مركز "حملة" يصدر مسح ميداني حول مفهوم الأمان الرّقميّ بين الشّباب الفلسطينيّ

Page 1



‫إصدار‪" :‬حملة‪-‬املركز العريب لتطوير اإلعالم االجتامعي"‬

‫مسح ميداين‬ ‫مفهوم األمان الرقمي بني الشباب الفلسطيني‬ ‫إعداد‪ :‬دمية أبو العسل‬ ‫تدقيق لغوي‪ :‬هنادي قواسمي‬ ‫توجيه مجموعات بؤرية‪ :‬اماين خليفة‪ ،‬زبيدة ابو توحة‬ ‫املسح امليداين‪ :‬مركز ‪ S-Com‬للبحوث والدراسات اإلحصائية‬ ‫شكر خاص‬

‫أيار ‪2017‬‬ ‫االجتامعي‬ ‫©جميع حقوق النرش محفوظة لحملة ‪ -‬املركز العر ّيب لتطوير اإلعالم‬ ‫ّ‬ ‫تابعونا عرب‪:‬‬

‫‪www.7amleh.org‬‬ ‫‪7amleh‬‬

‫راسلونا عىل‪:‬‬ ‫‪7amleh@gamil.com‬‬


‫مسح ميداني‬ ‫مفهوم األمان الرقمي بين الشباب الفلسطيني‬

‫ٍ‬ ‫ارتباط وثيق ًة ومقلق ًة يف ذات الوقت بشبكة اإلنرتنت‪ ،‬فقد تح ّولت أدواتُها لجز ٍء‬ ‫نعيش يف عامل اليوم حال َة‬ ‫ال يتجزأ من حياة الفرد اليومية‪ ،‬بشكلٍ أصبح فيه من الصعب التمييز بني الواقعي واإللكرتوين‪ .‬كام أن‬ ‫شبكة اإلنرتنت ومواقع التواصل االجتامعي بالذات س ّهلت اخرتاق خصوصيات الناس وتحويل معلوماتهم‬ ‫الشخصية إىل معلومات أمنية أو سلعة تجارية ت ُحق َُق من خاللها األرباح للرشكات املالكة لهذه املواقع‪.‬‬ ‫وهنا نلحظ أنه إىل جانب االستخدامات الكثرية االجتامعية والتعليمية واملهنية والرتفيهية لشبكة اإلنرتنت‪،‬‬ ‫والتي ميكن أن نُص ّنفَها كـاستخدامات "إيجابية"‪ ،‬إال أنها يف ذات الوقت خلقت تحديات أمنية جديدة أمام‬ ‫ّب مزعج ًة لدى الكثريين‪.‬‬ ‫املستخدمني‪ ،‬وأصبحت ت ُشك ُّل منظوم َة مراقب ٍة وتعق ٍ‬ ‫ظل واقع االحتالل وواقع سياسات‬ ‫وتبدو منظومة املراقبة والتعقّب هذه واضحة للعيان يف فلسطني يف ّ‬ ‫الردع والتضييق عىل حرية التعبري عن الرأي‪ .‬وقد رصدت عدة مؤسسات حقوقية يف العامني األخريين‬ ‫حاالت مرتفعة لالعتقال عىل خلفية ما ت ُس ّميه سلطات االحتالل "التحريض عىل الفيسبوك"‪ .‬ويف حال مل يكن‬ ‫الحديث عن اعتقال وحكم بالسجن‪ ،‬فإن عددا ً متزايدا ً أيضاً من الناشطني عىل شبكات التواصل االجتامعي‬ ‫ظل هذا الوضع ‪ -‬عىل مامرسة‬ ‫جبون ‪ -‬يف ّ‬ ‫يتعرضون للمراقبة واملالحقة والتحقيق‪ ،‬أو يف حاالت أخرى يُ َ‬ ‫الرقابة الذاتية املفرطة عىل أنفسهم‪.‬‬ ‫ظل التحديات الجديدة التي فرضها واقع التعقّب واملالحقة األمنية املرتبطة باستخدام اإلنرتنت‪ ،‬بادر "املركز‬ ‫يف ّ‬ ‫العريب لتطوير اإلعالم االجتامعي – حملة" إىل إجراء بحث ومسح ميداين يف أوساط الشباب الفلسطينيني‬ ‫ذكورا ً وإناثاً‪ ،‬وذلك بهدف الوقوف عىل مدى وعي املستخدمني حول موضوع األمان الرقمي يف اإلنرتنت‪،‬‬ ‫ورصد أهداف وطرق االستخدام التي يتبعونها‪ ،‬ورصد ظواهر التعقّب واخرتاقات الخصوصية يف صفوفهم‪.‬‬ ‫يعتمد هذا البحث منهجيتي البحث النوعي (أو الكيفي) والكمي عن طريق تعبئة االستبانات وعقد‬ ‫املجموعات البؤرية مع الشباب الفلسطينيني يف كافة أماكن تواجدهم داخل فلسطني التاريخية‪ ،‬مبا يشمل‬ ‫أرايض عام ‪ ،1948‬الضفة الغربية‪ ،‬وقطاع غزة‪.‬‬ ‫وقد شملت عينة البحث النوعي ‪ 132‬شاباً وشاب ًة‪ ،‬من مختلف املناطق‪ ،‬من الفئة العمرية بني ‪ 15-25‬عاماً‪،‬‬ ‫واعتمد البحث النوعي أداة املجموعات البؤرية‪ .‬أما عينة البحث الكمي فقد شملت ‪ 1285‬شاباً وشاب ًة من‬ ‫مختلف املناطق داخل فلسطني التاريخية‪ ،‬أرايض الـ‪ ،1948‬الضفة الغربية‪ ،‬وقطاع غزة‪ ،‬ومن الفئة العمرية‬ ‫‪ 15-25‬عاماً كذلك‪ ،‬واعتمد البحث الكمي أداة االستبانات (تعبئة االستامرات)‪ .‬أُجري البحث يف شهر‬ ‫ترشين الثاين من العام ‪ .2016‬وتجدر اإلشارة إىل أننا حينام نقول "الضفة الغربية"‪ ،‬فإن ذلك يشمل مدينة‬ ‫القدس كذلك‪.‬‬ ‫سنعرض يف التقرير الذي بني أيدينا يف قسمه األول نتائج البحث‪ ،‬سواء عن طريق املجموعات البؤرية أو‬ ‫االستبانات‪ ،‬ومن ثم سنعرض يف القسم الثاين رصدنا للفعاليات التي تُ ّرر من قبل املؤسسات والجمعيات‬ ‫واملدارس ومختلف الجهات املعنية بهدف رفع الوعي لدى الشباب حول األمان الرقمي‪.‬‬


‫‪ .1‬نتائج البحث‬

‫المجموعات البؤرية‬ ‫يف إطار هذا البحث‪ ،‬ولتحقيق أهدافه يف فهم استخدام الشباب الفلسطينيني لإلنرتنت‪ ،‬أُقيمت تسع‬ ‫مجموعات بؤرية مختلفة شُ كّلت من ‪ 132‬شاباً وشاب ًة من الفئات العمرية ‪ 15-25‬عاماً‪ 81 ،‬منهم من‬ ‫اإلناث و ‪ 57‬من الذكور‪ ،‬يف كل من الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬وأرايض الـ‪ ،1948‬وذلك وفق التقسيم التايل‪:‬‬ ‫بؤرية في قطاع غزة‪:‬‬ ‫ثالث مجموعات‬ ‫ّ‬ ‫شارك فيها ‪ 54‬شاباً وشاب ًة‪ ،‬وقد ُع ِقدت املجموعة البؤرية األوىل يف مدينة خانيونس‬ ‫بتاريخ ‪ ،14/11/2016‬مبشاركة ‪ 18‬مشرتكاً ومشرتك ًة‪ ،‬و ُع ِقدت املجموعة الثانية يف‬ ‫املغراقة بتاريخ ‪ 17/11/2016‬مبشاركة ‪ 16‬مشرتكاً ومشرتك ًة‪ .‬أما املجموعة الثالثة‪ ،‬فقد‬ ‫ُع ِقدت يف مدينة غزة بتاريخ ‪ 20/11/2016‬مبشاركة ‪ 20‬مشرتكاً ومشرتك ًة‪ .‬يُذكر أ ّن‬ ‫جميع املشاركني واملشاركات يف املجموعات البؤرية يف قطاع غزة ذوو تأهيلٍ‬ ‫علمي‬ ‫ٍّ‬ ‫متن ّوعٍ‪ ،‬وينتمون إىل ٍ‬ ‫فئات اجتامعي ٍة‪-‬اقتصادي ٍة مختلف ٍة‪.‬‬

