دراسات وتقارير: السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الاوسط 2001 - 2015 / تموز 2016

Page 1


‫ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية‬ ‫يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫‪2015 - 2001‬‬ ‫املبادىء احلاكمة‪ ،‬امل�صالح والأهداف‪ ،‬التحوّالت‪ ،‬الفر�ص والتهديدات‬

‫حزيران ‪2016‬‬



‫متخصصة تُعنى بحقيل األبحاث واملعلومات‬ ‫مؤسسة علمية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ �إعداد‪ :‬ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية يف ال�رشق الأو�سط ‪2015 - 2001‬‬‫التحوالت‪ ،‬الفر�ص والتهديدات‪.‬‬ ‫املبادىء احلاكمة‪ ،‬امل�صالح والأهداف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪� -‬إعداد‪ :‬مديرية الدرا�سات اال�سرتاتيجية‪.‬‬

‫ النا�رش‪ :‬املركز اال�ست�شاري للدرا�سات والتوثيق‪.‬‬‫ تاريخ الن�رش‪ :‬حزيران ‪2016‬م املوافق رم�ضان ‪1437‬هـ‬‫ الطبعة‪ :‬الأوىل‬‫ حقوق الطبع محفوظة للمركز‬‫العنوان‪ :‬بئر ح�سن ـ جادة الأ�سد ـ خلف الفانتزي وورلد‬ ‫ـ بناية الإمناء غروب ـ الطابق الأول‪.‬‬ ‫هاتف‪01/836610 :‬‬ ‫فاك�س‪01/836611 :‬‬ ‫خليوي‪03/833438 :‬‬ ‫‪Baabda 10172010‬‬ ‫‪Beirut-Lebanon‬‬ ‫‪P.o.Box: 24/47‬‬

‫الربيد الإلكرتوين‪:‬‬ ‫‪dirasat@dirasat.net‬‬ ‫‪www.dirasat.net‬‬

‫‪4‬‬



‫إﲡﺎﻫﺎت وﻣﺪارس أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‬ ‫اﻟﺴﻴﺎدة‬

‫ ‬ ‫)اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة‬ ‫اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ(‬

‫اﶈﺎﻓﻈﻮن اﳉﺪد ‬

‫اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻟﻺﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ ‪ ,‬اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻓﻼ‬ ‫ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﺣﺎدة‪ ,‬اﻟﺪﳝﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﳌﺼﻠﺤﺔ‬ ‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪد ﺑﻨﺸﺮ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﻘﻮة ‪ ,‬اﳌﻬﻤﺔ‬ ‫اﻷﺳﻤﻰ ﻟﻴﺲ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻀﻴﻘﺔ او ﺗﻮزان اﻟﻘﻮى ﺑﻞ اﳊﺮﻳﺔ‬ ‫واﻟﺴﻼم‬

‫‪6‬‬

‫اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ‬

‫اﳌﻮازﻧﺔ ﻓﻲ اﳋﺎرج ‬

‫) اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ أوراﺳﻴﺎ ﳌﻨﻊ ﻗﻴﺎم ﻗﻮة ﻫﻴﻤﻨﺔ‬ ‫واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى(‬

‫اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻹﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ‬

‫ ‬ ‫ﻣﻨﺤﻰ وﺳﻄﻲ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ وﺷﺮﻃﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ – ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ أوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ – ﻣﻦ‬ ‫اﻻﻧﺘﻘﺎدات أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﺞ ﻓﺮاﻏﺎً ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻛﺄوراﺳﻴﺎ ﳑﺎ ﻳﻨﺘﺞ‬ ‫ﺻﺮاﻋﺎت دﻣﻮﻳﺔ‬

‫اﻷﻣﻦ اﳉﻤﺎﻋﻲ ‬ ‫اﻟﻌﺎﳌﻲ ‪ -‬اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ‬

‫اﻹﻧﻌﺰاﻟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة ‬

‫ﻻ ﳝﻜﻦ ﻷي ﻗﻮة أن ﺗﺘﺤﺪى ﻫﻴﻤﻨﺔ وﻗﻮة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إذا‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ,‬واﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪ ,‬واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻓﻲ داﺧﻞ ا‪s‬ﺘﻤﻊ‬ ‫اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﳋﻄﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻮة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة‬


‫م�صادر ال�سيا�سة اخلارجية ا لأمريكية‬

‫اﳌﺼﺎدر اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ‬

‫اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺮدﻳﺔ‬

‫اﳌﺼﺎدر ا‪S‬ﺘﻤﻌﻴﺔ‬

‫اﳌﺼﺎدر اﳋﺎرﺟﻴﺔ‬

‫اﻟﺮﺋﻴﺲ ‬ ‫ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ‬ ‫اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس‬ ‫اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن‬

‫ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ ‪-‬‬ ‫ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ – أﺳﻠﻮﺑﻪ‬ ‫– ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ‬ ‫اﻹدارة وإﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار‬

‫اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم –‬ ‫ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ ‪-‬‬ ‫ا‪S‬ﻤﻊ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫اﻟﻌﺴﻜﺮي ‪ -‬اﻹﻋﻼم‬ ‫– اﻟﻠﻮﺑﻴﺎت‬

‫ﺗﻮزع اﻟﻘﻮة واﻟﻬﻴﻤﻨﺔ –‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ‪-‬‬ ‫اﻹﻗﺘﺼﺎد وﺿﺒﻂ‬ ‫اﻟﺘﺠﺎرة واﻟﻨﻘﺪ‬

‫ﻣﺼﺎدر اﻟﺪور‬

‫اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ‬ ‫واﻟﺒﻴﻮﻗﺮاﻃﻲ‪ -‬اﻟﺒﻴﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ‬ ‫وأﺛﺮ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ وﻣﻘﺎوﻣﺔ‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‬

‫‪5‬‬


‫مقاربة املحافظني اجلدد – الآُحادية امل�ستقرة‬ ‫ �رضورة قيام الإمرباطورية الأمريكية من �أجل ا�ستقرار النظام الدويل (�رشطي العامل)‪.‬‬‫ القوة ال�صلبة هي جوهر القوة الأمريكية ونواة امل�رشوع الإمرباطوري‪.‬‬‫ يجب منع �أي قوة هيمنة دولية من ال�صعود وحتدي مكانة �أمريكا يف النظام الدويل(نظام دويل هرمي)‪.‬‬‫أقرته �إدارة بو�ش الأب‪« :‬يجب احلفاظ على الآليات لردع املناف�سني املحتملني حتى من الطموح �إىل دور‬ ‫ «دليل التخطيط الدفاعي» ‪ 1999-1994‬الذي � ّ‬‫�إقليمي �أو عاملي»‪.‬‬

‫ يحق للواليات املتحدة متى �شاءت‪ ،‬وبقرار منفرد‪ ،‬ا�ستخدام القوة الع�سكرية مبعزل عن القانون الدويل‪.‬‬‫ التو�سع الع�سكري اخلارجي �رضوري ل�ضمان الهيمنة الأمريكية حول العامل (تدمري مناف�سني‪ ،‬فتح �أ�سواق‪ ،‬التحكم باملمرات املائية‪ ،‬الإم�ساك مبكامن الطاقة)‪.‬‬‫التحالفات والعمل املتعدد الأطراف واملنظمات الدولية ينح�رص دورها يف تعزيز الأجندة الأمريكية حول العامل‪.‬‬

‫�إ�سرتاتيجية بو�ش ال�شرق �أو�سطية‪ :‬االنتحار خوف ًا من املوت‬

‫ �إدارة ال�رشق الأو�سط ب�شكل مبا�رش لإعادة تثبيت التوازن الإقليمي الذي ّ‬‫اختل بعد العام ‪.2000‬‬ ‫لتحديات و�ضعتها مو�ضع ال�شك‪.‬‬ ‫تعر�ضت‬ ‫ّ‬ ‫ التدخل لإعادة ترتيب املنطقة و�ضبطها حتت �سقف الهيمنة الأمريكية التي ّ‬‫‪ -‬الأولوية ملواجهة التحدي الأ�صويل اجلهادي (احلرب على الإرهاب)‪ ،‬واخلطر الإيراين (منع االنت�شار النووي)‪.‬‬

