المدارس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السوري‪ ،‬ال يعترف إال بمن يحصل‬ ‫«الفذة» للنظام‬ ‫اإلعالم ّية‬ ‫ّ‬ ‫على شهادة خبرة منه‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬يمكن القول‪ :‬إنّ ثقافة المزارع هي الثقافة التي‬ ‫يتقنها السور ّيون‪ ،‬منذ أن جعل آل األسد من سور ّية مزرعة‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫انتشرت ثقافة المزرعة‪ ...‬ه��ذه ال���وزارة هي مزرعة‬ ‫المؤسسة هي مزرعة مديرها‪ ،‬وجابي المياه‬ ‫الوزير‪ ،‬وهذه‬ ‫ّ‬ ‫يعتبر عدّادات المياه التابعة له هي مزرعته‪ ،‬وس ّكان بيوتها‬ ‫هم عبيدهُ‪ ،‬كذلك جابي الكهرباء وعامل صيانة الهاتف وح ّتى‬ ‫الحي‪.‬‬ ‫الداخلي‪ ،‬وعامل تنظيفات‬ ‫سائق باص النقل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخاصة‬ ‫أحمد طعمة‪ ،‬يرى في الحكومة المؤ ّقتة مزرعته‬ ‫ّ‬ ‫ويستقوي باآلخرين لكي يعترفوا بملك ّيته لها ‪ ....‬سهير‬ ‫األتاسي تحتل ّ وحدة تنسيق الدعم كما لو أ ّنها ش ّقة ورثتها‪،‬‬ ‫ورئيس االئتالف ُيحيل االئتالف إلى مزرعة طوال فترة جلوسه‬ ‫كرسي الرئاسة‪.‬‬ ‫على‬ ‫ّ‬

‫كلّنا سوريون ‪ -‬عدسة عبد إدلب‬

‫تحقيقات العدد‬

‫التعاون اآلن أضعف‬ ‫اإليمان‬

‫ العامل السور ّي يف ماردين‬‫ يوميّات الربد واألسعار والغارات‬‫ طلاّ ب سوريّون يف بالد اللجوء‬‫ املقابر اجلماعيّة يف نوى‬‫ مراقبة األنرتنت‪..‬‬‫‪ -‬أحالم الشباب الرياض ّي تتق ّدم‪..‬‬

‫ص‪6‬‬ ‫ص‪6‬‬ ‫ص‪6‬‬ ‫ص‪7‬‬ ‫ص‪7‬‬ ‫ص‪7‬‬

‫شريعة الغاب تحكمنا‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسات الدولة‪ ...‬كل ّ‬ ‫مؤسسات المعارضة‪ ...‬كل ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫األحزاب ‪ ....‬تشبه خالد بكداش وحافظ األسد وبق ّية عناصر‬ ‫اللوحة المهترئة في الصورة السور ّية خالل العقود األخيرة‪.‬‬

‫ص‪2‬‬

‫المكونات‬ ‫ّ‬ ‫يعلم الجميع ب��أنّ ك �ل ّ‬ ‫المجتمع ّية القائمة «دين ّية‪ ،‬وطائف ّية‪،‬‬ ‫أ و‬ ‫وإثن ّية» هي أصيلة في وجودها متجاورة‪،‬‬ ‫ه��ذا‬ ‫متعايشة مع بعضها البعض عبر مئات السنين‪،‬‬ ‫ّأوالً‪ ،‬وثانيا ً يجب االعتراف مبدئ ّيا ً بأنّ الجغراف ّية السور ّية بحدودها المعروفة (رغم‬ ‫أ ّنها مصطنعة حديثاً) ما قبل األزمة ال زالت قائمة رغم تمترس أطراف الصراع كل ّ‬ ‫باألرض التي يتصارع فيها وعليها‪.‬‬ ‫لؤي حاج بكري‬

‫هل تعلّمنا من الثورة؟‬

‫ص‪8‬‬ ‫ُيقتل حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن‬ ‫البرازي رميا ً بالرصاص في الساعة الرابعة‬ ‫من فجر ‪ 14‬آب ‪ 1949‬على يد رجاالت قائد‬ ‫االنقالب الجديد سامي الح ّناوي بعد اعتقالهم‬ ‫احملامي حممّد محو‬ ‫وبدون أ ّية محاكمة‬

‫الطفل كرة في‬ ‫النفسي!‬ ‫مالعب الدعم‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬هل ح ّقا ً يت ّم االعتناء بالطفل‬ ‫في حلب؟ هل ح ّقا ً يت ّم تقديم‬ ‫النفسي المناسب له‪،‬‬ ‫ال��دع��م‬ ‫ّ‬ ‫تعرض‬ ‫والمساعد له في تجاوز األزمات والضغوط النفس ّية التي ّ‬ ‫النفسي للطفل وكيف يت ّم‬ ‫لها؟ وما الذي ُيقام اليوم تحت اسم الدعم‬ ‫ّ‬ ‫القيام بهذا الدعم و َمن الذي يقوم بتقديم هذا الدعم؟‬ ‫ريم احلاج‬

‫ص‪9‬‬

‫اإلبصار بعين‬ ‫ساخرة‬ ‫ول��دى دخ��ول التالميذ‬ ‫ص ‪10‬‬ ‫الصف ينتابك شعور‬ ‫إلى‬ ‫ّ‬ ‫بأ ّنهم يدخلون إلى سجنهم‪،‬‬ ‫ويستخدم «أميرالي» اإلضاءة الخافتة والنوافذ والقضبان ليضيف‬ ‫األيديولوجي‪ ،‬وترسيخ العبود ّية‬ ‫إلى هذا الشعور‪ ،‬دليالً على حبسهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشار حممّد‬ ‫وتأليه الفرد؛ فنراهم يردّ دون‪( :‬منحيي القائد ب ّ‬ ‫شار)‬

‫ص‪3‬‬

‫بعد مرور أكثر من ثالث سنوات ون ّيف على بدء‬ ‫السوري بكا ّفة‬ ‫الثورة السور ّية‪ ،‬وبعد خضوع الشعب‬ ‫ّ‬ ‫انتماءاته السياس ّية والدين ّية والمذهب ّية ‪ ...‬إلخ‪ ،‬لتغ ّيرات‬ ‫السوري من هذه المحنة؟ أو هل أدّت الثورة السور ّية‬ ‫مفصل ّية ومحور ّية‪ ،‬هل تع ّلم‬ ‫ّ‬ ‫سطحي في طريقة تفكيره؟‬ ‫جذري أو ح ّتى‬ ‫لتغيير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوحد‪ ،‬أشهر قليلة تفصلنا عن مرور الذكرى الرابعة للثورة السور ّية‪ ،‬هل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحر والمنظمات‬ ‫السوري المتمثل بالكتل السياس ّية وبفصائل الجيش‬ ‫استطاع الشعب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوحد؟‬ ‫يتقرب من فكرة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ...‬هل استطاع ح ّتى أن ّ‬ ‫عقيل حسني‬

‫بين تضحيات أبنائها وتقاعس‬ ‫الساسة‪ ..‬هل ستحاصر حلب؟؟؟‬

‫ص‪4‬‬

‫سباق مع الوقت‪ ،‬النظام يحاول‬ ‫أن يسيطر على حلب‪ ،‬والمعارضة‬ ‫ت��ح��اول أي��ض��ا ف���رض سيطرتها‪،‬‬ ‫الطرفان يسعيان إلى الحسم السريع‪.‬‬ ‫ال��ن��ظ��ام واإلي��ران�� ّي��ون ي��ري��دون‬ ‫استكمال تطويق حلب (المناطق‬ ‫الخارجة عن سيطرتهم) بأسرع وقت‬ ‫ممكن‪ ،‬وبالتالي تطويق حلب بشكل‬ ‫ّ‬ ‫مخطط الحصار‬ ‫كامل‪ .‬بينما تسعى كتائب المعارضة إلى فتح الطريق الدول ّية وإفشال‬ ‫وإكمال السيطرة على المدينة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتخطى‬ ‫المراقب للحدث‪ ،‬يعلم أنّ هذه المواجهة استراتيج ّية بالمعنى الدقيق‪،‬‬ ‫السيطرة اآلن ّية على المدينة إلى تحديد مستقبل‪...‬‬ ‫إعداد‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫الصحفي األكثر عمراً في الصحافة يرى في الصحافة‬ ‫ّ‬ ‫مزرعته‪ ،‬قادة الكتائب يجعلون من منطقة وجودهم إمارة لهم‬ ‫يتصرفون فيها بال حسيب وال رقيب‪ ،‬عامل اإلغاثة يرى فيمن‬ ‫ّ‬ ‫ُيغيثهم عبيداً له‪.‬‬ ‫وأي جنون هذا؟ وكيف يمكن أن نصل‬ ‫أ ّية كارثة هذه؟ ‪ّ .....‬‬ ‫إلى المرحلة التي يفهم فيها الجميع أنّ الموقع هو مسؤول ّية‬ ‫ُيحاسب عليها الشخص حسب نتائج عمله وليس ورقة (طابو)‬ ‫يبيع ويشتري فيها كما يشاء؟!‬ ‫قرائها ال يختلف أبداً عن‬ ‫من يمنع جريدة من الوصول إلى ّ‬ ‫أي ديكتاتور آخر ‪َ ....‬من ال يعرف كيف‬ ‫حافظ األسد‪ ،‬وال عن ّ‬ ‫يحترم من يختلف عنه‪ ،‬لن يكون قادراً على فعل شيء‪ ،‬إلاّ على‬ ‫والتفرد واقصاء اآلخرين‪.‬‬ ‫القمع‬ ‫ّ‬ ‫أوقفوا هذه المهزلة! ‪ .....‬أوقفوا مسلسل القمع والقتل‬ ‫والتدمير!‪...‬وتي ّقنوا أ ّنكم لن تربحوا إلاّ كما ربح كل ّ طغاة‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫بقوة جميعا ً‬ ‫َمن سيصرخ في وجوهنا؟ ‪َ ...‬من سيصفعنا ّ‬ ‫لندرك أنّ ثقافة االختالف واحترامه هي التي تنتج وطنا ً يمكن‬ ‫للجميع العيش فيه‪ ،‬وأنّ غياب هذه الثقافة أوصلنا إلى كل ّ هذا‬ ‫الدمار وإلى ما نحن فيه ؟!‬ ‫«في البدء كان الكلمة» ‪ .....‬بدء التنزيل كان اقرأ ‪....‬‬ ‫وفجر ثورتها كانت‬ ‫والذي زلزل مملكة الطغيان في سور ّية‬ ‫ّ‬ ‫كلمات قليلة كتبها أطفال سور ّيون على حائط مدرستهم‪.‬‬ ‫الحر ّية للكلمة ‪ ....‬وال حياة للطغيان قديمه أو جديده‪.‬‬

‫ب ّسام يوسف‬


‫‪2‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫التعاون اآلن أضعف اإليمان‬ ‫رغم قناعة الخروج على المستوى الشخصيّ ‪،‬‬ ‫لكنّ حزن الفراق يخيّم على قلبي‪..‬قلبي المليء‬ ‫بحبّ الكثير من الناس والكثير من «أشياء» البلد‬ ‫العريق‪ ،‬وهو متعب أيضا ً من الخوف المتواصل‬ ‫ج��رّ اء الصراع المجنون والقلق العميق على‬ ‫ضياع البلد‪ ،‬صحيح أنّ قدر السوريّين أن يكونوا‬ ‫محكومين باألمل‪ ،‬لكنّ هذا األمل ال يمنع الحزن‪،‬‬ ‫وال يوقف الخوف أو القلق‪ ،‬خاصّة عندما يكون‬ ‫األمل بعيد المنال نوعا ً ما‪.‬‬ ‫في المبدأ تعتمد على عراقة ه��ذا الشعب‬ ‫العظيم (رغم الحرب الشرسة التي بدأها النظام‬ ‫على قسم من الشعب السوريّ ‪ ،‬والتي تحوّ لت مع‬ ‫الزمن حربا ً أهليّة تطحن الجميع‪ ،‬لك ّنها بالمقابل‬ ‫تفرز الجميع) وتستند أيضا ً على تاريخه الراسخ‬ ‫دون أن يعني ذلك التمسّك بالماضي‪ ،‬بل يعني‬ ‫االعتماد على ما يساعد ‪ -‬رمز ّيا ً وواقع ّيا ً ‪-‬‬ ‫على النهوض من جديد عندما يحين الوقت‬ ‫(وهذا أمر يحتمل النقاش) فكم من كبوة‬ ‫مرّ ت على سوريّة المعاصرة؟ على‬ ‫بالد الشام الحديثة‪ ،‬كما القديمة على‬ ‫ح ٍّد سواء؟! جميعكم يعلم الك ّم الهائل‬ ‫من الغزوات التي وقعت على هذه‬ ‫المنطقة‪ ،‬وحجم الدمار الذي أصابها لدرجة‬ ‫أُ ْ‬ ‫بيدت فيها حضارات بعينها ودا َلت معها ممالك‬ ‫ودول مع ذلك مازلنا نعيش في بلد معاصر قائم‬ ‫ومنتم لتاريخ ولحضارة مح ّددتين‪ ،‬صحيح‬ ‫بذاته‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أنّ ح��دوده الجغرافيّة الحاليّة مصطنعة كذلك‬ ‫مكوّ ناته قد «جمعت» بطريقة ليست «طبيعية»‬ ‫تماما ً لتكوّ ن «شعباً» محدداً (أيضا ً تحتمل الجدل‬ ‫ وأ ّنه جزء من أمّة واحدة)‪.‬‬‫بداية‪ ،‬يعلم الجميع بأنّ ك ّل المكوّ نات المجتمعيّة‬ ‫القائمة «دينيّة‪ ،‬وطائفيّة‪ ،‬وإثنيّة» هي أصيلة‬ ‫في وجودها متجاورة‪ ،‬أو متعايشة مع بعضها‬ ‫البعض عبر مئات السنين‪ ،‬هذا أوّ الً‪ ،‬وثانيا ً يجب‬ ‫االعتراف مبدئ ّيا ً بأنّ الجغرافيّة السوريّة بحدودها‬ ‫المعروفة (رغم أ ّنها مصطنعة حديثاً) ما قبل‬ ‫األزم��ة ال زال��ت قائمة رغم تمترس أطراف‬ ‫الصراع ك ّل باألرض التي يتصارع فيها وعليها‪.‬‬ ‫(ح ّتى اليوم ال يوجد أحد يدعو للتقسيم‪ ،‬علن ّيا ً‬ ‫وجد ّيا ً ‪ -‬طبعا ً نعلم بأنّ إعالن «دولة الخالفة» هو‬ ‫وضع مؤ ّقت وغير ثابت‪ ،‬كذلك ُ‬ ‫طرح الموضوع‬ ‫على صعيد القانون الدوليّ أمر غير مطروح في‬

‫المدى المنظور ولليوم أنت تتن ّقل عبر األراضي‬ ‫السوريّة من شرقها إلى غربها‪ ،‬ومن شمالها‬ ‫إلى جنوبها عبر المواصالت البريّة من وإلى‬ ‫ك ّل المحافظات دون استثناء‪ ،‬هذه عظمة سوريّة‬ ‫وأحجيتها المربكة‪ ،‬أنت في سوريّة نفسها‪ ،‬لك ّنها‬ ‫ليست نفسها بالقطع؟ وتراهن على أن تبقى نفسها‬ ‫بك ّل قناعة)‪.‬‬ ‫كذلك يجب ألاّ ننسى بأنّ الشعب السوريّ قد‬ ‫مرّ بامتحان صعب ولزمن طويل نسب ّيا ً (أربع‬ ‫سنوات) واستثنائيّ للغاية‪ ،‬مع ذلك مازالت‬ ‫«وحدته» قائمة‪ ،‬رغم ك ّل المحاوالت المنهجيّة في‬ ‫خلخلة نسيجه وتفتيت وحدته‪ ،‬لكنّ األمور مازالت‬ ‫تحت السيطرة رغم ك ّل‬ ‫ال��ج��رائ��م‬ ‫الطائفيّة‬

‫و ا لمذ هبيّة‬ ‫التي حصلت وتحصل ح ّتى اآلن‪ ،‬وه��ذا أمر‬ ‫ذو داللة إيجابيّة فيما يخصّ إعادة بناء سوريّة‬ ‫مستقبالً‪ ،‬موحّ دة أرضا ً وشعباً‪ ،‬عندما تضع الحرب‬ ‫أوزارها ال نريد أن نكذب على أنفسنا وكأنّ شيئا ً‬ ‫لم يتغيّر‪ ،‬بل على العكس يجب االعتراف بأنّ ما‬ ‫حصل و يحصل هو أمر جلل وخطر حقيقيّ يه ّدد‬ ‫النسيج الوطنيّ السوريّ ‪ ،‬ويه ّدد صيغة العيش‬ ‫المشترك في بلد واحد موحّ د‪ ،‬لكن ما أراهن‬ ‫عليه‪ ،‬هو ما ذكرته في األعلى (عمق تاريخيّ ‪،‬‬ ‫وعيش مشترك) شريطة أن تتو ّقف الحرب‪،‬‬ ‫لكن ما يهمّنا‪ ،‬في حالتنا الراهنة هي الشروط‬ ‫التي ستتو ّقف فيها الحرب‪ ،‬هل عبر تسوية ما‪،‬‬ ‫أم بانتصار طرف على طرف‪ ،‬أم أطراف على‬ ‫أطراف؟ وهل ّ‬ ‫بتدخل أطراف خارجيّة‪ ،‬أم بإنهاك‬ ‫أطراف الصراع وهزيمة أحدهم بعد ضعف؟ هذا‬ ‫أمر في غاية األهميّة‪ ،‬حيث سيتر ّتب عليه شكل‬ ‫الدولة العتيدة‪ ،‬كذلك شكل الحكم الذي سيح ّدد‬ ‫مستقبل البلد السياسيّ ‪.‬‬

‫حال ّياً‪ ،‬بعد أن تم ّدد تنظيم «الدولة» خارج‬ ‫الحدود السوريّة وأصبح يه ّدد منابع النفط في‬ ‫العراق بعد أن سيطر على أغلبها في شرق‬ ‫وشمال سوريّة‪ ،‬كما بات يه ّدد بتن ّقل بؤر الصراع‬ ‫من مكان آلخر‪ ،‬األمر الذي فرض على اإلدارة‬ ‫األمريكيّة تغييراً ج ّد ّيا ً في التعاطي مع المستجد‬ ‫الطارئ على المنطقة‪ ،‬وبناء عليه حُشد تحالف‬ ‫دوليّ عريض ليش ّكل غطاءً‪ ،‬أو ربّما يستخدمهم‬ ‫كأدوات لين ّفذ هجمة عسكريّة جويّة ‪ -‬ح ّتى اآلن ‪-‬‬ ‫ال تقتصر على تنظيم «الدولة» فحسب‪ ،‬بل تطال‬ ‫التنظيمات اإلسالميّة المتش ّددة (الس ّنية ح ّتى اآلن)‬ ‫التي تراها الواليات الم ّتحدة تش ّكل خطراً راهنا ً‬ ‫أو تهديداً محتمالً على مصالحها أو على مصالح‬ ‫حلفائها في المنطقة‪.‬‬ ‫بالنسبة لنا في سوريّة‪ ،‬وفي‬ ‫ق��راءة أوليّة لمجريات األحداث‬ ‫ول��وض��ع ال��م��ع��ارض��ة السياسيّة‬ ‫والمسلّحة على السواء‪ ،‬يمكن القول‪:‬‬ ‫بأنّ الح ّل السوريّ غير متو ّفر حال ّياً‪،‬‬ ‫فشروط الح ّل السياسيّ لم تنضج بعد‬ ‫رغم قناعتي الشخصيّة بأ ّنه لو وُ جدت‬ ‫جبهة موحّ دة (عسكريّة‪ ،‬مدنيّة «أي أوسع من‬ ‫سياسيّة») بأهداف وطنيّة سوريّة تراعي‬ ‫مصالح ك ّل السوريّين جد ّيا ً وبصدق ‪-‬‬ ‫طبعا ً مع أخذ مصالح الدول بعين االعتبار‪،‬‬ ‫اإلقليميّة منها والعالميّة ‪ -‬فإ ّنها ستحصّل نتائج‬ ‫بأسرع ممّا تتوقع كون النظام في رأيي هو في‬ ‫أضعف حاالته‪ ،‬بل هو مهلهل ومخلخل يحتاج‬ ‫لموقف وطنيّ س��وريّ موحّ د وص��ادق ينهيه‬ ‫لتتحوّ ل المواجهة مع قوّ ات احتالل غير سوريّة‬ ‫صريحة في جنسيّتها الغازية لألراضي السوريّة‪،‬‬ ‫األمر الذي سيفرض تغيراً أساس ّيا ً على المجتمع‬ ‫الدوليّ ‪ ،‬وتعاطيا ً مختلفا ً مع األزمة السوريّة‪ ،‬لكنّ‬ ‫المشكلة هي في تو ّفر هذه القوى المستع ّدة‪ ،‬بل‬ ‫والناضجة لتب ّني هذا الموقف الوطنيّ الموحّ د‪،‬‬ ‫كون اليوم هو أنسب من الغد للتعاون اآلن‪،‬‬ ‫ومبدئ ّيا ً يكفي التعاون مع ك ّل القوى الم ّتفقة على‬ ‫إنهاء النظام القائم وطرد ك ّل الغرباء من سوريّة‬ ‫وبناء دولة ديمقراطيّة حديثة تقبل الجميع ال‬ ‫تستثني سوى القتلة والسفلة‪ ،‬في اعتقادي سيكون‬ ‫هذا هو المخرج لسوريّة من أزمتها المستعصية‪،‬‬ ‫بل سيكون هو المنقذ لها من التدهور المستمرّ‬ ‫والتف ّكك المحتمل‪.‬‬ ‫مروان حممّد‬

‫الكرد بإيجاز بين التأثير والتأُّثر‬ ‫إنّ دراس���ة مختلف المصادر‬ ‫والمراجع التاريخيّة يُتيح لنا معرفة‬ ‫المرحلة التي وجد فيها األكراد أنفسهم‬ ‫كغيرهم من شعوب الشرق األدنى‬ ‫واألوس����ط‪ ،‬ضمن نطاق الخالفة‬ ‫العربيّة‪ ،‬األمر الذي نسج أولى خيوط‬ ‫ّ‬ ‫التأثر والتأثير بين الثقافتين الكرديّة‬

‫والعربيّة‪ ،‬فقد حدثت تغيّرات عميقة‬ ‫في الواقع الكرديّ بعد الفتوحات‬ ‫العربيّة اإلسالميّة‪ ،‬وخالل م ّدة طويلة‬ ‫تتجاوز الثالثة ق��رون‪ّ ،‬‬ ‫تمثلت هذه‬ ‫التغيّرات في مختلف مظاهر الحياة‬ ‫من اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة‪،‬‬ ‫وكان سببها انتشار اإلسالم‪.‬‬

‫فقد ساعدت هجرة األكراد نتيجة تعرّ ضهم‬ ‫لحاالت التهجير أو لهربهم من اإلبادة إلى تغيير‬ ‫مكان إقامتهم التاريخيّة وأرضهم‪ ،‬على االختالط‬ ‫بباقي الشعوب التي تسكن المنطقة‪.‬‬ ‫في بعض الحاالت كانت القبائل الكرديّة‬ ‫تستقرّ في هذه المنطقة أو تلك وتختلط بالس ّكان‬ ‫المحليّين وبسالالت أخرى‪ ،‬لذا ينبغي اإلشارة‬ ‫بصورة خاصّة إلى عمليّة التتريك أو التفريس‬ ‫أو تعريب األك��راد والتي تعمّقت كثيراً نتيجة‬ ‫اعتناقهم اإلسالم‪.‬‬ ‫ولكن بالرغم من تعرّ ض الشعب الكرديّ‬ ‫للكثير من تلك المظالم من قمع وإبادة وتهجير إلاّ‬ ‫أ ّنه ظ َّل محافظا ً على خصائصه القوميّة واللغويّة‬ ‫والثقافيّة واالجتماعيّة‪ ،‬ولك ّنه أيضا ً كان من أكثر‬ ‫الشعوب ّ‬ ‫تأثراً بالثقافة العربيّة اإلسالميّة‪ ،‬وذلك‬ ‫من منطلق استعماره من قبل دولتين عربيّتين‬ ‫إلى جانب دولة فارسيّة وأخرى تركيّة‪ ،‬لذا فقد‬ ‫ّ‬ ‫كان ّ‬ ‫والتأثر‪،‬‬ ‫حظ العرب أوفر في عمليّة التأثير‬ ‫وأيضا ً من منطلق التشابه بين موروث الشعبين‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫«أب���و ال���ف���داء» إس��م��اع��ي��ل بن‬ ‫المظ ّفر‪ ،‬والشاعر األيّوبيّ األمجد‬ ‫بهرام شاه وغيرهم‪....‬‬ ‫ك��م��ا ظ��ه��ر ع��ل��ى الصعيد‬ ‫السياسيّ َمن كان لهم الدور األكبر‬ ‫في بلورة الفكر السياسيّ وتعميقه‬ ‫مثل محمّد كرد عليّ بن خلّكان‬ ‫وغيرهم أم��ث��ال سليم بركات‬ ‫من الك ّتاب الكرد الذين أضافوا‬ ‫إلى قاموس اللغة العربيّة مئات‬ ‫المفردات االشتقاقيّة المتصرّ فة‪.‬‬ ‫القائم على التشابه في العادات والتقاليد‪ ،‬لكنّ تأثير‬ ‫اإلسالم كان أكبر تأثيراً على الثقافتين وخاصّة‬ ‫العربيّة‪ ،‬إذ أنّ الرسول كان عرب ّيا ً والبيئة عربيّة‬ ‫بامتياز‪ ،‬أمّا ما خال ذلك من الشعوب فقد دخل‬ ‫اإلسالم عن طريق الغزوات اإلسالميّة؟‬ ‫هذا كلّه ال يمنعنا من القول إنّ للثقافة الكرديّة‬ ‫األثر البالغ والواضح في تعميق دور الثقافة‬ ‫العربيّة على جميع األصعدة‪ ،‬على أ ّنها ثقافة‬ ‫تكامليّة وليست تضاديّة كما فهمها البعض من‬ ‫المتش ّددين للقوميّة والعروبييّن‪.‬‬ ‫ففي المجال السياسيّ ظهر ق��ادة أك��راد‬ ‫تجاوزوا انتماءهم العرقيّ ليتحوّ لوا إلى مدافعين‬ ‫عن الدولة اإلسالميّة‪ ،‬األمر الذي شجّ عهم ليهتمّوا‬ ‫بجميع نواحي الحياة األخرى (العلميّة ‪ -‬الثقافيّة‬ ‫ االجتماعيّة ‪ -‬االقتصاديّة) انطالقا ً من كونهم‬‫(أمراء وخلفاء)‪ ،‬وخير مثال على ذلك‪ :‬الدولة‬ ‫األيّوبيّة التي أسّسها صالح الدين األيوبيّ ‪ ،‬الذي‬ ‫لم يكتفِ بالدفاع عن العرب المسلمين بل امت ّد‬ ‫نشاطه إلى تشجيع العلم والعلماء ببناء المدارس‬ ‫والجامعات والمستشفيات و‪.....‬‬ ‫وقد ظهر في تلك المرحلة من الزمن المؤرّ خ‬

‫عمليّة التأثير ام��ت � ّدت إلى‬ ‫الفنّ التشكيليّ والفنّ التلفزيونيّ‬ ‫والسينمائيّ وغيرها من المجاالت التي لعبت‬ ‫دوراً مه ّما ً كعامل ثقافيّ ها ّم وحامل لحضارة‬ ‫بلد ما‪ ،‬فقد ظهرت شخصيّات فنيّة مهمّة أمثال‬ ‫عمران حمدي (مالفا) كفنان عالميّ يحاول‬ ‫التوفيق بين روح الشرق المغروزة في داخله‬ ‫وبين العالم الجديد الذي يقيم ويعمل فيه حال ّياً‪،‬‬ ‫والبدرخانيّون كانوا الروّ اد في صناعة السينما‬ ‫من حيث اإلخراج‪ ،‬علي بدرخان اليزال معاصراً‬ ‫وي��زاول اإلخ��راج على نطاق واس��ع‪ ،‬وأفالمه‬ ‫تحصد الجوائز‪.‬‬ ‫في النهاية لست هنا بصدد ذكر األسماء‬ ‫الكرديّة التي ّأثرت بشكل فعليّ في الثقافة العربيّة‬ ‫وخلقت منها ثقافة عالميّة‪ ،‬وإ ّنما ألبيّن بصورة‬ ‫عامّة التبادل الثقافيّ والحضاريّ الذي يت ّم بين‬ ‫الشعوب‪ ،‬وأنّ الثقافات من الممكن أن تتالقح‬ ‫وتستفيد من بعضها البعض في عمليّة التق ّدم‬ ‫إذا ت ّم التخلّص من نزعة اإللغاء والتعامل مع‬ ‫الشأن الثقافيّ العام على أ ّنه حاضن الوعي الكليّ‬ ‫للحضارات واألمم بصورة عامّة‪.‬‬

‫وجيهة عبد الرمحن‬

‫قراءة سياسية‬

‫هل يمكن إنقاذ‬ ‫سورّية؟‬ ‫تحت هذا العنوان‪ ،‬أقام منذ أيّام بعض الناشطين المدنيّين األلمان‬ ‫ندوة عامّة‪ ،‬تمّت فيها مناقشة لما يحدث في سوريّة‪ ،‬محاولين البحث‬ ‫في المساعدات التي يتوجّ ب تنظيمها وتقديمها من قِبل المجتمع األلمانيّ‬ ‫للشعب السوريّ ‪ ،‬وفي أسباب قلّة التضامن الغربيّ مع هذا الشعب‪،‬‬ ‫الذي يتعرّ ض ألسوأ وضع إنسانيّ في القرن الحادي والعشرين‪،‬‬ ‫وبغضّ النظر عن النتائج البسيطة التي يمكن أن تتح ّقق في مثل‬ ‫هذه النشاطات المدنيّة‪ ،‬خارج إطار المساعدات المق ّدمة من قِبل‬ ‫الحكومة األلمانيّة واألمم الم ّتحدة‪ ،‬يمكن االستفادة من تلك األنشطة‪،‬‬ ‫باالطالع على اآلراء المطروحة عن المسألة السوريّة في المجتمع‬ ‫الغربيّ ‪ ،‬كآراء لمراقبين مهتمّين ‪ -‬بنا ًء على دراساتهم المعمّقة في‬ ‫قضايا الشرق األوسط وسوريّة ‪ -‬بما يفتح أمامنا نحن السوريّين من‬ ‫مشاركين ومتضرّ رين‪ ،‬آفاقا ً جديدة للبحث عن مخارج قابلة لح ّل تلك‬ ‫المسألة المتزايدة في تعقيداتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المطلعين على الشأن السوريّ ‪ ،‬باتوا يدركون هول‬ ‫الشكّ‪ ،‬أنّ معظم‬ ‫المأساة التي مازالت مستمرّ ة‪ ،‬والتي أ ّدت ‪ -‬ح ّتى اآلن ‪ -‬إلى مقتل أكثر‬ ‫من مائتي ألف إنسان‪ ،‬وإلى ما يفوق ذلك الرقم من المصابين بإعاقة‬ ‫دائمة‪ ،‬وإلى تهجير نحو نصف أبناء المجتمع السوريّ من بيوتهم‪،‬‬ ‫ملقية بما ال يق ّل عن أربعة ماليين منهم خارج الحدود‪ ،‬وإذا كان قسم‬ ‫مه ّم من الرأي العام الغربيّ مازال متمسّكا ً بالرؤية المتش ّكلة منذ بداية‬ ‫األحداث كحرب أهليّة أو طائفيّة‪ ،‬ومازال معظم اليساريّين ير ّدون‬ ‫ّ‬ ‫التدخل األمريكيّ ‪،‬‬ ‫المشكالت الحاصلة في ك ّل أرجاء المعمورة إلى‬ ‫في إطار رؤيتهم األحاديّة التقليديّة‪ ،‬فإنّ ما حصل من مستج ّدات‬ ‫متعلّقة بالتم ّدد اإلسالميّ القاعديّ اإلرهابيّ ‪ ،‬جعلت الكثير ينظرون‬ ‫لما يحدث في سوريّة كحالة مستعصية على الحلّ‪ ،‬بوقوع المجتمع‬ ‫بين مطرقة النظام الدكتاتوريّ وسندان اإلرهاب اإلسالميّ ‪ ،‬محاولين‬ ‫البحث في تأمين مساعدات إنسانيّة للشعب السوريّ ‪ ،‬دون الخوض‬ ‫في اإلجابة على السؤال المتعلّق بإمكانيّة إنقاذه‪.‬‬ ‫انطالقا ً من التطوّ رات الميدانيّة األخيرة‪ ،‬المتعلّقة بسيطرة جبهة‬ ‫النصرة وحركة أح��رار الشام على معسكري «وادي الضيف»‬ ‫و»الحامديّة»‪ ،‬وتركيز النظام في تحقيق تق ّدم ملحوظ إلحكام الحصار‬ ‫على مدينة حلب‪ ،‬يكاد المجتمع الدوليّ أن يُجمع هذه المرّ ة على تقديم‬ ‫مبادرة المبعوث األمميّ لتجميد النزاع في مدينة حلب‪ ،‬كخطوة على‬ ‫طريق الح ّل في غياب الحلول البديلة‪ ،‬في حين ال تبدو إلاّ كخطوة‬ ‫منفصلة عن السياق العام لألحداث المتصاعدة في التو ّتر؛ فالنظام‬ ‫الذي ير ّكز معظم قدراته العسكريّة‪ ،‬المدعومة بالميليشيات الشيعيّة‬ ‫المختلفة‪ ،‬على المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة سوريّة‬ ‫شا ً‬ ‫مختلفة بعض الشيء عن قوى اإلسالم الجهاديّ اإلرهابيّ ‪ ،‬يبدو ه ّ‬ ‫وضعيفا ً أمام هجمات ما ّ‬ ‫يمثل تلك القوى من «داعش» والنصرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معززاً بذلك من قوّ ة‬ ‫متخلّ ّيا ً عن كميات كبيرة من أسلحته وعتاده‪،‬‬ ‫هذين التنظيمين‪ ،‬مع توسّع وتكريس سيطرتهما على مناطق واسعة‬ ‫من البالد؛ فعن أيّ نزاع يجري البحث على تجميده؟ و َمن هي القوى‬ ‫المقصودة بالتجميد؟‬ ‫قد يكون االستعراض السريع للحالة التي آلت إليها مختلف‬ ‫التشكيالت المسلّحة للمعارضة السوريّة‪ ،‬هو األكثر د ّقة في اإلجابة‬ ‫على تلك األسئلة‪ ،‬وعلى السؤال األساس المتعلّق بإمكانيّة إنقاذ البالد‪،‬‬ ‫فالكتائب واأللوية التي ظهرت كتجمّعات شعبيّة محلّيّة للر ّد على‬ ‫ذلك العنف للنظام الحاكم‪ ،‬غير المسبوق سور ّيا ً ودول ّياً‪ ،‬والتي كانت‬ ‫بحاجة ماسّة للدعم بالسالح والمال‪ ،‬تعّرضت خالل ك ّل تلك الفترة‬ ‫الطويلة من السعيّ لتحقيق أهداف الثورة في اسقاط النظام إلى العديد‬ ‫من التحوّ الت المتالحقة‪ ،‬فإذا كانت التوجّ هات السياسيّة لمعظمها‬ ‫قد ارتبطت بمن يق ّدم ذلك الدعم من قوى وشخصيّات ذات طابع‬ ‫إسالميّ ‪ ،‬فإنّ الظهور الالحق لتنظيم «داعش» وتم ّدده فوق قسم‬ ‫واسع من األرض السوريّة‪ ،‬قد فرض توجّ ها ً لذلك الدعم لصالح‬ ‫التحالف الدوليّ ض ّد «داعش»‪ ،‬ممّا رجّ ح تحوّ ل قسم غير قليل من‬ ‫قوى الجيش الحرّ كتشكيالت وكعناصر باالتجاه الجهاديّ ‪ ،‬وإلى‬ ‫ازدياد قوّ ة جبهة النصرة وتوسّعها مع ضعف الكثير من التشكيالت‬ ‫الكبرى تحت تأثير الضربات المتع ّددة المصادر من جهة النظام كما‬ ‫من جهتي «داعش» والنصرة‪ ،‬وهكذا غابت تشكيالت أساسيّة من‬ ‫لواء التوحيد وصوالً إلى جيش المجاهدين‪ ،‬فيما نشهد تحالفا ً ألحرار‬ ‫الشام مع النصرة ومحاوالت متكرّ رة لجيش اإلسالم وزهران علّوش‬ ‫إلبقاء سيطرته على محيط مدينة دمشق بأيّ شكل كان‪ .‬وهكذا‪ ،‬ال‬ ‫يمكن النظر إلى مبادرة «دي ميستورا» إلاّ كاستمرارّ ية للهدن التي‬ ‫تح ّققت في حمص وريف دمشق‪ ،‬والتي لم تح ّقق سوى حصاراً جديداً‬ ‫لتجمّعات مدنيّة معيّنة حاول النظام من خاللها االستعانة بأساليب‬ ‫جديدة للقتل والتهجير عبر التجويع والترويع‪ ،‬إضافة للقتل والتدمير‬ ‫بقذائف الدبّابات والطائرات‪ ،‬وبهذا الشكل يحاول النظام إطباق‬ ‫الخناق على ما يقرب من مليون مدنيّ سوريّ يقبعون في أحياء حلب‬ ‫الشرقيّة‪ ،‬قبل التوصّل إلى هدنة في منطقة ثالثة من البالد‪ ،‬وباستخدام‬ ‫صيغة دوليّة في هذه المرّ ة‪ ،‬فيما ال يأبه للتوسّع المستمرّ من قبل‬ ‫قوى اإلسالم المتطرّ ف في مناطق أخرى‪ ،‬ممّا يكرّ س حالة مختلفة‬ ‫من المأساة الدائمة للشعب السوريّ ‪ ،‬مع غياب أيّة إمكانيّة إلنقاذه‬ ‫من براثن دكتاتوريّة وحشيّة وإسالم متطرّ ف‪ ،‬ال يختلفان في درجة‬ ‫استهدافهما اإلرهابيّ للشعب السوريّ ‪ ،‬على الرغم من اختالفهما في‬ ‫النوع‪ .‬هنا‪ ،‬لم يعد أمام السوريّين سوى التوجّ ه للمجتمع الدوليّ ‪ ،‬مرّ ة‬ ‫بعد المرّ ات العديدة السابقة‪ ،‬للقيام بدوره الفاعل والسريع في إنقاذ‬ ‫بالدهم‪ ،‬دوراً قد ال تش ّكل فيه تلك المبادرة سوى هدراً للمزيد من‬ ‫الوقت‪ ،‬مع تعرّ ض المزيد منهم للموت والتشرّ د‪ ،‬محاصرة وتجويعاً‪،‬‬ ‫إضافة للقتل المباشر وهدم البيوت‪.‬‬

