ان أي مجتمع طبقي ايا كانت عقيدﺗه االيديولوجية ال بد وان يزخر بالتناقضات والصراعات الطبقية ،كما البد له وان يزخر بالصراعات بين مصالح فئات اجتماعية ..وغني عن القول ان كافة األعمال الفكرية لفولتير وجان جاك روسو على سبيل المثال كانت رؤى وافكار سياسية ﺗمثل البرجوازية الصاعدة )برجوازية المانيفاكتورة( ضد الملكية المطلقة وبقايا المؤسسة االقطاعية ،وفي ذات السياق كان دور ماديي القرن الثامن عشر ،وايضا دور االشتراكيون ،الطوباويون ،ثم كانت الفلسفة الماركسية في مواجھة المجتمع الرأسمالي ولصالح طبقة البروليتاريا ..أي في سياق الصراع الطبقي المحتدم منذ االزل. ﺗكمله لما سلف والن المحور المادي ما اعتمد عيه أي ان الواقع ھو من يحدد من يحدد الوعي االجتماعي وليس عكس ذلك اال انني ال انكر ان دعاة اولوية العقل على الماده في صناعة الحصارات سيستنكرون ما اكتب ولھم كامل الحريه في ذلك. بما نا الواقع المادي ھو من يحدد مستويات وعي االنسان في كل مراحل حياﺗه ،لذلك ﺗناول الموضوع من ھذا الجانب كجزء من ﺗغيير االنتاج الفكري لمجتمعاﺗنا عبر ﺗغيير الواقع المادي واالقتصادي لنلك المجتمعات ، وال اقحم السياسه ھنا والقضايا االقتصاديه في بالدنا ،بل اعطي الموضوع طابع نظري ،بعيدا عن طروحات المثقفين التى ال ﺗتجاوز طروحات العصور الوسطى ،حيث ينھمك كثيرون في مناقشة جذر االصولية الدينية االسالمية بمعزل عن شؤون وقضايا الواقع وﺗناقضاﺗه ورغم ان كافة ﺗفاصيل مجريات التاريخ وحتى يومنا ھذا ﺗؤكد بالتجرية والوقائع الحقيقية ان الوعي ھو نتيجة وليس سببا ،وان النطورات في كافة المجاالت االنسانيه من فن وعلم وسياسه وفلسفه ما ھي اال نتيجة ﺗطورات في الماديه في الحياه االجتماعيه .حيث ييقول ماركس " :إن الفالسفة ال يخرجون من األرض كالفطر ،بل إنھم ثمرة عصرھم وبيئتھم إذ في األفكار الفلسفية ﺗتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنھا وأخفاھا. اذن الفلسفه حسب طرح ماركس ليست من علم الغيب وانما ھي من لدن الواقع ،وان أي فلسفه حقيقيه ھي من لب واقعھا ومكانھا وزمانھا وفي عالقه نتبادله مع ھذا الواقع وھنا ﺗكوالفلسفه مجابه للواقع ،كما ان التطورات العلمية التي شھدﺗھا البشرية لم ﺗبدأ بالجملة من نقطة واحدة )زمانيا وجغرافيا( بل كانت نتيجة ﺗفاعالت ھائلة استغرقت االف السنين وشاركت بھا معظم المجتمعات البشرية وان بنسب متفاوﺗة. فمثال الفلسفه اليونانيه انتشرت في كل اراء العالم سواء عبر الحروب او عبر التجاره ،وظلت الفاسفه اليونانيه ھي اساس القاعده الفكريه للفالسفه حتى عصور النھضه االوروبيه والسبب ان ھذه الفلسفه اليونانيه كانت ﺗتناغم مع عصر االقطاع ،االمتد الى نحو ٤٠٠٠عام وھو اطول ﺗاريخ البشريه ،وعلى الرغم ان الفلسفه اليونانيه كانت وثنيه اال انھا لم ﺗتعارض مع الديانات الثالث اليھوديه والمسيحيه واالسالميه ،حيث لم ﺗنكر وجود خالق رغم وثنيتھا ،ولم ﺗتصادم ھذه الدياﺗات معھا ،حيث لم ﺗات ھذه الديانات بما يتعرض مع قواعد المجتمع االقطاعي وكانت ھذه االديان ھي عباره عن ثورات ضد الظلم والعبيد .......الخ 50