3201822194427876 المجلة كاملة

Page 1

‫‪Issue NUM: 4 8 7 6‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪ ٢٠١٨‬م ‪ ٣ -‬رجب ‪ ١٤٣٩‬هـ‬ ‫السعـــــر ‪ ١٠ :‬جنيــهات‬

‫اجعلوا العالم يشهد‬ ‫كيف يبنى املصريون قواعد املجد‬

‫املشاركة من أجل‬


‫‪ 21‬مارس ‪ 2018‬م‬ ‫‪ 3‬رجب ‪1439‬هـ‬

‫العدد‬

‫‪4876‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫أسسها أمييل وشكرى زيدان سنة ‪1924‬‬

‫أحمد أيوب‬ ‫عال قالوها‪ ،‬وباألغانى ترجموها‪ ،‬مصر هى‬ ‫بكل اللغات ومن كل العواصم وصلت رسالة المصريين فى الخارج‪ ،‬بصوت ٍ‬ ‫األولى واألهم‪ ،‬توافدوا إلى اللجان بال تردد فى عرس وطنى غير مسبوق‪ ،‬تزاحموا من أجل أن يمارسوا حقهم ويؤدوا‬ ‫واجبهم تجاه بلدهم ويدلوا بأصواتهم‪ ،‬بعض هؤالء الذين وقفوا بالساعات أمام اللجان انتظارًا لدورهم فى التصويت‬ ‫لبلدهم قد ال يكتب له أن يزور مصر مجددا أو يعيش فيها‪ ،‬فكل حياته ارتبطت ببالد الغربة‪ ،‬التى يعيش فيها‪ ،‬لكنه‬ ‫رغم ذلك لم ينسَ مصر‪ ،‬قلبه مملوء باسمها وعقله مشغول بهمها‪ ،‬إنها الجينات الوطنية‪ ،‬التى تظهر فى أوقات الشدة‬ ‫واللحظات الحاسمة‪ ،‬شعب قد تظنه مستكينا مستسلما‪ ،‬لكنه فجأة وبدون مقدمات ينتفض لينتصر ويقهر عدوه‪ ،‬ففى‬ ‫أكتوبر ‪ ٧٣‬عندما كان العالم‪ ،‬يعتقد أن الشعب المصرى لن يسترد أرضه المحتلة أبدًا إذ به ينهض من كبوته ويكسر‬ ‫عدوه ويدفنه فى الرمال ويستعيد أرضه‪ ،‬شعب عندما ظن الجميع أنه يغرق قام ليثور ويغير الدنيا من حوله‪ ،‬وعندما‬ ‫راهن العالم أنه استكان للوضع ولن يغضب باغت الدنيا وقدم القدوة فى التحدى‪ ،‬وطرد الجماعة اإلرهابية من الحكم‬ ‫بعدما توهمت أنها تمكنت‪ ،‬شعب استرد عافيته سريعا بعدما تصور اآلخرون أنه سيموت‪.‬‬

‫رسالة والد مصر‬

‫أسسها جرجى زيدان سنة ‪1892‬‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‪:‬‬

‫رئيس التحرير‪:‬‬

‫مجدى سبلة‬

‫أحمد أيوب‬

‫مدير التحرير العام ‪:‬‬

‫مديرو التحرير‪:‬‬

‫سليمان عبدالعظيم إيمان رسالن‬ ‫ط ــه فرغــلى‬ ‫مستشارو التحرير‪:‬‬ ‫نهـ ـ ـ ــال الشري ـ ـ ـ ـ ــف عبداللطيف حامد‬ ‫نجوان عبداللطي ــف سكرتير التحرير‪:‬‬ ‫عبدالرحمن البدرى سـام ــى الج ــزار‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬

‫هالة حلمى‬ ‫عزة صبحى‬

‫(الخارجى)‬

‫السيد عثمان‬

‫(تصحيح)‬

‫موقع المصور اإللكترونى‬

‫‪www.almussawar.com‬‬

‫موقع دار الهالل اإللكترونى‬

‫‪alhilalalyoum.com‬‬

‫المراسـ ـ ـ ـ ــالت‬

‫اإلدارة ‪ :‬القاهرة ‪ 16 -‬ش محمد عز العرب بك‬ ‫(المبتديان سابقا)‬ ‫ت ‪ 7 ( 23625450 :‬خطوط)‬ ‫تلغرافيا ‪ :‬المصور ‪ -‬القاهرة ‪ 0‬ج ‪ .‬م ‪ .‬ع ‪.‬‬ ‫فاكس ‪23643130 : EAX :‬‬ ‫مكتب اإلسكندرية ‪ 2 :‬ش استامبول محطة الرمل ‪..‬‬ ‫ت ‪ - 4870648 :‬فاكس ‪4873058 :‬‬ ‫‪Email : ALMUSSAWAR 2009 @ yahoo. com‬‬ ‫عنوان البريد االلكترونى لمؤسسة دار الهالل‬

‫‪E-mail:darhilal@idsc.gov.eg‬‬

‫حتى فى الرياضة ‪ ،‬المصريون شعب يحرز النصر فى اللحظات‬ ‫القاتلة‪ ،‬يصعد لكأس العالم فى آخر دقيقة من الوقت اإلضافى‪،‬‬ ‫لكنه ليس كما ينعته البعض بأنه شعب الوقت الضائع‪ ،‬فهو‬ ‫شعب الشدة واألوقات الحاسمة‪ ،‬ليس له كتالوج وال له «ملكة»‬ ‫يسيطر بها عليه‪ ،‬شعب لديه مخزون من الصبر وجبال من قوة‬ ‫التحمل‪ ،‬لكنه وقت الجد ال تعرف له حدودًا‪ ،‬إذا غضب ال يقدر‬ ‫عليه أحد‪ ،‬وإذا أراد ال يقف فى وجهه أحد‪ ،‬وإذا أحب ال ينافسه‬ ‫فى الفداء والتضحية أحــد‪ ،‬هو شعب ال يحب بلده فقط‪ ،‬بل‬ ‫يعشقها‪ ،‬وغاضب من المتآمرين عليها والراغبين فى إسقاطها‪،‬‬ ‫يصر أن يقاتل من أجل بلده‪ ،‬حتى الموت فى سبيلها‪ ،‬أن يقف‬ ‫بجانب وقيادتها‪ ،‬وجيشها كى يحميها ويبنيها‪ ،‬لذلك فال غرابة‬ ‫أن يفعل هذا الشعب المستحيل‪ ،‬ال عجب أن يخرس كل ألسنة‬ ‫المرتزقة وأن يقطع الطريق على الشامتين ويخرج لسانه لكل‬ ‫أعــداء الوطن بحضور غير مسبوق أمام لجان االنتخابات فى‬ ‫الخارج‪ ،‬ثالثة أيام اختفى فيها أعداء الوطن من الوجود األرضى أو‬ ‫الفضائى او االفتراضى مجبرين‪ ،‬هربوا كالجرذان المذعورة خوفا‬ ‫من المواجهة مع مقاتلين من نوعية خاصة‪ ،‬عزيمتهم فوالذية‪،‬‬ ‫وإرادتهم ال تلين‪ ،‬مستعدون اللتهام من يعادى دولتهم أو‬ ‫شعبها ليس فقط على األرض‪ ،‬بل حتى لو على «الفيس بوك»‪.‬‬ ‫فى قلب الدوحة رقص المصريون أمام اللجان بكل جرأة‪،‬‬ ‫وأغلبهم عمالة بسيطة‪ ،‬ليس حبا فى الرقص‪ ،‬ولكنها كانت‬

‫رسالة مصرية لألسرة الحاكمة الخائنة‪ ،‬وفــى تركيا توافد‬ ‫المصريون وربما بعضهم كان عنده ما يشغله لكنها كانت‬ ‫النكاية الشعبية المصرية المتعمدة فى مواقف الخواجة التركى‬ ‫الموهوم بالخالفة‪ ،‬وفى كل العواصم أبهروا الجميع وفرضوا‬ ‫عليهم صوراً واقعية أجبرتهم على االعتراف بما تشهده مصر‬ ‫من تغيير وشق الطريق إلى مستقبل واعد بيد شعبها‪ ،‬ال فارق‬ ‫بين من يقيم فى مصر ومن غادرها مجبرا من أجل فرصة العمل‬ ‫أو لقمة العيش‪.‬‬ ‫والد مصر أو شعب الشدة كسروا كل القواعد والتوقعات‬ ‫وخرجوا دفعات وعائالت فى كل مكان فى العالم‪ ،‬كى يشاركوا‬ ‫فى االنتخابات ليس فقط من أجل أن ينتخبوا رئيس مصر ألربع‬ ‫سنوات قادمة‪ ،‬ولكن كى يعلنوا بصراحة دعمهم لبلدهم ضد‬ ‫عشاق الدم والهدم والتخريب‪ ،‬الشهادات فى حق المصريين‬ ‫ووالئهم لبلدهم وصلتنا من كل الدول وباعتراف أهلها‪ ،‬نطق بها‬ ‫األوربيون وسجلوها فى تصريحات رسمية ‪ ،‬وقالها اإلخوة العرب‬ ‫بلغاتهم‪ ،‬اهلل عليكم يامصريين‪.‬‬ ‫يقينا رسالة المصريين فى الخارج سيكررها أبناء الوطن‬ ‫فى الداخل‪ ،‬سيحوطون اللجان بوطنيتهم المعهودة‪ ،‬وانتماء‬ ‫األبطال الذى يعرفه عنهم العالم‪ ،‬ستخرج الحشود بيقين الوالء‬ ‫وفدائية العشق للبلد وترابها‪.‬كي يساندوا وطنهم ويدعموا‬ ‫جيشهم ويجددوا التفويض الشعبى لقيادتهم لنستكمل البناء‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫المنصة‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫المنصة‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪5‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫مجدى سبلة‬ ‫يوماً بعد يوم يثبت فراعنة مصر أن لحومهم‬ ‫مُرة‪ ،‬على كل من يقترب من بلدهم‪ ،‬ويثبتون‬ ‫أن مصر عصية على كل من يحاول أن ينهش فى‬ ‫لحم الوطن‪..‬‬ ‫مصريو الخارج عزفوا أمام صناديق‬ ‫االنتخابات أجمل األلحان فى طوابير منحت‬ ‫صوتها لمرشحها؛ حفاظاً على بلدهم وغيرة‬ ‫وعناداً لكل األجهزة التى مازالت تخطط ضد‬ ‫وطنهم مصر‪.‬‬ ‫خمسة أيام ويدلى فراعنة مصر بأصواتهم‬ ‫فى الداخل والمؤشرات تشير إلى‬ ‫أن الرد فى صناديق‬ ‫االقتراع سيكون‬ ‫قوياً نكاية فى نواب‬ ‫العموم البريطانى‬ ‫والكونجرس األمريكى‬ ‫وحاكم قطر وأردوغان ‪-‬‬ ‫دكتاتور تركيا‪ -‬الذين‬ ‫مازالوا يغردون بأن‬ ‫اإلقبال على الصناديق‬ ‫سيكون ضعيفاً‪.‬‬

‫أصوات الفراعنة‬

‫غيـرة الفراعنـة علـى بلدهـم تحفزهـم علـى تنظيـم صفوفهـم‬ ‫ويعـدون العـدة لالنقضـاض علـى الصناديـق لكتـم أنفـاس كل مـن‬ ‫يحـاول هـدم جـدران الوطـن‪.‬‬ ‫أصـوات الفراعنـة تأتـى فـى الذكـرى الــ ‪ 29‬السـتعادة طابـا ورفع‬ ‫العلـم المصـرى علـى ترابها‪.‬‬ ‫كمـا تأتـى أصـوات الفراعنـة فـى أيـام تطهيـر أرض سـيناء مـن‬ ‫دنـس اإلرهـاب‪ ،‬ويعتبرون كل صـوت بمثابة رصاصة فـى صدور كل‬ ‫األعـداء التـى مازالـت تصـر علـى هـدم الدولة‪.‬‬ ‫أصـوات المصرييـن تأتـى وسـط فرحـة عارمـة بمشـروعات كانت‬ ‫تمثـل لهـم حلمـاً طـال انتظـاره‪ ،‬آخرهـا بنـاء أضخم بـرج فـى إفريقيا‬ ‫تجـرى إقامتـه علـى أرض العاصمـة اإلداريـة التـى سـتكون مهبطـا‬ ‫لالسـتثمار العالمـى‪.‬‬ ‫وتأتـى أصـوات فراعنـة مصـر فرحـاً بمشـروعات قنـاة السـويس‬ ‫وشـرق التفريعـة وحقـل ظهـر ومحـور تنميـة القنـاة وتعميـر سـيناء‬ ‫التـى طـال انتظارهـا‪.‬‬ ‫الفراعنـة يدركـون جيـداً أن عـدم خروجهم يعنى هـدم حجم البناء‬ ‫والتنميـة التـى تجـرى علـى أرض مصـر‪ ،‬بدايـة مـن مدينـة العلميـن‬ ‫والضبعـة ومينـاء برانـى ومـروراً بمثلـث التعديـن فـى الجاللـة‬ ‫ومشـروعات الطـرق والمليـون فـدان واسـتكمال المليـون وحـدة‬ ‫سـكنية من اإلسـكان االجتماعى وكل مشـروعات التنمية التى تجدد‬ ‫شـباب مصـر‪.‬‬ ‫الفراعنـة يدركـون كذلـك أنـه مهمـا تالعـب إعـالم الهـدم الـذى‬ ‫تقـوم بـه القنـوات المأجـورة لـن يؤثر علـى خروجهم إلـى الصناديق‬ ‫وسـوف يثـأرون منـه بسـبب إصـراره علـى رسـائل اإلحبـاط التـى لـم‬ ‫تعـد مجديـة مـع ثقافـة ووطنية المصريين وحماسـهم الشـديد على‬ ‫بقـاء بلدهـم التـى تمثـل قلـب المنطقـة العربية‪.‬‬ ‫هـذا اإلعـالم الفاشـل الـذى يخـرج مـن أراجـوزات تركيـا وقطـر‬ ‫لـم يعـد يؤثـر رغـم أنـه يركـز علـى رسـائل ارتفـاع األسـعار وغيـاب‬ ‫البنيـة األساسـية فـى بعـض القـرى التى غابـت عنها التنميـة ويجرى‬ ‫بناؤهـا مـن جديـد حاليـا فيرسـلوا كاميراتهـم سـراً مـع‬ ‫بعـض المارقيـن ويصـور صرخـات مفبركـة‪ ،‬الهـدف‬ ‫منهـا إحبـاط المصرييـن ويركـزون علـى ارتفـاع‬ ‫أسـعار بعـض السـلع رغـم انخفاضهـا تدريجيا‬ ‫تماشـيًا مـع خطـط اإلصـالح االقتصـادى‬ ‫التـى بـدت مالمحهـا تلـوح فـى األفـق‬ ‫ويالحظهـا القاصـى والدانـى ولـم‬ ‫يشـيروا إليها فى رسـائلهم‪ ،‬ورغم كل‬ ‫هـذه الدعـاوى المضللـة والباطلـة‪،‬‬ ‫إال أن وعـى الفراعنـة بخروجهـم إلـى‬ ‫الصناديـق سـيكون بمثابـة الضربـة‬ ‫القاضيـة لـكل هـؤالء الهداميـن‬ ‫والمشـككين وسـيدخلهم إلـى جحور‬ ‫لـم يخرجـوا منهـا لألبـد‪.‬‬ ‫الفراعنـة يسـيطر عليهم اآلن هدف‬ ‫واحـد هـو مصـر ألنهـم يعرفـون مـا‬ ‫يحـاك بوطنهـم بعـد أن أصبحـت األمـور‬ ‫مكشـوفة‪ ،‬وأصبـح لديهم يقيـن بخروجهم‬ ‫ألنهـم يعرفـون بـأن لديهـم جيشـ ًا جسـوراً‬ ‫يحميهـم ويجمعـون بـأن لهـذا الوطـن شـرطة‬ ‫تتالحـم مـع الجيـش حمايـة ألمنهـا واسـتقرارها‪.‬‬ ‫هـذه االنتخابات سـوف يثبـت فيها كل مصـرى أنه فرعون‬ ‫لديـه القـدرة علـى حمايـة بلـده وباتـوا يعرفـون معنـى المواطنـة‬ ‫وعناصرهـا الثالثـة المدنـى والسياسـى واالجتماعـى وكل مصـرى له‬ ‫الحـق فـى المواطنة‪ ،‬ولـه حقوق وعليـه واجبات ومـن واجباته حماية‬ ‫بلـده بالمشـاركة فـى هذه االنتخابـات التى سـتلقن كل من يتربص‬ ‫بهـذه الدولـة درسـاً مـن مصـر التى سـتظل محافظـة على لقـب “أم‬ ‫الدنيـا” لكـى يقـف أمامهـا كل السياسـيين فـى العالـم ويحتـار فـى‬ ‫أمـر هـذا الشـعب العظيـم القـادر علـى حمايـة وطنـه ويقطـع يد من‬ ‫يقتـرب منها‪.‬‬ ‫فراعنـة مصـر يسـتعدون لهـذه االنتخابـات مـن كل أقاليمهـا‬ ‫لدرجـة أنهـم يتنافسـون بالخروج إلـى الصناديق للحصـول على لقب‬

‫فراعنة مصر يستعدون لهذه االنتخابات من كل أقاليمها لدرجة أنهم يتنافسون بالخروج إلى‬ ‫الصناديق للحصول على لقب المركز األول لكل إقليم من بين ‪ 27‬إقليماً مصرياً‪.‬‬

‫المركـز األول لـكل إقليـم من‬ ‫بيـن ‪ 27‬إقليمـاً مصريـاً‪.‬‬ ‫هـذه االنتخابـات خلقـت‬ ‫وعيـاً مصريـاً غير مسـبوق‬ ‫فـى االسـتعداد للصناديق‬ ‫بهـدف اختيار مرشـح قوى‬ ‫قـادر علـى حمايتها‪.‬‬ ‫ويـدرك فراعنـة مصـر‬ ‫بـأن بلدهم لن تكـون أبداً‬ ‫العـراق وال ليبيـا وال اليمـن‬ ‫وال سـوريا ولـن يسـمحوا بأن‬ ‫تكـون كهـذه الـدول فـى يـوم‬ ‫مـن األيام ألنهـم يؤمنون بشـعار‬ ‫“يعنـى إيـه كلمـة وطـن”‪.‬‬ ‫يـوم أن يخـرج فراعنـة مصـر بأصـوات‬ ‫عاليـة بالتأكيـد سـوف يرانـا العالـم مـن جديـد‬ ‫ويحـدد مالمـح المصرييـن لتصبـح أكثـر وضوحـاً‪.‬‬ ‫وسـتصل إليهم رسـائل الصفـاء المصرى الذى يقـوم على الصبر‬ ‫الـذى تحملـه هـذا الشـعب ليكمل بنيانه ويشـد صالبتـه من جديد‬ ‫ألن الصبـر المصـرى بطبعـه تفاؤلى موجه نحو المسـتقبل‪.‬‬ ‫وسـوف تعـود مصر بمؤسسـاتها القوية ومسـاجدها وكنائسـها‬ ‫ومعابدهـا وآثارهـا التـى أبهـرت العالم وسـياحها الذين يفترشـون‬ ‫شـواطئها‪ ،‬وسـوف تعـاد حركتهـا الفنيـة ناطقـة راقصـة فـى أناقـة‬ ‫دينيـة فيهـا جمـال ويسـودها جـالل‪ ،‬وسـتعود ابتسـامة المصريين‬ ‫الناعمـة والثقـة المطمئنـة واالتـزان النفسـى فـى غيـر تكلـف أو‬ ‫تصنيـع وسـنجد الجبهـة المصريـة التـى تعلـم وضـوح وبسـاطة‬

‫وعمـق الفراعنـة‪.‬‬ ‫اسـتعداد الشـعب المصـرى قبل انتخابات الرئاسـة بــ ‪ 5‬أيام يعبر‬ ‫عـن وحـدة المصرييـن والمشـاركة والغيـرة علـى وطنهـم ولديهـم‬ ‫اتجـاه لصعـود مصـر اقتصاديـ ًا وسياسـيًا ونيـة واضحـة لـإرادة‬ ‫والعمـل‪.‬‬ ‫وسـوف يضربـون بمانشـتات الصحـف الصفـراء والسـوداء‬ ‫والقنـوات المتخصصـة فـى فبركـة األخبـار ضـد مصـر عـرض‬ ‫الحائـط وسـينجحون فـى محـو هـذه التقاريـر المغلوطـة عـن مصـر‪،‬‬ ‫وسـيظهرون حضـارة وتاريـخ دولتهـم التى يجـرى بناؤها مـن جديد‬ ‫فـى عهـد مرشـح قـاد الدولـة أربـع سـنوات ماضيـة عبـر خاللهـا إلـى‬ ‫األمـن واالسـتقرار والبنـاء‪ ،‬المشـاهد التـى الحظها العالـم أثناء إدالء‬ ‫أحفـاد الفراعنـة فـى الخـارج بأصواتهـم عندمـا خرجـوا بأطفالهـم‬ ‫مـن أبنـاء الجيليـن الثانـى والثالـث فـى عـرس ديمقراطـى وحـول‬ ‫المصريـون االنتخابـات إلـى عيـد قومـى لمصـر‪.‬‬ ‫نجـوم الفـن العـرب غنـوا لالنتخابـات المصريـة قبـل إجرائهـا‬ ‫إلرسـال رسـالة عربيـة قويـة لكل من يشـكك فـى نزاهـة االنتخابات‪،‬‬ ‫هـذه المشـاهد تركـت أثراً نفسـياً صادما لخـوارج العصر مـن جماعة‬ ‫اإلخـوان اإلرهابيـة ولـكل األجهـزة المعاديـة‪ ،‬مشـاركة المصرييـن‬ ‫بكثافـة فـى هـذه االنتخابـات سـوف تكـون آخـر المعـارك أمـام‬ ‫المصرييـن للعبـور إلـى عالـم جديـد‪ ،‬صحيـح هنـاك معـارك للتنميـة‬ ‫لكنهـا معـارك إيجابيـة تصـب فـى خانـة المواطـن أعتقد بأنه سـوف‬ ‫تعوضـه السـنوات الصعبـة التـى تحملهـا المصريـون مـن فاتـورة‬ ‫األسـعار التـى اهتـزت كثيـراً فـى ظـل هـذه السـنوات االسـتثنائية‪،‬‬ ‫ورغـم هـذه االرتفاعـات فـى األسـعار؛ إال أن الحفـاظ علـى الدولة من‬ ‫وجهـة نظـر الفراعنـة أقـوى مـن قضيـة األسـعار التـى يسـتخدمها‬ ‫إعـالم تركيـا وقطـر الـذى يلعـب بهـا هـذه األيـام‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫الحدث‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الحدث‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪7‬‬

‫البشير فى ضيافة الرئيس واألسرة المصرية‬

‫مصير واحد لشعبى وادى النيل‬

‫السيسى والبشير ‪ ..‬فى رحاب األسرة المصرية‬

‫الرئيس السيسى‪« :‬ال أبالغ عندما أقول إن ما يجمع الشعبين المصرى والسودانى هو‬ ‫رباط مقدس‪ ،‬تمتد جذوره منذ أن خلق اهلل األرض‪ ،‬وستستمر بإذن اهلل‪ ،‬حتى يرث اهلل‬ ‫األرض ومن عليها‪ ..‬ولعل نهر النيل العظيم هو الرمز األكبر لهذه العالقات والصالت التى‬ ‫ال تنفصم بين شعبينا الشقيقين‬

‫الرئيس السيسى ‪:‬‬ ‫بين المصريين والسودانيين وشائج أزلية ال انفصام فيها من األخوة والصداقة ووحدة المسار والمصير‬ ‫البشير ‪:‬‬ ‫عرفنا السيسى عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته لعالقات حقيقية بين البلدين‬ ‫فى أجواء سادتها روح األخوة والصداقة‪ ،‬استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى أخاه الرئيس السودانى عمر البشير‪ ،‬ضيفا كريما على األسرة المصرية لعدة ساعات‪،‬‬ ‫شهدت ترحيبا مصريا راقيا بالضيف الكبير على المستوى الرئاسى والشعبى ‪.‬‬ ‫كان التصفيق فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة دليال على العالقة الوطيدة الممتدة بين الشعبين المصرى والسودانى‪ ،‬فقد نال الرئيس السودانى التصفيق من‬ ‫المصريين نحو سبع مرات سواء عندما دخل مقر االحتفال بصحبة الرئيس السيسى أو عندما رحب به الرئيس السيسى أو عندما ألقى كلمته التى وجه فيها الشكر‬ ‫للمصريين‪ ،‬وكانت هذه األجواء دليال على متانة العالقة بين البلدين والقيادتين‪ ،‬األجواء األخوية سادت أيضا كل الفعاليات التى تضمنتها زيارة الرئيس البشير للقاهرة‪،‬‬ ‫بداية من االستقبال الرئاسى بمطار القاهرة أو خالل جلسة المباحثات بين الزعيمين والتى أعقبتها مائدة غداء أقامها الرئيس السيسى على شرف البشير‪ ،‬أو خالل‬ ‫حضوره ومشاركته إخوته المصريين فى حفل األسرة المصرية ‪.‬‬ ‫كانت كلمة الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك واضحة فى تأكيد العالقة الخاصة التى تجمع البلدين سواء شعبيا أو على مستوى القيادة‪ ،‬ولهذا لفت‬ ‫الرئيس إلى عالقات األخوة األزلية والروابط المشتركة التى تجمع بين شعبى وادى النيل‪ ،‬وإدراكهما ألهمية الشراكة االستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ‬ ‫عالقات األخوة‪ ،‬وتعظيم مساحات التعاون المشترك‪ ،‬بما يليق بأهمية العالقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين‪ ،‬ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعالقات‬ ‫وطيدة‪ ،‬اجتماعية وثقافية وأيضًا سياسية وأمنية واقتصادية»‪.‬‬

‫تقرير يكتبه ‪ :‬أحمد أيوب‬

‫الرئيسان فى جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين‬

‫وأشار الرئيس السيسى أيضا إلى أن الزيارة تعكس الروح‬ ‫اإليجابية بين البلدين‪ ،‬والحرص التام على تعزيز التشاور‬ ‫والتنسيق‪.‬‬ ‫وكشف الرئيس أنه تناول مع الرئيس البشير فى المحادثات‬ ‫األخوية التى جرت بينهما‪ ،‬سبل تحقيق وتعزيز المصالح‬ ‫المشتركة‪ ،‬فى ظل االحترام الكامل للشئون الداخلية والعمل‬ ‫المشترك للحفاظ على األمن القومى للبلدين‪ ،‬بما من شأنه‬ ‫رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائى إلى أعلى مستوى‪،‬‬ ‫على النحو الذى يعكس األهمية الكبيرة التى توليها الدولتان‬ ‫للعالقات بينهما‪.‬‬ ‫الرئيس السيسى كشف أيــضــا عــن جانب مهم من‬ ‫المباحثات يخص المستقبل الواحد بين البلدين وأشار إلى‬ ‫اتفاقه مع الرئيس السودانى إلى أهمية العمل على استشراف‬ ‫آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق فى مختلف المجاالت‬ ‫والقضايا التى تهم البلدين‪ ،‬وبحث الفرص المتاحة‪ ،‬وتفعيل‬ ‫اآلليات المشتركة المتعددة بين البلدين‪ ،‬ومن بينها اللجنة‬ ‫الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه‬ ‫النيل‪ ،‬وهيئة وادى النيل للمالحة النهرية‪ ،‬واللجنة القنصلية‪،‬‬ ‫واللجنة العسكرية‪ ،‬ولجنة المنافذ الحدودية‪ ،‬وآلية التشاور‬ ‫السياسى على مستوى وزيرى الخارجية‪ ،‬ولجان أخرى عديدة‬ ‫تعمل على تذليل أى صعوبات أو تحديات أمام تلك العالقة‬ ‫األخوية العميقة‪.‬‬ ‫بل وكما أشار الرئيس فقد تم االتفاق على الحفاظ على‬ ‫دورية انعقاد هذه اآلليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز‬ ‫مصالح البلدين ومعالجة أى شواغل أو تحديات قد تطرأ‬ ‫أمامهما‪.‬‬ ‫وفى ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبَى وادى‬ ‫النيل‪ -‬قال الرئيس ‪ -‬أكدنا عزمنا العمل معًا‪ ،‬ومع األشقاء‬ ‫فى إثيوبيا‪ ،‬للتوصل إلى شراكة فى نهر النيل تحقق المنفعة‬


‫‪PB‬‬ ‫‪8‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫للجميع دون اإلضرار بأى طرف‪ ،‬ومواصلة العمل على تنفيذ‬ ‫نتائج القمة الثالثية المصرية السودانية اإلثيوبية حول سد‬ ‫النهضة‪ ،‬التى عقدت فى أديس أبابا فى إطار تنفيذ اتفاق إعالن‬ ‫المبادئ الموقع بالخرطوم فى ‪ 23‬مارس ‪.2015‬‬ ‫اتفقنا كذلك على بدء اإلعــداد لعقد اللجنة المشتركة‬ ‫برئاسة رئيسى البلدين خالل العام الحالى فى الخرطوم‪ ،‬حيث‬ ‫عقدت اللجنة األخيرة فى القاهرة عام ‪.»2016‬‬ ‫صدق السيسى‬ ‫من جانبه قال الرئيس السوداني عمر البشير‪ ،‬إن مصر تمر‬ ‫اآلن بفترة انتخابات‪ ،‬وهذه الفترة فى كثير من الدول تشكل‬ ‫ً‬ ‫فرصة لزعزعة وانفالت األمن‪ ،‬مضيفا‪« :‬أسأل اهلل أن يحفظ‬ ‫مصر وأمنها»‪.‬‬ ‫وأكد أن توقيت زيارته جاء للتأكيد على أنه مع استقرار مصر‬ ‫ودعم الرئيس السيسى‪ ،‬متابعًا‪« :‬ألننا تعاونا معه وعرفناه عن‬ ‫قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته لعالقات حقيقية ومتميزة بين‬ ‫البلدين»‪.‬‬ ‫وأضاف البشير‪« :‬أنا ال أنسى للرئيس السيسى أن أول زيارة‬ ‫له للخرطوم كانت بدون برنامج للزيارة أو إجراءات تأمينية‬ ‫أو إجــراءات مراسمية‪ ،‬الرئيس السيسى لم يهتم بكل هذه‬ ‫الشكليات ألنه جاى بلده»‪.‬‬ ‫الرئيس السودانى‪« :‬إحنا بلد واحد وشعب واحد‪ ،‬نعم هناك‬ ‫دولتان‪ ،‬ولكل دولة حدودها وعالمها‪ ،‬ولكن التاريخ والجغرافيا‬ ‫والثقافة والدين بيقولوا إننا شعب واحد»‪.‬‬ ‫وسط األسرة المصرية‬ ‫الرئيس السودانى شارك مع شقيقه الرئيس السيسى‬ ‫فى حضور حفل األسرة المصرية‪ ..‬الذى أقيم باستاد القاهرة‬ ‫الدولى‪ .‬حيث كانت بمناسبة أخرى لتأكيد خصوصية العالقة‬ ‫امام آالف الحاضرين من المصريين‬ ‫وكما صرح السفير بسام راضى‪ ،‬المتحدث الرسمى باسم‬ ‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬فقد ألقى الرئيس عمر البشير كلمة أعرب‬ ‫خاللها عن سعادته بتواجده فى بلده الثانى مصر‪ ،‬مؤكداً ما‬ ‫يربط البلدين من عالقات تاريخية عميقة وممتدة‪ ،‬وموجهًا‬ ‫الشكر والتقدير لألسرة المصرية لحفاوة االستقبال‪ .‬كما أكد‬ ‫الرئيس البشير أن إنجازات مصر تعد فخراً للسودان فقوة‬ ‫مصر من قوة السودان‪ ،‬داعياً المولى عز وجل أن يحفظ مصر‬ ‫وشعبها‪ ،‬ومتمنياً لمصر كل التقدم واالزدهار‪.‬‬ ‫الرئيس السيسى فى كلمته أمام األسرة المصرية أعاد‬ ‫الترحيب بضيفه الكبير وقال‪ :‬إن مصر والسودان أسرة واحدة‪،‬‬ ‫وشعب واحــد‪ ،‬تربطهما وشائج أزلية ال انفصام فيها‪ ،‬من‬ ‫األخوّة والصداقة ووحدة المسار والمصير‪ ..‬هذا ما يستقر فى‬ ‫وجدان كل مصرى وكل سودانى‪ ،‬من واقع هذه العالقة الخاصة‬ ‫التى طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين‪ ،‬وما يجمع‬ ‫بينهما من تاريخ وحضارة مشتركة‪ ،‬وامتداد بشرى متصـل‪،‬‬ ‫وعالقات نسب وقرابة ومصاهرة‪ ،‬على نحو يجعل من الشعبين‬ ‫المصرى والسودانى أشبه بشعب واحد فى وطن واحد‪.‬‬ ‫وقال الرئيس «ال أبالغ عندما أقول إن ما يجمع الشعبين‬ ‫المصرى والسودانى هو رباط مقدس‪ ،‬تمتد جذوره منذ أن خلق‬ ‫اهلل األرض‪ ،‬وستستمر بإذن اهلل‪ ،‬حتى يرث اهلل األرض ومن‬ ‫عليها‪ ..‬ولعل نهر النيل العظيم هو الرمز األكبر لهذه العالقات‬ ‫والصالت التى ال تنفصم بين شعبينا الشقيقين‪ ..‬ومن هنا‪،‬‬ ‫فإننى أؤكد قناعة مصر بأن أمن واستقرار ومصالح السودان‬ ‫كانت وستظل دائمًا جزءاً ال يتجزأ من أمن واستقرار ومصالح‬ ‫مصر‪ ..‬ولقد علمتنا التجربة‪ ،‬وكشفت لنا حوادث التاريخ عبر‬ ‫العصور واألزمنة‪ ،‬أن كل تطور إيجابى يحدث للسودان وشعبه‬ ‫يكون له كل األثر الطيب على مصر وشعبها‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬ ‫وقال الرئيس مخاطبا أخاه البشير ‪ :‬دعنى أؤكد لكم فخامة‬ ‫ً‬ ‫حكومة وشعباً‪ ،‬إنما تتسم سياستها نحو‬ ‫األخ العزيز‪ ،‬أن مصر‪،‬‬ ‫السودان الشقيق دائماً بالحرص الكامل على استقراره وأمنه‪،‬‬ ‫والسعى نحو تقدم ورخاء شعبه الصديق‪ ،‬والرغبة فى دعم‬ ‫وتعزيز العالقات بين البلدين على كافة المستويات‪ ،‬استثماراً‬ ‫لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة‪ ،‬من أجل وضع‬ ‫أسس التعاون والتنسيق الكامل والتكامل فى المجاالت كافة‪،‬‬ ‫تعظيمًا للمكاسب المشتركة‪ ،‬وبما يتفق مع آمال وتطلعات‬ ‫الشعبين‪ ،‬وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة والرحمة‬ ‫الضاربة فى عمق التاريخ»‪.‬‬

‫الحدث‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الحدث‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫أبوبكر الجندى‬

‫التنميةاملحلية‬ ‫تستعنيبالتجربة‬ ‫الفرنسيةوالهولندية‬ ‫فى «الالمركزية»‬

‫«من أموالنا وبأيد عمالنا»‬

‫الرئيس أمام األسرة المصرية‪:‬‬

‫اجعلوا العالم يشهد‬ ‫كيف نبنى قواعد المجد‬ ‫الفاعلة واإليجابية فى رسم مالمح المستقبل‪ ،‬لهم وألبنائهم‬ ‫أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن البالد تمضى يومًا‬ ‫بعد يوم نحو مستقبل أفضل بإذن اهلل‪ ..‬اجتزنا معًا فترات‬ ‫وأحفادهم‪..‬‬ ‫فألبناء مصر األوفياء فى الخارج كل التحية والتقدير‬ ‫عصيبة وظروفًا قاسية‪ ..‬وقال الرئيس فى كلمته أمام آالف‬ ‫واالحــتــرام‪ ..‬التحية والتقدير لكل أب وأم‪ ..‬ابن وابنة‪..‬‬ ‫المصريين الذين حضروا من كل محافظات مصر للمشاركة‬ ‫قاموا بأداء واجبهم الوطنى فى تقرير مستقبل مصر‪ ..‬كل‬ ‫فى حفل األسرة المصرية ‪ :‬مررنا باختبارات صعبة ونجحنا‬ ‫التحية والتقدير لمن تحملوا الظروف المناخية الصعبة‪..‬‬ ‫فيها بفضل تكاتفنا‪ ،‬وإخالص نوايانا هلل والوطن‪ ..‬بفضل‬ ‫ومشاق السفر من مدينة ألخــرى‪ ..‬ليستطيعوا التصويت‬ ‫تضحيات كبيرة‪ ،‬لرجال منّا‪ ،‬سقطوا شهداء بينما يدافعون‬ ‫عن ثرى هذا الوطن وكرامته وحريته‪..‬إننا نتجاوز معًا‪ ،‬يداً‬ ‫فى االنتخابات الرئاسية‪ ،‬بغض النظر عن توجهاتهم‬ ‫واختياراتهم‪ ،‬فلهم فيها كل الحرية‪.‬‬ ‫واحدة‪ ،‬مكائد قوى الشر ومخططاتها‪ ..‬نواجه أحقادهم على‬ ‫وأضاف الرئيس وال يساورنى شك‪ ،‬فى أن أبناء الشعب‬ ‫وطننا بصالبة‪ ،‬وإصرار على النصر‪ ..‬بعزيمة ال تلين وعبقرية‬ ‫المصرى الوفيّ‪ ،‬سيلبّون نداء وطنهم أيام االنتخابات‬ ‫شعب أبى ال يقبل الهوان‪ ..‬وضعنا خالل السنوات الماضية‬ ‫داخل الجمهورية‪ ..‬سيلبون نداء مصر‪ ..‬وهم على يقين أن‬ ‫أساسًا راسخًا لدولة المستقبل التى نحلم بها جميعًا‪ ..‬دولة‬ ‫مشاركتهم تعنى الكثير‪ ..‬وأنه – وبكل الصدق – وأيًا كانت‬ ‫التقدم واالزدهار والخير والسالم‪ ..‬دولة االستقرار والنماء‬ ‫اختياراتهم وآراؤهم السياسية‪ ،‬فإن مشاركتهم الكثيفة فى‬ ‫التى يعيش مواطنوها فيها كرامًا تحت ظل العلم الخفاق‬ ‫ً‬ ‫دفعة كبير ًة إلى األمام‪ ،‬وترفع‬ ‫االنتخابات‪ ،‬تعطى هذا الوطن‬ ‫دوماً بإذن اهلل‪..‬‬ ‫اسمه عاليًا بين األمم‪ ،‬وترسى دعائم مستقبل أكثر أمانًا‬ ‫وشدد الرئيس على أن ثقته فى هذا الشعب ليس لها‬ ‫واستقراراً وتقدماً‪.‬‬ ‫حـــدود‪ ..‬وقــال ثقتى فــى قدرته‪،‬‬ ‫فلكل مصرى ومصرية يحلمون‬ ‫وأصالته‪ ،‬وإدراكه العميق لما يجرى‬ ‫كاملة ال يساورنى شك‪ ،‬فى أن أبناء الشعب‬ ‫بغد أفضل‪ ..‬أقول لكم جميعاً‪ ،‬أنتم‬ ‫حوله من أحــداث هى ثقة‬ ‫المصرى الوفيّ‪ ،‬سيلبّون نداء وطنهم األمل‪ ..‬أمل هذا الوطن ورجاؤه‪..‬‬ ‫وراسخة‪.‬‬ ‫وها هم أبناء أوفياء من هذا أيام االنتخابات داخل الجمهورية‪ ..‬أبناؤه األوفياء الذين ال يتأخرون‬ ‫الشعب الكريم‪ ،‬وهم أبناء مصر سيلبون نداء مصر‪ ..‬وهم على يقين أن عن نُصرته متى سمعوا نــداءه‪..‬‬ ‫أقول لكم‪ :‬اجعلوا قامة مصر عالية‬ ‫فى الخارج يقدمون نموذجاً ملهماً‪،‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬مشاركتهم تعنى الكثير‪ ..‬وتعطى هذا‬ ‫وصوتها مسموعًا‪ ..‬اجعلوا العالم‬ ‫ويضربون المثل فــى‬ ‫ً‬ ‫ويُــشــهــدون العالم على حبهم الوطن‬ ‫دفعة كبير ًة إلى األمام‪ ،‬وترفع بأسره يشهد كيف نبنى – نحن‬ ‫المصريين – قواعد المجد معاً‪.‬‬ ‫لمصر‪ ،‬وحرصهم على المشاركة اسمه عالياً بين األمم‬

‫«غياضة الشرقية»‪..‬‬

‫أكرب محطة كهرباء فى العالم‬ ‫بنى سويف‪ :‬محمد عبد الحليم‬ ‫قبل أكثر من عامين ونصف العام‪ ،‬كانت األوضاع‬ ‫فى قرية غياضة الشرقية‪ ،‬التابعة لمركز ببا‪ ،‬جنوب شرق‬ ‫محافظة بنى سويف‪ ،‬تسير كما اعتاد سكانها الـ‪ 15‬ألف‬ ‫نسمة‪ ،‬بوتيرة واحدة‪ ،‬ال جديد يذكر‪ ،‬حتى بدأت تعلو فى‬ ‫األفق أصوات سيارات نقل ثقيل‪ ،‬تحمل معدات وأجهزة‬ ‫ومهندسين وعماال‪ ،‬وما هى إال دقائق‪ ،‬وتناقل األهالى‬ ‫أخبار الوافدين الجدد‪ ،‬الذين بدأوا فى تمهيد األرض‪،‬‬ ‫وإعداد المكان إلنشاء أكبر محطة كهرباء على مستوى‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫موقع إنشاء محطة الكهرباء ال يعرف العاملون فيه‬ ‫معنى «ساعات الراحة»‪ ،‬فالجميع يدركون أنهم فى مهمة‬ ‫قومية‪ ،‬قريبة الشبه ‪ -‬إن لم تكن متطابقة‪ -‬مع «أيام‬ ‫السد العالى»‪ ،‬فالمحطة التى ستخرج من تحت أيديهم من‬ ‫المقرر لها أن تنتج ضعف إنتاج السد العالى مرة ونصف‪،‬‬ ‫ليس هــذا فحسب‪ ،‬لكنها ستضع مصر على الخريطة‬ ‫العالمية للطاقة‪.‬‬ ‫الممتدة‬ ‫الــصــحــراء‬ ‫موقع إنشاء‬ ‫بــجــوار مــســاكــن أهــالــى‬ ‫محطة الكهرباء‬ ‫«غياضة الشرقية»‪ ،‬سرعان‬ ‫ما بــدأت تتحول لمبانٍ‬ ‫ال يعرف‬ ‫وغـــرف وخــيــام‪ ،‬وبــمــرور‬ ‫العاملون فيه‬ ‫األيــام تم إنشاء ملعبين‬ ‫لكرم القدم‪ ،‬ملعب متعدد‪،‬‬ ‫معنى «ساعات‬ ‫مطعم‪ ،‬صالة جيم‪40 ،‬‬

‫الراحة»‪،‬‬ ‫فالجميع‬ ‫يدركون أنهم‬ ‫فى مهمة قومية‪،‬‬ ‫قريبة الشبه‬ ‫ إن لم تكن‬‫متطابقة‪ -‬مع‬ ‫«أيام السد‬ ‫العالى»‬

‫غرفة فندقية‪ ،‬وتحولت الحوامل الحديدية الصغيرة إلى‬ ‫منشآت ضخمة وعمالقة‪ ،‬تدل على أنه فى كل لحظة تمر‬ ‫داخل المحطة تتغير المالمح ويحدث الجديد‪ ،‬مع األخذ‬ ‫فى االعتبار أن كمية الرمال المستخلصة من المحطة أو‬ ‫الناتجة عن أعمال الحفر تضاهى مساحة الهرم األوسط‬ ‫بالجيزة‪.‬‬ ‫لحظات قليلة لـ»التقاط األنفاس» حصل عليها «أبطال‬ ‫محطة الكهرباء» بعد إنجازهم المرحلة األولى للمحطة فى‬ ‫زمن قياسى‪ ،‬لتعلو بعدها أصوات الماكينات معلنة البدء‬ ‫فى المرحلة الثانية للمحطة التى تقع على مساحة ‪85‬‬ ‫فدانا‪ ،‬تكلفت ‪ 6‬مليارات يورو‪ ،‬وبدأت بالفعل إنتاج ‪2400‬‬ ‫ميجا وات وتم إدخالها للشبكة منذ نوفمبر الماضي‪.‬‬ ‫في المحطات العمل متواصل بدون إصابات أو خسائر‪،‬‬ ‫وهو ما كان سببًا فى دخول المشروع ضمن أفضل مشاريع‬ ‫العالم فى اتباع طرق السالمة واألمان‪ ،‬وتم تصميم إدارة‬ ‫المحطة كمنطقة بانوراما كبيرة لتكون واجهة الستقبال‬ ‫رحالت الراغبين فى التعرف على المشروع‪ ،‬والتى ستعد‬ ‫من أكبر محطات الكهرباء على مستوى العالم من نظام‬ ‫«‪.»hi class‬‬ ‫من ناحيته‪ ،‬قال المهندس شريف حبيب‪ ،‬محافظ‬ ‫بنى سويف‪ :‬أن هذا النموذج يعد شاهدًا على اإلنجازات‬ ‫التى تمت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى‪ ،‬الذى‬ ‫قاد ملف مفاوضات تنفيذ المشروع ووصل بتكلفة إنتاج‬ ‫الكهرباء إلى مستوى قياسى للميجاوات‪ ،‬والتى وصلت‬ ‫لـ‪ 416‬دوالرا وهى األقل عالميًا‪ ،‬حيث إن المستويات‬ ‫العالمية تصل إلى نحو ‪ 560‬دوالرا‪.‬‬ ‫والمشروع متميز على مستوى اإلنــجــاز واألبعاد‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التى يحملها للمواطن السويفى‬ ‫خاصة والمصرى بصفة عامة‪ ،‬ومن أهمها التميز على‬ ‫المستوى العالمى فى معيار األمن والسالمة المهنية‪،‬‬ ‫حيث تم تنفيذ ‪38‬مليون ساعة عمل يأيادٍ مصرية دون‬ ‫أية حوادث‪ ،‬وتنفيذ نحو ‪ 98‬بالمائة من المشروع فى فترة‬ ‫قياسية حوالى عامين ونصف العام‪ ،‬والمحطة تنتج حاليا‬ ‫‪ 3600‬ميجا وات‪ ،‬وسيصل بمصر إلى مرحلة التصدير‪ ،‬وقد‬ ‫عمل فيه نحو ‪ 35‬ألف مواطن عمالة غير مباشرة (النقل‪،‬‬ ‫المحاجر‪ ،‬المعدات)‪ ،‬و‪ 7‬آالف فرصة عمل مباشرة منهم ‪75‬‬ ‫بالمائة من أبناء بنى سويف‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬عماد حبيب‬

‫حظر البطاطس‬ ‫كلف الدكتور‬ ‫عبدالمنعم البنا‪ ،‬وزير‬ ‫الزراعة واستصالح‬ ‫األراضى‪ ،‬اإلدارة‬ ‫المركزية للحجر‬ ‫الزراعى‪ ،‬ومشروع‬ ‫مكافحة العفن البنى‬ ‫فى البطاطس باإلعالن‬ ‫عن اإلجراءات الالزمة‬ ‫لحل مشكلة القرار‬ ‫الروسى بحظر استيراد‬ ‫البطاطس المصرية‪.‬‬

‫تسعى وزارة التنمية المحلية‪ ،‬إلى‬ ‫تطبيق التجـربتين الفرنسية والهولندية‬ ‫إلصالح حال المحليات‪ ،‬وتطوير أدائها‪،‬‬ ‫وفى هذا االتجاه عقدت مؤخرا مؤتمرها‬ ‫تحت عنوان «تعزيز التنمية المحلية‬ ‫والالمركزية فى مصر»‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫االتحاد األوربى‪ ،‬لنقل أفضل التجارب على‬ ‫الصعيد الدولى‪ ،‬لمواجهة تحديات تعزيز‬ ‫التنمية المحلية وتحقيق الالمركزية‪.‬‬ ‫وقال اللواء أبو بكر الجندى‪ ،‬وزير‬ ‫التنمية المحلية‪ :‬مصر تسعى إلحداث‬ ‫إصالحات سياسية واقتصادية واجتماعية‬ ‫شاملة على المستوى القومى‪ ،‬عبرت‬ ‫عنها رؤية ‪ ،2030‬والبد أن يواكبها‬ ‫تطورات مماثلة على المستوى المحلي‪،‬‬ ‫ما يحتم بنـاء نظـام محلي جديد يعكس‬ ‫مشاركة شعبية أكبر‪ ،‬لتحقيق أفضل‬ ‫استخدام للموارد واإلمكانيات المحلية‬ ‫المتاحة لتحقيق التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫مضي ًفا‪ :‬الدستور المصري يحدد‬ ‫فصال كامال عن اإلدارة المحلية يلزم‬ ‫الدولة بأن تكفل دعـم الالمركزية‬ ‫اإلدارية والمالية واالقتصادية‪ ،‬كما نص‬ ‫على أن ينظم القانون وسائل تمكين‬ ‫الوحدات اإلدارية المحلية من ممارسة‬ ‫عملها لتوفير أفضل الخدمات واستدامة‬ ‫حسن إدارتها‪ ،‬كما ضمن نسبة مهمة‬ ‫من حجـم مقاعد المجالس المحلية‬ ‫الشعبية لفئات بعينها يأتى فى مقدمتها‬ ‫«الشباب والمرأة»‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫المحافظ فى مهرجان التمور‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫«أبو زيد» يعرض‬ ‫تجربة «تمور‬ ‫سيوة» بدبى‬

‫خالد بدوى‬

‫تدعيم منظومة‬ ‫النقل فى العريش‬ ‫بـ ‪ 10‬أتوبيسات‬

‫أعطال ماكينات الصرف صداع‬ ‫فى رأس بقاىل التموين‬

‫مطروح‪ :‬نور عبد القادر‬

‫تجربة واحة سيوة فى صناعة التمور‬ ‫تحولت أليقونة عالمية مما جعل دولة‬ ‫اإلمارات العربية الشقيقة تسعى لالستفادة‬ ‫منها‪ ،‬وتطبيقها فى مهرجان التمور لديها‪،‬‬ ‫ووجهت دعوة للواء عالء أبو زيد محافظ‬ ‫مطروح لعرض مالمح هذه الصناعة‪ ،‬وسر‬ ‫تميز تمورها‪.‬‬ ‫أبو زيد أكد أن واحة سيوه وتضم‬ ‫نحو ‪ 700‬ألف شجرة نخيل‪ ،‬من بينها‬ ‫نحو ‪ 500‬ألف شجرة مثمرة‪ ،‬تنتج ‪350‬‬ ‫ألف طن من التمر منها البلح الصعيدي‬ ‫أو الرطب والغزالي والفريحى والعزاوى‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫وأشار المحافظ إلى أن المشكلة‬ ‫الرئيسية التى تواجه مزارعى أشجار‬ ‫النخيل بالواحة تتمثل فى نقص التصدير‪،‬‬ ‫وانعكس هذا على أسعار التمور سلبا‪،‬‬ ‫حيث ال يتجاوز سعر الكيلو ثالثة جنيهات‪،‬‬ ‫األمر الذي دفع المحافظة للتدخل‬ ‫واالهتمام بتلك الثروة‪ ،‬عن طريق تشجيع‬ ‫المهرجانات‪ ،‬خاصة االتفاق مع «جائزة‬ ‫خليفة لنخيل التمور» على إقامة مهرجان‬ ‫بواحة سيوة‪ ،‬كل عام‪.‬‬ ‫أبو زيد أوضح‪ ،‬أن المهرجان‬ ‫ساهم في تقديم الدعم الفني‬ ‫والتسويقي للتمور بالواحة‪ ،‬وتصنيفها‬ ‫على أنه «أورجانيك»‪ ،‬حيث ال يستخدم‬ ‫المزارعون الكيماويات فى عملية الزراعة‪،‬‬ ‫كما تتم مكافحة اآلفات فطرياً‪.‬‬ ‫وطالب الدكتور عبد الوهاب زايد‪،‬‬ ‫األمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل‬ ‫التمور‪ ،‬بالمزيد من المساندة لتجربة‬ ‫واحة سيوة فى تطوير صناعة التمور‪،‬‬ ‫وأن هناك توجيهات من سمو الشيخ‬ ‫منصور بن زايد آل نهيان‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫مجلس الوزراء ووزير شئون الرئاسة‬ ‫بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬بتقديم‬ ‫الدعم الفني لمصر في مجال إنتاج التمور‬ ‫باعتبار الجائزة مؤسسة مستقلة تمتلك‬ ‫الخبرة واإلمكانيات الفنية إلدارة الفعاليات‬ ‫واألنشطة واإلنتاج في مجال قطاع نخيل‬ ‫التمر على المستويين العربى والعالمى‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫شركات الصيانة‬ ‫تتهرب من دفع التكلفة‬

‫د‪.‬عمر سالم‬

‫تقرير‪ :‬بسمة أبو العزم‬

‫د‪.‬عبد المنعم زمزم‬

‫إنعاش االقتصاد‬ ‫قال سونج آيقوه‪ ،‬سفير‬ ‫الصين بالقاهرة‪ ،‬إن‬ ‫الحكومة المصرية تعمل‬ ‫فى السنوات األخيرة‬ ‫على إنعاش االقتصاد‪،‬‬ ‫وتحسين معيشة الشعب‪،‬‬ ‫واستكشاف طريق‬ ‫تنموى يتفق مع الظروف‬ ‫الوطنية‪.‬‬

‫ألول مرة‬

‫حقوق القاهرة‬ ‫فى التصنيف العاملى‬

‫تقرير‪ :‬إيمان رسالن‬

‫ألول مـرة فـى تاريـخ التعليم الجامعى فـى مصر تدخل‬ ‫كليـة نظريـة التصنيـف اإلنجليـزى العالمـى الشـهير‪،Qs‬‬ ‫لعـام ‪ ,2018‬حيـث ظهـرت كليـة الحقـوق جامعـة القاهـرة‬ ‫فـى مركـز متقـدم مـا بيـن ‪ 201‬إلـى ‪ 250‬علـى مسـتوى‬ ‫كليـات الحقـوق فـى العالـم‪ ،‬وهـو يعتبـر إنجـازا لكليـات‬ ‫الحقـوق المصريـة التـى مـن المعـروف عنهـا اآلن أنهـا‬ ‫الكليـة التـى تعانـى زيـادة كبيرة فـى عدد الطـالب بها عن‬ ‫الحـدود والمقاييـس العالميـة فـى دراسـة القانـون‪.‬‬ ‫وكانـت «المصـور» قـد رصـدت خطـة اإلصـالح التـى‬ ‫تتـم بالكليـة‪ ،‬مـن خـالل ملحـق تـذكارى خـاص أصدرتـه‬ ‫فـى نوفمبـر الماضـى ترصـد فيه مـن الماضى إلـى الحاضر‬ ‫بعـد مـرور ‪ 150‬عامـاً علـى إنشـاء كليـة الحقـوق حتـى قبل‬ ‫تأسـيس الجامعـة المصريـة وانضمـام الكليـة الخديويـة‬ ‫لهـا‪ ،‬وكيـف كانـت هـى كليـة العظمـاء مـن السياسـيين‬ ‫والمفكريـن حتـى وصلـت إلـى عهـد الدكتـور عمـر سـالم‬ ‫العميـد السـابق للحقـوق الـذى تـرك منصبـه فـى نوفمبـر‬

‫الماضـى‪ ،‬والـذى قـاد فـى فتـرة عمادتـه خطـة اإلصـالح‪,‬‬ ‫وبالتنسـيق مـع مسـاعديه وبفضـل هـذه الخطـة الجـادة‬ ‫تمكنـت الكليـة وألول مـرة علـى مسـتوى التخصصـات‬ ‫النظريـة كافـة أن تدخـل التصنيفـات الدوليـة للجامعـات‪،‬‬ ‫وخاصـة فـى مجـال دراسـة القانـون‪.‬‬ ‫د‪ .‬عبـد المنعـم زمـزم‪ ،‬دينامـو تطبيـق خطـة اإلصالح‬ ‫والوكيـل السـابق لكليـة الحقـوق‪ ،‬أكـد إن الجهـد الكبيـر‬ ‫الـذى بـذل خـالل أربـع سـنوات فـى وقـت رئاسـة د‪ .‬عمـر‬ ‫سـالم ومعاونيـه مـن األسـاتذة ووكالء الكليـة‪ ،‬سـاهم فـى‬ ‫وضـع نظـام صـارم للتطبيـق والنهوض بالكليـة وفق خطة‬ ‫زمنيـة محـددة‪ ،‬وكذلـك تجديـد البنيـة التحتيـة بالكليـة‬ ‫واالهتمـام باألنشـطة الطالبيـة‪.‬‬ ‫وكان القسـم الفرنسـى بالكليـة قـد شـهد تطويـراً‬ ‫جذريـ ًا تحـت رئاسـة د‪ .‬سـامى عبـد الباقـى‪ ،‬حيـث رفـع‬ ‫مـن شـأن الكليـة لتدخـل التصنيـف العالمـى بجانـب خطـة‬ ‫إصالح شـاملة للقسـم العربى أكبر أقسـام الكلية‪ ،‬وتطبيق‬ ‫نظـم علميـة فـى التعليـم والتدريـس مثـل نظـم محـاكاة‬ ‫المحاكـم والهيئـات الدوليـة‪.‬‬

‫«اإلسماعيلية» تُصدر فاكهة وخضراوات بـ‪ 111‬مليون دوالر خالل شهرين‬ ‫اإلسماعيلية‪ :‬محمد فوزى‬

‫أعلن الدكتور السيد خليل‪ ،‬وكيل وزارة الزراعة‬ ‫باإلسماعيلية‪ ،‬أن المحافظة صدرت لألسواق العربية‬ ‫واألوربية‪ ،‬خالل شهرى يناير وفبراير الماضيين‪ ،‬حاصالت‬ ‫زراعية من الخضر والفاكهة بقيمة ‪ 111‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫إجمالى قيمة ما تم تصديره خالل تلك الفترة من‬ ‫محاصيل الخضروات المجمدة والطازجة‪ ،‬بلغت ‪ 3‬ماليين‬ ‫دوالر‪ ،‬بينما بلغت قيمة ما تم تصديره من الفاكهة‬

‫المجمدة والطازجة‪ 85‬مليون دوالر‪ ،‬وبلغت قيمة صادرات‬ ‫المحاصيل الحقلية ‪22‬مليون دوالر‪ ،‬ذلك كان إجمالى‬ ‫المحاصيل المصدرة بحسب وكيل وزارة الزراعة فى‬ ‫اإلسماعيلية‪ ،‬الذى أكد أن الصادرات الزراعية المصدرة إلى‬ ‫الدول العربية واألجنبية خالل شهر فبراير الماضى فقط‬ ‫بلغت قيمتها ‪ 47‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ولفت إلى أنها شملت تصدير أصناف من البصل األخضر‬ ‫والفراولة المجمدة وفاصوليا خضراء وخضروات مجمدة‪.‬‬

‫يبدو أن منظومة الدعم ستظل تمثل صداعا فى رأس‬ ‫الحكومة وخاصة وزارة التموين‪ ،‬فنجاح ميكنة صرف السلع‬ ‫التموينية والعيش المدعم‪ ،‬لم يمنع ظهور مشكالت أخرى‬ ‫بين البقالين التموينيين أهمها كثرة أعطال ماكينات‬ ‫الصرف‪ ,‬وعدم توافر قطع غيار أصلية ألنها قديمة وتوقف‬ ‫إنتاجها‪ ،‬وتصر شركات الصيانة الثالث على تحميلهم‬ ‫تكاليف إصالحها بالمخالفة للقرار الـــوزارى‪ ،‬رغم أن ـ‬ ‫الشركات ـ تحصل شهريا على ‪ 40‬مليون جنيه مقابل صرف‬ ‫الحصص التموينية‪ ،‬ونقاط الخبز بخالف دخلهم من الخبز‪.‬‬ ‫عصام عبد الفتاح‪ ،‬نقيب البقالين التموينيين‬ ‫بالمنوفية‪ ،‬إننا نعانى من ماكينات صرف السلع التموينية‬ ‫ألنها من الجيل األول وتعمل منذ ‪ ،2006‬وال يوجد لها‬ ‫قطع غيار جديدة حاليا داخل مراكز صيانة شركة «سمارت»‬ ‫للبطاقات التموينية‪ ،‬وأكثر األجــزاء التى تتعرض للتلف‬ ‫هى الطابعة فى حين أنها مهمة جدا فحينما يقوم البقال‬ ‫بعمل تسوية لمبيعاته فيجب ظهورها على الطابعة لكنها‬ ‫تظهر بيضاء إلى جانب» الريدر»‪ ،‬وهو الجزء الذى يوضع به‬ ‫الكارت الذكى‪.‬‬ ‫عبد الفتاح يؤكد أنه طالب الشركة بتحديث الماكينات‬ ‫لكنهم يتهربون‪ ،‬ويصرون على استبدالها‪ ،‬ودفع ثمن‬ ‫الماكينة الجديدة بما يعادل ‪ 6‬آالف و‪ 500‬جنيه‪ ،‬وهذا‬ ‫أمر غير منطقى‪ ،‬وليس حال للمشكلة‪ ،‬فما ذنب البقالين‬ ‫فالشركة ملزمة بتوفير قطع الغيار والصيانة مجانا وفقا‬ ‫للعقد فالمنوفية وحدها بها ألف و‪ 350‬ماكينة قديمة‪،‬‬ ‫وحاولنا مرارا التواصل مع مدير الفرع شركة الصيانة؛ إال‬ ‫أنه أكد عدم وجود قطع غيار أصلية فهذا الموديل قديم‪،‬‬ ‫وانتهى إنتاجه بعد ظهور الجيل الثالث والرابع حاليا‪،‬‬ ‫وبالتالى يحاولون إصالح العيوب قدر المستطاع‪ ،‬وتلك‬ ‫األزمة دفعت البعض لالتجاه للصيانة خارج الشركة رغم أن‬ ‫تركيب الطابعة تكلفته ألف و‪ 500‬جنيه‪.‬‬ ‫وأكــد أنهم رفعوا مذكرة لوزير التموين د‪.‬على‬ ‫المصيلحى لمطابته بإجبار الشركة على توفير قطع غيار‬

‫جديدة سواء باستيرادها إن أمكن أو توفير ماكينات لهم‬ ‫على حساب الشركة ألن الخطأ منها لكنهم لم يتلقوا رداً‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫وفى نفس االتجاه يشير السيد البرعى رئيس شعبة‬ ‫تجار المواد الغذائية بغرفة البحيرة التجارية إلى أن شركة‬ ‫«أفيت» ال تلتزم بالقرار ‪ 3‬لسنة ‪ 2011‬وخاصة البند‬ ‫‪ 11‬والذى ينص على التزام الشركة بالمرور على التجار‬ ‫التموينيين وفحص أعطال الماكينات لديهم وفى حالة‬ ‫صعوبة إصالح العطل يتم استبدال الماكينة إلصالحها‬ ‫دون أى تكلفة فيما عدا تعطيلها بفعل فاعل فيتم إصالحها‬ ‫على حساب البقال‪ ،‬والغريب أن الشركة تطالب البقال بكافة‬ ‫تكاليف الصيانة دون تقديم ورقة بالفحص التى تثبت أن‬ ‫العطل بفعل فاعل وترسلها إلى مكتب التموين كما ال‬ ‫نحصل على فاتورة معتمدة من الشركة بالقطع التى تم‬ ‫استبدلها وال نستلم القطعة التالفة حتى نتأكد من دقة‬ ‫الصيانة‪ ،‬ونفاجأ بتكرار العطل بما يثير الشكوك لدينا فأقل‬ ‫صيانة ‪ 350‬لتغيير «بيت الكارت» أما الطابعة ‪ 850‬جنيها‪.‬‬ ‫وأكــد البرعى أن الشركات الثالث المسئولة عن‬ ‫البطاقات والماكينات تحصل شهريا على ‪ 40‬مليون جنيه‬ ‫مقابل صرف المواطنين للتموين ونقاط الخبز بخالف‬ ‫دخلهم من الخبز‪ ،‬وبالتالى عليهم االلتزام بالتوجيه الوزارى‬ ‫لسنة ‪ ،2011‬وتحمل تكاليف صيانة ماكينات ‪ 30‬ألف بقال‬ ‫تمويني‪ ،‬فهامش أرباحنا منخفض وال يمكننا استقطاع أى‬ ‫جزء منه للصيانة‪.‬‬ ‫من جانبه أكد محمد سويد المتحدث الرسمى بوزارة‬ ‫التموين والتجارة الداخلية أن الوزارة دورها التحكيم بين‬ ‫طرفى التعاقد وهم البقالون وشركات البطاقات‪ ،‬وبالفعل‬ ‫الشركات ملزمة بالصيانة المجانية واستبدال الماكينة‬ ‫التالفة‪ ،‬وأى مخالفة لذلك‪ ،‬فعلى البقالين التقدم لنا للوزارة‬ ‫بشكوى رسمية وإذا كانوا على حق سنعاقب الشركات‬ ‫المخالفة فهناك الئحة جزاءات يمكن تطبيقها‪ ،‬لكن حتى‬ ‫اآلن لم تصلنا شكوى رسمية بخصوص مسألة الصيانة‬ ‫لماكينات الصرف‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬محمد حبيب‬

‫رصد البالغات‬ ‫إلكترونيًا‬ ‫قال العميد أيمن‬ ‫البشالوى‪ ،‬مدير مركز‬ ‫إدارة األزمات بوزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬إن المركز‬ ‫يقوم برصد جميع‬ ‫البالغات والظواهر‬ ‫إلكترونيا‪،‬‬ ‫اإلجرامية‬ ‫ً‬ ‫من خالل ربط كافة‬ ‫غرف العمليات المميكنة‬ ‫بمديريات األمن‬ ‫لتجميع وتحليل بالغات‬ ‫المواطنين على مدار‬ ‫الساعة‪.‬‬

‫‪ 43‬مليون جنيه فاتورة تطوير «املريالند»‬ ‫تقرير‪ :‬محمد حبيب‬

‫‪11‬‬

‫افتتح خالد بدوي وزير قطاع األعمال العام أمس الثالثاء أعمال تطوير‬ ‫المرحلة األولى من حديقة «الميرالند»‪ ،‬بمصر الجديدة ضمن مبادرة‬ ‫«إحياء تراث مصر الجديدة» بتكلفة إجمالية ‪ 43‬مليون جنيه‪.‬‬ ‫وأوضح هاني الديب‪ ،‬رئيس شركة مصر الجديدة لإلسكان والتعمير‬ ‫المالكة لحديقة الميرالند لـ«محمد حبيب»‪ ،‬أن تطوير الحديقة تم على‬ ‫مرحلتين‪ ،‬األولى تشمل‪ 22‬فدانا من إجمالي مساحة ‪ 45‬فدانا‪ ،‬وبلغت‬ ‫تكلفتها ‪ 43‬مليون جنيه‪.‬‬ ‫مضيفاً أن التطوير عبارة عن تنسيق كامل للمساحة الخضراء‬

‫بالحديقة‪ ،‬ومنافذ البيع وخدمات الزائرين مع إنشاء وإحالل وتجديد شبكة‬ ‫المرافق من كهرباء ومياه‪ ،‬إلى جانب إعادة تأهيل البرجوالت والمشايات‬ ‫و»تراك «للمشي وشلالت مياه‪ ،‬وإضافة إلى زراعة ‪ 1600‬شجرة جديدة‪،‬‬ ‫ورفع كفاءة األسوار والبوابات‪ ،‬وترميم التماثيل تحت إشراف متخصصين‬ ‫من وزارة اآلثار‪ ،‬من أجل الحفاظ على الطابع القديم لها‪ ،‬فهى من أقدم‬ ‫الحدائق بحى مصر الجديدة‪ ،‬ويعود تاريخ إنشاءها إلى عام ‪ ،1949‬وتعد‬ ‫حديقة لألسرة ومتنزه للكبار والصغار‪.‬‬ ‫وقال الديب إن العمل فى مشروع كازينو الميريالند يسير على قدم‬ ‫وساق‪ ،‬واألعمال في الموقع متواصلة إلنهاء التجديدات الالزمة تمهيدا‬ ‫الفتتاحه قريبا‪.‬‬

‫فى خطوة لدعم منظومة النقل‬ ‫الداخلى بمدينة العريش طالب خالد‬ ‫بدوى‪ ،‬وزير قطاع األعمال العام‪،‬‬ ‫الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى‬ ‫بتوفير‪ 10‬أتوبيسات للعمل بالمدينة‪،‬‬ ‫بالتنسيق مع محافظة شمال سيناء‪،‬‬ ‫ويأتى هذا فى ضوء المسئولية‬ ‫المجتمعية للشركة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى استقبل اللواء‬ ‫بحرى أ‪.‬ح محمد يوسف‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫إدارة الشركة القابضة للنقل البحرى‬ ‫والبرى د‪.‬إسماعيل عبد الحميد طه‬ ‫«محافظ دمياط» أثناء زيارته لشركة‬ ‫دمياط لتداول الحاويات والبضائع‪،‬‬ ‫لمتابعة أوجه تطوير طريقة التشغيل‬ ‫اآللى التى تربط هيئة ميناء دمياط‬ ‫بمحطة الحاويات الخاصة بالشركة‬ ‫لتقديم الخدمات الالزمة للميناء‪،‬‬ ‫مع توضيح الموقف الحالى والخطط‬ ‫المستقبلية للشركة والخصائص‬ ‫المميزة لمحطة الحاويات وإمكانياتها‬ ‫وسبل تطوير إيراداتها‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫إجمالى حاويات الصادر أرقاما غير‬ ‫مسبوقة بمعدل ‪ 25‬ألف حاوية‬ ‫بمتوسط ألف حاوية فى اليوم إلى‬ ‫جانب عرض مشروعات التطوير‬ ‫الحالية من تدعيم وتعميق أرصفة‬ ‫الحاويات وتطوير المعدات وزيادة‬ ‫الطاقة االستيعابية للمحطة من‬ ‫حاويات الثالجة‪.‬‬ ‫ومن جانبه أكد محافظ دمياط‬ ‫أن شركة دمياط لتداول الحاويات‬ ‫والبضائع تقوم بمجهود رائع للوصول‬ ‫إلى معدل تقليل الوارد وزيادة الصادر‪،‬‬ ‫وتقليل وقت الشحن والتفريغ وتعميق‬ ‫الميناء‪ ،‬فى ظل تطبيق أحدث أدوات‬ ‫التطوير الخاصة بمنظومة التشغيل‬ ‫اآللى بالشركة والمعدات والساحات‪.‬‬


‫‪PB‬‬ ‫‪12‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬ ‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪PB‬‬ ‫‪13‬‬

‫رسالة الخارج وصلت إلى الداخل‬

‫‪100‬‬

‫شخصية مصرية‬ ‫تتحدث‬ ‫عن المفاجآة‬

‫أسرة مؤسسه تكفلت بمصروفات التطوير‪ ..‬وإشادة عالمية بوجوده فى مصر‬

‫عودة الحياة لمتحف «النساء والتوليد»‬

‫تقرير‪ :‬إيمان النجار‬

‫أخيرا ‪ ..‬تنبهت كلية طب قصر العينى إلى ضرورة إعادة افتتاح‬ ‫متحف الدكتور نجيب باشا محفوظ ألمراض النساء والتوليد بعد‬ ‫التجديد‪ ،‬باعتباره أنه أقدم وأكبر مستودع عينات لهذا المجال‬ ‫فى منطقة الشرق األوسط وإفريقيا‪ ،‬ويضم منها حاالت نادرة‬ ‫وغامضة‪.‬‬ ‫المتحف أسسه الدكتور نجيب باشا محفوظ‪ ،‬طبيب أمراض‬ ‫النساء الملكى‪ ،‬مؤسس أول خدمة مخصصة في طب النساء‬ ‫والتوليد في مصر‪ ،‬وفكرته بدأت عندما اشترى «برطمانات‬ ‫زجاجية «من فرنسا لوضع عينات قام بتحضيرها داخل عيادته‬ ‫الخاصة‪ ،‬ثم نقلها إلى مدرسة الطب ليدرس عليها الطالب‪،‬‬ ‫وفى عام ‪ 1929‬قرر مدير مدرسة الطب تخصيص مكان لحفظ‬ ‫النماذج‪ ،‬ليكون نواة لمتحف خاص بأمراض النساء والوالدة‪ ،‬وفى‬ ‫سنة ‪ 1932‬قدم «د‪ .‬محفوظ» المتحف هدية لكلية الطب وعرف‬ ‫باسم “متحف محفوظ الخاص بالوالدة وأمراض النساء” ‪.‬‬ ‫وقالت عنه مجلة الوالدة وأمراض النساء البريطانية‪“:‬إن كلية‬ ‫الطب المصرية جديرة بأن تحسد على هذا المتحف العظيم‪،‬‬ ‫وقد تم تمويل عملية التجديد‪ ،‬من قبل عائلة الراحل الدكتور‬ ‫نجيب باشا محفوظ‪ ،‬إلعادة تصميم كامل لمساحته ‪ ،‬وسبل‬ ‫العرض واإلضاءة‪ ،‬واألهم األرشفة الرقمية لجميع المحتويات و‬ ‫عرضها على اإلنترنت بعد إنشاء موقع جديد‪ ،‬و أيضا إنشاء غرفة‬ ‫محاضرات صغيرة ألغراض التدريس للطلبة‪.‬‬ ‫تطوير المتحف التاريخى يأتي متماشيا مع االتجاه العالمى‬ ‫السنوات األخيرة ألهمية وقيمة متاحف العينات المرضية‪ ،‬ألنها‬ ‫تتيح للطلبة واألطباء حديثى التخرج دراسة حاالت نادرة جدا قد‬

‫يواجهونها أثناء ممارستهم ولكنهم لم يتعرضوا لها أبدا أثناء‬ ‫التدريب‪ .‬إضافة إلى ذلك فإنه يقدم فائدة كبيرة لعلماء األنسجة‬ ‫ألنه تم جمع هذه العينات قبل ظهور المضادات الحيوية الحديثة‬ ‫والعالجات بحيث يكون المرض متطورا دون تحديد أساسا‪.‬‬ ‫وقال الدكتور مصطفي الصادق‪ ،‬أستاذ أمراض النساء التوليد‬ ‫بقصر العينى‪ ،‬عضو لجنة التطوير‪ :‬المتحف كان مفتوحا‪ ،‬ويتم‬ ‫امتحان الطلبة علي العينات والحاالت حتي عام ‪ 2000‬تقريبا‪،‬‬ ‫وبه نماذج لحاالت عديدة كان يجريها د‪ .‬محفوظ وكان يسجل‬ ‫تفاصيلها‪ ،‬والوصف التفصيلي ألمراض لم نعد نراها حاليا مثال‬ ‫ورم ليفي وزنه ‪ 10‬كيلو‪ ،‬فال يمكن أن حالة لهذا الحجم قبل‬ ‫اكتشافه‪ ،‬إلى جانب حاالت انفجار الرحم نظرا لخوفهن وقتها‬ ‫من القيصرية‪ ،‬وقام د‪ .‬نجيب بجمع كل العينات لديه وتبرع بها‬ ‫لقصر العيني بحيث يتم تدريب الطلبة عليها‪ ،‬وأصبح األساتذة‬ ‫الموجودون وقتها يضيفون حاالت‪ ،‬ليصبح لدينا مجموعة كبيرة‬ ‫ونادرة ليست موجودة في أى مكان في العالم‪ ،‬ولقى المتحف‬ ‫إشادة عالمية في ذلك الوقت ومع الوقت بدأ يندثر‪.‬‬ ‫مضي ًفا‪ :‬انشغلت مع الدكتور أحمد المناوي أستاذ أمراض‬ ‫النساء والتوليد بفكرة التطوير منذ ثالث سنوات تقريبا لالستفادة‬ ‫من متحف فريد فى العالم‪ ،‬لكن لم تكن لدينا اإلمكانيات المادية‪،‬‬ ‫وكنا وقتها قد وصلنا إلى نتيجة أنه لو استمر حال المتحف علي ما‬ ‫كان عليه بعد عشر سنوات مثال لم نكن سنجد لدينا متحفا وكان‬ ‫ذلك سيمثل خسارة لقصر العيني‪ ،‬لكن استطاع الدكتور محمد‬ ‫ممتاز رئيس مجلس قسم النساء والتوليد بقصر العينى التواصل‬ ‫مع أسرة د‪.‬نجيب محفوظ وأقنعهم بفكرة تطوير المتحف وكان‬ ‫لهم دور مهم سواء من حيث الدعم المادى أو المعنوى‪ ،‬كما‬

‫التطوير شمل أكثر‬ ‫من محور من المكان‬ ‫نفسه وأسلوب‬ ‫العرض‪ ،‬واستخدام‬ ‫التكنولوجياالحديثة‬ ‫فى المتاحف‪ ،‬وربط‬ ‫العينات بموقع خاص‬ ‫بالمتحف وربطه‬ ‫باإلنترنت‪ ،‬وتزويده‬ ‫بالعيناتالحديثة‬

‫تبرعوا بأشياء تخص د‪.‬محفوظ لتوضع فى المتحف‪ ،‬والتطوير‬ ‫استغرق ثالثة أشهر وتم بشكل مبهر بحيث يمكن للطالب توجيه‬ ‫التليفون علي العينة فى مكان معين ليتم فتح المعلومات الخاصة‬ ‫بالعينة‪ ،‬ويتم تزويد الطالب بمعلومات أخري عبر اإلنترنت عن‬ ‫هذه الحالة وحاالت مشابهة‪ ،‬والمتحف بدأ بنحو ‪ 731‬عينة عام‬ ‫‪ 1932‬وزادت علي مر السنوات لتتعدي نحو ‪ 3‬آالف عينة‪ ،‬لكن ال‬ ‫توضع كلها في المتحف‪ ،‬ومتاح للطلبة بقصر العيني وباقي طلبة‬ ‫الجامعات األخرى «‪.‬‬ ‫مؤكدا أن التطوير شمل أكثر من محور من المكان نفسه‬ ‫وأسلوب العرض‪ ،‬واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى المتاحف‪،‬‬ ‫وربط العينات بموقع خاص بالمتحف وربطه باإلنترنت‪ ،‬وتزويده‬ ‫بالعينات الحديثة الجديدة‪ ،‬وتتمثل أهميته فى كونه تاريخيا‬ ‫محل افتخار فقسم الوالدة بقصر العيني هو أول قسم في مصر ‪،‬‬ ‫كما أن االهتمام به اعتراف بالجميل لمؤسس المتحف ولكل من‬ ‫ساهم فيه من أساتذة فيما بعد‪ ،‬كما أنه مصدر تعليمى للطلبة‬ ‫فيوجد به حاالت صعب أن يجدوها‪ ،‬فمثال العيوب الخلقية مثال‬ ‫حاليا يتم اكتشافها بالسونار وغيره من وسائل الفحص‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة هنا إلى أن د‪ .‬نجيب محفوظ جعل مصر أول بلد‬ ‫فى مجال العناية باألم قبل الوضع‪ ،‬وهو مؤسس أول قسم للنساء‬ ‫والتوليد فى مصر‪ ،‬وأنشأ أول عيادة للحوامل فى مصر لتباشر‬ ‫السيدة الحامل والعناية باألم قبل الوضع إلى جانب أول مركز‬ ‫لرعاية الطفل بقصر العينى‪ ،‬كما ذاعت شهرته إلى الدرجة التى‬ ‫دفعت الملك فؤاد الستدعائه أثناء والدة الملكة نازلى‪ ،‬ولكفاءته‬ ‫طلب منه الملك أن يؤلف كتابا عن تاريخ الطب فى مصر فى‬ ‫غضون ستة أشهر‪ ،‬وبالفعل ألف كتابا بعنوان “تاريخ التعليم‬ ‫الطبى فى مصر” وهو مرجع مهم داخل مكتبة قصر العينى ‪ ،‬كما‬ ‫استدعاه الملك فارق أثناء والدة الملكة فريدة فذاع صيته فى‬ ‫العائلة الملكية ‪.‬‬ ‫ولد الدكتور نجيب ميخائيل محفوظ عام ‪ 1882‬فى مدينة‬ ‫المنصورة‪ ،‬والتحق بمدرسة الطب عام ‪ ،1898‬وعين مشرفاً على‬ ‫عمليات التخدير الجراحى بمستشفى قصر العينى ‪ ،‬وبسبب واقعة‬ ‫حدثت أمامه أثناء حالة والدة غير مساره واتجه للنساء والتوليد‪،‬‬ ‫وكان د‪.‬محفوظ الطبيب الذي أنقذ والدة متعسرة جاء فيها‬ ‫مولود ومن شدة سعادة األب أسماه نجيب محفوظ ليصبح بعد‬ ‫ذلك األديب العالمى صاحب نوبل لآلداب الكاتب الكبير نجيب‬ ‫محفوظ‪.‬‬

‫فى الشدائد تظهر المعادن‪ ،‬والمصرى معدنه‬ ‫نفيس وأصيل‪« ،‬ال يخلف وعده وال يتولى‬ ‫يوم زحف بلده‪ ،‬ال يعطى لها ظهره»‬ ‫يوم أن تناديه لتحتمى به من خناجر خونة‬ ‫ومتآمرين‪.‬‬ ‫االثنين القادم تفتح لجان االنتخابات الرئاسية‬ ‫أبوابها لمدة ثالثة أيام‪ ،‬وكل المؤشرات تؤكد أن‬ ‫اإلقبال من المصريين سيكون مفاجئاً للعالم‪.‬‬ ‫فعلها المصريون فى الخارج وتحملوا متاعب السفر البعيد‬ ‫من أجل أن يعلنوا الوالء والمساندة لبلدهم‪ ،‬ولن يختلف‬ ‫عنهم أبناء الداخل‪ ،‬فكلنا مهمومون ببلدنا‪.‬‬ ‫أجهزة الدولة جهزت العدة النتخابات آمنة نزيهة‪ ،‬الهيئة‬ ‫الوطنية لالنتخابات وفرت كل عوامل النزاهة واالنتخابات‬ ‫الحرة من قاض فى كل لجنة إلى وسائل تيسر التصويت‬ ‫وتضمن الراحة للناخبين‪.‬‬ ‫القوات المسلحة والشرطة وفروا كل عوامل التأمين‬ ‫الحاسم فى عملية انتشار واسعة للقوات وفق خطة‬ ‫متكاملة وتنسيق رفيع المستوى من السلوم وحتى‬ ‫حاليب وشالتين‪ ،‬غرف العمليات فى كل الجهات المعنية‬ ‫باالنتخابات تتابع من اآلن االستعدادات اللوجيستية لبدء‬ ‫عملية التصويت‪.‬‬ ‫الخالصة أن كل األجواء معدة النتخابات مصرية يقول فيها‬ ‫الشعب كلمته بإرادته الحرة‪ ،‬ال موجه له وال معقب عليه‬ ‫ويتحدى فيها كل أعداء الوطن يبقى اإلقبال الذى تنتظره‬ ‫مصر منا جميعاً‪.‬‬ ‫فى هذا الملف نرصدها بالصور أهم لقطات معبرة‬ ‫فى انتخابات الخارج والرسائل الواضحة التى وجهها‬ ‫المصريون من عواصم العالم إلى كل المتآمرين على‬ ‫بلدهم‪ ،‬ونتابع أهم االستعدادات لالنتخابات ‪ ..‬كما‬ ‫أن مائة شخصية مصرية من كل المجاالت تتحدث عن‬ ‫المفاجأة وتقدم مؤشرات النزول القوى الذى نتوقعه‬ ‫للمصريين‪ ،‬ألنهم يحبون بلدهم‪ ،‬يخشون عليها من‬ ‫المؤمرات‪ ،‬يعرفون أنها مستهدفة‪ ،‬يريدون استمرار‬ ‫واستكمال خطة البناء‪ ،‬يريدون أن يردوا على دعاة‬ ‫المقاطعة ومن يقاتلون بسوء نية من أجل إحباط‬ ‫المصريين ومنعهم من الخروج‪.‬‬ ‫مائة شخصية يقولون ‪ ..‬لماذا سينزل المصريون إلى‬ ‫صناديق االنتخاب‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫السعودية‬

‫اإلمارات‬

‫الواليات المتحدة‬

‫النمسا‬

‫هولندا‬

‫أوكرانيا‬

‫الدنمارك‬ ‫ألمانيا‬

‫اليونان‬ ‫العراق‬

‫إنجلترا‬

‫أستراليا‬ ‫الكويت‬

‫إيطاليا‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪15‬‬


‫‪16‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪17‬‬

‫«محمد» لم يُكمل (‪ 16‬عاماً) أخذ جواز سفره ودخل إلى اللجنة ليعطى صوته للسيسى‬

‫أسر مصرية فى مهمة انتخابية‪:‬‬

‫«بنرد الجميل»‬

‫تقرير يكتبه‪ :‬وليد عبد الرحمن‬

‫محمد وائل‪ ،‬طالب فى المرحلة الثانوية‪ ،‬مقيم‬ ‫فى اإلمارات مع عائلته‪ ،‬لم يُكمل عامه الـ(‪،)16‬‬ ‫أصر وأخذ جواز السفر من والده الذى يعمل‬ ‫مدرساً فى اإلمارات‪ ،‬ودخل قبله إلى اللجنة داخل‬ ‫مقر القنصلية المصرية فى دبى ليعطى صوته‬ ‫للرئيس عبد الفتاح للسيسي‪.‬‬ ‫وعندما قدم «محمد» الجواز للموظف المسئول‬ ‫اعتذر له‪ ،‬ألنه لم يكمل السن القانونية‬ ‫للتصويت‪ ،‬حزن الصغير وبكى‪ ،‬فما كان من‬ ‫القنصل المصرى فى دبى إال أن احتضنه واعتذر‬ ‫له‪ ،‬وأكد أن مشاركته مع والديه فى طابور‬ ‫االقتراع وحضوره للجنة‪ ،‬ال يقل أهمية عن‬ ‫التصويت فى الصندوق‪ ..‬هذا نموذج ألسرة‬ ‫مصرية فى الخارج ضربت مثا ً‬ ‫ال رائعاً فى‬ ‫الوطنية‪ ،‬وسطرت مع غيرها من آالف العائالت‬ ‫مالحم مصرية بذهابهم إلى مقار اللجان‬ ‫للتصويت فى االنتخابات الرئاسية‪ ،‬للمشاركة‪،‬‬ ‫وإعالن دعم وتأييد لمصر ضد اإلرهاب وعشاق‬ ‫التخريب والقتل والعنف‪.‬‬ ‫المشهد كان واحداً‪ ،‬اصطفاف للعائالت أمام‬ ‫جميع مقرات السفارات والقنصليات‪ ،‬هتافات‬ ‫«تحيا مصر‪ ..‬تحيا مصر»‪ ،‬وأغانٍ وطنية‪ ،‬وأعالم‬ ‫فى كل مكان‪ ،‬وصور الرئيس السيسي‪.‬‬ ‫«المصور» تحدثت مع ‪ 3‬أسر مصرية فى دبي‪،‬‬ ‫توافدوا منذ الصباح الباكر الجمعة الماضية على‬ ‫مقر القنصلية لإلدالء بأصواتهم‪ ،‬فى تظاهرة‬ ‫مليئة بمشاعر الحب والوفاء والوالء للوطن‪،‬‬ ‫عنوانها «جئنا من أجل مستقبل مصر‪ ..‬ولرد‬ ‫الجميل يا ريس»‪.‬‬

‫وائل عبد الرحمن‪ ،‬مدرس‪ ،‬حرص‬ ‫على اصطحاب زوجته وأبنائه «محمد‬ ‫وكريم وأحمد»‪ ،‬لمقر القنصلية فى دبى‬ ‫للتصويت‪ ،‬ويقول‪ :‬ذهبت مبكرًا فى‬ ‫أول يوم لإلدالء بصوتي‪ ،‬وفى اليومين‬ ‫اآلخرين حرصت على الذهاب لالطمئنان‬ ‫على سير عملية التصويت‪ ،‬ودعــوت‬ ‫الجميع لضرورة الذهاب للتصويت‪.‬‬ ‫«يــوم االنتخابات‪ ،‬رأيــت حبا بجد‬ ‫لمصر والرئيس السيسي‪ ،‬الكل بادر‬ ‫ليقول نعم للتنمية والديمقراطية‪ ،‬نعم‬ ‫لمحاربة اإلرهاب‪ ،‬نعم لالستقرار ودحر‬ ‫كل محاوالت التآمر على مصر وتشويه‬ ‫صورتها أمام العالم»‪ ..‬هكذا قال «وائل»‬ ‫الذى حرص على حمل األعالم‪ ،‬وأصر على‬ ‫تنظيم الصفوف للتسهيل على الناخبين‪،‬‬ ‫والمساعدة فى توزيع عبوات المياه‬ ‫والعصائر على الناخبين‪ ،‬ومساعدة كبار‬ ‫السن والسيدات لإلدالء بأصواتهم‪.‬‬ ‫وعلى مقربة مــن «وائـــل» كانت‬ ‫زوجته أشجان محمد‪ ،‬مدرسة‪ ،‬تردد‬ ‫مع أخريات من المواطنات المصريات‬ ‫المقيمات فى اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫عــددًا من الهتافات المؤيدة للرئيس‬ ‫منها «عـــاش الــســيــســي‪ ..‬السيسى‬ ‫رئيسي»‪ ،‬كما أطلقن الزغاريد احتفا ً‬ ‫ال‬ ‫بالمشاركة فى االنتخابات‪ ،‬تعبيرا عن‬ ‫حبهن للوطن‪ ،‬وفرحتهن بهذا العرس‬ ‫الديمقراطي‪.‬‬ ‫عال بعد خروجها من‬ ‫بصوت‬ ‫وقالت‬ ‫ٍ‬ ‫الجنة هناك شعور وطنى جارف انتاب جميع‬ ‫الناخبات والناخبين من أبناء الجالية عند‬ ‫اإلدالء بأصواتهم‪ ،‬وجميعنا ُكنا فى مهمة‬ ‫رسمية وطنية نيابة عن شعب مصر‪ ،‬لنقول‬ ‫كلمتنا بالصوت والصورة‪ ،‬ونختار مستقبل‬ ‫وطننا‪ ،‬رافضين الدعوات التى كانت تنادى‬ ‫بمقاطعة االنتخابات‪ ..‬فجماعة «اإلخوان»‬ ‫اإلرهابية روجت لعدم تجاوب المصريين‬ ‫فى الخارج مع االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫«أشجان» حرصت على اصطحاب‬ ‫أبنائها لتنمية الشعور الوطنى لديهم‪،‬‬ ‫مثل باقى العائالت التى اصطحبت‬ ‫أبناءها حاملين األعــالم المصرية فى‬ ‫مظهر وطنى وجو أسرى يليق بمكانة‬ ‫المحروسة‪.‬‬ ‫«المصور» رصدت امتداد طوابير‬ ‫الناخبين فى دبى لمسافات طويلة وإلى‬ ‫الشوارع الرئيسية والجانبية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫أن تكدس مقر القنصلية ومحيطها‬ ‫الخارجى عن آخره بمئات الناخبين من‬ ‫الرجال والنساء ومن كل األعمار‪«.‬أسرة‬ ‫طارق‪ :‬هنكمل المشوار»‬

‫أداروا المشهد االنتخابى بشكل احترافى على مواقع التواصل االجتماعي‬

‫المصريات دائما فى الصفوف األولى‬ ‫أمـا طـارق رشـدي‪ ،‬مـدرب‪ ،‬حـرص‬ ‫علـى اصطحـاب زوجتـه سـماح عـالم‪،‬‬ ‫وابنتهمـا «آيـة» وابنهمـا «عمـرو»‪،‬‬ ‫وحرصـوا جميعـ ًا علـى رفـع علـم مصـر‪،‬‬ ‫ويقـول‪ :‬التوافـد للتصويـت كان كبيـراً‬ ‫مـن قبـل أبنـاء وبنـات الجاليـة المصرية‪،‬‬ ‫فـى مشـهد ال يعبـر سـوى عـن حرصهـم‬ ‫الشـديد علـى المشـاركة فـى اختيـار‬ ‫رئيسـهم القادم ورسـم مصر المستقبل‪.‬‬ ‫مشـيدًا بسـلوك المصرييـن خـالل‬ ‫التصويـت‪ ،‬فقـد انتظـم أبنـاء وبنـات‬ ‫الجاليـة فـى طوابيـر طويلـة أمـام أبـواب‬ ‫اللجنـة االنتخابيـة فـى هـدوء بحسـب‬ ‫اإلجـراءات التنظيميـة‪.‬‬ ‫أمـا زوجتـه «سـماح» فقـد حرصـت‬ ‫علـى دعـوة أبنـاء الجاليـة فـى اإلمـارات‬ ‫للمشـاركة اإليجابيـة فـى االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية‪ ،‬ومباشـرة حقهـم الدسـتوري‪،‬‬ ‫وتقـول‪ :‬شـعرت بالسـعادة بعـد أن‬ ‫وجـدت هـذا العـدد الكبيـر مـن اإلخـوة‬ ‫المصرييـن الذيـن أتـوا للمشـاركة‬ ‫فـى االنتخابـات‪ ،‬ألنهـم يعتبـرون ذلـك‬ ‫اسـتحقاقا ديمقراطيـا مهمـا بالنسـبة‬ ‫لبلدهـم حتـى نكمل المشـوار والمسـيرة‬ ‫التـى بـدأت منـذ عـدة سـنوات‪.‬‬ ‫«عائلة حازم‪ :‬مش هنسيبك وحدك»‬ ‫حـازم جـالل‪ ،‬مـدرس‪ ،‬وزوجتـه‬ ‫دعـاء محمـد‪ ،‬حرصـا علـى إرسـال‬ ‫رسـائل مسـجلة ألقاربهمـا فـى مصـر‬

‫نشـراها علـى صفحاتهمـا علـى مواقـع‬ ‫التواصـل االجتماعـى لتأكيد مشـاركتهما‬ ‫فـى االنتخابـات‪ ،‬وفرحتهمـا بالعـرس‬ ‫الديمقراطـى الذى تعيشـه مصـر‪ ،‬داعين‬ ‫المصرييـن فـى الداخـل إلـى اسـتكمال‬ ‫مـا بـدأوه‪ ،‬لبنـاء مصـر والقضـاء علـى‬ ‫اإلرهـاب والجماعـات المتطرفـة‪ ،‬والـرد‬ ‫علـى محـاوالت تشـوية صـورة مصـر فـى‬ ‫الخـارج‪.‬‬ ‫«جـالل» قـال إن المصرييـن فـى‬ ‫اإلمـارات وخاصـة فـى دبـي‪ ،‬ضربـوا‬ ‫أروع األمثلـة فـى الوعـى السياسـى‪،‬‬ ‫ومشـاركة الجاليـة المصريـة فـى‬ ‫االنتخابـات كانـت بمثابـة عيـد للجميـع‪،‬‬ ‫أردنـا أن نثبـت للعالـم أننـا نقـف مـع‬ ‫دولتنـا مـن أجـل االسـتقرار‪ ،‬ومـن أجـل‬ ‫مواصلـة المشـروعات العمالقـة التـى‬ ‫بدأها الرئيس السيسـي‪ ..‬ووجهنا رسـالة‬ ‫«امـض فـى البنـاء‬ ‫للرئيـس مفادهـا‬ ‫ِ‬ ‫ونحـن خلفـك ولن نتـركك وحـدك أبداً»‪.‬‬ ‫زوجتـه «دعـاء» حرصـت علـى‬ ‫التقـاط الصـور التذكاريـة خـارج مقـر‬ ‫القنصليـة فـى دبـي‪ ،‬فـى جـو مـن‬ ‫السـعادة‪ ،‬شـاركتها فى ذلـك العديد من‬ ‫المصريـات وأبنائهـن‪ ،‬وقالـت‪« :‬اإلقبـال‬ ‫علـى المشـاركة فـى االنتخابـات فـاق كل‬ ‫التوقعـات منـذ اللحظـات األولـى لبـدء‬ ‫التصويـت‪.‬‬

‫«المغتربون» عاقبوا «الجزيرة» والقنوات المعادية لمصر‬ ‫تقرير‪ :‬رانيا سالم‬

‫فـى رحـاب العالـم االفتراضـي‪ ،‬نجـح المصريـون بالخـارج فى‬ ‫إدارة المشـهد االنتخابـى بشـكل احترافـي‪ ،‬تمامـا مثلمـا نجحـوا‬ ‫ميدانيـا أمـام اللجـان‪ ،‬وظهـروا بمظهـر حضـارى مشـرف‪ ،‬تحـول‬ ‫المغتربـون المصريـون‪ ،‬بدافـع وطنـي‪ ،‬إلـى مراسـلين صحفيين‪،‬‬ ‫وكتائـب مـن النشـطاء المحترفيـن علـى مواقـع التواصـل‬ ‫االجتماعـي‪ ،‬نقلـوا الحـدث بالصـوت والصـورة‪ ،‬و ّثقـوا فرحـة أبناء‬ ‫الوطـن‪ ،‬خـالل األيـام الثالثـة‪ ،‬مـن أمـام القنصليـات والسـفارات‬ ‫المصريـة فـى كافـة أنحـاء العالـم‪.‬‬ ‫نشـاط المغتـرب المصـرى على مواقـع التواصـل االجتماعي‪،‬‬ ‫أجبـر اللجـان اإللكترونيـة للجماعـة اإلرهابيـة علـى االختفـاء‬ ‫صاغريـن لعـدم قدرتهـم علـى مواجهـة المصرييـن فـى معركـة‬ ‫حاسـمة سـيطر عليهـا أبنـاء الوطـن الذيـن تحـدوا كل أالعيـب‬ ‫اإلخـوان وقنـاة الجزيـرة‪ ،‬ومنعهـا مـن التالعب بالصـورة وأجبرها‬ ‫علـى رصـد الواقـع الحقيقـي‪ ،‬فطـوال األيـام الثالثـة‪ ،‬لـم تظهـر‬ ‫أكاذيـب وشـائعات الجماعـة اإلرهابيـة‪ ،‬التـى خرسـت ألسـنة‬ ‫عناصرهـا أمـام المشـاركة الجـادة والواعيـة مـن قبـل المصريين‬ ‫فـى الخـارج‪.‬‬ ‫تسـابق رواد «تويتـر وفيـس بـوك» لتسـجيل لحظـة اإلدالء‬ ‫بأصواتهـم‪ ،‬وغـرد أحدهـم مدونـا‪« :‬أقـوم بواجبـى فـى اإلدالء‬ ‫بصوتـى فـى السـفارة المصريـة برومـا»‪ ،‬ونشـر آخـر صـور‬ ‫مشـاركته فـى نيوزيالندا‪ ،‬فيما غـرد مصرى بعبـارة «‪you make‬‬ ‫‪.»us proud‬‬ ‫رواد تويتـر رصـدوا عبـر مقاطـع الفيديـو إصـرار بعـض‬ ‫المواطنيـن علـى اإلدالء بأصواتهـم‪ ،‬رغـم بعـد المسـافة بيـن‬ ‫أماكـن إقامتهـم ومقـر اللجنـة االنتخابيـة «واجـب عليـه والزم‬ ‫أعملـه وكمـان معايـا مراتـى وأوالدي‪ ،‬تقـول إيه للى مـش هينزل‬ ‫ينتخـب‪ ،‬أقولـه أنـت اللـى خسـران»‪ ،‬األمـر الـذى أشـعل مواقـع‬ ‫التواصـل االجتماعـي‪ ،‬وحـرص الكثيـر مـن المغتربيـن علـى رصد‬ ‫االحتفـاالت التـى أقامهـا المصريـون أمـام السـفارات حامليـن‬

‫األعـالم المصريـة ومردديـن األغانـى الوطنيـة‪ ،‬ومنهـا فيديـو‬ ‫«السـفارة المصريـة بالعاصمة الفرنسـية باريـس»‪ ،‬حيث اصطف‬ ‫طابـور مـن المصرييـن‪ ،‬حاملين أطـول علم لمصر وهـم يرددون‬ ‫أغنيـة “يـا حبيبتـى يـا مصـر» و»تسـلم األيـادى»‪ ،‬إلـى جانـب‬ ‫مقطـع فيديـو آخـر أمـام السـفارة المصرية فـى الريـاض ردد فيه‬ ‫المصريـون أغنيـة “أحلـف بسـماها»‪.‬‬ ‫نشـيد الصاعقـة “قالـو إيـه» كان حاضـرا بقـوة داخـل عـدد‬ ‫مـن اللجـان فـى الـدول العربيـة‪ ،‬تراقص علـى ألحانها عـدد كبير‬ ‫مـن المغتربيـن فـى أجـواء احتفاليـة ليحقـق النشـيد مزيـدا مـن‬ ‫النجـاح ويتفـوق علـى كافـة األغانـى التـى أُطلقـت فـى انتخابـات‬ ‫الرئاسـة ‪.2018‬‬ ‫عـدد مـن رواد التواصـل االجتماعـي‪ ،‬رصـدوا محـاوالت‬ ‫اإلخـوان لتشـويه االنتخابـات‪ ،‬ومنهـا مـا حـدث أمـام السـفارة‬ ‫المصريـة فـى لنـدن‪ ،‬عندمـا حاولـت قلـة ال يتجـاوز عددهـم‬ ‫عشـرة أفـراد‪ ،‬تقودهـم اإلخوانيـة‪ ،‬مهـا عـزام‪ ،‬بترديـد هتافـات‬ ‫ضـد مصـر‪ ،‬فـى مقابـل غنـاء وهتـاف حشـد كبيـر مـن المصريين‬ ‫للرئيـس والجيـش‪ ،‬أثنـاء تواجدهـم أمـام السـفارة لـإلدالء‬ ‫بأصواتهـم‪ ،‬وعلـق أحـد رواد الفيـس بـوك “ملحمـة انتخابـات‬ ‫المصرييـن فـى الخارج تقود اإلخـوان إلى الجنـون‪ ،‬اإلخوانية مها‬ ‫عـزام تقـود عناصـر الجماعـة اإلرهابيـة فى لنـدن لتشـويه مصر‪،‬‬ ‫واألمـن يتدخـل لتأميـن الناخبيـن»‪.‬‬ ‫االحتفـاالت التـى شـهدتها السـفارات المصريـة فـى العالـم‬ ‫جذبـت األنظـار‪ ،‬سـواء فـى الـدول األوروبيـة أو العربيـة‪ ،‬فالـكل‬ ‫احتفـل علـى طريقته‪ ،‬ولكـن األعـالم المصرية واألغانـى الوطنية‬ ‫كانـت العامـل المشـترك بينهـم‪ ،‬لتتحـول عمليـة االقتـراع‬ ‫إلـى مهرجانـات‪ ،‬فضـال عـن إبـداع المصرييـن كعادتهـم فـى‬ ‫«الكوميكـس»‪ ،‬علـى الجماعـة اإلرهابيـة طـوال األيـام الثالثـة‬ ‫لالنتخابـات‪.‬‬ ‫مـرة ثانيـة كانـت أغنيـة «قالـوا إيـه» حاضـرة بقـوة فـى‬ ‫مقاطـع فيديـو سـاخرة مـن موقـف الجماعـة اإلرهابيـة مـن‬ ‫المشـاركة المبهـرة فـى االنتخابـات بالخـارج‪ ،‬وعلـق أحـد تلـك‬

‫المقاطـع “الجزيـرة فيـن‪ ..‬الشـعب المصـرى أهـو‪ ،‬وقـدم آخـرون‬ ‫صـوراً كتبـوا عليهـا الخرفان وهما بيشـوفوا انتخابـات المصريين‬ ‫فـى الخـارج»‪.‬‬ ‫أمـا المصريـون بالداخـل فقـد وجهـوا تحيـة وتقديـرا‬ ‫للمشـاركة المشـرفة للمغتربيـن فـى االنتخابـات التـى أبهـرت‬ ‫العالـم‪ ،‬وجـاءت التعليقـات علـى النحـو التالـي‪“ :‬نـداء لـكل‬ ‫المصرييـن بالخـارج‪ ،‬مشـاركتكم فـى انتخابـات الرئاسـة آخـر‬ ‫مسـمار فـى نعش خرفان الخـارج والداخـل ‪#‬تحيا_مصر”‪”،‬طوابير‬ ‫المصرييـن فـى انتخابـات الخـارج‪ ،‬طولهـا يطـوق دولـة مثـل‬ ‫قطر»‪»،‬شـرف المصرييـن بالخـارج بلدهـم فـى نزولهـم بكثافـة‪،‬‬ ‫فـى مشـهد يعكـس حبهـم لبلدهـم وأرواح الشـهداء ودعمهـم‬ ‫للسيسـى واآلن جـاء الـدور علـى المصرييـن فـى الداخـل يـارب‬ ‫ترفعـوا راسـنا»‪.‬‬ ‫المشـاركة المشـرفة ألبنـاء مصـر فـى الخـارج أعـادت إلـى‬ ‫األذهـان ذكـرى ثـورة ‪ 30‬يونيـه‪ ،‬وخـروج المصرييـن بالمالييـن‬ ‫إلسـقاط النظـام اإلخوانـى “ملحمـة المصرييـن بالخـارج تذكرنى‬ ‫بــ‪ 30‬يونيـه‪ ،‬تحيـا مصـر‪ ،‬ويسـقط أعداؤهـا ويسـقط الخونـة»‪،‬‬ ‫«انتخابـات المصرييـن فـى الخارج‪...‬شـعب مالـوش كتالـوج»‪.‬‬ ‫«الـدور علينـا» هكـذا وجـه عـدد مـن رواد مواقـع التواصـل‬ ‫االجتماعـى رسـالة للمصرييـن فـى الداخـل أفـادت أن المغتربين‬ ‫أدوا دورهـم علـى أكمـل وجـه‪ ،‬وعلـى المصرييـن داخـل مصـر أن‬ ‫يسـتعدوا ألداء واجبهـم الوطنـي‪ ..‬ألـف شـكر لـكل المصرييـن‬ ‫خـارج مصـر الـدور علينـا يـا رجالـة ويـا سـيدات مصـر فـى الداخل‬ ‫الزم نـرد بـكل قـوة»‪.‬‬ ‫رواد مواقـع التواصـل االجتماعـى ربطـوا بيـن مشـاركة‬ ‫المصرييـن فـى االنتخابـات علـى مـدار ثالثـة أيـام فـى دول‬ ‫العالـم وبيـن السـوبر هاتريـك‪ ،‬محمـد صـالح ونجاحـه فـى إحراز‬ ‫‪ 4‬أهـداف فـى مبـاراة فريقـه ليفربـول ووانفـورد “سـوبر هاتريـك‬ ‫لمحمـد صـالح نجـم مصـر والعـرب والـدورى اإلنجليـزى‪ ،‬بالظبط‬ ‫زى السـوبر هاتريـك بتـاع انتخابـات المصرييـن فى الخـارج‪ ،‬تحيا‬ ‫مصـر»‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪19‬‬

‫أثبت المصريون فى الخارج إدراكهم لكافة المخاطر والتحديات التى تحيط بالوطن‬ ‫وجاءت رسالتهم قوية مدوية بأنهم يدعمون الدولة فى حربها ضد اإلرهابيين‬ ‫والمغرضين والمتربصين باستقرار الوطن من قوى الشر وداعميهم الدوليين واإلقليميين‬

‫تبهر العالم‬ ‫مصر العصية على الكسر ُ‬ ‫بقلم‬

‫عزت بدوى‬ ‫الملحمة الوطنية التى نسجتها طوابير المصريين العاملين بالخارج فى االحتشاد أمام لجان االقتراع بالقنصليات والسفارات‬ ‫المصرية فى ‪ 124‬دولة عربية وأجنبية للتصويت المكثف فى االنتخابات الرئاسية منذ يوم الجمعة الماضى وعلى مدى ثالثة أيام‬ ‫متتالية‪ ،‬فى مشهد غير مسبوق من قبل فى تاريخ االنتخابات المصرية أكدت بما ال يدع مجا ً‬ ‫ال للشك أن مصر عصية على الكسر‬ ‫أمام أى قوى عالمية مهما تحالفت ضدها قوى الشر‪ ..‬بل إن شعبها على قلب رجل واحد فى الشدائد وقادر على إبهار العالم فى‬ ‫أى وقت‪ ..‬لم يكن التصويت المكثف فى االنتخابات مجرد تصويت الختيار رئيس للبالد لفترة ‪ 4‬سنوات مقبلة‪ ..‬بل كان تصويتا‬ ‫لمصر ودفاعاً عن كينونتها وإرادتها المستقلة ودعماً الستكمال مسيرتها فى البناء والتعمير وتأسيس دولتها الحديثة على أسس‬ ‫متينة ودحر اإلرهاب رغم أنف الداعمين والحاقدين‪.‬‬