‫لؤي حاج بكري‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫قراءة سياسية‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫هل تعلّمنا من الثورة؟‬ ‫بعد م��رور أكثر من ثالث سنوات ونيّف‬ ‫على بدء الثورة السوريّة‪ ،‬وبعد خضوع الشعب‬ ‫السوريّ بكا ّفة انتماءاته السياسيّة والدينيّة‬ ‫والمذهبيّة ‪ ...‬إلخ‪ ،‬لتغيّرات مفصليّة ومحوريّة‪،‬‬ ‫هل تعلّم السوريّ من هذه المحنة؟ أو هل أ ّدت‬ ‫الثورة السوريّة لتغيير جذريّ أو ح ّتى سطحيّ‬ ‫في طريقة تفكيره؟‬

‫الكتل السياسيّة‪ ،‬ك ّل منها تعمل وفق نظرتها‬ ‫الخاصّة ومصالحها أوّ الً‪ ،‬وذلك بحسب ما يُملي‬ ‫عليها من يموّ لها‪ ،‬فبعد أكثر من سنتين على تشكيل‬ ‫المجلس الوطنيّ السوريّ واالئتالف والحكومة‪ ،‬إلى‬ ‫اآلن ال نرى أيّ شكل من أشكال التوحّ د‪ ،‬بل بتنا‬ ‫نخجل أن نطلق على أنفسنا لقب معارضة‪ ،‬يتجلّى‬ ‫هذا التف ّكك في االجتماع األخير لالئتالف للموافقة‬ ‫على تشكيلة الحكومة المؤ ّقتة التي ترأّسها أحمد‬ ‫طعمة‪ ،‬اجتماع‪ ،‬انتخاب‪ ،‬تسريبات‪ ،‬إلغاء النتائج‪،‬‬ ‫دراسة قانونيّة إلغاء النتائج ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫الجيش الحرّ ليس بأحسن حال من الكتل السياسيّة‪،‬‬ ‫فوسم دعم القيادة الموحّ دة ناشد «لدرجة الترجّ ي»‬ ‫الجيش الحرّ بالتوحّ د (لواء فالن‪ ،‬وكتيبة علتان)‬ ‫ك ّل واحد منها يعتقد نفسه األقوى على األرض‪،‬‬ ‫شباب ق ّدموا الغالي والرخيص للدفاع عن مدينتهم‪،‬‬ ‫استشهدوا بسبب عدم التوحّ د‪ ،‬كتيبة تقتحم مبنى‬ ‫للنظام‪ ،‬وبسبب عدم التنسيق تحاصر تلك الكتيبة‬ ‫ويُقتل جميع عناصرها‪« ،‬اتحدوا أو ارحلوا»‪.‬‬ ‫وسم آخر حاول فيه الشباب الناشط بالضغط‬ ‫على الجيش الحرّ ‪ ،‬ولكن دون نتيجة تذكر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات‬ ‫مؤسّسات إعالميّة‪ ،‬ومدنيّة‪ ،‬وإغاثيّة‪،‬‬ ‫مجتمع مدنيّ ‪ ،‬بل ح ّتى على مستوى األفراد الذين‬ ‫هم أنفسهم يطالبون بالتوحّ د‪ ،‬لم ي ّتحدوا أبداً بالرغم‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات والمؤسّسات بأشخاص‬ ‫من احتواء تلك‬ ‫يُقال إ ّنهم مث ّقفون وواعون‪.‬‬ ‫لم تتعلّم الجمعيّات اإلغاثيّة أنّ تصوير الطفل‬ ‫مع السلّة اإلغاثيّة التي مُنحت له تعتبر إهانة للطفل‬

‫سأخون ثورتي‬

‫الشهيد عبد القادر الصالح‪ ،‬هل يعني دخول‬ ‫العاصمة االقتصاديّة لسوريّة بمئتي بارودة هو‬ ‫إنجاز‪ ،‬أم ماذا؟ لماذا لم يجهّز القتحام مدينة‬ ‫حلب‪ ،‬بشكل كامل وتكتيكيّ ‪ ،‬واآلن نرى نتيجة‬ ‫عدم النظر للغد‪ ،‬ها هو «دي ميستورا» يحاول‬ ‫تجميد القتال في حلب‪ ،‬وهو تجميد لصالح النظام‬ ‫بشكل كامل ‪ -‬لن أخوض هنا لماذا تلك المبادرة‬ ‫تخدم النظام ‪ -‬وهذه المبادرة مدعومة من دول‬ ‫«أصدقاء سوريّة» الذين يموّ لون الجيش الحرّ‬ ‫أي في حال ت ّم إيقاف التمويل‪ ،‬لن يستطيع مقاتلو‬ ‫حلب الوقوف بوجه النظام ألكثر من أشهر‬ ‫معدودة‪.‬‬

‫التوحّ د‪ ،‬أشهر قليلة تفصلنا عن مرور الذكرى‬ ‫الرابعة للثورة السوريّة‪ ،‬هل استطاع الشعب‬ ‫ّ‬ ‫المتمثل بالكتل السياسيّة وبفصائل‬ ‫السوريّ‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات ‪ ...‬هل استطاع ح ّتى‬ ‫الجيش الحرّ‬ ‫أن يتقرّ ب من فكرة التوحّ د؟‬ ‫السوريّ ‪ ،‬وتعتبر إهانة لعائلة هذا الطفل‪ ،‬بل ح ّتى‬ ‫ّ‬ ‫للمنظمة ذاتها‪ ،‬وللفرد الذي يسلّم تلك السلّة‪،‬‬ ‫إهانة‬ ‫ومن يلتقط تلك الصور المهينة‪.‬‬ ‫ننتقل لفكرة أخرى‪ ،‬ولتكن التخوين‪ ،‬ك ّل شخص‬ ‫يخالفني الرأي فهو خائن‪ ،‬عميل للنظام‪ ،‬للغرب‪،‬‬ ‫ألميركا‪ ،‬لقطر‪ ،‬لتركيا‪ ،‬وما أكثر عمالء سوريّة‬ ‫للدول األخ��رى‪ ،‬شباب خرجت تطالب بالكرامة‬ ‫والحرّ يّة‪ ،‬وبعد ثالث سنوات‪ ،‬بتنا نخاف من إبداء‬ ‫الرأي في حال كان ال يُرضي غالبيّة الناشطين‪.‬‬ ‫وخير مثال على ذلك كالم العميد زاهر الساكت‪،‬‬ ‫الذي قال بشكل حرفيّ عن معاذ الخطيب‪« :‬أنت‬ ‫وأمثالك لمزابل التاريخ»‪ ،‬بسبب زي��ارة األخير‬ ‫لموسكو‪.‬‬ ‫االستغالل‪ ،‬على ما أذكر خرجنا بسبب استغالل‬ ‫النظام لنا‪ ،‬في جميع النواحي‪ ،‬استغالل جسديّ ‪،‬‬ ‫ونفسيّ ‪ ،‬ووظيفيّ ‪ ،‬وجنسيّ ‪ ،‬واستغالل الكرسيّ ‪،‬‬ ‫واآلن نصدم بأنّ أوّ ل من صاح «هللا أكبر» في‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات أو‬ ‫سوريّة‪ ،‬وبعد أن بات مدير إحدى‬ ‫المؤسّسات‪ ،‬بات يستغ ّل الشباب ماد ّيا ً ومعنو ّياً‪،‬‬ ‫وح ّتى جنس ّياً‪.‬‬ ‫إلى اآلن نعتقد أنّ «المهاجر» أتى لنصرة‬ ‫الثورة‪ ،‬وبعد ك ّل ما فعلته «داعش» ما زلنا نرحّ ب‬ ‫بالمهاجرين الجهاديّين الذين هم أتوا من القطب‬ ‫الشماليّ ‪ ،‬فقط لنصرة الثورة السوريّة‪ ،‬إلى اآلن لم‬ ‫نتعلّم من أخطائنا‪.‬‬ ‫«دخلنا حلب بمائتي بارودة فقط» هذا ما قاله‬

‫أطلق ع ّدة ناشطون وسم «علّمتني الثورة»‬ ‫على موقع التواصل االجتماعيّ «فيسبوك»‪،‬‬ ‫قرأت ما تعلّمناه من الثورة‪ ،‬القول ال لب ّ‬ ‫شار األسد‪،‬‬ ‫الصبر‪ ،‬مناطق سوريّة ك ّنا نجهلها بتنا نحفظها عن‬ ‫ظهر قلب‪« ،‬التعربش عالسوزكي» ‪ ...‬إلخ‪ ،‬لكن‬ ‫لم أر أحداً تعلّم أكثر من هذه األمور‪ ،‬وهي أمور‬ ‫بالفعل ك ّنا نجهلها‪ ،‬وهي مهمّة‪ ،‬وضروريّة ولك ّنها‬ ‫غير كافية‪.‬‬ ‫ليست الطامة الكبرى بأ ّننا لم نتعلّم من الثورة‪،‬‬ ‫بل على العكس لم نعرف كيف نحافظ على ثورتنا‬ ‫بشكل لطيف‪ ،‬فباتت الطائفيّة‪ ،‬والمناطقيّة‪ ،‬منتشرة‬ ‫بشكل غير محدود‪ ،‬ما أظهر لنا مدى جهلنا الثقافيّ ‪،‬‬ ‫ومدى قصر رؤيتنا للمستقبل‪ ،‬ال أطلب هنا بك ّل‬ ‫تأكيد عدم محاكمة المجرمين‪ ،‬ولكن دعونا نحاول‬ ‫أن ال نحاسب أحد أل ّنه من الطائفة العلويّة‪ ،‬في حال‬ ‫لم تتلطخ يديه بالدماء‪ ،‬دعونا نحاسب جميع مرتكبي‬ ‫جرائم الحرب‪ ،‬وعدم النظر وتسليط الضوء على‬ ‫تلك الفيديوهات التي تنشر عن سبق إص��رار‬ ‫وترصّد‪ ،‬هدفها الوحيد تأجيج الطائفيّة في سوريّة‪،‬‬ ‫فال أعتقد أنّ أحداً م ّنا يريد سوريّة كـ «لبنان‪ ،‬أو‬ ‫العراق‪ ،‬أو ليبيا»‪.‬‬ ‫أعتقد يجب أن نتعلّم كيفيّة التعايش‪ ،‬ومحاولة‬ ‫عدم تخوين بعضنا‪ ،‬والعمل لسوريّة وليس ألنفسنا‪،‬‬ ‫وإيجاد حلول تتوافق مع رؤية الشعب السوريّ ‪ ،‬ربّما‬ ‫المحاولة ستكون كافية‪ ،‬ربّما أنا أوّ ل َمن لم يتعلّم من‬ ‫الثورة السوريّة‪ ،‬ولكن من الممكن أن نعتبر هذه‬ ‫صرخة للجميع‪ ،‬فقط لمحاولة التعلّم ليس إلاّ ‪.‬‬

‫حممّد احلاج‬

‫فايز سارة في حوار مفتوح في عينتاب‬ ‫ليس لنا غير االئتالف؟؟!!‬ ‫«ال أحد يعلم ماهيّة األسئلة في رأس‬ ‫ك ّل السوريّين نتيجة الكوارث التي ألّمت‬ ‫بهم» هكذا بدأ األستاذ فايز سارة لقاءه مع‬ ‫مجموعة من المث ّقفين والناشطين في مكتب‬ ‫تيّار «مواطنة» في غازي عينتاب‪.‬‬ ‫قال إ ّنه لم يكتب شيئا ً مسبقاً‪ ،‬ولم يحضّر‬ ‫ورق��ة جاهزة‪ ،‬إ ّنما ج��اء ليستمع ويناقش‬ ‫ويتبادل الرأي مع الشباب السوريّ ‪ ،‬منوّ ها ً‬ ‫بأ ّنه يتو ّقع أن يأخذ االئتالف وواقعه الراهن‪،‬‬ ‫الحصّة األكبر من النقاشات‪ .‬قال «سنقف عند فكرة‬ ‫االئتالف وهي من األمور التي قد تشغلنا‪ ،‬وسبب‬ ‫ذلك أنّ االئتالف هو التحالف األكثر تمثيالً للكتل‬ ‫السياسيّة واألح��زاب والحراك الثوريّ والجيش‬ ‫الحرّ إضافة إلى مستقلّين‪ ،‬وهو التحالف الحاصل‬ ‫على االعتراف الدوليّ ولو ظاهر ّياً‪ ،‬لذلك يجب ألاّ‬ ‫نتجاوز أه ّميّة االئتالف رغم أ ّنه لم يش َّكل بإرادة‬ ‫السوريّين ولك ّنه كان ضرورة موضوعيّة‪ ،‬وهناك‬ ‫الكثيرون ممن شاركوا في تشكيله»‪ .‬وأضاف‬ ‫األستاذ س��ارة‪« :‬حمل االئتالف بعد تشكيله ذات‬ ‫األمراض التي عانى منها سابقه‪ ،‬المجلس الوطنيّ ‪،‬‬ ‫منها إعطاء حصّة رئيسيّة للمجلس الوطنيّ ‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫ّ‬ ‫وممثلة في المجلس‬ ‫حصّة لكتلة أخرى موجودة‬ ‫الوطنيّ ‪ ،‬لذا فآليّة توزيع الحصص على الكتل كانت‬ ‫مشكلة‪ ،‬كما كان النظام الداخليّ لالئتالف كقانون‬ ‫الثلثين‪ ،‬الذي يمنح أعضاء االئتالف قبول أو رفض‬ ‫أيّ تكتل جديد‪ ،‬مشكلة أخرى»‪.‬‬ ‫أضاف األستاذ سارة‪« :‬األزمة الراهنة هي انقسام‬ ‫عاموديّ ‪ ،‬تتداخل فيه عوامل شخصيّة وأخرى حزبيّة‬ ‫لتعميق المشكلة‪ ،‬وقد بُذلت محاوالت عديدة النتشال‬ ‫االئتالف من هذه األزمة‪ ،‬وألوّ ل مرّ ة كان من يقوم‬ ‫بهذه الجهود هم أعضاء من قلب االئتالف‪ ،‬هم من‬ ‫يعملون على ح ّل هذه الخالفات‪ ،‬أي يوجد حالة ثقل‬ ‫سوريّ لح ّل المواضيع في ظ ّل وجود طرفين يعتقد‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ك ّل منهما أنّ اآلخر يحاول سحب االئتالف إلى‬ ‫طرف آخر‪ ،‬ح ّتى ت ّم التوصّل إلى صيغة وعُقدت‬ ‫ع ّدة اجتماعات‪ ،‬ا ّتفق غالبيّة األعضاء على إعادة‬ ‫القضايا إلى الحوار ووضع مسوّ دة إلقرارها‪ ،‬ويت ّم‬ ‫اآلن العمل إلصالح مؤسّسة وحدة تنسيق الدعم‪،‬‬ ‫وكذلك التوافق على الحكومة وتشكيل المجلس‬ ‫العسكريّ األعلى والتوافق على الكتلة العسكريّة في‬ ‫االئتالف‪ ،‬وبعد أكثر من ‪ 16‬يوما ً من اال ّتفاق لم‬ ‫تت ّم أيّة خطوة عمليّة للتنفيذ باستثناء اللجنة المكلّفة‬ ‫بتشكيل المجلس العسكريّ ‪ ،‬التي عملت على تسمية‬ ‫‪ 4‬كتل من أجل تسمية ّ‬ ‫ممثليهم‪ ،‬وهذه الحالة خطيرة‬ ‫أل ّننا سننتقل بعد ع ّدة أسابيع إلى انتخاب قيادة جديدة‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬نحن وصلنا إلى ا ّتفاق وملتزمون به‪،‬‬ ‫رغم أ ّنه يتعارض مع توجّ هاتنا‪ ،‬مثالً‪ :‬تسمية أحمد‬ ‫طعمة‪ ،‬ك ّنا ض ّدها ألنّ أكثر من ثلثي األعضاء‬ ‫هم َمن أقالوا الحكومة فكان من الصعوبة أن تعاد‬ ‫تسميته‪ ،‬ورغم ذلك وافقنا على الحوار مع زمالئنا‬ ‫لنتوافق على القاسم المشترك بيننا لمعالجة أزمة‬ ‫االئتالف‪ .‬وليس همّنا الكتلة الديمقراطيّة أو التحالف‬ ‫المحيط بها»‪.‬‬ ‫ختم األستاذ سارة حديثه بأنّ ما يهمّنا هو سورية‬ ‫وليس االئتالف وال الكتل المش ّكلة له‪ ،‬فالجميع‬ ‫أدوات في سبيل الوصول إلى القضيّة»‪.‬‬ ‫وبعدها ت ّم حوار مفتوح بين الحضور واألستاذ‬

‫‪3‬‬

‫فايز س���ارة‪ ،‬حيث ت��س��اءل الحضور عن‬ ‫المشاكل الداخليّة لالئتالف وعدم قدرته على‬ ‫مواكبة الوضع في سورية‪ ،‬وعن عدم وضوح‬ ‫ّ‬ ‫توزع الكتل داخله‪ ،‬إذ بين انتخابين تتب ّدل‬ ‫خريطة الكتل وتتغيّر التحالفات‪ ،‬وعدم قدرته‬ ‫على مأسّسة أموره؟ وتساءل أحد الحضور‪:‬‬ ‫إلى أين ستذهب سورية نتيجة الكتل الموجودة‬ ‫داخل االئتالف بمعنى الموقف وليس السياسة؟‬ ‫وإلى أين يذهب االئتالف؟‬ ‫كما تح ّدث أحد الحاضرين‪« :‬انتقلنا من التخوين‬ ‫السياسيّ إل��ى التخوين ال��ث��وريّ ال��ذي أ ّدى إلى‬ ‫احتكار االئتالف للثورة ومن ث ّم السلطة»‪ .‬وآخر‬ ‫قال‪« :‬االئتالف في أزمة وال يجب أن يتبرّ أ أحد‬ ‫من مسؤوليّاته‪ ،‬ال يمكن ألحد أن يلغي االئتالف‬ ‫ولك ّنه فعل ّيا ً ملغى من عقول الناس»‪ .‬وتساءل آخر‪:‬‬ ‫«هل الح ّل هو مؤتمر سوريّ ؟ الك ّل يعلم كم من‬ ‫المؤتمرات التي عُقدت‪ ،‬فهل كان لها أيّ تأثير أو‬ ‫نتائج ملموسة؟ هل سنعيد إنتاج هذه المؤتمرات‬ ‫وكأ ّننا نعيد تركيب دوالب خربان؟ لذلك يجب دعم‬ ‫المؤسّسات الموجودة في الحكومة ووحدة تنسيق‬ ‫الدعم واالئتالف»‪.‬‬ ‫أحد الحضور لخصّ انطباعه عن اللقاء بقوله‪:‬‬ ‫«لم يكن الحضور م ّتفقا ً مع ما طرحه األستاذ فايز‬ ‫ّ‬ ‫الحق على الشعب‬ ‫سارة فمنهم من قال إ ّنه يضع‬ ‫السوريّ ويبرئ ساحة االئتالف‪ ،‬رغم ك ّل ما قاله‪،‬‬ ‫ما ق ّدمه األستاذ فايز هو حالة من الضياع والتخبّط‬ ‫السياسيّ الموجود في كتلته وفي إجاباته لم ينجح في‬ ‫أن يجيب عن األسئلة بموضوعيّة بل جعل من نفسه‬ ‫محاميا ً عن االئتالف رغم ك ّل اإلساءات التي ق ّدمها‬ ‫االئتالف كمؤسّسة إلى الشعب السوريّ ‪...‬‬ ‫ح��وار مه ّم‪ ،‬وفضاء مفتوح لتبادل األفكار‬ ‫والرؤى‪ ،‬يتيحه لنا ك ّل أسبوع مكتب تيّار مواطنة‬ ‫منري التعمري‬ ‫في غازي عينتاب‪.‬‬

‫انتهازّية القوى السياسّية‬ ‫وقصورها‬ ‫لماذا جرى التخلّي عن شباب الثورة وقيمها من قِبل‬ ‫القوى الوطنيّة ولمصلحة َمن جرى ذلك؟‬ ‫هذا هو السؤال الذي مازلنا نر ّدده كشباب ناشطين في‬ ‫الثورة‪ ،‬آم ّنا بأهدافها وتمسّكنا بمبادئها تحت ك ّل الضغوط‪،‬‬ ‫ك ّنا خاللها وحيدين‪ ،‬إلاّ من محاوالت‪ ،‬ح ّتى هذه المحاوالت‬ ‫على قلّتها كانت محاوالت غير سليمة أوّ الً‪ ،‬وفي أفضل‬ ‫األحوال (وهذا ثانياً) كانت خاطئة‪ ،‬إن على صعيد الشكل‬ ‫أو من حيث المضمون‪ ،‬ناهيك عن أ ّنها كانت قاصرة ثالثاً‪.‬‬ ‫أوّ الً ‪ -‬مع انطالقة الثورة كان مطلوبا ً أن ال تز ّج القوى‬ ‫السياسيّة التقليديّة اسمها في هذا الحراك الذي كان يواجه‬ ‫تح ّدي الحفاظ على مظهره الشعبيّ العفويّ دفعا ً ألن يستغ ّل‬ ‫النظام ذلك في تعزيز دعايته عن هذا الحراك بأ ّنه مدفوع‬ ‫ومحرّ ك ويحمل أجندات‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫لكنّ ما حصل عمل ّيا ً أنّ العديد من هذه القوى بدأت‬ ‫مب ّكراً بالتسابق فيما بينها على حصد نتائج هذا الحراك‬ ‫عندما اعتقدت أنّ المكاسب ستكون سريعة‪ ،‬بعد أن ُخ ْ‬ ‫دعت‬ ‫َ‬ ‫وخدعت الحراك نفس ّيا ً بوعود إقليميّة ودوليّة تأ ّكد زيفها‬ ‫الحقاً‪.‬‬ ‫لقد بدأت هذه القوى التي تزايد عددها الحقا ً في ساحة‬ ‫االستغالل هذه بالتنافس على استغالل تضحيات الشباب‬ ‫المتظاهر‪ ،‬ولم تردعها عن ذلك فاتورة الد ّم المضاعفة بعد‬ ‫انتقال الحراك إلى العسكرة‪ ،‬فاكتفت بتقديم القليل من الدعم‬ ‫مقابل الكثير الكثير من الوعود‪ ،‬وبالتزامن مع ذلك بدأت‬ ‫هذه القوى تق ّدم نفسها على أ ّنها مالكة الثورة وموجّ هتها‪،‬‬ ‫إلى أن تك ّ‬ ‫شف للجميع حقيقة الموقف الدوليّ من القضيّة‬ ‫السوريّة‪ ،‬فبدأت (هذه القوى) تنسحب لصالح االكتفاء‬ ‫بالتنافس على المؤسّسات السياسيّة التي أُنتجت باسم الثورة‪،‬‬ ‫تاركة شبابها نهب الصراعات والتجاذبات الخطيرة التي لم‬ ‫يكن من السهل علينا الصمود بوجهها‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ -‬بعد التحوّ ل الكبير هذا‪ ،‬وبحكم ضرورة الحاجة‬ ‫إلى األرض‪ ،‬بدأت الكثير من القوى السياسيّة تف ّكر بأ ّنه‬ ‫ّ‬ ‫يحق لها أن تستتبع الناشطين باعتبارها تمتلك النضج الذي‬ ‫ّ‬ ‫يستحق ‪ -‬كما ظ ّنت ‪ -‬أن يضحّ ي من أجله هؤالء الشباب‪،‬‬ ‫هكذا وبك ّل بساطة‪.‬‬ ‫أذكر هنا‪ ،‬في أواخر العام ‪ ،2012‬تواصلت معي سيّدة‬ ‫من إحدى مؤسّسات المجتمع المدنيّ ‪ -‬أثنت على وعيي‬ ‫الكبير ‪ -‬تعرّ فت عليها من خالل صفحتي في «الفيسبوك»‬ ‫وطلبت م ّني االنضمام إلى فريق اإلذاع��ة التي ينوون‬ ‫تأسّيسها‪ ،‬قبل أن تفاجئني السيّدة برسالة الحقة ُتلغي الفكرة‬ ‫بسبب «بوست» نشرته على صفحتي الشخصيّة وقالت‪:‬‬ ‫إ ّنه طائفيّ ‪.‬‬ ‫لم يعن لي األمر شيئاً‪ ،‬لكن أذهلني غرور هذه السيّدة‬ ‫وعنجهيّتها‪ ،‬كما أدهشتني طريقة تقيمها لفكري ودرجة‬ ‫وعيي وصالحيّتي الوطنيّة من خالل بوست‪ ،‬هذا إن صدق‬ ‫تفسيرها للبوست‪.‬‬ ‫هذا المثال هو واحد من أمثلة مكرّ رة مرّ ت على الكثير‬ ‫من الناشطين طيلة عامين ونصف من الثورة في عهدها‬ ‫المسلّح‪ ،‬وهي تجارب لم تفشل كلّها في إيجاد شبّان قبلوا‬ ‫العمل مع هذه الفعّاليّات ألسباب مختلفة‪ ،‬لكن ليس من بين‬ ‫هذه األسباب حتما ً القناعة‪ ،‬ما يعني بالتأكيد أنّ هدف هذه‬ ‫القوى لم يتح ّقق‪ ،‬بدليل النتيجة الواضحة على األرض‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ -‬وعن القصور أتح ّدث اآلن‪ ،‬وهو جانب يحتاج‬ ‫لشرح مطوّ ل ليس هذا مكانه‪ ،‬لكن باختصار نالحظ‬ ‫أنّ القائمين على المشاريع الوطنيّة (وأتح ّدث هنا عن‬ ‫الصادقين منهم) لم يبدعوا أيّ أساليب أو أدوات تح ّقق‬ ‫لها الفعاليّة واالنتشار‪ ،‬فاكتفى أكثرهم بنشاطات شكليّة أو‬ ‫ألهداف إعالميّة في الدول المجاورة‪ ،‬ناهيك عن أنّ هذه‬ ‫القوى عملت على تقديم نفسها بطريقة غير حكيمة‪ ،‬أضرّ ت‬ ‫بالمبادئ التي تحملها‪ ،‬وبالمشاريع التي تسعى لها إلى الح ّد‬ ‫الذي كان من الحكمة بالنسبة للشباب المؤمن بهذه األفكار‬ ‫والمشاريع ‪ -‬بغضّ النظر عن انتمائها أليّ من هذه القوى‬ ‫ أن يتج ّنب اإلعالن عن قناعاته‪ ،‬فضالً عن النضال من‬‫أجلها‪.‬‬ ‫أستغرب فعالً كيف تو ّقعت القوى الديمقراطيّة مثالً أن‬ ‫يكافح الشباب الديمقراطيّ على األرض من أجل الفكرة‬ ‫وسط بحر من الترويج لـ (تحريم الديمقراطيّة وتكفيرها)‬ ‫في الوقت الذي كان وجوه القوى الديمقراطيّة السوريّة‬ ‫ورموزها ال يتوانون عن استعراض عضالتهم في طرح‬ ‫ومناقشة قضايا حسّاسة اجتماع ّيا ً من جهة (مثل حقوق‬ ‫المثلييّن) أو صادمة للسوريّين كزيارة إسرائيل‪ ،‬وغيرها‬ ‫ّ‬ ‫تمت أصالً لقضيّة الديمقراطيّة أو‬ ‫من القضايا التي ال‬ ‫جوهرها‪ ،‬وبشكل بدا أ ّنه بال حكمة‪ ،‬وأحيانا ً أنانيّ وبال‬ ‫ضمير‪.‬‬ ‫عقيل حسني‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪4‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫أحوال‬

‫بين تضحيات أبنائها وتقاعس الساسة‪ ..‬هل ستحاصر حلب؟؟؟‬ ‫سباق مع الوقت‪ ،‬النظام حياول أن يسيطر على حلب‪ ،‬واملعارضة حتاول أيضا فرض سيطرتها‪ ،‬الطرفان يسعيان إىل احلسم السريع‪.‬‬ ‫النظام واإليرانيّون يريدون استكمال تطويق حلب (املناطق اخلارجة عن سيطرتهم) بأسرع وقت ممكن‪ ،‬وبالتالي تطويق حلب بشكل كامل‪ .‬بينما تسعى كتائب‬ ‫املعارضة إىل فتح الطريق الدوليّة وإفشال خم ّطط احلصار وإكمال السيطرة على املدينة‪.‬‬ ‫املراقب للحدث‪ ،‬يعلم أ ّن هذه املواجهة اسرتاتيجيّة باملعنى الدقيق‪ ،‬وتتخ ّطى السيطرة اآلنيّة على املدينة إىل حتديد مستقبل مدينة حلب ضمن أ ّي اتّفاق أو‬ ‫تسوية قد حتدث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هلذه التصوّرات حتاول «كلنا سوريّون» أن تستطلع ما جيري يف حلب‪:‬‬ ‫‪.1‬هل س ُتحاصر حلب من قبل قوّات النظام‪ ،‬أم أ ّن النظام حياول رفع سقف مطالبه وفرض إمالءاته على املعارضة واملبعوث الدول ّي؟‬ ‫‪.2‬ماذا ح ّضرت قوى املعارضة ومؤ ّسساتها املدنيّة ميدانيّاً للتعامل مع سيناريو حصار حلب‪ ،‬خا ّصة وأ ّن جتربة محص ما زالت ماثلة يف األذهان‪ ،‬أم أنّنا كالعادة ننتظر‬ ‫املصيبة أن تقع ومن ث ّم نقع يف ردّ الفعل؟‬ ‫‪ 3‬هل يوجد خطط بديلة أم أصبح احلصار أمراً واقعاً؟‬ ‫‪.4‬هل د ْرس هدنة محص قابل للتطبيق يف حلب أم أ ّن الظروف الدوليّة وامليدانيّة والعسكريّة ختتلف؟‬ ‫أمحد ديري (عضو جملس مدينة حلب ‪ -‬رئيس اإلدارة احمللّيّة)‬ ‫ج‪ 1‬الحصار حقيقة وليس خياالً‪ ،‬وهو واقع اآلن مع‬ ‫وعورة الطريق وخطورته‪ ،‬حيث تتعرّ ض الطريق‬ ‫بشكل دائم للقصف والرصد‪ ،‬وقد تق ّدم النظام لمناطق‬ ‫تط ّل بشكل مباشر على الطريق بمسافة ال تتجاوز‬ ‫‪1500‬م‪ ،‬لقد أضحت حياة البشر سلعة للمزاودات‬ ‫السياسيّة ولعبة دوليّة للضغط على المعارضة والنظام‪،‬‬ ‫الك ّل يلعب ب��األرواح مع األس��ف‪ ،‬ح ّتى بعض من‬ ‫يُحسبون على المعارضة‪ .‬يمكن أن أتفهّم بأنّ العالم‬ ‫وهيئة األمم بال أخالق وليس لهم منها إلاّ ما تنطق به‬ ‫ألسنتهم‪ ،‬وكذلك النظام‪ ،‬ولك ّني لم أكن أتصوّ ر هذا من‬ ‫بعض الدول العربيّة وبعض رموز المعارضة‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬حيث لم يستجب أحد لنداءات مجلس مدينة حلب‬ ‫والقوى الثوريّة في تعجيل إيصال المساعدات الما ّديّة‬ ‫والعينيّة ووضع ّ‬ ‫خطة طوارئ موضع التنفيذ الفوريّ ‪،‬‬ ‫بل باتت عرضة للمساومات السياسيّة‪ ،‬نحن نعمل ك ّل‬ ‫ما نستطيع وأملنا باهلل ث ّم عزيمة وصبر أبطال حلب‬ ‫من الثوّ ار والمجاهدين‪ ،‬لن نستسلم أو نستكين وسنبذل‬ ‫األرواح آخر المطاف‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬نعم يوجد خطط بعضها يحضّر حال ّياً‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬الهدنة‪ ،‬من وجهة نظرنا نحن‪ ،‬ال يمكن أن تكون‬ ‫مع نظام مجرم س ّفاح ال يرعى أيّة اتفاقيّات‪ ،‬وليس له‬ ‫أيّ عهد أو ذمّة‪ ،‬ولن تكون إلاّ بعد أن تكون أرواحنا‬ ‫قد تصاعدت إلى السماء‪.‬‬ ‫ربيع اإلبراهيم (املكتب اإلعالم ّي حل ّي طريق الباب)‬ ‫ج‪ 1‬النظام السوريّ بعد أن احت ّل خناصر والسفيرة‪،‬‬ ‫ك��ان بإمكانه اجتياح حلب أل ّن��ه فتح لنفسه طريق‬ ‫اإلمداد‪ ،‬وبات في أيّ وقت يستطيع أن يستر ّد المنطقة‬ ‫التي يريدها بسبب تش ّتت المعارضة‪ ،‬وقتال الفصائل‬ ‫فيما بينها‪ ،‬ومن ناحية أخرى ضربات «داعش» في‬ ‫خاصرة الثوّ ار‪ ،‬لكنّ المجتمع الدوليّ يضغط عليهم ألاّ‬ ‫يتحرّ كوا ح ّتى تكمل مفوضات دي ميستورا‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬حلب تفتقر للمواد الطبّية‪ ،‬وألنّ عندها مخزون‬ ‫فقط لـ ‪ 3‬أشهر يطالب كا ّفة الناشطين اآلن بالمواد‬ ‫األوليّة من ب��ذور وطحين من أجل الحصار‪ ،‬لكن‬ ‫بنظري حلب إذا حوصرت ستقاوم أكثر من حمص‬ ‫أل ّنها تعلّمت الدرس‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬إنْ أصبح الحصار أمراً واقعا ً فلديك ح ّل بديل‪ ،‬أن‬ ‫يسلّم الجيش الحرّ سالحه لـ «داعش» ويضع يده في يد‬ ‫«داعش» ويهاجموا النظام‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬هدنة حمص مستحيل أن تطبّق في حلب أل ّنهم‬ ‫أخذوا درسا ً من هدنة حمص شاهدوا كيف أنّ من‬ ‫صالحوا وقبلوا الهدنة‪ ،‬اعتقل نصفهم‪ .‬و ُغدر فيمن‬ ‫صالحوا‪ ،‬برأيي لن نصل إلى هذه المرحلة في حلب‬ ‫ولن يرجع النظام إليها‪.‬‬ ‫فراس املصري (ناشط جمتمع مدن ّي)‬ ‫ج‪ 1‬من المؤ ّكد أنّ المحاوالت األخيرة من قبل النظام‬ ‫تهدف إلى فرض واقع جديد أمام أيّة مبادرات سياسيّة‬ ‫بغضّ النظر عن سيناريوهاتها المقترحة‪ .‬من الصعوبة‬ ‫بمكان أن يتم ّكن النظام من حصار حلب فالوضع‬ ‫الميدانيّ بتعقيداته عصيّ على قوّ ات النظام‪ ،‬وقد فشل‬ ‫سابقا ً وهو في وضع أفضل ممّا هو عليه اآلن‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬ال يتو ّفر لديّ معلومات تفصيليّة لكن باإلجمال‬ ‫السيناريو تكرّ ر منذ ع ّدة شهور وبالتالي التحضيرات‬ ‫مختلفة تماما ً عن الوضع في حمص‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬ال بديل عن منع الحصار بالرغم من توافر‬ ‫تحضيرات لمثل هذا السيناريو‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬من المؤ ّكد أنّ الظروف الدوليّة والميدانيّة وح ّتى‬ ‫القرار السوريّ يختلف في هذه الحالة‪ ،‬وال ننسى أنّ‬ ‫هدنة حمص جاءت بعد حصار أكثر من سنة ولو‬ ‫حوصرت حلب ‪ -‬ال سمح هللا ‪ -‬مثل هذه الم ّدة (وهذا‬ ‫لن يحصل) فالكالم سيكون عن نهاية ثورة ال عن إبرام‬ ‫هدنة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بكري كعكة (نائب مدير ممثليّة االئتالف)‬ ‫ج‪ 1‬ميليشيات األسد تسعى لفرض الحصار على مدينة‬ ‫حلب منذ قرابة السنة‪ ،‬منذ نجاحها بإعادة السيطرة على‬ ‫اللواء ‪ ،٨٠‬يعني قبل مبادرة دي ميستورا‪ .‬وإن نجحت‬ ‫بذلك فذلك سيقويّ من موقفها في المبادرة‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ج‪ 2‬المعارضة السياسيّة ومؤسّساتها تسعى ألن‬ ‫تكون على قدر مسؤوليّة التعامل مع الحصار فيما لو‬ ‫حصل‪ ،‬لكن ‪ -‬وكما هو معروف ‪ -‬المعارضة السياسيّة‬ ‫ومؤسّساتها تعتمد على دعم الدول الخارجيّة‪ ،‬ممّا‬ ‫يرهن عملها بالسياسات التي تعمل بها تلك الدول على‬ ‫غرار موقفها وتغيّراته‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬حلول الثوّ ار البديلة هي إيمانهم بثورتهم وبالنصر‬ ‫الذي سيق ّدمون الغالي والنفيس من أجله‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬ال يوجد مجال للمقارنة ما بين الحصار الذي‬ ‫حصل في حمص أو الحصار الذي يمكن أن يلحق‬ ‫بحلب‪ .‬الوضع الجغرافيّ بحلب مختلف‪ ،‬خطوط‬ ‫جبهات القتال مختلفة‪ ،‬هناك ع ّدة أمور مختلفة تماما ً‬ ‫عن حمص‪.‬‬ ‫باسل اجلنيدي (مدير مكتب تركيا لـ»مركز الشرق‬ ‫للدراسات»)‬ ‫ج‪ 1‬على المدى القريب أتو ّقع بحسب واقع األحداث‬ ‫في األرض أن يتم ّكن النظام من تطويق حلب‪ ،‬إلاّ أ ّنه لن‬ ‫يستطيع غالبا ً االستمرار في محاصرتها‪ ،‬هناك ارتفاع‬ ‫لمعنويّات الثوار بعد التق ّدم في درعا وإدلب خالل‬ ‫الشهر األخير‪ ،‬وأتو ّقع أن ينعكس ذلك على الوضع‬ ‫في حلب‪ .‬بالطبع‪ ،‬فحلب ذات أه ّميّة استراتيجيّة كبيرة‬ ‫سواء للنظام أو المعارضة‪ ،‬وسيضع النظام قواه من‬ ‫أجل محاصرتها وفرض شروطه في أيّة مفاوضات‬ ‫قادمة أو بشأن ّ‬ ‫خطة دي ميستورا‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬ليس هناك تحضيرات ج ّدية‪ُ ،‬‬ ‫طرحت في الفترة‬ ‫الماضية ع ّدة أفكار من أجل توفير حالة من األمن‬ ‫الغذائيّ ‪ ،‬النباتيّ والحيوانيّ ‪ ،‬في حالة الحصار‪ ،‬إلاّ أنّ‬ ‫هذه التحضيرات لم تنعكس على األرض بشكل حقيقيّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتلق الدعم الكافي‪ ،‬في هذه الحالة هناك تقصير‬ ‫ولم‬ ‫محلّيّ وتجاهل دوليّ للكارثة المقبلة في حالة الحصار‪.‬‬ ‫سيكون الحصار كارث ّيا ً إذا حدث كما في حمص‪ ،‬كنا‬ ‫نتكلّم في حمص عن ع ّدة آالف من المدنيّين‪ ،‬أمّا في‬ ‫الحالة الحلبيّة فنحن نتكلّم عن حوالي ‪ 300‬ألف مدنيّ‬ ‫موجود اليوم في المناطق المحرّ رة‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬ليس هناك أيّة خطط حقيقيّة يقوم بها المجتمع‬ ‫المدنيّ المحلّيّ والدوليّ ‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬هدنه حمص كانت بمثابة االستسالم‪ ،‬ليس هناك‬ ‫أيّة تجربة ناجحة للهدن في سورية وجميعها كانت تت ّم‬ ‫تحت وطأة التجويع والحصار‪ ،‬لذلك فالمثال الحمصيّ‬ ‫أو غيره من األمثلة في ريف دمشق غير مب ّ‬ ‫شرة‪،‬‬ ‫ويصرّ دي ميستورا أنّ ّ‬ ‫خطته تق ّدم نموذجا ً مختلفا ً عن‬ ‫الهدن السابقة ويرفض مقارنتها بأيّ منها‪.‬‬ ‫أعتقد أنّ أيّة هدنة حقيقيّة تحتاج إلى عمل سياسيّ‬ ‫مواز لها يفضي إلى انتقال للسلطة‪ ،‬أمّا محاولة عزل‬ ‫ٍ‬ ‫الوضع الميدانيّ عن الوضع السياسيّ ‪ ،‬فهي برأيي‬ ‫طريقة فاشلة في مقاربة الوضع في سورية‪ ،‬وال أظنّ أنّ‬ ‫هناك أمالً لنجاح مساعي دي ميستورا في هذا المجال‪،‬‬ ‫إلاّ في حالة حصار حلب وتجويعها واستسالمها‪ ،‬وهو‬ ‫سيناريو ال يبدو بعيداً لك ّنه غير متو ّقع بنظري‪.‬‬ ‫حممود النجّار (حزب الشعب الدميقراط ّي السور ّي ‪ -‬عضو‬ ‫اجمللس الوط ّ‬ ‫ين إلعالن دمشق)‬ ‫نتيجة لتشرذم قوى المعارضة والجيش الحرّ في‬ ‫حلب وريفها والتنازع الحاصل بينها وبين القوى على‬ ‫األرض فالنظام مع حلفائه من جهة و»داعش» مع‬ ‫نظرائها من جهة أخرى‪ ،‬ومع اقتراب فضح ّ‬ ‫خطة دي‬ ‫ك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء‪ ،‬يقترب‬ ‫ميستورا لف ّ‬ ‫الحصار على مدينة حلب وقطع الطريق الواصل بين‬ ‫المدينة والحدود التركيّة‪ ،‬وبذلك يضمن خنق ما تب ّقى‬ ‫من قوّ ات الجيش الحرّ المدافعة عن المدينة والريف‬ ‫ض ّد النظام وض ّد «داعش» فقوّ ات النظام مدعومة‬ ‫بالقوّ ات االيرانيّة وحزب الالت‪ ،‬وك ّل المرتزقة تسعى‬ ‫جاهدة لحصار حلب تعويضا ً عن الخسائر التي ُتمنى‬ ‫بها في باقي المناطق‪ ،‬وفرض قوّ تها بعد طرح حلب‬ ‫منطقة مجمّدة النزاع ووضع اليد على أكبر مساحة‬ ‫جغرافيّة تستطيع من خاللها التحرّ ك بحرّ يّة أكثر‬ ‫وإيصال السالح والعتاد والمساعدات لقوّ اتها‪ .‬أمّا قوى‬ ‫المعارضة ومؤسّساتها المدنيّة والعسكريّة وبفعل حالة‬ ‫ّ‬ ‫التشظي وتع ّدد المرجعيّات وجهات الدعم لم ُتعد الع ّدة‬

‫ولم تتعلّم من تجارب المدن السوريّة األخرى التي‬ ‫اكتوت بنيران الحصار والجوع وانتظار المصائب‪،‬‬ ‫ومن ث ّم الندب والبكاء عليها‪ .‬حسب المتو ّفر من‬ ‫معلومات وهي بالكاد‪ ،‬أ ّنه ال خطط وال هم يحزنون‬ ‫(طجّ ت لعبت) وإنْ وقع الفأس بالرأس فلن ينفع ندم‬ ‫وال تسويف‪ ،‬وأظنّ أنّ واقع حمص والغوطة المؤلمين‬ ‫يمكن أن يتكرّ ر بحلب إلاّ إذا كان لألتراك رأي آخر‪،‬‬ ‫عندها تكون األمور قد سارت بعكس المشتهى‪.‬‬ ‫حممّد يوسف (ناشط جمتمع مدن ّي)‬ ‫هناك صعوبتان لتنفيذ حصار حلب‪ -1 :‬كون حلب‬ ‫نواة مشروع دي ميستورا كعمليّة سياسيّة ‪ -2‬صعوبة‬ ‫الحصار من الناحية العسكريّة‪ ،‬حيث هناك ثقل‬ ‫عسكريّ ال يسمح بالحصار‪.‬‬ ‫باعتقادي أنّ انهيار النظام في وادي الضيف (على‬ ‫أه ّميّته البالغة) يؤ ّ‬ ‫شر إلى انهياره العا ّم وبالتالي فاأليّام‬ ‫القادمة قد تكشف عن مفاجآت في حلب أو جبهات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫أبو متيم (مدير فرع ريف حلب للمؤ ّسسة األمنيّة)‬ ‫ج‪ 1‬من الممكن حسب المعطيات الحاليّة أن ُتحاصر‬ ‫ّ‬ ‫المنظم‬ ‫حلب في حال استمرّ غياب العمل العسكريّ‬ ‫وتع ّدد القيادات‪.‬‬ ‫عال‬ ‫ج‪ 2‬أعتقد أ ّنه ال يوجد تحضير على مستوى‬ ‫ٍ‬ ‫نظراً لضعف اإلمكانيّات الما ّديّة واللوجستيّة‪ ،‬وبالعموم‬ ‫أعتقد أ ّننا ننتظر وقوع الكارثة كالعادة‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬نعم هناك من يعمل على خطط بديلة كفتح ممرّ ات‬ ‫بديلة في الريف الجنوبيّ في حال ت ّم حصار حلب‪،‬‬ ‫ولكنّ الظروف التي نعمل فيها صعبة ج ّداً وهي وجود‬ ‫جهات معادية أخرى وعلى رأسها «داعش»‬ ‫ج‪ 4‬أعتقد أنّ ظروف حلب تختلف من جميع النواحي‪،‬‬ ‫وأعتقد أنّ المقاربة بين حمص وحلب مقاربة غير‬ ‫صحيحة‪.‬‬ ‫أبو معاوية (رئيس فرع أمن املعلومات)‬ ‫ج‪ 1‬ال أعتقد أ ّنه يمكن محاصرة حلب وإ ّنما هي ورقة‬ ‫ضغط يستخدمها النظام على القوى المعارضة لتحسين‬ ‫شروط تفاوضه وموقفه السياسيّ أمام الداخل والمجتمع‬ ‫الدوليّ ‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬ال أعتقد أ ّنه يوجد أيّة خطط بديلة وأعتقد أ ّننا‬ ‫ننتظر وقوع الكارثة لغياب القيادة الواحدة وتع ّدد‬ ‫المرجعيّات والمشاريع‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬ال أعتقد ذلك لعدم وجود الرؤية االستراتيجيّة‬ ‫للفصائل المعارضة‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬نعم‪ ،‬أعتقد أنّ سيناريو حمص قابل للتطبيق من‬ ‫خالل ما نشاهده من واقع الفصائل المعارضة ومن‬ ‫التنسيق بين الفصائل المعارضة‪.‬‬ ‫أبو مهنّد (رئيس فرع التحقيق)‬ ‫ج‪ 1‬أعتقد أنّ حلب لن يت ّم حصارها وإ ّنما هي ورقة‬ ‫ضغط يستخدمها النظام لرفع سقف مطالبه‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬أتو ّقع أ ّنه ال شيء ت ّم تحضيره وإ ّنما ننتظر وقوع‬ ‫الكارثة‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬أعتقد أ ّنه ال توجد خطط بديلة من قبل أيّة جهة‬ ‫في الثورة‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬أعتقد أنّ الظروف السياسيّة والعسكريّة والميدانيّة‬ ‫تختلف عن حمص وال يوجد مجال للمقاربة بينهما‪.‬‬ ‫أبو سمير (القائد العسكريّ العام للواء عاصفة الشمال‬ ‫بالجبهة اإلسالميّة)‬ ‫ج‪ 1‬ال‪ ،‬ألنّ الشعب والجيش الحرّ سيدفع بك ّل أبنائه‬ ‫في المعركة‪ ،‬والحرّ ق ّدم لتحرير أرضه أكثر من خمسة‬ ‫آالف شهيد‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬أتو ّقع أنّ الجيش الحرّ بدأ بصياغة خطط لمنع‬ ‫حصار حلب أصالً‪ ،‬وتجري االجتماعات والنقاشات‬ ‫مكثف لتوحيد الجهود بشكل ّ‬ ‫بشكل ّ‬ ‫منظم‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬نعم‪ ،‬يت ّم العمل على إعداد خطط بديلة في حال ت ّم‬ ‫حصار حلب مع أ ّننا متأ ّكدون – إنشاء هللا ‪ -‬من عدم‬ ‫حصار حلب‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬أعتقد أنّ حمص غير حلب‪ ،‬ألنّ حمص فُرض‬ ‫عليها حصار خانق من حدود لبنان إلى مناطق النظام‬ ‫إلى الساحل‪ ،‬وألنّ حلب مفتوحة على الحدود التركيّة‬ ‫وعلى المناطق المحرّ رة‪.‬‬

‫عبد احلميد سليمان (إعالم ّي)‬ ‫ج‪ 1‬النظام سيناور ‪-‬غالبا ً لكسب الوقت مع الحفاظ‬ ‫على حالته العسكريّة ويمكن التصعيد ح ّتى من قبله‪،‬‬ ‫لتطويق المدينة وش ّد الخناق عليها‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬أغلب المبادرات متعلّقة بالظرف الزمانيّ وأداء‬ ‫األطراف في الصراع على مكان ما وما يتخلّله من‬ ‫مصالح دوليّة أو ح ّتى مصالح كنتائج من مبادرة تفضي‬ ‫إلنهاء حالة ما‪ .‬المعارضة أداؤها سيّ ء ج ّداً على كا ّفة‬ ‫الصعد‪ ،‬المحاجّ ات المق ّدمة من قبلها وأيضا ً األداء‬ ‫المؤسّساتيّ ‪ ،‬وبالمقابل النظام متماسك‪ .‬ولديه القدرة‬ ‫على الحفاظ على مؤسّساته التابعة لها بالعموم‪.‬‬ ‫‪-3‬ال جواب‬ ‫‪-4‬القضايا نسبيّة وتختلف من مكان آلخر والظرف‬ ‫الزمني ‪ -‬السياسيّ مختلف نوعا ما‪.‬‬ ‫ميالد الشهابي (إعالم ّي)‬ ‫ج‪ 1‬بعد الضغط الذي حصل على النظام السوريّ‬ ‫منذ عامين ح ّتى اآلن من قبل شبّيحة نبّل والزهراء‪،‬‬ ‫ك الحصار عن هاتين المدينتين اللتين تعتبران‬ ‫وفشل ف ّ‬ ‫قلعة النظام السوريّ في ريف حلب الشماليّ ‪ ،‬يحاول‬ ‫النظام رفع معنويّات مقاتليه في البلدتين من أجل إطالة‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬هناك ع ّدة خطط من أجل التعامل مع الحصار‬ ‫ولكن ح ّتى اآلن ال توجد أيّة ّ‬ ‫منظمة محلّيّة أو دوليّة أو‬ ‫عالميّة تدعم مدينة حلب من أجل الحصار‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬في الحقيقة‪ ،‬أثناء تصوير تقرير عن وضع‬ ‫الشارع الحلبيّ في ظ ّل فصل الشتاء‪ ،‬وفي لقاء مع‬ ‫مدير المكتب اإلغاثي لدى المجلس المحلّيّ ‪ ،‬أخبرني‬ ‫أ ّنه ال يوجد أيّ دعم في هذا العام لمدينة حلب من‬ ‫أجل تأمين العائلة في ظ ّل الشتاء‪ ،‬واآلن حلب ‪ -‬بدون‬ ‫حصار ‪ -‬هي أمام كارثة إنسانيّة‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬الظروف الدوليّة ال تسمح لمحاصرة أكبر مدينة‬ ‫سورية من حيث عدد الس ّكان أو المساحة‪ ،‬الظروف‬ ‫العسكريّة تختلف تماماً‪ ،‬المقاتلون من أبناء الريف‬ ‫والمدينة ح ّتى اآلن يدفعون أرواحهم من أجل عدم‬ ‫السماح لنظام األسد بحصار حلب‪.‬‬ ‫معروف السبسيب (ناشط جمتمع مدن ّي)‬ ‫تحاصر بقرار دوليّ ‪ ،‬لتم ّتعها بخصوصيّة‬ ‫ج‪ 1‬حلب لن‬ ‫َ‬ ‫لدى النظام والمعارضة وتعتبر اآلن رمّانة الميزان‪ ،‬أمّا‬ ‫موضوع الحصار فهناك تبادل لألدوار بين الطرفين‬ ‫بمباركة دوليّة للحفاظ على التوازن واستمرار عمليّة‬ ‫االستنزاف بما يخدم الشيطان األكبر أمريكا وطفلها‬ ‫ك بأنّ النظام يسعى لحصار‬ ‫المدلّل إسرائيل‪ ،‬وال ش ّ‬ ‫حلب وفرض شروطه على المعارضة ومن يواليها‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬أحد األطبّاء طمأنني بمخزون جيّد من الدواء‬ ‫والمستلزمات الجراحيّة‪ .‬أمّا من ناحية باقي المؤسّسات‬ ‫فأظنّ أنّ هناك من يعمل على هذا األمر‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬هناك من يعمل على خطط في كا ّفة المؤسّسات‪،‬‬ ‫وأظنّ بأ ّننا استفدنا ممّا مرّ به إخوتنا في حمص الحبيبة‪،‬‬ ‫وال أعتقد بأنّ هدنة حمص ستطبّق في حلب‪.‬‬ ‫ج‪ 4‬وبذلك نستنتج أنّ الظروف مختلفة بين حمص‬ ‫وحلب‬ ‫عاكف البكري (ناشط جمتمع مدن ّي)‬ ‫ستحاصر‪ ،‬وخاصّة أنّ النظام‬ ‫ج‪ 1‬أعتقد أنّ حلب‬ ‫َ‬ ‫يضع ثقالً كبيراً عليها ويج ّند أعداداً كبيرة من الحلبيّين‬ ‫عن طريق االحتياط من أجل هذه المعركة‪ ،‬والكتائب‬ ‫كعادتها مشرذمة وست ّتهم بعضها البعض بالخيانة إن‬ ‫ت ّم الحصار‪.‬‬ ‫ج‪ 2‬أ ّم��ا عن موضوع م��اذا حضّرت المعارضة‬ ‫ومؤسّساتها المدنيّة؟ فال أعتقد أ ّنه ت ّم تحضير أيّ شيء‪،‬‬ ‫وكما نعرف دائما ً ننتظر أن تقع المأساة ومن بعدها نبدأ‬ ‫بالبحث عن الحلول‪.‬‬ ‫ج‪ 3‬كما أ ّني ال أعتقد بوجود خطط بديلة‪ ،‬أل ّنه لو‬ ‫كانت هذه الكتائب تتم ّتع بمصداقيّة لكانت صارحت‬ ‫المدنيّين المتب ّقين بخطورة بقائهم في حلب‪ ،‬ولذلك ليس‬ ‫لديها أيّة ّ‬ ‫خطة بديلة‪ ،‬وإن كان هناك فيجب أن تعرضها‬ ‫يطلعون عليها‪ ،‬ألنّ أيّة ّ‬ ‫أو تجعل الناس ّ‬ ‫خطة ستكون‬ ‫حياة الناس من ضمنها‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬باسل العبداهلل‬ ‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫العدد ‪21‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪5‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫«اإلسالم هو ّ‬ ‫الحل‪ ،‬مقولة سياسّية بامتياز وأنا أختلف معها»‪2/2‬‬ ‫أمحد الرمح‪ :‬كاتب وباحث وداعية إصالح دي ّ‬ ‫ين‪ ،‬له ع ّدة كتب مطبوعة وعشرات احملاضرات‬ ‫واملقاالت‪ ،‬عضو اهليئة التنفيذيّة للكتلة الوطنيّة الدميقراطيّة‪ ،‬من مؤ ّسسي جلان اجملتمع املدن ّي‪.‬‬

‫ّ‬ ‫تخطئ‬ ‫إسالمي‬ ‫• أستاذ «الرمح» أنتم كباحث‬ ‫ّ‬ ‫مقولة «اإلسالم هو الحلّ» ألنّ فيها «قهر ّية» فكيف‬ ‫تجد في اإلسالم حلاّ ً؟‬ ‫الرمح‪ :‬مقولة اإلسالم هو الحلّ‪ ،‬هي مقولة سياسيّة‬ ‫بامتياز وأنا أختلف معها لما تحتوي من قهريّة لآلخر‬ ‫على لون واحد للح ّل وازدراء التجربة األخرى‪ ،‬وهي‬ ‫تحمل في طيّاتها إلغائيّة للرأي اآلخر ورفض التشاركيّة‬ ‫في المسؤوليّة الوطنيّة واحتكار للقرار الوطنيّ وهذا لم‬

‫وما قالته الصحف‪:‬‬

‫تتكرّ ر المرّ ات التي نشير فيها إلى‬ ‫«األزمة السوريّة» في محاولة لوصف حدث‬ ‫ما‪ ،‬وفي ك ّل مرّ ة نستعمل تعبيراً اصطالح ّيا ً‬ ‫بأ ّنه «عمل غير مسبوق»‪.‬‬ ‫نقلت «أ ب س نيوز» و «س ب س نيوز»‬ ‫قول (فاليري آموس) أمين عام األمم الم ّتحدة‬ ‫للشؤون اإلنسانيّة‪:‬‬ ‫«نفذت الكلمات التي تفيد بشكل كافٍ‪،‬‬ ‫الوصف ال�لازم ألعمال العنف الوحشيّ ‪،‬‬ ‫واالستخفاف بحياة اإلن��س��ان‪ ،‬وه��ي السمة‬ ‫األبرز في هذه األزمة» وأوضحت قائلة «لقد‬ ‫لجأ النظام السوريّ إلى استخدام «البراميل‬ ‫ّ‬ ‫مكتظة بالس ّكان ومارس‬ ‫المتفجّ رة» في مناطق‬ ‫بح ّقهم أقسى أنواع التعذيب الوحشيّ واإلعتقال‬ ‫التعسّفيّ واعتدى عليهم بالضرب‪ ،‬في حين‬ ‫احتجزت جماعات المعارضة المسلّحة رهائن‬ ‫محلّيّين من س ّكان المنطقة وقتلت مدنيّين‬ ‫ّ‬ ‫المفخخة‪.‬‬ ‫باستخدام مدافع الهاون والسيّارات‬ ‫ّ‬ ‫بحق‬ ‫وأضافت‪ :‬لقد ارتكبت «داع��ش»‬ ‫المدنيّين جرائم كبيرة من قتل واستعباد‬ ‫واغتصاب وتشريد وتعذيب‪ ،‬ممّا يدل على‬ ‫أنّ ك ّل األطراف المعنيّة في النزاع ال تزال‬ ‫تنتهك أبسط القواعد القانونيّة‪ ،‬وهذا سيؤ ّدي‬ ‫إلى عواقب وخيمة ومدمّرة‪.‬‬ ‫ووصفت وكيل األمين العا ّم «آم��وس»‬ ‫الحالة التي يمرّ فيها البلد «بالرهيبة»‬ ‫وخصوصا ً على األطفال‪ ،‬وتفيد التقارير أنّ‬ ‫اإلعدامات تجري علنا ً بالصلب وقطع الرأس‬ ‫وال��رج��م ح ّتى ال��م��وت‪ ،‬خصوصا ً من قبل‬ ‫«داعش» وقد ازدادت هذه اإلعدامات بشكل‬ ‫كبير في األشهر األخيرة‪.‬‬ ‫وبيّنت صحيفة «الغارديان» أنّ األمكنة‬ ‫والمواقع المتعارف عليها تقليد ّيا ً كمالذات آمنة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يعد ممكنا ً في الدولة المعاصرة‪ .‬كما أ ّنها تعلن وصاية‬ ‫على المجتمع كما لو أ ّن��ه قاصر‪ .‬ولآلخر تجاربه‬ ‫التاريخيّة يجب االستفادة منها ومشاركته في الح ّل‬ ‫الوطنيّ والمشروع الوطنيّ ‪ ،‬وتلك إشكاليّة برأي عند‬ ‫من يطرح هذه المقولة تجعل مخاصماتهم مع اآلخر‬ ‫مستمرّ ة‪ ،‬وهذا مضرّ بالمشروع الوطنيّ ‪ .‬بالتالي‪ ،‬أنا‬ ‫أقول األمثل أن نطرح (في اإلسالم حلٌ) وهذا يعطي‬ ‫طمأنينة لآلخر الشريك في الوطن على أ ّنه من الممكن‬ ‫أن نكون جميعا ً متشاركين ومساهمين في مشروع‬ ‫الخالص الوطنيّ ‪ .‬في اإلس�لام ح�لّ‪ ،‬أيّ يمكن أنا‬ ‫وأنت وجمع أبناء الوطن أن نساهم في عمليّة التنمية‬ ‫والتحضّر والرقيّ االجتماعيّ والثقافيّ والسياسيّ‬ ‫والعلميّ واالقتصاديّ ‪ .‬وهذا يعيدنا إلى طرح ثقافة‬ ‫المشاركة التي هي السبيل إلنقاذ الوطن‪ ،‬وأمّا ثقافة‪:‬‬ ‫أنا من أملك الصواب‪ .‬ففي ال��دول المعاصرة دولة‬ ‫المواطنة الدولة المدنيّة‪ ،‬فهي مشكلة وليست حلاّ ً‪ .‬يملك‬ ‫اإلسالم أشياء عظيمة وجميلة تساهم في رقيّ المجتمع‬ ‫ونموّ ه وتق ّدمه ولكن ما يشوّ ه هذه الجماليّات اإلسالميّة‬ ‫القهريّة في طرح الحلول من قبل بعض اإلسالميّين‪.‬‬ ‫• ف��ي مقولة لكم إنّ «تطهير ال��ب�لاد من‬ ‫االستبداد‪...‬اليعفيك من مسؤول ّية تطهير العقل من‬ ‫االنفعال ّية والتخ ّلف والجهل» كيف تجدون العالقة بين‬ ‫التطهيرين؟ هل هي أسبق ّية أم تالزم؟‬ ‫الرمح‪ :‬ال يمكن أن نطهّر البالد من االستبداد قبل‬ ‫أن نطهّر العقول من التخلّف والجهل‪ ،‬وعلم االجتماع‬

‫السياسيّ والتجربة التاريخيّة وح ّتى تاريخ الثورات‬ ‫يقول لنا‪ :‬إنّ البدء بعمليّة إنضاج الوعي المعرفيّ‬ ‫والسياسيّ واإلصالح الدينيّ هي المق ّدمة الصحيحة‬ ‫والخطوة السليمة القتالع االستبداد‪« .‬ماكس فيبر»‬ ‫عالم االجتماع السياسيّ ‪ ،‬أ ّكد على ذلك حينما بيَّن‬ ‫أنّ البالد األورو ّبيّة التي لم يصلها اإلصالح الدينيّ‬ ‫بقيت متخلّفة مقارنة مع البلدان األخرى التي شهدت‬ ‫عمليّة إصالح دينيّ ‪ ،‬ويضرب على ذلك مثاالً بشبه‬ ‫الجزيرة اإليبيريّة‪ .‬وك ّل ما وصل إليه الغرب من‬ ‫نهضة في ش ّتى الميادين اليوم يعود الفضل فيه إلى‬ ‫حركة اإلصالح الدينيّ التي قام بها «مارتن لوثر»‬ ‫و»كالفن» من قبل‪ ،‬ث ّم تداعت بعدها اإلصالحات‬ ‫األخرى السياسيّة واالقتصاديّة والحقوقيّة إلخ‪ ...‬وال‬ ‫يمكن أن نطهّر البالد من االستبداد إنْ لم يسبقها عمليّة‬ ‫تطهير للعقول من الجهل والتخلّف‪ ،‬فتطهير عقولنا‬ ‫من الجهل والتخلّف ال يق ّل أه ّميّة عن تطهير بالدنا‬ ‫من الفساد واالستبداد فلوال األولى ما ابتلينا بالثانية‪،‬‬ ‫وألنّ الربيع العربيّ في بعض مناطقه ومنها سورية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التعثر الثوريّ الذي قاد إلى‬ ‫لم يعمل على ذلك‪ ،‬حدث‬ ‫الكفر الثوريّ ‪ ،‬أي ندم بعضهم على قيام هذه الثورات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التعثر الثوريّ الخفيّة هذه المسألة برأي‪.‬‬ ‫فمن أسباب‬ ‫المتطرف‬ ‫«الجهادي»‬ ‫• تتنامى ظاهرة اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في العالم وتنتشر‪ ،‬ما هو دور اإلسالم «المعتدل» في‬ ‫مواجهة هكذا ظواهر والحدّ منها؟‬ ‫الرمح‪ :‬قبل اإلجابة‪ ،‬أحبّ أن أقول‪ :‬إنّ المجتمع‬