‫ يت�شارك الأ�صوليون ال�س ّنة وال�شيعة يف الإنتماء لقراءات �إ�سالمية ‪ ،‬ولو متباينة‪ ،‬ولذا املطلوب �إعادة �إنتاج الإ�سالم ب�شكل جديد‪.‬‬‫ «�إ�رسائيل» هي ال�رشيك الوحيد املوثوق به يف املنطقة ولديه دور مبا�رش يف ت�شكيل التوازنات الإقليمية‪.‬‬‫‪8‬‬


‫ﺿﻤﻮر اﻟﻘﻮة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‪ :‬اﻟﻨﻘﺎش واﻹﲡﺎﻫﺎت‬ ‫‪ - ‬ﺑﺪأ اﻟﻨﻘﺎش ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻣﻊ ﺑﺮوز ﺑﺪاﻳﺎت ﲢﻮّل ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ‪ .‬‬ ‫‪ - ‬ﺗﺼﺎﻋﺪ اﻟﻨﻘﺎش ﻣﺠﺪداً ﻓﻲ ﻇﻞ إدارة ﺑﻮش ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻔﺸﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪ 2008‬‬

‫‪ - ‬ﻇﻬﻮر ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻴﺎرات أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﺎل ﺣﻮل «ﺿﻤﻮر» اﻟﻘﻮة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‪ .‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻀﻤﻮر ﺣﺘﻤﻲ‬

‫•  ﲢﻮﻻت اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ‬ ‫•  ﺗﺸﻈﻲ اﻟﻘﻮة‬

‫‪ -2‬اﻟﻀﻤﻮر ﻏﻴﺮ ﺣﺘﻤﻲ‬

‫•  اﻟﻘﻮة اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ‬ ‫•  ﻋﺎﳌﻴﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ‬

‫‪ -3‬اﻟﻀﻤﻮر ﻏﻴﺮ وارد‬

‫•  اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻟﻘﻮة اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ‬ ‫•  ﻣﺤﺪودﻳﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫)ﻣﺆﻗﺖ‪ ،‬ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ(‬

‫‪7‬‬


‫ﻣﺒﺎدىء وﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ‬ ‫ﻣﺒﺎدىء وﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺼﺤﻴﺤﻴﺔ‬

‫اﳌﻮارد‬ ‫اﳌﻮارد‬

‫ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ‬ ‫ﺿﺒﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻓﻖ‬ ‫أوﻟﻮﻳﺎت‬ ‫ﺿﺒﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻓﻖ‬ ‫أوﻟﻮﻳﺎت‬

‫‪10‬‬

‫اﻷﻋﺪاء‬ ‫اﻷﻋﺪاء‬ ‫ﺧﻠﻖ »ﺻﺮاع داﺧﻞ‬

‫اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ«‬ ‫ﺧﻠﻖ »ﺻﺮاع داﺧﻞ‬ ‫اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ«‬ ‫»اﻹﻧﺤﺮاف ﻧﺤﻮ ﺷﺮق‬ ‫آﺳﻴﺎ«‬ ‫»اﻹﻧﺤﺮاف ﻧﺤﻮ ﺷﺮق‬ ‫آﺳﻴﺎ«‬

‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت‬ ‫اﻹدارة ﺑﺎﻟﺘﻮازﻧﺎت‬ ‫)اﻟﺴﻤﺴﺎر(‬ ‫اﻹدارة ﺑﺎﻟﺘﻮازﻧﺎت‬ ‫)اﻟﺴﻤﺴﺎر(‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺎت‬ ‫)ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺮاﻛﺐ‬ ‫اﻟﻌﻤﻞا=ﺎﻧﻲ(‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺎت‬ ‫)ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺮاﻛﺐ‬ ‫ا=ﺎﻧﻲ(‬

