العدد السادس - مجلة الشاعر العربي

‫مجلة أدبية ثقافية إلكترونية نصف شهرية – العدد السادس – ‪ 15‬مايو ‪2015‬‬

‫إمام العشق‬ ‫ما زال يالحقني‬ ‫المحبوبة‬

‫شيخوخة مبكرة‬

‫‪‬‬

‫فريق العمل ‪:‬‬ ‫رئيس التحرير ‪ :‬أ ‪ .‬مهند حليمة‬ ‫الدعم الفني ‪ :‬أ ‪ .‬محمد طكو‬ ‫التدقيق اللغوي ‪ :‬أ ‪ .‬فايزة سعادة‬ ‫التصميم ‪ :‬أ ‪ .‬علي اليامي‬

‫للتواصل والنشر ‪:‬‬ ‫رئاسة التحرير ‪alshaeralarabi.1@gmail.com :‬‬ ‫موقع المجلة اإللكتروني ‪alshaeralarabi.zelmajaz.net :‬‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪1‬‬

‫محتويات العدد‬ ‫زاوية الشعر الفصيح ‪:‬‬ ‫عمر غريب بقلم ‪ :‬رانيا إمام‬ ‫هبة من باذخ العطر بقلم ‪ :‬أحمد قطيش‬ ‫إمام العشق بقلم ‪ :‬هبة الفقي‬ ‫آالم وأحزان بقلم ‪ :‬خلود مساعيد‬ ‫زاوية النثر ‪:‬‬ ‫محبرة وريشة كاتب بقلم ‪ :‬فرح دغيم‬ ‫شيخوخة مبكرة بقلم ‪ :‬فيروز مخول‬

‫مقالة العدد ‪:‬‬ ‫والشعراء يتبعهم الغاوون بقلم ‪ :‬فايزة سعادة‬ ‫زاوية التراث ‪ :‬الحكواتي‬ ‫قصيدة األسبوع ‪(( :‬المحبوبة )) بقلم ‪ :‬الصادق الرمبوق‬ ‫التفعيلة ‪ :‬مازال يالحقني بقلم ‪ :‬حنين أحمد‬ ‫زاوية القصة ‪:‬‬ ‫إمرأة تشبهها بقلم ‪ :‬د‪ .‬شادن شاهين‬ ‫ومنهن بقلم ‪ :‬د‪ .‬غادة نصّار‬ ‫اخترنا لكم ‪:‬‬ ‫الميّة ابن الورد بقلم‪ :‬عصام علوش‬ ‫لقاءات وحوارات ‪ :‬إيليا أبو ماضي ‪ ..‬شاعر ومسيرة‬ ‫استراحة العدد مع الشاعر األموي مالك بن الريب‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪2‬‬

‫زاوية الشعر الفصيح‬ ‫عمر غريبٌ ‪ /‬بقلم ‪ :‬رانيا إمام‬ ‫ٌ‬ ‫‪...............................‬‬ ‫عمر غريبٌ والقلوب فقيده ‪..‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫ٌ‬ ‫بحزن فالدّيار بعيده ‪..‬‬ ‫يخطو‬ ‫ٍ‬ ‫‪،،‬يبكي و جمر اآله يكوي هدبه‪..‬‬ ‫قد طال ليل و العيون شهيدة ‪..‬‬ ‫‪َ ،،‬‬ ‫نزف الكالم وجفّ ماء محابر ٍ ‪..‬‬ ‫ماعاد حرفٌ تحتويه قصيدة‪..‬‬ ‫‪ ،،‬يشكو اإلله شجونه في غربة ٍ ‪..‬‬ ‫ح ّ‬ ‫رو ٌ‬ ‫تحن لروضة ٍ مفقودة ‪..‬‬ ‫‪ ،،‬شو ٌ‬ ‫ق ينوح ففي الحكايا غصّةٌ ‪..‬‬ ‫قد ضاع حل ٌم والدروب شريدة ‪..‬‬ ‫‪ ،،‬وعلى سفوح الهجر يجثو خاف ٌ‬ ‫ق ‪..‬‬ ‫ينعي طلوالً في رؤاه زهيدة‪..‬‬ ‫دار عشقه ‪..‬‬ ‫‪ ،،‬وسم الفؤاد بك ّل ٍ‬ ‫والتوق رنـ ّ َم عانق األ ُ ْغ ُرودة‪..‬‬ ‫‪ ،،‬كم عاد فجر بعد ليل حالك ‪..‬‬ ‫فالصبر عهدٌ ال يخون ُمريده ‪..‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪3‬‬

‫هبة من باذخ العطر بقلم ‪ :‬أحمد قطيش‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫شيْب ُو ازع ُ *** وأ َ ْقــوى قُ‬ ‫ش ْيبُ وال َّ‬ ‫َي ال َّ‬ ‫قـامـ ُع‬ ‫هـر ِ‬ ‫ـر والـدَّ ُ‬ ‫ــواي الـدَّ ْه ُ‬ ‫كَسا عار ِض َّ‬ ‫َ‬ ‫َّـت ِب ْ‬ ‫ـي َو َ‬ ‫غـص ْ‬ ‫ـضاجع ُ‬ ‫ـالـهُمو ُم ْالـ َم‬ ‫ـي ْاأل َيّــــا ُم أَثْــقَــ َل َو ْطــئُـهـا *** عَــلَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َو َهــدَّتْــنِ َ‬ ‫صتْن ِ ْالـسِنو ُن الـصَّوا ِد ُ‬ ‫ع‬ ‫أَرانــي عَـلـى َحــ ِدّ ْالـ َحـيا ِة ُمــراو ِحــا ً *** نَـبَـتْني وأ َ ْقـ َ‬ ‫ـالالـ َهـ ُّم َيـ ْنـسـاني َوال ْالـ َح ُّ‬ ‫شـ ِبـهُ َبـعْـضَـها *** فَ ْ‬ ‫ــــي ْاأليّـــا ُم تُـ ْ‬ ‫ـظ طـا ِئـ ُع‬ ‫تَــمُــرُّ ِب َ‬ ‫ْـس يَ ْـفـ َه ُم لَـ ْهـ َجتي *** كَـــأنّــي َ‬ ‫قَـالنـي َز ٌ‬ ‫َـرتْـهُ ْالــ َمـرابِـ ُع‬ ‫غـــريــبٌ أ َ ْنــك َ‬ ‫مــان لَـي َ‬ ‫فَـلَـمّا ا ْ‬ ‫ش ُع‬ ‫سـتَـبَدَّ ْت بِــي كَـآبَـةُ ِعـيَشَتي *** وأ َ ْق َ‬ ‫ش َع َو ْجهُ ْالقَ ْفر ُفي النَّ ْفس ِ خا ِ‬ ‫ــت َهـبَّةٌ ِم ْ‬ ‫ـن بـاذِخ ِ ْالـ ِع ْطر ِأ ْنـعَش ْ‬ ‫أَت َ ْ‬ ‫َت *** فُــــؤادا ً تَــــوارى ِحــسُّــهُ والــدَّوافِــ ُع‬ ‫َهــنـوفٌ ِمـــنَ الّـالئـي يَـتُـو ُ‬ ‫دام ُع‬ ‫ـمـثْ ِلها *** فَـت َ ًى ِمـثْ ُل حـالي مُوْ َج ُع ْالقَ ْلب ِ ِ‬ ‫ق ِل ِ‬ ‫صــــ ْدر أَثْـ َخـنَـتْـهُ ْالــقَــوار ِ ُ‬ ‫ع‬ ‫س ْت ِم ْن ِجراحي وأ َ ْب َه َج ْت *** دَخــيـلَـةَ َ‬ ‫ست ْ وآ َ‬ ‫فَـوا َ‬ ‫َمـهـاةٌ تَـهاد َْت فَـوْ قَ قَ ْـفر ِْي ِبـ َخ ْطو ِهـا *** تَــتـيـهُ ِبــــدُّ ٍل مــائِــس ْالــقَــ ِدّ رائِـــ ُع‬ ‫ــو ِل ْـلـ ِك ْـفل ِ هـــار ِ ُ‬ ‫ع‬ ‫َويَـ ْغـ ُم ُ‬ ‫ــرجَّـ ٌل *** تَـ َحـدَّ َر َ‬ ‫سـيْـالً فَــ ْه َ‬ ‫ـرهـا َحــتّــى الـ ِنّـطـاق ِ ُم َ‬ ‫فـاحـ ٌم الّـلـوْ ِن راقَـنـي *** تَــضَــمَّـ َخ ِطــيـبـا ً ت َ ْ‬ ‫َيــلـو ُ‬ ‫ـجـتَـنـي ِه ْاالصــا ِبــ ُع‬ ‫ح ِلـ َعـيْـني ِ‬ ‫ــز ْت َخـمـيصا ً ُمـ َه ْـف َهفا ً *** فَـيَ ْ‬ ‫ـر ْت َه َّ‬ ‫ـخـلُبُ لُـبّـي ُمـثْـقَ ُل ْالـغُـ ْ‬ ‫صن ِ يـانِـ ُع‬ ‫إذا َخــ َط َ‬ ‫َو َو ْجــهٌ بَــدا يَـ ْ‬ ‫ــر بِــــ ِه الــ َّ‬ ‫شـفي الـسَّـقا َم ُمـ َه ِلّالً *** ي َ‬ ‫شـهـدُ نــابِــ ُع‬ ‫ُــزيَّــنُـهُ ثَــ ْغ ٌ‬ ‫َـحك ْ‬ ‫َت أَمْ ـسى حُـلو ِك َي ُمـ ْ‬ ‫ـاط ُع‬ ‫س ِ‬ ‫س ِفرا ً *** َو َهــ َّل َ‬ ‫أِذا ض ِ‬ ‫ـو ْقت ِ َ‬ ‫صـباحي ُمـ ْب ِك ُر ْال َ‬ ‫يَـقُـولونَ لــي َه ّ‬ ‫ــال ذَ َكـرْ تَ لَـنا اسْـ َمها *** فَـقَ ْل ُ‬ ‫ت ْاقـسِطوا فـال َّ‬ ‫ص ْد ُر لـل ّ‬ ‫س ُع‬ ‫سِر وا ِ‬ ‫ش ْـقـتُها عَــربــا َء طــابَ ْ‬ ‫تَـعَـ َّ‬ ‫ـت أُصـولُـهـا *** ت َ َ‬ ‫س ُمــضــار ِ ُ‬ ‫ع‬ ‫ــنـازعَـهـا جُــــودٌ َوبــــأ ْ ٌ‬ ‫ـت ِبـــ ِه ْ‬ ‫لَــهـا الَّـرايـةُ ْالـبَـيْضا ُء ْ‬ ‫إن قِـيـ َل عَـمُّـها *** تَـبـا َه ْ‬ ‫ِنـاصـ ُع‬ ‫والــخـا ُل بـا ِ‬ ‫ِلـذّ ْكر ِ‬ ‫ـــجــذوبٌ إلَــيْــهـا ُمــتَـيَّـ ٌم *** َوع ْ‬ ‫ـــي نـــاز ِ ُ‬ ‫ـي َم ْ‬ ‫ع‬ ‫ُــور َو ِ‬ ‫ـي َمــأْس ٌ‬ ‫روح َ‬ ‫َــقـ ِل َ‬ ‫كَــيــانِ َ‬ ‫ـالمي إلَـيْها َي ْـقتَفي فَـوْ َح ِع ْ‬ ‫ـطر ِهـا *** يُـتـا ِب َعهُ قَ ْـلـبي َو ِفـي ْالـو َ ْ‬ ‫طـام ُع‬ ‫صـل ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪4‬‬