‫مسؤول في األمم المّتحدة «لم تعد هناك كلمات تقال»‬ ‫(استنفذنا ّ‬ ‫كل ما لدينا من تعابير لوصف الصراع في سورية)‬ ‫في مناطق الصراع‬ ‫كالمستشفيات‬ ‫‬‫والمدارس وعربات‬ ‫اإلغ���اث���ة ال��ت��اب��ع��ة‬ ‫لألمم الم ّتحدة ‪ -‬لم‬ ‫ت��ك��ن ب��م��ن��أى عن‬ ‫ال��ه��ج��م��ات‪ ،‬وق��د‬ ‫ت��ع��رّ ض للهجوم‬ ‫‪ 70‬مرفقا ً طبّيا ً في‬ ‫البلد خالل األشهر‬ ‫التسعة األخيرة ‪60‬‬ ‫منها بضربات قوّ ات‬ ‫النظام ‪..‬‬ ‫وتابعت «آم��وس» استناداً إلحصاءات‬ ‫قام بها أطبّاء من «حقوق اإلنسان» تفيد أنّ‬ ‫‪150‬عامالً في الحقل الطبّي قد قتلوا بينهم ‪97‬‬ ‫خالل أداء واجبهم الطبّي‪ ،‬وذلك في الفترة‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولخصت «آم��وس» أنّ تقديرات األمم‬ ‫الم ّتحدة أ ّكدت تضاعف عدد القتلى في سورية‬ ‫منذ شباط الفائت ليصل إلى ‪ 200‬ألف قتيل‪،‬‬ ‫مشيرة إلى أنّ «القتال هناك تسبّب بإصابة‬ ‫نحو المليون شخص بجروح‪ ،‬واألرق��ام في‬ ‫ازدياد يوميّ »‪.‬‬ ‫وأعلنت مصادر حقوقيّة ومعارضة ‪ -‬في‬ ‫وقت سابق ‪ -‬إلى أنّ «عدد المفقودين بلغ ‪90‬‬ ‫ألفاً‪ ،‬والمعتقلين إلى ‪ 252‬ألفاً»‪.‬‬ ‫ونقلت صحيفة «واش��ن��ط��ن بوست»‬ ‫أنّ ‪ 12,2‬مليون س���وريّ بحاجة للعون‬ ‫والمساعدات اإلنسانيّة‪ ،‬أي بزيادة ‪ 3‬ماليين‬ ‫عن شباط الماضي‪ ،‬لتذ ّكر أنّ نصف س ّكان‬ ‫سورية تقريبا هجروا منازلهم‪ ،‬ولجأ نحو‬ ‫‪ 3‬ماليين شخص – نصفهم من األطفال –‬ ‫إلى دول مجاورة هربا ً من أعمال العنف في‬ ‫مناطقهم‪ ،‬وفقا ً إلحصاءات األمم الم ّتحدة‪،‬‬ ‫كما ويجري تدريب غيرهم من األطفال على‬ ‫أعمال قتاليّة ‪ -‬بعضهم ال يتجاوز الخامسة من‬ ‫العمر‪ -‬في قواعد عسكريّة‪.‬‬ ‫ويعيش معظم الالجئين خ��ارج البالد‬ ‫ظروفا ً معيشيّة صعبة‪ ،‬بينما تتش ّكى الدول‬ ‫المستضيفة من األعباء الكبيرة التي تتحمّلها‬ ‫جرّ اء استضافتها أعداداً هائلة من السوريّين‪.‬‬ ‫فيما رجّ حت األمم الم ّتحدة أن يصل عدد‬ ‫الالجئين ألكثر من ‪ 4‬ماليين شخص مع نهاية‬ ‫العام الحاليّ ‪ ،‬باإلضافة لنزوح أكثر من ‪7‬‬

‫ماليين شخص بين المدن السورية في ظروف‬ ‫ال تق ّل سوءاً عن الالجئين في بلدان الجوار‪.‬‬ ‫وأوردت «الغارديان» في استطالع رأي‬ ‫أنّ المجتمع الدوليّ قد تخلّى عن مهامّه تجاه‬ ‫الشعب السوريّ ‪ ،‬وأ ّنه يسير باالتجاه اآلخر‬ ‫«لذلك أنا مصمّمة على العمل معا ً لنظهر‬ ‫أ ّنهم على خطأ‪ ،‬وبأ ّنهم ليسوا وحدهم» قالت‬ ‫«آموس»‪.‬‬ ‫ومن المقرّ ر التصويت في مجلس األمن‬ ‫التابع لألمم الم ّتحدة على قرار من شأنه تمديد‬ ‫فترة تسليم المساعدات اإلنسانيّة للسوريّين‬ ‫عبر الحدود في المناطق التي يسيطر عليها‬ ‫المتمرّ دون‪.‬‬ ‫مشروع ال��ق��رار‪ ،‬ال��ذي ترعاه أستراليا‬ ‫واألردنّ ولوكسمبورج‪ ،‬والذي أُطلق عليه‬ ‫تسمية «الوضع اإلنسانيّ المدمَّر» ويهدف إلى‬ ‫معونة السوريّين الذين يحتاجون إلى مساعدة‬ ‫عاجلة‪ ،‬بما في ذلك المساعدات الطبّية‪.‬‬ ‫وأوضحت أنّ قرار تمديد اإلذن لوكاالت‬ ‫ّ‬ ‫ومنظمات اإلغاثة التي تساعدهم‬ ‫األمم الم ّتحدة‬ ‫على تقديم المساعدة اإلنسانيّة ح ّتى ‪ 10‬كانون‬ ‫الثاني ‪ 2016‬س ُي ّتخذ دون الحصول على‬ ‫موافقة من حكومة نظام األسد في سورية‪.‬‬ ‫وستكون آليّة تسليم المساعدات عبر خطوط‬ ‫النزاع بين القوّ ات الحكوميّة والمتمرّ دين‪ ،‬ومن‬ ‫خالل أربعة معابر حدوديّة‪ ،‬معبر واحد في‬ ‫العراق‪ ،‬وآخر في األردن ومعبران اثنان في‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫مصادر صحفيّة «أ ب س نيوز» و»س ب‬ ‫س نيوز» كشفت مغادرة السيدة فاليري آموس‬ ‫منصبها كوكيل لألمين العا ّم لألمم الم ّتحدة‬ ‫ورئيس مكتب تنسيق الشؤون اإلنسانيّة في‬ ‫شهر آذار ‪ .2015‬وعزت صحيفة «نيويورك‬ ‫تايمز»سبب مغادرتها إلى طلب ق ّدمه «ديفيد‬ ‫كاميرون» رئيس الوزراء البريطانيّ ‪ ،‬لألمين‬ ‫العا ّم لألمم الم ّتحدة «بان كي مون» في لقاء‬ ‫بينهما‪ ،‬وتسمية السيّد «أندرو النسلي» في‬ ‫الموقع الذي تشغله «آموس» حال ّياً‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر‪ ،‬أ ّنه يجب أن يتنافس عدد‬ ‫من المر ّ‬ ‫شحين لشغل هذه الوظيفة‪ ،‬لكنّ الواقع‬ ‫الوظيفيّ يجعلها من نصيب «بريطانيا» بحسب‬ ‫توزيع المناصب المتق ّدمة في سكرتاريّة األمم‬ ‫الم ّتحدة للدول ذات النفوذ‪ ،‬وأنّ منصب الوكيل‬ ‫يكون دائما ً من نصيب «بريطانيا»‪.‬‬

‫ترمجة وإعداد‪ّ :‬‬ ‫بشار حممّد‬

‫الغربيّ كان سعيداً بتنامي هذه الظاهرة وقدومها إلى‬ ‫سورية ألسباب كثيرة‪ :‬منها أ ّنه تخلّص من هذه البؤر‬ ‫الجهاديّة في مجتمعاته ليضربها‪ ،‬كما يفعل اآلن من‬ ‫خالل التحالف‪ ،‬ومنها‪ :‬ليضرب المشروع اإلسالميّ‬ ‫الحضاريّ الذي يراه خطراً على مشروعه‪ .‬وأتذ ّكر هنا‬ ‫كالم الخبير األمريكيّ «غراهام فولر» الذي قال يوماً‪:‬‬ ‫إ ّننا وأنظمة االستبداد ننمّي ونساعد الظواهر المتطرّ فة‬ ‫إسالم ّيا ً بالتم ّدد لنضرب حينئذ التيّارات المعتدلة‬ ‫ونتخلّص منها أل ّنها الخطر الحقيقيّ على مشروعنا‪.‬‬ ‫وأنا لم يعد يعجبني هذا التوصيف (معتدل) و(وسطيّ )‬ ‫ألنّ الك ّل ي ّدعيه‪ ،‬ولك ّني أؤم��ن باإلسالم العقالنيّ‬ ‫والمنهج اإلنسانيّ فأنا إنسانيّ المنهج‪ .‬إنّ دور المدرسة‬ ‫العقليّة كبير‪ ،‬ولك ّنها حوربت ومُنعت من طرح آرائها‬ ‫علما ً بأ ّنها التيّار األساسيّ الذي يعمل على المشترك‬ ‫مع الشركاء في الوطن‪ .‬وقبل أن نتح ّدث عن اإلسالم‬ ‫المعتدل الب ّد من إذكاء ودعم اإلسالم الوطنيّ فعندما‬ ‫ينضوي الجميع لينخرطوا بمشروع وطني ديمقراطيّ‬ ‫مدنيّ ويكون اإلسالميّون الوطنيّون إحدى دعائمه هنا‬ ‫تصبح الثورة أش ّد عوداً ويعود الحاضن االجتماعيّ لها‬ ‫ونساهم جميعا ً في إخراج وطننا من محنته‪ .‬العقالنيّة‬ ‫السياسيّة والمشروع الوطنيّ وإعالء قيمة اإلنسان‬ ‫والحرّ يّة والكرامة والعدالة االجتماعيّة في المجتمع‬ ‫كفيلة بإنهاء ك ّل ظاهرة متطرّ فة‪.‬‬ ‫• ‬

‫األستاذ أحمد الرمح شكراً جزيالً لكم‪.‬‬

‫حاوره‪ّ :‬‬ ‫بشار فستق‬

‫خاص مع رئيس مجلس‬ ‫لقاء ّ‬ ‫محافظة حلب الحرّة‬ ‫التقت صحيفة‬ ‫«كلّنا س��ور ّي��ون»‬ ‫م��ع رئ��ي��س مجلس‬ ‫محافظة حلب الحرّ ة‬ ‫للدورة الثالثة األستاذ‬ ‫«ب��ش��ي��ر علّيطو»‬ ‫وال��ذي عرّ فنا بداية‬ ‫عنه «بشير عليطو‬ ‫أب��و ال��خ��ي��ر»‪ ،‬ابن‬ ‫مدينة ت ّل رفعت من‬ ‫مواليد عام ‪،1964‬‬ ‫م��ت��زوّ ج درس في‬ ‫جامعة دمشق كليّة‬ ‫العلوم األساسيّة عمل قبل الثورة في مجال الصناعة والتجارة‪ ،‬شارك في‬ ‫الثورة منذ بدايتها األولى وبعد تحرير مدينة تل رفعت ساهم مع بعض‬ ‫الناشطين بتأسيس أوّ ل مجلس محلّي في المدينة بهدف مساعدة األهالي‬ ‫بعد تو ّقف المؤسّسات الخدميّة في المدينة‪ ،‬انتخب عضواً لمجلس محافظة‬ ‫حلب الحرّ ة للدورة الثانية‪ ،‬ث ّم ت ّم انتخابه رئيسا ً لمجلس محافظة حلب الحرّ ة‬ ‫لدورته الثالثة‪.‬‬

‫وفي ر ّده عن سؤال حول الخطط والبرامج التي تنوي المحافظة إنجازها‬ ‫خالل هذه المرحلة قال‪ :‬سنعمل خالل هذه الدورة على تكريس العمل‬ ‫ّ‬ ‫المنظم والتأسيس لعمل مؤسّساتي صحيح‪ ،‬يكون نواة لبناء دولة‬ ‫الجماعيّ‬ ‫حقيقيّة صلبة ال تكون مرتبطة بحزب أو شخص وال يعتمد بقاؤها بحزب‬ ‫أو شخص‪.‬‬ ‫وعن عالقة المحافظة بالحكومة أوضح «علّيطو» قائالً‪ :‬إنّ العالقة‬ ‫يح ّددها التعاون والشفافيّة‪ ،‬وهي متناسبة طرداً مع ذلك ونطالب الحكومة‬ ‫أن تقوم بمهامّها على الشكل األمثل‪.‬‬ ‫وأمّا بالنسبة لتطوير العالقة مع المجالس المحلّيّة بعد تراجعها خالل‬ ‫الفترة الماضية‪ ،‬فأشار «عليطو» إلى أ ّنه يت ّم اآلن التواصل مع المجالس‬ ‫المحليّة في باقي المحافظات من أجل توحيد الرؤية والتنسيق معها؛ وأمّا‬ ‫عن المجالس المحلّيّة في محافظة حلب تحيداً فر ّد «عليطو» بقوله‪ :‬نسعى‬ ‫ألن نرفع كفاءتها‪ ،‬وبدأنا بإعادة هيكليتها وتوحيد هذه الهيكليّة كخطوة‬ ‫أولى ونحاول أن تكون هذه المجالس هي المشرفة على كا ّفة النشاطات‬ ‫والمراقبة على كا ّفة األعمال ضمن بقعتها الجغرافيّة وأن تكون ّ‬ ‫ممثلة فعليّة‬ ‫لمجلس محافظة حلب الحرّ ة في منطقتها‪ ،‬وأضاف «عليطو» أنّ األمر‬ ‫األه ّم هو تأمين موارد لمجلس المحافظة وللمجالس نفسها لكي تستطيع أن‬ ‫تق ّدم الخدمات وتكسب ثقة المواطنين‪.‬‬ ‫وعن الصعوبات التي تواجه المحافظة خالل بداية هذه الدورة قال‬ ‫«عليطو»‪ :‬إنّ أه ّم تح ّد يواجهنا حال ّيا ً هو أنّ صندوق المحافظة فارغ تماما ً‬ ‫وهذا يعرقل عملنا‪.‬‬ ‫بالنسبة للمشاريع التي تقوم المحافظة بإنجازها حال ّيا ً أوضح «عليطو»‪:‬‬ ‫نقوم حال ّيا ً بصيانة بعض الطرق وتنفيذ مشاريع مياه الشرب‪ ،‬ونتيجة نقص‬ ‫التمويل ‪ -‬كما أشرنا سابقا ً ‪ -‬ال نستطيع تنفيذ أيّ مشروع‪.‬‬

‫بدر حسني‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫السوري في ماردين‬ ‫العامل‬ ‫ّ‬ ‫الخاص‪ ،‬كما نعاني من غالء المعيشة حيث األسعار‬ ‫مرتفعة مقارنة بأجورنا‪.‬‬ ‫صغارنا يف أعمال ّ‬ ‫شاقة‬

‫مكتوب على الالجئ السوريّ أن يشقى في أيّة‬ ‫مدينة يلجأ إليها‪ ،‬وكأ ّنما قُ ّدر له العذاب أينما ح ّل فبيوت‬ ‫إيجاراتها مرتفعة‪ ،‬وموا ّد غذائيّة بالكاد يستطيع شراء‬ ‫نصف حاجته منها‪ ،‬واستغالل في العمل من قبل‬ ‫أرباب العمل‪ ،‬فأجر العامل السوريّ ال يبلغ نصف‬ ‫ما يأخذه العامل التركي بالرغم من أنّ الجهد المبذول‬ ‫من كليهما واحد‪.‬‬ ‫اشتباكات ث ّم هجرة‬ ‫التقينا بأحد الالجئين السوريّين الذي تكلّم بحسرة‬ ‫عن معاناته المستمرّ ة ح ّتى اآلن حيث قال‪:‬‬ ‫اسمي عبدهللا حسين من دمشق كنت مقيما ً في‬ ‫مدينة مسرابا ونتيجة لالشتباكات المستمرّ ة بين‬ ‫قوّ ات النظام والجيش الحرّ أضطررت لترك بيتي‬ ‫مع عائلتي والمجيء إلى تركيا واإلقامة في ماردين‬ ‫منذ سنتين‪ ،‬وقد عانيت والزلت من عدم دفع أجرتي‬ ‫وأنا (معلّم بالط) وعندما يدفعون ال يدفعون كامل‬ ‫ّ‬ ‫بالقطارة‪ ،‬وأجورنا ال تتناسب أبداً مع‬ ‫أجرتي بل‬ ‫عملنا وأق ّل من أجرة أمثالنا من األتراك‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫أجرة العامل التركيّ خمسين ليرة تركيّة تكون أجرتنا‬ ‫خمس وعشرين ليرة‪ ،‬وبالنسبة لبيوت األجرة يوجد‬ ‫العديد منها‪ ،‬ولك ّنها ال تؤجّ ر للسوريّين‪ ،‬وإذا أُجّ ْ‬ ‫رت‪،‬‬ ‫يطلب أصحابها أجرة مرتفعة ج ّداً‪ ،‬وهنالك الكثير‬ ‫منهم حوّ لوا حظائر حيواناتهم إلى بيوت وأجرّ وها‬ ‫للسوريّين‪ ،‬ويكون الالجئ مضطرّ اً للسكن فيها‬ ‫بعد أن يُجري عليها بعض التعديالت ومن حسابه‬

‫نعمل بنفس ساعات العمل والتعب نفسه‪ ،‬لكنّ أجرته‬ ‫أق ّل من أجرتي بكثير وال تأمين على عمله أيضاً‪.‬‬ ‫معاينة وأدوية جمّانيّة ولكن ‪ 71‬ألف الجئ‬

‫يح ّدثنا «زندان» والتعب واإلرهاق باديان عليه‬ ‫بالرغم من صغر س ّنه فيقول‪:‬‬

‫ّ‬ ‫منظمة إغاثيّة تركيّة لنعرف ماهي‬ ‫توجّ هنا إلى‬ ‫الخدمات التي تق ّدمها لالجئ السوريّ فأفادتنا بالتالي‪:‬‬

‫اسمي «زن��دان عيسى» من مدينة الدرباسيّة‬ ‫السوريّة‪ ،‬عمري ثمانية عشر عاماً‪ ،‬منذ سنة وسبعة‬ ‫أشهر التجأنا ‪ -‬أنا وأهلي ‪ -‬إلى ماردين‪ ،‬اشتغلت‬ ‫بداية في ف��رن‪ ،‬وك��ان عملي يمت ّد من الخامسة‬ ‫صباحا ً ح ّتى الثامنة مسا ًء وبأجر قدره‪ :‬عشر ليرات‬ ‫تركيّة يوم ّيا ً ولم تكن هنالك عطلة أسبوعيّة وبعد‬ ‫ذلك اشتغلت في مح ّل لبيع اللبن والجبنة والزلت‪،‬‬ ‫دوام��ي من السابعة صباحا ً ح ّتى الخامسة مسا ًء‬ ‫وبأجرة هي خمس وعشرون ليرة تركيّة في اليوم‪،‬‬ ‫في موسم الزيتون نعمل من الخامسة صباحا ً ح ّتى‬ ‫السادسة مسا ًء وبنفس األجرة‪ ،‬فنقوم بتنزيل الزيتون‬ ‫من السيّارات أنا وأربعة أشخاص آخرين‪ ،‬وأسبوع ّيا ً‬ ‫نقوم بتنزيل خمسة وعشرين ط ّنا ً من الزيتون‪ ،‬أتم ّنى‬ ‫أن تتحسّن األوضاع في بلدي كي أعود وأعمل عملي‬ ‫في الفرن‪.‬‬

‫لدينا في محافظة ماردين واح��د وسبعون ألف‬ ‫الجئ سوري مسجّ ل‪ ،‬منهم أربعة آالف وخمسائمة‬ ‫ّ‬ ‫يتوزعون على‬ ‫الجئ في مركز مدينة ماردين والبقيّة‬ ‫البلديات التابعة للمحافظة على الشكل التالي‪:‬‬

‫رأي مواطن ترك ّي‬ ‫«محمود جانشي» مواطن تركيّ مقيم في ماردين‬ ‫عامل في مصنع للمياه المعدنيّة‪ ،‬عند سؤالنا له عن‬ ‫رأيه بوضع الالجئين السوريّين في ماردين أجابنا‪:‬‬ ‫تكلفة المعيشة في تركيّا مرتفعة‪ ،‬فمثالً رجل‬ ‫لديه أربعة أطفال وبيته أجرة تكون معيشته صعبة‬ ‫بشكل عا ّم‪ ،‬أمّا بالنسبة للسوريّين فمعيشتنا بالنسبة لهم‬ ‫ّ‬ ‫الشاق واألجرة‬ ‫صعبة ج ّداً فنحن تعوّ دنا على العمل‬ ‫المتوسّطة‪ ،‬أمّا السوريّين فوضعهم يرثى له ألنّ العمل‬ ‫هنا ّ‬ ‫شاق وأجرتهم قليلة فأنا مثالً راتبي الشهريّ ألف‬ ‫وخمسمائة ليرة تركيّة وبيتي باألجرة ولدي أوالد‬ ‫وبالكاد أسيّر أموري‪ ،‬أمّا الالجئ السوري فأجرته‬ ‫قليلة بالمقارنة مع عمله وبالكاد تصل لنصف أجرتي‬ ‫وهذا مخالف للعدالة فأنا والالجئ السوريّ كالنا‬

‫‪ -‬‬

‫قزلتبه‪ :‬اثنان وثالثون ألف الجئ‬

‫‪ -‬‬

‫نصيبين‪ :‬ثمانية آالف الجئ‬

‫‪ -‬‬

‫مديات‪ :‬خمسة آالف الجئ‬

‫‪ -‬‬

‫مخيّم مديات‪ :‬ثالثة آالف ومائتا الجئ‬

‫‪ -‬‬

‫مخيّم نصيبين‪ :‬ألفان وتسعمائة الجئ‬

‫ّ‬ ‫يتوزعون على بقيّة المدن الصغيرة‬ ‫البقيّة‬ ‫ ‬‫وهم بالمئات‪.‬‬ ‫الالجئون في المخيّمات نق ّدم لهم ك ّل ما يحتاجونه‪،‬‬ ‫أ ّم��ا الذين يقيمون خ��ارج المخيّمات فالجمعيّات‬ ‫الخاصّة تق ّدم لهم مساعدات كالسلاّ ت الغذا ّئية‪ ،‬أمّا‬ ‫نحن فال نق ّدم لهم سوى العالج أي نتك ّفل بعالجهم‬ ‫ّ‬ ‫في المشافي كما نتك ّفل‬ ‫بحق األدوية ونحن نعلم بأنّ‬ ‫السوريّين يعملون بشكل غير رسميّ لذلك يتعرّ ضون‬ ‫للغبن كثيراً‪ ،‬فيما يتعلّق بأجرتهم وال يتقاضون نصف‬ ‫ما يتقاضاه العامل التركيّ وعملهم غير مؤمّن عليه‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫وتستم ّر املعاناة‬ ‫في ظ ّل عدم وجود ّ‬ ‫ممثل حقيقيّ للشعب السوريّ ‪،‬‬ ‫فإنّ هذا الشعب سيظ ّل يعاني‪ ،‬في الداخل من البراميل‬ ‫المتفجّ رة واإلعتقاالت والموت جوعاً‪ ،‬وفي الخارج‬ ‫من الظلم والنظرة الدونيّة له وهضم حقوقه‪ ،‬دون‬ ‫أن يأمل هذا الشعب بأيّ ح ّل أو فرج في المستقبل‬ ‫القريب‪.‬‬

‫ماردين ‪ -‬احملامي‪ :‬علي كولو‬

‫يومّيات البرد واألسعار والغارات‬ ‫الزراعيّة التي ُتدار آالتها بمادة المازوت‪.‬‬ ‫زراعيّاً‬

‫مع دخ��ول فصل الشتاء القاسي ت��زداد أزمات‬ ‫وهموم وأعباء أهالي ريف حلب الجنوبيّ المحرّ ر‪،‬‬ ‫ألنّ موجة البرد القارس أتت مصحوبة بغالء فاحش‬ ‫اجتاح المنطقة‪ .‬فوق ك ّل هذا وذاك‪ ،‬قصف ودمار‬ ‫وتشريد بسبب ما تش ّنه طائرات األسد بشكل يوميّ‬ ‫من غارات‪ ،‬أمام عجز هيئات الثورة المختلفة في‬ ‫ايجاد حلول لهذه المآسي المستمرّ ة منذ ثالث سنوات‪.‬‬ ‫ك ّل شيء مرتبط باملازوت‬ ‫يقول فرج أبو يوسف (أحد أبناء قرية جزرايا)‬ ‫ذهبت اليوم لشراء برميل مازوت مكرّ ر‪ ،‬وفوجئت أنّ‬ ‫سعره بلغ ‪ 19‬ألف ليرة سوريّة‪ ،‬هذا السعر مرعب‪،‬‬ ‫وال يمكن لي شراءه حيث ال أملك دخالً ثابتاً‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫أ ّكد أبو عبدو (مدرّ س من قرية تل حدية) جئت لتبديل‬ ‫أسطوانة غاز وإذ بسعر األسطوانة ثمانية آالف ليرة‬ ‫سوريّة فاضطرّ رت لشراء كاز مكرّ ر بسعر ‪110‬‬ ‫ليرة سوريّة لليتر الواحد‪ .‬ويذكر األستاذ نوّ اف‬ ‫(مشرف على مدرسة بناة المستقبل في قرية طالفح)‬ ‫أنّ ‪ :‬المدرسة تض ّم ثالثمائة طالب وطالبة‪ ،‬وهم بال‬ ‫تدفئة وال شبابيك بعد قصف طيران نظام األسد‬ ‫للمدرسة‪ ،‬واآلن يعاني الطلاّ ب البرد القارس‪ ،‬وقد‬ ‫ترك بعض المعلّمين المدرسة لعدم وجود رواتب‪،‬‬ ‫ونحن على وشك اإلغالق نتيجة ك ّل هذه الظروف‬ ‫السيئة‪.‬‬ ‫وقال األستاذ حسن (معلّم في مدرسة قرية طالفح)‬ ‫ذهبت لشراء مدفأة لعائلتي المكوّ نة من س ّتة أطفال‪،‬‬ ‫وكان سعرها تسعة آالف ليرة سوريّة‪ ،‬وإنيّ في حيرة‬ ‫من أمري‪ ،‬كيف يمكنني تأمين مدفأة؟ وأضاف‪ :‬إنّ‬ ‫ارتفاع سعر المحروقات‪ ،‬وخاصّة المازوت أ ّدى‬ ‫لرفع جميع األسعار‪ ،‬ألنّ ك ّل شيء مرتبط بالمازوت‪،‬‬ ‫من الخبز وصوالً لوسائط النقل‪ ،‬والتدفئة‪ ،‬والمشاريع‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وقال حسين فرحان (م��زارع من طالفح) ترك‬ ‫ارتفاع المازوت أثراً كبيراً على أسعار المنتجات‬ ‫الزراعيّة‪ ،‬ألنّ معظم األراض��ي في منطقة ريف‬ ‫حلب الجنوبيّ باتت ُتروى عبر اآلبار‪ ،‬أو بنتح ماء‬ ‫ّ‬ ‫مضخات‪ ،‬ويُستخدم المازوت نتيجة‬ ‫نهر فويق عبر‬ ‫انقطاع الكهرباء لريّ المحاصيل‪ ،‬لذلك ارتفعت‬ ‫بعض المواد الغذائيّة األساسيّة وبلغت أسعاراً باهظة‪،‬‬ ‫كالبطاطا التي بلغ سعر الكيلو غرام الواحد منها ‪100‬‬ ‫ليرة سوريّة‪.‬‬ ‫ويذكر المحامي علي الخلف (من أبناء قرية زمّار‬ ‫ّ‬ ‫تعطلت غالبيّة المداجن في‬ ‫وصاحب مدجنة) لقد‬ ‫ريف حلب الجنوبيّ نتيجة قصف الطيران‪ ،‬ولعدم‬ ‫قدرة بعض مربّي الدواجن على االستمرار في العمل‬ ‫بمنشآتهم الرتفاع األسعار من الصوص إلى العلف‬ ‫وصوالً لوسائل التدفئة في هذا الشتاء البارد‪ ،‬لذلك قفز‬ ‫سعر صفط البيض (‪ 30‬بيضة) ليصل إلى ‪ 600‬ليرة‬ ‫سوريّة‪ ،‬وكيلو لحم الفروج إلى ‪ 400‬ليرة سوريّة‪.‬‬ ‫طبّياً‬ ‫وال تق ّل معاناة المواطنين من انقطاع الكهرباء‬ ‫لساعات طويلة‪ ،‬عن تلك المآسي‪ ،‬هذا ما أشار إليه‬ ‫الدكتور جالل (طبيب من بلدة الزربة) لـصحيفة‬ ‫«كلّنا سوريّون» حيث وصف الحالة التي تتعرّ ض‬ ‫لها منطقة ريف حلب الجنوبيّ بـ «المعاناة البالغة‬ ‫نتيجة نقص الطاقة‪ ،‬وخاصّة الكهرباء على العمل‬ ‫الطبّيّ في المشافي الميدانيّة‪ ،‬والحاالت التي تصلنا‬ ‫وكثرة المصابين‪ ،‬إلى استشهاد الجرحى وعجزنا عن‬

‫فعل أيّ شيء»‪.‬‬

‫سألنا جمعة (أحد أبناء قرية حوير) الذي يعمل‬ ‫بائع بسطة مازوت عن األسعار‪ ،‬فأفادنا‪ :‬إنّ أسعار‬ ‫المازوت في منطقتنا المحرّ رة نحو ‪ 150‬ليرة سوريّة‬ ‫للّيتر النظاميّ ‪ ،‬الذي يأتي من قرية عضو مجلس‬ ‫الشعب السوريّ «أحمد درويش المبارك» ويشرف‬ ‫على تجارته شخص ّياً‪ ،‬ولع ّل الهجمة التي ش ّنها الجيش‬ ‫الحرّ قبل يومين وقضت على سوقه التجاريّ ستمنع‬ ‫وصول الما ّدة عبر المهرّ بين‪ ،‬وبالتالي سنشهد ارتفاعا ً‬ ‫حا ّداً في مادة المازوت والبنزين النظاميّين‪.‬‬ ‫نتائج ارتفاع األسعار‪:‬‬ ‫إنّ غياب األجهزة الرقابيّة لهيئات الثورة المختلفة‪،‬‬ ‫وخاصّة المجالس المحليّة‪ ،‬وعدم إيجادها وسائل‬ ‫لضبط األسعار أو ردع تجّ ار األزمات‪ ،‬أ ّدى البتزاز‬ ‫المواطنين ومصّ دمائهم وازدياد وتيرة مآسيهم‪.‬‬ ‫وحال الفساد المستشري في أوساط المشرفين على‬ ‫توزيع اإلغاثة‪ ،‬واستمرار المحسوبيّات والتخبّط في‬ ‫ايجاد آليّة لتوزيع السلل اإلغاثيّة والمعونات األخرى‪،‬‬ ‫في ظ ّل معاناة المواطنين‪ ،‬دون البحث عن مصادر‬ ‫ذاتيّة تح ّقق األمن الغذائيّ لمنطقة مشهورة بالزراعة‪.‬‬ ‫حيث كان قمحها يكفي لمحافظة حلب‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫أغلقت ع ّدة مدارس لعدم تو ّفر وسائل التدفئة‪ ،‬ح ّتى‬ ‫المدارس التابعة لحكومة النظام امتنعت عن تزويد‬ ‫المدارس بما ّدة المازوت‪ ،‬عالوة على قطع رواتب‬ ‫المدرّ سين‪ ،‬ممّا اضطرّ هم إلى ترك مهنتهم والبحث‬ ‫عن مصدر رزق آخر‪ ،‬في ظ ّل غالء فاحش وبرد‬ ‫قارس‪.‬‬ ‫تحوّ ل المزارعون إلى زراعة أراضيهم بالمحاصيل‬ ‫البعليّة‪ ،‬التي ال تحتاج إلى سقاية كالشعير والعدس‬ ‫والكمّون‪ ،‬لعدم تو ّفر السيولة النقديّة‪ ،‬والرتفاع أسعار‬ ‫المحروقات بشكل جنونيّ ‪ ،‬ووقوف الهيئات الثوريّة‬ ‫عاجزة عن تقديم مساعدات‪ ،‬ممّا أ ّدى إلى ارتفاع‬ ‫أسعار المنتجات الزراعيّة وبخاصّة الخضروات‪.‬‬ ‫العجز‬ ‫هكذا‪ ،‬يح ّل فصل الشتاء بقسوته‪ ،‬يصحبه غالء‬ ‫فاحش في األسعار ممّا يزيد من معاناة وأزمات‬ ‫وهموم أهالي ريف حلب الجنوبيّ المحرّ ر‪ ،‬وفوق‬ ‫ك ّل هذا وذاك‪ ،‬قصف ودمار وتشريد تش ّنه طائرات‬ ‫األسد بشكل يوميّ ‪.‬‬ ‫مصطفى فرحان‬

