18من حمرم 1400هـ 28من سبتمرب 2018م
مجهورية مصر العربية وزارة األوقاف ()1
برُّ الوالدين وإكرامُ ذي الشيبة
احلمد هلل رب العاملني ،القائل يف كتابه الكريم{ :وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ف وَلَا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَ وْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُ ٍّ ال إلهَ إِالَّ اهللُ وحدَهُ ال شَريكَ لَهُ ،وأَشهدُ أنَّ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِميًا} ،وأَشهدُ أنْ َ سيِّدَنا ونبيَّنا حممدًا عَبدُه ورسولُهُ ،اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أمجعني وبعد : فلقد جاءت الشريعة اإلسالمية برسالة إنسانية داعية إىل كل خلق كريم ،وسلوك مستقيم ؛ ألن األخالق هي األساس الذي تقوم عليه األمم ،وتبنى عليه احلضارات، وهي العماد الذي يضمن بقاءها واستمرارها ،ويرجى معه تقدمها وعزها ،فسالمة األمة وقوة بنيانها ال يكون إال بتمسكها باألخالق الفاضلة ،فاألمم اليت ال تبنى على القيم واألخالق حتمل عوامل سقوطها يف أصل بنائها وأسس قيامها ،وهلل در القائل: إِنَّمَا األُمَمُ األَخْالقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْالقُ هُمْ ذَهَبُوا وإن من مظاهر عظمة اإلسالم ورمحته ومساحته وعدله وإنصافه اهتمامه بتكريم اإلنسان ،ووصيته برعايته يف مجيع مراحل حياته وفق منهج رباني حمكم يراعي احلقوق والواجبات ،ويضمن للناس مجيعًا حياةً آمنةً كرميةً مستقرة ،وال شك أن من أجلى وأوضح مظاهر هذه العظمة أمر اهلل سبحانه وتعاىل للمسلمني باإلحسان مع الناس مجيعًا ،حيث يقول ربنا سبحانه وتعاىل{ :وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} ،ويتأكد هذا األمر بل تعظم الوصية به يف حق الوالدين ،فلقد أمر اهلل (عز وجل) الناس عامة باإلحسان إىل الوالدين ،والرب بهما ،والتلطف معهما ،وخفض اجلناح هلما يف أكثر