‫(( إِ َمــا ُم ْال ِع ْ‬ ‫ــق )) بقلم ‪ :‬هبة الفقي‬ ‫ش ِ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ْ‬ ‫سنـاكَ النَّ ْجـــ ُم َق ْد َأَفَـَـال *** وال ُّ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫مـوس ا ْ‬ ‫سلَ َم ْت َخ َجـال‬ ‫ش‬ ‫ُ‬ ‫من َ‬ ‫سال‬ ‫نــوركَ ا ْن َه َملَ ْت *** في َظ‬ ‫ُم ْزنــَةٌ ِم ْن‬ ‫ــــالم الليـ ِل فاغت َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يا َح ِبيبــا ً‬ ‫صـار َم ْ‬ ‫ب ال بَـــدَال‬ ‫سكَنـــَهُ *** في َحنـايا ْالقَ ْلـ ِ‬ ‫َ‬ ‫يــاض الـــرُّ وحِ ُم ْحت َ ِفال‬ ‫يا أَميـــرا ً جــا َل مـَوْ ِكـبـــهُ *** في ِر‬ ‫ِ‬ ‫َك ْم يَطــوفُ ْالبــَـ ْد ُر لَ ْيلَتـَـهُ *** في ِكــال َخدَّيْــكَ ُم ْكت َ ِمـــال‬ ‫ــداب ْ‬ ‫يت ْال ُحس ُ‬ ‫بَ ْل يَبِ ُ‬ ‫وال ُمقـــَال‬ ‫ْـــن في َولـَــ ٍه *** يَرْ ُ‬ ‫س ُم األهـْ َ‬ ‫شغُـ ِفي *** َخ َّ‬ ‫صبَ ْبتَ ْالحُــبَّ في ُ‬ ‫ــب األ َ ْحـال َم وال ُّ‬ ‫سبُــال‬ ‫ُمذ َ‬ ‫ض َ‬ ‫والغـَــرا ُم ْالعـ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ــركَ ْالفَ ُ‬ ‫تــان مُرْ تَجــِـال‬ ‫ـذبُ رنَّمـَـهُ *** ثَغَ ُ‬ ‫شــواقَ ْ‬ ‫سـ ُل األ َ ْ‬ ‫والغـ َ َ‬ ‫بَ ْ‬ ‫ـزال‬ ‫س َمـــة ٌِم ْن فِيـكَ ما بَ ِر َح ْت *** تُرْ ِ‬ ‫شبَ ْت في أ َ ْ‬ ‫ســال‬ ‫س َطعَ ْت *** أ َ ْن َ‬ ‫ضلُــعي األ َ َ‬ ‫واللَّـ َمى ْال َحسْنـا ُء ُمذ َ‬ ‫أَرْ ُ‬ ‫شفُ اآلمـا َل ِم ْن لُحُـــظٍ *** ِم ْن نَداها ال ّ‬ ‫ــر قَ ْد َك ُمـال‬ ‫س ِْح ُ‬ ‫يا ِإمـَـا َم ْال ِع ْ‬ ‫ـوى نَـ َ َ‬ ‫ــزال‬ ‫ــــق ِ ِفي َز َمني *** يا مالكا ً ِل ْلهـ َ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب ْالحـُـــبّ ِ قَ ْد نَ ِهال‬ ‫َك ْم َ‬ ‫عشِيــق ٍفِي هـ َ َ‬ ‫ـواكَ َه َوى *** ِم ْن عَذا ِ‬ ‫ْس يَ ْخشَى إِ ْن بـِــ ِه قُتــِــال‬ ‫بَاتَ فِي أَس ٍ‬ ‫ْـــر يَهيـــ ُم بِــ ِه *** لَي َ‬ ‫َ‬ ‫غيـْ َر أَنــ ِّي فِيــكَ ذُو َخبــــ َ ٍل *** ال يُــــال ُم الصَّـــبُّ إِ ْن ُخبِـِال‬ ‫ى *** فاعت َ َ‬ ‫ـز ْل ُ‬ ‫َم َّ‬ ‫ت ْالعَ ْقــ َل والعُ َقــَال‬ ‫سنِي ِم ْن ُم ْقلَت َيــكَ َه َ‬ ‫ـــو ً‬ ‫ُــذر ْ‬ ‫والعَـذَال‬ ‫َم ْن ت َ َ‬ ‫َى *** َه ْل يُبــا ِلي الع َ‬ ‫صبَّى فِيــكَ دُونَ ُهــد ً‬ ‫ب ال َّ‬ ‫ق ُم ْبت َ ِهال‬ ‫َ‬ ‫سـوْ َ‬ ‫ف أ َ ْحيا ُم ْغ َرما ً َو ِلعــــا ً *** فِي ِرحــا ِ‬ ‫شــوْ ِ‬ ‫ـان ُم ْ‬ ‫عَاشـِـــقا َ مــازا َل َخافِقُـــهُ *** ِم ْن لَــ َظى ْ‬ ‫شت َ ِعـال‬ ‫األجفــ َ ِ‬ ‫ار ِع ْ‬ ‫قَ ْد َو َهبـْ ُ‬ ‫ــو َرى َمثَال‬ ‫ـت ْالحُــــبَّ أَوْ ِردَ ِتــي *** َ‬ ‫ش ِقـــي فِي ْال َ‬ ‫ص َ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪5‬‬

‫آالم وأحزان بقلم ‪ :‬خلود مساعيد‬ ‫سينَا ‪ ...‬ت َ ْه ِوي بِنَا َو ِريَا ُ‬ ‫أ َ َما لَنَا َزوْ َر ٌ‬ ‫ح ْالقَ ْه ِر ت َ ْط ِوينَا‬ ‫ق إِالَّ َمآ ِ‬ ‫أي ِ ش ٍ ّ‬ ‫َط نَ َرى ْاأل َ ْحد َ‬ ‫سينَا‬ ‫َاث تُرْ ِ‬ ‫تَصَرَّ َم الدَّ ْه ُر َو ْاأل َ ْن َظ ُ‬ ‫ار َحائِ َرةٌ ‪ِ ...‬ب ّ‬ ‫ض َمائِ ِرنَا ‪ ...‬ت َ ْقت َ ُ‬ ‫َولَوْ عَةُ ْالح ُْز ِن تَس ِْري فِ ْي َ‬ ‫ات َر ْجعًا ش َِجيًّا ِم ْن أ َ َمانِينَا‬ ‫يش ِبالدَّمْ ِع َموْ جًا فِ ْي َمآقِينَا‬ ‫َو ْاللَ ْي ُل ‪َ -‬والدَّ ْه ُر لَ ْي ٌل ُكلُّهُ أَبَدًا‪ ... -‬يَ ِج ُ‬ ‫ار لَهُ ‪ ...‬ضَاع ْ‬ ‫َت ِبأَرْ َجا ِئ ِه أ َ ْ‬ ‫صدَا ُء َحادِينَا‬ ‫َهذَا ْالفَضَا ُء َ‬ ‫س َرابٌ َال قَ َر َ‬ ‫َال يَ ْن ِزفُ ال ُجرْ َح إِ َّال ِم ْن َج َوانِ ِحنَا ‪َ ...‬ال يَ ْ‬ ‫س ُك ُن ْالقَ ْيدُ إِ َّال فِ ْي أ َيَادِينَا‬ ‫ش ْدوٌ ِم ْن أ َ َ‬ ‫سِرْ نَا َولَ ْم ت َ ْ‬ ‫غانِينَا‬ ‫ِيرتَنَا ‪ ...‬نَ ْب ِك ْي َو ِل ْل َم ْج ِد َ‬ ‫ب الدُّ ْنيَا َمس َ‬ ‫ص َح ِ‬ ‫س ْينَا َم َرا ِكبَنَا ‪َ ...‬وفِ ْي ِح َمى ْالب ُْؤ ِس لَ ْم تَب َْر ْح َمغَانِينَا‬ ‫َ‬ ‫علَ ْى لَ َظ ْى اليَأ ْ ِس أَرْ َ‬ ‫ار يَ ْندُبُنَا َم ْن كَانَ يَ ْهجُونَا‬ ‫قَ ْد عَادَ يَرْ َح ُمنَا َم ْن كَانَ يَ ْح ُ‬ ‫سدُنَا ‪َ ...‬و َ‬ ‫ص َ‬ ‫َوارْ تَدَّ ي ُْط ِع ُمنَا َم ْن كَانَ يَ ْ‬ ‫َامتُنَا ع َْطفًا يُ َحا ِبينَا‬ ‫ار ش ِ‬ ‫سأَلُنَا ‪َ ...‬و َ‬ ‫ص َ‬ ‫ان يَ ْ‬ ‫ش ِرينَا‬ ‫اس ِب ْاألَوْ َز ِار تَرْ ُج ُمنَا ‪َ ...‬وأ َ ْز َهدُ النَّ ِ‬ ‫أ َ َرا ِذ ُل النَّ َ‬ ‫اس فِ ْي ْاأل َ ْقنَ ِ‬ ‫َو ْالقَ ْه ُر يَ ْد َمغُنَا َوالرُّ ْعبُ يَسْكنُنَا ‪َ ...‬و َّ‬ ‫الز ْيفُ يَسْلبُنَا أ َ ْدنَى َم َعانِينَا‬ ‫علَى َمضَض ْاألَي َِّام ُ‬ ‫شنَا َو ْال َيوْ ُم يُ ْ‬ ‫س َي ْن َه ُ‬ ‫غ َّ‬ ‫ش ِجينَا‬ ‫َطالَ ْت َ‬ ‫صتُنَا ‪ ...‬فَ ْاألَمْ ُ‬ ‫ارتُنَا ‪َ ...‬و َال لَنَا ُم ْ‬ ‫ش ِف ٌ‬ ‫ق إِ َّال أَعَادِينَا‬ ‫فَ َما لَنَا بَ ْل َ‬ ‫س ٌم إِ َّال َم َر َ‬ ‫ْض ْالقَوْ ِل يُ ْ‬ ‫س ِلينَا‬ ‫َوإِ ْن َ‬ ‫شكَوْ نَا فَ َال ُحرٌّ يُ َ‬ ‫صبِّ ُرنَا ‪َ ...‬و َال ُم َو ٍ‬ ‫اس بِبَع ِ‬ ‫َال نَ ْدفَ ُع ُّ‬ ‫الظ ْل َم إِ َّال ع َْن ُم َح ِاربِنَا ‪َ ...‬و َال نُ َح ِاربُ إِ َّال َم ْن ي َُوا ِلينَا‬ ‫ق إِ َّال أ َ ْن يُ َحا َط بِنَا ‪َ ...‬و َال نَ َرى ال َّ‬ ‫َال نَ ْقبَ ُل ْال َح َّ‬ ‫آخينَا‬ ‫شرَّ إِ َّال فِ ْي ت َ ِ‬ ‫َو َال نَ َرى ْال َخي َْر إِ َّال فِ ْي تَفَرُّ قِنَا ‪َ ...‬و َال ْاأل ُ ُخوَّ ةُ إِ َّال فِ ْي تَعَ ِازينَا‬ ‫ص ْفوً ا فِ ْي أ َ َوانِينَا‬ ‫َحيَاتُنَا ُكلُّ َها ِبال ِنّ ْف ِط قَ ْد ُم ِز َج ْت ‪ ...‬فَ َال نَ َرى ال َما َء َ‬ ‫س َكنَ ٍة ‪َ ...‬و َال نُلَ ّ ِو ُ‬ ‫ب فِ ْي ذُ ٍ ّل َو َم ْ‬ ‫ح ِم ْن بُ ْع ٍد ِأل َ ْه ِلينَا‬ ‫صافِ ُح ِ‬ ‫نُ َ‬ ‫الذّئْ َ‬ ‫نَأ ْ َبى َّ‬ ‫اش ت َ ْف ِرينَا‬ ‫الط ِريقَ َو ِإ ْن كَانَ ْت ُمعَبَّدَةً ‪َ ...‬ونَرْ َكبُ الس َّْف َح َو ْاأل َ ْح َر ُ‬ ‫ش َربُ ال َما َء ع َْذبًا ِم ْن َمنَابِ ِعنَا ‪َ ...‬ونَ ْ‬ ‫َال نَ ْ‬ ‫شت َ ِري ِه أ ُ َجاجًا ِم ْن َم َوا ِلينَا‬ ‫ساتِ ٌر إِ َّال َم َخ ِازينَا‬ ‫َال نَع ِْرفُ ْالفَ ْخ َر إِ َّال ِم ْن َه َزائِ ِمنَا ‪َ ...‬و َما لَنَا َ‬ ‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪6‬‬