‫لـم يكن إصـرار المصرييـن على االحتشـاد فى طوابيـر امتدت‬ ‫لمسـافات طويلـة بلغـت أكثـر مـن كيلـو متـر أمـام سـفارة مصـر‬ ‫بالكويـت وقبـل فتـح بـاب التصويـت بنحـو سـاعتين علـى مـدى‬ ‫األيـام الثالثـة المخصصـة لالنتخابات بـل وامتداد وقـت التصويت‬ ‫إلـى قرابـة العاشـرة مسـا ًء بسـبب الزحـام الشـديد إال تأكيـدا على‬ ‫إدراك المصرييـن للمخاطـر التـى تحيـط ببلدهـم وإصرارهـم‬ ‫علـى تحـدى كافـة العقبـات والصعـاب فـى سـبيل حبهـم لوطنهـم‬ ‫ودعمهـم لقواتهـم المسـلحة وشـرطتها الباسـلة فـى حربهـا ضـد‬ ‫اإلرهـاب وقـوى الظـالم وداعميهـم‪.‬‬ ‫ولـم يكـن إصـرار المواطنـة المصريـة علـى الخـروج مـن‬ ‫المستشـفى مباشـرة إلـى صناديـق االقتـراع بالقنصليـة المصريـة‬ ‫بجـدة وهـى تحمـل جنينهـا الـذى خـرج للدنيـا فـى التـو واللحظـة‬ ‫سـوى خوفهـا علـى الوطن وما يحـاك ضده من مؤامـرات ومكائد‪..‬‬ ‫كمـا لـم تكـن مشـاركة عجـوز مصريـة علـى كرسـى متحـرك فـى‬ ‫العمليـة االنتخابيـة بالسـفارة المصريـة فـى الريـاض سـوى تأكيد‬ ‫علـى حرصهـا علـى اسـتكمال مسـيرة بنـاء وطنهـا ودعـم قواتهـا‬ ‫المسـلحة وشـرطتها الباسـلة فـى حربهـا ضـد اإلرهـاب‪ ،‬ولـم يكن‬ ‫تحمـل المصرييـن العامليـن بالجزائـر مشـقة السـفر تحـت المطـر‬ ‫والجـو المتقلـب لمسـافة أكثـر مـن ‪ 1200‬كـم متـر سـوى تأكيـد‬ ‫علـى انتمائهـم وحبهـم للوطـن وحرصهـم على اسـتكمال مسـيرة‬ ‫البنـاء واإلصـالح التـى بدأهـا الرئيـس عبدالفتـاح السيسـى فـى‬ ‫فترتـه األولـى‪ ..‬وتكـررت نفـس المشـاهد فـى فرنسـا وإنجلتـرا‬

‫وروسـيا والواليـات المتحـدة األمريكيـة رغـم رحـالت السـفر‬ ‫الطويلـة والمنـاخ الجـوى المتقلـب غيـر المناسـب‪ ،‬إال أن جميـع‬ ‫هـذه التحديـات لـم تحـل بيـن المصرييـن فـى الخـارج وإصرارهـم‬ ‫ليـس فقـط على المشـاركة بأصواتهم فـى االنتخابات بـل التأكيد‬ ‫للعالـم أجمـع أن المصرييـن علـى قلـب رجـل واحـد خلـف قائدهـم‬ ‫وقواتهـم المسـلحة وشـرطتهم الباسـلة‪.‬‬ ‫لقـد تحولـت أيـام االنتخابات الرئاسـية فى الخـارج إلى مواكب‬ ‫«عـرس” فـى جميـع عواصـم العالم احتفـل خاللهـا المصريون على‬ ‫أنغـام األغانـى الوطنيـة والمزمـار البلـدى بصـورة أذهلـت جميـع‬ ‫المراقبيـن الدولييـن والمحلييـن وأرسـلت العديـد مـن الرسـائل‬ ‫القويـة لقـوى الشـر فـى الداخـل والخـارج بـل والعالـم أجمع‪.‬‬

‫مواكب «عرس” فى جميع عواصم العالم‬ ‫احتفل خاللها المصريون على أنغام األغانى‬ ‫الوطنية والمزمار البلدى بصورة أذهلت‬ ‫جميع المراقبين الدوليين والمحليين‬ ‫وأرسلت العديد من الرسائل القوية لقوى‬ ‫الشر فى الداخل والخارج بل والعالم أجمع‬

‫لقد راهنت قوى الشـر والخونة على تدنى المشـاركة الشـعبية‬ ‫فـى االنتخابـات الرئاسـية وشـاركتهم الـرأى المنظمـات الحقوقيـة‬ ‫العالميـة المشـبوهة وأجهـزة اإلعالم المأجـورة المدعومـة إقليمياً‬ ‫ودوليـ ًا‪ ،‬وحاولـت أن تبـث روح اليـأس فـى نفـوس المصرييـن‬ ‫تـارة وتـروج بعـض الشـائعات واألكاذيـب المختلقـة اعتمـاداً علـى‬ ‫مـا أسـمته بغيـاب المنافسـة القويـة تـارة والصعوبـات المعيشـية‬ ‫التـى نجمـت عـن قـرارات وإجـراءات اإلصـالح االقتصـادى تـارة‬ ‫أخـرى‪ ..‬كمـا راهنـت قـوى الشـر علـى تدنـى المشـاركة االنتخابيـة‬ ‫بمحاولـة إشـاعة الخوف فى النفوس باسـتهداف اللجـان االنتخابية‬ ‫بالعمليـات اإلرهابيـة‪ ..‬كمـا دعـا الخونـة إلـى إلـزام المصرييـن‬ ‫منازلهـم وعـدم المشـاركة فـى االنتخابـات بادعـاء أن االنتخابـات‬ ‫نتيجتهـا محسـومة سـلفًا لصالـح الرئيـس عبدالفتـاح السيسـى‬ ‫وبالتالـى فليـس هنـاك حاجـة للمشـاركة‪.‬‬ ‫وجـاءت ملحمـة المصرييـن فـى الخـارج واحتشـادهم غيـر‬ ‫المسـبوق أمـام لجـان االقتـراع بمثابـة رصاصـة فى قلـوب الخونة‬ ‫والقتلـة واإلرهابييـن وداعميهـم من القـوى اإلقليميـة والدولية‪..‬‬ ‫بـل االحتشـاد المكثـف أمـام اللجـان والذى أبهـر العالـم أجمع أكد‬ ‫للجميـع أن النخـب السياسـية مازالت لـم تع جيـداً أو تفهم طبيعة‬ ‫الشـعب المصـرى ومعدنـه األصيـل وأنـه يـدرك جيـداً مـا يحـاك‬ ‫ضـد بـالده مـن مؤامـرات خسيسـة ومـا يحيـط بهـا مـن مخاطـر‬ ‫وتحديـات تتطلـب وحدتـه علـى قلـب رجـل واحـد خلـف قائـده‬ ‫وقواتـه المسـلحة وشـرطته الباسـلة حتـى يعبـر ببـالده إلـى بـر‬

‫األمـان واالسـتقرار‪.‬‬ ‫ورغـم أن االنتخابـات الرئاسـية الحاليـة تعـد ثانـى انتخابـات‬ ‫رئاسـية منـذ ثـورة ‪ 30‬يونيـو ‪ 2013‬والتى أطاحت بحكم المرشـد‬ ‫وجماعـة اإلخـوان اإلرهابيـة وثالث انتخابات رئاسـية منـذ ثورة ‪25‬‬ ‫ينايـر ‪ 2011‬إال أنهـا تعـد انتخابات اسـتثنائية فى ظرف اسـتثنائى‬ ‫وإلعـادة انتخـاب رئيـس اسـتثنائى‪ ..‬فهـى أول انتخابـات رئاسـية‬ ‫فـى تاريـخ مصر تجـرى ورجال قواتها المسـلحة األبطال وشـرطتها‬ ‫الباسـلة يخوضـون معركـة شرسـة تعـد مـن أشـرف المعـارك‬ ‫وأقدسـها فـى مواجهـة قـوى اإلرهـاب المدعومـة إقليميـاً ودوليـاً‬ ‫ومعاركهـا ليسـت كأى معـارك عاديـة بـل إن جبهتهـا تمتـد مـن‬ ‫أقصـى الشـمال الشـرقى فـى أرض الفيـروز بشـمال ووسـط سـيناء‬ ‫إلـى أقصى الشـمال الغربى وبطـول الحدود الغربيـة والجنوبية مع‬ ‫ليبيـا والسـودان ومناطـق الظهيـر الصحـراوى والتـى تعـد جحـوراً‬ ‫لإلرهابييـن‪.‬‬ ‫المصريـون الذيـن خرجـوا منـذ يـوم الجمعـة الماضـى وعلـى‬ ‫مـدى ثالثـة أيـام فـى حشـد غيـر مسـبوق أمـام لجـان االقتـراع فى‬ ‫الخـارج‪ ..‬ومالييـن المصرييـن المدعـون للتصويـت فـى الداخـل‬ ‫بدايـة مـن يـوم االثنيـن وحتـى يـوم األربعـاء القـادم ال يصوتـون‬ ‫فقـط علـى دعـم القائـد األعلـى للقـوات المسـلحة الـذى يقـود‬ ‫المعـارك العسـكرية التـى تخوضهـا قواتنـا المسـلحة والشـرطة‬ ‫الباسـلة علـى هـذه الجبهـات وإنمـا يؤكـدون بأصواتهـم دعمهـم‬ ‫لقواتهـم المسـلحة وشـرطتها الباسـلة فـى مياديـن القتـال لدحـر‬ ‫اإلرهـاب وتطهيـر أرض الكنانـة مـن اإلرهابييـن بغيـر رجعـة‪.‬‬ ‫التصويـت بكثافـة أمـام لجـان االقتـراع األسـبوع القادم أسـوة‬ ‫بمـا شـهده العالـم فى لجـان االقتـراع بالخـارج يؤكد للجميـع دفاع‬ ‫الشـعب المصـرى عـن إرادته واسـتقالل قـراره وتوجهاتـه الوطنية‬ ‫وإعـادة بنـاء دولتـه الحديثـة علـى أسـس متينـة ليدفـن إلـى غيـر‬ ‫رجعـة مخططـات اسـتهداف كينونتـه وهويـة الدولـة المصريـة‬ ‫واألطمـاع الدوليـة واإلقليميـة فـى أراضيهـا بعـد أن نجـح قائدهـا‬ ‫السيسـى فـى فتـرة واليتـه األولـى فـى التصـدى لتحالـف قـوى‬ ‫الظـالم مـن الخونـة اإلرهابييـن مـع أعـداء الوطـن مـن القـوى‬ ‫اإلقليميـة والدوليـة وأفسـد مخططاتهـم الجهنميـة فـى إسـقاط‬ ‫الدولـة المصريـة وتقسـيمها وإسـقاط هويتهـا‪.‬‬ ‫ورغـم مـا حققـه الرئيـس عبدالفتـاح السيسـى مـن إنجـازات‬ ‫فـى فتـرة رئاسـته األولـى خـالل األربـع سـنوات الماضيـة مـن‬ ‫إنجـازات تحتـاج فـى تحقيقهـا أكثـر مـن ‪ 40‬عامـ ًا سـواء بإعـادة‬ ‫رسـم خريطـة مصـر مـن جديـد وربطهـا بأحـدث شـبكة طـرق‬ ‫عالميـة تربـط طـول البـالد بعرضهـا تجاوزت الــ‪ 3‬آالف كيلـو متر‪،‬‬ ‫وإقامـة العديـد مـن المـدن العمرانيـة على أحـدث النظـم العالمية‬ ‫كالعاصمـة اإلداريـة الجديـدة والعالميـن الجديـدة‪ ،‬واإلسـماعيلية‬

‫الجديـدة وتوشـكى الجديـدة ومدينة جبل الجاللـة الجديدة بجانب‬ ‫المـدن الصناعيـة المتخصصـة كمدينـة األدويـة ومدينـة الجلـود‬ ‫ومدينـة المالبـس الجاهـزة وشـق قنـاة السـويس الجديـدة بأيدى‬ ‫واسـتثمارات مصريـة خالصـة فـى عـام واحـد وإقامـة منطقـة قنـاة‬ ‫السـويس االقتصاديـة بخـالف إنهـاء مشـاكل الطاقـة التـى كانـت‬ ‫تـؤرق مصـر وتحولهـا إلـى ظـالم دامـس فى أقـل من أربع سـنوات‬ ‫وإنهـاء طوابيـر البنزيـن والخبـز وتحقيـق االكتفـاء الذاتـى مـن‬ ‫الغـاز الطبيعـى بعـد أن وصلـت أنبوبـة البوتاجـاز فـى عـام الرمادة‬ ‫لجماعـة اإلخـوان اإلرهابيـة إلـى ‪ 120‬جنيهـ ًا لألنبوبـة وتنتظـر‬ ‫مصـر مراكـب المسـاعدات والمنـح مـن األشـقاء العـرب لتتحـول‬ ‫مصـر إلـى مركـز إقليمـى للطاقة وتبـدأ فـى تصدير الغـاز الطبيعى‬ ‫للخـارج فـى نهايـة العـام القـادم‪ ..‬ومـا حققـه فـى مجـال اإلسـكان‬ ‫االجتماعـى وإعـادة كرامـة محدودى الدخـل وفقـراء المصريين فى‬ ‫السـكن الالئـق بـد ًال من عشـش الصفيـح بإقامـة أكثر مـن مليون‬ ‫وحـدة سـكنية اجتماعيـة بمسـاحات ال تقـل عـن ‪90‬م‪ 2‬كاملـة‬ ‫التشـطيب الفاخـر فـى أربـع سـنوات فقـط تجربـة ليـس لهـا مثيل‬ ‫فـى أى دولـة فـى العالـم‪.‬‬ ‫نعـم رغـم المؤامـرات والدسـائس من قوى الشـر خـالل الفترة‬ ‫الرئاسـية األولـى للرئيـس عبدالفتـاح السيسـى نجـح فـى حمـل‬ ‫السـالح «بيـد» والبنـاء بــ «اليـد» الثانيـة بدعـم وجلـد ومثابـرة‬ ‫المصرييـن فـى تناغـم أبهـر العالـم أجمـع ليؤكـد مقولـة شـاعرنا‬ ‫الكبيـر الراحـل أحمـد شـوقى «وقـف الخلـق ينظـرون كيـف أبنـى‬ ‫قواعـد المجـد وحـدى» لكـن السيسـى لـم يكـن واقفـاً لوحـده فـى‬ ‫مواجهـة التحديـات والمؤامـرات والخطـط الجهنميـة إلسـقاط‬

‫الدولـة المصريـة والتى تسـلمها وهى شـبه «مجرفـة» وعلى حافة‬ ‫الهاويـة سياسـياً واقتصاديـاً تتكالـب عليهـا قـوى الشـر المدعومة‬ ‫دوليـاً وإقليميـاً كتكالـب األكلـة علـى قصعتهـا‪ ..‬بـل اعتمـد علـى‬ ‫الدعـم الشـعبى والتأييـد غيـر المسـبوق من قبل ألى رئيس سـابق‬ ‫منـذ عهـد الزعيـم الراحل جمـال عبدالناصر ودعم ومسـاندة قواتنا‬ ‫المسـلحة الباسـلة التـى آلـت علـى نفسـها أن تقاتـل اإلرهـاب بيـد‬ ‫وأن تسـاهم فـى إعـادة بنـاء الدولـة المصريـة «بيـد» أخـرى‪.‬‬ ‫لقـد نجـح الرئيـس عبدالفتـاح السيسـى فـى فترتـه األولى فى‬ ‫انتشـال شـعب مصـر من المـرض وتحولت مصـر فى أقل مـن أربع‬ ‫سـنوات مـن تصـدر دول العالم فـى اإلصابة بـ «فيروس سـى» إلى‬ ‫قبلـة العالـم أجمـع للعـالج مـن هـذا الفيـروس اللعين واالسـتفادة‬ ‫مـن التجربـة المصرية‪.‬‬ ‫ورغـم كل اإلنجـازات التـى تحققـت فـى واليته األولى عسـكرياً‬ ‫بإعـادة بنـاء قواتنا المسـلحة لتحتـل المركز العاشـر كأكبر قوى فى‬ ‫العالـم بعـد تنويـع مصـادر تسـليحها وتزويدهـا بأحدث مـا أنتجته‬ ‫الترسـانة العالمية من أسـلحة سـواء روسـية أو فرنسـية أو ألمانية‬ ‫أو صينيـة أو أمريكيـة لتكون درع الشـعب وسـيفه فـى مواجهة كل‬ ‫مـن تسـول لـه نفسـه االقتـراب مـن تـراب مصـر وأمنهـا القومـى‬ ‫بـل والحفـاظ علـى األمـن القومـى العربـى بعـد أن كانـت هدفـاً‬ ‫للمتآمريـن والمتربصيـن بالوطـن أسـوة بمـا حـدث فـى سـوريا‬ ‫والعـراق واليمـن وليبيـا ويكفـى السيسـى إنجـازاً فى فترتـه األولى‬ ‫إنقـاذه مصـر مـن السـقوط فـى الهاويـة ومحاربتـه علـى جميـع‬ ‫الجبهـات فـى وقـت واحـد وتحديـه لعنصـر الزمـن فـى جميـع مـا‬ ‫حققه مـن إنجـازات‪.‬‬ ‫ولقـد أثبـت المصريـون فـى الخـارج إدراكهـم لكافـة المخاطـر‬ ‫والتحديـات التـى تحيـط بالوطـن وجـاءت رسـالتهم قويـة مدويـة‬ ‫بأنهـم يدعمـون الدولـة فـى حربهـا ضـد اإلرهابييـن والمغرضين‬ ‫والمتربصيـن باسـتقرار الوطـن مـن قـوى الشـر وداعميهـم‬ ‫الدولييـن واإلقليمييـن‪ ..‬واحتشـاد المصرييـن أمـام لجـان االقتراع‬ ‫يـوم االثنيـن القـادم يلقـن العالـم أجمـع درسـاً جديدا من مدرسـة‬ ‫الوطنيـة المصريـة بمعنـى االنتمـاء وحـب الوطـن‪ ..‬كمـا أن هـذا‬ ‫االحتشـاد سـيؤكد للعالـم أجمع أيضـاً ثقة المصريين فى رئيسـهم‬ ‫السيسـى ومـا يتخـذه مـن قـرارات وإجـراءات إلعـادة بنـاء الدولـة‬ ‫المصريـة الحديثـة‪.‬‬ ‫التصويـت المكثـف والطوابيـر الطويلـة أمـام لجـان االقتـراع‬ ‫فـى الداخـل يـوم االثنيـن القـادم يؤكـد للعالم أجمـع أيضـاً الدعم‬ ‫والظهيـر الشـعبى للرئيـس السيسـى‪ ،‬وأنـه إذا كان لمصـر جيـش‬ ‫وطنـى وشـرطة باسـلة تحمـى مقدراتهـا وأمنهـا القومـى فـى‬ ‫الداخـل والخـارج فإن وراء هذا الجيش والشـرطة قائـدا حكيما محبا‬ ‫لتـراب هـذا الوطـن وال يديـن إال بالـوالء لشـعبه وإن هـذا الشـعب‬ ‫هـو الدعـم والسـند لهـذا القائـد‪.‬‬ ‫التصويـت المكثـف أيضـ ًا يعـد صفعـة علـى وجـه اإلرهـاب‬ ‫واإلرهابييـن وداعميهـم بـل ولـكل من تسـول له نفسـه النيل من‬ ‫أرض الكنانـة وشـعبها األبـى‪.‬‬ ‫علـى المصرييـن فـى الداخـل يـوم االثنيـن القـادم أن يثبتـوا‬ ‫للعالـم أجمـع عبـر صناديـق االقتـراع معنـى كلمـة «وطـن»‪ ..‬وإن‬ ‫مصـر عصيـة علـى الكسـر بـإرادة شـعبها عبـر كل العصـور‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫وزيرة الهجرة‪:‬‬ ‫المصريون فى الخارج‬ ‫رفعوا راسنا‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫طه فرغلى‬ ‫حان اآلن وقت تلبية نداء الوطن‪ ،‬وعلى المتخاذلين والمقاطعين والمزايدين‬ ‫والمشككين أن يبحثوا عن وطن آخر‪ ،‬الوقت لم يعد يتحمل رفاهية التنطع‬ ‫والمتنطعين‪ .‬نداء الوطن واجب مقدس‪ ،‬فرض عين علينا أن نؤديه حبا‪،‬‬ ‫ونصطف فى طوابير االنتخابات مؤدين الحق واألمانة‪.‬‬

‫وأن المصرييـن فـى لـم ينسـوا اإلرهـاب وتفجيـر المسـاجد‬ ‫والكنائـس وعـدم األمـان‪ ،‬وسـيكون ردهـم علـى ذلـك بالنـزول‬ ‫أمـام اللجـان االنتخابيـة‪ ،‬وأن المصرييـن أمامهـم فرصـة ذهبيـة‬ ‫للـرد علـى المتربصيـن لمصـر‪ ،‬والمصرييـن معهـود عنهـم عدم‬ ‫التأخيـر علـى نـداء الوطـن‪ ،‬وكذلـك يجـب إيصـال صـور مشـاركة‬ ‫المواطنيـن فـى االنتخابـات الرئاسـية إلـى اإلعالم الخارجـى‪ ،‬للرد‬ ‫علـى الرسـائل السـلبية‪ ،‬التـى تتحدث عـن مصر بشـكل غير جيد‪.‬‬ ‫وأشـادت مكـرم بالجهـود‪ ،‬التـى بذلهـا سـفراء وأعضـاء‬ ‫السـلك الدبلوماسـى المصـرى واتحـادات الجاليـات المصرييـن‬ ‫فـى الخـارج ورجـال الديـن اإلسـالمى والمسـيحى خـالل أيـام‬ ‫االنتخابـات بالخـارج إلنجـاح العمليـة االنتخابيـة فـى ‪ 139‬مقـرًا‬ ‫انتخابيًـا بنحـو ‪ 124‬دولة حـول العالم‪ ،‬مؤكـدة أن األيام الثالثة‬ ‫للتصويـت بالخـارج شـهدت عرسًـا انتخابيـا مبهجـا سـيلقى‬ ‫بظاللـه علـى االنتخابات فـى الداخل أيـام ‪ ،26‬و‪ ،27‬و‪ 28‬مارس‬ ‫الحالـى‪ ،‬حيـث أثبـت أبنـاء الجاليـات المصريـة فـي الخـارج أنهـم‬ ‫قـوة كبيـرة اليبخلـون علـى مصـر فـى أى وقـت تحتاجهـم فيهـا‬ ‫كمـا سـاندوها مـن قبـل ورفعـوا نسـبة التحويـالت مـن العملـة‬ ‫الصعبـة فـى الوقـت الـذى كانـت مصـر تمـر بظـروف صعبـة فـى‬ ‫العملـة الدوالريـة‪ ،‬مشـيرة إلـى حبهـم ووالئهـم الشـديد لمصـر‬ ‫وشـعورهم أنهـم جـزء مـن الدولة‪ ،‬وأنهم جـزء من صناعـة القرار‬ ‫السياسـي‪.‬‬ ‫وقـال وزيـرة الهجـرة‪ :‬إن المصرييـن فـى الخـارج ردوا علـى‬ ‫المشـككين بـأن هنـاك مقاطعـة لالنتخابـات فكانـت طوابيـر‬ ‫الناخبيـن تزيـد علـى الكيلـو متـر كمـا حـدث فـى الكويـت‬ ‫والسـعودية‪ ،‬كمـا أن الجاليـة المصريـة فـى هولندا وكنـدا تحدوا‬ ‫الثلـوج واألمطـار مـن أجـل اإلدالء بأصواتهـم الختيـار رئيـس‬ ‫دولتهـم‪ ،‬وأيضـا ذوى االحتياجـات الخاصـة الذيـن تكبدوا مشـقة‬

‫ما حدث فى مختلف الدول سيكون حافزًا‬ ‫أكبر على مشاركة فعالة من كل المواطنين‬ ‫فى مختلف محافظات مصر مشيدة‬ ‫بدور المرأة المصرية الفاعلة فى العملية‬ ‫االنتخابية الرئاسية ‪ 2018‬بالخارج من‬ ‫حيث تقدم الصفوف خالل أيام التصويت‬

‫ليس من قبيل التحفيز على النزول والمشاركة أن نرغى ونزيد ‪ ،‬ونزيد‬ ‫ونعيد ونؤكد على أهمية المشاركة وأن التصويت يحمى الوطن‪ ،‬بكل‬ ‫بساطة من ال يرى ذلك‪ ،‬ومن ال يعى ويدرك أن االنتخابات الرئاسية‬ ‫بمثابة حصن الحماية للوطن‪ ،‬ال يستحق أن نوجه له كالمًا‪.‬‬

‫فرض عين‬

‫تقرير‪ :‬وليد محسن‬

‫أكـدت السـفيرة نبيلة مكـرم‪ ،‬وزيـرة الدولة للهجرة وشـئون‬ ‫المصرييـن بالخـارج‪ ،‬أن المصرييـن بالخـارج رفعـوا رؤوسـنا‬ ‫وأرسـلوا للمصرييـن رسـالة واجبـة وهـى النـزول إلـى صناديـق‬ ‫االقتـراع مـن أجل اكتمـال العـرس االنتخابى بالصـورة اإليجابية‪،‬‬ ‫التـى بعثهـا المصريـون فـى الخـارج باالصطفـاف أمـام اللجـان‬ ‫االنتخابيـة‪ ،‬ألن العالـم يشـاهد ويراقب هـذه االنتخابـات‪ ،‬وهناك‬ ‫الكثيـر مـن المتربصيـن فى مصر‪ ،‬وأن المشـاركة فـى االنتخابات‬ ‫واجـب علـى كل مصـرى‪ ،‬فهنـاك مـن يضحـون بأرواحهـم فـى‬ ‫سـيناء مـن جنودنـا فـى الجيش والشـرطة من أجل مصـر والنزول‬ ‫إلـى الصناديـق االنتخابيـة يعنى أن دماءهم ال تذهـب هدرًا‪ ،‬وأن‬ ‫كل مصـرى يـؤدى واجبـه نحـو الوطـن‪.‬‬ ‫وأكـدت أن المشـاركة الكثيفـة للمصرييـن بالخـارج فـى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية أثبتـت أن المصريين فى الخـارج قوة كبيرة‬ ‫اليسـتهان بهـا‪ ،‬وأن الدافـع وراء نزولهم بهـذه الكثافة والصورة‬ ‫المشـرفة التـى ارسـلوها لنـا فـى الداخـل هـو الدافـع الوطنـى‬ ‫واالنتمـاء للوطـن وحرصهـم علـى المشـاركة فـى صنـع القـرار‬ ‫السياسـى داخـل الدولـة‪ ،‬مشـيرة إلـى أن المصرييـن فـى الخـارج‬ ‫تحـدوا جميـع الصعـاب سـواء من حـاالت طقس فى بعـض الدول‬ ‫أو السـفر لمسـافات بعيـدة لـإلدالء بأصواتهـم‪ ،‬وأن هـذا العرس‬ ‫االنتخابـى‪ ،‬الـذى تشـهده مصر فـى االنتخابات الرئاسـية الحالية‬ ‫لـم تشـهده مـن قبـل‪ ،‬فرأينـا أسـرًا كاملـة بأوالدها أمـام اللجان‬ ‫االنتخابيـة ورجـال وسـيدات تعـدت أعمارهـم الثمانيـن عاما‪ ،‬كما‬ ‫أن الجيـل الثانـى والثالـث شـارك بصـورة قويـة وفعالـة‪.‬‬ ‫وأكـدت مكـرم أن التعـاون والتنسـيق بيـن الجاليـات‬ ‫المصريـة فـى الخـارج كان لـه دور كبيـر فـى ظهـور العـرس‬ ‫االنتخابـى بهـذا المشـهد حيـث قامـت الجاليـات بتوفيـر حافالت‬ ‫لنقـل الناخبيـن إلـى اللجـان االنتخابيـة كمـا أن هنـاك مصرييـن‬ ‫تحملـوا السـفر لمسـافات طويلـة مـن أجـل اإلدالء بأصواتهـم‪،‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪21‬‬

‫الننـزول غلـى مقـر اللجـان االنتخابيـة مـن أجـل مسـاندة مصـر‬ ‫والوقـوف بجانبهـا فـى هـذا التوقيـت الفـارق فـى عمـر الوطـن‪.‬‬ ‫وأكـدت ثقتهـا أن مـا حـدث فـى مختلـف الـدول سـيكون‬ ‫حافـزًا أكبـر علـى مشـاركة فعالة مـن كل المواطنين فـى مختلف‬ ‫محافظـات مصـر‪ ،‬مشـيدة بـدور المـرأة المصريـة الفاعلـة فـى‬ ‫العمليـة االنتخابيـة الرئاسـية ‪ 2018‬بالخـارج‪ ،‬مـن حيـث تقـدم‬ ‫الصفـوف خـالل أيام التصويت‪ ،‬وحشـد وحث األسـرة علـى النزول‬ ‫لصناديـق االقتـراع‪ ،‬متوقعـة أن المـرأة المصريـة فـى الداخـل‬ ‫سـتكون فـى الصفـوف األماميـة أمـام اللجـان االنتخابيـة قائلـة‬ ‫أرفـع القبعـة للمـرأة المهاجـرة‪ ،‬التـى حشـدت أسـرتها كاملـة‬ ‫للنـزول إلـى الصناديـق مـن أجـل الوطـن‪ ،‬إلـى جانـب المشـاركة‬ ‫الكبيـرة لـذوى االحتياجـات الخاصة والشـباب من الجيليـن الثانى‬ ‫والثالـث مـن أبنـاء المصرييـن بالخـارج‪.‬‬

‫ومتى كانت المقاطعة ح ً‬ ‫ال أو أسهمت فى صالح الحال؟‪ ،‬على‬ ‫الدوام المقاطعون يدفنون الرؤوس فى الرمال‪ ،‬هم نعام الوطن‪،‬‬ ‫ال يريدون أن يغيروا وال أن يتغيروا على مر العصور واألنظمة‪،‬‬ ‫وفى المرة الوحيدة التى اجتمعوا فيها كان اجتماعهم على‬ ‫الوطن‪ ،‬وسلموه تسليما للجماعة اإلرهابية‪ ،‬ولوال ثورة الشعب‬ ‫التى حماها الجيش فى ‪ 30‬يونيو لضاع الوطن‪.‬‬ ‫النزول واجب تفرضه معطيات كثيرة‪ ،‬والمشاركة سالح‬ ‫قوى يحمى حدود الوطن ويحافظ على سالمة أراضيه‪ ،‬ويواجه‬ ‫الطامعين والمتربصين الذين يرومون سقوطه وينتظرون‬ ‫الفرصة السانحة لالنقضاض على جثته‪.‬‬ ‫شارك ليس مهما صوتك لمن‪ ،‬المهم أن تقول رأيك‪ ،‬المهم‬ ‫أن تثبت أنك فى صف الوطن‪.‬‬ ‫من شاء أن يقاطع فليقاطع هو حر فى رأيه‪ ،‬لكن عليه أن‬ ‫يعرف أنه تخلى عن الوطن وقت النداء وباع أرضه دون مقابل‪-‬‬ ‫وربما بمقابل‪ ،‬اهلل يعلم السر وما يخفى‪.-‬‬ ‫المؤكد أن جموع المصريين لن يتأخروا عن نداء الوطن‪،‬‬ ‫وسيصطفون أمام اللجان فى مشهد سيبهر العالم كله‪ ،‬والرهان‬ ‫على الوعى الجمعى للناس وإدراكهم أهمية المشاركة‪ ،‬وكما‬ ‫جاءت رسالة المصريين فى الخارج فى أبهى صورة لترد على دعاة‬ ‫المقاطعة‪ ،‬وتؤكد أن ساعة رد الجميل للوطن قد حانت‪ ،‬ستكون‬ ‫رسالة المصريين فى الداخل أقوى‪ ،‬وستصفع دعاة المقاطعة على‬ ‫وجوههم‪.‬‬ ‫رسالة المصريين فى الخارج من شرق الكرة األرضية إلى‬ ‫غربها‪ ،‬ومن شمالها إلى جنوبها‪ ،‬كانت واحــدة‪ ،‬جنودنا على‬ ‫الحدود ونحن فى اللجان‪ ،‬هم يحرسون الوطن بالسالح ونحن‬ ‫نحرسه فى الصندوق‪.‬‬ ‫ما أجملها صورة المصريين فى الخارج وما أبهاها‪ ،‬رسالة وال‬ ‫أروع‪ ،‬يحملون الوطن فى قلوبهم‪ ،‬مهما بعدت المسافات ومهما‬ ‫أخذتهم الغربة ولقمة العيش‪ ،‬لكن وقت الجد يلبون النداء‪.‬‬ ‫المشهد أمام سفارات وقنصليات مصر كان مبهجا‪ ،‬وأبلغ‬ ‫من أى كالم‪ ،‬هذا شعب يحب وطنه‪ ،‬ويعرف واجبه وال يتأخر عنه‪،‬‬ ‫يدرك أن المخاطر محدقة بالوطن‪ ،‬والمؤامرات ال تتوقف ورعاة‬ ‫اإلرهاب يمولون ويدعمون الجماعات اإلرهابية بهدف النيل منه‪،‬‬ ‫ورغم ذلك يبقى الوطن صامدا قويا‪ ،‬يجهض المؤامرات ويحارب‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬ويقدم الشهداء‪ ،‬وفى ذات الوقت يبنى ويعمر وينمى‬ ‫فى كل اتجاه‪.‬‬ ‫استغرب البعض مشاركة المصريين فى الخارج بهذه‬ ‫الكثافة‪ ،‬واستعجب البعض اآلخر‪ ،‬وعدوا األمر غير متوقع‪ ،‬رغم‬ ‫أن هذا هو العادى والطبيعى‪ ،‬وسيتكرر المشهد فى الداخل أيضا‬ ‫إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫جموع المصريين تدرك أن المشاركة هذه المرة ليست‬ ‫رفاهية وال نزهة‪ ،‬ولكنها فرض عين‪ ،‬وواجب فى سبيل حماية‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫يجب أن يكون الجميع على قدر المسئولية ليس مطلوبا منا‬ ‫أكثر من المشاركة والتصويت‪ ،‬وما أهون هذا األمر فى مقابل من‬ ‫يضحون بأرواحهم ودمائهم‪ ،‬وال يلوون على شىء‪.‬‬ ‫الجنود فى الميدان يدفعون أرواحهم من أجل أن نعيش‬ ‫فى أمان ومن أجل أن يبقى الوطن وتبقى رايته مرفوعة خفاقة‬

‫‪ ،‬هل كثير علينا أن نغبر أقدامنا فى سبيل الوطن ونقف فى صف‬ ‫اللجان ساعة؟!‬ ‫نلب النداء‪ ،‬سنصبح فى حكم‬ ‫لم‬ ‫وإن‬ ‫نشارك‪،‬‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫عار علينا‬ ‫ِ‬ ‫األموات ال حقوق لنا‪ ،‬وربما ال تجوز علينا الرحمة الوطنية‪.‬‬ ‫المشاركة اعتراف منا أن حق الشهداء لن يضيع‪ ،‬وأن الوطن‬ ‫سيبقى أمانة فى أعناقنا إلى يوم يبعثون‪.‬‬ ‫هناك من يحسدوننا على وطننا وعزته وقوته‪ ،‬هناك من‬ ‫يحسدوننا على جيشنا حامى الحمى‪ ،‬هناك من يحبون مصر أكثر‬ ‫من بعض أبنائها‪ ،‬ولنتأمل موقف السيدة الكويتيتة التى ذهب‬ ‫إلى السفارة المصرية فى الكويت وطلبت اإلدالء بصوتها‪ ،‬بدافع‬ ‫حبها الشديد لمصر‪ ،‬بحسب قولها‪.‬‬ ‫المواطنة الكويتية فريدة عبدالمحسن‪ ،‬قالت‪ ،‬إنها «كويتية‬ ‫الجنسية‪ -‬مصرية الهوى»‪.‬‬ ‫وعندما حاول طاقم اللجنة إقناعها بعدم حقها فى التصويت‬

‫لكونها مواطنة كويتية طالبتهم بالسماح لها باألمر بقوله‪:‬‬ ‫«جاية انتخب بالحب مش بالجنسية»‪ .‬وأكدت أنها لم تدرس‬ ‫فى مصر وليس لها أقارب فيها‪ ،‬ولكنها تحب مصر بدون سبب‪،‬‬ ‫ألنها أصل الحضارة والثقافة والعروبة والنهضة والريادة‪ ،‬ويجمع‬ ‫بيننا تاريخ مشترك‪ ،‬أريد أن أنتخب بالحب وليس بالجنسية‬ ‫وأتشرف إنى أشوف الجماهير المثقفة الواعية اللى جايه تنتخب‬ ‫فى السفارة»‪.‬‬ ‫يحبون مصر ألنها أصل الحضارة وقلب العروبة‪ ،‬ويدركون‬ ‫تماما أن استقرار مصر وقوتها يعنى قوة العرب جميعا وأن‬ ‫سقوطها – ال قدر اهلل – يعنى نهاية العرب‪ ،‬هذه ليست شوفينية‪،‬‬ ‫ولكنه سجل التاريخ‪ ،‬وكلمته على مر الزمان‪.‬‬ ‫من يحب وطنه عليه أن يصطف فى صفوف المشاركة‪ ،‬الوقت‬ ‫ليس وقت الكالم‪ ،‬هو وقت الفعل والبرهان‪ ،‬الكالم ال يبنى‬ ‫أوطانا‪ ،‬األوطان تبنى بالفعل والعمل‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫سوف تتجه أنظار العالم يوم االثنين القادم وعلى مدى ‪ 3‬أيام متتالية‪ ..‬لمتابعة االنتخابات الرئاسية باعتبارها أهم استحقاق انتخابى على اإلطالق‪.‬‬ ‫فى هذا العرس المنتظر سيؤكد الشعب المصرى العظيم للدنيا كلها ثقته فى رئيسه عبد الفتاح السيسى ‪ ..‬الرجل الذى حمل على عاتقه مسئولية الوطن‬ ‫واستحق أن يكون البطل عن جدارة‪ ..‬بطل الحرب على اإلرهاب وبطل التنمية المستدامة بمشروعات عمالقة ستأتى بالخير الوفير على البالد إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫الرجل الذى حمل روحه على كفه وتقدم لينقذ مصر من براثن حكم فاشى ضعيف‪ ..‬الرجل الذى أعاد لمصر هيبتها ومكانتها وخيب ظنون أعدائها الذين تكاتفوا‬ ‫وتوحدوا من أجل إسقاطها‪ ..‬الرجل الذى حافظ على تواضعه وبساطته وإنكار ذاته ونسب كل النجاحات واإلنجازات التى تحققت إلى الشعب المصرى ! لقد‬ ‫قالها الرئيس فى مؤتمر «حكاية وطن»‪ :‬إنه لم يكن ليتحقق ما نراه على أرض مصر خالل السنوات األربع الماضية إال بالمصريين‪ ،‬ليس مجاملة منى ولكنه إقرار‬ ‫بالحقيقة»‪.‬‬

‫انزل وشارك‪ ..‬بلدك محتاجة صوتك‬ ‫هذا البطل يحتاج منا إلى رد الجميل‪ ..‬يحتاج من الـ‪ 60‬مليون‬ ‫ناخب النزول والمشاركة فى هذا االستحقاق االنتخابى لنثبت‬ ‫للعالم تكاتفنا ووقوفنا على قلب رجل واحد خلف الرئيس‪..‬‬ ‫قد يرى البعض أن المعركة محسومة بفوز السيسى‪ ،‬لكننى‬ ‫أرفض هذا الكالم تماما‪ ,‬أريد من كل الناخبين النزول والمشاركة فى‬ ‫التصويت حتى يكون المشهد رائعا‪ ،‬أال يستحق الرجل منا أن نقولها‬ ‫صريحة له ؟ أن نبرهن على حبنا وحسن اختيارنا ونجدد ثقتنا وبيعتنا‬ ‫له وهو الذى يصل الليل بالنهار والنهار بالليل من أجلنا؟‬ ‫نعم أدرك أن الرئيس يحتاج فقط إلى ‪ 3‬ماليين صوت فقط‬ ‫حتى يفوز بفترة رئاسية ثانية لكنها حسبة ال تليق به أبدا‪ ،‬أريدها‬ ‫‪ 30‬مليونا‪ ،‬وهذا أقل واجب!‬ ‫أريد أن يرى العالم آالف الطوابير الممتدة أمام اللجان البالغ‬ ‫عددها ‪ 13‬ألفا و‪ 706‬لجان على مستوى الجمهورية‪.‬‬ ‫أريد أن يعلم الخونة واإلرهابيون واألشرار وكل أعداء الوطن‬ ‫أى منقلب ينقلبون!‬ ‫منذ متى تأثر الوطن بنعيق البوم والغربان ونقيق الضفدع‬ ‫ونهيق الحمير؟ منذ متى تأثر المواطنون الشرفاء العقالء بتلك‬ ‫السموم التى تبثها منصات إعالمية مأجورة تقوم عليها شرذمة‬ ‫من الفشلة والخونة والمأجورين والمغيبين؟‬ ‫كلنا نعلم أن الجماعة اإلرهابية رصدت ميزانية مالية ضخمة‬ ‫لنشر تقارير مغلوطة فى عدد من الوكاالت العالمية بهدف تشويه‬ ‫الدولة المصرية ولكن المكر السيئ الَيحِيقُ إِ َّال ِبَأهْلِهِ!‬ ‫نعلم أن الدولة المصرية تواجه حربا شرسة من الجماعات‬ ‫اإلرهابية والقوى الخارجية لمحاولة تشويه االنتخابات الرئاسية بل‬ ‫ومقاطعتها وربما التشكيك فيها‪ ،‬ولكن هيهات هيهات‪ ..‬فقد تبين‬ ‫للناس الحق من الباطل وخاب قصد المخربين‪.‬‬ ‫لم تعد تنطلى عليهم تلك التقارير الكاذبة‪ ،‬والحكايات‬ ‫المفبركة على شاكلة أم زبيدة‪ ،‬وأصبح لديهم الوعى كل الوعى‬ ‫بمخططات الجماعة اإلرهابية وأهدافها المشبوهة للترويج‬ ‫بالسلب ضد مصر داخليا وخارجيا ومحاوالت تشويه المسار وتزييف‬ ‫الحقائق على األرض!‬ ‫لقد نسى أو تناسى هؤالء المأجورون والخونة ما تعيشه مصر‬ ‫حاليا من استقرار أمنى وسياسى وتحسن اقتصادى سيتزايد فى‬ ‫الفترة القادمة‪.‬‬ ‫لقد تناسى هؤالء الخونة ما أنجزه الرئيس السيسى خالل ‪4‬‬ ‫سنوات كانت األصعب فى تاريخ الوطن على كل األصعدة ‪ ..‬الرجل‬ ‫الذى تولى حكم أشالء دولة قيل إنها لن تبعث ثانية قبل ‪ 20‬عاما‬ ‫على األقل‪ ،‬وكانت مقبلة على فتنة ال يعلم كوارثها إال اهلل‪ ،‬لقد كان‬ ‫الرهان أن يتكرر سيناريو العراق وسوريا وليبيا فى مصر‪ ،‬لكن عناية‬ ‫اهلل وإرادة وعزيمة الرئيس السيسى ومعه ماليين المصريين‬ ‫بجيشهم وشرطتهم أنقذت الوطن من الدمار‪.‬‬ ‫إن الرئيس السيسى الذى اهتم ببرامج الحماية االجتماعية‬ ‫التى تمثل حجر الزاوية فى برنامج اإلصالح االقتصادى المصري‪،‬‬ ‫يستحق أن ندعم ترشحه لفترة رئاسية ثانية إلكمال مسيرة البناء‬ ‫والتنمية وبناء مصر المستقبل»‪.‬‬ ‫إن سجل إنجازات الرجل حافل‪ ،‬ويستحق منا التذكير كل لحظة‪،‬‬ ‫فبفضل سياساته االقتصادية الذكية ارتفع االحتياطى النقدى إلى‬ ‫‪ 37‬مليار دوالر‪ ،‬بعد أن كان ‪ 16‬مليار دوالر فى عام ‪ ،2014‬كما‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫محمد الحنفى‬

‫انخفض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين بمقدار ‪20‬‬ ‫مليار دوالر منها ‪ 4‬مليارات دوالر وزادت الصادرات‪ ،‬وانخفضت‬ ‫الــواردات بمبلغ ‪ 16‬مليار دوالر أى ما يعادل ‪ 320‬مليار جنيه‬ ‫مصرى‪ ،‬كما تراجعت البطالة من ‪ % 13,4‬إلى ‪ % 11,9‬بفضل‬ ‫توفير فرص عمل كثيفة فى المشروعات القومية الكبرى وبما يصل‬ ‫إلى ‪ 3,5‬مليون عامل‪ ،‬وانخفضت أيضا معدالت التضخم من ‪%35‬‬ ‫إلى ‪ %22‬ويستهدف الوصول بها إلى نسبة ‪.%13‬‬ ‫وفى فترته األولى ارتفع تدفق االستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫بنسبة ‪ %14‬فى العام المالى ‪ ،2017-2016‬بنحو ‪ 400‬مليار‬ ‫جنيه تقريبا‪.‬‬ ‫لقد أنجز الرجل بناء ‪ 25‬ألف وحدة سكنية لتوفير مسكن‬ ‫مالئم لسكان العشوائيات وأبرزها حى األسمرات النموذجى‪.‬‬ ‫وخالل فترة رئاسته األولى تم تنفيذ ‪ 245‬ألف وحدة إسكان‬ ‫وجار‬ ‫اجتماعى للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت ‪ 32‬مليار جنيه ٍ‬ ‫تنفيذ ‪ 355‬ألف وحدة بتكلفة‪ 71‬مليار جنيه‪.‬‬ ‫كما بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق حوالى ‪ 7‬آالف‬ ‫كيلومتر بتكلفة إجمالية تخطت ‪ 85‬مليار جنيه‪ ،‬وما يقرب من‬ ‫‪ 200‬كوبرى بتكلفة نحو ‪ 25‬مليار جنيه‪.‬‬ ‫وفى مجال الكهرباء أضيفت قدرات كهربائية بلغت ‪ 25‬ألف‬ ‫ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو ‪2018‬‬ ‫تعادل نحو ‪ 12‬ضعف قدرة السد العالى وتضاعفت اكتشافات‬ ‫الغاز الطبيعى ‪ 8‬أضعاف عن مثيالتها خالل الفترة من ‪ 2010‬إلى‬ ‫‪ 2014‬لتصل إلى ‪ 36,8‬تريليون قدم مربع‪ ،‬فضال عن توقيع ‪62‬‬ ‫اتفاقية بحث واستكشاف للبترول والغاز‪.‬‬ ‫وفى عهد الرئيس السيسى تحقق حلم العاصمة اإلداريــة‬

‫الجديدة باإلضافة إلى ‪13‬مدينة جديدة بالمحافظات‪.‬‬ ‫كما بدأ تنفيذ مشروع زراعى عمالق باستصالح وزراعة مليون‬ ‫ونصف المليون فدان فى إطار خطة طموح تستهدف استصالح ‪4‬‬ ‫ماليين فدان‪ ،‬فضال عن إقامة مشروعات كبرى لالستزراع السمكى‬ ‫بشمال الدلتا وشرق القناة بجانب مشروعات ضخمة لمزارع اإلنتاج‬ ‫الحيوانى والداجنى‪.‬‬ ‫وال ننسى حفر قناة السويس الجديدة وشقها وافتتاحها فى‬ ‫عام واحد بتكلفة ‪ 64‬مليارا وتدشين محور إقليم القناة األكبر من‬ ‫نوعه فى الشرق االوسط‪.‬‬ ‫وفى المجال الطبى تم إجراء مسح طبى لـ‪ 5‬ماليين مواطن‬ ‫مصرى من فيروس سى وإعــالن مصر خالية من المرض فى‬ ‫‪.2020‬‬ ‫وفى ختام فترة رئاسته األولى أمر الرئيس بتنفيذ العملية‬ ‫العسكرية الشاملة سيناء ‪ 2018‬ليعلنها وألول مرة خالية من‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬ ‫عندما نتذكر بعض مشاهد األعوام السابقة وما حدث فى‬ ‫دول عربية عدة‪ ،‬علينا أن نتفق على حقيقة مهمة وهى أن الرئيس‬ ‫السيسى قد نجح فى قيادة مصر وسط األنــواء‪ ،‬بل المؤامرات‬ ‫واع مدى استهدافها‬ ‫التى لم يكن يخفى على مراقب موضوعى ٍ‬ ‫لمصر وسعيها‪ ،‬لنشر الفوضى واالضطراب بين ربوعها وفى أكثر‬ ‫مناطقها الجغرافية حساسية وتماساً مع األمن القومى المصري‪.‬‬ ‫إن قيادة الربان السيسى لسفينة مصر وتجاوزه العواصف‬ ‫واألنواء دون خسائر‪ ،‬تمثل شهادة جدارة تستحق أن يكون أكفأ‬ ‫رئيس لمصر‪ ..‬وتستحق أن أقتبس شعار حملة حزب مستقبل وطن‬ ‫مشوار مشيناه والزم نكمله معاه»!‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪23‬‬

‫عبداللطيف حامد‬ ‫‪Latifeg80@yahoo.com‬‬

‫فرحتى مع محبى الوطن وهم ُك ْثر ال تُوصف بمشاهد تدفق المصريين‬ ‫فى الخارج على لجان االقتراع فى االنتخابات الرئاسية فرادى وجماعات؛‬ ‫ألنها رسالة قوية للقاصى والدانى من الكارهين ألم الدنيا‪ ،‬سواء كانوا‬ ‫مجرد أشخاص تحركهم مصالحهم وأهواؤهم الشخصية‪ ،‬أو جماعات‬

‫وتنظيمات تتآمر ليل نهار للعودة بالبالد إلى حالة الفوضى‪ ،‬أو حتى أجهزة‬ ‫استخباراتية ودول ال تكل وال تمل من نسج المخططات ضد مصر شعبا‬ ‫ونظاما وحكومة لضرب استقرارها‪ ،‬وإيقاف عجلة البناء والتنمية عن‬ ‫الدوران‪ ،‬جعل اهلل كيدهم فى نحورهم جميعا‪.‬‬

‫«واهلل وعملوها الطيور المهاجرة»‬ ‫سعادتى بطوابير الطيور المهاجرة أمام اللجان بأكثر من‬ ‫كيلو متر جعلتنى أدندن كغيرى من جموع بنى وطنى الحبيب‬ ‫بأغنية المطرب صاحب اإلحساس الراقى حمادة هالل مع تغيير‬ ‫بعض الكلمات؛ لتعبر عن الحالة المصرية الفريدة ‪ -‬مع االعتذار‬ ‫للمؤلف الموهوب مالك عادل‪« ،‬واهلل وعملوها المصريين‪ ،‬ورفعوا‬ ‫راس مصر بلدنا ووقفوا وقفة رجاله مبروك لمصر ولوالدنا‪..‬الكل‬ ‫طاير من الفرحة ومصر لبسالنا الترحة‪ ،‬يارب دايما من الفرحة‬ ‫متحرمناش‪ ..‬الفرحة بتنادى علينا ومسكنا حلمنا بإدينا‪ ،‬يارب‬ ‫انصرنا واحمينا من كل عين‪ ..‬اهلل أكبر يا بلدنا عليكى وعلى كل‬ ‫والدنا‪ ،‬دايما يارب فى أعيادنا متجمعين»‪.‬‬ ‫المصريون فى الخارج رفعوا شعار جنودنا فى الميدان‪،‬‬ ‫والشعب أمام اللجان الستكمال المسيرة‪ ،‬ال أريد أن أتحدث‬ ‫عن والد مصر فى دولة محددة‪ ،‬الكل كانوا فعال قد التحدي؛‬ ‫ولديهم من الوعى بأهمية المشاركة لصالح مصر ما يكفى‬ ‫ويزيد؛ المشاهد مبهرة من السعودية للكويت ولندن وألمانيا‬ ‫وأمريكا وروسيا؛ وحتى فى تركيا وقطر كادوا العِدا؛ وحملوا‬ ‫األعالم؛ ورددوا األغانى الوطنية فى حب أمنا الكبرى مصر؛ لم‬ ‫تمنعهم عراقيل األنظمة المعادية عن أداء الواجب الوطني؛ وال‬ ‫الخوف على لقمة العيش؛ والتوجس من مغبة نتائج الهتافات‬ ‫أمام اللجان من التذرع بمبررات الغياب؛ والتقصير عن اإلدالء‬ ‫بأصواتهم فى الصناديق‪ ،‬الوالء للوطن ال يقدر بثمن‪ ،‬مزروع‬ ‫فى القلوب‪ ،‬جعلهم يقفون ناخبا وراء اآلخر كالبيان المرصوص‪،‬‬ ‫يشد بعضهم بعضا‪ ،‬لتلبية نداء الوطن رغم بُعد المسافات بين‬ ‫أماكن اإلقامة وبين لجان االنتخابات‪ ،‬قطعوا األميال‪ ،‬وتحملوا‬ ‫المشقة‪ ،‬وتركوا أشغالهم‪ ،‬أو تخلوا عن يوم راحتهم عن طيب‬ ‫خاطر حبا وتأييدا لمصر‪ ،‬رغم أنهم يعيشون بعيدا عن دفء‬ ‫حضن الوطن‪.‬‬ ‫عملوها والد وبنات مصر؛ ورفعوا رأسها فى شتى العواصم‬ ‫والمدن بطول وعرض المعمورة بلغة علماء الجغرافيا؛ طوابير‬ ‫ممتدة لكيلومترات أمام ‪ 139‬لجنة بمقر البعثات الدبلوماسية‬ ‫والقنصليات المصرية بالخارج؛ وأعالم مصر ترفرف فى ‪124‬‬ ‫دولة؛ للتصويت من أجل مستقبل أفضل للمصريين فى الداخل‬ ‫والخارج معا؛ من المؤكد أن ارتفاع معدالت التصويت صفعة‬ ‫فى وجه كل المتآمرين ورسالة للعالم ال تقبل التشكيك أن‬ ‫المصريين فى الخارج مصرون على استكمال المسيرة‪ ،‬ودعم‬ ‫العملية الديمقراطية ولن يسمحوا بالعودة للوراء؛ والصور‬ ‫والفيديوهات باآلالف كالفيضان الهادر؛ تخذق عيون الحاقدين؛‬ ‫مصطحبين أطفالهم لتوطين االنتماء فى روحهم البريئة إال من‬ ‫الوالء لألرض الطيبة أم الدنيا مصر؛ أعطوا بحشودهم درسا‬ ‫قاسيا لصناع الشائعات؛ ومروجى اإلحباط من الجماعة اإلرهابية‬ ‫وحلفائها؛ ومن لف لفهم من أصحاب الهوى على قنواتها‬ ‫الزاعقة بكل المسالب الباطلة عن الوطن؛ أفسدوا طبخة من‬ ‫ينتظرون الشماتة ليطلوا علينا بوجوههم الغبرة‪ ،‬وألسنتهم‬ ‫الحداد التى تقذف بأكاذيب يندى لها جبين الوطن‪ ،‬خاصة أن‬ ‫نزول المصريين فى الخارج محصن من افتراءات الضغوط‪ ،‬وغير‬ ‫مدفوع األجر كما يفعل التنظيم الدولى لإلخوان الذى نظم‬ ‫مظاهرة فى لندن ثانى يوم انتخابات عددها ‪ 17‬شخصا منهم‬ ‫‪ 14‬باكستانيا‪ ،‬مستآجرين بل خرجوا عن قناعة تامة ورغبة فى‬

‫دعم الدولة المصرية‪.‬‬ ‫وطالما الشيء بالشيء يذكر‪ ،‬الــدور على المصريين فى‬ ‫الداخل‪ ،‬عليهم الذهاب لصناديق االقتراع يوم االثنين المقبل‬ ‫كالجيوش الجارفة‪ ،‬واألمواج الهادرة‪ ،‬ال مبرر للتكاسل أو االعتذار‪،‬‬ ‫والتصويت فى المقام األول لمستقبل مصر‪ ،‬وليس السم مرشح‬ ‫بعينه مع كامل احترامنا للرئيس والمرشح عبد الفتاح السيسى‪،‬‬ ‫ومنافسه المرشح موسى مصطفى موسى‪ ،‬الخروج الكبير يعنى‬ ‫أمام الرأى العام العالمى أن المصريين شعب يعى ويمارس‬ ‫الديمقراطية لتكون بلده أفضل‪ ،‬مهموم بالشأن العام رغم‬ ‫انخراطه فى متطلبات الحياة‪ ،‬اإلقبال الكثيف على اللجان يعنى أن‬ ‫شرعية الرئيس القادم بالماليين‪ ،‬وبالتالى سيكون موقف مصر‬ ‫وليس الرئيس أقوى فى المنظمات الدولية‪ ،‬إذا تحدثت ينصت‬ ‫لكالمها‪ ،‬وإذا دعت يستجاب لدعوتها‪ ،‬وإذا طرحت استثمارات‬ ‫يأتى لها المستثمرون من شتى البقاع اطمئنانا الستقرارها‬ ‫السياسى‪ ،‬وإذا حذرت ينتبه لها الجميع‪.‬‬

‫لدينا نحو ‪ 59‬مليون مصرى يحق لهم التصويت فى‬ ‫االنتخابات الرئاسية‪ ،‬ال تتأخروا عن دعم بلدكم‪ ،‬ال تستخسروا‬ ‫فيها مجرد ساعة أو ساعتين‪ ،‬ال تستمعوا للكالم المعسول بأن‬ ‫األمر محسوم للرئيس السيسى بحكم إنجازاته ومشروعاته خالل‬ ‫السنوات األربع الماضية‪ ،‬إنه دس للسم فى العسل حتى يثبطوا‬ ‫الهمم؛ لتبدو اللجان خاوية لتسويق المشهد فى قنواتهم‬ ‫وفضائياتهم الملعونة على أن المصريين أصابهم اإلحباط‪ ،‬خاب‬ ‫مسعاهم‪ ،‬وسيلقنهم المصريون فى الداخل درسا أكثر قسوة من‬ ‫أقرانهم فى الخارج لنواصل طريق البناء والتنمية رغم الصعوبات‬ ‫المعيشية واالقتصادية‪ ،‬وصدق الشاعر‪ ،‬وما نـيل الـمـطـالب‬ ‫بالتمنـي‪ ..‬ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غالبـا‪ ..‬وما استعـصى على‬ ‫قوم ٌ‬ ‫منال‪ ..‬إذا اإلقـدام كـــان لــهـم ركابا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هيا يا مصريين غبّروا أقدامكم بتراب الوطن سيرا إلى لجان‬ ‫االقتراع‪ ،‬ووقوفا فى طوابير التصويت‪ ،‬غيظوا عدوكم‪ ،‬واحتفلوا‬ ‫بنصر وطنكم‪ ،‬فقوتنا فى وحدتنا‪ ،‬ووحدتنا فقط‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫بقلم‪:‬‬

‫بقلم‬

‫د‪.‬صفوت حاتم‬ ‫كانت رواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم أهم رواية مصرية تكشف عن الروح العميقة للوطنية‬ ‫المصرية والهوية القومية‪ ،‬التى أشعلتها ثورة ‪ 1919‬وعكست رفض المصريين لالستعمار‬ ‫البريطانى وسياسة إذالل مصر‪.‬‬ ‫تمثلت عبقرية توفيق الحكيم فى تصوير حالة «األعمام» الذين يعيشون معا‪ ..‬ويعيش معهم‬ ‫«محسن» بطل الرواية‪ ..‬والذى ربما كان توفيق الحكيم نفسه‪.‬‬ ‫ومحسن يقيم فى القاهرة ليواصل دراسته‪ ..‬تاركا والده وأمه فى الريف‪.‬‬

‫الوطنية المصرية‪ ..‬وعودة الروح!!‬

‫محسن‪ ..‬وأعمامه‪ ..‬يقعون جميعا فى حب «سَنيّة» الفتاة‬ ‫الجميلة‪ ..‬بنت الجيران‪ ..‬ويحلو لبعض النقاد أن يرمز لمصر الواقعية‪..‬‬ ‫بسَنيّة المحبوبة والمرغوبة من الجميع‪.‬‬ ‫وكان توفيق الحكيم يطلق على أهل البيت «الشعب»‪ ..‬فالشعب‬ ‫المكون من األعمام «حنفى المدرس بمدرسة خليل أغا اإلبتدائية‪..‬‬ ‫واألكبر سناً‪ ..‬ويلقبونه رئيس شرف الشعب‪ ..‬وعبده طالب الهندسة‪..‬‬ ‫وسليم ضابط الشرطة المفصول‪ ..‬والخادم مبروك‪ :‬ويلقبونه «بخادم‬ ‫شرف الشعب”‪.‬‬ ‫أما محسن الشاب المراهق الرومانسى فيلقبونه «بعصفور شرف‬ ‫الشعب «‪ ،‬ويرى كثير من النقاد أن «محسن» ليس سوى توفيق الحكيم‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫محسن‪ ..‬وأعــمــامــه‪ ..‬يقعون جميعا فــى حــب «سَــنــيّــة «‬ ‫الفتاة الجميلة‪ ..‬بنت الجيران‪ ..‬ويحلو لبعض النقاد أن يرمز‬ ‫لمصر الواقعية‪ ..‬بسَنيّة المحبوبة والمرغوبة من الجميع‪.‬‬ ‫وشعب توفيق الحكيم‪ ..‬يتكدس فى غرفة واحدة من غرف الشقة‪..‬‬ ‫فالكل «عائلة واحدة «‪ ..‬شعب واحد‪ :‬يمرضون معًا‪ ..‬يأكلون معًا‪..‬‬ ‫ينامون معا‪ ..‬يصابون بنفس المرض معاً‪ ..‬ويحبون نفس المرأة‪ ..‬معاً‪.‬‬ ‫لماذا ؟؟! حتى يكونوا « زى بعض‪ ،‬ومبسوطين ألنهم كده‪ ..‬مع‬ ‫بعض !!‬ ‫تلك هى «روحنا المصرية» الخالدة‪.‬‬ ‫كل هذا دار بذهنى وأنا أشاهد صحوة المصريين أمام سفاراتنا‬ ‫بالخارج وهم يغنون ويفرحون ويحولون يوم التصويت لفرحة وتحدٍ‬ ‫لكل قوى الشر الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫إنه «الشعب» المصرى بكل سلبياته وإيجابياته‪ ..‬بفهلويته‬ ‫الموروثة وذكائه الفطري‪ ..‬بعشوائيته وتضحياته‪ ..‬بال مباالته‪..‬‬ ‫وشجاعته‪ ..‬بصبره الطويل على الظلم‪ ..‬وثوراته المزلزلة لعروش‬ ‫المستبدين‪.‬‬ ‫إن الطاقة الوطنية التى تعتمل فى نفوس المصريين منذ ثورة‬ ‫يناير ومحنة صعود اإلخوان تحتاج إلى استغاللها أفضل استغالل ممكن‬ ‫لتتحول لطاقة عمل وإنتاج ونظام وانضباط فى السلوك‪.‬‬ ‫إن ارتباط المصريين بأغانيهم الوطنية التى تنتمى لفترة‬ ‫الخمسينيات والستينيات‪ ..‬ثم ترديدهم التلقائى بأغنية الصاعقة‪ ..‬تدل‬ ‫على مدى ارتباط المصريين بجيشهم‪ ..‬وتقديرهم لتضحيات رجالة‪..‬‬ ‫إن تكدس المصريين على مواقع التصويت فى الخارج‪ ..‬يعكس هذه‬ ‫الرغبة الكامنة فى االرتباط بالوطن‪ ..‬والرغبة فى العطاء‪.‬‬ ‫لقد نجح المصريون بامتياز فى كل االختبارات التى تعرضوا لها‬ ‫منذ يناير ‪ .2011‬من خلع اإلخوان اإلرهابيين‪ ..‬للتبرع لمشروع قناة‬ ‫السويس‪ ..‬لمواجهة اإلرهاب فى الشوارع بجسارة‪ ..‬لالحتفاء بالشهداء‬ ‫والمطالبة بالثأر لهم‪.‬‬ ‫إنها روح جديدة تنبعث فى المصريين‪.‬‬ ‫كل ذلك يدعونا للتفكير فى كيفية استغالل هذه الطاقة الوطنية‬ ‫وتحويلها لطاقة عمل وإنتاج‪.‬‬ ‫إننا نحتاج لطاقة جديدة مرشدة تعيد للمصريين قيم الصدق‬ ‫والعمل واإلتقان والنظام والنظافة‪.‬‬ ‫وهى قيم افتقدناها ألسباب عديدة‪ ..‬يأتى فى مقدمتها ارتخاء يد‬ ‫الدولة خالل نصف قرن‪ ..‬وغياب اإلرادة على تطبيق القانون‪ ..‬وانعدام‬ ‫المساواة بين طبقات الشعب‪ ..‬وانحياز الدولة لألغنياء على حساب‬ ‫الفقراء‪..‬‬ ‫كيف نعيد للمصرى انضباطه؟!‬ ‫لقد أشار الرئيس فى افتتاحه للمقر الجديد لــوزارة الداخلية‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫جمال أسعد‬ ‫كثيراً ما يتردد على لسان الجميع كلمة‬ ‫شعب‪ .‬وكثيراً بل دائماً ما تدعى كل‬ ‫األنظمة بكل انتماءاتها السياسية‬ ‫واالقتصادية أنها تعمل دائماً وأبداً‬ ‫لمصلحة هذا الشعب‪ ،‬والشعب هنا‬ ‫يعنى تلك األغلبية الغالبة من جماهير‬ ‫الوطن التى يجمعها هم واحد وتحتويها‬ ‫نفس المشاكل وتعانى ذات القضايا‬ ‫وتحلم بنفس الحلم وتتمنى تحقيقه‬ ‫ذات اآلمال وتنتظر ذات المصير الواحد‬ ‫المشترك‪ ،‬كما أنه ال يوجد نظام‬ ‫سياسى يدعى أنه يعمل ويستطيع‬ ‫تحقيق مصالح الجميع بال استثناء‪.‬‬

‫ماذا يريد الشعب؟‬

‫الجديد إلى أهمية استئصال اإلرهــاب الجنائى من بلطجة وحمل‬ ‫األسلحة وترويع اآلمنين واالعــتــداء على المال العام وإشغاالت‬ ‫الــطــرق‪ ..‬وغــيــرهــا مــن جــرائــم ومــخــالــفــات الــســلــوك الــفــردى‪.‬‬ ‫إن الحقبة الرئاسية الثانية يجب أن تستهدف إعادة بناء اإلنسان‬ ‫المصرى فكريا وثقافيا وسلوكيا‪ ..‬بجانب بناء المدن والجسور‬ ‫والمصانع‪.‬‬ ‫وظاهرة عدم االلتزام السلوكى أصبحت ظاهرة متفشية فى‬ ‫البيوت والشوارع من مرور والتزام بقواعد وأخالق المرور والتزام قواعد‬ ‫النظافة والصحة العامة وإشغاالت الطرق واألرصفة ومخلفات الورش‬ ‫والمصانع واالعتداء على المال العام واألنانية المفرطة‪ ..‬وغيرها من‬ ‫مفردات السلوك الفردى التى تحيل منظر مدننا وقرانا لمنظر عشوائى‬ ‫منفر وتجعل من الحياة اليومية معاناة وكابوس ال يمكن احتماله‪.‬‬ ‫إن اإلعالم والفن واألدب والدراما يقع على عاتقهم مهمة إعادة‬ ‫صياغة الوجدان المصرى وتشكيل مفردات السلوك الجديد بعدما‬ ‫انتصرت فى الماضى قيم البلطجة والخشونة والفهلوة‪ ..‬خصوصا‬ ‫فى مسلسالتنا التليفزيونية وفى أفالم السينما‪ ..‬حيث سادت وتغلبت‬ ‫عبارات السباب والبذاءة والصوت العالي‪ ..‬ووصلت هذه السلوكيات‬ ‫لبرامجنا التليفزيونية‪ ..‬خصوصا برامج التوك شو‪.‬‬ ‫اإلعالم المصرى يحتاج روحا جديدة‪ ..‬وتوجيها جديدا باستهداف‬ ‫سلوكيات المواطن فى كل شيء‪ :‬فى السيارة‪ ..‬فى طوابير الخبز‪..‬‬ ‫أمام شباك تذاكر المترو‪ ..‬فى صعود ونزول المترو بنظام‪ ..‬فى احترام‬ ‫الطريق العام والملكية العامة‪ ..‬فى احترام الخصوصية والملكية‬ ‫الخاصة‪ ..‬فى نبذ الرشوة والمحسوبية‪.‬‬ ‫الطاقة الجديدة التى تعتمل فى الروح المصرية اآلن هى أكبر‬ ‫محفز على التغيير والتطوير‪.‬‬ ‫وعندما نتوحد فى مشاعرنا‪ ..‬فننتج‪ ..‬ونتألق فى عملنا‪ ..‬وننضبط‬ ‫فى سلوكنا‪ ..‬سنكون عندئذ جديرين بمصرنا‪ ..‬مصرنا الجميلة‪.‬‬ ‫وعندما نصل لهذا سنكون قد حققنا ما كتبه المصرى القديم من‬ ‫حكمة أبدية فى كتاب الموتى‪:‬‬ ‫عندما يصير الزمن إلى خلود‪..‬‬ ‫سوف نراك من جديد ‪ ..‬ألنك صائر الى هناك‪..‬‬ ‫حيث الكل فى واحد‪ ..‬حيث الكل فى واحد‪..‬‬ ‫حيث الكل فى واحد‪..‬‬

‫ولكن دائمًا ما يتم الحكم على صالحية هذا النظام أو‬ ‫ذاك خالل محاولة تحقيق مصالح تلك الغالبية الغالبة من‬ ‫الشعب‪ .‬وهذه األغلبية بكل وضوح هى التى تعانى من ظروف‬ ‫الحياة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا‪ .‬وهى التى دائمًا ما تدفع‬ ‫الثمن كام ً‬ ‫ال دون نقصان‪ .‬وفى األغلب تتجرع الــدواء المر‬ ‫عن آخره؛ أم ً‬ ‫ال فى الشفاء كما أنها هى دائمًا ما تكون حائط‬ ‫الصد الحقيقى والصلد ضد كل المؤامرات وهى دائماً المدافع‬ ‫عن أرض الوطن والذود عن حياضه والمحافظة على بقائه‬ ‫والتمسك بحضارته والفخر بهويته‪ .‬ذلك ألنها األغلبية وليست‬ ‫األقلية‪ ،‬هى األغلبية التى لها القرار وهى التى تملك السيادة‪،‬‬ ‫هى التى ال غنى عنها للنظام ولألمن ولسالمة الوطن‪ .‬ودائماً‬ ‫ما تحقق األقلية مصالحها وتحافظ على بقائها بأساليب عرفها‬ ‫التاريخ وفى كل األزمان‪ .‬األغلبية هى التى خرجت ضد نظام‬ ‫مبارك عندما فقد صالحيته السياسية‪ ،‬وعندما سيطرت األقلية‬ ‫المحيطة بالنظام على القرار لصالحها ضد مصالح األغلبية‪.‬‬ ‫األغلبية هى التى خرجت فى ‪ 30‬يونيه كما لم تخرج قبل وفى‬ ‫صورة رائعة لم تتكرر لتعيد مصر بعد اختطافها من جماعة‬ ‫اإلخوان ولكى تحافظ على هوية الوطن‪ .‬هى ذات األغلبية‬ ‫التى خرجت يوم ‪ 26‬يوليو ‪ 2013‬بشكل أكبر وأروع وأعمق‬ ‫مما خرجت فى ‪ 30‬يونيه؛ لكى تفوض السيسى فى التصدى‬ ‫لإلرهاب وللحفاظ على الوطن‪ ،‬هى ذاتها التى خرجت النتخاب‬ ‫السيسى رئيسًا لمصر فى دورته األولى بأرقام غير مسبوقة‬ ‫وفى انتخابات نظيفة‪ .‬هى األغلبية التى وقفت وراء جيشها‬ ‫العظيم وشرطتها فى مواجهة اإلرهاب األسود وفى مواجهة‬ ‫تلك التحديات التى الزالت تواجه الوطن داخلياً وخارجياً‪ .‬وهى‬ ‫األغلبية التى ننتظر ونأمل ونثق فيها فى الخروج فى االنتخابات‬ ‫الرئاسية القادمة‪ ،‬ليس النتخاب السيسى فقط‪ ،‬ولكن وهو‬ ‫األهم تأكيداً على حماية الوطن وتمسكا بنظام يونيه الذى‬ ‫أسقط من ال يعنيهم الوطن وال ترابه وال كرامته‪ .‬وألن قراءة‬ ‫الواقع السياسى تقول وبكل وضوح إن السيسى فائز بدورة‬ ‫رئاسية ثانية وحتى ‪ 2022‬والواقع يقول إن السيسى قد‬ ‫وضع فى دورته الرئاسية األولى األرضية األساسية إلعادة‬ ‫هيبة الدولة بعيداً عن شبه الدولة وإعــادة األمن واألمان‪.‬‬ ‫فقد وضع قاعدة وأســس بنية أساسية أم ـ ً‬ ‫ال فى مستقبل‬ ‫مشرق غير تقليدى وعلى كل المستويات‪ .‬أقام وسيستكمل‬ ‫مشروعات قومية عمالقة ستحصد ثمارها األجيال القادمة‪،‬‬ ‫هو تعامل مع القضايا المسكوت عنها والمشاكل الموروثة‬ ‫بجرأة غير مسبوقة مسقطا ما يقال عن فقدانه الجماهيرية‪،‬‬ ‫اتخذ قرارات اقتصادية قاسية وعنيفة بهدف مواجهة المشاكل‬ ‫االقتصادية بعيداً عن سياسة الترحيل والمراكمة التى اعتادت‬ ‫األنظمة السابقة عليها مثل التعويم الكامل للعملة‪ .‬والتى دفع‬ ‫والزال يدفع ثمنها ويعانى آثارها ويتجرع دواءها المر الفقراء‬ ‫والمعدمون وما تبقى من الطبقة المتوسطة‪ .‬وهنا إذا كان‬ ‫الفقراء وغير القادرين والطبقة المتوسطة قد دفعت هذا الثمن‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫فقد أصبح من حقهم أن يطلبوا وينظر إليهم أن يأمروا فينفذ‬ ‫األمر‪ ،‬ألنهم هم األغلبية التى دفعت قبل أن تأخذ‪ ،‬وتضايقت‬ ‫قبل أن تتذوق الراحة‪ ،‬وأخلصت قبل أن تتحقق آمالها‪ .‬وهم‬ ‫األغلبية التى اعتمد عليها وسيعتمد عليها السيسى فى قابل‬ ‫األيام‪ .‬ولذلك الشعب واألغلبية التى تدفع الثمن من حقها‬ ‫اآلن أن تطلب سياسات تضعها فى الحسبان قو ً‬ ‫ال وفع ً‬ ‫ال‪ .‬نعم‬ ‫نعلم أن موازنة الدولة وقدرتها المالية الزالت تعانى وعجز‬ ‫الموازنة وارتفاع الديون الداخلية والخارجية تمثل استنزافا‬ ‫قاسيا لهذه الموازنة‪ .‬ولكن البد من اإلبداع خارج الصندوق‬ ‫وتفعيل اإلمكانات وتعظيم اإليرادات والبعد عن البذخ وتحجيم‬ ‫المصروفات إلى أبعد حد‪ .‬البد من النظر إلى اقتصاديات الفقراء‬ ‫وما تعانيه من فوضى غير مسبوقة الرتفاع األسعار بعيداً عن‬ ‫أى منهج اقتصادى فى العالم‪ .‬البد أن يدفع الجميع الثمن‬ ‫وهناك ما يسمى بالضرائب التصاعدية فى وقت لم يساهم‬ ‫فيه األغنياء والقادرون كما يجب أن يكون‪ .‬ولن يكون ضرورياً‬ ‫اقتصاديًا االعتماد على إلغاء الدعم بهذه الصورة المتسارعة‬ ‫وفى ظل الحالة االقتصادية التى ترتبت على القرارات‪ .‬البد‬ ‫من إيجاد حل لمعادلة الدخول مع األسعار خاصة فى المرحلة‬ ‫القادمة‪ .‬بزيادة المرتبات والمعاشات؛ الشعب يريد أن يكون‬ ‫هناك انفتاح سياسى بعد هذه المرحلة االنتقالية واالستثنائية‬ ‫بمعنى أن يتم إصدار قانون لألحزاب يقضى على هذه الحزبية‬ ‫الجوفاء والشكلية‪ ،‬وحتى تكون هناك أحزاب حقيقية تؤسس‬ ‫لحياة سياسية يمارس فيها الجميع حق المشاركة وهذا لصالح‬ ‫أى نظام واألهم لصالح الوطن‪ .‬فالمرحلة القادمة ال تحتاج إلى‬ ‫الساعين إلى كل األنظمة والهادفين إلى تحقيق مصالحهم‬ ‫الخاصة بحجة تأييد النظام‪ .‬األغلبية تؤيد السيسى والنظام‬ ‫بعيد عنهم ولكن المطلوب اآلن حياة حزبية وسياسية حقيقية‬ ‫وليست شكلية حتى يكون التأييد موضوعيا لصالح الوطن‬ ‫وتكون المعارضة موضوعية وطنية أيضاً لصالح الوطن‪ .‬حيث‬ ‫ال نريد أن تظل الحالة السياسية بشكلها الحالى خاصة عند‬ ‫انتخابات الرئاسة ‪ 2020‬أيضاً استعداداً للمحليات والبرلمان‬ ‫القادم‪ .‬والبد من التفرقة بين المعارضة الحقيقية وبين كل‬ ‫من يتخذ منها سبوبة‪ ،‬يريد الشعب دوراً حقيقياً فى مواجهة‬ ‫اإلرهــاب ليس على المستوى األمنى كما نشاهد اآلن فى‬ ‫بسالة الجيش والشرطة فى عملية سيناء ‪ 2018‬ولكن على‬ ‫كل المستويات‪ ،‬التعليمية واإلعالمية والثقافية واالجتماعية‬ ‫والدينية‪ ،‬ومحاربة الفكر اإلرهابى تتلخص دائمًا فى تعزيز‬ ‫وتكريس وتأكيد مبدأ قبول اآلخر‪ ،‬أى آخر‪ ،‬فاآلن رفض اآلخر لم‬ ‫يعد مقصورا على اآلخر الدينى بل شمل السياسى واالقتصادى‬ ‫ال اجتماعياً وتشرذما ثقافياً‬ ‫والثقافى واالجتماعى بما ينتج تخلخ ً‬ ‫وتفتتًا سياسيًا وعلى حساب الوطن‪ .‬ولذا البد من تفعيل‬ ‫المجلس األعلى لمكافحة اإلرهاب تفعي ً‬ ‫ال على أرض الواقع‬ ‫بمشاركة الجميع‪ .‬البد من تغيير حقيقى فى البنية التعليمية‬ ‫واقعياً فى المدارس بين الطالب بأسلوب عملى وليس نظريا‬ ‫شعاراتيا‪ ،‬المدرسة اآلن تفرق وال تجمع‪ .‬البد من دور حقيقى‬ ‫للثقافة الجماهيرية فهى األداة الفاعلة والمتواجدة على كل‬ ‫األصعدة لو تم تفعيلها واألهم هو إعداد القائمين عليها‬ ‫بأهمية دورها الثقافى الخطير‪ ،‬البد أن يكون هناك إعالم‬ ‫للدولة ال يعمل لصالح النظام ويبرر أفعال الحكومة‪ ،‬ولكن‬ ‫يعمل لصالح الوطن ليؤكد التوحد الوطنى واالنتماء لمصر‪.‬‬ ‫فال يمكن أن تكون هذه اإلعالنات المستفزة واألعمال الفنية‬ ‫البعيدة عن الواقع والبرامج المطبختية التى تتعامل وكأن‬ ‫الغالبية تعيش فى نعيم غير مسبوق‪ .‬فهذا يا سادة ال يخلق‬ ‫االنتماء بل يوجد حالة من االغتراب تمثل الخطر األعظم على‬ ‫الوطن كله البد من السير واقعيا وعمليا لتصحيح الفكر الديني‬ ‫وليس الخطاب الدينى‪ .‬فال زال األمر في إطار الكالم والشعارات‬ ‫ولم يصل إلى قناعة حقيقية‪ ،‬من المسئولون عن هذا الفكر‬ ‫إسالميا ومسيحيا؟ الجميع ال زال يربط بين التراث بسلبياته‬ ‫وإيجابياته وبين صحيح الدين واحترام النص ‪ .‬ألنهم يرون أن‬ ‫هذا التمسك هو بطاقة البقاء في أوضاعهم الخاصة والمميزة‪.‬‬ ‫نريد فكرا دينيا يؤمن بالتعددية ويحترم اآلخر حتى يحدث‬ ‫التوحد الحقيقي واالنتماء الفعلى للوطن ‪.‬‬ ‫نريد أن يشعر الجميع أن الوطن ملك للجميع المؤيد‬ ‫والمعارض الغني والفقير القادر وغير القادر المسلم والمسيحي‬ ‫المرأة والرجل؛ أي نريد أن نعيش بالفعل‪ ،‬وطن يؤكد حقوق‬ ‫المواطن التى حق للجميع دون تمييز على أى أساس‪ .‬نريد‬ ‫وطنا ديمقراطيا مدنيا حديثا لكل المصريين‪ .‬نريد مفوضية‬ ‫عدم التمييز بين مصرى وآخر‪ .‬هذا حق للمواطنين حق للشعب‬ ‫وللجماهير التي يعرفها ويحبها السيسى‪.‬‬ ‫حفظ اهلل مصر وشعبها العظيم‪.‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪25‬‬

‫شكلتها أحزاب وجمعيات أهلية‬

‫‪ 1238‬مراقبا و ‪ 30‬غرفة‬ ‫عمليات لمتابعة االنتخابات‬

‫تقرير‪ :‬شريف البرامونى ‪ -‬شنودة سعد‬

‫مع بداية العد التنازلى لالستعدادات النهائية النتخابات‬ ‫الرئاسة المصرية‪ ،‬دشنت األحــزاب والجمعيات األهلية ووزارة‬ ‫الداخلية‪ ،‬قرابة ‪ 30‬غرفة عمليات لتلقى الشكاوى‪ ،‬ومتابعة سير‬ ‫عملية التصويت على مستوى محافظات مصر‪ ،‬في إطار التكامل‬ ‫بين الهيئة الوطنية لالنتخابات ومؤسسات المجتمع المدنى‪.‬‬ ‫رئيس اتحاد الجمعيات األهلية‪ ،‬طلعت عبد القوى‪ ،‬أعلن أن‬ ‫االتحاد العام للجمعيات بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى‪،‬‬ ‫جهز ‪ 300‬مراقب سينتشرون في المحافظات‪ ،‬لمتابعة العملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ورصد مخالفات «الدعاية‪ ،‬اإلجــراءات التنفيذية مثل‬ ‫الحبر الفسفورى‪ ،‬كشوف الناخبين‪ ،‬واإلشراف القضائى»‪.‬‬ ‫«عبد القوي»‪ ،‬حرص على استخراج تصريحات خاصة من‬ ‫الهيئة الوطنية لالنتخابات للمراقبين بعد تلقيهم التدريب‬ ‫الــالزم عمليًا على قانون االنتخابات ومعرفة القرارات الخاصة‬ ‫بالهيئة الوطنية‪ ،‬وعقب ذلك وزع «االتحاد» المراقبين على كافة‬ ‫المحافظات‪ ،‬فضال عن تشكيل غرف عمليات فرعية خاصة بكل‬ ‫محافظة‪ ،‬بجانب غرفة العمليات الرئيسية فى القاهرة‪.‬‬ ‫إئتالف «نــزاهــة»‪ ،‬لمتابعة االنتخابات الرئاسية‪ ،‬شكلته‬ ‫ثالث منظمات حصلت علي تصاريح لعدد ‪ 875‬مراقبا محليا ‪،‬‬ ‫و‪ 63‬مراقبا دوليا من جنسيات مختلفة‪ ،‬لتغطية االنتخابات في‬ ‫‪ 14‬محافظة مصرية‪ ،‬بواقع ‪50‬فى المائة تقريبا‪ ،‬من إجمالي‬ ‫المحافظات‪ ،‬ويعمل ائتالف نزاهة وفق القواعد واإلجراءات المنظمة‬ ‫لمشاركة منظمات المجتمع المدنى فى متابعة العملية االنتخابية‪،‬‬ ‫كما يستند بشكل رئيسي إلى المعايير الدولية المتعارف عليها‬ ‫لنزاهة وحرية االنتخابات العامة‪ ،‬فضال عن الصكوك الدولية‬ ‫لحماية حقوق اإلنسان ذات الصلة بالمشاركة السياسية والتنافس‬ ‫االنتخابى‪.‬‬ ‫أحمد بــدر‪ ،‬األمين العام لحزب «مستقبل وطــن»‪ ،‬قال إن‬ ‫«الحزب شكل عددا من غرف العمليات بالمحافظات‪ ،‬فى إطار‬ ‫االهتمام بالعملية االنتخابية‪ ،‬وإيمانا من قادته‪ ،‬بدوره في صنع‬

‫مستقبل البالد»‪ ،‬إلى جانب تدشين غرفة عمليات رئيسية‪ ،‬تعمل‬ ‫على مدار ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وهي مجهزة بكافة أجهزة االتصال مع كل‬ ‫المحافظات لمتابعة جميع اللجان والمقرات االنتخابية‪ ،‬الفتا إلى أن‬ ‫عمل هذه الغرفة يتضمن متابعة سير العملية االنتخابية لحظة‬ ‫بلحظة حتى انتهائها‪ ،‬وإعالن النتائج النهائية‪ ،‬فضال عن تجميع‬ ‫البيانات والمعلومات من كل محافظة‪ ،‬حول عدد الناخبين الذين‬ ‫أدلوا بأصواتهم على مدار اليوم‪ ،‬ومتابعة إجــراءات فتح وغلق‬ ‫اللجان بصفة يومية باإلضافة إلى متابعة فتح الصناديق وغلقها‪،‬‬ ‫وتلقى الشكاوى بشأن أى تجاوزات تتعلق بسير العملية االنتخابية‪،‬‬ ‫وإبالغ اللجنة العليا بها مباشرة‪.‬‬ ‫عدد من نواب البرلمان‪ ،‬أعلنوا أيضا‪ ،‬عن تشكيل غرف علميات‬ ‫في محيط الدوائر االنتخابية لكل نائب‪ ،‬لمتابعة شكاوى الناخبين‪،‬‬ ‫والتواصل مع الهيئة الوطنية لالنتخابات لحلها‪ ،‬مكونة من شباب‬ ‫مدربين على تلقى الشكاوى والتعامل معها‪ ،‬عبر صفحات التواصل‬ ‫االجتماعى‪ ،‬وهواتف مخصصة لتلقى كافة الشكاوى‪ ،‬بغرض حلها‪،‬‬ ‫وتذليل العقبات أمام المواطنين لتسهيل عملية التصويت‪.‬‬ ‫وزارة الداخلية ايضا شكلت غرفة عمليات رئيسية‪ ،‬متصلة‬ ‫بجميع غرف العمليات في األقسام والمراكز الرئيسية فضال عن‬ ‫الدوريات الراكبة في الشوارع الرئيسية‪ ،‬متصلة بمنظومة الخرائط‬ ‫الرقمية لتغطية أكبر مساحات ممكنة من محطة اإلرسال‪ ،‬حيث‬ ‫تتيح تقييم الموقف وتقديم الدعم فى الوقت المناسب سواء‬ ‫لإلخالء أو إعطاء تعليمات محددة‪.‬‬ ‫اللواء محمد الغباشي‪ ،‬نائب رئيس حزب «حماة الوطن»‪ ،‬أكد‬ ‫أن الحزب عمل على دعم وحشد جمهور الناخبين في العديد من‬ ‫المحافظات‪ ،‬باإلضافة إلى توعية أبناء الحزب في الدوائر العامة‬ ‫على أهمية دور المواطن في الحفاظ على أمن العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫«الغباشي»‪ ،‬أوضــح أن الحزب شكل خمس غرف عمليات‬ ‫رئيسية‪ ،‬لمتابعة االنتخابات في عدد من المحافظات‪ ،‬إلى جانب‬ ‫انتشار أعضاء الحزب أمــام لجان االقتراع لتوعية المواطنين‬ ‫بالطريقة الصحيحة للتصويت‪ ،‬ومعرفة اللجان الخاصة بكل‬ ‫مواطن‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫عبدالقادرشهيب‬

‫مصر تنتخب‬

‫خالل األسابيع القليلة الماضية أنفق اإلخوان ببذخ من أجل‬ ‫تخريب وتشويه االنتخابات الرئاسية فى مصر‪ ،‬سواء من‬ ‫خالل كم هائل من الشائعات واألكاذيب اخترعوها وروجوها‪ ،‬أو‬ ‫من خالل حمالت دعائية وإعالمية لحض المصريين على مقاطعة‬ ‫االنتخابات سواء فى الداخل أو الخارج‪.‬‬ ‫هذا اإلنفاق المالى الضخم أثار دهشة وتعجب البعض‪ ،‬خاصة‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫أن جماعة اإلخوان تروج دائماً الدعاء أنها تعتمد فى تمويل‬ ‫أنشطتها على مساهمات أعضائها بفرض اشتراك ملزم عليهم‬ ‫دفعه‪ ،‬بينما إنفاق اإلخوان المالى اآلن يفوق بكثير أية اشتراكات‬ ‫ومساهمات لهم‪ ،‬كما أن هناك أمواال كثيرة وأمالكا عديدة‬ ‫لإلخوان تم فرض الحراسة عليها‪ ،‬وذلك بعد أن اعتمدت‬ ‫جماعتهم تنظيماً إرهابياً‪!.‬‬

‫اإلنفاق على تخريب االنتخابات الرئاسية ينبهنا إلى‪:‬‬

‫أموال اإلخوان!‬

‫غير أن إدراكنا لحقيقة مهمة تاريخية يكفى لتبديد هذه‬ ‫الدهشة وإزالة هذا اللبس وتتمثل هذه الحقيقة فى أن جماعة‬ ‫اإلخوان لم يكن لديها منذ نشأتها أية مشكلة تتعلق بالتمويل‪،‬‬ ‫التمويل كان متوفرا دوما لها بل وبغزارة ومن مصادر متعددة‬ ‫ومتنوعة‪ ..‬هذا ما تثبته الدراسات واألبحاث التى تناولت نشأة‬ ‫هذه الجماعة وما قامت به على مدار تسعة عقود‪ ..‬فقد كان‬ ‫لها ما يكفى من المنال مبكراً جداً لتأسيس تنظيم مسلح يحوز‬ ‫أسلحة ومتفجرات وأماكن يخفيها داخلها‪ ..‬مثلما كان لها ما‬ ‫يكفى أيضاً من المال لتدريب كوادر جهازها المسلح السرى على‬ ‫استخدام هذا السالح وعلى اإلنفاق على أسر أعضائها الذين‬ ‫يتم إلقاء القبض عليهم بين الحين واآلخر منذ األربعينيات من‬ ‫القرن الماضى‪ ..‬كما كان لها ما يكفى كذلك من المال لإلنفاق‬ ‫على المقرات وتجهيزها وعلى المعسكرات الرياضية والتثقيفية‬ ‫والسفر واإلقامة فى الخارج وتأسيس المنابر الصحفية واإلعالمية‬ ‫مثلما هو الحال اآلن‪.‬‬ ‫وهكذا المال كان دوماً متوفراً‪ ،‬بل وبغزارة لدى هذه الجماعة‬

‫جماعة اإلخوان لم يكن لديها منذ‬ ‫نشأتها أية مشكلة تتعلق بالتمويل‬ ‫التمويل كان متوفرا دوما لها بل‬ ‫وبغزارة ومن مصادر متعددة‬ ‫ومتنوعة‪ ..‬هذا ما تثبته الدراسات‬ ‫واألبحاث التى تناولت نشأة هذه‬ ‫الجماعة وما قامت به على مدار تسعة‬ ‫عقود‪ ..‬فقد كان لها ما يكفى من المنال‬ ‫مبكراً جداً لتأسيس تنظيم مسلح‬ ‫يحوز أسلحة ومتفجرات وأماكن‬ ‫يخفيها داخلها‬

‫منذ سنوات النشأة األولى‪ ،‬وخاصة بعد أن جاهر مؤسسها حسن‬ ‫البنا بأن هدف جماعته ليس دينيًا‪ ،‬وإنما سياسى‪ ،‬عندما قال‬ ‫بعد أن بلغ عمر جماعته العشر سنوات «اإلسالم الذى يؤمن به‬ ‫اإلخوان يجعل الحكومة ركنًا من أركانه‪ ،‬ويعتمد على التنفيذ‬ ‫كما يعتمد على اإلرشــاد‪ ..‬والحكم معدود فى كتبنا الفقهية‬ ‫من العقائد واألصول‪ ..‬فاإلسالم حكم وتنفيذ‪ ،‬كما هو تشريع‬ ‫وتعليم‪ ،‬كما هو قانون وقضاء‪ ..‬اإلسالم عبادة وقيادة‪ ،‬ودين‬ ‫ودولة‪ ،‬وروحانية وعمل‪ ،‬وصالة وجهاد‪ ،‬ومصحف وسيف‪ ،‬ال ينفك‬ ‫أحدها عن اآلخر»‪.‬‬ ‫ومؤسس الجماعة نفسه لم ينكر أنه حصل مبكراً جداً على‬ ‫هبة ومنحة من شركة قناة السويس األجنبية تقدر بنحو ‪500‬‬ ‫جنيه‪ ،‬وهو مبلغ ضخم جداً بمعايير ذلك الزمان وقتها‪ ..‬وإذا‬ ‫كان قد أنكر أنه تلقى من الحكومة البريطانية عبر سفارتها‬ ‫أية أمــوال‪ ،‬إال أن مارك كورتيس فى كتابه «التاريخ السرى‬ ‫لتآمر بريطانيا مع األصوليين» يؤكد من خالل قراءة للوثائق‬ ‫البريطانية الرسمية أنه بحلول عام ‪ 1942‬كانت بريطانيا قد‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بدأت فى تمويل جماعة اإلخوان‪ ،‬وذلك بعد أن رأت أنه يمكن‬ ‫االستفادة من تلك الجماعة فى سياساتها ليس فى مصر وحدها‬ ‫وإنما فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق األوسط كلها وذلك‬ ‫فى التصدى للحركة القومية الوليدة فيها‪.‬‬ ‫ولعل ذلك‪ ،‬مع أسباب أخرى‪ ،‬يفسر لماذا كان تمويل جماعة‬ ‫اإلخوان سراً كبيراً داخلها‪ ،‬أو لعله أكبر وأهم أسرار الجماعة‬ ‫مع سر جهازه الخاص أو جناحه المسلح‪ ..‬وإن كان السر األخير‬ ‫افتضح أمره أكثر من مرة‪ ،‬سواء فى األربعينيات أو الخمسينيات‬ ‫والستينيات من القرن الماضى‪ ،‬أو حتى بعد عام ‪ ،2013‬إال أن‬ ‫أسرار تمويل اإلخوان لم يتم الكشف عنها بالكامل‪.‬‬ ‫فمنذ تأسيس الجماعة وأموالها ســواء حجمها أو طريقة‬ ‫جمعها ومصادرها وأغراض إنفاقها‪ ،‬ال يعلم بها إال نفر قليل جداً‬ ‫داخل قيادة الجماعة وتنظيمها الدولى‪ ..‬لقد حرص مؤسسها‬ ‫حسن البنا على أن تظل أموال الجماعة مبكراً سر األسرار فيها‪..‬‬ ‫ولعل أول خالف تحول إلى صدام ثم انقسام فيها كان بسبب‬ ‫ذلك‪ ..‬فقد رصد عدد من أعضاء شعبة اإلسماعيلية فى الجماعة‬ ‫مخالفات مالية‪ ،‬وعندما لم يستجب البنا لتصحيح هذه المخالفات‬ ‫قرروا تقديم شكوى للنيابة إال أن مرشدهم أمر مجموعة من كوادر‬ ‫جماعته بأن يقطعوا على الشاكين طريقهم وهم متجهون للنيابة‬ ‫وأوسعوهم ضرباً عقاباً لهم على ما كانوا ينوون القيام به‪.‬‬ ‫غير أن كل هذه السرية وكل هذا الكتمان المفروض على‬ ‫أمــوال الجماعة لم يمنع من رصد ضخامة هذه األمــوال التى‬ ‫تحوزها وتملكها الجماعة ومنذ سنوات النشأة األولى‪ ..‬ويكفى‬ ‫أن نراجع فقط قائمة الشركات التى تبين بعد قرار الحل األول‬ ‫لها عام ‪ ،1948‬أى وعمرها لم يتجاوز العشرين عامًا‪ ،‬أنها‬ ‫تملكها‪ ..‬فهذه القائمة تضم «شركة اإلخوان للصحافة‪ ،‬وشركة‬ ‫اإلخوان للطباعة‪ ،‬وشركة اإلعالنات العربية‪ ،‬وشركة المعامالت‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬والشركة العربية للمناجم والمحاجر‪ ،‬وشركة التجارة‬ ‫واألشغال الهندسية‪ ،‬وشركة التوكيالت التجارية بالسويس‪،‬‬ ‫وشركة مزرعة العركى «‪ 800‬فدان»‪ ،‬ومصنع اإلخوان للغزل‬ ‫والنسيج وهذه استثمارات كبيرة وضخمة بمعدالت ذلك الزمان‪..‬‬ ‫وال يمكن بالطبع أن تكفى اشتراكات األعضاء لتمويلها‪ ،‬مثلما‬ ‫ال تكفى أيضًا اشتراكات األعضاء لتمويل تلك القائمة الطويلة‬ ‫ألمالك واستثمارات اإلخوان التى تم التحفظ عليها بعد اعتبار‬ ‫اإلخوان جماعة إرهابية‪ ،‬فهى قائمة تشمل مدارس‪ ،‬وشركات‬ ‫مختلفة‪ ،‬وعيادات ومراكز طبية‪ ،‬واستثمارات تجارية وأخرى فى‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫إذن‪ ..‬ادعاء اإلخوان أنهم يعتمدون على اشتراكات ومساهمات‬ ‫أعضائهم فى تمويل أنشطتهم غير مقبول وغير منطقى أو‬ ‫مستساغ فى ظل ضخامة إنفاق الجماعة وتنظيمها الدولى‪ ،‬وفى‬ ‫ظل ما تكشف من أمالك لقادتها وكوادرها‪ ..‬وبالتالى البد وأن‬ ‫تكون هناك مصادر تمويل أخرى لإلخوان‪ ..‬ويمكننا من خالل‬ ‫تتبع ما تكشف من معلومات حول هذه الجماعة تضمنتها دراسات‬ ‫وأبحاث ليست مصرية فقط‪ ،‬وإنما غير مصرية‪ ،‬مثل كتاب ريتشارد‬ ‫ميتشيل‪ ،‬وأيضًا ما أفصح عنه بعض قادتها وكذلك من انفصلوا‬ ‫عنها‪ ..‬وأهم هذه المصادر أربعة‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ :‬التبرعات الداخلية والخارجية‪ ..‬فمنذ نشأتها والجماعة‬ ‫تحصل على تبرعات عديدة من الداخل والخارج‪ ..‬بل إن قادة‬ ‫الجماعة ابتكروا تنظيم حمالت لجمع التبرعات تحت مسميات‬ ‫عديدة‪ ..‬إنشاء مساجد‪ ..‬نشر الدعوى اإلسالمية‪ ..‬رعاية الفقراء‬ ‫والمرضى‪ ..‬غير أن أكبر وأشهر حمالت للتبرعات كانت هى تلك‬ ‫الحمالت التى نظمتها الجماعة لتمويل الجهاد فى أفغانستان‬ ‫ثم فى الشيشان والبوسنة والهرسك‪ ..‬وكانت هذه الحمالت تتم‬ ‫تحت سمع وبصر السلطات سواء فى داخل البالد أو خارجها فى‬ ‫أوربا وأمريكا‪ ،‬بل وبمباركة منها‪ ..‬وكانت حصيلة هذه الحمالت‬ ‫ال تذهب كلها لإلنفاق على سفر المجاهدين إلى أفغانستان‬ ‫لمواجهة الغزو السوفيتى لها كما كان يقال‪ ،‬وإنما كانت النسبة‬ ‫األكبر من هذه الحصيلة تصب فى خزانة الجماعة وتنظيمها‬ ‫الدولى‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الهبات والمنح العربية والمصرية‪ ..‬وإذا كانت أول‬ ‫منحة حصلت عليها الجماعة فى سنوات النشأة األولى هى المنحة‬ ‫الضخمة من شركة قناة السويس‪ ،‬فإن المنح توالى تقديمها‬ ‫للجماعة وتنظيمها الدولى فيما بعد‪ ..‬وكانت أبرز المنح المالية‬ ‫العربية هى تلك المنح التى قدمت للجماعة من قبل بعض دول‬ ‫الخليج بعد الحل الثانى للجماعة فى مصر خالل الخمسينيات فى‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪27‬‬

‫منذ تأسيس الجماعة وأموالها سواء حجمها أو طريقة جمعها ومصادرها وأغراض‬ ‫إنفاقها ال يعلم بها إال نفر قليل جداً داخل قيادة الجماعة وتنظيمها الدولى‪ ..‬لقد‬ ‫حرص مؤسسها حسن البنا على أن تظل أموال الجماعة مبكراً سر األسرار‬

‫مارك كورتيس‬

‫المنح الدولية كان أبرزها‬ ‫كما يقول مارك كورتيس فى كتابه‬ ‫«التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع‬ ‫األصوليين» منحة أمريكية تقدر بنحو‬ ‫عشرة ماليين دوالر للقيادى اإلخوانى‬ ‫سعيد رمضان الذى جندته‪ -‬كما يقول‬ ‫مؤلف الكتاب أيضاً‪ -‬المخابرات المركزية‬

‫حسن البنا‬ ‫أعقاب صدامها مع حكومة الضباط األحرار ومحاولة اغتيال جمال‬ ‫عبدالناصر‪ ..‬فقد وفرت هذه الدول الخليجية رعاية شاملة لقادة‬ ‫وكوادر اإلخوان الذين فروا من مصر والذوا بها‪ ..‬وقد اتسمت‬ ‫هذه المنح المالية العربية بالسخاء وقتها‪ ،‬أما المنح الدولية فقد‬ ‫كان أبرزها‪ ،‬كما يقول مارك كورتيس فى كتابه «التاريخ السرى‬ ‫لتآمر بريطانيا مع األصوليين» منحة أمريكية تقدر بنحو عشرة‬ ‫ماليين دوالر للقيادى اإلخوانى سعيد رمضان الذى جندته‪ -‬كما‬ ‫يقول مؤلف الكتاب أيضًا‪ -‬المخابرات المركزية‪ ،‬وأجبرت األردن‬ ‫على منحه جواز سفر أردنيا بعد فراره خارج مصر‪ ،‬وحدث ذلك بعد‬ ‫أن قام سعيد رمضان بتأسيس التنظيم الدولى لإلخوان لتنتقل‬ ‫الجماعة بنشاطه من مصر إلى الساحة العالمية‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬االستثمارات الداخلية والخارجية‪ ..‬فقد اهتمت الجماعة‬ ‫منذ وقت مبكر بأن يكون لها استثماراتها الخاصة بها وحرصت‬ ‫دومًا على أن تكون هذه االستثمارات بأسماء عدد من قادتها‬ ‫وكوادرها الذين تثق فيهم لحمايتها‪ ..‬فإن ما توفر للجماعة‬ ‫من أموال كبيرة من خالل الهبات والتبرعات لم تحتفظ بها فى‬ ‫البنوك أو تحت البالطة‪ ،‬وإنما لجأت إلى استثمارها لزيادتها‪..‬‬ ‫وعندما كان عمر الجماعة عشرين عامًا فقط كانت الجماعة‬ ‫تمتلك تسع شركات استثمارية فى مجاالت شتى‪ ،‬وذلك بالطبع‬ ‫غير شركات واستثمارات أخرى لم يتم اكتشافها‪ ..‬أما استثمارات‬ ‫اإلخوان فى الخارج وخاصة فى أوربا ثم أمريكا فيما بعد فهى‬ ‫اقترنت بتأسيس التنظيم الدولى لإلخوان‪ ،‬وإن كانت سبقتها‪..‬‬

‫اهتمت الجماعة منذ وقت مبكر بأن يكون لها استثماراتها الخاصة بها وحرصت دوماً‬ ‫على أن تكون هذه االستثمارات بأسماء عدد من قادتها وكوادرها الذين تثق فيهم‬ ‫لحمايتها‪ ..‬وما توفر للجماعة من أموال كبيرة من خالل الهبات والتبرعات لم تحتفظ‬ ‫بها فى البنوك أو تحت البالطة‪ ،‬وإنما لجأت إلى استثمارها لزيادتها‬

‫أهم استثمارات خارجية لإلخوان توجد اآلن فى ألمانيا وسويسرا‪،‬‬ ‫وهى استثمارات متنوعة‪ ..‬بعضها زراعى وبعضها تجارى وبعضها‬ ‫صناعى وبعضها أيضًا مالى‪ ..‬فقد أنشأوا بنك البركة ليتمكنوا‬ ‫من إجراء تحويالت مالية بعيداً عن عيون تراقب وترصد‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬وأخيراً يأتى المصدر الرابع والمهم أيضًا لتمويل‬ ‫جماعة اإلخــوان‪ ،‬وهو األعمال غير المشروعة‪ ،‬ولعل أبرزها‬ ‫تجارة العملة‪ ،‬وتجارة السالح‪ ،‬وغسيل األموال‪ ..‬ولعلنا نتذكر‬ ‫تلك الشبكة العنكبوتية التى أنشأها وأشرف عليها اإلخوان فى‬ ‫الثمانينيات والتسعينيات من القرن السابق لالتجار فى العملة‬ ‫والمضاربة على الجنيه المصرى‪ ،‬والتى بدأت بدول الخليج‪ ،‬ثم‬ ‫اتسعت لتشمل دو ً‬ ‫ال أوربية والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما‬ ‫بدا واضحًا خالل األزمة األخيرة للنقد األجنبى التى عانينا منها‬ ‫قبل تعويم الجنيه المصرى فى نوفمبر ‪.2016‬‬ ‫وهذه المصادر األربعة اختلف اعتماد اإلخوان عليها على‬ ‫مدار عمر الجماعة‪ ..‬ففى مرحلة النشأة األولى كان االعتماد‬ ‫على الهبات والمنح الخارجية والداخلية‪ ،‬وهو ذات ما حدث فى‬ ‫مرحلة النمو واالنتشار األولى حتى بعد الحل األول للجماعة عام‬ ‫‪ 1948‬مع التبرعات واالستثمارات الداخلية‪ ،‬ثم بعد عودتها‬ ‫مع قيام ثورة يوليو‪ ..‬أما فى مرحلة المطاردة فى الخمسينيات‬ ‫فكان اعتماد الجماعة فى تمويلها على بعض دول الخليج التى‬ ‫اتسمت هباتها لإلخوان بالسخاء‪ ..‬وفى مرحلة الستينيات فقد‬ ‫كانت بداية االستثمارات الخارجية للجماعة مع الدعم المالى‬ ‫الدولى والعربى أيضًا‪ ..‬وعندما سمح للجماعة بالعودة للنشاط‬ ‫فى السبعينيات فقد استأنفت نشاطها االستثمارى الداخلى‬ ‫والذى تركز فى التجارة والعقارات وخدمات الصحة والتعليم‪..‬‬ ‫غير أن الجماعة فى الثمانينيات اعتمدت أساسًا على شركات‬ ‫توظيف األموال والتى كان أبرزها شركة الشريف‪ ..‬ثم اقتحمت‬ ‫فى مرحلة التسعينيات مجال تكنولوجيا المعلومات واستثمرت‬ ‫فيه بعض أموالها وهو ما كشفت عنه قضية شركة سلسبيل‬ ‫لخيرت الشاطر‪ ..‬ثم اقتحمت الجماعة بعد ‪ 25‬يناير مجال‬ ‫المجتمع األهلى والمدنى وأنشأت مئات من الجمعيات األهلية‬ ‫التى كانت الباب الذهبى لتلقى المنح المالية من الخارج‪ ..‬وبعد‬ ‫‪ 30‬يونيو عادت الجماعة لتجارة العملة‪ ،‬غير أنها اعتمدت على‬ ‫المنح والهبات وكذلك التبرعات المالية خارج مصر‪ ،‬خاصة هبات‬ ‫قطر وتركيا‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ..‬تضخمت أموال تلك الجماعة وتنظيمها الدولى‬ ‫حتى فاقت موازنات بعض الــدول‪ ..‬ولذلك تنفق بال حساب‬ ‫إليذائنا واإلضرار بنا‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫«تعظيم سالم»‪ ..‬وصلت رسالة الخارج‪ ،‬الجاليات المصرية هبَّت‬ ‫عن بكرة أبيها‪ ،‬أعادوا مشاهد الطوابير‪ ،‬ولحظات االبتهاج‪ ،‬والوقوف‬ ‫بساعات تقديرًا لقيمة أصواتهم‪ ..‬يدركون عن حق أن «االنتخاب حق»‪،‬‬ ‫فكان أن لبَّوا النداء‪.‬‬ ‫وفى الداخل‪ ،‬تُراهن ‪ 100‬شخصيَّة تحدثت إليهم «المصوّر»‪ ،‬أننا‬ ‫بصدد مفاجأة كبيرة من المصريين‪ ،‬يدركون أن الوطن يحتاجهم‪ ،‬ولن‬ ‫يتأخروا كالعادة عن المساندة‪ ،‬ولن ينتظروا الرجاء‪ ،‬سباقون إلى اللجان‬ ‫شبابًا وشيوخًا وسيدات‪ ،‬فرادى وجماعات‪ ،‬قلبهم يحمل من الوطنية‬ ‫ما يكفى لشفاء قلب الوطن الموجوع من أنصار الجماعات اإلرهابية‪،‬‬ ‫وفى يقينهم أن مصر المدنية الديمقراطية الحديثة «استيقظت» خالل‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫سنواتها األربع الماضية‪ ،‬ولن يسمحوا بأن تتراجع قيد أنملة‪.‬‬ ‫في لحظات الوطنية تج ّلى المصريون‪ ،‬وسيعودون من جديد إلبهار‬ ‫العالم‪ ،‬كما فعلوها أول مرة‪ ،‬ونحن هنا واثقون فى أبناء هذا الوطن‪ ،‬فى‬ ‫صالبتهم وعزمهم‪ ،‬لم تهتز الثقة يوماً‪ ،‬كانوا قدر المسؤولية على طول‬ ‫المدى‪ ،‬ساندوا بلدهم مرَّات عدِة‪ ،‬وسيفعلونها مجددًا أيام ‪ 26‬و‪27‬‬ ‫و‪ 28‬مارس الجارى‪.‬‬ ‫«المصوّر» احتضنت رسائل شخصيات المجتمع العامة‪ ،‬وأطياف التنوع‬ ‫السياسى‪ ،‬يقولون إن «المشاركة واجب وحق»‪ ،‬و«دانة مدفع يوجهها‬ ‫المصريون إلى قلب أعداء الوطن»‪ ،‬الرجال على الجبهة يحاربون‪ ،‬وأبناء‬ ‫الشعب فى اللجان ينتخبون‪ ..‬وإنا لمنتظرون!‬