‫تحقيقات‬

‫الخبر العاجل وقود‬ ‫المواقع اإللكترونّية‬

‫ْ‬ ‫نشطت ك ّل األشياء‪،‬‬ ‫في مرحلة ثورات الربيع العربيّ‬ ‫ْ‬ ‫نشطت الحياة باتجاه الموت‪ ،‬والهرب من الموت‪ ،‬الك ّل‬ ‫ينشط بطريقته الخاصّة‪ ،‬السياسيّون والحقوقيّون‪ ،‬ح ّتى‬ ‫ينزوين في البيوت‪ ،‬المواقع اإللكترونيّة رصدت‬ ‫النساء لم‬ ‫َ‬ ‫الحيوات التي تمضي أو التي تأتي‪ ،‬حرّ كتها‪،‬‬ ‫ك ّل تلك َ‬ ‫نشاطاتها‪ ،‬بشكل يوميّ ‪ ،‬ولك َّنها بالمجمل صبَّت معظم‬ ‫اهتمامها على الخبر العاجل‪ ،‬لست هنا بص ّدد اإلشارة‬ ‫إلى أيّ موقع أل ّني أقصدهم دون استثناء‪ ،‬لذا توجّ هت بهذا‬ ‫السؤال إلى ثالثة من اإلعالميّين النشطين ج ّداً في الثورة‬ ‫السوريّة‪ ،‬ليجيبوا على السؤال وفق رؤيتهم الخاصّة‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬املواقع اإللكرتونيّة يهمّها اخلرب العاجل‪ ،‬هل هذا‬ ‫يكفي كمهمَّة هلا؟‬ ‫«آلجي حسين» أج��اب‪ :‬الخبر العاجل هو بمثابة‬ ‫الوقود الذي ّ‬ ‫يغذي رحلة الوسائل اإلعالميّة إلى الشهرة‬ ‫والجماهيريّة‪ ،‬وهذا ح ّقها الطبيعيّ أن تعتمد على هذا‬ ‫«الخبر العاجل» ح ّتى تق ّدم لمتابعها أكثر من معلومة‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬المواقع اإللكترونيّة تأخذ الخبر العاجل‬ ‫كما هو أوّ الً‪ ،‬سواء من وكاالت األنباء أو المراسلين أو‬ ‫المواقع األخرى أو شهود العيان‪ ،‬والسماع أو غيرهم‪،‬‬ ‫وحين تأتي التفاصيل على الخبر‪ ،‬وقتها ال يبدو خبراً‬ ‫عاجالً وإ ّنما خبراً كامالً يجيب عن أسئلة الخبر الس ّتة‬ ‫المعروفة‪.‬‬ ‫واستأنف قائالً‪ :‬طبعا ً هذا ال يكفي‪ ،‬ففي ك ّل موقع يجب‬ ‫أن تكون هناك كا ّفة المواد الصحفيّة‪ ،‬من خبر وتقرير‬ ‫ولقاء وتصريح وتحقيق ومقابلة وغيرها‪ ،‬إلاّ أنّ الخبر‬ ‫العاجل قد يه ّم قارئ المواقع اإللكترونيّ الذي يكتفي‬ ‫بقراءة عناوين األخبار بسرعة‪ ،‬وليس مطلوبا ً منه معرفة‬ ‫التفاصيل‪ ،‬إنّ هدف ومهمّة المواقع اإللكترونيّة توصيل‬ ‫المعلومة إلى القارئ بسهولة والمواقع السوريّة يبدو أ ّنها‬ ‫باتت تعتمد على الخبر العاجل بشكل كثيف‪ ،‬كون وتيرة‬ ‫األحداث في سوريّة هي بمجملها أخبار عاجلة‪.‬‬ ‫أمّا «جوان سوز» فكان ر ّده على السؤال كالتالي‪ :‬الب ّد‬ ‫بداية من القول‪ ،‬إنّ تجربة المواقع اإللكترونيّة السائدة منذ‬ ‫انطالقة الثورة السوريّة لم يُكتب لها النجاح لألسف لك ّنها‬ ‫بقيت البوابة الوحيدة إلى العالم في ظ ّل قمع السلطات‬ ‫السوريّة (في دمشق) لش ّتى وسائل اإلعالم وهذا ما جعل‬ ‫منها إعالما ً من الدرجة الثانية من ناحية د ّقة الصور‬ ‫والفيديوهات وخاصّة أ ّنه ال يمكن ألحد تصوير أيّ مكان‬ ‫في مدينة خاضعة لسيطرة النظام السوريّ ‪ .‬أمّا فيما يتعلّق‬ ‫بالسؤال حول األخبار العاجلة فأردف «سوز» قائالً‪:‬‬ ‫برأيي الشخصيّ وكالة (رويترز) على سبيل المثال هي‬ ‫من أقوى الوكاالت العالميّة وهي بمثابة موقع إلكترونيّ ‪،‬‬ ‫لكنّ الفرق بين مثل هذه الوكاالت والمواقع السوريّة هو‬ ‫العمل بأسلوب أكاديميّ ‪ ،‬لألسف هناك آالف األخطاء في‬ ‫األخبار العاجلة على المواقع السوريّة وهي ناتجة عن‬ ‫كوادر ال تملك الخبرة الصحفيّة الالزمة‪ ،‬وغالبا ً ما تكون‬ ‫األخطاء في صيغة الخبر‪ ،‬ناهيك عن األخطاء الجغرافيّة‬ ‫في مكان الحدث واألخطاء اإلمالئيّة وأحيانا ً التأخير في‬ ‫نشر الخبر‪.‬وبرأيي الشخصيّ ‪ ،‬استطرد «سوز»‪ ،‬األخبار‬ ‫العاجلة هي أه ّم من التقارير‪ ،‬فبعض األحداث اآلنيّة ال‬ ‫صالً‬ ‫يمكن لك أن تجري عنها تقريراً صحاف ّيا ً أو تحقيقا ً مف ّ‬ ‫في حال مرور ساعات قليلة على وقوعه بسبب تداوله‬ ‫على وك��االت أخ��رى‪ ،‬لكن تبقى المحاولة هي األه ّم‪،‬‬ ‫وخاصّة أ ّنه لم يكن لدينا إعالم في سوريّة سوى إعالم‬ ‫السلطة على مدار عقود‪ ،‬واإلعالم الكرديّ الذي كان حرّ اً‬ ‫في السّر دون أن يصل لغالبيّة الناس‪.‬‬ ‫«عماد موسى» لم يختلف رأي��ه كثيراً عن رأي‬ ‫زميليه‪ ،‬فقال‪ :‬في سعي المواقع اإللكترونيّة وصفحات‬ ‫التواصل االجتماعيّ إلى جذب أكبر قدر من الجمهور‬ ‫ال��ق��ارئ‪ ،‬فقد صبّت اهتمامها على األخبار العاجلة‬ ‫كوجبات خفيفة تعطي الخبر دون الولوج في تفاصيله‪،‬‬ ‫وتأتي أهميّتها في سهولة وسرعة قراءتها واستخدامها‬ ‫في منظومة الجوّ االت للمشتركين بها‪ ،‬كما أنّ لتسارع‬ ‫األحداث و تواليها في أكثر من مكان و صعوبة الحصول‬ ‫على التفاصيل‪ ،‬مُنحت األخبار العاجلة مهمّة كبرى في‬ ‫ايصال المعلومة إلى المتابعين لألوضاع‪ ،‬لكن ما يُؤخذ‬ ‫عليها افتقادها للمصداقيّة غالبا ً وقلّة المعلومات المتعلّقة‬ ‫بالحدث‪ .‬ويختم «موسى» موضحاً‪« :‬ال تنتهي مهمّة‬ ‫المواقع اإللكترونيّة عند الخبر العاجل‪ ،‬بل ستكون عالمة‬ ‫نقص في أداء مهمّتها اإلعالميّة إن اقتصرت على الخبر‬ ‫العاجل‪ ،‬فمهمّتها تقديم الخبر بتفاصيله والتأثير على‬ ‫الجمهور المتابع بالتحليالت والتحقيقات التي تكمن فيما‬ ‫وراء الخبر»‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬كان الب ّد من التوجّ ه بالكالم إلى المواقع‬ ‫اإللكترونيّة بالقول‪ :‬إنّ الخبر العاجل إذا كان حطب‬ ‫المواقع فإ ّنه يتحوّ ل إلى رماد بانطفاء النار‪ ،‬والمواضيع‬ ‫الحياتيّة والفكريّة والثقافيّة ال تق ّل أهميّة عن الخبر العاجل‪،‬‬ ‫بل أحيانا تكون أه ّم‪.‬‬ ‫لونار حسن‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫تحقيقات‬

‫كيف نزرع‬ ‫البهجة لبراعم‬ ‫المستقبل؟‬ ‫ساعة زمن وتصل بك السيّارة من مدينة «غازي‬ ‫عينتاب» التركيّة إلى مدينة «بهجة» لتلتقي هناك بأطفال‬ ‫يلعبون ويتعلّمون‪ ،‬لك ّنك تلمح على وجوههم مسحة من‬ ‫الغربة‪ ،‬ومن عيونهم ترشح تلك النظرة المليئة بالشوق‬ ‫واأللم واألمل والتي تميّز السوريّ أينما نزح‪.‬‬ ‫اهلويّة واألرض‬ ‫هي عيّنة من م��دارس أُنشئت في أغلب المناطق‬ ‫التي نزح إليها السوريّون‪ ،‬حيث تمنح جهات تركيّة‬ ‫مبنى المدرسة‪ ،‬ويتطوّ ع للعمل فيها معلّمون ومعلّمات‬ ‫سوريّون‪ ،‬ليساهموا في تخفيف مأساتنا من خالل تقديم‬ ‫العلم والرعاية ألطفالنا‪ .‬مائة وعشرون طفالً في مدرسة‬ ‫«براعم سوريا» من الصفّ األوّ ل وح ّتى الصفّ‬ ‫السادس في مرحلة التعليم األساسيّ ‪ ،‬يحصّلون المناهج‬ ‫المع ّدلة من قبل الحكومة المؤ ّقتة‪ ،‬ويشرف عليهم س ّتة‬ ‫معلّمين ومدير‪ ،‬وكلّهم متطوّ عون‪.‬‬ ‫استقب َلنا مدير المدرسة الشابّ «م��ازن حسّون»‬ ‫وأخبرنا أنّ الدوام في المدرسة ألربعة ساعات فقط‪،‬‬ ‫فهو يبدأ في الثامنة والنصف صباحا ً وينتهي في الثانية‬ ‫عشرة والنصف ظهراً‪ ،‬ألنّ «البناء أصالً لمدرسة‬ ‫تركيّة قام مفتي مدينة «بهجة» مشكوراً بإعارته لنا‪،‬‬ ‫فهنالك طلاّ ب أتراك في الدوام المسائيّ »‪ .‬وأضاف‬ ‫ّ‬ ‫منشق عن‬ ‫المدير «حسّون» وهو (مهندس إلكترون‬ ‫النظام) المدرسة غير مأجورة‪ ،‬وهدفنا التربويّ النفسيّ‬ ‫في معالجة أطفالنا ال يق ّل أهمّية عن هدفنا التعليميّ ‪.‬‬ ‫وأ ّكد «حسّون» أنّ الكادر التعليميّ لديه ك ّل الرغبة في‬ ‫العطاء ولدينا إرادة العمل‪ ،‬ونأمل خيراً بما وعدتنا به‬ ‫الحكومة المؤ ّقتة‪ ،‬من مستلزمات‪.‬‬ ‫وأ ّكد لنا المشرف التربويّ أنّ النشاطات التي تقيمها‬ ‫المدرسة تسعى لكشف مواهب التالميذ‪ ،‬فتهيّأ لهم ما‬ ‫يم ّكنهم من إبراز أفكارهم وأحاسيسهم عبر الرسم أو‬ ‫الغناء أو الرقص وتمنحهم المكافآت التشجيعيّة‪ ،‬وأضاف‬ ‫ّ‬ ‫نتدخل لكي نمنع القيم التي زرعها‬ ‫المشرف‪ :‬أخالق ّياً‪،‬‬ ‫نظام البعث‪ ،‬مثل أن يفسد التلميذ على زميله‪ .‬نزرع‬ ‫فكرة االرتباط باألرض والهويّة السوريّة‪ ،‬ونتعاون مع‬ ‫األهالي لننزع آثار القتل والنزوح عن أنفس أطفالنا‪.‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫يومّيات مخّيم تحت الحصار‬ ‫(مخّيم اليرموك نموذجاً)‬

‫في ظ ّل انشغال الرأي العا ّم العربيّ والعالميّ عن‬ ‫قضيّة تحرّ ر الشعب السوريّ وانصباب الدبلوماسيّة‬ ‫الغربيّة والدعم اللوجستيّ العربيّ للحؤول دون‬ ‫ترجيح ك ّفة الشعب‪ ،‬والقوى الثوريّة الفاعلة على‬ ‫األرض من جهة‪ ،‬والنظام وميليشياته الطائفيّة من‬ ‫ّ‬ ‫تتضخم معاناة الشعب السوريّ لتغدو‬ ‫جهة أخرى‪،‬‬ ‫في أحيان كارثة إنسانيّة‪ ،‬وفي جغرافيّة أخرى أرضا ً‬ ‫منكوبة‪ .‬بين هذين المعنيّين تغيّب حلول هذه القضيّة‬ ‫ببعدها االستراتيجيّ ‪ ،‬وتح ّل اإلمكانات التكتيكيّة سيّدة‬ ‫الموقف على س ّدة الحلول‪.‬‬ ‫قد يكون هذا التوجّ ه ضمن إطار تغييّب القضيّة‬ ‫السوريّة على حساب قضايا المنطقة لتؤلّف كلاّ ً‬ ‫موحّ داً ال ت ّتضح معايير تجزئته‪.‬‬ ‫يوم حصار كامل‬

‫‪ 605‬يوم‪.‬‬

‫عدد الشهداء‬

‫‪ 889‬شهيد‪.‬‬

‫شهيد تحت الحصار‬

‫‪ 751‬شهيد‪.‬‬

‫قطع كهرباء‬

‫‪ 985‬يوم‪.‬‬

‫قطع مياه كامل‬

‫‪ 67‬يوم‪.‬‬

‫من هنا نجد من نافل القول‪ :‬إنّ ما يصلح تسميته‬ ‫صراعا ً محلّ ّيا ً بين قوى متطرّ فة من جهة في مواجهة‬ ‫طرفين متصارعين أساساً‪ ،‬إ ّنما هو خطوة استباقيّة‬ ‫لتأجيل ح ّل استراتيجيّ يُنهي معاناة الشعب السوريّ‬ ‫كك ّل واحد غير منفصل عن القضايا العربيّة‪ ،‬وفي‬ ‫صلبها القضيّة الفلسطينيّة مروراً بتغيّرات وثورات‬ ‫في المنطقة تطال كلاّ ً من تونس‪ ،‬واليمن‪ ،‬وليبيا‪،‬‬ ‫والسودان‪ ،‬والعراق‪.‬‬ ‫الشباب الفلسطي ّ‬ ‫ين الالجئ جيد هويّته السوريّة‬

‫مخسون لرية سنويّاً‬ ‫قالت لنا إح��دى المعلّمات‪ :‬ليس لدينا مواصالت‬ ‫زوجي يوصلني بسيّارة صباحا ً إلى المدرسة ويعيدني‬ ‫ظهراً‪ ،‬ال نتقاضى روات��ب‪ ،‬وح ّتى عندما جاء دعم‬ ‫كحقائب مدرسيّة وقرطاسيّة لم يكن كافيا ً إلاّ لنصف‬ ‫عدد التالميذ‪.‬‬ ‫خارج المدرسة‪ ،‬التقينا بوالد أحد التالميذ‪ ،‬فأفادنا‬ ‫بأنّ إدارة المدرسة طلبت بدالً سنو ّيا ً مقداره خمسون‬ ‫ليرة تركيّة‪ ،‬صحيح هو ليس كبيراً ولكن أنا عاطل عن‬ ‫العمل وعندي ثالثة أوالد‪ ،‬أضطرّ أحيانا ً إلى أن أرسلهم‬ ‫للعمل‪ .‬سألناه عن األعمال التي يقوم بها أوالده فأجاب‪:‬‬ ‫يبيعون علب ّ‬ ‫دخان وأحيانا ً الخبز‪.‬‬ ‫تلميذ آخر (محمّد من الصف الثاني) قال لنا «أنا‬ ‫مبسوط كتير بالمدرسة» وأضاف بحماس «أحلى شي‬ ‫النشاطات‪ .‬المدرسة ّ‬ ‫وزعت علينا ألبسة رياضيّة‪ .‬ز ّي ّنا‬ ‫الصفّ أوّ ل يوم دوام ورسمنا علم الثورة»‪.‬‬ ‫مشوع على الطريق‬ ‫في مدينة «بهجة» التابعة لمحافظة «عثمانيّة»‬ ‫صحيفة محلّية أسبوعيّة باسم «بهجه نين سِ سي» كانت‬ ‫قد نشرت في عددها الصادر صباح اإلثنين ‪ 15‬كانون‬ ‫األوّ ل الحالي تحقيقا ً صحف ّيا ً مصوّ راً وعلى صفحتها‬ ‫األولى بقلم (إ‪ .‬دوغان) عن «مدرسة براعم سوريا»‬ ‫بعنوان «تعليم األطفال السوريّين» رغبة من الصحيفة‬ ‫في اإلضاءة على هذه التجربة ودعمها‪.‬‬ ‫وفي طريق العودة يخطر على بالك‪ :‬أنّ حاجات‬ ‫مثل هذه المدارس بقدر ما هي بسيطة بقدر ما هي‬ ‫هامّة‪ ،‬فمثالً ال توجد في المدرسة طابعة لتطبع أسئلة‬ ‫االمتحان! وأنّ هؤالء المعلّمين شموع تنير دروب‬ ‫المستقبل لألجيال السوريّة القادمة‪ ،‬هؤالء المعلّمون‬ ‫الذين يق ّدمون العلم والمعرفة ألبناء الوطن‪ ،‬وهم اليوم‬ ‫بحاجة أكبر في محنتهم كنازحين ليستمرّ وا في العطاء‪،‬‬ ‫فحرّ ي بنا أن نر ّد لهم ولو جزءاً من تعبهم‪.‬‬ ‫والحكومة المؤ ّقتة التي يفصلها عن المدرسة أق ّل من‬ ‫ساعة‪ ،‬لم تزرها بعد‪.‬‬

‫كلّنا سوريّون‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫‪7‬‬

‫بلغ عدد الالجئين الفلسطينيّين في سوريّة قبل‬ ‫‪ 2011/3/15‬ما يقارب ‪ 470‬ألف‪ ،‬حسب إحصائيّة‬ ‫ّ‬ ‫موزعين على عشر‬ ‫مركز اإلحصاء الفلسطينيّ‬ ‫مخيّمات تمت ّد من درعا جنوبا ً وح ّتى حلب شماالً‪ ،‬أي‬ ‫ما يعادل ‪ %2.4‬من تعداد الشعب السوريّ ‪.‬‬ ‫لم ينْ َء شبابه منذ بداية الحراك السلميّ السوريّ‬ ‫بتحييد إرادت��ه في االنخراط الحقيقيّ والمصيريّ‬ ‫في ظ ّل غياب المؤسّسات واألطر التنظيميّة لكا ّفة‬ ‫الفصائل الفلسطينيّة والتي تخبّطت منذ بداية الثورة‬ ‫في أخذ موقف حازم اتجاهها‪ ،‬ممّا ألّف بمجمله موقفا ً‬ ‫براغمات ّيا ً غير واضح‪ ،‬تارة تقف مع تحرّ ر الشعوب‬ ‫وترسيخ مبادئ الديمقراطيّة والعدالة االجتماعيّة‪،‬‬ ‫وأخ��رى متصالحة مع النظام تضمن جغرافيّة‬ ‫افتراضيّة لها في أحضان حكم البعث فيما اصط ّفت‬ ‫فصائل أخرى عالنيّة معه‪ ،‬معلنة وقوفها ض ّد أيّ‬ ‫حراك سلميّ تحت مسمّى حماية المخيّمات‪ ،‬ومن ث ّم‬ ‫تشكيل قوى مسلّحة تتبع في نهاية المطاف قوى أمنيّة‬ ‫تتجاذبها‪.‬‬ ‫كان لمخيّم درعا ومنذ انطالقة الثورة النصيب‬ ‫األكبر من الهجوم الوحشيّ الذي مارسته سلطات‬ ‫النظام‪ ،‬فطالت الناشطين والبيوت فوق رؤوس‬ ‫ساكنيها‪.‬‬ ‫مع اتساع جغرافيّة الثورة السلميّ ‪ ،‬انخرطت‬ ‫مخيّمات حمص وحماة وريف دمشق في سعير نيران‬ ‫القذائف لتكون جزءاً من األراضي السوريّة‪.‬‬ ‫ق ّدمت هذه المخيّمات مئات الشهداء‪ ،‬أطفاالً وشبابا ً‬ ‫ونسا ًء جرّ اء القصف العشوائيّ لها‪ ،‬والمتعمّد حينا ً‬ ‫آخر بحجّ ة إي��واء نازحين أو مسلّحين احتضنتهم‬ ‫ّ‬ ‫بحق الس ّكان‬ ‫المخيّمات لتش ّكل مجازر جماعيّة‬ ‫المدنيّين‪ ،‬ومخيّم اليرموك نموذج عن هذا الواقع‬ ‫فبتاريخ ‪ 2012/12/15‬أسفرت صواريخ طائرات‬

‫الميغ عن سقوط ‪ 113‬شهيداً‪.‬‬

‫االنقسام الداخليّ بين حركتي «فتح وحماس»‪.‬‬

‫ح ّتى تلك اللحظات عانت المخيّمات من االعتقال‬ ‫التعسفيّ والترهيب والمداهمات وعمليّات السلب‬ ‫والخطف ّ‬ ‫بحق العديد من المدنيّين ح ّتى بروز ظاهرة‬ ‫التشبيح المزدوجة من قِبل عمالء النظام وأعوانه‬ ‫على حواجزهم االفتراضيّة‪.‬‬

‫مع تش ّكل األزم��ات ترتفع أص��وات المؤسّسات‬ ‫اإلنسانيّة إعالم ّيا ً كي تبسط ورداً أمام جثث وضحايا‬ ‫الصراعات كما يسمّونها‪ ،‬ليغدو عملها صراعا ً مع‬ ‫الطرف األقوى في تقديم ما يمكن تسميته مساعدة‬ ‫إنسانيّة‪.‬‬

‫نكبة عام ‪2012‬‬ ‫بلغت حاالت االعتقال ذروتها عند التشكيل العلنيّ‬ ‫للحواجز المحيطة بالمخيّمات‪ ،‬والتي استهدفت‬ ‫ناشطين وأعضاء في التنسيقيّات ومدنيّين مشتبه‬ ‫بانتمائهم للتنسيقيّات وال يزال المئات منهم يقبعون‬ ‫في أقبية المخابرات‪.‬‬ ‫تستثن الطائرات وال القذائف بيتا ً أو مؤسّسة‪،‬‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫فكان النزوح الجماعيّ ألهالي مخيّم اليرموك‪ ،‬والذي‬ ‫ط��ال ال��ن��زوح القسريّ م��ا يبلغ‬ ‫‪ 280‬ألف فلسطينيّ ‪ ،‬ناهيك عمّا‬ ‫يُق ّدر بنزوح ‪ 600‬ألف من قاطني‬ ‫المخيّم وأطرافه‪.‬‬ ‫م��ع دخ��ول تشكيالت الجيش‬ ‫الحرّ وتلوّ ناته إلى هذه الجغرافية‬ ‫واستيطانها أطراف المخيّم‪ ،‬تب ّقى‬ ‫النذر اليسير من الس ّكان ليبلغ ‪22‬‬ ‫ّ‬ ‫تقطعت بهم‬ ‫ألف مدنيّ محاصر‬ ‫السُبل باتجاه مأوىً خارجه‪ ،‬وبقي‬ ‫مخيّم اليرموك رهينة النزاعات‬ ‫السياسيّة والعسكريّة بين أطراف داخليّة والنظام من‬ ‫الجهة األخرى‪.‬‬ ‫باستمرار عمليّات القنص من حاجز النظام المتاخم‬ ‫لمحاور القوى الثوريّة المتع ّددة والجيش الحرّ على‬ ‫األرض كان مثلث برمودا‪ ،‬تقلّصت حاالت العبور‬ ‫لتتو ّقف نهائ ّيا ً في رمضان ‪ ،2013‬ويعيش ما تب ّقى‬ ‫من س ّكان هذا المخيّم على «النباتات المُبهَّرة»‪،‬‬ ‫وينتهي بقطع الماء أخيراً بعد قطع الكهرباء ووسائل‬ ‫االتصال عنه‪.‬‬ ‫مع بدء حاالت الهدنة «المفترضة» بين النظام‬ ‫وبعض القوى في مناطق ع ّدة من العاصمة دمشق‪،‬‬ ‫ومساع تكلّلت‬ ‫دخل المخيّم في زي��ارات مكوكيّة‬ ‫ٍ‬ ‫بالفشل رغم تع ّددها‪ ،‬وينصبّ واب��ل الفشل على‬ ‫الس ّكان المدنيّين من قنص وقذائف ال تنتهي‪.‬‬ ‫غياب واضح للمرجعيّة السياسيّة‬ ‫كان لغياب المرجعيّة الفلسطينيّة وهيمنة األنظمة‬ ‫وتجاذباتها على القرار الفلسطينيّ ‪ ،‬حضرت خيارات‬ ‫الالجئ في فكرة وحيدة وهي خالص «الهجرة» بحثا ً‬ ‫عن لقمة العيش وطلبا ً للكرامة تار ًة وإيجاد لغة أخرى‬ ‫لالنتماء الفلسطينيّ لحظة تخلّي قيادته ومرجعيّته عن‬ ‫إيجاد الحلول ولو كانت جزئيّة في عودته لبيوت هُجّ ر‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ابتلعت البحار شبّانا ً ّ‬ ‫تقطعت بهم السُبل تاركين‬ ‫وراءهم أُسراً انتظرت ل َّم الشمل أو َمدين ينتظر سداد‬ ‫دينه‪.‬‬ ‫الوجه اآلخر من مأساة الفلسطينيّ الالجئ تتأرجح‬ ‫بين عدميّة إيجاد ح ّل جذريّ له‪ ،‬فمرّ ًة يكون للعدوان‬ ‫الصهيونيّ على م��دن وق��رى ومخيّمات السلطة‬ ‫الفلسطينيّة النصيب األكبر عن االنشغال بشؤون‬ ‫هؤالء النازحين‪ ،‬وم��رّ ًة بمهامها في تسيير أمور‬ ‫المواطنين في ّ‬ ‫غزة والقطاع‪ ،‬وأخرى في إنهاء حالة‬

‫من ّظمات إنسانيّة ومجعيّات أهليّة ختتنق‬ ‫تهت ّم «الهيئة العامّة لشؤون الالجئين الفلسطينيّين»‬ ‫بشؤون الجئي سوريّة‪ ،‬وهي مؤسّسة غائبة «بالفعل»‪،‬‬ ‫«حاضرة» في تسيّير شؤونهم المدنيّة‪.‬‬ ‫بالترادف ُتعنى «مؤسّسة إغاثة وتشغيل الالجئين‬ ‫الفلسطينيّين ‪ »UNRWA‬م��ن خ�لال سعيها‬ ‫اإلغاثيّ الدائم لالجئين ينحصر في استجداء النظام‬ ‫بإدخال مساعدات إنسانيّة لقاطني المخيّم المحاصر‬ ‫ومساعدات ماليّة غير منتظمة االستحقاق للنازحين‬ ‫من كا ّفة المخيّمات األخرى بلغت ما يعادل ‪$300‬‬ ‫للنازح منذ بداية «األزمة»‪ ،‬واقتصر الواقع التعليميّ‬ ‫على استئجار مدارس النظام «كمراكز تعليميّة» في‬ ‫تجمّعات النازحين‪ ،‬فيما يجثم أهالي مخيّم اليرموك‬ ‫تحت وطأة الحصار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينيّة ق ّدمت ما قيمته‬ ‫علما ً أنّ‬ ‫‪ $10‬لك ّل الجئ من الجئي سوريّة منذ اندالع الثورة‬ ‫السوريّة‪.‬‬ ‫احمليطات تبتلع األحالم‬ ‫أمام هذا الواقع المتناهي في العجز‪ ،‬يقف الفلسطينيّ‬ ‫الالجئ في مواجهة نظام قمعي‪ ،‬ال يميّز بين سوريّ‬ ‫وفلسطينيّ ‪ ،‬وبين مؤسّسات فلسطينيّة وسوريّة ُتعنى‬ ‫بشؤونه‪ ،‬كونه فلسطين ّيا ً وسور ّيا ً في آن‪ ،‬وأنّ ما وقع‬ ‫على الشعب السوريّ من تظلّم من قبل «الطغمة»‬ ‫في دمشق‪َ ،‬تكبّده الفلسطينيّ مضاعفاً‪ ،‬وكي ال تضيع‬ ‫تضحيات الشهداء والمعتقلين والجرحى ومعاناة‬ ‫المحاصرين في المخيّمات‪ ،‬ينتظر هؤالء الالجئون‬ ‫مخرجا ً بديالً عن موتهم تحت الحصار‪ ،‬أو الغرق‬ ‫في أقاصي البحار أو االرتماء القسريّ في أحضان‬ ‫النظام‪ ،‬أو الموت تحت وطأة النزوح والبحث عن‬ ‫كفاف العيش‪.‬‬ ‫لزوم ما ال يلزم‪ ،‬مشكالت‪ ،‬وحلول‬ ‫ال ي ّتضح ح ّتى اآلن ناظم معياري إليجاد حلول‬ ‫ولو مؤ ّقتة لالجئي سوريّة من الفلسطينيّين‪ ،‬ما‬ ‫يضعهم في ك ّفة ميزان اإلنسانيّة المتناهي في التحيّز‬ ‫للك ّفة األخرى‪ ،‬فمن شريك للدم السوريّ في التهميش‬ ‫واالضطهاد والقتل والتهجير‪ ،‬تبقى ورقة التهميش‬ ‫في الك ّفة األرجح اآلن‪ ،‬نتيجة غياب حقيقيّ لمرجعيّة‬ ‫متصلة غير منفصلة فلسطينيّة ‪ -‬سوريّة عن استحقاق‬ ‫ج ّدي لما يعيشه الالجئ مع اختناق الخيارات لديه‪،‬‬ ‫منطلقة من بديهيّة ح ّقه في العيش بأمان وانتماء‪.‬‬ ‫تبقى األسئلة مفتوحة عن مآل ومخرج حقيقيّ‬ ‫لهؤالء الفلسطينيّين وبرسم إجابات إسعافيّة وصادقة‬ ‫ووض��ع المجتمع ال��دول��يّ والمؤسّسات الحقوقيّة‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات البديلة عن النظام السوريّ أمام مهمّات‬ ‫ج��ا ّدة تبتغي المصير المشترك المنشود للشعب‬ ‫السوريّ ‪ ،‬وخلق ركائز عمل تخ ّفف عنهم مهمّة‬ ‫االنتحار االختياريّ قبل االنتحار السياسيّ من خالل‬ ‫بحث ممنهج وواضح من منظور دولة ديمقراطيّة‬ ‫مؤسّساتيّة‪ ،‬ترى في الفلسطينيّ شريكا ً قبل ك ّل شيء‬ ‫في بناء سوريّة الديمقراطيّة الحديثة‪.‬‬

‫حكم احلكم‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪8‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫الحروب القادمة‬ ‫المتوسط‬ ‫غاز شرق‬ ‫ّ‬

‫رس��م عبد الرحمن منيف ف��ي رواي��ت��ه «ش��رق‬ ‫المتوسّط» تدمير األنظمة القمعيّة لإلنسان الذي يقع‬ ‫تحت سلطتها‪ ،‬وتابع في «مدن الملح» وهو الخبير في‬ ‫مجال النفط‪ ،‬كيف ُت َّ‬ ‫سخر موارد البالد لتزيد إنسانها‬ ‫تخلّفاً‪ .‬ويبدو أنّ وجود الغاز الطبيعيّ في منطقة شرق‬ ‫البحر األبيض المتوسّط سيُؤجّ ج أتون العالقات فيها‬ ‫أكثر‪ ،‬حيث بدأ فيها التنقيب عن الغاز ث ّم اكتشافه مع‬ ‫أفول القرن العشرين‪ ،‬وأوجد ذلك تشابكات جديدة‬ ‫ما كانت دول المنطقة بحاجة إليها لتتأ ّكد من اقتراب‬ ‫مخاطر صراعات المستقبل العسكريّة ذات المنشأ‬ ‫االقتصاديّ المباشر‪.‬‬ ‫متويل اإلرهاب‬ ‫ت ّم االتفاق نهاية عام ‪1999‬بين مؤسّسة الغاز‬ ‫البريطانيّة والسلطة الوطنيّة الفلسطينيّة من أجل‬ ‫التنقيب في المنطقة البحريّة قبالة قطاع ّ‬ ‫غزة‪ .‬بعد‬ ‫االكتشافات وحفر بئرين من قبل الشركة قُ ّدر احتياطيّ‬ ‫الغاز الموجود فيهما بأكثر من واحد ونصف ترليون‬ ‫قدما ً مكعبا ً قابالً للزيادة‪.‬‬ ‫وما حدث أنّ إسرائيل لم توافق على شراء أو بيع أو‬ ‫نقل هذا الغاز بحجّ ة أنّ األموال التي ستعود عن ذلك‬ ‫ستستخدم في «تمويل اإلره��اب» فتو ّقفت األعمال‪.‬‬ ‫ريثما تسمح األوضاع إلسرائيل بالهيمنة واالستفراد‬ ‫بالقطاع لالستيالء على حقوله البحريّة‪ ،‬فاآلبار التي‬ ‫اكتشفتها إسرائيل وبدأت باستثمارها قرب مياه ّ‬ ‫غزة بدأ‬ ‫انتاجها بالنضوب بعد أن بلغ ثمانية وأربعين ميليار قدم‬

‫اقتصاد و قانون‬

‫احتياط ّي الغاز يف شرق املتو ّسط ‪ 122‬ترليون قدم مكعب‪.‬‬ ‫الفاينَنشل تاميز‪ :‬إ ّن هذا احلجم سيجعل خارطة املنطقة تتغي‬

‫مكعب سنو ّياً‪.‬‬

‫أمّا في المنطقة شمال غرب حيفا والتي ت ّدعي‬ ‫ْ‬ ‫اكتشفت‬ ‫إسرائيل أ ّنها منطقتها االقتصاديّة فقد‬ ‫فيها حقلين هما‪ :‬تامار ودالي باحتياطيّ يعادل‬ ‫تسعة ترليونات قدم مكعب؛ لكنّ حقل طاغوت‬ ‫الذي اكتشفته غرب البئرين السابقتين في تشرين‬ ‫األوّ ل ‪ 2010‬باحتياطي قُ ّدر بـ س ّتة عشر ترليون‬ ‫قدم مكعب‪ ،‬أثار أوساطا ً لبنانيّة باعتباره يقع ‪-‬‬ ‫ولو جزئ ّيا ً – في المنطقة االقتصاديّة اللبنانيّة‪،‬‬ ‫وأخذ الموضوع بُعداً دول ّيا ً عندما تح ّدث الرئيس‬ ‫«سليمان» بإصرار حول الدفاع عن «الثروة‬ ‫الطبيعيّة» و ق ّدم لبنان من أجل ذلك الوثائق –‬ ‫ّ‬ ‫المنظمة الدوليّة‪.‬‬ ‫الخرائط ‪ -‬المح ِّددة لحقوقه إلى‬ ‫ر ّدت إسرائيل بعقد اتفاقيّة ثنائيّة مع قبرص في‬ ‫كانون األوّ ل ‪ 2010‬تح ّدد فيها المنطقة االقتصاديّة‬ ‫البحريّة لكليهما‪ ،‬وبتجاهل تا ّم لوجود لبنان أو غيره‪.‬‬ ‫وباشرت قبرص عمل ّيا ً باالستكشاف في «منطقتها»‬ ‫بالتنسيق مع إسرائيل‪ ،‬وحفرت أوّ ل بئر‪ ،‬وباحتياطيّ‬ ‫يصل إلى تسعة ترليونات قدم مكعب‪.‬‬ ‫ضبط النفس‬ ‫هنا دخلت تركيا المشهد لتعلن ألاّ‬ ‫ّ‬ ‫حق لقبرص في‬ ‫الثروة الطبيعيّة دون اقتسامها مع القسم التركيّ منها‪.‬‬ ‫ووصف إردوغ��ان (رئيس ال��وزراء التركيّ وقتها)‬ ‫ما تقوم به إسرائيل والقبارصة اليونانيّون بـ «جنون‬ ‫اكتشاف النفط في المتوسّط» وأنّ بالده ستبدأ أعمال‬

‫الحاضر الغائب‬ ‫«علي الشهابي»‬

‫التنقيب في المنطقة ولو لزم ذلك األمر «مرافقة السفن‬ ‫الحربيّة» وهذا ما حصل بالفعل‪ ،‬فأرسلت إسرائيل‬ ‫طائرات مقاتلة في طلعات جوّ يّة إلى المنطقة فوق‬ ‫السفن التركيّة‪ ،‬ور ّدت تركيا بطلعات من طائراتها‬ ‫المعترضة‪ .‬عند هذا الح ّد‪ّ ،‬‬ ‫تدخلت المفوّ ضيّة األور ّبيّة‬ ‫داعية األط��راف إلى «ضبط النفس» والعمل على‬ ‫تسوية الوضع في قبرص المقسّمة‪.‬‬ ‫أين النظام السور ّي من ك ّل ذلك؟‬ ‫كشفت مؤسّسة أميركيّة مختصّة في آذار ‪2011‬‬ ‫نتيجة مسح جيولوجيّ لمنطقة شرق المتوسّط‪ ،‬تقييمها‬ ‫الحتياطيّ الغاز بما يعادل مائة واثنين وعشرين ترليون‬ ‫قدم مكعب‪ ،‬ما جعل صحيفة مثل الفاي َننشل تايمز تقول‪:‬‬