‫ام ِل َها ‪ِ ...‬ر َما ُحنَا َ‬ ‫غائِ َر ٌ‬ ‫سيُوفُنَا َ‬ ‫ات فِ ْي ت َ َراقِينَا‬ ‫ُ‬ ‫ب َح ِ‬ ‫ضرْ بُ َها فِ ْي قَ ْل ِ‬ ‫ف َ‬ ‫اج ِرنَا ‪ُ ...‬خيُولُنَا َر ْك ُ‬ ‫صائِبَ ٌ‬ ‫غ ِازينَا‬ ‫ض َها فِ ْي َ‬ ‫س َها ُمنَا َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِّ‬ ‫ات فِ ْي َم َح ِ‬ ‫كَانَ ْت فِلَس ِْط ُ‬ ‫سينَا فِلَس ِْطينَا‬ ‫ار أ َ ْدنَى َمآ ِ‬ ‫صى َما يُؤ ِ َّرقُنَا ‪ ...‬فَ َ‬ ‫ين أ َ ْق َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت َخب ٌ‬ ‫ش َرعِ ْال ُك ْف ِر فَتْ ٌك فِ ْي ش َِر ْيعَتِنَا ‪َ ...‬و ِلل َّ‬ ‫ِلـ َم ْ‬ ‫اصينَا‬ ‫ض َال َال ِ‬ ‫ْط فِ ْي نَ َو ِ‬ ‫س َها ‪َ ...‬وفَ َر ُ‬ ‫شيْخِ ال ِت ّي ِه ي ُْفتِينَا‬ ‫َ‬ ‫خ ((بَ ْلعَا َم)) َ‬ ‫ِين ِللدَّ َجا ِل نُ ْل ِب ُ‬ ‫عبَا َءةُ الدّ ِ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ص ِلّينَا‬ ‫سلَّ َطةٌ ‪َ ...‬ال تَمْ نَ ُح ْالقُوْ تَ ِإ َّال ِل ْل ُم َ‬ ‫صنَ ِ‬ ‫امنَا ْال َيوْ َم أَرْ بَابٌ ُم َ‬ ‫س ال ُم َرابِينَ يَ ْف ِري فِ ْي د َ​َرا ِه ِمنَا ‪َ ...‬و ُم ْنك َ​َر ُ‬ ‫سدُوْ ِم ٍ​ٍ)) فِ ْي نَ َوادِينَا‬ ‫سُوْ ُ‬ ‫ات (( َ‬ ‫ت َ ْط ِف ْيفُ (( َم ْديَنَ )) بَعْضٌ ِم ْن ت َ َظالُ ِمنَا ‪َ ...‬و ِكب ُْر ((فِرْ عَوْ نَ )) ج ٌْز ٌء ِم ْن َط َوا ِغينَا‬ ‫اروْ تَ )) فَيْضٌ ِم ْن تَعَادِينَا‬ ‫اروْ نَ )) ش َْي ٌء ِم ْن تَعَا ُم ِلنَا ‪َ ...‬و ِ‬ ‫س ْح ُر (( َه ُ‬ ‫َوبَ ْغ ُي ((قَ ُ‬ ‫ع ِم ْن ُ‬ ‫مْروْ دَ)) نَوْ ٌ‬ ‫عقُوبَتِنَا ‪َ ...‬وجَوْ ُر (( َها َمانَ )) ُجب ٌْن فِ ْي َزبَانِينَا‬ ‫ار ((نَ ُ‬ ‫َونَ ُ‬ ‫ع ْن ٌز ِع ْندَ عَادِينَا‬ ‫ُجحُوْ دُ ((عَادٍ)) قَ ِل ْي ٌل ِع ْندَ ُم ْل ِح ِدنَا ‪َ ...‬و((نَاقَةُ هللاِ)) َ‬ ‫ع ْد ٌل ِع ْندَ فَاتِ ِكنَا ‪َ ...‬وفِ ْع ُل ((دَاوُ دَ)) إِرْ َهابٌ يُ َج ِنّينَا‬ ‫ش (( َجالُوْ تَ )) َ‬ ‫َوبَ ْط ُ‬ ‫َونُ ْ‬ ‫سينَا‬ ‫صب ٌْر فِ ْي َمآ ِ‬ ‫ب)) َ‬ ‫ص ُح ((لُ ْق َمانَ )) لَ ْغوٌ فِ ْي َ‬ ‫ص َحائِ ِفنَا ‪َ ...‬وح ُْز ُن ((يَ ْعقُوْ َ‬ ‫َار ِتنَا ‪َ ...‬وز ْهدُ (( َي ْحيَى)) َه َو ٌ‬ ‫ُف)) َكب ٌ‬ ‫ان ِف ْي ت َ َبا ِهينَا‬ ‫َ‬ ‫عفَافُ ((يُوْ س َ‬ ‫ْت ِف ْي َحض َ‬ ‫سى)) ُخنُوْ ٌ‬ ‫ع فِ ْي تَدَا ِعينَا‬ ‫س ُّخ ِطنَا ‪َ ...‬و َ‬ ‫َو َ‬ ‫ص ْف ُح (( ِع ْي َ‬ ‫ب ح ُْز ٌن فِ ْي ت َ َ‬ ‫صب ُْر أَيُّوْ َ‬ ‫ست َ ْغ ِف ُر هللاَ! َهذَا بَعْضُ َواقِ ِعنَا ‪ ...‬لَـمَّا َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ض ال ِت ّ ْي ِه ثَا ِو ْينَا‬ ‫غدَونَا بِأَرْ ِ‬ ‫غ َل فِ ْي َّ‬ ‫َت ُمبَ ْعث َ َرةً ‪ ...‬لَـمَّا ت َ َو َّ‬ ‫ير قَ ْد ضَاع ْ‬ ‫س ِارينَا‬ ‫الظ ْل َم ِ‬ ‫اء َ‬ ‫ُك ُّل ال َمعَايِ ِ‬ ‫ْس ت َ ْبيِينَا‬ ‫ار ُم ْنت َ ِكسًا ‪ ...‬يَ َرى الرَّ شَادَ َ‬ ‫ب َ‬ ‫َو َه َكذَا ُك ُّل قَ ْل ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫ع ًمى َو ْاللَب َ‬ ‫ار ال َم ْجدُ يَ ْق ِلينَا‬ ‫سلَ ْكنَا َو َ‬ ‫َو َه َكذَا َ‬ ‫ار ْت ْاألَيَّا َم ت ُ ْن ِك ُرنَا ‪ ...‬أَنَّى َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص َ‬ ‫غي ٌ‬ ‫س َوى َ‬ ‫ْث يَ ُم ُّن بِ ِه ‪َ ...‬ربُّ ال َّ‬ ‫ان ي ُْح ِيينَا‬ ‫س َم َوا ِ‬ ‫َو َال َر َجا ٌء ِ‬ ‫اإل ْي َم ِ‬ ‫ت ِب ْ ِ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪7‬‬

‫زاوية النثر‬ ‫محبرة وريشة كاتب بقلم ‪ :‬فرح دغيم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫استكان الجسد منمل األطراف‬ ‫ينتظر جوع كاتب لمحبرته وقلمه المنمق‬ ‫ينتظر نص العراف وتأويل الشاعر‬ ‫نحس بغوغاء النظرات و ضوضاء خفقات الفؤاد‬ ‫داخل جسد بقربه سراج كان رفيقا لوحدته‬ ‫و أوراق عليها ابتسامات و احزان أخيلة روحه الطفيفة‬ ‫سالت األبجديات سيال على أوراق الحياة‬ ‫تبث فيها أنينا على مهد شرائع األنسان‬ ‫تنهدات عميقة تضيق الصدر تتحالف مع مرارة الحب و سكينة الوداع‬ ‫تتجاذبني نعمة الصبر و تأسرني مرارة الوداع‬ ‫في زوايا قفص طير قد رحل و جف جرن مائه‬ ‫و نفذت منه بذوره‪.....‬‬ ‫ها قد عانقني الكرى و اسدل الليل نعشه‬ ‫و سكنت حركة الكائنات‬ ‫و بدأت من دموعها تروي الحياة الرابضة تحت أطباق الثرى‬ ‫نعم ‪ ...‬نحن داخل حلبة نصارع حياة فانية‬ ‫حياة تعظ حقارة االنسان بعين الشفقة و الرحمة‪..‬‬ ‫فالحياة تبحث عن الحياة داخل أجساد تخاف القبور‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪8‬‬

‫شيخوخة مبكرة بقلم ‪ :‬فيروز مخول‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫شيخوخة مبكرة ‪ ...‬صنعتها الشمس المجهولة ‪...‬‬ ‫تمشطني تضاريس الحنين ‪ ...‬شعرة شعرة ‪...‬‬ ‫في أحراش الخذالن ‪...‬‬ ‫مسالت الكبرياء ‪ ...‬تحولت‬ ‫أوتاد خيام هجرتي ‪ ...‬وصليب عذاباتي‬ ‫……………………‪.‬‬ ‫أهرب من ‪ ...‬عنكبة خيوط الصرخات‬ ‫يراكضني الخريف ‪...‬‬ ‫أغنية النهر للشجر ‪ ...‬تحتالني أحاسيس مستعارة‬ ‫من األمل المنقوش‬ ‫على ستائر الليل‬ ‫فأرتدي عباءة ‪ ...‬أوجاع ليست لي‬ ‫……………………‪.‬‬ ‫مهما أعلن الفجر انشقاقه‬ ‫غرقت الفراشات بدمها‬ ‫تساقط الثلج ‪ ...‬ملحا عتيقا‪...‬‬ ‫الروح حبيسة‬ ‫تخدع الظالم‬ ‫ال بد من عناقيد غضب‬ ‫تقتحم كؤوس اليأس‬ ‫وتطلق سراح الندى‬ ‫………………………‪.‬‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪9‬‬