‫عمالها وفالحوها‬

‫عمال مصر وفالحوها ذخيرتها الجاهزة‪ ،‬وقود العمل ويد البناء سند الدولة فى كل وقت ‪ ..‬إذا نادتهم يلبون ‪ ،‬ولو طلبت‬ ‫منهم الفداء ال يترددون وكل التوقعات من قيادات العمال وأهل الزراعة أنهم سيضربون مث ً‬ ‫ال جديداً على الوفاء لبلدهم أمام‬ ‫الصناديق سيتوافدون بالماليين من أجل الحفاظ على مصر التى يعشقونها‬ ‫جبالى المراغى‬

‫مجدى البدوى‬

‫«العمال» يحشد ‪ 30‬مليونا أمام الصناديق‬

‫سنرد الجميل للسيسى‬

‫عمال مصر سيشاركون فى االنتخابات الرئاسية المقبلة‪،‬‬ ‫ألنهم يعرفون جيدا قيمة اإلنجازات التى تمت خالل الفترة‬ ‫الماضية‪ ،‬وعلى رأسها المشروعات القومية التى وفرت ماليين‬ ‫فرص العمل وكان لها دور كبير فى الحد من البطالة‪.‬‬ ‫واتحاد العمال يلعب دورا كبيرا فى حشدهم أمام‬ ‫الصناديق االنتخابية عن طريق االتفاق مع رجال األعمال‬ ‫على توفير أتوبيسات لنقل العمال إلى اللجان االنتخابية‪ ،‬ألن‬ ‫العمال هم الحصان األسود فى االنتخابات‪ ،‬حيث من المنتظر‬ ‫نزول ‪ 6‬ماليين عامل للجان فضال عن أسرته للنزول متوقعا‬ ‫أن يكون هناك أكثر من ‪ 20‬مليونًا من أسر العمال أمام‬ ‫اللجان االنتخابية‪.‬‬ ‫فأبناء مصر فى الخارج رسموا للداخل صورة إيجابية عن‬ ‫المشاركة بالطوابير التى تعدى طولها أكثر من كيلو متر‬ ‫أمام لجان االقتراع كما حدث فى الكويت‪ ،‬حيث كان هناك‬ ‫حشد عمالى كبير من خالل االتفاق مع المستشار العمالى‬ ‫بالسفارة المصرية فى الكويت بتوفير أتوبيسات لنقل العمال‪،‬‬ ‫وهذا اليوم كان بأجر كامل‪ ،‬والمصريون لن يبخلوا على‬ ‫مصر بأصواتهم من أجل أن نواصل مسيرة البناء والتنمية‬ ‫والمشروعات القومية التى يتم تنفيذها من أجل تحجيم‬ ‫البطالة‪ ..‬والعمال سيردون الجميل للرئيس‪.‬‬

‫الرهان على العمال كبير فى االنتخابات الرئاسية‪ ،‬رغم علم‬ ‫الجميع أن عمال مصر يدعمون الرئيس عبدالفتاح السيسى‬ ‫من أجل مصر‪ ،‬وستكون نسبة المشاركة أكثر من االنتخابات‬ ‫الرئاسية الماضية‪ ،‬ألن المصريين يعرفون جيدا المؤامرات‬ ‫التى تُحاك لمصر فى الداخل والخارج‪ ،‬وستكون هناك طوابير‬ ‫واحتفاالت أمام اللجان كأن مصر فى يوم عيد‪.‬‬ ‫إنجازات السيسى التى لمسها الجميع‪ ،‬ضمت الكثير من‬ ‫المكاسب لعمال مصر‪ ،‬حيث أنشأ ‪ 20‬مدينة صناعية جديدة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى المشروعات القومية الكبيرة التى استوعبت‬ ‫الكثير من عُمال مصر‪ ،‬ووفرت أكثر من ثالثة ماليين فرصة‬ ‫عمل‪ ،‬إلى جانب صدور بعض القوانين التى تصب فى صالح‬ ‫العمال مثل قانون الخدمة المدنية وقانون النقابات العمالية‬ ‫وحماية حق التنظيم وأخيرا شهادة أمــان التى ستضمن‬ ‫مستقبل الماليين من العمالة غير منتظمة‪.‬‬ ‫لذلك سيحتشد العمال أمام اللجان االنتخابية لرد الجميل‬ ‫للرئيس عبد الفتاح السيسى وهذا لمسناه من خالل المؤتمرات‬ ‫التى نظمتها المصانع واالتحادات العمالية المحلية‪ ،‬فالعمال‬ ‫هم الذين وقفوا بجانب الرئيس السيسى فى الفترة الصعبة‬ ‫الماضية وقاموا بتأجيل مطالبهم من أجل مصر‪.‬وحبا فى‬ ‫الرئيس ودعما لجيش مصر وشرطتها فى حربهم ضد اإلرهاب‪.‬‬

‫عبد الفتاح إبراهيم‬

‫استكمال مسيرة البناء‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫عماد حمدى‪:‬‬

‫ردا على المشككين‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪29‬‬

‫البدرى فرغلى‬

‫طلعت عبد القوى رئيس االتحاد‬

‫رئيس االتحاد العام لنقابات أصحاب المعاشات‬

‫العام للجمعيات األهلية‬

‫سنلبى نداء الوطن «مصر األهم»‬ ‫االنتخابات وسيلة الشعب للتأكيد على أن مصر قادمة‪،‬‬ ‫ويجب أن نرد على العالم أجمع بالمشاركة فى االنتخابات «انزل‬ ‫شارك فى االنتخابات الرئاسية» عشان نرد على كل المشككين‬ ‫بأن مصر وشعبها لن يستسلموا ألهل الشر‪.‬‬ ‫نازلين نؤيد رئيس انحاز لعمال مصر‪ ،‬وأول رئيس يصدر‬ ‫وثيقة لرعاية العمالة غير المنتظمة‪ ،‬وأعاد وزارة قطاع األعمال‬ ‫العام‪ ،‬وشكل لجنة تقصى حقائق لبحث أسباب تدهور شركات‬ ‫الدواء‪ ،‬ويسعى لتطوير شركات الدواء والنهوض بهذا القطاع‪،‬‬ ‫فمصر قادمة بشعبها وجيشها وشركاتها وقيادتها السياسية‬ ‫متمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى‪.‬‬

‫مايسة عطوة‬

‫المرأة ستتقدم الصفوف‬

‫جميع نقابات أصحاب المعاشـات فى جميع المحافظات‬ ‫تدعـو إلى الحشـد‪ ،‬وأنـا دعوت المواطنين للنـزول من خالل‬ ‫كثيـر مـن المؤتمـرات فـى عـدة محافظـات منهـا الدقهلية‬ ‫والشـرقية‪ ،‬ووجهت نـداءات قويـة إلى الجميع‪.‬‬ ‫وأصحـاب المعاشـات يحاولـون تحفيـز المحيطين بهم‬ ‫للنـزول والتوجـه إلـى صناديـق االقتـراع‪ ،‬وهنـاك الكثير من‬ ‫المؤتمـرات التـى عقدهـا االتحـاد العام ألصحاب المعاشـات‬ ‫فـى القاهـرة وأسـوان لحشـد المواطنيـن‪ ،‬وأنـا ذهبـت‬ ‫إلـى مؤتمـر فـى دميـاط وألقيـت كلمـة مطولـه لتحفيـز‬ ‫المواطنيـن‪ ،‬وخالل أيام سـوف أذهـب إلى الدقهلية لحضور‬ ‫أحـد المؤتمـرات وسـوف أدعـو الجميـع ليس فقـط أصحاب‬ ‫المعاشـات‪ ،‬فلـن نخـذل نـداء الوطـن‪.‬‬ ‫عمليـة االنتخابـات مرتبطـة بالديمقراطيـة وحقـوق‬ ‫المواطـن فـى االختيـار‪ ،‬لكـن هناك عوامـل أخـرى أهمها ما‬ ‫يتـداول بيـن المواطنيـن بـأن مسـألة االختيـار محسـومة‪،‬‬ ‫هـذه الكلمـة أصبحـت تتـردد كثيـرًا‪ ،‬بهـدف دفـع النـاس‬ ‫إلـى التكاسـل وهـذا أكبر خطـر ألن الموضوع ليـس انتخاب‬ ‫الرئيـس‪ ،‬أو حسـم االنتخابـات لصالـح الرئيـس فالموضـوع‬ ‫أخطـر مـن ذلـك بكثيـر وأشـد خطـورة أيضـ ًا‪ ،‬حيـث إن‬ ‫ً‬ ‫عمـال داخليـ ًا فقـط‪،‬‬ ‫انتخابـات الرئاسـة المصريـة ليسـت‬ ‫ولكـن عيـون العالـم تراقـب االنتخابـات‪ ،‬وبالتالـى أصبـح‬ ‫مـن الضـرورى ولألهميـة القصـوى أن يتوجـه المواطنـون‬ ‫لصناديـق االقتـراع‪ .‬وعلـى الجميـع أن يعـى تمامـ ًا أننـا‬ ‫سنشـارك دفاعـاً عن هـذا الوطن‪ ،‬وأحذر مـن تصوير اللجان‬ ‫االنتخابيـة خاليـة ألن هـذا يشـكل خطـورة علـى الوطـن‬ ‫نفسـه‪ ،‬لذا وجب علينا جميعاً ليس فقط أصحاب المعاشـات‬ ‫ولكن جميع المواطنين أن يحتشـدوا أمام اللجان االنتخابية‬ ‫فـى جميـع المحافظـات‪.‬‬

‫أطلقنـا مبـادرة «إنـزل شـارك مصـر األهـم»‪ ،‬بالتعـاون‬ ‫مـع عـدد مـن مؤسسـات الدولـة المعنيـة بالمجلـس القوى‬ ‫للمـرأة واتحـاد النقابـات المهنيـة واالتحـاد التعاونـى‪،‬‬ ‫والمجلـس القومـى لإلعاقـة‪ ،‬ألن دور الجمعيـات األهليـة‬ ‫خـالل المرحلـة المقبلـة مسـألة مهمـة ومحوريـة‪ ،‬ومـن‬ ‫خـالل هذه المبـادرة نطـوف المحافظات لدعـوة المواطنين‬ ‫للنـزول للجـان االنتخابيـة‪ ،‬وأيضـ ًا للـرد علـى الدعـوات‬ ‫المغرضـة التـى تطلقهـا الجهـات الممولـة‪ ،‬لتحـرض علـى‬ ‫عـدم المشـاركة بهـدف إحراج مصـر دولياً‪ ،‬لكـن المصريين‬ ‫سـوف يعطـون لهـم درسـ ًا قويـ ًا مـن خـالل مشـاركتهم‪،‬‬ ‫فالمشـاركة فـى االنتخابـات حق دسـتورى طبقـاً للمادة ‪87‬‬ ‫مـن الدسـتور‪ ،‬وهـذا مـا نقـوم بـه مـن خـالل المؤتمـرات‬ ‫التـى ننظمهـا فـى العديـد مـن المحافظـات‪ ،‬باإلضافـة‬ ‫إلـى عقـد مؤتمـرات فـى عـدد مـن الجامعـات المصريـة‬ ‫ً‬ ‫خاصـة فى هذه‬ ‫بهـدف توعيـة الشـباب بأهميـة المشـاركة‬ ‫االنتخابـات األكثـر أهميـة‪.‬‬ ‫االتحـاد يشـارك فـى االنتخابـات بــ‪ 300‬مراقـب فـى‬ ‫العمليـة االنتخابيـة موزعيـن علـى مسـتوى الجمهوريـة‬ ‫لمتابعـة سـير العمليـة االنتخابيـة من خالل رؤسـاء مجالس‬ ‫إدارات االتحـادات علـى مسـتوى الجمهوريـة‪ ،‬وأنشـأنا غـرف‬ ‫علميـات فـى جميـع المحافظـات للدعـوة والتوعيـة بأهميـة‬ ‫المشـاركة‪ ،‬فاالتحـاد يضـم أكثر مـن ‪ 48‬ألـف جمعية‪ ،‬وجزء‬ ‫كبيـر منهـم يعمـل على دعـوة المواطنين للمشـاركة سـواء‬ ‫فـى محافظتـه أو فـى مدينتـه أو قريتـه‪.‬‬

‫سعيد الصباغ رئيس النقابة العامة ألصحاب المعاشات‬ ‫المشاركة تعنى استكمال بناء مصر ونزول المصريين‬ ‫يؤكد أنهم على قلب رجل واحد خلف قيادتهم وجيشهم‪،‬‬ ‫وتؤكد أن الشعب المصرى يقف يــدا واحــدة بعدما حقق‬ ‫الرئيس العديد من اإلنجازات غير المسبوقة خالل الـ‪ 4‬سنوات‬ ‫الماضية‪ ،‬فالمشروعات التى تم تنفيذها فى تلك الفترة لم‬ ‫تشهدها مصر منذ ‪ 30‬سنة كما أن إرادة المصريين حققتها‬ ‫فى فترة وجيزة‪.‬‬ ‫واإلقبال الكثيف من المصريين فى الخارج دليل على‬ ‫وعى المصريين بالمؤامرات التى تحاك بالدولة المصرية‬ ‫والمصريين فى الداخل سيقدمون نفس الصورة وسنشاهد‬ ‫طوابير بالكيلومترات‪ ،‬وسنكون أمام عرس انتخابى يشارك فيه‬ ‫كل مصرى يخاف على بلده ويؤيد الرئيس السيسى الستكمال‬ ‫المشروعات القومية وعودة مصر لمكانتها الطبيعية‪ ،‬مشددا‬ ‫ونزول المصريين أمام اللجان سيكون بمثابة رسالة لإلرهاب‬ ‫بأننا يد واحدة من أجل بلدنا‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬وليد محسن‬

‫المصريون يصرون على استكمال خطة النهوض والتنمية‪،‬‬ ‫وسنعطى درسا للعالم عن الديمقراطية باالحتشاد أمام اللجان‬ ‫لتوجيه أقوى ضربة لإلرهاب األسود الذى نعانى منه‪ ،‬ويكفى‬ ‫مشهد تصويت المصريين فى الخارج كرسالة لمن ينصاعون‬ ‫لدعوات مقاطعة االنتخابات‪ ،‬فالشعب يعى جيدا كل ما يحاك‬ ‫لمصر لهدم استقرارها ونزولنا للجان االنتخابية واإلدالء‬ ‫بأصواتنا فى االنتخابات بمثابة رصاصة موجهة إلى قلب العدو‪..‬‬ ‫صوتك يحمى مصر من األعداء ويدعم قيادتها أمام العالم كله‪.‬‬ ‫المصرى فى الخارج ضرب أروع األمثلة فى االنتماء وحب الوطن‪،‬‬ ‫والكل عرف يعنى إيه مصرى يعنى وقت الشدة قوة‪ ..‬يعنى وقت‬ ‫األزمة دعما‪ ..‬يعنى وقت النداء استجابة‪ ،‬ومشاهد الطوابير أمام‬ ‫السفارات والقنصليات المصرية أخرست كل ألسنة المشككين‬ ‫بأن هناك مقاطعة لالنتخابات‪ ،‬وأن المصريين يقدرون التضحية‬ ‫التى قام بها الرئيس السيسى منذ توليه رئاسة الجمهورية‪.‬‬ ‫وأنا أعول كثيرا على المرأة المصرية التى ال تتخلى عن‬ ‫مصر أبدا فكما نزلت فى الميادين خالل ثورتى يناير ويونيه‪،‬‬ ‫وقدمت المئات منهن أبناءها شهداء من أجل مصر سيشاركن‬ ‫فى االنتخابات ويتقدمن الصفوف األولى‪.‬لتكون رسالة مصر قوية‬ ‫برجالها ونسائها‪.‬‬

‫اختر من تريد‬

‫كل مواطـن لـه مطلـق الحريـة فـى اختيـار مرشـحه‪ ،‬اختر مـن تريد لكن المشـاركة‬ ‫شـيء أساسـى وعنصـر فاعـل فـى اختيـار مـن سـيقودك خـالل األربـع السـنوات القادمة‪،‬‬ ‫واعتبـر أن المشـاركة هـى جـزء مـن بنـاء الوطـن‪ ،‬لذلـك أوجـه رسـالة إلـى كل أصحـاب‬ ‫المعاشـات باالحتشـاد أمـام اللجـان االنتخابيـة ليـرى العالـم مصر بشـكلها المشـرف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خاصـة أن عددهم‬ ‫مشـاركة أصحـاب المعاشـات مهمة جـداً ومؤثرة فـى ذات الوقت‬ ‫وصـل إلـى أكثـر مـن ‪ 9‬مالييـن‪ ،‬وهـم دائما سـباقون إلـى اللجـان االنتخابية فـى جميع‬ ‫االسـتحقاقات الدسـتورية التـى أجريـت علـى مـدار األعـوام السـابقة واألرقـام خيـر دليل‬ ‫علـى هـذا‪ ،‬ألنهـم يدركـون أكثـر من غيرهـم حجم الضـرر الـذى يمكن أن يصيـب البلد‬ ‫حال عدم مشـاركتهم‪ ،‬فنسـبة مشـاركتهم فاقت الفئات األخرى من الشـرائح المختلفة‪،‬‬ ‫إلـى جانـب أن المشـاركة خيـر دليـل للـرد علـى المؤامـرات‪ ،‬والدعـوات الهدامـة بعـدم‬ ‫النـزول لـإلدالء بأصواتهـم بهـدف التشـكيك فى صحـة االنتخابات لصالح بعـض القوى‬ ‫المتربصة والخائنـة والعميلة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬محمود أيوب‬


‫‪30‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫محمد وهب اهلل‬

‫العمال كلمة السر‬ ‫عمال مصر هم سواعد اإلنتاج مع الرئيس عبد الفتاح‬ ‫السيسى ويقفون جنبا إلى جنب معه من أجل استكمال خطة‬ ‫التنمية والنهوض بالدولة‪ ،‬وسيكون للعمال دور كبير فى خروج‬ ‫االنتخابات بمظهر يليق بمصر‪ ،،‬والعمال سيردون‪.‬‬ ‫لمن حقق األمن واألمان وحافظ على الكرامة اإلنسانية‬ ‫للمواطن المصري‪ ،‬فضال عن اهتمامه بالعمال من غير‬ ‫الخاضعين للتأمين الشامل‪ ،‬حين أمر بإصدار وثيقة للتأمين‬ ‫على نحو ‪ 15‬مليون عامل‪ ،‬وفى عهده حدث استقرار كبير‬ ‫للطبقة العاملة‪ ،‬فضال عن المشروعات القومية التى أقيمت فى‬ ‫سنة واحدة فى عهده وهذه المشروعات قادرة على تشغيل عدد‬ ‫كبير من العمال‪.‬‬ ‫المصريون فى الخارج قدموا صورة مفرحة عن العرس‬ ‫االنتخابى والحشد أمام صناديق االقتراع‪ ،‬ألن الدافع وراء‬ ‫نزولهم بهذه الطريقة إحساسهم الوطنى تجاه مصر وتأكيد‬ ‫الستمرار الرئيس السيسى فى الفترة الرئاسية الثانية وإعطاء‬ ‫صورة للعالم كله أن المصريين يختارون رئيسهم بحرية‬ ‫وديمقراطية كاملة‪ ،‬وسيفعل أبناء مصر فى الداخل‪.‬‬

‫السيدخليفة‬

‫هشام الشعينى رئيس لجنة الزراعة‬

‫مهرجان تأييد‬

‫نقيبالزراعيين‬

‫ستكون‬ ‫ملحمة‬ ‫سنشارك فى االنتخابات من أجل إرسال رسالة للغرب‬ ‫بأن الشعب المصرى كله يلتف حول قيادته السياسية‪،‬‬ ‫ولهذا شاركت فى عدد من المؤتمرات ليس فى صعيد‬ ‫مصر فقط‪ ،‬ولكن فى كافة المحافظات المصرية فى‬ ‫وجه بحرى والمحافظات الحدودية لتشجيع وحشد كافة‬ ‫المصريين لإلدالء بأصواتهم فى االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫كم المؤامرات التى تحاك ضد الدولة والشعب المصرى‬ ‫ظاهرة للعيان‪ ،‬وهــذه المؤامرات لم تعد تنفع بشىء‬ ‫فالمواطن المصري أدرك أساليبها ولم تعد آلة الكذب‬ ‫والشائعات تؤثر عليه‪ ،‬بل أصبح الشعب يرد الصاع صاعين‬ ‫للمتآمرين‪ ،‬وفى االنتخابات الرئاسية ‪ 2018‬نطالب كافة‬ ‫المصريين للرد عمليا على هؤالء المتآمرين المشككين فى‬ ‫االنتخابات ونزاهتها وشفافيتها من خالل كثافة التصويت‬ ‫ليصبح مهرجانا وعيداً نعلن فيه تأيد المصريين للقيادة‬ ‫السياسية وللجيش والشرطة فى حربها ضد اإلرهاب‪.‬‬ ‫الشعب المصرى أصبح على وعى كامل بحجم المؤمرات‬ ‫التى تحاك ضد بلده وهذا يفسره حجم التأييد الشعبى‬ ‫الذى ظهر فى المؤتمرات الشعبية واصطفاف الجميع حول‬ ‫أهمية مساندة الدولة المصرية والمشاركة فى االنتخابات‬ ‫حتى يظهر الشعب المصرى للعالم تأييده لقيادته كما‬ ‫حدث فى ‪ ،6/30‬ويوم التفويض لمواجهة اإلرهاب‪.‬‬ ‫ويجب أن يدرك المواطن حجم اإلنجازات التى تمت‬ ‫عندما ساند الشعب دولته ففى غضون ‪ 4‬سنوات نجح‬ ‫الرئيس عبد الفتاح السيسى‪ ،‬فى تنفيذ خطة تنموية‬ ‫على كافة المستويات بدأها بالقوات المسلحة المصرية‬ ‫لتصبح القوات البحرية المصرية رقم ‪ 4‬على مستوى العالم‬ ‫والجيش المصرى رقم ‪ 10‬عالميا‪ ،‬إلى جاب البدء فى إنشاء‬ ‫شبكة طرق جديدة مثلت شريان للحياة وفتح عدد من‬ ‫مجاالت االستثمار والربط بين المنظور التنموى والمنظور‬ ‫األمنى بمحاربة اإلرهاب وتطهير األراضى المصرية من‬ ‫العناصر اإلرهابية التى ظنت أنها يمكن أن تتخذ من مصر‬ ‫قاعدة‪ ،‬فتحولت سيناء إلى قبر لهؤالء التكفيريين‪.‬‬

‫العقارى نقيب عام الفالحين‬

‫وعى الفالحين‬

‫العالـم كلـه كان يتابـع تصويـت المصرييـن‬ ‫فـى الخـارج‪ ،‬ولـم يكـن أحـد يتوقـع أن يكـون‬ ‫المشـهد بهـذا الشـكل المشـرف‪ ،‬خاصـة بعـد‬ ‫ظهـور طوابيـر طويلـة أمام اللجـان‪ ،‬وهـذا بمثابة‬ ‫رسـالة مهمـة تفيـد بـأن المصرييـن يقفـون خلـف‬ ‫دولتهـم‪ ,‬ويتطلـب ضـرورة المشـاركة بشـكل‬ ‫كبيـر للـرد علـى المشـككين الذيـن ال يعرفـون‬ ‫قيمـة مصـر‪ ،‬وقـت الشـدة‪.‬‬ ‫النزول والمشـاركة فى االسـتحقاق الدسـتوري‪،‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫أصبـح واجبـا مفروضـا السـتكمال المشـروعات‬ ‫القوميـة بمختلـف القطاعـات التـى سيسـتفيد منها‬ ‫جميـع المصرييـن‪ ,‬وعـدم االسـتماع للمطالـب‬ ‫بعـدم المشـاركة بحجـة فـوز الرئيـس عبدالفتـاح‬ ‫السيسـى فـى االنتخابـات ‪ ,‬وأنـا علـى يقيـن‬ ‫أن الفالحيـن لديهـم وعـى سياسـى بأهميـة‬ ‫المشـاركة وسـيقفون أمـام اللجـان منـذ فتـح‬ ‫أبوابهـا مـن أجـل الحفـاظ علـى اسـتقرار البلـد‪.‬‬

‫رشدى عرنوط‬

‫خمسة أفدنة‬

‫أوجـه رسـالة للفالحيـن وأتمنـى نـزول المصرييـن‬ ‫ومشـاركتهم فـى االنتخابـات وفـاء لمـا قدمـه الرئيـس‬ ‫عبدالفتـاح السيسـي‪ ،‬وإنقـاذ مصـر مـن المؤامـرات‬ ‫المسـلحة‪ ،‬ويكفينـا نعمـة األمـن واألمـان رغـم الظـروف‬ ‫االقتصاديـة التـى تحملهـا المصريـون مـن أجـل إصـالح‬ ‫الوضـع االقتصادي‪.‬منـذ عهـد الرئيـس جمـال عبدالناصـر‬ ‫لـم يكـن هنـاك أحـد يؤيـد الفـالح‪ ،‬وبعـد سـنوات طويلـة‬ ‫التقـى الرئيـس السيسـى ‪ 17‬قياديـا مـن الفالحيـن فـى‬ ‫مقـر رئاسـة الجمهوريـة واسـتمع لشـكواهم وهمومهـم‬ ‫لمـدة ‪ 4‬سـاعات متواصلـة‪ ,‬وعندمـا كان وزيـرا للدفـاع‬ ‫وافـق بتمثيـل الفالحيـن فـى لجنـة الخمسـين وكنـت‬ ‫ممثـال بهـا مـع نقيـب الفالحيـن وممـدوح حمـادة رئيـس‬ ‫االتحـاد التعاونـي‪.‬‬ ‫عقدنـا نـدوات ومؤتمـرات حـول أهميـة المشـاركة‬ ‫فـى االنتخابـات الرئاسـية وعـدم االسـتماع إلـى األصوات‬ ‫الداعيـة إلـى عـدم المشـاركة‪ ،‬فيجـب أن يشـارك الشـعب‬ ‫فـى اختيـار القيادة السياسـية‪,‬الن مـن يدعـون للمقاطعة‬ ‫اليريـدون الخيـر للبلـد ‪ ،‬يريدونهـا خرابـا ودمـارا ‪ ،‬فهـل‬ ‫سنسـلمهم بلدنـا ونتـرك رئيسـا لـم يتـرك فالحـى مصـر‬ ‫واخـر مواقفـه عندمـا تدخـل وقـام برفـع أسـعار توريـد‬ ‫القصـب وأعـاد للفـالح أمجـاده‪.‬‬ ‫وقبلهـا منـح الحـق لـكل مـزارع بالحصـول علـى ‪5‬‬ ‫أفدنـة فـى مشـروع الــــ ‪ 1,5‬مليـون فـدان‪ .‬وقبلهـا‬ ‫التأميـن الصحـى علـى الفالحيـن ألول مـرة‪.‬‬

‫النقابـة تضـم فـى عضويتهـا مليـون‬ ‫مهنـدس زراعـي‪ ,‬وهـى مؤسسـة وطنيـة ولهـا‬ ‫دور مجتمعـى تقـوم بـه بعيـدا عـن السياسـة‪,‬‬ ‫والنقابـة تدعـم الدولـة التـى هـى جـزء منهـا‪،‬‬ ‫وبالتالـى جميـع المؤتمـرات التـى تـم عقدهـا‬ ‫بمحافظـات الجمهوريـة‪ ،‬لدعـم عمليـة الحشـد‬ ‫والنـزول والتصويـت فـى صناديـق االقتـراع‬ ‫والمشـاركة فـى االسـتحقاق الدسـتوري‪ ،‬كان‬ ‫هدفهـا الحـرص على اسـتقرار البلد‪ ،‬واسـتكمال‬ ‫المشـروعات التـى تـم تنفيذهـا خـالل السـنوات‬ ‫الماضيـة‪ ,‬إضافـة إلـى أنهـا رسـالة للعالـم‬ ‫كلـه بـأن المصرييـن متوحـدون خلـف بلدهـم‬ ‫ومؤسسـاتهم الوطنيـة دعمـا لالسـتقرار‪.‬‬ ‫األغانـى الوطنيـة التى صدحت بهـا مكبرات‬ ‫الصـوت أثنـاء تصويـت المصرييـن بالخـارج‬ ‫بمثابـة رسـالة للعالـم بـأن المصرييـن خرجـوا‬ ‫للتعبيـر عـن رأيهـم بـكل حريـة دعمـا لدولتهم‪,‬‬ ‫وبالنسـبة للمشـككين فهنـاك رسـالة أيـام‬ ‫التصويـت فـى الداخـل وسـتكون االنتخابـات‬ ‫ملحمـة يشـاهدها العالـم أجمـع‪.‬‬

‫مصر تنتخب‬ ‫محمد برغش‬

‫الدفاع عن‬ ‫األرض والعرض‬ ‫تصويـت المصرييـن فـى الخـارج عكـس صـورة‬ ‫جميلـة جـدا عـن الصـدق واإلخـالص والوفـاء‪ ،‬وأعظـم‬ ‫حـاالت العطـاء والمحبـة لمصـر وشـعبها ورئيسـها‬ ‫وقواتهـا المسـلحة وشـرطتها‪ ،‬وهـذا أبسـط كالم‬ ‫بمكـن أن يقـال عـن تصويـت المصرييـن فـى الخـارج‬ ‫الذيـن بعثـوا رسـالة للعالـم «احنـا المصرييـن اهمـه‬ ‫حيويـة وعـزم وهمـة‪ ,‬اللـى يلمـس ترابهـا هنحرقـة‬ ‫ومـش هيطلـع منهـا» هذه هـى الرسـالة التـى صدّروها‬ ‫للمجتمـع الدولـي‪.‬‬ ‫امـا التصويـت فى الداخـل فتوقعى انه لـن يقل عن‬ ‫‪ 82‬فـى المائـة وهـى القـوة البشـرية للكفـور والنجـوع‬ ‫والقـرى بمختلف محافظات الجمهوريـة ‪ ,‬وأطالب الحملة‬ ‫االنتخابيـة للرئيـس بالنـزول للقـرى ألن الفـالح دائمـا‬ ‫لديه شـيئان يتمسـك بهمـا « الوطن والعـرض» الوطن‬ ‫لديـه أمانـة والعـرض أعطـى ابنـه للموت واالستشـهاد‪,‬‬ ‫ومثلمـا حمـل الرئيـس السيسـى أمانـة مصـر مخاطـرا‬ ‫بحياتـه ولـم يبـال بـأى شـيء فالمصريـون سـيفعلون‬ ‫المثـل ويحملـون أمانـة الوطـن بالنـزول والتصويـت‪ .‬ال‬ ‫يمكـن ألحـد أن ينكـر فضـل الرئيـس‪ ,‬ومـن لديـه حيـاء‬ ‫وضميـر سـيكون أمـام صناديـق االنتخابـات مـن بعـد‬ ‫صـالة الفجـر‪ ,‬والبـد مـن الحضـور والتصويـت وال يوجـد‬ ‫أغلـى مـن ابنـى اللـى مـات‪ ،‬مـن لديـه حسـاب علـى‬ ‫مواقـع التواصـل االجتماعـى فهـو جنـدى يجـب أن يحـث‬ ‫المواطنيـن علـى النـزول والمشـاركة فـى االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪31‬‬

‫ممدوح حمادة‬

‫رئيس االتحاد التعاونى الزراعي‬

‫رسالة‬ ‫مهمة‬

‫االتحـاد لديـه ‪ 7‬آالف جمعيـة زراعيـة علـى‬ ‫مسـتوى الجمهوريـة تمثـل قطاعـا كبيـرا مـن‬ ‫نسـيج الشـعب المصـري‪ ،‬وال يقـل عـدد الناخبيـن‬ ‫بهـذا القطـاع عـن ‪40‬فـى المائـة مـن الذيـن‬ ‫أدلـوا بأصواتهـم‪ ,‬وتـم تنظيـم مؤتمـرات ونـدوات‬ ‫بمختلـف محافظـات الجمهوريـة‪ ،‬بهـدف الحشـد‬ ‫والنـزول لالنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬مـن أجـل مصـر‬ ‫وهنـاك ترتيـب ومتابعـة مـن خـالل غرفـة عمليـات‬ ‫لحـث المواطنين على المشـاركة‪ ،‬وسـيظهر الحشـد‬ ‫فـى االنتخابـات أمـام صناديـق االقتـراع ألن لدينا ما‬ ‫يقـرب مـن ‪ 7‬مالييـن حيـازة زراعيـة علـى مسـتوى‬ ‫الجمهوريـة‪ ،‬كل حيـازة متوسـط أفـراد األسـرة‬ ‫فيهـا خمسـة أفـراد بمـا يقـارب ‪ 35‬مليـون مواطن‪,‬‬ ‫وإذا التزمـت كل جمعيـة بحشـد ‪ 2000‬ناخـب‬ ‫مـن أعضائهـا علـى مسـتوى الجمهوريـة‪ ،‬سـيزيد‬ ‫عـدد الناخبيـن بالجمعيـات عـن ‪ 14‬مليـون ناخـب‪،‬‬ ‫علـى مـدار األيـام الثالثـة المخصصـة للتصويـت‪,‬‬ ‫وسـيتم توفيـر وسـائل نقـل للناخبيـن وخاصـة كبـار‬ ‫السـن مـن القـرى فـى المناطـق النائية والتـى تبعد‬ ‫مسـافات كبيـرة عـن لجـان االقتـراع‪.‬‬

‫مجدى الشراكى رئيس الجمعية العامة لإلصالح الزراعي‬

‫بر األمان‬

‫مشـاركة المصرييـن فـى الخـارج حاجـة مشـرفة ومفرحة‬ ‫ألنهـم تحملـوا المسـئولية تجـاه بلدهـم‪ ،‬ويشـعرون‬ ‫بالمؤامـرات التـى تحيـط بمصـر‪ ,‬ووقـوف المصرييـن حائـط‬ ‫صـد ضـد تلـك المؤامـرات يبـدأ بالمشـاركة االنتخابيـة‬ ‫للحفـاظ علـى مؤسسـات الدولـة وأجهزتهـا‪ ،‬فضـال عـن‬ ‫أنـه يعكـس رسـالة مؤداهـا‪ ،‬أن الشـعب يقـف خلـف القيـادة‬ ‫السياسـية رغـم الظـروف االقتصاديـة الصعبـة التـى تحملهـا‬

‫المصريـون خـالل السـنوات الماضيـة‪ ،‬وسـيجنى الجميـع‬ ‫ثمارهـا قريبـا‪ ،‬بعـد أن عـادت مصـر لمكانتهـا الدوليـة‪،‬‬ ‫وفرضت اسـمها علـى الخريطـة العالمية سياسـيا واقتصاديا‪،‬‬ ‫وهـذا يرجـع إلـى القيـادة التـى تعمـل دون ان تضـع حسـابا‬ ‫ألحـد إال للمصرييـن‪ ،‬حيـث تحمـل أعباء اآلخرين واسـتطاعت‬ ‫ان تعبـر بمصـر لبـر األمـان فـى مختلـف المجـاالت‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬هانى موسى‬


‫‪32‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫األحزاب والسياسيون‬

‫مرحلة الحسم‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫المشاركة تعنى األحزاب التى تدفع بأعضائها ومؤيديها إلى اللجان ‪ ،‬وفى مصر‬ ‫الكثير من األحزاب التى تسعى إلى ذلك وتحشد المواطنين من أجل مستقبل‬ ‫الوطن وبجانبهم يأتى السياسيون وأصحاب الكلمة المسموعة من المواطنين‬ ‫سواء من رجال الدين والسياسة وشعارهم في ذلك أننا اآلن فى مرحلة الحسم‪.‬‬

‫الدكتور عصام خليل‬ ‫رئيس حزب المصريين األحرار‬

‫المستشار بهاء أبو شقة‬ ‫سكرتير عام حزب الوفد‬

‫المهندس أشرف رشاد‬ ‫رئيس حزب مستقبل وطن‬

‫المشاركة‪..‬‬ ‫«دانة مدفع»‬ ‫فى قلب المتآمرين‬

‫انتفاضة جديدة‬ ‫لـ «المصريين»‬

‫الرهان على‬ ‫الشباب‬

‫مشـاركة المصريين بقوة فى االنتخابات الرئاسـية‬ ‫الجاريـة‪ ،‬بمثابـة «دانـة مدفـع فـى قلـب وصـدور‬ ‫المتآمريـن»‪ ،‬خاصـة المشـاركة المتميـزة للمصرييـن‬ ‫فـى الـدول التـى تكـنُّ عـدا ًء لمصـر‪.‬‬ ‫مـع الـروح االحتفاليـة ألبنـاء الجاليـات المصريـة‬ ‫بالخـارج فـى حب مصر المشـاركة فاقـت كل التوقعات‪،‬‬ ‫وهـذا مؤشـر جيـد جـدا لمـا سـيحدث فـى الداخـل‪،‬‬ ‫كمـا أن للمشـاركة بفعاليـة فـى االنتخابـات الرئاسـية‬ ‫مـردودا كبيـرا ورسـالة للعالـم كلـه بـأن االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية بالنسـبة للمصرييـن هـى قضيـة دفـاع عـن‬ ‫الوطـن‪ ،‬وتعطـى صـك ثقـة وتأييـدا للرئيـس عبـد‬ ‫الفتـاح السيسـى‪ ،‬وشـهادة أمـان لهـا مـردود كبيـر فى‬ ‫الفتـرة الرئاسـية المقبلـة‪.‬‬ ‫المواطـن المصـرى علـى مـدى العصـور معدنـه‬ ‫األصيـل يظهـر فـى الشـدائد والمحـن‪ ،‬وخـروج اآلالف‬ ‫لصناديـق االقتـراع واختيـار رئيـس البـالد بمثابـة‬ ‫ملحمـة وطنيـة ينشـدها المصريـون فى بلـدان العالم‪،‬‬ ‫والمشـاركة الكبيـرة صفعـة قويـة لألصـوات الناشـزة‬ ‫التـى توهمـت االسـتجابة لدعوتهـا المغرضـة فـى‬ ‫مقاطعـة أخطـر انتخابـات فـى تاريـخ الدولـة الحديثـة‪.‬‬

‫“انعـكاس للشـخصية المصريّـة”‪ ..‬هكـذا يمكن وصف‬ ‫المشـاركة بكثافـة فـى انتخابـات الرئاسـة للمصرييـن‬ ‫بالخـارج األسـبوع الجاري‪ ،‬كما أن المشـاركة فـى االنتخابات‬ ‫تتسـم بالتصميـم واإلرادة وأن الشـعب يقـف جميعـا خلـف‬ ‫قياداتـه‪ ،‬ويتكاتـف ويتحـد فـى المناسـبات الوطنيـة وعلـى‬ ‫قلـب رجـل واحـد عندمـا تتعـرض الدولـة المصريـة لمـا‬ ‫يهددهـا‪.‬‬ ‫وهـذا الموقـف تجلـى فـى ‪ 30‬يونيـه عندمـا نـزل‬ ‫المصريـون عـن بكـرة أبيهـم وانتفضـوا ضـد محـاوالت‬ ‫اختطـاف الهويـة المصريـة‪ ،‬والـكل كان علـى اسـتعداد أن‬ ‫يمـوت لحمايـة الدولـة المصريـة‪ ،‬ويمكـن القـول أن هـذا‬ ‫المشـهد هو الوجه اآلخر لما سنشـهده أيام ‪ 26‬و‪ 27‬و‪28‬‬ ‫مـارس الجـارى‪ ،‬ألن المصرييـن تتجلـى فـى هـذه اللحظـات‬ ‫أصالتهـم وحرصهـم ودفاعهـم عـن الدولـة المصريـة‬ ‫وتماسـكهم كتكلـة واحـدة‪.‬‬ ‫المشـاركة الكبيـرة للمصريين بالخارج فـى االنتخابات‪،‬‬ ‫يمكـن القـول أنهـا تضـع تصـورًا منطقيـاً لما سـيحدث فى‬ ‫انتخابـات الرئاسـة بالداخـل‪ ،‬وسـنرى كثافـة غيـر مسـبوقة‬ ‫ألنهـا تعكـس إرادة الشـعب المصـرى وتصميمـه علـى‬ ‫أن نكـون أمـام اسـتقرار أمنـى وأن مصـر بقيـادة الرئيـس‬ ‫السيسـى تسـير نحـو مـا يصبـو إليـه المصريـون بتحقيـق‬ ‫نظـام سياسـى وبنـاء دولـة عصريـة حديثـة‪ ،‬واسـتعادة‬ ‫مكانتهـا ووضعهـا الالئـق‪ ،‬بعدما اسـتطاعت أن تحقق نما ًء‬ ‫اقتصاديـا رغـم اإلرهـاب وحـروب الجيـل الرابـع‪.‬‬

‫يجـب التأكيـد هنـا أن ثقتنـا بالشـعب المصـرى‬ ‫لـم تتزعـزع فـى إثبـات جدارتـه خاصـة فـى األحـداث‬ ‫الكبـرى‪ ،‬وسـينزل هـذا الشـعب يـوم االنتخابـات ليثبت‬ ‫وفـاءه وقدرتـه علـى صنـع التاريـخ‪ ،‬ورد الجميـل للقائد‬ ‫الـذى حقـق لـه العديـد مـن اإلنجـازات خـالل السـنوات‬ ‫الماضيـة‪.‬‬ ‫ونراهـن علـى شـباب مصـر‪ ،‬ونثـق أن الشـعب‬ ‫سـيخرج عـن بكـرة أبيـه فـى االنتخابـات الرئاسـية‬ ‫ليصنـع التاريـخ كعادتـه‪ ،‬ويختـار زعيمـه وقائـده‪ ،‬ولـن‬ ‫يتـوان شـعب مصـر عـن نصـرة مصـر أبـدًا وسيجسـد‬ ‫أبنـاؤه صالبـة معدنـه‪ ،‬فالرئيـس عبد الفتاح السيسـى‬ ‫ضحـى بنفسـه مـن أجـل الوطـن‪ ،‬ولـم يخـش أو يتوان‬ ‫عـن التضحيـة مـن أجـل مصـر”‪.‬‬ ‫كمـا أن مشـاركة المواطنيـن بفاعليـة فـى‬ ‫االنتخابـات سـتكون أبلـغ رد علـى أعـداء الوطـن الذين‬ ‫يحاولـون باسـتمرار النيـل مـن الشـعب المصـري‪،‬‬ ‫وزعزعـة ثقتـه فـى قياداتـه‪ ،‬ويجـب علـى الجميـع أن‬ ‫يشـارك فـى االنتخابـات لكـى ال نعطـى الفرصـة ألعداء‬ ‫الوطـن أن ينفـذوا خططهـم وهـو عـدم نـزول الشـعب‬ ‫لصناديـق االقتـراع‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬أحمد جمعة‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الدكتور ياسر برهامى‬ ‫نائب رئيس الدعوة السلفية‬

‫نصيحتنا‬ ‫التصويت بكثافة‬

‫أدعـو كل مـن يقبـل نصيحتنـا بالنـزول بكثافة‪،‬‬ ‫ألن النـزول بكثافة يبعث رسـالة للخـارج بأن الدولة‬ ‫المصريـة قويـة ومسـتقرة ومتماسـكة‪ ،‬فالمخاطـر‬ ‫التـى تحـدق بأمـن واسـتقرار البالد مازالـت قائمـة‪،‬‬ ‫سـواء داخليـا أو خارجيـا‪ ،‬بـل احـذر الناخبيـن مـن‬ ‫عـدم المشـاركة فـى االنتخابـات؛ تجنبـا لتعريـض‬ ‫صـورة البـالد للتشـويه أمام المجتمـع الدولـي‪.‬‬ ‫المفاسـد أو األضـرار التـى سـتترتب علـى‬ ‫مقاطعـة االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬سـتكون‬ ‫مسـئولية فـى أعنـاق مـن قاطعـوا أمـام اهلل‪ ،‬فعـدم‬ ‫النـزول لالنتخابـات يشـكل خطـورة على اسـتقرار‬ ‫البـالد‪ ،‬وعلينـا ان نقـف صفـا واحـدا وال نقبـل‬ ‫تعريـض اسـتقرار الوطـن للخطر‪ ،‬وأؤكـد لـكل‬ ‫المصرييـن أن أعضـاء مجلـس إدارة الدعـوة‬ ‫السـلفية اختـاروا دعم الرئيـس عبدالفتاح السيسـى‬ ‫لواليـة ثانيـة فـى االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‬ ‫باإلجمـاع ‪،‬خـالل اجتمـاع لمجلـس إدارة الدعـوة‬ ‫السـلفية‪ ،‬بعـد أن قـام حـزب النـور باسـتطالع‬ ‫رأى أعضـاء الحـزب علـى مسـتوى محافظـات‬ ‫الجمهوريـة‪ ،‬فـى ملفـات متعـددة‪ ،‬قبـل إعـالن‬ ‫دعـم الحـزب أو الدعـوة السـلفية للرئيـس فـى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬وقـد توافـق أعضـاء‬ ‫الحـزب علـى دعـم الرئيـس وتـم رفـع نتائـج هـذا‬ ‫االسـتطالع للهيئـة العليـا لحـزب النـور‪ ،‬وكـذا‬ ‫أعضـاء مجلـس إدارة الدعـوة السـلفية‪ ،‬للتصويـت‬ ‫عليهـا مـن قبـل أعضـاء هيئتـى الحـزب والدعـوة‬ ‫عقـب ذلـك‪ ،‬والسـبب أن الرئيـس السيسـى هـو‬ ‫األقـدر علـى التعامـل مـع مؤسسـات الدولـة‪،‬‬ ‫بمـا يحقـق االسـتقرار ويجنـب البـالد الكثيـر مـن‬ ‫األخطـار‪.‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪33‬‬

‫الدكتور صبرة القاسمى‬

‫الدكتور يونس مخيون‬

‫المنسق العام للجبهة الوسطية‬

‫رئيس حزب النور‬

‫سنكتب نهاية «أهل الشر»‬

‫المقاطعة‬ ‫دعوة مشبوهة‬

‫إجمالـى أصـوات اإلسـالميين الذيـن يحـق لهـم‬ ‫التصويـت فـى االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬مليـون‬ ‫ونصـف المليـون تقريبـا‪ ،‬ويمكن تقسـيمهم إلـى ثالثة‬ ‫فصائـل‪ ،‬الفصيـل األول واألعلـى مـن حيـث الكتلـة‬ ‫التصويتيـة‪ ،‬الدعـوة السـلفية وعددهـم مليـون ناخـب‬ ‫تقريبـا مـن إجمالى عـدد الناخبين‪ ،‬لكـن نصفهم فقط‬ ‫سيشـارك فـى االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬والبقيـة‬ ‫سـتقاطع االنتخابـات ألنهـم ال يؤمنـون بالديمقراطيـة‬ ‫وهـى فـى أدبياتهـم ُكفـر‪ ،‬وقـد تشـهد الفتـرة المقبلـة‬ ‫انشـقاقات داخـل الدعـوة السـلفية وحـزب النـور بيـن‬ ‫هـذا التيـار والتيـار اآلخـر الـذى يعتبـر نفسـه تيـارا آخـر‪.‬‬ ‫أمـا الفصيـل الثانـى‪ ،‬فيتمثـل فـى جماعـة اإلخوان‬ ‫اإلرهابيـة وينقسـم لثالثـة أقسـام‪ ،‬قسـم رافـض وهـم‬ ‫أهـل الشـر كمـا يسـميهم الرئيـس السيسـى‪ ،‬والقسـم‬ ‫الثانـى الذيـن هربـوا خارج البـالد عقب فـض اعتصامى‬ ‫النهضـة ورابعـة‪ ،‬واإلخـوان الذيـن داخـل السـجون‪،‬‬ ‫وعددهـم قليـل جـدا‪ ،‬وليـس لهـم الحـق فـى االنتخاب‪،‬‬ ‫والقسـم الثالـث واألهـم اإلخـوان الموجـودون علـى‬ ‫األرض خـارج السـجون‪ ،‬مـن يعيشـون مثلهـم مثـل أى‬ ‫مواطـن مصرىوتتعامـل معهـم الدولـة كمواطنين وال‬ ‫تمسـهم لسـؤ طالمـا أنهـم ال يرتكبـون‪ ،‬جرائـم وأنـا‬ ‫شـخصيا أعلـم نمـاذج كثيـرة منهـم‪.‬‬ ‫أمـا الفصيـل األخيـر أعضـاء الجبهـة السـلفية التى‬ ‫يرأسـها اإلرهابـى الهـارب خالد سـعيد‪ ،‬وهـم منظمون‬ ‫جـدا وأغلبهـم حاصلـون على مؤهـالت عليا‪ ،‬وقد سـافر‬ ‫بعضهـم إلـى سـوريا والسـودان‪ ،‬ومنهـم أسـاتذة فـى‬ ‫جامعـات اإلسـكندرية‪ ،‬والمنصـورة وبنهـا‪ ،‬والقاهـرة‪،‬‬ ‫وأتوقـع حـدوت تقـارب واندمـاج بينهـم وبيـن التيـار‬ ‫المحافـظ داخـل الدعـوة السـلفية‪.‬‬ ‫كمـا أن أعضـاء الجبهـة الوسـطية سـيكون لهـا‬ ‫دور رئيسـى فـى حـث المواطنيـن علـى المشـاركة فـى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬وذلـك علـى مـدار أيـام‬ ‫االنتخابـات الثالثـة‪ ،‬مـن خـالل الدفـع بسـيارات لنقـل‬ ‫الناخبيـن للجـان االنتخابـات البعيـدة لمسـاعدتهم‬ ‫علـى اإلدالء بأصواتهـم‪ ،‬وسـنوفر عـددا مـن الكراسـى‬ ‫المتحركـة لمسـاعدة ذوى االحتياجـات الخاصـة إلتمـام‬ ‫عمليـة االقتـراع فـى اللجـان علـى مسـتوى محافظـات‬ ‫الدلتـا والقاهـرة وبقيـة محافظـات الجمهوريـة‪.‬‬ ‫وأحـذر مـن عـدم المشـاركة فـى االنتخابـات الرئاسـية‬ ‫المقبلـة بكثافـة‪ ،‬ألن هـذا مخطـط أهـل الشـر جماعـة‬ ‫اإلخـوان المسـلمين وحلفائهم بالخـارج‪ ،‬الذين يرغبون‬ ‫أن نقـع فـى فـخ إسـقاط الدولـة المصرية‪ ،‬كما سـقطت‬ ‫بعـض الدول العربيـة‪ ،‬ونزول المصرييـن ال يقل أهمية‬ ‫عمـا تقـوم بـه القـوات المسـلحة والشـرطة اآلن علـى‬ ‫الجبهـة مـن محاربـة اإلرهاب‪.‬‬

‫مشـهد اصطفـاف المصرييـن أمـام لجـان االنتخابـات لـإلدالء‬ ‫بأصواتهـم فـى االنتخابـات الرئاسـية فـى الخـارج‪ ،‬أقـل مـا يوصف‬ ‫بأنـه صـورة مشـرفه جـدا لمصـر‪ ،‬وستشـهد أيـام ‪26‬و‪27‬و‪28‬‬ ‫المقبلـة‪ ،‬المخصصـة إلجـراء االنتخابـات الرئاسـية فـى الداخـل‬ ‫إقبـاال أوسـع ممـا كان عليـه فـى الخـارج مـن الشـعب المصـرى‬ ‫بكافـه طوائفـه‪ ،‬والدعـوات المشـبوهة لمقاطعـة االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية مـن جهـات خارجيـة وداخليـة‪ ،‬يتـم تمويلهـا بمليـارات‬ ‫الـدوالرات لهـذا الغـرض‪ ،‬تمهيـدًا للدفـع بمصـر إلـى مرحلـة‬ ‫الدولـة الفاشـلة لتفكيكهـا كمـا حـدث مـع بعـض الـدول العربية‪،‬‬ ‫وال يخفـى علـى أحـد الـدور الـذى تلعبـه قنـوات جماعـة اإلخـوان‬ ‫اإلرهابيـة فـى تنفيـذ ذلـك المخطـط‪.‬‬ ‫ويجـب علينـا إدراك أن عـدم نـزول المصرييـن بكثافـه فـى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة يؤثـر سـلبا علـى قـوة ومكانـة‬ ‫الرئيـس القـادم‪ ،‬فالرئيـس هـو مـن يمثـل الشـعب المصـرى وهو‬ ‫الـذى يقـود المفاوضـات فـى الملفات الحساسـة المطروحـة والتى‬ ‫تخوضهـا مصـر حاليـا‪ ،‬وضعف المشـاركة فى االنتخابات الرئاسـية‬ ‫المقبلـة سـيضعف مـن قوة القيـادة السياسـية عالميا‪ ،‬وسـيعرض‬ ‫مصـر لمزيـد من الضغوط مـن القوى الخارجية التـى تريد إضعاف‬ ‫مصـر ‪،‬لتصـل البالد الى حالة من الضعف والسـيولة ‪،‬أو ما يسـمى‬ ‫بالدولة الفاشـلة‪.‬‬ ‫لذلـك فـإن النـزول بكثافـة والمشـاركة فـى االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬سيرسـل بعـدة رسـائل للخـارج أهمهـا أن‬ ‫الشـعب المصـرى علـى قلـب رجـل واحـد‪ ،‬وهـو شـعب متماسـك‬ ‫خلـف قيادتـه السياسـية‪ ،‬كمـا أن الخطر ال يـزال قائمـا‪ ،‬وما يحدث‬ ‫فـى سـيناء مخطـط دول خارجية وأجهـزة مخابرات عالميـة‪ ،‬تدعم‬ ‫هـذه الجماعـات إلضعاف الجيش المصرى‪ ،‬وتكرار سـيناريو سـوريا‬ ‫وليبيـا والعـراق وبلـدان عربيـة أخرى‪ ،‬والنـزول بكثافة سـيغلق آخر‬ ‫بـاب أمـام قـوى الشـر فـى الداخـل والخـارج‪ .‬السـلفيون سـواء من‬ ‫حـزب النـور أو الدعوة السـلفية‪ ،‬سيشـاركون بقوة فـى االنتخابات‬ ‫الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬وقـد لمسـت هـذا األمـر خـالل المؤتمـرات‬ ‫والجـوالت التـى قمـت بها خـالل فترة الدعاية لمرشـحى الرئاسـة‪،‬‬ ‫وبالفعـل صدقـوا الوعـد ونزلـوا فـى االنتخابـات الرئاسـية بالخارج‬ ‫‪،‬بـل وكانـوا يحثـون النـاس هنـاك علـى المشـاركة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬رضوى قطرى‬


‫‪34‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫د‪.‬أسامة الغزالى حرب‬

‫الدكتور هانى الناظر‬

‫اإلنجازات كافية‬ ‫للحشد‬

‫الدكتور عالء زهران‪ ..‬رئيس معهد التخطيط القومى‬

‫«هنشارك» الستكمال‬ ‫مخططات التنمية والبناء‬ ‫حسام المساح‬ ‫رئيس المجلس القومى لإلعاقة سابقاً‬

‫أدعـو المواطنيـن للمشـاركة فـى االنتخابـات الرئاسـية أمـام اللجـان‬ ‫بصـرف عـن النظـر عـن التصويت سـيكون لمـن‪ ،‬ألن االنتخابات اسـتحقاق‬ ‫دسـتورى وديمقراطي‪ ،‬ورسـالة للعالم كله أن الشعب المصرى بعد ثورتين‬ ‫أصبـح لديـه وعـى تـام بأهميـة المشـاركة فـى اختيـار مـن سـيحكمه خالل‬ ‫السـنوات القادمة‪.‬‬ ‫واإلنجـازات التـى حققتهـا الدولـة ال يمكـن ألحـد أن يقلل من شـأنها‪،‬‬ ‫وهـى كفيلة بدفع الناس للمشـاركة فى االنتخابات والنزول للجـان االقتراع‪،‬‬ ‫أهمهـا تخليـص مصـر مـن حكـم الجماعـة اإلرهابيـة‪ ،‬وعلـى الصعيـد‬ ‫االقتصـادى اتخـذت الدولة خطوة مهمة وهى تعويـم الجنيه المصرى ورفع‬ ‫الدعـم عـن بعـض السـلع فض ًال عـن إقـرار ضريبة القيمـة المضافـة‪ ،‬وهذه‬ ‫اإلجـراءات تمثـل نقلـة إيجابية لالقتصاد المصري‪ ،‬وقطعاً سـوف يشـعر بها‬ ‫المواطن البسيط مستقبلياً‪ ،‬باإلضافة إلى قيامها بالعديد من المشروعات‬ ‫القوميـة الكبرى لخدمة التنمية وأهمها مشـروع الضبعـة النووى وهى نقلة‬ ‫مهمـة جدًا علميـاً واقتصاديا وتعميريـاً أيضاً‪.‬‬ ‫متواز ومعقول وأصبحت‬ ‫نحو‬ ‫كما أدارت الدولة العالقات الخارجية على‬ ‫ٍ‬ ‫مكانتها مسـتقرة‪ ،‬فالمشـاركة قطعاً ستكون بمثابة رسـالة للعالم كله بأن‬ ‫مصـر تثـق فـى قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسـي‪ ،‬وأن مصر فع ًال سـتجدد‬ ‫الثقـة فيـه مـن خـالل انتخابـات حـرة ليكمـل دورتـه الثانيـة لذلـك أدعـو‬ ‫جميـع المواطنين إلـى النزول والمشـاركة واإلدالء بأصواتهم فى الصناديق‬ ‫االنتخابيـة‪ ،‬وأنـا علـى يقيـن أنـا الغالبيـة العظمـى مـن المصرييـن سـوف‬ ‫يتوجهـون اللجان االنتخابيـة ولن يخذلوا مصر‪ ،‬وأنا شـخصياً دعيت للنزول‬ ‫والحشـد أمـام اللجـان مع اقتـراب إجـراء االنتخابات فـى الداخل‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪ 10‬ماليين معاق‬ ‫فى خدمة مصر‬ ‫أناشـد جميـع ذوى االحتياجـات الخاصة االحتشـاد أمام‬ ‫اللجـان االنتخابيـة باعتبارهـم فئـة كبيـرة ال يسـتهان بهـا‬ ‫ومؤثـرة ألن عددهـم قـارب ‪ 10‬مالييـن معـاق‪ ،‬وأدعوهـم‬ ‫أيضـاً أن يتحـروا الدقـة فـى اختيـار الرئيـس القـادم‪ ،‬بعـد‬ ‫ً‬ ‫فضـال‬ ‫اهتمـام الدولـة بهـم وإصـدار قانـون يحميهـم‬ ‫عـن إطـالق عـام ‪ 2018‬كعـام ذوى االحتياجـات الخاصـة‪،‬‬ ‫وكل هـذا كفيـل لمشـاركتهم فـى االنتخابـات والحشـد‬ ‫أمـام اللجـان فالمشـاركة مهمـة لحمايـة وطنهم‪ ،‬ورسـالة‬ ‫للعالـم أجمـع بـأن المعاقين دائمـاً وأبداً درع قـوى لحماية‬ ‫وطنهـم وال يمكـن أن يخذلـوه مـا إن ناداهـم للمشـاركة‬ ‫فـى االنتخابـات‪ ،‬خاصـة فـى ظـل الظـروف التـى تمـر بهـا‬ ‫البـالد مـن حـرب علـى اإلرهـاب‪ ،‬وحـرب مـن جهـات دولية‬ ‫تريـد أن تسـقط الدولـة المصريـة مثلمـا حـدث فـى عـدة‬ ‫دول أخـرى‪ ،‬لذلـك مشـاركة المعاقيـن واإلدالء بأصواتهـم‬ ‫فـى صناديـق االقتـراع سـيحدث فارقـا كبيـرا أمـام اللجـان‬ ‫االنتخابيـة‪.‬‬

‫د‪ .‬جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر‬

‫سمعة مصر‬

‫أناشـد جميـع المواطنيـن الشـرفاء باالحتشـاد أمـام اللجـان‬ ‫االنتخابيـة‪ ،‬ألن سـمعة مصـر كدولـة مدنية مرهونة بمشـاركتنا‬ ‫فـى االنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬فضـال عـن أن خـروج المالييـن للجـان‬ ‫سـيكون بمثابـة صفعـة علـى وجـه الجماعـة اإلرهابية‪ ،‬كمـا أنها‬ ‫تؤكـد دعـم المصرييـن للبطـل الـذى أنقـذ الوطـن مـن خطـر‬ ‫الفاشـية الدينيـة‪ .‬مصـر تمـر بمرحلة مـن أسـوأ فتـرات تاريخها‪،‬‬ ‫وتتعـرض لمؤامـرات مـن الداخـل والخـارج وخاصـة الطامعيـن‬ ‫فـى مواردهـا وسـوقها‪ ،‬ورغـم ذلـك تُـدرك الغالبيـة العظمى من‬ ‫الشـعب العظيـم‪ ،‬هـذا التحـدى‪ ،‬إال أن اعتمادهـا علـى أن نتائـج‬ ‫االنتخابـات محسـومة لصالـح الرئيـس السيسـى وأن المشـاركة‬ ‫تحصيـل حاصـل‪ ،‬سـيمنح أعـداء الداخـل والخـارج فرصـة تشـويه‬ ‫صـورة مصـر‪ ،‬ألنهم يترقبون نتيجـة االنتخابات ومـن هنا تكمن‬ ‫أهميـة فـوزه فـوزا سـاحقا وأهميـة مشـاركة كل صاحـب صـوت‬ ‫انتخابـى فـى اإلدالء بصوتـه‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬أشرف التعلبى‬

‫االقتصاد المصرى أشبه بالمريض الــذى سيتعافى‬ ‫بمرور الوقت‪ ،‬وذلك بفضل حزمة اإلجــراءات االقتصادية‬ ‫األخــيــرة التى اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسى‪،‬‬ ‫وباألرقام والمؤشرات يمكن القول أن االقتصاد المصرى‬ ‫بدأ فى التعافى تدريجيا‪ ،‬فمعدل النمو الذى كان قبل تولى‬ ‫«السيسى» رئاسة الجمهورية يبلغ ‪2.2‬بالمائة ‪،‬وصل‬ ‫‪ 5.2‬بالمائة بنهاية ‪ ،2017‬ومعدالت البطالة انخفضت‬ ‫من ‪13,4‬بالمائة‪ ،‬لتصل إلى ‪11,3‬بالمائة بنهاية العام‬ ‫الماضى‪ ،‬حيث تم توظيف ‪3,5‬مليون شاب مصرى فى‬ ‫المشروعات القومية الحالية‪ ،‬وكــذا معدالت التضخم‬ ‫مستهدف لها أن تصل إلى ‪13‬بالمائة بنهاية ‪،2018‬وهى‬ ‫قفزة فى انخفاض معدل التضخم لم تتحقق منذ سنوات‪،‬‬ ‫وعجز الموازنة انخفض من ‪16،7‬بالمائة ليصل إلى‬ ‫‪10،9‬بالمائة خالل النصف األول من العام الحالى‪.‬‬ ‫وبعيدا عن األرقام التى قد ال يعرفها المواطن العادى‪،‬‬ ‫هناك تحسن ملموس فى قطاع الكهرباء بزيادة القدرات‬ ‫الكهربائية ‪ 125‬ألــف ميجاوات ‪،‬واألمــر ذاتــه بالنسبة‬ ‫لمشكالت الغاز بسبب االكتشافات الجديدة والتى تمثل ‪8‬‬ ‫أضعاف مثيالتها خالل الفترة األخيرة وكذا البنزين والخبز‬ ‫‪،‬والمواطن شعر بتحسن حقيقى فى تلك القطاعات الحيوية‬ ‫‪،‬خالل الـ‪4‬سنوات التى تولى فيها الرئيس الحكم‪.‬‬ ‫وأضيف إلى ما سبق إنشاء العاصمة اإلدارية الجديدة‬ ‫و‪13‬مدينة جديدة فى المحافظات‪ ،‬ومشروع استصالح‬ ‫مليون ونصف المليون فدان ‪،‬والقضاء على فيروس سى‬ ‫بحلول ‪.2020‬‬ ‫وبالتوازى مع اإلجراءات االقتصادية المؤلمة لمحدودى‬ ‫الدخل‪ ،‬كان هناك توسع فى برامج الحماية االجتماعية‬ ‫لكبح جماح التضخم‪ ،‬فلدينا ‪4،5‬مليون أسرة مستفيدة‬ ‫من برنامج تكافل وكرامة‪ ،‬إلى جانب رفع دعم بطاقات‬ ‫التموين من ‪19‬جنيها ليصل إلى ‪ 50‬جنيها ‪،‬وسيزيد خالل‬ ‫الموازنة الجديدة ‪،‬ووثيقة «أمــان» التى سيستفيد منها‬ ‫أيضاً المواطنون‪.‬‬ ‫من أجل كل ما سبق‪ ،‬والرغبة فى استمرار مخططات‬ ‫التنمية والبناء‪ ،‬أصبح واجبًا على المصريين أن يحافظوا‬ ‫على هذه المكتسبات التى تحققت بالنزول بكثافة فى‬ ‫االنتخابات الرئاسية المقبلة‪،‬لتصحيح الصورة الخاطئة‬ ‫التى تنقلها بعض وسائل اإلعالم المأجورة عن أن مصر‬ ‫بها قمع للحريات‪ ،‬وأنها دولة ال تتمتع باألمن واألمان‪،‬‬ ‫ولنؤكد بالمشاركة الكبيرة أن الشعب المصرى يلتف حول‬ ‫قيادته السياسية‪ ،‬ويجدد الثقة بها‪،‬حتى يطمئن المستثمر‬ ‫األجنبى‪ ،‬على استقرار األوضاع السياسية فى مصر داخليا‬ ‫مستقبال‪ ،‬ما يترتب عليه جلب مزيد من االستثمارات‬ ‫ً‬ ‫مستقبال‪.‬‬ ‫األجنبية وعودة حركة السياحة إلى سابق عهدها‬

‫أدعو كل زمالئى‬ ‫المشاركة فى االنتخابات واإلدالء بأصواتنا حق لكل‬ ‫مواطن كفله له الدستور‪ ،‬وإدالء المواطن بصوته فى‬ ‫االنتخابات معناه أنه يمارس حقه‪ ،‬وممارسة هذا الحق له‬ ‫أهمية كبيرة جدا فى صورة مصر أمام العالم كله‪ ،‬فعندما‬ ‫تكون الدولة المواطن فيها يمارس حقوقه السياسية‪ ،‬هذا‬ ‫معناه أنها دولة مستقرة وأن المواطن يشارك برأيه فى تحديد‬ ‫مستقبل بلده‪ ،‬وهذا يشجع الــدول على التعاون مع مصر‪،‬‬ ‫فعندما تكون دولة مستقرة تصبح مصدر جذب للمستثمرين‬ ‫وضخ أموال وإنشاء شركات ومصانع وبالتالى توفير فرص عمل‬ ‫للشباب‪ ،‬وتقليل نسبة البطالة‪ ،‬ودخول رؤوس أموال للبلد‬ ‫هذا يؤثر على عملة البلد باإليجاب‪ ،‬وكذلك يقوى االقتصاد‬ ‫األمر الذى يؤثر باإليجاب على الدول‪ ،‬وهذا يتبعه إنفاق أكثر‬ ‫على البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحى والخدمات‬ ‫االجتماعية وخلق فرص عمل تواجه البطالة وكذلك زيادة‬ ‫اإلنفاق على الصحة وتطوير للتعليم‪.‬‬ ‫فالمشاركة ليست مسألة واجب فقط لكنها حق‪ ،‬كما‬ ‫أنها عملية تكتمل وتعود بالنفع فى النهاية على المواطن‬ ‫الذى يستفيد من زيادة معدالت اإلنفاق الحكومى فى مختلف‬ ‫القطاعات‪.‬‬ ‫وأدعو الشباب وزمالئى األساتذة واألطباء فى الجامعات‬ ‫ومراكز البحوث للمشاركة الفعالة واإلدالء بصوتهم‪ ،‬ألنه‬ ‫سيعود فى النهاية بالنفع على مصلحة البلد عموما‪ ،‬ثم‬ ‫مصلحة المواطن بالتبعية‪ ،‬وعدم االنسياق وراء الفكر السلبى‬ ‫بعدم المشاركة‪ ،‬فعلى سبيل المثال عند إنشاء عمارة‪ ،‬كل‬ ‫فرد له دور ولو فردا لم ي ُقم بدوره فلن يكتمل اإلنشاء‪ ،‬وهنا‬ ‫تأتى أهمية المشاركة فكل شخص له دور‪ ،‬وعدم الذهاب‬ ‫والمشاركة سوف ينعكس سلبا على صورة مصر أمام العالم‪.‬‬

‫مصر تنتخب‬ ‫الدكتور هاشم بحرى رئيس قسم الطب‬ ‫النفسي بكلية الطب جامعة األزهر‬

‫تكملة المشوار‬

‫المشاركة االنتخابية ليست فقط النتخاب السيسي‪ ،‬وإنما‬ ‫نوع من أنــواع الدعم والتأييد للسياسة التي يتبعها‪ ،‬فهى‬ ‫بمثابة إعادة تجديد الثقة الستكمال المشوار‪ ،‬فالمشاركة أكبر‬ ‫من فكرة المنافسة االنتخابية‪ ،‬وبالتالي المواطن يؤيد سياسة‬ ‫الرئيس وبالتالي ينتخبه‪ ،‬فلو تحدثنا عن المكاسب االستراتيجية‬ ‫للدولة على المدى الطويل فهى كثيرة‪ ،‬ومن يحاربون المشاركة‬ ‫يلعبون على مبدأ «بص تحت رجليك»‪ ،‬بمعنى أن الحياة تكلفتها‬ ‫ارتفعت وهنا تكون المعاناة أكثر من الفائدة‪ ،‬وفق هذه النظرة‪،‬‬ ‫مع العلم أن هذه األوضاع منطقية ألننا نعيد بناء الدولة‪ ،‬فدول‬ ‫جنوب شرق آسيا مثل سنغافورة وتايالند ماذا كانت وكيف‬ ‫أصبحت‪ ،‬فهذه دول اجتهدت وظلوا يعانون لسنوات إلعادة إحياء‬ ‫دولتهم‪ ،‬وبالتالي حققوا مكاسب‪.‬‬ ‫الــدول التي تعيد تجديد بنيتها تعاني لحين تحقيق‬ ‫الهدف‪ ،‬وهذا ما نحن عليه اآلن‪ ،‬فاالعتماد حاليا على المكاسب‬ ‫االستراتيجية المستقبلية‪ ،‬وهذا الفكر يفسر المشهد الذي رأيناه‬ ‫في المشاركة القوية للمصريين في الخارج‪ ،‬ومن مصلحتنا جميعا‬ ‫التفكير بطريقة مستقبلية للحفاظ على مصر‪ ،‬فحال المواطن‬ ‫مثل الشخص الذي انضم لجمعية وشهريا يقتطع من راتبه‬ ‫لدفع الجمعية‪ ،‬فهو هنا يعاني ويشعر بالضيق‪ ،‬لكنه في النهاية‬ ‫وعندما يأتي دوره في الحصول على حقه سيعيش هانئا‪ ،‬نفس‬ ‫الحال في وضعنا الحالي وبالتالي المشاركة مهمة للحفاظ على‬ ‫الدولة واستكمال المشوار الذي بدأ‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪35‬‬

‫الدكتور وحيد دوس‪:‬‬

‫‪ ..‬خطوة‬ ‫فى طريق التنمية‬

‫ال بد أن نبرهن للعالم كله أننا شعب يقف وراء االستقرار‬ ‫والتنمية والتقدم‪ ،‬والمشاركة فى االنتخابات ستكون أكبر دليل‬ ‫على ذلك‪ ،‬أدعو الجميع للمشاركة لتحقيق المزيد من االستقرار‬ ‫لمصر والعمل على إيجاد حلول للمشكالت التى تعانى منها‬ ‫مصر‪ ،‬البنية األساسية تنهض ولتحسين الصحة والتعليم‪،‬‬ ‫وكل هذا لن يتحقق سوى باالستقرار ونزول الشعب لالنتخابات‬ ‫سيكون أكبر تعبير عن االستقرار‪ ،‬وال مجال للعبارة “إن صوتى‬ ‫لن يفيد”‪ ،‬فهذا فكر غير مفيد وغير بناء‪ ،‬فيجب أن يكون لنا‬ ‫صوت وأن نؤيد القيادة السياسية ويكفينا أبرز مثال هنا وهو‬ ‫توفير العالج والتشخيص لمرضى فيروس “ سي” وما وصلنا له‬ ‫محليا وعالميا فى هذه التجربة‪.‬‬ ‫فهذا اإلنجاز بفضل اإلرادة السياسية والتكاتف المجتمعى‬ ‫الذى عندما يتحقق يغير الصورة تماما‪ ..‬الذى استفاد منه ‪1٫5‬‬ ‫مليون مواطن حتى األن بجانب ماليين يتم ضمهم اآلن هؤالء‬ ‫كلهم من حق الدولة عليهم الماشركة الستكمال مشر وعها‬

‫الدكتور جمال شعبان‬

‫«بينا جيش وملح»‬

‫الدكتور محمد عبد الوهاب “شعب واع”‬ ‫مصر فى عنق الزجاجة‪ ،‬تحيط بها مؤامرات عالمية ضخمة‪ ،‬ألنهم يعرفون قيمة مصر فى‬ ‫المنطقة وأنها صمام األمان للمنطقة‪ ،‬وأن مخططات هذه الدول ستنهار وستفشل إذا كانت‬ ‫هذه الدولة قوية‪ ،‬وبعد ثورة عظيمة ثبت لهم بالفعل أن الشعب المصرى قوى وقادر على‬ ‫التغيير‪ ،‬وغير المعادلة تماما‪ ،‬وعندما انتخب الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت ضربة لهذه‬ ‫القوى أن قائدا مصريا لديه رؤية مستقبلية لتغيير البلد‪ ،‬إلى بلد حديث‪ ،‬بلد مستقر سياسيا‬ ‫وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وكل المستويات‪.‬‬ ‫والمواطن عليه أن ينزل ويشارك ليثبت للعالم أننا مستمرون فى هذا الطريق‪ ،‬بل كل‬ ‫مريض وجد عالجا بكرامه عليه أن ينزل وأن الشعب يريد رئيسا قويا ومنضبطا‪ ،‬رئيس ينظر‬ ‫للمستقبل نظرة تصبح بها مصر دولة حديثة‪ ،‬األمر الثانى أن نزول المواطنين فى االنتخابات‬ ‫واع‪ ،‬شعب بحث عن الديمقراطية‪ ،‬شعب بحث عن الحرية‪ ،‬شعب يقف فى‬ ‫تعنى أنه شعب ٍ‬ ‫وجه التيارات التى تريد هدم البلد‪ ،‬وهذه مهمة جدا‪ ،‬فنزولنا لالنتخابات إشارة ورسالة للعالم‬ ‫أنه ليس فقط الرئيس السيسى وحده الذى يحارب هذه الجماعات اإلرهابية‪ ،‬لكن الشعب‬ ‫وراء الرئيس ووراء الجيش والشرطة والقضاء‪ ،‬وكذلك اإلعالم‪ ،‬فالشعب ملحمة مع كل هذه‬ ‫األطراف‪ ،‬وخروج الشعب لالنتخابات هو النافذة التى ينظر منها العالم على مصر‪ ،‬ويرونها‬ ‫دولة قوية‪ ،‬والنزول ليس فقط لإلدالء بصوتهم بحرية‪ ،‬لكن يعبر أيضا عن أن البلد يتغير‪،‬‬ ‫والنزول بهدف استمرار التقدم واالستقرار واألمن واألمان واستمرار تحسن األوضاع‪ ،‬فيكفى أن‬ ‫نقول للمواطن العادى إنه لم تعد لدينا أزمة رغيف العيش وهذا األمر فى حد ذاته إنجاز كبير‪،‬‬ ‫فكان مشهد الطوابير متكررا ومحزنا‪ ،‬لم نعد نراه‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬إيمان النجار‬

‫المشاركة واجبة وهى بمثابة تفويض جديد للرئيس الذى‬ ‫حمل روحه على كفه‪ ،‬وانحاز للشعب المصرى فى ‪ ،6/30‬الستعادة‬ ‫مصر بعدما كانت على حافة الهاوية‪ ،‬وبمشاركتنا فى االنتخابات‬ ‫فإننا نفوضه من جديد إلعادة بناء مصر‪ ،‬واستكمال المشروعات التى‬ ‫بدأها‪ ،‬والتى تؤسس لمصر جديدة تمامًا‪ ،‬والنزول إلى اللجان سيوجه‬ ‫رسالة إيجابية للعالم لمواجهة الصورة السلبية التى يحاول البعض‬ ‫ترويجها‪. .‬أدعو المواطنين للمشاركة‪ ،‬وال بد أن نحتشد بالماليين‬ ‫أمام صناديق االنتخابات‪ ،‬وال مجال للقول بأنه “ناجح ناجح”‪ ،‬فنحن‬ ‫نريد نسبة مشاركة قياسية‪ ،‬ولعل مشاركة المصريين فى الخارج‬ ‫مؤشر جيد‪ ،‬ألنهم عزفوا سيمفونية رائعة فى محبة الوطن‪ ،‬واحتشدوا‬ ‫فى طوابير طويلة ليدلو بأصواتهم‪ ،‬وأثبتوا للعالم انحيازهم للبناء‬ ‫والتطوير‪ ،‬ووقفوا ضد القلة المارقة التى تحاول أن تستنزف البلد‬ ‫فى حرب ال يريدون لها أن تنتهى‪ ،‬وتهدد اقتصادها طب ًقا ألجندات‬ ‫خارجية ال تريد الخير لمصر‪ ،‬وتهدف إلى رسم شرق أوسط جديد من‬ ‫كيانات مهلهلة‪ .‬زمان كنا بنقول إحنا بينا عيش وملح‪ ،‬وأنا أقول “إحنا‬ ‫بينا جيش وملح”‪ ،‬فالجيش هو الذى يجمعنا اآلن‪ ..‬ويدافع عن بلدنا‪،‬‬ ‫ونعم للمشاركة ودعم القيادة السياسية‪ ،‬ونعم للرئيس السيسى الذى‬ ‫حافظ على تماسك الجيش وتماسك مصر وأوقف مخططات تفتيت‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫رجال المال واألعمال‬

‫فتح الباب لالستثمار‬ ‫محسن عادل‬

‫نائب رئيس البورصة‬

‫خمس رسائل‬

‫المشـاركة االنتخابيـة مـن شـأنها توجيه خمس‬ ‫رسـائل لكافة الفعاليـات االقتصادية‪ ،‬سـواء المحلية‬ ‫أو العالميـة‪ ،‬األمـر الـذى سيسـاهم فـى تطويـر‬ ‫األداء االقتصـادى وإبـراز القـوى الفعالـة بالنسـبة‬ ‫لحقيقـة وضـع مصـر االقتصـادي‪ ،‬وهـو مـا يرفـع من‬ ‫درجـة الثقـة فـى االسـتثمار داخـل مصـر‪ ،‬ألن ارتفاع‬ ‫معـدالت المشـاركة سـيعكس رسـالة‪ ،‬أولهـا‪ ،‬تطـور‬ ‫العمليـة السياسـية بمـا يتماشـى بشـكل متـوازن‬ ‫مـع التطـورات االقتصاديـة‪ ،‬ممـا يدعم رؤيـة الدولة‬ ‫لحريـة االسـتثمار ودعـم اقتصـاد السـوق الحـر ‪.‬‬ ‫الرسـالة الثانيـة‪ ،‬هـى أن المشـاركة االنتخابيـة‬ ‫ستسـهم بوضـوح فـى رفـع مسـتويات الثقـة فـى‬ ‫النظـام االقتصـادي‪ ،‬بمـا يؤكـد أن القـرارات التـى‬ ‫يتخذهـا النظـام السياسـى تتماشـى مـع الرؤيـة‬ ‫الشـعبية التـى دعمـت البرنامـج اإلصالحـى فـى‬ ‫مرحلـة مـا بعـد ثـورة ‪ 30‬يونيـو وتؤكـد المصداقية‬ ‫السياسـية بالنسـبة لعمليـة اإلصـالح ‪.‬‬ ‫الرسـالة الثالثـة‪ ،‬أن المشـاركة تعكـس مفاهيم‬ ‫الديمقراطيـة لـدى الشـعب المصـري‪ ،‬مـا يؤكـد‬ ‫تطـور الفكـر الداعـم لعمليـة اإلصـالح االقتصـادى‬ ‫مـن جانـب المواطـن‪ ،‬وهـو أحـد المحـاور التـى يتـم‬ ‫االعتمـاد عليهـا فـى عمليـات تقييـم االقتصاديـات‬ ‫لـدى الـدول‪.‬‬ ‫الرابعـة‪ ،‬أن هـدوء العمليـة االنتخابيـة وسـيرها‬ ‫بشـكل منضبـط سـيعكس مصداقيـة مـا توضحـه‬ ‫الدولـة عبـر كافـة المحافـل مـن نجاحهـا فـى تحقـق‬ ‫االسـتقرار األمنـى والسياسـي‪ ،‬ووجـود دعـم شـعبى‬ ‫للنظـام السياسـى والقيـادة السياسـية ‪.‬‬ ‫األخيـرة سـيتم إعـادة صياغـة منظومـة النظـام‬ ‫السياسـى المصـرى مـن خـالل ارتفـاع درجـة‬ ‫المشـاركة االنتخابيـة‪ ،‬وسـيؤكد بمـا ال يقبل الشـك‬ ‫علـى الدعـم الشـعبى لإلصـالح االقتصـادي‪ ،‬وأن‬ ‫الشـعب متفهم مبرراته وكل هذه الرسـائل سـتجني‬ ‫مصـر ثمارهـا مـن خـالل اسـتثمارات وثقـة عالميـة‬ ‫فـي اقتصادهـا ‪.‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫االقتصاد عماد أى دولة‪ ،‬قوية ومصر تسعى لبناء اقتصادها‪ ،‬وال بديل عن‬ ‫استكمال المشوار‪ ،‬هذا ما أكده رجال المال واألعمال واالقتصاد من أجل‬ ‫بناء مصر التى نحلم بها‪ ،‬ولذلك يدعون للمشاركة بكل قوة لتأكيد الدعم‬ ‫الشعبي للقيادة‪ ..‬واستقرار األوضاع حتى تطمئن االستثمارات‪ ،‬وتفتح من‬ ‫جديد ابواب الخير على مصر‪.‬‬

‫حسين صبور‬ ‫رئيس جمعية رجال األعمال‬

‫حقها علينا‬

‫المشـاركة مطلوبـة حتـى نخطـوا بالتدريـج إلـى الدولـة الديموقراطيـة‪،‬‬ ‫فمنـذ قيـام ثـورة ينايـر‪ ،‬انهـار االقتصـاد المصـرى تقريبـا‪ ،‬وخـالل السـنوات‬ ‫األربـع الماضيـة‪ ،‬تـم اتخـاذ العديـد مـن الخطـوات اإلصالحيـة‪ ،‬والتـى نجحـت‬ ‫فـى رفـع معـدالت النمـو إلى ‪ 4,5‬فـى المائـة‪ ،‬وبالمشـاركة ونجـاح االنتخابات‪،‬‬ ‫سـيتم اسـتكمال خطـوات اإلصـالح‪ ،‬فتزيـد معـدالت النمـو ويتبعهـا انخفـاض‬ ‫معـدالت البطالـة‪ ،‬أيضـا انخفـاض معـدالت االسـتيراد وزيـادة الصـادرات‬ ‫وبالتبعيـة يتحسـن وضـع سـعر الصـرف‪ ،‬كمـا تزيـد ثقـة المسـتثمرين فـى‬ ‫االقتصـاد المصـرى وتزيـد معـدالت اسـتثمارهم ‪.‬‬ ‫المرحلـة القادمـة تتطلـب العمـل الحقيقـي‪ ،‬سـواء فـى القطـاع الخـاص أو‬ ‫الحكومـي‪ ،‬لزيـادة اإلنتـاج وأول خطـوة حقيقة فـى العمل الجاد‪ ،‬المشـاركة فى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬فيجـب علـى كل مواطـن إعطـاء حـق البلـد‪ ،‬كمـا يطالب‬ ‫دائمـا بحقوقـه‪ ،‬فـال وقـت للجلـوس فـى المنـازل‪ ،‬يجـب المشـاركة لنثبـت أننـا‬ ‫مصريـون وهـذه بلدنـا ولن نتركهـا ألحد‪.‬‬

‫رجل األعمال محمد أبو العينين‬

‫الرهان مضمون‬

‫إقبـال المصرييـن علـى صناديـق‬ ‫االقتـراع ليـس أمـرا مسـتغربا‪ ،‬ألن أصالـة‬ ‫الشـعب المصـري وتمسـكه برئيسـه‬ ‫وجيشـه ودولتـه تظهـر فـي األوقـات‬ ‫الحرجـة‪ ،‬فهـم يتغنـون بوطنيتهـم فـى‬ ‫انتخابـات الخـارج‪ ،‬وسـيفعلون ذلـك‬ ‫فـى الداخـل‪ ،‬وبالتالـى علـى أهـل الشـر‬ ‫االبتعـاد عنـا وتركنـا نبنـى بالدنـا‪ ،‬أمـا عن‬ ‫المصرييـن فـى الداخل فهم ليسـوا بحاجة‬ ‫لدعوتهـم إلـى النـزول‪ ،‬ألنهـم بالفعـل‬ ‫سيشـاركون بشـكل مكثـف وبأعـداد أكبـر‬ ‫مـن أى انتخابـات سـابقة وهـذه هـى‬ ‫وطنيـة الشـعب المصـري التـى نراهـن‬ ‫عليهـا دائمـا‪.‬‬

‫د‪ .‬شريف دالور‬ ‫الخبير االقتصادي‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫د‪.‬يمن الحماقى‬

‫أستاذ ورئيس قسم االقتصاد بجامعة عين شمس‬

‫لمساندة مصر‬

‫اتقاء البالء‬

‫للمشـاركة االنتخابيـة معنـى مختلـف‪،‬‬ ‫ألنهـا بمثابـة تفويـض ثـان للرئيـس السيسـى‬ ‫لالسـتمرار فى سياسـاته سـواء‪ ،‬محاربة اإلرهاب‪،‬‬ ‫أو االسـتمرار فـى التنميـة وتحقيـق المزيـد‬ ‫مـن االسـتقرار االجتماعـي‪ ،‬فنحـن فـى حـرب‬ ‫داخليـة وخارجيـة‪ ،‬ومطلـوب تفويـض مؤسسـى‬ ‫للمسـتقبل عـن طريـق الصنـدوق‪ ،‬وليـس‬ ‫بالخـروج للشـوارع‪ ،‬أمـا عـدم المشـاركة‪ ،‬فهـو‬ ‫يعكـس رسـالة بنوع مـن عدم الرضا عـن اآلداء ‪.‬‬ ‫لألسـف العالـم يتكلـم عـن الديمقراطيـة‬ ‫واليمارسـها‪ ،‬فأقـل دولـة ديمقراطيـة فـى العالم‬ ‫هى أمريكا‪ ،‬وبالتالى المشـاركة ليسـت لتحسـين‬ ‫الصـورة‪ ،‬بقـدر أهميتهـا كتفويـض‪ ،‬وأيضـا حتى‬ ‫ال يحـدث إحبـاط لـدى المواطنيـن المؤيديـن‬ ‫لسياسـات الرئيـس‪ ،‬أمـا عـن األصـوات التـى‬ ‫تعمـل علـى إحبـاط المصرييـن بحجـة الغـالء‬ ‫وارتفـاع األسـعار‪ ،‬فيجـب أن يسـألوا أنفسـهم‬ ‫مـاذا كان ينتظـر المصريـون إذا لـم تتـم تلـك‬ ‫اإلجـراءات اإلصالحيـة الصعبـة لتكـون اإلجابـة‬ ‫ليـس الغـالء فقـط بـل «بـالء»‪.‬‬ ‫علـى كل مواطـن قبـل نزولـه إلـى مقـره‬ ‫االنتخابـى أن يتذكـر مشـروعات اإلسـكان‬ ‫االجتماعـى التـى تمـت‪ ،‬وعشـرات الطـرق‪،‬‬ ‫والمـدن الجديـدة التـى خلقـت آالف فـرص‬ ‫العمـل‪ ،‬أيضا تحسـن سياسـتنا الخارجية‪ ،‬القائمة‬ ‫علـى التوازنات وعـودة دورنا القيـادى بالمنطقة‪.‬‬ ‫يجـب أال نتحـدث عـن الرئيـس كفـرد ولكـن‬ ‫بشـكل مؤسسـى ممثـل فـى مؤسسـة الرئاسـة‬ ‫والمخابـرات العامـة والرقابـة اإلداريـة التـى‬ ‫تحـارب الفسـاد بقـوة‪ ،‬فالمشـاركة مـن شـأنها‬ ‫مسـاعدة النظـام علـى اكتسـاب المزيـد مـن‬ ‫القـوة التـى نراهن عليهـا دائمـاً‪ ،‬باإلضافة زيادة‬ ‫معـدالت المشـاركة تعطـى رسـالة بـأن الشـعب‬ ‫يدعـم االسـتقرار وأننـا صامـدون أمـام كافـة‬ ‫المؤامـرات ‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬شريف البرامونى‬

‫المشـاركة ضروريـة والبديـل عنهـا‪ ،‬ألنهـا سـتعكس اهتمـام المواطـن بمـن‬ ‫يديـر شـئون البـالد‪ ،‬فـكل فـرد لديه الحرية فـى اتخاذ القـرار حتى لو أبطـل صوته‪،‬‬ ‫فيجـب أن يكـون لـكل مواطـن دور فى المشـاركة‪ ،‬سـواء الرفض أو القبـول أو حتى‬ ‫إبطـال الصـوت‪ ،‬ألن الوطـن فـى أمّـس الحاجـة لـكل األدوار مـن حيـث المسـاندة‬ ‫وااللتفـاف حـول حبهـا وهـذا األمـر يتطلـب اإليجابية ‪.‬‬ ‫اإلدالء بالصـوت االنتخابى أحد أشـكال المشـاركة السياسـية ويجعـل المواطن‬ ‫يشـعر بالفخـر ألنـه يمـارس حقـه لصالـح البلـد‪ ،‬كمـا أنهـا دليـل علـى قـدرة تقييم‬ ‫واستشـراف المسـتقبل ومـدى تحسـن وعـى المواطـن بقضايـا بلـده‪ ،‬ويجـب أن‬ ‫يكون إيجابيا وليس سـلبيا‪ ،‬فالمشـاركة تعكس رسـالة بأن الشـعب لديه إحسـاس‬ ‫بالمسـئولية واليفـرط فيها ‪.‬‬ ‫يجـب أن نقـدر مـدى الصعوبـات التـى تواجـه المواطنيـن البسـطاء جـراء‬ ‫اإلصـالح االقتصـادي‪ ،‬فالمعيشـه لـم تعد سـهلة‪ ،‬لكن يجـب المشـاركة حتى ننتقل‬ ‫لمرحلـة أفضـل حيـث يبـدأ الرئيـس فـى إعـادة ترتيـب األولويـات‪ ،‬وهذا مـا نتمناه‬ ‫فنحـن فـى حاجـة إلـى بنـاء رأس المـال البشـري‪ ،‬ومحاربـة البطالـة بالمزيـد مـن‬ ‫الكفـاءة والفاعليـة وتحسـين فـرص التنميـة لتنعكـس علـى المواطـن البسـيط‪.‬‬

‫د فخرى الفقى‬

‫ال مكان لحزب «قاعدون»‬

‫معـدالت المشـاركة ترجـع فـى المقـام األول لسـلوكيات‬ ‫وثقافـة الشـعوب‪ ،‬فـكان المصريـون يفضلـون تلقـى الدعـم‬ ‫مـن كافـة الرؤسـاء وال عالقـة لهـم بالمشـاركة‪ ،‬لكـن أول درس‬ ‫لهـم فـى المشـاركة كان بشـهادات قنـاة السـويس فـكان لهـا‬ ‫عائـد مـادي‪ ،‬لكـن الحـس الوطنـى كان أكبـر‪ ،‬ثـم جـاءت مبـادرة‬ ‫صبـح علـى مصـر بجنيـه حتـى ال يتعـود المواطـن أن يأخـذ فقـط‬ ‫واليعطـي‪ ،‬ويمكـن القـول أن االنتخابـات الرئاسـية تدريـب جديد‬ ‫علـى المشـاركة‪ ،‬وسـتعطى رسـالة بـأن الشـعب أصبـح أكثـر‬ ‫وعيـا مـن الناحيـة السياسـية وقـرر المشـاركة حتـى يكـون فعـاال‬ ‫وليـس مجـرد متلقيـا للتعليمـات‪ ،‬فاختيـار الرئيـس القـادم يعطى‬ ‫للفـرد الحـق فـى محاسـبته‪ ،‬فكيـف تحاسـب شـخصا لـم تشـارك‬ ‫فـى وضعـه علـى الكرسـى‪ ،‬أيضـا المشـاركة تعنـى أن المواطـن‬ ‫المصـرى أصبـح أكثـر وعيـا وهـذا أمـر إيجابى فـى تاريخ الشـعوب‬ ‫فنحـن لسـنا أقـل مـن الشـعب األمريكـى ‪ .‬نحـن نشـارك ألننـا فى‬ ‫الحاجـة لمزيـد مـن الوظائـف وانهـاء حالـة الغـالء والخـروج مـن‬ ‫الـوادى الضيـق‪ ،‬ونقدم رسـالة للعالم بأن المصرى اسـترد إرادته‬ ‫بالكامـل‪ ،‬أيضـا لــ» نفتح نفس الرئيس « فنشـجعه على مجهوده‬ ‫فهـو دائما يشـكر الشـعب وينسـب له النجـاح وبالتالـى آن األوان‬ ‫لنشـكره علـى مجهـوده الشـاق وذلـك بحجـم المشـاركة ‪.‬‬ ‫وأطالـب كل مـن شـارك فـى ثـورة ‪ 30‬يونيـه بالنـزول مـرة‬ ‫آخـرى والمشـاركة فـى االنتنخابـات الرئاسـية‪ ،‬للـرد علـى اإلخوان‬ ‫بـأن مصـر لـن تعـود إلـى الخلـف‪ ،‬فـال مـكان لحـزب قاعـدون وآن‬ ‫األوان لنكـون مشـاركون‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪37‬‬

‫أحمد الوكيل‬ ‫رئيس االتحاد العام للغرف التجارية‬

‫ضرورة لبناء‬ ‫دولة قوية‬

‫اسـتحقاق االنتخابـات الرئاسـية واجـب وطنـى‪ ،‬لنكمـل مسـيرة‬ ‫اإلصـالح وال عالقـة لـه باألفـراد المرشـحين‪ ،‬فعلـى كل مواطـن‬ ‫النـزول واختيـار مرشـحه المفضـل أو تـرك الورقـة فارغـة‪ ،‬إذا لـم‬ ‫يفضـل أى مـن المرشـحين‪ ،‬أمـا عـن نفسـي‪ ،‬فأعلنهـا صراحـة أننـى‬ ‫سـأختار الرئيـس السيسـى لمبررات عديـدة‪ ،‬ألنه حينمـا اختار طريق‬ ‫اإلصـالح االقتصـادى كان هدفـه األساسـى مصلحـة مصـر‪ ،‬قبـل‬ ‫التفكيـر فـى الكرسـى الـذى يجلـس عليه‪ ،‬فهـو يريد بنـاء دولة قوية‬ ‫وحديثـة فقـام بإجـراءات لـم يجـرؤ أى نظـام سـابق علـى تنفيذهـا‪،‬‬ ‫وبالتالـى هـو شـخص منحـاز لبلـده وبنـاء عليـه يجـب أن أنحـاز إليـه‬ ‫شخصيا‪.‬‬

‫د‪ .‬رشاد عبده‬ ‫رئيس المنتدى المصرى للدراسات االقتصادية‬

‫يكفى إنخفاض‬ ‫البطالة‬

‫يجـب أن نشـارك جميعًـا‪ ،‬وال مجـال اآلن لاللتـزام‬ ‫بالمقولـة السـلبية «الرئيـس كسـبان كسـبان»‪،‬‬ ‫فانخفاض معدالت المشـاركة يعطـى الفرصة لإلخوان‬ ‫وأعـداء الوطـن السـتغالل الموقـف‪ ،‬والترويـج بـأن‬ ‫الشـعب يرفض الرئيس وغير مقتنـع به والمقارنة بين‬ ‫حصولهـم علـى ‪ 25‬فى المائـة من األصوات والنسـبة‬ ‫الحاليـة للرئيـس‪.‬‬ ‫يجـب أن نقـف مـع الرئيـس الـذى بـدأ المشـوار‬ ‫ويجـب أن يكملـه فقـام بالعديـد مـن المشـروعات‬ ‫القوميـة‪ ،‬وال وقـت لقـدوم رئيس آخـر ليقوم بتعطيلها‬ ‫فتضيـع على الدولـة أصـول بالمليارات‪ ،‬فمشـروع مثل‬ ‫العاصمـة اإلداريـة وفـر نصـف مليـون فرصـة عمـل‪،‬‬ ‫أيضًا الجامعات تخرج سـنويًا عشـرات اآلالف ومع ذلك‬ ‫معـدالت لبطالـة بـدأت تنخفـض بسـبب المشـروعات‬ ‫القوميـة‪ ،‬أيضًـا إقليم محور قناة السـويس وفر مناطق‬ ‫صناعيـة وزراعيـة وسـياحية وخدمية ولوجسـتية لتأتى‬ ‫أكبـر شـركات العالـم لتسـتفيد منـه فـى مجـال اإلنتاج‬ ‫والتصديـر‪ ،‬وبالتالـى تزيـد فـرص العمـل للمصرييـن‪،‬‬ ‫ومـن المتوقـع أن يحقـق عائـدًا ‪ 60‬مليـار دوالر عـام‬ ‫‪ 2030‬ليحقـق نقلـة كبيـرة للشـعب المصـرى‪ ،‬كذلك‬ ‫إقامـة ‪ 8‬أنفـاق للربط مع سـيناء واسـتصالح نحو ‪300‬‬ ‫ألـف فـدان كلهـا مشـاريع للتنميـة‪ ،‬كمـا نجـح الرئيس‬ ‫فـى ربـط التنميـة بجناحيهـا االقتصـادى واالجتماعـى‬ ‫بتخصيـص ‪ 200‬مليـار جنيـه للشـباب للحصـول علـى‬

‫قـروض بفائـدة منخفضـة‪.‬‬ ‫ويجـب أن نشـارك فـى االنتخابـات لنقـول نعـم‬ ‫للتنميـة ومحاربـة اإلرهـاب والحفـاظ علـى المكاسـب‬ ‫السـابقة‪ ،‬أيضًـا للحفـاظ علـى ميزتيـن وهمـا الـدور‬ ‫التنموى للجيش وتشـجيع الرقابـة اإلدارية على المزيد‬ ‫مـن محاربـة الفسـاد‪ ،‬كذلك اسـتكمال مشـروع تكافل‬ ‫وكرامـة وشـهادات أمـان فنحـن على الطريـق الصحيح‬ ‫ونزولنـا بكثافـة يعنـى حفاظنـا علـى تلـك المكاسـب‪،‬‬ ‫أيضًـا إعطـاء المزيـد مـن الثقـة للمسـتثمر األجنبـى‪،‬‬ ‫بأن هناك اسـتقرارا سياسـيا والتوجد فرصة ألى ثورات‬ ‫مسـتقبلية‪ ،‬ويتبعهـا تشـجيع للسـياحة وبالتالـى تزيد‬ ‫فـرص العمـل‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬بسمة أبوالعزم‬


‫‪38‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫فنانو مصر‬

‫جنود فى سبيل البلد‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫أحالما‪ ،‬ولكنه مثل كل‬ ‫برجا عاجيا‪ ،‬وال يعيش‬ ‫الفنان ليس بعيدا عن الوطن ال يسكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المصريين يعكس هموم وطنه‪ ،‬يدرك الخطر الذى يتهدده‪ ،‬وبحسه الوطني يمتلك القدرة‬ ‫سريعا إلى المواطنين‪ ،‬فنانو مصر دائما على‬ ‫على النصيحة‪ ،‬وتوجيه الرسائل التى تصل‬ ‫ً‬ ‫جنودا فى سبيل الوطن وهذا ما لمسناه منهم خالل الفترة الماضية‪،‬‬ ‫استعداد للتضحية‬ ‫ً‬ ‫داعمون لبلدهم‪ ،‬وهم اآلن يقدمون أسبابهم لدعوة المصريين إلى النزول‪.‬‬

‫نبيلالحلفاوى‬

‫بيومى فؤاد‬

‫دعم مسيرة التنمية‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫فهمى عمر‬

‫علىعبدالخالق‬

‫حمدىالكنيسى‬

‫ألمح تحرك‬ ‫الماليين فى الريف‬

‫«كلنا معاك»‬

‫صفعة على‬ ‫وجوه المتربصين‬

‫الفقراء على رأس المشاركين‬

‫إلهام شاهين‬

‫البد من مشـاركة المواطنين فـى العملية االنتخابية‬ ‫القادمـة مهمـا كان رأيهـم‪ ،‬واليهـم لمـن يصوتـون‪،‬‬ ‫فمشـاركة الشـعب فـى االنتخابـات الرئاسـية القادمـة‬ ‫مشـاركة وطنيـة تسـتوجب وقـوف كل وطنـى شـريف‬ ‫بجـوار وطنـه‪ ،‬ألن هـذا الصوت أمانـة سيحاسـبون عليها‬ ‫أمـام اهلل وسـيفيد مصـر فـى مسـيرة التنميـة والبنـاء‪،‬‬ ‫ألنهـا اآلن تتطوربشـكل كبيـر وسـريع وأصبحـت دولـة‬ ‫كبيـرة ال يليـق بشـعبها إال ممارسـة حقـه بالتصويت فى‬ ‫االنتخابـات ‪.‬‬ ‫المشـكلة ليسـت فـى االنتخابـات الرئاسـية‪،‬‬ ‫ولكـن المشـكلة فـى انتخابـات الفتـرة الرئاسـية التـى‬ ‫تليها‪ ،‬وعلـى الكفـاءات السياسـية الوطنيـة المتميـزة أن‬ ‫تبـادر بتقديـم نفسـها علـى السـاحة خالل األربع سـنوات‬ ‫القادمـة‪ ،‬ليترشـح أحدهـم عقب انتهـاء الفترة الرئاسـية‪،‬‬ ‫لكـى ال يكـون هنـاك أزمـة وحيرة فـى اختيـار رئيس قوى‬ ‫وطنـى قـادر علـى اسـتكمال مـا بدأناه مـن تنميـة وبناء ‪.‬‬

‫التخونوا الوطن‬

‫المشـاركة أقل مـا يمكن تقديمه للرئيس عبدالفتاح السيسـى‬ ‫ككلمـة شـكرمن جميـع المواطنيـن على مـا فعله من تنميـة وبناء‬ ‫وتطويـر فـى وقـت وجيـز جـدا‪ ،‬وأن التصويـت والتواجـد بداخـل‬ ‫اللجـان االنتخابيـة عمـل وطنـى ال يقـل أهميـة عـن المشـاركة فى‬ ‫مكافحـة اإلرهـاب‪ ،‬فـكل مصـرى وطنـى حـر البـد وأن يتوجـه إلـى‬ ‫صناديـق االقتـراع ليقـول كلمتـه ويوجـه التحيـة لوطنـه مـن خالل‬ ‫المشـاركة االنتخابيـة‪ ،‬والتخـاذل عـن النـزول خيانـة هلل والوطـن‪،‬‬ ‫وأيضـا خيانـة للرئيـس الـذى يعمـل بـكل جهـده وطاقتـه لتحقيـق‬ ‫اإلنجـازات لمصـر الحبيبـة‪ .‬فـال يعقـل أن نخـون اهلل والوطـن‪.‬‬ ‫الرئيـس هـو الشـخص الوطنى الـذى صنع من اإلنجـازات ما ال‬ ‫يمكـن لغيـره إنجازهـا‪ ،‬نظرا لصعوبتهـا التى تتطلـب وجود رئيس‬ ‫شـريف ووطنـى فـى المرتبـة األولـى‪ ،‬وأنـه ال يوجد شـخص قيادى‬ ‫ووطنـى وشـريف علـى السـاحة السياسـية يصلـح إلدارة شـئون‬ ‫البـالد واسـتكمال مسـيرة البنـاء والتنميـة‪ ،‬فـى الفتـرة الرئاسـية‬ ‫المقبلـة سـوى الرئيـس «السيسـى»‪.‬‬

‫صالح عبداهلل‬

‫إنقاذ مصر‬

‫الرئيـس ليـس بحاجـة إلـى حمـالت انتخابيـة‪،‬‬ ‫وليـس بحاجـة إلـى توقيـع اسـتمارة «دعـم» ألن‬ ‫دعـم الرئيـس عبدالفتاح السيسـى معـروف للجميع‬ ‫فـكل مصـرى وطنـى يؤيـد الرئيـس يجـب أن‬ ‫يشـارك فـى االنتخابـات المقبلـة مـن أجـل إتمـام‬ ‫المشـاريع الكبيـرة التـى أنجزهـا ومـازال مسـتمرا‬ ‫فـى إنجـاز المزيـد منهـا‪ ،‬لنقـل مصر نقلـة حضارية‬ ‫واقتصاديـة مميـزة ويجـب ان نتذكـر أنـه لـوال‬ ‫إرادة اهلل و إنقـاذ الرئيـس السيسـى لمصـر‪ ،‬كان‬ ‫المصريـون هلكـوا مـن كثـرة الحـروب مـع كل من‬ ‫يطمـع فـى أرضهـم‪ ،‬بـل كانـت مصـر سـتدمر على‬ ‫يـد اإلرهـاب والخونـة والعمالء وألن السيسـى رجل‬ ‫يحـب مصـر من قلبـه البـد أن يتكاتـف المصريون‬ ‫ويوجهـوا له التحية والشـكر من خالل مشـاركتهم‬ ‫فـى االنتخابـات الرئاسـية القادمـة‪.‬‬