‫اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮة‬ ‫اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ‬ ‫ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮة‬ ‫اﻟﻨﺎﻋﻤﺔﻣﻦ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎدة‬ ‫اﳋﻠﻒ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎدة ﻣﻦ‬ ‫اﳋﻠﻒ‬


‫هرني كي�سينجر‬ ‫�ستعرف الواليات املتحدة �أمنها بداللة منع ظهور �أي قوة رئي�سية حمتملة؟ هذا �سيجعلها �رشطي العامل ويف النهاية �ستنقلب معظم الدول الأخرى �ضدها‪,‬‬ ‫«هل‬ ‫ّ‬ ‫و�سيكون ذلك ا�ستنفاداً للموارد الأمريكية والتوزان النف�سي �إذا �أ�صبحت التدخالت واحلمالت الدائمة من خ�صائ�ص ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية»‪.‬‬

‫التداعيات الإقليمية لإ�سرتاتيجية بو�ش‬ ‫ �شيوع �رسدية «احلرب الأمريكية على الإ�سالم»‪.‬‬‫ ف�شل ع�سكري ذريع \ ت�رضر الهيبة الأمريكية‪.‬‬‫ تدهور غري م�سبوق يف �صورة وم�رشوعية القوة الأمريكية‪.‬‬‫ �ضمور م�رشوعية الأنظمة العربية التقليدية امللحقة بوا�شنطن‪.‬‬‫ نزف �إقت�صادي منهك‪.‬‬‫ خلق فراغ جيو�سيا�سي �أمام �إيران وحلفائها‪.‬‬‫ �صعود«ال�سلفيات اجلهادية» املتطرفة‪.‬‬‫ �إ�ضطراب البيئة ال�سيا�سية الأمريكية (ظهور نزعة انعزالية)‪.‬‬‫القوة يف النظام الدويل‪.‬‬ ‫حتول ميزان ّ‬ ‫‪ -‬ت�رسيع عملية ّ‬

‫‪9‬‬


‫�إنتقد مايكل �سينغ يف الفورين بولي�سي مقاربة ها�س لأنه «ال ميكن لل�شعب الأمريكي �أن يهمل �أو ي�ؤجل الق�ضايا الدولية ل�صالح الأمور الداخلية‪ .‬فرفاهيته ال تتوقف‬ ‫فقط على الظروف ال�سيا�سية واالقت�صادية يف الداخل‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا على تلك التي يف اخلارج»‪ .‬والقول عك�س ذلك هو بب�ساطة ال يتنا�سب مع واقع اليوم‪ ,‬فقد متت‬ ‫عوملة االزدهار االقت�صادي لل�شعب الأمريكي‪ ،‬حيث �إن التجارة ور�أ�س املال واليد العاملة تتحرك على نحو متزايد عرب احلدود الوطنية‪ .‬والأمر نف�سه فيما يتعلق ب�أمن‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬حيث مل يعد با�ستطاعة املحيطات توفري مناطق عازلة من التهديدات اخلارجية‪.‬‬ ‫‪ )4‬التخ ّل�ص من عبء «الراكب املجاين»‪� ،‬أي االعتماد ب�شكل متزايد على احللفاء‪.‬‬

‫‪ )5‬تعزيز القوة الناعمة الأمريكية يف ال�سيا�سة اخلارجية من خالل �إ�سرتاتيجية القوة الذكية (الدمج بني القوتني الناعمة وال�صلبة)‪.‬‬ ‫‪ )6‬االنحراف نحو ال�رشق‪ ،‬ملالقاة التهديد ال�صيني باعتباره التحدي العاملي الأهم لدور �أمريكا يف العامل‪( .‬جزء من �سيا�سة ترتيب الأولويات وترميم القوة الأمريكية)‪.‬‬ ‫والتعر�ض لعملية ا�ستنزاف دائمة‪( .‬البقاء بعيداً عن العني ولكن قريب ًا من العقل‪� ،‬أي الغائب احلا�رض يف ح�سابات اجلميع)‪.‬‬ ‫التورط املبا�رش يف املنطقة‬ ‫‪ )7‬عدم ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ )8‬لعب دور «ال�سم�سار» و�إدارة املنطقة من «فوق» �أي عرب �إدارة التوازن بني القوى الإقليمية‪.‬‬ ‫‪ )9‬مبد أ� «القيادة من اخللف» ‪.‬‬ ‫‪ )10‬من احتواء اخل�صوم �إىل الإنخراط معهم ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مبادىء و�سيا�سات ت�صحيحية‬