‫قطاع غزة‬ ‫شارك فيها ‪ 54‬شاباً وشاب ًة‬

‫ثالث مجموعات بؤرية في الضفة الغربية‪:‬‬ ‫شارك فيها ‪ 34‬شاباً وشاب ًة‪ ،‬وقد ُع ِقدت املجموعة البؤرية األوىل يف جامعة بريزيت‬ ‫شامل رام الله بتاريخ ‪ ،8/11/2016‬مبشاركة ‪ 10‬أشخاص‪ ،‬جميعهم طالب وطالبات‬ ‫مساقات مختلفة (علم اجتامع‪ ،‬صحافة‪ ،‬فلسفة)‪ .‬و ُع ِقدت املجموعة الثانية يف جامعة‬ ‫النجاح الوطنية يف نابلس بتاريخ ‪ ،16/11/2016‬مبشاركة ‪ 12‬مشاركاً ومشارك ًة‪ .‬يذكر‬ ‫أن هاتني املجموعتني متنوعتان عىل صعيد االنتامء الجغرايف‪ ،‬بحيث أن بعض الطالب‬ ‫والطالبات من مناطق متعددة يف الضفة الغربية والبعض اآلخر من املناطق الريفية‬ ‫للقدس‪ .‬وأما املجموعة الثالثة‪ ،‬فقد ُع ِقدت يف مدينة القدس بتاريخ ‪28/11/2016‬‬ ‫مبشاركة ‪ 12‬مشرتكاً‪ ،‬جميعهم من الذكور‪.‬‬

‫الضفة الغربية‬ ‫شارك فيها ‪ 34‬شاباً وشاب ًة‬

‫ثالث مجموعات بؤرية في أراضي عام ‪:1948‬‬ ‫شارك فيها ‪ 44‬شاباً وشاب ًة‪ُ ،‬ع ِقدت املجموعة األوىل يف مدينة سخنني بتاريخ ‪18/11/2016‬‬ ‫مبشاركة ‪ 25‬طالباً وطالب ًة من الصف الحادي عرش‪ .‬و ُع ِقدت املجموعة الثانية بتاريخ‬ ‫‪ 22/11/2016‬يف مدينة قلنسوة مبشاركة ‪ 10‬ناشطات مع "جمعية أجيك" لتشجيع‬ ‫التعليم العايل والعمل لدى النساء‪ ،‬ويبلغن من العمر ‪ 18‬عاماً‪ .‬وأما املجموعة الثالثة‬ ‫فقد عقدت يف مدينة رهط بتاريخ ‪ 23/11/2016‬مبشاركة ‪ 9‬مشاركات جميعهن من‬ ‫اإلناث و يبلغن من العمر ‪ 18‬عاماً‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يذكر أن مجموعتني من بني املجموعات البؤرية التسع مؤلف ٌة من ٍ‬ ‫وشابات فقط‪،‬‬ ‫فتيات‬ ‫وذلك لتفهم ومراعاة البيئة املحافظة التي تنتمي إليها تلك الفتيات‪ ،‬وللحصول عىل‬ ‫ج ّو مريح لهن للتعبري عن أنفسهن وبالتايل الوصول إىل نتائج أدق‪ .‬أما يف املجموعات‬ ‫جندري‪.‬‬ ‫األخرى يف مختلف املناطق‪ ،‬فقد تم الحفاظ عىل تن ّوع‬ ‫ّ‬

‫أراضي عام ‪:1948‬‬ ‫شارك فيها ‪ 44‬شاباً وشاب ًة‬


‫تهدف هذه املجموعات‪ ،‬والتي ت ُدار بشكل حواري بني أفراد املجموعة‪ ،‬إىل تسليط الضوء عىل مدى وعي‬ ‫ومعرفة املستخدمني مبواضيع الخصوصية يف شبكة اإلنرتنت بشكل عام وشبكات التواصل االجتامعي عىل‬ ‫وجه التحديد‪ ،‬ومدى معرفتهم يف موضوع األمان الرقمي‪ ،‬وكيف يرتجمون هذه املعرفة‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬يف‬ ‫ٍ‬ ‫وسائل تكنولوجي ًة محدد ًة (عىل سبيل املثال هل يستخدمون متصفحات عمياء آمنة‪ ،‬إلخ)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أدوات أو‬ ‫تبنيهم‬ ‫تط ّرقت املجموعات البؤرية للمحاور األساسية التالية‪ :‬املنالية لشبكة اإلنرتنت‪ ،‬ومفهوم الخصوصية واألمان‬ ‫الرقمي لدى املشاركني واملشاركات‪ ،‬وأهم املخاطر الناجمة عن استخدام الشبكة العنكبوتية كام يرونها‪،‬‬ ‫وآليات وسبل الوقاية والحفاظ عىل الخصوصية واألمان خالل استخدامهم للشبكة العنكبوتية‪ ،‬ومدى الوعي‬ ‫بكل ما يتعلق بربامج الحامية املختلفة واملتوفرة‪.‬‬

‫االستبانات‬ ‫باإلضافة إىل املجموعات البؤرية‪ ،‬قام مركز ‪ S-Com‬للبحوث والدراسات اإلحصائية بتوزيع استبانات لـ‬ ‫‪ 1285‬شاباً وشاب ًة يف الفئة العمرية من ‪ 15-25‬سنة‪ ،‬من مناطق مختلفة يف أرايض عام ‪ ،1948‬الضفة الغربية‪،‬‬ ‫وقطاع غزة‪ .‬ت ّوزع الذكور واإلناث عىل النحو التايل‪ :‬شملت العينة ‪ 638‬شاباً‪ ،‬أي ‪ 49.6%‬من مجمل املشاركني‬ ‫يف البحث من تلك العينة‪ ،‬و‪ 647‬شاب ًة‪ ،‬أي ما نسبته ‪ 50.4%‬من مجمل املشاركني يف البحث الكمي‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتوزيع الجغرايف لعينة البحث الكمي‪ ،‬فقد ت ّوزع أفراد العينة عىل النحو التايل‪ 421 :‬شاباً وشاب ًة‬ ‫من األرايض املحتلة عام ‪ 443 ،1948‬شاباً وشاب ًة من الضفة الغربية‪ ،‬و‪ 421‬شاباً وشاب ًة من قطاع غزة‪.‬‬ ‫تطرقت األسئلة يف هذه االستبانات إىل النقاط التالية‪ :‬املنالية لألجهزة اإللكرتونية مثل الحاسوب‪ ،‬الهاتف‬ ‫النقال‪ ،‬حاسوب كف اليد (التابلت) والحاسوب النقال؛ املنالية لشبكة اإلنرتنت ومكان االتصال للشبكة‬ ‫(البيت‪ ،‬العمل‪ ،‬التعليم‪ ،‬مقهى الحي والخ)؛ أهداف استخدام اإلنرتنت (شبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬االطالع‬ ‫عىل األخبار‪ ،‬مشاهدة املسلسالت‪ ،‬االستامع للموسيقى‪ ،‬إلخ)‪ ،‬ومدى الوعي لألمان الرقمي (تغيري كلمة الرس‪،‬‬ ‫تشفري األجهزة اإللكرتونية‪ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫‪647‬‬ ‫‪50.4%‬‬

‫‪638‬‬ ‫‪49.6%‬‬

‫األرايض املحتلة عام ‪1948‬‬ ‫‪ 421‬شاباً وشاب ًة‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫‪ 443‬شاباً وشاب ًة‬ ‫قطاع غزة‬ ‫‪ 421‬شاباً وشاب ًة‬