‫أراهـن ‪ ..‬سـنجد الفقـراء علـى رأس المشـاركين فـى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة‪ ،‬وذلـك ألن المصرييـن‬ ‫البسـطاء يحبـون الرئيـس واالنتخابـات الرئاسـية فـى‬ ‫الخـارج أكبـر دليـل علـى محبـة النـاس للرئيـس‪ ،‬ومـن‬ ‫يدعـى أن الفقـراء فـى عهـد الرئيـس السيسـى ال يجدون‬ ‫الطعـام وال المأوى هم أعـداء الوطن واإلرهابيون‪ ،‬ألنهم‬ ‫يحاولـون إحبـاط حمـاس المصرييـن ولكـن المصرييـن‬ ‫أذكـى منهـم ولذلـك يجـب مشـاركة المواطنين الشـرفاء‬ ‫فـى االنتخابـات الرئاسـية المقبلـة ألنهـا ليسـت مجـرد‬ ‫انتخابـات ولكنهـا عيد وطنـى وعرس ديمقراطى ورسـالة‬ ‫إلـى كل مـن أراد الشـر بالوطـن‪ ،‬ويجـب أن يلتـف حـول‬ ‫الوطـن فـى هذه الظـروف كل مصرى وطنى شـريف يحب‬ ‫وطنـه مـش عاوزيـن حـد مـن أعـداء الوطـن يشـمت فينا‬ ‫إحنـا هنفضـل نعشـق تـراب مصـر‪ ،‬وهننـزل بـكل قوتنـا‬ ‫لنشـارك فـى االنتخابـات الرئاسـية القادمة للـرد على كل‬ ‫األعـداء وللتصـدى لـكل المؤامـرات»‪.‬‬

‫أحمد بدير‬

‫كنا على وشك الهالك‬

‫الدولـة المصريـة‪ ،‬كانـت علـى وشـك الهـالك واالنهيـار بسـبب‬ ‫قـوى الشـر التـى أرادت خطـف البلـد وبفضـل اهلل الـذى أراد لمصـر‬ ‫النجـاة‪ ،‬أنقـذ الدولـة مـن هـؤالء األشـرار بالرئيـس السيسـي‪،‬‬ ‫فالمشـاركة فـى االنتخابـات الرئاسـية المقبلة‪ ،‬هى أبلـغ رد على قوى‬ ‫الشـر والجماعـة اإلرهابيـة‪ ،‬التـى أراقـت دمـاء المصرييـن فى سـيناء‪،‬‬ ‫وفـى كل محافظـات وقـرى ومـدن مصـر‪.‬‬ ‫أدعـو المصرييـن إلـى ارتـداء المالبـس الجديـدة كأنـه يـوم‬ ‫عيـد واصطحـاب أطفالهـم للجـان‪ ،‬واسـتعراض األغانـى والرقصـات‬ ‫فرحـا أمـام اللجـان االنتخابيـة‪ ،‬ليثبـت المصريـون للعالـم أننـا فـى‬ ‫يـوم عـرس ديمقراطـى‪ ،‬ألن العالـم ينظـر إلـى مشـاركة المصرييـن‬ ‫فـى االنتخابـات المقبلـة‪ ،‬ومنهـم مـن ينتظـر سـقوط مصـر فـى‬ ‫هـذه الفتـرة‪ ،‬والبـد مـن الـرد عليهـم باألفعـال ال األقوال‪ ،‬ومشـاركة‬ ‫الفنانيـن فـى توعيـة المواطنين ضرورة ألن الفنان لـه دور خاص فى‬ ‫اهتمامـه بقضايـا بلـده الفنانـون جنـود فـى سـبيل الوطـن‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬سما الشافعى‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪39‬‬

‫أهيـب بـكل مواطـن أن يشـارك فـى العمليـة‬ ‫االنتخابيـة ألن هـذا واجـب وطنـى قبـل أن يكـون مجـرد‬ ‫أداء سياسـى‪ ،‬فمصـر فـى حاجة إلـى مالييـن أبنائها لكى‬ ‫ينزلـوا إلـى سـاحة االنتخابـات حتـى تبـدو فـى مكانتهـا‬ ‫التـى هـى عليهـا اآلن باعتبارهـا أم الدنيـا‪.‬‬ ‫و المشـاركة فـى االنتخابات دليل علـى الحس الوطنى‬ ‫وأننـا ليـس شـعبا اتكاليـا ولكننـا إيجابيـون نقـوم بواجبنـا‬ ‫تجـاه وطننـا‪ ،‬وكمـا يقـوم الموظـف تجـاه وظيفتـه علـى‬ ‫أكمـل وجـه والصانـع صنعتـه والفـالح بفالحة أرضـه أيضًا‬ ‫فـإن الحـس الوطنـى يحـب أن يـؤدى علـى أفضـل شـيء‬ ‫ويظهـر هـذا الحـس ولحمتـه فـى أن نختـار مـن يحكمنـا‪،‬‬ ‫المشـاركة فـى االنتخابـات دليـل على أننـا يد واحـدة نقول‬ ‫بـكل عـزم لإلرهـاب والتسـيب والسـلبية‪ ،‬إننا نحـن جميعًا‬ ‫صـف واحـد نقف متراصين مسـاندين لحمايـة الوطن ورفع‬ ‫اسـمه عاليـا‪ ،‬كمـا أن ذهابنا إلى صناديق االنتخابات إشـارة‬ ‫واضحـة لـكل المخربيـن أننا سـنمضى فى طريـق التنمية‪،‬‬ ‫أنـا شـخصيا أتوقـع أن يكـون هنـاك ازدحـام كبيـر حـول‬ ‫صناديـق االقتراع‪ ،‬ألننـى ألمح من اآلن ماليين المصريين‬ ‫فـى القـرى والمراكـز والمـدن يتسـابقون إلـى صناديـق‬ ‫االنتخابـات وسـنظهر للعالـم أننـا شـعب واع يعـرف كيـف‬ ‫يسـير نحـو النمـاء والتنمية‪.‬‬

‫المشـكلة الوحيـدة‪ ،‬التـى ربمـا تقلـل نسـبة هـذه‬ ‫المشـاركة هـو عـدم وجـود مناقشـة حقيقيـة علـى أرض‬ ‫الواقـع‪ ،‬فهنـاك إحسـاس لـدى المواطنيـن بـأن الرئيـس‬ ‫السيسـى ناجـح بخـالف االنتخابـات الرئاسـية الماضيـة‪،‬‬ ‫التـى ترشـح فيهـا حمدين صباحـى والذى اعتبره مرشـحا‬ ‫قويـا‪ ،‬وهـو مـا دفـع المواطنيـن للخـروح بكثافـة علـى‬ ‫صناديـق االقتـراع رغـم حصولـه علـى أقـل مـن مليـون‬ ‫صـوت‪ ،‬ولكـن فـى اعتقـادى ال يقلـل من رغبـة الناس فى‬ ‫اسـتكمال الرئيـس السيسـى دورتـه الثانيـة لمـا يملكـه‬ ‫مـن جماهيريـة عريضـة فـى الشـارع المصـرى‪ ،‬كمـا ال‬ ‫يوجـد شـخص يصلـح للمرحلـة التـى يمـر بهـا الوطـن‬ ‫اآلن سـواه ألن مـا بـدأه مـن عمليـة اإلصـالح االقتصادى‬ ‫مـن خـالل المشـاريع القوميـة‪ ،‬التـى أنشـئت علـى أرض‬ ‫الواقـع البـد مـن اسـتكمالها‪ ،‬خاصـة أن هنـاك أمـال لدى‬ ‫المواطنيـن مـع اكتمـال هـذه المشـاريع سـوف تتحسـن‬ ‫الحالـة االجتماعيـة والماديـة‪ ،‬وأنـا أشـيد بالقـرارات التى‬ ‫اتخذتهـا القيـادة السياسـية خاصـة فـى عمليـة اإلصـالح‬ ‫االقتصـادى بخـالف األنظمة السـابقة‪ ،‬التـى كانت تعطى‬ ‫مسـكنات وتؤجـل عمليـة اإلصـالح علـى اعتبـار أن مـن‬ ‫يتولـى بعدهـا يتحمـل هـذه القضايـا‪.‬‬ ‫فـألول مـرة منـذ ‪ 40‬عاما يسـتعمل القائد المشـرط‬ ‫الجراحـى فى مواجهة المشـاكل الحقيقيـة رغم صعوبتها‬ ‫علـى المواطـن المصـرى‪ ،‬وخـالل األربـع سـنوات القادمة‬ ‫شـكل مصـر سـيتغير لألفضـل لذلـك أنـا مقتنـع بشـعار‬ ‫“كلنـا معـك”‪ ،‬ألنه بكل صراحـة الرئيس السيسـى يواجه‬ ‫قضايـا مهمـة داخـل المجتمـع المصـرى لذلـك البـد أن‬ ‫نقـف خلفه‪.‬‬

‫شكرى أبو عميرة‬

‫المرأة ثم الشباب‬

‫المصريون فى الخـارج قدموا أروع‬ ‫األمثلـة الوطنية فى المشـاركة الفعالة‬ ‫لالنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬والجميـل أن‬ ‫المشـاركة فـى االنتخابـات الحاليـة‬ ‫تؤكـد كذب مـا يدعيه البعـض من أن‬ ‫العملية محسـومة للرئيـس عبدالفتاح‬ ‫السيسـى‪ ،‬ولكننـا أردنا توصيل رسـالة‬ ‫للعالـم بـأن هنـاك انتخابـات حـرة‬ ‫ونزيهـة ولنؤكـد أن الشـعب المصـرى‬ ‫بأكملـه يقـف خلـف القيـادة السياسـة‪،‬‬ ‫وجيشـنا وشـرطتنا وسـعدت بمقالـة‬ ‫للدكتـورة نـوال الدجـوى‪ ،‬التـى تدعـو‬

‫أبناءهـا الذيـن تعلمـوا علـى يديهـا‬ ‫للمشـاركة فـى االنتخابـات الرئاسـية‬ ‫القادمـة للوقـوف مع جنودنا البواسـل‪،‬‬ ‫الذيـن يخوضـون أشـرف معركـة‬ ‫لتطهيـر سـيناء مـن اإلرهابييـن‪.‬‬ ‫ال أخفـى أننـي كنـت فـى غايـة‬ ‫السـعادة عندمـا شـاهد «تحيـا مصـر»‬ ‫مجلجلـة فـى كل صناديـق االقتـراع‬ ‫للمصرييـن فى الخـارج‪ ،‬الذين حرصوا‬ ‫منـذ الصبـاح الباكـر علـى المشـاركة‬ ‫فـى االنتخابـات ليضربـوا أروع‬ ‫األمثلـة فـى الحـس الوطنـى‪ ،‬ويقينـى‬

‫أن االنتخابـات الرئاسـية هـذا العـام‬ ‫ستشـهد تدفقـا كبيـرا مـن الشـباب‬ ‫بعـد المـرأة والكبـار وكلـى أمـل أن‬ ‫يكـون الشـباب رقـم اثنين بعـد المرأة‬ ‫فـى المشـاركة‪ ،‬خاصـة أنـه الوحيـد‬ ‫المسـتفيد مـن عمليـة البنـاء والتنمية‬ ‫وحـرص القيـادة السياسـية االهتمـام‬ ‫بـه ألنـه مسـتقبل هـذه األمـة‪.‬‬

‫ال مجـال إطالقـا للتهـاون فـى اسـتثمار فرصـة‬ ‫المشـاركة فـى االنتخابات الرئاسـية القادمـة لكى نؤكد‬ ‫للعالـم كلـه‪ ،‬بـل وأعـداء الداخـل والخـارج أن الشـعب‬ ‫المصـرى الـذى صنـع ثـورة ‪ 30‬يونيـه العظيمـة التـى‬ ‫أبهـرت العالـم لـن يتراجـع لحظـة عـن تحقيـق أهدافها‪،‬‬ ‫خاصـة بعـد نجـاح القيـادة السياسـية فـى السـنوات‬ ‫القليلـة الماضيـة فـى تحطيـم كثيـر مـن المحـاوالت‬ ‫لعـزل مصـر مـرة بقولهـم بـأن ثـورة يونيـه انقـالب‬ ‫عسـكرى وأخـرى بدعـوى أن الشـعب منقسـم علـى‬ ‫نفسـه وفـى حالـة انهيـار وأن اقتصادهـا لـن تقـوم لـه‬ ‫قائمـة فـكان الـرد المصـرى العظيـم صفعـة علـى وجوه‬ ‫المتربصيـن والمدبريـن والمنفذيـن لـكل العمليـات‬ ‫اإلرهابيـة واإلجراميـة التـى حاولـت ومازالـت االنتقـام‬ ‫مـن مصـر‪ ،‬ألنهـا الدولـة العربيـة الوحيـدة التـى نجـت‬ ‫مـن مخطـط الشـرق األوسـط الجديـد‪ ،‬الـذى بنـى علـى‬ ‫تمزيـق وتقسـيم الـدول العربيـة إلـى دويـالت صغيـرة‪،‬‬ ‫وهـذا مـا يعانـى منـه العديـد مـن الـدول العربيـة‬ ‫الشـقيقة‪ ،‬فلدينـا فرصـة اآلن أن نحتشـد بعشـرات‬ ‫المالييـن فـى االنتخابـات القادمـة حتـى يعلـم القاصـى‬ ‫والدانـى أن مصـر بشـعبها العظيم وجيشـها وشـرطتها‬ ‫البواسـل أقـوى وأكبـر مـن أى مخططـات ومؤامـرات‪.‬‬ ‫واطالـب المواطنيـن بعـدم االنصيـاع لوسـاوس‬ ‫أعـداء الداخـل والخـارج واإلهمـال فـى المشـاركة‬ ‫االنتخابيـة حتـى ال تظهـر مصـر منقسـمة مشـتتة‬ ‫وإعطـاء فرصـة ألعدائهـا لينقضـوا علينـا بشـكل أكبـر‬ ‫وأخطـر‪.‬‬ ‫وأتوقـع بإعالمنـا الواعـى المتـوازن الهـادئ غيـر‬ ‫االنفعالـى التحـرك الجماهيـرى مـن خـالل األحـزاب التى‬ ‫أتيحـت لهـا الفرصـة اآلن إلثبـات وجودهـا الحقيقى على‬ ‫السـاحة‪ ،‬فلـو أتيحـت كل هـذه األمـور سـيكون هنـاك‬ ‫تدفـق كبيـر علـى صناديـق االقتـراع بصـورة مشـرفة‬ ‫لمصـر قبـل كل شـيء‪ ،‬لكن مـا يهمنى أن يلتف الشـباب‬ ‫المصـرى حـول القيـادة السياسـية‪ ،‬خاصـة أن معظـم‬ ‫المشـاريع الجديـدة التـى يتـم إنشـاؤها هـو الوحيـد‬ ‫المسـتفيد منهـا‪ ،‬وكذلك المـرأة المصريـة التى حصلت‬ ‫علـى العديـد مـن حقوقهـا باإلضافـة إلـى األقبـاط‬ ‫الذيـن تعرضـوا لمخاطـر شـديدة أثناء حكـم اإلخوان إال‬ ‫أنهـم وجـدوا فـى ثـورة ‪ 30‬يونيـه كل تقديـر واحتـرام‬ ‫ليكونـوا القاطـرة‪ ،‬التـى تجـذب كل الشـعب لاللتفـاف‬ ‫حـول صناديـق االقتـراع ليقولـوا‪ :‬نحن نشـارك بأصواتنا‬ ‫لمصـر قبـل كل شـيء‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬هشام الشريف‬


‫‪40‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫رجال الدفاع عن أمن مصر‬

‫صوت المواطن سالح الوطن‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫اللواء محمود خلف‬

‫نستعرض قوتنا أمام العالم‬

‫يجب علينا المشاركة فى االنتخابات الرئاسية بكثافة لسبب مهم وهو أنه على‬ ‫الشعب المصرى أن يستعرض نفسه وقوته أمام العالم‪ ،‬ويوجه رسالة ألعداء مصر‬ ‫َ‬ ‫مَفادُها دعم قائد مصر‪ ،‬فاالنتخاالت رسالة للعالم بصفة عامة ورسالة لإلرهابيين‬ ‫بصفة خاصة‪ ،‬مفادها أننا لن نتوقف عن حربنا ضد اإلرهاب وهزيمته وتطهير العالم منه‪.‬‬ ‫وهناك إشارة واضحة من المصريين فى الخارج الذين أرسلوا رسالة للعالم أجمع بأن‬ ‫االنتخابات فى الداخل سوف تكون استكماال لهذه الرسالة الوطنية ويبقى على الشعب‬ ‫المصرى أن يقول الرسالة الكبرى باستعراض قوته فى الداخل واستكمال الرسالة‪.‬‬

‫اللواء طلعت موسى‬

‫المشاركة‪ ..‬كلمة سر «الوطنية»‬ ‫الكتب السماوية الثالثة ذكــرت مصر تلميحًا‬ ‫وتصريحًا؛ الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد‬ ‫والقرآن الكريم أيضًا‪ ،‬وعندما يذكر اهلل عز وجل هذا‬ ‫البلد فى كتبه الثالثة ثم يولد المواطن المصرى‪،‬‬ ‫ويحمل بطاقة هوية أنه ينتمى لهذا البلد فهو مسئول‬ ‫عن هذا البلد‪ ،‬وإذا كان كل مواطن يعيش مع أسرته‬ ‫فى بيته هو مسئول عنه وعن حمايته؛ إذن عندما يذكر‬ ‫رب العزة هذا البلد فى كتبه‪ ،‬فهذا يعنى أن هذا البلد‬ ‫له موقع معين سوف نُسأل عنه والذين يعيشون فيه‬ ‫سيسألون عنه ومن يحملون الهوية المصرية سيسألون‬ ‫عنه؛ وهذا هو ما يفرض على كل إنسان إذا كان لديه‬ ‫قناعة بأن هناك يوم للبعث ويوم للحساب أمام اهلل عز‬ ‫وجل وأننا سنحاسب فعلنا وماذا قدمنا لبلدنا‪.‬‬ ‫إذن‪ ..‬البد أن ننزل ونقول نحن نريد ذلك وال نريد‬ ‫ذلك‪ ،‬فال يوجد أحد يقول للمواطن من يختار وإنما كل‬ ‫مواطن سيد قراره‪ ،‬لكن إذا امتنع عن المشاركة وجلس‬ ‫فى بيته سيُسأل أمام رب العزة ماذا فعلت ببلدك فى‬ ‫هذا اليوم؟‪ ..‬البلد الذى وفر لك الوطن واألمان والمأوى‬ ‫والتعليم وشهادة الميالد والرقم القومى فهل من‬ ‫يمتنع عن المشاركة سيقول هلل إن البلد كانت تقرر من‬ ‫سيحكمها «وأنا كنت جالس على القهوة أو فى البيت؟»‬ ‫أما ما تم على مستوى الخارج فهؤالء هم المصريون‬ ‫الذين «يحتار فيهم العالم»‪ ،‬فهم الشرفاء الذين تركوا‬ ‫أعمالهم ومصالحهم واستقطعوا يومًا من مرتباتهم‬ ‫وذهــبــوا للتصويت فــى االنتخابات ألنهم يحفظون‬ ‫الجميل‪ ،‬ألن مصر هى التى علمتهم‪ ،‬وال بد من رد هذا‬ ‫الجميل «وكــل واحــد هيشيل شيلته أمــام رب العزة»‪،‬‬ ‫وهنا نحن ال نتحدث عن الوطنية واالنتماء فحسب‪ ،‬أما‬ ‫«المتنطعون» الذين يقول إنهم مقاطعون فهم أحرار‪،‬‬ ‫وهم الذين سيسألون أمام اهلل عز وجل‪.‬‬

‫اللواء مجدى البسيونى‬

‫رجال األمن وأبناء القوات المسلحة يعرفون معنى الدولة‪ ،‬وقيمة الحفاظ على‬ ‫أمنها القومى‪ ،‬يرون أن المواطن هو خط الدفاع األول واألهم فى أمن بلده‪،‬‬ ‫وصوته هو سالحه الذى يحمى به بلده فى مواجهة المتربصين به ولهذا يرون أن‬ ‫صندوق االنتخاب ال بد أن يمتلئ بأصوات المصريين ليعلنوا دفاعهم عن بلدهم‬ ‫فى هذا الوقت العصيب‪.‬‬

‫اللواء ناجى شهود‬

‫سيسألنا اهلل ماذا‬ ‫فعلنا لـ «بلدنا»‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫المشاركة فى االنتخابات واجب وطنى وقومى منصوص عليه فى الدستور‪ ،‬والشخصية‬ ‫الوطنية العظيمة‪ ،‬التى تؤمن بقيادتها السياسية والعسكرية وتتالحم معهم للتطلع إلى‬ ‫المستقبل والقضاء على السلبيات الموجودة فى المجتمع وفى مقدمتها اإلرهاب‪ ،‬فكل مواطن‬ ‫يجب عليه أن يخرج ليُدلى بصوته ألن ذلك حق وواجب منصوص عليهما فى الدستور‪ ،‬ودول‬ ‫كثيرة تنظر إلينا وتقف لنا متربصة‪ ،‬باإلضافة إلى منظومة اإلرهاب‪ ،‬والتى يأتى فى مقدمتها‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا وألمانيا وتركيا وقطر وإيران‪.‬‬ ‫ومشاركة المواطن تعبير عن الوطنية الصادقة وضربة موجهة لكل من تُسول له نفسه‬ ‫أن يشكك فى مصداقية النظام القائم‪ ،‬ويشكك فى التفاف الشعب حول قيادته السياسية‪ ،‬ورد‬ ‫على الغرب بالكامل أننا متماسكون ومتالحمون نؤدى دورنا ومهمتنا القومية فى مواجهة كل‬ ‫التهديدات والتحديات‪ ،‬ولن يستطيع أي منكم أن يقسم هذه المنظومة المصرية الرائعة‪،‬‬ ‫والدليل على ذلك المشاركة الكبيرة والجميلة للمصريين فى الخارج المواطن الذى تَغَرب للعمل‬ ‫فى الدول العربية واألجنبية من أجل «لقمة العيش» وتأمين مستقبله ومستقبل أوالده‪.‬‬ ‫كما أن المشاركة الكبيرة للمواطن المصرى فى الخارج بمثابة تعبير عن الوطنية المصرية‬ ‫الصادقة‪ ،‬وأن شعب مصر أصبح متفهما جيدا لما يدور حوله من أكاذيب وشائعات ألجهزة‬ ‫اإلعالم المعادية والقنوات التليفزيونية التى توجه أبواقها وتبث سمومها من أجل التأثير على‬ ‫الرأى العام المصرى‪ ،‬فها هو يرد عليكم بصفعة قوية وهى المشاركة السياسية فى االنتخابات‪.‬‬

‫اللواء محمد الشهاوى‬

‫رسالةالمصريين‬

‫المشهد فى الخارج كان يدعو للفخر واالعتزاز‪ ،‬وأرى أن المصريين يــؤدون الرسالة‬ ‫أنهم خلف القيادة السياسية وخلف الدولة‪ ،‬وأن كل صوت يتم إعطاؤه فى صندوق االقتراع‬ ‫هو بمثابة رصاصة فى قلب اإلرهــاب واإلرهابيين‪ ،‬ولذلك أتوقع أن يكون الحشد فى‬ ‫الداخل بكثافة أكبر‪ ،‬والصورة ستكون أكثر إشرا ًقا‪ ،‬مما رأيناه فى الخارج‪ ،‬وهذا يعطينا‬ ‫رسالة أن الشعب المصرى شعب عظيم ويعى جيدًا حجم التحديات والتهديدات‪ ،‬التى‬ ‫تجابه الدولة ويساند العملية الشاملة سيناء ‪ ،2018‬وهــذا حق من حقوق الشهداء‬ ‫الذين استشهدوا لصالح هذا الوطن أن الشعب يخرج عن بكرة أبيه لــإلدالء بصوته‪.‬‬ ‫وبالنسبة للمقاطعين أتذكر أن الحبيب على الجفرى فى الندوة التثقيفية رقم ‪ 27‬عندما قال‬ ‫إن غبار حذاء أقل جندى فى الجيش يعتبر أطهر من ألسنة الذين يطالبون بالمقاطعة ألنهم‬ ‫يعتبرون خائنين للدولة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬فاطمة قنديل‬

‫اللواء محمد ُ‬ ‫الغبارى‬

‫استكمال «بناء الدولة»‬

‫االنتخابات هى أساس الحياة السياسية فى مصر‪ ،‬وفى أى دولة فى العالم‪،‬‬ ‫ألن المجال السياسى لألمن القومى ينقسم إلى السياسة الخارجية والسياسة‬ ‫الداخلية‪ ،‬والسياسة الداخلية هى أساس بناء سياسة الدولة والمؤسسات‬ ‫والتشريعات داخل البلد وأساسها هو االنتخابات‪ ..‬إذن‪ ..‬المواطن عندما‬ ‫يشارك ويمارس حقه فهو يبنى األمن القومى لدولته‪ ،‬ألنه يبنى جميع‬ ‫المؤسسات باالنتخاب مثل مجالس اآلباء والعمارات واالتحادات والنقابات‬ ‫والجمعيات صاحبة النشاط االجتماعى واالنتخابات البلدية أو المحلية أو‬ ‫التشريعية‪ .‬وإذا كان المواطن مُقبل على أن يستخدم حقه االنتخابى فى بناء‬ ‫دولته‪ً ،‬‬ ‫إذا هو يشارك بناء دولته‪ ،‬وإذا لم يستخدمه فهو ال يشارك فى بناء‬ ‫دولته‪ ،‬وبالتالى سيتحكم فيها أقلية ال تعبر عن رأيه وال رأى األغلبية‪ ،‬التى‬ ‫حجبت نفسها عن االنتخابات‪ ،‬مثلما كان يحدث من قبل ومن أجل ذلك قامت‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير‪.‬‬ ‫والجزء اآلخر الذى يؤكد حتمية المشاركة‪ ،‬يتمثل فى أن جميع دول العالم‬ ‫تنظر للدول التى يكون فيها الشعب مُحجمًا عن االنتخابات بأمرين‪ ..‬إما أن‬ ‫يكون فيها نظام ديكتاتورى‪ ،‬ولذلك الناس امتنعت عن المشاركة‪ ،‬وإما أن‬ ‫مستوى فهم الناس للديمقراطية ضعيف مثلما حدث فى االنتخابات البرلمانية‬ ‫األخيرة عندما كان مستوى المشاركة ضعي ًفا‪ ،‬وهذا يعود لعادات الشعب‬ ‫المصرى «أنه عندما يطمئن ينام»‪.‬‬

‫اللواء سمير فرج‬

‫المشاركة ترفع معدالت االستثمار‬ ‫علينا إدراك أن المشاركة فى االنتخابات هى التى توضح صورة الدولة‬ ‫أمام المجتمع الدولى‪ ،‬وكلما كانت معدالت المشاركة مرتفعة‪ ،‬فإنها تؤكد‬ ‫أنها دولة ديمقراطية ومعنى ذلك أنها تُشجع المستثمرين ورجال األعمال‬ ‫أنهم يحضرون إلى مصر ويستثمرون فيها ألنها دولة مستقرة وفيها حكومة‬ ‫تحكم‪ ،‬إنما الدولة‪ ،‬التى ال أحد يحضر االنتخابات فيها هى دولة غير مستقرة‬ ‫ليست لها قوانين أو مبادئ‪ ،‬وال أقصد هنا المشاركة فى االنتخابات الرئاسية‬ ‫فحسب‪ ،‬ولكن المشاركة فى أية انتخابات‪ ،‬وخير مثال على ذلك ما حدث‬ ‫فى انتخابات إنجلترا أو االستفتاء على دخولها السوق األوربية‪ ،‬وذلك أعطى‬ ‫انطباعًا للجميع أن إنجلترا دولة ديمقراطية فيها قوانين تحكمها‪.‬‬ ‫إذن إذا كنا نريد تحسين صورة مصر فى الخارج‪ ،‬حتى يكون هناك‬ ‫استثمار البد من المشاركة فى االنتخابات‪ ،‬وهذا الحضور ليس للرئيس‬ ‫السيسى‪ ،‬لكنه لمصر وسمعة مصر‪ ،‬وصورة المشاركة فى االنتخابات فى‬ ‫الخارج كانت أكثر من رائعة وردت على جميع المشككين‪ ،‬كما أن المواطنين‬ ‫فى الخارج يعون جيدًا قيمة الوطن رغم غربتهم‪ ،‬وجميع وكاالت األنباء‬ ‫العالمية نقلت ذلك فى حين أن جميع الجبهات المعادية لمصر فى حالة‬ ‫سكون تام ألنهم فوجئوا بهذه الضربة القاضية من المصريين العاملين‬ ‫فى الخارج‪ ،‬وهذا أقوى رد عليهم وعلى أى كيان معاد لمصر سواء دوال أو‬ ‫جماعات أو أفرادا‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪41‬‬

‫رسالة إلى المواطن‬

‫عزيزى المواطن المصرى قصدت أن أخاطبك ألنك تحمل صفتين «مواطن‬ ‫ومصري» فإذا كنت مواطنا تنتمى إلى وطن محدد يحميك وفيه ولدت وعلى‬ ‫أرضه نشأت‪ ،‬وإذا كنت مصريا ألنك تنتمى إلى مصر‪ ..‬ومن ثم لست مجهول‬ ‫الهوية أو بال جنسية‪ ،‬فيجب أن تعى أن هناك من يتربص بك لينتزع منك‬ ‫وطنك وكرامتك من خالل هدم وإسقاط الوطن وهو ما يوجب عليك حماية‬ ‫وطنك بالنزول والمشاركة‪ ..‬عزيزى المواطن‪ ..‬إذا كنت تتذكر ما حدث بعد فض‬ ‫اعتصام رابعة المسلح وما تاله من أحداث إرهابية فى محافظات مصر وخاصة‬ ‫ما حدث فى سيناء بعد تحالف إخوان الشياطين مع دوال أنفقت المليارات لتدمير‬ ‫مصر وإسقاطها لتسقط الدول العربية كلها‪ ،‬وإقامة إمارة إسالمية بشمال‬ ‫سيناء‪ ،‬حتى تنعم إسرائيل باألمن واألمان بعد أن يتم ترحيل الفلسطينيين‪،‬‬ ‫وهذا يوجب عليك حماية وطنك بالنزول والمشاركة‪.‬‬ ‫وإذا دققت النظر فى حال األشقاء السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين‬ ‫وقد تركوا بيوتهم وتفرقوا وشردوا وأنت تنعم باألمن متواجدا فى بيتك ومع‬ ‫أسرتك وتذهب إلى عملك‪ ،‬وهذا يوجب عليك حماية وطنك بالنزول والمشاركة‪.‬‬ ‫عزيزى المواطن‪ ..‬إذا كان العالم اعترف بعظمة وشموخ وطنك فيجب أن‬ ‫تفخر وتعتز به كونك مواطنا مصريا‪ ،‬وإذا كنت إنسانا عاقال ورشيدا ولست‬ ‫معزوال سياسيا ولك شخصيتك ولك اسمك‪ ،‬فهذا يوجب عليك حماية وطنك‬ ‫بالنزول والمشاركة‪ ،‬ألنك إذا الزمت بيتك وقاطعت االنتخابات‪ ،‬وجب أن ترحل‬ ‫عن هذا البلد‪ ،‬ألنه وطن المواطن المصرى وأنت فى هذه الحالة عديم الهوية‪.‬‬ ‫اعلم أنك البد وأن ترد على أعداء مصر وعلى الساعين إلسقاطها ال بمال‬ ‫تنفقه وال بجهد شاق‪ ،‬وإنما بواجب وطنى ال يستغرق منك ساعة لتدلى بصوتك‬ ‫لمن تراه مناسبا والبد أن تشارك كمواطن مصرى‪.‬‬

‫اللواء محمد نور‬

‫اختاروا «القوى األمين»‬

‫على المواطنين التمسك بحقهم الدستورى فى اختيار رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬فى مرحلة من أصعب المراحل التى تمر بها البالد دفاعا‬ ‫عن مقدسات الوطن ضد الطامعين والمشككين والمتآمرين من الداخل‬ ‫والخارج‪ ،‬وإجهاض مخططاتهم التى تدعو لعدم المشاركة‪ ،‬ويجب أن تكون‬ ‫المشاركة بكثافة إليصال رسالة للداخل والخارج‪ ،‬مفادها أن الشعب المصرى‬ ‫يقف وراء قيادته ص ًفا واحدًا‪.‬‬ ‫كما أن المشاركة تعتبر تقديرا ألرواح ودماء الشهداء الذين ضحوا‬ ‫بأرواحهم من أجل الحفاظ على ترابنا الوطنى المقدس فى سيناء الذى‬ ‫ارتوى بدماء أجدادنا وآبائنا على مر السنين‪ ،‬أخى المواطن جاوز الظالمون‬ ‫المدى فحق الجهاد وحق الفدا‪ ..‬تقديرا وتقديسا ألرواح ودماء الشهداء من‬ ‫أبنائك وأشقائك‪ ،‬شارك فى رسم مستقبل وطنك ومارس حقك الدستورى فى‬ ‫اختيار الرئيس القوى األمين‪ ،‬وكن ظهيرا قويا لرجل شعاره «تحيا مصر « فى‬ ‫مواجهة تنظيم إرهابى ماسونى دولى شعاره «طظ فى مصر»‪.‬‬

‫اللواء دكتور شوقى صالح‬

‫المشاركة‪ ..‬تحدٍ كبير إلرادة “قوى الشر”‬

‫متابعة العالم أجمع لمجريات االنتخابات الرئاسية المصرية باهتمام كبير‪ ،‬ترجع إلى أمرين‪ ،‬أولهما أن مصر ال‬ ‫تزال تواجه أخطر موجة إرهابية فى تاريخها الحديث‪ ،‬والعالم يترقب مدى قدرة الدولة المصرية على توفير التأمين‬ ‫الالزم إلجرائها‪ ،‬الثانى يتعلق بمتابعة نسبة المشاركة فى هذه االنتخابات‪ .‬وفى سياق األمر األول يمكن القول أن‬ ‫األجهزة األمنية (القوات المسلحة والشرطة) حققت نجاحًا باهرًا فى العملية العسكرية “سيناء ‪ ،”2018‬وأثبتت للعالم‬ ‫أجمع مقدرتها على دحر قوى اإلرهاب‪ ،‬ومع هذا ال تزال لدى أعداء مصر رغبة جامحة فى إفشال جهود الدولة المصرية‬ ‫فى تأمين هذا الحدث الهام‪ ،‬ظنًا منهم أنه مع تنفيذ حادث إرهابى أو أكثر سيمتنع‬ ‫المصريين عن النزول للمشاركة‪ ،‬وهذا يؤكد أنهم ال يزالون غير مدركين لطبيعة‬ ‫الشعب المصري‪ ،‬فإن فعلوها ال قدر اهلل فسيكون هذا األمر حافزًا إضافيا للنزول‬ ‫والمشاركة وتحديًا لقوى الشر‪.‬‬ ‫كما تم رصد محاوالت دؤوبة للتأثير على الرأى العام المصرى من خالل ساحات‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث يشككون فى جدوى النزول والمشاركة فى االنتخابات‬ ‫من ناحية‪ ،‬وكذا محاوالت أخرى للتشكيك فى نزاهة العملية االنتخابية‪ .‬وعلينا إدارك‬ ‫أن تأمين االنتخابات ال يقتصر فقط على الجوانب األمنية التقليدية مثل تأمين‬ ‫مقار اللجان ومراكز الفرز فقط‪ ،‬بل يجب االهتمام بأنشطة الفضاء اإللكتروني‪ ،‬وكذا‬ ‫ً‬ ‫فصوال فاضحة لقناة عالمية لها‬ ‫فضائيات اإلعالم المغرض‪ .‬وقد شاهدنا مؤخرًا‬ ‫سمعتها ومكانتها المرموقة تسقط مهنيًا‪ ،‬بشكل يؤكد أن القائمين على هذا العمل‬ ‫فى القناة ممولون من أعداء مصر‪ .‬وأناشد شعبنا العظيم فى إثبات مشاركته الفعالة‬ ‫فى هذا الحدث الهام وانتصاره للديمقراطية‪ ،‬التى تعد من أهم مقومات الحياة فى‬ ‫الدول المتقدمة‪ ،‬ففى هذه المشاركة مصلحة عليا لوطن يكافح أبناؤه من أجل إعالء‬ ‫رايته وازدهاره‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬وائل الجبالى‬


‫‪42‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫المرأة‬

‫بطلة اللحظات االستثنائية‬ ‫السفيرة منى عمر مساعد وزير‬ ‫الخارجية للشئون اإلفريقية سابقاً‬

‫حق الشهداء‬

‫ّ‬ ‫لم تتخل يوما عن تلبية نداء الوطن‪ ،‬وطالما كانت األكثر مشاركة فى لحظات هذا‬ ‫البلد االستثنائية‪ ،‬من راهن عليها «فاز»‪ ،‬ومن أعطاها ّ‬ ‫ردت الجميل بأضعافه‪ ..‬فى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حضورا وتفاعال أمام لجان االنتخابات‪ ..‬وفى الداخل تعد بأنها‬ ‫الخارج كانت األكثر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ستكون منذ الصباح فى الطوابير‪ ،‬وستحشد طوعا وحبا‪ ..‬إنها المرأة المصرية‪.‬‬

‫د‪.‬هدى بدران‬

‫ترسيخا للديمقراطية‬ ‫من ال يأخذ حقه ال يستحقه‪ ،‬ومــن لم يشارك بحقه‬ ‫فى التصويت‪ ،‬ال يستحق المشاركة فى صنع القرار‪ ،‬وأنا ال‬ ‫يهمنى العالم‪ ،‬وال يعنينى سوى مصر‪ ،‬فترسيخ مبادئ وأدوات‬ ‫الديمقراطية‪ ،‬لن تكون إال بالمشاركة‪ ،‬واستكمال مسيرة‬ ‫البناء‪.‬‬ ‫ونحن كنساء‪ ،‬مسئوليتنا الحافظ على حقنا فى التصويت‬ ‫الذى نناضل من أجله وعلى مدى سنوات‪ ،‬ولم نحصل عليه إال‬ ‫عام ‪ 1956‬فيجب أن نحرص على حقوققنا لنطالب بالمزيد‪.‬‬

‫بالقطع سأشارك فى االنتخابات الرئاسية‪ ،‬ألن هذا حقى‬ ‫فى اختيار رئيس بلدى‪ ،‬ولن أتنازل عن هذا الحق‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أن هذا الحق يؤكد اعتراف الدولة بحقوقى كمواطنة كاملة‬ ‫األهلية‪ ،‬فضال عن كونه دعما للوطن الذى يمر بمرحلة‬ ‫هامة جداً فى تاريخه‪ ،‬ولن أترك تحديد مصيره فى أشخاص‬ ‫ال يقدرونه وال يحبونه‪ ،‬بل ويقتلون أبناءه ويسعون إلى تدمير‬ ‫مؤسساته‪ ،‬و أطالب كافة المواطنين بممارسة حقهم فى‬ ‫االختيار عبر المشاركة فى االنتخابات واإلدالء بأصواتهم مهما‬ ‫كان اختيارهم ألن هذا حق الوطن وحق الشهداء‪.‬‬ ‫حان الوقت ليثبت كل مواطن‪ ،‬حبه وإخالصه لهذا البلد‪،‬‬ ‫بالمشاركة فى انتخابات ينظر إليها العالم ويتربص بنتائجها‬ ‫األعداء‪ ،‬والنتيجة هنا ليست هى المعيار الوحيد وإنما حجم‬ ‫المشاركة من أهم المعايير التى ستحدد نظرة العالم الخارجى‬ ‫لمصر فأصواتنا هى القوة الناعمة التى ستساعد النظام القائم‬ ‫أيا كان األشخاص‪ -‬على دعم القوة االقتصادية والخارجية‬‫لمصر وتؤكد مكانتها فى العالم‪.‬‬

‫السفيرة ميرفت التالوى مدير منظمة المرأة العربية‬

‫بسواعد النساء‬

‫المستشارة تهانى الجبالى النائبة السابقة‬ ‫لرئيس المحكمة الدستورية العليا‬

‫حقى الدستورى‬

‫سأكون أول المشاركات ألن تصويتى فى االنتخابات حقى‬ ‫الدستورى‪ ،‬الذى أحرص دائما عليه‪ ،‬بغرض المساهمة فى بناء‬ ‫مستقبل وطنى‪ ،‬بعدما تيقنت حاجته للحشد لمساندة صورته‬ ‫أمام العالم‪ ،‬إلى جانب أن مصر تمر بمرحلة حرجة‪ ،‬وهى‬ ‫مرحلة مواجهة وحالة حرب مع اإلرهاب‪ ،‬تحتاج وقوف الشعب‬ ‫خلفها‪ ..‬لن أدعو الشعب المصرى للمشاركة‪ ،‬ألن الشعب هو‬ ‫القائد والمعلم‪ ،‬ويعرف مسئوليته جيداً تجاه بلده‪ ،‬وال يحتاج‬ ‫من يوجهه وهو ما لمسناه فى مشاركة المصريين بالخارج‪،‬‬ ‫وتعبيرهم عن فرحتهم بالعرس االنتخابى‪.‬‬ ‫وانا على يقين أن المصريين سيحتشدون ‪ ،‬سيقولون‬ ‫كلمتهم وبقوة لمساندة بلدهم ‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫سأشارك فى تأييد الديمقراطية والمضى قدماً فى البناء‬ ‫والنمو االقتصادى‪ ،‬إلى جانب أن الصوت االنتخابى‪ ،‬هو حقى‬ ‫كمناضلة من أجل حقوق المرأة‪ ،‬فيجب أن أكون قدوة ومثال‬ ‫لتتعلم السيدات‪ ،‬الحفاظ على حقوقهن‪ ،‬والمكاسب التى‬ ‫يحصلن عليها‪ ،‬وخاصة فيما يخص المشاركة السياسية وصنع‬ ‫القرار‪ ،‬وأدعو الجميع‪ ،‬رجاال ونساء إلى المشاركة‪ ،‬لنقول للعالم‬ ‫كلمتنا ونحمى بالدنا ونحافظ على أمنها واستقرارها‪ ،‬ألن‬ ‫العالم يتربص بنا ويرصد نسب المشاركة‪.‬‬ ‫أنا على ثقة أن المرأة المصرية ستقف وتدعم بالدها‪،‬‬ ‫ألنها تمتلك ذكاء فطريا‪ ،‬وإدراكا لمجمل األوضاع المحيطة‬ ‫بنا‪ ،‬ويكفى أنها تصدرت المشهد فى ثورتى ‪25‬يناير‬ ‫و‪30‬يونيه و ساهمة فى نجاح االستفتاء على دستور ‪،2014‬‬ ‫وفى االنتخابات الرئاسية الماضية‪ ،‬جعلت من الحدث فرحة‬ ‫واحتفالية فى جميع المحافظات ووصلت نسبة مشاركة‬ ‫السيدات ‪55‬فى المائة مقابل ‪45‬فى المائة للرجال‪ ،‬كما أنها‬ ‫أيدت وأنصفت مصر فى التخلص من حكم اإلخوان و ستكون‬ ‫محركا مركزيا ألسرتها للمشاركة فى االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫ألنها هى من تحمل هموم المجتمع وأول من يشعر بالخطر‬ ‫وأول من يجنى ثمار األمن واالستقرار‪.‬‬

‫د‪.‬هبة هجرس‬ ‫عضو «تضامن النواب»‬

‫خروج من عنق‬ ‫الزجاجة‬

‫المشـاركة واجـب والتـزام وطنـي‪ ،‬فالتـزال الدولـة المصرية‬ ‫لـم تتجـاوز المرحلـة الحرجـة‪ ،‬والتـزال تعانـى مـن الهـزات التـى‬ ‫حدثـت طـوال ‪ 30‬عامًـا‪ ،‬مـن حكـم أصابـه الشـيخوخة وثـورة‬ ‫أعقبهـا وصـول جماعـة إرهابيـة للحكـم‪ ،‬سـعت إلـى هـدم أجهزة‬ ‫الدولـة المصريـة لتحقيـق أهدافهـا فـى بنـاء خالفـة وهميـة على‬ ‫حسـاب هويـة الدولـة المصريـة أعقبهـا ثـورة أراد فيهـا الشـعب‬ ‫اسـتعادة دولـة‪.‬‬ ‫وطـوال هـذا المشـوار عانـت الدولـة وأجهزتهـا ومواردهـا‬ ‫ورغـم ذلـك جـاءت القيـادة السياسـية فـى ‪ 2014‬وتولـت الدولة‬ ‫وهـى أنقـاض‪ ،‬تعانـى مـن دمـار فـى كل المجـاالت‪ ،‬سياسـية‪،‬‬ ‫اقتصاديـة‪ ،‬أمنيـة‪ ،‬دبلوماسـية واجتماعيـة‪ ،‬ليبـدأ التخطيط ألول‬ ‫مـرة منذ وقت طويل‪ ،‬ويشـاهد الشـعب قائد يخطط للمسـتقبل‪،‬‬ ‫ليجتمـع دور القيـادة السياسـية مـع الشـعب المصـرى صاحـب‬ ‫الوعـى الفطـري‪ ،‬والقـادر علـى التحمـل مـن أجـل بنـاء الدولـة‬ ‫المصريـة‪ ،‬ورفـض الفوضى لمسـها فى الدول العربيـة المجاورة‪.‬‬ ‫عبقريـة الشـخصية المصريـة فـى وعيـه وإدراكـه لحجـم‬ ‫التحديـات التـى تواجهها الدولـة المصرية‪ ،‬خلفت لديه إحسـاس‬ ‫قـوى مفـاده أن البلـد لـم يخـرج بعـد مـن عنـق الزجاجـة‪ ،‬لـذا‬ ‫سيشـارك فـى االنتخابـات الرئاسـية ويدعـم ويسـاند الحـرب على‬ ‫اإلرهـاب فـى سـيناء‪ ،‬ويدعـم القيـادة السياسـية التـى أعلنت عن‬ ‫التنميـة المسـتدامة منذ اليـوم األول لتوليها مقاليـد الحكم‪ ،‬بما‬ ‫يـدل علـى الجديـة وااللتـزام‪.‬‬ ‫لقـد ابهرتنـى بمشـاركة المصرييـن فـى الخـارج‪ ،‬والتـى‬ ‫ظهـرت بشـكل مميـز‪ ،‬وخاصـة فـى اليـوم األول فـى الـدول‬ ‫العربيـة‪ ،‬وشـهدت حركـة أكبـر فـى األيـام الباقيـة فـى الـدول‬ ‫األوروبيـة مـع وجـود اإلجـازة األسـبوعية‪ ،‬وأتوقـع أن تكـون‬ ‫االنتخابـات فـى الداخل أكثـر ابهارًا للعالم أجمـع وأن تتحول أيام‬ ‫االنتخابـات إلـى مهرجـان وعـرس‪ ،‬فالوعـى التراكمـى هـو الدافع‬ ‫الحقيقـى لنـزول المالييـن للمشـاركة فـى االنتخابـات‪ ،‬سـينزل‬ ‫الكبـار والشـباب وذوو اإلعاقـة والسـيدات‪ ،‬كمـا نـزل المصريـون‬ ‫فـى الخـارج ليشـكل االثنـان معـا لوحـة إيجابيـة للعالـم أجمـع أن‬ ‫القيـادة السياسـية المصريـة‪ ،‬التـى سـيصاحبها ظهيـر شـعبى‬ ‫قـوى لـن يتخلـوا عـن دولتهـم وسيسـعون لبنـاء مصـر الحديثـة‬ ‫لتنتهـى مرحلـة عنـق الزجاجـة وتبـدأ مرحلـة البنـاء والتطويـر‬ ‫والتنميـة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬نرمين جمال‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫األقباط‬

‫مصر تنتخب‬

‫مصر وطن يعيش فينا‬ ‫األنبا مرقس أسقف “شبرا الخيمة”‬

‫أدوا األمانة‬

‫الكنيسة تدعو كل المصريين إلى النزول والمشاركة‬ ‫بكثافة‪ ،‬إلفساد مخططات الداعين للمقاطعة‪ ،‬وتفويت الفرصة‬ ‫على أعداء الوطن الذين ال يريدون له سوى الخراب‪ ،‬ونحن‬ ‫على ثقة بأن تلك الدعوات تزيد المصريين إصــرارا على‬ ‫مواجهة قوى الشر والدليل حشود المصريين فى الخارج أمام‬ ‫لجان التصويت‪ ،‬فالمشاركة أمانة ويؤديها المواطن لوطنه‪،‬‬ ‫فضال عن أنها تعزز استقرار الدولة وتماسكها‪ ..‬مصر محفوظة‬ ‫ومتماسكة ولن تنهار أبدا بإذن اهلل‪.‬‬ ‫فى ظل الظروف التى تمر بها البالد‪ ،‬أصبح لزاما على‬ ‫كل مصرى الوقوف أمام صناديق االقتراع‪ ،‬للتعبير عن انتمائه‬ ‫وحبه للوطن‪ ،‬فالبد أن يكون هــذا العرس الديمقراطى‬ ‫نموذجا للمشاركة اإليجابية سواء فى الداخل أو الخارج‪ ،‬وهو‬ ‫ما تحرص عليه الكنيسة المصرية من خالل دعواتها للحشد‪،‬‬ ‫أقباطا ومسلمين‪ ،‬ليكون هذا االستحقاق االنتخابى نقطة‬ ‫تحول مهمة فى تاريخ مصر‪ ،‬ولذلك نظمنا لقاءات واجتماعات‬ ‫منظمة مع رعايا الكنيسة لحثهم على أداء دورهم فى العملية‬ ‫االنتخابية وحشد ذويهم وأصدقائهم ومعارفهم أمام صناديق‬ ‫االقتراع للتأكيد على دور الكنيسة الوطنى عن طريق توفير‬ ‫وسائل لنقل الناخبين إلى مقار اللجان‪ ،‬وتخصيص متطوعين‬ ‫لتوجيه الناخبين إلى لجانهم‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪43‬‬

‫األقباط عشق هذا الوطن‪ ،‬يجرى فى عروقهم دم خالص المحبة‪ ،‬يؤثرون‬ ‫بلدهم ولو كان بهم خصاصة‪ ،‬يسابقون إلى اللجان االنتخابية وال‬ ‫يتكاسلون عن تلبية النداء‪ ،‬يحفظون وصية البابا شنودة عن ظهر قلب‪:‬‬ ‫«مصر ليست وطنا نعيش فيه‪ ،‬بل وطن يعيش فينا»‪.‬‬ ‫هانى عزيز أمين عام جمعية محبى‬ ‫مصر السالم‬

‫األنبا بستنى أسقف” حلوان والمعصرة”‬

‫النزول القوى‬

‫النزول القوى للمصريين فى الــخــارج‪ ،‬يُحتم على‬ ‫إخوانهم فى الداخل استكمال هذا المشهد العظيم‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 26‬مارس بنزول المصريين بالماليين‪ ،‬وبنفس القوة‬ ‫ليكون الرد قويا علي كل من يدعون على مصر كذباً لتكون‬ ‫ملحمة وطنية تبهر العالم أجمع‪ ،‬فمشاركة المصريين‬ ‫فى الداخل والخارج بقوة‪ ،‬تعنى أن أبناء مصر على قدر‬ ‫المسئولية‪ ،‬ويعون جيدا كيف يتحملون المسئولية لتصب‬ ‫تحركاتهم وتوجهاتهم فى إطار المصلحة الوطنية‪.‬‬ ‫التحدى الحقيقى‪ ،‬هو النزول بقوة لبناء مصرنا الجديدة‬ ‫التى نحلم بها‪ ،‬واألقباط يدركون دورهم على المستوى‬ ‫المجتمعى وعلى المستوى الوطنى‪ ،‬وعلى األسر المصرية‬ ‫الخروج للشارع حاملة األعالم‪ ،‬فى مظهر مشرف حامله‬ ‫سيُزين اللجان االنتخابية‪ ،‬ويؤكد قدرة المصريين على‬ ‫المساهمة فى تحديد قوة ومكانة مصر بين الدول‪ ،‬فال‬ ‫يوجد سبب يمنع المصريين من النزول‪ ،‬ونحن عازمون على‬ ‫مواجهة التحديات التى تخوضها الدولة المصرية ألن بناء‬ ‫المستقبل يحتاج إلى صبر وعمل‪.‬‬

‫مصر ستنتصر‬

‫مصر ستنتصر ضد كل األعــداء الخونة المتربصين‬ ‫بها‪ ،‬فما حدث فى انتخابات الخارج‪ ،‬تؤكد أن المصريين‬ ‫ال يصمون آذانهم عن نداء الوطن‪ ،‬كما أن رفضهم كل‬ ‫الدعوات التى تنادى بالعزوف عن المشاركة فى االنتخابات‪،‬‬ ‫تدلل على وعى هذا الشعب العظيم‪ ،‬ألن المعركة اآلن هى‬ ‫معركة بقاء وطن‪ ،‬تتطلب تكاتف وتماسك كل المصريين‪.‬‬ ‫نعلم تماما أن الحشد والنزول النتخابات الداخل‬ ‫سيكون بنفس قوة ما حدث فى الخارج بهدف حماية‬ ‫المشروعات القومية التى تم إنجازها خالل األعوام الماضية‪،‬‬ ‫ومواصلة مسيرة العمل والمثابرة وباألخص المشاركة‬ ‫الفعالة فى هذا الحدث المهم‪ ،‬تقديرا للرئيس السيسى‬ ‫الذى استطاع أن يحقق طفرة تنموية فى فترة قليلة جدا‪،‬‬ ‫تعكس مدى اإلصرار والعزيمة على بناء دولة قوية قادرة‬ ‫على مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية‪ ،‬ومن خالل‬ ‫اإلجراءات االقتصادية التى تم اتخاذها ستنهض مصر‪.‬‬

‫د‪.‬منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة األسبق‬

‫وطن نحلم به‬ ‫مصر قادرة وباقية بشعبها‪ ،‬وحشود المصريين فى الخارج مصدر فخر واعتزاز ألنها‬ ‫أظهرت صورة ايجابية وصدرتها إلى كل دول العالم‪ ،‬فالمشاركة واجب وطنى ودستورى‬ ‫يتطلب مشاركة الجميع‪ ،‬ألن مصر لها حق علينا وبلدنا فى حاجة إلى الجميع‪.‬‬ ‫المصريون دائما ما يؤكدون موقفهم القوى الحاشد فى كل انتخابات‪ ،‬ألنهم‬ ‫حريصون على دعم الوطن عندما يحتاج إليهم‪ ،‬كما أن المشاركة فى االنتخابات‪ ،‬واجب‬ ‫على كل مواطن ليساهم بصوته فى بناء الوطن‪ ،‬الذى نحلم به‪ ،‬فإذا كنا نتحدث عن‬ ‫الديمقراطية فعلينا أن ننزل ونشارك فى االنتخابات بإيجابية‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬نرمين جمال‬


‫‪44‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫نواب الشعب‬

‫لنواجه المؤامرات‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫نواب الشعب هم صوته الباحث عن مصالحه‪ ،‬المدافع عن حقه‪ ،‬ومن هذا‬ ‫المنطق‪ ..‬بطالب نواب الشعب بالنزول الكبير للمصريين‪ ،‬ليس فقط النتخاب‬ ‫الرئيس‪ ،‬وإنما إظهار دعمهم لبلدهم فى مواجهة مؤامرات يراها النواب‬ ‫ظاهرة أمامهم‪.‬‬

‫أحمدالسجينى‬

‫السيد الشريف‬ ‫وكيل أول مجلس النواب‬

‫رئيس لجنة اإلدارة المحلية بمجلس النواب‬

‫المقاطعة جريمة‬

‫ملحمةوطنية‬

‫المشـاركة فـى االنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬واجـب‬ ‫وطنـى ومسـئولية كبيـرة‪ ،‬ولـدى ثقـة كاملـة دائما فى‬ ‫شـعب مصـر العظيـم‪ ،‬الـذى سـيذهب للمشـاركة فـى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬بشـكل فاعـل‪ ،‬ليضـرب المثـل‬ ‫والقـدوة فـى الوطنيـة دفاعـا عـن مصـر كنانـة اهلل فى‬ ‫أرضـه‪ ،‬والتـى كانـت والتزال وسـتظل بـإذن اهلل تعالى‬ ‫هـى أرض السـالم‪ ،‬وشـعب مصـر َق ِبـل التحـدى للدفاع‬ ‫عـن وطنـه ومن أجل مسـتقبل مشـرق‪ ،‬فضـال عن ثقته‬ ‫الكاملـة فـى قائـد اسـتطاع أن يعبـر بالوطـن إلـى بـر‬ ‫األمـن واألمـان‪ ،‬بإعـداد وتجهيـز خيـر أجنـاد األرض‪،‬‬ ‫قواتنا المسـلحة والشـرطة الباسـلة‪ ،‬ليكونـوا متأهبين‬ ‫للـزود بأنفسـهم دفعـا عـن وطنهـم‪ ،‬وسـيثبت شـعب‬ ‫مصـر العظيـم للعالـم كلـه بأنـه قبـل التحـدى للدفـاع‬ ‫عن وطنه‪.‬‬

‫المشـاركة قاعـدة مسـلم بهـا لـدى كل مواطـن يشـعر‬ ‫باالنتمـاء لهـذا البلد‪ ،‬والبد أن تكون المشـاركة تلقائية دون‬ ‫الحاجـة إلـى دعـاوى أو توجيـه‪ ،‬وعـن الترهـات التـى يرددهـا‬ ‫البعـض حـول عـدم جـدوى المشـاركة بحجـة أن النتيجـة‬ ‫محسـومة‪ ،‬فالمسـأله تتجـاوز الحجـج الواهيـة التـى يرددونهـا‬ ‫إلشـاعة اإلحبـاط بيـن المصرييـن‪ ,‬فـال ننكـر أن الرئيـس‬ ‫الحالـى إنجازاتـه تتحـدث عـن نفسـها‪ ,‬وكافيـة جـدا ألن‬ ‫تعطيـه الزخـم الـذى يسـتحقه‪ ،‬لكـن األمـر يتعـدى االنتخابات‬ ‫والتصويـت‪ ،‬ألنـه متعلـق بإظهـار دعـم الشـعب للدولـة‬ ‫المصريـة واسـتكمال االنجـازات ومواجهـة المؤامـرات التـى‬ ‫تخطـط لهـا المنظمـات المشـبوهة‪ ,‬والـدول ذات األجنـدات‬ ‫المعلومـة‪ ،‬الكارهـة لمصـر‪ ,‬وبعـض الحاقديـن‪ ،‬وهـى رسـالة‬ ‫للعالـم بأن الدولة المصرية ومؤسسـاتها متماسـكة وشـعبها‬ ‫متماسـك خلـف مؤسسـاته‪.‬‬ ‫أنـا ال أرى تلـك االنتخابـات تقليديـة بـل هـى ملحمـة‬ ‫وطنيـة يجـب أن تخـرج بالصـورة التـى تليـق بمكانـة هـذا‬ ‫البلـد‪ ,‬وأرى فـى تقاعـس المواطـن عـن المشـاركة‪ ،‬تخـاذال‬ ‫وطنيـا‪ ،‬يحاسـب عليـه مـن اهلل قبـل أن يحاسـب مـن قبـل‬ ‫الشـعب والتاريـخ‪.‬‬

‫محمد العمارى‬ ‫رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب‬

‫وحدة الصف‬ ‫حتـى ننتصـر للوطـن ونتخلـص مـن أعدائـه‪ ،‬يجـب أن‬ ‫يشـارك الجميـع فـى االنتخابـات الختيـار المرشـح الـذى يريـد‪،‬‬ ‫فالمشـاركة رسـالة للمتربصيـن بـأن أبنـاء مصـر الشـرفاء‬ ‫ً‬ ‫كامـال‬ ‫مـع اسـتقالل قرارهـا ووحـدة الصـف‪ ،‬ويؤمنـون إيمانـا‬ ‫بـأن حضـارة األمـم تقـاس بمـدى المشـاركة فـى العمليـة‬ ‫االنتخابيـة‪.‬‬

‫طارق رضوان‬ ‫رئيس لجنة العالقات الخارجية بمجلس النواب‬

‫مصر تحشد‬ ‫أبناءها‬

‫مـا فعلـه المصريـون فـى االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية بالخـارج‪ ،‬بمثابـة رسـالة للغـرب‬ ‫قبـل أن تكـون ضربـة قاضيـة لجماعـة‬ ‫اإلخـوان اإلرهابيـة‪ ،‬إلـى جانـب إخـراس‬ ‫األلسـنة الداعيـة لمقاطعـة االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية‪ ،‬وعـدم المشـاركة السياسـية‪.‬‬ ‫أيـام االنتخابـات سـتكون ملحمـة‬ ‫وطنيـة مـن سـيدات وشـباب ورجـال مصـر‬ ‫فضـال عـن كبـار السـن وذوى االحتياجـات‬ ‫الخاصـة‪ ,‬وسـيضربون أروع األمثلـة فـى‬ ‫الوطنيـة والوفاء‪ ,‬ومسـاندة الدولة المصرية‬

‫ومؤسسـاتها ورئيسـها‪.‬‬ ‫يجـب علـى مصـر أن تحشـد أبناءهـا‬ ‫للـرد علـى ادعـاءات الخـارج الكاذبـة بـأن‬ ‫نظامنـا قمعى وديكتاتـورى وأحادى وال يحب‬ ‫المنافسـة‪ ,‬وأبلـغ رد علـى تلـك الدعـاوى‬ ‫المغرضـة‪ ,‬نـزول المصرييـن للجـان ويكفـى‬ ‫الحشـود التـى رأيناهـا فى لجـان االقتراع فى‬ ‫قطـر وتركيـا‪ ,‬وإنجلتـرا وفرنسـا والسـعودية‬ ‫والكويـت ونيوزلنـدا وأسـتراليا وكافـة دول‬ ‫العالـم‪ ،‬حتـى الطـالب المصرييـن فـى‬ ‫أوكرانيـا ذهبـوا لـإلدالء بأصواتهـم‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬عبدالحميد العمدة‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫اللواء كمال عامر‬

‫النائبة أنيسة حسونة‬

‫رئيس لجنة الدفاع واألمن القومى بمجلس النواب‪:‬‬

‫«واجب وطنى»‬

‫مواجهة األعداء بـ«طوابير اللجان»‬

‫سأشـارك إيمانًـا بـأن مصـر وطنـى يجـب تدعيمـه والوقـوف خلفـه فـى هـذه المرحلة‬ ‫الفارقـة فـى تاريخـه‪ ،‬فالدولـة فـى حالـة حـرب‪ ،‬حـرب يخوضهـا الجيـش المصـرى بقواتـه‬ ‫المختلفـة فـى شـبه جزيـرة سـيناء‪ ،‬وحـرب أخـرى للبنـاء والتنميـة‪ ،‬بجانـب الحـرب التـى‬ ‫تواجههـا الدولـة المصريـة مـن القـوى الكارهـة عالميـا للدولـة المصريـة‪ ،‬والتـى تهـدف‬ ‫لتشـويه الحقائـق وإضعـاف الشـعب وعـدم اسـتقرار مصـر‪.‬‬ ‫والدولـة المصريـة بفضـل قيادتهـا السياسـية وشـعبها األصيـل نجحـت فـى الوقـوف‬ ‫صامـدة شـامخة‪ ،‬ولـم ولـن تهـزم أمـام هـذه المؤامـرات والمكائـد‪ ،‬وفـى االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية ‪ 2018‬علـى كل مصـرى أن يذهـب ليدلـى بصوته االنتخابى‪ ،‬وأن يـدرك أن هذه‬ ‫الخطـوة تمثـل ركيـزة أساسـية وقـوة غاشـمة للحفـاظ على اسـتقرار وأمـن دولته وسـيرها‬ ‫فـى اسـتكمال خطـوات البنـاء والتنمية‪.‬‬ ‫كمـا أن مشـاركة المصرييـن فـى االنتخابـات الرئاسـية ‪ 2018‬واجب وطنـى‪ ،‬وعليهم‬ ‫أن يعـوا أن هـذه المشـاركة سـتنعكس علـى أمـن وتنميـة واسـتقرار البلـد‪ ،‬كمـا انعكسـت‬ ‫مشـاركتهم فـى انتخابـات ‪ 2014‬واختيارهـم للرئيـس عبـد الفتـاح السيسـى وهـو رئيـس‬ ‫مصـرى‪ ،‬وطنـى‪ ،‬مقـدام‪ ،‬شـجاع فـى اتخـاذ القـرار‪ ،‬يمتلـك رؤيـة لبلـده‪ ،‬انعكسـت علـى‬ ‫خطـوات البنـاء والتنميـة واإلصـالح‪ ،‬فخـالل أربع سـنوات نجحـت الدولة المصرية فـى إنجاز‬ ‫قفـزات جـادة وحقيقيـة فى التنمية‪ ،‬ورفعت شـعار يد تبنـى ويد ترفع السـالح‪ ،‬فالتنمية هى‬ ‫أقـوى سـالح‪ ،‬ويشـهد التاريـخ علـى حجـم هـذه اإلنجازات غيـر المسـبوقة التـى تحققت فى‬ ‫زمـن قياسـى‪ ،‬بفضـل قوة وعزيمـة وإصرار الشـعب المصرى وثقتـه فى قيادته السياسـية‪.‬‬ ‫ومشـاركة المصريين فى االنتخابات أقوى رسـالة للعالم عن الشـعب المصرى صاحب‬ ‫الحضـارة الـذى يقـف ويسـاند ويحافـظ على اسـتقرار دولته‪ ،‬ويقـدم صورة مشـرفة إقليميا‬ ‫وعالميـاً بأنـه قادر علـى اختيار القائـد األصلح لبلده‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫االنتخابـات واجـب وطنـى ومشـاركة فـى صناعـة‬ ‫القـرار السياسـي‪ ،‬لهـذا سأشـارك أنـا وأسـرتى فـى‬ ‫االنتخابـات لتأديـة هـذا الـدور‪ ،‬وعلـى كل مواطـن أن‬ ‫يذهـب ليدلـى بصوته فى الصنـدوق االنتخابـى ويختار‬ ‫مـن يـرى أنـه سـيحقق مطالبـه‪.‬‬ ‫المنفعـة المباشـرة التـى سـتعود علـى الناخـب‬ ‫مـن اإلدالء بصوتـه‪ ،‬تترجـم فـى بنـاء المشـروعات‬ ‫القوميـة‪ ،‬وبنيـة أساسـية وخلـق فـرص عمـل للشـباب‪،‬‬ ‫وخلـق إصالحـات اقتصاديـة رغـم صعوبتهـا لكنهـا‬ ‫تجـذب مزيـدا مـن االسـتثمارات المصريـة واألجنبيـة‪،‬‬ ‫فضـال عـن أن االسـتقرار األمنـى طـوال السـنوات األربع‬ ‫الماضيـة‪ ،‬هـى انعـكاس مباشـر‪ ،‬لمشـاركتهم فـى‬ ‫انتخابـات الرئاسـة ‪ 2014‬وتولـى الرئيـس السيسـى‬ ‫مهـام منصبـه‪ ،‬فصعـوده إلـى سـدة الحكـم تترجـم‬ ‫فـى االسـتقرار األمنـى وعـودة الحيـاة مـرة ثانيـة‪،‬‬ ‫ومنهـا قطـاع السـياحة وخاصـة بعـد القضـاء علـى‬ ‫العناصـر اإلرهابيـة‪ ،‬والمشـاركة فـى انتخابـات ‪2018‬‬ ‫يعنـى مزيـدا مـن االسـتقرار وإنهـاء محاربـة اإلرهـاب‬ ‫واسـتكمال بنـاء الدولـة المصريـة»‪.‬‬ ‫انـزل وشـارك‪ ،‬اقبـل أو ارفـض‪ ،‬ألن هـذه هـى‬ ‫الديمقراطيـة الحقيقيـة‪ ،‬لكـن عزوفـك عـن المشـاركة‬ ‫ال يعطيـك الحـق بعـد ذلـك فـى محاسـبة أو إلقـاء اللوم‬ ‫علـى الرئيـس أو الحكومـة‪ ،‬فكيـف يحاسـب مـن عـزف‬ ‫عـن المشـاركة‪ ،‬فمـن يتخـذ موقفـا سـلبيا لـن يمنـع‬ ‫االنتخابـات ولـن يمنـع اختيـار الرئيـس ولكـن سـيعزل‬ ‫نفسـه فقـط عـن صناعـة القـرار السياسـى فـى مصر»‪.‬‬ ‫المواطـن المصـرى تحمس بعـد ثورة ينايـر عندما‬ ‫تأكـد أن التغييـر قـادم ال محـال وأن صوتـه فـارق‪،‬‬ ‫وحينهـا شـارك فـى كافـة االنتخابـات ورأينـا طوابيـر‬ ‫االنتظـار أمـام اللجـان االنتخابية‪ ،‬وفى هـذه االنتخابات‬ ‫المواطـن يعـى تمامـا أن صوتـه ال يـزال يمثـل فارقـاً‪،‬‬ ‫فرغـم شـعبية الرئيس عبـد الفتاح السيسـى واحتماالت‬ ‫نجاحـه القويـة لكننـا النرغـب فـى نجـاح بمقبـول ولكن‬ ‫نريـد نجاحـا بامتيـاز أمـام العالـم أجمـع‪.‬‬

‫د‪.‬عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن والشئون االجتماعية بالبرلمان‬

‫اإلحجام ال يجلب سوى الفوضى‬ ‫الصـوت االنتخابـى وسـيلة كاشـفة إلرادة الشـعوب‪،‬‬ ‫فالمشـاركة هـى المدخـل الرئيسـي لتحقيـق التنميـة‬ ‫واالسـتقرار والحفـاظ علـى األمـن القومـى‪ ،‬أمـا اإلحجـام فـال‬ ‫يجلـب سـوى الفوضـى‪ ،‬واإلدالء بالصـوت االنتخابـي قيمـة‬ ‫حقيقيـة حتـى أن األنظمـة السياسـية فى العالـم أجمع تُطلق‬ ‫علـى مـن يقـوم بهـذا الحـق «هيئـة الناخبيـن» التـى تمتلـك‬ ‫الحـق فـى الموافقـة علـى الدسـاتير وهـى أسـاس الشـرعية‪،‬‬ ‫فهيئـة الناخبيـن هـى القاعـدة الشـعبية أو الشـعب‪ ،‬وهـي‬ ‫المانـح للسـلطات‪ ،‬وصاحبـة السـيادة‪ ،‬فالمواطـن عليـه‬ ‫واجـب مقـدس يفـرض عليـه أن يختـار مـن يمثلـه سـواء فـى‬ ‫االنتخابـات المحليـة أو النيابيـة والرئاسـية‪ ،‬ألن صـوت كل‬ ‫ناخـب حـق دسـتورى لـه يدلى بـه للدفـاع عن حقه فـى حدود‬ ‫مصالـح الشـعب‪ ،‬وهـو حـق سياسـى وواجـب وطنـى ووسـيلة‬ ‫للمسـاهمة فـى الحيـاة العامـة‪ ،‬ولهذا يتعين علـى كل مصرى‬ ‫أال يهـدر هـذا الحـق وأن يشـارك فـى االنتخابـات وأن يعكـس‬

‫حـق السـيادة للشـعب‪.‬‬ ‫التحديـات العالمية التـى تواجه الدولـة المصرية تتطلب‬ ‫االلتفـاف الوطنـي ألنـه السـبيل الوحيـد لمواجهـة اإلرهـاب‬ ‫والفوضـى‪ ،‬وهـو األمـر الذى يتعين معه إيجاد سـلطة شـرعية‬ ‫وقويـة تتصـدى لهـذه الفوضـى‪ ،‬وهنـا علـى المواطـن أن‬ ‫يقـوم بـدوره فـى اختيار هـذه السـلطة وأن يدلـى بصوته فى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية ‪.2018‬‬ ‫القضيـة ليسـت االنحيـاز لشـخص‪ ،‬وإن كان الرئيـس‬ ‫عبـد الفتـاح السيسـى قائـدا بمعنـى الكلمـة‪ ،‬اسـتطاع أن‬ ‫يتحمـل المسـئولية ويعبر بالدولة والشـعب لبر األمـان‪ ،‬وإنما‬ ‫القضيـة أن تكـون االنتخابـات الرئاسـية ‪ 2018‬هـى أداة‬ ‫تحقيـق شـرعية دولية جديـدة تجبر العالم علـى احترام مصر‪،‬‬ ‫وهـو مـا سـينعكس علـى تطويـر العالقـات مـع دول العالـم‬ ‫وينعكـس على االسـتثمارات وبالتالى تنمية وتطـور االقتصاد‬ ‫المصـرى وحيـاة المواطـن المصـرى‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬رانيا سالم‬


‫‪46‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫الشباب‬

‫مصر تنتخب‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الرياضيون‬

‫شباب مصر الرهان الحقيقى فى المشاركة‪ ،‬فهم المستفيد األول من‬ ‫مشروعات إصالح على األرض‪ ،‬هم سند البلد وقوتها‪ ،‬هم األكثر قدرة على‬ ‫االصطفاف أمام اللجان ألنهم من يملكون الغد‪.‬‬

‫المقاطعة خنجر‬ ‫فى ظهر الوطن‬

‫النحاتة مى‬

‫طارق الخولي عضو البرلمان‬

‫نقطة تحول‬

‫مصر الحضارية‬

‫المشاركة تُحبط‬ ‫مخططات قوى الشر‬

‫قــوى الشر وضعت هد ًفا واضحًا مــؤداه التشكيك‬ ‫فى نزاهة االنتخابات‪ ،‬ضمن خطة انتقامية من الرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسى الذي أعاد لمصر قوتها وكرامتها‪،‬‬ ‫وبعض المواطنين يعتمد على ترويج فكرة أن نتيجة‬ ‫االنتخابات الرئاسية محسومة لصالح للرئيس السيسى‪،‬‬ ‫وهذه الفكرة في منتهي الخطورة‪ ،‬وعلى الجميع أن يدركوا‬ ‫حالة التربص بمصر من قبل أعدائها‪ ،‬الذين يسعون‬ ‫إلى تحريض المصريين على المقاطعة‪ ،‬بهدف استغالل‬ ‫ضعف اإلقبال على صناديق االقتراع‪ ،‬سياسيا‪ ،‬ضد مصر‬ ‫وتشويه صورتها عالميا‪ ،‬والضغط على القيادة السياسية‬ ‫خالل الفترة المقبلة‪ ،‬وبالتالي البد أن ننتبه إلى هذا‬ ‫الخطر الداهم والشديد وانعكاساته على حياتنا االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والسياسية‪.‬‬ ‫لذلك أدعو الجميع للمشاركة في االنتخابات بكثافة‬ ‫لنقدم صــورة مختلفة للعالم أن مصر عظيمة‪ ،‬وأن‬ ‫المصريين يشاركون في العمليات االنتخابية‪ ،‬ويجب أن‬ ‫تكون أيام االنتخابات بمثابة لقاءات تضامن مجتمعي‪،‬‬ ‫مع الدولة وجيشها وهذا ما سيفوت الفرصة على قوى‬ ‫الشر التي تتربص بنا في أن تُسيس ضعف المشاركة فى‬ ‫االنتخابات الرئاسية‪ .‬وعلى كل واحد منا أن يكون إيجابيا‬ ‫وال يكتفى بنفسه وإنما يدفع كل من يعرفهم إلى النزول‪،‬‬ ‫فالقضية قضية وطن‪.‬‬

‫ال يمكن إنجاز التحول الديمقراطي في مصر إال‬ ‫بالمشاركة الشعبية‪ ،‬فالعزوف عن المشاركة انسحاب من‬ ‫العملية الديمقراطية‪ ،‬والبد أن يعرف الجميع أن المجتمعات‬ ‫الحديثة ال تبني إال بالمشاركة السياسية‪ ،‬وخيار مقاطعة‬ ‫االنتخابات هو خيار سلبي جدا باإلضافة إلى أنه في ظل‬ ‫الظروف التي تخوضها مصر في حربها ضد اإلرهاب‪ ،‬فإن‬ ‫عدم المشاركة بمثابة خنجر في ظهر الوطن‪ ،‬ألن أعداءه‬ ‫يحاولون تشويه مصر من خالل إقناع الناس بالمقاطعة‪،‬‬ ‫فكل من يدعو للمقاطعة يساهم فى المؤامرة على الوطن‪،‬‬ ‫لذلك مطلوب من كل المصريين النزول والمشاركة في‬ ‫االنتخابات الرئاسية‪ ،‬لتعزيز التجربة الديمقراطية التي‬ ‫بدأتها مصر‪ ،‬بالتحول الديمقراطي منذ عام ‪ 2011‬وعززتها‬ ‫بـ‪ 30‬يونيه ‪ 2013‬استكماال لهذا الطريق الذى لن يقطعه‬ ‫إال المصريين المخلصون لبلدهم‪ .‬وعلى المصريون أن‬ ‫يدركوا هذا األمر وال يستسلموا لدعاة التشويه‪.‬‬

‫ال تفوتوا الفرصة‬ ‫طاهر الشيخ نجم النادي األهلي‬

‫خطوة واجبة الستكمال البناء‬

‫محمد عبد العزيز‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫االنتخابـات الرئاسـية الحاليـة هـي نقطـة تحـول أخيرة‬ ‫فـي العالقـة بيـن الدولـة المصريـة وأعدائهـا أو الجهـات‬ ‫التـي تعارضهـا وتهاجمهـا فـي كل وقـت ومـكان‪ ،‬وكثافـة‬ ‫المشـاركة تعنـي انتبـاه الشـعب وإدراكـه لـكل المؤامـرات‬ ‫التـي تحـاك لوطننـا الحبيـب‪ ،‬ورأينـا بأعيننـا مـا تـم خـالل‬ ‫السـنوات الماضيـة مـن تطـور فـي جميـع المجـاالت ومازلنا‬ ‫نتطـور فـي كل يـوم عـن اليـوم السـابق لـه‪ ،‬ممـا سـيمنحنا‬ ‫غـدا أفضـل‪ ،‬الجميـع يدعـم الرئيـس السيسـي بقـوة فـي‬ ‫مشـوار البنـاء لمصـر الحديثـة‪ ،‬وبالنسـبة للحمـالت والدعم‬ ‫علـى مواقـع التواصـل االجتماعـي فهنـاك أهميـة خـالل‬ ‫المرحلـة الراهنـة‪ ،‬السـتخدامه فـي توجيـه الشـباب‪.‬‬

‫حلمي طوالن‬ ‫هناك عدد كبير من الدوافع التى تجعلني أشارك في‬ ‫االنتخابات الرئاسية‪ ،‬أهمها التطوير الذي يحدث عبر‬ ‫مشروعات قومية ضخمة‪ ،‬باإلضافة إلى عودة األمن إلى‬ ‫حد كبير ومواجهة اإلرهــاب‪ ،‬فضال عن اهتمام الدولة‬ ‫بالشباب ووضعهم في مناصب قيادية والدفع بهم إلى‬ ‫خوض غمار الحياة السياسية‪ ،‬وهو ما يوجب على الشباب‬ ‫أن يقابلوا هذا االهتمام من الدولة بمنحها أبسط حقوقها‬ ‫علينا كمواطنين‪ ،‬وهي المشاركة اإليجابية فى الحياة‬ ‫السياسية وتجنب السلبية‪ ،‬فضال عن أن الشباب هم عماد‬ ‫المجتمع ومطالبون بتوعية المواطنين بضرورة المشاركة‬ ‫السياسية‪ ،‬للقضاء على المخططات الخارجية التي تسعى‬ ‫إلى إحباط المصريين والنيل من عزيمتهم بالتشكيك في‬ ‫مشروعات اإلصالح تارة ومحاولة إثارة الفتن تارة أخرى‪،‬‬ ‫لذلك ندعو جموع الشعب المصري للنزول والمشاركة في‬ ‫االنتخابات الرئاسية لرد الجميل للوطن‪ ،‬وكي تظهر مصر‬ ‫بمظهر حضارى أمام العالم الذي ينظر إلينا‪ ،‬حرصا على‬ ‫استقرار بلدنا واستكمال مشروعات النهضة التي بدأت منذ‬ ‫تولي الرئيس السيسي مهام منصبه‪ ،‬وشخصيا لن أقصر‬ ‫فى دعوة كل من أعرفهم من أجل النزول لحماية مصر‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬أشرف التعلبى‬

‫مصر تنتخب‬

‫ال بديل عنها‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫ما حدث من طفرة وإنجازات رياضية واهتمام خاص بالشباب جعل اهل‬ ‫الرياضة والشباب يدعون بثقة ويقين إلى المشاركة حتى النضيع الفرصة‬ ‫وال نعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر‪.‬‬

‫محمد إيهاب بطل رفع األثقال‬

‫سارة سمير بطلة رفع األثقال‬

‫دور الشباب‬

‫ال تفوتوا الفرصة‬

‫أطالـب المصرييـن بالمشـاركة إلعـالء مكانـة مصـر‬ ‫واسـتعادتها لقوتهـا ومكانتهـا الدوليـة وتحقيق االسـتقرار‬ ‫ألنـه ينعكـس بشـكل إيجابـي علـى كل المجـاالت بمـا فيها‬ ‫الرياضـة والرياضيـون‪ ،‬هـذا باإلضافـة إلـى حالـة األمـان‬ ‫التـي عادت إلى الشـارع المصـري‪ ،‬فاألبطال وجـدوا اهتماما‬ ‫كبيـرا مـن الدولـة فـي عهـد الرئيـس السيسـي‪ ،‬وتـم‬ ‫تقديرهـم ليـس معنويـا فقـط بـل وماليـا أيضـا‪.‬‬ ‫وهـو مـا جعلنـا نشـعر أننـا بلـد نهتـم بالمبدعيـن‬ ‫واألبطـال ‪ ..‬وهـذا معنـاه أن الخيـر قـادم فـال تفوتـوا‬ ‫الفرصـة‪.‬‬

‫المشـاركة الكثيفة في العملية االنتخابية ضروري يوجه رسـالة‬ ‫للعالـم كلـه‪ ،‬بما تمر به مصـر حاليا من اسـتقرار واسـتعادة للقوة‪،‬‬ ‫وسـأذهب للتصويت مع عـدد كبير من أصدقائي وزمالئـي وأقاربي‬ ‫رغـم حوضـي معسـكرا تدريبيـا مـع المنتخـب اسـتعدادا للبطولـة‬ ‫األفريقية‪ ،‬فالمشاركة تعني الرغبة في البناء وصنع مستقبل متميز‬ ‫لألجيـال القادمة ‪.‬‬ ‫وهنـا يأتـي دور الشـباب فهـم أكثـر مـن سيسـتفيد مـن البناء‬ ‫الـذى يتـم اآلن وعليـه أن يـؤدي واجبـه تجـاه البلـد بالمشـاركة‪.‬‬ ‫خاصـة مـع الحـرب التـي تواجههـا مصـر ضـد اإلرهـاب‪،‬‬ ‫واالنتخابـات هي الخطوة األخيرة التي سـتقطع ألسـنة المهاجمين‬ ‫والمشـككين‪ ،‬والتـي سـتثبت للعالم مـدى األمـن واالسـتقرار الذي‬ ‫يشـعر بـه المصريـون‪.‬‬

‫نور الشربيني بطلة العالم في لعبة االسكواش‬

‫أثق فى وعى إخوتى‬

‫سـعدت جـدا بحجم مشـاركة المصريين فـي الخـارج‪ ،‬ونتمنى كثافة غير مسـبوقة في‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية ككل‪ ،‬ونحـن نعـي كيف اسـتردت مصر مكانتها خالل األربع سـنوات‬ ‫الماضيـة وحجـم قوتهـا الناعمـة والسياسـية والرياضيـة أيضـا‪ ،‬كمـا الحظـت مـن خـالل‬ ‫سـفري المتكـرر‪ ،‬وأنـا واثقـة فـي وعـي أخوتـى مـن الشـعب المصـري خاصة جيل الشـباب‬ ‫الـذي أصبـح مـدركا ألهميـة مشـاركته في الحيـاة السياسـية‪ ،‬وأحـرص في جميـع لقاءاتي‬ ‫مـع معارفـي علـى السـؤال عن المشـاركة فـي االنتخابات والتأكيـد علـي أن يقوموا جميعا‬ ‫بجـذب أكبـر عـدد ممكـن مـن األصدقاء حتـى ال يتقاعـس أحد عـن المشـاركة فليس هذا‬ ‫وقـت التقاعـس أو التكاسـل هـذا وقـت يحتاج فيـه الوطن لـكل صوت‪.‬‬

‫أحمد حسن كابتن منتخب مصر السابق‬ ‫مشـاركة جميع المصرييـن في العمليـة االنتخابية‬ ‫ضـرورة‪ ،‬وال بديـل عنهـا أيـا كان المرشـح الـذي‬ ‫سـيختاره المواطـن‪ ،‬السـتكمال االسـتقرار‪ ،‬وإخـراس‬ ‫جميـع األلسـنة المغرضـة التـى تواصـل الهجـوم علـى‬ ‫الدولـة المصريـة بـكل قـوة‪ ،‬وأنا عن نفسـي تواصلت‬ ‫مـع جميـع أصدقائـي لتوعيتهـم بأهمية المشـاركة في‬ ‫العمليـة االنتخابيـة وعندمـا يجـد متشـككا يوضـح لـه‬ ‫حجـم مـا تـم مـن إنجـازات ومشـروعات‪ ،‬ويوضـح لـه‬ ‫مـدى االسـتقرار المسـتقبلي للوطـن إذا اسـتمررنا على‬ ‫السـير بهـذه الخطـوات الثابتـة مـن أجـل الغالبـة‪.‬‬

‫أقل ما نقدمه‬

‫المشـاركة فـي هـذه االنتخابـات فـرض عيـن علـى كل مواطـن أو مواطنـة وتحديداً الشـباب‪.‬‬ ‫وهـذا أقـل شـيء نقدمـه لمصـر فـي هـذا التوقيت الـذي يشـاهدنا فيـه العالم كلـه منتظـرا نتيجة‬ ‫االنتخابـات‪ ،‬كمـا أن التضحيـات التـي قدمهـا رجـال القـوات المسـلحة ورجال الشـرطة لـن تكتمل‬ ‫إال بهـذه االنتخابـات‪ ،‬لتكـون تأكيـدا علـى وحـدة الشـعب المصـري وارتباطنـا جميعـا ببعضنـا‬ ‫البعـض وأن قضيتنـا واحـدة حتـى لـو اختلفـت أدياننـا أو ثقافتنـا‪ ،‬وأنـا شـاركت في عـدد كبير من‬ ‫المؤتمـرات واللقـاءات للتوعيـة بأهميـة المشـاركة فـي العمليـة االنتخابيـة ودور كل مواطـن فـي‬ ‫ممارسـة حقـه السياسـي عـن طريق اإلدالء بصوته‪ ،‬ونسـبة مشـاركة المصريين فـي الخارج تبعث‬ ‫علـى التفـاؤل بالنتائـج النهائيـة لالنتخابـات وأن جمـوع الشـعب المصـري سـتعيش حالـة مـن‬ ‫السـعادة بعـد إعـالن النتائج‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬أحمد عسكر‬


‫‪48‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫حسنالمستكاوى‬

‫الرئيس الشرفى لنادى وادى دجلة‬

‫«اللى يحب مصر‪ ..‬ينزل‬ ‫يصوتلمستقبلها»‬

‫يجـب على المصريين المشـاركة فى االنتخابات الرئاسـية‪،‬‬ ‫مـن أجـل اسـتكمال الحـرب علـى اإلرهاب وعـودة سـيناء‪ ،‬والرد‬ ‫علـى الـدول المعاديـة مثـل قطـر وتركيـا‪ ،‬التى دعمـت اإلرهاب‬ ‫فـى المنطقـة العربية‪.‬‬ ‫والقـوات المسـلحة المصرية والشـرطة يقدمـون التضحية‬ ‫مـن أجـل الوطـن‪ ،‬وعلى جميـع أفراد الشـعب المصـرى الذهاب‬ ‫مـن أجـل بناء وطن قـادر على مواجهـة التحديـات والعودة من‬ ‫جديـد إلى سـابق عهده‪.‬‬ ‫ومـن جانبـى لـن تكون دعوتـى للمشـاركة فـى االنتخابات‬ ‫الرئاسـية مقتصـرة علـى الالعبيـن والنقـاد الرياضييـن فقـط‪،‬‬ ‫لكننـى سـأدعو كل أطيـاف الشـعب المصـرى مـن أسـوان إلـى‬ ‫اإلسـكندرية للمشـاركة عـن طريـق اإلذاعـة والتليفزيـون‬ ‫ومواقـع التواصـل االجتماعـى والصحـف‪ ،‬ومن يحب بـالده عليه‬ ‫المشـاركة فـى العمليـة االنتخابيـة مـن أجـل حـق الشـهيد‪.‬‬

‫فايز عريبى‬

‫رئيس نادى طنطا‬

‫مهمةثقيلة‬

‫سـأدعو أعضـاء نـادى طنطـا والعبـى الفريـق األول لكـرة‬ ‫القـدم للمشـاركة فـى العمليـة االنتخابيـة‪ ،‬كمـا سـأدعو أبنـاء‬ ‫محافظـة الغربيـة مـن أجل تلبيـة نـداء الوطن‪ ،‬ودعـم الرئيس‬ ‫عبدالفتـاح السيسـى ألن الجميـع يراه الرجل المناسـب للمرحلة‬ ‫المقبلـة‪ ،‬كمـا أننـى أرى أنـه ال يحتـاج إلـى الدعايـة االنتخابيـة‬ ‫الكبيـرة سـواء فـى وسـائل اإلعـالم أو «اليفـط» التـى تمـأل‬ ‫الشـوارع المصريـة ألنـه فـى قلـب كل مصـرى‪.‬‬ ‫وكل المصرييـن سـيدعمون السيسـى بقـوة فـى انتخابات‬ ‫الرئاسـة‪ ،‬حتـى يثبتـوا للعالم كله أن المرحلة القادمة ستشـهد‬ ‫اسـتقرارا‪ ،‬وأنـه هنـاك ثقـة فى سـلطة الحكـم كذلك للـرد على‬ ‫قـوى الشـر التى تعمـل على التخريـب وإحـداث الفوضي‪.‬‬ ‫السيسـى تحمـل مهمـة صعبـة فـى ظـروف عصيبـة وأنقـذ‬ ‫مصـر مـن الدخـول فـى نفـق مظلـم وحافـظ علـى الوطن‪.‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫عمرو عبد الحق‬

‫سميرحلبية‬

‫سنرد على األعداء‬ ‫الوطنبـ«المشاركة»‬

‫مصر قوية‬

‫ال ندعـو فقـط للمشـاركة وإنمـا نريدهـا صـورة مصريـة‬ ‫تبهـر العالـم مثلمـا فعـل المصريـون فـى الخـارج‪ ..‬نريـد بهذه‬ ‫الصـورة أن نؤكـد علـى أن مصـر قويـة ولـن يسـقطها العمـالء‬ ‫والخونـة والمتآمريـن‪.‬‬ ‫نريـد أن نقـول أن مصـر قـادرة علـى مواجهـة المخربيـن‬ ‫الذيـن يدعمـون الجماعـات اإلرهابيـة فـى دولتـى قطـر وتركيا‬ ‫مـن أجـل نشـر الفوضـى وعـدم االسـتقرار فـى البـالد‪.‬‬ ‫ورسـالتى لـكل مـن يريـد الشـر لمصـر «مصـر كنانـة اهلل‬ ‫فـى أرضـه مـن مسـها بسـوء أهلكـه اهلل»‪ ،‬والرئيـس السيسـى‬ ‫يسـير بخطـى ثابتـة نحـو تحقيـق االسـتقرار والعمـل علـى‬ ‫النهـوض بالوطـن ومصالـح جميـع أطيـاف الشـعب‪.‬‬

‫رئيس االتحاد السكندرى‬

‫النهضةالكبرى‬

‫أدعـم الرئيـس عبـد الفتـاح السيسـى لفتـرة‬ ‫رئاسـية ثانيـة‪ ،‬ودعمـى للرئيـس يأتـى فـى ظـل‬ ‫النهضـة الكبيـرة واالسـتقرار الذى تسـير البـالد إليه‬ ‫بشـكل كبيـر وكل ذلـك مـن أجـل مصلحـة الوطـن‪.‬‬ ‫كمـا أننـى نظمـت مؤتمـرا فـى نـادى االتحـاد‬ ‫السـكندرى مـن أجـل دعـم الرئيـس والدعـوة إلـى‬ ‫المشـاركة فـى العمليـة االنتخابيـة بكثافـة‪ ،‬وحضـر‬ ‫المؤتمـر أعضـاء النـادى والالعبـون وجميـع أفـراد‬ ‫الجهـاز الفنـى للفريـق‪.‬‬

‫أطلق أعضاء اللجنة المركزية التحاد شباب‬ ‫أسيوط حملة “هنشارك لنبنى مصر “ لدعم‬ ‫المشاركة فى االنتخابات الرئاسية أيام ‪26‬‬ ‫و‪ 27‬و‪ 28‬مارس ‪ ،2018‬وحث‬ ‫المواطنين والشباب على المشاركة فى‬ ‫االنتخابات الرئاسية بإيجابية‪ ،‬وذلك‬ ‫تحت رعاية المهندس ياسر الدسوقى‪،‬‬ ‫محافظ أسيوط‪.‬‬

‫رئيس نادى النصر‬

‫رئيس النادى المصرى البورسعيدى‬

‫محمدمصيلحى‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫مصر تنتخب‬

‫أدعـو جميع المصرييـن إلى النـزول إلى صناديق‬ ‫انتخابـات الرئاسـة‪ ،‬ودعوتـى للمصرييـن للمشـاركة‬ ‫فـى االنتخابـات ليسـت الختيـار رئيـس الجمهوريـة‬ ‫فقـط‪ ،‬لكـن مـن أجـل الـرد علـى أعـداء الوطـن مثـل‬ ‫دول تركيـا وقطـر التـى تدعـم اإلرهـاب‪ ،‬وكذلـك‬ ‫بعـض المصرييـن المأجوريـن مـن جماعـات بعينهـا‬ ‫يريـدون إحـداث الفوضـى فـى الشـارع المصـري‪.‬‬ ‫مجلـس إدارة النـادى سـواء رئيسـا أو أعضـاء‬ ‫يعشـقون الوطن وشـاركوا فـى ثورة يونيـو العظيمة‬ ‫التـى أعـادت الوطـن بعـد أن سـرقته جماعـة ال‬ ‫تمثـل المصرييـن‪ ،‬وسـنعمل علـى توفيـر أتوبيسـات‬ ‫خاصـة لالعبيـن وأعضـاء النـادى مـن أجـل تسـهيل‬ ‫مشـاركتهم فـى العمليـة االنتخابيـة‪.‬‬

‫محسن طنطاوى‬ ‫رئيس نادى الصيد‬

‫عودة مصر‬

‫يجب على جميع المواطنين النزول للمشـاركة فى االنتخابات‬ ‫مـن أجل دعم الوطـن والمحافظة على االسـتقرار‪،‬ومواصلة البناء‬ ‫والتعميـر وعـودة مصـر إلـى المكانـة‪ ،‬التـى كانـت عليهـا قبـل‬ ‫الفتـرات التى شـهدت فوضـى وعنفـا وتخريبا‪.‬‬ ‫كمـا أن المشـاركة فـى االنتخابات الرئاسـية يجـب أن تكون‬ ‫بكثافـة‪ ،‬مثـل النـزول فـى انتخابـات األنديـة التـى تشـهد إقبـاال‬ ‫كثيفـا مـن قبـل أعضـاء الجمعيـة العموميـة الختيـار مـن يمثلهم‬ ‫فـى فتـرة جديـدة‪ .‬والعالـم كلـه ينتظـر مـا سـتفعله مصـر فـى‬ ‫االنتخابـات‪ ،‬ال سـيما الـدول التى تدعـم اإلرهاب وتعادى الشـعب‬ ‫المصـري‪ ،‬ومصـر أصبحـت اآلن فـى أمـن وأمـان منـذ ثـورة ‪30‬‬ ‫يونيـه وحتـى هـذه األيـام‪ ،‬ويجـب الـرد علـى أعـداء الوطـن وأخذ‬ ‫حـق الشـهداء فـى الصندوق‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪49‬‬

‫أسيوط – محمود فوزى‬

‫حملة شباب أسيوط لحشد الناخبين‪:‬‬

‫هنشارك لنبنى مصر‬

‫وقـال محمـد طـه العادلـى‪ ،‬المنسـق اإلدارى وعضـو اللجنـة‬ ‫المركزيـة التحـاد الشـباب الـذي تشـكل بقرارالمحافـظ ‪490‬‬ ‫لسـنة ‪ 2016‬إن الحملـة تنطلـق مـن إيمـان أعضاء اتحاد شـباب‬ ‫أسـيوط بقـدرة الشـعب المصـرى علـى مواجهـة ما يحـاك له من‬ ‫مؤامـرات داخليـة وخارجيـة تهـدف النيـل مـن عزيمـة الشـباب‬ ‫علـى المشـاركة فـى العمليـة السياسـية‪ ،‬ومـن واقـع تحملهـم‬ ‫للمسـئولية وإحساسـهم بأهميـة هـذا االسـتحقاق الدسـتوري‪,‬‬ ‫يتـم تنظيـم حـوارات مجتمعيـة برؤيـة شـبابية وإقامـة سلسـلة‬ ‫مـن الفعاليـات المختلفـة والمتنوعـة‪ ،‬التـى تهـدف إلـى التوعيـة‬ ‫وتوضيـح الحقائـق والـرد على الشـائعات‪ ،‬التى تقـود للعزوف عن‬ ‫المشـاركة‪ ,‬وذلـك بالتأكيـد علـى أهميـة المشـاركة فـى العمليـة‬ ‫االنتخابيـة‪ ،‬لمـا تمثلـه مـن خطـوة هامـة نحـو بنـاء الوطـن‬ ‫واسـتكمال مسـيرة التنمية لتكون رسـالة للعالم أجمـع على وعى‬ ‫الشـباب المصـرى بالمخاطـر والتحديات الداخليـة والخارجية التى‬ ‫تهـدد اسـتقرار الوطـن‪.‬‬ ‫عقيـل إسـماعيل عقيـل‪ ،‬عضـو اللجنـة المركزيـة التحـاد‬

‫الشـباب‪ ،‬أكـد أنـه تـم عمـل العديـد مـن االجتماعـات مـع رؤسـاء‬ ‫المراكـز واألحيـاء ووكالء الـوزارات المختلفـة ومجموعات شـبابية‬ ‫متنوعـة‪ ،‬بحضـور ممثلـى االتحـاد محمـد طـه العادلـى‪ ،‬المنسـق‬ ‫اإلدارى لالتحـاد‪ ،‬ومحمـود عبدالـاله وعقيـل إسـماعيل‪ ،‬أعضـاء‬ ‫اللجنـة المركزيـة ومجموعـة مـن شـباب االتحـاد فـى كل مركـز‬ ‫داخـل محافظـة أسـيوط للتأكيـد علـى ضـرورة تقديـم كل سـبل‬ ‫الدعـم الالزمـة‪ ،‬وحشـد وحـث المواطنيـن علـى المشـاركة فـى‬ ‫االنتخابيـة والنـزول لصناديـق االقتـراع للمشـاركة وإنشـاء غرفـة‬ ‫عمليـات مركزيـة بديـوان الوحـدات المحليـة بالمراكـز للتواصـل‬ ‫مـع غـرف عمليـات اإلدارات الحكوميـة بـكل أنحـاء المحافظـة‪،‬‬ ‫والتـى سـتعمل كقاعـدة بيانـات للناخبيـن لتسـهيل أى عقبـات‬ ‫تعـوق التصويـت ومتابعـة العمليـة االنتخابيـة أوال بـأول والتأكد‬ ‫علـى مشـاركة كل القطاعـات فـى كل المنشـآت فـى اإلدالء‬ ‫بأصـوات‪.‬‬ ‫وأشـار المنسـق اإلدارى لالتحـاد إلـى أن الحملـة انطلقـت‬ ‫لتشـمل قرى ومراكـز المحافظة ومديريات الخدمـات بالمحافظة‪،‬‬

‫الحملة تنطلق من إيمان أعضاء اتحاد‬ ‫شباب أسيوط بقدرة الشعب المصرى‬ ‫على مواجهة ما يحاك له من مؤامرات‬ ‫داخلية وخارجية تهدف النيل من‬ ‫عزيمة الشباب على المشاركة فى‬ ‫العملية السياسية‪ ،‬ومن واقع تحملهم‬ ‫للمسئولية وإحساسهم بأهمية هذا‬ ‫االستحقاق الدستوري‪ ,‬يتم تنظيم‬ ‫حوارات مجتمعية برؤية شبابية‬

‫باإلضافـة إلـى توزيـع المنشـورات الخاصـة لحـث المواطنيـن‬ ‫علـى المشـاركة فـى االنتخابـات بالقـرى والنجـوع‪ ،‬وفـى أماكـن‬ ‫التجمعـات ولصـق البانـرات علـى السـيارات‪ ،‬باإلضافـة إلـى‬ ‫سياسـة طـرق األبواب وعقـد لقاءات مـع رؤوس العائـالت والعمد‬ ‫والمشـايخ ورجـال الديـن اإلسـالمى والمسـيحى بالقـرى والنجوع‬ ‫ليجتمـع الجميـع علـى قلـب واحد والخـروج إلى االنتخابـات لتظهر‬ ‫مصـر بالصـورة‪ ،‬التـى تسـتحقها مـن كل أبنائها‪ ،‬مضيفـا أنه تم‬ ‫عقـد لقـاءات مع طـالب الجامعـات والمـدارس األزهرية والشـباب‬ ‫وحثهـم علـى توعيـة أهاليهـم فـى المنـازل للخـروج لـإلدالء‬ ‫بأصواتهـم فـى االنتخابـات الرئاسـية والتوعيـة بأهـم اإلنجـازات‬ ‫التـى تحققـت علـى أرض الواقـع‪.‬‬ ‫وصـرح محمـود عبـد الـاله‪ ،‬عضـو اللجنـة المركزيـة التحـاد‬ ‫الشـباب‪ ،‬بـأن االتحـاد تميـز بحملتـه (هنشـارك لنبنـى مصر) من‬ ‫حيـث الفئـة المسـتهدفة‪ .‬واآلليـة المسـتخدمة‪ ..‬واألفـكار الجيدة‬ ‫بصـورة هادفـة وتنسـيق إيجابـى للتوعيـة بأهمية المشـاركة فى‬ ‫االنتخابـات الرئاسـية‪ ،‬وأن هـذه الحملـة التـى أطلقهـا أعضـاء‬ ‫اللجنـة المركزيـة لالتحـاد‪ ،‬تحـت رعايـة السـيد الوزيـر المهندس‬ ‫ياسـر الدسـوقى‪ ،‬محافـظ أسـيوط؛ وذلـك لتحفيـز المواطنيـن‬ ‫والشـباب والعامليـن بالقطاعـات المختلفـة بنطـاق المحافظـة‬ ‫بأهميـة المشـاركة فـى االنتخابـات الرئاسـية فـى الفتـرة مـن‬ ‫‪ 28 -26‬مـارس ‪2018‬م الفتـا إلـى أن الحملـة القـت استحسـان‬ ‫القيـادات الشـعبية والتنفيذيـة وأيدهـا نـواب البرلمـان لمـا لهـا‬ ‫مـن صـدى‪ ،‬خاصـة أنهـا تطرقـت لجوانـب وفئـات وشـرائح مـن‬ ‫المجتمـع األسـيوطى‪.‬‬ ‫وفـى نهايـة كل مؤتمـر أو لقـاء يؤكـد أعضـاء االتحـاد أنـه‬ ‫إذا كان هنـاك رجـال فـى الميـدان البـد أن يكـون هنـاك رجـال‬ ‫وسـيدات فـى اللجنـة لنـرد الجميـل لمـن يدافـع عنا وعـن الوطن‬ ‫الغالـى‪ ،‬وأن نهـدى جميعًـا صوتنـا إلـى أرواح الشـهداء من رجال‬ ‫القـوات المسـلحة والشـرطة فـى كل مـكان علـى أرض الوطـن‬ ‫وندعـم كل مـن يدافـع عـن الوطـن فـى الحـرب علـى اإلرهـاب‪.‬‬


‫‪PB‬‬ ‫‪50‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫مصر تنتخب‬ ‫خاص‬

‫‪w w w. a l m u w‬‬ ‫‪s swaw.‬‬ ‫‪w aar.‬‬ ‫‪lm‬‬ ‫‪c oum‬‬ ‫‪s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u w‬‬ ‫‪s swaw.‬‬ ‫‪w aar.‬‬ ‫‪lm‬‬ ‫‪c oum‬‬ ‫‪s s a w a r. c o m‬‬

‫عفو الخاطر‬

‫من يغنى للجيش المصرى؟‬

‫سليمان عبد العظيم‬

‫بقلم‪:‬‬

‫يا خسارة يا بابا‪ ..‬كان نفسى أنزل أصوت زى ما عمل ماليين المصريين والمصريات اللى بره مصر‪..‬‬ ‫يا ريت كان عمرى ‪ 18‬سنة عشان يكون من حقى التصويت زى ما الدستور بيقول‪..‬‬ ‫هكذا قالت لى ابنتى هبة اهلل أصغر أبنائى مساء األحد الماضى أثناء تناول العشاء‪ ..‬وقالت أيضاً‪ :‬ده‬ ‫مش شعورى لوحدى‪ ..‬النهارده كل زمالئى وأصحابى فى الجامعة البريطانية كانت هذه األمنية على‬ ‫لسانهم‪.‬‬

‫حلمى النمنم‬ ‫فنان ومطرب أردنى‪ ،‬يغنى للجيش‬ ‫المصرى‪ ،‬األغنية بعنوان «يحكى أن» للفنان‬ ‫عمر عبدالاله‪ ،‬تتحدث كلماتها عن بطوالت‬ ‫جنودنا وضباطنا فى سيناء‪ ،‬وأهمية ما‬ ‫يقوم به‪ ،‬كلمات األغنية تعكس قدرا كبيرا‬ ‫من الفخر واالعتزاز بالجيش المصرى‪،‬‬ ‫وإدراك عميق لما يقوم به‪ ،‬هذا الجيش‬ ‫العظيم‪.‬‬

‫عندما قالت هبة‪ ..‬كان نفسى أصوت!‬ ‫إخواتهـا‪ ،‬حمـادة وميشـو حبـوا زى عادتهـم يغيظوهـا‪ ..‬دخلـوا‬ ‫علـى الخـط وقالـوا‪ :‬إحنـا بقـى هـا ننـزل ونصوت‪..‬‬ ‫يـا بختكـم!‪ ..‬قالتهـا هبـة اهلل وسـألتهم‪ :‬ممكـن أنـزل معاكـم‬ ‫عشـان أشـوف إيـه اللـي بيحصـل فـى آخـر انتخابـات رئاسـية ليـس‬ ‫مـن حقـى التصويـت فيهـا؟‪..‬‬ ‫المشـوار ده هـا يكلفـك صفيحـة بنزيـن يـا هبة يعنـى بالصالة‬ ‫علـى النبـى ‪ 100‬جنيـه تطلعيهـم مـن الحصالـة‪ ..‬ماشـى يـا هبة‪..‬‬ ‫ماشـى يـا حمـادة أنت وميشـو‪..‬‬ ‫سـألت الـوالد‪ :‬إشـمعنى المـرة دى نازليـن‪ ..‬مـا أنتـوا كنتـوا‬ ‫مقاطعيـن المـرة اللـى فاتـت فـى ‪..2014‬‬ ‫قالـوا‪ :‬عيـب علينـا يكـون األبطـال فى الميـدان وإحنـا مش فى‬ ‫اللجـان‪ ..‬مـش معقول نشـوف طابـور المصريين فـى الكويت طوله‬ ‫‪ 2‬كيلـو متـر خـارج أسـوار السـفارة وإحنـا نقعـد فـى البيـت!‪ ..‬مـش‬ ‫معقـول نشـوف المذيعة المشـهورة إياها (لميـس الحديدى) بتقول‬ ‫«االنتخابـات محسـومة محسـومة» وتـدى هـذه الرسـالة السـلبية‬ ‫العلنيـة وإحنـا نقعـد فى البيـت ومـا ننزلش!‪..‬‬ ‫والدى قالـوا‪ :‬هـا ننزل عشـان ننتخـب الرجل الذى قـال له الداهية‬ ‫السياسـى كيسـنجر‪ :‬أنـت الوحيـد الذى حافظ علـى دولته فى الشـرق‬ ‫األوسـط‪ ..‬هـا ننتخـب الرئيـس الـذى قالـت لـه المستشـارة األلمانية‬ ‫«ميـركل» أنت لسـت قائد انقالب عسـكرى أنت رئيس منتخـب بإرادة‬