‫التفعيلة ‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــ‬ ‫ال تسلني بقلم ‪ :‬صافي أحمد‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫ال تسلني ياحبيبي أي قدر قد جمعنا فالتقينا…‪.‬‬ ‫في فضاءات الخيال كم سبحنا وسبحنا وشربنا العشق وهما ً ما ارتوينا…‪.‬‬ ‫يا حبيبي‪ ،‬يكفي أنّا قد لقينا اليوم حبا منه نقتات‪ ،‬ومنه نستقي للعمر معنى ما حيينا…‪..‬‬ ‫في كهوف الحب من نار الفراق قد أوينا واختفينا فاحتمينا‪ ،‬وشربنا فسكرنا وانتشينا …‪.‬‬ ‫يا حبيبي كم ظننا أن في لقيانا سقيا تطفئ نيران شوق طالما فيها اكتوينا…‬ ‫فالتقينا‪ ..‬واقتربنا‪ ..‬وافترقنا‪ ..‬فابتعدنا‪ ..‬ثم عدنا و التقينا‪...‬‬ ‫ذات بر ٍد وتصافحنا بود بااليادي بالقلوب‪ ،‬بناظرينا…‪.‬‬ ‫وعادت النيران فينا تضطر ْم في خافقينا‪...‬‬ ‫فاستعرنا من جديد‪ ،‬واشتعلنا فاحترقنا واصطلينا‪...‬‬ ‫وعرفنا أنّا يوما من هوانا ما اكتفينا‪...‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪10‬‬

‫مقالة العدد‬ ‫والشعراء يتبعهم الغاوون بقلم ‪ :‬فايزة سعادة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تعددت التفاسير في هذه اآلية وتنوعت ‪،‬وأولى األقوال في ذلك (كما حكاه الطبري)‪“ :‬إن شعراء‬ ‫المشركين يتبعهم غواة الناس ومردة الشياطين وعصاة الجن‪ ،‬وذلك أن هللا عم بقوله “والشعراء‬ ‫يتبعهم الغاوون” ( الشعراء ‪، )224/‬فلم يخصص بذلك بعض الغواة دون بعض ‪”.‬‬ ‫هؤالء تراهم تارة في مدح فالن ‪،‬وتارة في قدحه وذمه وشتمه‪،‬تارة يتغزلون وأخرى يسخرون‬ ‫‪،‬فال قرار لهم ‪،‬تخالف أقوالهم أفعالهم ‪،‬هؤالء مذمومون في القرآن والسنة‬ ‫ولكن استثنى هللا تعالى منهم الصادقين ‪،‬فقال‪“ :‬إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات …” (الشعراء‬ ‫‪.)227/‬‬ ‫وهذا ما أثبته النبي بقوله وفعله ‪،‬حيث قال‪”:‬إن من البيان لسحرا”‬ ‫ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الحديث من باب المدح والحث على تخير األلفاظ والتأنق في‬ ‫الكالم …‬ ‫ومن أخرجه مخرج الذم فهو للذين يستخدمون وحشي اللغة ؛إلظهار التقدم على الناس ‪،‬وهو‬ ‫نوع من العجب والكبر ‪،‬‬ ‫إذ كيف يذم البيان ‪ ،‬وقد امتن هللا به على عباده ‪،‬حيث قال “خلق اإلنسان ‪،‬علمه البيان “(‬ ‫الرحمن‪!!!!)4-3/‬‬ ‫خالصة القول‪:‬‬ ‫” الشعر موهبة ‪،‬يهبها هللا من يشاء ‪ ،‬منه ماهو حسن‪ ،‬ومنه ما هو قبيح ‪.‬‬ ‫هو كالم ‪ ،‬ال يمدح لذاته وال يذم لذاته ‪ ،‬بل ينظر إلى مضمونه ومعناه ‪.‬‬ ‫هو مباح بال خالف ؛إذ األصل في الكالم اإلباحة ‪ ،‬بل قد تدعو الحاجة إليه لمعرفة اللغة العربية‬ ‫واالستشهاد به في علوم متعددة كالتفسير والتاريخ …‬ ‫كان سالحا للمؤمنين في حلهم وترحالهم ‪،‬به يدافعون عن الحق ‪،‬وينصرون قضيتهم …‬ ‫وليس أدل على ذلك من فعل النبي صلى هللا عليه وسلم وشاعره “حسان بن ثابت” …‬ ‫كان ينصب له منبر في المسجد في حضرة رسول هللا ‪ ،‬ينافح عن رسول هللا وينتصر ألهل الحق‬ ‫ويهجو المشركين …‬ ‫فيقول الرسول ‪ ”:‬اللهم أيده بروح القدس” ‪.‬‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪11‬‬

‫زاوية التراث‬ ‫الحكواتي‬ ‫ـــــــــــ‬ ‫هذا المقال منقول عن تراثنا الشعبي بعنوان‪ :‬الحكواتي‬ ‫ّ‬ ‫القاص‪ ،‬عادة شعبية تقليدية‪ ،‬وهو شخص امتهن سرد‬ ‫الحكواتي أو الراوي أو القصّاص أو‬ ‫القصص‪ ،‬في المنازل والمحاليل والمقاهي والطرقات‪ ،‬كان يحتشد حوله الناس قديماً‪ ،‬كان ال‬ ‫يكتفي بسرد أحداث القصة بتفاعل دائم مع جمهوره‪ ،‬بل يدفعه الحماس ألن يجسد دور الشخصية‬ ‫التي يحكي عنها بالحركة والصوت‪.‬‬ ‫وما يميز حكواتي األمس في مقاهي مدينة دمشق أيضا ً تلك النفحة من القيم والفضائل التي كانت‬ ‫تتسم بها شخصيات رواياته‪ ،‬وكانت تغذي نفوس المتلقين وعقولهم وال سيما الشباب منهم‪ ،‬على‬ ‫عكس ما تضخه في أيامنا هذه المحطات الفضائية ومقاهي اإلنترنت من عادات غريبة ومنفّرة‪.‬‬ ‫والحكواتي شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن‪ ،‬وهي مهنة عرفتها بالد‬ ‫الشام منذ مطلع القرن التاسع عشر‪ ،‬وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءا ً من التراث الشعبي في‬ ‫هذه البالد واشتهرت مدينة دمشق شهرة كبيرة ب الحكواتي فال يوجد مقهى من مقاهي مدينة‬ ‫دمشق التراثية قديما اال وبه حكواتي حيث أصبح الحكواتي من التراث الشعبي السوري في مدينة‬ ‫دمشق وتاريخ عريق مع وحكايات مع زوار دمشق حيث كانوا يقصدون المقاهي المنتشرة في‬ ‫المدينة لالستماع للحكواتي وهذا الملك وذاك القائد والظاهر بيبرس والف ليلة وليلة وعنتره‬ ‫روايات وروايات‪.‬‬ ‫قصص وروايات طويلة مع الحكواتي في دمشق الذي طالما ارتبط اسم الحكواتي بالمقاهي‬ ‫الدمشقية العريقة‪ ،‬والذي لم يعد مجرد شخصية أو مهنة أو حرفة برزت فيها خالل فترة معينة‬ ‫من الزمن‪ ،‬حاليا ً الحكواتي من التراث السوري والتقاليد التي أصبحت من الماضي‪.‬‬ ‫وكذلك في مدن أخرى في بالد الشام للحكواتي شهرته في حلب وحمص ومدينة صيدا لها حكاية‬ ‫من الحكواتي في المقاهي ويقول الباحث في التراث الدكتور طالل مجذوب ان الحكواتي مهنة أو‬ ‫حرفة انتهت بانتفاء الحاجة إليها‪ .‬فهي كانت وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة‬ ‫تثقيف وترسيخ للقيم واألخالق التي تحلى بها أبطال القصص والروايات التي كان يسردها‬ ‫الحكواتي‪ ،‬وهذه الحكايات والقصص ولو كانت غير واقعية‪ .‬ويضيف‪ :‬عرفت مدينة صيدا خمسة‬ ‫حكواتية على مدى قرن ونصف قرن من الزمان‪ ،‬كان أولهم من مدينة حلب الحاج محمد الشقلي‬ ‫الحلبي‪ .‬جاء إلى صيدا وأقام فيها ابتداء من العام ‪ 1837‬وكان أول حكواتي في المدينة‪ .‬وهناك‬ ‫أيضا ً الحاج عبد الرحمن الحكواتي‪ .‬وبعدهما جاء ثالثة مارسوا هذه المهنة كان آخرهم الحاج‬ ‫إبراهيم الحكواتي الذي توفي سنة ‪ 1981‬أي قبل ‪26‬سنة ‪,‬ويشير مجذوب إلى أن عائلة الحكواتي‬ ‫الموجودة حاليا ً في صيدا أصلها عائلة السروجي‪ ،‬وأن فرعا ً من هذه العائلة اتخذ اسم الحكواتي‬ ‫بعدما عمل أحد أفرادها حكواتياً‪.‬‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪12‬‬