‫‪ 1.1‬المنالية لشبكة اإلنترنت‬ ‫ميكن تعريف املنالية لشبكة اإلنرتنت عىل أنها قدرة املستخدم عىل توفري االتصال بشبكة اإلنرتنت من خالل‬ ‫أجهزة إلكرتونية مختلفة‪ .‬ميكن االتصال يف الشبكة من خالل التواجد يف البيت‪ ،‬أو مكان العمل‪ ،‬أو مقهى‬ ‫الحي‪ ،‬أو مكان التعليم (املدرسة أو الجامعة)‪ ،‬أو من خالل الهاتف النقال الذيك‪.‬‬ ‫قال جميع من اشرتك يف املجموعات البؤرية أن لديهم منالية لشبكة اإلنرتنت بشكل يومي‪ ،‬ولكن سبل‬ ‫االتصال بالشبكة تختلف من منطقة إىل أخرى‪ ،‬بحيث أن طرق االتصال بشبكة اإلنرتنت السائدة يف الضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة‪ ،‬هي إما من خالل خطوط بيتية‪ ،‬أو رشاء بطاقة رصيد‪ ،‬أو عن طريق االتصال بشبكة‬ ‫متوفرة يف مكان العمل أو مكان التعليم‪ .‬أما يف أرايض عام ‪ ،1948‬تتوفر للمشاركني تقنية الـ ‪ G3‬والـ ‪G4‬‬ ‫والتي تتيح لهم اتصاالً دامئاً ومستمرا ً بشبكة اإلنرتنت‪.‬‬ ‫وتشري نتائج االستبانات بأنّ للغالبية الساحقة من املشاركني اتصاالً بشبكة اإلنرتنت يف البيت‪ ،‬بحيث أنّ‬ ‫‪ 89.7%‬من املشاركني من أرايض عام ‪ 1948‬لديهم اتصال بشبكة اإلنرتنت يف البيت‪ ،‬و‪ 96.2%‬يف الضفة‬ ‫الغربية و‪ 97.9%‬يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل تو ّفر شبكة اإلنرتنت لدى معظم املشاركني‪ ،‬تشري نتائج االستبانات أيضاً‪ ،‬أن غالبية حاالت‬ ‫االستعامل واالتصال بشبكة اإلنرتنت تتم عرب الهواتف النقالة الذكية‪ ،‬وذلك بواقع ‪ 93.1%‬يف أرايض عام‬ ‫‪ 78.3% ،1948‬يف الضفة الغربية و‪ 85.7%‬يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫األرايض املحتلة عام ‪1948‬‬ ‫‪89.7%‬‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫‪96.2%‬‬ ‫قطاع غزة‬ ‫‪97.9%‬‬

‫األرايض املحتلة عام ‪1948‬‬ ‫‪93.1%‬‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫‪78.3%‬‬ ‫قطاع غزة‬ ‫‪85.7%‬‬


‫‪ 1.2‬أهداف استعمال اإلنترنت‬ ‫يدور النشاط األسايس عىل شبكة اإلنرتنت للمستطلعة آراؤهم حول شبكات التواصل االجتامعي مثل شبكة‬ ‫فيسبوك‪ ،‬واتساب‪ ،‬سناب شات‪ ،‬انستجرام وغريها‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تستخدم بعض الفئات اإلنرتنت ألمور‬ ‫مهنية وتعليمية‪ ،‬أو ملشاهدة األفالم واملسلسالت‪،‬أو مشاهدة األخبار واأللعاب‪ .‬وقد قال معظم املشاركني‬ ‫يف املجموعات البؤرية من جميع املناطق يف أجوبتهم حول سؤال الهدف من استخدامهم لشبكة اإلنرتنت‬ ‫إنهم يستخدمونها للدخول إىل شبكات التواصل االجتامعي كهدف أويل وأسايس‪.‬‬ ‫يف أرايض عام ‪ ،1948‬تعددت استعامالت اإلنرتنت لدى عينة املجموعات البؤرية‪ ،‬فاملشاركات اللوايت أتني‬ ‫من بيئة محافظة يستعملن شبكة اإلنرتنت ملشاهدة املسلسالت‪ ،‬أو األخبار‪ ،‬أو قراءة األبحاث وما إىل ذلك‪.‬‬ ‫قليالت منه ّن لديهن حساب يف شبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬وبعضهن كان لديهن حساب‪ ،‬ولكن ت ّم إلغاؤه‬ ‫يف وقت الحق بضغط من األهل والبيئة املحيطة‪ .‬أما املجموعة الثالثة واملختلطة جندرياً‪ ،‬فإن استعاملهم‬ ‫لشبكة اإلنرتنت يرتكّز حول شبكات التواصل االجتامعي مثل فيسبوك‪ ،‬انستجرام‪ ،‬سناب شات‪ ،‬وواتساب‪.‬‬ ‫كام تشري نتائج االستبيانات كذلك إىل أ ّن شبكات التواصل االجتامعي هي أكرث األسباب الستعامل شبكة‬ ‫اإلنرتنت‪ ،‬دون تفاوت يُذكر بني املناطق أو يف النوع االجتامعي‪ .‬وتم تدريج استعامل االنرتنت بني املشاركني‬ ‫عىل النحو التايل‪ ،:‬االستعامل الرئييس يعود لشبكات التواصل االجتامعي بنسبة ‪ ،97%‬تليها مشاهدة‬ ‫وتحتل األلعاب‬ ‫ّ‬ ‫مسلسالت واالستامع للموسيقى ‪ ،87.4%‬ومن ث ّم تصفح املواقع اإلخبارية بنسبة ‪،59.5%‬‬ ‫املرتبة األخرية الستعامل االنرتنت بنسبة ‪.56.3%‬‬ ‫تواصل االجتماعي‬ ‫مسلسالت وموسيقى‬

‫‪97%‬‬

‫‪87.4%‬‬

‫‪59.5%‬‬

‫‪56.3%‬‬

‫مواقع إخبارية‬ ‫ألعاب‬

‫أما يف التنصيف بني شبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬فقد احتلّت شبكة فيسبوك املرتبة األوىل يف االستخدام‬ ‫بنسبة ‪ ،93.5%‬وتليها شبكة الواتساب بنسبة انتشار ‪ ،83.2%‬ومن ثم جوجل‪ +‬بنسبة ‪ ،72.7%‬ويف التدريج‬ ‫األخري جاء موقع يوتيوب بنسبة ‪.71.8%‬‬

‫‪93.5%‬‬

‫‪83.2%‬‬

‫‪72.7%‬‬

‫‪71.8%‬‬


‫‪ 1.3‬مخاطر شبكة اإلنترنت‬ ‫يعي املشاركون واملشاركات يف جميع املجموعات البؤرية وجود ثالثة مستويات للمخاطر يف استخدام‬ ‫اإلنرتنت؛ مخاطر أمنية؛ مخاطر اجتامع ّية؛ ومخاطر تجاريّة‪ .‬املخاطر األمنية بالنسبة لجميع املجموعات يف‬ ‫جميع املناطق‪ ،‬هي تعقّب االحتالل لحساباتهم‪ ،‬ومضامني منشوراتهم‪ ،‬األمر الذي يسبب االعتقال الذي قد‬ ‫يتط ّور إىل اإلدانة والحكم بالسجن لفرتة قد تصل إىل عام كامل‪ .‬ولكن‪ ،‬سياسة التعقّب عىل شبكات اإلنرتنت‬ ‫واملخاطر األمنية ال تقترص عىل سلطات االحتالل فحسب‪ ،‬ففي الضفة الغربية‪ ،‬تنتهج السلطة الفلسطينية‬ ‫نفس النهج وتقوم بحمالت اعتقاالت لفلسطينيني يبدون انتقادات عليها‪.‬‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬تط ّرق بعض املشاركني‪ ،‬وبخاصة يف الضفة الغربية‪ ،‬للرقابة من قبل الهيئة التدريسية يف‬ ‫الجامعات‪ ،‬بحيث تم توقيف طالب عن استكامل تعليمهم لفرتات محددة‪ ،‬أو طردهم من الجامعات‪،‬‬ ‫بحجة كتابتهم مضامني تحمل يف طياتها انتقادات للهيئة التدريسية أو اإلدارية‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تحدث‬ ‫املشاركون عن مخاطر شبكة فيسبوك نفسها وقدرتها عىل التجسس‪ ،‬الوصول لجميع الحسابات‪ ،‬وأحيانا‬ ‫تبادل مضامني مع دول أخرى‪( ،‬مثال عىل ذلك‪ ،‬اتفاقية رشكة فيسبوك مع دولة إرسائيل)‪ ،‬وتعقّبها ألماكن‬ ‫عب املشاركون‪.‬‬ ‫وجود املستخدمني من خالل آلية تحديد مكان التواجد‪ ،‬كام ّ‬ ‫تشري نتائج االستبانات إىل وجود وعي باملخاطر األمنية لدى املشاركني واملشاركات عىل النحو التايل‪ :‬بالنسبة‬ ‫للتجسس‪ 70.4% ،‬من املشاركني يعرفون بأمر التجسس من قبل السلطات اإلرسائيلية ومن قبل السلطة‬ ‫الفلسطين ّية أيضاً بواقع ‪ 87.4%‬يف مناطق الضفة الغربية‪ ،‬تليها أرايض الـ ‪ 1948‬بنسبة ‪ ،65.2%‬و‪57.7%‬‬ ‫يف قطاع غزة‪ ،‬بينم تعرض املشاركون يف ا أرايض الـ ‪ 1948‬للتجسس بنسبة ‪ ،34.7%‬ومن ثم الضفة الغربية‬ ‫بنسبة ‪ ،20.5%‬وأخريا ً قطاع غزة بنسبة ‪.9.2%‬‬ ‫‪70.4%‬‬