‫شـعب الدولـة المصريـة‪ ..‬ها ننزل عشـان ننتخب رئيـس أول دولة فى‬ ‫العالـم يفتـح لـه القيصـر الروسـى بوتين قـدس األقداس العسـكرية‬ ‫ليشـهد الرئيـس فى غرفـة العمليات كيـف تدير روسـيا مصالحها فى‬ ‫العالـم‪ ..‬هـا ننـزل ننتخب رئيس قـال فيه جون ماكين أقـوى عضو فى‬ ‫الكونجـرس األمريكـى «لـم نكن نريد أن يظهـر ناصر جديد فى مصر‬ ‫لكن السيسـى ظهر»!‪.‬‬ ‫والدى قالـوا‪ :‬نازليـن المـرة دى ومـش مقاطعيـن ألننـا خـالص‬ ‫عرفنا الرئيس السيسـى وشـوفنا إنجازاته وسـمعنا اللـى بيقوله من‬ ‫جـوه قلبـه‪ ..‬ماكنـاش نعرفـه مـن أربـع سـنوات ‪ ..‬المـرة دى عرفناه‬ ‫خـالص وخبرنـاه‪ ..‬هـا ننـزل ننتخـب رئيسـا حـرر جيـش مصـر مـن‬ ‫أسـر السـالح األمريكـى األوحـد فتدافعـت مصانـع السـالح العالميـة‬ ‫نحـوه يختـار براحتـه وحسـب طبيعـة معركتـه‪ ..‬هـا ننـزل ننتخـب‬ ‫رئيسـا مـازال يطـارد اإلرهـاب فـى سـيناء دفاعـا عـن شـعبه فوصـل‬ ‫بجيشـه مـن الصحـارى إلـى كهـوف الجبـال علـى أرض لـم تطأهـا‬ ‫قـدم مـن قبل‪..‬‬ ‫والدى قالـوا‪ :‬هـا ننـزل عشـان ننتخـب رئيسـا حفر أنفـاق الحياة‬ ‫إلـى سـيناء ودفـن فيهـا أطمـاع اسـتقطاعها مـن قبـل اإلخـوان‬ ‫وإعطائهـا هديـة لألمريـكان واإلسـرائيليين ‪ ..‬هـا ننـزل عشـان‬ ‫ننتخـب رئيـس شـيد فـى ‪ 4‬سـنوات مليونـا و‪ 700‬ألـف شـقة‬ ‫سـترت جدرانهـا ‪ 9‬مالييـن مواطـن مـن شـعب مصـر‪ ..‬هـا ننـزل‬

‫عشـان ننتخـب رئيسـا أنشـأ فـى أربـع سـنوات شـبكة طـرق وكبـارى‬ ‫أخطبوطيـة لـم تنشـأ من قبـل‪ ،‬ربطـت ألول مرة أطـراف مصر كلها‬ ‫بتكلفـة قاربـت ‪ 25‬مليـار جنيـه‪ ..‬هـا ننـزل عشـان ننتخـب رئيسـا‬ ‫سـخر فـى زمـن قياسـى إمكانيـات وطنـه لعـالج‪ 1,5‬مليـون مواطن‬ ‫مريـض بفيـروس سـى فوصلت مصـر للعالمية فى عالج هـذا الداء‪.‬‬ ‫والدى قالـوا‪ :‬يـا بابـا اللـى سـمعناه وشـفناه فـى األربـع سـنين‬ ‫اللـى فاتـت خالنـا نشـعر بنـدم شـديد لمـا قاطعنـا االنتخابـات‬ ‫الرئاسـية المـرة اللـى فاتـت‪ ..‬إزاى مـا ننزلـش ننتخب رئيسـا شـفنا‬ ‫لمـا نـادت عليه سـيدة فى الكنيسـة وسـط آالف المصليـن «حبيبى‬ ‫يـا بنى» سـمعها فأبعد أفـراد حراسـته وانحنى على أيدهـا وقبلها؟!‬ ‫‪ ..‬إزاى مـا ننزلـش ننتخـب رئيسـا ضـرب بالطيـارات إرهابييـن‬ ‫دواعـش اعتـدوا علـى أبنـاء وطنـه وقتلوهـم بطريقـة وحشـية فـى‬ ‫ليبيـا فـال حـدود توقفـه عـن كرامـة المصرييـن بنـى وطنـه‪..‬‬ ‫حمـادة وميشـو قالـوا هـا ننـزل وننتخـب الرئيـس السيسـى‪..‬‬ ‫كفايـة غلطتنـا فـى المـرة اللـى فاتـت‪ ..‬وعلـى فكـرة يا بابـا ‪80‬فى‬ ‫المائـة مـن صحابنـا وزمايلنـا نازليـن االنتخابـات ألنهـم عارفيـن‬ ‫كويـس ميـن اللـى قلبه بجـد على البلـد‪ ..‬وميـن هنا اللـى بيتاجروا‬ ‫فـى البلـد وفـى والد البلـد‪..‬‬ ‫هبـة بنتـى قالـت يـا خسـارة‪ ..‬ها أنـزل بـس ‪ ..‬كان نفسـي أدى‬ ‫صوتـى للرئيس السيسـى!‬

‫خاص‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪PB‬‬ ‫‪51‬‬

‫قبـل «يحكـى أن» كانـت أغنيـة «قالـوا علينـا إيـه دوال» والتـى‬ ‫غناهـا رجـال الصاعقـة ‪ -‬الكتيبـة ‪ -103‬األغنيـة مؤلمـة فـى دالالتهـا‪،‬‬ ‫وموجعـة فـى معناهـا‪ ،‬الموجـع أن هـؤالء األبطـال‪ ،‬يقاتلـون ويضحـون‬ ‫بحياتهـم‪ ،‬دفاعـا عـن تـراب هـذا الوطـن‪ ،‬وال يجـدون مـن يغنـى لهـم‬ ‫أو يتغنـى بهـم‪ ،‬وبطوالتهـم‪ ،‬فراحـوا هم بكلمـات كتبهـا الرائد محمد‬ ‫طـارق وديـع‪ ،‬يغنـون ويهزجـون ألنفسـهم‪ ،‬يودعـون زمالءهـم الذيـن‬ ‫استشـهدوا ويعـددون بطوالتهـم‪ ،‬رفاقـا كانـوا معهـم وسـقطوا فـى‬ ‫الميـدان شـهداء‪.‬‬ ‫لـم يجـد هـؤالء األبطـال مـن الفنانيـن والمبدعيـن المصرييـن‪،‬‬ ‫اهتمامـا الئقـا‪ ،‬فراحـوا هـم يقومـون بـكل شـىء‪ ،‬يقاتلـون ويضحـون‬ ‫ويكتبـون ويغنـون‪ ..‬وال أظـن أن أبطالنـا فـى حـروب ‪ 48‬و‪ 56‬و‪67‬‬ ‫واالسـتنزاف «حـرب الثـالث سـنوات»‪،‬بتعبير الفريـق فـوزى‪ ،‬ثـم حـرب‬ ‫أكتوبـر‪ ،‬كانـوا يغنـون ألنفسـهم‪ ،‬كان هنـاك مـن يغنـى لهـم ويتغنـى‬ ‫بهـم‪ ،‬ولـم يكـن هـؤالء الفنانـون ينتظـرون دعـوة وال نـداء أو توجيـه‬ ‫مـن أحـد كـى يبدعوا‪ ،‬يحكـى فى الكواليـس الفنية أن الملحـن العظيم‬ ‫بليـغ حمـدى وضـع لحـن «باسـم اهلل» فـور قيام حـرب أكتوبـر ‪،1973‬‬ ‫ولمـا ذهـب فـى مسـاء نفـس اليـوم ليسـلمه إلـى اإلذاعـة‪ ،‬وجـد األمن‬ ‫أغلـق األبـواب ومنـع مـن الدخـول‪ ،‬فهددهـم أنهـم إذا لـم يسـمحوا‬ ‫لـه بالدخـول لتسـجيل اللحـن‪ ،‬فسـوف يذهـب إلـى القسـم ويحـرر‬ ‫بالغـا بأنهـم يمنعونـه مـن الغنـاء لبـالده‪ ،‬وكان أن فتحـت لـه األبواب‬ ‫وانطلقـت األغانـى‪ ،‬التـى نسـتمتع بهـا إلـى اليـوم‪ ،‬قبـل ذلـك ولمـا‬ ‫وقعـت ‪ ،1967‬لـم يطالـب أحـد األبنـودى أن يكتـب «عـدى النهـار»‬ ‫ويغنيهـا عبدالحليـم‪ ،‬وال أن تغنـى أم كلثـوم «ابقـى معنـا»‪ ،‬كان هؤالء‬ ‫مدفوعيـن بإحساسـهم الوطنـى النبيـل؛ لـم يكـن هنـاك فـى الدولـة‬ ‫أمـام زحمـة األحـداث مـن لديـه وقـت للتفكيـر فـى أغنيات تحـض على‬ ‫الصمـود‪ ،‬ولمـا قامـت أم كلثـوم بإحيـاء حفـالت داخـل مصـر وخارجهـا‬ ‫وتجمـع عائدهـا لتسـلمه إلـى المجهـود الحربـى‪ ،‬لـم تكلـف بذلـك من‬ ‫أحـد‪ ،‬ولـم يطلـب أحـد منهـا القيـام بهـذا المجهـود‪ ،‬والذيـن عايشـوا‬ ‫تلـك الفتـرة يعرفون‪ ،‬أن الرئيس عبدالناصر نفسـه‪ ،‬فوجـئ بهذا الدور‬ ‫االسـتثنائى لكوكـب الشـرق‪ ،‬وأمـر أن تقـدم لهـا التسـهيالت فى ذلك‪،‬‬ ‫ولـم تكـن التسـهيالت سـوى منحهـا «جـواز سـفر دبلوماسـى»‪.‬‬ ‫وقـد ال يـدرك كثيـرون أن أغنيـة المجموعـة التـى لحنهـا علـى‬ ‫إسـماعيل «رايحيـن شـايلين فـى أيدنـا سـالح‪ ،‬راجعيـن رافعيـن رايـات‬ ‫النصـر»‪ ،‬تـم وضعهـا أثنـاء حـرب االسـتنزاف‪ ،‬صحيـح أن شـهرتها‬ ‫زادت بعـد عبـور ‪ ،1973‬ولـذا تصـور البعـض أنهـا وضعـت فـى أجـواء‬ ‫انتصـار أكتوبـر‪ ..‬هـذه الجهـود الفنيـة‪ ،‬من فنانيـن كبـار‪ ،‬تتقدمهم أم‬ ‫كلثـوم‪ ،‬بذلـت فـى وقـت لـم يكـن جيشـنا المصرى فـى أفضـل حاالته‪،‬‬ ‫كان الجيـش مـر بتجربـة ‪ 1967‬الكارثيـة ومـا ترتـب عليهـا ممـا عـرف‬ ‫باسـم أزمـة القيـادة‪ ،‬أو أزمـة المشـير عبدالحكيـم عامـر‪ ،‬ولكـن ألن‬ ‫الفنانيـن كانـوا يـرون ويؤمنـون أن الجيـش هـو «جيـش الشـعب»‬ ‫وقفـوا إلـى جـوار هـذا الجيـش‪ ،‬أى وقفـوا إلـى جـوار وطنهـم وبلدهـم‬ ‫فـى النهايـة‪ ،‬وكان عليهـم أن ينقلـوا بفنهـم رسـالة ضروريـة وهـى‬ ‫أنـه ال مفـر عـن رد الشـرف والثـأر لكرامتنـا واالنتصـار‪ ،‬ومـن يدقـق فى‬


‫‪52‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫خاص‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بالمئـات فـى أفضـل الحـاالت؛ وتأثيرهـا أكثـر وأشـد‪.‬‬ ‫بعـد ‪ 5‬يونيـه ‪ ،1967‬طالـب بعـض الكبـار مـن المثقفيـن‬ ‫والمفكريـن فـى جلسـاتهم المغلقـة الرئيـس عبدالناصـر أن يبحـث عن‬ ‫وسـيلة للتفاهـم مـع اإلسـرائيليين‪ ،‬وطالبـه البعـض اآلخـر بالخـروج‬ ‫مـن المشـهد‪ ،‬قضيـة المرحـوم لطفـى الخولـى نموذجـاً؛ لكـن األغنيـة‬ ‫واللحـن‪ ،‬كان لهمـا رأى آخـر‪ ،‬هـو مـا عبـرت عنـه ألحـان علـى إسـماعيل‬ ‫وغنـاء المجموعـة «رايحيـن شـايلين فـى أيدنـا سـالح‪ ..‬راجعيـن رافعين‬ ‫رايـات النصـر‪.».‬‬ ‫والطريـف أن كلمـات هـذا العمـل‪ ،‬دون ترتيـب مسـبق‪ ،‬علـى وجـه‬ ‫القطـع‪ ،‬كانـت تتفـق مـع مـا قالـه الفريـق عبدالمنعـم ريـاض رئيـس‬ ‫أركان حـرب القـوات المسـلحة بعـد ‪ 5‬يونيـه ‪ 1967‬للرئيـس جمـال‬ ‫عبدالناصـر‪ ،‬باعتبـاره القائـد األعلـى للقـوات المسـلحة‪ ،‬قـال ريـاض‬ ‫لقائـده األعلـى «يـا أفنـدم‪ ..‬لـو عرضـوا عليك سـيناء بال حـرب‪ ،‬بالش‪..‬‬ ‫ادينـا فرصـة نحـارب ونرد شـرفنا‪ »..‬كانت القـوات المسـلحة تعمل على‬ ‫هـذا الهـدف‪ ،‬اسـترداد سـيناء واسـترداد الشـرف معـاً‪ ،‬ال ينفصـالن وال‬ ‫يتجـزآن‪ ،‬وكذلـك كان صـوت وكلمة الفن‪ ،‬وكالهما وصـل إلى الجمهور‬ ‫الواسـع‪ ،‬الـذى سـاند قواتـه المسـلحة حتـى تحقـق انتصـار ‪.1973‬‬ ‫اليـوم يسـاند الجمهور القوات المسـلحة‪ ،‬ويقف خلفهـا داعماً بكل‬ ‫ثقـة وقـوة ومقـدرا بـكل امتنـان مـا يقـوم بـه «جيـش الشـعب وجنـود‬ ‫الشـعب‪ »..‬ودعـم الفـن‪ -‬الغنـاء تحديدا ‪ -‬يأتينـا أوال من خـارج الحدود‪،‬‬ ‫مـن عالمنـا العربى‪.‬‬ ‫وقـد يتصـور البعـض أن الغنـاء لمـا يقـوم بـه الجيـش فـى سـيناء‪،‬‬ ‫عمـل سياسـى‪ ،‬يرتبـط بموقـف سياسـى بعينـه‪ ،‬وهـذا هـو الخطـأ‬ ‫بعينـه‪ ،‬عمليـة سـيناء ‪ 2018‬ليسـت عمليـة سياسـية نتفـق أو نختلـف‬ ‫حولهـا‪ ،‬هـى عمليـة وطنيـة‪ ،‬ترتبـط بالوطـن كلـه‪ ،‬حـدود هـذا الوطن‬ ‫وجغرافيتـه‪ ،‬وجـوده باألسـاس‪ ،‬ومـن ثـم هـى ليسـت عمليـة سياسـية‪،‬‬ ‫نقـف فيهـا بيـن فريـق مؤيـد وآخـر معـارض أو رافـض‪ ،‬فـى االختيـارات‬ ‫السياسـية‪ ،‬هـذا جائـز ومقبـول‪ ،‬بـل يجـب أن نحبـذه‪ ،‬لكـن فـى قضايـا‬ ‫هل نذكر أغنية لطفى بوشناق فى دار األوبرا المصرية‪ ،‬عندما كان اإلخوان اإلرهابيون فى الحكم «سيبوا لى الوطن»‬ ‫الوطـن‪ ،‬ال مجـال للتعلـل بموقـف سياسـى مـن الحكـم أو الحاكـم‪ ،‬وال‬ ‫بموقـف معيـن تجـاه سياسـة الحكـم‪ ،‬يمكـن أن نختلـف حـول بنـود‬ ‫حين لم يجد رجال الصاعقة من الفنانين من يغنى لهم‪ ،‬قاموا هم يغنون ألنفسهم‬ ‫وأولويـات الميزانيـة العامـة ومشـروعات التنمية‪ ،‬واختيـار وزير أو رئيس‬ ‫الـوزراء‪ ،‬لكـن حمايـة الوطن من االعتـداء واالحتالل األجنبـى ال يجوز أن‬ ‫ولزمالئهم الشهداء واألبطال‬ ‫تتدخـل فيـه السياسـة وأهواؤهـا‪.‬‬ ‫والحـق أنـه فـى األجيال السـابقة‪،‬‬ ‫كان هنـاك مـن يميـزون بوضـوح بين‬ ‫كلمـات كل األغنيـات وقتهـا يجـد أنهـا تحمـل نفـس المعانـى والـروح‪،‬‬ ‫الموقفيـن‪ ،‬لنتأمـل شـاعرا كبيـرا فـى‬ ‫أغنيـات للوطـن وللجيـش‪ ،‬فـى تلـك الفتـرة أيضا ظهـرت أغنية شـادية‬ ‫وزن محمـود حسـن إسـماعيل وفنانـا‬ ‫التـى كتبهـا عبدالرحيـم منصـور «يـا حبيبتـى يـا مصـر‪ »..‬وغيرهـا مـن‬ ‫بقامـة عبدالوهـاب‪ ،‬األول أصدر ديوانا‬ ‫األغنيـات‪ ،‬التـى رفعـت الـروح المعنويـة للمواطنيـن وطردت اإلحسـاس‬ ‫شـعريا كامـال فـى مـدح الملك فـاروق‪،‬‬ ‫بالهزيمـة الـذى حـاول البعـض فى الخـارج‪ ،‬وفـى الداخل تصديـره إلينا‬ ‫وكان يأمـل فـى أن يصبـح «شـاعر‬ ‫وإلـى قواتنـا المسـلحة‪.‬‬ ‫القصـر» وأن يكـون حيـث كان أميـر‬ ‫واآلن فـإن األمـر مختلـف‪ ،‬جيشـنا والحمـد هلل‪ ،‬قـوى ومنتصـر‪ ،‬وهو‬ ‫الشـعراء أحمـد شـوقى‪ ،‬الـذى كان‬ ‫يقـوم بمهمـة أصعـب وأخطـر فـى سـيناء‪ ،‬ويواجـه عدوا أشـرس وأشـد‬ ‫شـاعر القصـر زمـن الخديـوى عبـاس‬ ‫خطـورة‪ ،‬العـدو هـذه المـرة مـن داخلنـا‪ ،‬تيـار متشـدد نبـت وسـطنا‪،‬‬ ‫حلمـى‪ ،‬وكان عبدالوهـاب يحمـل‬ ‫نبـت شـيطانى‪ ،‬ظهـر بيننـا واسـتخف بخطورتـه البعض‪ ،‬وتجاهلـه أولو‬ ‫لقـب مطـرب الملـوك واألمـراء‪ ،‬سـبق‬ ‫األمـر عبـر عقـود‪ ،‬ودخـل بعضهـم مع هـذا العدو فـى تحالفـات‪ ،‬بدعوى‬ ‫لـه أن غنـى للملـك فـاروق‪ ،‬منـذ أن‬ ‫ترويضـه وإدماجـه داخـل جهاز الدولة‪ ،‬فـإذا به يتغلغـل ويريد أن يحكم‬ ‫كان أميـرا‪ ،‬وحيـن قامـت ثـورة يوليـو‬ ‫قبضتـه علـى الدولـة ويسـقطها نهائيا لتقـوم مكانها واليـات مذهبية‪،‬‬ ‫‪ 1952‬وخـرج الملـك فـاروق من مصر‪،‬‬ ‫ويسـعون للقضـاء علـى الجيـش وإقامـة ميليشـيات طائفيـة‪ ،‬علـى غـرار‬ ‫ثـم أسـقط نهائيـا النظـام الملكـى‪،‬‬ ‫مـا جـرى فـى أفغانسـتان منـذ سـنة ‪ 1979‬وإلـى اليـوم‪ ،‬ومـا جـرى فـى‬ ‫وأعلـن النظـام الجمهـورى‪ ،‬وجدنـا‬ ‫الصومـال وغيرهـا‪ ،‬وهـب الشـعب المصـرى فـى ‪ 30‬يونيه يعلـن رفضه‬ ‫محمود حسـن إسـماعيل وعبدالوهاب‪،‬‬ ‫لـكل هـذا‪ ،‬ويصـر علـى الدولـة المدنيـة الوطنيـة‪ ،‬ويطالـب بتدخـل‬ ‫يلتقيـان معـا سـنة ‪ 1953‬فـى أغنيـة‬ ‫الجيـش الوطنـى‪ ،‬الجيـش المصـرى‪ ،‬ولبى الجيـش النداء‪ ،‬ومـازال ملبيا‬ ‫«دعـاء الشـرق» لم تكـن األغنيـة للواء‬ ‫بقـوة وثقـة يحسـدنا عليهـا الكثيـرون فـى العالم‪.‬‬ ‫نجيـب وال للضبـاط األحـرار‪ ،‬بـل كانت‬ ‫حتـى اآلن نجـد الوعـى العميق بما يقـوم به الجيـش المصرى‪ ،‬وما‬ ‫للوطـن كلـه والنهـوض واليقظـة‬ ‫قـام بـه منـذ سـنة ‪ ،2011‬يأتـى من خـارج الحـدود‪ ،‬غالبـاً‪ ،‬فنيـاً وعلمياً‬ ‫الوطنيـة‪ ،‬وبعدهـا بعام ‪ -‬سـنة ‪1954‬‬ ‫وفكريًا‪.‬‬ ‫ التقيـا فـى أغنيـة «النيـل» وفى سـنة‬‫فـى معـرض القاهـرة الدولـى للكتـاب‪ ،‬هـذا العـام‪ ،‬عرضـت عـدة‬ ‫‪ 1959‬وجدنـا أم كلثـوم تغنى للجيش‬ ‫دراسـات مترجمـة‪ ،‬وضعهـا خبـراء أجانـب عـن اسـتجابات وتعامـالت‬ ‫المصـرى قصيـدة مـن كلمـات الشـاعر‬ ‫الجيـوش العربيـة‪ ،‬مـع أحـداث السـنوات األخيـرة‪ ،‬والتركيـز علـى مـا‬ ‫طاهـر أبـو فاشـا‪ ،‬وهـو أيضـا كان مـن‬ ‫تسـمى بلـدان الربيـع العربى‪ ،‬ومنحت تلك الدراسـات الجيـش المصرى‬ ‫المحسـوبين علـى مرحلـة النظـام‬ ‫تقديـرا كبيـرا‪ ،‬لالنحيـاز المطلـق للشـعب وللكفـاءة التـى بـان عليهـا‬ ‫الملكـى‪ ،‬لكنـه كان يـدرك أن الجيـش‬ ‫واإلخـالص للوطـن فـى األزمـة العاصفـة التـى عايشـناها منـذ تحـرك‬ ‫هـو جيـش الوطـن والشـعب كلـه‪.‬‬ ‫الجماهيـر فـى ‪ 25‬ينايـر‪ ،‬أمـام طغيـان نظـام كان قد شـاخ فـى موقعه‪،‬‬ ‫وحيـن كتـب األبنـودى‪ ،‬قصائـده‬ ‫ثـم ضـد نظـام جماعـة اإلخـوان اإلرهابيـة؟‬ ‫التـى تـم التغنـى بهـا بعـد ‪ ،1967‬لم‬ ‫ولـو حاولنـا أن نبحـث عـن دراسـات مشـابهة مـن باحثينـا وكتابنا‪،‬‬ ‫يكـن مـن المتفقيـن تمامـا مـع نظـام‬ ‫فلـن نظفـر بالكثيـر علـى مسـتوى جديـة البحـث وعمقه‪.‬‬ ‫الرئيـس عبدالناصـر‪ ،‬كان خارجـاً لتـوه‬ ‫حسين الجسمى‪ ..‬عاد ليغنى من جديد من أجل مصر‬ ‫وهكـذا األمـر فـى الفـن‪ ،‬وتحديـدا فـن الغنـاء‪ ،‬وإن كان األمـر فـى‬ ‫مـن االعتقال‪ ،‬وتعرض لتجربة قاسـية‪،‬‬ ‫الغنـاء والموسـيقى والشـعر أكثـر أهميـة‪ ،‬ذلـك أن البحـوث النظريـة‬ ‫تـم اعتقالـه سـنة ‪ 1966‬وأفـرج عنـه مـع زمالئه فـى فبرايـر ‪ ،1967‬لم‬ ‫ال يكون الغناء بالطلب وال بااللحاح‪،‬‬ ‫والدراسـات الفكريـة‪ ،‬تشـغل الباحثيـن والقـراء المتخصصيـن علـى‬ ‫يعـرض خـالل االعتقـال علـى النيابـة العامـة‪ ،‬وال جـرى توجيـه أى اتهام‬ ‫األغلـب‪ ،‬أمـا فـن الغنـاء فإنـه يصـل إلـى الجميـع‪ ،‬المتعلميـن وغيـر‬ ‫ولكنه إحساس ومسئولية وطنية‬ ‫لـه‪ ،‬قـرار اعتقـال فقـط‪ ،‬وخـرج وجـاءت تجربـة يونيه فـكان يميـز بعمق‬ ‫المتعلميـن‪ ،‬المتخصـص وغيـر المتخصـص‪ ،‬ثـم إنهـا تذهـب إلـى‬ ‫بيـن مـا هـو سياسـى وما هـو وطنـى‪ ،‬لم يكتـف فقـط بكتابـة القصائد‬ ‫الوجـدان مباشـرة‪ ،‬وجمهورهـا بالمالييـن‪ ،‬بينمـا جمهـور الدراسـات‬ ‫وإنسانية‬ ‫واألشـعار لكنـه انتقـل إلـى الجبهـة فـى اإلسـماعيلية والسـويس‪ ،‬يتابع‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫حـرب االسـتنزاف‪ ،‬ويشـارك األهالـى واألبطـال‪ ،‬المقاومـة والنضـال‪.‬‬ ‫إذن ما الذى حدث‪...‬؟!!‬ ‫نحـن نـرى جيشـنا يحـارب ويحقـق نجاحـات هائلـة‪ ،‬وهـى حـرب‬ ‫ بـال مبالغـة‪ -‬يتوقـف عليهـا مصيـر المنطقـة‪ ،‬فإمـا نجـاح المشـروع‬‫اإلرهابـى‪ ،‬اإلخوانـى‪ ،‬مشـروع التأسـلم السياسـى بـكل جـذوره‪ ،‬وفروعه‬ ‫ومشـروع الدولـة الوطنيـة‪ ،‬ولـو لـم تخـرج مصـر منتصـرة فـى هـذه‬ ‫المعركـة لذهبـت المنطقـة بكاملهـا إلـى الجحيـم‪ ،‬كمـا حـدث بالضبط‬ ‫سـنة ‪ ،1517‬فحيـن سـقطت مصـر أمـام جحافـل العثمانييـن‪ ،‬ضاعـت‬ ‫المنطقـة كلهـا ألكثـر من أربعـة قرون‪ ،‬ويحـاول التاريخ أن يعيد نفسـه‪،‬‬ ‫بالعثمانييـن القدامـى والجـدد‪ ،‬لكـن لـن نقبـل بتكـرار المأسـاة‪.‬‬ ‫أمـا شـعراؤنا وفنانونـا‪ ،‬فليـس بينهـم مـن غبـن وال تعـرض لظلم‬ ‫كمـا جـرى مع البعض سـنوات السـتينيات‪ ..‬لـم يعتقل أى منهـم اعتقال‬ ‫األبنـودى مث ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫فـى هـذه الحـرب الممتـدة‪ ،‬ونزعـم أنهـا بـدأت مـن يـوم ‪ 28‬يناير‬ ‫‪ ،2011‬وتسـتمر إلى اليوم‪ ،‬تجد أن إدراك خطورتها ومسـاندة جيشـنا‪،‬‬ ‫تأتـى مـن الفنـان العربـى‪ ،‬أسـرع وأكاد أقـول‪ ،‬أقـوى‪ ،‬هـل نذكـر أغنيـة‬ ‫لطفـى بوشـناق فـى دار األوبـرا المصريـة‪ ،‬بينمـا اإلخـوان فـى الحكـم‬ ‫«سـيبوا لـى الوطـن» ولـم ننـس مـا يمكـن أن نسـميه بيـان الوطنيـة‬ ‫المصريـة‪ ،‬التـى ألقتـه الفنانـة ماجـدة الرومـى بمكتبة اإلسـكندرية فى‬ ‫حفـل لهـا نهايـة ‪ ،2013‬حينمـا وقفـت تغنـى لمصـر‪ ،‬وتحيـى شـعبها‬ ‫وجيشـها‪ ،‬وتدعـو لهـا بالنصـر‪ ،‬ثـم وجدنـا الفنـان اإلماراتـى «حسـين‬ ‫الجسـمى» يغنـى لمصرنا سـنة ‪ ،2014‬وتفاعل معـه الجمهور المصرى‬ ‫بقـوة‪ ،‬ثـم يغنـى صابـر الرباعـى الفنـان التونسـى‪ ،‬للجيـش المصـرى‬ ‫«سـالم يـا دفعة»‪.‬‬ ‫ويجـب القـول أنـه ليـس جديـا‪ ،‬أنـه يغنـى الفنـان العربـى لمصـر‪.‬‬ ‫وأن يتغنـوا بهـا‪ ،‬حـدث لهـذا كثيراً طـوال الوقـت‪ ،‬لدينا أغنيـات الفنانة‬ ‫المتآلقـة دومـا فيـروز‪« ،‬مصـر عـادت شمسـك الذهـب» وفـى أسـماعنا‬ ‫أغنيـات لفريـد األطـرش وكذلـك وديـع الصافـى وفهـد بـالن‪ ،‬ورائعـة‬ ‫ً‬ ‫فضـال عـن روائـع وردة الجزائريـة ثم‬ ‫علينـا التونسـية «حبايـب مصـر»‪،‬‬ ‫لطيفـة التونسـية‪ ،‬ومنـذ ثـورة ‪ 30‬يونيـه وجدنـا طوفانـا مـن الحـب‬ ‫وصـدق الماشـعر يسـتطوتنا مـن اشـقئنا العـرب جميعـاً‪ ،‬فـى كل مكان‪،‬‬ ‫وتسـمع مـن اشـقاء سـورين ولبنانيـن وعراقيـن وسـوريين وتوانسـة‬ ‫ً‬ ‫فضـال مـن اشـقائنا فـى السـعودية ودول الخليج‪،‬‬ ‫وجزائرييـن ومغاربـة‪،‬‬ ‫فكلمـات التقديـر والفخـار بهـذا الشـعب العظيـم الـذى تحـرك واسـقط‬ ‫نظامـاً ناشـياً وتقديـر للجيـش المصرى العظيـم‪ ،‬الذى وقـف حامياً لهذا‬ ‫الشـعب وتـراب الوطـن‪ ،‬وانطلـق الفنـان العربـى يعبرعن ذلـك‪ ،‬فجاءتنا‬ ‫أصـوات حسـين الجسـمى ونانسـى عجرم وصابـر الرباعى ولطفىشـنان‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫واآلن يغنـى لنـا مـن األردن عمـر عبد الـاله‪ ،‬بكلمات مهدي الشـيخ‬ ‫والدة شـهداً وأبطـال ‪-‬ياعظيمـة‪ -‬يامصـر يـا والدة ثـم يقـول وال جملة‬ ‫وال كلمـة زيـارة دول الجيـش المصرى ياسـادة‪.‬‬ ‫فـى كل هـذا‪ ..‬أيـن الفنـان المصـرى‪..‬؟ وهـو الـذى لـم يكـن يغنـى‬ ‫لمصـر فقـط‪ ،‬بـل كان يغنـى لألمـة العربيـة كلهـا‪ ،‬غنـت أم كلثـوم‬ ‫لبغـداد ودمشـق‪ ،‬وغنـى عبدالوهـاب «ياجـارة الـوادى»‪ ،‬وهكـذا كان‬ ‫الفنـان المصـرى مرتبطـا بقضايـا مصر وقضايـا البلدان العربيـة‪ ..‬لدينا‬ ‫فنانـون ومطربـون ومطربـات كبـار‪ ،‬لهـم جماهير واسـعة مـن المحيط‬ ‫إلـى الخليـج‪ ،‬ومنحوا أنفسـهم ألقابـا ضخمة‪ ،‬وصـار لبعضهم وبعضهن‬ ‫إمبراطوريـات خاصـة‪ ..‬أمـوال طائلـة‪ ،‬وحراسـات متعددة وإقامات شـبه‬ ‫سـرية وو‪ !!!....‬لـم يغـن أحدهـم لجيشـنا‪ ،‬وتباطئـوا فـى الغنـاء لمصـر‪،‬‬ ‫الغناء ال يكون بالطلب وال باألمر‪،‬لكنه إحسـاس ومسـئولية ‪ ..‬ونتسـاءل‬

‫خاص‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫غناء صابر الرباعى للجندى المصرى وعمر عبد الاله للجيش المصرى يجعلنا نتساءل ‪ ..‬أين‬ ‫الفنان والمبدع المصرى من جيشه‪..‬؟‬

‫رجال الجيش يحاربون من أجل الوطن فى سيناء ‪ ..‬وال يجدون من يوثق بطوالتهم من المطربين المصريين‬

‫أيـن االحسـاس بالمسـئولين‪ ،‬لـم يغـن احدهـم لبغـداد فـى محنتها وال‬ ‫دمشـق وال ليبيـا وال وال ‪ .. ..‬فهـل يغنون للقاهـرة وللجيش المصرى؟؟!!‬ ‫وقبـل هـذه األسـئلة‪ ،‬ومحاولـة اإلجابة عليهـا‪ ..‬البد من التسـاؤل‪..‬‬ ‫لمـاذا كان الفنـان العربى‪ ،‬أسـرع وأكثـر إدراكا وتفاعال لخطـورة اللحظة‬ ‫التـى تمـر بهـا مصـر‪ ،‬وما يقوم بـه جيشـنا العظيم فى سـيناء‪..‬؟!‬ ‫الواقـع أن كثيـرا مـن البلـدان العربيـة عانت ويـالت الحـروب‪ ،‬التى‬ ‫جـرت إمـا علـى أرضهـا أو علـى حدودهـا فـى لبنـان‪ ،‬عـاش اللبنانيـون‬ ‫حربـا أهليـة اسـتمرت ‪ 14‬عاما بال انقطـاع‪ ،‬مـن ‪ ،1975‬وحتى ‪،1989‬‬ ‫وسـط هـذه السـنوات قامـت إسـرائيل مطلـع العـام ‪ 1982‬باجتيـاح‬ ‫«بيـروت» العاصمـة اللبنانيـة‪ ،‬هنـا يـدرك اللبنانيـون أهميـة أن تكـون‬ ‫مسـتعداً للحـرب‪ ،‬ليـس بالجيش فقـط ولكـن أن يكون المجتمـع جاهزاً‬ ‫لذلـك‪ ،‬بعـد انتهـاء الحـرب األهليـة قامـت إسـرائيل فـى العـام ‪2009‬‬ ‫بمحاولـة دك بيـروت‪ ،‬إثـر صراعهـا مـع حـزب اهلل‪ ،‬مـن هنـا يمكـن أن‬ ‫نـدرك معنـى عمـق الكلمـات وصدقهـا التـى قالتهـا ماجـدة الرومـى‬ ‫وهـى على مسـرح مكتبـة اإلسـكندرية تحيى الشـعب المصـرى وثورتيه‬ ‫وكفاحـه ضـد اإلرهـاب ومـن يسـتهدفون مصـر والمصرييـن‪ ،‬ونـدرك‬ ‫أيضـاً عميـق المسـاندة التـى تأتينـا مـن اشـقائنا اللبنانييـن‪.‬‬ ‫واألردن محاصـر بيـن العـراق وسـوريا وفلسـطين‪ ،‬ومصـر مـن‬ ‫ناحيـة جنـوب سـيناء‪ ،‬وقـد تعـرض العـراق إلى مـا تعرض له مـن حروب‬ ‫ودواعـش وكذلـك سـوريا‪ ،‬أمـا فـى فلسـطين فالجـرح نـازف منـذ عقود‪،‬‬ ‫ومـن ثـم هـم يدركـون حجـم مـا يجـرى فـى مصـر‪ ،‬ويدركـون معنـى ما‬ ‫يقـوم بـه الجيـش المصـرى‪ ،‬وينـدر أن تقابل أردنيـا وال يحدثـك باعتزاز‬ ‫وفخـار وتركيـز عـن الجيـش المصـرى‪.‬‬ ‫وأشـقاؤنا فـى المملكـة العربيـة السـعودية ودول الخليـج‪ ،‬يدركون‬ ‫معنـى الجيـش والجيـوش‪ ،‬بحكـم التهديـد اإليرانـى علـى حدودهـم‬ ‫الشـرقية‪ ،‬وكذلـك مـا تعـرض له العـراق‪ ،‬ومـا تعرضت له الكويت سـنة‬ ‫‪ ،1990‬ومـا يجـرى فـى اليمـن‪..‬‬

‫أمـا نحـن فـى مصر‪ ،‬فـإن كثيريـن من أفـراد نخبتنـا ال يحبـون ذكر‬ ‫الحـروب‪ ،‬أسـقطوا مـن ذاكرتهم حروبنا السـابقة‪ ،‬واعتبـروا مع الرئيس‬ ‫السـادات أن حـرب ‪ 1973‬هـى آخـر الحروب بالنسـبة لنـا‪ ،‬وراح بعضهم‬ ‫يتسـاءل ويتحـدث عـن ضرورة وجـود جيش قـوى‪ ،‬مادمنا دخلنا السـالم‬ ‫مـع إسـرائيل وو‪...‬؛ وهنـاك بعـض أفـراد أو مجموعـات‪ ،‬تعيـش لذاتهـا‬ ‫فقـط‪ ،‬تقـف طـوال الوقـت فـى المـرآة‪ ،‬فـال يـرى هـؤالء غيـر ذواتهـم‬ ‫فقـط‪ ،‬ويتصـورون أنهم لشـهرتهم ونجوميتهم او ألمولهم المكدسـة‬ ‫فـى الخـارج‪ ،‬وجـواز السـفر األجنبـى الـذى يحملونـه فإنهـم بمنجـاة من‬ ‫أى خطـر يحيـط بالمصريين‪ ،‬سـواء خطر الفقـر أو اإلرهـاب‪ ،‬والفوضى‪..‬‬ ‫ومـن ثـم ال ينشـغلون إال بأمورهـم الذاتيـة والخاصة‪.‬‬ ‫يضـاف إلـى هـذا كلـه أن علميـة «سـيناء ‪ ،»2018‬حين بـدأت فإن‬ ‫بعـض القنـوات الفضائيـة «المصريـة» وعـددا مـن المواقـع اإلخباريـة‪،‬‬ ‫أصـرت علـى أن تضـع هـذه العمليـة وأخبارهـا فـى ذيـل أولوياتهـا‪ ،‬فـى‬ ‫األيـام األولـى مـن العملية‪ ،‬أثـارت تلك المواقـع أزمة الراقصة الروسـية‬ ‫«جوهـرة»‪ ،‬وجعلتهـا القضيـة األولـى باالهتمـام‪ ،‬ومـا أن هـدأت قضيـة‬ ‫جوهـرة‪ ،‬حتـى أثـاروا وانشـغلوا بقضايـا أخـرى علـى هـذا المسـتوى‪،‬‬ ‫األسـبوع الماضـى كانـت اخبـار الالعـب عبـد اهلل السـعيد تتقـدم كل‬ ‫األخبـار ‪!!..‬‬ ‫وسـط هـذا كلـه‪ ،‬كان الشـارع المصـرى يتابـع باهتمـام ويسـعد‬ ‫بانتصـارات جيشـه‪ ،‬لكـن أولئـك الذيـن أدمنـوا النظـر فـى مـرآة الذات‪،‬‬ ‫لـم ينتبهـوا إلـى مـا يجـرى فـى سـيناء بالقـدر الكافـي؛ وهكـذا لـم‬ ‫يجـد جيشـنا مـن يغنـى لـه‪ ،‬فـراح األبطـال يغنـون لزمالئهـم الشـهداء‬ ‫يتذكرونهـم‪ ،‬وكان إن جـاءت قصيـدة المطـرب األردنـى لتصـرخ فـى‬ ‫هـؤالء جميعـاً‪ ،‬أن يتركـوا مرآتهـم وينظـروا فـى مـرآة مصـر وجيشـها‪،‬‬ ‫باختصـار أن يكونـوا مصرييـن‪.‬‬

‫حلمى النمنم‬


‫‪54‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫الغالف‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫صناعة البطولة‬ ‫كان المشهد األكثر تأثيرًا فى‬ ‫كل الحاضرين للندوة التثقيفية‬ ‫التاسعة والعشرين للقوات‬ ‫المسلحة‪ ،‬التى حضرها الرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسى هو الطفالن‬ ‫اللذان يرتديان األفرول العسكرى‬ ‫ولم يجاوز عمرهما السابعة‪،‬‬ ‫االثنان‪ ،‬سواء الطفلة حبيبة بنت‬ ‫البطل أحمد محمود شعبان أو‬ ‫الطفل عمر نجل البطل شبراوى‪،‬‬ ‫ابنا شهيدين للقوات المسلحة‬ ‫فى العمليات المقدسة لتطهير‬ ‫مصر من اإلرهاب‪ ،‬فقدا الطفالن‬ ‫األبوين‪ ،‬لكنهما وبصبر يفوق‬ ‫سنهما يصران بإرادة طفولية‬ ‫بريئة أن يكونا امتدادًا لبطولة‬ ‫اآلباء‪ ،‬ولم تجد أسرهما سوى‬ ‫االستجابة لرغبتهما البطولية‬ ‫الطفولية المعبرة‪ ،‬عندما سأل‬ ‫الرئيس الطفل عمر وهو يحتضنه‪،‬‬ ‫نفسك تطلع إيه‪ ،‬كانت إجابة‬ ‫الطفل‪ ،‬أطلع بطل‪ ،‬وبنفس‬ ‫اإلجابة ردت حبيبة وأنا اطلع‬ ‫دكتورة ضابط‪ ،‬الكلمة عفوية لم‬ ‫يلقنها أحد لهما‪ ،‬لكن الطفلين‬ ‫اللذين حرما من أبويهما كل منهما‬ ‫علم أن والده بطل‪ ،‬ألنه حارب من‬ ‫أجل الوطن واستشهد فى سبيله‬ ‫فنال لقب «بطل»‪ ،‬وأصبح قدوة‬ ‫تلمع فى عين ابنه الذى لم يغادر‬ ‫بعد سنوات الطفولة‪.‬‬

‫تقرير يكتبه‪:‬‬

‫أحمد أيوب‬

‫قبـل هـذا المشـهد بيـوم واحـد وفى حفلـة كرنفالية لمدرسـة‬ ‫خاصـة بمدينـة نصـر ضمـت أكثـر من عشـر فقـرات فنيـة احتفالية‬ ‫قدمهـا طـاب الصفـوف االبتدائيـة بالمدرسـة كانـت كلهـا‬ ‫ترسـخ قيـم المشـاركة واألخاقيـات المجتمعيـة‪ ،‬التـى نحتاجهـا‬ ‫فـى المجتمـع المصـري‪ ،‬وعندمـا جـاءت فقـرة «قالـوا إيـه» التـى‬ ‫جسـد فيهـا أبنـاء الصـف الخامـس االبتدائى نفس مشـاهد نشـيد‬ ‫الصاعقـة الـذى هـز الوجـدان المصـرى‪ ،‬مرتديـن زى الصاعقـة‬ ‫كان المشـهد مختل ًفـا‪ ،‬الصيحـات والتصفيـق وسـعادة الجميـع آباء‬ ‫وأمهـات‪ ،‬بـل وطابـا بهـذه الفقـرة التـى كانـت الوحيـدة تقريبـا‬ ‫التـى القـت هـذا اإلعجـاب‪ ،‬ليـس ألن الطاب أدوهـا بكفـاءة أعلى‬ ‫مـن الفقرات األخرى‪ ،‬ولكن ألن النشـيد جسـد حالـة وطن أصبحت‬ ‫سـائدة عنـد أغلبيـة أبنائـه‪ ،‬مـا أثار انتباهـى أن نجلـى ومعه بعض‬ ‫زمائـه ممـن شـاركوا فـى فقـرات أخـرى وكأنهـم كانـوا غاضبيـن‬ ‫بشـدة‪ ،‬ألنهـم لـم يشـاركوا فـى فقـرة «قالـوا إيـه»‪ ،‬فقـد طلبـوا‬ ‫ذلـك فاختـارت إدارة االحتفاليـة العـدد المناسـب للفقـرة‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫أصابهـم بالحـزن‪ ،‬ألنهـم لـم ينالـوا شـرف المشـاركة فـى فقـرة‬ ‫األبطـال‪ ،‬إلـى هـذا الحـد وصـل األمـر أن أطفـاال يـرون أن مـن‬ ‫يشـارك فـى نشـيد الجيـش هـو بطـل‪.‬‬ ‫المشـهدان‪ ،‬النـدوة التثقيفيـة وحفلـة المدرسـة بينهما رابط‬ ‫مهـم‪ ،‬وهـو حالـة الحـرب التـى تعيشـها مصـر‪ ،‬والتـى وصلـت إلى‬ ‫كل بيـت‪ ،‬بـل وأصبحـت جـزءا من فكر األطفـال‪ ،‬الذين يتسـابقون‬ ‫علـى الـزى العسـكرى وربمـا لـو سـألنا فـى محـات المابـس‬ ‫لوجدنـا هـذا األمـر ظاهـرة‪ ،‬وعندمـا تسـأل األطفـال‪ ،‬وليـت كل‬ ‫مـن يقـرأ هـذا المقـال يجـرب علـى أبنائـه ويسـألهم تحـب تطلـع‬ ‫إيـه‪ ،‬سـتكون اإلجابـة األولـى يقينـاً‪ ،‬ضابط علشـان أحـارب وأبقى‬ ‫بطـل‪ ،‬وبعضهـم يتحـدث بتلقائيـة عـن الشـهادة فـداء مصـر‪.‬‬ ‫ليتنـا أيضًـا ناحـظ نسـب اإلعجـاب والمشـاهدة علـى‬ ‫األغنيـات الوطنيـة وفيديوهـات الجيـش والشـرطة التـى تجسـد‬ ‫البطـوالت وتنفيـذ العمليـات‪ ،‬بـل وناحـظ مـدى حـب المصرييـن‬ ‫علـى اختـاف أعمارهـم وفئاتهـم لـكل مـن غنـى لمصـر مـن‬ ‫المطربيـن العـرب‪ ،‬يكفـى أى مطـرب عربـي أن يغنى لمصـر‪ ،‬حتى‬ ‫يعشـقه المصريـون مثلمـا فعلـوا مـع حسـين الجسـمى‪.‬‬ ‫بعـض النخبوييـن والمضاريـن مـن هـذه الـروح الوطنيـة‪،‬‬ ‫التـى تحيـا اآلن مـن جديـد وتسـرى فـى العـروق حاولـوا ومـا‬ ‫زالـوا‪ ،‬مـن أجـل إفسـادها‪ ،‬وتحويـل قبلـة الجيـل الصاعـد عنهـا‬ ‫إلـى ثقافـات ومشـاهد أخـرى‪ ،‬تلهيهـم عـن بلدهـم واالنتمـاء‬ ‫إليهـا‪ ،‬لكـن الشـباب المصـرى فـى أغلبـه خذلهـم‪ ،‬وأعـداد مـن‬ ‫تقدمـوا هـذا العـام للكليـات العسـكرية‪ ،‬جيـش وشـرطة‪ ،‬وكذلـك‬ ‫أعـداد رغبـات التوجـه إلـى سـيناء للمشـاركة فـى الحـرب مـن أجل‬ ‫مصـر‪ ،‬سـواء المقدمـة مـن مجنديـن أو ضبـاط جيـش أو شـرطة‬ ‫كانـت خيـر رد حاسـم علـى هـؤالء الذيـن أرادوا بخبـث تغييـر‬ ‫هويـة الشـاب المصـرى وقدوتـه‪ ،‬وهنـا ال أخفـى أننـى اسـتوقفتنى‬ ‫بشـدة قصـة المـازم أول وحيـد والديـه الـذى لـم يتجـاوز عمـره‬

‫الغالف‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪55‬‬

‫عندما تسأل األطفال‪،‬‬ ‫وليت كل من يقرأ‬ ‫هذا المقال يجرب‬ ‫على أبنائه ويسألهم‬ ‫تحب تطلع إيه‪،‬‬ ‫ستكون اإلجابة‬ ‫األولى يقيناً‪ ،‬ضابط‬ ‫علشان أحارب وأبقى‬ ‫بطل‬ ‫طالب إحدى المدارس يقلدون نشيد «قالوا إيه»‬ ‫الثالثـة والعشـرين‪ ،‬ولكنـه مـا إن تخـرج فـى الكليـة الحربيـة ظـل‬ ‫يحـاول حتـى فـاز بقـرار النقـل إلـى سـيناء ليكـون بجانـب أشـقائه‬ ‫المقاتليـن فـى حربهـم‪ ،‬فـكل رجـال القـوات المسـلحة ال يـرون‬ ‫للقتـال معنـى إال فـى سـيناء‪ ،‬سـافر المـازم دون أن يبلـغ والديـه‪،‬‬ ‫ألنـه يخشـى أن يرفضـا ويضغطـا عليـه كـى يتراجـع‪ ،‬لكـن مـا‬ ‫أثارنـى أكثـر هـو موقـف شـقيقة هـذا البطـل‪ ،‬فهـو فـى النهايـة‬ ‫يمكـن وصفـه بالمقاتـل الـذى يتربـى فـى الكليـة الحربيـة علـى‬ ‫الشـهامة والفـداء‪ ،‬ومـن الطبيعـى أن يكـون هـذا هـو توجهـه‪.‬‬ ‫لكـن أن يخبـر شـقيقته التـى تصغـره سـنا‪ ،‬وال تعـرف عـن‬ ‫الحـرب شـيئاً وهـو شـقيقها الوحيـد‪ ،‬الـذى تـراه جـزءا مـن حياتها‬ ‫ورغـم ذلـك تحفـظ السـر‪ ،‬وال تخبـر والديهـا باألمـر‪ ،‬فهـذا معنـاه‬ ‫أنهـا ال تقـل عنـه حبًـا لوطنهـا‪ ،‬وال تقل عنه شـعورًا بالحـرب التى‬ ‫يخوضهـا بلدهـا‪ ،‬مـن أجـل أمانهـا‪.‬‬ ‫هـذه هـى الحالـة المصريـة السـائدة اآلن‪ ،‬حالـة فـداء‪ ،‬وروح‬ ‫قتاليـة دبـت فـى عروقنـا جميعـاً كـى تعيدنـا إلـى حضـن بلدنـا‪،‬‬ ‫ولذلـك تتعـرض لحـرب إعامية شرسـة‪ ،‬مـن خال بعـض القنوات‬ ‫أو عبـر الفيـس بـوك لضربهـا وتشـويهما‪ ،‬لكـن ثبـات الشـباب‬ ‫المصـري‪ ،‬أقـوى مـن هـذه الحـرب‪ ،‬ويقينه ببلـده أعلى مـن عملية‬ ‫االسـتهداف‪ ،‬لكـن ال يمنـع هـذا التحذيـر مـن خطـورة تركهـم‬ ‫فريسـة لمحترفـى التشـويه‪ ،‬فاألمـر يتطلب أن يكـون هناك حرص‬ ‫علـى مواصلـة ربـط شـباب مصـر بمنظومـة البطولـة‪ ،‬وليـس‬ ‫المطلـوب بالتأكيـد حشـد الجميـع إلـى طابـور الشـهادة‪ ،‬فرجـال‬ ‫الجيـش والشـرطة كفونـا التحـدى‪ ,‬هـم علـى قـدر المسـئولية‬ ‫وزيـادة‪ ,‬وإنمـا المطلـوب هـو اإلبـداع فـى كل مؤسسـاتنا فـى‬

‫الحالة المصرية السائدة اآلن‪ ،‬حالة فداء‪ ،‬وروح قتالية دبت فى عروقنا جميعاً كى‬ ‫تعيدنا إلى حضن بلدنا‪ ،‬ولذلك تتعرض لحرب إعالمية شرسة‪ ،‬من خالل بعض‬ ‫القنوات أو عبر الفيس بوك لضربها وتشويهما‪ ،‬لكن ثبات الشباب المصري‪ ،‬أقوى من‬ ‫هذه الحرب‬

‫تقديـم القـدوة الحقيقيـة المحفـزة‪ ،‬ألى شـاب مصـرى فـى مجـال‬ ‫عملـه طبيبًـا كان أو مدرسًـا أو مهندسـا أو إعاميًـا‪ ،‬فـكل واحـد‬ ‫مـن أبنـاء مصـر البـد أن يدرك أن حـب الوطن لـه معـانٍ واضحة‪،‬‬ ‫فمثلمـا اسـتطعنا تخليـد بطولـة وفدائيـة قائـد الشـهداء «أحمـد‬ ‫المنسـى»‪ ،‬ومعـه رجالـه وزمـاؤه شـبراوى وحسـنين الشـجعان‪،‬‬ ‫فهنـاك عشـرات النمـاذج البطوليـة‪ ،‬ومنهـا القصـة التـى ال‬ ‫يمكـن أن تسـمعها إال فـى مصـر‪ ،‬قصـة األبطـال الذيـن قـرروا‬ ‫ربـط مصيرهـم جميعًـا بجثمـان زميلهـم الرائـد شـهيد شـريف‬ ‫محمـد عمـر‪ ،‬كان مـن الممكـن أن يتعاملـوا بمنطـق الحـى أبقـى‬ ‫مـن الميـت‪ ،‬ويقاتلـوا‪ ،‬لكنهـم عرضـوا حياتهـم جميعًـا للمـوت‬ ‫المحقـق‪ ،‬حتـى ال ينـال المجرمـون القتلـة خـوارج العصـر مـن‬ ‫جثمـان شـهيدهم‪.‬‬ ‫هـذه الـروح لـم تـأت عفويـة‪ ،‬وإنما هـى يقين ثابـت نقش فى‬ ‫صـدور أبطـال مصـر ممتـد منـذ حـرب ‪ ،1973‬ولنراجـع قصـص‬ ‫الضبـاط الذيـن حملـوا جنـودًا مصابيـن أو شـهداء علـى أكتافهم‬ ‫ً‬ ‫حفاظـا عليهم‪.‬‬ ‫لمسـافات طويلـة أثنـاء الحـرب‬ ‫وبمثـل هـذه القصـص عشـرات‪ ،‬بـل مئـات وآالف القصـص‬ ‫التـى تذبـح‪ ،‬إن خلـدت‪ ،‬أعـداء الوطـن‪ ،‬وتصنـع ً‬ ‫جيـا يتربـى علـى‬ ‫البطولـة والفـداء‪.‬‬ ‫نقـل هـذه الصـور المشـرفة وطنيًـا سـيؤتى ثمـاره علـى‬ ‫الجميـع‪ ،‬وسـيخلق روحًـا مختلفـة تعيـد إلينـا الشـخصية المصريـة‬ ‫ً‬ ‫أجيـاال مختلفـة ال تهتـز ضمائرهـم ألى مغريـات مهمـا‬ ‫وتبنـى‬ ‫كانـت‪ ،‬طالمـا أنهـا تخرجهـم عـن مظلـة بلدهمــ‪ ،‬فبـد ًال مـن أن‬ ‫نقـدم لشـبابنا غراميـات األسـطوره‪ ،‬وفتونـه عبـده موتـه‪ ،‬وقباحة‬ ‫الجـار السـابع‪ ،‬يمكـن أن نقـدم لهـم نماذج ترفـع الـروح المعنوية‬ ‫وتخلـق بداخلهـم الرغبـة فـى البطولـة وحـب الوطـن‪.‬‬ ‫صحيـح أن الشـئون المعنويـة للقـوات المسـلحة تبـدع فـى‬ ‫األفـام الوثائقيـة عـن قصـص البطـوالت وحكايات الشـهداء لكن‬ ‫هـل نكتفـى بهـذا‪ ،‬أم يتحـرك كل منـا فـى مؤسسـته مـن أجـل أن‬ ‫يمـارس دوره فـى نقـل هـذه الصورة المشـرفة إلـى كل أبناء مصر‬ ‫فـى الدرامـا والصحافـة والثقافـة والتعليـم‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫الغالف‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫حبيبة وعمر أوالد األبطال‬

‫السيسى وأطفال الشهداء‬ ‫بقلم‬

‫غالى محمد‬ ‫«يا أوالد األبطال»‬ ‫«لكم فى رقابنا كل الخير واألمن والسالم» ‪.‬‬ ‫هذه إحدى العبارات الجميلة التى تحدث بها‬ ‫الرئيس عبد الفتاح السيسى‪ ،‬وهو يخاطب‬ ‫الطفلة حبيبة والطفل عمر عندما احتضنهما‬ ‫إلى صدره وهو جالس متابع وقائع الندوة‬ ‫التثقيفية التى دعت إليها القوات المسلحة‬ ‫مؤخراً‪.‬‬ ‫تابعت ذلك المشهد جيداً على مواقع‬ ‫التواصل االجتماعى‪ ،‬وتوقفت عنده كثيرا‪.‬‬

‫توقـف عقلـى وبصـرى‪ ،‬وأنـا أرى الرئيـس السيسـى يحمـل‬ ‫الطفلـة الجميلـة بنـت أحـد الشـهداء‪ ،‬علـى كتفـه لفتـرة بعـد‬ ‫تكريـم أسـرتها‪ ،‬وسـار حاملهـا علـى كتفـه حتـى أجلسـها‬ ‫بجـواره علـى الكرسـى الخـاص به فـى قاعة االحتفـال ثم ذهب‬ ‫الطفـل عمـر ابـن أحد الشـهداء إلـى الرئيـس وأجلسـه بجواره‬ ‫أيضـاً‪ .‬ثـم ضمهمـا الرئيـس إلى صـدره‪ ،‬وتحـاور معهما‪ ،‬ليس‬ ‫كرئيـس فقـط‪ ،‬وإنمـا كأب حنون‪ ،‬تحدث معهمـا كأبطال أوالد‬ ‫أبطـال‪ ..‬نعـم حبيبـة وعمر أبطـال أوالد أبطال ألنهـم يدركون‬ ‫أن أب كل منهمـا قـد نـال الشـهادة مـن أجـل الوطـن‪ ،‬ولـذا‬ ‫لـم يكـن غريبـا أن يقـول الطفـل عمـر أريـد أن أكـون بطـا‬ ‫عندمـا سـأله الرئيـس مـاذا تريـد أن تكـون؟ وليـس غريبـا أن‬ ‫تقـول الطفلـة جميلـة إنهـا تريـد أن تكـون دكتـورة ضابطـة‪،‬‬ ‫أى بطلـة أيضـاً‪.‬‬ ‫لـن أتحـدث اآلن عـن مشـاعر الرئيـس‪ ،‬ولكـن سـأتحدث‬ ‫عـن الرسـالة التـى قالهـا الرئيـس فى حديثـه إلى حبيبـة وعمر‬ ‫«أننـا سـنصلى العيـد القـادم كلنـا مـع كافـة األبطـال الصغـار‬ ‫أوالد أبطالنـا الشـهداء وكذلـك أسـرهم وسـنصلى ونحتفـل‬ ‫معا»‪.‬‬ ‫رسـالة مـن الرئيـس تقـول ‪ ..‬لـن ننسـاكم ولـن ينسـاكم‬

‫الوطـن وهـذا فـى حد ذاتـه يجعلنـى أتوقـف كثيرا عند مشـهد‬ ‫حبيبـة وعمـر أو عمـر وحبيبـة‪ ،‬وأتحـدث عـن المشـاعر العفوية‬ ‫الصادقـة للرئيـس اتجـاه أسـر وأطفال الشـهداء سـواء شـهداء‬ ‫القـوات المسـلحة أو الشـرطة‪ .‬فعندمـا حمـل الرئيـس الطفلـة‬ ‫حبيبـة علـى كتفـه ونـزل بهـا مـن علـى منصـة قاعـة االحتفال‪،‬‬ ‫كان هـذا تصرفـا طبيعيـا عفويـا مـن جانـب الرئيـس‪ ،‬وكذلـك‬ ‫عندمـا رحـب بالطفـل عمـر وضمـه إلـى صـدره كذلـك وعندمـا‬ ‫اصطحبهمـا معـا فـى يديـه إلـى قاعة االسـتراحة‪.‬‬ ‫وبمجـرد أن رأيـت ذلـك‪ ،‬سـألت نفسـى‪ ،‬مـا الـذى دار فـى‬ ‫عقـل الصغيـرة حبيبـة عندمـا حملهـا الرئيـس علـى كتفـه؟‬ ‫وكذلـك سـألت نفسـى ماذا دار فـى عقل عمـر والرئيس يضمه‬ ‫إلى صـدره؟‬ ‫مـن المؤكـد أن حبيبـة وعمـر‪ ،‬بمنطـق عمرهمـا قد شـعرا‬ ‫باألمـان والـدفء األبـوى‪ ،‬ألنـه كان دفئـا طبيعيـا وعفويـا مـن‬ ‫جانـب الرئيـس السيسـى‪.‬‬ ‫مـن المؤكـد أن جميلـة وعمـر أدركا أن مصـر من رئيسـها‬ ‫وقواتهـا المسـلحة وكل المصرييـن يقـدرون شـهداء هـذا‬ ‫الوطـن‪ ،‬ولـن ينسـوا أسـرهم وأطفالهـم‪.‬‬ ‫مـن المؤكـد أن الطفلـة حبيبـة بعـد عـدد مـن السـنوات‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫وهـى ترتـدى فسـتان العرس‪ ،‬سـوف تتذكـر هذه الصـورة التى‬ ‫حملهـا فيهـا الرئيـس السيسـى‪ ،‬وسـيخلدها التاريخ‪ ،‬وسـتحكى‬ ‫ألطفالهـا قصـة هـذه الصـورة مـع الرئيـس السيسـى‪ ،‬وحكايـة‬ ‫هـذا الوطـن فـى معركتـه مـع اإلرهـاب‪ ،‬وسـوف تحكـى قصـة‬ ‫األب الشـهيد‪ ،‬لألبنـاء واألحفـاد بـل سـوف تحكـى قصـص كل‬ ‫الشـهداء لألبنـاء واألحفـاد‪.‬‬ ‫كذلـك الطفـل عمـر‪ ،‬سـوف يحكـى عندمـا يصبـح شـابا‬ ‫لزمائـه قصـة هـذه الصـورة‪ ،‬وعندمـا يصبـح أبا‪ ،‬سـوف يحكى‬ ‫ألوالده أنـه ابـن شـهيد وأن رئيـس مصـر فـى ذلـك الوقـت قد‬ ‫احتضنـه كبطـل ابـن بطـل استشـهد فـى أنبـل المعـارك ضـد‬ ‫اإلرهـاب فـى زمـن مـا مـن أجـل أن تبقـى مصـر ويعيـش هـذا‬ ‫الوطـن‪.‬‬ ‫بـل إن المشـهد الـذى كـرم فيه الرئيـس السيسـى الطفلة‬ ‫حبيبـة والطفـل عمـر‪ ،‬سـوف يكـون مثـار فخـر لـكل منهمـا فـى‬ ‫مدرسـته‪ ،‬فـى الحـى أو القريـة التـى تعيـش فيهـا جميلـة أو‬ ‫يعيـش فيهـا عمـر‪.‬‬ ‫سـوف يكـون من حـق حبيبـة أن تفخر فـى مدرسـتها بأنها‬ ‫ابنـة شـهيد استبسـل مـن أجـل الوطـن‪ .‬سـوف يكـون مـن‬ ‫حـق عمـر أن يفخـر فـى مدرسـته أنـه ابـن شـهيد خاض أشـرف‬ ‫المعـارك مـن أجـل الوطـن‪.‬‬ ‫صـورة حبيبـة وعمـر فـى مشـهد عظيـم سـوف يسـجله‬ ‫التاريـخ‪ ،‬سـوف يسـجل التاريـخ بـأن رئيـس مصر الـذى يخوض‬ ‫أشـرس المعـارك ضـد اإلرهـاب مـن أجـل أن تظـل صامـدة‪ ،‬قد‬ ‫حمـل الطفلـة جميلـة علـى كتفـه حتـى مقعـده وأنـه احتضـن‬ ‫الطفلـة جميلـة والطفـل عمـر‪.‬‬ ‫هـذه الصـورة التـى تكشـف الجانـب اإلنسـانى العفـوى‬ ‫للرئيـس السيسـى‪ ،‬الرئيـس المقاتـل الحـازم الحاسـم مـن‬ ‫أجـل الوطـن‪ ،‬ليسـت جديـدة علـى الرئيـس السيسـى‪ ،‬فهنـاك‬ ‫مشـاهد ومواقـف إنسـانية لـه فـى صـور سـابقة مـع أطفـال‬ ‫الشـهداء سـواء مـن القـوات المسـلحة أو مـن الشـرطة‪.‬‬ ‫وأتذكـر مواقـف كثيـرة للرئيـس السيسـى وهـو يكـرم‬ ‫بعـض أسـر الشـهداء‪ ،‬وقـد نزلـت دموعـه وهـو يحمـل طفـل‬ ‫ابـن أحـد الشـهداء‪ ،‬ومواقـف أخـرى وهـو يحتضـن فيهـا بعض‬ ‫أطفـال الشـهداء‪ .‬ومواقـف أخـرى وهـو يتحـدث معهـم ويصـر‬ ‫علـى التقـاط صـورة معهـم‪.‬‬ ‫خاصـة القـول إن تلـك المواقـف اإلنسـانية العفويـة‬ ‫للرئيـس السيسـى مـع أطفـال الشـهداء والتـى تؤكـد إحساسـه‬ ‫بهـم وحرصـه عليهـم وعلـى تأميـن مسـتقبلهم ال تنفصـل‬ ‫عـن مشـاعر إنسـانية عميقـة فـى تكريم آبـاء وأمهـات وزوجات‬ ‫الشـهداء بـل وأشـقاء الشـهداء أيضـاً‪.‬‬ ‫تلـك المشـاعر جعلـت الرئيـس المقاتـل كثيـرا مـا يتأثـر‬ ‫بهـم وتنـزل دموعه كثيـراً عندما يسـمع أم شـهيد تحكى قصة‬

‫الغالف‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪57‬‬

‫سوف يظل الدور الذى قام به‬ ‫الشهداء لحماية مصر المحروسة‬ ‫من خطر اإلرهاب‪ ،‬دينا فى رقابنا‬ ‫حتى قيام الساعة‪ ،‬فقد أنقذ هؤالء‬ ‫الشهداء العظماء الوطن من كافة‬ ‫المؤمرات ومن كافة قوى اإلرهاب‬ ‫الخطيرة فما بعد ثورة ‪ 25‬يناير‬

‫حيـاة ابنهـا الشـهيد‪ ،‬وإصراره على الشـهادة من أجـل الوطن‪.‬‬ ‫مـا رأيتـه مـن مواقـف إنسـانية عفويـة للرئيـس السيسـى‬ ‫مـع أطفـال الشـهداء يجعلنـى أقتـرح إصـدار قانـون إلعطـاء‬ ‫بعـض المزايـا ألطفـال وأبنـاء الشـهداء ومنهـا علـى سـبيل‬ ‫المثـال‪:‬‬ ‫ إعطـاء حافـز فـى درجـات القبـول بالجامعات مثـل درجات‬‫حافـز التفـوق الرياضـى‪ ،‬خاصـة عنـد التقـدم لكليـات القمـة‬ ‫ولتكـن ‪ 10‬فـى المائـة مـن المجمـوع الـذى حصـل عليـه ابـن‬ ‫أو ابنـة الشـهيد‪.‬‬ ‫ إعطـاء منـح مجانيـة للقبـول فـى الجامعـات السـيما فـى‬‫الجامعـات الخاصـة‪.‬‬ ‫ إعطـاء عضويـات عاملـة مجانيـة فى كافة النـوادى بأنحاء‬‫الجمهورية‪.‬‬ ‫ البحـث عـن نظـام إدخـارى جيـد يضمـن ألبنـاء الشـهداء‬‫الحصـول علـى وحـدات سـكنية مسـتقبا بأسـعار مناسـبة‪.‬‬ ‫ إعفـاء أبنـاء الشـهداء مـن نظـام القرعـة فـى الحصـول‬‫علـى أيـة وحـدات سـكنية تقوم أجهـزة الدولة بطرحهـا‪ ،‬وبحث‬ ‫تخصيـص نسـبة من كل مشـروع ألسـر وأوالد الشـهداء وطبقاً‬ ‫لاحتيـاج الفعلـى‪.‬‬ ‫ إعطـاء األولويـة ألبنـاء الشـهداء فـى أيـة تعيينـات سـواء‬‫مـن جانـب الشـركات والقطاعـات والهيئـات التـى تتبـع الدولـة‬ ‫وتحفيـز القطـاع الخـاص علـى أن يقـوم بمبـادرات مماثلـة فـى‬ ‫تشـغيل وتعييـن زوجـات أو أبنـاء الشـهداء‪.‬‬ ‫البحـث عـن نظـام تأمينـى ألطفـال الشـهداء مـن خـال‬ ‫شـهادات تضمـن لهـم توفـر مبالـغ ماليـة تعينهـم علـى‬ ‫مواصلـة حياتهـم فـى مرحلـة الشـباب وعند الزواج سـواء كانت‬ ‫شـابة أو شـابا‪.‬‬ ‫وأتمنـى أن يبـادر مجلـس النـواب برئاسـة الدكتـور علـى‬

‫طالب وزارة التربية والتعليم بتكليف‬ ‫بعض مؤلفين بتسجيل قصص‬ ‫الشهداء فى مقررات ومناهج يتم‬ ‫تدريسها فى كافة المراحل الدراسية‬

‫عبـد العـال لمثـل تلـك االقتراحـات مـن خـال قانون ملـزم ألى‬ ‫حكومـة‪.‬‬ ‫ألن هـذا كمـا أعتقـد يحقـق ما قالـه الرئيس السيسـى وهو‬ ‫يضـم الطفلـة حبيبـة والطفـل عمـر إلـى صـدره موجهـا حديثه‬ ‫لهمـا «لكـم فـى رقابنـا كل الخيـر واألمن والسـام» ‪.‬‬ ‫مـا أقترحـه فـى هـذا المقـال هـو أقـل القليـل لحـق أطفـال‬ ‫الشـهداء علـى الوطـن أن يضمـن لهـم حيـاة كريمـة وكذلـك‬ ‫لزوجاتهـم وأمهاتهـم‪.‬‬ ‫وبالطبـع لـن أتعـرض فـى هـذا المقال لمـا تقدمـه القوات‬ ‫المسـلحة ألسـر شـهدائها وهـو كثيـر وكذلـك مـا تقدمـه‬ ‫الشـرطة ألسـر شـهدائها‪ ،‬ولكـن نريد ذلـك فى قوانيـن ملزمة‬ ‫ال تتغيـر بتغيـر الحكومـات‪.‬‬ ‫فسـوف يظـل الـدور الـذى قـام بـه الشـهداء لحمايـة مصـر‬ ‫المحروسـة مـن خطـر اإلرهـاب‪ ،‬دينـا فـى رقابنـا حتـى قيـام‬ ‫السـاعة‪ ،‬فقـد أنقـذ هـؤالء الشـهداء العظمـاء الوطن مـن كافة‬ ‫المؤمـرات ومـن كافـة قـوى اإلرهـاب الخطيـرة فمـا بعـد ثـورة‬ ‫‪ 25‬ينايـر‪.‬‬ ‫وال يمنـع ذلـك أن يمتـد األمـر إلـى كافـة شـهدائنا قبـل أو‬ ‫بعـد ذلـك كمـا ال يمنـع مـن دراسـة أن تمتـد تلـك االقتراحـات‬ ‫لتشـمل كافـة مصابـى العلميـات العسـكرية فـى مواجهـة‬ ‫اإلرهـاب مـن القـوات المسـلحة ومـن الشـرطة ألن هنـاك‬ ‫إصابـات خطيـرة تجعـل المصابيـن بهـا غيـر قادريـن علـى‬ ‫الكسـب والعمـل ومـن ثـم البـد أن نحمـى أسـرهم وأطفالهـم‬ ‫أيضـا ونـدرس أن يحصـل أطفالهـم علـى بعـض المزايـا مثـل‬ ‫أطفـال وأبنـاء الشـهداء‪.‬‬ ‫واذا كان الرئيـس السيسـى قـد وعـد وهـو يخاطـب الطفلة‬ ‫حبيبـة والطفـل عمـر وهـو يضمهمـا إلـى صـدره بمشـاعر‬ ‫فياضـة‪ ،‬بأنـه سـوف يجمـع كافـة أطفـال الشـهداء وأسـرهم‬ ‫فـى العيـد القـادم‪ ،‬كمناسـبة احتفاليـة تؤكـد أن الوطـن لـن‬ ‫ينسـاهم مهمـا مـر الزمـن‪ ،‬فابـد أال ننسـى كافـة أجهـزة‬ ‫الدولـة‪ ،‬كل فـى اختصاصـه أو كل فـى محافظتـه أطفـال وأبنـاء‬ ‫الشـهداء وأسـرهم بتكريمهـم فـى كافـة المناسـبات‪.‬‬ ‫وأن تبـادر الجامعـات والمـدارس بتكريـم أبنـاء وأطفـال‬ ‫الشـهداء‪.‬‬ ‫واألهـم أن تعمـل كل محافظـة علـى تخليـد أبنائهـا مـن‬ ‫الشـهداء فـى مياديـن المحافظـة أو المركـز أو القريـة‪.‬‬ ‫نطالـب بذلـك‪ ،‬حتـى نـؤرخ ألكبـر معركـة تخوضهـا مصـر‬ ‫ضـد اإلرهـاب‪ ،‬حتـى ال ننسـى ذلـك خاصـة بعـد أن تتخلـص‬ ‫مصـر مـن األرهـاب‪.‬‬ ‫فمثلمـا تحتفـل مصـر كل عـام بنصـر أكتوبـر‪ ،‬البـد أن‬ ‫نحـدد يومـا للنصـر علـى اإلرهـاب نحتفل بـه كل عـام‪ .‬ونحتفل‬ ‫بشـهدائنا فيـه‪.‬‬ ‫ألن النصـر علـى اإلرهـاب ال يقـل أهميـة عـن النصـر علـى‬ ‫العـدو اإلسـرائيلى فكلهـم أعـداء لمصـر المحروسـة‪.‬‬ ‫وأعتقـد أن هـذا اليـوم قـد اقتـرب‪ ،‬وأخشـى مـع نهايـة‬ ‫المعركـة مـع اإلرهـاب إن ننسـى شـهداءنا‪ ،‬لـذا البـد أن‬ ‫نخلدهـم بكافـة السـبل‪ ،‬ونبحـث مـن اآلن علـى الكتـاب الذيـن‬ ‫يسـجلون معركـة مصـر مـع اإلرهـاب فـى أعمـال دراميـة‪.‬‬ ‫وفـى هـذا الشـأن نطالـب وزارة التربيـة والتعليـم بتكليـف‬ ‫بعـض مؤلفيـن بتسـجيل قصـص الشـهداء فـى مقـررات‬ ‫ومناهـج يتـم تدريسـها فـى كافـة المراحـل الدراسـية‪.‬‬ ‫وهنـا أسـأل السـيد وزيـر التربيـة والتعليـم مـاذا يمنـع مـن‬ ‫أن تكـون قصـة عـن بطولـة الشـهيد المنسـى علـى سـبيل‬ ‫المثـال ضمـن المقـرر علـى بعـض السـنوات الدراسـية‪.‬‬ ‫ولدينـا أبطـال كثيرون‪ ،‬يسـتحقون أن يتم تسـجيل قصص‬ ‫بطوالتهـم وتدريسـها فى المدارس أو فـى الجامعات‪.‬‬ ‫هـل مشـاعر الرئيـس السيسـى اآلبويـة العفويـة تكـون‬ ‫بدايـة لمرحلـة تأريـخ لبطـوالت شـهدائنا فـى المعـارك‬ ‫العظيمـة علـى اإلرهـاب‬ ‫‪..‬ولتكـن البدايـة مـن رسـائل الرئيـس السيسـى إلـى‬ ‫الطفلـة حبيبـة والطفـل عمـر‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫العدد ‪٤٨٧٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١٨‬‬

‫خاص‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫خاص‬

‫ما أتمناه على الرئيس أن تكون الثقافة فى الوالية الثانية حجر زاوية فى العمل الوطنى العام‪..‬‬ ‫فالرئيس يتحدث كثيرًا فى الفترة األخيرة عن الوعى وأهميته بالنسبة للشخصية الوطنية‬ ‫المصرية‪ ..‬وضرورة توفره‪ ..‬وحتمية تسلح المصريين به فى معارك البناء‪ ،‬التى تنتظرهم‬ ‫فى السنوات القادمة‪..‬‬

‫السيسى والثقافة التى يريدها منه المصريون‬ ‫شبابيك‪..‬‬

‫يوسف القعيد‬ ‫فى يناير الماضى تولت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزارة الثقافة‪ ،‬بعد سنوات من العمل فى الثقافة المصرية‪ ..‬كعازفة فلوت حصلت على أكثر من شهادة فى‬ ‫عزف آلة الفلوت‪ ..‬ودرَّستها ودربت عليها‪ ..‬وأقامت حفالت خاصة بها كان نجاحها مدويًا‪ ..‬سواء داخل مصر أم خارجها‪..‬‬ ‫تولت رئاسة األوبرا فى فبراير ‪ ،2012‬وشهدت فترة توليها كثانى امرأة تترأسها بعد رتيبة الحفنى طفرة غير مسبوقة فى عمل األوبرا ودورها المجتمعى‪..‬‬ ‫ً‬ ‫نشاطا ثقافيًا على شكل صالون ثقافى‪ ،‬يعمل بانتظام‪ ،‬شاركت فى العديد من ندواته التى دارت حول هموم مصر وأوجاعها وآالمها‪..‬‬ ‫أضافت لها‬

‫وافتتحت فروعًا لألوبرا خارج القاهرة بعد أن كانت األوبرا‬ ‫قاهرية المقر‪ ،‬قاهرية النشاط‪ ،‬قاهرية الجمهور‪ ..‬أصبح لدينا أوبرا‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬ثم أوبرا دمنهور‪ ،‬التى تابعت كل تفاصيل تحويل‬ ‫سينما البلدية فى دمنهور‪ ..‬التى كانت تحتل مقر دار األوبرا قبل أن‬ ‫تصبح أوبرا بحق وحقيق‪ ..‬وحضرت افتتاحها وشاركت فى أنشطتها‬ ‫باعتبارى بحراويًا‪..‬‬ ‫فترة الوزارة توشك أن تكون فركة كعب‪ ،‬يذهب المصريون‬ ‫خاللها إلى صناديق االقتراع فى انتخابات االستحقاق الرئاسى‪،‬‬ ‫ويوم أن تعلن النتيجة للشعب المصرى وللدنيا سيكون لدينا مصر‬ ‫جديدة بروح مختلفة وبرؤى مغايرة وببرنامج يتناسب مع السنوات‬ ‫األربع القادمة‪ ..‬وربما كان من الطبيعى – بل ومن المنطقى‬ ‫– وزارة جديدة تقوم بمهام مغايرة لما قامت به الوزارات التى‬ ‫تعاونت مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فترة واليته األولى‪..‬‬

‫الوزيرة كأول وزيرة للثقافة فى تاريخ‬ ‫مصر ليست غريبة على العمل الثقافى‬ ‫العام‪ ..‬بل هى جزء منه وكانت موجودة‬ ‫فى جوهره على مدى ما يمكن أن يشكل‬ ‫نصف قرن‪ ..‬وال يجب أن ننسى لها‬ ‫موقفها الشجاع والنبيل فى مواجهة‬ ‫الجماعة اإلرهابية إياها‬

‫فى هذه العجالة الزمنية‪ ..‬وال يجب أن ننسى أن مصر هى التى‬ ‫اخترعت األبدية‪ ..‬وأن المصريين راهنوا على طول الوقت ومرور‬ ‫الزمن وتباعد األيام وتنائى الليالى‪ ..‬من الصعب أن نحاسب أحدا‬ ‫ماذا فعل؟ وماذا لم يفعل؟ بل فى كل لحظة نقول موعدنا ما بعد‬ ‫االنتخابات‪ ..‬فهو وقت ترتيب األولويات وتحديد الرؤى‪ ..‬وبالتالى‬ ‫المحاسبة والحساب على ما تم‪ ،‬واألهم على ما لم يتم‪ ..‬ألن الحلم‬ ‫بمستقبل أفضل ربما كان أكثر فائدة للمصريين جميعًا من النظر‬ ‫للوراء‪ ..‬وتقييم ما تم‪ ..‬رغم أن التقييم مطلوب وال بد منه‪ ..‬لكن ال‬ ‫يجب أن يشغلنا الماضى عن المستقبل وال عن الحاضر الذى يحتل‬ ‫فى األهمية ما يعطيه السبق على ما عداه‪.‬‬ ‫الوزيرة كأول وزيرة للثقافة فى تاريخ مصر ليست غريبة على‬ ‫العمل الثقافى العام‪ ..‬بل هى جزء منه وكانت موجودة فى جوهره‬ ‫على مدى ما يمكن أن يشكل نصف قرن‪ ..‬وال يجب أن ننسى لها‬

‫موقفها الشجاع والنبيل فى مواجهة الجماعة اإلرهابية إياها‪..‬‬ ‫عندما أرادوا أسلمة األوبرا وإعادة صياغتها لتتوافق مع خرابهم‪..‬‬ ‫رفضت وقالت ال‪ ..‬بل وكانت من أوائل الذين اعتصموا معنا فى‬ ‫وزارة الثقافة‪ ..‬وهو االعتصام– اعتصام المثقفين– الذى كان‬ ‫مقدمة مهمة وحقيقية وجوهرية لكل ما جرى فى الثالثين من‬ ‫يونيه والثالث من يوليو والرابع والعشرين من يوليو‪..‬‬ ‫وعندما جاءت إيناس عبدالدايم إلى مجلس النواب‪ ..‬قلت‬ ‫إن الثقافة المصرية أسس وزارتها الدكتور ثروت عكاشة‪ ،‬كوزير‬ ‫للثقافة واإلرشــاد القومى سنة ‪ ..1958‬ثم تولى بناءها فاروق‬ ‫حسنى وزير الثقافة سنة ‪ ،1987‬وظل حتى أوائل ‪ ..2012‬وأضاف‬ ‫لها أبعادًا مهمة فى العمل الثقافى‪ ..‬وحاول اكتشاف إمكانات‬ ‫مصر الثقافية ودورها حتى قبل أن نتوصل لتعبير القوى الناعمة‪..‬‬ ‫وكان من حسن حظه أن جرت فى أيامه أحداث ثقافية مهمة‪ ..‬يقف‬ ‫عنوانًا لها‪ ،‬وفى المقدمة منها حصول نجيب محفوظ على جائزة‬ ‫نوبل – كأول وكآخر عربى يحصل عليها منذ أن أنشئت – فى ‪12‬‬ ‫أكتوبر ‪ ..1988‬ونحلم أن تقوم إيناس بإعادة البناء‪..‬‬ ‫ما الذى دعانى للكتابة عن الثقافة والمثقفين فى دولة‬ ‫السيسى الجديدة – هنا واآلن – فالفترة المتاحة للوزيرة قد ال‬ ‫تسمح لها بمشروعات كبرى وال تخطيط بعيد المدى وال إعادة‬ ‫صياغة للدور الثقافى المصرى‪ ،‬سواء ثقافة المصريين أو ثقافة‬

‫مصر التى تشع فى الوطن العربى واألمة اإلسالمية والعالم‪..‬‬ ‫أمــران دفعانى لهذا‪ ..‬األول‪ :‬ذهــاب الرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسى‪ ،‬وضيفه ولى عهد المملكة العربية السعودية‪ ،‬إلى دار‬ ‫األوبرا لمشاهدة عرض‪ :‬سلم نفسك‪ ..‬الذى أبدعه خالد جالل‪،‬‬ ‫مع مجموعة نادرة من الشباب الواعد الذين كانوا يبحثون عن‬ ‫فرصة‪ ..‬ووجدوها فى مركز اإلبداع‪ ..‬وقد كافأهم الرئيس فورًا بأن‬ ‫قرر التحاقهم جميعًا باألكاديمية التى يتم إنشاؤها اآلن‪ ..‬ورغم‬ ‫أن العرض فيه الكثير من االنتقادات ألوضاع مصر الراهنة اآلن‪..‬‬ ‫وبعضها عميق وأساسى‪ ..‬إال أن موقف الرئيس السيسى منه فاجأنا‬ ‫جميعًا فى دار األوبرا‪..‬‬ ‫عندما قرر الرئيس السيسى فورًا إنشاء جزء فى األكاديمية‬

‫الفترة المتاحة للوزيرة قد ال تسمح لها‬ ‫بمشروعات كبرى وال تخطيط بعيد‬ ‫المدى وال إعادة صياغة للدور الثقافى‬ ‫المصرى‪ ،‬سواء ثقافة المصريين أو‬ ‫ثقافة مصر التى تشع فى الوطن العربى‬ ‫واألمة اإلسالمية والعالم‬

‫العدد ‪٤٨٧٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١٨‬‬

‫‪59‬‬

‫لو أن فترة الوزارة معقولة لتمنيت‬ ‫على الدكتورة إيناس عبدالدايم أحد‬ ‫أمرين‪ :‬إما أن تعقد مؤتمرًا للمثقفين‬ ‫المصريين‪ ،‬أبناء األقاليم قبل القاهريين‬ ‫وإن كان المؤتمر قد تحيط به مخاوف‬ ‫األنا واإلحساس المبالغ فيه بالذات‪،‬‬ ‫والتحرك فى إطار المشاكل الخاصة‪..‬‬ ‫والمواقف االستعراضية‪ ..‬فلتكن لقاءات‬ ‫مع أعداد ضيقة من المثقفين ً‬ ‫بحثا عن‬ ‫الخطوة األولى للتحرك على الطريق‬ ‫الطويل‪..‬‬ ‫التى يخطط إلنشائها إلعــداد كــوادر الدولة من الشباب‪ ..‬أى‬ ‫بعبارة أخرى إعداد األجيال الجديدة التى ستتسلم قيادة مصر فى‬ ‫السنوات القادمة‪ ..‬قرر لحظتها إنشاء فرع لإلبداع األدبى والفنى‪..‬‬ ‫واتخذ قــراره بأن كل من اشترك فى العرض سيلتحق بهذه‬ ‫األكاديمية فور إنشائها‪ ..‬بل وصافح كل المشاركين فى العرض‬ ‫فردًا فردًا‪ ..‬وكان يقدمهم له خالد جالل‪ ..‬أحد اآلمال الجديدة‬ ‫لألعمال المسرحية الجادة‪ ..‬وأرجــو أن يكون هذا القسم حجر‬ ‫الزاوية فى عمل األكاديمية‪ ..‬فمن السهل أن نجد إداريا جيدا‪..‬‬ ‫لكن من الصعب أن نكتشف مبدعًا كبيرًا‪..‬‬ ‫كانت المرة الثانية التى يذهب فيها الرئيس السيسى إلى‬ ‫األوبرا – فى حدود علمى– كانت المرة األولى عندما ذهب مع‬ ‫الرئيس الروسى فالديمير بوتين‪ ..‬ويومها استمعا مع الجمهور‬ ‫لسيمفونيات وموسيقى من الموسيقى الروسية الكالسيكية‪ ..‬ومن‬ ‫المعروف أن أهم ما عرفته البشرية من الموسيقى الكالسيكية خرج‬ ‫من روسيا‪ ..‬ثم من االتحاد السوفييتى‪ ..‬ما ميز زيارة الرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسى لدار األوبرا كان استقبال الجماهير الحاضرة‬ ‫للرئيس السيسى الفتًا للنظر بإنسانيته وتلقائيته واندفاعه‬ ‫وخروجه من حبات القلوب‪ ..‬أيضًا كان ترحيب الرئيس بهم‬ ‫وتحيتهم لهم أكثر من مرة‪..‬‬ ‫ما يعنينى من الزيارة هو ما أتمناه على الرئيس أن تكون‬ ‫الثقافة فى الوالية الثانية حجر زاوية فى العمل الوطنى العام‪..‬‬ ‫فالرئيس يتحدث كثيرًا فى الفترة األخيرة عن الوعى وأهميته‬ ‫بالنسبة للشخصية الوطنية المصرية‪ ..‬وضرورة توفره‪ ..‬وحتمية‬ ‫تسلح المصريين به فى معارك البناء‪ ،‬التى تنتظرهم فى السنوات‬ ‫القادمة‪..‬‬ ‫وإذا توقفنا أمام الوعى سنعرف أن الثقافة هى الكلمة الثانية‪..‬‬ ‫ال تسبقها إال كلمة أولى‪ ،‬أال وهى محو األمية‪ ..‬وأحلم أن تكون‬ ‫من أولويات الزمن القادم ولن أمل من القول بأن الرئيس الكوبى‬ ‫فيديل كاسترو‪ ،‬أوقف كل أشكال العمل فى كوبا لمدة سنة‪ ،‬لكى‬ ‫يحتفل فى آخرها بمحو أمية آخر كوبى‪ ..‬وهكذا فشلت أمريكا‬ ‫فى تجنيد جاسوس واحــد فى كوبا رغم دعاياتها وإمكاناتها‬ ‫وادعاءاتها‪..‬‬ ‫أعود للسؤال‪ :‬لماذا أكتب اآلن هذا الكالم؟ وأقول بأن ما‬ ‫دفعنى لكتابته قرار اتخذته الدكتورة إيناس عبد الدايم إلنشاء‬ ‫‪ 7‬فروع للرقابة على المصنفات الفنية خارج القاهرة‪ ..‬لم أصدق‬ ‫نفسى وأنا أقرأ أن ضمن الفروع‪ ،‬فرع فى الجيزة‪ ،‬وفرع فى السادس‬ ‫من أكتوبر‪ ..‬وهما جزء من القاهرة التى توجد بها الرقابة على‬ ‫المصنفات الفنية والرئيسية‪ ..‬وأن تمارس هذه الفروع أعمالها من‬ ‫قصور الثقافة الجماهيرية‪ ..‬مما قد يخلق حساسيات الختالف الدور‬ ‫وتباين المهمة‪.‬‬ ‫سألت نفسى‪ :‬وهل نحن فى حاجة لفروع جديدة للرقابة؟ علمًا‬ ‫بأن الدنيا تتجه إلى إلغاء الرقابة‪ ..‬واالكتفاء بالرقابة الذاتية التى‬ ‫يقوم بها من يبدعون الفن أنفسهم‪ ..‬وفيها جانب وطنى ال نشك‬ ‫فى أن من يبدع ال يتمتع به‪ ..‬ثم تبقى الرقابة المجتمعية حتى لو‬ ‫عبَّرت عن نفسها بجهاز للرقابة أتمنى وأحلم أن ينتمى لعصور‬ ‫مضت‪ ،‬وأن نصل إلى صيغ جديدة عندما تصل مجتمعاتنا إلى حالة‬ ‫من النضج واإلدراك والوعى‪..‬‬ ‫لو أن فترة الــوزارة معقولة لتمنيت على الدكتورة إيناس‬ ‫عبدالدايم أحد أمرين‪ :‬إما أن تعقد مؤتمرًا للمثقفين المصريين‪،‬‬ ‫أبناء األقاليم قبل القاهريين‪ ..‬وأهالى الصعيد قبل البحراويين‪،‬‬ ‫لتستمع منهم إلى ما يريدونه للثقافة‪ ..‬وإن كان المؤتمر قد تحيط‬ ‫به مخاوف األنا واإلحساس المبالغ فيه بالذات‪ ،‬والتحرك فى إطار‬ ‫المشاكل الخاصة‪ ..‬والمواقف االستعراضية‪ ..‬فلتكن لقاءات مع‬ ‫أعداد ضيقة من المثقفين بح ًثا عن الخطوة األولى للتحرك على‬ ‫الطريق الطويل‪..‬‬


‫‪60‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫خاص‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‪ :‬حمدى رزق‬ ‫التقيت قداسة البابا شنودة الثالث ثالث‬ ‫مرات محاورا‪ ،‬األولى كانت بصحبة شيخى‬ ‫ومعلمى األستاذ مكرم محمد أحمد وكنت‬ ‫فى مطلع شبابى صحفيا فى مجلة المصور‬ ‫التى كان يترأس تحريرها عميد دار الهالل‬ ‫كما كنت أحب أن أناديه وسط طالب‬ ‫العلم‪ ،‬كان واليزال الصحفى العالمة معلما‪،‬‬ ‫علمنى الحروف كلها‪.‬‬

‫‪ ٦‬سنوات على رحيله‬

‫العشاء األخير‬ ‫مع قداسة البابا شنودة‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫اسـتقبلنا قداسـته بابتسـامة فيها مودة خالصـة‪ ،‬كانت تربطه‬ ‫باألسـتاذ مكـرم صداقـة وأخوة لم أر لهـا مثيال‪ ،‬وكأنهمـا ولدا معا‪،‬‬ ‫ومشـيا الطريـق معـا‪ ،‬ومـن ينسـى ذهـاب األسـتاذ مكـرم إلـى ديـر‬ ‫وادى النطـرون ليخبـر البابـا بالعفـو الرئاسـى عن قداسـته وعودته‬ ‫إلـى كرسـى مـار مرقس الرسـول بطريـركا للكنيسـة األرثوذكسـية‬ ‫بعـد خالفـه الشـهير مـع الرئيـس الراحل أنور السـادات الـذى ألزمه‬ ‫الديـر وهـو اليعـرف أنـه يحقـق أمنيـة لراهب مفطـور علـى الرهبنة‬ ‫ويجـد فـى قاليتـه نـورا يضيئ لـه بصيرته‪.‬‬ ‫وظللـت طويـال احتفـظ فـى ذاكرتـى الفوتوغرافيـة بصـورة‬ ‫البابـا شـنودة يتأبـط ذراع األسـتاذ مكـرم خارجـا مـن الديـر إلـى‬ ‫البطريركيـة وحدهمـا الثالـث لهمـا‪ ،‬هنيئـا لألسـتاذ بصحبـة‬ ‫البطريـرك‪ ،‬كانـت صحبـة تاريخيـة‪ ،‬بضحكـة واسـعة اسـتقبلنا‬ ‫قداسـته‪ ،‬وخيرنـا بيـن الجلوس فى شـمس الصباح الشـتوى الرائع‪،‬‬ ‫وبيـن الدخـول إلـى قاعـة االسـتقبال‪ ،‬فضلنـا شـمس الصبـاح حتـى‬ ‫ننعـم بروائـح الزهـور وشـجر الزيتـون والفضـاء الواسـع متحلقيـن‬ ‫حـول البابـا وكأنـه حبـر عظيـم يلقـى بعظـة علـى تالميـذه‪.‬‬ ‫لفتنـى أن أحـد الرهبـان حمل إلى البابا «طبـق منقوش وجميل‬ ‫مليـان بمـا يشـبه الحلـوى ومرشـوش فـوق وش الطبـق حبيبـات‬ ‫ملونـة‪ ،‬اجتـذب ذبـاب الديـر كلـه‪ ،‬عجبـا الذبـاب يتسـاقط علـى‬ ‫وش الطبـق جميعـا وكأن هنـاك مـا يجذبـه فـى رائحـة المرشـوش‬ ‫فـوق البالوظـة» ‪ ،‬والبابـا غيـر مكتـرث ‪ ،‬فقطعـت استرسـال البابـا‬ ‫فـى ردوده علـى أسـئلة األسـتاذ مكـرم‪ ،‬قداسـتك مافى هـذا الطبق‬ ‫يجتـذب الذبـاب فيسـقط هكـذا صريعا ‪ ،‬فضحك حتى بانت أسـنانه‬ ‫‪ ،‬وقـال إنـه العشـاء األخيـر‪ ،‬الرهبـان يكافحـون الذباب بمـادة حلوة‬ ‫كالبالوظـة مـا إن يشـمها الذباب فيسـقط عليها نهمـا‪ ،‬فيقع فيها‪،‬‬ ‫هكـذا الدنيـا حلـوة يتسـاقط فـى هواهـا البشـر إال مـن أنـار اهلل‬ ‫بصيرتـه‪ ..‬وضحـك مـع نظـرة ثاقبـة رمقتنـى لينظـر وقـع كلماتـه‪،‬‬ ‫فآمنـت علـى كالم قداسـته‪ ،‬فأمـر بأبعادهـا حتـى ال يتسـبب فـى‬ ‫ضيقـى‪ ،‬كان حساسـا ذا حـس إنسـانى راق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ربنـا أنعـم علـى قداسـته بذاكـرة حديديـة‪ ،‬خـرج مـن غرفـة‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫االسـتقبال وكنـت فـى حالـة ألـم ممـزوج بحـزن أننـى لـن التقـى‬ ‫قداسـته وقـد تحـدد لـى موعـد إلجـراء حـوار صحفـى‪ ،‬خـرج علـى‬ ‫مناقشـة حاميـة بينـى وسـكرتاريته‪ ،‬يبـدو أن صوتـى العالـى بلـغ‬ ‫مسـامعه‪ ،‬فمـا إن رآنـى حتـى أقبـل مبتسـما‪ ،‬يبـدو أنـك اشـتقت‬ ‫للعشـاء األخيـر‪ ،‬تعـال سـوف نجـرى الحوار على العشـاء‪ ،‬تحـب تأكل‬ ‫إيـه‪ ،‬قلـت طعـام قداسـتك مهضـوم‪ ،‬فقـال سـنأكل ملوخيـة إيـه‬ ‫رأيـك‪ ،‬شـكرته وكان النهار إلى زوال وشـمس المغيـب تنحدر حمراء‬ ‫قانيـة وكأنهـا تـودع قاليـات الديـر الـذى يحـوى رفـات القديسـين‪.‬‬ ‫واحتفـى بـى الرهبـان بعد غضبة ألجـل خاطر عيـون البابا حتى‬ ‫انتهـى قداسـته مـن مشـغولياته‪ ،‬وجلسـنا إلـى المائـدة فجلسـت‬ ‫فـى أبعـد مقعـد تأدبـا‪ ،‬ومـن كرمـه قربنـى إلـى جـواره‪ ،‬واسـتمعت‬ ‫بلـذة الحكـى مـع لـذة الطعـام‪ ،‬وفاجأنـى بنكتـة لطيفة عـن ركوبه‬ ‫الطائـرة مـع السـادات وشـيخ األزهـر‪ ،‬وهـى نكتـة معروفـة للعامـة‪،‬‬ ‫ويتذكرونهـا ضمـن مـا يتذكـرون لقداسـته‪ ،‬كان فكهـا خفيـف‬ ‫الـروح‪ ،‬نيـح اهلل روحـه‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الثالثـة‪ ،‬كانـت جـد مختلفـة‪ ،‬علـى وقـع حزيـن‪ ،‬كانـت تفجيـر‬ ‫كنيسـة القديسـين يلون األجـواء بحزن شـفيف‪ ،‬كان الخطب رهيبا‪،‬‬ ‫والجـرح غائـرا‪ ،‬مجـزرة بشـعة دبرتهـا أشـباح متسـربلة بالسـواد‪،‬‬ ‫ففـى السـاعة الثانيـة عشـرة و ‪ 22‬دقيقـة مـن منتصـف ليـل أول‬ ‫ينايـر ‪ ، 2011‬ومـع الدقائـق األولـى لوالدة العـام الجديد من رحم‬ ‫التاريخ‪ ،‬فجر انتحاري نفسـه بعبوة أطاحت بـ«كنيسـة القديسين»‬ ‫والمسـجد والعقـارات المجـاورة‪ ،‬حتـى أن سـكان الشـوارع خرجـوا‬ ‫السـتطالع الحـدث المـدوي الـذي أسـفر وفـق بيانـات الصحـة‬ ‫المصريـة الرسـمية عـن سـقوط ‪ 21‬شـهيدا و‪ 79‬مصابـا‪ ،‬أغرقت‬ ‫دماؤهـم الشـوارع‪ ،‬وقـع االنفجـار وقـت خـروج عـدد كبيـر مـن‬ ‫المسـيحيين مـن الكنيسـة‪ ،‬حيـث كانـوا يـؤدون الصـالة ويدعـون‬ ‫للسـالم‪ ،‬كيراليسـون‪.‬‬ ‫صدمـت‪ ،‬وتألمـت‪ ،‬وحزنـت وأنـا أطالـع مصـدرا كنسـيا داخـل‬ ‫المقـر البابـوي يخبرنا حزينـا ‪« :‬بابا اإلسـكندرية وبطريـرك الكرازة‬ ‫المرقسـية البابـا شـنودة الثالـث يـدرس إلغـاء مظاهـر احتفـاالت‬ ‫قـداس عيـد الميـالد‪ ،‬بسـبب تفجيـر الكنيسـة فـي اإلسـكندرية‪،‬‬ ‫وأن البابـا تلقـى خبـر التفجيـر فـي مقـره في ديـر األنبا بيشـوي في‬ ‫وادي النطـرون بصدمـة بالغـة‪ ،‬وبحث مع األسـاقفة إلغـاء احتفاالت‬ ‫قـداس عيـد الميـالد»‪.‬‬ ‫وفـى ظـل الحـزن الـذى يُج ّلـل المسـيحيين‪ ،‬وحالـة الحـداد‬ ‫المعلنـة فـى البـالد علـى ضحايـا كنيسـة القديسـين باإلسـكندرية‪،‬‬ ‫كنـت ضيفـا على التليفزيـون المصرى فـى برنامجه الشـهير «مصر‬ ‫النهـارده» ودعـوت قداسـة البابـا شـنودة نيـح اهلل روحـه بالعـدول‬ ‫عـن قراره المسـتبطن بإلغـاء مظاهر احتفاالت قـداس عيد الميالد‪.‬‬ ‫كنـت مذبوحـا مـن األلـم‪ ،‬باكيـا‪ ،‬وقلـت فيما قلت إنى كمسـلم‬ ‫انتظـر احتفـاالت الميـالد مـن السـنة للسـنة‪ ،‬ولـى فـى االحتفـال ما‬ ‫ألخوتـى المسـيحيين‪ ،‬وعيـد الميـالد عيـد مصـرى وليـس مسـيحيا‬ ‫فحسـب‪ ،‬وقلـت لـو ألغيـت المظاهـر حقـق اإلرهـاب هدفـه‪ ،‬وكان‬ ‫حديثـى حزينـا لدرجـة تحشـرج صوتـى‪ ،‬وكادت الدمـوع تطفـر‬ ‫مـن عينـى‪ ،‬وأنـا أصـال دمعتـى قريبـة‪ ،‬وارتجافـة شـفتى السـفلى‬ ‫تفضحنـى وبكيـت فـى الفاصـل‪.‬‬ ‫تماسـكت قليـال ألتلقى مداخلـة من األنبا « يوأنس « سـكرتير‬ ‫البابـا يسـتنكف دعوتـى لالحتفـال‪ ،‬كان حزينـا فـى لفظـه‪ ،‬فلم أشـأ‬ ‫أن أجـرح مشـاعره الطيبـة‪ ،‬ومررتهـا تعاطفـا مـع ألمـه‪ ،‬وحتـى ال‬ ‫أبـدو جارحـا لمشـاعر أخوتـى‪ ،‬وعـدت فـى نهايـة الحلقـة الكئيبـة‬ ‫إلـى مخدعـى متألمـا‪ ،‬وتذكـرت رسـالة بولـس الرسـول إلـى أهـل‬ ‫روميـة ( ‪َ « )15 :12‬فرَحًـا مَـعَ ا ْل َف ِرحِينَ َ‬ ‫بَاكِين»‬ ‫وَبُكا ًء مَـعَ ا ْل‬ ‫َ‬ ‫أهديتهـا لقداسـته فـى مقـال الحق‪.‬‬ ‫وزدت فـى مقالـى مـن الشـرح بيتـا ‪«:‬يقـول القديـس يوحنـا‬ ‫الذهبـي الفـم‪ « :‬ليـس شـيء يثبت الحب بقـوة مثل المشـاركة في‬ ‫الفـرح واأللـم‪ .‬ليـس ألنـك بعيـد عـن المتاعـب تنعزل عن مشـاركة‬ ‫اآلخريـن أيضـا‪ .‬فعندمـا يتعـب قريبـك أحسـب الضيـق خاصًـا بـك‪.‬‬ ‫شـاركه دموعه لكي تسـند روحه المنسـحقة‪ ،‬وشـاركه فرحه ليصير‬ ‫ً‬ ‫متأصـال؛ ثبـت المحبـة إذ بهـذا تخـدم نفسـك‬ ‫الفـرح فيـه عمي ًقـا‬ ‫أكثـر مـن خدمتـك لـه‪ .‬فبدموعـك تصيـر أنـت رحومًـا‪ ،‬وبمشـاعر‬ ‫البهجـة تنقـي نفسـك من الحسـد والغـم‪ ...‬إن كنت ال تسـتطيع أن‬ ‫تنـزع عنـه الشـرور شـاركه بدموعـك‪ ،‬فتزيـل عنـه نصف الشـر؛ وإن‬ ‫كنـت ال تسـتطيع أن تزيـد خيراته فشـاركه فرحه فتضيـف إليه أمرًا‬ ‫عظيمـاً «‪.‬‬ ‫نهضـت صباحـا مفعمـا بالعطـف علـى األنبـا يوأنـس‪ ،‬وكتبـت‬ ‫ماعنوانـه « ُقدّاسـك يـا وطـن» بعاطفـة جياشـة جاشـت حتـى‬ ‫أغرقـت الـورق بالدمـوع ( قبـل اختـراع اآلى بـاد ) وحـررت مانصـه‬ ‫حزينـا ‪:‬‬ ‫بمـزاج كئيـب‪ ،‬وبـروح كسـيرة‪ ،‬وبقلـب مكسـور‪ ،‬فاجأنـى األنبا‬ ‫يوأنـس‪ ،‬سـكرتير البابـا شـنودة الثالـث‪ ،‬علـى الهـواء مباشـرة بأن‬ ‫االحتفـال األرثوذكسـى بعيـد الميـالد المجيـد‪ ،‬الـذى يحـل ضيفـاً‬