‫شريعة الغاب تحكمنا‬

‫إنّ حجم الغاز الموجود سيجعل خارطة المنطقة (شرق‬ ‫المتوسّط) تتغيّر‪.‬‬ ‫ومع أنّ سورية مستوردة للغاز وتستهلك في توليد‬ ‫الكهرباء س ّتة ماليين طنّ في السنة من الوقود السائل‬ ‫الذي يمكن استبداله بالغاز‪ ،‬فلم يحرّ ك النظام ساكنا ً في‬ ‫ك ّل ما يدور حوله‪ ،‬بينما تعمل إسرائيل على اكتشاف‬ ‫وتطوير مواردها من الغاز في مياه شرق المتوسّط‪.‬‬ ‫وأعتقد أنّ النظام السوريّ سيظ ّل على هدفه في‬ ‫التشبّث بالسلطة وعدم حمايته ألرض أو ثروة البالد‪،‬‬ ‫ليبقى مثاالً على األنظمة التي وصّفها منيف في «شرق‬ ‫المتوسّط» وغيرها‪.‬‬

‫جمرمو سورية السياسيّون كانوا يشعرون حبالة من‬ ‫العظمة والفخر وغياب ألدنى حاالت تأنيب الضمري‪.‬‬

‫بعد نحو العام من إعدام حسني الزعيم ومحسن‬ ‫البرازي يُقتل سامي الحناوي في بيروت على يد‬ ‫حرشو البرازي انتقاما ً وثأراً البن عمّه محسن‬ ‫البرازي‪.‬‬ ‫يهرب الشيشكلي إلى السعوديّة وبعدها إلى‬ ‫ّ‬ ‫ليحط الرحال في البرازيل‬ ‫فرنسا ث ّم يبتعد أكثر‬ ‫ليُغتال هناك عام ‪ 1964‬على يد نوّ اف غزالة‪،‬‬ ‫كعقاب له ‪ -‬ولو بعد حين ‪ -‬على ارتكابه مجزرة‬ ‫جبل العرب التي راح ضحيّتها نحو ‪600‬مواطن‪.‬‬

‫َمن يعرف عليّ يعرف أ ّنه دمث األخالق‪ ،‬طيّب المعشر‪ ،‬روح‬ ‫ّ‬ ‫متوثبة ال تهادن‪ ،‬سكنته قضيّة المواطنة والعلمانيّة واجتهد‬ ‫نقديّة‬ ‫يتوان في الوصول إلى أهدافه التي هي جزء‬ ‫من أجل ذلك ولم‬ ‫َ‬ ‫من أهداف ثورة الشعب السوريّ ‪ ،‬باكراً أدرك عليّ خصوصيّة‬ ‫العالقة بين فلسطين وسوريّة وج��دل العالقة بين المشروع‬ ‫التحرّ ري الفلسطينيّ والمشروع التحرّ ري الديمقراطيّ في سوريّة‬ ‫والمنطقة‪ ،‬وكان كثيراً ما ير ّدد بأ ّنه سوريّ من أصل فلسطينيّ ‪،‬‬ ‫معارض بارز في سوريّة التي أحبّ وق ّدم من أجلها الكثير‪ ،‬تميّز‬ ‫بصالبته في مواجهة ك ّل ما تعرّ ض له من تح ّديات‪،‬وكان رمزاً‬ ‫من رموز المخيّم ومعْ َلما ً من معالمه‪.‬‬ ‫علي الشهابي ناشط فلسطينيّ تولّد ‪ 1955‬متزوّ ج ولديه‬ ‫أطفال‪ ،‬مدرّ س لغة انكليزيّة متقاعد‪ ،‬عمل بالتدريس لصالح‬ ‫ّ‬ ‫منظمة «األنروا»‪ ،‬وكذلك كان له معهد خاصّ للتدريس في مخيّم‬ ‫فلسطين باسم «معهد الخيّام»‪.‬‬ ‫اعتقل عليّ في بداية شهر أيلول عام ‪ 2012‬من قبل فرع‬ ‫فلسطين العسكريّ وال يُعرف عنه شيء‪ ،‬وهناك مخاوف حقيقيّة‬ ‫على مصيره‪َ ،‬عرف عليّ االعتقال السياسيّ منذ عام ‪1975‬‬ ‫وأمضى في المعتقل حوالي العام‪ ،‬ث ّم اعتقل مرّ ة ثانية سنة ‪1982‬‬ ‫بتهمة االنتماء لحزب العمل الشيوعيّ رغم أ ّنه كان خارج الحزب‬ ‫حين ت ّم اعتقاله‪ ،‬وبعد خروجه من السجن أصدر كتابه األوّ ل عام‬ ‫‪ 1992‬بعنوان «البنية الجديدة للعالم»‪ ،‬وكتابه الثاني «سوريّة‬ ‫إلى أين؟» عام ‪ ،2005‬كما نشر عشرات المقاالت والدراسات‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2006‬صاغ أفكاره في مسوّ دة للحوار لم يت ّم نشرها‬ ‫بعنوان «من أجل أن تكون سوريّة للجميع» وتضمّنت المسوّ دة‬ ‫الدعوة إلى بناء سوريّة على أسس الديمقراطيّة العلمانيّة التي‬ ‫تحمي الحرّ يّات العامّة والخاصّة للمواطنين‪ ،‬والتنوّ ع والتع ّدد‬ ‫القوميّ والدينيّ ورفض التعصّب والطائفيّة‪ ،‬ث ّم أعيد اعتقاله‬ ‫للمرّ ة الثالثة من قبل أمن الدولة في دمشق ‪ ،2006/8/10‬ها هو‬ ‫عليّ الذي اعتقل في السبعينيّات من أجل تغيير النظام مغيّب في‬ ‫الزنازين من أجل الهدف ذاته‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫يُعتقل رئيس الجمهورية نور الدين األتاسي‬ ‫ّ‬ ‫المزة لم ّدة ‪ 22‬عاماً‪ ،‬دون محاكمة‬ ‫ويُودع سجن‬ ‫ليخرج منه مصابا ً بالسرطان‪ .‬يعتقل صالح جديد‬ ‫أمين عام مساعد ووو ‪ ..........‬إلخ‪.‬‬

‫حسين الزعيم‬ ‫يُقتل حسني الزعيم ورئيس وزرائ��ه محسن‬ ‫البرازي رميا ً بالرصاص في الساعة الرابعة‬ ‫من فجر ‪ 14‬آب ‪ 1949‬على يد رج��االت قائد‬ ‫االنقالب الجديد سامي الح ّناوي بعد اعتقالهم‬ ‫وبدون أيّة محاكمة‪ ،‬يت ّم توجيه التهم إليه ودون‬ ‫انتظار سماع دفاعه‪ ،‬وعلى عجل خرجت الطلقات‬ ‫لتصرعه قتيالً‪ .‬استغرقت عمليّة اعتقاله ومحاكمته‬ ‫وإصدار الحكم عليه وتنفيذه‪ ،‬أق ّل من أربع ساعات‬ ‫وقُتل معه محسن البرازي الذي لم يعلم ح ّتى التهمة‬ ‫الموجّ هة إليه‪ ،‬في إهدار واضح ألبسط القواعد‬ ‫القانونيّة والقضائيّة‪.‬‬

‫موقف اجملرمني من جرائمهم‬ ‫من المتعارف عليه أنّ المجرمين بعد ارتكابهم‬ ‫لجرائمهم ومحاكمتهم يشعرون بالندم على‬ ‫أفعالهم المدانة اجتماع ّيا ً وأخالق ّيا ً وقانون ّياً‪ ،‬إلاّ أنّ‬ ‫مجرمي سورية السياسيّين كانوا يشعرون بحالة‬ ‫من العظمة والفخر وغياب ألدنى حاالت تأنيب‬ ‫الضمير‪ ،‬ما يجعلنا نتو ّقف مل ّيا ً عند هذه الحاالت‪،‬‬ ‫فحرشو البرازي وفي ع ّدة لقاءات صحفيّة أبدى‬ ‫عدم ندمه على فعلته‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪،‬‬ ‫أبدى ندمه لعدم قتله ك ّل من شارك في قتل عمّه‬ ‫محسن البرازي وحسني الزعيم‪ .‬ويتح ّدث سامي‬ ‫الح ّناوي بفخر وشموخ عن قتله لحسني الزعيم‬ ‫ومحسن البرازي‪ ،‬ويعتبر نفسه «مخلّصا ً للوطن‬ ‫من المجرمين والخونة والفاسدين»‪.‬‬ ‫موقف املواطنني من اجملرمني‬

‫حمسن الربازي‬ ‫وبعد أربعة أشهر ين ّفذ أديب الشيشكلي انقالبا ً‬ ‫عسكر ّيا ً ويطيح بسامي الح ّناوي‪ ،‬الذي يُسجن‬ ‫لفترة وجيزة وبعدها يختار بيروت ليعيش فيها‪.‬‬

‫عبداهلل منديل‬

‫يُعتبر االستهجان الشعبيّ للجرائم األكثر نجاعة‬ ‫وتأثيراً على المجرمين ح ّتى ال يعودوا إلى‬ ‫جرائمهم‪ ،‬ورادع�ا ً للبعض من ارتكاب الجرائم‬ ‫أصالً‪ .‬المستغرب أنّ المجرمين كانوا ينالون ثوابا ً‬ ‫شعب ّيا ً وتأييداً منقطع النظير ويُعتبرون أبطاالً في‬ ‫أعين مجتمعاتهم‪ ،‬ومنهم من تحوّ ل إلى أسطورة‬ ‫في الوجدان الشعبيّ ‪ ،‬فمثالً‪ ،‬نوّ اف غزالة قاتل‬ ‫الرئيس السوريّ أديب الشيشكلي ُ‬ ‫شيّع بجنازة مهيبة‬ ‫حضرها أكثر من خمسة وعشرين ألف مشيّع في‬ ‫محافظة السويداء وعُومل كبطل واع ُتبر ما فعله‬ ‫مفخرة للمحافظة وقيل فيه الشعر واألهازيج ويغ ّنى‬ ‫له في األعراس والمناسبات الوطنيّة (مع العلم أنّ‬ ‫ما قام به هو جريمة متكاملة األركان)‪.‬‬

‫موقف السلطة من اجملرمني‬ ‫مجرمو سورية السياسيّون نالوا الحظوة‬ ‫واالحترام من السلطات‪ ،‬فلم تعترض أيّة مؤسّسة‬ ‫سياسيّة على انقالب حسني الزعيم‪ ،‬وال على انقالب‬ ‫سامي الح ّناوي‪،‬‬ ‫ول��م يُثر اعتقال‬ ‫ن�������ور ال����دي����ن‬ ‫األتاسي استهجان‬ ‫أحد‪ ،‬ح ّتى رفاقه‬ ‫ف�����ي ال����ح����زب‬ ‫والموجودين في‬ ‫السلطة لم يوجّ هوا‬ ‫أيّ ل���وم لحافظ‬ ‫األسد الذي اعتقل‬ ‫رف������اق األم����س‬ ‫سامي احلناوي‬ ‫وخ���ال���ف ب��ذل��ك‬ ‫ق��واع��د الدستور‬ ‫والقوانين‪ ،‬بل على العكس كانت وظيفة السلطة‬ ‫هي التبرير للمجرمين السياسيّين‪.‬‬ ‫أ ّم��ا موقف السلطة ال��ذي فاجأ الجميع‪ ،‬فهو‬ ‫المباركة والحفاوة التي تعاملت بها مع جثمان‬ ‫نوّ اف أبو غزالة‪ ،‬فقد أقيم له تشييع رسميّ كبير‬ ‫وكان في وداع جثمانه السفيران السوريّ واللبنانيّ‬ ‫في البرازيل‪ ،‬واستقبل جثمانه في سورية وفد‬ ‫رسميّ ووفد من لبنان‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وممثل‬ ‫ممثالً بـوئام وهّاب‪،‬‬ ‫عن طالل أرسالن‪ ،‬مع أنّ الم ّتهم مجرم محكوم‬ ‫عليه من قبل القضاء البرازيليّ ‪ ،‬وهو مجرم وفق‬ ‫قواعد القانون السوريّ أيضاً‪.‬‬ ‫قانون الغاب‬ ‫القارئ لتاريخ سورية الحديث يالحظ أنّ الطبقة‬ ‫السياسيّة الحاكمة لم تحترم يوما ً الدستور والقوانين‬ ‫و كانت العقوبة ‪ -‬إنْ وجدت ‪ -‬خارج إطار القانون‬ ‫وبشكل مزاجيّ وانتقاميّ وبعيدة عن أبسط القواعد‬ ‫القانونيّة والقضائيّة‪ ،‬فالجزاءات التي كانت تن ّفذ لم‬ ‫يكن لها أدنى عالقة بقواعد التشريع‪ .‬فعندما نقول‬ ‫إنّ العقوبة قانونيّة‪ ،‬فنحن نقصد بالضبط أنّ العقوبة‬ ‫منصوص عليها في القانون‪ ،‬وأن يحكم بها من‬ ‫قِبل جهة قضائيّة وفق القواعد واألصول المقرّ رة‬ ‫في القانون؛ إلاّ أنّ غياب القانون دفع بالمواطنين‬ ‫للّجوء إلى شريعة الغاب‪ ،‬وأساليب غير قانونيّة‬ ‫م ّتبعة في المجتمعات التي تعيش حاالت ما قبل‬ ‫الدولة‪.‬‬

‫احملامي حممّد محو‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫مجتمع‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫النفسي!‬ ‫الطفل كرة في مالعب الدعم‬ ‫ّ‬

‫منذ أن بدأت األوض��اع بالتصاعد‬ ‫والتو ّتر المتزايد في حلب‪ ،‬ومنذ أن‬ ‫بدأ الكثير باالضطرار إلى النزوح أو‬ ‫اللجوء‪ ،‬وح��دوث القصف في بعض‬ ‫المناطق الشرقيّة في حلب‪ ،‬وتعرّ ض‬ ‫المناطق الغربيّة للقذائف باستمرار‪،‬‬ ‫وتد ّني مستوى المعيشة ح ّتى أدنى‬ ‫مستوياتها‪ ،‬وشبه التو ّقف في المدارس‬ ‫والتعليم‪ ،‬وع��دم االستقرار الكامل‬ ‫النفسيّ أو السكنيّ أو االجتماعيّ ‪،‬‬ ‫وانعدام الشعور باألمان‪ ،‬والخوف‬ ‫ال��دائ��م‪ ،‬واألص���وات المتكرّ رة من‬ ‫أص��وات إط�لاق القذائف والطيران‬ ‫والصواريخ والرصاص وغيرها من‬ ‫األسلحة‪ ،‬والكثير غيرها من األمور‬ ‫الضاغطة في المدينة‪ ،‬وفي البلد ككلّ‪ ،‬كانت أكثر‬ ‫الفئات عرضة لألخطار النفسيّة هي فئة األطفال‪،‬‬ ‫وكنتيجة لذلك قامت العديد من الجمعيّات وك ّل‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات العاملة في هذه المدينة إلى االعتناء‬ ‫بالطفل في الدرجة األولى‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬هل ح ّقا ً يت ّم االعتناء بالطفل في حلب؟‬ ‫هل ح ّقا ً يت ّم تقديم الدعم النفسيّ المناسب له‪،‬‬ ‫والمساعد له في تجاوز األزم��ات والضغوط‬ ‫النفسيّة التي تعرّ ض لها؟ وما الذي يُقام اليوم‬ ‫تحت اسم الدعم النفسيّ للطفل وكيف يت ّم القيام‬ ‫بهذا الدعم و َمن الذي يقوم بتقديم هذا الدعم؟‬ ‫أسئلة كثيرة ُتطرح‪ ،‬ويُخيّل للقارئ أنّ الدعم‬ ‫ّ‬ ‫والمنظمات‬ ‫النفسيّ ‪ ،‬حين يعلم أنّ عدد الجمعيّات‬

‫العاملة في هذه المدينة يتجاوز الخمسة عشر‬ ‫جمعيّة في المناطق الغربيّة فقط‪ ،‬وأكثر من ّ‬ ‫ست‬ ‫ّ‬ ‫منظمات عالميّة‪ ،‬سيخيّل إليه بأنّ الرعاية المق ّدمة‬ ‫له ربّما تتجاوز الح ّد أو المستوى المطلوب وأ ّنها‬ ‫في أعلى درجاتها احترافيّة وتخصّصيّة‪.‬‬ ‫ولكن بنظرة مقرّ بة نوعا ً ما سيالحظ أيّ‬ ‫مراقب أنّ نسبة الدعم النفسيّ الحقيقيّ واالحترافيّ‬ ‫والتخصّصيّ الموجّ ه للطفل ال يتجاوز نسبة‬

‫‪ 10%‬من نسبة الدعم النفسيّ المق ّدم في حلب‬ ‫الغربيّة كلّها‪ ،‬وهذا إنْ تفاءلنا شيئا ً ما‪ ،‬فالدعم‬ ‫النفسيّ المق ّدم ال يتجاوز األلعاب الترفيهيّة‪،‬‬ ‫حيث يقوم األشخاص أو الفرق المسؤولة عن‬ ‫الدعم النفسيّ بالطواف على األطفال سواء في‬ ‫المدارس أو في مراكز اإليواء أو في المناطق‬ ‫التي تتطلّب تقديم خدمات تخصّصيّة كهذه‪ ،‬ومن‬ ‫ث ّم تقوم بتقديم مجموعة من األلعاب الترفيهيّة‬ ‫الجماعيّة‪ ،‬وتعليم األطفال مجموعة من األغاني‬ ‫والرقصات التعبيريّة معها‪ .‬ال أكثر وال أقلّ‪.‬‬ ‫ولكن هل هذا يُعتبر دعما ً نفس ّيا ً حقيق ّياً؟‬ ‫دعونا نعرف بداية أنّ هدف الدعم النفسيّ هو‬ ‫البحث عن المشكالت التي من الممكن أن توجد‬ ‫عند الطفل والعمل على مساعدته في تجاوزها‬ ‫في مختلف الطرق والمناهج دون االعتماد على‬ ‫منهج معيّن والعمل على تحويل األطفال ذوي‬ ‫المشكالت أو االضطرابات النفسيّة التي تتطلّب‬ ‫ّ‬ ‫تدخل اختصاصيّ نفسيّ أو طبيب نفسيّ من أجل‬ ‫مساعدته بشكل تخصّصيّ أكبر‪ ،‬فهل تح ّقق تلك‬ ‫األلعاب الترفيهيّة هذا الهدف المنشود من الدعم؟‬ ‫وهل يت ّم تجاوز المشكالت النفسيّة عند األطفال‬ ‫عن طريق تقديم الدعم النفسيّ الذي يُق ّدم اآلن في‬ ‫هذه المناطق؟‬

‫الدائرة والمحيط‬

‫عندما نعيش ضمن دائرة ضيّقة يُخيّل إلينا‬ ‫أنّ العالم مُقتصر على ما تحويه هذه الدائرة‬ ‫من أشخاص وأماكن واهتمامات‪ ،‬ولكن ماذا لو‬ ‫تجرّ أنا أن ننظر خارج هذه الدائرة؟ هل سنبقى‬ ‫على ما نحن عليه‪ ،‬ذات الشخصيّات‪ ،‬ونحمل‬ ‫ذات األفكار والمعلومات والتطلّعات؟‬ ‫لع َّل معظمنا يسمع عن اختالف الحضارات‬ ‫من مكان آلخر‪ ،‬وما يختلف معها من عادات‬ ‫وتقاليد كبيرة وصغيرة‪ ،‬قد تبدو مستحيلة لشعوب‬ ‫ومن األساسيّات لدى شعوب أُخرى‪.‬‬ ‫نسمع الكثير من األقوال التي تدعو لالنفتاح‬ ‫على اآلخرين وعلى األمم األُخرى‪ ،‬ولك ّننا فعل ّيا ً‬ ‫قليالً ما نخطو تلك الخطوة الج ُّد مهمّة‪ ،‬عندما‬ ‫تلقي النظرة على عالم قد يكون مجاوراً لعالمك‪،‬‬ ‫ولك ّنك تمتنع عن القيام بهذه الخطوة وترى أشياء‬ ‫لك ببال‪ ،‬كمن يجلس بمنزل منغلقا ً‬ ‫لم تكن تخطر َ‬ ‫على نفسه ومن ث ّم يقرّ ر أن يلقي نظر ًة لخارجه‬ ‫فيرى السهول والجبال والوديان ويشعر بمعنى‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫انغالقنا ضمن دائرة ضيّقة يحصر لنا مجال‬ ‫تفكيرنا واستيعابنا لألمور‪ ،‬ولما يجري من حولنا‪،‬‬ ‫فستكون بالتالي قراراتنا وأفعالنا ناتجة عن قصر‬ ‫نظرنا وقلّة ّ‬ ‫اطالعنا‪ ،‬فالبيئة أو المحيط الذي‬ ‫عليك شيئا ً فشيئا ً مفاهيم‬ ‫يحصرك بداخله يفرض‬ ‫َ‬ ‫وقيّم تغدو مع األ ّي��ام حتميّة ومُطلقة الصحّ ة‪،‬‬ ‫وف��ي ذات الوقت قد يكون داخ��ل محيط آخر‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫قطعا ً ال‪ ،‬وه��ذا ال يعني أنّ‬ ‫ما يت ّم تقديمه من ألعاب جماعيّة‬ ‫وترفيهيّة هي ألعاب ال فائدة لها‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬ولك ّنها ليست كافية‬ ‫أبداً‪ ،‬وفي واقع األمر إنّ ما يت ّم‬ ‫تقديمه اليوم من أنشطة ترفيهيّة‬ ‫في المجمل له أهمّيته الخاصّة‬ ‫ضمن الدعم النفسيّ للطفل ويمكن‬ ‫أن نعتبر أنّ هذه األنشطة ُتعتبر‬ ‫الخطوة األول���ى م��ن خطوات‬ ‫الدعم النفسيّ االحترافيّ المتكامل‬ ‫على أن يت ّم استكمال مراحله بعد‬ ‫هذه األنشطة وبشكل متواصل‪،‬‬ ‫إالّ أنّ تلك المراحل ال تطبّق على‬ ‫األرض في معظم الجمعيّات أو‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات التي تعمل في هذا المجال والتي تعتني‬ ‫بالطفل‪.‬‬

‫اليوم من المألوف ج ّداً أن تسأل أيّ جمعيّة عن‬ ‫عملها‪ ،‬فيكون الجواب هو تقديم الدعم النفسيّ‬ ‫للطفل‪ ،‬وفي الحقيقة فإنّ أكثر من عامين من هدر‬ ‫األموال والطاقات البشريّة للعاملين والطاقات‬ ‫عند األطفال كان عبر تقديم مشاريع مكرّ رة‬ ‫ومملّة في الدعم النفسيّ ‪ ،‬وأغلب الذين يعملون‬ ‫في هذا المجال هم من غير االختصاصيّين‪،‬‬ ‫والذي قد يؤ ّدي في أحيان كثيرة لزيادة الطين‬ ‫بلّة‪ ،‬فبدالً من مساعدة الطفل‪ ،‬قد تؤ ّدي انعدام‬ ‫الخبرة أو المعرفة في الدعم إلى إثارة مشكالت‬ ‫نفسيّة أو انفعاليّة عند الطفل‪ ،‬وفي بعض األحيان‬ ‫تكون هذه النتائج كارثيّة ح ّقاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫واألمر الجيّد هنا هو التفات بعض‬ ‫إل��ى ه��ذه األخ��ط��اء واللجوء إل��ى الخطوات‬ ‫التخصّصيّة الصحيحة‪ ،‬ولكنها خطوات بطيئة‬ ‫نوعا ً ما‪ ،‬وه��ذا يُعتبر تغيّراً إيجاب ّيا ً في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬على أمل أن يت ّم تالفي جميع األخطاء‬ ‫التي وقع بها الجميع من أجل تقديم دعم نفسيّ‬ ‫حقيقيّ وتخصّصيّ للطفل‪.‬‬

‫ريم احلاج‬

‫الفعل هو ذاته‪ ،‬ولك ّن اختالف أحد الظروف احمليطة به‬ ‫هو من جيعله صحيحاً أو خاطئاً‪.‬‬ ‫تنتشر مفاهيم مغايرة‬ ‫لتلك التي اعتبر َتها‬ ‫ك‬ ‫صحيحة وأ َّنه ال ش َّ‬ ‫في صحّ تها‪ ،‬وتبدو‬ ‫تلك القيّم المغالطة‬ ‫لقيمك مُطلقة الصحّ ة‬ ‫أي��ض �ا ً ف��ي المحيط‬ ‫الذي تنتشر فيه!‬

‫قد يكون للقارئ‬ ‫فعل‪ ،‬األولى‬ ‫هنا ر ّدتا ٍ‬ ‫متعصّبة ج�� ّداً‪ ،‬تلك‬ ‫الفئة التي لم تفكر أن‬ ‫تخطو الخطوة األولى‬ ‫ل ُتلقي ببصرها على غيرها‪ ،‬فسيقول أصحاب هذه‬ ‫الفئة أنّ هذا الكالم محضُّ ُترّ هات وأقاويل باطلة‬ ‫وأ ّنه بالتأكيد يحمل األفكار الصحيحة التي دونها‬ ‫تغدو أيّ فكرة ال وجود لها‪.‬‬ ‫وأمّا الفئة الثانية التي حاولت االختالط باآلخر‬ ‫وتفهّمه لتقصير المسافات وخلق صيغ تفاهم‬ ‫متبادلة بين اآلراء المختلفة‪ ،‬فستبدأ بالقول‪ُ :‬ترى‬ ‫أمر‬ ‫هل من الممكن أن أك��ون على خطأ في ٍ‬ ‫معين؟ هل من الممكن أن نكون كالنا مخط َئين‬ ‫أم مصي َبين‪ ،‬أم تحمل آراؤن��ا نسبا ً من الخطأ‬ ‫والصواب؟ هذا النوع من التفكير‪ ،‬الذي يدعو‬ ‫ك الدائم والتساؤل‪ ،‬سيحمله بالتأكيد‬ ‫مُعتنقه للش ّ‬ ‫للبحث الدائم عمّا يوصله لحقيقة يرجوها‪ ،‬أو ح ّتى‬ ‫ليثبّت وجهة نظر لديه‪.‬‬ ‫انفتاحنا على اآلخر سيغنينا بال شكّ‪ ،‬سيفتح‬ ‫أمامنا آفاقا ً لم نكن ُندرك لها وجود‪ ،‬قد ننبهر حينا ً‬ ‫ونسرح بأفكارنا لعوالم قادرة على أن تصنع م ّنا‬ ‫مُبدعين‪ ،‬وقد يزيد من إيماننا بما عرفناه مسبقا ً‬ ‫ولربّما مع إضافات لم نكن نعلمها‪ ،‬ويقول البعض‬ ‫إنّ نقيضك هو من يساعدك على فهم نفسك أكثر‪،‬‬ ‫وإدراك ما لها من جوانب إيجابيّة وسلبيّة‪ ،‬فلع َّل‬ ‫النقيض أحيانا ً يعمل عمل المرآة المُكمّلة والمتمّمة‬ ‫للصورة‪ ،‬ليس فقط المرآة التي تعكس لنا مالمحنا‬ ‫البحتة‪.‬‬ ‫قد يتساءل القارئ كيف لنا أن نعرف حقيقة‬

‫‪9‬‬

‫لفعل صغير أم لفكرة كبيرة؟‬ ‫الصواب؟ سواء أكان ٍ‬ ‫هنا‪ ،‬أو ّد أن أذ ّكر أنّ العقل السليم ينبغي عليه‬ ‫ألمر ما تسليما ً مُطلقاً‪ ،‬فح ّتى بعض‬ ‫ألاّ يُسلّم‬ ‫ٍ‬ ‫البحوث العلميّة البح ّتة قد نجد لها في األيّام ما‬ ‫ينقضها أو يغيّر في الكثير من نتائجها‪ ،‬وكما‬ ‫أ ّنه من الممكن رؤية كبار األُدباء والك ّتاب الذين‬ ‫يملؤون الكتب والمجلّدات في بحوث ومواضيع‬ ‫متناقضة وك ّل م ّنها يدعو في طيّاته لعدم صحّ ة‬ ‫ليس بجاهل‬ ‫أقوال اآلخر‪ ،‬فالباحث والكاتب منهم َ‬ ‫ولو كان كذلك لما وصل لمرتب ٍة كهذه‪ ،‬ولكنّ‬ ‫ّ‬ ‫واطالعه على‬ ‫انخراطه في مجتمعات معيّنة‬ ‫أمور معيّنة أوصله لالعتقاد والتفكير بطرق‬ ‫تختلف عن أقرانه‪ .‬وأرى أنّ صحّ ة أيّ شيء تتبع‬ ‫لعوامل كثيرة‪ ،‬منها المكان والزمان واألشخاص‬ ‫والظروف المحيطة‪ ،‬فما ُندركه اليوم صحّ ّيا ً قد‬ ‫يكون بعد فتر ٍة من الزمن غير صالح للتداول‪،‬‬ ‫كأبسط مثال أكل المعلّبات بعد انتهاء صالحيّتها‪،‬‬ ‫مروراً بفعل قد يبدو مُستهجنا ً في مكان وطبيع ّيا ً‬ ‫مكان آخر‪ ،‬كأن ترتدي (المايوه) في‬ ‫ج ّداً في‬ ‫ٍ‬ ‫شوارع المدينة أو على الشاطئ! أو أن تعزف‬ ‫الموسيقى بشوارع باريس أو شوارع حيّ شعبيّ !‬ ‫فالفعل هو ذات��ه ولكنّ اختالف أحد الظروف‬ ‫المحيطة به هو من يجعله صحيحا ً أو خاطئاً‪.‬‬ ‫عندما ُنلقي بأبصارنا على العوالم المُحيطة بنا‬ ‫سنكون أكثر قدرة على تقبّل اآلخر والتعايش معه‬ ‫بسالم أكبر‪ ،‬وبالتأكيد على اآلخر أن يبادلنا الفعل‬ ‫ٍ‬ ‫والتقبّل‪.‬‬ ‫وليتف ّكر ك ّل م ّنا في نفسه‪ ،‬كيف يرى آراءه‬ ‫ك وأنّ ما‬ ‫ومعتقداته سليمة وليس فيها مجال للش ّ‬ ‫يعتقده يستند ألمور معيّنة واضحة وبيّنة‪ ،‬وهناك‬ ‫آخر أيضا ً له آراء ومُعتقدات مُختلفة وبالتأكيد‬ ‫يقين ممّا يعتقد‪.‬‬ ‫لديّه أيضا ً إثباتات تجعله على‬ ‫ٍ‬ ‫وبالمُختصر‪ ،‬عندما ُنبرر ألنفسنا تعصّبا ً باتجا ٍه‬ ‫مُعيّن‪ ،‬علينا أن نبرّ ره لغيرنا فال أحد يتعصّب‬ ‫لشيء من ال شيء فك ّل ل ُه أسبابه التي دعته لهذا‪،‬‬ ‫و َمن يريد من اآلخر االستماع إليه وتقبّل أفكاره‪،‬‬ ‫عليه هو أيضا ً أن يستمع إليه ويتقبّل ما يبدر ع ّنه‪،‬‬ ‫عاملوا اآلخرين كما ُتحبّـذوا أن يُعاملوكم‪.‬‬