‫يعرفون بأمر التجسس‬

‫تعرضوا للتجسس‬

‫‪87.4%‬‬ ‫‪65.2%‬‬ ‫‪57.7%‬‬

‫الضفة الغربية‬

‫‪20.5%‬‬ ‫‪34.7%‬‬ ‫‪9.2%‬‬

‫األراضي المحتلة عام ‪1948‬‬

‫قطاع غزة‬

‫الضفة الغربية‬ ‫األراضي المحتلة عام ‪1948‬‬

‫قطاع غزة‬

‫سمع املشاركون بشأن التجسس يف شبكات التواصل االجتامعي من مصادر مختلفة منها األصدقاء‪ ،‬واملواقع‬ ‫اإلخبارية‪ ،‬واملؤسسات التعليمية‪ ،‬الجامعات أو املدارس‪ ،‬وأخريا ً من مز ّودي خدمة اإلنرتنت‪ .‬من جهة أخرى‪،‬‬ ‫تفيد املعطيات أن ‪ 19.1%‬من املشاركني تعرضوا‪ ،‬أو تع ّرض أحد أقربائهم أو أصدقائهم للتحقيق عىل يد‬ ‫السلطات حول مضامني ت ّم رفعها عىل شبكة فيسبوك‪ ،‬بينام أجاب ‪ 71.7%‬بعدم تعرضهم لذلك‪ ،‬وأشار‬ ‫ويتبي من نتائج البحث أن الفلسطينيني يف الضفة الغربية هم األكرث‬ ‫‪ 9.2%‬بعدم معرفتهم بذلك بتاتاً‪ّ .‬‬ ‫عرضة لهذه املالحقة‪ ،‬بنسبة ‪ 35.9%‬مقارنة بـ ‪ 11%‬يف أرايض الـ ‪ ،1948‬و‪ 9.5%‬يف قطاع غزة‪.‬‬


‫أما بالنسبة للمخاطر االجتامعية‪ ،‬فقد تطرق املشاركون واملشاركات لالخرتاقات التي قد يتعرض لها حساب‬ ‫أي مستخدم لشبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬وخاصة الفيسبوك‪ ،‬والتي تتم غالباً بهدف االبتزاز والتهديد‬ ‫مبضامني أو صور موجودة يف حساباتهم تلك‪ .‬ركّز املشاركون واملشاركات عىل هذا النوع من املخاطر وذلك‬ ‫بسبب شيوعه يف املجتمع واملشاكل التي قد تنجم نتيجة عنه‪ .‬يف هذا السياق‪ ،‬برزت فوارق جندرية واضحة‬ ‫عند الحديث عن املخاطر االجتامعية‪ ،‬فهي أشد وقعاً وأكرث إثارة للقلق لدى اإلناث من الذكور‪ ،‬بالرغم من‬ ‫أن جميع املستخدمني ميكن أن يكونوا ضحايا لتلك املخاطر‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تشري نتائج االستبانات يف‬ ‫سياق املخاطر االجتامعية أ ّن الضفة الغربية‬ ‫تص ّدرت رأس أعىل النسب بالنسبة الخرتاقات‬ ‫حسابات املستخدمني يف شبكة فيسبوك‪ ،‬من‬ ‫قبل متطفّلني (هاكر)‪ ،‬وذلك بنسبة ‪،29.8%‬‬ ‫ويليها قطاع غزة بنسبة ‪ ،18.5%‬من ثم أرايض‬ ‫الـ‪ 1948‬بنسبة ‪ .13.1%‬أما حول رسقة حساب‬ ‫فيسبوك‪ ،‬فقد تصدر القطاع أعىل النسب‬ ‫بنسبة ‪ ،30.6%‬ومن ثم الضفة الغربية بنسبة‬ ‫‪ ،29.6%‬بينام تنخفض النسبة إىل ‪ 16.2%‬يف‬ ‫أرايض الـ ‪.1948‬‬

‫‪29.8%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪13.1%‬‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪30.6%‬‬ ‫‪24.1%‬‬

‫الضفة الغربية‬ ‫قطاع غزة‬ ‫األراضي المحتلة عام ‪1948‬‬

‫الضفة الغربية‬ ‫قطاع غزة‬ ‫األراضي المحتلة عام ‪1948‬‬

‫أما بالنسبة إلضافة أشخاص مجهولني عىل شبكة فيسبوك‪ ،‬فقد أشارت النتائج إىل أن الضفة الغربية هي‬ ‫الرائدة بذلك بنسبة ‪ 35%‬من املستخدمني يقومون بذلك‪ ،‬يليها قطاع غزة بنسبة ‪ ،30.6%‬و‪ 24.1%‬أرايض الـ‬ ‫‪ .1948‬لكن من جهة أخرى‪ ،‬تتص ّدر أرايض الـ ‪ 1948‬رأس القامئة بنرش صور ومعلومات شخصية عىل شبكة‬ ‫فيسبوك بنسبة ‪ ،53.2%‬وتليها الضفة الغربية بنسبة ‪ ،49.9%‬ومن ثم قطاع غزة بنسبة ‪.40.9%‬‬ ‫أما بالنسبة لتقنية تحديد موقع املستخدم والتي تعترب واحدة من مخاطر شبكات التواصل االجتامعي‪،‬فإ ّن‬ ‫‪ 49.9%‬من املشاركني من أرايض الـ ‪ 1948‬يستعملون هذه التقن ّية مقارنة بنحو ‪ 31.6%‬يف الضفة الغربية‬ ‫و‪ 30.6%‬يف قطاع غزة‪.‬‬ ‫‪31.6%‬‬ ‫‪30.6%‬‬ ‫‪49.9%‬‬

‫الضفة الغربية‬ ‫قطاع غزة‬ ‫األراضي المحتلة عام ‪1948‬‬

‫إىل جانب املخاطر املذكورة‪ ،‬تط ّرق املشاركون للمخاطر التجارية‪ ،‬مثل اخرتاق حسابات داخل مواقع للرشاء‬ ‫والوصول إىل أرقام بطاقات االعتامد‪ ،‬األمر الذي قد حصل مرارا ً مع مستهلكني‪ ،‬وهم من يدفع مثن تلك‬ ‫االخرتاقات‪ .‬أعربت املجموعات التي من األرايض املحتلة عام ‪ 1948‬عن هذا التخوف‪ ،‬ما مينعهم أحياناً من‬ ‫االقتناء عرب شبكة االنرتنت‪ .‬وقد أعرب بعض املشاركني من مجموعات الضفة الغربية عن وعيهم حول تلك‬ ‫املخاطر‪ ،‬إال أنهم ال يقومون باالقتناء عرب اإلنرتنت لعدم حيازتهم عىل بطاقة اعتامد‪ ،‬وهو أمر أقل شيوعاً‬ ‫يف الضفة الغربية لصعوبة استقبال الربيد وغري ذلك من األسباب‪.‬‬