‫خاص‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪61‬‬

‫تفجير كنيسة القديسين نقطة تحول فى عالقتى بالبابا شنودة‬

‫اللقاء الثانى فى دير األنبا بيشوى‬ ‫خططـت إليـه تلـك العصابـة اآلثمـة‪ :‬ترهيـب المسـيحيين‪ ،‬منعهم‬ ‫احتفى بى الرهبان بعد غضبة ألجل‬ ‫مـن تأديـة صلواتهـم‪ ،‬وإضـاءة كنائسـهم‪ ،‬تغلـق أديرتهـم‪..‬‬ ‫خاطر عيون البابا حتى انتهى قداسته‬ ‫يرومـون انكفـاء المسـيحيين فـى قعـور بيوتهـم‪ ،‬انسـحاب‬ ‫المسـيحيين‪ ،‬حـزن المسـيحيين‪ ،‬بـكاء المسـيحيين‪ ،‬كـم تُفرحهـم‬ ‫من مشغولياته‪ ،‬وجلسنا إلى المائدة‬ ‫دمـوع األرامـل والثكالى واأليتام‪ ،‬تعجبهم خشـية المسـيحيين على‬ ‫فجلست فى أبعد مقعد تأدبا‪ ،‬ومن‬ ‫حالهـم ومالهـم وعيالهـم‪ ،‬يدفعونهـم دفعـاً اللتمـاس األمـان فـى‬ ‫بلذة‬ ‫كرمه قربنى إلى جواره‪ ،‬واستمعت‬ ‫بـالد أخـرى‪ ،‬عجبـاً بابـا روما يطلب حماية المسـيحيين فـى مصر!!‪.‬‬ ‫الحكى مع لذة الطعام‪ ،‬وفاجأنى بنكتة‬ ‫وشـددت علـى أن التفكيـر‪ ،‬مجـرد التفكيـر‪ ،‬فـى إلغـاء قـداس‬ ‫عيـد الميـالد حزنـاً وحـداداً علـى األرواح البريئـة ليـس حـداداً وال‬ ‫لطيفة عن ركوبه الطائرة مع السادات‬ ‫حزنـاً بـل انهـزام‪ ..‬الحـداد الحقيقـى أن نقيـم القـداس ألجلهـم‪،‬‬ ‫وشيخ األزهر‪ ،‬وهى نكتة معروفة‬ ‫ألرواحهـم‪ ،‬أن نقيـم القـداس لتبقـى شـمعة الكنيسـة «منـوّرة»‬ ‫يتذكرون‬ ‫للعامة‪ ،‬ويتذكرونها ضمن ما‬ ‫فـى مصـر ال تنطفـئ أبداً‪ ،‬مصـر التى احتضنت المسـيح فـى المهد‬ ‫لقداسته‪ ،‬كان فكها خفيف الروح‪ ،‬نيح‬ ‫صبيـاً‪ ،‬تحتضـن شـعبه الكريـم‪ ،‬ال تفـرط فيهـم أبـداً‪ ،‬وال تتهـاون‬ ‫فـى حمايتهـم أبـداً وتضعهـم جـوار القلـب وفى ِنـن العيـون‪ ،‬إخوة‬ ‫اهلل روحه‬ ‫لنـا‪ ،‬لهـم ما لنـا وعليهـم مـا علينا‪.‬‬ ‫ومتنـت المتـون‪ ،‬وقلـت إن التفكيـر‪ ،‬مجـرد التفكيـر‪ ،‬فـى إلغـاء‬ ‫كريمـ ًا علينـا ليلـة ‪ 7‬ينايـر‪ ،‬يصعـب إقامتـه هـذا العـام فـى ظـل‬ ‫القـداس حزنـاً وألمـاً بهـدف إعـالن األلـم فـى كل العالـم لـن يفيـد‬ ‫الحـزن الـذى يُج ّلـل المسـيحيين‪ ،‬وحالـة الحـداد المعلنـة علـى‬ ‫المسـيحيين فـى شـىء‪ ،‬يفيـد المجرميـن أمـام العالـم‪ ،‬يوصـل‬ ‫ضحايـا المجـزرة السـكندرية‪.‬‬ ‫رسـالتهم إلـى كل العالـم‪ ،‬المسـيحيون ليسـوا فى مأمـن فى مصر‪،‬‬ ‫اسـتنكف األنبـا يوأنـس دعوتى أن يكـون ميالداً باهراً‪ ،‬قداسـاً‬ ‫المسـيحيون فـى مرمـى النيـران‪ ،‬لقمـة سـائغة‪ ،‬المسـيحيون فـى‬ ‫عالميـ ًا‪ ،‬قداسـك يـا وطـن‪ ..‬تصـدح فـى الكاتدرائيـة المرقسـية‬ ‫مصـر ليسـوا كالمسـيحيين فـى العـراق‪ ،‬المسـيحيون فـى مصـر‬ ‫بالعباسـية‪ ،‬وإبراشـياتها وكنائسـها وأديرتها بطـول وعرض البالد‬ ‫تحميهـم المسـاجد قبـل الكنائـس تحميهـم الجيـرة واألخـوة‪،‬‬ ‫تراتيـل الميـالد المجيـد‪ ،‬تـدق أجـراس الكنائـس‪ ،‬تضـاء الشـموع‪،‬‬ ‫واألرض الطيبـة‪ ،‬لـن يهـرع إلـى المسـيحيين إال المسـلمون‪ ،‬لـم‬ ‫وإن ذرفـت الدمـوع‪ ،‬قداسـاً بعـرض الوطـن‪ ،‬يحضـره المسـلمون‬ ‫يحـزن لحـزن المسـيحيين إال المسـلمون‬ ‫قبـل المسـيحيين‪ ،‬يتدافـع إليـه المسـلمون كل مـن مكانـه‪ ،‬كل‬ ‫مـع كامـل احترامى لحزن وألم البابا شـنودة‪ ،‬فإن قداسـته قادر‬ ‫يهـرع إلـى أقـرب كنيسـة‪ ،‬يوقـد شـمعة‪ ،‬يحمـى بروحه قبل جسـده‬ ‫علـى تحويـل األلـم إلى أمـل‪ ،‬وكم دقـت على الرؤوس مـن خطوب‪،‬‬ ‫إخوتـه‪ّ ،‬‬ ‫يمكنهـم مـن االحتفـال كمـا يشـاءون ويحبـون‬ ‫تصنيـع األمـل من حواشـى األلـم مهمة البشـر الموهوبيـن‪ ،‬والبابا‬ ‫فـرددت قاسـيا‪ ،‬بـأن التفكيـر‪ ،‬مجـرد التفكيـر‪ ،‬فى إلغـاء قداس‬ ‫موهـوب فـى قيادة شـعبه روحيـاً‪ ،‬قادر على بلسـمة الجراح‪ ،‬وغسـل‬ ‫عيـد الميـالد المجيـد هـو المقصـود بعينـه‪ ،‬بالضبـط هـذا مـا‬ ‫األحـزان‪ ،‬وحـده البابـا ـــ بعـد اهلل ــ قادر علـى قيادة شـعبه لتخطى‬


‫‪62‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫خاص‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪..‬وتالميذه‪ ..‬فى نظرة وداع أخيرة‬

‫البابا شنوده‪ ..‬تحية وداع أخيرة‬ ‫المحنـة‪ ،‬مسـتنداً إلـى رئيـس كل المصرييـن الذى هزتـه الصدمة‪،‬‬ ‫فخـرج علـى شـعبه ينعـى شـباباً من وطنـه‪ ..‬البابـا سيمشـى الدرب‬ ‫متكئـاً علـى إخوة مسـلمين هزّهم الخطـب الجليل‬ ‫قداسـة البابـا البـد أن يتخـارج مـن حالـة الحـزن إلـى تحـد‬ ‫لإلرهـاب‪ ،‬إلـى حالـة ألـق وطنـى‪ ،‬يسـمو بالحالـة المسـيحية فـوق‬ ‫الجـراح‪ ،‬ضحايـا المجـزرة مصريـون‪ ،‬ال نميز بينهـم‪ ،‬والبابا مصرى‪،‬‬ ‫والهـم مصـرى‪ ،‬واأللـم مصـرى‪ ،‬كمـا أن القـداس مصـرى‪ ،‬وعيـد‬ ‫الميـالد مصـرى‪ ،‬والكنيسـة مصريـة‪ ،‬للمسـلمين فيها مـا لألقباط‪،‬‬ ‫القـداس حـق عليـك‪ ،‬وحـق لنـا‪ ،‬وحـق للوطـن‪ ،‬قدّاسـك يـا وطن»‪.‬‬ ‫مثـل رش الملـح علـى الجرح لمـس المقال جرحا نازفـا‪ ،‬وتلقيت‬ ‫رسـائل حزينـة مـن إخوتـى‪ ،‬المسـيحيون حزانـى ال يكفكـف لهـم‬ ‫دمـع‪ ،‬أغلبهـا كان صادمـا بالرفـض‪ ،‬وأقلهـا كان مشـجعا‪ ،‬وتلقيـت‬ ‫دعـوة نـادرة مـن الكنيسـة لحضـور عيـد الميـالد‪ ،‬عـادة ال أتلقـى‬ ‫مثلهـا‪ ،‬ولـم أسـع إليهـا‪ ،‬ولكنهـا كانـت عطفـة باباويـة على حسـن‬ ‫المقـال‪ ،‬يبـدو أننـى لمسـت قلوبـا‪ ،‬وكان قلـب البابـا شـنودة طيبا‪.‬‬ ‫تشـجعت وكتبـت « فيـض الخاطر « مشـجعا البابا علـى الخروج‬ ‫مـن الديـر‪ ،‬وإقامـة االحتفـال وعـدم االكتفـاء بالقـداس‪ ،‬ال أعـرف‬ ‫لمـاذا تسـلطت الفكـرة علـى قلبـى قبل عقلـى‪ ،‬كنت أخشـى هزيمة‬ ‫أمـام اإلرهـاب‪ ،‬خشـيت انكسـارا ينتهـى باندحـار‪ ،‬خشـيت انكسـارا‪،‬‬ ‫وعلـى رأى عم سـيد حجاب‪».‬‬ ‫من انكسار الروح في دوح الوطن‬ ‫يجي احتضار الشوق في سجن البدن‬ ‫من اختمار الحلم يجي النهار‬ ‫يعود غريب الدار ألهل وسكن‪.‬‬ ‫كتبـت إلـى البابـا شـنودة راجيـا معرجـا علـى مقالتـى السـابقة‬ ‫فـى إلحـاح وطنـى دافـق بالمحبة ‪:‬‬ ‫فليخـرج مـن ديـره الـذى اعتكـف‪ ،‬وليمسـك صليبـه الـذى‬ ‫يتـوكأ‪ ،‬وليُقـمْ قـداس ميـالد لـم تر مثلـه البـالد‪ .‬المسـلمون قبل‬ ‫المسـيحيين يتوقـون الحتفـال يبـدد الظلمـة‪ ،‬وينيـر الليـل‪ ،‬يمسـح‬ ‫األحـزان‪ ،‬ويبلسـم الجـروح‪ ،‬قـداس نفـرح فيـه بوحدتنـا‪ ،‬ننبـذ فيـه‬ ‫ُفرْقتنـا‪ ،‬ننشـد جميعـا «المجـد هلل فـى األعالـى‪ ،‬وعلـى األرض‬

‫السالم وبالناس المسرة»‪.‬‬ ‫قـداس لـم يـر الميـالد مثلـه‪ ،‬لـم تـر الكاتدرائيـة المرقسـية‬ ‫بالعباسـية أجمـل منـه‪ ،‬قـداس مصـرى وطنـى خالـص يـرد علـى‬ ‫اإلرهابييـن‪ ،‬تراتيـل منغمـة تطـرد األرواح الشـريرة‪ ،‬وألحـان فرحـة‬ ‫تبهـج النفـس التـى أرهقتهـا الخطـوب‪.‬‬ ‫« كلنـا فـى الهـمّ قبـط» ‪ ،‬كلنـا فـى األلـم مصريـون‪ ،‬كلنـا‬ ‫محزونـون‪ ،‬لسـت وحـدك بابـا المسـيحيين حزينـ ًا‪ ،‬الـكل اليـوم‬ ‫حزيـن‪ ،‬نشـاطركم األحـزان‪.‬‬ ‫فلتخـرج مـن ديـرك وتنصـت إلـى دعـوات المسـلمين‬ ‫الحقيقييـن الذيـن َّ‬ ‫علمهم رسـولهم الكريم محمـد‪ ،‬صلى اهلل عليه‬ ‫وسـلم‪ ،‬البـر بأهـل الكتـاب‪ ،‬لتنصـت لغضبهـم ورفضهـم وإدانتهم‬ ‫لإلرهـاب واإلرهابييـن‪ ،‬وللتطـرف والمتطرفين‪ ،‬مَنْ ضرب كنيسـة‬ ‫القديسـين لـم يقصـد الكنيسـة وأوالدهـا‪ ،‬كان يقصـد مصـر‬ ‫وأوالدهـا‪ ..‬أوالد الكنيسـة أوالد مصـر رغـم أنـف المتطرفيـن‬ ‫أكلمـا جـاء عيـد الميـالد يطفئـون الشـموع‪ ،‬إذن‪ ،‬فلتضـأ‬ ‫الشـموع‪ ،‬ولتصـدح األلحان‪ ،‬ولتـدق األجراس‪ ،‬وليحضر المسـلمون‬ ‫أعيـاد الميـالد جنبـاً إلـى جنـب مـع إخوانهـم المسـيحيين‪ ،‬أعيـاد‬ ‫الميـالد هـذا العـام فـى حضـرة المسـلمين‪ ،‬احموهـم مـن غـدر‬ ‫الغادريـن‪ ،‬وإجـرام المجرميـن‪.‬‬ ‫حسـناً قـال فضيلـة اإلمام األكبـر الدكتـور أحمد الطيب‪ ،‬شـيخ‬ ‫الجامـع األزهـر‪« :‬الكنيسـة فـى حمـى األزهـر الشـريف‪ ،‬الكنيسـة‬ ‫فـى حضـن كل مسـجد‪ ،‬فـى قلـب كل مسـلم»‪ ..‬احمـوا إخوتكـم‪،‬‬ ‫ضعوهـم فـى القلوب‪ ،‬ال تعطـوا المتطرفين علـى الجانبين الفرصة‬ ‫لبـذر الفتـن‪ ،‬صمـوا آذانكـم عـن دعـاة الفتنـة والعامليـن عليهـا‪،‬‬ ‫قطعـا لـم يفعلها مسـلم موحد باهلل وبرسـوله الكريـم الذى أوصانا‬ ‫بالقبـط خيـرا وكان لـه منهـم زوجـة وولـد‬ ‫فليخـرج البابـا مـن ديـره‪ ،‬مكفكفـا دمعـه‪ ،‬مبلسـما جـراح‬ ‫شـعبه‪ ،‬ممسـكا بيـد فضيلـة اإلمـام األكبـر داعيـا اهلل أن يرحـم‬ ‫مصـر وأهلهـا‪ ،‬كيراليسـون‪ ،‬كيراليسـون‪ ،‬يـارب ارحـم‪ ،‬ارحمنـا مـن‬ ‫الهـوس والمتهوّسـين‪ ،‬أعدائـك أعـداء الديـن‪ ،‬ارحمنـا مـن دعـاة‬ ‫الفتنـة‪ ،‬مـن هُـواة الصيـد فـى المـاء العكـر‪ ،‬مـن المتبضعيـن‬ ‫بالقضيـة والعامليـن عليهـا‪ ،‬والمتاجريـن فيهـا‪ ،‬المتأقبطين منهم‬

‫كان التعب باديا عرقا باردا يتألأل فى‬ ‫األضواء الساخنة على جبهته‪ ،‬تعرق‬ ‫وبلل المناديل ‪ ،‬وكان اإلرهاق قد نال‬ ‫من قداسته ‪ ،‬كان فى حاجة إلى الراحة‬ ‫وفورا‪ ،‬لقد وهن العظم منه واشتعلت‬ ‫لحيته شيبا ‪ ،‬ولكنه نظر نحوى مبتسما‬ ‫مشجعا‪ ،‬خالص يا حمدى هنقيم الميالد‬ ‫وندق األجراس‬

‫والمتأسـلمين‪ ..‬ارحمنـا مـن قلوب قسـت فصارت كالحجارة أو أشـد‬ ‫قسـوة‪ ،‬ومـن أقـالم سـيَّالة بالحقـد الدفين‪ ،‬مَـنْ كتـب أو تكلم أو‬ ‫اجتهـد فليقـل خيـرا أو ليصمت‬ ‫المشـرحة مـش ناقصـة قتلـى‪ ،‬كفـى تحريضـا‪ ،‬كفـى صبـرا‬ ‫علـى نعيـق البـوم فـى الفضائيـات الطائفيـة‪ ،‬فلنهـشَّ البـوم عـن‬ ‫أغصـان الوطـن‪ ،‬فلتحـط حمامـات السـالم علـى الغصـن األخضـر‪،‬‬ ‫هديـل الحمـام‪ ،‬هديل السـالم‪ ،‬تراتيل الرهبان‪ ،‬تسـابيح القسـس‪،‬‬ ‫أدعيـة الصبـاح‪ ،‬أذان الفجـر‪ ،‬تج ّلـى تواشـيح فاتحـة النهـار‪ ،‬أمنيـات‬ ‫عـام جديـد‪ ،‬كعـك العيـد‪ ،‬صخـب الكنائـس‪ ،‬فرحـة األطفـال‪ ،‬أطفال‬ ‫« تانـت تريـزا» يلهـون فـى الحوش‪ ،‬حوش الوطـن‪ ،‬الخوف عليهم‬ ‫وال هـم يحزنـون طالمـا هنـاك بيـوت ُ‬ ‫يذكـر فيها اسـمه‪ ،‬اسـم اهلل‪،‬‬ ‫اهلل محبـة‪ ..‬الخيـر محبـة‪ ..‬النـور محبـة‪ ،‬يـا رب ال عمـر كأس الفـراق‬ ‫المـر يسـقينا‪ ،‬وال يعـرف الحـب مطرحنـا وال يجينـا‪ ،‬وغيـر شـموع‬ ‫الفـرح مـا تشـوف ليالينـا‪ ،‬ليالـى عيـد الميالد‪.‬‬ ‫تمكنـت مـن الدخـول إلـى حضرتـه وكان يسـجل حديثـا‬ ‫تليفزيونيـا مـع الصديـق عبـد اللطيـف المنـاوى للتليفزيـون‬ ‫المصـرى‪ ،‬وكنت رئيسـا لتحريـر مجلة المصور الرائعة ‪ ،‬واسـتبطنت‬ ‫جهـاز تسـجيل خفيـة وكان بصحبتـى المصـور األسـمر الجميـل‬ ‫إبراهيـم بشـير ‪ ،‬وحاولـت كثيـرا مـع السـكرتارية أن أظفـر بدقائق‪،‬‬ ‫ولـم أعـدم حيلـة وسـاعدنى بمحبة األسـتاذ هانـى عزيـز ‪ ،‬واقتربت‬ ‫تمامـ ًا مـن حضرتـه ‪ ،‬ومـا إن انتهـى البابـا مـن الحـوار مـع عبـد‬ ‫اللطيـف وكان حـوارا طويال اسـتغرق زهاء سـاعتين ونصف السـاعة‪،‬‬ ‫وأثنـاء سـالمه الوداعـى علـى عبـد اللطيـف‪ ،‬انتهزت فرصة سـنحت‬ ‫وجلسـت علـى كرسـى عبـد اللطيـف فـى مواجهـة البابـا إذ فجـأة‪.‬‬ ‫كان التعـب باديـا عرقـا بـاردا يتـألأل فـى األضـواء السـاخنة‬ ‫علـى جبهتـه‪ ،‬تعـرق وبلـل المناديـل ‪ ،‬وكان اإلرهـاق قـد نـال مـن‬ ‫قداسـته ‪ ،‬كان فـى حاجـة إلـى الراحـة وفـورا‪ ،‬لقد وهـن العظم منه‬ ‫واشـتعلت لحيته شـيبا ‪ ،‬ولكنه نظر نحوى مبتسـما مشـجعا‪ ،‬خالص‬ ‫يـا حمـدى هنقيـم الميـالد ونـدق األجـراس‪ ،‬اهنـاك طلـب آخـر‪،‬‬ ‫عاجلتـه وانتهزتهـا فرصـة وسـنحت وباغتـه بالسـؤال‪ ،‬مـاذا تقـول‬ ‫قداسـتك للمصرييـن‪ ،‬وانـداح كعادتـه كالنهر سلسـا عذبـا فى حب‬ ‫المصرييـن ‪ ،‬وسلسـلت أسـئلتى واحـدا تلـو اآلخـر بحيـث ال أتـرك‬ ‫فرصـة لقداسـته إلنهـاء الحـوار وكان صبـورا علـى إلحاحـى‪ ،‬كان‬ ‫صحفيـا أريبـا ومدربـا علـى أسـئلة الصحفييـن ‪ ،‬وكلمـا طـال الحـوار‬ ‫وهمـت السـكرتارية بالتدخـل خشـية علـى قداسـته مـن اإلرهـاق‪،‬‬ ‫يضحـك أعطـوه فرصـة‪ ،‬سـؤال أخيـر‪ ،‬وتعـددت األسـئلة األخيـرة‬ ‫مـن فيـض كرمـه‪ ،‬ثـم قـال «كفايـة يـا حمـدى انـت عملـت عـدد‬ ‫كامـل‪ ،‬كل ده هتنشـره‪ ،‬هقـرا الحـوار‪ ،‬خلى بالك البلـد حزينة خليك‬ ‫حنيـن علـى النـاس‪ ،‬وخلـى بالـك مـن إخوتـك‪ ،‬دول بيحبـوك واحنـا‬ ‫بنحبـك‪ .».‬وغـادر ولـم أره ثانيـة‪ ،‬ذهـب إلـى السـماء مـع المسـيح‬ ‫ذلـك أفضـل جـداً ‪..‬‬ ‫فى مثل هذه األيام قبل ‪ ٦‬سنوات يوم ‪ 17‬ما رس ‪2012‬‬

‫حمدى رزق‬

‫خاص‬

‫‪PB‬‬


‫‪64‬‬

‫العدد ‪٤٨٧٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١٨‬‬

‫خارج الحدود‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫التفوق العسكرى واالقتصادى‬

‫أهداف بوتني فى الوالية الرابعة‬ ‫تحققت كل التوقعات بفوز القيصر الروسى بوالية رئاسية رابعة فى‬ ‫االنتخابات التى شهدتها روسيا مطلع هذا األسبوع‪ ..‬وحصل فالديمير‬ ‫بوتين على ‪ 77‬فى المائة من أصوات الناخبين وبمشاركة ‪ 67‬فى المائة من‬ ‫الناخبين‪ ،‬وفى المقابل كان الفارق بينه وبين المنافسين السبعة‪ ،‬الذين خاضوا‬ ‫االنتخابات بعيدًا جدًا‪ ..‬كما غاب عن االنتخابات أبرز معارضيه‬ ‫«ألكسى نافالى»‪ ،‬الذى قرر المقاطعة‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬نهال الشريف‬

‫بوتين‬

‫ويعـد هـذا هـو أكبـر نجـاح يحققـه بوتيـن فـى االنتخابـات‪ ،‬ففـى عـام‬ ‫‪ 2000‬حصـل بوتيـن علـى ‪ 53‬فـى المائـة‪ ،‬وفى عـام ‪ 2004‬حصـل على‬ ‫‪ 71‬فـى المائة مـن األصـوات‪ ،‬وفـى ‪ 2012‬حصـل علـى ‪ 64‬فـى المائة‪..‬‬ ‫ووف ًقـا للتحليـات الصـادرة مـن روسـيا فـإن ‪ 80‬فـى المائـة مـن أصـوات‬ ‫الشـباب صبـت لصالـح الثعلـب الروسـى‪ ،‬ممـا يسـهم فـى تقويـة موقـف‬ ‫بوتيـن‪ ،‬الذى سـيدير شـئون البـاد علـى مـدى السـنوات السـت القادمة‪.‬‬ ‫وقـد أعلنـت نتيجـة االنتخابـات التـى سـبق أن تنبـأ الكثيـرون بنتائجها‬ ‫حتى قبـل التوجـه لصناديق االقتـراع فى نفـس الوقت الذى يواجـه بوتين‬ ‫أكبر أزمة دبلوماسـية مـع زعمـاء العالـم الغربى‪ ،‬وعلـى رأسـهم بريطانيا‪،‬‬ ‫إثر حادث تسـمم عميـل المخابرات الروسـى السـابق فى مدينة سـالزبورج‬ ‫البريطانيـة هـو وابنتـه‪ ..‬ومازالـت االتهامـات متبادلـة بشـكل حـاد بيـن‬ ‫الطرفيـن‪ ،‬كمـا أن زعمـاء الـدول الغربيـة الهامـة اتخـذت خطـا مؤيـدا‬ ‫للموقـف البريطانـى‪.‬‬ ‫وأمام حشـود مـن ناخبيه فـى الميـدان األحمر وجـه بوتين كلمـة قوية‬ ‫تمحـورت حـول روسـيا القويـة الناجحـة‪ ..‬وهتـف خلفـه مؤيـدوه «روسـيا‪..‬‬ ‫روسـيا»‪ ..‬ويـرى بعـض المحلليـن أن زيـادة الهجـوم الغربـى علـى بوتين‬ ‫بسـبب حادث الجاسـوس دفـع الكثيريـن مـن الناخبيـن لاعتقـاد بأنه هو‬ ‫الوحيـد القـادر علـى الدفـاع عـن روسـيا‪ ..‬إضافـة إلـى حملتـه االنتخابيـة‬ ‫التـى ركـزت علـى عناصـر تهـم الناخبيـن الـروس فـى المجمـل وعلـى‬ ‫رأسـها االسـتقرار وهى مسـألة تحظى بأهميـة خاصـة للمواطن الروسـى‪،‬‬ ‫الـذى عانـى مـن آثـار تفـكك االتحـاد السـوفييتى األسـبق وماصاحبـه من‬ ‫مشـكات سياسـية واقتصاديـة‪ ..‬أمـا علـى الصعيـد الدولـى فالمنتظر من‬ ‫الرئيـس بوتيـن أن يعمـل علـى تقويـة وضـع بـاده فـى الخـارج بصـورة‬ ‫كبيـرة ويتزامـن ذلـك مـع قيامـه بالكشـف عـن أقـوى سـاح نـووى سـاح‬ ‫نـووى يصعـب تعقبـه بأجهـزة الرصـد والـذى يطلـق عليـه اسـم الخنجـر‬ ‫الروسـى‪ ..‬جنبًـا إلـى جنـب مع وجـود القـوى فـى منطقة الشـرق األوسـط‬ ‫فـى سـوريا تحديـدا وترقبـه لمسـألة المصالحـة بيـن الكوريتيـن سـعيًا‬ ‫لاسـتفادة االقتصاديـة مـن نتائـج هـذه المصالحـة‪ ..‬ولكـن فـى كل‬ ‫األحـوال سـيترقب الناخبـون الـروس األمـر الـذى وعدهـم بـه بوتيـن فـى‬ ‫خطابه الـذى ألقـاه فـى األول من مـارس‪ ،‬وأكـد فيـه أن برنامجه سـيحقق‬ ‫اإلصـاح االقتصـادى وينتظـر الـروس اآلن أن ينعكـس هـذا اإلصـاح على‬ ‫حياتهـم اليوميـة وظروفهـم المعيشـية والخدمـات التـى يتلقونهـا فـى‬ ‫التعليـم والصحـة وغيرهـا‪ ..‬هـذا برغـم أن بوتيـن لـم يفصـح فـى كلمتـه‬ ‫عـن تفاصيـل هـذه الخطـة‪.‬‬ ‫ويـرى كونسـتانتين كوسـتين المسـئول السـابق بالكرمليـن ويـرأس‬ ‫اآلن إحـدى المؤسسـات االستشـارية لتنميـة المجتمـع المدنـى أن‬ ‫علـى الرئيـس بوتيـن فـى واليتـه الجديـدة أن يـوازن بيـن برنامجـه‬ ‫الجيوسياسـى وجهـوده لمحاربـة الفقـر وعـدم المسـاواة فـى األجـور‬ ‫وتحسـين أوضاع الخدمـات الصحيـة والتعليـم وبرغم وجود شـكوك كبيرة‬ ‫لـدى المعارضيـن للرئيـس بوتين حـول قدرتـه على تنفيـذ هـذه الموازنة‬ ‫الدقيقـة إال أنهم ربما يشـعرون بالراحـة النسـبية لكلمة «ال»‪ ،‬التـى قالها‬ ‫بوتين عنـد سـؤاله إذا مـاكان ينـوى تعديـل الدسـتور ليحصل علـى والية‬ ‫رئاسـية جديـدة بعـد عـام ‪.2024‬‬ ‫وبرغـم وجـود ‪ 2700‬تقريـر عـن انتهـاكات شـابت العمليـة االنتخابية‬ ‫الروسـية إال أن بوتيـن بـكل المقاييـس حصـل علـى تفويض قـوى إلدارة‬ ‫روسـيا التـى يقطنهـا ‪ 147‬مليـون مواطن‪.‬‬ ‫ومع تـوارد برقيـات التهنئـة لقيصـر الكرملين يشـعر األوربيـون بالقلق‬ ‫الكبيـر إزاء اسـتمرار بوتيـن فـى سياسـته المتقاربـة مـع أحـزاب اليميـن‬ ‫األوربيـة‪ ،‬وكذلـك يشـعرون بمخـاوف تجـدد الحـرب البـاردة بيـن قطبـى‬ ‫العالـم‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫خارج الحدود‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪٤٨٧٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١٨‬‬

‫«هجوم إلكرتونى»‪..‬‬

‫انتقام بريطانى للجاسوس‬ ‫تشهد األزمة بين بريطانيا وروسيا تصعيدًا متبادال ال يمكن التكهن بمداه‪،‬‬ ‫خاصة بعد أن قررت روسيا طرد ثالثة وعشرين دبلوماسياً بريطانياً‬ ‫وأمهلتهم أسبوعاً واحداً لمغادرة البالد‪ ،‬وذلك رداً على االتهامات البريطانية‪..‬‬ ‫كما قررت أيضاً إغالق المجلس الثقافى البريطانى والقنصلية البريطانية‬ ‫العامة فى سانت بيترسبورج واستدعت السفير البريطانى لورى‬ ‫بريستو إلبالغه باإلجراءات‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬إيمان رجب‬

‫وأكـدت وزارة الخارجيـة الروسـية أن هـذه اإلجـراءات جـاءت ردا‬ ‫علـى مـا وصفتـه بأنهـا اسـتفزازات واتهامـات ال أسـاس لهـا وحذرت‬ ‫من أنهـا مسـتعدة التخـاذ المزيـد مـن اإلجـراءات وتصر روسـيا على‬ ‫نفى التـورط فى تسـميم العميل المزدوج الروسـى السـابق سـيرجى‬ ‫سـكربيل وابنتـه فـى بريطانيا‪.‬‬ ‫ومـن ناحيـة أخـرى انقضـت المهلـة التـى حددتهـا الحكومـة‬ ‫البريطانيـة لموسـكو لتوضيـح كيفيـة اسـتخدام سـم عصبى روسـى‬ ‫الصنـع فـى بريطانيـا‪ ،‬حيـث اعتبـرت الحكومـة البريطانيـة مـا حـدث‬ ‫عدوانـاً روسـياً علـى األراضـى البريطانيـة يسـتوجب الـرد‪ ،‬وأن‬ ‫ذلـك سـيكون فـى نطـاق المـادة واحـد وخمسـين مـن ميثـاق األمم‬ ‫المتحـدة والتـى تمنح الـدول حق الدفـاع عن نفسـها ضـد أى عدوان‬ ‫تتعـرض لـه‪.‬‬ ‫وفـى الوقـت نفسـه أكـد سـيرجى الفـروف وزيـر الخارجية الروسـى‬ ‫أن موسـكو لـن تـرد علـى طلـب لنـدن بتفسـير دور روسـيا المزعوم‬ ‫فـى العمليـة مـا لـم يتـم السـماح لهـا بالوصـول إلـى المـواد ذات‬ ‫الصلـة بالقضيـة ونشـرت السـفارة الروسـية فـى بريطانيـا عـدة‬ ‫تغريـدات بموقع تويتـر تقـول فيها إنهـا لن تـرد قبل الحصـول على‬ ‫عينـة مـن المـادة السـمية‪ ،‬وأن االلتزامـات الدوليـة توجـب إجـراء‬ ‫تحقيـق مشـترك بشـأن الحـادث‪ ،‬وأوضحـت السـفارة أنهـا سـعت‬ ‫للحصـول علـى تفسـير عـن وزارة الخارجيـة البريطانيـة دون جـدوى‪.‬‬ ‫كمـا هـددت موسـكو بطـرد وسـائل اإلعـام البريطانيـة مـن‬ ‫روسـيا فـى حالـة سـحب تراخيـص عمـل قنـاة «آر‪-‬تـي» التـى‬ ‫يمولهـا الكرمليـن فـى بريطانيـا ويـرى المراقبـون أن إجـراء طـرد‬ ‫الدبلوماسـيين الـروس الـذى اتخذتـه لندن األسـبوع الماضـى ليس‬ ‫كافيـا وهـو نفـس اإلجـراء الـذى اتخذتـه مـن قبـل عنـد تسـميم‬ ‫العميـل الروسـى السـابق الكسـندر ليتفيننكـو بمـادة‬ ‫البلونيـوم المشـع فـى عـام ‪ ،2006‬ولذلـك فإنـه من‬ ‫المرجـح أن يكون الرد على اسـتهداف سـكربيل‬ ‫أكثـر حزمـاً‪ ،‬وقـد تعمـل بريطانيـا علـى‬ ‫تجميـد أصـول مواطنيـن روس أو تمنـع‬ ‫منـح التأشـيرات ومقاطعة العائلـة المالكة‬ ‫البريطانيـة والمسـئولين لفعاليـات كأس سكربيل‬ ‫ً‬ ‫فضـا عـن سـحب ترخيـص عمـل‬ ‫العالـم‪،‬‬ ‫قنـاة «آر‪-‬تـى» الروسـية وهنـاك تكهنـات بـأن‬ ‫رئيسـة الحكومة تيريـزا ماى قـد تأمر بشـن هجوم‬ ‫إلكترونى وهـو إجراء لن يشـعر بـه النـاس العاديون‪،‬‬ ‫ألنـه يسـتخدم فيروسـات إلكترونيـة تسـتهدف مصالـح‬ ‫معنيـة لـدى العـدو المفتـرض‪ ،‬وقـد يسـتهدف أجهـزة‬ ‫الكمبيوتـر الخاصـة بالرئيـس الروسـى فـى الكرمليـن‪،‬‬ ‫وصـرح وزيـر الخارجيـة البريطانـى بوريـس جونسـون‬ ‫أن بـاده لديهـا عبـر السـنوات العشـر األخيـرة‬ ‫بـأن روسـيا كانـت تبحـث عـن طـرق لتوصيـل غـاز‬ ‫األعصـاب مـن أجـل االسـتخدام فـى االغتيـاالت‪،‬‬ ‫وأضاف أن بـاده لديها أدلـة أيضاً على أن روسـيا‬ ‫كانت مسـتمرة فى إنتـاج وتخزين غاز نوفيتشـوك‬ ‫وهو سـاح كيماوى تبلـغ قوته ثمانيـة أضعـاف المعروف‬ ‫(‪ )vx‬وهـو غـاز أعصـاب طـوره الجيـش السـوفييتى‪.‬‬ ‫ومـن المعـروف أن خبـراء مـن منظمـة حظـر األسـلحة الكيميائيـة‬ ‫سـيزورون بريطانيـا هـذا األسـبوع لفحـص المـادة المسـتخدمة فـى‬ ‫تسـميم الجاسـوس الروسـى‪ ،‬والشـك أن تقرير هذه اللجنة سـيكون‬

‫لـه أثـر كبيـر علـى تصاعد‬ ‫األزمـة‪ ،‬وأعلنـت وزارة‬ ‫الخارجيـة البريطانيـة أن‬ ‫فحـص منظمـة حظـر‬ ‫الكيميائيـة‬ ‫األسـلحة‬ ‫لعينـات مـن غـاز األعصـاب‬ ‫قـد يسـتغرق أسـبوعين‪..‬‬ ‫وقـد وصلـت العاقـات بيـن‬ ‫لنـدن وموسـكو إلـى أدنـى‬ ‫مسـتوياتها منذ الحـرب الباردة‪،‬‬ ‫حيـث اعتبـرت لنـدن األزمـة أول‬ ‫اسـتخدام معـروف لسـاح مـن‬ ‫هـذا النـوع فـى هجـوم فـى أوربـا‬ ‫منذ الحـرب العالميـة الثانيـة‪ ،‬وأكدت‬ ‫تيريـزا مـاى رئيسـة الـوزراء البريطانيـة‬ ‫أن بريطانيـا سـتبحث خطواتهـا التاليـة‬ ‫مـع حلفائهـا‪ ،‬كمـا سـيجتمع مجلـس األمـن‬ ‫القومـى البريطانـى لبحـث الخطـوات المقبلـة‪.‬‬ ‫وصعـدت بريطانيـا مـن حدة حـرب كاميـة مع‬ ‫روسـيا بشـأن الواقعـة‪ ،‬حيـث صـرح وزيـر الخارجيـة‬ ‫بوريـس جونسـون أن مـن المرجـح أن يكـون الرئيـس‬ ‫فاديميـر بوتيـن نفسـه هـو الـذى اتخـذ قـرار االسـتعانة‬ ‫بغـاز أعصـاب يسـتخدم ألغـراض عسـكرية للقضـاء علـى‬ ‫سـكريبل‪.‬‬ ‫وكانـت بريطانيـا والواليـات المتحـدة وفرنسـا وألمانيـا قـد‬ ‫دعـت بشـكل مشـترك لتفسـير الهجـوم‪ ،‬فيمـا صـرح الرئيـس‬ ‫األمريكـى دونالـد ترامـب أن روسـيا فيمـا يبـدو هـى‬ ‫المسـئولة عـن الحـادث‪.‬‬ ‫وردا علـى ذلـك صرحـت ماريـا زاخاروفـا المتحدثـة‬ ‫باسـم الخارجيـة الروسـية لقنـاة روسـيا ‪24‬‬ ‫التليفزيونيـة أن مصـدر غـاز األعصـاب السـام‬ ‫علـى األرجـح هـو بريطانيـا نفسـها أو التشـيك‬ ‫أو سـلوفاكيا أو الواليـات المتحـدة نفسـها‬ ‫وأضافـت ماريـا زاخاروفـا أن تلـك الدولـة ‪-‬‬ ‫أمريـكا ‪ -‬وليسـت روسـيا هـى التـى تكثـف‬ ‫اختباراتهـا لهـذه المـادة منـذ نهايـة‬ ‫التسـعينات وإن كان لـم يتسـن حتـى اآلن‬ ‫التحقـق من ذلـك‪ ،‬وقد رفـض وزيـرا خارجية‬ ‫السـويد والتشـيك ووزارة خارجيـة سـلوفاكيا‬ ‫بشـكل مفصـل الزعـم الروسـى‪.‬‬ ‫ومـن ناحيـة أخـرى أعلـن محققـون روس‬ ‫أنهـم فتحـوا تحقيقـاً جنائيـاً فـى محاولـة قتـل‬ ‫سـكريبل وعرضـوا أيضـاً التعـاون مـع السـلطات‬ ‫البريطانيـة‪ ،‬وكانـت روسـيا قـد عرضـت مـن‬ ‫يوليا‬ ‫قبـل التعـاون مـع السـلطات البريطانيـة أيضـاً‬ ‫بعـد مقتـل عميـل المخابـرات الروسـية السـابق‬ ‫الكسـندر ليتفيننكـو فـى لنـدن عـام‪ .. 2006‬وقالت‬ ‫بريطانيـا إن المسـاعدة فى تلـك القضيـة لم تكـن كافية وفـى عام‬ ‫‪ 2016‬توصـل تحقيـق قضائـى بريطانى إلـى أن بوتيـن وافق على‬ ‫األرجـح علـى قتـل ليتفيننكـو وهـو األمـر الـذى تنفيـه موسـكو‪.‬‬

‫وال‬ ‫شـك‬ ‫أن نتائـج‬ ‫ت‬ ‫تحقيقـا‬ ‫قتـل‬ ‫قضيـة‬ ‫رجـل األعمـال الروسـى‬ ‫نيكـوالى جلوشـكوف الـذى عثـر‬ ‫عليـه ميتـاً األسـبوع الماضـى فـى شـقته‬ ‫فـى لنـدن وعلـى رقبتـه آثـار خنـق ‪ -‬سـيكون‬ ‫لـه أثـر علـى تصاعـد األزمـة‪ ،‬وأعلنـت الشـرطة‬ ‫البريطانيـة أنهـا ال تقيم فى الوقـت الحاضـر رابطاً بين‬ ‫هذه القضيـة وعملية تسـميم العميل المزدوج سـكريبل‪..‬‬ ‫كمـا أعلنـت السـلطات الروسـية فتـح تحقيـق فـى قتـل‬ ‫جلوشـكوف‪ ..‬وأكدت اسـتعدادها لعمل مع الهيئـات المختصة‬ ‫فـى بريطانيـا‪.‬‬ ‫ويعيـش جلوشـكوف فـى بريطانيـا بعـد لجوئـه إليهـا عـام‬ ‫‪ 2010‬وحكـم عليه بالسـجن عـام ‪ 2004‬لمدة ثاثـة أعوام‬ ‫بتهمة غسـيل األمـوال وتقدم بعـد قضائه لمـدة الحكم‬ ‫بطلـب اللجـوء إلـى بريطانيـا‪ ،‬وكان صديقـاً مقربـا‬ ‫مـن المعـارض الروسـى بوريـس بيريزوفيسـكى‬ ‫الـذى هـرب إلـى بريطانيـا بسـبب معارضته‬ ‫للرئيـس بوتيـن وقتـل أيضـاً قبـل‬ ‫خمسـة أعـوام‪.‬‬ ‫ماى‬


‫‪66‬‬

‫العدد ‪٤٨٧٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١٨‬‬

‫خارج الحدود‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫«بومبيو»‬

‫خارج الحدود‬

‫العدد ‪٤٨٧٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١٨‬‬

‫‪67‬‬

‫سناء السعيد‬ ‫أخيرا أقدم دونالد ترامب على اتخاذ القرار بإقالة وزير خارجيته “ريكس تيلرسون” فى الثالث عشر‬ ‫من مارس الجارى بعد عام واحد من عمر اإلدارة األمريكية‪ ،‬الخطوة بدت مفاجئة فى توقيتها وطريقة‬ ‫إعالنها‪ .‬وبها خالف ترامب كل المعايير الديمقراطية‪ ،‬لم يعِر وزير خارجيته أى اهتمام‪ .‬بدا وكأنه‬ ‫أسقطه من اعتباره‪ ،‬وأن الخطوة جاءت انتقامية من تيلرسون الذى لم يكن يتفق معه فى العديد من‬ ‫القضايا‪ .‬القرار صادم بيد أنه كانت له مقدمات‪ ،‬فلقد تعمد ترامب تهميش تيلرسون على الساحة‬ ‫الدولية‪ ،‬وانتشرت شائعات أكثر من مرة عن قرب إقالته‪ ،‬حيث إن العالقة بينهما كانت مشحونة‬ ‫برؤى مختلفة فيما بينهما‪ ،‬غير أن عنصر المفاجأة جاء فى توقيت اإلقالة فى ظرف سياسى صعب‪.‬‬

‫كيسنجر الجديد فى إدارة ترامب‬

‫ليس فى جعبته غير إقالة من حوله‪!..‬‬

‫بحلول األول من أبريل القادم تدخل السياسة الخارجية األمريكية مرحلة جديدة‬ ‫مع تولى وزير الخارجية الجديد «مايك بومبيو» رسمياً لمنصبه خلفاً للوزير‬ ‫المقال «ريكس تيلرسون»‪ ،‬وما بين التوقعات والترجيحات يجمع المراقبون على‬ ‫أن سياسة أمريكا الخارجية من اآلن فصاعداً ستسير على هوى الرئيس ترامب‬ ‫ولن تختلف معه كثيرا حتى فى شطحاته‪ ،‬ألن بومبيو الطامح سياسياً قرر‬ ‫منذ تعيينه فى منصبه السابق كرئيس للمخابرات المركزية السير تحت عباءة‬ ‫ترامب وفى ركابه لدرجة إنهم قالوا عنه إنه الشخص الوحيد الذى يحظى اآلن‬ ‫بثقة الرئيس وشبهوه بهنرى كيسنجر‪.‬‬

‫تقرير‪ :‬هالة حلمى‬

‫«لديـه طاقـة هائلـة وذكاء هائـل‪ ،‬نحـن دائمـا نسـير علـى‬ ‫نغمـة واحـدة‪ ،‬العاقـة دومـاً جيـدة جـدا‪ ،‬وهذا مـا أريـده فـى وزير‬ ‫الخارجيـة» بهـذه الكلمـات عبـر الرئيـس عـن سـعادته وترحيبـه‬ ‫بوزيـر خارجيتـه الجديـد بعـد أن أطـاح بسـابقه ريكـس تيلرسـون‬ ‫الـذى لـم يتفـق معـه أبـداً‪ ،‬عبـر تغريـدة صباحيـة‪.‬‬ ‫ومايك بومبيـو (‪ 54‬عاما) الذى رأس وكالـة المخابرات المركزية‬ ‫األمريكيـة لمـدة الــ‪ 13‬شـهرا الماضيـة يعـد أحـد صقـور الحـزب‬ ‫الجمهورى فهـو عضو فـى حركة الشـاى اليمينيـة المحافظة تخرج‬ ‫فـى أكاديمية ويسـت بونيـن العسـكرية متخصصـاً فى الهندسـة‬ ‫وكان األول علـى دفعتـه ثـم درس الحقـوق فـى هارفـارد وعمـل‬ ‫محاميـاً لعـدة سـنوات قبـل أن يؤسـس شـركة خاصـة لقطـع غيار‬ ‫الطائـرات وأخـرى لإلمـدادات النفطيـة‪ .‬انتخـب ثـاث مـرات عضواً‬ ‫فـى مجلـس النـواب األمريكى عـن واليـة كانسـاس وأصبـح عضواً‬ ‫فـى لجنـة االسـتخبارات فـى المجلـس‪ ،‬وكان عضـواً فـى اللجنـة‬ ‫الخاصة التى شـكلها الجمهوريون للتحقيق فى الهجـوم الذى أدى‬ ‫إلى مقتل السـفير األمريكـى فى القنصليـة األمريكية ببنغـازى عام‬ ‫‪ 2012‬وهاجـم حينـذاك وزيـرة الخارجية هيـارى كلينتـون هجوما‬ ‫شـديدا وحملها مسـئولية ما حدث‪ .‬واسـتمر منـذ ذلـك الوقت فى‬ ‫انتقـاد هيـارى والهجـوم عليها‪.‬‬ ‫وبومبيو شـخصية محبة للظهور‪ ،‬دائم التعظيم لذاته‪ ،‬طموحه‬ ‫ال حـدود لـه‪ ،‬ومنـذ اختـاره دونالـد ترامـب ليـرأس المخابـرات‬ ‫المركزيـة األمريكيـة فـى ينايـر ‪ 2017‬كان دومـاً قريبـاً مـن أذن‬ ‫رئيسـه مـن خـال موجـز إخبـارى أمنـى يومـى كان يقدمـه إليـه‬ ‫بصـورة مبسـطة تتـاءم مـع شـخصية ترامـب‪ .‬وألنـه كان حريصا‬

‫على تقديـم هـذا التقريـر اليومـى فقـد اختـار أن يكـون مكتبه فى‬ ‫المبنـى اإلدارى الماصق للبيت األبيض وليس فى المقر الرسـمى‬ ‫للسـى آى إيه‪ ،‬محت ً‬ ‫ا بذلك المكتب المخصص لمدير االستخبارات‬ ‫الوطنيـة «دان كوتسـى» الـذى لم يكـن قد تـم تعيينه بعـد‪ .‬وهو‬ ‫مـا اعتبـره الكثيـرون داخـل البيـت األبيـض صراعـا على السـلطة‪،‬‬ ‫ألنـه وفقـاً للقانـون األمريكـى فـإن مديـر االسـتخبارات الوطنيـة‬ ‫هـو المستشـار األول للرئيـس للشـئون االسـتخباراتية وهـو الـذى‬ ‫يشـرف على التقريـر األمنـى اليومـى الذى يشـمل ْأهـم المعلومات‬ ‫االسـتخباراتية مـن كافـة األجهـزة االسـتخبارية األمريكيـة ولكـن‬ ‫بومبيو تصـرف دومـاً كأنـه هـو المسـئول األول عن هـذه المهمة‬ ‫وبمـرور الوقـت اسـتطاع االسـتياء علـى عقـل ترامـب‪ ،‬لدرجـة أن‬ ‫ترامـب كان عـادة مـا يدعـوه لحضـور االجتمـاع التالـى لاجتمـاع‬ ‫األمنـى مهما كانـت طبيعة هـذا االجتمـاع‪ .‬ويشـير المراقبـون إلى‬ ‫أن بومبيو هـو الوحيد فـى تاريخ رؤسـاء السـى آى إيه الـذى أضفى‬ ‫طابعاً سياسـياً علـى منصبه‪ ،‬حيـث حرصـت الوكالة بأكملهـا دوماً‬ ‫علـى عـدم خلـط السياسـة بعملهـا األمنى‪.‬‬ ‫ولكـن بومبيـو لـم يكـن يبالـى بالتعبيـر عـن آرائـه السياسـية‬ ‫خاصة موقفه المعـارض لاتفاقيـة النووية مـع إيـران التى يصفها‬ ‫بالكارثـة متوافقـاً بذلـك مـع وجهـة نظـر رئيسـه ترامب‪ .‬بـل ولجأ‬ ‫بومبيو إلى اسـتخدام السـى آى إيه كأداة سياسـية عندما قرر العام‬ ‫الماضى اإلفـراج عـن آالف الوثائق الخاصـة بزعيم تنظيـم القاعدة‬ ‫أسـامة بـن الدن التـى كشـفت عاقـة القاعـدة بإيـران فـى نفـس‬ ‫الوقـت الـذى كانـت اإلدارة األمريكيـة تبحـث كـون طهـران دولـة‬ ‫راعيـة لإلرهـاب وبهـذا تكـون قـد خرقـت روح المعاهـدة النووية‪.‬‬

‫رأى بومبيـو فـى االتفاقيـة والمخالف لسـابقه تيلرسـون‪ ،‬يجعلنا‬ ‫نتوقـع أن يقـرر ترامـب فـى مايـو القـادم االنسـحاب مـن االتفاقية‬ ‫التى سـيحين موعد التصديق عليهـا فى هـذا الوقت حتـى لو كان‬ ‫ذلك سـيعنى خسـارة حلفائـه األوربييـن الذين سـيرفضون التخلى‬ ‫عـن االتفاقيـة‪ ،‬كمـا هـو متوقـع إلـى حـد كبيـر ورغـم آراء بومبيـو‬ ‫المتشـددة تجاه كوريـا الشـمالية ووجهات نظـره المعادية بشـدة‬ ‫للنظام الحاكم هنـاك لدرجة أنـه ألمح صراحة إلـى إمكانية التدخل‬ ‫لتغيير هذا النظام إال أنه سـيكون مضطراً للتعامل مع قرار رئيسـه‬ ‫بلقـاء الزعيـم الكـورى كيـم يونـج‪ ،‬وألن ترامـب أصبـح يثـق فـى‬ ‫وزيـر خارجيتـه الجديـد فمـن المتوقـع أن يكون هنـاك تعـاون بين‬ ‫الرئيـس والفريـق الديبلوماسـى فـى الخارجيـة األمريكيـة لتحقيق‬ ‫أفضـل االنجـازات للمصالـح األمريكيـة مـن هـذا اللقـاء‪ .‬ولكـن مـا‬ ‫يخشـاه هو موقـف كوريـا الشـمالية وزعيمهـا كيـم يونج مـن وزير‬ ‫الخارجيـة األمريكـى الـذى سـبق أن هـدد باإلطاحـة به‪.‬‬ ‫مـن الملفـات السـاخنة التـى سـتكون أمـام وزيـر الخارجيـة‬ ‫األمريكـى الجديد تلـك المتعلقـة بمنطقة الشـرق األوسـط والبؤر‬ ‫السـاخنة وهنا يجب أن نشـير إلى أن بومبيو متهم باإلساموفوبيا‬ ‫(معـاداة المسـلمين) بعـد تصريحاتـه عقـب هجمـات ماراثـون‬ ‫بوسـطن عـام ‪ 2013‬بـأن بعـض رجـال الدين اإلسـامى شـجعوا‬ ‫علـى الهجمـات اإلرهابيـة‪ .‬علـى صعيـد آخـر هـو معـاد لجماعـة‬ ‫اإلخـوان اإلرهابيـة وكان قـد تبنى حملة فـى الكونجـرس لوضعها‬ ‫علـى قوائم المنظمـات اإلرهابية وشـديد االنتقاد للرئيـس التركى‬ ‫رجـب طيـب أردوغـان‪ .‬وينظـر بومبيـو إلـى السـعودية كشـريك‬ ‫بخـاف تيلرسـون الـذى عـارض قـرار السـعودية ومصـر واإلمـارات‬

‫تيلرسون‬

‫بقطـع‬ ‫العاقـات مع قطـر‪ .‬ورغم‬ ‫مسـاندته لترامب دوماً إال أنه عـارض قراره بنقل‬ ‫السـفارة األمريكية للقدس مـن منطلق أن ذلك سـوف يعرض‬ ‫عمـاء جهـاز السـى آى إيـه للخطـر‪.‬‬ ‫الشـىء المؤكـد أن منطقـة الشـرق األوسـط ستشـهد فـى‬ ‫الفتـرة المقبلـة تغييـراً فـى السياسـة األمريكيـة لألسـوأ أم‬ ‫لألفضـل؟‪ ..‬األيـام وحدهـا ستكشـف ذلـك‪.‬‬ ‫ورغم انتقاداته الحادة لروسـيا وللرئيس بوتين واصفاً إياها‬ ‫بأنها تسـعى السـتعادة مواقعها السياسـية فى العالم بشـكل‬ ‫عدوانـى ورغـم اعترافـه بـأن موسـكو تدخلـت فـى العمليـة‬ ‫االنتخابيـة ألمريـكا إال أنه سـرعان ما تـدارك تلـك التصريحات‬ ‫ً‬ ‫قائـا إن موسـكو تحـاول‬ ‫التـى ال تصـب فـى صالـح ترامـب‪،‬‬ ‫التأثير علـى االنتخابـات الرئاسـية األمريكية منذ عقـود وادعى‬ ‫أن تحقيقـات السـى آى إيه حـول تـورط روسـيا فـى االنتخابات‬ ‫األخيرة لـم يؤثـر علـى نتيجـة االنتخابات‪.‬‬ ‫ويدافـع بومبيـو عـن اسـتخدام وسـائل التعذيـب مـن قبـل‬ ‫االستخبارات األمريكية ومن تصريحاته الشهيرة «إن القائمين‬ ‫على المعتقل مـن رجال ونسـاء ليسـوا جادين وإنمـا وطنيون‬ ‫ويتصرفـون فـى إطـار القانـون والدسـتور»‪ .‬لهـذا ليـس مـن‬ ‫المسـتغرب إذا أن تخلفه فى رئاسـة السـى آى إيه جينا هاسيل‬ ‫المرتبـط اسـمها بعمليـات التعذيـب كوسـيلة السـتجواب‬ ‫المسـاجين‪.‬‬

‫كل التوقعـات كانـت تؤكـد بـأن إزاحة تيلرسـون عـن الخارجية‬ ‫سـيتم فـى آيـة لحظـة واألسـباب كثيـرة‪ ،‬فاختـاف الـرؤى بيـن‬ ‫الرئيـس والوزيـر هـى التـى أدت إلـى االطاحـة بـه‪ ،‬فلقـد بـدا‬ ‫تيلرسـون غيـر منصـاع لتنفيـذ اسـتراتيجية الرئيـس فـكان فـى‬ ‫وادٍ وترامـب فـى وادٍ آخـر‪ .‬وفـى المقابـل لـم يكـن ترامـب علـى‬ ‫اسـتعداد للقبـول بنصائح تيلرسـون ومـن ثم طفت على السـطح‬ ‫خافـات كثيـرة تتعلـق بالسياسـة الخارجيـة إلـى الحد الـذى ظهر‬ ‫تيلرسـون معـه علـى أنـه غيـر داعـم لسياسـات ترامـب إلـى الحد‬ ‫الـذى دفعـه إلـى تخطئـة ترامـب فـى إعانـه القـدس عاصمـة‬ ‫إلسـرائيل وحذر من تلـك الخطـوة‪ ،‬كما أنـه عارض ترامب بشـأن‬ ‫الملـف النـووى اإليرانـى‪ ،‬فعلـى حيـن اعتبـر تيلرسـون االتفـاق‬ ‫النـووى الـذى وقـع فـى ‪ 2015‬مقبـوال ومعقوال‪ ،‬بـل وحـاول عدة‬ ‫مـرات إقنـاع الرئيـس باإلبقـاء عليـه؛ إال أن ترامـب منـذ البدايـة‬ ‫كان ضـد االتفـاق الـذى وصفـه بالمأسـاة ورأى أنـه يجـب تغييـره‬ ‫وتبديلـه‪ ،‬كمـا أن الحـوار مـع كوريـا الشـمالية كان أحـد أوجـه‬ ‫الخـاف بيـن الرئيـس وتيلرسـون‪.‬‬ ‫تمت اإلطاحـة بتيلرسـون ليحل محلـه مديـر وكالـة المخابرات‬ ‫المركزيـة “السـى آى ايـه” مايـك بومبيـو بعـد قضائـه عامـا فـى‬ ‫رئاسـة الوكالـة‪ ،‬فلقـد حصـل علـى ثقـة ترامـب عبـر تقديمـه‬ ‫للموجـزات اليوميـة لـه حـول األمـن القومى ليرسـم بذلـك أمامه‬ ‫بيانات مبسـطة حول المخاطـر والتهديـدات الدولية‪ ،‬وهو يتسـم‬ ‫باالنضبـاط والحنكـة السياسـية كعضـو فى مجلـس النـواب على‬ ‫مـدى سـنوات قبـل أن يصبـح مديـرا لوكالـة االسـتخبارات‪ .‬شـق‬ ‫طريقـه نحـو الدائـرة المقربـة مـن ترامـب‪ ،‬وشـاركه فـى موقفـه‬ ‫المتشـدد مـن إيـران وكوريـا الشـمالية‪ .‬ولهـذا عبـر ترامـب عـن‬ ‫التوافـق فـى الـرؤى مـع بومبيـو عندمـا غـرد قائـا‪( :‬مـع “مايـك‬ ‫بومبيـو” لدينـا عمليـة تفكيـر متشـابهة جـدا)‪ ،‬إنـه بومبيـو الذى‬ ‫تبنى عندمـا كان مديـرا للمخابـرات لهجـة تصريحـات ترامب فى‬

‫مجال السياسـة الخارجية عندمـا قال‪( :‬لكـى تكـون الوكالة ناجحة‬ ‫يجـب أن تكـون هجوميـة وقاسـية وأن تعمـل بـدون رحمـة وبـا‬ ‫هـوادة)‪ ،‬واليـوم جـاء تعيينـه فـى الخارجيـة فـى توقيـت يناسـب‬ ‫ترامـب حتـى يقـدم لـه التسـهيات قبـل محادثاتـه المرتقبـة مع‬ ‫الزعيـم الكـورى الشـمالى والمفاوضـات التجاريـة‪.‬‬ ‫خبر اإلقالـة نزل علـى” ريكـس تيلرسـون” كالصاعقـة وإن كان‬ ‫يدرك ويتوقع أن يحـدث أمر كهذا مـع ترامب‪ ،‬فهـذا ليس بغريب‬ ‫على رئيـس مجنون نـزق متهـور أحمق وكلهـا مواصفـات تنطبق‬ ‫يـراع‬ ‫عليـه‪ ،‬ولهـذا كانـت إقالـة تيلرسـون آخـر نـوادره والتـى لـم ِ‬ ‫فيها األصـول‪ ،‬فالطريقة التـى اتبعها فى إقالة تيلرسـون لم تكن‬ ‫معهودة مـن قبل‪ ،‬اتخذ القرار بصورة عشـوائية عبـر تغريدة على‬ ‫حسـابه فى تويتر أعلـن فيهـا إقالـة الوزير‪ .‬لـم يعلم تيلرسـون ــ‬ ‫الـذى كان يقوم بجولـة فى إفريقيـا ــ بالقـرار لوال أن مسـئوال فى‬ ‫البيـت األبيـض هاتفـه ليعلمـه بأن عليـه أن يطلـع علـى تغريدة‬ ‫لترامب حيث إنها تتعلق بشـخصه‪ .‬وعندما اطلع عليها تيلرسـون‬ ‫علم بقرار إقالته‪ .‬ولم يكـن هذا بالغريب علـى ترامب فلقد فعلها‬ ‫مع الكثير من المسـئولين من بينهم الخبير االستراتيجى “ستيف‬ ‫بانـون” الـذى أقاله فـى أبريـل من العـام الماضـى‪ ،‬ومديـر مكتب‬ ‫التحقيقـات الفيدرالـى” جيمـس كومـى” الـذى أقاله فـى مايو من‬ ‫العـام الماضـى‪“ ،‬رينـس بيربـوس” كبير موظفـى البيـت األبيض‬ ‫والـذى قـدم اسـتقالته بنـاء علـى طلـب ترامـب فـى يوليـو مـن‬ ‫العـام الماضـى‪“ ،‬غـارى كـون” الـذى دفـع نحـو االسـتقالة احتجاجا‬ ‫علـى الرسـوم التـى يعتـزم ترامـب فرضهـا علـى واردات الواليات‬ ‫المتحـدة‪ .‬إنـه ترامـب المجنـون الذى ليـس فـى جعبته غيـر إقالة‬ ‫مـن حولـه‪ .‬ولهـذا ظهـر البيـت األبيـض فـى عهـده متخبطـا‬ ‫بقراراتـه العشـوائية بسـبب التغييـرات المسـتمرة للمسـئولين‪،‬‬ ‫ترامب بأفعاله وسـلوكه النشـاز مسـخ صـورة أمريكا وسـلب منها‬ ‫كونهـا دولة تتمتـع عبـر مؤسسـاتها بالديمقراطية‪.‬‬


‫‪68‬‬

‫خاص‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الحدث‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪69‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫نجوان عبداللطيف‬ ‫مازال الوفد األمنى المصرى المتواجد فى األراضى الفلسطينية منذ أكثر من أسبوعين يعمل على رأب الصدع بين حركتى فتح وحماس‪ ،‬إثر محاولة‬ ‫االغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء رامى الحمد اهلل‪ ،‬خالل زيارته لقطاع غزة يوم الثالثاء قبل الماضى‪ ،‬بتفجير عبوة ناسفة أثناء مرور موكبه إلى غزة‪،‬‬ ‫لتصبح” المصالحة الفلسطينية “ هى المقصودة والمستهدفة بهذا التفجير‪ ،‬والتى كانت ومازالت تسير ببطء شديد وتتعثر فى مطبات من هنا‬ ‫وهناك‪ ،‬تلك المصالحة التى تم االتفاق عليها تحت الرعاية المصرية فى شهر أكتوبر ‪ 2017‬والتى تتعدد محاورها‪ ،‬وفى مقدمتها إلغاء اإلجراءات‬ ‫العقابية‪ ،‬التى فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع من تخفيض لمرتبات آالف الموظفين وإحالة اآلالف للتقاعد‪ ،‬وانقطاع الكهرباء والماء‪،‬‬ ‫ومشكلة المعابر بين الضفة وغزة من ناحية‪ ،‬وبين مصر وغزة من ناحية أخرى‪ ،‬فى ظل الحصار الذى تفرضه إسرائيل على غزة منذ سنوات‪ ،‬ثم‬ ‫قضية األمن وتوحيد أجهزته على مبدأ الكفاءة ال المحاصصة الفصائلية‪.‬‬

‫مؤامرة على المصالحة‬

‫تمكين حكومة الوفاق برئاسة رامى الحمد اهلل من االضطالع‬ ‫بمهامها فى إدارة قطاع غزة‪ ،‬من المحاور المهمة فى اتفاق المصالحة‪،‬‬ ‫بل كان هو النقطة المضيئة فى مضى اإلخوة الفلسطينيين من فتح‬ ‫وحماس لتنفيذ االتفاق فى البدايات‪ ،‬حيث قامت حماس بحل اللجنة‬ ‫اإلدارية‪ ،‬التى كانت تمارس السلطة على القطاع كحكومة موازية‪،‬‬ ‫وعودة حكومة الوفاق برئيسها رامى الحمد اهلل لممارسة سلطاتها‬ ‫على القطاع‪ ،‬الذى قام بأول زيارة له للقطاع فى أكتوبر الماضى مع‬ ‫العديد من الوزراء‪ ،‬بعد ثالث سنوات من تشكيل الحكومة فى ‪2014‬‬ ‫لم يستطع فيها دخول غزة‪ ،‬ولكن كالعادة فى اتفاقات المصالحة بين‬ ‫الفرقاء الفلسطينيين‪ ،‬بعد الخطوة األولى لم يمض قطار المصالحة‬ ‫فى طريقه‪ ،‬وتبادل الطرفان االتهامات حول من يحول دون تمكين‬ ‫حكومة رامى الحمد اهلل من عملها فى القطاع؟ هل هو كما تتهمهم‬ ‫حماس” امتنعوا عمليًا عن ممارسة أعمالهم وتحمل أعباء تلبية‬ ‫مطالب أهل القطاع المنكوبين من حصار ظالم وقاس فرضته سلطات‬ ‫االحتالل عليهم منذ سنوات؟‬ ‫أو كما تقول فتح إن حركة حماس لم تُسلم الحكومة من‬ ‫مؤسسات غــزة ســوى األبنية خاوية دون األوراق والمستندات‬ ‫والوسائل‪ ،‬التى تمكنها من عملها وممارسة صالحياتها‪.‬‬ ‫البعض أثار فى هذا الصدد العالقة المأزومة بين حركة حماس‬ ‫ورئيس الــوزراء رامى الحمد اهلل‪ ،‬حيث رفضت ترشيح الرئيس أبو‬ ‫مازن له لرئاسة حكومة الوفاق عام ‪ ،2014‬بعد أن استقالت حكومته‬ ‫التى خلفت حكومة سالم فياض عام ‪ ،2013‬وذلك ألنه من وجهة‬ ‫نظرها يميني النزعة‪ ،‬ويتعامل مع العدو اإلسرائيلى ولم يشفع لهم‬ ‫علمه الوافى‪ ،‬حيث حصل على الماجستير والدكتوراه فى قسم اللغة‬ ‫اإلنجليزية من أفضل جامعات بريطانيا وترأس جامعة النجاح فى‬ ‫نابلس لـ‪ 15‬عامًا واستطاع تطويرها علميًا وتكنولوجيًا‪ ،‬ويحظى‬ ‫بتعاطف الشارع الفلسطيني بسبب فقده ألبنائه الثالثة فى حادثة‬ ‫سيارة عام ‪2000‬‬ ‫حماس كانت ترغب فى طرح اسم جديد لتولى رئاسة الوزارة‬ ‫لتنفيذ اتفاق المصالحة الذى تم التوصل إليه فى أكتوبر الماضى‪،‬‬ ‫ولكن الرئيس أبو مازن تمسك بالحمد اهلل وقبلت حماس بنا ًء على‬ ‫الوساطة المصرية ‪.‬‬ ‫من يقف وراء محاولة اغتيال رامى الحمد اهلل؟‬ ‫الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪ ،‬الذى عاد إلى رام اهلل فور‬ ‫علمه بمحاولة االغتيال قال‪ ”:‬إن االنفجار ينسجم مع محاوالت التهرب‬ ‫من تمكين حكومة الوفاق من العمل في القطاع‪.”.‬بما يعنى أنه يشير‬ ‫بأصابع االتهام لحركة حماس التى استنكرت محاولة االغتيال بشدة‬ ‫فى بيان لها‪ ،‬ورفضت فى البيان االتهامات الجاهزة من الرئاسة‬ ‫للحركة ‪.‬‬ ‫واعتبر رئيس الوزراء الحمد اهلل أن حماس مسؤولة عن الحادث‬ ‫بحكم مسؤوليتها عن األمن وطالب رئيس الــوزراء الفلسطينى‬ ‫“حماس» بتمكين حكومة الوفاق وتسليم األمن الداخلي في غزة لها‪.‬‬ ‫وفى اتصال هاتفى بين إسماعيل هنية ورامى الحمد اهلل قال‬ ‫هنية‪ :‬إن عملية االغتيال من صنع إسرائيل التى تريد ضرب مشروع‬ ‫المصالحة الفلسطينية واستمرار االنقسام ‪.‬‬ ‫أصحاب المصلحة فى إجهاض المصالحة الفلسطينية وإعادة‬ ‫اللحمة بين الفرقاء الفلسطينيين‪.‬‬ ‫بعض الحمساويين يقولون بأن هناك فري ًقا من فتح ال يرغب‬ ‫فى المصالحة ويريد الحفاظ على مواقعه فى السلطة‪ ،‬ومايحققه من‬ ‫مكاسب ‪.‬‬

‫وبعض الفتحاويين يتهمون المتشددين من حركة حماس‬ ‫بمحاربة المصالحة‪ ،‬التى ستفقد حماس سيطرتها على غزة وتسحب‬ ‫السلطة من تحت أقدامها لصالح السلطة الفلسطينية التى تتهمها‬ ‫بالتفريط فى أوسلو‪ ،‬وحصار المقاومة ‪.‬‬ ‫وعلى جانب آخر يقف العدو اإلسرائيلى‪ ،‬الذى ال يخفى رغبته فى‬ ‫استمرار االنقسام الفلسطيني‪ ،‬األمر الذى يساعده مع الراعى األمريكى‬ ‫لتنفيذ صفقة القرن التى من المفترض أنها تسلب الفلسطينيين‬ ‫حقوقهم المشروعة فى القدس وأراضــى الضفة الغربية وعودة‬ ‫الالجئين ‪.‬‬ ‫وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان لها تعلي ًقا على الحادث‬ ‫“ تلك العمليات اإلرهابية الغاشمة التي تستهدف وأد أو إعاقة مسار‬ ‫عملية المصالحة الفلسطينية ستبوء بالفشل” وأكدت أن “مصر‬ ‫ستستمر في بذل جهودها الدؤوبة لتحقيق المصالحة‪ ،‬وتمكين‬ ‫األشقاء الفلسطينيين من إدارة شئون دولتهم وفق رؤية موحدة‬ ‫وشاملة تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني‪”.‬‬ ‫األطراف الفلسطينية طوال األشهر الخمسة الماضية تتبادل‬ ‫االتهامات حول من يضع العصا فى العجالت ليوقف قطار المصالحة؟‬ ‫وهو مادعا الجانب المصرى لبذل المحاوالت الواحدة تلو األخرى‬ ‫لتحقيق المصالحة على األرض سواء باستضافة اإلخوة الفلسطينيين‬ ‫فى القاهرة‪ ،‬وكان آخرها استضافة وفد رفيع المستوى من حركة‬ ‫حماس‪ ،‬برئاسة إسماعيل هنية‪ ،‬رئيس المكتب السياسي لمدة طويلة‪،‬‬ ‫وقيام وفود أمنية مصرية بزيارات مكوكية لألراضى الفلسطينية بين‬ ‫غزة ورام اهلل استمرت ألسابيع‪ ،‬وبينما كان الوفد األمنى المصرى ‪-‬‬ ‫برئاسة اللواء سامح نبيل‪ ،‬وعضوية العميد عبدالهادى فرج من األمن‬ ‫القومى وقنصل مصر العام فى رام اهلل‪ ،‬خالد سامى يجرى حوارات مع‬ ‫قيادات حركتى فتح وحماس والوزراء فى حكومة الوفاق وممثلى القوى‬ ‫السياسية الفلسطينية والفصائل المختلفة‪ ،‬حتى وقعت محاولة اغتيال‬ ‫رامى الحمد اهلل الذى كانت عودته إلى غزة بعد غياب خمسة أشهر من‬ ‫زيارته األولى أحد مالمح نجاح الوفد المصري فى مهمته‪ ،‬ولكن‪ ..‬تأتى‬

‫الرياح بما ال تشتهى السفن ‪..‬بينما يمر ركب رئيس الوزراء ‪ 20‬سيارة‬ ‫رامى الحمد اهلل الذى يرافقه ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية‬ ‫وعدد من الوزراء فى منطقة بيت حانون حتى تنفجر عبوة ناسفة‬ ‫كانت مزروعة تحت عمود الكهرباء‪ -‬فى نهاية الركب لتصيب ‪ 7‬من‬‫المرافقين لرئيس الوزراء فى محاولة إجرامية لم يكتب لها النجاح‪،‬‬ ‫حيث لم تنفجر العبوة األخرى لخطأ ما ‪.‬‬ ‫ويبدأ التراشق السياسي واإلعالمى بين فتح وحماس من جديد‬ ‫ليحققا إلسرائيل ما تصبو إليه‪ ،‬نقلت وكالة األنباء الفلسطينية عن‬ ‫أبومازن تصريحا يوم االثنين الماضى يجدد فيه اتهامه لحركة حماس‬ ‫بقوله‪ :‬إن الحركة في قطاع غزة هي من تقف وراء محاولة اغتيال رامي‬ ‫الحمد اهلل‪ ،‬ورئيس جهاز المخابرات الفلسطيني اللواء ماجد فرج‪.‬‬ ‫ثم أكد ضرورة أن “تكون كل السلطات في غزة بيد القيادة‬ ‫الشرعية”‪ ،‬مضي ًفا‪ :‬إن “غزة جزء من فلسطين‪ ،‬واتفقنا أننا دولة ذات‬ ‫سلطة واحدة وسالح واحد وقانون واحد”‪.‬‬ ‫صحيفة “ يدعوت أحرنوت” اإلسرائيلية قالت فور وقوع الحادث‪،‬‬ ‫اتصل مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية بمنسق األنشطة‬ ‫الحكومية اإلسرائيلي‪ ،‬جنرال يوآف مردخاي‪ ،‬لتنسيق خروج رئيس‬ ‫الوزراء من قطاع غزة” لتأكيد استمرار التنسيق األمنى بين السلطة‬ ‫الفلسطينيةوإسرائيل”‪.‬‬ ‫من المستفيد؟ ال السلطة وال حماس‪ ،‬بل من استولى على األرض‬ ‫وهوَد القدس ويحاول حرمان الفلسطينيين من العودة بمساندة‬ ‫الرئيس ترامب الذى أعطى إلسرائيل ماتتمناه باالعتراف بالقدس‬ ‫الموحدة ونقل السفارة األمريكية ‪.‬‬ ‫الشعب الفلسطيني الذى يقف وحده لمواجهة تلك المخططات‬ ‫التى تستهدف القدس واألقصى يعمل اآلن لينظم مسيرة كبرى‬ ‫«مسيرة العودة» ليؤكد تمسكه بحقوقه المشروعة وال يلتفت ال‬ ‫لفتح وال لحماس اللتين تتصارعان على سلطة وهمية على أرض‬ ‫محتلة يحقق فيها العدو اإلسرائيلى مخططاته للسطو على الحقوق‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬

‫فى عيد األم‬

‫قبلة على جبين «أمّ الشهيد»‬ ‫يحل عيد األم والدموع تبلل الخدود‪ ،‬ال عيد بعد رحيل األحباب‪ ،‬من أين الفرح واألحباب‬ ‫رحلوا ولم يتركوا إال الوجع فى القلوب؟‪ ،‬لكن ومن قلب الوجع ستبقى الذكرى طيبة‬ ‫والسيرة عطرة والهدية حاضرة‪ ،‬وما أجملها من هدية تبقى على مر الدهر‪ ،‬وهل هناك‬ ‫هدية أفضل من لقب «أم الشهيد»؟ وتكريم رئاسى أصبح عادة وطنية تمسح دموع‬ ‫األلم‬ ‫ارتقى البطل شهيدا فى مقعد صدق عند مليك مقتدر‪ ،‬وترك ألمه دمعة حزينة‪ ،‬تذرفها‬ ‫دوما أناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬كلما غلبها الشوق‪ ،‬ومن وراء ذلك فرحة حاضرة تختال بها‬ ‫األمهات فخرا‪،‬‬ ‫« أحنا أمهات األبطال‪ ،‬تحملنا فراق األحباب وقدمناهم فداء الوطن‪ ،‬وصبرنا واحتسبنا»‪.‬‬ ‫فى عيد األم اخترنا أن نحتفل وسط أمهات الشهداء‪ ،‬نحتفى بهن ونربت على أكتافهن‪.‬‬ ‫لكنهن اخترن أمرا آخر‪..‬‬ ‫اخترن أن يوجهن رسائل من أبنائهن الشهداء إلى مائة مليون مصرى‬ ‫خلوا بالكم من بلدكم‪ ...‬ال تضيعوها‪ ..‬ال تفرطوا فيها‬ ‫اختارت أم الشهيد أن تعلو على أحزان فراق األبناء كى تصرخ فيى عيدها منادية حتى‬ ‫ال نحزن جميعا على فراق ما هو أعز وأغلى‪ ..‬الوطن‬

‫يناشدن بكل قوة‪ ..‬ال تتركوا الصناديق‪ ..‬بل شاركوا وبقوة‪..‬‬ ‫ال تتركوا البلد‪ ..‬بل دافعوا عنها بكل بما تملكون‪.‬‬ ‫ال تتركوا الجيش والشرطة الذين ضحى أبناؤهم من أجلكم بل ساندوهم‪.‬‬ ‫هن قويات ال ينتظرن كلمة عطف أو شفقة‪ ،‬قدمن أبناءهن عن طيب خاطر‪ ،‬زفوهن‬ ‫عرسانا إلى السماء أحياء عند ربهم يرزقون‪.‬‬ ‫نحن من نحتاج أن نستمد من قوتهن ونستلهم صبرهن لنتقوى على الحياة الدنيا‪،‬‬ ‫ونعرف أننا مهما قدمنا لهن لن نرد ولو جزءاً يسيراً من جميلهن على الوطن‪.‬‬ ‫تحية لكل أم شهيد ضربت لنا المثل فى القوة والفداء والتضحية‪ ،‬ولسان حالها يقول «‬ ‫ولو خيرت ما اخترت البنى نهاية أجمل من هذه‪ ،‬وهل هناك أسمى من الموت شهيدا‬ ‫فى سبيل تراب الوطن»‪.‬‬ ‫الكالم يقف عاجزا أمام من ضحوا بالدماء واألرواح وتركوا الحزن ألمهاتهم‪ ،‬كل شيء يبدو‬ ‫تافها وصغيرا أمام تضحيات األبطال ودموع األمهات الغالية‪.‬‬ ‫ال نملك إال أن نقبّل رأس ويد كل أم شهيد‪ ،‬نقول لها نحن مدينون لك بالفضل‪ ،‬ومهما‬ ‫قدمنا لن نوفيك ولو جزءا يسيرا من حقك‪.‬‬ ‫تحية لكل أم مصرية ضحت وتعب وسهرت وقدمت أبناءها فى خدمة الوطن‪.‬‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪70‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪71‬‬

‫أبناء الشهداء فى قلب مصر‬

‫يا أم الشهيد ابنك بطل‬ ‫‪ ..‬اتباهى بيه واحكى‬ ‫عن تضحياته للبلد إوعى‬ ‫فى يوم تبكى ‪ ..‬ربيتى‬ ‫أحسن تربية علمتى معنى‬ ‫التضحية وال حاجة أغلى‬ ‫من الضنى وأنتى صابورة‬ ‫ومؤمنه وأنتى بحكمة‬ ‫ربنا علشان أكيد مطمنة‬ ‫إنو فى مكان دلوقتى‬ ‫أجمل من هنا‪ ..‬يا أم إوعى‬ ‫تحزنى زمانه فى الجنة مع‬ ‫الماليكة اطمنى وأكيد‬ ‫بيسمعنا‪.‬‬

‫والدة الشهيد‪ ،‬أحمد حسين سيد أحمد‪« :‬السيسى قدم إنجازات لم تحدث على مدار‬ ‫‪ 30‬عاما خالل ‪ 4‬سنوات فقط‪ ،‬واستعاد األمن واألمان ورفع مكانة الشعب المصرى ويوم‬ ‫الوفاء سيكون ‪ 26‬و‪ 27‬و‪ 28‬مارس»‬

‫لفتات رئاسية إنسانية تمسح دموع فراق الشهداء‬ ‫كلمات صادقة خرجت من قلوب مكلومة لكنها سعيدة‪..‬‬ ‫معادلة صعبة ال تجد ح ً‬ ‫ال لها سوى فى مصر بلد‬ ‫الشهداء‪ ..‬والدة شهيد تبكى لكنها فرحة مسرورة‬ ‫مستبشرة‪ ،‬وكيف ال وقد قدمت فلذة كبدها فداء للوطن‬ ‫وترابه الغالى‪.‬‬ ‫رسائل أمهات الشهداء خالل الندوة التثقيفية‪ ،‬التى‬ ‫حضرها الرئيس السيسى األسبوع الماضى لم تكن‬ ‫مطالب شخصية أو فئوية‪ ،‬ولكنها كانت تحمل معنى‬ ‫واحدا‪« :‬خلوا بالكم من مصر وحافظوا عليها وأوعوا‬ ‫تضيعوا حق الشهداء‪ ..‬أوعوا فى يوم تنسوا أنهم ضحوا‬ ‫بأرواحهم علشان مصر تعيش‪»..‬‬

‫تقرير‪ :‬أشرف التعلبى‬

‫خدوا بالكوا من مصر‬

‫رسائل أمهات الشهداء‬ ‫من أجل الوطن‬ ‫الرسالة األولــى كانت من والــدة الشهيد البطل نقيب‬ ‫محمود ناجى أحمد العواد‪ ،‬من شهداء العملية الشاملة سيناء‬ ‫‪ ،2018‬قالت‪ :‬وهى تبكى حرقة على فراق ابنها الذى مازال‬ ‫دمه ساخناً «محمود بيقولكم ويقول لسيادة الرئيس خلى بالك‬ ‫من مصر علشان مصر تستاهل‪ ،‬قاللى بحب واحدة أكثر منك‬ ‫يا أمى‪ ،‬زعلت منه وقلتلوا مين اللى أنت بتحبها أكتر منى يا‬ ‫محمود‪ ،‬رد عليا وقاللى مصر يا أمى أنا فداها‪ ،‬ادعيلى بالشهادة‬ ‫يا أمى‪ ،‬ومحمود كان مصرًا على الشهادة وهو عنده ‪ 23‬سنة‬ ‫بس» خدو بالكم من مصر‪...‬‬ ‫والدة الشهيد عريف أندرو ألبير بعث بالرسالة الثانية‪:‬‬ ‫«رأيته فى رؤية يرتدى أبيض‪ ،‬وطالبنى بعدم الحزن عليه‪ ،‬وقال‬ ‫إنه لم يشعر بأى ألم وأى عذاب‪ ،‬لكن فجأة لقيت روحى طالعة‬ ‫للسماء‪ ،‬وقال لى‪« :‬كل اللى عاوزه أنكم تذكرونى على األرض‬ ‫وأنا هصلى ليكم فى السماء» والدة أندرو ما زاد صبرها أن‬

‫ابنها شهيد من أجل الوطن كى ال يضيع ألنه يقلنا من يكون‬ ‫لنا مكان غيره‪.‬‬ ‫أميمة محمود عبدالحميد‪ ،‬والدة الشهيد العقيد أركان‬ ‫حرب محمد سمير إدريس‪ ،‬كانت رسالتها حاسمة ‪ ..‬قالت‪« :‬ربنا‬ ‫رزقنى بـ‪ 5‬أوالد‪ 4 ،‬منهم يخدمون تراب الوطن فى الجيش‬ ‫والشرطة‪ ،‬ومنهم ابنى الكبير الشهيد محمد إدريس‪ ،‬الذى رباه‬ ‫والده من صغره على حب الوطن»‪.‬‬ ‫«ابنى الشهيد محمد ال يوجد كالم يوفيه حقه فهو أول‬ ‫فرحتى وكان يتميز بحسن الخلق والبطولة والتدين‪ ،‬ويحافظ‬ ‫على عبادة اهلل‪ ،‬كان قائدا منذ صغره‪ ،‬وأصر على االلتحاق‬ ‫بالكلية الحربية‪ ،‬وكان اليوم األسعد فى حياته يوم الموافقة‬ ‫على طلبه للخدمة فى سيناء أرض الفيروز»‪.‬‬ ‫«جميع الجنود الذين كانوا يخدمون مع ابنى يشهدون بأنه‬ ‫كان يتعامل معهم على أنه شقيقهم وليس قائدهم‪ ،‬وقامت‬

‫فخورة بابنى الشهيد‬ ‫الدولة بتكريمه ‪ 3‬مرات قبل أن يلقى ربه‪ ،‬كان دائمًا يقول لي‪:‬‬ ‫افخرى بى يا أمى ابنك بطل‪ ،‬ادعيلى أن ألقى الشهادة خالصة‬ ‫لوجه اهلل» علشان خاطر بلدى‪.‬‬ ‫«آخر زيارة لمحمد كان حاسس إنها األخيرة‪ ،‬قام بتجميع كل‬ ‫أفراد العائلة‪ ،‬وفجأة جاء له خبر الهجوم على مخزن الغاز بسيناء‪،‬‬ ‫قطع إجازته بعد أن ودعنا جميعًا‪ ،‬وبالفعل تم زفه للجنة بعد ‪5‬‬ ‫أيام من سفره‪ ،‬وعلى قدر الوجع الذى أشعر به إال أننى راضية‬ ‫بقضاء اهلل أنا صابرة‪ ،‬فهو تاج على رأسي» شهيد تراب مصر‬ ‫الغالية‪ ،‬واختتمت حديثها بكلمة ألم الشهيد قائلة‪« :‬عليكى‬ ‫بالصبر واالحتساب»‪.‬‬ ‫أما نورا محمد كامل‪ ،‬والدة الشهيد البطل المالزم أحمد‬ ‫خالد زهران‪ ،‬الذى استشهد ‪ 31‬يناير ‪ ،2016‬قالت‪« :‬أنا ووالده‬ ‫حرصنا على زرع الدين وحب اهلل فى أحمد‪ ،‬وكان البطل متفوقا‬ ‫فى دراسته‪ ،‬وأعلن عن رغبته بعد الثانوية العامة فى االلتحاق‬ ‫بالكلية العسكرية»‪.‬‬ ‫«قائده فى الكلية فى أول زيــارة لى البنى عقب التحاقه‬ ‫بالكلية قال لى ونعم البطن اللى جابته»‪ ،‬وتابعت‪« :‬أحمد بعد‬ ‫تخرجه كان يطلب منى الدعاء له بالخدمة فى سيناء‪ ،‬وكنت أقوله‬ ‫له يا أحمد عايز توجع قلبي‪ ،‬أنا لسة مفرحتش بيك‪ ،‬رد عليا ليه يا‬ ‫ماما هى مصر متستاهلش‪ ،‬قلتله ال تستاهل أكتر كمان»‪.‬‬ ‫«فى زيارة الشهيد األخيرة لها‪ ،‬كانت تصرفاته غريبة‪،‬‬ ‫فكان ينادى على أخوته ويحتضنهم‪ ،‬كان عنده يقين أنها‬ ‫آخر زيارة له‪ ،‬ولما عرفت أنه استشهد قلت‪« :‬إنا هلل وإنا إليه‬ ‫راجعون»‪ ،‬احتسبت ابنى عند اهلل أنا ووالده‪ ،‬ألننا زرعنا وحصدنا‬ ‫أحسن حصاد»‪.‬‬ ‫ووجهت أم الشهيد‪ ،‬الشكر ألبناء الــقــوات المسلحة‬

‫جميلكم فى أعناقنا‬

‫أم الشهيد‪« :‬بستحلفكم بدم كل‬ ‫الشهداء أن تردوا الجميل للوطن‪..‬‬ ‫دم الشهداء روى أرض الكنانة‪..‬‬ ‫بستحلفكم بكل أسرة اتحرق قلبها‬ ‫على أبنائها الذين استشهدوا فى‬ ‫سبيل الوطن وتركوا يتامى وأرامل‬ ‫أن تشاركوا فى انتخابات الرئاسة‪..‬‬ ‫أنا عاوزة على األقل ‪ 53‬مليون‬ ‫مصرى يشارك وده مش كتير»‬ ‫والشرطة المشاركين فى العملية الشاملة سيناء ‪ 2018‬قائلة‪:‬‬ ‫«البركة فى زمايله فى العملية الشاملة ربنا يثبتهم ويقويهم‬ ‫وينصرهم‪ ،‬وهما جابوا حق أحمد ابني»‪.‬‬ ‫دعت والدة الشهيد‪ ،‬أحمد حسين سيد أحمد‪ ،‬المصريين‬ ‫للمشاركة فى االنتخابات الرئاسية قائلة‪« :‬السيسى قدم‬ ‫إنجازات لم تحدث على مدار ‪ 30‬عاما خالل ‪ 4‬سنوات فقط‪،‬‬ ‫واستعاد األمن واألمــان ورفع مكانة الشعب المصري‪ ،‬وأن‬ ‫يوم الوفاء سيكون ‪ 26‬و‪ 27‬و‪ 28‬مارس الجاري‪ ،‬يجب على‬

‫سنظل بجواركم‬ ‫المصريين المشاركة فى االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫قائله‪« :‬يوم ‪ 30‬يونيه أنقذ الرئيس عبدالفتاح السيسى‬ ‫المصريين بعد استغاثتهم به‪ ،‬ولوال ذلك لكنا مثل الدول‬ ‫األخرى فى حالة ضياع»‪.‬‬ ‫وأشـــارت إلــى أن ابنها اغتاله اإلرهـــاب األســود وقتله‬ ‫اإلرهابيون بعد مغادرته المنزل بعشر دقائق‪.‬‬ ‫«بستحلفكم بدم كل الشهداء أن تردوا الجميل للوطن‪..‬‬ ‫دم الشهداء روى أرض الكنانة كافة‪ ..‬بستحلفكم بكل أسرة‬ ‫اتحرق قلبها على أبنائها الذين استشهدوا فى سبيل الوطن‬ ‫وتركوا يتامى وأرامل أن تشاركوا فى انتخابات الرئاسة‪ ..‬أنا‬ ‫عاوزة على األقل ‪ 53‬مليون مصرى يشارك وده مش كتير أحنا‬ ‫فى ‪ 30‬يونيه نزلنا ‪ 35‬مليون‪ ..‬وأنا عاوزة أعكس الرقم»‪.‬‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪72‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪73‬‬

‫االستثناء فى‬ ‫زمن الصدف‪!..‬‬

‫إن مت يا أمى ما تبكيش‬

‫األم “نجاة” تتذكر أن ابنها طلب الشهادة ونالها وهو اآلن مع األبرار‪ ،‬واهلل كرمه‪،‬‬ ‫وتقول‪ :‬فى كل “عيد أم”‪ ،‬أو “عيد ميالد نجلى”‪ ،‬أو أى مناسبة دموعى تسقط منى‪،‬‬ ‫وأجد الفرح ممزوجا بالحزن‪ ..‬وأتذكره فى كل مناسبة خاصة “يوم عيد األم‬ ‫قال الرسول ووصى عنها‬ ‫قال المسيح كتير فى حبها‬ ‫يارب عني واديها حقها‬ ‫قال الرسول ووصى عنها‬ ‫قال المسيح كتير فى حبها‬ ‫اجمل هديه يارب خلقتها‬ ‫اهلل اكبر عليكي يا أمي‬ ‫وقت ضعفي واقفه جنبي‬ ‫دايما شايله حملى عنى‬ ‫وحسه همي‬ ‫يارب طولت العمر ليها‬

‫أكدن أن «سيناء ‪ »2018‬بتجيب بحقهم‬

‫«هداياكم بتوصلنا كل سنة»‬ ‫تقرير‪ :‬وليد عبد الرحمن‬

‫تكريم ابنى البطل‬

‫«هدايا أبنائنا بتوصلنا كل سنة فى عيد األم‪ ،‬و«تكريم‬ ‫وهدايا القوات المسلحة ووزارة الداخلية غالية علينا ألنها من‬ ‫ريحة أبنائنا الشهداء»‪.‬‬ ‫عبارات أجمعت عليها أمهات شهداء الشرطة والجيش‪.‬‬ ‫«بــرواز عليه آية قــرآن‪ ،‬موبايل بسيط‪ ،‬مظروف به مبلغ‬ ‫مالى»‪« ،‬بوكيه ورد»‪ ،‬كانت هدايا الشهداء ألمهاتهم فى‬ ‫«أعياد األم» السابقة؛ لكن الهدايا الصغيرة اجتمعت بعد‬ ‫رحيلهم عن دنيانا وتضحياتهم من أجل مصر‪ ،‬لتكون‬ ‫تكريما من نوع خاص جداً لـ«أمهات الشهداء» من الجيش‬ ‫والشرطة‪.‬‬ ‫وما بين بكاء ال ينقطع‪ ،‬وذكريات لمشاهد من «حنية»‬ ‫فلذات أكبادهن‪ ،‬يحل «عيد األم» فى غياب من كانوا‬ ‫يحتفلون به؛ لكن أمهات الشهداء أجمعن على أن هديتهن‬ ‫الكبرى لقب «أم الشهيد»‪.‬‬ ‫«المصور» زارت عــدد مــن أمهات شهداء الجيش‬ ‫والشرطة للتهنئة بعيد األم غاب األحباب ولكن لم تغب‬ ‫سيرتهم‪ ،‬وأمهات الشهداء على يقين من النصر على‬ ‫اإلرهاب‪ ..‬وأن العملية الشاملة «سيناء ‪ »2018‬تأتى بحق‬ ‫الشهداء «اللى راحو»‪.‬‬ ‫السيدة هويدا حسن‪ ،‬والدة الشهيد مالزم أول محمد‬ ‫على المسيرى‪ ،‬تذكرت آخر «عيد أم» وعبارات نجلها عندما‬ ‫قال لها «أنا أول سنة اشتغل فيها‪ ،‬ونفسى أحضر لك هدية‬ ‫قيمة‪ ..‬أنتى عايزة إيه أجيبوا لك»‪ ،‬وبحب األم لنجلها قالت‪:‬‬ ‫«عايزة تعود لى بالسالمة»‪.‬‬

‫ورغم أن «عيد األم» كل عام يمر صعبا على أم الشهيد‬ ‫«محمد»؛ إال أنها تقول‪ ،‬دائماً ما يأتى «عيد األم» مع «عيد‬ ‫الشهيد»‪ ،‬و»هدية محمد بتوصلنى كل عام» عندما تُكرمنا‬ ‫وزارة الداخلية‪ ،‬ولم أشعر أبداً أن «محمد» لم يأت بهدية كل‬ ‫سنة منذ استشهاده‪ ..‬وفى كل «عيد أم» يحضر أحفادى من‬ ‫شقيق «محمد» الكبير ويحضروا لى هدايا‪ ،‬ومع ذلك هدية‬ ‫«محمد» من وزارة الداخلية «بتبقى غالية ألنها من ريحه»‪..‬‬ ‫وهديتى الكبرى أنه لقبنى بـ«أم الشهيد»‪ ،‬ومن وقتها وأنا‬ ‫فخورة به‪ ،‬وباستشهاده‪ ،‬وبحُبه لبلده وخوفه عليها‪ ،‬فهو‬ ‫كان وطنياً ويحب أن يرى الفرحة فى عيون من حوله‪ .‬وكان‬ ‫رج ً‬ ‫ال فى أخالقه وصفاته‪ ،‬وكنت دائمًا أُقبل رأسه‪ ،‬ألنه لم‬ ‫يزعلنى أبداً طيلة حياته‪ ،‬وكنت أشعر أنه يحتوينى دائماً‪.‬‬ ‫الشهيد «محمد» شهيد اشتباكات الحرس الجمهورى‬ ‫فى محيط قسم أول مدينة نصر‪ ،‬فى يوليو ‪ ،2013‬قتله‬ ‫رصاص جماعة «اإلخوان» اإلرهابية الغادر‪ ،‬طلب الشهادة‬ ‫واهلل استجاب له‪ ،‬هكذا قالت األم «هويدا»‪ ،‬التى ما زالت‬ ‫تتذكر كيف كان نجلها يطمئن عليها كل يوم‪ ،‬وعندما يعرف‬ ‫أنها مريضة كان يُصر أن ينزل من عمله بالقاهرة مُسرعًا‬ ‫لالطمئنان عليها فى اإلسكندرية‪.‬‬ ‫الشهيد ضياء‪“ :‬الموت لن يمنعنى”‬ ‫السيدة نجاة الجافى‪ ،‬والدة الشهيد الرائد ضياء فتحى‪،‬‬ ‫خبير المفرقعات فى الحماية المدنية الذى استشهد أثناء‬ ‫تفكيك قنبلة أمام قسم الطالبية فى يناير عام ‪ ،2015‬ما‬ ‫زالت تتذكر نجلها الشهيد الذى كان يحاول أن يأتى لها‬ ‫بهدية قيمة كل “عيد أم”؛ لكنها اآلن تشكر وزارة الداخلية‬ ‫التى تُقدم لها وألمهات الشهداء هدايا فى “عيد األم”‪.‬‬

‫وتقول هذا العام تم تكريمى فى حفلة كبيرة بنفس المكان‬ ‫الذى شهد زفاف نجلى الشهيد من قبل‪ ،‬وكنت سعيدة جداً‪،‬‬ ‫وكرمونا وأحضروا لنا هدايا‪ ،‬وهناك أيضاً جمعيات وأشخاص‬ ‫آخرون يحرصون على تكريمنا كأمهات للشهداء فى كل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫“أم الشهيد” تضيف ابنى لم يمت‪ ،‬وهو معى فى كل‬ ‫وقت‪ ،‬وأجد ذلك فى كل مكان أذهب إليه وتأتى سيرته‪،‬‬ ‫خاصة من زمالئه‪ ،‬وعندما يستشهد أى ضابط أو جندى‬ ‫أشعر أنه ابنى‪ ..‬وعندما استشهد ابنى “قلت خالص الحياة‬ ‫توقفت بالنسبة لى”؛ لكن بعد ذلك قلت إن الحياة لم تنته‪،‬‬ ‫وأنا حريصة على مواصلة الحياة‪ ،‬ألنى لست الوحيدة التى‬ ‫استشهد ابنها؛ بل العديد من الشباب سقطوا‪ ،‬ألنهم لألسف‬ ‫“بيحاربوا ناس خسيسة”‪ ..‬وخلتنى أقول “مش خسارة فى‬ ‫مصر أن يستشهد ابنى لتعيش بلدنا الغالية”‪.‬‬ ‫وما زالت األم “نجاة” تتذكر أن ابنها طلب الشهادة‬ ‫ونالها وهو اآلن مع األبرار‪ ،‬واهلل كرمه‪ ،‬وتقول‪ :‬فى كل “عيد‬ ‫أم”‪ ،‬أو “عيد ميالد نجلى”‪ ،‬أو أى مناسبة دموعى تسقط مني‪،‬‬ ‫وأجد الفرح ممزوجا بالحزن‪ ..‬وأتذكره فى كل مناسبة خاصة‬ ‫“يوم عيد األم”‪.‬‬ ‫“والدة الشهيد ضياء” تحتفظ إلى اآلن بموبايل بسيط‬ ‫أحضره لها نجلها الشهيد قبل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬ابنى فى عام‬ ‫‪ 2008‬أصيب بطلق نارى فى صدره خالل تصديه ألحد‬ ‫المسلحين فى سيناء داخل مسكنه‪ ،‬وهو على السرير فى‬ ‫المستشفى تذكرنى وطلب من أحد زمالئه إحضار الموبايل‪،‬‬ ‫وقال لى‪“ :‬الموت لن يمنعنى من االحتفال بك فى عيد األم”‪،‬‬ ‫وكانت مفاجأة لى أنه تذكرنى فى “عيد األم”‪ ،‬وما زالت‬ ‫أحتفظ بالموبايل إلى اآلن‪.‬‬ ‫الشهيد باسم‪« :‬بوكيه ورد ألمى»‬ ‫السيدة هالة عبد الرحمن‪ ،‬والدة الشهيد النقيب باسم‬ ‫فاروق‪ ،‬من قوات األمن المركزى‪ ،‬الذى استشهد بمحيط‬ ‫قسم ثالث العريش فى أغسطس عام ‪ ،2013‬قالت «ألغيت‬ ‫االحتفال نهائيًا بعيد األم»‪ ..‬كل «عيد أم» كان يحضر لى‬ ‫«بوكيه ورد» وهدية‪ ،‬ولو كان فى مأمورية عمل‪ ،‬يرسلها لى‬ ‫فى البريد أو مع أحد أصدقائه‪ ..‬وال أستطيع فى «عيد األم»‬ ‫أن أتحكم فى دموعى نهائياً‪ ،‬لدرجة أننى لم أعد أرى بعينى‪.‬‬ ‫«أم الشهيد» على يقين من أن أبناء مصر من الشرطة‬ ‫والجيش سوف ينتصرون على اإلرهــاب‪ ،‬ولن يحدث أننا‬ ‫هـ»نخلص» كمصريين ألننا بـ»نزيد» فى مواجهة اإلرهاب‪..‬‬ ‫«األم هالة» ترفض أن يأتى نجالها «لؤى» ضابط شرطة‪،‬‬ ‫و»مهاب» ضابط شرطة بهدايا فى «عيد األم»‪ ..‬فى الوقت‬ ‫نفسه أصرت عقب نيل ابنها الشهادة‪ ،‬أن يلتحق شقيقه‬

‫بكلية الشرطة‪ ،‬وينضم لألمن المركزى‪ ،‬وأن يعمل فى نفس‬ ‫المكان الذى استشهد فيه شقيقه‪.‬‬ ‫الشهيد كريم‪« :‬هديتى البرواز»‬ ‫أما السيدة سعيدة العطار‪ ،‬أو «أم البطل كريم» كما‬ ‫تحب أن يناديها الناس‪ ،‬تذكرت نجلها الشهيد نقيب كريم‬ ‫فؤاد الذى استشهد قبل عيد األم بـ«‪ 3‬أيام» فى ‪ 17‬مارس‬ ‫عام ‪ ،2015‬وقالت «ابنى عايش معى‪ ،‬وأمهات الشهداء ال‬ ‫يتذكرن أوالدهن فقط فى «عيد األم»؛ بل إن أعيادنا يومى‬ ‫«ميالدهم واستشهادهم»‪ ..‬عيد األم انتهى باستشهاد‬ ‫ابنى «وما بقاش فى حياتنا فرحة»‪ ،‬كان يتذكرنى فى «عيد‬ ‫األم» وإخوته اآلن يحاولون فعل ما كان يفعله لكنى أرفض‬ ‫االحتفال‪ ،‬فهو ابنى الكبير‪ ،‬وكان زوجى وأخى‪ ،‬ألن والده‬ ‫توفى وتحمل هو المسئولية‪.‬‬ ‫وتذكرت «أم كريم» أول هدية أحضرها لها الشهيد‬ ‫النقيب كريم فــؤاد‪ ،‬معاون مباحث قسم شرطة العلمين‬ ‫بمطروح‪ ،‬والذى استشهد على يد مسلحين‪ ،‬وهو فى الصف‬ ‫األول اإلعدادى من مصروف جيبه الخاص‪ ،‬وكان بروازا عليه‬ ‫آية قرآن «ومازلت احتفظ به حتى اآلن»‪ ..‬وتقول وهو فى‬ ‫فترة الجامعة‪ ،‬وبعد تخرجه كان يكتفى بأن يقول لى «كل‬ ‫سنة وأنت طيبة» وال يحضر لى أى هدايا‪ ،‬وفى آخر «عيد‬ ‫أم» قبل استشهاده بثالثة أيام فى ‪ 17‬مارس كان سيحضر‬ ‫لوالدة خطيبته هدية‪ ،‬قلت له «مش هتجيب لى هدية أنا‬ ‫كمان»‪ ،‬قال لى‪« :‬أنا جبت لك هدية البرواز فاكراه»‪.‬‬ ‫وأضافت «أم كريم» نجلى أصيب بإطالق نار ‪ 3‬مرات‪،‬‬ ‫ويوم فض اعتصام «رابعة العدوية» كان «كريم» معاون‬ ‫مباحث قسم مطاى فى المنيا‪ ،‬ودافع عن القسم‪ ،‬و»اإلخوان»‬ ‫اإلرهابيون سحلوه ‪ 4‬ساعات؛ لكنه عاش ولم يمت‪ ،‬وبعدها‬ ‫بعام ونصف العام استشهد‪ ،‬وكان الشاهد الوحيد فى قضية‬ ‫الحكم بإعدام ‪ 528‬من جماعة اإلخوان فى المنيا‪ ،‬وكانت‬ ‫آخر شهادة له قبل استشهاده بأسبوع‪ ،‬وكان مستهدفا من‬ ‫اإلرهابيين‪ ،‬وكان صادقا مع اهلل‪ ،‬ويطلب الشهادة دائمًا‪،‬‬ ‫ويقول «هموت شهيد»‪ ..‬وقبل شهرين من استشهاده‬ ‫صور نفسه صــورة جديدة كبيرة‪ ،‬ووضعها داخــل بــرواز‪،‬‬ ‫وقدم صورة لى وأخرى لخطيبته‪ ،‬وطلب منى أن أعلقها فى‬ ‫الصالة «علشان وأنا أشاهد التليفزيون أترحم عليه وأقرأ له‬ ‫الفاتحة»‪.‬‬ ‫«أم كريم» مع كل خبر عن استشهاد أحد من الشرطة‬ ‫والجيش‪ ،‬تشعر أن ابنها هو من استشهد من جديد‪ ..‬وتقول‬ ‫أحاول أن أتواصل مع كل أم يستشهد ابنها ألقف إلى جوارها‪،‬‬ ‫ألن أمهات الشهداء وقت استشهاد ابنى وقفن بجوارى‪..‬‬ ‫ومبسوطة جداً من أن العملية الشاملة «سيناء ‪ »2018‬تأتى‬ ‫بحق الشهداء «اللى راحو»‪.‬‬

‫صبى يقف خلف “شباك” يشاهد جمعا كبيرا التف حول‬ ‫منزلهم صاحب العائلة الممتدة‪ ،‬يمضى ُقدما فى فرحته‬ ‫بمشاهدتهم‪ .‬أصوات صريخ وعويل ُ‬ ‫تكدّر أوقاته الم ِرحة‪،‬‬ ‫ال ينبغى أن يستمر هذا اإلزعاج الذى ينغص فرحته‪ ..‬كنت‬ ‫طفال‪.‬‬ ‫على هذا الوضع حتى مشارف السابعة من عمري‪ ،‬لم‬ ‫أجد والدى الذى يحمل عقلى قصاصات من صورته‪ ،‬إذ فجأة‬ ‫يصيح؛ عاوز أبويا‪ ،‬فينهمرون فى البكاء‪“ :‬ربنا يرحمه يا‬ ‫حبيبي”‪ .‬أدرك صاحبنا مصيره‪ ..‬تعايش‪ ،‬وعايش حياة لم‬ ‫يعرف فيها النقصان‪.‬‬ ‫ُكنا صغارا حين توفى والدنا‪ .‬كبُرتنا أختى وكانت‬ ‫فى المرحلة اإلعدادية‪ ،‬لحقتها الثانية فى ختام شهادة‬ ‫االبتدائية‪ ،‬بينما كان شقيقى فى “سنة تانية” وأنا لم أبدأ‬ ‫بعد‪ .‬تحملت أمى مشقة أن يخطو هؤالء الصغار طريقهم‬ ‫إلى مستقبل تجهل تبعاته‪ .‬ترك لها‪ :‬سيارة‪ ،‬وقطعة أرض‬ ‫نأكل منها‪ ،‬ومعاشا لم يتجاوز ‪ 240‬جنيها حينها‪.‬‬ ‫عملت وتعبت‪ ،‬وفى خضم السنوات تفاصيل عناء‪،‬‬ ‫أرادت أن تصنع حياة‪ ،‬لتبقى هى كل الحياة!‬ ‫تؤثر ما فى يدها لكى تقدمه لنا طيبا طاهرا ع ًفا‪ ،‬دون‬ ‫أمر‪ ،‬الباقية مهما‬ ‫أى مطمع أو مقصد‪ ،‬االستثناء من كل ٍ‬ ‫يطول النوى‪ ،‬الحافظة لكل دروب الشقاء‪ ،‬روح من اهلل‬ ‫سوّاها‪ .‬أحببت هذا الفخر الطاغى عليها عندما التحقت‬ ‫بكلية اإلعالم ‪ ،2009‬كنت أشعر بها دون أن تتحدث‪،‬‬ ‫وظلت هكذا‪ ،‬وكانت هى ال تتحدث‪ ،‬تجود بالطيب‪ ،‬وتخفى‬ ‫الخبيث‪.‬‬ ‫وصاياها سطرتها من زمن‪ ،‬كلمات قليلة‪ ،‬ال شروط‪ ،‬ال‬ ‫طلبات‪ ،‬خففت عنا‪ ،‬وراحت تبحث عن ألفتنا‪ ،‬عن راحتنا‪ ،‬عن‬ ‫تجمعنا ال فرقتنا‪ ،‬تنشد ما عايشته مع إخوتها‪ ،‬تماسكوا‬ ‫رغــم كل ظــروف االنقسام‪ ،‬ترابطوا رغــم سبل البقاء‬ ‫الصعبة‪ ..‬فأردت أن نكون نحن هكذا‪ ..‬وأعدها أننا سنكون‪.‬‬ ‫أحن إلى أمى ‪..‬‬

‫ابنك‪ :‬أحمد جمعة‬


‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪74‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫والد الشهيد عمرو صالح‪:‬‬