‫سارة ع ّز‬

‫حلم ّ‬ ‫سوري‪،‬‬ ‫كل طالب‬ ‫ّ‬ ‫المنح الدراسّية‬ ‫حُرم أكثر من ‪ 100‬ألف طالب جامعيّ سوريّ من أحالمهم في‬ ‫إكمال دراستهم الجامعيّة‪ ،‬وذلك بسبب الصراع القائم في سورية منذ‬ ‫أكثر من ثالثة أعوام‪ ،‬فمنهم من انض ّم إلى صفوف الثورة ومنهم من‬ ‫لجأ إلى إحدى الدول المجاورة للبحث عن حياة آمنة والبعض فضّل‬ ‫الجلوس في المنزل على الذهاب إلى الجامعة والتعرّ ض للمضايقات‪.‬‬ ‫الضريبة‬ ‫جيفارا نبي وهو أحد طلاّ ب كليّة اآلداب في جامعة حلب قسم اللغة‬ ‫العربيّة‪ ،‬والذي كان يطمح الى إكمال دراسته والتخرّ ج من كلّيّته ث ّم‬ ‫العمل بشهادته كم ّدرس للّغة العربيّة‪ ،‬لك ّنه دفع ضريبة مشاركته في‬ ‫المظاهرات السلميّة المناهضة للنظام السوريّ بحرمانه من مواصلة‬ ‫دراسته الجامعيّة‪.‬‬ ‫يقول جيفارا “بقي لي ما ّدتين ألتخرّ ج من الكليّة ولكن مشاركتي‬ ‫في المظاهرات المناهضة للنظام السوريّ ‪ ،‬جعلني مطلوبا ً من أحد‬ ‫الفروع األمنيّة للتحقيق‪ ،‬ذلك ما حرمني من الذهاب إلى الجامعة خوفا ً‬ ‫من االعتقال”‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات المتواجدة في تركيا التي‬ ‫يعمل جيفارا اآلن في إحدى‬ ‫تسعى إلى ترسيخ الفكر المدنيّ والقيام بع ّدة نشاطات مدنيّة تهدف إلى‬ ‫خلق جوّ للتعايش بين م ّكونات المجتمع السوريّ ‪.‬‬ ‫األوراق الثبوتيّة و‪...‬‬ ‫ق ّدمت الحكومة التركيّة العديد من التسهيالت والمنح للطلاّ ب‬ ‫األجانب وخصوصا ً السوريّين من حيث القبول في الجامعات التركيّة‪،‬‬ ‫ففي جامعة كيليس التركيّة حصل الطلبة السوريّون على ما يقارب‬ ‫‪ 100‬مقعد من أصل ‪ 145‬مقعداً مخصّصا ً لألجانب‪ ،‬وفي جامعة‬ ‫غازي عينتاب نحو ‪ 237‬مقعداً من أصل ‪ 500‬مقعد‪.‬‬ ‫ويحتاج الطالب السوريّ إلى تقديم امتحان (‪ )YÖS‬وهو امتحان‬ ‫قبول الطلاّ ب األجانب في الجامعات التركيّة ويتضمّن أسئلة في‬ ‫الرياضيّات والمنطق‪ ،‬أو آخر هو (‪ )Sat‬للقبول الموحّ د في الجامعات‬ ‫األمريكيّة‪.‬‬ ‫يقول شهم حوري وهو طالب هندسة مواد (وهي مزيج بين‬ ‫الهندسة البيئيّة والميكانيك) في جامعة أنقرة التركية “وجود شهادتي‬ ‫معي وأوراقي الثبوتيّة سهّل عليّ الكثير من الجهد فتق ّدمت المتحان‬ ‫(‪ )YÖS‬وت ّم قبولي في جامعة أنقرة”‬ ‫بالرغم من هذه التسهيالت الكبيرة التي ق ّدمتها الحكومة التركيّة‬ ‫للطلبة السوريّين‪ ،‬لم يستطع الكثير منهم استكمال دراستهم في‬ ‫الجامعات التركيّة‪ ،‬فقد وقف تأمين األوراق الثبوتيّة ‪ -‬التي تحتاج‬ ‫أيضا ً إلى تصديق من وزارة الخارجيّة السوريّة ‪ -‬عائقا ً أمامهم‪،‬‬ ‫وكذلك عدم تو ّفر جواز السفر عند أغلب الطلاّ ب خلق مشكلة كبيرة‪.‬‬ ‫يقول فادي حسين وهو طالب في كليّة االقتصاد في جامعة حلب‬ ‫“لقد خرجت من سورية دون الحصول على أيّة وثيقة أو كشف‬ ‫عالمات من جامعتي التي كنت أدرس فيها‪ ،‬ولم أستطع الحصول‬ ‫على جواز سفر من قبل مديريّة الهجرة والجوازات التابعة للنظام‬ ‫السوريّ بحجّ ة أنّ لديّ مشاكل أمنيّة ويجب عليّ مراجعة فرع األمن‬ ‫السياسيّ ”‬ ‫أين املنح الدراسيّة؟‬ ‫أمّا بالنسبة للدارسة في إحدى الجامعات األور ّبيّة فهي مكلفة ج ّداً‬ ‫من حيث المصاريف‪ ،‬فبعد مراسلة الجامعة والحصول على ورقة‬ ‫القبول المبدئيّ تحتاج إلى مقابلة في سفارة البلد الذي تتواجد فيه‬ ‫الجامعة إضافة إلى وضع مبلغ ماليّ يصل إلى ‪ 8‬آالف يورو لتضمن‬ ‫الجامعة أ ّنك تستطيع تغطية مصاريفك الجامعيّة‪.‬‬ ‫وهناك أيضا ً العديد من المنح الدراسيّة التي تصدرها الجامعات‬ ‫األور ّبيّة ولكن هذه المنح تحتاج إلى الكثير من األوراق الثبوتيّة‬ ‫مثل كشف عالمات وتوصيات من قبل أساتذة الجامعة التي كان‬ ‫يدرس فيها الطالب‪ ،‬وأغلب الطلاّ ب ال يستطيعون الحصول على‬ ‫هذه األوراق لعدم قدرتهم على الذهاب إلى جامعاتهم بسبب الطرقات‬ ‫الصعبة والخطرة أو بسبب المالحقة األمنيّة‪ ،‬وتعتبر شهادة التوفل‬ ‫أيضاً‪ ،‬أو اإليلتس من الشهادات األساسيّة المطلوبة للحصول على‬ ‫منحة دراسيّة والكثير من الطلاّ ب السوريّين ال يمتلكونها‪.‬‬ ‫يقول عبد القادر زلخة وهو طالب في كلّيّة الحقوق في جامعة‬ ‫حلب “لم أستطع الحصول على كشف عالمات من كلّيّتي بسبب‬ ‫مشاكل أمنيّة ح ّتى أنّ بعض األساتذة في الجامعة‪ ،‬من المؤيّدين للنظام‬ ‫السوريّ ‪ ،‬رفضوا إعطائي أيّ كتاب توصية من قبلهم”‬ ‫يضيف ضياء العبد هللا وهو طالب في كلّيّة الطبّ في جامعة‬ ‫حلب” أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على الوثائق من جامعتي‬ ‫وتصديقها من الخارجيّة لعدم قدرتي على الذهاب إلى مناطق سيطرة‬ ‫النظام السوريّ ‪ ،‬واشتراط الحصول على شهادة التوفل أو اإليلتس‬ ‫تش ّكل عائقا ً أيضاً‪ ،‬واأله ّم من ذلك بالنسبة لطلاّ ب الطبّ المنح قليلة‬ ‫ج ّداً”‬ ‫واملعارضة؟!‬ ‫لم تستطع هيئات المعارضة (كاالئتالف الوطنيّ لقوى الثورة‬ ‫والمعارضة والحكومة السوريّة المؤ ّقتة) أن تح ّل أغلب مشكالت‬ ‫الطلاّ ب الجامعيّين من حيث تأمين بعض المنح الجامعيّة أو البحث‬ ‫عن طريقة إلنشاء جامعة سوريّة في تركيا أو المناطق الخاضعة‬ ‫لسيطرة المعارضة ليستكمل الطلاّ ب دراستهم‪ .‬وسيم عبدو‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫اإلبصار بعين ساخرة‬

‫في اإلعادة إفادة‬

‫كان العنوان اآلخر املقرتح للفيلم «مخسة عشر سبباً لكرهي حزب البعث»‬ ‫أصيل» يتح ّدث عن زرع مبادئ‬ ‫البعث في األطفال «كالنبتة في‬ ‫األرض الطيّبة» ليترعرع األطفال‬ ‫على حبّ الوطن‪ ،‬وحبّ «سورية‬ ‫– األسد»‬

‫سبقت سورية الكثير من دول‬ ‫العالم في التعامل مع فنّ السينما‪،‬‬ ‫هذه ليست مق ّدمة الستعراض تاريخ‬ ‫السينما في سورية وإ ّنما هي إشارة‬ ‫إلى الجمود والشلل الفكريّ الذي‬ ‫لحق بها بعد سيطرة حزب البعث‬ ‫على مناحي الحياة وف��ي مق ّدمتها‬ ‫الثقافيّة‪.‬‬ ‫تناول ه��ذا الموضوع ع��دد من‬ ‫السينمائيّين السوريّين ومنهم المخرج‬ ‫«عمر أميرالي» في عالم الفيلم‬ ‫الوثائقيّ ‪ ،‬ال��ذي أب��رز ص��ورة عن‬ ‫طريقة التفكير للحاكم الطاغية الذي مازال يعيش‬ ‫حالة الجاهليّة وحياة قبائل الصحراء‪ ،‬حيث حكم‬ ‫العائلة وتوريث االبن في فيلمه الشهير «طوفان‬ ‫في بالد البعث» ذلك الفيلم الذي يسبر أعماق‬ ‫العقل المستب ّد‪ ،‬وفي نفس الوقت يُبحر بالسخرية‬ ‫من طقوس هذا العقل‪ ،‬وقد كان العنوان اآلخر‬ ‫المقترح للفيلم «خمسة عشر سببا ً لكرهي حزب‬ ‫البعث» اختار «أميرالي» قرية تقع على بحيرة‬ ‫(األس��د) وصوّ رها كنموذج مص ّغر لما يحدث‬ ‫في سورية من غسيل لألدمغة وخاصّة األطفال‪،‬‬ ‫ليفقدوا ك ّل مقوّ مات التفكير العقالنيّ ‪ ،‬وليهتدوا‬ ‫ببوصلة (الحزب والقائد) للوصول إلى برّ األمان‬ ‫فنرى فيه «دياب الماشي» عضو مجلس (الشعب)‬ ‫السوريّ ‪ ،‬الذي بلغ من العمر ما بلغ‪ ،‬وهو أقدم‬ ‫برلمانيّ في العالم كما يصف نفسه ‪ -‬وهو يحكم‬ ‫تلك القرية كزعيم عشيرة ‪ -‬يُكيل المديح لحافظ‬ ‫األسد (القائد الخالد) والرجل الذي (‪ ..‬لم تنجب‬ ‫األمّة مثله من قبل ‪)..‬‬ ‫وه��ا هو المبدع «أم��ي��رالي» يترك له أن‬ ‫يسترسل إلى أقصى مدى في مديحه‪ ،‬حيث يظنّ‬ ‫البرلمانيّ األقدم في العالم‪ ،‬أ ّنه أمام جولة أخرى‬ ‫من جوالت تأليه الروح المق ّدسة التي أنعم علينا‬ ‫القدر بها‪ ،‬فك ّنا الشعب الذي أحبّه هللا دونا ً عن باقي‬ ‫الشعوب‪ ،‬إذ منحه القائد االستثناء!!!‬ ‫لم يكن البرلمانيّ العجوز‪ ،‬ومن قبله الرقابة‬ ‫السوريّة ‪ -‬المطلوب موافقتها على التصوير‪-‬‬

‫يعلمون كيف سيستثمر «أميرالي» هذه السخرية‬ ‫في تعداد مناقب (القائد الخالد) وكيف ستكون‬ ‫عليه صورة الفيلم التي ال يتخيّلها الرقيب وهو‬ ‫يقرأ السيناريو ورق ّياً‪ ،‬وكيف أنّ الفيلم في النهاية‪،‬‬ ‫سيكون مناسبة للسخرية من حزب البعث وقائده‬ ‫الذي رحل‪ ،‬تاركا ً وراءه وريثا ً هزيالً‪ ،‬ونقمة فكرة‬ ‫التوريث نفسها‪.‬‬ ‫لم يشأ «أميرالي» أن يتو ّقف عند ذلك النموذج‬ ‫من الرعيل األكبر لرجال قضوا عمرهم في‬ ‫المديح للحزب والقائد‪ ،‬بل ذهب بكاميرته إلى‬ ‫مدرسة ابتدائيّة في قرية البرلماني األقدم‪ ..‬مدرسة‬ ‫يصوّ رها لنا المخرج بحرفيّة ال تخلو من خبث‬ ‫لطيف‪ ،‬حيث تتمازج تلك المدرسة في العديد من‬ ‫اللقطات مع سجن خلف نافذة‪ ،‬الممرّ ات مظلمة‪،‬‬ ‫الشمس تصنع بقعة ضوء لتؤلّف مع قضبان‬ ‫النافذة صورة موحشة لمكان مريع يتعلّم فيه أولئك‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫ويزيد ك ّم السخرية حين نعرف أنّ مدير تلك‬ ‫االبتدائيّة هو أحد أبناء شقيق ذلك البرلمانيّ‬ ‫العجوز‪ ،‬فيصوّ ره وكأ ّنه قد استلم عصا التتابع كما‬ ‫في السباق‪ ،‬حيث يتهافت المهلّلون بحمد القائد ابن‬ ‫القائد‪ ،‬ويتنافسون إلظهار الوالء المطلق «ألسد‬ ‫سورية الثاني» وفخر الشعب واألمّة‪.‬‬ ‫تترك كاميرا «عمر» انطباعا ً كأ ّنها تزيح‬ ‫ستاراً عن المستور‪ ،‬لنرى ذلك المدير قد ق ّدم‬ ‫نفسه كأمين للحلقة الحزبيّة في القرية‪« ..‬بعثيّ‬

‫ولدى دخول التالميذ إلى الصفّ‬ ‫ينتابك شعور بأ ّنهم يدخلون إلى‬ ‫سجنهم‪ ،‬ويستخدم «أم��ي��رالي»‬ ‫اإلضاءة الخافتة والنوافذ والقضبان‬ ‫ليضيف إلى هذا الشعور‪ ،‬دليالً‬ ‫ع��ل��ى حبسهم األي��دي��ول��وج��يّ ‪،‬‬ ‫وترسيخ العبوديّة وتأليه الفرد؛‬ ‫فنراهم ي��ر ّددون‪( :‬منحيي القائد ب ّ‬ ‫شار) وها هي‬ ‫عقولهم تتعرّ ض إلى استباحة ممنهجة من خالل‬ ‫االنتساب اإلجباريّ لك ّل التالميذ إلى ّ‬ ‫منظمة طالئع‬ ‫البعث‪ ،‬حيث ينادي المعلّم في الصفّ يا (رفيقة)‬ ‫ّ‬ ‫ويطلب منها تعريفا ً‬ ‫لمنظمة طالئع البعث‪ ،‬فتجيب‬ ‫ّ‬ ‫منظمة سياسيّة تربويّة‪ ،‬قوامها‬ ‫(الرفيقة)‪( :‬إ ّنها‬ ‫األطفال في الجمهوريّة العربيّة السوريّة خالل‬ ‫المرحلة االبتدائيّة‪ ،‬وتعمل على تنشئتهم تنشئة‬ ‫قوميّة اشتراكيّة)‪.‬‬ ‫هي األيديولوجيا الشموليّة تتسرّ ب بالس ّم إلى‬ ‫عقول األطفال‪ ،‬وهنا نرى «رفيقا ً طليع ّياً» يتح ّدث‬ ‫قائالً (إنّ ّ‬ ‫منظمة طالئع البعث تنمّي الروح الوطنيّة‬ ‫وتكرّ س االستعداد لبذل النفس في سبيل «القائد‬ ‫الوطن» والحزب والثورة)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المتمثل بالبعث العقيم وفي قيادة‬ ‫هو ذلك العفن‬ ‫خرّ بت البالد والنفوس لنصف قرن‪ ،‬وها نحن‬ ‫اليوم نحصد حصيلة الشرّ لحزب ديكتاتوريّ‬ ‫وقيادة غارقة ح ّتى الرأس بالدم السوريّ ‪.‬‬ ‫ع��اش المخرج فترة طوفان ال��ف��رات ذاك‪،‬‬ ‫وطوفان البعث الشيطانيّ ‪ ،‬لكنّ القدر كان رحيما ً‬ ‫به حين ج ّنبه معايشة طوفان الدماء الذي تحياه‬ ‫سورية اليوم‪.‬‬ ‫تحيّة لروحك الراحلة «عمر أميرالي» بعيداً‬ ‫عن طوفان الدم السوريّ بتوقيت أراد القدر فيه أن‬ ‫يكون خالصك بموتك‪..‬‬ ‫فراس حمسن‬

‫الديني عند المسيحّية‬ ‫التطرّف‬ ‫ّ‬

‫رغم أنّ أغلب دول أوربّا وأمريكا‬ ‫تعتمد العلمانيّة في أنظمة حكمها‪،‬‬ ‫ورغم انتهاء عصر الحروب الصليبيّة‬ ‫ومحاكم التفتيش‪ ،‬إلاّ أنّ ذلك ال يعني‬ ‫أنّ األصوليّة المسيحيّة انتهت تماماً‪،‬‬ ‫أو أن يحتفظ المتديّنون المسيحيّون‬ ‫بعلمانيّتهم وحرّ يّة ممارسة الطقوس‬ ‫الدينيّة واإلي��م��ان ال��ذي يرغب به‬ ‫اآلخر‪.‬‬

‫يتتالى ظهور وسيطرة اليمين‬ ‫المتطرّ ف في مختلف أنحاء أوربّا‪،‬‬ ‫يتبعها أص��وات تنادي بالمسيحيّة‬ ‫وع���ودة ال��دي��ن المسيحيّ كسابقه‬ ‫وااللتزام الحرفيّ بما يفرضه اإلنجيل‬ ‫ضمن الشعب اليمينيّ ‪ ،‬ال يبدو األمر حدثا ً عابرا‪ً،‬‬ ‫وناقوس الخطر قد ّ‬ ‫دق بالفعل‪ ،‬ففي العام ‪2011‬‬ ‫ضمن العاصمة النرويجيّة «أوسلو» عندما قام‬ ‫نرويجيّ ينتمي ألحد أح��زاب اليمين المتطرّ ف‬ ‫المسيحيّ بمجزرة راح ضحيّتها مئة شخص‪ ،‬ليعي‬ ‫الغرب أنّ التطرّ ف لم يعد موجّ ها ً نحو المسلمين‬ ‫أو السود أو المهاجرين‪ ،‬إ ّنما بلغ التش ّدد ليصل‬ ‫إلى الشعب نفسه الذي يختلف بآرائه عن اليمين‬ ‫المسيحيّ ‪.‬‬

‫من الدويالت التفتت إلى أصولها العرقيّة‪ ،‬وأيضا ً‬ ‫اندماج الدول األوربيّة في اال ّتحاد األوربيّ ‪ ،‬وهذا‬ ‫األمر أشعل اهتمام األور ّبيّين بأصولهم القوميّة‬ ‫ك ّل دولة على حدة‪ ،‬كما أنّ انتشار البطالة في‬ ‫أوربّا والركود االقتصاديّ الذي تعرفه بين الفينة‬ ‫واألخرى‪ ،‬إضافة إلى األزمة االقتصاديّة العالميّة‪،‬‬ ‫جعلت األور ّبيّين ينظرون بعين الريبة إلى األجانب‬ ‫الذين يرون فيهم مزاحمين لهم على الوظائف‬ ‫وخاصّة المسلمين منهم‪ ،‬وانطالقا ً من هذه الظروف‬ ‫ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق‬ ‫على المهاجرين‪ ،‬بل أصبحت ردود الفعل العدائيّة‬ ‫ّ‬ ‫خالل ثالث سنوات فقط تمكنت أحزاب اليمين تجاه العرب برنامجا ً انتخاب ّيا ً لدى بعض األحزاب‬ ‫ّ‬ ‫المتطرّ ف في أور ّب��ا من تأجيج العداء ضد ك ّل اليمينيّة األور ّبيّة‪.‬‬ ‫ما هو أجنبيّ ‪ ،‬خصوصا ً العرب والمسلمين‪ ،‬فقد‬ ‫ويبرز في واجهة هذه األحزاب‪ ،‬حزب الجبهة‬ ‫أعلنت أح��زاب من اليمين المتطرّ ف من دول‬ ‫أوربيّة في مدينة «أنفير البلجيكيّة»‪ ،‬سنة ‪ 2008‬الوطنيّة في فرنسا الذي تقوده «مارين لوبان» ابنة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات‬ ‫منظمة جديدة تهدف إلى مكافحة ما أسمته «جان ماري لوبان»‪ ،‬الذي انفرد بقيادة‬ ‫تأسيس ّ‬ ‫ً‬ ‫بـ››األسلمة›› في أوربّا‪ ،‬وتأتي تفجيرات «أوسلو» المعادية لألجانب‪ ،‬خصوصا العرب المهاجرين‬ ‫األخيرة ‪ 2011‬على يد شابّ مسيحيّ ينتمي لهذا م��ن الجزائر وت��ون��س وال��م��غ��رب‪ ،‬وق��د انض ّم‬ ‫التيّار المتطرّ ف لتكشف حجم األزمة التي أوصل «لوبان» إلى لواء اليمين المتطرّ ف أو ما يُعرف‬ ‫إليها المتطرفون اليمينيّون المجتمعات الغربيّة بخاليا النازيّين الجُدد‪ ،‬وقد تب ّنوا عمليّات تدنيس‬ ‫تاريخ ّياً‪ ،‬فإنّ من أبرز أسباب تنامي الفكر اليمينيّ قبور الجالية المسلمة في فرنسا سنتي ‪ 2009‬و‬ ‫المسيحيّ المتطرّ ف في العقدين األخيرين هو انهيار ‪ 2010‬كما يبرز أيضا ً حزب ‹›من أجل الحرّ يّة››‬ ‫االتحاد السوفياتيّ ‪ ،‬فظهرت من صلبه مجموعة في هولندا الذي يقوده النائب في البرلمان الهولنديّ‬ ‫«خيرت فيلدرز» صاحب أزمة حرق المصاحف‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫ثقافة‬

‫التي نتجت عن شريط محرّ ض ض ّد‬ ‫اإلسالم والمسلمين‪.‬‬

‫وخارج أسوار القارّ ة األور ّبيّة‪،‬‬ ‫يرتع اليمين المتطرّ ف في الواليات‬ ‫الم ّتحدة‪ ،‬حيث تشير مراكز البحوث‬ ‫والرصد األمريكيّة المتخصّصة في‬ ‫هذا المجال إلى أنّ عدد المجموعات‬ ‫المتطرّ فة والعنصريّة ازداد كثيراً في‬ ‫السنوات القليلة الماضية‪ ،‬خاصّة بعد‬ ‫أحداث ‪ 11‬أيلول ‪ ،2001‬حيث ازداد‬ ‫بنسبة أكثر من ‪ %60‬منذ عام ‪،2000‬‬ ‫فارتفع عددها من ‪ 602‬مجموعة‬ ‫إل��ى أكثر م��ن أل��ف مجموعة في‬ ‫العام الماضي حسب تقديرات مركز‬ ‫‹›ساوذرن بوفرتي لوو سنتر›› الذي لفت االنتباه‬ ‫إلى أنّ مثل هذه الحركات انتشرت وتوسّعت‬ ‫نشاطاتها خاصّة منذ انتخاب ‹›ب��اراك أوباما››‬ ‫رئيسا ً للواليات الم ّتحدة في تشرين الثاني من عام‬ ‫‪ 2008‬مُرجعا ً سبب ذلك إلى كونها استاءت كثيراً‬ ‫من وصول رئيس أسود إلى البيت األبيض‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا ال يعني أنّ أحداث أيلول هي األساس أو الفتيل‬ ‫الذي أشعل نار التطرّ ف اليمينيّ ‪ ،‬فتفجير المبنى‬ ‫الفيدراليّ في «أوكالهوما سيتي» والذي أودى‬ ‫بحياة وجرح مئات األمريكيّين جرى في العام‬ ‫‪ 1995‬على يد رجل مسيحيّ ينتمي إلى «ميليشيا‬ ‫ميتشجن» والذي أُعدم الحقاً‪.‬‬ ‫ولذا‪ ،‬ال يمكن اعتبار التطرّ ف واإلرهاب حكراً‬ ‫على دين أو قوميّة مح ّددة‪ ،‬فالتاريخ المسيحيّ‬ ‫القديم والمعاصر مليء بالحركات المتطرّ فة‬ ‫واألعمال اإلرهابيّة والتفجيرات والحروب التي‬ ‫راح ضحيّتها العديد من ديانات وقوميّات مختلفة‪،‬‬ ‫أو من ذات االنتماء الدينيّ والقوميّ والوطنيّ ‪ ،‬عدا‬ ‫أنّ المتطرّ فين يعتمدون دوما ً مبدأ التكفير‪ ،‬فالدين‬ ‫ال يكون إلاّ كما يرونه هم‪ ،‬وإّال استوجب القتل‬ ‫والتعذيب‪.‬‬

‫لينا احلكيم‬

‫األمَّة اليت ال يشعر أكثرها بآالم‬ ‫ُّ‬ ‫تستحق احل ّريّة‬ ‫االستبداد‪ ،‬ال‬ ‫يب‬ ‫عبد الرمحن الكواك ّ‬ ‫(‪)1902 – 1855‬‬ ‫إنَّ األمَّة إذا ضُر َبت عليها ِّ‬ ‫الذلَّة والمسكنة‪ ،‬وتوالت على ذلك‬ ‫ِ‬ ‫القرون والبطون‪ ،‬تصير تلك األمَّة سافلة ِّ‬ ‫الطباع‪ ،‬ح ّتى إ َّنها تصير‬ ‫كالبهائم‪ ،‬أو دون البهائم‪ ،‬ال تسأل عن الحرّ يّة‪ ،‬وال تلتمس العدالة‪،‬‬ ‫وال تعرف لالستقالل قيمة‪ ،‬أو للنظام مزيّة‪ ،‬وال ترى لها في‬ ‫أحسن أو أساء على‬ ‫الحياة وظيفة غير التابعيّة للغالب عليها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ح ٍّد سواء‪ ،‬وقد تنقم على المستب ِّد نادراً‪ ،‬ولكنْ ‪ ،‬طلبا ً لالنتقام من‬ ‫شخصه ال طلبا ً للخالص من االستبداد‪ ،‬فال تستفيد شيئاً‪ ،‬إ ّنما‬ ‫بسوق‬ ‫تستبدل مرضا ً بمرض؛‬ ‫ٍ‬ ‫كمغص بصداع‪ .‬وقد تقاوم المستب َّد َ‬ ‫ً‬ ‫شوكة من المستب ِّد األوّ ل‪ ،‬فإذا‬ ‫مستب ٍّد آخر تتوسَّم فيه أ َّنه أقوى‬ ‫نجحت ال يغسل هذا السائق يديه إلاّ بماء االستبداد‪ ،‬فال تستفيد‬ ‫أيضا ً شيئاً‪ ،‬إ ّنما تستبدل مرضا ً مزمنا ً بمرض حديث‪ ،‬وربّما ُتنال‬ ‫الحرّ يّة عفواً‪ ،‬فكذلك ال تستفيد منها شيئاً؛ أل َّنها ال تعرف طعمها‪،‬‬ ‫فال تهت ُّم بحفظها‪ ،‬فال تلبث الحرّ يّة أن تنقلب إلى فوضى‪ ،‬وهي‬ ‫إلى استبدا ٍد مشوَّ ش أش ُّد وطأ ًة كالمريض إذا انتكس‪ .‬ولهذا؛ قرَّ ر‬ ‫الحكماء أنَّ الحرّ يّة التي تنفع األمَّة هي التي تحصل عليها بعد‬ ‫االستعداد لقبولها‪ ،‬وأمَّا التي تحصل على أثر ثور ٍة حمقاء فقلّما‬ ‫تفيد شيئاً؛ ألنَّ الثورة – غالبا ً – تكتفي بقطع شجرة االستبداد وال‬ ‫تقتلع جذورها‪ ،‬فال تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى ممّا كانت‬ ‫أوّ الً‪.‬‬ ‫فإذا وُ ِج��د في األ َّم��ة الميتة َمن تدفعه شهامته لألخذ بيدها‬ ‫والنهوض بها فعليه أوّ الً‪ :‬أن َّ‬ ‫يبث فيها الحياة وهي العلم؛ أي‬ ‫بخير منها‪ ،‬فإذا هي‬ ‫علمها بأنَّ حالتها سيّئة‪ ،‬وإ َّنما باإلمكان تبديلها‬ ‫ٍ‬ ‫علمت بطبعه من اآلحاد إلى العشرات‪ ،‬إلى إلى‪ ،...‬ح ّتى يشمل‬ ‫أكثر األمَّة‪ ،‬وينتهي بالتحمُّس ويبلغ بلسان حالها إلى منزلة قول‬ ‫الحكيم المعرّ ي‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫حكومة *** فنحن على تغييرها قُدَ راء‬ ‫إذا لم تقُم بالعدل فينا‬ ‫وهكذا ينقذف فِك ُر األمَّة في وا ٍد ظاهر الحكمة يسير كالسيل‪،‬‬ ‫ال يرجع ح ّتى يبلغ منتهاه‪ .‬ث َّم إنَّ األمم الميتة ال يندر فيها ذو‬ ‫ال َّشهامة‪ ،‬إ ّنما األسف أنْ يندر فيها َمن يهتدي في أوَّ ل نشأته إلى‬ ‫الطريق الذي به يحصل على المكانة التي تم ِّكنه في مستقبله من‬ ‫نفوذ رأيه في قومه‪ ،‬وإ ِّني أنبِّه فكر الناشئة العزيزة أنَّ من يرى‬ ‫منهم في نفسه استعداداً للمجد الحقيقيّ فليحرص على الوصايا‬ ‫اآلتية البيان‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن يجهد في ترقية معارفه مطلقا ً ال سيّما في العلوم‬ ‫ال ّنافعة االجتماعيّة كالحقوق والسياسة واالقتصاد والفلسفة العقليّة‪،‬‬ ‫وتاريخ قومه الجغرافيّ والطبيعيّ والسياسيّ ‪ ،‬واإلدارة الحربيّة‪،‬‬ ‫فيكتسب من أصول وفروع هذه الفنون ما يمكنه إحرازه بالتل ِّقي‪،‬‬ ‫وإن َّ‬ ‫تعذر فبالمطالعة مع التدقيق‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن يتقن أحد العلوم التي ُتكسبه في قومه موقعا ً محترما ً‬ ‫وعلم ّيا ً مخصوصاً؛ كعلم الدين والحقوق أو اإلنشاء أو الطبّ ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يحافظ على آداب وعادات قومه غاية المحافظة ولو‬ ‫أنَّ فيها بعض أشياء سخيفة‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن يقلّل اختالطه مع الناس ح ّتى رفقائه في المدرسة‪،‬‬ ‫وذلك حفظا ً للوقار وتح ُّفظا ً من االرتباط القويّ مع أحد كيال يسقط‬ ‫تبعا ً لسقوط صاح ٍ‬ ‫ب له‪.‬‬ ‫‪ .5‬أن يتج َّنب كل ّيا ً مصاحبة الممقوت عند الناس ال سيّما‬ ‫الح ّكام ولو كان ذلك المقت بغير ّ‬ ‫حق‪.‬‬ ‫‪ .6‬أن يجتهد ما أمكنه في كتم مزيّته العلميّة على الذين هم‬ ‫دونه في ذلك العلم ألجل أن يأمن غوائل حسدهم‪ ،‬إ ّنما عليه أن‬ ‫يظهر مزيّته لبعض من هم فوقه بدرجا ٍ‬ ‫ت كثيرة‪.‬‬ ‫‪ .7‬أن يتخيَّر له بعض من ينتمي إليه من الطبقة العليا‪،‬‬ ‫بشرط‪ :‬أنْ ال يُكثر التر ّدد عليه‪ ،‬وال يشاركه شؤونه‪ ،‬وال يظهر له‬ ‫الحاجة‪ ،‬ويتك َّتم في نسبته إليه‪.‬‬ ‫‪ .8‬أن يحرص على اإلقالل من بيان آرائه وإلاّ يؤخذ عليه‬ ‫خبر يرويه‪.‬‬ ‫تبعة رأي يراه أو ٍ‬ ‫‪ .9‬أن يحرص على أن يُعرف بحسن األخ�لاق‪ ،‬ال سيّما‬ ‫الصّدق واألمانة والثبات على المبادئ‪.‬‬ ‫‪ .10‬أن يُظهر الشفقة على الضعفاء والغيرة على الدين‬ ‫والعالقة بالوطن‪.‬‬ ‫‪ .11‬أن يتباعد ما أمكنه من مقاربة المستب ّد وأعوانه إلاّ بمقدار‬ ‫ما يأمن به فظائع شرِّ هم إذا كان معرَّ ضا ً لذلك‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫من كتاب‪ :‬طبائع االستبداد ومصارع االستعباد – الفصل الثاني عشر ‪ -‬مبحث‬ ‫السعي في رفع االستبداد‪.‬‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫العدد ‪21‬‬

‫ثقافة‬

‫‪11‬‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫حكايا الوقت‬

‫نوري إسكندر ‪ ،‬التجربة والصدى‬ ‫ر َخاص‬ ‫ق ّديش باقي رصاص؟‬ ‫ببيوتكِن ِبجيابكِن ‪..‬‬ ‫بحقد الـ ِر ِبي َع حسابكِن‬ ‫ق ّديش باقي رصاص؟‬ ‫باقي بصدري مطرح مخبّا‬ ‫بعدِو طفل‬ ‫تختلف الموسيقى الشرقيّة عن الموسيقى الغربيّة من حيث‬ ‫الشكل والمضمون فقوالب التأليف الموسيقيّ الشرقيّ تختلف‬ ‫عنها في الغرب‪ ،‬أمّا من حيث المضمون فإنّ الموسيقى‬ ‫الغربيّة أو موسيقى ساللم النصف بُعد‪ ،‬فقد أسّست لها قواعد‬ ‫علم (الهارموني) أي عزف أكثر من لحن بنفس الوقت وفق‬ ‫قواعد مدروسة وم ّتفق عليها‪ ،‬أمّا الموسيقى الشرقيّة المؤلّفة‬ ‫من صيغ مقاميّة تتضمّن أبعادها الطنينيّة فيما تعارف عليه‬ ‫ربع البُعد‪ ،‬فهي هي مازالت موسيقى اللحن الواحد (ميلودي)‬ ‫وح ّتى اآلن ال توجد أسّس لتطبيق قواعد علم (الهارموني)‬ ‫بالنسية لربع النغمة‪ ،‬كتب الكثير من الموسيقيّين في الشرق‬ ‫وفق قواعد التأليف اآللي الغربيّ شكالً ومضموناً‪ ،‬أمّا ما‬ ‫طرحه المؤلّف الموسيقيّ السوريّ نوري إسكندر في تجاربه‪،‬‬ ‫والتي كان يصرّ أن يسميها تجارب وأهمّها الثالثيّ الوتريّ ‪،‬‬ ‫وكونشرتو آللة العود مع أوركسترا الحجرة‪ ،‬كونشرتو آللة‬ ‫التشيلّو مع أوركسترا الحجرة‪ ،‬فقد رفض فيها الوقوف عند‬ ‫المقامات الموسيقيّة بأسلوبها التقليديّ ‪ ،‬فأبحر بين سطورها‬ ‫ّ‬ ‫لتدخل بحوار ينسج من الفكر والروح‬ ‫ونغماتها‪ ،‬وطوّ عها‬ ‫حواراً عميقاً‪ ،‬صداه نغمات موسيقيّة‪ ،‬شرقيّة تتضمّن ربع‬ ‫الصوت في محاولة تأسيس علم «هارموني» ممّا يجعل‬ ‫الصيغة المقاميّة الشرقيّة تنفتح على مجاالت أرحب وأوسع‬ ‫تصويراً وإحساسا ً ف��ي محاولة جريئة إلخ��راج الجمل‬ ‫الموسيقيّة المتوارثة من عاديّتها ورتابتها وتقديمها بصيغة‬ ‫موسيقيّة أكثر تناسبا ً مع أحاسيس العصر وانفتاحها على‬ ‫العالميّة لقناعته أنّ الموسيقى التراثيّة ضروريّة إليجاد‬ ‫موسيقى عصريّة‪ ،‬وهكذا استخدم كمانين أو أكثر مع عود‬ ‫أو «تشيلّو» للحصول على إمكانيّات تع ّدد األلحان وتوافقاتها‬ ‫«هارموني» وبذلك كان قلب الجسد الموسيقيّ السوريّ‬ ‫العريق القادم من ك ّل الحضارات والذي ينبض مع األرض‬ ‫ويحلّق في سمائها وسماء الكثير من ال��دول التي عرفت‬ ‫ابداعاته‪ ،‬لكنّ رجوعه كان دائما ً إلى معشوقه األوّ ل «بلده»‪.‬‬ ‫كتب الكثير من الموسيقى التصويريّة للمسلسالت واألفالم‬