‫‪ 1.4‬سبل الوقاية من مخاطر شبكة اإلنترنت‬ ‫تح ّدث املشاركون واملشاركات يف املجموعات البؤرية عن وعيهم بطرق الحامية من مخاطر شبكة اإلنرتنت‬ ‫بدرجات متفاوتة‪ ،‬فقد الحظنا عىل سبيل املثال وجود فوارق جندرية يف كيفية استعامل آليات الحامية من‬ ‫مخاطر الشبكة‪ .‬بإمكاننا اإلشارة إىل أ ّن الغالبية الساحقة من املشاركني واملشاركات يف املجموعات البؤرية‬ ‫يف جميع املناطق الجغرافية‪ ،‬يستخدمون كلمة املرور لحامية أجهزتهم النقالة أو حواسيبهم‪ ،‬أو كل جهاز‬ ‫الكرتوين آخر ميكن اخرتاقه‪.‬‬ ‫يعي بعض املشاركني أهمية الحفاظ عىل الخصوصية؛ فيقومون مثالً بتشفري حسابهم عىل الفيسبوك؛ أو‬ ‫تغيري كلمة املرور من فرتة ألخرى؛ أو تحميل برامج مضا ّدة للفريوسات؛ أو الحرص مثالً عىل عدم املوافقة‬ ‫ألي طلب صداقة من أناس غريبني‪ .‬ولكن‪ ،‬لدى البعض اآلخر نقص يف الوعي واملعرفة حول أهمية التشفري‬ ‫وتغيري كلمة املرور وغريها من األمناط للحفاظ عىل الحساب من االخرتاقات من قبل مجهولني‪.‬‬ ‫يرى بعض املشاركني أن آليات األمان وسبل تفادي مخاطر استخدام اإلنرتنت تعتمد باألساس عىل تشفري‬ ‫جميع األجهزة واملضامني أيضاً‪ ،‬مثل تشفري الصور والرسائل داخل الهواتف النقالة الذك ّية مبا أنه هو مركز‬ ‫استخدامهم بدالً من الحواسيب‪ .‬كام تحدث املشاركون عن االنتباه وتو ّخي الحذر عىل صعيد املضامني التي‬ ‫ت ُرفع‪ ،‬إذ قد يدفع املستخدم مثناً باهظاً بسبب ما يرفعه عىل اإلنرتنت‪ ،‬وأوىص املشاركون بعدم املشاركة يف‬ ‫أمور شخصية أو رفع صور شخصية وعائلية عىل تلك الشبكات‪ ،‬خصوصاً عند أولئك الذين يستعملون شبكة‬ ‫فيسبوك وانستغرام أو سناب شات‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل التشفري وعدم املشاركة يف أمور شخصية‪ ،‬يعترب تحميل برامج مضا ّدة للفريوسات هو أيضاً آلية‬ ‫للحامية ذكرها املشاركون‪ ،‬كام تحدثوا عن تحديد دائرة املعارف داخل هذه الشبكات‪ ،‬وعدم فتح ملفات‬ ‫يفضلون استعامل بطاقات اعتامد‬ ‫مجهولة املصدر‪ .‬أما يف سياق املخاطر التجارية‪ ،‬فقد أشار املشاركون أنهم ّ‬ ‫مع شحن بقيمة مالية محددة مسبقاً‪ ،‬وذلك لتجنب الوقوع يف حاالت رسقة‪ ،‬وأشار غريهم إىل أنه ال يشرتي‬ ‫عرب اإلنرتنت وذلك لنفس السبب‪.‬‬ ‫كام ذكرنا أعاله‪ ،‬توجد فوارق جندرية بني املشاركني واملشاركات يف املجموعات البؤرية فيام يتعلق بكيفية‬ ‫الوقاية من مخاطر شبكة اإلنرتنت‪ .‬عىل الرغم من أن الجنسني يستعمل التشفري‪ ،‬ولديه وعي ألهميته‪ ،‬إلّ أن‬ ‫الشباب يرى نفسه بحاجة أكرب لتحميل برامج مضا ّدة للفريوسات‪ ،‬وذلك لالختالف القائم يف كيفية استعامل‬ ‫الشبكة‪ ،‬مثل تحميل برامج عىل الحاسوب وغريها من االستعامالت‪ .‬يف املقابل‪ ،‬قليالتٌ ه ّن املشاركات اللوايت‬ ‫أرشن إىل تحميل مثل تلك الربامج‪ ،‬لنفس السبب‪ ،‬أن أسباب استعاملهن لشبكة اإلنرتنت ال تستدعي ذلك‪.‬‬ ‫نقطة أخرى كانت تحمل اختالفاً جندرياً‪ ،‬رمبا ليس بنفس ح ّدة االختالف لتحميل برامج مضا ّدة للفريوسات‪،‬‬ ‫إال أننا بإمكاننا مالحظته‪ ،‬وهو استعامل إعدادات األمان يف شبكة التواصل االجتامعي؛ غالبية املشاركات‬ ‫أرشن أنهن ال يستعملن إعدادات األمان وذلك لكون حساباتهن محصورة فقط لصديقات مق ّربات وزمالء‬ ‫عمل‪ ،‬وال يقبلن طلبات صداقة من مستخدمني غرباء‪ .‬بينام بدا املشاركون الذكور أكرث فعالية يف استخدام‬ ‫إعدادات األمان وذلك ملواجهتهم العديد من حاالت االخرتاق لحساباتهم عىل يد مجهولني وقيامهم برفع‬ ‫مضامني غري أخالقية‪ ،‬أو رسقة أسامء مستخدمني آخرين من داخل قامئة أصدقاء صاحب الحساب ضح ّية‬ ‫االخرتاق‪ ،‬وغريها من األمور التي تجربهم عىل استعامل إعدادات األمان‪.‬‬


‫أما يف املجموعتني املحافظتني داخل أرايض الـ ‪ 1948‬فإن الفتيات املشاركات قلن أنهن ال يستعملن شبكة‬ ‫فيسبوك العتبارات الخصوصية‪ ،‬وأيضاً‪ ،‬العتبارها شبكة تجلب املشاكل‪ ،‬للنساء خاص ًة‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫يأخذ األهل واملحيط دورا ً مهامً يف هذا الشأن بحيث يتم منع اإلناث من إنشاء حساب عىل شبكة فيسبوك‪،‬‬ ‫وذلك كطريقة لتجنب مخاطر شبكات التواصل االجتامعي‪.‬‬ ‫تشري نتائج االستبانات‪ ،‬إىل أ ّن سبل األمان وتوخي الحذر من تلك املخاطر عديدة‪ ،‬ومنها تغيري كلمة الرس‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق‪ ،‬أشار بعض املشاركني بأنهم ال يقومون بتغيري كلمة الرس بتاتاً‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ ،33.7%‬بينام‬ ‫قال ‪ 13.3%‬بأنهم يقومون بتغيريها مر ًة كل ستة أشهر‪ ،‬بينام يقوم ‪ 19.6%‬بتغيريها مر ًة يف الشهر‪ ،‬دون فارق‬ ‫ملحوظ يف املنطقة الجغرافية‪ ،‬ودون وجود فروق جندرية‪.‬‬

‫‪13.3%‬‬

‫‪33.7%‬‬

‫يقومون بتغييرها‬

‫ال يقومون بتغيير‬ ‫ً‬ ‫بتاتا‬ ‫كلمة السر‬

‫ً‬ ‫مرة كل ستة أشهر‬

‫‪19.6%‬‬

‫يقومون بتغييرها‬

‫ً‬ ‫مرة كل في الشهر‬

‫أما بالنسبة الستعامل إعدادات األمان يف شبكة فيسبوك أو سائر الشبكات االجتامعية‪ ،‬فإن أكرث من نصف‬ ‫املشاركني يقومون بتغيري إعدادات األمان بنسبة ‪ ،59%‬ومجموعة قليلة جدا ً‪ ،‬عىل نحو ‪ ،10%‬أبدت عدم‬ ‫الوعي واملعرفة ملثل تلك اإلعدادات‪ .‬تتص ّدر الضفة الغربية رأس القامئة الستعامل اإلعدادات بنسبة ‪،70.7%‬‬ ‫وتليها أرايض الـ ‪ 1948‬بنسبة ‪ ،58.2%‬ومن ث ّم قطاع غزة بنسبة ‪.47.5%‬‬ ‫آلية أخرى لحامية املستخدم من االخرتاقات أو الفريوسات هي تحميل تطبيقات مضا ّدة للفريوسات‪ ،‬وتشري‬ ‫النتائج أن تحميل مثل هذه التطبيقات عىل الهواتف النقّالة هو رائج أكرث‪ ،‬بنسبة ‪ ،54.6%‬ويليها التحميل‬ ‫عىل الحواسيب بنسبة ‪ .44.7%‬أ ّما بخصوص الرد عىل رسائل الكرتونية مجهولة املصدر‪ ،‬قال ‪ 52.4%‬من‬ ‫املشاركني بأنهم يحذفون هذه الرسائل مبارشة‪ ،‬وقال ‪ 23.8%‬بأنهم يقومون بفتحها ملعرفة إذا كانت هوية‬ ‫املرسل مألوفة‪ ،‬وقال ‪ 14.5%‬أنهم يحظرون املرسل‪ ،‬ويقوم ‪ 9.3%‬منهم بنقلها إىل الربيد غري املرغوب به‪.‬‬ ‫أما بخصوص استعامل املتصفح األعمى‪ ،‬والذي ال يحفظ أيّاً من التفاصيل مثل الربيد اإللكرتوين أو كلمة‬ ‫املرور‪ ،‬فإ ّن ‪ 15.7%‬من املشاركني يقومون باستعامله‪ ،‬بينام أجاب ‪ 43.8%‬بأنهم ال يستعملونه‪ ،‬و‪40.4%‬‬ ‫أعربوا عن عدم معرفتهم بهذه اإلمكانية‪.‬‬ ‫أما بشأن استعامل تقنية الـ ‪ ،VPN‬وهي عبارة عن تغيري دولة املستخدم‪ ،‬فقد قال ‪ 7.8%‬فقط من املشاركني‬ ‫أنهم يستعملونها‪ ،‬مقابل ‪ 41.4%‬أشاروا إىل عدم استعاملها‪ ،‬و‪ 50.8%‬أعربوا عن عدم معرفتهم بوجود تلك‬ ‫التقنية بتاتاً‪ .‬أما عن استعامل التشفري لألجهزة كآلية للحامية من االخرتاقات‪ ،‬فقد أجاب ‪ 13.4%‬بأنهم‬ ‫يستعملونها‪ ،‬مقابل ‪ 51.4%‬ال يستعملونها‪ ،‬ونحو ‪ 35.2%‬ال يعرفون عنها شيئاً‪.‬‬