‫التحول برزت منذ والية بو�ش الثانية‪� ،‬أي �أن الوقائع والتوازنات تفر�ض نف�سها على اجلميع‪( .‬تقرير بايكر – هاملتون �صدر نهاية ‪.)2006‬‬ ‫ بداية‬‫ّ‬ ‫التحول مع و�صول �أوباما �إىل احلكم وما زال م�ستمراً‪.‬‬ ‫تكر�س هذه‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -‬‬

‫‪ )1‬الدعوة للتمييز بني اجلوهري‪ ،‬والثانوي‪ ،‬والهام�شي يف امل�صالح اخلارجية لوا�شنطن‪:‬‬

‫متيز بني ما يجب عليها القيام به وما الذي ترغب يف القيام به وما هو خارج‬ ‫‪ ‬كي�سينجر‪�« :‬إن الواليات املتحدة �ست�ستنفد مواردها املادية واملعنوية �إذا مل تتعلم كيف ّ‬ ‫قدراتها»‪.‬‬ ‫‪ )2‬من «ال�رصاع بني احل�ضارات» �إىل «ال�رصاع داخل احل�ضارة» بدءاً من العام ‪2005‬‬ ‫‪ -‬االنتقال نحو ا�ستخدام «اجلهاديني ال�س ّنة» بوجه �إيران وحلفائها‪( .‬مقالة �إعادة التوجيه‪� ،‬سيمور هري�ش‪.)2007 ،‬‬

‫ مراجعات و�إ�صالحات يف الدبلوما�سية العامة الأمريكية جتاه املنطقة (دعم املعتدلني‪ ،‬الدخول �إىل �سوق الإعالم املحلي‪ ،‬بناء �شبكات �إ�سالمية‪ ،‬تغيري جمرى الأفكار‬‫من خالل الوكيل الثقايف الرتكي‪ ،‬تعزيز ن�رش الثقافة والقيم الأمريكية‪ ،‬دعم �أو�سع ملنظمات املجتمع املدين‪ ،‬تو�سعة الربامج التي ت�ستهدف ال�شباب من خالل برامج‬ ‫التبادل‪�...‬إلخ)‪.‬‬ ‫ بدل الرتكيز على تقدمي �صورة �إيجابية عن �أمريكا جرى الرتكيز على تهمي�ش «املتطرفني» وتعزيز ح�ضور «املعتدلني»‪.‬‬‫‪ )3‬يف �آب ‪� 2011‬أطلق ريت�شارد ها�س مذهب ًا جديداً لل�سيا�سة اخلارجية الأمريكية وهو «مذهب الرتميم» الذي يهدف �إىل «�إعادة التوازن للموارد املخ�ص�صة‬ ‫ملواجهة التحديات الداخلية يف مقابل التهديدات اخلارجية وذلك ل�صالح التهديدات الداخلية»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�سيمكن �أمريكا‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل مواجهة التهديدات الداخلية احلرجة‪ ,‬من �إعادة بناء �أ�س�س قوة هذا البلد ليكون يف موقع �أف�ضل ملواجهة املتحدين‬ ‫التوجه‬ ‫ هذا‬‫ّ‬

‫الإ�سرتاتيجيني‪ ،‬وترميم و�إحياء «قوة هذا البلد وجتديد موارده االقت�صادية والإن�سانية واملادية»‪.‬‬