‫وعن شخصية الحكواتي وعمله يقول‪ :‬عمل الحكواتي كان يتركز في المقاهي الشعبية‪ ،‬ونذكر‬ ‫منها أشهر مقهيين في صيدا “قهوة االجاز” و”قهوة الخيرية” وهذه األخيرة كانت تابعة لجمعية‬ ‫المقاصد الخيرية اإلسالمية في صيدا‪ .‬كان عمل الحكواتي يمتد يوميا ً على فترتين‪ :‬بين صالتي‬ ‫المغرب والعشاء وهي فترة قصيرة ال تزيد على الساعة‪ ،‬وبعد صالة العشاء وتمتد أحيانا ً حتى‬ ‫ساعات الفجر األولى‪ .‬فيقف الحكواتي مستعينا ً بكتاب يصطحبه معه بشكل دائم‪ ،‬ويبدأ سرد‬ ‫الرواية أو الحكاية التي غالبا ً ما تكون عن شخصية تاريخية‪ ،‬وتدور جميعها عن البطولة‬ ‫والشجاعة والشرف والمروءة ونصرة المظلوم‪ .‬وفي نهاية كل حكاية ال بد وأن ينتصر الخير‬ ‫الذي يمثله بطل الرواية‪ .‬ويبقي الحكواتي جمهوره في تشوق دائم لمعرفة وقائع القصة أوالً‬ ‫بأول‪ ،‬واذا ما طالت الحكاية لليال وأيام‪ ،‬فانه كان يحرص على أن تنتهي أحداث القصة كل ليلة‬ ‫بموقف متأزم والبطل في مأزق حتى يحمّس المتلقي ويجعله متشوقا ً لسماع بقية األحداث وكيف‬ ‫سيخلص البطل نفسه من المأزق‪ .‬وما يزيد في الحماسة والتشويق أن الحكواتي كان يقوم بتجسيد‬ ‫شخصيات روايته وكالمهم بتحريك يديه وترفيع صوته أو تضخيمه‪ .‬والمفارقة في األمر أن بعض‬ ‫جمهور الحكواتي كان يرفض الذهاب إلى بيته قبل أن يستمع إلى بقية القصة ويطمئن إلى أن‬ ‫بطله اجتاز محنته‪ .‬ووصل األمر مرة إلى درجة أن أحد المستمعين لم يستطع أن يصبر إلى اليوم‬ ‫التالي‪ ،‬فلحق بالحكواتي إلى بيته ليعرف بقية القصة‪ .‬أما أجرة الحكواتي فكان يتقاضاها من‬ ‫صاحب المقهى الذي يتولى تحديد بدل الدخول إلى مقهاه بما في ذلك شالمشروبات‪ ،‬فكان الزبون‬ ‫يدفع عشر بارات أي ربع قرش مقابل االستماع إلى الحكواتي وثمن المشروبات‪ .‬أو يدفع خمس‬ ‫بارات مقابل أي منهما‪ .‬وعما إذا كان هناك من خصوصية لمهنة الحكواتي في شهر رمضان‪،‬‬ ‫يقول مجذوب‪ :‬عمل الحكواتي كان يتواصل على مدار السنة‪ ،‬لكن خصوصيته بالنسبة لشهر‬ ‫رمضان مرتبطة بان مواضيعه تتناسب مع الشهر الفضيل والقيم التي يمثلها‪ ،‬وهذه القيم عادة‬ ‫ما كان الحكواتي يتحدث عنها وعن فضائلها في رواياته ومجسدة بتصرفات أبطال هذه الروايات‪.‬‬ ‫كما أن الصائم بعد الصيام والتهجد والتعبد كان يحتاج إلى وقت للراحة والترويح عن النفس‪،‬‬ ‫فكان يجد ذلك في جلسة الحكواتي‪ ،‬لكن طبعا ً بعد أن يكون أدى صالة التراويح‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪13‬‬

‫قصيدة األسبوع ‪(( :‬المحبوبة ))بقلم ‪ :‬الصادق الرمبوق‬

‫س َمائِي‬ ‫َ‬ ‫سائِي … فَ َ​َلْ َأل َ بَ ْد ُر َها َو َز َه ْت َ‬ ‫صـفَا فِي َها َحـ ِلـيـ ِبـي فِي َم َ‬ ‫ص ْـفوا ً … يُـنَـعَّـ ْم ِب ْ‬ ‫َو َم ْن يُـ ْد ِر ْك ِمنَ ْالـ َم ْ‬ ‫اء‬ ‫ـالـ َمـسَـرَّ ِة َو ْالـ َهـ َن ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ـحـبُو ِ‬ ‫َويُـمْ ـس ْ‬ ‫ِـك فِـي دُنَاهُ ِب ِـريـحِ ُخ ْـلـ ٍد … َوقَـبْـ َل ْالـ َحـ ْ‬ ‫اء‬ ‫ش ِر يُـ ْك َر ْم ِب ْالبَ َق ِ‬ ‫يق َمائِي‬ ‫ــرا ِ‬ ‫ت ِإ َلـيْــكَ عَـ ِنّـي … فَـبَرْ دُ ُرضَابِ َها ِفي ِ ّ‬ ‫فَـ َيـا َمـا َء ْالـفُ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫س ٌل ك َ​َو ْحـي ِ َّ‬ ‫َو َمـا َ‬ ‫غـ ْ‬ ‫ـاء‬ ‫ــي شَــوْ قــا ً ِل ِلّــقَ ِ‬ ‫الطرْ ِ‬ ‫ف ِم ْن َها … يُــ َؤ ِبّــدُ فِ َّ‬ ‫علَى فَـرْ عٍ َو َخـ ْ‬ ‫ص ٍـر … فَأ َ ْغـنَـ ُم ِم ْن ُخـصُوبَـتِ َها نَ َمائِي‬ ‫َوتَـ ْغ ِـرسُـنِـي َ‬ ‫اء‬ ‫َف ْالفَنَ ِ‬ ‫ـرادا ً … ت ُ ِـريـنِـي ْال َو ْجـدَ فِي ك ّ ِ‬ ‫َو ِمـثْـ َل ْالـحَـبّ ِ تَـبْـذُ ُرنِـي ِط َ‬ ‫َوتَـسْـ ُكـبُ ِم ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫اء‬ ‫س َحابَـتِـ َها ُر َوا ًء … فَأ َ ْعـ َ‬ ‫ق تُـرْ بَـتِـي بِـنَدَى الرُّ َو ِ‬ ‫ـن َ‬ ‫ِفءٍ … فَـتَـ ْ‬ ‫الـث ّ َم ِار لَ َها َوالَئِي‬ ‫ـر َود ْ‬ ‫ـضـجُـنِـي عَـلَـى قَ ٍ ّ‬ ‫ضـ َم ُن فِي ِ‬ ‫َوتُـ ْن ِ‬ ‫اإليـقَـادُ ُ‬ ‫صدٌ َك َح ْ‬ ‫ـحـصُـدُنِـي َو َما َح ْ‬ ‫َوت َ ْ‬ ‫ــاء‬ ‫ــطــ َف ِ‬ ‫شــ ِبّـهَ بِـا ْن ِ‬ ‫ص ٍد … َوالَ ْ ِ‬ ‫الز ْه ِر ُ‬ ‫ـضـي ِحينَ ي ْ‬ ‫ف َّ‬ ‫غ ْ‬ ‫ُـخ ِجلُ َها َر َجائِي‬ ‫َويَ ْطـلُـبُ َها ِلقَ ْط ِ‬ ‫صنِي … فَـتُـ ْغ ِ‬ ‫علَى عَمْ ٍد ُخ َطا َها … فَـ َيـع ِْـزفُ لَ ْحنَ ِمـ ْ‬ ‫شـ َيـ ِتـ َها ِغنَا ِئي‬ ‫َوتُس ِْمعُ ِني َ‬ ‫ق نَايِـي … فَـيَ ْ‬ ‫يُنَادِي َها بِش َْجـ ِو ْال ِع ْ‬ ‫ـخـتَـا ُل الـدَّالَ ُل عَـلَـى حُـدَائِي‬ ‫ش ِ‬ ‫ـحـلُـو الـت َّ َم ِ ّ‬ ‫عـ َهـا َحـيَـا ٌء فِـي تَـ َم ٍ ّ‬ ‫ــاز ُ‬ ‫ــط … َوكَـ ْم يَ ْ‬ ‫اء‬ ‫ـطي فِي ْال َحيَ ِ‬ ‫يُـنَ ِ‬ ‫َاء‬ ‫ــر بِ ِ ّ‬ ‫ــالـرد ِ‬ ‫أ َ ُمــدُّ لَــ َهــا‪ ،‬أُد َِفّــئُــ َهـــا‪ِ ،‬ردَا ًء … فَـأ ُ ْلــ ِفــيــنِـي ْالــ ُمــدَث َّ َ‬ ‫سائِـي‬ ‫َوأ َ ْكـسُـو َهـا ُمـبَـاد َ​َرةً ِلـتَـرْ ضَى … فَـتَـ ْكـسُو ِم ْن َجـالَلَـتِـ َها ِكـ َ‬ ‫ب ِمـ ِنّي … فَـت َ ْ‬ ‫ـج ِـري فِـي إِقَـا َمـتِـ َهـا ِد َمـائِـي‬ ‫َوأُسْـ ِكـنُـ َها نِـيَا َط ْالقَ ْل ِ‬ ‫ِن ِب ْ‬ ‫ـر ِام لَـ َهـا فَــت ُ ْ‬ ‫أُؤَذّ ُ‬ ‫ب اسْـتِـ َجـابَـتِـ َهـا نِـدَائِي‬ ‫ــؤ ِوي … ِإلَـى َر ْحـ ِ‬ ‫ـالـغَ َ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪14‬‬

‫زاوية القصة‬ ‫إمرأة تشبهها بقلم ‪ :‬د‪ .‬شادن شاهين‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫ب الضالة‪ ،‬مختلطا ً‬ ‫صفير الريح ْ‬ ‫ق سكونَ اللي ِل نبا ُ‬ ‫ش َّ‬ ‫أن يقط َع‬ ‫بنقيق الضفادع‪ ،‬بينما أصرَّ‬ ‫ُ‬ ‫ح الكال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫قصير من وق ٍ‬ ‫الفندق الصغير‬ ‫تأملت حجرتَها في‬ ‫ت آلخر‪.‬‬ ‫بنشاز‬ ‫سيمفونيةَ اللي ِل الريفي ِة الكالسيكي ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪”،‬إنها ليلتي األولى هنا‪ ،‬وأظنُها األخيرة” تمتمت بمل ٍل شديد‪ .‬تناهى إلى مسامعها فجأةً‬ ‫ُ‬ ‫صوت‬ ‫ْ‬ ‫ضحكا ٍ‬ ‫التفتت إلى المرآ ِة‬ ‫ت عالية لرج ٍل وامرأ ٍة وطف ٍل صغير‪ .‬سرت قشعريرةٌ باردة بأطرافِها‪،‬‬ ‫نصف‬ ‫الغبار العالق ِة على سطحها‪ ،‬تأملت‬ ‫ت‬ ‫الصغير ِة المعلق ِة على الحائط‪ ،‬مسحت‬ ‫بحذر بعض ذرا ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫البادي في المرآة‪ ،‬وتلك التجاعيدَ الرقيقة التي حاصرت عينيها‪ ،‬وشعرا ٍ‬ ‫ت بيضاء‪ .‬أشاحت‬ ‫وجهها‬ ‫َ‬ ‫بوجهها بعيداً‪ ،‬حاولت ْ‬ ‫مشاعر الغير ِة التي تسللت إلى قلبِها وهي تتخي ُل صورةَ الشابة‬ ‫أن تقاوم‬ ‫َ‬ ‫شها تُخبِّيء فيه أمنياتِها الكسيرة وتص ُّم أذنيها علَّها تنسى‬ ‫في الحجر ِة المجاورة‪ .‬ارتمت على فرا ِ‬ ‫واقع جارح‪ .‬سكنت‬ ‫فارسا ً تأخر حدَّ الجنون‪ ،‬استغرقت في النوم سريعاً‪ ،‬هاربةً ككل يوم من‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بضجر شديد‪،‬‬ ‫التحكم‬ ‫جهاز‬ ‫األصوات في الحجر ِة المجاورة‪ ،‬عندما أغلقت قاطنتُها التلفاز‪ ،‬رمت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شعرها الذي غزاه سي ٌل أبيض‪ ،‬اتجهت لفراشها‪ ،‬ألقت نظرةً ساخطةً‬ ‫َ‬ ‫هندمت أمام المرآة‬ ‫شعث ِ‬ ‫على الجث ِة الممدد ِة فيه‪ ،‬حاولت ْ‬ ‫ث أو‬ ‫آخر مرة تجاذبت معه‬ ‫أطراف الحدي ِ‬ ‫َ‬ ‫أن تتذكر‪ ،‬متى كانت َ‬ ‫ُ‬ ‫صوت غطيط ِه العالي‪،‬‬ ‫آخر مرة شعر بها كامرأ ٍة حية‪ .‬قطع تساؤالتِها‬ ‫بادلها اإلبتسام‪ ،‬متى كانت َ‬ ‫سها تحت الوساد ِة حتى غلبها النوم‪ ،‬كك ِ ّل يوم‪.‬‬ ‫دسَّت رأ َ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ومنهن بقلم ‪ :‬د‪ .‬غادة نصّار‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ّ‬ ‫منهن‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫تبحث عن نفسِها مستترةً بحماكَ ‪ ،‬تراقب ظلكَ ‪ ،‬علّها تجدُ ‪-‬ذات انزواءٍ منه –‬ ‫من تحتمي بكَ ‪،‬‬ ‫سها‪ ،‬تعطيكَ‬ ‫ظلَّها‪ ،‬تمد يديها إلى روحكَ ‪ ،‬تسقي لها ظمأ َ نفسِها‪ ،‬فترتوي أنتَ ‪ ،‬و حين تجدُ نف َ‬ ‫نفسكَ و ما كنتَ تدري قبلها َّ‬ ‫أن لكَ نفسًا تفتقدُها و تفتقدُك‪،‬‬ ‫و ذاتَ غفل ٍة من كبريائِكَ ‪ ،‬تتسل ُل إلى ذاتكَ ‪ ،‬فتربأ صد ً‬ ‫ُ‬ ‫جدار تجريدك‪،‬‬ ‫عا خلفته‬ ‫طرقات الرجولة على ِ‬ ‫ُ‬ ‫زلزالت الح ّمية‪ ،‬تأخذ منك ما يستندُ عليه ضعفُ أنوثتها‪،‬‬ ‫و تهذبُ شعثًا أحدثته عواصفُ األنا‪ ،‬و‬ ‫عرفك‪،‬‬ ‫و تزيدُ باختبائها بحناياكَ من حيل ِتها‪ ،‬و‬ ‫تفتش في تفاصيلك عن تعريفٍ لنفسِها‪ ،‬فتعرفها و ت ُ ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫فتعرفاكما و كنتما ‪-‬من قبل‪ -‬تظنان أال سبي َل لذلك‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪15‬‬