‫عام ألهم النشاطات التي ُتنظم‬ ‫القسم الثاني – مسح ّ‬ ‫في مجال رفع الوعي باألمان الرقمي‬

‫بعد استعراض نتائج االستبانات واملجموعات البؤرية ملعرفة مدى وعي الشباب مبخاطر استخدام شبكة‬ ‫اإلنرتنت‪ ،‬نُق َد ُم لكم يف هذا القسم مسحاً ألهم النشاطات والدورات والتدريبات التي تنظمها املؤسسات‬ ‫والرشكات والجامعات واملدارس والجهات الرسمية املختلفة يف مختلف أنحاء فلسطني‪ ،‬بهدف التوعية‬ ‫مبوضوع األمان الرقمي‪ .‬يسعى هذا القسم لإلجابة عىل السؤال‪ :‬ماذا تقدم تلك الجهات لعا ّمة مستخدمي‬ ‫شبكة اإلنرتنت من أجل رفع وعيهم بخصوص االستخدام السليم واآلمن للشبكة‪ ،‬وطرق حامية أنفسهم‬ ‫ومعلوماتهم والحفاظ عىل خصوصياتهم يف الفضاء اإللكرتوين‪.‬‬ ‫يخدم هذا املسح بشكلٍ أو بآخر هدفني اثنني‪ ،‬األول‪ ،‬أنه يساعد يف تقديم معلومات حول تلك النشاطات‪،‬‬ ‫وبالتايل يساعد يف إعالم الناس وإرشادهم إىل أماكن عقدها وتنظيمها‪ ،‬مام يعني زيادة عدد املستفيدين‬ ‫منها‪ ،‬وانكشاف فئات جديدة عليها‪ .‬أما الهدف الثاين‪ ،‬فإنه من خالل القيام بهذا املسح تتضح لنا مواطن‬ ‫النقص يف مجال نشاطات رفع الوعي باألمان الرقمي‪ ،‬وبالتايل نساعد يف تشخيص النقص الحاصل‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يساهم يف لفت االنتباه إىل رضورة تكثيف وتنويع وتكرار مثل هذه النشاطات‪ ،‬لتع ّوض هذا النقص وتس ّد‬ ‫الحاجة يف مجال الوعي باألمان الرقمي‪.‬‬ ‫تط ّرق املسح إىل املؤسسات‪ ،‬املذكورة أعاله‪ ،‬يف الضفة الغربية‪ ،‬وقطاع غزة وأرايض عام ‪.1948‬‬

‫‪ 2.1‬قطاع غزة والضفة الغربية‬ ‫هناك حاجة أكرب يف قطاع غزة والضفة الغربية من أرايض عام ‪ 1948‬لوجود جهات رسمية أو خاصة ت ُعنى‬ ‫بتمرير ورشات عمل أو محارضات حول األمان الرقمي يف اإلنرتنت‪ ،‬إذ الحظنا من خالل هذا املسح األو ّيل‬ ‫شح مثل تلك األطر وتلك املحارضات يف تلك املناطق‪.‬‬ ‫رش‪ ،‬وذلك يف بعض‬ ‫بداي ًة‪ ،‬تُ رِر وزارة الرتبية والتعليم الفلسطين ّية ورشات حول األمان الرقمي بشكلٍ غري مبا ٍ‬ ‫املدارس يف الضفة الغربية والقطاع‪ ،‬دون التشديد عىل املوضوع وإبراز أهميته‪ ،‬وتأيت هذه التوعية يف سياق‬ ‫مشاريع تقوم عليها اإلدارة العامة لإلرشاف والتأهيل الرتبوي واملتابعة ملديريات الرتبية واملدارس‪.‬‬ ‫أما يف الجامعات الفلسطينية‪ ،‬يتم التطرق ملوضوع األمان الرقمي‪ ،‬وعقد ورشات ومحارضات حوله‪ ،‬فقط‬ ‫ملن يتعلم مواضيع تتعلّق مبجال الحاسوب مثل الربمجة‪ ،‬وهندسة الحاسوب أو علم الحاسوب‪ .‬ولكن‪ ،‬مل يتم‬ ‫توسيع رشيحة الهدف لهذه الورشات لتضم عددا ً أكرب من الطالب من تخصصات أخرى‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تقوم املؤسسات غري الربحية بتمرير ورشات توعوية لرشيحة الشباب والشابات حول‬ ‫االستخدام اآلمن لشبكة اإلنرتنت‪ ،‬وذلك من قبل جهاز الرشطة الفلسطينية وبالتنسيق مع اإلدارة العامة‬ ‫للميدان يف وزارة التعليم الفلسطينية‪ .‬وتهدف تلك الورشات إىل رفع نسبة الوعي حول مخاطر شبكة‬ ‫اإلنرتنت بشكل عام وشبكات التواصل االجتامعي بشكل خاص‪.‬‬


‫وقد قامت مؤخرا ً القنصلية األمريكية بتمرير ورشة توعوية يف الخليل للصحفيني فقط‪ ،‬وذلك للرفع من‬ ‫نسبة وعيهم حول استخدام شبكات التواصل االجتامعي بشكل مغلوط‪ ،‬وما يليه من مالحقات واعتقاالت‬ ‫من قبل السلطات‪.‬‬ ‫ويف قطاع غزة هناك موقع إلكرتوين شبايب باسم "املجد األمني"‪ ،‬ومن بني أهدافه كام يظهر يف موقعه "فضح‬ ‫مخططات األعداء والعمالء" ورفع مستوى الوعي األمني لدى املجتمع الفلسطيني‪ ،‬باألخص عند استخدام‬ ‫اإلنرتنت‪ .‬يحوي املوقع عىل عدة أقسام مهمة ترفع من نسبة الوعي لدى املجتمع الفلسطيني بكل ما‬ ‫يتعلق باملالحقات السياسية واالخرتاقات من قبل السلطات اإلرسائيلية‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬ينرش قسم "أمن‬ ‫املعلومات" بشكل دائم معلومات عن التطورات التكنولوجية التي ت ّوظفها سلطات االحتالل للتجسس عىل‬ ‫الفلسطينيني يف قطاع غزة‪ ،‬واخرتاق أجهزتهم للحصول عىل معلومات أمنية مفيدة لها‪ .‬من خالل هذا النرش‬ ‫يتم رفع وعي الناس وتحذيرهم من فريوسات أو اخرتاقات ممكنة ومحتملة‪.‬‬