‫ساحرة أمنياتى‬

‫الفراق صعب‪ ..‬لكن الوطن أغلى‬ ‫على سطح منضدة صغيرة فى زاوية الغرفة‪،‬‬ ‫كانت هناك مجموعة من «حقائب الهدايا»‬ ‫تراصت إلى جوار بعضها‪ ،‬جاورتها صورته بالزى‬ ‫الرسمي‪ ،‬يداعبها من آن آلخر دخان البخور الذى‬ ‫كان يعشق رائحته‪ ،‬رتبت األم الغرفة على هذا‬ ‫النحو وكأنها تنتظر ابنها الشهيد البطل‪ ،‬عمرو‬ ‫صالح عفيفي‪ ،‬شهيد حادث الواحات‪ ،‬ليشاركها‬ ‫االحتفال فى عيدها كعادته‪.‬‬ ‫إيمان األم بقضاء اهلل‪ ،‬جعلها متماسكة‪،‬‬ ‫إال من لحظات يمر خاللها طيف وجه الشهيد‬ ‫على مخيلتها‪ ،‬لتنهمر دموعها دون إرادتها‪،‬‬ ‫وما تلبث أن تتماسك‪ ،‬فرحة بأحاديث زمالئه‬ ‫عن شجاعته وإقدامه‪ ،‬ومديحهم الدائم ألخالقه‬ ‫وكرمه‪»:‬ذوقه وأدبــه مع الصغير قبل الكبير‪،‬‬ ‫عكس تواضعه حتى مع حــارس العقار الذى‬ ‫نعيش فيه»‪ ،‬قالتها أم الشهيد متذكرة طريقة‬ ‫تقبله النتقاداتها له‪ ،‬حيث كان يشعر بطفولته‬ ‫حينما يكون فى حضرة والدته لدرجة أنه اعتاد‬ ‫النوم واضعا رأسه على قدميها من فرط حبه‬ ‫واحترامه لها‪.‬‬ ‫الشهيد أسر ألمه أنه يتمنى الشهادة فى‬ ‫أكثر من حديث على فترات‪ ،‬كان شجاعا ال يهاب‬ ‫الموت‪ ،‬وحــول المواقف التى رصــدت إقدامه‬ ‫وشجاعته روت األم إحداها قائلة‪« :‬تعرضت‬ ‫شقة إحدى الجيران فى المنطقة التى نقطن‬ ‫بها إلى حريق هائل‪ ،‬وكان الشهيد موجودا فى‬ ‫المنزل‪ ،‬ولم يتردد لحظة فى الهرولة إلى مكانها‬ ‫والدخول وسط النيران المشتعلة إلنقاذ السيدة‬ ‫ا ُلمسنة التى كانت تعيش بمفردها»‪.‬‬ ‫أصدقاؤه دائما ما يتحدثون معها عن شجاعة‬ ‫الشهيد وذكائه وحبه لعمله فقد كان عاشقا‬ ‫للعمل الشرطى حتى إنه ترك كلية التجارة‬ ‫ليلتحق بكلية الشرطة‪ ،‬وتم قبوله لكى يحقق ما‬ ‫تمناه وهو خدمة وطنه وفدائه بروحه من أجل‬ ‫مستقبل أفضل للشباب‪ ،‬ألن والده رباهم على‬ ‫حب الوطن والــذود عنه بكل ما يملك‪ ،‬وفى‬ ‫النهاية حقق اهلل حلمه ومنحه ماتمناه دوما‪،‬‬ ‫الشهادة فى سبيله دفاعا عن الوطن‪.‬‬ ‫رغم وجود أوالدها إلى جوارها‪ ،‬إال أنها كانت‬ ‫تتمنى وجــوده ليحتفل معها بعيد األم‪« :‬ألم‬ ‫الفراق صعب وأشعر أن هناك شيئا ينقصني‪،‬‬ ‫ولكن ما يخفف من ألمى هو وجوده فى مرتبة‬ ‫الشهداء عند اهلل»‪ ،‬تتوقف األم لبرهة بعد أن‬ ‫تغلبها الدموع ثم تكمل حديثها بصوت متهدج‬ ‫يملؤه الحزن «اشترى لى هدايا كثيرة مازال‬ ‫أغلبها موجودا فى بيتى وأحتفظ به‪ ،‬كان صاحب‬ ‫ذوق رفيع فى شراء المالبس والهدايا القيمة»‪.‬‬ ‫والــدة الشهيد‪ ،‬قالت إنه «ال يوجد شيء‬ ‫يعوضها عن فراقه ولكن جميع مؤسسات الدولة‬ ‫دعمتها ووقفت إلى جوارها‪ ،‬ويكفى أن الرئيس‬ ‫قال إنه بطل‪ ،‬وهــذا ما هون من ألم فراقه»‬ ‫وأضافت «أنا على كامل االستعداد أن أضحى‬ ‫بواحد آخر من أبنائى من أجل أن تعيش مصر»‪.‬‬ ‫متماسكة‪ ،‬طلبت والـــدة الشهيد من‬ ‫«المصور» أن ترسل رسالة لجموع الشعب‬ ‫المصرى قائلة‪« :‬أقول لإلرهاب الخسيس وكل‬ ‫من يريد أن يهدد استقرارمصر‪ ،‬لن تستطيعوا‬ ‫النيل من هذا البلد الذى ذكره اهلل فى كتابه‬ ‫العزيز‪ ،‬ولن تسقط مصر»‪.‬‬

‫تحت صورة الشهيد تجلس أمه وكأنها فى حضرته‬

‫فدائى فدائى فدائى فدائى‬ ‫لو مت يا أمى ما تبكيش‬ ‫راح أموت علشان بلدي‬ ‫تعيش‬ ‫لو مت يا أمى ما تبكيش‬ ‫راح أموت علشان بلدي‬ ‫تعيش‬ ‫افرحي ياما و زفينى‬ ‫وفي يوم النصر افتكرينى‬ ‫افرحي ياما و زفينى‬ ‫وفي يوم النصر افتكرينى‬ ‫وإن طالت ياما السنين‬ ‫خلى إخواتى الصغيرين‬ ‫وإن طالت ياما السنين‬ ‫خلى إخواتى الصغيرين‬ ‫يكونوا زيي يكونوا زيي‬ ‫يكونوا زيي زيي‬ ‫فدائيين‬

‫الشهيد «إسالم»‪..‬‬

‫رحل جسده وبقيت روحه الطاهرة‬ ‫تقرير‪ :‬محمد تاج الدين‬

‫سكن الصمت جنبات المنزل بجدرانه الباهتة التى عكست حزنا مكتوما من ألم الفراق‪،‬‬ ‫زينت صورته الكبيرة إحدى الجدران‪ ،‬مذيلة بعبارة الشهيد البطل النقيب إسالم مشهور‪،‬‬ ‫شهيد حادث الواحات‪ ،‬وأسفلها كرسى خشبي‪ ،‬اتخذته والدته مقعدا لتستأنس بصورة فلذة‬ ‫كبدها‪ ،‬وكأنها فى حضرة الشهيد‪ ،‬تتخيل خالل جلستها‪ ،‬وقع أقدامه على األرض‪ ،‬وتستعيد‬ ‫مخيلتها‪ ،‬نبرة صوته الرخيمة المليئة باألدب والحياء‪ ،‬وكأنه مُقبل عليها ليهنئها بعيدها‪..‬‬ ‫عيد األم‪.‬‬ ‫حفرت دموعها مجرى رقيقا على خديها‪ ،‬من فرط البكاء‪ ،‬وهى تتخيل عيدها األول فى‬ ‫غياب فلذة كبدها‪ ،‬تردد باكية «فقدت ابنى األحن‪ ،‬ليس لى إرث من الدنيا سواه وإخوته‪،‬‬ ‫عوضنى اهلل بهم بعد أن عشت وحيدة والداى قبل زواجي‪ ،‬كانوا هم عزوتى بعد رحيل األب‬ ‫واألم‪ ،‬وباألخص آخر العنقود إسالم”‪.‬‬ ‫الشهيد كان دائم السؤال عليها‪ ، ،‬يفتش عن احتياجاتها ويهتم بحالتها الصحية‬ ‫باستمرار “كان يبحث عما يرضينى ويتطلع إلى رسم االبتسامة على وجهي‪ ،‬افتقدت روحه فى‬ ‫كل أركان المنزل‪ ،‬وأصبحت أخشى كل المناسبات القادمة التى قد تذكرنى به‪ ..‬ألنه عمره ما‬ ‫نسى يفرحني»‪.‬‬ ‫منّ اهلل على والدة الشهيد بابن آخر وبنتين‪ ،‬دائما ما يجتمعون فى كل المناسبات إلى‬ ‫جوارها‪ ،‬إال أن رحيل الشهيد أفقدها جزءا من روحها «مهما فعل أشقاؤه إلرضائى أشعر أن‬ ‫هناك ما ينقصنى ألنى فقدت الشمعة التى كانت تنير لى حياتي‪ ،‬االبن البار الهادئ قليل‬ ‫الكالم كثير المحبة والفعل‪ ،‬فهو لم يتأخر يوماً عن مساعدة أحد”‪.‬‬ ‫لحظة تلقيها استشهاده‪ ،‬وقع الصدمة على األم المكلومة‪ ،‬لم تصدق فى البداية‬ ‫ما تواتر على مسامعها‪ ،‬إال أن إيمانها باهلل شد أزرها على تحمل الصدمة «ما سمعته بعد‬ ‫استشهاده عن مواقفه النبيلة أراح قلبي‪ ،‬فقد كان مواظبا على الصالة والعبادة دون الجهر‬ ‫بها‪ ،‬ودون أن يراه أحد فكانت عالقته بربه سرية روحانية‪ ،‬وأراحنى أن اهلل اختاره شهيداً ‪..‬‬ ‫رأيته فى منامى فرحا بحياته الجديدة ولم أستطع رؤية وجهه من شدة الضوء ولكننى لمحت‬ ‫بطرفة قبر رسول اهلل»‪.‬‬ ‫“ابنك كان راجل وبطل وشجاع محب لوطنه»‪ ،‬تلك العبارة دائما ما رددها زمالء الشهيد‬ ‫الذين اعتادوا على زيارتها منذ لحظة رحيله‪ ،‬دون انقطاع‪ ،‬تتذكر ضحكة نجلها فى وجوههم‪،‬‬ ‫خالل مشاركتهم لها فى المناسبات الطيبة‪ ،‬تبكى تارة وتفرح أخرى فى حضرتهم»زيارتهم‬ ‫هونت على الكثير ألنى أشم رائحته فى وجودهم»‪.‬‬ ‫تقول والدة الشهيد إنه كان يحب فتاة جميلة وعلى خلق‪ ،‬ارتبط بها وعزم على الزواج‬ ‫منها فى نهاية العام‪ ،‬ومن المفارقات أنه كان يستعد لالحتفال بعيد ميالد خطيبته‪ ،‬وبعد‬ ‫استشهاده أصررت على أن يعقد الحفل‪ ،‬وقدمت لها كل ما كان ينوى تقديمه‪ ،‬ألننى اعتبرت‬ ‫أنها وصية “حلم رؤيته فى الكوشة بجوار خطيبته وابتسامته فى المشرحة بعدما قبلت‬ ‫جبينه ال يفارقاني”‪.‬‬ ‫مُبتسمة اختتمت والدة الشهيد حديثها لـ«المصور» قائلة «الدولة المصرية منذ‬ ‫استشهاد ولدى لم تتركني‪ ،‬بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي‪ ،‬وحتى رئيس القطاع‬ ‫الذى كان يعمل به إسالم‪ ،‬بالطبع ليس هناك ما يعوضنى عنه‪ ،‬ولكن عدم تقصيرهم معى‬ ‫خفف من أوجاعى» وإذا كان ابنى وزمالئه شهداء فى سبيل الوطن فعلينا جميعاً أن نواصل‬ ‫حماية هذا الوطن من الخطر‪.‬‬

‫‪ 13‬سنة مرت منذ وفاتك وكأنها ‪ 13‬يوما نفس الحسرة‬ ‫ونفس الحنين كل يوم ال يفارقنى مش عارف أفوق وال أحد‬ ‫يحس بى سواك والعيد الذى يفرح به كل بيت فى مصر‬ ‫يعتصر قلبى ألما‪ ،‬فقبلها بخمس أيام تحل وفاة أمى ثم يحل‬ ‫علي هذا اليوم (عيد األم ) وأنا فى اكتئاب وحنين للمرأة‬ ‫الوحيدة فى دنياى والتى ال يضاهيها امرأه فأنا وحيدها‬ ‫التى تسعى الرضائه بكل الطرق رغم قسوة والدى‪ ،‬وعندما‬ ‫ترانى فى أى عبوس أو أى فكر ال تتركنى إال وقد أوجدت لى‬ ‫الحل وكلمتها المعهودة (ربنا يسهل متقلقش) ورغم رفض‬ ‫والدى للعديد من آرائى وطلباتى إال أنها كانت بالنسبة لى‬ ‫هى"ساحرة األمنيات" فعندها تتحطم المستحيالت وتتيسر‬ ‫كل األمور‪ ،‬ويشأء المولى أن تتوفى ثم اكتشف بعد ذلك من‬ ‫والدى أنها كانت التخفى عليه صغيرة أو كبيرة فهو على علم‬ ‫بكل شىء ولكنها بأسلوبها وحكمتها كانت تقنعه وتحصل‬ ‫على موافقته ثم تتصرف بطريقتها لتحقق ما أتمناه‪ ،‬ذكريات‬ ‫كثيرة فى كل شىء فى حياتى‪ ،‬ال بل كل حياتى وما وصلت‬ ‫أليه من نجاح سواء على المستوى العلمى أو الرياضى أو‬ ‫االجتماعى إال وهى السبب فيه ولكنها توفت قبل أن ترى‬ ‫حفيدتها (ليلى) ابنتى الوسطى والتى ال تحمل اسمها فقط‬ ‫بل حملت فى جينتها حنيتها وطيبتها وإحساسها بى نفس‬ ‫الضحكة نفس الطيبة فعندما أرجع مهموما تربت على‬ ‫كتفى‪ .‬وتخلع حذائى وتبادر بعمل كل أفكر به حتى عندما‬ ‫اتخانق مع والدتها بأى شأن تأتى وتحتضنى "وتقولى‬ ‫معلش ماتزعلش" كلمات قليلة ولكنها تعنى لى الكثير‬ ‫فتعوضنى بالقليل من الحنين الذى أفتقدة وأى شىء مفقود‬ ‫منى ليس على سوى أن أذكر لها وفى ظرف دقيقة يكون‬ ‫موجودا نعم هى البداية لـ (ساحرة أمنياتى )التى أراد القدير‬ ‫أن يصبرنى بها ولكن سأظل فى حنين مستمر و شوق حتى‬ ‫ألقاها فى اآلخرة بإذن اهلل عز وجل ‪.‬‬

‫ابنك‪ :‬وليد سمير‬ ‫ألم الفراق صعب‬

‫محمد تاج الدين‬

‫‪75‬‬

‫«سيدة الجنوب»‬

‫طوال حياتى لم أكتب عن أمي‪ ،‬ألن الكلمات ال تمنحها‬ ‫حقها‪.‬‬ ‫ابتعدت عن أمى أكثر من نصف عمرى كرها وجبرا‪ ،‬كنت‬ ‫أحلم فيها أن أحضنها وأنام على رجليها وهى تمدهما كما‬ ‫كنت أفعل دوما فى صغري‪.‬‬ ‫من الصعيد الجوانى أرسلتنى مجبرة للعاصمة‪ ،‬ألعود‬ ‫إليها بالزاد والزواد‪ ..‬تركتنى وحيدا بأقصى الشمال‪ ،‬واضعة‬ ‫على قلبها حجر صوان‪ ،‬يخفف دمعها وآلمها لأليام التى‬ ‫أقضيها بعيدا عنها‪.‬‬ ‫ليس هناك مجال للحديث كثيرا‪ ،‬سأقص بعض حكاوى‬ ‫المصاطب‪ ،‬أولها أننى ال أنسى عندما كانت تعطينى فى‬ ‫االبتدائية “كسره” نصف رغيف عيش شمسى و”شوية مش”‬ ‫و”حبة طماطم”‪ ،‬وال تنسى الـــ‪ 5‬قــروش ألشترى “كيس‬ ‫كارتيه”‪.‬‬ ‫الحكاية الثانية بعد أن ظللت شهرين عمال بالقاهرة‬ ‫كعادتى ذهبت ألقضى إجازتى فى بيتها‪ -‬بيتها‪ -‬والساعة‬ ‫‪ 12‬ظهرا تحديدا‪ ،‬وهو موعد الغداء بالحاجر‪ ،‬طلبت الطعام‪،‬‬ ‫ردت قائلة‪“ :‬بعد المسلسل الهندي”‪ ،‬استغربت لمشاهدة‬ ‫الهندي‪ ..‬جادلتها كثيرا‪ ،‬ثم استسلمت لجوعى وانتظرت‬ ‫لنهاية الهندي‪ ،‬فهل “نستكتر” عليها ساعة راحة بعد أن‬ ‫أضاعت أحلى سنوات عمرها من أجل خدمتنا‪.‬‬ ‫الثالثة أنى تزوجت منذ ‪ 5‬سنوات وأكرمنى اهلل بـ”عمر‬ ‫وفريدة” فــأردت رد الجميل ولو جــزءا قليال‪ ..‬فوضعت ما‬ ‫وضعته هى منذ زمن “نفس حجر الصوان” فوق قلبي‪ ،‬وقررت‬ ‫أن تبقى أسرتى بالصعيد الجوانى لخدمة أمى ويجبرانى على‬ ‫النزول كل شهر لرؤيتها‪ ..‬وهى تقول إنها حُرمت مني‪ ..‬لكن‬ ‫فى الحقيقة أنا الذى فقدت أجمل لحظات عمرى بعيدا عن‬ ‫حضنها‪.‬‬ ‫الحكاية ليست حكاية أمى فقط‪ ..‬لكنها حكاية كل أم فى‬ ‫الصعيد الجواني‪ ،‬سيدات أكل منهن الشقا‪ ،‬ال يعرفن الراحة‬ ‫منذ طلوع الشمس إلى غيبتها‪ ،‬يخدمن بال كلل أو ملل‪،‬‬ ‫فى تربية “الماعز والفروج والزرع” ناهيك عن تربية العيال‬ ‫وخدمة أزواجهن‪ ،‬وأضف عليهم أم زوجها وأخواته البنات‪..‬‬ ‫سيدات الجوانى لم يسمعن عن المجلس القومى للمرأة‪،‬‬ ‫ولم يعرفن شيئا عن صالونات سيدات القاهرة الزاعقة‪ ..‬كل‬ ‫ما يعرفنه هو النوم بعد العشاء ليستيقظن الفجر‪ ،‬ليواصلن‬ ‫الشقا‪ ..‬شكرا سيدات الصعيد الجواني‪.‬‬

‫ابنك‪ :‬أشرف التعلبى‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪76‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫راحوا فداء البلد وعلينا أن نصونها‬ ‫إيمان غريب‪ ..‬والدة الشهيد شريف عمر‪:‬‬

‫الرئيس «بيطبطب علينا ُكلنا»‬ ‫كل الحبايب بتهنينى‬ ‫طبعا منا أنا أم البطل‬ ‫يا مصر ولدى الحر‬ ‫اتربى وشبع من خيرك‬ ‫اتقوى من عظمة شمسك‬ ‫اتعلم على إيد أحرارك‬ ‫اتسلح بإيمانه واسمك‬ ‫شد الرحال‬ ‫شق الرمال‬ ‫هد الجبال‬ ‫عدى المحال‬ ‫زرع العلم‬ ‫طرح األمل‬ ‫وبقيت أنا‬ ‫أم البطل‬ ‫ابنى حبيبى يانور عينى‬ ‫بيضربوا بيك المثل‬ ‫كل الحبايب بيهنونى طبعا‬ ‫منا أم البطل‬ ‫يامصر ولدى الحر‬ ‫العالم وصلت أخباره‬ ‫وشجاعته وتحريره ألرضه‬ ‫اتلموا إخواته وأعمامه‬ ‫من كل بلد عربى جميله‬ ‫الكل قال‬ ‫باسم النضال‬ ‫وقفة رجال‬ ‫صدق اللى قال‬ ‫زرعوا العلم‬ ‫طرحوا األمل‬ ‫وبقيت أنا‬ ‫أم البطل‬

‫والدة الشهيد «أحمد عبدالفتاح»‬

‫«أعظم هدية استشهاده»‬

‫احتضنت المقدم محمود كأنه ابنى الشهيد المقدم شريف مع والدته‬

‫تقرير يكتبه‪ :‬وليد عبد الرحمن‬ ‫“عندما نزل المقدم محمود هالل من على المسرح وجرى إلىَّ خالل الندوة‬ ‫التثقيفية التاسعة والعشرين‪ ،‬شعرت وكأن ابنى الشهيد المقدم شريف عمر‬ ‫هو الذى يجرى إلىَّ‪ ،‬لذلك أخذته فى حضنى وبكيت‪ ،‬وكأننى أحتضن ابني”‪.‬‬ ‫هكذا وصفت السيدة إيمان غريب‪ ،‬والدة الشهيد “شريف” مشاعرها ومشهد‬ ‫بكائها المؤثر خالل الندوة التثقيفية الـ ‪ 27‬للقوات المسلحة‪ ،‬بعد سماع قصة‬ ‫استشهاد نجلها فى سيناء‪.‬‬ ‫والدة الشهيد “شريف” سردت تفاصيل قصة احتضانها للمقدم “محمود”‬ ‫لـ”المصور” ‪“ ..‬قصة استشهاد “شريف” سمعتها عقب استشهاده فى ‪ 16‬مارس‬ ‫منذ عامين‪ ،‬لكن عندما سمعتها من ابنى محمود خالل الندوة التثقيفية قبل‬ ‫أيام‪ ،‬كانت صعبة جداً‪ ،‬وكأننى أسمعها ألول مرة‪ ،‬و”محمود” حكى تفاصيل‬ ‫كثيرة‪ ،‬وأخفى أشياء وتفاصيل أخرى خوفًا علىَّ من سماعها‪ ،‬وأنا أشكره ألنه‬ ‫كان أكثر شخص يستطيع أن يجسد ما حدث‪ ،‬ألنه قائد الكتيبة وصديق الشهيد‬ ‫وكان مالزما لـ”شريف”‪ ،‬لذلك أخذته فى حضنى وكأننى أحتضن ابنى الشهيد‪.‬‬ ‫المقدم شريف محمد عمر‪ ،‬هو أحد شهداء القوات المسلحة‪ ،‬استشهد خالل‬ ‫مشاركته فى العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة ضد الجماعات اإلرهابية‬ ‫فى سيناء‪ ،‬وهو نجل الكابتن محمد عمر العب االتحاد السكندرى ومنتخب مصر‬ ‫األسبق‪ ،‬وابن شقيقة شوقى غريب المدير الفنى السابق للمنتخب الوطني‪.‬‬ ‫وروى المقدم “محمود” قصة وبطولة استشهاد البطل المقاتل “شريف”‪..‬‬ ‫الشهيد البطل “استأذننى يوم ‪ 16‬مارس ‪ 2016‬بتفتيش بعض األماكن‬ ‫لرصده تحركات غريبة‪ ،‬ووصل للمكان المستهدف واشتبه بأحد البيوت‪،‬‬ ‫وأمر رجاله بتأمين البيت من بره‪ ،‬ومع التفتيش اكتشف مخزنًا كبيرا للعبوات‬ ‫الناسفة‪ ،‬وبلغنى به‪ ،‬وأمرته بإخالء المنزل‪ ،‬وضربه بالنيران شديدة االنفجار‪..‬‬ ‫وبعد ذلك خرج “شريف” من البيت‪ ،‬لكن سيدتين كانتا موجودتين حول البيت‪،‬‬ ‫وقبل إخالء البطل المكان انفجرت إحدى العبوات الناسفة بريموت كونترول عن‬ ‫بعد واستشهد على أثرها‪ ،‬وخرج من البيت مجموعة من العناصر التكفيرية‪،‬‬ ‫تقريبا ‪ 25‬فرداً‪ ،‬وطالبوا باقى رجال “شريف” باالستسالم أو التخلى عن جثمان‬ ‫الشهيد‪ ..‬وذهبت مع دورية إلحضار جثمان الشهيد‪ ،‬وأصبت لكنى لم أستسلم‬ ‫واشتبكت مع العناصر التكفيرية حتى تطايرت أشالؤهم فى كل مكان‪،‬‬ ‫وبالفعل أحضرنا جثمان الشهيد‪ ،‬وأخدنا بتار “شريف” قبل دخول جثمانه‬ ‫القبر»‪.‬‬ ‫وعن األشياء التى لم يقولها “محمود” خالل عرضه لقصة عن استشهاد‬ ‫نجلها‪ ،‬قالت “إيمان” عرفت أنهم كانوا يجهزون لعرض قصص الشهداء‬ ‫من عام منذ انتهاء فعاليات الندوة التثقيفية العام الماضي‪ ،‬ومن ذلك اليوم‪،‬‬ ‫وهم يجهزون لهذه الندوة‪ ،‬وقرروا عرض قصص بطوالت العديد من الشهداء‪،‬‬

‫واختاوا قصة “شريف” لكى تُحكى‪ ..‬والناس “اللى تكرموا” أكدوا لى أن “محمود”‬ ‫حكى عن أشياء كثيرة خالل البروفات‪ ،‬منها‪ ،‬وجود سيارة مفخخة‪ ،‬وأن أى شخص‬ ‫سوف يدخل إلى البيت الذى كان يختبئ فيه اإلرهابيون‪ ،‬سيتم إطالق النار عليه‬ ‫فوراً‪ ،‬وأن أفراد القوة كلها كانت ستموت‪ ،‬لذلك “شريف” قرر أن يدخل بمفرده‪،‬‬ ‫وهو يقول “إنى لو دخلت ولقيت ربى أفضل أن يموت جميع أفراد القوة”‪..‬‬ ‫وعرفت أيضاً أن بيت اإلرهابيين كان فيه أشياء – لم تحددها والدة الشهيد ‪ -‬لو‬ ‫كانت ظهرت كانت “هتبقى خطيرة جداً»‪.‬‬ ‫وحول إحساسها بتكريمها خالل الندوة من الرئيس السيسي‪ ،‬وصفت‬ ‫“إيمان” الندوة بأنها كانت أكثر من رائعة‪ ،‬وكانت بالفعل تليق بمصر وتليق‬ ‫بالعمليات التى تحدث فى سيناء‪ .‬مقدمة الشكر للشئون المعنوية للقوات‬ ‫المسلحة على حسن إدارتها وحسن اختيارها لمكان الندوة‪ .‬وذكرت “إيمان”‬ ‫أن الرئيس السيسى ال يتوقف عن توجيه الرسائل إلينا كأهالى الشهداء‪ ،‬وكل‬ ‫عبارات الشكر ال تفى الرئيس حقه لرعايته أسر الشهداء‪ ..‬ونحن كأمهات‬ ‫للشهداء نشعر أن أى طفل يحتضنه الرئيس كأنه احتضن أوالدنــا ُكلنا‪..‬‬ ‫وبصراحة الرئيس رجل فى قمة “الحنية والذوق والطبطبة علينا ُكلنا”‪ ،‬وما من‬ ‫طلب يطلبه أهالى الشهداء؛ إال وينفذ فوراً‪.‬‬ ‫تتذكر “األم إيمان” هدايا ابنها الراحل فى عيد األم كل عام لكنها قررت منع‬ ‫االحتفاالت بعيد األم نهائياً منذ رحيل نجلها‪ ..‬وال تحب أن يقول لها أحد فى هذا‬ ‫اليوم “كل سنة وأنت طيبة”‪ .‬فقط تستقبل هدايا حفيدتها فريدة “‪ 6‬سنوات”‬ ‫وفرح “‪ 4‬سنوات” فى ذلك اليوم‪ ،‬لصغر سنهما‪.‬‬ ‫ويقول شريف‪ :‬هو الذى كان يعمل لهذا اليوم فرحة”‪ ،‬عبارة قالتها بحزن‪،‬‬ ‫ُكنا بنحتفل بيوم “عيد األم” فى شقته‪ ،‬وكان احتفاال جماعيا لى ولحماته‬ ‫ولزوجته ولحماة شقيقه‪ ،‬وكان “عيد أسرة” وليس “عيداً لألم”‪ ،‬وكان الراحل هو‬ ‫صاحب هذه الفكرة‪ ..‬وقبل استشهاده بـ‪ 5‬أيام قال لي‪“ :‬أنا نازل اإلسكندرية‬ ‫يا ماما احتفل معك بعيد األم”‪ ،‬لكنه نال الشهادة فى يوم ‪ 16‬هو وأصدقاؤه‬ ‫“جابوا لى مبلغ كان احتفظ به فى “ظرف” لتقديمه لى كهدية لى فى عيدي»‪.‬‬ ‫األم التى تذكرت ابنها الشهيد عندما كان ينشر البهجة فى يوم “عيد األم”‪،‬‬ ‫قدمت التهنئة لكل أم فى مصر بعيدها‪ ..‬وشكرت القوات المسلحة ألنها تقوم‬ ‫بتكريمها فى “عيد األم” ومنحها هدية فى احتفال كبير ألمهات الشهداء‪.‬‬ ‫وفى كلمة وجهتها للشعب المصرى للمشاركة فى االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫قالت‪“ :‬الزم ُكلنا ننزل ونشارك‪ ،‬وال نقول إن الرئيس مش محتاج صوتنا ألنه‬ ‫ناجح ناجح وليس له منافس”‪ ،‬البد الكل يشارك حتى نظهر أمام العالم أننا‬ ‫موجودون ونشارك فى العرس الديمقراطي‪ ،‬ونقف بجوار الرئيس السيسى وفى‬ ‫ظهره لخير البلد‪ ..‬كما أنه علينا أيضاً الوقوف خلف الرئيس والقوات المسلحة‬ ‫فى الحرب على اإلرهاب واإلرهابيين‪ ،‬هذا هو حق الشهداء علينا هم ضحوا من‬ ‫أجل البلد وعلينا أن نصونها‪.‬‬

‫قنا‪ :‬إبراهيم الصعيدى‬

‫صورته محفورة فى قلبى‬

‫فى منزل هادئ‪ ،‬ال يكسر سكونه سوى صافرات القطارات‬ ‫المارة على شريط «السكة الحديد»‪ ،‬فى الجهة المقابلة للمنزل‪،‬‬ ‫جلست إلى منضدة قريبة من األرض‪ ،‬رصت فوقها صور نجلها‬ ‫الشهيد المقدم‪ ،‬أحمد عبدالفتاح جمعة‪ ،‬من عائلة هوارة أوالد‬ ‫يحيى بدشنا‪ ،‬رتبتها إلى جوار بعضها‪ ،‬تستعيد ذكريات الماضي‪،‬‬ ‫وهى تتأمل الصور‪ ،‬تتذكر اللحظات التى جمعتهما سويا‪ ،‬فما‬ ‫زالت ابتسامته حاضرة فى مخيلتها إلى اآلن‪.‬‬ ‫سناء بشارى محمد‪ ،‬وكيل المعهد األزهــرى بقنا سابقا‪،‬‬ ‫تذكرت نجلها الشهيد باكية «لم يغب عنى يومًا‪ ،‬رغم كثرة‬ ‫مأمورياته وانشغاله ببيته وزوجته وأبنائه الصغار»‪ ،‬دائما ما كان‬ ‫يفاجئها بهدية عيد األم قبل موعده بيومين على األقل «كل سنة‬ ‫وإنت طيبة يا ماما‪ ،‬علشان لو أنا فى مأمورية متقوليش كلهم‬ ‫عيدوا عليا وأنا معيدتش عليكي»‪ ،‬تذكرت األم عباراته التى ال‬ ‫يزال صداها يداعب أذنيها‪ ،‬مشيرة إلى أنه كان يتواصل مع‬ ‫شقيقه فى القاهرة ليحضه على االتصال بها فى عيد األم‪ ،‬حيث‬ ‫كان حريصًا على سعادتها ورضاها‪.‬‬ ‫تعود األم بذاكرتها ألول هدية «عيد أم»‪ ،‬قدمها لها الشهيد‬ ‫«أول هدية عيد أم يعطيها لى كان صغيرًا عنده ‪ 8‬سنين‪ ،‬كان‬ ‫جايب وردة ومخبيها ورا ظهره‪ ،‬وأبوه سأله إيه اللى مخبيه ده؟ لم‬ ‫يرد وهرول لغرفتى وهو يقول لى اتفضلى يا ماما كل سنة وإنت‬ ‫طيبة‪ ،‬كانت وردة»‪.‬‬ ‫لم تكن «سناء» تعلم أن ابنها الشهيد البطل يحارب اإلرهاب‬ ‫والخارجين على القانون والهاربين من ليبيا‪ ،‬أو سيناء فى الجبال‬ ‫المتاخمة لمحافظة قنا‪ ،‬وعن يوم استشهاده قالت «أى مأمورية‬

‫تعود األم بذاكرتها ألول هدية «عيد‬ ‫أم»‪ ،‬قدمها لها الشهيد «أول هدية‬ ‫عيد أم يعطيها لى كان صغيرًا عنده‬ ‫‪ 8‬سنين‪ ..‬كان جايب وردة ومخبيها‬ ‫ورا ظهره»‬

‫وهو رايح كان بيجيلى البيت‪ ،‬ويقول لى يا ماما ادعيلي‪ ،‬وهو راجع‬ ‫يقولى أنا فى الطريق‪ ،‬كان يطلع الصبح الفجرية الساعة ‪ 3‬وكان‬ ‫يرجع الساعة ‪ 12‬يريح ساعتين ثالثة‪ ،‬وكان كل إللى يقوله لى‬ ‫المأمورية دى صعبة»‪.‬‬ ‫قبل استشهاده تحدث الشهيد إلى والدته‪ ، ،‬قائال‪« :‬عاوزك‬ ‫تربى عيالى زى ما ربتيني‪ ،‬وتعلميهم زى ما علمتيني‪ ،‬بقوله يا‬ ‫أحمد هو فى حاجة‪ ،‬قالى مفيش حاجة‪ ،‬وهو كان عارف‪ ،‬حتى فى‬ ‫حد من زمالئه كان بيقول إن أحمد لحظة استشهاده فى اليوم‬ ‫ده‪ ،‬قالهم فى تكريم جايلنا من فوق‪ ،‬وزمالئه بيضحكوا وياكلوا‬ ‫وهو فوق المدرعة وباصص لبعيد»‪.‬‬ ‫وعن رد الجميل من رفقاء السالح قالت السيدة سناء «األمن‬ ‫المركزى لم يقصر سواء أفرادا‪ ،‬ضباطا‪ ،‬قادة‪ ،‬مفيش واحد من‬ ‫الناحية الشخصية لغاية النهاردة إال بيسأل علينا وموفرين لنا‬ ‫كل حاجة‪ ،‬عندهم والء لزمالئهم اللى استشهدوا وعاملين ترابط‬ ‫ومحبة‪ ،‬ألن كل واحد بييجى عليه الدور وكل واحد عامل حسابه‪،‬‬ ‫ممكن يخرج وميرجعش‪ ،‬فأنا حضرت أكتر من تكريم فى القاهرة‬ ‫بدعوة من الشرطة‪ ،‬والجمعيات إللى عامالها أسر الشهداء‪ ،‬لكن‬ ‫إيه إللى عملته محافظة قنا هنا؟ أو جنوب الصعيد؟»‪.‬‬ ‫السيدة سناء عزمت على المشاركة فى االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫من أجل حق الشهداء واستكمال مسيرة البناء «الزم نقف ونشارك‬ ‫ألن الريس مشى فى مسيرة والزم نكملها‪ ،‬والبنية األساسية إللى‬ ‫بيعملها لمصر الزم يكملها هو بنفسه‪ ،‬وكنت بتكلم مع صديقة‬ ‫لي‪ ،‬استشهد زوجها وأصرت على النزول والمشاركة من أجل رد‬ ‫الجميل والقصاص لدماء الشهداء‪ ،‬إحنا محتاجين األمن واألمان‬ ‫ومحتاجين النهوض بمصر‪ ،‬ولو كل واحد أخلص فى عمله ومشى‬ ‫صح مصر هتقوم‪ ،‬ألننا بننهض بالعلم واالحترام»‪.‬‬ ‫األم أنهت حديثها لـ«المصور» وهــى تستجمع قواها‬ ‫قائلة «عيد األم من غير أحمد صعب‪ ،‬وأحمد إدانى أكبر هدية‬ ‫باستشهاده وده أكبر تكريم ليا‪ ،‬لو أنا تعبانة هو إللى يحضر‬ ‫لى األكل‪ ،‬ويقعد جنبى وكان يراعى مشاعر الكل وحتى إنه كان‬ ‫يعمل حساب زمايله لو طالعين مأمورية فى األكل والشرب ويوم‬ ‫استشهاده كان مالى العربية أكل‪ ،‬من حسابه الخاص‪ ،‬كان محب‬ ‫لعمل الخير وربنا يقدرنى أكمل إللى كان بيعمله»‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪77‬‬

‫األم المثالية‬

‫«فهيمة محمد قطب « أم البنات وأحن الجدات وأطيب‬ ‫الحموات وهى أمى فرغم طيبة قلبها إال أنها حازمة ورغم‬ ‫تضحيتها الدائمة إال أنها عقالنية فتركيبتها فريدة محبوبة‬ ‫من الكل وحتى الجيران ويعتبرها الجميع الناصح األمين‬ ‫فهى صريحة والتخشى سوى اهلل تكره بشدة الجماعة‬ ‫اإلرهابية وتعشق الرئيس السيسى والتتحمل كلمة عليه‬ ‫وكأنه أحد أبنائها ‪ ،‬تبكى دائما على شهداء الجيش والشرطة‬ ‫وتدعو لألحياء منهم بالنصر فتعشق تراب الوطن ودعاؤها‬ ‫اليومى بعد صالة الفجر لبناتها وأزواجهن وأحفادها ثم‬ ‫الدعاء مباشرة بحفظ مصر ورئيسها ‪ ،‬رغم عدم حبها للغناء‬ ‫إال أن لكل قاعدة شواذ فأغنية «قالوا إيه « لشباب الصاعقة‬ ‫عشقها الخاص ‪.‬‬ ‫أنا ال أتحيز ألمى بل قصة كفاحها أهلتها للحصول على‬ ‫لقب األم المثالية العام الماضى بمحافظة الغربية وكانت‬ ‫لحظات تكريمها من أسعد لحظات حياتى ‪ ،‬فرغم عدم إتمام‬ ‫تعليمها إال أنها كانت تشجعنى وإخوتى دائما على التفوق‬ ‫فرغم معايرة البعض لها ولوالدى أننا ثالث فتيات بدون ولد‬ ‫ليكون سندا لهم إال أن والدى رحمه اهلل لم ينتبه لهم وأغرقنا‬ ‫بحنانه ودعمه كذلك كانت أمى تسعى بكل الطرق لتشجيعنا‬ ‫ومساعدتنا على إثبات الذات للتأكيد بأن البنت بمائة رجل‬ ‫‪ ،‬وبالفعل كانت أولى التحديات حينما تفوقت فى الثانوية‬ ‫العامة وكان حلمى االلتحاق بكلية اإلعالم جامعة القاهرة‬ ‫بما يستلزم االغتراب عن مدينتى بمحافظة الغربية ‪ ،‬حيث‬ ‫كانت أمى المشجع والداعم وبالفعل تخرجت فى كلية اإلعالم‬ ‫وحصلت أختى على بكالوريوس اإلقتصاد والعلوم السياسية‬ ‫أما آخر العنقود ليسانس آداب لتقديرنا لقيمة العلم والعمل‬ ‫التى بثتها فى قلوبنا «ست الكل» ‪.‬‬ ‫بعد وفاة والدى فى منتصف طريق الحياة أصبحت هى‬ ‫األم واألب وتحملت مصاعب الحياة ولم تكتف بتوصيلنا‬ ‫لعش الزوجية لكنها تقوم حاليا ببث مبادئ جديدة ألحفادها‬ ‫‪ ،‬وهى حب الوطن واالنتماء إليه لتترك لنا مهمتها القديمة‬ ‫بغرس مبادئ االحترام وحسن المعاملة وتقدير العلم والعمل‬ ‫ألبنائنا ‪.‬‬

‫ابنتك‪ :‬بسمة أبو العزم‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪78‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫والدة البطل الشهيد المجند عمر فرغلى‪:‬‬

‫«السنة دى من غير الحبايب»‬ ‫«عيد‪ ..‬بأى حال جئت‬ ‫يا عيد»‪ ..‬مقطع من‬ ‫البيت األول لقصيدة‬ ‫كتبها الشاعر أبو‬ ‫الطيب المتنبي‪ ..‬يمكن‬ ‫أن يلخص حال والدة‬ ‫الشهيد البطل المجند‬ ‫عمر فرغلى‪ ،‬التى‬ ‫قالت بعفوية لم ُ‬ ‫تخل‬ ‫من حزن عندما وصل‬ ‫قطار الحديث معها إلى‬ ‫محطة عيد األم‪« :‬مش‬ ‫حاسة بطعم الفرحة‬ ‫السنة دى من غير‬ ‫ابنى‪ ..‬بس اللى بيهون‬ ‫عليّا البعاد إنه شهيد‪،‬‬ ‫وحب الناس ليه»‪.‬‬

‫أم الشهيد «أحمد الشبراوى»‬

‫لسوف أعود يا أمى أقبّل‬ ‫رأسك الزاكي‬ ‫أبثك كل أشواقى وأرشف‬ ‫عطر يمناكي‬ ‫أمرر فى ثرى قدميكى‬ ‫خدى حين ألقاكي‬ ‫أروى الترب من دمعى‬ ‫سروراً فى محياكي‬ ‫فكم أسهرتى من ليل‬ ‫ألركض ملء أجفاني‬ ‫وكم أظمأت من جوف‬ ‫لتروينى بتحنانِ‬

‫«ما تضيعوش حق ابنى»‬ ‫لحظات فراقه‪ ،‬صنعت فى قلبها شرخا وجُرحا لم يندمل‪،‬‬ ‫رغم مرور أشهر على استشهاده‪ ،‬اعتبرت نجلها بطال ضحى‬ ‫بروحه فداء لوطنه‪ ،‬من أجل أن يحيا المصريون آمنين‪ ،‬وصفت‬ ‫عام رحيله بأنه األسوأ فى تاريخها‪ ،‬فما أصعب أن تفقد األم‬ ‫جزءا من وجودها وحياتها‪ ،‬إال أن يقينها بمكانته‬ ‫الرفيعة عند ربه تخفف من آالمها التى تؤرقها بين‬ ‫الحين واآلخر‪.‬‬

‫المنيا‪:‬‬

‫وفاء عبد الرحيم‬

‫المنسى وشبراوى‪ ..‬أبطال من ذهب‬

‫مش قادرة أنسى‪ ..‬خياله معايا فى كل لحظة‬ ‫فى جنة الخلد‬ ‫بقضاء اهلل‪ ،‬ويوم الحادث لم أصدق الخبر فى البداية‪ ،‬ألنه كان يعمل برفح‬ ‫وفوجئت باستشهاده بالعريش‪ ،‬فلم يخبرنى أبدا عن مكان عمله»‪.‬‬ ‫حالة من البكاء انتابت والدة لشهيد لفترة‪ ،‬وسرعان ما استجمعت قواها‬ ‫لتكمل‪« :‬أحمد خدم مع الشهيد المنسي‪ ،‬قبل أن يلتقى به فى الكتيبة ‪،103‬‬ ‫وكان الشهيد المنسى يحبه جدا‪ ،‬وكل إجازة كانا يسافران سويا‪ ،‬حتى نال‬ ‫الشهادة فى نفس الساعة‪ ،‬لدرجة أن مالبس الشهيد منسى اختلطت بمالبس‬ ‫أحمد بعد استشهاده وأرسلتها ألسرته مع نجلى محمد»‪.‬‬ ‫أحمد كان مؤمنا ويحب مساعدة الناس وعمل الخير‪ ،‬وكان يحض على‬ ‫مساعدة البسطاء قبل وفاته بفترة بسيطة‪ ،‬وطلب منى مساعدة المجندين‬ ‫الستكمال احتياجات شقيقته قبل إتمام زفافها‪ ،‬وذهب هو والمنسى إلى قرية‬ ‫المجند‪ ،‬مؤكدين أنهم دبروا المبلغ المالى الذى يحتاجه لشقيقته «ابنى كان‬ ‫أحن إنسان فى الدنيا»‪.‬‬ ‫قبل استشهاده بثالثة أيام غادر الشهيد منزله متوجها للعريش‪ ،‬وليلة‬ ‫الحادث تحدث مع والدته هاتفيا لمدة ساعة‪ ،‬وكانت أطول مكالمة بينهما‬ ‫«كان مهموما بحال أشقائه‪ ،‬وأوالدهم‪ ،‬وحملنى أمانة أن أبلغهم أنه يحبهم‬ ‫جدا‪ ،‬وشعرت فى نبرة صوته بشىء غريب على غير المعتاد‪ ،‬خاصة عندما قال‬ ‫لي‪ ،‬خلى بالك من بابا واتوصى بيه‪ ،‬وساعتها بس قلبى اتوجع وفضلت قلقانة‬ ‫إلى أن علمت بخبر استشهاده»‪.‬‬ ‫وتابعت دامعة‪« :‬الشهيد» كان فى قمة الفرحة لما عرف إن زوجته حامل‬ ‫فى بنت واستشهد وهى حامل فى الشهر السادس‪ ،‬وكان دائما يوصيها لو‬ ‫حصله حاجه تسمى المولودة تالين‪ ،‬لشدة حبه فى قائده الشهيد العقيد رامى‬ ‫حسنين‪ ،‬النهم كانوا مرة فى زيارة لعائلة العقيد الشهيد «رامى حسنين» ولما‬ ‫عرف قالوا سميها «تالين» وأحمد وعده وبالفعل سميناها تالين» ‪.‬‬ ‫وعن هدية عيد األم‪ ،‬فالشهيد الشبراوى نادرا ما كان يحضر عيد األم لكن‬ ‫كان دايما أول ما يحس أنه مش هيقدر يكون موجود‪ ،‬يخرج هو وزوجته ومعاه‬ ‫الهدية والتورتة ويتصل بإخواته ويصحينا لو فى نص الليل ويقول الزم أحتفل‬ ‫بيكى ياست الحبايب‪ ،‬وكانت دايما هداياه جميلة‪.‬‬

‫سوسن فرغلى نصار‪ ..‬معلمة بمدرسة الثانوية الزخرفية‬ ‫بنات‪ ،‬بمركز ملوى‪ ،‬التابع لمحافظة المنيا‪ ،‬ووالــدة الشهيد‬ ‫البطل المجند عمر فرغلى‪ ،‬الذى نال الشهاددة فى الحادث‬ ‫اإلرهابى بمنطقة الواحات‪ ،‬قالت‪« :‬أنا مش ناسية ابنى‪ ..‬خياله‬ ‫معايا فى كل لحظة‪ ،‬وفى كل صالة أتذكره‪ ،‬وأستغفر ربنا وأدعو‬ ‫له بأننى استودعته ابنى أحمد وشقيقه محمد الذى توفى غري ًقا‬ ‫أثناء وضوئه فى مياه النيل‪ ،‬عندما كان يعمل مع والده فى إنشاء‬ ‫أحد الكبارى العلوية على النيل‪ ،‬وصعد إلى السماء قبل رحيل‬ ‫شقيقه بعدة أشهر»‪.‬‬ ‫«ابنى الشهيد عمر فرغلى أحمد ‪ 24‬سنه مواليد ‪94‬‬ ‫مجند بــوزارة الداخلية حاصل على الشهادة اإلعدادية ولم‬ ‫يكمل دراسته‪ ،‬وكان بيرتب إنه بعد ما ينهى خدمته العسكرية‬ ‫يرتبط‪ ،‬لكنه أصبح عريسا فى السماء‪ ،‬وكان ابنى الشهيد يحب‬ ‫العمل والسعى على رزقه من صغره‪ ،‬وآخر عمل استقر به قيادة‬ ‫السيارات‪ ،‬وقرر مد خدمته فى الجيش لمدة ‪ 3‬أشهر ليتمكن من‬ ‫الحصول على رخصة قيادة حتى يعمل بها بعد خروجه‪ ،‬وأثناء‬ ‫اإلجازات كان يعمل على سيارات النقل ليساعد والده فى تجهيز‬ ‫شقيقاته البنات‪ ،‬ومصروفات البيت»‪.‬‬ ‫وعن لحظة استشهاده قالت‪« :‬مش عارفة التفاصيل‪..‬‬ ‫لكن كل اللى شافوه قالوا إنه كان حاضن القائد وفى جسمه‬ ‫‪ 3‬رصاصات‪ ،‬وكل الناس قالت لى أن ابنى مات بطال‪ ،‬وإنه كان‬ ‫ممكن يكون عايش لكنه رفض النزول أجازة ونزل المأمورية‬ ‫مكان زميل له‪ ،‬وأنا عارفة أن ابنى كان بيحب مصر خالص وكان‬ ‫دايما يقولى إنه هيحارب اإلرهابين»‪.‬‬ ‫وحول ذكرياتها معه فى «عيد األم»‪ ،‬قالت والدة البطل‬ ‫الشهيد وهى تغالب دموعها‪« :‬يا عيد األم جيت من غير األحبة‪،‬‬ ‫الشهيد عمر ابنى حبيبى كان الزم يجيب لى هدية عيد األم‬ ‫وكان حريصا على ذلك حتى أنه مرة فى عيد األم كان فى‬ ‫الجيش‪ ،‬فطلب من زمالئه أن يحضروا لى هدية ويحتفلوا بى‪،‬‬ ‫وبالفعل جاء زمــالؤه للمنزل وأخذونى هم وأمهاتهم إحدى‬

‫والدة شهيد تفجير مدرعة العريش‪:‬‬

‫كان «ابن موت»‬

‫اإلسماعيلية‪ :‬محمد فوزى‬

‫الشرقية‪ :‬سناء الطاهر‬

‫هدى محمد عزالدين‪ ،‬مديرة مدرسة أحمد عرابى الثانوية بالشرقية‪ ،‬والدة‬ ‫الشهيد أحمد الشبراوي‪ ،‬قالت إن «نجلها‪ ،‬قائد السرية ‪ ،103‬ارتقى إلى ربه فى‬ ‫واقعة الهجوم على تمركز «البرص» بمدينة العريش‪ ،‬احتسبته وجميع أبطال‬ ‫الكتيبة ‪ ،103‬شهداء قدموا أرواحهم الغالية فداء للوطن «ابنى كان ملقبا‬ ‫وسط زمالئه بأسطورة الصاعقة المصرية‪ ،‬نظرا لتواجده فترة بالفرقة ‪،777‬‬ ‫وكان محبا ومخلصا للوطن ولزمالئه بشغف»‪ ،‬وتابعت‪« :‬رزقنى اهلل بثالثة أبناء‪،‬‬ ‫أميرة‪ ،‬محمد‪ ،‬والشهيد أحمد أصغرهم‪ ،‬ورغم حصوله على أعلى الدرجات فى‬ ‫الثانوية العامة‪ ،‬إال أن إصراره على االلتحاق بالكلية الحربية‪ ،‬حال دون االلتحاق‬ ‫بكليات القمة‪ ،‬وتخرج عام ‪ ،2007‬الدفعة ‪ ،101‬ونقل للعمل برفح‪ ،‬حتى عام‬ ‫‪ ،2010‬وبعدها التحق بالفرقة ‪ 777‬التابعة للصاعقة المصرية‪ ،‬وحصل على‬ ‫فرقة مكافحة اإلرهاب من إيطاليا‪ ،‬ومنذ عام ‪ 2010‬حتى عام ‪ 2013‬ظل يخدم‬ ‫فى الصاعقة‪ ،‬حتى انتقل للعمل فى رفح إلى يوم استشهاده يوم ‪ 7‬يوليو من‬ ‫العام الماضي»‪.‬‬ ‫«كان محبا لزمالئه‪ ،‬لدرجة أن أحد الضباط الناجين من الكتيبة‪ ،‬زارنا بعد‬ ‫استشهاد أحمد‪ ،‬وحكى لنا عن البطولة المشرفة للشهيد‪ ،‬وقت الهجوم على‬ ‫الكتيبة ‪ ،103‬وأنه كان يقدم نفسه على المجندين‪ ،‬ويجعلهم خلفه خوفا‬ ‫عليهم‪ ،‬قاتل ببسالة وأسقط عددا من اإلرهابيين»‪ ،‬قالتها األم بفخر وعزة‬ ‫فرحة بمجد نجلها الشهيد‪ ،‬مشيرة إلى أنها طلبت منه العودة للعمل فى الفرقة‬ ‫‪ 777‬لكنه كان مؤمنا بقضاء اهلل‪« ،‬قال لى حينما طالبته بالعودة‪ ،‬كل شىء‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫القاعات بمدينة ملوى واحتفلوا بى بعيد األم وقدموا لى هدية‬ ‫ابنى»‪.‬‬ ‫وتابعت‪« :‬ابنى حنية الدنيا كلها كانت فيه وطيبة الدنيا فيه‬ ‫وعطاء الدنيا فيه أنا مش قادرة أفتكر حاجة وحشة عملها معايا‪،‬‬ ‫هو شخصية حلوة ومحترمة‪ ،‬لكن ما تغالش على اللى خلقها‪،‬‬ ‫كان بيقعد تحت رجلى ويقولى أنا برتاح وأنا قاعد تحت رجلك‬ ‫يا أمى حتى أن مرة خالته قالتلة إية القعدة دى يا عمر رد عليها‬ ‫وقالها ما برتحش غير تحت رجل أمي‪ ،‬عندما كنت أتأخر عليه‬ ‫ومتصلش بيه يبعتلى رسالة ويقولى إنتى نسيتينى وال إيه أرد‬ ‫عليه وأقوله ال يا ضناى أنساك إزاى»‪.‬‬ ‫أم البطل تتذكر آخر مكالمة لها مع ابنها الشهيد‪ ،‬قبل‬ ‫‪ 48‬ساعة من استشهاده‪ ،‬وتقول‪ :‬كانت يوم الخميس‪ ،‬وكان‬ ‫المفروض إنه هينزل أجــازة يوم السبت اللى جانا فيه خبر‬ ‫استشهاده وقالى يا ماما عايز آكل أكلة حلوة من أكالتك‬ ‫اللى بتعمليها فجهزت األكل اللى كان بيحبه وكان مكرونة‬ ‫بالبشاميل وكيكة الشوكوالتة حتى أنها بعد وفاته فضلت كتير‬ ‫فى الثالجة مش عايزة حد يقرب منها»‪.‬‬ ‫حزنها على رحيل وليدها‪ ،‬لم يمنعها من التفكير فى‬ ‫مستقبل بلدها‪ ،‬فعندما تطرق الحديث عن االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫نفضت الحزن‪ ،‬وقالت بصوت قوى‪ « :‬االنتخابات واجب وطني‪،‬‬ ‫والبد لكل المصريين للذهاب لإلدالء بأصواتهم وتأييد الرئيس‬ ‫السيسى‪ ،‬وأنا كمصرية وأم شهيد عايزه انتخابات بلدى تنجح‬ ‫وتظهر بمظهر مشرف قدام العالم مصر بلدنا‪ ،‬ووالدنا الغاليين‬ ‫استشهدوا فداء تراب أرضها‪ ،‬وإحنا الزم نكمل المشوار ونحارب‬ ‫من أجل بلدنا بوطنيتنا ومشاركتنا ووقوفنا جنب قائدنا اللى‬ ‫رافع رايتنا وبيحارب اإلرهــاب‪ ،‬كما أننى تقدمت باسمى مع‬ ‫زمالئى المدرسين للمشاركة فى اللجان االنتخابية بجانب إننى‬ ‫أقوم بتوعية أهلى وأقاربى ومعارفى وجيرانى بضرورة النزول‬ ‫لالنتخابات والمشاركة كما أننى قمت بعمل توكيل رسمى أنا‬ ‫وزمالئى للرئيس عبدالفتاح السيسى»‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫بعزيمة صلبة‪ ،‬استكانت األم المكلومة لقضاء اهلل‪ ،‬يقتلها‬ ‫ألم الفراق‪ ،‬ويهدئ من روعها مكانته الرفيعة بين الصديقين‬ ‫والشهداء‪ ،‬مر على استشهاده ما يقارب العام‪ ،‬ومازالت تتذكر‬ ‫صوته فى أذنيها‪ ،‬تتطلع إلى صورته دوما‪ ،‬وعيناها مرهقة‬ ‫من فرط البكاء‪ .‬الشهيد المجند حسن ربيع‪ ،‬ارتقى إلى ربه فى‬ ‫السابع والعشرين من إبريل الماضى‪ ،‬فى حادث تفجير مدرعة‬ ‫أمنية بعبوة ناسفة بمدخل مدينة العريش‪ ،‬والذى أسفر عن‬ ‫استشهاد ‪ 3‬مجندين‪ ،‬وإصابة ‪ 7‬آخرين‪ ،‬وحينها خرجت مدينة‬ ‫فايد‪ ،‬مسقط رأسه باإلسماعيلية‪ ،‬تودع الشهيد فى جنازة مهيبة‬ ‫حضرها زمالؤه وقائد الكتيبة‪.‬‬ ‫«صعب جداُ غيابه فى يوم عيد األم‪ ،‬صعب يعدى اليوم ده‬ ‫عليا من غير ما أشوف حسن واسمع صوته وهوه بيقول لى كل‬ ‫سنة وأنتى طيبة يا أمى ويبوس راسى ويقدم لى هدية عيد‬ ‫األم»‪ ،‬باكية‪ ،‬رددت تلك العبارات سعاد بيومى‪ 52 ،‬عامًا‪ ،‬والدة‬ ‫الشهيد‪ ،‬معبرة عن حزنها على فراقه‪ ،‬مضيفة‪« :‬حسن اهلل‬ ‫يرحمه كان حنين قوى‪ ،‬وعمره ما نسى مناسبة عيد األم‪ ،‬ومهما‬ ‫كانت ظروفه المادية متعثرة‪ ،‬كان يجاهد ليدبر حاله ويشترى‬ ‫لى الهدية ولو حس إن أخواته نسيوا أو مش قادرين يشتروا‬ ‫هدية عيد األم‪ ،‬يشترى هو الهدايا ليهم علشان يقدموها لى‪..‬‬ ‫اهلل يرحمه عيد األم ملوش طعم من غيره»‪.‬‬ ‫قبل رحيله بيوم واحد‪ ،‬هاتف الشهيد والدته ليطمئن على‬ ‫أحوالها‪ ،‬وعلى غير عادته كان مشتاقا لرؤيتى ورؤية أشقائه‬ ‫«نفسى أشوفكم يا أمى واحشنى قوى»‪ ،‬وأخبرها بخروجه فى‬ ‫مأمورية ولن يتمكن من نزول إجازة وحضور «سبوع» مولود‬ ‫شقيقته «حسن كان بارا بى وبأخواته البنات‪ ،‬وعطوف واللى‬ ‫معاه مش ليه‪ ،‬وكان أول ما يرجع من المعسكر‪ ،‬ينزل يشتغل‬ ‫واللى يكسبه يعطيه ليا‪ ،‬وكنت أقوله نفسى افرح بيك وأجوزك‪،‬‬ ‫ودائما كان يرد بعبارة‪ ،‬ربنا يسهل إن شاء اهلل»‪.‬‬ ‫الحاجة سعاد أكدت أن الشهيد كان «ابن موت»‪ ،‬وتابعت‬ ‫«بعد فك ارتباطه بخطيبته‪ ،‬قلت له عايزين نخطبلك يا حسن‪،‬‬ ‫رفض وقال أنا مش هاتجوز أنا هاروح الجيش واستشهد هناك‬ ‫وأثناء إنهاء أوراق الخدمة العسكرية‪ ،‬فوجئت به يحكى لى أنه‬ ‫حلم ببنت جميلة ولما حاول يمسك إيدها قالت له أل مش‬ ‫دلوقت لما تجهز نفسك وكأنه كان بيجهز نفسه للشهادة»‪.‬‬ ‫وحول لحظة تلقيها خبر استشهاده‪ ،‬قررت أنها علمت‬ ‫بالخبر من زمالئه فى الكتيبة‪ ،‬حيث زارها ثالثة منهم‪ ،‬وكان‬ ‫الحزن يكسو وجوههم‪ ،‬وأخبروها فى البداية أن «حسن»‪،‬‬ ‫مصاب وحينما انفرد بهم شقيقه األكبر حسين‪ ،‬طلب منهم‬ ‫مصارحته‪ ،‬فأخبروه أنه استشهد فى حادث انفجار مدرعة شرطة‬ ‫«ذهبنا إلى مستشفى العريش للتعرف عليه‪ ،‬ولم نتمكن من‬ ‫رؤيته وأحضر زمالؤه الجثمان بعد الحادث بيومين ملفوفا بعلم‬ ‫مصر‪ ،‬إلى مدينة فايد حيث تم تشييع جثمانه فى جنازة مهيبة‬ ‫خرج فيها كل أبناء المدينة‪ ..‬إلى اآلن مش مصدقة إن حسن‬ ‫ابنى مات وإنى مش هاشوفه تانى»‪.‬‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪80‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫ياماما يا اما ياماتى‬ ‫سالماتى احترماتى قبالتى‬ ‫ياماما يا اما ياماتى‬ ‫سالماتى احترماتى قبالتى‬ ‫صباح الخير يا موالتى‬ ‫ياماما يما ياماتى‬ ‫صباح الخير يا موالتى‬ ‫ياماما يما ياماتى‬ ‫أبوس اإليد وقلبى سعيد‬ ‫يا أول حب فى حياتى‬ ‫أبوس اإليد وقلبى سعيد‬ ‫يا أول حب فى حياتى‬ ‫ياااااأمى‬

‫من وسط العتمة يأتى النور يشق الظالم‪ ،‬الشىء‬ ‫يبقى على حاله‪ ،‬الحزن يمر والفرح يأتى‪ ،‬مهما طال‬ ‫الزمان‪ ،‬تأتى الفرحة تبلسم الجراح‪.‬‬ ‫رسالة يحملها اختيار السيدة سلوى يحيى سعد‬ ‫عامر التى اختيرت األم المثالية على مستوى‬ ‫الجمهورية لعام ‪.2018‬‬ ‫قصة سلوى تستحق أن تروى سيدة مكافحة رضت‬ ‫بقضاء اهلل الذى رزقها بثالثة أبناء اثنين منهم من‬ ‫ذوى االحتياجات الخاصة وأحدهم مصاب بفشل‬ ‫كلوى‪.‬‬ ‫سلوى تحملت وربت أبناءها لم تتبرم أو تشكو‬ ‫فقط صبرت وقبلت التحدى صاحبة اللقب لم تيأس‬ ‫وحاولت بكل جهدها أن تقف بجوار أبنائها وتقوم‬ ‫على تربيتهم وتعليمهم‪ ،‬بل استطاعت أن تجعلهم‬ ‫يحصدون الكثير من الجوائز وحصل ابنها أحمد على‬ ‫لقب بطل العالم فى السباحة عام ‪ 2014‬وحصلت‬ ‫أميرة ابنتها المعاقة على لقب بطل العالم للسباحة‬ ‫فى أثينا عام ‪.2011‬‬ ‫المصور التقت باألم وأسرتها فى منزلها وشاركتهم‬ ‫الفرحة وتحدثت معهم للتعرف على المجهود الذى‬ ‫بذلته من أجل أن تحصل األم على هذا اللقب من بين‬ ‫‪ 824‬تقدمن للمسابقة اختير منهن ‪ 32‬كأمهات‬ ‫مثاليات لعام ‪.2018‬‬

‫األم البديلة على مستوى الجمهورية‪:‬‬

‫أنا أشد المعجبين بالرئيس‪..‬‬ ‫وتكريمى توفيق من ربنا‬ ‫صورة جماعية لألم المثالية وأسرتها مع الزميل محمود أيوب‬

‫تقرير‪ :‬محمود أيوب‬ ‫عدسة‪ :‬حسام عبد المنعم‬

‫فى أول لقاء مع أسرة األم المثالية‬ ‫على مستوى الجمهورية لعام ‪:2018‬‬

‫سعيدة باللقب‪ ..‬وأدعو األمهات‬ ‫للمشاركة فى االنتخابات الرئاسية‬ ‫صاحبة لقب األم المثالية من أبناء محافظة الجيزة تبلغ‬ ‫من العمر ‪ 59‬عامًا لديها ثالثة أوالد اثنان من ذوى االحتياجات‬ ‫الخاصة‪ ،‬أحمد ‪ 32‬سنة وأميرة طالبة فى الصف األولى الثانوى‪،‬‬ ‫وأسامة ‪ 28‬عامًا حاصل على بكالوريوس تجارة خارجية‪ ،‬تزوجت‬ ‫بعد أن تخرجت فى معهد خدمة اجتماعية‪ ،‬وكانت تتمنى أن تكمل‬ ‫فرصتها فى التعليم بعد الزواج لكنها فضلت تربية أوالدها‪.‬‬ ‫األم المثالية تحدثت قائلة إنها ألول مرة تتقدم فى حياتها‬ ‫لمسابقة األم المثالية‪ ،‬لكنها حصلت من قبل على لقب األم‬ ‫المثالية من إحدى الجمعيات عام ‪.2014‬‬ ‫وأضافت أنها لم تكن تعلم عن مسابقة األم المثالية وزوجها‬ ‫هو من تقدم لها باألوراق فى المسابقة‪ ،‬وبعدها محافظة الجيزة‬ ‫أبلغتها بصعودها لتصفيات األم المثالية على مستوى الجمهورية‬ ‫ً‬ ‫مشيرة إلى أن اهتمام وزارة‬ ‫بعد حصولها على أعلى الدرجات‪،‬‬ ‫التضامن بها بشكل كبير جعلها تشعر أن لقب األم المثالية فى‬ ‫الطريق إليها‪،‬‬ ‫خبر اختيارها أمًا مثالية كان بالنسبة لها شعورا ال يمكن‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪81‬‬

‫وصفه قالت‪ :‬كنت فى المستشفى بابنى أحمد المعاق‪ ،‬وعندما‬ ‫انتهيت من عمل غسيل الكلى له نسيت الموبايل وعندما اتصلت‬ ‫الوزارة بى أكثر من مرة اتصلت إحدى الممرضات بتليفون زوجى‬ ‫تبلغه بأن الوزارة تريد زوجته فى شىء مهم‪ ،‬وعندما اتصل بهم‬ ‫أبلغوه باختيارى أما مثالية على مستوى الجمهورية لعام ‪،2018‬‬ ‫وأبلغونى بتكريمى من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى‪.‬‬ ‫وتابعت حديثها بالقول‪ :‬شعور ال يمكن أن يوصف عندما‬ ‫علمت بالخبر‪ ،‬وللحقيقة لم أكن أتوقع أن يتم اختيارى‪ ،‬ولكن كنت‬ ‫أتمنى أن يتم اختيارى وكان بالنسبة لى حلما لكثرة مشاغلى‪ ،‬فلم‬ ‫أكن متحمسة لفكرة التقديم من البداية‪ ،‬بسبب مشاكلى الكثيرة‬ ‫ولدى ضغوط كثيرة فى حياتى بسبب األوالد لكن زوجى هو من‬ ‫سعى لفكرة التقديم‪.‬‬ ‫لم أكن أتوقع أن يكون لى أوالد من ذوى االحتياجات الخاصة‪،‬‬ ‫وليس أنا فقط ولكن كل األمهات‪ ،‬وعندما ترزق بطفل معاق من‬ ‫الصعب أن تتعامل معه دون أن تتعلم كيفية تربيته‪ ،‬فكان بالنسبة‬ ‫والموضوع كان مفاجأة أن يكون لدى أوالد من ذوى االحتياجات‬

‫الخاصة‪ ،‬ألنى عندما أنجبت أحمد االبن األول لم أكن أعرف أنه‬ ‫معاق إال مع مرور الوقت‪ ،‬وبالفعل بدأت أتعرف على كيفية التعامل‬ ‫معه‪ ،‬ولكن ما ساعدنى فى تربيتهما أننى أعمل مدرسة إخصائية‬ ‫اجتماعية فض ً‬ ‫ال عن عرضهما على أكثر من مراكز للتخاطب‪.‬‬ ‫مضيفة‪ :‬أحمد بطل جمهورية لسنوات طويلة وحصل على‬ ‫كثير من الميداليات فضى وبرونز فى السباحة‪ ،‬رغم أنه مريض‬ ‫بالكلى ومن ذوى االحتياجات الخاصة فهو يعشق السباحة منذ‬ ‫صغره‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن حصوله على بطولة تنس الطاولة‪ ،‬فاالثنان أحمد‬ ‫وأميرة حصال على بطولة مياه مفتوحة فى الغردقة عام ‪،2014‬‬ ‫وأميرة حصلت على بطولة العالم فى السباحة ‪ 2011‬فى أثينا‪.‬‬ ‫وعن مقابلتها للرئيس قالت‪ :‬لو أتيحت لى الفرصة أن أقف‬ ‫أمام الرئيس سأقول له‪ :‬شكرًا على إصدار قانون يحمى ذوى‬ ‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬ألنى‪ ،‬وجدت فيه أشياء كثيرة تمنيتها من‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬لكنها تحققت فى عهده‪ .‬ومكاسب كثيرة حققها‬ ‫هذا القانون فى وقت واحد وكانت بالنسبة لنا حلما‪ ،‬وهذا أول‬ ‫ً‬ ‫خاصة‬ ‫شىء البد أن أشكره عليه‪ ،‬وسأطلب منه رعاية األمهات‬ ‫أمهات ذوى االحتياجات واألم المصرية بشكل عام‪ ،‬ألنهن فع ً‬ ‫ال‬ ‫بحاجة أن تقف الدولة بجانبهن عن طريق دعمهن مادياً أو معنوياً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قائلة‪“ :‬مهما تحدثت عنه لن‬ ‫ووجهت سلوى رسالة إلى زوجها‬ ‫أوفى حقه لى‪ ،‬ألن من غيره لم أكن أستطيع أن أصل إلى ما وصلت‬ ‫إليه‪ ،‬ألنه بالفعل سندى ولما كنت بتعب وأحس إن الدنيا ضاقت‬ ‫بى ومشاكلى بتزيد كان دائماً فى ضهرى فع ً‬ ‫ال من غيره ماكنتش‬ ‫أعرف أعمل حاجة هو السبب فى اللى أنا فيه حالياً”‪.‬‬ ‫وعن رسالتها لألمهات فى االنتخابات الرئاسية قالت‪ ،‬أوجه‬ ‫رسالة لألمهات بالنزول أمام الصناديق للدفاع عن بلدهن وعن‬ ‫حق أوالدهن حتى لو كانت النتيجة محسومة للرئيس السيسى‪،‬‬ ‫ألن مشاركتهن مهمة فى هذا التوقيت‪ ،‬هذا بخالف أن المشاركة‬ ‫فى حد ذاتها حق دستورى لكل مواطن مصرى‪ ،‬وأقول ألمهات‬ ‫الشهداء من الجيش والشرطة الذين ضحوا بأغلى ما عندهم من‬ ‫أجل حماية البلد ربنا معاكم‪ ،‬فأنا دائمًا ما كنت أتألم من أجلهم‬ ‫فأنا أم وفقدت ابنى‪ ،‬وأعلم مدى فقدان ابن غالى لى ولدته‪.‬‬ ‫من جانبه قال زوجها المهندس محمد أحمد عبد الحفيظ‪:‬‬ ‫بذلنا أكثر ما نستطيع أنا وزوجتى فى تربية أوالدنا والحمد هلل‬ ‫وضعت يدى فى يد زوجتى لتربيتهم‪ ،‬ووصلنا بهم ألعلى مستوى‬ ‫وللحقيقة هى لم تتوان لحظة فى تربيتهم أو االعتناء بهم وضحت‬ ‫وتنازلت عن كثير من أجلهم وتنازلت وطول عمرها فى ضهرى‪،‬‬ ‫وكان كل اهتمامى توفير احتياجاتهم المادية واالجتماعية‪ ،‬لكن‬ ‫زوجتى هى من قامت بالدور االجتماعى ورعايتهم وكانت تذهب‬ ‫معهم فى كل مكان من تعليم وتمرين وكثير من احتياجاتهم‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن مسئوليتها فى المنزل وكل هذا تضحية عظيمة‪ ،‬ولو‬ ‫أقدر أنى أوصل بها لتكون أما مثالية لمصر لن أتأخر لحظة واحدة‬ ‫ألنها فع ً‬ ‫ال تستحق أكثر من هذا‪.‬‬ ‫مضيفاً‪“ :‬يارب يكون ربنا وفقنا أننا نوصل بأوالدنا للمستوى‬ ‫المقبول والحمد هلل أننا قدرنا نربيهم ونعلمهم وأدمجناهم فى‬ ‫الرياضة ونخليهم يوصلوا للى هما وصلولوا فأسامة كان متفوقا‬ ‫فى المرحلة االبتدائية وحصل على المركز األولى على مستوى‬ ‫الجمهورية‪ ،‬وأيضًا فى المرحلة اإلعدادية‪ ،‬وحصل على مجموع‬ ‫كويس فى الثانوية وكان بإمكانه أن يلتحق بكليات القمة لكنه‬ ‫فضل االلتحاق بكلية تجارة والحمد هلل ربنا موفقه فى شغله”‪.‬‬ ‫زوج األم المثالية ناشد المجلس القومى لإلعاقة بتكريم‬ ‫أوالده قائ ً‬ ‫ال‪“ :‬لم يفكر المجلس مرة واحدة فى تكريمهم‪ ،‬رغم‬ ‫أنه المسئول األول عن ذوى االحتياجات الخاصة فهم يستحقون‬ ‫التكريم‪ ،‬وأشيد فى ذات الوقت باالتحاد المصرى لإلعاقة الذهنية‬ ‫الهتمامه بأوالدى وتكريمه لهم أكثر من مرة”‪.‬‬

‫صوت دافئ حنون يأسر القلوب‪ ،‬يدل على رحابة صدر‬ ‫واسعة ووعى فريد‪ ،‬ينبوع من نفحات األرض الطيبة‪،‬‬ ‫مصرية الهوى واالنتماء‪ ،‬أم فريدة ال بديلة ترسم‬ ‫ابتسامة ال تعرف جرحاً‪ ..‬دليل الحائرين من قسوة الدنيا‬ ‫وما فيها‪.‬‬ ‫من معاني اسمها تعرف من تخاطب‪“ ،‬نعيمة طه أحمد”‬ ‫سيدة تقدم اإلحسان‪ ..‬ال تنتظر جزاء وال شكورا‪،‬‬ ‫فيض من عطاء متدفق متجدد ال يسعه الوادي‪ ،‬معين‬ ‫ال ينضب‪ .‬األم الفريدة ال البديلة والمثالية لعام ‪2018‬‬ ‫حاورتها المصور وحاولنا أن نعرف سبب اختيارها‬ ‫لتمثيل األم البديلة ‪ ..‬قالت في اختصار “توفيق من ربنا‬ ‫قبل كل شيء” لم يرزقني اهلل بأطفال لسبع سنوات‪،‬‬ ‫أكرمني اهلل بعد ذلك بثالثة أبناء‪ ،‬فأصبح لدى أربعة‬ ‫أبناء ال أفرق بينهم وكأنهم أوالدى وفلذة كبدى‪.‬‬

‫حوار‪ :‬شريف البرامونى‬ ‫نعيمة طه األم المثالية لألسرة البديلة على مستوى‬ ‫الجمهورية‪ ..‬تبلغ من العمر ‪ 57‬عاما لم تحصل على نصيب‬ ‫من التعليم سوى شهادة االبتدائية دفعتها ظروف الحياة‬ ‫وضيق الحال إلى العمل بجانب زوجها‪ ..‬تأخذ مكانها كامرأة‬ ‫عاملة للخدمات المعونة‪ ،‬لم تكتف بهذا وفضلت استكمال‬ ‫كفاحها بجانب عملها في مدرسة “الصفا اإلعدادية بنات”‬ ‫بمحافظة بني سويف وحصلت على دبلوم التجارة‪ ،‬وعينت‬ ‫بذات المدرسة أخصائية وسائل تعليمية‪.‬‬ ‫«نعيمة» أصرت على أن تواصل تعليمها فى فصول محو‬ ‫األمية حتى تلتحق باإلعدادية بجانب أطفالها لتدفعهم لحب‬ ‫التعليم‪ ،‬حملت رسالة ظلت في ذاكرتها طوال ‪ 40‬عاما مفادها‬ ‫قيمة التعليم في الحياة سمعتها من مدير المدرسة قبل أن‬ ‫تحصل على شهادة الدبلوم‪ ..‬قالتها “كان مدير المدرسة اهلل‬ ‫يقدس روحه يقولي علمي يا نعيمة وال تورثي “‪ ،‬ورغم ظروف‬ ‫الحياة التي مرت بها لم تستسلم وفضلت أن تقاتل هي‬ ‫وزوجها من أجل ظروف أفضل ألطفالها‪ ،‬انحنت على ماكينة‬ ‫خياطة لعشرين عاما‪ ،‬درست وتعلمت فن الحياكة بيديها‬ ‫صنعت فساتين الزفاف وأطلقت الفرحة والبهجة في كل مكان‪.‬‬ ‫حرصت على حضور المعارض الخاصة باألسر المنتجة تبيع‬ ‫وتشتري تكسب قوت يومها‪ ،‬جابت المحافظات قبلي وبحري‬ ‫تعرض ما صنعت يداها‪ ،‬ال تبخل على أحد بصنعتها وال ترفض‬ ‫طلبا لسائل‪.‬‬ ‫األم الفاضلة “نعيمة” مثالية في كل شيء عطية سخية‬ ‫حافظة للمشاعر كريمة الطبع تقول عن أبنائها األربعة ال‬ ‫تفرق بين أحد منهم‪.‬‬ ‫عن تكريمها من الرئيس عبدالفتاح السيسي‪ ،‬قالت‬ ‫لم أتوقع أن أتشرف بلقاء الرئيس في حياتي‪ ،‬وكما فوجئت‬ ‫بالتكريم واالختيار من مديرية التضامن بمحافظة بني سويف‬ ‫فوجئت أيضا بشرف دعوة الرئيس لتكريمي‪.‬‬ ‫لم تنهي حديثها وأضــافــت‪ ”:‬أنا من أشد المعجبين‬ ‫بالرئيس حتى قبل توليه الفترة الرئاسية األولى”‪ ..‬تتذكر في‬

‫عام ‪ 2013‬عندما وضعت الفتة على جدران المدرسة طالبت‬ ‫برحيل حكم اإلخوان عن مصر‪ ،‬والحمد هلل الرئيس السيسي‬ ‫أزاح عنا خطر اإلخــوان اإلرهابيين وأنقذ مصر من بالئهم‬ ‫وشرهم‪.‬‬ ‫نعيمة تؤكد أنها ستتقدم صفوف المشاركين في‬ ‫االنتخابات الرئاسية في الفترة من ‪ 26‬إلى ‪ 28‬مارس من‬ ‫الشهر الجاري‪ ،‬فهي تحشد جيرانها وأقاربها وتدعوهم‬ ‫للمشاركة في عرس مصر الديمقراطي‪.‬‬ ‫نعيمة في نهاية حديثها دعت لمصر والرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسي‪ ،‬مضيفة‪“ :‬ربنا يعينك ومعاك ويحرصك لمصر‬ ‫وينصرك على من يعاديك”‪.‬‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪82‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪83‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫األم والوطن‪..‬‬ ‫ثنائية الحب والعطاء‬

‫محمد الشافعى‬

‫طائر نورانى يحلق بجناحى الرحمة والعطاء‪ ..‬يشدو ويحنو فى فضاءات من المحبة واإليثار‪ ..‬يمتلك دعوات نبى ال ترد‪ ..‬وكرامات‬ ‫ولى ال تحد‪ ..‬هو الثريا التى يشتاق إليها ثرى الفردوس‪ ..‬فالجنة تحت أقدامه‪ ..‬ذلك الطير النورانى الذى يمأل الكون بالحب والعطاء‬ ‫هو (األم)‪ ..‬واألم قيمة عليا يصعب‪ ،‬بل تستحيل الكتابة عنها أو اإللمام بمآثرها وعطاياها‪ ..‬ورغم تلك الصعوبة التى تصل إلى حد‬ ‫المستحيل‪ ..‬إال أننا يمكن أن نتوقف أمام بعض تجليات األمومة بكل الوجد والخشوع‪ ..‬وفيما يلى بعض تلك التجليات‪.‬‬

‫ست الحبايب يا حبيبة يا‬ ‫أغلى من روحي ودمي‬ ‫ياحنينة وكلك طيبة ‪..‬‬ ‫يارب يخليكي يا أمي‬ ‫يا رب يخليكي يا أمي ‪ ..‬يا‬ ‫ست الحبايب يا حبيبة ‪..‬‬ ‫زمان سهرتي وتعبتي‬ ‫وشلتي من عمري ليالي‬ ‫ولسه برضه دلوقتي‬ ‫بتحملي الهم بدالي‬ ‫أنام وتسهري وتباتي‬ ‫تفكري‬ ‫وتصحي من اآلدان وتيجي‬ ‫تشقري‬ ‫يا رب يخليكي يا أمي ‪ ..‬يا‬ ‫ست الحبايب يا حبيبة ‪..‬‬ ‫تعيشي لي ياحبيبتي يا‬ ‫أمي ويدوم لي رضاكي‬ ‫أنا روحي من روحك أنت‬ ‫وعايشه من سر دعاكي‬ ‫بتحسي بفرحتي قبل الهنا‬ ‫بسنة‬ ‫وتحسي بشكوتي من قبل‬ ‫ما أحس أنا‬ ‫يا رب يخليكي يا أمي ‪ ..‬يا‬ ‫ست الحبايب يا حبيبة‪..‬‬

‫أمهات ذوى االحتياجات‪..‬‬

‫بطالت فوق العادة‬ ‫تقرير‪ :‬أشرف التعلبي‬

‫حسب ارقام وزارة التضامن يوجد فى مصر نحو ‪ 10‬ماليين معاق ‪،‬‬ ‫كل واحد منهم وراءه أم ترعاه وتحميه من غدر الحياة وتقود خطاه إلى‬ ‫المستقبل‪ ..‬فاألم غالبا هى كلمة السر فى حياة ابنها المعاق فهن أمهات‬ ‫لسن كبقية األمهات‪ ،‬استطعن بعرقهن أن يجعلن منهم أبطاال‪ ،‬يستحققن‬ ‫التحية والتقدير فى عيد األم‪ ،‬ألنهن أمهات فوق العادة‪ ،‬تحملن وضاعفن‬ ‫مسئولياتهن حتى ال يشعر أبناؤهن بأى فرق بينهم وبين األسوياء‪.‬‬ ‫أكثر من ‪ 34‬عاما قضتها عواطف عزيز‪ ،‬بجوار ابنها مينا‪ ،‬الذى يعانى من‬ ‫إعاقة ذهنية‪ ،‬وهى على يقين من أن مساندتها ودعمها وتضحيتها بجد وصبر‬ ‫جعلت من نجلها المعاق شخصا قادرا على العطاء‪.‬‬ ‫ورغم عملها كمديرة إدارة اإلنتاج والتشغيل بهيئة الثروة السمكية‪،‬‬ ‫إال أنها لم تبخل أو تقصر يوما من األيام مع “مينا”‪ ،‬بل تدربت وقرأت كثيرا‬ ‫لتعرف كيف تتعامل معه‪ ،‬كيف تفهمه‪ ،‬وتساعده‪ ،‬وعندما سألتها عن كفاحها‬ ‫مع ابنها ردت بقناعة‪“ :‬فى الحقيقة األبناء هم من كافحوا معنا أكثر من كفاحنا‬ ‫نحن معهم»‪.‬‬ ‫عواطف مثل ماليين األمهات مثلها قضت نصف عمرها فى تربية أبنائها‪،‬‬ ‫ومن بينهم “مينا”‪ ،‬الذى يبلغ عمره ‪ 34‬عاما وجسمه ال يزيد عن طفل عمره‬ ‫‪ 12‬عاما‪ ،‬وكانت الصدمة والمعاناة عندما اكتشفت إعاقته بعد والدته‪ ،‬ولم‬ ‫تكن تعرف كيفية التعامل مع اإلعاقة‪ ،‬فحينها لم تكن هناك توعية بقضايا‬ ‫ذوى االحتياجات الخاصة‪ ،‬ولم يعرف “مينا” كيف يعبر عما بداخله إذا جاع أو‬ ‫عطش‪.‬‬ ‫«بدأنا فى تطوير فكر مينا‪ ،‬وبدأ يتعلم منهج التربية الفكرية فى‬ ‫المدرسة الفكرية‪ ،‬وتطور مينا وأصبح شخصا مختلفا‪ ،‬ولديه ذاكرة قوية‬ ‫جدا‪ ،‬واآلن يعمل بنادى وادى دجلة‪ ،‬وهو قادر على العمل‪ ،‬لكن المشكلة‬ ‫تكمن فى النادى الذى يرفض عمله‪ ،‬فقط يعطيه مرتبا دون عمل‪ ،‬ولذلك‬ ‫مينا مستاء جدا ألنه يتقاضى راتب دون عمل»‪ ،‬قالتها عواطف متأثرة‪ ،‬لتشرح‬ ‫معاناة نجلها فيما يخص نظرة المجتمع إلعاقته‪ ،‬مشيرة إلى أنه عندما يجدها‬ ‫مريضة يطبطب عليها‪ ،‬ويحاول إقناعها بتجهيزه شيئا لشربه أو يتصل بأحد‬ ‫لينقذها‪.‬‬ ‫األم عواطف‪ ،‬استرجعت ذكريات ‪ 34‬عاما‪ ،‬انقضت كلمح البصر‪ ،‬قائلة‪:‬‬ ‫“أكتر واحد حنين عليا ويشعر بي‪ ،‬ألننا أغلب الوقت متالزمان أنا ومينا‪،‬‬ ‫وال أخشى على مستقبله‪ ،‬ألنه اآلن أصبح قادرا على ممارسة حياته بشكل‬ ‫طبيعي»‪.‬‬ ‫عواطف وجهت رسالة لكل أم معاق‪“ :‬ال تيأسى وال تستسلمى ألن ابنك‬ ‫معاق ذهنى أو غيرها من اإلعاقات‪ ،‬البد على كل أمّ أن تعرف إمكانيات االبن‬ ‫المعاق‪ ،‬فهناك قدرات كامنة داخلهم تجعلهم قادرين على أن يصبحوا أبطاال‪،‬‬ ‫فقط علينا البحث عن هذه القدرات‪ ،‬والعيب فينا أحيانا كأمهات ألننا ال نفهم‬

‫أبناءنا‪ ،‬فالعطاء ال يكون على قدر ما يحتاجونه‪ ،‬وبالتالى نصبح مقصرين‬ ‫معهم»‪.‬‬ ‫رانيا محمود والــدة البطل مصطفى حسام‪ ،‬تصف معاناة نجلها مع‬ ‫اإلعاقة قائلة‪“ :‬لم تمنعه إعاقته عن مواصلة حياته الطبيعية كاألسوياء‪،‬‬ ‫بل تفوق على كثير منهم بالطموح والتحدي»‪ ...‬مصطفى حسام‪ ،‬الشاب‬ ‫العشريني‪ ،‬الذى يعانى من إعاقة فكرية( متالزمة داون) حاصل على أكثر من‬ ‫‪ 70‬ميدالية‪ ،‬منها ‪ 20‬ميدالية ذهبية‪ ،‬فى الفروسية والسباحة وألعاب القوى‬ ‫وتنس الطاولة»‪.‬‬ ‫أم البطل مصطفي‪ ،‬تحدت كل الظروف المحيطة بها‪ ،‬وجعلت من ابنها‬ ‫بطال ذا قدرات خاصة‪ ،‬يقف فوق منصات التكريم‪ ..‬تحملت “رانيا” نظرة الناس‬ ‫وعدم توفير سبل الراحة لذوى االحتياجات الخاصة‪ ،‬وتنقل أبنائها فى عدة‬ ‫مدارس وجمعيات تأهيلية لذوى االحتياجات الخاصة‪ ،‬مثل مركز الحق فى‬ ‫الحياة‪ ،‬ومركز آباء وأبناء‪ ،‬والشمس المشرقة‪ ،‬وعندما وصل إلى عشرين عاما‬ ‫شعر بحالة عدم ارتياح نفسى لذلك ترك المدرسة‪.‬‬ ‫البطل مصطفى‪ ،‬يُجيد القراءة والكتابة‪ ،‬لكنه لم يُكمل تعليمه‪ ،‬إال‬ ‫أنه نجح فى مجال الرياضة‪ ،‬بعد اكتشاف قدراته الكبيرة‪ ،‬ولذلك ركزت األم‬ ‫على تنمية هذه القدرات من خالل تعليمه وتدريبه على عدد من األنشطة‬ ‫الرياضية‪ ،‬بحيث يتميز فيها‪ ،‬وحصد مصطفى جوائز على المستوى الدولى‬ ‫والمحلى‪.‬‬ ‫رانيا تقسم أنها لم تشعر يوما بأن ابنها معاق‪ ،‬ألنه من ذوى القدرات‬ ‫خاصة‪ ،‬بل شجعته على المشاركة فى البطولة العربية‪ ،‬تحت رعاية الرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسي‪ ،‬وحقق فيها ثالث ميداليات‪ ،‬إحداهما ذهبية‪ ،‬وتم ترشيحه‬ ‫لبطولة العالم فى السباحة‪-.‬‬ ‫عايدة محمد‪ ،‬لم تختلف عن رانيا أو عواطف كثيرا‪ ،‬ضحت مثلها تماما من‬ ‫أجل بنتها مريم “معاقة داون”‪ ،‬ومنذ والدتها‪ ،‬تتحمل عناء التربية والعالج‬ ‫حتى ال تشعر بنتها مريم بأى النقص‪ ،‬وتعيش حياة طبيعية مثل أخوتها‪.‬‬ ‫أم مريم حملت على عاتقها أن تجعل من ابنتها فتاة ذات قدرات خاصة‪،‬‬ ‫فضمتها ألحد النوادى لتعلم السباحة‪ ،‬كما ضمتها إلى فرقة الشكمجية‪،‬‬ ‫لتعلم الفنون‪ ،‬لتعبر عن نفسها وتخرج الطاقة الكامنة داخلها‪.‬‬ ‫أما الطالبة منار خير‪ ،‬كفيفة‪ ،‬فأرادت أن تعبر عن شكرها إلى أمها بأسلوب‬ ‫مختلف‪ ،‬فقالت فى حبها شعرا‪“ :‬أنت نسمة حب صافية‪ ..‬أنت كلمة حنون‬ ‫دافية‪ ،‬أنت عين سهرانة دائما‪ ..‬بينا نائمة ولينا صاحية‪ ،‬النجوم غيرانة منك‪..‬‬ ‫القمر سهران يفكر‪ ،‬من جماله وزاد عليهم‪ ..‬من فى قلبه الحب نار‪ ،‬مين‬ ‫هيبقى غيرك أنت‪ ،‬اللى ضحيتى بهناكي‪ ،‬كنت أنا فرحك وجرحك‪»..‬‬ ‫زينب عبدالجليل‪ ،‬لم تترد لحظة فى تقديم استقالتها من أجل ابنها‬ ‫إبراهيم‪ 23 ،‬عاما ويعانى من إعاقة ذهنية‪“ :‬ليس هناك أهم من أبنائى‬ ‫ورعايتهم‪ ،‬وبالصبر استطعنا دعم إبراهيم وحصل على الشهادة اإلعدادية‬ ‫من خالل دمج المعاقين»‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رعايـة األم واحترامهـا وتقديـر‬ ‫عطائهـا‪ ..‬فـرض إلهـى نـزل مـن فـوق سـبع‬ ‫سـموات‪ ..‬ليتلـو قرآنـا كريمـاً نتلـوه ونتعبد به‪،‬‬ ‫ففـى سـورة لقمـان‪« :‬ووصينـا اإلنسـان بوالديه‬ ‫حملتـه أمـه وهنـ ًا علـى وهـن‪ ،‬وفصالـه فـى‬ ‫عاميـن‪ ،‬أن اشـكر لـى ولوالديك إلـى المصير»‪..‬‬ ‫وفـى سـورة اإلسـراء «وقضـى ربـك أال تعبـدوا‬ ‫إال إيـاه وبالوالديـن إحسـاناً‪ ،‬إمـا يبلغـن عنـدك‬ ‫الكبـر أحدهمـا أو كالهمـا‪ ،‬فال تقل لهمـا أف وال‬ ‫تنهرهمـا وقـل لهما قـو ًال كريمـاً‪ ،‬واخفض لهما‬ ‫جنـاح الـذل مـن الرحمـة‪ ،‬وقـل ربـى ارحمهمـا‬ ‫كمـا ربيانـى صغيـرا»‪.‬‬ ‫فهـذه اآليـات الكريمـة تعـد مواثيـق‬ ‫وعهودًا يجب أن يسـير على دربها كل إنسـان‪..‬‬ ‫بتقديـس واحتـرام األبويـن وخاصـة األم‪ ..‬التى‬ ‫شـدد الرسـول الكريـم علـى رعايتها فـى حديثه‬ ‫الشـريف‪ ..‬عندمـا سـأله سـائل مـن أحـق الناس‬ ‫بحسـن صحابتـى‪« .‬قـال أمـك قـال ثـم مـن‬ ‫قـال أمـك قـال ثـم مـن قـال أمـك قـال ثـم مـن‬ ‫قـال أبـوك»‪ ..‬ورغـم هـذا نقـرأ ونشـاهد يوميـاً‬ ‫الكثيـر مـن مآسـى (عقـوق الوالديـن)‪ ..‬والتـى‬ ‫تصـل إلـى حـد قتـل األم أواألب‪ ..‬ومثـل هـذه‬ ‫السـلوكيات الشـاذة‪ ..‬تسـتوجب تضافـر جهـود‬ ‫كل مؤسسـات وهيئـات المجتمـع (المؤسسـة‬ ‫الدينيـة ‪ -‬مؤسسـات التعليـم ‪ -‬اإلعـالم ‪-‬‬ ‫الثقافـة‪ ..‬إلـخ)‪ ..‬ألن من يجرؤ علـى أن يتطاول‬ ‫علـى أمـه أو أبيـه‪ ..‬لـن يكـون إال (مجرمـا)‪ ..‬ال‬ ‫يتـورع عـن ارتكاب كل أنـواع الجرائـم‪ ..‬ليصبح‬ ‫آلـة هـدم تسـعى إلـى تقويـض أركان المجتمع‪.‬‬ ‫ثانيـا‪ :‬األم ملهمـة الشـعراء والمبدعين فى‬ ‫كل العصـور‪ ..‬حيـث حظيـت بـآالف القصائـد‬ ‫مـن الشـعراء القدامـى والمحدثيـن‪ ..‬ومـن هذا‬ ‫الشـعر مـا قالـه شـاعر النيـل حافـظ إبراهيـم‬ ‫األم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫أعددت شعباً طيب األعراق‬ ‫األم روض إن تعهدها الحيا‬ ‫بالثرى أورق أيما إيراق‬ ‫األم أستاذ األساتذة األول‬ ‫شغلت مآثرهم مدى اآلفاق‬ ‫ويقول اإلمام الشافعي‬ ‫فعقوقهـا‬ ‫واخضـع ألمـك وأرضهـا‬ ‫إحـدى الكبر‬ ‫ويقول أبو العالء المعري‬ ‫العيش ماض فأكرم والديك به‬ ‫واألم أولى بإكرام وإحسان‬ ‫وحسبها الحمل واإلرضاع تدمنه‬ ‫أمران بالفضل ناال كل إنسان‬ ‫ثالثـ ًا‪ :‬فـى عالـم الغنـاء هنـاك اآلالف مـن‬ ‫األغنيـات بـكل لغـات العالـم تتحـدث عـن األم‬ ‫وعطائهـا وحنانهـا‪ ..‬ومـن بين عشـرات المئات‬

‫مـن األغنيـات العربيـة عـن األم تجلـس علـى‬ ‫القمـة أغنيـة (سـت الحبايـب) التـى أبدعهـا‬ ‫الثالثـى العبقـرى الشـاعر حسـين السـيد‪..‬‬ ‫وموسـيقار األجيـال محمـد عبدالوهـاب وكـروان‬ ‫الشـرق فايـزة أحمـد‪ ..‬والتـى يقـول مطلعهـا‪..‬‬ ‫ست الحبايب ياحبيبة‪..‬‬ ‫يا أغلى من روحى ودمي‬

‫ياحنينة وكلك طيبة‬ ‫يارب خليكى يا أمي‬ ‫رابعـاً‪ :‬اسـتطاعت الروايـة العربيـة أن تقدم‬ ‫شـخصية األم بـكل أبعادهـا وجوانبهـا‪ ..‬وإن‬ ‫كانـت الغالبيـة العظمـى مـن الروايات لـم تتخذ‬ ‫مـن األم ركيـزة أساسـية لهـا‪ ..‬إال أن وجـود‬ ‫األم حتـى ولـو كان هامشـياً فى تلـك الروايات‪..‬‬ ‫يسـتطيع أن يلمـس عقـل ووجـدان القـارئ‪..‬‬ ‫سـواء عند اإلشـادة بعطاء وتضحيـات األمهات‪..‬‬ ‫أو عنـد التركيـز علـى عقـوق وجفـاء األبنـاء‪.‬‬ ‫خامسـاً‪ :‬قدمـت السـينما المصريـة العديـد‬ ‫مـن الفنانـات الالئـى يبـرزن فـى تجسـيد‬ ‫شـخصية األم‪ ..‬وتأتـى فـى المقدمـة الفنانـة‬ ‫الراحلـة أمينـة رزق‪ ..‬ورغـم أنهـا لـم تعش حياة‬ ‫األمومـة فـى الواقـع‪ ..‬ألنهـا لـم تتـزوج وتنجـب‬ ‫أطفـا ً‬ ‫ال‪ ..‬إال أنهـا أهـم فنانـة جسـدت دور األم‬ ‫علـى الشاشـة العربيـة‪ ..‬ومعهـا بـرزت الفنانـة‬ ‫فـردوس محمـد‪ ..‬ومـن بعدهما الفنانـة كريمة‬ ‫مختـار‪ ..‬ثـم العشـرات مـن النجمـات والفنانـات‬ ‫الالئـى أصبحـن يقبلن دور األم فى سـن صغيرة‬ ‫نسـبياً‪ ..‬ربمـا ألن شـخصية األم تجعـل الفنانـة‬ ‫تقـدم أداء طبيعيـ ًا وصعبـ ًا مـن خـالل مدرسـة‬ ‫(السـهل الممتنـع)‪ ..‬فـاألم موجـودة فـى كل‬ ‫مـكان‪ ..‬ولكـن تجسـيد المشـاعر واألحاسـيس‬ ‫فـى مواقـف بعينهـا (الحـزن ‪ -‬الفـرح ‪ -‬االنتقـام‬ ‫ المـرض‪ ..‬الـخ)‪.‬‬‫يسـتلزم عمليـة اسـتنفار كبيـرة لـكل‬

‫ممثلـة‪ ..‬لكى تقدم تلك المشـاعر واألحاسـيس‬ ‫بطريقـة تتطابـق مـع المشـاعر األصليـة‪.‬‬ ‫سادسـاً‪ :‬األم هـى الحنـان والحـب والعطاء‪..‬‬ ‫وكل المشـاعر النبيلـة التـى تمنحهـا مـن دون‬ ‫أن تنتظـر مـن ورائهـا «جـزا ًء وال شـكوراً»‪..‬‬ ‫ولذلـك فتكريـم األم واجـب وفـرض‪ ..‬وقـد‬ ‫توافـق النـاس فـى كل الدنيـا علـى أن يجعلـوا‬ ‫األم والوطـن وجهيـن لعملـة واحـدة‪ ..‬فـاألم‬ ‫هـى السـكن والوطـن‪ ..‬والوطـن هـو األم‬ ‫العمالقـة التـى تحتـوى كل أبنائهـا‪ ..‬وكمـا أننـا‬ ‫نشـاهد ونتألم ونحـزن لوجود بعض سـلوكيات‬ ‫«عقـوق الوالديـن»‪ ..‬فـإن اآلالم واألحـزان‬ ‫أقصـى وأقسـى عندمـا نشـاهد سـلوكيات‬ ‫«عقـوق الوطـن»‪ ..‬وتلـك السـلوكيات كثيـرة‬ ‫تبـدأ مـن عـدم إتقـان العمـل وتنتهـى بإجـرام‬ ‫اإلرهابييـن‪ ..‬وقـد توعـد اهلل سـبحانه وتعالـى‬ ‫مـن يسـىء إلى والديـه‪ ..‬بتعرضه ألبشـع أنواع‬ ‫العـذاب والعقـاب‪ ..‬وعلـى نفـس النهـج فـإن‬ ‫مـن يسـىء للوطـن وخاصـة الذيـن يمارسـون‬ ‫جرائـم اإلرهـاب بالتخريـب وترويـع اآلمنيـن‬ ‫وتكفيـر النـاس‪ ..‬يجـب أن يعاقبـوا بأقسـى‬ ‫العقوبـات‪ ..‬وفـى القـرآن الكريـم آيـات كريمات‬ ‫تحـدد عقوبـات شـديدة وحاسـمة لـكل مـن‬ ‫يحـارب اهلل والرسـول والوطـن‪ ..‬والمؤلـم أن‬ ‫هـؤالء اإلرهابييـن الذين يمارسـون أبشـع أنواع‬ ‫«عقـوق الوطـن»‪ ..‬يمارسـون أيضـ ًا عقـوق‬ ‫الوالديـن‪ ..‬حيـث يقـوم غالبيتهـم بتكفير اآلباء‬ ‫واألمهـات واألشـقاء واألهـل‪ ..‬ألنهـم يرفضـون‬ ‫موافقتـه علـى أفـكاره المغلوطـة‪ ..‬والتـى ال‬ ‫تسـتند إلـى شـرع أو قانـون‪ ..‬ومثـل هـؤالء‬ ‫اإلرهابييـن ليـس مسـتبعداً منهـم أن يسـعوا‬ ‫فـى األرض فسـاداً فـى محاولـة يائسـة إليقـاع‬ ‫«األلـم» بالوطـن‪ ..‬وذلـك ألنهـم يؤلمـون‬ ‫ويحزنـون األمهـات واآلبـاء‪ ..‬وعلـى طريقـة‬ ‫أمثالنـا الشـعبية «اللـى مالـوش خيـر فـى أمـه‬ ‫مالـوش خيـر فـى وطنـه»‪ ..‬ومحاربـة هـؤالء‬ ‫اإلرهابييـن تسـتلزم وجـود اسـتراتيجية واضحة‬ ‫المعالـم‪ ..‬تشـارك فيهـا كل هيئات ومؤسسـات‬ ‫الدولـة‪ ..‬وتبـدأ هـذه االسـتراتيجية بحسـن‬ ‫إعـداد األم‪ ..‬وكمـا ذكرنـا شـعر حافـظ إبراهيم‬ ‫الرائـع الـذى قـال‪-:‬‬ ‫األم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫أعددت شعباً طيب األعراق‬ ‫فـاألم هـى الوطـن الصغيـر‪ ..‬والوطـن هـو‬ ‫األم العظيمـة التـى تضمنا وتحنـو علينا‪ ..‬ونحن‬ ‫نحتفـل بعيـد األم يجـب علينا أن نظهـر كل آيات‬ ‫المحبـة والعرفـان لألمهـات‪ ،‬حيـث لـو كـن مـن‬ ‫الراحـالت عـن الدنيـا‪ ..‬ويجـب أيضـاً أن نظهـر‬ ‫كل آيـات العشـق لهـذا الوطـن العظيـم بالعمل‬ ‫الجـاد ومواجهـة أعدائـه بـكل القوة والحسـم‪.‬‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪84‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫لو تسمحيلى اعتذرلك‬ ‫ياحبيبتى ع لحظة مرت‬ ‫من غير ما اكون فيها‬ ‫جنبك من غير ما اقولك‬ ‫بحبك‬ ‫كام فرصة ضاعة عليا‬ ‫دلوقتى بتمنى قربك‬ ‫وأنا ماشى بدعوتك ليا‬ ‫ومحتاج وجودك اكتر ما‬ ‫انتى محتجاني‬ ‫يا حبيبة وغالية وقريبة‬ ‫قدام عنيا يا امى وحشاني‬ ‫وانتى اكتر واحدة حبتنى‬ ‫طول حياتك عايشة‬ ‫علشاني‬ ‫كانت دايما تقولى ربنا‬ ‫يحميك ويحبب خلقه فيك‬ ‫ويوقفلك دايما والد الحالل‬ ‫وحشتينى يا امى ومهما‬ ‫بغيب وال الدنيا‬ ‫بتاخدنى دايما ريحتك ف‬ ‫حضنى مهما البعد طال‬ ‫وأنا ماشى بدعوتك ليا‬ ‫ومحتاج وجودك اكتر ما‬ ‫انتى محتجاني‬ ‫يا حبيبة وغالية وقريبة‬ ‫قدام عنيا يا امى وحشاني‬ ‫وانتى اكتر واحدة حبتنى‬ ‫طول حياتك عايشة‬ ‫علشاني‬

‫لم يكن ظهورهن على‬ ‫الشاشة الفضية أو الشاشة‬ ‫الصغيرة‪ ،‬من أجل التربح‬ ‫أو لمجرد تقديم عمل فنى‬ ‫تجارى بحت‪ ،‬إنما كن أصحاب‬ ‫رسالة‪ ،‬علمن األمهات كيف‬ ‫يكون تعاملهن مع أبنائهن عبر‬ ‫أعمال فنية محفورة فى تاريخ‬ ‫السينما والتليفزيون‪« ..‬أمينة‬ ‫رزق‪ ،‬زوزو نبيل‪ ،‬كريمة مختار‪،‬‬ ‫مديحة يسرى‪ ،‬فردوس محمد»‪،‬‬ ‫رسخوا دور األم وتضحياتها‬ ‫ألجل أبنائها وحنانها فى أعمالهم‬ ‫المميزة‪ ،‬فكانوا جزءا من تاريخ‬ ‫مصر وقوتها الناعمة فى المنطقة‬ ‫العربية خالل عقود من الزمن‪.‬‬ ‫«المصور» تلقى الضوء على‬ ‫أشهر أمهات الفن المصرى‪،‬‬ ‫الالتى ال تزال صورهن راسخة‬ ‫فى أذهان ووجدان المشاهدين‪.‬‬

‫تقرير ‪ :‬سما الشافعى‬

‫أمينة رزق وتحية كاريوكا‬ ‫وشادية وسناء جميل‬

‫أمهات بال أبناء‬

‫فردوس محمد‬ ‫اشتهرت بتجسيد دور األم‪ ،‬الفنانة فردوس محمد‪ ،‬التى تعتبر‬ ‫أقدم من قدمت دور األم وظلت فى عباءة هذه الشخصية دون‬ ‫الخروج منها حتى مماتها ‪ ،‬حيث حملت فردوس محمد‪ ،‬حينها‬ ‫لقب «أم السينما المصرية‪ ،‬ومن أبرز األعمال التى قدمت فيها‬ ‫دور األم أفالم ‪ ،‬حكاية حب‪ ،‬رد قلبى‪ ،‬المجرم‪ ،‬المالك الصغير‪،‬‬ ‫سيدة القصر‪ ،‬شباب امرأة‪ ،‬البنات والصيف‪ ،‬ومع ذلك لم تحظ‬ ‫بنعمة اإلنجاب‪.‬‬ ‫أمينة رزق‬ ‫من أهم أمهات السينما والدراما المصرية الفنانة أمينة‬ ‫رزق‪ ،‬أو عذراء السينما‪ ،‬اعتادت منذ شبابها على تقديم دور األم‬ ‫ونجحت فيه إلى أن صدقها الجمهور وأصبحت هى األم األولى فى‬ ‫كل بيت مصري‪ ،‬حيث جسدت دور األم أمام فنانين ُكثر فى مثل‬ ‫سنها تقريبا‪ ،‬وفى بعض األحيان أكبر منها سنا على عكس غيرها‬ ‫من الفنانات الالتى لم يقبلن بذلك وهن فى سنها أو أكبر منها‪،‬‬ ‫بل كن يفضلن تجسيد شخصيات لم يتزوجن بعد ‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫ذلك أتقنت أمينة رزق دور األم حتى صدقها المشاهد‪ ،‬ولم يشعر‬ ‫بفارق السن البسيط بينها وبين األبطال المشاركين معها فى‬ ‫أى عمل‪ ،‬رغم حرمانها من األطفال ألنها لم تتزوج إطالقا وظلت‬ ‫عذراء حتى مماتها عن عمر يناهز الثالثة والتسعين عاما‪.‬‬ ‫شادية‬ ‫الفنانة المتعددة المواهب «شادية» استطاعت أن تتقن‬ ‫دور األم‪،‬وأبــكــت كل من شاهدها من كثرة صدق مشاعرها‬ ‫باألمومة‪ ،‬حيث لم يتخيل أحد امرأة بداخلها كمية هذا الحب‬ ‫والشعور باألمومة‪ ،‬رغم حرمانها من اإلنجاب وزواجها ثالث مرات‪،‬‬ ‫ففى فيلم «المرأة المجهولة» استطاعت أن تؤثر فى المشاهد‬ ‫لدرجة البكاء‪ ،‬حيث جسدت مشاهد فراقها لطفلها بإبداع شديد‬ ‫وكأنها أم بالفعل‪ ،‬كما قامت بغناء أشهر أغنية فى ذلك الفيلم‬ ‫لنجلها «سيد الحبايب يا ضنايا انت» والتى أبكت كل كبير وصغير‬ ‫وتعيش ألحانها فى داخلنا حتى اآلن‪.‬‬ ‫« شادية « أدت أداء غير عادى فى فيلم « ال تسألنى من أنا‬

‫كريمة مختار هى صاحبة الدور‬ ‫األبرز على صعيد الدراما والسينما‬ ‫والمسرح التى جسدت شخصية األم‬ ‫بجدارة وأطلق عليها جمهورها لقب‬ ‫«أم المصريين» حيث ظهرت بدور‬ ‫األم فى مسرحية «العيال كبرت»‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪85‬‬

‫أنتِ وكفى‬

‫من أهم أمهات السينما والدراما المصرية الفنانة أمينة رزق أو عذراء السينما اعتادت‬ ‫منذ شبابها على تقديم دور األم ونجحت فيه إلى أن صدقها الجمهور وأصبحت هى‬ ‫األم األولى فى كل بيت مصرى‬ ‫« من خالل تقديمها شخصية األم التى تنازلت عن ابنتها بمقابل‬ ‫مادى لتربى أبناءها بينما ظلت بجوار ابنتها فى صورة خادمة‪ ،‬حيث‬ ‫تمتعت بمشاعر صادقة وقوية لدرجة جعلت المشاهد يعتقد أنها‬ ‫فى الحقيقة أم حنون ومكافحة ليكتشف جمهورها بأنها لم تنجب‬ ‫على اإلطالق وحرمت من إحساسها باألمومة‪.‬‬ ‫مديحة يسرى‬ ‫حال الفنانة مديحة يسرى‪ ،‬كان أكثر إثارة وتعاطفا من‬ ‫جمهورها حيث إنها من أكثر الفنانات الالتى جسدن دور األم‬ ‫ونجحن فيه كثيرًا‪ ،‬وعلى عكس األمهات الالتى لم ينجبن ولم‬ ‫يشعرن بإحساس األمومة من األســاس‪ ،‬فقد أنجبت وتوفى‬