‫اخترنا لكم‬ ‫الميّة ابن الورد بقلم‪ :‬عصام علوش‬ ‫من القصائد ال ّ‬ ‫الث ّقات وتناقلتْها‬ ‫شِعريَّة العابرة للقرون والعابرة للقارات ‪ ،‬والتي حازت على إجماع ِ‬ ‫سها المشهور والمجهول ما ُ‬ ‫ع ِرف بـ (‬ ‫الرُّ واة واختزنتها القلوب قبل العقول ‪ ،‬وعارضَها و َخ َّم َ‬ ‫والحكم الصَّائبة ‪ ،‬وال َمواعظ الحسنة ‪،‬‬ ‫دي ) ؛ ِلما تضمَّنتْه من الدُّ َرر النَّفيسة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الميَّة ابْن َ‬ ‫الورْ ّ‬ ‫والنَّصائح التَّربويَّة القَيِّمة ‪ ،‬والرَّ قائق الجميلة ‪ ،‬واآلراء السَّديدة ‪ ،‬واألقوال الصَّائبة …واب ُْن‬ ‫ؤرخ العالم الفقيه ‪ ،‬واألديب ال َّ‬ ‫شاعر ‪ :‬عمر بن مظفَّر بن عمر بن محمد …ينتهي‬ ‫دي ِ هو ال ُم ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫الورْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫نسبه إلى أبي بكر ال ِ ّ‬ ‫وفى في حلب‬ ‫صديق رضي هللا عنه ‪ ،‬وُ ِلد في معرَّ ة النعمان عام ‪ 691‬هـ وت ُ ِ‬ ‫عام ‪ 749‬هـ ‪ ،‬ودرس في حماة ودمشق وحلب ‪،‬وشغل منصب القضاء فقام مقام القاضي ابْن‬ ‫النَّقيب بعد وفاته ‪.‬و ُ‬ ‫بحدَّة ذكائه وسرعة بَدَ ِهيَّتة وكثرة محفوظه وحميد خصاله ‪ .‬وقد خلَّف‬ ‫عرف ِ‬ ‫العديد من المؤلفات في التَّاريخ وفي العلوم ال َّ‬ ‫شعرا في التَّصوُّ ف وفي ما يُسمَّى‬ ‫شرعية ‪ ،‬كما نظم‬ ‫ً‬ ‫شِعر الت َّ‬ ‫بال ّ‬ ‫الميَّتُه المذكورة فمنها األبيات التالية ‪:‬‬ ‫عليمي ِ ‪ .‬وأمَّا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ص َل وجـانِـبْ َم ْ‬ ‫ـن َه َ‬ ‫ــر األغـاني والـغَ َ‬ ‫ـز ْل وقُــ ِل الفَـ ْ‬ ‫ــز ْل‬ ‫ا ْعـت َ ِـز ْل ِذ ْك َ‬ ‫صــبـا فَ ِـَليــَّـام الــصـ ِّـــبــا نَ ْ‬ ‫ودَعِ الــذِّكــرى أليـَّــام الـ ِ ّ‬ ‫ـجـــ ٌم أفـَــ ْل‬ ‫ُـر ال َخمْ رةَ ْ‬ ‫عقَ ْل‬ ‫ُنون َمن َ‬ ‫فتى كي َ‬ ‫وا ْهج ِ‬ ‫ْف يَسْعى في ج ٍ‬ ‫إن كـنـْتَ ً‬ ‫صـــ ْل‬ ‫جــاور ْت‬ ‫ـق هللا فــتـ َ ْـقــوى هللاِ مــا‬ ‫ــرئ َّإال َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قــلـب امْ ٍ‬ ‫واتـ َّ ِ‬ ‫ليس َمن يـَقـطـ ُع ُ‬ ‫طـرْ قـًا بـ َ ً‬ ‫طـال إنـَّـمـا َم ْ‬ ‫ــن يَــتَّـــقي هللاَ الــبـَـ َطـ ْل‬ ‫ُ‬ ‫ـع وأفــنى ِمـن دُ َو ْل‬ ‫ب‬ ‫ُكتِ َ‬ ‫المـوت على ال َخ ْل ِ‬ ‫ق فكم فَـ َّل مـِن جَـمْ ٍ‬ ‫س َمـعْ وصايا َج َمعَ ْت حـِكَـ ًمـا خـُص ْ‬ ‫أي بُـنَ َّي ا ْ‬ ‫الملَ ْل‬ ‫َّـت بـهـا َخـي ْـ ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫س ْل‬ ‫س ْل فما أبـْعَـدَ الـ َخـيـْ َر على أ ْهـ ِل الك َ‬ ‫ب الـ ِعلـ َم وال تك َ‬ ‫اطـلُـ ِ‬ ‫ص ْلهُ ف َم ْ‬ ‫ُـر الـنَّـوْ َم و َحـ ِ ّ‬ ‫ـطـلـوب يـ َ ْحقِرْ ما بَذَ ْل‬ ‫ف الـ َم‬ ‫ـن يـَع ِْـر ِ‬ ‫َ‬ ‫وا ْهـج ِ‬ ‫ال تَـقُـ ْل قـد ذهــبـ َ ْ‬ ‫صـ ْل‬ ‫بو َ‬ ‫ـت أربــابـُـهُ ُكـ ُّل َمن سار عـلى الـدَّرْ ِ‬ ‫في ْ‬ ‫صـال ُ‬ ‫ازديا ِد الـ ِعـلم إرْ غا ُم الـ ِعدا و َجـمـا ُل الـ ِعـلـْ ِم إ ْ‬ ‫ح الـعَـ َمـ ْل‬ ‫ـتـــار تـَـقـْبــيــ َل يـَــ ٍد قَ ْ‬ ‫أنــا ال ْ‬ ‫ـطـعُـهـا ْ‬ ‫أجـ َمـ ُل ِمن تِلكَ الـقُـبَ ْل‬ ‫أخ‬ ‫ُ‬ ‫سفَ ْل‬ ‫ـر ِك الـدُّنـيـا ِ‬ ‫واتـْ ُ‬ ‫فمـن عـاداتـِهـا ت َ ْخـ ِفـضُ العالي وتُعْلي َمن َ‬ ‫وعــلـيــم بــات مــنــهـا في ِعـلَ ْل‬ ‫ـرا‬ ‫كم َجـهـو ٍل بات فيـهـا ُمـ ْكـثـ ِ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ت األ َمــ ْل‬ ‫كم ُشجاعٍ لم َيـنَـ ْل فيها المنى و َج‬ ‫ـبـــان نــــا َل غـــايــا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صلي أبـَـدًا إنـَّـمــا أ ْ‬ ‫صلي وفَـ ْ‬ ‫ال تـَقُـ ْل أ ْ‬ ‫ص ْل‬ ‫ص ُل الـفـتى مـا قـد َح َ‬ ‫قِـيـ َمـةُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان مـا ي ْ‬ ‫اإلنســـان مــنـه أو أقـَــل‬ ‫ـــر‬ ‫ُـحسِنـ ُهُ أ ْكـــث َ َ‬ ‫ِ‬ ‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪16‬‬

‫جـــار ْ‬ ‫جـــار الــدَّ ِار ْ‬ ‫صـبـرا فـمـا أحلى النّـقَ ْل‬ ‫ـج ْد‬ ‫إن‬ ‫دار‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وإن لـم ت َ ِ‬ ‫قَـ ِ ّ‬ ‫ـصيــر األ َمـ ْل‬ ‫ص ِـر اآلمـا َل في الـدُّنيـا تَـفُ ْـز فــدَلـيــ ُل الـعَ ْـقـ ِل تـ َ ْق‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫إن َمـن يـَطـلـبـُهُ الـ َمـوْ ُ‬ ‫بـالـو َجــ ْل‬ ‫ــديــــر‬ ‫ت عـلى غِــــرَّ ٍة مــنــه َج‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ــر ْ‬ ‫َـج ٌ‬ ‫حُـبُّـكَ األوْ طـانَ ع ْ‬ ‫فـاغـتـ َ ِـربْ ت َ ْـلـقَ عن األ ْهـ ِل بَــدَ ْل‬ ‫ــز ظـا ِه ٌ‬ ‫ــر الـتـَّـرْ دادَ أ ْ‬ ‫وزرْ ِغـبًّـا تـ َ ِـز ْد حُـبًّـا فـ َم ْ‬ ‫ِغـبْ ُ‬ ‫ضــنــاهُ الــ َمـلَــ ْل‬ ‫ـن أكـث َ َ‬ ‫ـيــن مـِن فـتـًى َّ‬ ‫ت لـ ِ ٌ‬ ‫ال يـَـغُـرَّ نـَّـكَ ِلـ ٌ‬ ‫يــــن يـُـعـْـتـ َ َ‬ ‫ـز ْل …‬ ‫إن لـلــ َحــيـَّـــا ِ‬ ‫شيءٍ ع َْج ٌز إذا كان يُق ِعدُ عن‬ ‫قلت لصديقي ‪ :‬أقال ‪ُ :‬حبُّكَ األوْ طانَ ع َْجز ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .. .‬حُبُّ ك ِ ّل ْ‬ ‫المعالي وتحقيق ال ُمنى وطلب الرزق ‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪17‬‬