‫التلفزيونيّة‪ ،‬وأه ّم أعماله الغنائيّة «عابدات باخوس» للشاعر‬ ‫اليونانيّ التراجيديّ (يوريبيديس)‪ .‬الموسيقار نوري إسكندر‬ ‫تلك الشجرة التي أثمرت مقطوعات وألحانا ً موسيقيّة عرفها‬ ‫الغرب قبل الشرق‪ ،‬ولألسف لم يكن َ‬ ‫يلق أيّ اهتمام من قبل‬ ‫نقابة الف ّنانين سابقاً‪ ،‬أل ّنه لم ينخرط في جوقة الناعقين على‬ ‫موائد الطغاة وعاش عيشة ضنك‪ ،‬وقد عُرضت عليه اإلقامة‬ ‫في دولة السويد منذ سنوات إلاّ أ ّنه رفضها وفضّل أن يبقى‬ ‫يؤلّف موسيقاه في سوريّة األ ّم‪ ،‬وبعد أن ذاق مرارة األزمة‬ ‫وقاوم ح ّتى ماتت المقاومة‪ ،‬فبعد أربع سنوات من البطالة‬ ‫واالعتماد على راتبه التقاعديّ لتأمين كفاف يومه‪ ،‬دفعه‬ ‫ضيق ذات اليد للهجرة إلى السويد ولم يكن الوضع الماديّ‬ ‫وحده هو السبب الرئيسيّ ‪ ،‬ولك ّنه الطموح‪ ،‬فما زال في جعبته‬ ‫الكثير من األبحاث ويخشى بعد أن قطع السبعين من العمر أن‬ ‫تخونه قواه قبل أن يكمل تحليل الموسيقى الشرقيّة وخصوصا ً‬ ‫السريانيّة التراثيّة وإتمام تجاربه بالعالقات بين المقامات‬ ‫واألجناس الشرقيّة‪ ،‬ولألسف برغم التكاليف القليلة التي كان‬ ‫يحتاجها لالستمرار في البحث الموسيقيّ لم يجد داعماً‪.‬‬ ‫تناول الوضع السوريّ الحاليّ من خالل موسيقاه‪ ،‬حيث‬ ‫لحّ ن قصيدة للشاعر ابراهيم جرادة تتح ّدث عن حبّ الشام‬ ‫ومأساتها‪ ،‬وقصيدة للشاعر الراحل حديثا ً أنسي الحاج الذي‬ ‫قرأ مأساة الحضارة في سوريّة منذ القدم وح ّتى اآلن‪ ،‬لكن‬ ‫كلتيهما لم تريا النور‪ ،‬فيبدو أنّ الحرب خنقت ح ّتى الموسيقى‬ ‫وأجبرت مشاعرنا أن تبقى مأسورة بصدورنا‪.‬‬ ‫هاجر نوري إسكندر إلى السويد منذ أشهر حامالً سوريّة‬ ‫ه ّما ً موسيق ّيا ً وصيغا ً مقاميّة شرقيّة مترعة بحزن موسيقيّ‬ ‫مرهف‪ ،‬لم يجد من يعينه ليكمل مشروعه الفنيّ متم ّنيا ً أن‬ ‫يتابع مع الموسيقيّين والمؤلّفين السويديّين مشواره الموسيقيّ ‪،‬‬ ‫الذي لم يجد صدى يستح ّقه في وطنه الذي وهبه عمره كإنسان‬ ‫وف ّنان متميّز في إبداعه‪.‬‬

‫أسعد شالش‬

‫المرأة والمق ّدس‬

‫قراءة في تجربة الفنّان صفوان داحول‬ ‫وبنائيّة عالية ومتقنة؛ يعتمد‬ ‫الف ّنان في غالبيّة أعماله على‬ ‫المربّع والمستطيل كأساس في‬ ‫صياغة التكوين وتصميم اللوحة‬ ‫ويغدو البناء عبارة عن مجموعة‬ ‫من المستطيالت والمربّعات‬ ‫المتشابكة يتخلّلها بعض األقواس‬ ‫المتقاطعة دون أن تقع اللوحة في‬ ‫ف ّخ التناظر‪ ،‬إ ّنه مهندس بارع‬ ‫على صعيد التصميم والبناء‪ ،‬ال‬ ‫يميّز بين منتصف وطرف ّ‬ ‫يوزع‬ ‫العناصر على كامل اللوحة‪.‬‬

‫تش ّكل لوحات الف ّنان صفوان داح��ول نقلة مهمّة‬ ‫على صعيد الخطاب البصريّ وتحوّ الته‪ ،‬فلوحته تملك‬ ‫صا ً يساهم في إعادة إنتاج الشكل‪ ،‬ويغدو‬ ‫خطابا ً خا ّ‬ ‫الخطاب في لوحة الف ّنان منتجا ً جوّ ان ّيا ً عميقا ً يعمل في‬ ‫ساحة وجوديّة ينطلق من خاصّ قلق ليستنفر في النفس‬ ‫أسئلة تغيّبها الحياة بيوميّاتها وشؤونها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المحطة األه ّم فيما افترضنا وجوده من‬ ‫لوحة الف ّنان‬ ‫خصائص شكليّة للوحة حمويّة‪.‬‬ ‫ولد الف ّنان السوريّ صفوان داحول في مدينة حماة‬ ‫عام ‪ ،1961‬بدأ حياته الف ّنيّة بدراسة التصوير في‬ ‫جامعة دمشق‪ ،‬تخرّ ج من كليّة الفنون الجميلة قسم‬ ‫التصوير عام ‪1983‬وحصل على الماجستير عام‬ ‫‪ ،1985‬ث ّم تل ّقى دراسات إضافيّة في المدرسة العليا‬ ‫للفنون في بلجيكا عام ‪ ،1997‬لوحاته مقتناه في العديد‬ ‫من دول العالم‪.‬‬ ‫يف الشكل الفنيّ ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الخطي في لوحات الف ّنان داحول‬ ‫يتضاءل المفهوم‬ ‫ويتحوّ ل من الحضور المباشر والصريح إلى كونه‬ ‫ناتجا ً عن تجاور مساحات لونيّة مصمّمة بهندسيّة‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫تمتلك لوحته إيقاعا ً عاليا ً‬ ‫صاخبا ً تفرضه صرامة البناء‬ ‫وهندسة الوحدات المستخدمة‬ ‫في التصميم‪ ،‬ولك ّنه إيقاع غير رتيب يتصاعد تارة‬ ‫وينخفض ت��ارة وتتنوّ ع وح��دات��ه وفتراته بحسب‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫يستخدم الف ّنان مجموعة األلوان الباردة والترابيّة‪،‬‬ ‫ت��غ��ل��ب ال��م��س��اح��ات‬ ‫ال��س��وداء على البنية‬ ‫ال���ل���ون��� ّي���ة وي��ع��ت��م��د‬ ‫اإلضاءات القمريّة في‬ ‫تنوير األشكال‪ ،‬يفرش‬ ‫اللون مستخدما ً تقنية‬ ‫ال��ض��رب��ات القصيرة‬ ‫المتعاكسة‪ ،‬ال يعتمد‬ ‫ع��ل��ى ح��رك��ة ال��ل��ون‬ ‫ومنهجيّة التلوين في‬ ‫بناء اللوحة‪ ،‬وال نلحظ‬ ‫أيّ ت��ج��ري��ب ل��ون��يّ‬ ‫ح ّتى يكاد العمل أن‬ ‫يكون عمالً غرافيك ّيا ً‬ ‫خالصاً‪ ،‬ل��وال بعض‬

‫ما سِ مِع صوت قِواص‬ ‫قديش باقي رصاص؟‬ ‫ّ‬ ‫حطوا الـ ِبقي بصدري‬ ‫بتعيش روحي للمدى‬ ‫وأنتوا رح تعيشوا‬ ‫ومغمّسين ِبذِل‬

‫السك ْ‬ ‫ِت‬ ‫مِنْ ِك ْل يلّي ما حكاه َ‬ ‫ومِشِ يت‪ِ ..‬م ْتل الـ ما مِشِ ي‬ ‫ْ‬ ‫وبقيت مِتل الـ ما بقي‬

‫وض��ل��يّ��ت ع��اي��ش وال��ه��وا‬ ‫َ‬ ‫بصدري‬ ‫بارد‪ ..‬كأ ّني مت ْ‬ ‫ِت‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫شمّيت ريحة أرض‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫قامت الساعة‬ ‫وراجع َبعِد ما‬ ‫ْإل َح ْق صال ْة ال ّنا ْفلِة‬ ‫وتل ّبك ْ‬ ‫ِت مِنْ حسرتي‬ ‫ْ‬ ‫الفرضْ ‪.‬‬ ‫ونسيت صلّي ِ‬ ‫ِعرفْ ‪ ..‬ما ِانِقال‬ ‫واللي ان َ‬

‫ولما َرحْ تِموتوا‬ ‫بتموتوا واِنتِوا رخاص‪..‬‬

‫هاألس َمر المع ِجون مِنْ وقِت‬ ‫الع َتب‪..‬‬

‫رحية أرض‬

‫وال ِكحِل َجرِّ ة َميْ ‪ ..‬والضحكة‬ ‫دَ َهب‬

‫َشم ْ‬ ‫ِّيت ريحة أرض‪..‬‬ ‫وب ْ‬ ‫قيت ِم ْتل الـ ما عِ ِرفْ‬ ‫ِ‬

‫ِت وغِ ْ‬ ‫وينْ السنابل مال ْ‬ ‫فيت‬

‫وال َش َعر مِتل الـ مرحبا للريح‬ ‫وردِة دَ ْم‬ ‫والخ ِْد ِ‬ ‫والقامة قصب‬

‫وين المنا ِجل ضاعِ ت وف ْ‬ ‫ِنيت‬ ‫والبيدر الـ كان بفال صِ ْد ِرو‬

‫والعين ِم ْتل العيد ِت ْتمرجح‬

‫َسا َفر على هبِّة هوا‬

‫ِووالد َع العاصي ‪ ..‬تِجي‬ ‫تِسبح‬

‫مِرق ْ‬ ‫ِت َبع ِْد أوّ ل صال‬

‫يا مِجرِّ ح الفرحان‪ ..‬يا َملفى‬ ‫الح ِ​ِزن‬

‫و َت َرك القمح تـَ تِطحنو الدنيا‬ ‫حتى طواحين الهوا ِب ْك ْ‬ ‫يت‬ ‫‪.‬‬

‫يا ِك ْل كاس مِن المحبِّة‪ ..‬ما‬ ‫انِسكب‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫خلّي الوقِت بيناتنا مِرسال‬

‫شِ ْ‬ ‫فت الجفا‬ ‫كذبة على حالي‬ ‫مغطي حكايا الوق ْ‬ ‫ِت‬ ‫وكان الحكي خجالن‬

‫ِيحمِل صباح الخير لعيونِك‬ ‫يرجع َع ِك ْتفو غِ الل‬ ‫ينزل بروحي‪ ..‬يزورها‬ ‫ياخد حكي مِنها‬

‫يبكي على الموال‬ ‫ومِين قال اللّي انحكى ‪ ..‬هو‬ ‫الحكي؟‬ ‫ِعرف‪ ..‬يا‬ ‫ومِين قال اللّي ان َ‬ ‫أسمر بينقال؟‬ ‫خلِّي الوقِت بيناتنا مِرسال‬ ‫م��ا الشمس مهما ق ْ‬ ‫ِسيت و‬ ‫ِكب ِْرت‬ ‫بيضل فِينا نِرتكي ِبخيال‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ب��ع�دِك مِتل حِضن الحبيب‬ ‫الحبس‬ ‫بآخِر سنين ِ‬ ‫بعدِك مِتل صرخ ِْة حمص‬ ‫َبعْ دِو على سكوتِك حكي‬ ‫َبعْ دِو على شِ رودِك رقص‬ ‫بعدو الع ِ​ِرس‬

‫ناطِ ر وقِت يغلى َ‬ ‫الغال‬ ‫َتشنشل صبايا مِن مصر‬ ‫منديلها بسحبة شِ عر‬ ‫وتسرق قلِب شامي‬ ‫َ‬ ‫وتزيِّن الفستان‬ ‫وشاال ِبضحكِة َع الخصر‬ ‫ويصير عرزالي قصر‬ ‫يا أسمر اللّي ك��ان معجون‬ ‫بسحِر‬ ‫وبك ِ​ِي ْ‬ ‫ت َع غيابي صِ ِبح‬

‫ْ‬ ‫ونسيت َع غيا َبك عِ مِر‬ ‫بكرا على مه َلك‬ ‫رح يرجع المشوار‬ ‫ونضحك بوشِّ الموت‬ ‫ونغفا على ِك ْتف القهر‬

‫فادي جومر‬

‫ولد الفنّان السور ّي صفوان داحول يف مدينة محاة عام ‪،1961‬‬ ‫بدأ حياته الفنّيّة بدراسة التصوير يف جامعة دمشق‪ ،‬خت ّرج من كليّة‬ ‫الفنون اجلميلة قسم التصوير عام ‪1983‬‬ ‫االضاءات هنا وهناك‪.‬‬ ‫يجيد الف ّنان السيطرة‬ ‫على المساحات الكبيرة‬ ‫فال نرى أيّ ملمح لفقدان‬ ‫السيطرة على العمل‪ ،‬إلاّ‬ ‫أ ّن��ك ال تشعر بضرورة‬ ‫المساحة من حيث عالقتها‬ ‫بالطرح والشكل فضخامة‬ ‫بعض قياسات اللوحة يقلّل‬ ‫من إمكانيّة التواصل معها‬ ‫ويفقدها ج��زءاً مه ّما ً من‬ ‫مهمّتها فيغدو البصر غير‬ ‫ق���ادر على ضبط كامل‬ ‫اللوحة واستيعابها‪.‬‬

‫اللوحة ال تشي بالتحليق‪ ،‬إ ّنها إغماضه الموت‪ ،‬إ ّنها‬ ‫المرأة القناع ال المرأة الحلم‪.‬‬

‫يف اخلطاب البصريّ‪:‬‬ ‫بعد أن جرّ د الف ّنان حمّود شنتوت الفردوس وحوّ له‬ ‫إلى فضاء لونيّ ‪ ،‬أخرج الف ّنان صفوان داحول المرأة‬ ‫من هذا الفردوس وحوّ له إلى مكان ثالثيّ األبعاد‪ ،‬إ ّنها‬ ‫تدخل المدينة (المدينة – الصندوق‪ ،‬الصندوق – القبر)‬ ‫فهل تستطيع أن تبقى‬ ‫(المرأة ‪ -‬الحلم) بعد أن‬ ‫ان ُتزع منها فردوسها؟‬ ‫لم تعد المرأة حالمة‬ ‫رغم تلك اإلغماضة في‬ ‫العينين‪ ،‬ولم تعد فاتنة‬ ‫رغ��م المالمح الدقيقة‬ ‫وال��م��رس��وم��ة بعناية‬ ‫وم��ه��ارة‪ ،‬إ ّنها شاحبة‬ ‫باهتة تفتقد للحيويّة‬ ‫ال تستطيع النطق وال‬ ‫تشي بالشهوة‪ ،‬وح ّتى‬ ‫تلك ال��ح��رك��ات التي‬ ‫ترسمها يداها في فضاء‬

‫تفضي لوحات الف ّنان صفوان إلى عدميّة وجوديّة‪،‬‬ ‫تقف أمام اللوحة ويتملّكك هاجس الوراء تبحث عن‬ ‫خلف الشكل حيث المعنى يتربّص بك هناك‪.‬‬ ‫إ ّنها أسئلة وجوديّة قاسية تفرض نفسها على اللوحة‪،‬‬ ‫تضيّق هامش االمتاع رغم انسيابيّة األشكال واإلتقان‬ ‫في صياغتها‪ ،‬إلاّ أنّ قسوة العدم تذهب بالمتعة وتأخذ‬ ‫النفس إلى صناديق محكمة اإلغالق‪.‬‬ ‫في لوحات الف ّنان صفوان داح��ول يغدو هاجس‬ ‫المعنى الوجوديّ حاضراً بقوّ ة ويعيد إنتاج الشكل‬ ‫ضمن شروطه‪ ،‬يتح ّكم بمصير شخصيّاته وبالبنية‬ ‫اللونيّة الشاحبة والمتق ّ‬ ‫شفة‪.‬‬ ‫إذا‪ ،‬إنّ الجدليّة الشكليّة والمفاهيميّة التي انطلقت‬ ‫منها اللوحة الحمويّة (المرأة ‪ -‬الحلم والمكان الفردوس)‬ ‫ّ‬ ‫خطت منحى جديداً عند الف ّنان صفوان داحول‪ ،‬وبدأت‬ ‫بتحوّ ل تدريجيّ لتدخل في تحوّ ل وجوديّ نوعيّ إ ّنها‬ ‫المرأة ‪ -‬الحلم – القناع في المكان – الفردوس –‬ ‫الصندوق‪ ،‬في لحظة سكونيّة ثابتة تقول‪ :‬ال شيء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يستحق‪ ..‬ال شيء‬ ‫يستحق‪ .‬سهف عبد الرمحن‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


‫‪12‬‬

‫العدد ‪21‬‬

‫مقامات‬

‫‪ /24‬كانون األول ‪2014/‬‬

‫بدنا حنكي‬ ‫منذ األزل والبدء كان بالكلمة‪..‬‬

‫المرتجفة قلوبهم‬ ‫من الكلمة‬

‫هكذا جاء أوّ ل سطر في «االنجيل» كتاب المسيحيّين المق ّدس‪..‬‬ ‫وأوّ ل آيات التنزيل في اإلسالم‪ ،‬التي نزلت على النبيّ محمّد صلّى هللا عليه وسلّم‪ ،‬كانت‬ ‫«اقرأ»‪...‬‬ ‫وهل بعد هذا يمكن ألحد ما أن يش ّكك في قيمة الكلمة‪ ،‬وتأثيرها ودورها في اختراق‬ ‫السائد‪ ،‬وخلخلة البنى الشموليّة لقوى الطغيان واالستبداد؟!‬ ‫منذ األزل وعلى مرّ العصور‪ ،‬خاف الح ّكام من الكلمة‪ ،‬خافوا من قوّ تها وتأثيرها‪ ،‬منهم‬ ‫من قتل قائلها‪ ،‬ومنهم من أحرق كتبه‪ ،‬ومنهم من غيّبه في عتم الزنازين‪ ،‬دائما ً ما يخاف‬ ‫الحاكم المستب ّد من الكلمة‪ ،‬ودائما ً ما كانت الكلمة مصدر قلق ورعب لك ّل طغاة التاريخ‪.‬‬ ‫في سورية‪ ،‬وبعد عقود من تغوّ ل االستبداد‪ ،‬وتب ّديه بأكثر صور الديكتاتوريّة قمعا ً وقهراً‬ ‫وك ّما ً لألفواه‪ ،‬كانت بداية خلخلة هذا البناء الشموليّ ‪ ،‬كلمة كتبها طفل على حائط مدرسته‪،‬‬

‫ّ‬ ‫لكل‬ ‫مقام‬ ‫مقال‬

‫بنات الشمس‬

‫ماهي أكثر كلمات بُحث عنها في ‪2014‬؟‬

‫يُقال إنّ ثمّة مدينة ال مثيل لروعتها‬ ‫تدعى «ماتشو بيتشو» أو «القلعة‬ ‫الضائعة» ت ّم اكتشافها حديثا ً حيث بناها‬ ‫شعب «اإلنكا» في القرن الخامس‬ ‫عشر و ُ‬ ‫ص ّنفت ضمن عجائب الدنيا‬ ‫السبع الجديدة‪ ،‬غير أ ّنهم أطلقوا عليها‬ ‫لقب «مدينة بنات الشمس» حيث وجد‬ ‫جثث أعداد كثيرة من النساء مدفونة تحت ثراها وهذا يعود إلى‬ ‫أنّ شعب «اإلنكا» كانوا يعبدون الشمس فاعتبروا أنّ النساء هنّ‬ ‫بنات الشمس المق ّدسات‪ ،‬لذا كانت هذه المدينة مكانا ً لتقديم القرابين‬ ‫من بنات الشمس آللهة الشمس‪ ،‬وال أدري كيف تغلغلت تفاصيل‬ ‫هذه المدينة األسطوريّة في روحي لتكون حاضرة في الذاكرة؟‬ ‫لع ّل مر ّد ذلك األمر هو شعوري بمدى التشابه األسطوريّ بين‬ ‫مدينة بنات الشمس وبين القسم الغربيّ من مدينتي التي أتجوّ ل في‬ ‫شوارعها يوم ّيا ً فال أرى إلاّ مدينة تع ّج بالنساء ال شباب فيها‪ ،‬بعد‬ ‫تنفيذ النفير العا ّم لسحب االحتياط من شبابها إلى الخدمة اإللزاميّة‬ ‫تحت حجّ ة حماية الوطن من أهل الوطن‪ ،‬باتت مدينة تفتقر إلى‬ ‫نصفها اآلخر إلى حيويّة الشباب وأحالمهم في الجامعة‪ ،‬في‬ ‫األز ّقة‪ ،‬في ك ّل مكان حيث يهرم الجمال على و ْقع خيبات االنتظار‬ ‫التي تقضم أطراف الروح يوما ً بعد يوم‪ ،‬ال أعرف اليوم كيف‬ ‫قادتني قدماي إلى شوارع الجميليّة التي تتكئ على تخوم المعبر‬ ‫الموءود‪ ،‬فكان لك ّل خطوة حكاية على حدود الغيم هناك ثمّة معبر‬ ‫بات كجدار برلين ال شيء يتم ّكن من اختراقه‪ ،‬كنت أحاول أن‬ ‫أسترق السمع لع ّل أصواتهم تصلني‪ ،‬أصوات من غادر إلى هناك‬ ‫من شباب هذه المدينة طوعا ً للدفاع عن أحالم الحريّة التي زارتنا‬ ‫يوما ً قبل أن تشوّ هها حربنا األبديّة‪ ،‬هم هناك إلغاثة النصف الثاني‬ ‫من الشعب الذي تت ّم إبادته لمشاركتهم في المجزرة السورياليّة‪ ،‬هم‬ ‫هناك شجاعة ونحن هنا على عتبات النسيان‪.‬‬ ‫في المساء أرسلت له رسالة أخبره بأ ّني كنت قريبة منه وكان‬ ‫بيني وبينه شارع وحسب‪ ،‬ح ّدثته كيف دندنت على الطرف اآلخر‬ ‫من وجعه أغنية «بيني وبينك سور ورا سور وأنا ال مارد وال‬ ‫عصفور»‪ ...‬قال‪ :‬كنت أسمعكِ جيّداً‪ ،‬ولكن حين ر ّددت لك السالم‬ ‫غرق صوتي في ضجيج البراميل ولم يصلك‪ ،‬لك ّني ك ّل ليلة أتخيّل‬ ‫اليوم المشتهى‪ ،‬أراكِ وأنت تقفين مع النسوة على الض ّفة األخرى‬ ‫من المعبر تبحثين عن وجهي بين الوجوه الذي أنهكها الشوق‪ ،‬هنا‬ ‫في القسم الشرقيّ الملعون بالموت ال حياة في األز ّقة وال جمال‬ ‫في حضرة الحرب‪ ،‬كم أشتهي أن أغرق في تأمّل الجمال وحسب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت‪ :‬أخاف أن تبتلعنا الشمس قرابينا ً لها مثل أسطورة بنات‬

‫اليوم‪ ،‬وبعد سنوات أربع منذ الصرخة األولى‪ ،‬نجد أنّ الكلمة ما زالت قادرة على خلخلة‬ ‫بنى االستبداد‪ ،‬كلمة واحدة قادرة لتستنفر قوى الظالم لمعاداتها ومحاصرتها ومنع وصولها‬ ‫إلى الناس بأيّ شكل من األشكال‪ ،‬فها هي ما بات يُعرف بالهيئات الشرعيّة المنتشرة كيفما‬ ‫كان في أرض سورية‪ ،‬تالحق الكلمة من جديد‪ ،‬تتبارى كتائب عسسها ومخبريها فيما‬ ‫بينهم الصطياد كلمة من هنا ومقال من هناك‪ ،‬وليبدؤوا بتسطير قوائم بأسماء من يخالفهم‬ ‫نشر غوغل تقريره السنويّ ألكثر ما بحث عنه الناس خالل الرأي أشخاصا ً أو مؤسّسات إعالميّة ولتعود إلى الظهور قوائم المنع والمصادرة واإللغاء‪،‬‬ ‫عام ‪ ،2014‬وهو التقرير األكثر مصداقيّة من ذلك الذي يصدره ولتعود كذلك القرارات العشوائيّة‪ ،‬بمنع ذاك الكاتب من الكتابة‪ ،‬أو مصادرة تلك المجلّة‪ ،‬أو‬ ‫فيسبوك أو آبل بالنظر إلى ممارسة الناس بعضا ً من الرقابة على منع توزيع تلك الجريدة‪ ،‬وبتعبير ّ‬ ‫أدق‪ :‬تعود عقليّة االستبداد لتفرض شروطها على الكلمة‬ ‫ما ينشرونه على صفحاتهم‪.‬‬ ‫واإلعالم‪.‬‬ ‫وكان من أبرز الكلمات التي ت ّم البحث عنها‪:‬‬ ‫من جديد‪ ،‬الكلمة هي األقوى‪ ،‬وهي الباقية‪ ،‬وك ّل من يحاول أن يصادر الكلمة‪ ،‬هم‬ ‫نلسون مانديل‬ ‫حق قد ّ‬ ‫المرتجفة قلوبهم‪ ،‬الخائفون من كلمة ّ‬ ‫تهز عرش طغيانهم‪.‬‬ ‫اإليبوال‬ ‫ستبقى الكلمة‪ ،‬وسنبقى‪ ،‬ففي البدء كانت الكلمة‪.‬‬ ‫كيم كارداشيان ‪...‬‬

‫حسني برو‬

‫الدفء والسالم ألهلنا في الخيام‬ ‫ب��دأ فريق ص ّناع البسمة‬ ‫ال��س��وريّ ‪ ،‬حملة ج��دي��دة في‬ ‫مخيّمات ال��ن��زوح للسوريّين‬ ‫في داخل األراضي السوريّة‪.‬‬ ‫والفريق مجموعة من الصبايا‬ ‫والشباب السوريّين المتطوّ عين‬ ‫ال��ذي��ن ي��ح��اول��ون بجهودهم‬ ‫المخلصة رس��م البسمة على‬ ‫شفاه أطفالنا من خالل حماسهم‬ ‫وروحهم العالية وإيمانهم بأنّ المستقبل يصنعه األطفال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمون على حملتهم اسم «الدفء والسالم ألهلنا في الخيام»‬ ‫أطلق‬ ‫لاّ‬ ‫ً‬ ‫والتي ستكون في مخيّمات الشمال السوريّ ك على حد ٍة لم ّدة ثالثة أيّام في‬ ‫ك ّل مخيّم (مخيّم باب السالمة ‪ -‬مخيّم شمارين ‪ -‬مخيّم أكدا ‪ -‬مخيّم سجّ و ‪-‬‬

‫ّ‬ ‫حل سحري للصداع‬

‫وج��دت دراس��ة حديثة ق��ام بها‬ ‫باحثون من جامعة «جون هوبكنز»‬ ‫وشملت ‪ 400‬مشترك‪ ،‬أنّ تخفيض‬ ‫كمية الملح في الطعام اليوميّ من‬ ‫‪ 9‬غرامات إلى الح ّد الذي تقضي‬ ‫الشمس قبل هذا اليوم المنشود فال شيء سيزيل جدران الطغيان‪ ،‬به التوصيات‪ ،‬أي ‪ 3‬غرامات‪،‬‬ ‫يبدو أنّ اآللهة ما عاد يرضيها ما ق ّدمناه من دماء على مدار كان كافيا ً للقضاء على الصداع عند‬ ‫أربع سنوات‪ ،‬هل تص ّدقني إن أخبرتك أ ّني أنتظر الليل ح ّتى حوالي ثلث المشتركين الذين تمّت‬ ‫متابعتهم خالل شهور‪.‬‬ ‫تنام المدينة ويغفو بارود المدافع كي تحمل لي الريح أصوات‬ ‫د‪ .‬باسل جنيدي‬ ‫التكبيرات‪ ،‬أسمعها بوضوح ال يهمني تطرّ ف من ينطقها‪ ،‬وال‬ ‫حروبهم وجبهاتهم‪ ،‬يكفيني أ ّنهم على مقربة منكم ليغدو التكبير‬ ‫بابا نويل حالته تصعب‬ ‫سالما ً وشوقاً‪ .‬قال‪ :‬أال تخافين من تطرّ ف من يكبّر؟‬ ‫على كل األساطير ‪ ..‬فقد‬ ‫قلت‪ :‬لم أخف يوما ً من التكبيرات‪ ،‬في السابق حين كانت وصلته إلى اآلن أكثر من‬ ‫تشتعل المظاهرات بعبارة «هللا أكبر» كنت أتماهى مع وقع خمسة ماليين رسالة من‬ ‫حروفها الثائرة بك ّل ما فيّ من مشاعر ال دينيّة‪ ،‬فكيف لي أن أطفال سورية فيها طلب‬ ‫واح����د‪« ..‬ب��ي��ت يؤوينا‬ ‫أخاف من جملة «هللا أكبر» ح ّتى ولو نادى بها المتطرّ فون؟‬ ‫ويد ّفينا ألنه صار لنا شي أربع سنين بالتهجير‬ ‫فإذا رأيت بأنّ مفهوم هللا هو الحرّ يّة‪ ،‬هو الجمال‪ ،‬هو الحياة‬ ‫والبرد‪ »..‬لم يحسب المسكين بابا نويل حساب‬ ‫المشتهاة‪ ،‬فإنّ الحرّ ية ستغدو أكبر‪ ،‬والجمال أكبر‪ ،‬والحياة المشتهاة‬ ‫هذا اليوم منذ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬و ‪HAPPY‬‬ ‫في بالدنا أكبر‪ .‬قال‪ :‬إذاً‪ ،‬كيف للموت أن ينال من أسطورة بنات‬ ‫‪CHRISTMAS‬‬ ‫الشمس الخالدات؟‬ ‫مي الفارس‬

‫ّ‬

‫المدير العام‬

‫رئيس التحرير‬

‫توفيــق دنيـــا‬

‫بسام يوسف‬ ‫َ‬

‫‪newspaper@allsyrians.org‬‬

‫وكلمة صرخ بها ثائر في مظاهرة ما‪ ،‬كلمة من هنا وأخرى من هناك‪ ،‬زلزلت أركان‬ ‫أعتى نظام أمنيّ ديكتاتوريّ عرفه التاريخ البشريّ ‪ ،‬فالحقت أجهزة النظام ك ّل همسة وك ّل‬ ‫حركة‪ ،‬قتلوا من قتلوا‪ ،‬وغيّبت زنازينهم وأقبية عتمهم ك ّل صوت حرّ قال كلمة‪ ،‬حاصروا‬ ‫الك ّتاب والف ّنانين والصحافيّين والطلاّ ب وووو‪ ،‬ك ّل ما يمكن أن يساهم بكلمة ما في خلخلة‬ ‫بنى الدكتاتوريّة‪ ،‬اشتروا البعض بالمناصب وبالمال والشهرة الزائفة‪ ،‬ومن لم يفعل صار‬ ‫عدوّ هم األوّ ل‪ ،‬ومصدر قلقهم‪.‬‬

‫‪Mayada M. Kayali‬‬

‫هيئة التحرير‬ ‫حسين برو ‪ّ -‬‬ ‫بشار فستق‬ ‫غزوان قرنفل ‪ -‬ثائر موسى ‪ -‬عزّة البحرة‬

‫االخراج الفني‬ ‫منير األيوبي‬

‫مخيّمات أطمة ‪ -‬مخيّمات عين العرب) سيتضمّن البرنامج‪ :‬توزيع المدافئ‬ ‫ّ‬ ‫والبطانيات على المستح ّقين من األطفال والنساء‪ ،‬وكذلك‬ ‫والمالبس الشتويّة‬ ‫توعويّة ودعم نفسيّ لألطفال‬ ‫تقديم محاضرات ودروس‬ ‫الفريق المختصّ ‪ ،‬إضافة‬ ‫والنساء من قبل كادر‬ ‫وم��س��اب��ق��ات لألطفال‬ ‫إلى تقديم مهرجانات‬ ‫للمتفوّ قين‪ ،‬وأخ��ي��راً‬ ‫وإع����ط����اء ه��داي��ا‬ ‫ل�لأم��راض الجلديّة‬ ‫إج��راء مسح كامل‬ ‫ومعالجتها (كالجرب‬ ‫ف���ي ال��م��خ � ّي��م��ات‬ ‫وال���ح���روق واآلف���ات‬ ‫واللشمانيا والتشوّ هات‬ ‫العالجات الالزمة لها‪.‬‬ ‫الجلديّة األخرى) وتقديم‬ ‫الدعوة عامّة لمن يو ّد المشاركة‬ ‫ويقول أعضاء الفريق‪ :‬إنّ‬ ‫والذهاب مع الحملة وزيارة الالجئين السوريّين في مخيّمات الشمال السوريّ ‪.‬‬

‫كتاب عن القبّاني‬

‫ّ‬ ‫مؤخراً كتاب «ن��زار والتأسيس‬ ‫صدر‬ ‫لنهضة شعريّة وفكريّة» للباحث الدكتور‬ ‫«إسماعيل إسماعيل مروّ ة»‪.‬‬ ‫عن «دار الشرق للطباعة والنشر» والكتاب‬ ‫يقع في‪ 243‬صفحة من القطع المتوسّط‪.‬‬ ‫وم� ّم��ا ج��اء ف��ي الكتاب «ل��م يكن ن��زار‬ ‫قبّاني إنســانا ً عاديّـا ً في ك ّل ما فعله وق ّدمـه‬ ‫وقالـه‪ ،‬وذلك كان نتيجة طبيعيّة آلليّات التفكير‬ ‫الشرقيّ ‪»...‬‬

‫يا نجمة الصبح فوق‬ ‫إنّ دور المبعـوث‬ ‫ال��ش��ام علّيتي‪ ،‬األج���واد‬ ‫ال���دول���يّ ل��ل��س��ـ��ـ�لام في‬ ‫خذتي واألن���ذال خلّيتي‪،‬‬ ‫س��ـ��ـ��وري��ة‪ ،‬يشــبه دور‬ ‫يا نجمة‪ ،‬الشام وين وين‬ ‫ص�لاح قصّاص في فيلم‬ ‫علّيتي‪ ،‬األج���واد خذتي‬ ‫التيتانيك‬ ‫‪@HachimMuhandis‬‬ ‫واألنذال خلّيتي‪ ،‬ندراً عليّ‬ ‫وبمناســبة ك ّل هذا البرد‪ :‬مخيّمات الشــعب إنْ عادوا‪ ،‬حبابي ع بيتي‪ ،‬لضوي المشاعل وح ّني‬ ‫الســوري ســـتبقى لألبـد ندبـة على جبـين العـالم‪ ،‬العتاب‪ ...‬يا ياب‬ ‫لو وضعتم لهم بدل الخيام حطب ســيكون ذلك‬ ‫‪ http://www.youtube.com/watch?v=z9UxO1pUwM8‬‬ ‫أغنية يا نجمة الصبح من ألبوم «إشراق» للف ّنانة‬ ‫أفضل‬ ‫‏@‪ YuonesAlanaz‬الفلسطينيّة سناء موسى‬

‫فريق العمل‬ ‫هلّ‬ ‫العبدال‬ ‫سكرتاريا ‪ :‬نور‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬فلك الخالد‬ ‫الموقع اإللكتروني ‪ :‬باسل العبداهلل‬

‫اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب‬ ‫و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة‬

‫‪www.allsyrians.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.