‫‪ 2.2‬أراضي عام ‪1948‬‬ ‫الحظنا من خالل هذا املسح أن هناك وعي أكرب واهتامم أوسع مبجال األمان الرقمي وأهميته يف أرايض‬ ‫عام ‪ .1948‬وتعمل يف هذا املجال عدة رشكات ومؤسسات تجارية من القطاع الخاص‪ ،‬باإلضافة إىل وجود‬ ‫محارضات توعوية يف املدارس مببادرات ذاتية من اإلدارات‪ ،‬أو من خالل وزارة الرتبية والتعليم اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫ويف بعض املدارس كام سمعنا‪ ،‬يقوم أهايل الطالب الذين يعملون يف مجال الصناعات التكنولوجية العالية‬ ‫باملبادرة والتط ّوع لعقد محارضات توعوية حول األمان الرقمي‪.‬‬ ‫تخصص وزارة الرتبية والتعليم اإلرسائيلية فعاليات متعددة حول األمان الرقمي لكل املدارس يف املجتمع‬ ‫كام ّ‬ ‫الفلسطيني يف أرايض عام ‪ ،1948‬ويطلق عىل تلك الفعاليات يوم الولوج اآلمن‪/‬يوم األمان الرقمي‪ ،‬وتنظم‬ ‫عادة خالل شهر شباط‪ .‬تأخذ هذه الفعاليات أشكاالً مختلفة‪ ،‬فمثالً قد تكون عبارة عن لقاء عرب اإلنرتنت مع‬ ‫أحد مندويب الرشكات التكنولوجية الشهرية‪ ،‬مثل مايكروسوفت‪ ،‬بهدف الحديث معهم حول أمان املعلومات‬ ‫واستخدام اإلنرتنت‪ ،‬أو قد تكون هذه الفعاليات عىل شكل فيديوهات أو منشورات توعوية حول اإلنرتنت‪،‬‬ ‫وشبكات التواصل االجتامعي‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬قامت الوزارة بتطوير تطبيق للهواتف النقالة بهدف حث‬ ‫الطالب عىل التفكري والتأين قبل رفع أي مضمون عىل شبكات التواصل االجتامعي‪.‬‬ ‫وعىل صعيد القطاع الخاص‪ ،‬هناك عدد من املؤسسات تُعنى بكل ما يتعلق بالثورة التكنولوجية‪ ،‬وتقوم هذه‬ ‫املؤسسات بتنظيم ورشات عملية خاصة للحديث عن مواضيع األمان الرقمي ورفع الوعي عند املستخدمني‬ ‫حول مخاطر شبكة اإلنرتنت‪ .‬ميكن التوجه لهذه املؤسسات بشكل شخيص وااللتحاق بواحدة من الورشات‪،‬‬ ‫كام ميكن الطلب منهم بشكل خاص أن ينظموا ورشة أو محارضة للمدارس واملؤسسات والجمعيات‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تقوم الرشطة الجامهريية يف البلدات الفلسطينية يف أرايض الـ‪ 1948‬بتقديم ورشات حول‬ ‫األمان الرقمي يف شبكة اإلنرتنت‪ .‬تركز الرشطة يف حديثها مع الطالب عىل الجانب الجنايئ ورفع الوعي لدى‬ ‫الطالب حول مخاطر شبكات التواصل االجتامعي والعقوبات التي تفرض عىل من يقوم بابتزاز أو تهديد أو‬ ‫خرق خصوصية مستخدم آخر يف الشبكة‪ .‬ويذكر أنه يتم تنسيق مثل هذه الورشات مع البلديات واملجالس‬


‫يخصص للتوعية وسبل استعامل‬ ‫املحل ّية للبلدات الفلسطينية‪ ،‬وتشكّل جزءا ً من يوم كامل يف املدارس والذي ّ‬ ‫شبكة اإلنرتنت بشكل عام‪ ،‬وشبكات التواصل االجتامعي عىل وجه التحديد‪ .‬يُذكر أن الورشات التوعوية‬ ‫التي تقدمها الرشطة الجامهريية لطالب املدارس تهدف إىل التخويف من العواقب الجنائية ملخاطر الشبكة‬ ‫ليس أكرث‪ ،‬وال تتطرق بشكل معمق إىل الجوانب األخالقية والتكنولوجية يف كيفية استخدام الشبكة بأمان‪.‬‬

‫استنتاج وتلخيص‬ ‫يحاول هذا التقرير تقديم معلومات حول وضع التعامل مع موضوع األمان الرقمي بني الفلسطينيني يف‬ ‫مختلف أماكن تواجدهم داخل فلسطني التاريخية‪ ،‬وذلك يف ظل تصاعد أهمية هذا املوضوع‪ ،‬وارتفاع يف‬ ‫حاالت التهديد واملخاطر املرتبطة باستخدام اإلنرتنت‪ .‬يف هذا التقرير تحدثنا عن نتائج البحث واملسح‬ ‫الذي أجريناه فيام يخص األمان الرقمي‪ ،‬وقسمنا تلك النتائج إىل مستويني؛ مستوى املستخدمني واملستوى‬ ‫املؤسسايت‪.‬‬ ‫فحص املستوى األول االستخدام الشخيص لشبكة اإلنرتنت‪ ،‬عن طريق طرح أسئلة حول غايات وأهداف‬ ‫استخدام اإلنرتنت‪ ،‬ومدى وعي املستخدمني باملخاطر‪ ،‬وخاصة تلك املقرونة بشبكات التواصل االجتامعي‪.‬‬ ‫أما املستوى الثاين‪ ،‬وهو املستوى املؤسسايت‪ ،‬فقد ركّز عىل مسح ما ت ِ‬ ‫ُقدمه املؤسسات والجهات الرسمية وغري‬ ‫الرسمية للمستخدمني من ورشات عمل ومحارضات يف مجال رفع الوعي باألمان الرقمي‪.‬‬ ‫يتبي من النتائج‪ ،‬يف االستبانات خصوصاً‪ ،‬أن للجميع منالية لشبكة اإلنرتنت بشكل يومي وأن الغالبية‬ ‫ّ‬ ‫أي أن الشبكة متوفّرة لدى املستخدمني معظم األوقات‪.‬‬ ‫الساحقة تستخدم اإلنرتنت عرب الهاتف النقال الذيك‪ّ ،‬‬ ‫كام أن الغالبية الساحقة من املشاركني يف العينة أشاروا إىل أن استخدام شبكات التواصل االجتامعي هو‬ ‫السبب الرئيس الستخدامهم اإلنرتنت‪ ،‬وتتصدر شبكة فيسبوك رأس القامئة من بني جميع الشبكات األكرث‬ ‫استخداماً‪ ،‬ومن ثم تأيت شبكة واتساب‪ .‬لقد تع ّرض بعض املستخدمني الذين اشرتكوا يف املجموعات البؤرية أو‬ ‫االستبانات البتزازات‪ ،‬أو اخرتاقات ورسقة لحساباتهم عىل شبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬أو تعرضوا للتجسس‬ ‫واملالحقات األمنية من قبل السلطات اإلرسائيلية أو الفلسطينية‪ ،‬والبعض اآلخر الذي مل يقابل مثل هذه‬ ‫الحاالت‪ ،‬سمع مرارا ً عن حاالت مشابهة من قبل أقارب وأصدقاء‪.‬‬ ‫معي لتلك املخاطر‪ ،‬ولذلك فهم يستخدمون اإلنرتنت بشكل آمن‬ ‫وقد أبدى بعض املشاركني مستوى وعي ّ‬ ‫أي يشء لحامية حسابه‪ ،‬والجزء األخري ال‬ ‫وحذر‪ ،‬وهناك جزء آخر يعي وجود هذه املخاطر ولكنه ال يفعل ّ‬ ‫يعلم أبدا ً بوجود املخاطر وليس عىل دراية بسبل األمان واالستخدام الحذر لشبكة اإلنرتنت‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل مستوى الوعي أو عدمه مبخاطر شبكة اإلنرتنت وشبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬برزت فوارق‬ ‫جندرية واضحة‪ ،‬خصوصا لدى املجتمعات املحافظة داخل أرايض الـ ‪ ،1948‬والتي تح ّد من استعامل شبكات‬ ‫عبت غالبية النسوة يف‬ ‫التواصل االجتامعي لدى النساء بسبب الحساسيات االجتامعية املقرونة بذلك‪ّ .‬‬ ‫املجموعتني املحافظتني عن عدم استعاملهن للفيسبوك وذلك بطلب من األهل‪ ،‬لتفادي مشاكل االخرتاقات‬ ‫للحسابات‪ ،‬أو رسقة الصور واالستحواذ عىل مضامني شخصية ميكنها أن تكون رشارة ملشاكل اجتامعية‬ ‫وعائلية كبرية‪ .‬ولكن‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬هذا األمر ال يرسي عىل الذكور‪ ،‬حيث أن معظم الشباب يف تلك‬ ‫املجتمعات لديهم حساب فيسبوك واحد عىل األقل‪.‬‬