‫لقاءات وحوارات‬ ‫إيليا أبو ماضي ‪ ..‬شاعر ومسيرة‬

‫هو إيليا ضاهر أبي ماضي من كبار شعراء المهجر في أمريكا الشمالية ‪ ،‬ولد في المحيدثة –‬ ‫المتن الشمالي ‪-‬لبنان عام ‪1889‬م وهاجر إلى مصر سنة ‪1900‬م وسكن اإلسكندرية وأولع باألدب‬ ‫والشعر حفظا ً ومطالعة ونظما ً ‪ ،‬وفي عام ‪1911‬م أصدر ديوانه األول ( تذكار الماضي ) وهاجر‬ ‫في نفس العام إلى أمريكا وأقام بمدينة سنسناتي واحترف التجارة وفي عام ‪1916‬م انتقل إلى‬ ‫نيويورك حيث انظم إلى نخبة األدباء المهجريين الذين أسسوا الرابطة القلمية وفيها طبع ديوانه‬ ‫الثاني الذي قدم له الشاعر جبران خليل جبران وانصرف منذ ذلك الحين إلى الصحافة فعمل في‬ ‫جريدة مرآة الغرب ثم أصدر جريدة السمير أسبوعية ثم يومية عام ‪1929‬م في بروكلن إلى أن‬ ‫توفى في نيويورك سنة ‪1957‬م‪ .‬أصدر ديوانه الثالث الذي قدم له الشاعر ميخائيل نعيمة عام‬ ‫‪1925‬م‪ .‬وفي عام ‪1940‬م أصدر ديوانه” الخمائل ” وقد نظم بعد ذلك شعر كثير نشرها في‬ ‫الصحف والمجالت في الوطن وفي المهجر‪.‬‬ ‫شاعر الطبيعة والعذوبة‬ ‫قل المجيدون وكثر المتشاعرون في زمننا الحاضر‪ .‬سنّة الطبيعة أن يتوالد البعوض بالماليين‪,‬‬ ‫وأن ال تلد الصقور إال عددا ً قليالً‪ .‬والشاعر المهجري إيليا أبو ماضي ينتسب الى فصيلة الصقور‬ ‫والى الشعراء المبدعين الكبار‪.‬‬ ‫فلسفة أبي ماضي‬ ‫جعـل أبو ماضي من شعره منطلقـا ً ألفكـاره الفلسفـية التي صاغها ببالغة وسهولة ومـرونة بيان‪.‬‬ ‫فلسفـته في الكـون‪ ,‬وما وراء الطبيعة‪ ,‬وفي الوجـود والعدم‪ ,‬وفي الـروح والحقيقة‪ ,‬اعتمـدت‬ ‫عـلى مبـدأ إعتنـقه عـدد من الفالسفة الذين رأوا في البحث عن هذه األمور مسألة عقيمة ال تؤدي‬ ‫بصاحبها الى حل تلك األسئلة التي راودت المفكرين منذ زمن بعيد جداً‪ ,‬فالفكر في نظرهم ال‬ ‫يستطيع أن يتخطى حدوده المادية ليصل الى اكتشاف حقائق مجهولة تتعدى قواه الفكرية‪ .‬وكان‬ ‫قد سبق أبي ماضي من الشعراء في هذا المبدأ الشاعر الفارسي عمر الخيام الذي يقول‪:‬‬ ‫“أتى بي لهذا الكون مضطربا ً فلم تزد لي إال حيرة وتعجّب‬ ‫وعدت على كره ولم أدر إنني لماذا أتيت الكون أو فيم أذهب”‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪18‬‬

‫وأبو ماضي يقول في قصيدته الطالسم‪:‬‬ ‫“جئت ال أعلم من أين ولكني أتيت وأبغض فيمسي الكون سجنا ً مظلما‬ ‫ولقد أبصرت قدامي طريقا ً فمشيت والمرء لوال الحب إال أعظما‬ ‫وسأبقى سائرا ً إن شئت هذا أم أبيت فتألمت من قبل أن تتألما‬ ‫كيف جئت‪ ,‬كيف أبصرت طريقي هللا لم يخلق لنا غير السم”‬ ‫لست أدري”‪.‬‬ ‫نبذ الطائفية‬ ‫لقد التفت شاعرنا حوله فإذا الناس على خالف دائم حول األديان الكثيرة‪ ,‬وحتى ضمن الدين‬ ‫الواحد‪ ,‬ووجد المذاهب المتعددة والطوائف المختلفة‪ ,‬كل مذهب يمجّد مبادئه ويدحض مبادئ‬ ‫اآلخر‪ ,‬والناس في خضم هذه الفوضى الفكرية‪ .‬التناحر الطائفي والديني‪ ,‬زرع في أعماق أبي‬ ‫ماضي بذور الشك باألديان والمتدينين‪ ,‬األمر الذي جعله يتخطى الطوائف المختلفة فقاده فكره‬ ‫الى اإلله الواحد‪ ,‬واجب الوجود؛ آمن بربّ واحد حكيم‪ ,‬خلق هذا العالم‪ ,‬ورتبه‪ ,‬ونظمه‪ ,‬إنه إله‬ ‫المحبة الشامل‪ ,‬الذي من المفترض أن يكون اإلنسان على شاكلته‪ ,‬مفعم بالمحبة‪ .‬فالمحبة تنير‬ ‫ّ‬ ‫ويمزق‪ .‬يقول شاعرنا‪:‬‬ ‫وتجمع الشتات اإلنساني‪ ,‬في حين ان الكره والبغض يظلم‬ ‫“أحبب فيغدو الكوخ كونا ً نيّرا ً‬ ‫ما الكأس لوال الخمر إال زجاجة‬ ‫كم روّ عوا بجهنم أرواحنا‬ ‫ليست جهنم غير فكرة تاجر”‬ ‫هذا الطريق المحفوف بالمخاطر واألشواك‪ ,‬بالشك والظنون‪ ,‬ابتعد عنه أبو ماضي وأخذ يسلك‬ ‫دروبا ً شائكة في الحياة‪ ,‬نظر حوله فإذا العالم كله ينحدر ببطء نحو الزوال‪ ,‬وما الخلود سوى‬ ‫ضرب من الخيال‪ ,‬تراب فتراب‪ ,‬حياة كلها هباء‪ ,‬وجميع العناصر الحية‪ ,‬الى فناء‪ ,‬فإلى أين المفر؟‬ ‫إنها المأساة والصراع الذي ّ‬ ‫يمزق رغبات اإلنسان المكبل بهواجس القنوط واليأس والشقاء‪,‬‬ ‫والعدمية‪ ,‬ويقوده الى التشاؤم المرير‪.‬‬ ‫عشق الطبيعة‬ ‫ال أظـن أن شاعـرا ً أحـب الطبيعة أكـثر مما أحبـها أبو ماضي‪ .‬لقد انعـكس جمالهـا في جمـال‬ ‫نفسـه‪ ,‬وصـفاء سمائـها في صفاء ألحانه‪ ,‬وانعكست عذوبة مائـها في عذوبة ألفـاظه ودقـة‬ ‫نواميسها في دقّـة مالحظاتـه‪ ,‬وكأن الطبيـعة شعـرت بصدق حبـه لها‪ ,‬فباحـت لـه بأسـرار‬ ‫سحرهـا‪ ,‬وأباحـت له صوغها شعـراً‪.‬‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪19‬‬

‫كان أبــو ماضـي يرى في كائنـات الطبيعة األصدقـاء األوفـياء له‪ .‬إذ كان كلما بثّهم شكـواه يجد‬ ‫عـندهم آذانا ً صاغية‪ ,‬وقلوبـا ً مفتوحة واعية‪ ,‬وكثيرا ً ما كان يلتـقي بأصدقـائه هؤالء إما في‬ ‫أماكنـهم المعتـادة في البرية‪ ,‬أو في منـزل أحـد الرفـاق واألقربـاء‪ .‬وقد فُجعت عينـاه ذات يوم‬ ‫برؤية زهـرة مسجونـة في إناء في أحـد الصالونـات الفخـمة‪ ,‬فتألم أشد األلـم لدى رؤيتـها‪ ,‬ألنـه‬ ‫لم يكن باستطاعتـه أن يخلّصها من سجنـها وعذابها‪ .‬فأنشد‪:‬‬ ‫“لعمرك ما حزني لمال فقدته وال خان عهدي في الحياة حبيب‬ ‫ولكنني أبكي وأندب زهرة جناها ولوع بالزهور طروب‬ ‫رآها يح ّل الفجر عقد جنونها ويلقي عليها تبره فيذوب”‬ ‫كان يـرى في الروابـي جـماالً ومهابة‪ ,‬وفي خرير الجدول المنسـاب جذالً وحبوراً‪ ,‬وفي المرج‬ ‫الخطيـب بشاشة وابتسامـة‪ ,‬وفي الوادي العميـق األغـوار شعـورا ً بالحزن والكآبـة‪ ,‬وكلما أرخـى‬ ‫اللـيل سدوله على الكائـنات‪ ,‬كانت عيـناه تبصـران ما فيها من جمـال‪ .‬وقـد آل على نفـسه أن‬ ‫يكون رسـول الطبيعـة الى البشـر‪ ,‬ليدلهـم على مواطـن الجمـال فيهـا‪ ,‬وليحبـب إليهـم العيـش في‬ ‫أحضانـها والتـقرّ ب من كائنـاتها على غـرار ما دعـا إليه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو‪.‬‬ ‫فشاعرنـا يتأمل الطبيعة‪ ,‬ويـدرس مظاهرهـا‪ ,‬ويتتـبع أسرارهـا‪ ,‬شأنـه شأن كل شعراء الرابطة‬ ‫القلمية‪ ,‬فيخرج من دراسته وتأمالتـه بمقارنـات ومقابـالت وحكـم شتى‪ ,‬أهمـها أن الطبيعة‬ ‫صالحة تنفـع جميع البـشر‪ ,‬وتقدّم النفـع لهـم من دون أن تسأل‪ ,‬وهي ال تفرّ ق في تقديم نفعها‬ ‫بين إنسـان وآخـر‪ ,‬فيا ليـت الناس يقلدون الطبيعـة في العــطاء‪ .‬ونجــد عنـد شاعرنــا نزعـة‬ ‫إنسانية خالصة‪ ,‬تسمـو على كل النزعـات‪ ,‬وروحـا ً عاليا ً يفـوق كل األرواح‪ ,‬إنـه يحـب الناس‬ ‫ويحـب الحياة التي أوجدت الناس‪ ,‬ويدعوهـم الى محبتـها ففيـها كل الخـيـر والجـمـال‪.‬‬ ‫خصائصه الشعرية‬ ‫إذا أردنا أن نتـتبع خصائص شعر أبي ماضي منذ ارتبط بالرابطة القلمية‪ ,‬فإننا سنجد الكثير من‬ ‫مميزاتها عنده‪ ,‬فهناك الشعر التأملي الروحي الذي يغلب على مقطوعاته في ديوانه الجداول من‬ ‫مثل‪ :‬الناسكة‪ ,‬نار القرى‪ ,‬الزمان‪ .‬وغيرها‪ .‬وأصبحت المادة ال تعني شاعرنا بكثير أو قليل‪ ,‬فهو‬ ‫شاعر يعيش بالروح ويهتم بالنفس‪.‬‬ ‫تقسم مسيرة أبي ماضي الشعرية الى قسمين‪ :‬قسم ما قبل الهجرة‪ ,‬وفيه لم يكن لشعره خصائص‬ ‫مميزة‪ ,‬والقسم الثاني ما بعد الهجرة‪ ,‬وفيه أظهر شاعريته الناضجة فكرياً‪ ,‬والمتحررة أسلوباً‪.‬‬ ‫وأهم ما نالحظه في شعره هذا‪ ,‬األسلوب الحواري‪ ,‬إذ نراه يخاطب أناسا ً يعرفهم ويأخذ منهم‬ ‫ويأخذون منه‪ ,‬كل ذلك في شعر متماسك موسيقي عذب ذي هدف‪.‬‬ ‫آثاره‪ :‬ـ ديوانه تذكار الماضي‪ ،‬الجداول‪ ،‬الخمائل‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬مجلة الجيش‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪20‬‬