‫ هذا املذهب خمتلف متام ًا عن الإنعزالية‪� ,‬إذ �إن الواليات املتحدة «�ست�ستمر يف ممار�سة �سيا�سة خارجية فاعلة‪ :‬خللق ترتيبات دولية لإدارة التحديات التي تنتجها‬‫العوملة‪ ,‬لتن�شيط التحالفات وال�رشاكات‪ ,‬وللتعامل مع التهديدات املرتبطة بعدوانية كوريا ال�شمالية‪ ,‬والت�سلح النووي الإيراين‪ ,‬وف�شل الدولة الباك�ستانية”‪.‬‬ ‫�إال �أنه يف ظل مذهب «الرتميم» �ستتقل�ص التدخالت الع�سكرية �إال يف حالة ال�رضورة – عندما تكون م�صاحلنا احليوية مهددة ولي�س هناك من بدائل غري ع�سكرية ‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫الأهداف الإ�سرتاتيجية الأمريكية لإدارة �أوباما‬ ‫احلفاظ على موقع ال�صدارة يف �إدارة املنطقة‪.‬‬ ‫�إحتواء حمور املقاومة عرب املزاوجة بني الإنخراط والإ�ستنزاف‪.‬‬ ‫�سيما دول اخلليج والأردن وم�رص ومتكينها من الدفاع عن نف�سها‪.‬‬ ‫احلفاظ على الإ�ستقرار ال�سيا�سي حللفاء وا�شنطن يف املنطقة وال ّ‬ ‫�ضبط “الإرهاب” (القاعدة وداع�ش) بح�سب م�ستلزمات م�صاحلها‪.‬‬ ‫منع �إنت�شار الأ�سلحة النووية (ب�إ�ستثناء الكيان ال�صهيوين)‪.‬‬ ‫التدفق الآمن للنفط‪.‬‬ ‫احلفاظ على التفوق الأمني الإ�رسائيلي يف املنطقة‪.‬‬ ‫تعميق دمج املنطقة بالعوملة االقت�صادية – الثقافية‪ ،‬و�إنتاج «�إ�سالم ع�رصي» يدفع بالإ�سالم احلركي �إىل الهام�ش‪.‬‬

‫مقاربة �إدارة �أوباما لالتفاق النووي‬ ‫‪ )1‬على املدى املنظور‪:‬‬ ‫‪ -‬خيار احلرب عبثي وله نتائج عك�سية‪ ،‬فال بد من الت�سوية التي مل تكن �رشوطها متوفرة عام ‪.2009‬‬

‫ بعد �إ�ستنزاف �إيران يف العراق و�سوريا وعرب العقوبات �أ�صبح الثمن الإيراين مقبو ًال‪.‬‬‫ �إ�رشاك �إيران يف الإدارة الإقليمية عامل ا�ستقرار‪.‬‬‫ التوافق مع �إيران حيثما �أمكن �إقليمي ًا‪ ،‬واحتوا�ؤها عرب احللفاء حيث يتعذر ذلك‪ ،‬بعد متتني التحالف التقليدي يف املنطقة (خليج – تركيا ‪� -‬إ�رسائيل) – مارتني‬‫�إنديك‪.‬‬ ‫ االعرتاف مب�صالح �إيران كقوة �أقليمية‪ ،‬ومواجهتها يف م�صاحلها كقوة ثورية‪.‬‬‫‪14‬‬


‫ّ‬ ‫التحديات‬ ‫�أوباما يف مواجهة‬

‫ ترميم �صورة �أمريكا و�رشعيتها يف املنطقة‪.‬‬‫ وقف الإ�ستنزاف الأمريكي يف �رصاعات ال�رشق الأو�سط‪.‬‬‫ خلق بيئة �إقليمية لدفع الإيرانيني نحو الت�سوية‪.‬‬‫ العمل مع �رشكاء جدد �أكرث مقبولية وت�أثرياً (الإخوان امل�سلمني)‪ ،‬وت�أهيل احللفاء القدامى لأدوارجديدة (تركيا مث ً‬‫ال)‪.‬‬ ‫ حماولة التو�صل لت�سوية فل�سطينية – �إ�رسائيلية‪.‬‬‫‪� -‬إقامة توازن �إقليمي يتيح لأمريكا التخفف من كثري من �أعباء املنطقة‪.‬‬