‫ويتبي من النتائج أ ّن هناك فجوة كبرية بني الورشات والحلقات التي مترر يف أرايض عام ‪ 1948‬يف مجال األمن‬ ‫ّ‬ ‫الرقمي مقارنة مع الضفة الغربية وقطاع غزة‪ .‬ال تقوم الجمعيات واملؤسسات يف القطاع الخاص باإلرشاف‬ ‫عىل هكذا محارضات‪ ،‬فيام مترر وزارة التعليم التابعة للسلطة الفلسطينية ورشات عن الحوسبة‪ ،‬تتض ّمن‬ ‫ورشات غري مبارشة عن موضوع األمان الرقمي‪ ،‬إال أ ّن نطاقها ض ّيق للغاية‪ .‬وت ّوفر الجامعات الفلسطينية‬ ‫محارضات توعوية حول األمان الرقمي إال أ ّن هذه املحارضات مع ّدة فقط لطالب يف مساقات الربمجة وعلم‬ ‫الحاسوب وهندسة الحاسوب‪.‬‬ ‫شح املحارضات والورشات التوعوية بهذا الشأن إال أنه ميكننا أن نرى مستوى وعي جيد‪،‬‬ ‫ولكن بالرغم من ّ‬ ‫مقارنة مع ما يق ّدم للمستخدمني‪ ،‬خصوصاً يف الضفة الغربية‪ ،‬وإحدى التفسريات املمكنة لهذا هو الواقع‬ ‫الصعب الذي يواجهه الفلسطينيون يف الضفة الغربية من مالحقات وقمع واستهداف من قبل سلطات‬ ‫االحتالل اإلرسائييل من جهة‪ ،‬ومن قبل السلطة الفلسطين ّية من جهة أخرى‪ ،‬مام يستدعي بحثهم عن سبل‬ ‫أي أ ّن واقع حياتهم هو مدرسة ج ّيدة بالنسبة لهم‪.‬‬ ‫األمان الرقمي‪ّ ،‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬فإن األمر مختلف قليالً يف أرايض عام ‪ ،1948‬حيث أ ّن هناك بعض املؤسسات يف القطاع الخاص‬ ‫التي تعمل يف هذا املجال وتقدم محارضات وورشات‪ ،‬وأحياناً‪ ،‬يتم استدعاؤهم من قبل املدارس لتخصيص‬ ‫بعض الحصص ملوضوع األمان الرقمي‪ ،‬ولكن‪ ،‬ليس كل الطالب داخل الفئة العمرية التي تط ّرق إليها البحث‬ ‫يتلقّى ورشات توعوية حول املوضوع‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل املؤسسات‪ ،‬هناك مبادرات شخصية من قبل ذوي الطالب لتمرير ورشات حول االستعامل اآلمن‬ ‫لشبكة اإلنرتنت‪ ،‬خصوصا األهل الذين يعملون يف مجال الهايتك وهم عىل دراية تا ّمة مبخاطر الشبكة وسبل‬ ‫الحامية‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬تخصص وزارة الرتبية والتعليم جزءا ً من عملها لتمرير محارضات توعوية للطالب‪،‬‬ ‫مختصني من عامل الهايتك‪.‬‬ ‫عرب محارضات‪ ،‬ورشات‪ ،‬فيديوهات قصرية وعين ّية ومقابالت مع‬ ‫ّ‬ ‫يغي من أسلوب‬ ‫ولكن‪ ،‬بالرغم من كل تلك املحاوالت لرفع مستوى الوعي عند الطالب‪ ،‬إال أن جزءا ً منهم ال ّ‬ ‫كل فرتة‪ ،‬وهم‬ ‫يغيون كلمة املرور ّ‬ ‫استعامله لشبكة اإلنرتنت وشبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬فغالبيتهم ال ّ‬ ‫الس ّباقون يف استعامل تطبيق تحديد املوقع الجغرايف ومشاركة صور ومضامني شخصية عىل شبكات التواصل‬ ‫االجتامعي‪ ،‬وذلك استنادا ً إىل نتائج االستبانات‪.‬‬


‫توصيات‬ ‫توجد رشيحة ال بأس بها يف جميع املناطق يستوجب العمل معها للرفع من مستوى وعيها وتحسني سبل‬ ‫استعاملها لشبكة اإلنرتنت‪ .‬كام يوجد يف الضفة الغربية وقطاع غزة فراغ مؤسسايت مقلق يف هذا املجال‪ ،‬مام‬ ‫يستدعي رضورة العمل عىل تحفيز مبادرات تهدف إىل نرش الوعي واألمان الرقمي‪.‬‬ ‫بينام يف أرايض عام ‪ ،1948‬توجد مؤسسات يف القطاع الخاص وأيضاً‪ ،‬لدى وزارة التعليم قسم يعمل بأكمله‬ ‫عىل هذا املوضوع‪ ،‬لكن الطالب مل بستخلصوا العرب مبا فيه الكفاية‪ .‬يف هذا السياق‪ ،‬من املمكن أن يتم‬ ‫العمل عىل بحث آخر يفحص مع الطالب الذين تلقوا ورشات توعوية ما الذي قُ ّدم لهم بهدف فهم ما‬ ‫الذي منعهم من تغيري سلوكهم يف شبكة اإلنرتنت‪ ،‬هل هي الورشات وأسلوب متريرها أو الطالب أنفسهم‪،‬‬ ‫وعىل هذا األساس يتم بناء املرشوع لسد الفراغ القائم‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬بالرغم من وجود فعاليات حول‬ ‫املوضوع‪ ،‬إال أنّه ليس كل من اشرتك يف املجموعات البؤرية أو االستبانات قد تلقّى ورشات حول األمان‬ ‫الرقمي‪ ،‬ما يعني‪ ،‬أن هذا املجال ما زال جديدا ً وهناك رشائح عديدة ميكن العمل معها‪.‬‬ ‫هناك حاجة لتطوير اسرتاتيجية عمل تالئم خصوصية املناطق الجغرافية املختلفة والعمل من خاللها مع‬ ‫رشائح مختلفة من املجتمع‪ ،‬داخل املدارس والنوادي وكل إطار منهجي أو ال منهجي آخر‪ .‬وهناك حاجة‬ ‫لتدريب وتأهيل كوادر تدريبية للعمل داخل املدارس أو املؤسسات بشكل مط ّول ومكثّف‪ ،‬وليس فقط‬ ‫يفضل العمل عىل بحث تقييمي يف نهاية الورشات ملعرفة مدى‬ ‫عرب ورشات عابرة‪ .‬باإلضافة إىل الورشات‪ّ ،‬‬ ‫استفادة الطالب من املضامني‪ ،‬وذلك لهدف التحسني والتطوير‪.‬‬ ‫من املهم أن تتط ّرق الورشات التوعوية إىل الجانب اإلنساين للمخاطر‪ ،‬خصوصاً املخاطر االجتامعية والتي‬ ‫تخلو من قيم احرتام الخصوصية‪ ،‬وليس فقط التط ّرق إىل الجانب والعواقب الجنائية لتلك املخاطر‪ .‬ويجب‬ ‫أن يكون العمل مع كل رشائح مستخدمي شبكة اإلنرتنت‪ ،‬من األحداث حتى املسنني‪ ،‬وليس فقط الشباب‪،‬‬ ‫وذلك النتشار استعامل شبكات التواصل االجتامعي بني الفئات العمرية املختلفة‪.‬‬ ‫للخالصة‪ ،‬ال شك أن موضوع األمان الرقمي بالغ األهمية‪ ،‬ويشكّل أحد مواضيع الساعة يف مجتمعنا‪ ،‬عىل‬ ‫تبي من النتائج وجود حاالت ال بأس بها من االبتزازات واالخرتاقات‬ ‫الصعيد االجتامعي‪ ،‬األمني والتجاري‪ .‬وقد ّ‬ ‫ورسقات لحسابات يف شبكات التواصل االجتامعي‪ ،‬األمر الذي يحتاج معالجة ورفعاً ملستوى الوعي بشكل‬ ‫فوري‪ .‬ويف هذا السياق توجد أرض خصبة ومتاحة الستغاللها والعمل بها يف جميع املناطق‪.‬‬


Contact Us | 7amleh


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.