‫مقتطفات من شعره‪ :‬الطالسم‬ ‫جئت ال أعلم من أين ولكني أتيت‬ ‫ُ‬ ‫أبصرت قدامي طريقا ً فمشيت‬ ‫ولقد‬ ‫ُ‬ ‫شئت هذا أم أبيت‬ ‫وسأبقى ماشيا ً إن‬ ‫كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟‬ ‫لست أدري‬ ‫وطريقي ما طريقي؟ أطوي ٌل أم قصير؟‬ ‫هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟‬ ‫أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟‬ ‫أم كالنا واقف والدهر يجري؟‬ ‫لست أدري؟‬ ‫أجديدٌ أم قدي ٌم أنا في هذا الوجو ْد؟‬ ‫هل أنا حرٌّ طلي ٌ‬ ‫أسير في قيو ْد؟‬ ‫ق أم‬ ‫ٌ‬ ‫هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقو ْد؟‬ ‫أتمنى أنني أدري ولكن‬ ‫لست أدري‬ ‫ْ‬ ‫األمين‬ ‫ليت شعري وأنا في عالَم الغيب‬ ‫ْ‬ ‫دفين؟‬ ‫أتراني كنت أدري أنني فيه‬ ‫وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟‬ ‫ُ‬ ‫أدرك شيئاً؟‬ ‫أم تراني كنت ال‬ ‫لست أدري‬ ‫أتراني قبلما أصبحت إنسانا ً سويَّا‬ ‫أتراني كنت محواً؟ أم تراني كنت شيَّا؟‬ ‫ألهذا اللغز ح ٌّل؟ أم سيبقى أبديَّا؟‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪21‬‬

‫لست أدري ‪ ،‬ولماذا لست أدري؟‬ ‫لست أدري‬ ‫قد سألت البحر يوما ً ‪ :‬هل أنا يا بحر منكا؟‬ ‫هل صحي ٌح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟‬ ‫أم ترى ما زعموا زورا ً وبهتانا ً وإفكا؟‬ ‫ضحكت أمواجه م ِنّي وقالت ‪:‬‬ ‫لست أدري‬ ‫أيها البحر أتدري كم مضت ألفٌ عليكا؟‬ ‫وهل الشاطئ يدري أنه جا ٍ‬ ‫ث لديكا؟‬ ‫األنهار تدري أنها منك إليكا؟‬ ‫وهل‬ ‫ُ‬ ‫ما الذي األمواج قالت حين ثارت؟‬ ‫لست أدري‬ ‫أسر ْك‬ ‫أنت يا بحر‬ ‫ٌ‬ ‫أسير آ ِه ما أعظ َم َ‬ ‫ُ‬ ‫أمر ْك‬ ‫ّار ال‬ ‫أنت مثلي أيها الجب ُ‬ ‫تملك َ‬ ‫عذر ْك‬ ‫أشب َه ْت حالُك حالي وحكى‬ ‫عذري َ‬ ‫َ‬ ‫فمتى أنجو من األس ِْر وتنجو؟‬ ‫لست أدري‬ ‫ُّحب فتسقي أرضَنا والشجرا‬ ‫ترس ُل الس َ‬ ‫قد أكلناكَ وقلنا قد أكلنا الثمرا‬ ‫وشربناكَ وقلنا قد شربنا المطرا‬ ‫أصوابٌ ما زعمنا أم ضال ٌل‬ ‫لست أدري‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫تذكر رملَ ْك؟‬ ‫اآلفاق هل‬ ‫ب في‬ ‫سألت‬ ‫قد‬ ‫ُ‬ ‫السح َ‬ ‫ِ‬ ‫المورقَ هل يعرفُ فضلَ ْك؟‬ ‫الشجر‬ ‫وسألت‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪22‬‬

‫ُ‬ ‫تذكر أصلَ ْك؟‬ ‫األعناق هل‬ ‫وسألت الدرَّ في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وكأ ِنّي خلتها ْ‬ ‫قالت جميعاً‪:‬‬ ‫لست أدري‬ ‫يرقصُ المو ُ‬ ‫ج وفي قا ِعكَ حربٌ لن تزوال‬ ‫ق األسماكَ ْ‬ ‫لكن تخل ُ‬ ‫تخل ُ‬ ‫ق الحوتَ األكوال‬ ‫قد جمعتَ الموتَ في صدركَ‬ ‫والعيش الجميال‬ ‫َ‬ ‫ليتَ شعري أنتَ مهدٌ أم ضري ٌح؟‬ ‫لست أدري‬ ‫كابن الملوَّ ْح‬ ‫وفتى‬ ‫كم فتا ٍة مث ِل ليلى‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫يشرح‬ ‫ت في الشاطئ تشكو و ْه َو‬ ‫أنفقا الساعا ِ‬ ‫كلَّما حدَّ َ‬ ‫أصغت وإذا ْ‬ ‫ْ‬ ‫قالت ترنَّ ْح‬ ‫ث‬ ‫أحفيفُ الموج سِرٌّ ضيَّعاهُ؟‬ ‫لست أدري‬ ‫كم ملوكٍ ضربوا حولَكَ في اللي ِل القبابا‬ ‫ْ‬ ‫ولكن لم تج ْد إال الضبابا‬ ‫طل َع الصب ُح‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪23‬‬

‫استراحة العدد‬

‫*** الشاعر األموي مالك بن الريب ***‬

‫من المرثيات اليتيمة في الشعر العربي مرثية الشاعر األموي مالك بن الريب التي يرثي فيها‬ ‫نفسه‪ ،‬في طريق عودته من فتح سمرقند انطالقا ً من اقليم خراسان‪ .‬وكان قد التحق بجيش سعيد‬ ‫بن عثمان بن عفان ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬بعدما كان من الفتاك واللصوص وقاطعي الطرق‬ ‫المشهورين‪ .‬يروى انه مرض مرضا ً شديدا ً‪ ،‬او لسعته أفعى فسرى السم في عروقه حتى مات‪.‬‬ ‫وتعد قصيدته هذه التي تعرف ببكائية مالك بن الريب من غرر الشعر العربي وعيونه وروائعه‬ ‫المشهورة‪ .‬ذلك النها من القصائد النادرة في رثاء النفس قبل الموت‪ ،‬ولما تضمنته من المعاني‬ ‫السامية‪ ،‬والمشاعر الراقية لشاعر يعاني من سكرات الموت بعيدا ً عن موطنه واهل بيته ومنها‪:‬‬ ‫اال ليت شعري هل ابيتن ليلة *** بجنب الغضا ازجي القالص النواجيا‬ ‫فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه *** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا‬ ‫الم ترني بعت الضاللة بالهدى *** وأصبحت في جيش ( ابن عفان ) غازيا‬ ‫لما تراءت عند ( مرو ) منيتي *** وخل بها جسمي وحانت وفاتيا‬ ‫تذكرت من يبكي علي فلم اجد *** سوى السيف والرمح الرديني باكيا‬ ‫اقول الصحابي ارفعوني فإنني *** يقر بعيني ان سهيل بدا‪ ،،،‬ليا‬ ‫فيا صاحبي رحلي دَنا الموت فأنزال *** برابية ؛ اني مقيم ‪ ،،‬لياليا‬ ‫اقيما علي اليوم أوبعض ليلة *** وال تعجالني ؛ قد تبين مابيا‬ ‫وقوما اذا مااستل روحي فهيئا *** لي السدر واألكفان ؛ ثم ابكيا‪ ،،‬ليا‬ ‫وخطا بأطراف اآلسنة مضجعي *** وردا على عيني ‪ ،،،‬فضل ردائيا‬ ‫وال تحسداني بارك هللا فيكما *** من االرض ذات العرض ؛ ان توسعا ليا‬ ‫خذاني ؛ فجراني ببردي إليكما *** فقد كنت قبل اليوم ؛ صعبا ً قياديا‬ ‫وقد كنت عطافا ً ؛ اذا الخيل أدبرت *** سريعا ً لدى الهيجا ؛ الى من دعانيا‬ ‫وقد كنت صبارا ً على القرن في الوغى *** ثقيالً على األعداء ‪ ،،،‬عضبا ً لسانيا‬ ‫يقولون ؛ ال تبعد وهم يدفنوني *** وأين مكان البعد ‪ ،،،‬اال مكانيا‬ ‫غداة غد يالهف نفسي على غد *** اذا أدلجوا عني ؛ وخلفت ثاويا‬ ‫وأصبح مالي من طريف وتالد *** لغيري ؛ وكان المال باالمس ماليا‬ ‫فيا راكبا ً اما عرضت فبلغن *** بني مالك والريب ؛ ان ال تالقيا‬ ‫وعطل قلوصي في الركاب فإنها *** ستفلق اكبادا ً ؛ وتبكي بواكيا‬ ‫و ( بالرمل ) مني نسوة لو شهدنني *** بكين ؛ وفدين الطبيب المداويا‬ ‫فمنهن امي وابنتاي وخالتي *** وباكية اخرى ‪ ،،،‬تهيج البواكيا‬ ‫وما كان عهد الرمل عندي واهله *** ذميما ً ؛ وال ودعت بالرمل قاليا‬ ‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪24‬‬

‫قلت لصديقي ‪ :‬تقول ‪ :‬يتيمة ابن الريب وقد عرف له شعر ؛ الحماسة والوصف وغير ذلك‬ ‫أورده ( األصفهاني ) صاحب كتاب ( األغاني ) فقال ‪:‬‬ ‫ال يقتصر مسمى اليتيمة على اصحاب القصيدة الواحدة‪ ،‬بل يتجاوز ذلك الى قصائد ابدع فيها‬ ‫أصحابها فتفردت في موضوعها‪ ،‬وتسامت في جودتها وخصائصها الفنية فكانت (يتيمة) بين‬ ‫قصائد الشعر نفسه؛ او بين نظيراتها في الموضوع عينه عند الشعراء اآلخرين‪.‬‬ ‫فهززت راسي وقلت ‪ :‬االن فهمت ‪،‬‬ ‫المصدر ‪ :‬واحة األدب العربي‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪25‬‬

‫مجلة الشاعر العربي – العدد السادس – ‪2015 – 5 – 15‬‬

‫الصفحة ‪26‬‬