‫�إ�سرتاتيجية الأمن القومي الأمريكي ‪2015‬‬ ‫ القيادة من خالل الأهداف‪� ،‬أي حلماية �أمريكا ومواطنيها‪ ،‬جت ّنب �أزمة يف االقت�صاد الدويل‪ ،‬منع امتالك �أو ا�ستخدام ا�سلحة الدمار ال�شامل‪ ،‬التغيرّ املناخي‪ ،‬منع‬‫ح�صول خلل كبري يف �سوق الطاقة‪ ،‬التح�سب لآثار ظهور الدول الفا�شلة وال�ضعيفة‪.‬‬ ‫ القيادة مبتانة من خالل تعزيز عنا�رص القوة الأمريكية الداخلية‪.‬‬‫ القيادة من خالل تقدمي منوذج ي�ستحق االقتداء‪ ،‬وهذا حديث دائم مرتبط مبا يعرف بالقوة الناعمة‪.‬‬‫حتمل امل�س�ؤوليات خلف وا�شنطن والتخلي عن حالة «الراكب‬ ‫ القيادة من خالل �رشكاء قادرين‪� ،‬أي الت�أكيد جمدداً على �أنه حان الوقت لأن ي�شارك الآخرون يف ّ‬‫املجاين»‪.‬‬ ‫ القيادة من خالل كل عنا�رص القوة الأمريكية ( الع�سكرية‪ ،‬الدبلوما�سية‪ ،‬العقوبات‪ ،‬التنمية‪ ،‬االقت�صاد‪ ،‬اال�ستخبارات‪ ،‬العلم والتكنولوجيا)‪� ،‬أي اال�ستمرار يف‬‫احلد من دور القوة الع�سكرية يف ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية ل�صالح توليفة هجينة‪.‬‬ ‫– القيادة مبنظور بعيد الأمد‪ ،‬من خالل مراقبة حتوالت القوة حول العامل‪ ،‬و�إدراك �أن عملية التناف�س يف ال�رشق الأو�سط �ستبقى قابلة لال�شتعال ال �سيما حيث‬ ‫«للمتطرفني الدينيني» جذور �أو حيث يوجد حكام يرف�ضون الإ�صالح الدميوقراطي‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫‪ )2‬على املدى البعيد‪:‬‬ ‫ التمهيد الخرتاق املجتمع الإيراين وتعزيز التوتر الداخلي بني تياري الدولة والثورة‪.‬‬‫التفرغ الأمريكي للتحدي ال�صيني‪.‬‬ ‫ التوازن الإقليمي يقلل الأكالف رغم خ�سارة بع�ض املنافع‪ ،‬وهو ما يتيح ّ‬‫‪ -‬حماولة �إقامة حزام من الدول ال�صديقة حول الرب الآ�سيوي حلجز رو�سيا وال�صني‪.‬‬

‫‪ -‬التوازن الأورا�سي هو الهاج�س الأمريكي الذي �أ�صبح املحدد الرئي�سي يف ال�سيا�سة اخلارجية الأمريكية‪.‬‬

‫�أوباما حتت النقد الأمريكي‬ ‫ ظهور �أمريكا كقوة مرتاجعة �ضعيفة يف طور ال�ضمور‪.‬‬‫ ت�شجيع القوى املناف�سة على حتدي القوة الأمريكية‪.‬‬‫ ظهور فراغات �إ�سرتاتيجية حول العامل ت�شعل التوتّرات وت�سمح «لالعبني �سيئيني» بال�صعود‪.‬‬‫‪� -‬إحلاق �رضر نوعي مب�صداقية والتزام �أمريكا جتاه حلفائها‪.‬‬

‫‪15‬‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.