‫«شادية» استطاعت أن تتقن دور‬ ‫األم‪،‬وأبكت كل من شاهدها من كثرة‬ ‫صدق مشاعرها باألمومة‬

‫نجلها وهو شاب فى ربيع عمره فى حادث طائرة‪ ،‬فــازدادت‬ ‫براعتها فى أداء شخصية األم بعد رحيله‪ ،‬من خالل فيلم « ال‬ ‫تسألنى من أنا « التى جسدت فيه دور سيدة غير قادرة على‬ ‫اإلنجاب وتبنت ابنة سيدة فقيرة مقابل أموال ‪ ،‬كما أبدعت فى‬ ‫دور األم من خالل فيلم «الخطايا « الذى يعتبر واحدا من أروع‬ ‫كالسيكيات السينما المصرية ‪.‬‬ ‫سناء جميل‬ ‫إحدى النجمات الالتى لمعن فى دور األم وقدمنه بجدارة‬ ‫خاصة فى فيلم « اضحك الصورة تطلع حلوة « فى شخصية أم‬ ‫الفنان العظيم أحمد ذكى رغم أنها لم تنجب أبناء فى الحقيقة‪،‬‬ ‫ولكن ظروفها غير ظروف باقى الفنانات ألنها هى من رفضت‬ ‫اإلنجاب كى اليشغلها عن التمثيل فضحت باألطفال فى سبيل‬ ‫الفن‪ ،‬ولكنها أكدت فى تصريحات صحفية قبل وفاتها بأنها‬ ‫ندمت على تضحيتها ‪.‬‬ ‫تحية كاريوكا‬ ‫بالرغم من زواجها ‪ 13‬مرة لم ترغب الفنانة « تحية كاريوكا»‬ ‫فى اإلنجاب بسبب حبها للرقص والفن وخوفا من تشوه جسدها‬ ‫بالحمل والــوالدة ‪ ،‬ومع ذلك قدمت دور األم فى العديد من‬ ‫أفالمها حتى قام بتصديقها الجمهور خاصة فى فيلم « خللى بالك‬ ‫من زوزو « التى جسدت من خالله دور والدة السندريال «سعاد‬ ‫حسنى»‪.‬‬ ‫كريمة مختار‬ ‫كانت الفنانة الراحلة كريمة مختار صاحبة الــدور األبرز‬ ‫على صعيد الدراما والسينما والمسرح‪ ،‬التى جسدت شخصية‬ ‫األم بجدارة‪ ،‬وأطلق عليها جمهورها لقب «أم المصريين»‪،‬‬ ‫حيث ظهرت بدور األم فى مسرحية «العيال كبرت»‪ ،‬وكانت فى‬ ‫قمة العطاء واإلخالص ألبنائها وزوجها‪ ،‬وعلى مستوى السينما‬ ‫قدمت فيلم «رجل فقد عقله»‪ ،‬و»الحفيد « وغيرها العديد من‬ ‫األدوار الراسخة فى أذهاننا حتى اآلن‪ ،‬وعلى مستوى الدراما قدمت‬ ‫شخصية «ماما نونا» فى مسلسل «يتربى فى عزو» إلى جوار يحيى‬ ‫الفخراني‪ ،‬وكانت هذه هى المرة األولى التى يبرز فيها دور األم‬ ‫كدور بطولة درامية‪ ،‬واستطاعت هذه الشخصية أن تحقق العديد‬ ‫من النجاحات والمكاسب ‪ ،‬وتوفيت الفنانة كريمة مختار وتركت‬ ‫نجلها الوحيد «معتز الدمرداش « ولكن فى الواقع هى رحلت‬ ‫وتركت كل المصريين وبالفعل بكت مصر كلها على رحيلها ‪،‬‬ ‫ومازالت تسمى ماما كريمة بأم المصريين حتى بعد رحيلها‪.‬‬

‫قبل الحديث عن أغلى إنسانة فى حياتى‪ ،‬البد أن‬ ‫أشير إلى أمرين أولهما مدى سعادتى عندما طلب رئيس‬ ‫التحرير منّى ومن كل زمالئى أن نكتب عن أمهاتُنا فى‬ ‫عيدها‪ ،‬حقيقة كانت الفتة طيبة منه أسعدتنى وأسعدت‬ ‫كل زمالئي‪ ،‬ألنه يعلم ح ًقا من هى األم‪ ،‬اآلخر الآخر الذى‬ ‫أسعدنى عندما أكتب ألول مرة ً‬ ‫مقاال فى مجلتى‪ ،‬التى أعتز‬ ‫وأفتخر باالنتماء إليها أن أكتب عن أمي‪.‬‬ ‫حقيقة لم أكن أعرف ماذا أكتب عنها‪ ،‬لكننى أتذكر‬ ‫دائمًا وأنــا فى مطلع عمرى ويترصغ فى ذهنى شيئان‬ ‫أولهما حديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم عن األم‪.‬‬ ‫والشيء اآلخر تشبيه الشاعر الكبير حافظ إبراهيم فى‬ ‫ٌ‬ ‫مدرسة إذا‬ ‫قصيدة العلم واألخالق‪ ،‬والتى قال فيها‪”:‬األمُ‬ ‫أعددتها أعدت شعبًا طيب األعراق”‪ ،‬هذان األمران لم أكن‬ ‫أعرف معناهما‪ ،‬ولكن مع الكبر فهمت ح ًقا أن أمى نعمة‬ ‫أنعم اهلل عليا بها‪ ،‬فبها أستمد قوتى وإصرارى على تحقيق‬ ‫أهدافى التى دائمًا ما أفكر فى تحقيقها وأضعها أمامي‪،‬‬ ‫تحقيق أهدافى لم يكن إلسعاد ذاتى‪ ،‬ولكن فقط ألذهب‬ ‫إليها وأخبرها بأن قد من اهلل عليا وحققتها بدعواتها التى‬ ‫دائمًا ما تنطق بها‪.‬‬ ‫الحديث عن األم ال يكفى أن يكتب عنها كلمات‪ ،‬بل‬ ‫يٌكتب فيها قصائد وأشعار ومهما كتب ال يمكن أن أعبر‬ ‫عما قدمته لى منذ أن حملتنى فى بطنها ‪ 9‬أشهر ورعايتها‬ ‫لى فى مطلع عمري‪ ،‬أتذكر عندما كانت تستيقظنى فى‬ ‫الصباح الباكر أنا وأخوتى للذهاب إلى المدرسة وتحضر‬ ‫لنا الطعام‪ ،‬وبعد أن نعود نجدها تحضر لنا الغداء‪ ،‬كانت‬ ‫حقا صاحبة المسئولية‪ ،‬نعم ربت وكبرت ‪ 6‬رجال‪ ،‬ولم يكن‬ ‫معها ابنّة تساعدها فى أعمال بيتها تحملت الكثير والكثير‬ ‫لنكون رجاال‪.‬‬ ‫عندما أشعر بغربتى أستقل قطارى دون أن أفكر وأتجه‬ ‫إلى المنزل ال أجد سواها تنتظرنى وتفتح لى باب المنزل‬ ‫وتأخذنى فى حضنها فال أجد سوى أن أنحنى ألقبل يديها‪،‬‬ ‫وأسكب دموع ضعفى على خدي‪ ،‬وأستجدى نظرات الرضا‬ ‫من عينيها حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي‪ ..‬أخيرًا يا‬ ‫أمى وليس آخرًا لو كان العالم فى كفة وأنتى فى الك ّفة‬ ‫األخرى الخترتك يا أمي‪.‬‬

‫ابنك ‪ :‬محمود أيوب‬


‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪86‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫سالم اهلل ياأمى‬ ‫سالم القلب والفمِّ‬ ‫بلفظ عانق المعنى‬ ‫وصدر فى الدُّنَى أحنى‬ ‫رأيت الحب يدعونى‬ ‫ويفهمُ كل مكنونى‬ ‫ألطلقَ طير أيامى‬ ‫يغرِّد فى المدى باسمى‬ ‫تضيئ الدربَ دعوتُها‬ ‫ُ‬ ‫فال تكبو خُطى عزمى‬ ‫********‬ ‫سالم اهلل ياأمى‬ ‫سالم القلب والفمِّ‬ ‫وحين تتوهُ قافلتي‬ ‫وتركضُ خلف ذاكرتي‬ ‫ُ‬ ‫األمس‬ ‫وأسأل ضحكة‬ ‫ِ‬ ‫ومن غرسوا هنا غرسي‬ ‫تجيبُ طفولة أُو َلى‬ ‫وقلبٌ كان مسئو ًال‬ ‫يحيط العمر بالدفِء‬ ‫فأهتفُ من هنا بدئي‬ ‫*******‬ ‫سالم اهلل ياأمي‬ ‫سالم القلب والفمِّ‬ ‫جناح الذل نخفضُه‬ ‫فدينُ الحب يفرضُه‬ ‫صباح الشكر نادانا‬ ‫ويَرضَى ا ُ‬ ‫هلل موالنا‬ ‫فلألبوين طاعاتُ‬ ‫وتحت األم جناتُ‬ ‫سالم اهلل يا أمي‬ ‫سالم القلب والفمِّ‬

‫شعر ‪ :‬السيد عثمان‬

‫أمهات داخل‬ ‫«دار المسنات»‬

‫حكايات من «جنة الونس»‬ ‫تقرير‪ :‬شيرين صبحى‬ ‫عدسة‪ :‬خالد الخادم‬

‫بعيـدا عـن دفء األسـرة التـى تكونـت يومـا‪ ،‬وبعيـدا عـن أحضـان أبنائهن؛‬ ‫تقضـى العديـد مـن األمهـات أوقاتهـن‪ ،‬اختـرن مكانـا بعيـدا‪ ،‬تركـن بيوتهـن‬ ‫بـكل مـا تحملـه مـن ذكريـات جميلـة‪ ،‬كل ركـن كان يلهو فيـه األطفـال‪ ،‬ويحمل‬ ‫ضجيجهـم‪ ،‬كل مـكان لمسـوه يوما وشـهد نجاحاتهم وإخفاقاتهـم‪ ،‬لمة العائلة‪،‬‬ ‫اإلفطـار فـى رمضـان‪ ،‬االسـتعداد لعـام جديـد‪ ،‬وتخـرج األبنـاء‪ ،‬ثـم زواجهـم‪..‬‬ ‫ذكريـات كثيـرة بعيـدة وجميلـة قـرروا أن يغلقـوا عليهـا ويتركوها وحيـدة داخل‬ ‫بيـت أطفئـت أنـواره‪ ،‬وذهبوا ليبـدأوا حياة جديـدة‪ ،‬فى مـكان ال يعرفونه وأناس‬ ‫ال يعرفونهـم‪.‬‬ ‫فـوق مقعـد بالسـتيك تجلـس “فاطمـة” تحـت أشـعة الشـمس‪ ،‬تتلمـس‬ ‫الـدفء مـن حرارتها‪ ،‬تضع شـاال علـى إحدى سـاقيها‪ ،‬وتتطلع أمامهـا فى صمت‪،‬‬ ‫تعـود بذاكرتهـا إلـى أيـام خلـت‪ .‬تلتفـت لمـن يحدثها‪ ،‬تبتسـم فى طيبـة‪ ،‬تثرثر‬ ‫بكلمـات قليلـة‪ ،‬ومـا هـى إال لحظـات وتلـوذ مـن جديـد بصمتها‪.‬‬ ‫‪ 50‬عامـا قضتهـا فاطمـة محمـود فـى العمـل‪ ،‬امتهنـت خاللهـا الخياطـة‪،‬‬ ‫مـرت السـنوات ولـم تتـزوج‪ ،‬قطـار المـوت حمـل األب واألم ومـن بعدهمـا منـح‬ ‫األشـقاء تذكـرة رحيـل‪ ،‬لتبقـى وحيـدة إال من أمـراض الشـيخوخة التـى أقعدتها‬ ‫عـن العمـل‪ ،‬لتقـرر بعـد محـاوالت عـدة للتصالـح مـع المـرض اللجـوء إلـى دار‬ ‫مسـنين‪ ،‬تكمـل فيهـا بقيـة أيـام العمـر بانتظـار لقـاء األحبـة‪.‬‬ ‫التعـب المسـتمر الـذى يرافق “فاطمة” لم تسـتلم له‪ ،‬لكنهـا ‪-‬حتى اآلن‪-‬‬ ‫تفضـل أن تفعـل ولـو أقـل القليـل فـى حياتهـا الجديدة‪ ،‬أن تغسـل مالبسـها‬ ‫بنفسـها‪ ،‬بـدال مـن أن تقـوم بهـذا العامـالت‪ .‬تبحـث عـن أى شـيء يشـغلها‪،‬‬ ‫لكـن سـرعان مـا تنتهـى األعمـال البسـيطة‪ ،‬فـال تجد مـا تفعله سـوى الجلوس‬

‫أمـام مقعـد وحيـد بجـوار بـاب حجرتهـا لسـاعات طويلـة تقضيهـا فـى متابعة ما‬ ‫يحـدث‪ ،‬أو كمـا تقـول‪“ :‬ابـص علـى اللـى رايـح واللـى جـاي‪ .‬وبحـب أشـوف الزرع‬ ‫هنـا الجنايـن حلوة”‪.‬‬ ‫علـى بعـد خطوتيـن مـن فاطمـة؛ تجلـس «السـيدة أحمـد عبـداهلل»‪ ،‬التـى‬ ‫اختـارت العيـش فـى دار للمسـنين منـذ ‪ 4‬سـنوات‪ ،‬ورغـم أن أبناءهـا مازالـوا‬ ‫يرفضـون قرارهـا هـذا‪ ،‬إال أنهـا وجـدت راحتهـا أخيـرا‪“ :،‬جيـت علشـان الونـس‬ ‫واالقـى حـد أقعـد معـاه”‪.‬‬ ‫“السـيدة” لديهـا مـن األبنـاء خمسـة تزوجـوا جميعـا‪ ،‬وبعـد رحيـل الـزوج‬ ‫وجـدت نفسـها وحيـدة‪“ ..‬الحيـاة بقـت صعبـة قـوي‪ .‬دلوقتـى مافيـش جيـران‪.‬‬ ‫مافيـش حـد يخبـط علـى حد وال يسـأل على حـد‪ .‬الجيـران كانوا زمان‪ ،‬لـو واحدة‬ ‫غابـت يسـألوا إذا تعبانـة‪ .‬زمـان الدنيـا كان فيهـا خيـر”‪.‬‬ ‫قبـل أن يرحـل الـزوج كانـت “السـيدة” ترغـب أن يعيشـا معـا فى إحـدى دور‬ ‫رعايـة المسـنين‪ ،‬حيـث كانـت صحتها ال تسـاعدها علـى خدمتـه‪ ،‬وكان هو اآلخر‬ ‫مريضـا‪ ،‬لكنـه رفـض األمـر رفضا باتـا‪ ..‬وهنـا تقضى حياتهـا على وتيـرة واحدة؛‬ ‫تسـتيقظ فـى الفجـر للصـالة‪ ،‬ثـم تسـتمع إلـى القـرآن الكريـم حتـى الصبـاح‬ ‫فتتنـاول إفطارهـا وتشـرب الشـاي‪ ،‬ثـم ترتـب منضدتهـا‪ .‬تقـول “عندنـا عاملـة‬ ‫لكنـى أحـب أن أعمـل حاجتـى بنفسـي”‪.‬‬ ‫تنتظـر حتـى أذان الظهـر تـؤدى الصـالة ثـم تخرج للجلـوس مـع صديقاتها‬ ‫حتـى موعـد الغـداء‪ ،‬بعدهـا تصلـى العصـر وتنـام قليـال‪ .‬تسـتيقظ وتصلـى‬ ‫المغـرب ومـن بعدهـا العشـاء ثـم تعـاود النـوم حتـى الفجـر‪.‬‬ ‫قليـال مـا تخرج “السـيدة” لتـزور أحدا مـن أبنائهـا‪ ،‬تقضى يومين ثـم تعود‪،‬‬ ‫سـألتها هـل يزورونهـا كل أسـبوع؟ قالـت‪“ :‬ال‪ .‬ال‪ .‬لـو كل أسـبوع كنـت قعـدت‬ ‫فـى بيتـي! مشـغولين بحياتهـم‪ ..‬مـا أقـدرش أعيـش عنـد حـد منهـم‪ ،‬لـو بناتى‬ ‫اسـتحملونى أزواجهـم مـش هيسـتحملوا”‪.‬‬ ‫“السـيدة” تقضـى معظم المناسـبات داخل الدار حتى شـهر رمضـان وأحيانا‬ ‫كثيـرة تقضـى األعيـاد أيضًـا مـع صديقاتهـا داخـل المـكان‪ .‬عندمـا سـألتها هل‬

‫يزورنهـا أحفادهـا هـزت رأسـها نفيـا وقالـت‪“ :‬أحفـادى ال يزورونـى هنـا مطلقـا‪.‬‬ ‫أحفـادى يأتـون مـن الخـارج‪ .‬أحفـادى هـم الطلبـة الـذى ينظمـون لنـا الحفـالت‬ ‫ويأتـون لزيارتنـا‪ .‬أهـل الخيـر كتيـر قوي”‪.‬‬ ‫فاطمـة والسـيدة اثنتـان ضمن ‪ 40‬سـيدة يعشـن داخـل الجمعية النسـائية‬ ‫لتحسـين الصحـة‪ ،‬حيـث يتـم قبـول االلتحـاق بالـدار عنـد سـن السـتين‪ ،‬إال فـى‬ ‫بعـض الحـاالت االسـتثنائية‪ .‬أمـا االشـتراك الشـهرى فيصـل إلـى ‪ 3‬آالف جنيـه‪،‬‬ ‫وقـد يتـم قبـول بعـض الحاالت بالمجـان‪ ،‬كما توضح ربـاب أحمد علـي‪ ،‬مدير دار‬ ‫المسـنين بالجمعية‪.‬‬ ‫داخـل حجرتيهمـا‪ ،‬تقضـى كاميليـا وسـامية صالـح أوقاتهمـا‪ ،‬تعيـش‬ ‫الشـقيقتان هنـا منـذ أربـع سـنوات‪ .‬ال تسـاعدهما الصحـة علـى أن تقضيـا وقتـا‬ ‫خـارج الحجـرة مثـل بعـض النزيـالت‪.‬‬ ‫تتكـئ كاميليـا علـى عـكاز وهـى تجلـس علـى كرسـى حتـى تنتهـى العاملـة‬ ‫مـن التنظيـف‪ ،‬تخـرج األخيـرة‪ ،‬فتشـير مـن فـوق مقعدهـا‪“ :‬زى مـا أنـت شـايفة‬ ‫بتيجـى تنضـف كل يـوم”‪.‬‬ ‫كاميليـا‪ ..‬تركـت القاهـرة وذهبـت مـع زوجهـا للعمـل فـى مدينـة الطـور‬ ‫وظلـت بهـا ‪ 20‬عامـا‪ ،‬حتـى أحيـال إلـى المعـاش‪ ،‬فعـادا للقاهـرة‪ ،‬تزوجـت االبنة‬ ‫الوحيـدة فـى شـرم الشـيخ‪ ،‬ورحـل الـزوج‪ ،‬ووجـدت كاميليـا نفسـها عاجـزة‬ ‫بمفردهـا فـى مواجهـة المـرض‪.‬‬ ‫قبـل الوحـدة والمـرض كانـت تذهـب “كاميليـا” كثيـرا لزيـارة عمتهـا فـى‬ ‫إحـدى دور المسـنين‪ ،‬وبعدمـا دارت األيـام؛ قررت أن تعيد تجربة عمتها لتسـكن‬ ‫فـى نفـس الـدار‪ .‬توضـح “‪ 3‬وجبـات يوميـا بيجـوا لنـا لحـد األوضـة‪ ،‬ولـو احتجنـا‬ ‫دكتـور بنالقـي‪ .‬ولمـا بنتـى تنـزل القاهـرة أخدهـا ونـروح نقعـد فى شـقتي”‪.‬‬ ‫“سـامية” لحقـت بشـقيقتها بعـد فتـرة‪ ،‬كانت تعمل فـى معهد النقـد الفني‪،‬‬ ‫بينمـا يعمـل زوجهـا فـى معهـد الفنـون المسـرحية‪ ،‬وبعدمـا رحـل الـزوج قـررت‬ ‫أن تكمـل حياتهـا فـى دار للمسـنين‪ .‬تقـول‪“ :‬كنـا قاعديـن كل واحـدة فـى بيتها‬ ‫عايزيـن اللـى يخدمنـا‪ .‬اوالدنـا مشـغوليين بحياتهـم هنـا بنالقى اللـى يخدمنا”‪.‬‬ ‫أشـقاء وابنـاء كاميليـا وسـامية يأتـون لزيارتهمـا كل فترة ويقضـون معهما‬ ‫يومـا كامال‪،‬أمـا أيامهمـا الخالية مـن الزيـارات العائلية فيقضيانهـا داخل الحجرة‬ ‫لظروفهمـا الصحيـة‪ ،‬يتابعـان المسلسـالت واألخبـار لمعرفـة ما الذى يـدور خارج‬ ‫“حدودهمـا الضيقة”‪.‬‬ ‫أيام مكررة‬ ‫لـم تتخيـل اعتمـاد محمـد يومـا أن تعيـش كل هـذه السـنوات داخـل دار‬ ‫مسـنين‪“ ..‬كنـت أسـمع عنهـا عمـرى مـا فكـرت أروح وال جـت فـى دماغـي‪ .‬نـاس‬ ‫تقـول حلـوة ونـاس تقـول وحشـة والعيـال بيـودوا أهاليهـم بالعافيـة علشـان‬ ‫ياخـدوا شـققهم”‪.‬‬ ‫تسـتدرك‪“ :‬لقيـت الصـورة مختلفة‪ ،‬كل واحـد جاى بإرادته‪ .‬قافلين شـققهم‬ ‫وجاييـن يـدوروا علـى ونـس‪ .‬يالقـوا حـد يتكلموا معـاه‪ ،‬ويالقـوا اللـى يخدمهم‪.‬‬ ‫هنـا فـى نـاس متجوزيـن وعايشـين ألنهـم كبـروا ومـا عندهمـش أوالد وال حـد‬ ‫يخدمهم”‪.‬‬ ‫بمـرح‪ ..‬تتحـدث اعتمـاد‪ ،‬وتهاتـف أبناءها ألوقـات طويلة‪“ ..‬كأنـك فى البيت‬ ‫بالظبـط‪ .‬الصبـح نصبـح علـى بعـض ونسـلم علـى بعـض‪ .‬الوقـت يسـمح نـروح‬ ‫عنـد حـد ونقعـد معـاه‪ .‬مافيـش جديد فـى حياتنـا‪ .‬اللى يقـرأ قـرآن‪ ،‬أو نحكى فى‬ ‫مشـاكل البيـت واألوالد والحياة‪.‬‬ ‫“اعتمـاد” كانـت تسـكن فى الشـيخ زايـد‪ ،‬وبعد رحيـل زوجها وجدت نفسـها‬ ‫وحيـدة‪ ،‬تمـر األيـام قـد تصـل إلـى أسـبوعين ال يطـرق بابها أحـد‪“ ..‬مـا اقدرش‬ ‫أجبـر حـد وأقـول لـه تعالـى لـي‪ .‬لمـا لقيـت نفسـى لوحـدى زهقانـة ومتضايقـة‬ ‫قـررت أعيش فـى دار مسـنين”‪.‬‬ ‫أبنـاء اعتمـاد رفضـوا األمـر وعـرض كل منهـم أن يخصـص لهـا حجـرة فـى‬ ‫بيتـه للعيـش فيهـا‪ .‬تقـول “قلت لهـم ال‪ ..‬ما أحبـش أقعد مع حـد وال أضايق حد‪.‬‬ ‫مهمـا كان أزواج البنـت غربـاء‪ .‬يسـتحملوكى شـهر واتنيـن بعـد كـده المعاملـة‬ ‫تتغيـر قلـت مالوش لـزوم”‪.‬‬ ‫اسـتطاعت اعتمـاد التأقلـم فـى مكانهـا الجديـد‪“ ..‬فـى نـاس أول مـا تيجـى‬ ‫تبقـى متضايقـة‪ .‬فـى نـاس كتيـر قعـدت شـهرين أو تالتـة ومشـيت‪ .‬بيرجعـوا‬ ‫بيوتهـم‪ .‬مـش كل واحـد يقـدر يسـتريح بـره بيتـه”‪.‬‬ ‫فـى صبـاح كل يـوم تجتمـع مـع أصدقائهـا “نتكلـم فى مشـاكل الدنيـا‪ .‬حبة‬ ‫فـى السياسـة‪ .‬حبـة عـن العيـال‪ .‬مافيـش جديـد فى حيـاة المسـنين‪ .‬اللـى نبات‬ ‫فيـه نصبـح فيـه‪ .‬واللـى نقولـه النهاردة نعيـده بكرة‪ .‬من يـوم ما جينـا الحوارات‬ ‫هـى هـى مـا بتتغيـرش”‪ .‬تختـم جملتها وتضحـك طويال دون أسـى‪.‬‬ ‫وعندمـا يحيـن وقـت الغـذاء “كل واحـد يدخـل أوضتـه مـا نفتحش البـاب إال‬ ‫تانـى يـوم‪ .‬مـا عندنـاش حاجـة تانيـة نعملهـا‪ .‬مـش قادريـن نخـرج نغير جـو‪ .‬ما‬ ‫بقـاش حركـة وال جـرى زى زمـان خـالص”‪.‬‬ ‫تلقـى اعتمـاد بتحيتهـا علـى الجميـع‪ ،‬ترفـع يديهـا بالسـالم للبعيديـن‪،‬‬ ‫وتتحـدث عمـن يسـكنون الـدار منـذ ‪ 20‬عامًـا‪ ،‬لكـن ظروفهـم الصحيـة ال‬ ‫تسـاعدهم حتـى علـى الحديـث‪ .‬وهنـاك علـى بعـد أمتـار منـا يجلس رجـل وامرأة‬ ‫يحتسـيان الشـاى وسـط الحديقة‪ ،‬لـم يرزقهمـا اهلل باألبناء‪ ،‬اختـارا أن يكبرا معا‪،‬‬ ‫لـم تنـل منهمـا الوحـدة‪ ،‬لكـن أصابهمـا الوهـن‪ ،‬فتـركا بيتهمـا فـى بلدتهمـا‬ ‫البعيـدة‪ ،‬وقـررا العيـش وسـط القاهـرة‪ ،‬ولكـن بعيـدا عـن الزحـام‪.‬‬ ‫الـذى تـاه فيـه كثيـر مـن االبنـاء ونسـوا ابائهـم فـى وحـدة قاتلـة ‪ ،‬لـم‬ ‫تنقذهـم منهـا اال دور المسـنين التـى كثيرا مـا كانت عوضـا بنزالئها عن فقدان‬ ‫األهـل أو الحرمـان مـن سـؤالهم‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫جنة الدنيا‬ ‫أمـى يـا جنـة الدنيـا وأول األوطـان وآخـر المنافـى‬ ‫قربـك يـا أمـى نعمة تفـوق الدنيا ومـا فيها‪ ،‬أمى يا نسـمة‬ ‫طبعـت صورتهـا علـى قامـوس حياتـى أمـى يـا شـمعة‬ ‫مقدسـة تضـيء ليـل الحيـاة‪ ،‬أمـى يـا أجمـل اسـم نطقـت‬ ‫بـه فـى حياتـى أمـى أنـتِ النبـع الذى أسـتمد منه اسـمى‪،‬‬ ‫همسـتك تغرقنـى فـى حنانـك ووجـودك يزيد أيـام فرحي‪،‬‬ ‫أمـى يـا بيتـا يفـوح فـى أرجائـه الحنـان أمـى يـا مالكـى يـا‬ ‫حبـى الباقـى إلـى األبد‪ ،‬بـك يا أمـى أسـتطيع أن أعرف اهلل‬ ‫وأرى الجنـة لـن أسـميك أمـى سأسـميك كل شـيء‪ ،‬أمى يا‬ ‫حبـا أهـواه يـا قلبـا أعشـق دنيـاه يا شمسـا تشـرق كل يوم‬ ‫ويتجـدد بـه أمـل‪ ،‬أنفاسـك يا أمـى أريج عطر يفـوح فى كل‬ ‫مـكان أنـتِ يـا أمـى آيـة مـن آيـات الرحمـن أروع القلـوب‬ ‫قلبـك وأجمـل الـكالم همسـك وأحلـى مـا فـى حياتـى أنك‬ ‫أمـي‪ ،‬أمـى يـا منبـع السـكينة والحنـان أمـى أنـتِ حيـاة‬ ‫الـروح أنـتِ األغلـى مـن عينى أمـى أنتِ بنظـر الناس أمى‬ ‫لكـن بنظـرى أنـا أروع مـالك‪ ،‬أمـى يـا تـاج الزمـان يـا صدر‬ ‫الحنـان أنـت األميـرة لـو كان للحب وسـام فأنتِ بالوسـام‬ ‫جديـرة‪ ،‬أمـى أنـتِ بحر قلبـى الواسـع وموج عقلـى الدافئ‬ ‫أمـى يعجـز اللسـان عـن الـكالم والعقـل عـن التفكيـر‬ ‫والقلـب عـن التعبيـر‪ ،‬لكـن أرجـو أن تقبلـى منـى هـذه‬ ‫الكلمـة “أحبـك أمـي”‪.‬‬ ‫مـا أروعـك مـن إنسـانة فأنـت ينبـوع التضحيـة الـذى‬ ‫ال يجـف أنـتِ بحـر األمـل الـذى عـن العطـاء ال يكـف أنـتِ‬ ‫الشـمس التـى ال تغيـب‬

‫أحبك يا من جعلت حياتى مزدهرة بأجمل األزهار‬ ‫لو كان بيدى أن أختار وطنى الخترت قلبك يا أمى‬ ‫أمـى يـا نهر الحـب الذى يجـرى فى روحى أنـتِ الحياة‬ ‫بأكملهـا كـم أنتِ عظيمـة يا أمى‬ ‫أمـى فـى لحظة تشـعرين أنك شـخص فى هـذا العالم‬ ‫بينما هناك شـخص يشـعر “بأنـك العالم”‪.‬‬

‫ابنك محمد تاج الدين‬

‫«ضهرى وسندى»‬ ‫دائمـا مـا أخشـى علـى أمـى الحسـد أخفيهـا‬ ‫عـن عيـون أصدقائـى منـذ طفولتـى حديثهـا‬ ‫يخطـف القلـب وبوجههـا جمـال الدنيا كله شـيك‬ ‫جميلـة مثقفـة‪ ،‬والصـورة ال تكـذب “الحلـوة دى‬ ‫أمـي” ربيتنـا وال بميـت راجـل مـا أنـا أبويـا مـات‬ ‫بـدرى جـداً‪.‬‬ ‫علـى مـدار العمـر كانـت نعمـة األم والحيـاة‬ ‫رفضـت الـزواج بعـد وفـاة والـدى رغـم أنهـا تبلـغ‬ ‫مـن الجمـال أمتـاراً عاشـت لـى وألختـى الوحيـدة‬ ‫المهندسـة دينـا أو كمـا يقـال لهـا فـى عملهـا‬ ‫“يابشـمهندس” وهـا أنـا هنـا أكتـب فـى أعـرق‬ ‫المجـالت المصريـة عنهـا هكـذا وصلـت بنـا أمـى‬ ‫تقـف الكلمـات عاجـزة أمـام صبـر وكفـاح هـذه‬ ‫السـيدة الحنـون‪ ،‬يابختـى بأمـى ويـا بختـك ‪100‬‬ ‫مـرة ياللـى اتربيتـى بيـن أيـدى امـرأة عاملـة‬ ‫لذلـك أنـا قويـة مدركـة قيمـة العمـل أتذكـر‬ ‫كلماتهـا دائمـ ًا رانـدا ضهـرك علمـك وسـالحك‬ ‫عملـك‪ ،‬دايمـاً بتسـمعينى يـا أمـى فـى مشـاكلى‬ ‫وأنـا االبنـة المشـاغبة مـا أنتـى صاحبتـى ودنيتى‬ ‫وحبيبتـى دعوتـك فايتـه للسـما مـا هى دعـوة أم‬ ‫شـالت مـا يهـد جبل‪ ،‬فـى عينها السـوداء ترى حبا‬ ‫لبناتهـا يصـل لحـد الجنـون وراء كفيهـا الحنـون‬ ‫مخالـب لمـن يقتـرب مـن صغيرتها بسـوء‪ ،‬أحبك‬ ‫يـا أمـى وأحب مـن يحبـك سـامحينى ما أنـا تاعبه‬ ‫قلبـك بعنـدى وانشـغالى وربمـا بأنانيتـى أشـكى‬ ‫لـك كل همومـى وال تشـكين لـى همـ ًا ورغـم‬ ‫تقصيـرى فاعلمـى أنـك الهـواء الـذى أتنفـس‬ ‫بـه وأننـى أضـرب بقدمـى الدنيـا ألنـك معـي‪،‬‬ ‫وبسـجدتى دائمـا لربى أسـطرها بدموعـى يجعل‬ ‫يومـى قبـل يومـك‪.‬‬

‫ابنتك ‪ :‬راندا طارق‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪88‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫يأتى الخيار الثالث واألخير وهو‬ ‫شراء مالبس وفى الغالب يتم‬ ‫شراء عباءة لألم‪ ،‬وهناك فئتان منها‬ ‫الشعبي‪ ،‬وهى تتوافر بمحال فى‬ ‫األحياء الشعبية وتبدأ أسعارها من‬ ‫‪ 150‬حتى ‪ 400‬جنيه‬ ‫بعد الحب ده إيه إللي‬ ‫تعمل كل ده تستاهل إيه‬ ‫بعد الحب ده إيه إللي تدي‬ ‫حنان كده من غير حساب‬ ‫نبوس التراب إللي ماشيه‬ ‫عليه‬ ‫بعد الحب ده إيه إللي‬ ‫تعمل كل ده تستاهل إيه‬ ‫بعد الحب ده إيه إللي تدي‬ ‫حنان كده من غير حساب‬ ‫نبوس التراب إللي ماشيه‬ ‫عليه‬ ‫أمي ثم أمي لحد آخر يوم‬ ‫في عمري حضن من أول‬ ‫حياتي وهمه همي‬ ‫إللي كتر خيرها داب خيرها‬ ‫في دمي وعايش فيه‬ ‫أمي ثم أمي لحد آخر يوم‬ ‫في عمري حضن من أول‬ ‫حياتي وهمه همي‬ ‫إللي كتر خيرها داب خيرها‬ ‫في دمي وعايش فيه‬

‫األدوات المنزلية تتصدر‪ ..‬وتراجع اإلقبال على الذهب واألجهزة الكهربائية‬

‫التقشف‪ ..‬شعار هدايا «عيد األم»‬ ‫األدوات المنزلية والمفروشات تتصدر سوق هدايا عيد األم‪،‬‬ ‫بينما اختفى اإلقبال على شراء الذهب واألجهزة الكهربائية فى‬ ‫ظل ارتفاع األسعار‪ .‬األسر المصرية رفعت شعار التقشف‬ ‫هذا العام فى الهدايا ً‬ ‫عمال بالمثل القائل «بصلة المحب خروف»‬ ‫وعطاء األم ال يقدر بهدايا‪.‬‬

‫تحقيق تكتبه‪ :‬بسمة أبو العزم‬ ‫يشهد سوق هدايا عيد األم هذا العام انتعاشة ملحوظة فى‬ ‫المفروشات واألدوات المنزلية والعباءات‪ ،‬أما األجهزة الكهربائية‬ ‫واألنتيكات فهى هدايا تقتصر على األغنياء فقط ‪.‬‬ ‫األبناء المتزوجون أو من هم فى مرحلة الخطوبة‪ ،‬التكلفة‬ ‫عادة تكون مزدوجة ألنه يجب أن يقدم هدية لألم وحماته‪ ،‬وفى‬ ‫أغلب األحيان تتم المساواة بين الطرفين وشراء نفس الهدية‪،‬‬ ‫وبالتالى أغلب الهدايا تتراوح قيمتها بين ‪ 150‬حتى ‪ 500‬جنيه‪،‬‬ ‫وعادة ما تكون أدوات منزلية‪ ،‬ألن هناك ارتباطا وثيقا بين عيد‬

‫األم وأدوات المطبخ‪ ،‬ألن األم تقضى معظم يومها داخل المطبخ‪،‬‬ ‫وبالتالى يرغب األبناء فى شراء أدوات تحقق لها مزيدا من الراحة‪.‬‬ ‫فتحى الطحاوي‪ ،‬نائب رئيس شعبة تجار األدوات المنزلية‪،‬‬ ‫بغرفة القاهرة التجارية‪ ،‬يرى أن تفضيل األغلبية لتقديم األدوات‬ ‫المنزلية كهدايا لعيد األم أمر طبيعي‪ ،‬ألن منتجاتها متنوعة‬ ‫وتتيح فرصا أكثر لالختيار‪ ،‬وال تعتمد على المقاسات كما يحدث‬ ‫فى المالبس‪ ،‬وأغلب اإلقبال على «الرفايع» مثل األكواب والكاسات‬ ‫وأطقم الخشاف وبعض األطقم الصغيرة التى التتجاوز ‪ 20‬قطعة‪،‬‬ ‫كذلك الصوانى السيلفر واإلستالس وأيضا بعض األنتيكات مثل‬ ‫«األباجورات « والبمبونيرة و»الفازة « تلك األصناف التتجاوز‬ ‫أسعارها ‪ 500‬جنيه للشعبي‪ ،‬ونظرا لضعف حركة الشراء فى الفترة‬ ‫الماضية لجأت أغلب محال األدوات المنزلية إلى تقديم تخفيضات‬ ‫تتراوح ما بين ‪ 10‬حتى ‪ 15‬فى المائة وهناك من رفعها إلى ‪30‬‬ ‫فى المائة بمناسبة عيد األم لتنشيط المبيعات‪ ،‬ونظرا الرتفاع‬ ‫األسعار لجأ أغلب األبناء لشراء الماركات األقل فبدال من شراء طقم‬ ‫الكاسات الفرنسى اتجهوا نحو المصرى والبحث عن العروض أوال ‪.‬‬ ‫تأتى المفروشات فى المرتبة التالية مباشرة‪ ،‬حيث أكد سامى‬ ‫محمد‪ ،‬بائع بمحل أقمشة ومفروشات‪ ،‬أن حركة المبيعات ارتفعت‬

‫منذ أسبوعين وتعتبر أول هدية لألم‪ ،‬طقم الماليات ويتراوح سعره‬ ‫ما بين ‪ 69‬حتى ‪ 250‬جنيها‪ ،‬تليها الفوط وتتراوح أسعارها ما‬ ‫بين ‪ 69‬حتى ‪ 250‬جنيها‪ ،‬وبالطبع اإلقبال أكثر على العروض‪،‬‬ ‫فلدينا عرض طقم مالية بسعر ‪ 179‬جنيها‪ ،‬ومعه طقم آخر هدية‬ ‫وهناك تهافت غير طبيعى عليه‪ ،‬أما أطقم الماليات التركى والتى‬ ‫تصل أسعارها إلى ‪ 450‬جنيها بعد التخفيض‪ ،‬فلها زبائن محدودة‪،‬‬ ‫فى حين يفضل البعض مفارش الدفاية ويوجد عرض اثنين بسعر‬ ‫‪ 259‬جنيها بدال من ‪ 340‬جنيها ‪.‬‬ ‫يأتى الخيار الثالث واألخير وهو شراء مالبس وفى الغالب يتم‬ ‫شراء عباءة لألم‪ ،‬وهناك فئتان منها الشعبي‪ ،‬وهى تتوافر بمحال‬ ‫فى األحياء الشعبية وتبدأ أسعارها من ‪ 150‬حتى ‪ 400‬جنيه‪،‬‬ ‫بحسب حنان عبد اهلل‪ ،‬التى رأت أن ربة المنزل ال تستغنى عن‬ ‫العباءة السوداء خاصة فى األحياء الشعبية وتسمى «عباية السوق‬ ‫« وهناك عروض عليها فى عيد األم‪ ،‬حيث تعرض بعض المحال‬ ‫العباءات بسعر موحد ال يتجاوز ‪ 139‬جنيها وتلقى إقباال كبيرا‪ ،‬أما‬ ‫عباءات الفئات األعلى‪ ،‬فتتوافر بالموالت الكبرى وتتراوح ما بين‬ ‫‪700‬جنيه حتى خمسة آالف جنيه‪.‬‬ ‫يحيى زنانيري‪ ،‬نائب رئيس الشعبة العامة للمالبس الجاهزة‪،‬‬ ‫باتحاد الغرف التجارية‪ ،‬أوضح أنه ألول مرة يستمر األوكازيون‬ ‫الشتوى مع عيد األم‪ ،‬فكان من المقرر انتهاؤه أول مارس‪ ،‬وأضاف‪:‬‬ ‫«قمنا بمده حتى نهاية مارس أمال فى إنعاش المبيعات‪ ،‬إلى‬ ‫جانب أن المحال التى بدأت طرح المالبس الصيفى تقوم حاليا‬ ‫بعروض فردية وخصومات بمناسبة عيد األم‪ ،‬فأغلب المبيعات‬ ‫حاليا للمقاسات الكبيرة سواء عباءات أو «بلوزات» و«جيب» ألن‬ ‫الشراء اليقتصر على األم والحماة بل للمعلمات فى المدارس إلى‬ ‫جانب األم العاملة فأغلب الهدايا المناسبة لها تتراوح بين ‪500‬‬ ‫حتى ألف جنيه خاصة إذا كانت األم من الفئات المهتمة بمظهرها‬ ‫الخارجى وبالطبع تلك الفئة نسبتها محدودة فتكون األولوية لها‬ ‫شراء حذاء وشنطة‪.‬‬ ‫أحيان تفضل الفتيات بشكل خاص شراء علبة مستحضرات‬ ‫تجميل كاملة لوالدتها‪ ،‬أو مجموعة عناية شخصية متكاملة من‬

‫كريمات للبشرة والشعر والشامبو والعطور من الماركات العالمية‪،‬‬ ‫وأيضا مصفف الشعر وأحيانا ماكينات نزع الشعر للسيدات لكن‬ ‫يتراوح سعرها ما بين ألف جنيه وألف و‪ 500‬جنيه‪.‬‬ ‫واستغالال لتلك المناسبة ظهرت هدايا غير تقليدية‪ ،‬مؤخرا‪،‬‬ ‫حيث تتعاون المنتجعات الصحية مع مراكز التجميل لنشر‬ ‫عروضها على صفحات التواصل االجتماعى وتقديم تخفيضات‬ ‫لألمهات بنسبة ‪ 25‬فى المائة بمناسبة عيد األم وبالفعل هناك‬ ‫عدد كبير من األشخاص حجزوا «داى يوز» ألمهاتهم كهدية‬ ‫تكلفتها ألف جنيه وتشمل حماما مغربيا و سونا ومساجا ومانيكير‬ ‫وباديكير‪ ،‬ومن الهدايا غير التقليدية أيضا‪ ،‬مادعت إليه بعض‬ ‫مكاتب تعليم قيادة السيارات على صفحات التواصل االجتماعى‬ ‫بتوفير كورس لألم أو الحماة بسعر‪ 400‬جنيه للسيارة المانيوال‬ ‫و‪ 500‬لألتوماتيك ‪.‬‬ ‫وعن الهدايا التى تبدأ من ألف جنيه فأعلى‪ ،‬أهمها شراء‬ ‫موبايل ويتحدد سعره حسب نوعه‪ ،‬والغريب أن الهدايا الذهبية‬ ‫كانت أيقونة عيد األم وخاصة لتقديمها للحموات‪ ،‬أما بعد اشتعال‬ ‫أسعار الذهب تراجع شراؤه فى مناسبة عيد األم‪ ،‬وبحسب وصفى‬ ‫أمين‪ ،‬رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات باتحاد الغرف‬ ‫التجارية‪ ،‬فإن السوق يعانى ركــودا شديدا فقبل ‪ 2010‬كان‬ ‫الشباب من الطبقة المتوسطة قادرين على شراء هدايا ذهبية‬ ‫ألمهاتهم‪ ،‬أما اآلن فسعر الجرام عيار ‪ 21‬يقترب من ‪ 645‬جنيها‬ ‫بدون مصنعية وبالتالى شراء خاتم خفيف وزنه ‪ 5‬جرامات سيكلف‬ ‫الشخص ‪ 4‬آالف جنيه وفى النهاية قد تنظر إليه الحماة بال مباالة‬ ‫بعكس استخدام تلك األموال فى شراء موبايل حديث أو أجهزة‬ ‫كهربائية فالذهب فى عيد األم أصبح مثل موضة الطرابيش ‪.‬‬ ‫وأضاف وصفى أن بعض أبناء الطبقة الوسطى يلجئون حاليا‬ ‫للهدايا الفضية لكن فى حاالت محدودة بشرط اقتناع األم بها‬ ‫ويتراوح سعر الهدية‪ ،‬خاتما أو سلسلة‪ ،‬ما بين ‪ 130‬حتى ‪400‬‬ ‫جنيه ‪.‬‬ ‫لألغنياء فقط‬ ‫األجهزة الكهربائية تحولت إلــى هدايا األغنياء الرتفاع‬ ‫أسعارها لكن التجار يحاولون استقطاب الطبقة الوسطى بعروض‬ ‫وتخفيضات كبيرة مع توفير خدمات التقسيط وبالتالى يلجأ أبناء‬ ‫تلك الطبقة لشراء أجهزة صغيرة لكن سعرها اليقل عن ألف جنيه‬ ‫مثل الخالط أو المكواة أو حتى غالية مياه وأعلى سقف طموحهم‬ ‫شراء مايكروييف‪ ،‬أما باقى األجهزة الكهربائية فلألغنياء فقط‪ ،‬حيث‬ ‫يبدأ سعر شاشة العرض من ‪ 2500‬حتى ‪ 77‬ألف جنيه للشاشة‬ ‫المنحنية ‪ 78‬بوصة‪ ،‬أما الثالجات فتبدأ من ‪ 8‬آالف حتى ‪ 49‬ألف‬ ‫جنيه والغسالة األتوماتيك‪ ،‬تبدأ من ‪ 3‬آالف و‪ 500‬حتى ‪ 30‬ألف‬ ‫جنيه‪ ،‬وتفضل األغلبية شراء تكييفات نظرا القتراب فصل الصيف‬ ‫واليقل سعره عن ‪ 8‬آالف جنيه للماركات المعروفة‬ ‫أيضا هناك نوعية أخرى من األدوات المنزلية للفئات األكثر‬ ‫ثراء بحسب‪ ،‬فتحى الطحاوى نائب رئيس شعبة األدوات المنزلية‪،‬‬ ‫فمثال هناك طقم كاسات زجاج يتراوح بين ‪ 180‬حتى ‪ 300‬جنيه ‪،‬‬ ‫أما الهاى كريستال فيتراوح بين ‪ 800‬حتى ألف و‪ 500‬جنيه ‪ ،‬أيضا‬ ‫هناك «فاز» يتراوح بين ألفين حتى عشرة آالف جنيه كريستال‬ ‫أصلى ‪ ،‬وهناك «أباجورتان « بسعر ‪ 15‬ألف جنيه ‪ ،‬أيضا توجد علبة‬ ‫ثالجة واحدة يوضع بها الجبن سعرها ‪ 1500‬جنيه فتلك الفئة‬ ‫تفضل الماركات ويتم شراء التحف واألنتيكات من أى «جاليري» ‪،‬‬ ‫وهناك من يفضل الحذاء والشنطة لماركات عالمية وتصل قيمتها‬ ‫لعشرات اآلالف من الجنيهات لتختلف الهدايا وقيمتها المادية‬ ‫ويظل حب وعطاء األم واحدا ‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪89‬‬

‫حبيبة الروح‬

‫أمى شفاها اهلل ال كلمات تعبر عما بداخلى تجاهها‪ ،‬فهى‬ ‫الحبيبة األولى وأغلى شىء فى الوجود‪ ،‬اليوم بجانبها ال يقدر‬ ‫بثمن‪ ،‬كانت أمى تتمنى منذ سنوات أن تؤدى فريضة اهلل‬ ‫وتذهب لألراضى المقدسة وقد وفقنى اهلل أن أكون سببا‬ ‫فى تحقيق تلك األمنية لها‪ ،‬كنت سعيدا ألن اهلل ساعدنى‬ ‫إلسعادها ولكن كل ما أحمل همه هو األيام التى ستغيب عنى‬ ‫فيها خالل أداء الفريضة وأخاف أن يحدث لها مكروه هناك‬ ‫فلن أسامح نفسى أبدا‪ ،‬ذهبت للبلد كى أحضرها بالسيارة‬ ‫إلى مطار القاهرة وأول مرة ال أشعر بالطريق وال أتعب من‬ ‫قيادة السيارة‪ ،‬الطريق الذى يستغرق أكثر من ثالث ساعات‬ ‫مر كأنه دقائق‪.‬‬ ‫وصلنا إلى المطار وجدت الوقت يمر سريعا ودخلت حتى‬ ‫تنهى إجراءات السفر وأنا أقف فى الخارج أراقبها من بعيد‪،‬‬ ‫وعندما انتهت من اإلجراءات اختفت عن عيونى‪ ،‬فأسرعت‬ ‫بطلبها على التليفون وتحدثت معها لمدة دقائق وإذا بها‬ ‫تخبرنى أنها ستذهب إلى الطيارة اآلن‪ ،‬وجدت دموعى تنزل‬ ‫بطريقة ال إرادية شعرت بأننى أصبحت يتيما ال أريد أن أغادر‬ ‫المطار ولكنى أيقنت أنه ال فائدة من الجلوس‪ ،‬ركبت مع‬ ‫أخى وابن عمى عائدين ال أستطيع قيادة السيارة من الدموع‬ ‫التى تنزل غصبا عنى‪ ،‬ووصلت إلى بيتى بعد عناء فى قيادة‬ ‫السيارة‪ ،‬اتصلت بها وجدتها وصلت إلى مطار السعودية‪،‬‬ ‫بدأت نبضات القلب تهدأ‪.‬‬ ‫مرت األيام أتحدث معها يوميا‪ ،‬ولكن األيام تمر ببطء‬ ‫كأنها تريد أن تعرفنى قيمة هذه السيدة فى قلبى‪ ،‬خمسة‬ ‫وعشرون يوما مرت من الثالثين يوما المحددة لها هناك‬ ‫ثالثة أيام وأنتظر مرورها بفارغ الصبر‪ ..‬الحمد اهلل مرت األيام‬ ‫وستعود غدا فى الصباح لم أستطع النوم فى تلك الليلة من‬ ‫الفرحة ذهبت إلى المطار قبل موعد وصول طائرتها بثالث‬ ‫ساعات‪ ،‬الوقت كأنه وقف أراقب كل من يخرج من بابا الخروج‬ ‫بقلق حتى رأيتها‪ ،‬فكأن الروح عادت لى فحضنها بالدنيا وما‬ ‫عليها‪ ،‬ربنا ما يحرمنى منها وأبى الحبيب‪.‬‬

‫ابنك ‪ :‬وليد محسن‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪90‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫كبرت وكل ما أكبر يكبر‬ ‫حبك فى قلبى‬ ‫يكبر وأنا ليا غير وطنى‬ ‫وأنتي وربي‬ ‫ولما أعود إليكي وأبوس‬ ‫على ايديكي‬ ‫أنسى المدن يا امايه فى‬ ‫لمستك وعينيك‬ ‫وارمى روحى عليك‬ ‫تطبطبى وتضمى‬ ‫مابحسش بالبراح ده إال‬ ‫فى قلبك يا أمى‬ ‫أيوه فى قلبك يا أمى‬ ‫ده أنا مهما خدتنى المدن‬ ‫وخدتنى ناس المدن‬ ‫ديما صورتك فى قلبي‬ ‫دليلي فى المدن‬ ‫ديما صورتك فى قلبي‬ ‫دليلى فى المدن‬

‫مدارس خاصة ترفضها ‪ ..‬وأغلب المدارس تقبلها‬

‫«كالم ستات»‪ ..‬هدايا المدرسات!‬

‫رسالة مدرسة خاصة ألولياء األمور ‪..‬‬ ‫هدايا عيد األم ممنوعة‬

‫األم بئر عذبة‬ ‫من المحبة‬ ‫محمد رمضان‬

‫تقرير تكتبه ‪ :‬إيمان النجار‬

‫فى جروب أولياء األمور – وغالبا يكون لألمهات‬ ‫– االقتراحات كثيرة وغريبة ‪ ،‬فالحوار يبدأ «بمناسبة‬ ‫عيد األم حد فكر يا جماعة فى الهدايا ؟ ليبدأ سيل‬ ‫من الرسائل‪ ،‬تقدم فيها كل أم مقترحا‪« ،‬إيه رأيكوا‬ ‫نجمع الفلوس ونجيب هدايا قيمة ؟» ‪ ..‬وتتبعها‬ ‫رسالة سريعا «ونعمل حفلة تفرح األوالد « ‪ ..‬أله‬ ‫ونجيب تورته كمان ‪ ..‬وليه التورتة مش عليها‬ ‫صورة الوالد بقى ! ‪ ..‬وتنهال االقتراحات بالهدايا‬ ‫‪ ..‬لكن نبدأ بهدايا قيمة لمدرسات المواد الرئيسية‬ ‫عربى وإنجليزى و«مــاث» ألنهم بيتعبوا جدا مع‬ ‫األوالد ‪ ..‬وتدخل أخــرى «أله حــرام نجيب لباقى‬ ‫المدرسات‪ ..‬كدة هيزعلوا»‪.‬‬ ‫وعلى هذا الجروب يتحول األمــر فجأة إلى‬ ‫مساواة منقوصة ‪ « ..‬إحنا نجيب هدايا قيمة‬ ‫لمدرسات المواد األساسية ‪ ،‬وهدايا عادية للباقيين‬ ‫« ‪ ..‬رسالة سريعة « بالش عادية خليها متوسطة‬ ‫«‪ .‬وتتبعها أخرى» طيب والــدادات يا جماعة إنتو‬ ‫نسيتوهم « ‪ ..‬لحظات سكون « أله الزم نشترى‬ ‫لهم كمان « ‪ « ..‬أله أفضل نعطى لهم فلوس‬ ‫يشتروا اللى هما عاوزينه « ‪..‬وبعد ساعات وممكن‬ ‫أيام يتفق أعضاء الجروب على من سيقدم لهن‬ ‫الهدايا ومن صاحبة الهدية القيمة ومن يكفيها‬ ‫المتوسطة‪.‬‬ ‫الحوار األكثر تشويقا ‪ ،‬هو االتفاق على نوعية‬ ‫الهدايا «صور عديدة ومتنوعة تضم بيجامات‪،‬‬ ‫أطقم كاسات‪ ،‬صوانى تقديم‪ ،‬فوط‪ ،‬وغيرها من‬ ‫مستلزمات البيت ‪ ..‬ويبدأ سيل آخر من الرسائل‬ ‫لالختيار فواحدة تؤيد الصوانى وتشدد على أن‬ ‫تكون مدهبة‪ ،‬والثانية ترفض الكاسات ألنها‬ ‫موجودة فى كل بيت‪ ،‬وثالثة تقول الفوط هى‬ ‫األكثر احتياجا فى المنزل ‪ ،‬وبعد مشاورات على‬ ‫نوع الهدية ‪ « ..‬يا جماعة هنشترى منين بقى ؟‬ ‫« ‪ ..‬الرسالة المفاجأة ‪ ..‬االقتراحات سريعة « أنا‬ ‫جنبى مكان بيقدم عــروض كثيرة « ‪ « ..‬أله أنا‬ ‫قريبى شغال فى مكان أدوات منزلية ممكن يعملنا‬ ‫تخفيض ‪..‬‬

‫“أم الفنانين “ باألوبرا الدكتورة نادية عبدالعزيز‬

‫بابتسامة هادئة ووجه بشوش اشتهرت الدكتورة نادية عبدالعزيزأستاذة الغناء‬ ‫بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان بـ“ أم الفنانين” داخل دار األوبرا ‪!..‬‬ ‫سيدة وهبت حياتها بتواضعها الجم لخدمة الفن فهى محاربة فى مجالها سالحها‬ ‫تعليم النشء ففنون الموسيقى وأصول الغناء ‪!..‬‬ ‫تقف نادية عبدالعزيز على الضفة األخرى من مواجهة التطرف بتربية الذوق العام‬ ‫لدى األطفال داخل دار األوبرا من خالل االرتقاء بحسهم الفنى والسمعى فى ظل‬ ‫تلوث الوسط الغنائى بأصوات أقل ما توصف به أنها أنكر األصوات ‪!..‬‬ ‫نادية عبد العزيز ترفض اعتالء المناصب واالستحواذ على األلقاب وتعتبر أن‬ ‫أشرف لقب ألية امرأة مهما حصلت على مراكز وشهادات هو لقب‬ ‫« ماما» ‪ ..‬إليمانها بأن األم تلد شعبا وتصنع أمة ‪!..‬‬ ‫فاألم هى كعبة الضمير اإلنسانى وأقوى وأخطر مؤسسة تربوية‬ ‫وتعليمية تمد الوطن بالرجال‪!..‬‬ ‫وإليكم نص الحوار‬ ‫حوار يكتبه‪:‬‬

‫«هتجيبوا إيه هدايا للمدرسات فى عيد األم ؟» ‪ ..‬سؤال متكرر على «جروبات أولياء األمور» فى‬ ‫بعض المدارس‪ ،‬قبل احتفاالت عيد األم‪ ،‬بعض المدارس تمنع تقديم هدايا للمعلمات وتشدد‬ ‫على المعلمات عدم قبول الهدايا من التالميذ‪ ،‬مدارس أخرى – وغالبا الحكومية – تقصر االحتفال‬ ‫على حفلة بسيطة بالمدرسة وفقرات عن األم فى اإلذاعة المدرسية مع إهداء شهادات تقدير‬ ‫لبعض المعلمات‪ ،‬وأخرى ما بين قومية وخاصة يتسابق فيها أولياء األمور فيما بينهم لشراء الهدايا‬ ‫للمعلمات‪ ،‬بل وتنظيم الحفالت داخل الفصول ‪.‬‬ ‫“ يا جماعة اختاروا مكان قريب من المدرسة‬ ‫عشان اللى هتشترى « ‪ ..‬الرسالة التى تنقل الجروب‬ ‫كله لحديث آخر «أه صح من ستتبرع وتتوجه للشراء‬ ‫« مش أنا طبعا عندى شغل « ‪ ..‬تمام ممكن أنا‬ ‫ممكن أشترى بس هأخذ الفلوس إزاى ؟ ‪ ..‬وبعد‬ ‫االتفاق على المسئولة عن الشراء يبدأ حوار آخر «‬ ‫احنا نسينا نتفق هنجمع كل طالب كم ومين هيجمع‬ ‫الفلوس « ‪ ..‬وبعد تلك الرسائل يبدأ المزاد «كل‬ ‫طفل ‪ 50‬جنيها» ‪ « ..‬أه مبلغ معقول « ‪ ..‬تتبعها‬ ‫رسالة «أله مش هيكفى كل الهدايا ألن مش‬ ‫األمهات على الجروب « ‪ « ..‬صح ممكن نرفعه‬ ‫لـ ‪ 75‬جنيها ‪ ..‬وتتوالى المقترحات حتى تنتهى‬ ‫بـ‪ 100‬جنيه للطفل وفجأة رسالة لوقف المزاد «يا‬ ‫جماعة كفاية كدة أنا أم لثالثة أوالد فى مراحل‬ ‫مختلفة ومشتركة فى ثالثة جروبات و لسة هدفع‬ ‫ثالث مرات» ‪ ..‬يعم الصمت ‪ ،‬يتبعه حساب عدد‬ ‫األمهات فى الجروب وبالتالى المبلغ اإلجمالى‬ ‫‪ « ..‬يا جماعة الكل يعطى ظرفا لالبن أو االبنة‬ ‫فيه الملبغ والميس هتجمع كل األظرف وتعطيها‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪91‬‬

‫للمسئولة عن الشراء ‪ « ..‬رسالة مقاطعة الحديث‬ ‫المتصل « واللى عنده توأم « ‪ »..‬أله حرام يشترك‬ ‫بواحد بس كفاية عليك « ورسائل تؤيد أن تشترك‬ ‫أم التوأم بواحد ‪ ، ..‬الميس فرحت بالفكرة ولم‬ ‫ترفض وبدأت فى جمع األظرف مدة أسبوع قبل عيد‬ ‫األم ويوميا يتم إبالغ األعضاء بعدد األظرف لدى‬ ‫« الميس « ‪ ..‬ويتساءل البعض عن باقى أمهات‬ ‫األوالد غير المشتركات فى الجروب ‪ ،‬وسرعان ما‬ ‫يتم ضم أمهات جدد ‪ ،‬األمهات المشتركات فى‬ ‫الجروب يتفقن على كتابة أسماء أبنائهن على‬ ‫جميع الهدايا ‪ ..‬وتدخل رسالة وباقى األوالد “ أله‬ ‫مش هنكتبهم بس هيأكلوا من التورتة عادى حرام‬ ‫“ ‪ “ ...‬أكيد منهم هجيب هدايا كل واحد وحده “ ‪“ ..‬‬ ‫بس ده كله فى حفلة صغيرة فى الكالس “‪..‬‬ ‫وبعد أيام من المشاورات واالقتراحات يتفق‬ ‫الجميع عن نوع الهدايا وكيفية توزيعها فيما بين‬ ‫المعلمات وكيفية االحتفال‪ ..‬وفى النهاية تتذكر‬ ‫إحداهن أنه كان من الضرورى تقديم شهادات‬ ‫تقدير للمعلمات‪ ،‬وكأن التقدير المادى الذى استمر‬ ‫النقاش حوله هو األساس ‪.‬‬ ‫الــحــوار السابق يكاد يتكرر فــى كثير من‬ ‫المدارس‪ ،‬وكأن عيد األم هو مناسبة للتسابق بين‬ ‫أولياء األمور وباألخص األمهات‪ ،‬السباق فى تنظيم‬ ‫الحفلة األفضل بين الفصول‪ ،‬والهدايا األكثر فيما‬ ‫بينهم ‪ ،‬وال مانع من نقل تجارب سنوات سابقة‬ ‫من أمهات خضن تجربة الحفالت من قبل ‪ ،‬البعض‬ ‫اآلخر دخل فى السباق – رغما عنه – بعد أن يعود‬ ‫له االبن أو االبنة باكيا أو حتى طالبا بتصميم‬ ‫االشتراك فى الحفلة التى سمع عنها من زمالئه فى‬ ‫الفصل ‪ ،‬وهناك فئة ثالثة ال تعلم شيئا عن جروبات‬ ‫الواتس وال تنصاع لطلب أبنائها إما لرفضها‬ ‫للفكرة من األســاس أو لعدم امتالكها األمــوال‬ ‫لالشتراك‪ .‬فى المقابل هناك مدارس خاصة ترفض‬ ‫مبدأ الهدايا من االصل وترسل على جروبات اولياء‬ ‫األمور رسائل تحذر فيها من «هدايا عيد األم» وهو‬ ‫مايريح االسرة لكنه مبدأ عاما فى كل المدارس‪.‬‬

‫سألت الدكتورة نادية عبدالعزيز ماهى ذكرياتك مع عيد األم‬ ‫وماذا تعلمت من والدتك وجدتك ؟!‬ ‫األم هى أول مخلوق يتعامل مع المولود فهى األقرب ألبنائها‬ ‫وهى أول من يحتضنهم والنبى عليه الصالة والسالم قال عنها‬ ‫فى حديثه الشريف عندما سأله رجل يا رسول اهلل من أحق الناس‬ ‫بحسن صحابتى فقال أمك قال ثم من قال أمك ثم من قال أمك‬ ‫قال ثم من قال أبوك « فمنزلة األم كبيرة جدا ألنها بئر من عطف‬ ‫واحتواء وحنان وتسامح فاألم هى أول مؤسسة تربوية تثرى الفكر‬ ‫والوجدان ‪.‬‬ ‫من وجهة نظرك كأم كيف يمكن أن يتحقق بيت شعر شاعر‬ ‫النيل حافظ إبراهيم أال وهو‬ ‫“ األم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫أعددت شعباً طيب األعراق»!‬ ‫دعنا نتفق أن األم من وجهة نظر علماء النفس هى أول‬ ‫كائن يتعامل معه الطفل ومن ثم فهى اللبنة األولى فى تشكيل‬ ‫وجدانه فعندما يبكى يجد هذا الوجه الذى تبدأ تربطه به عاطفة‬ ‫الحب والحنان يلبى له احتياجاته سواء من مأكل أو من مشرب‬ ‫أو غيرها من مختلف أشكال الرعاية له وبالتالى يعتاد هذا الطفل‬ ‫على أنه كلما احتاج لشئ قامت أمه بتلبيته فأصبحت هناك عالقة‬ ‫من الود والعطف والعطاء بين هذا الوجه وإزالة كل ما يثير غضبه‬ ‫أو احتياجه ‪!..‬‬ ‫فيبدأ مع تكرارأشكال وأنــواع احتياجاته يتعلق بها ألنها‬ ‫مصدر سعادته لدرجة أن شكسبير وصف األم بمقولته الشهيرة‬ ‫«ليس فى العالم وسادة أنعم من حضن األم»‪!..‬‬

‫فاألم هى أول مدرسة يتعامل معها الطفل بحسه العفوى‬ ‫وبالتالى فإن المجتمعات فى الغالب تتشكل حسب ماتحتويه‬ ‫هذه المدرسة من قيم وأخالق ‪ ..‬فاألم هى المعيار الحقيقى لنشأة‬ ‫المفاهيم والضوابط األولى داخل نفوس كل البشر ‪.‬‬ ‫هل توافقنى بأن األم هى كعبة الضمير اإلنسانى داخل‬ ‫المجتمعات؟!‬ ‫فى رأيــى أن األم ليست فقط هى من تدلل أو»تدلع أو‬ ‫تطبطب « أبناءها ولكنها هى المسئول األول عن تربيتهم‬ ‫‪..‬فينبغى عليها أن تدرك جيداً متى تكون حازمة وحاسمة ومتى‬ ‫تكون حنونة ومتى تكون صديقة ورفيقة ألبنائها وحافظة‬ ‫أسرارهم؟!‬ ‫وعن نفسى أمى أحسنت تربيتنا جداً وكان أهم شئ لديها‬ ‫أنها تربى قبل أن تدلل أو « تدلع» بمعنى أنها كانت ال تسمح لنا‬ ‫بالخروج عن المألوف وعدم ارتكابنا أخطاء أو أى شئ غير مسموح‬ ‫به ‪ ..‬فكانت ال تذكر لنا على سبيل المثال مسمى كلمة الكذب‬ ‫فى حوارها معنا ولكنها كانت تطالبنا بأنها ترغب فى االستماع‬ ‫إلى الكالم « المظبوط» ‪! ..‬‬ ‫فهى ترفض حتى أن تتهم أحدا منا بأنه يكذب حتى ال نجد‬ ‫لها مبررات ولكنها كانت حريصة على تربيتنا على قول الحق‬ ‫مهما كانت العواقب وفى الوقت نفسه كانت التعنفنا ولكنها‬ ‫كانت تتبع منهج الحب والتسامح فى تربيتنا وكانت تتبع أيضا‬ ‫أسلوب الثواب والعقاب والتوجيه بالحب ال بالعنف ‪..‬وكان أقصى‬ ‫عقاب لنا أن تخاصمنا وتبتعد عنا لمدة التزيد عن ساعة لكى‬ ‫تغرس بداخلنا عدم العودة مرة أخرى لما اقترفناه من أخطاء ‪..‬‬

‫تربيتى للنشء درعى‬ ‫وسيفى فى مواجهة‬ ‫اإلرهاب ‪!..‬‬ ‫ومعاملة أمى لى كانت‬ ‫بمثابة رسائل عشق‬ ‫وود‪!..‬‬ ‫الزميل محمد رمضان أثناء حواره مع الدكتورة نادية عبدالعزيز‬

‫فكانت تربيتها لنا عبارة عن رسائل من الحب والعطف ولذلك‬ ‫نجد أن بعض الشعراء وصفوا فى أشعارهم األم بصفات جميلة‬ ‫فنجد مثال الشاعر محمود درويش يصفها قائ ً‬ ‫ال» لن أسميك امرأة‬ ‫سأسميك كل شئ « ‪ ..‬فاألم هى أساس كل شئ فى حياة أبنائها‬ ‫فهى التى تشكل ضمائرهم وسلوكياتهم بوازع العطف والحنان‬ ‫‪ ..‬ولذلك نجد أن األم من أنجح من يعملون فى المهن التربوية‬ ‫لكونها صبورة تتعامل مع تالميذها بروح األم الحنونة‪ ..‬فاألم بئر‬ ‫عذب لضمائر البشر‪!..‬‬ ‫ما الدافع وراء اتجاهك إلى تعليم األجيال الجديدة فن الغناء‬ ‫داخل مركز تنمية المواهب بدار األوبرا ؟!‬ ‫اهتمامى باألطفال بدأ منذ انتهائى من دراستى بكلية‬ ‫التربية الموسيقية فعملت كمتطوعة فى جمعية الرعاية‬ ‫المتكاملة حيث قمت بتعليم أطفال األحياء الشعبية الغناء مثل‬ ‫أطفال حى بوالق وغيره من األحياء الشعبية إليمانى بضرورة‬ ‫تنشئة الطفل بشكل متوازن يجمع بين المعرفة والفن إلى جانب‬ ‫حبى لألطفال ‪ ..‬وأجريت عدة دراسات علمية عن األطفال وأتذكر‬ ‫منها « الطفل المصرى ومكانته من الطفل العربى» وهذه‬ ‫الدراسة تهتم بشتى األمور التى تتعلق بالطفل من النواحى‬ ‫العلمية والثقافية والفنية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫ثم طلب منى المسئولون داخل التليفزيون المصرى أن أقدم‬ ‫برنامجا عن التعليم الموسيقى وظللت أقدمه لمدة ست سنوات‬ ‫متصلة على القناة األولى وكنت أفاجأ بردود أفعال جميلة حول هذا‬ ‫البرنامج فأثناء وقوفى فى إشارة المرور أجد شرطى المرور يشيد‬ ‫بما شاهده من معلومات فى حلقة األمس فى هذا البرنامج ‪.‬‬ ‫وسر اتجاهى للعمل بمركز تنمية المواهب بدار األوبرا هو‬ ‫إيمانى بأنه يقع على عاتقى مسئولية اجتماعية وتربوية البد من‬ ‫قيامى بأدائها أال وهى الوقوف ضد بعض المفاهيم والمعتقدات‬ ‫الخاطئة التى انتشرت داخل المجتمع وتؤثر على النشء ولذلك‬ ‫أردت أن يكون سيفى ودرعى تجاه األفكار المتطرفة هو تعليمى‬ ‫لألطفال معانى االنتماء للوطن من خالل تعليمهم أصول الفن‬ ‫المستنير وحب الوطن من خالل الغناء الهادف فهذه هى قضيتى‬ ‫كأم تعلم أبناءها الصغار ماذا تعنى كلمة انتماء للوطن ؟!‬ ‫كما أننى أقوم باالرتقاء بالذوق العام من خالل تربية حاسة‬ ‫التذوق السمعى والفنى لديهم‬ ‫ما هو االختالف مابين األم زمان واآلن ؟!‬ ‫فى رأيى الشخصى األم هى األم لم تتغير ولكن الذى اختلف‬ ‫هو المجتمع بما يمر به من ظروف ومتغيرات وضغوط اقتصادية‬ ‫جعلت األم مشغولة أكثر بأشياء أخرى‪.‬‬


‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪92‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫هدية مركز تنمية المواهب‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪93‬‬

‫رسالة «أمل»‬

‫‪ 21‬أغنية لـ«ست الحبايب»‬ ‫الفنان عبدالوهاب السيد وعمرو حسن ود‪ .‬عمرو ناجى والمايسترو مدحت والمخرج حازم طايل‬

‫أحن قلب في الدنيا قلبك‬ ‫إنتي يا أمي‬ ‫وأغلى حب في الدنيا حبك‬ ‫إنتي يا أمي‬ ‫ربيتي أختي كبرتي أخويا‬ ‫تعيشي ليا إنتي وأبويا‬ ‫إنتي يا أمي إنتي يا أمي‬ ‫حبك يا أمي يجري في دمي‬ ‫وكل غالي يرخص عشانك‬ ‫سهرتي جنبي وشلتي‬ ‫همي‬ ‫وكل ما أكبر يكبر حنانك‬ ‫وتسعديني دايما في قربك‬ ‫إنتي يا أمي إنتي يا أمي‬ ‫ربيتي أختي كبرتي أخويا‬ ‫تعيشي ليا إنتي وأبويا‬ ‫إنتي يا أمي إنتي يا أمي‬

‫«نبض الحياة»‪..‬أمك‪..‬ذخيرة مشاعرك الحية‪ ..‬وطنك‪ ..‬دمك‪ ..‬عرضك‪ ..‬أملك‪ ..‬ألمك‪!..‬‬ ‫نبع السعادة‪ ..‬رمز العطاء‪ ..‬أول حب فى حياتك بال زيف ودون مقابل‪!..‬‬ ‫يحتفل اليوم األربعاء بـــ«عيد ست الحبايب» مركز تنمية المواهب بدار األوبرا المصرية بإهدائه باقة من أرق األغانى‬ ‫وأعذب األلحان لكل أم‪ ..‬يقدم حفل اليوم العديد من المفاجآت لجمهور األوبرا حيث يشارك به واحد وعشرون صوتاً‬ ‫ما بين طفل وشاب من بينهم ثالثة أصوات جديدة لعبت أمهاتهم دوراً فى صقل مواهبهم‪ ..‬فوراء كل صوت منهم‬ ‫حدوتة مصرية‪..‬تحمل شعار «ماما شجعتنى»‪!..‬‬

‫تحقيق يكتبه‪ :‬محمد رمضان‬

‫لن يقتصر هذا الحفل على الغناء لألم فقط ولكنه سيكون‬ ‫بمثابة ملحمة وطنية تتغنى فيها القلوب باسمك يا وطن‪!..‬‬ ‫يستحدث الحفل فقرتين من األشعار أحدهما عن األم وأخرى‬ ‫عن الشهيد!‬ ‫من أهم مفاجآت حفل تنمية المواهب الطفل مازن علوان‬ ‫الطالب بالصف السادس االبتدائى وشبراوى أصلى حيث يقول‬ ‫التحقت بمركز تنمية المواهب منذ أربع سنوات لكى أكون ضمن‬ ‫كورال أطفال األوبرا ولكن مع الوقت اكتفشت والدتى ميولى‬ ‫فى تذوقى الشعر وإلقائه فبدأت تشجعنى على قــراءة أشعار‬ ‫شاعرنا الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم فحفظت قصيدته «واه‬ ‫ياعبدالودوود» وقمت بإلقائها أمام الفنان الكبير عبدالوهاب‬ ‫السيد مدير مركز تنمية المواهب الذى شجعنى على حفظ المزيد‬ ‫من األشعار لكى أقوم بإلقائها فى الحفالت الخاصة بالمركز كنوع‬ ‫من التجديد بها‪..‬وبالفعل حفظت أشعار عبداهلل حسن « لما جيت‬ ‫أكتب عن أمى «‪ « ،‬كان نفسى أبقى ظابط» ‪»،‬باسم اهلل باسم‬ ‫الشعب»‪ ..‬وأحب إلقاء األشعار الحماسية للجيش وأفضل إلقاءها‬ ‫باللهجة الصعيدية إلحساسى بأن الصعايدة هم طين الوطن‪..‬‬ ‫علماً بأننى لست صعيدياً ولكننى من شبرا‪!..‬‬ ‫مازن يتمنى أن يصبح ضابطًا بالجيش المصرى ليحارب‬

‫عبدالوهاب السيد‪ :‬حرصنا على إيجاد نوع من التنوع‬ ‫بين مشاركة األطفال والشباب بالحفل‪ ..‬وتحقيق‬ ‫المعادلة الصعبة من خالل وجود التوازن بين األغانى‬ ‫القديمة والحديثة داخل الحفل‪!..‬‬

‫اإلرهاب أو مهندساً معمارياً يساهم فى بناء وطنه‪.‬‬ ‫أحن قلب‪!..‬‬ ‫رغم بٌعد المسافة بين القاهرة والفيوم إال أن موهبته‬ ‫دفعته رغم صغر سنه إلى تحمل مشقة وعناء المجىء إلى دار‬ ‫األوبرا حيث يشارك الطفل أحمد الهوارى فى هذا الحفل بأغنية‬ ‫«أحن قلب» للراحل العظيم محمد فوزى حيث يقول أحمد الهوارى‬ ‫بدأت أغنى فى سن مبكرة جداً منذ أن بلغت الثالثة من عمرى‬ ‫حيث كنت أردد أغنية «آه يا عزة» للمطرب حمادة هالل فنمّت‬ ‫والدتى بداخلى موهبة الغناء وبدأت تجعلنى أستمع إلى أغانى‬ ‫محمد فوزى ومنها «ماما زمانها جايه»‪« ،‬ذهب الليل وطلع الفجر»‬ ‫وبعد ذلك ألحقتنى بقصر ثقافة الفيوم لتعلم الغناء وحصلت‬ ‫من خالله على المركز األول فى الغناء على مستوى الجمهورية‬ ‫ثم على مستوى محافظة الفيوم ثم قدمت لى فى مركز تنمية‬ ‫المواهب باألوبرا واشتركت فى إحدى حفالت رئاسة الجمهورية‬ ‫وغنيت أغنية «أحن قلب» أمام الرئيس السيسى أثناء االحتفال‬ ‫بيوم المرأة المصرية وبعد ذلك حصلت على المركز األول فى‬ ‫الغناء على مستوى الوطن العربى بمهرجان الموسيقى العربية‪.‬‬ ‫أمى حبيبتى‪!..‬‬ ‫بينما تفصح المطربة المتميزة كنزى تركى من شباب المركز‬ ‫بأنها كانت ترغب منذ ثالث سنوات فى غناء أغنية»أنشودة األم»‬ ‫للفنانة الكبيرة الراحلة شادية حيث تقول كنت أتمنى غناءها قبل‬ ‫وفاة والدتى ولكن القدر لم يمنحنى الفرصة إال من خالل حفل‬ ‫هذا العام حيث طلبت من الفنان الكبير عبدالوهاب السيد مدير‬ ‫المركز ذلك فوافق‪..‬وأشعر بأن غياب والدتى لن يمنعها عن‬ ‫استماعها لغنائى لهذه األغنية التى أعتبرها بمثابة رسالتى إليها‬ ‫فى السماء فأنا الزلت أحتفل بعيد األم بعد وفاتها بغنائى لها وأنا‬

‫على يقين بأن صوتى يصعد إليها فى السماء فتشعر من خالل‬ ‫إعجاب الجمهور بغنائى بثمرة تشجيعها لى على ممارسة هوايتى‬ ‫الغنائية‪ ..‬وأرى أن جميع األغانى التى نقدمها من خالل هذا الحفل‬ ‫ما هى إال باقة ورد لكل أم مصرية‪.‬‬ ‫بوسة على الخد ده‪!..‬‬ ‫فى حين أن المطربة البورسعيدية الواعدة سلمى عادل‬ ‫تؤكد على أنها من ضمن الوجوه الجديدة التى يقدمها المركز‬ ‫من خالل هذا الحفل‪ ..‬قائلة التحقت بالمركز خالل شهر ديسمبر‬ ‫الماضى واستمع لى الفنان الكبير عبدالوهاب السيد مدير المركز‬ ‫الذى طلب منى أن أتوجه إلى الدكتور عمرو ناجى لكى يتولى‬ ‫تدريبى داخل المركز وبالفعل بدأت معهم بغنائى أغنية أثناء‬ ‫االحتفال باليوبيل الفضى للمركز «أما براوه» وكانت مشتركة‬ ‫بينى وبين كنزى‪.‬‬ ‫وتقول سلمى أعشق الغناء بصفة عامة وغناء أغانى الفنانة‬ ‫الكبيرة الراحلة وردة بصفة خاصة‬ ‫وحبى لها هو سبب غنائى ألغنية «بوسة على الخد ده» داخل‬ ‫هذا الحفل‪ ..‬وبدأت أستعد لالشتراك فى هذا الحفل بحفظى لهذه‬ ‫األغنية‪ ..‬وأول أغنية كنت أغنيها ألمى فى عيد األم‪ ،‬أغنية «ست‬ ‫الحبايب» ولكننى اخترت أن أهدى لكل األمهات المصريات أغنية‬ ‫«بوسة على الخد ده» هذا العام فى عيد األم‪ ..‬وأتمنى أن أحقق‬ ‫ربع ما وصلت إليه كوكب الشرق أم كلثوم من نجاحات لذلك‬ ‫سوف أصقل موهبتى الغنائية من خالل التحاقى بكلية التربية‬ ‫الموسيقية بجامعة حلوان بعد انتهائى من دراستى فى المرحلة‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫ترتيل القرآن جعلها مطربة‪!..‬‬ ‫كان ترتيلها للقرآن الكريم بمثابة جواز مرورها داخل الوسط‬ ‫الغنائى حيث تقول المطربة الشابة المتألقة سمر مصطفى كنت‬ ‫أرتل القرآن الكريم فى المدرسة بحكم إقامتى فى السعودية‬ ‫مما انعكس على إجادتى للغناء وبعد عودتى إلى مصر كنت فى‬ ‫الصف األول اإلعدادى واستمعت لى مدرستى «ميس مروة» التى‬ ‫أشادت بعذوبة صوتى وجعلتنى أغنى فى حفالت المدرسة وفى‬ ‫اإلذاعة المدرسية صباحًا أثناء الطابور المدرسى وحصلت على‬ ‫المركز األول فى الغناء على مستوى محافظة الجيزة وبعد التحاقى‬ ‫بالجامعة غنيت فى فرقة للموسيقى العربية داخل نادى الصيد‬ ‫والتزم والدى باتفاقه معى بالتحاقى بمركز تنمية المواهب‬ ‫باألوبرا بعد انتهائى من دراستى الجامعية‪ ..‬وبالفعل قابلت‬ ‫الفنان الكبير عبدالوهاب السيد مدير المركز حيث طلب منى غناء‬ ‫أغنية نجاة الصغيرة «من سماكى»‪ ..‬وهذا الحفل يعد بالنسبة لى‬ ‫ثانى مشاركة فى االحتفال بعيد األم‪.‬‬ ‫وقد اخترت أغنية «نص الدنيا» ألنغام من بين األغانى التى‬ ‫اقترحوا علينا غناءها بالحفل داخل المركز لكونها األنسب لصوتى‬ ‫وكنوع من تقديم األغانى الحديثة لالحتفاء باألم‪ ..‬وقدوتى فى‬ ‫الغناء هى أم كلثوم ووردة وفايزة أحمد‪..‬وأقوم بغناء أغنية «ست‬ ‫الحبايب» ألمى كأحد طقوس احتفاالتى بعيد األم‪.‬‬ ‫يا نور جديد‪!..‬‬ ‫من أعذب األصوات المشاركة فى هذا الحفل المطرب باسم‬ ‫عبدالوهاب الذى لعبت نشأته داخل أسرته الفنية دوراً فى عشقه‬ ‫للموسيقى والغناء حيث يقول بدأت موهبتى الغنائية تتشكل‬ ‫منذ الصغر ألننى نشأت فى مناخ فنى فوالدى ووالدتى دارسان‬ ‫للموسيقى والغناء مما أثرى حسى ووجدانى الفنى بالمزيد من‬ ‫الحب لهذا المجال وبالفعل التحقت بكورال أكابيال بدار األوبرا ثم‬ ‫بفرقة األوبرا إلى أن استقر بى الحال داخل فرقة اإلنشاد الدينى‬ ‫ألننى أعشق الغناء العربى عن الغربى وتعد مشاركتى بحفل عيد‬ ‫األم من خالل مركز تنمية المواهب هى التاسعة وذلك تقديراً‬

‫كنزى تركى‪ :‬للعام الثانى أحتفل بعيد‬ ‫األم داخل األوبرا بعد رحيل أمى‪..‬‬ ‫أتمنى أن إجادتى لغناء «أنشودة‬ ‫األم» تجعل صوتى يصعد إليها‬ ‫فى السماء‪!..‬‬ ‫منى لدور األم فى حياتنا فهى واحة من العطاء بال حساب وبال‬ ‫مقابل‪ ..‬وأغنى فى هذا الحفل أغنية «يا نور جديد» لمطربنا‬ ‫الراحل الجميل محمد فوزى وأتمنى أن يحظى غنائى لها بإعجاب‬ ‫واستحسان الجمهور‪.‬‬ ‫نصيب األسد‪!..‬‬ ‫يشارك فى هذا الحفل أيضا المطرب أحمد مجدى بنصيب‬ ‫األسد حيث يغنى ثالث أغنيات‬ ‫«تحيا مصر» للمطرب أحمد جمال‪« ،‬ياما يانورعينيه»‬ ‫لمحمد فؤاد ‪»،‬مصر قالت» للنجم عمرو دياب حيث يقول أحمد‬ ‫مجدى أعتبر مشاركتى بهذا الحفل بمثابة احتفال خاص منى‬ ‫باألم المصرية التى تضحى من أجل إسعاد أبنائها حيث أغنى‬ ‫لها ثالث أغان تعبر عن جيل الشباب داخل هذا الحفل‪ ..‬وتعد‬ ‫هذه المرة هى المرة الثالثة التى أشارك من خاللها فى االحتفال‬ ‫بعيد األم داخل مركز تنمية المواهب باألوبرا‪ ..‬وسر غنائى لهذه‬ ‫األغانى الجديدة لكى يكون هناك نوع من التنوع وللتعبير عن‬ ‫روح الشباب فى االحتفال بعيد األم ورغم أننى قدمت من قبل‬ ‫جميع ألوان الغناء إال أننى أعتبر نفسى صوت الشباب وسفيرهم‬ ‫داخل هذا الحفل للتعبير عن مشاعر حبهم ألمهم‪ ..‬رغم انتمائى‬ ‫لمدرسة مطربنا الكبير الراحل «كارم محمود» فهو مثلى األعلى‬ ‫داخل الساحة الغنائية‪.‬‬ ‫أشجان «المدن»‪!..‬‬ ‫بينما يرى المطرب الشاب ماجدى الحسينى أحد الوجوه‬ ‫الجديدة داخل هذا الحفل أن ما دفعه لغناء أغنية «المدن» هو‬ ‫حبه لحالة الشجن التى يقدمها المطرب الراحل عماد عبدالحليم‬ ‫من خالل أغانيه حيث يقول تعد هذه المرة هى األولــى لى‬ ‫للغناء كصوليست وقد اخترت أغنية « المدن» لعماد عبدالحليم‬ ‫لعشقى لهذا اللون من الغناء والذى يغلب عليه حس الشجن‪..‬‬ ‫وأغانيه تعتمد على إبراز الحس اإلنسانى بشكل كبير‪ ..‬وأعتقد‬ ‫أن المطرب لو لم يشعر بكلمات أغانيه فإنه لن يستطيع الوصول‬ ‫بها للجمهور‪ ..‬ومن أكثر األغانى التى أثرت فى وجدانى منذ‬ ‫الصغر أغنية «ست الحبايب»‪ « ،‬أمى ثم أمى حتى آخر يوم فى‬ ‫عمرى»‪« ،‬الست دى أمى»‬ ‫تواصل األجيال‪!.‬‬ ‫فى حين يؤكد الفنان الكبير عبدالوهاب السيد مدير مركز‬ ‫تنمية المواهب بدار األوبرا على أنه حرص على تنوع فقرات‬ ‫هذا الحفل الغنائية قائ ً‬ ‫ال لقد قمنا داخل المركز من خالل زمالئى‬ ‫األساتذة المتخصصين فى مادة الغناء على اختيار برنامج متنوع‬ ‫من األغانى التى تخص االحتفال بعيد األم إلى جانب حرصنا‬ ‫على إيجاد نوع من التوازن بين احتفالنا بأمهاتنا وأمنا الكبيرة‬ ‫مصر من خالل تقديمنا بعض األغانى الوطنية وألول مرة نقدم‬ ‫أشعارا ضمن احتفالنا بهذه المناسبة عن األم والشهيد‪ ..‬إلى‬ ‫جانب تقديمنا مجموعه من االستعراضات من خالل فصل الباليه‬ ‫بالمركز‪ ..‬باإلضافة إلى تقديمنا بعض الوجوه الغنائية الجديدة‬ ‫حيث سنقدم ثالثة وجوه جديدة «سلمى عادل‪ ،‬ماجدى الحسينى‪،‬‬ ‫أحمد السواهلى»‪.‬‬

‫لم أكن أتوقع يوما أن أكتب مقاال عن والدتي‪ ،‬ولكن‬ ‫بمجرد أن طلب رئيس التحرير أحمد أيوب فى لفتة إنسانية‬ ‫من الزمالء من يريد أن يكتب عن والدته‪ ،‬تحركت بداخلي‬ ‫مشاعر جياشة‪ ،‬إنها الفرصة كى أتحدث فيها عن قبلة الوطن‬ ‫فى قلبى‪ ..‬السيدة الفاضلة أمل محيى الدين‪ ،‬المدرسة‬ ‫بمدرسة الشهيد شوقى الرفاعى بتطاى والتى تعمل بها منذ‬ ‫‪ 30‬عاما‪ ،‬األم واألخت والصديقة والحبيبة‪ ،‬التى لم تدخر‬ ‫جهدا لتسعدني‪ ،‬إنها إحساس األمان‪ ،‬الدعوة التى ال تتوقف‬ ‫بالسعادة والرضا والصحة والستر‪ ،‬إنها ابتسامة الشقاء التى‬ ‫ال تختفى من على وجنتيها‪ ،‬إنها العروس التى توفى زوجها‬ ‫بعد عامين فقط من زواجهما‪ ،‬تحمل ابنها الذى لم يتجاوز‬ ‫عمر الستة أشهر على يديها‪ ،‬نعم أنا‪ ،‬ولكنى لم أشعر يوما‬ ‫أننى يتيم فحنان أمى وشدة رعايتها واهتمامها بى عوضانى‬ ‫كثيرا عن فقد أبى‪ ،‬الذى أحببته كثيرا من حب أمى له‪ ،‬وكفى‬ ‫به أنه هدانى إياها أما لى‪.‬‬ ‫تعلمت من أمى أشياء كثيرة ولكن أهم شىء زرعته‬ ‫داخلى هو الطموح‪ ،‬فوالدتى كانت حاصلة على دبلوم‬ ‫المعلمين نظام الخمس سنوات‪ ،‬ولكن طموحها جعلها‬ ‫تلتحق بكلية التربية لتستزيد علما وكفاءة‪ ،‬فهى مربية‬ ‫األجــيــال‪ ،‬ونجحت فى الحصول على المؤهل العالى فى‬ ‫سنوات أربع تحملت فيها عبء تربيتى وعبء المذاكرة‪ ،‬إنه‬ ‫الطموح لتقدم لى دليال ماديا على أنه ال شىء يستطيع‬ ‫أن يقف أمام حلمك وطموحك‪ ..‬أوعدك يا أمى أنى سأظل‬ ‫متمسكا بطموحى وحلمى وبكل المبادئ والقيم التى علمتنى‬ ‫إياها‪ .‬فى عيدك يا أمى أقول لكِ إنى فخور ومحظوظ بك‬ ‫وستظلين سندى وأمانى فى حياتى‪ ..‬كل سنة وأنتى طيبة‬ ‫يا أحلى أم فى الوجود‪ ..‬وهنا تتسارع الكلمات بداخلى ألذكر‬ ‫فضل عائلتى علىّ‪ ،‬وخاصة عمى طلعت الحسينى الموجه‬ ‫بالتربية والتعليم‪ ،‬الذى شملنى برعايته ووفر لى حياة كريمة‬ ‫ومستقبال ساعدنى على شق حياتى عمليا واجتماعيا ومهنيا‬ ‫فى سن مبكرة‪ ،‬وكان ومازال خير داعم لى فى كل قرارات‬ ‫حياتى‪ .‬أشكرك يا عمى‪.‬‬ ‫وفى هذه المناسبة الجميلة ال يمكن أن أنسى أمى‬ ‫الثانية السيدة األصيلة فاطمة محمد أحمد‪ ،‬المدير العام‬ ‫بــوزارة الشباب والرياضة مركز أشمون‪ ،‬والــدة زوجتى‪..‬‬ ‫السيدة التى رزقها اهلل حبا وحنانا يشمل العالم كله‪ ،‬السيدة‬ ‫التى أكرمتنى وأحبتنى وساعدتنى كثيرا كابن لها دون كلل‪،‬‬ ‫أتقدم لكِ فى عيدك بوافر التقدير والحب والعرفان لعظيم‬ ‫ما قدمتِه لى ولزوجتى وابنتى‪ ،‬دمتى حنونة عطوفة فاتنة‬ ‫أمى التى لم تلدنى‪ ..‬كل سنة وكل أمهات مصر الطيبات‬ ‫الصابرات فى خير وسعادة‪.‬‬

‫ابنك‪ :‬محمد إبراهيم‬


‫‪94‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫الفن‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الفن‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪95‬‬

‫حضور الرئيس السيسى وولى العهد السعودى للمسرحية تكريم يستحقه خالد جالل وفرقته‬

‫خالد جالل‪ :‬جراح النفوس الذى أسعد الماليين “سلم نفسك» حصيلة “‪“ 27‬ساعة من‬ ‫االرتجال ألبطاله الشباب‪!..‬‬

‫أوالد خالد جالل يعتبرون زيارة الرئيس تكريم خاص‬

‫«سلم نفسك»‬ ‫‪ 27‬ساعة من االرتجال‬

‫“سلم نفسك»‪..‬عرض مسرحى جعل جمهوره جز ًءا من أحداثه وإن جاز التعبير يستشعر كل من يشاهده بأنه بطل من‬ ‫أبطاله‪ ،!..‬فهذا العرض أشبه برقعة شطرنج يديرها بحرفية واقتدار المخرج المبدع الكبير خالد جالل الذى أعتبره بمثابة‬ ‫جراح لنفوس المصريين بطرحه ألمراضهم االجتماعية بأسلوب يثرى حصيلتهم الفكرية ويمدهم بالطاقة اإليجابية‪!..‬‬ ‫بينما كان لحضور السيسى وبصحبته ولى عهد السعودية بالغ األثر على أداء هؤالء الشباب ألدوارهم حيث‬ ‫جعلهم أكثر شعوراً بالفخر والتحدى لثقة الرئيس فى قدراتهم الفنية‪!..‬‬

‫تحقيق يكتبه ‪ :‬محمد رمضان‬ ‫عدسة ‪ :‬إبراهيم بشير‬ ‫يشعر المشاهد لعرض “ سلم نفسك» أنه أمام فريق من‬ ‫“الفراودة” المحترفين الذين يحرز كل منهم بأدائه المتفرد هدفا‬ ‫يهز ويزلزل شباك الطاقة اإليجابية لدى الجمهور‪!..‬‬ ‫من أهم هؤالء الهدافين طلقة الكوميديا الحية رغم مالمحه‬ ‫الحادة أمجد الحجار الذى فاجأ الجميع بأدائه المتميز ألدواره‬

‫بالعرض حيث شارك فى أربعة مشاهد من ارتجاله إال أن مايسترو‬ ‫العرض خالد جالل وضع عليها لمساته الفنية الساحرة حيث يقول‬ ‫أمجد الحجار بدأت حكايتى مع “سلم نفسك “‪ ..‬من خالل حبى للفن‬ ‫حيث إننى خريج كلية فنون تطبيقية قسم “ تصوير سينمائى “‬ ‫وأعمل بقنوات النيل المتخصصة‪..‬وكانت بدايتى المسرحية من‬

‫خالل المسرح الجامعى بالكلية ثم قدمت عدة عروض مسرحية‬ ‫بمسرح الــدولــة‪ ..‬وسبب اتجاهى للدراسة بمركز اإلبــداع هو‬ ‫إعجابى بما يقدمه من عروض متميزة وخاصة عرض “أيامنا‬ ‫الحلوة “ فاكتشفت أن هذه العروض مختلفة تمامًا عن تجربتى‬ ‫مع المسرح الذى أشاهده فوجدت أن كل المشاركين بهذا العرض‬ ‫“فراوده” مثل بيومى فؤاد ونضال الشافعى فأحببت مركز اإلبداع‬ ‫جداً باإلضافة إلى أن مخرجنا خالد جالل شاهد لى أول عروضى‬ ‫المسرحية بمسرح الشباب وهو عرض “ اللى نزل الشارع» وأعجب‬ ‫بالعرض وبأدائى فعملت معه مسرحية ‪ SMS‬مع الفنانة نيكول‬ ‫سابا فى مسرح التليفزيون ثم ذهبت بعد ذلك إلى مركز اإلبداع‬ ‫وقررت أن ألتحق به من خالل الدفعة الثالثة‪ ..‬واستغرق إعداد‬ ‫عرض “سلم نفسك» مدة ثمانية شهور بعد ارتجالنا للعديد من‬ ‫المشاهد ولكن استقر رأى أستاذنا خالد جالل على الشكل النهائى‬ ‫للعرض وهو صاحب اختيار عنوان “ سلم نفسك»‪ ..‬وعن نفسى‬ ‫فقد ارتجلت حوالى عشرين مشهداً بالعرض أثناء فترة دراستى‬

‫بالمركز ولكن تم اختيار أربعة مشاهد فقط من بينهم وقام بإعادة‬ ‫صياغتها بهذا الشكل الكوميدى الساخر مخرجنا الكبير خالد جالل‬ ‫ومن بينها مشهد‬ ‫“ الفيس بوك والفهلوى “ ويعد حضور الرئيس السيسى وولى‬ ‫عهد السعودية كان بمثابة حافز لنا على االستمرار فى إجادة عملنا‬ ‫بالتمثيل‪ ..‬ومن أهم فنانى الكوميديا فى حياتى الفنان الكبير “‬ ‫سمير غانم “ فهو بالنسبة لى ملهم جداً ومتعدد المواهب وتاريخ‬ ‫ضخم ‪.‬‬ ‫أمجد يضيف قائ ً‬ ‫ال‪ :‬أنه ال يوجد لدى فنان واحد لكى أتخذه‬ ‫قدوة ولكننى أحب أن أكون أشبه بتوليفة من كل كوميديانات‬ ‫مصرالكبار أمثال الزعيم عادل إمام وسمير غانم‪ ،‬عن نفسى أرغب‬ ‫فى أن أكون ممثال جيدا ولكننى أميل ألداء األدوار التراجيدى ألننى‬ ‫أحب البكاء أكثر من الضحك على المستوى الشخصى‪.‬‬ ‫وبشر الصابرين‪!..‬‬ ‫من أجمل األصوات التى انبهر بها جمهور مركز اإلبداع كان‬ ‫شريف عبدالمنعم الذى جعل الجمهور يستشعر بظهوره على‬ ‫خشبة المسرح ميالد محمد فوزى من جديد حيث يجمع ما بين‬ ‫عذوبة الصوت واألداء التمثيلى المتقن‪.‬‬ ‫يوافقنى شريف عبدالمنعم فى الرأى نفسه حيث يؤكد أن‬ ‫رقم “‪”7‬كان أحد أسرار نجاح عرض “سلم نفسك» حيث استغرقت‬ ‫مدة دراستهم بالمركز سبع سنوات باإلضافة إلى كونهم أصبحوا‬ ‫سبعة وعشرين فنانًا والسبب وراء تأخر دفعتهم فى التخرج من‬ ‫مركز اإلبداع هو ما مرت به البالد من أحداث وأحوال سياسية فى‬ ‫الفترة الماضية من ثورات‪ ..‬حيث يقول قبل دخولى المركز كنت قد‬ ‫حصلت على مسابقة العندليب من يكون فى عام ‪2006‬؟!‬ ‫وأحــرزت المركز الثانى فى مسابقة صوت الحياة فى عام‬ ‫‪2013‬وكانت لجنة المحكمين فيها الفنانين الكبار حلمى بكر‬ ‫وهانى شاكر وسميرة سعيد‪..‬وكانت لى تجربة سينمائية مع‬ ‫الفنانين جمال سليمان ومحمد رمضان من خالل فيلم اسمه “ليلة‬ ‫واحدة” لكن لظروف ما لم ير هذا الفيلم النور وتوقف تصويره على‬ ‫أربعة أيام فى عام ‪2009‬‬ ‫ولكن بدأت عالقتى بمركز اإلبداع من خالل الدكتورة نجاة‬ ‫على المسئولة عن قسم اإللقاء بالمركز ألنها كانت تعلمنا طريقة‬ ‫إلقاء عبدالحليم حافظ أثناء فترة إشتراكى فى مسابقة العندليب‬ ‫من يكون؟!‬

‫أمجد الحجار‪ :‬ارتجلت أربعة مشاهد‬ ‫بالعرض‪ ..‬وسمير غانم قدوتى‬ ‫الفنية‪!..‬‬ ‫ألحان المهدى‪ :‬أنا أصغر أعضاء‬ ‫المركز‪ ..‬بدأت دراستى به منذ‬ ‫بلوغى الثامنة من عمرى‪!..‬‬ ‫وفاجأتنى بأنها قدمت لى فى مركز اإلبداع‬ ‫واجتزت كل االختبارات‪..‬ومسرحية “ سلم نفسك» كانت عبارة‬ ‫عن مشاهد مرتجلة مدتها سبعة وعشرون ساعة لكن أستاذنا خالد‬ ‫جالل استطاع أن يصيغ كل هذه الساعات بحرفيته المطلقة إلى‬ ‫ساعتين وعشر دقائق‪!..‬‬ ‫ويضيف شريف عبد المنعم بأن الجمهور يصف عرضنا بأنه‬ ‫يمنحهم قدرا وافرا من الطاقة اإليجابية‪!..‬‬ ‫ومكثنا نجهز لهذا العرض لمدة عامين‪ ..‬وسبق تقديمنا لهذا‬

‫العرض عرضان أحدهما استعراضى عن مادة الرقص الحديث التى‬ ‫ندرسها بعنوان “أين أشباحى» حضره الزعيم عادل إمام وعدد‬ ‫كبير من نجوم الفن واألدب والسياسة وكان هناك عرض عن‬ ‫مادة الغناء بعنوان “غنا للوطن» وحضره معنا الرئيس السيسى‬ ‫حينما كان وزيراً للدفاع‪ ..‬وكان لى الشرف بأن أغنى أمام الرئيس‬ ‫السيسى‪.‬‬ ‫كما أن حضور رئيس الجمهورية لمسرحيتنا هو تكليل لنجاحنا‬ ‫فحقاً هذه الزيارة هى مكافأة ربنا لنا وإعما ًال باآلية الكريمة “وبشر‬ ‫الصابرين»‪.‬‬ ‫حيث كنا نحضر البروفات بشكل يومى لمدة ال تقل عن أربعة‬ ‫أو خمسة ساعات مما اضطرنى أن أضحى بعملى من أجل حضورى‬ ‫هذه البروفات وأستاذنا خالد جالل يصفنا دائماً بالمقاتلين‪!..‬‬ ‫“سندريال سلم نفسك»‪!..‬‬ ‫ومن بين الوجوه المتألقة داخل العرض الفنانة الشابة سارة‬ ‫عادل التى يلمس الجمهور فى أدائها المتميز روح سندريال الشاشة‬ ‫الصغيرة سعاد حسنى‪ ..‬فهى تجمع ما بين التمثيل واالستعراض‬ ‫بشكل يثير داخل جمهور العرض عالمات الدهشه فتعلو وجوههم‬ ‫نظرات اإلعجاب واالستحسان لها إال أنها تكشف لنا سر التحاقها‬ ‫بمركز اإلبــداع حيث تقول بــدأت عالقتى بالفن منذ التحاقى‬ ‫بالمسرح الجامعى ولكن انبهارها بنجاح مشروع تخرج الدفعة‬ ‫األولى من المركز بعرض “قهوة سادة» هو الذى حفزها بأن تأتى‬ ‫من مسقط رأسها بالمحلة الكبرى لكى تلتحق بالمركز وقد تعلمت‬ ‫من خالل تعاملى من زمالئى داخل المركز خبرات فنية أخرى ومن‬ ‫أستاذى خالد جالل وأستشعر من خالل تواجدى بالبروفات بأنه ال‬ ‫يوجد بيننا أى مجال للغيرة ولكن استطاع خالد جالل أن يغرس‬ ‫بداخلنا أهمية العمل الجماعى وأن نجاح أى فرد فينا هو نجاح‬ ‫ينسب للجميع ألننا فى النهاية فريق عمل واحد‪ ..‬وال يستأثر أحد‬ ‫منا بالنجاح لنفسه‪!..‬‬ ‫هاملت سلم نفسه‪!..‬‬ ‫كان أداؤه الجيد داخل العرض من الالفت لنظر المشاهدين‬ ‫حيث اقترب نديم هشام بتلقائية أدائه من إقناع الجمهور بصدق‬ ‫موهبته التى قام بتنميتها من خالل النشاط المسرحى داخل‬ ‫جامعته الخاصة حيث كان يدرس الهندسة المعمارية وقام ببطولة‬ ‫العرض المسرحى “هاملت المليون» من إخراج أستاذه خالد جالل‬ ‫والذى شاركت به جامعته داخل المهرجان القومى للمسرح ويقول‬ ‫وإلى جانب ذلك أقوم بالعزف على سبع آالت موسيقية وهى عبارة‬ ‫عن أربعة أنواع من الجيتار وعود وبيانو ودرامز‪ ..‬ومخرجو الجامعه‬ ‫قالوا لنا على عرض “قهوة سادة» ومن ثم بدأت أتردد على مركز‬ ‫اإلبداع وتقدمت لاللتحاق بالمركز وكان نصيبى من اإلرتجال داخل‬ ‫العرض كبيرا ولحنت ووزعت أغنية “ المستحيل» وهى فى نهاية‬


‫‪PB‬‬ ‫‪96‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫الفن‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫الفن‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫العدد ‪4871‬‬ ‫‪ 14‬فبراير ‪٢٠18‬‬

‫‪97‬‬

‫كلمة‪..‬وردغطاها‬

‫طارق شحاته‬

‫‪Tarekshehata10@yahoo.com‬‬

‫منذ أن دخل ترامب البيت األبيض رئيساً للواليات المتحدة وتغمرنا واشنطن فى مصر بالتصريحات الغزيرة للعديد من مسئوليها‬ ‫التى تؤكد دعم أمريكا لنا فى حرب اإلرهاب التى نخوضها بإصرار وقوة على مدى أكثر من أربع سنوات حتى اآلن‪ ..‬بل إن هذه‬ ‫التصريحات األمريكية الداعمة لنا فى حرب اإلرهاب انطلقت من ترامب نفسه قبل أن يدخل البيت األبيض وخالل حملته االنتخابية‪،‬‬ ‫هو وعدد من أعضاء هذه الحملة‪.‬‬

‫العرض‪.‬‬ ‫ومن أهم الفنانين الذين أعتبرهم قدوتى الفنان الراحل الكبير‬ ‫أحمد زكى‪.‬‬ ‫وشرف كبير لنا حضور الرئيس السيسى فهذا اليوم كان له‬ ‫عظيم األثر على نفوسنا‪.‬‬ ‫آخر عنقود اإلبداع‪!..‬‬ ‫ومن أهم مفاجآت خالد جالل لجمهور “سلم نفسك» تقديمه‬ ‫ألصغر وجه داخل هذا العرض أو آخر عنقوداإلبداع “ألحان المهدى»‬ ‫‪ 22‬سنة والتى اعتقد البعض بأنها مازالت طالبة فى المرحلة‬ ‫الثانوية إال أننا اكتشفنا أنها طالبة بالفرقة األولى بالمعهد العالى‬ ‫للموسيقى العربية حيث تقول بدأت عالقتى بأستاذى خالد جالل‬ ‫منذ طفولتى حيث التحقت بورشة سينما األطفال التابعة لمركز‬ ‫اإلبداع وكان عمرى وقتذاك ثمانية أعوام وعملت معه فى حفالت‬ ‫افتتاح مهرجان سينما الطفل ثم تقدمت بعد بلوغى السادسة‬ ‫عشرة من عمرى لاللتحاق بالدفعة الثالثة بمركز اإلبداع وكنت‬ ‫أصغر طالبة بالدفعة وكان من الصعب أن ألتحق بهذه الدفعة‬ ‫لصغر سنى ولكنه طلب منى أن أجتاز االختبارات داخل المركز‬ ‫وبالفعل نجحت فى كل االختبارات رغم صعوبتها‪ ..‬وقد ارتجلت‬ ‫مشهد المذيعة بتوصيل مثال معين من المذيعات فشاهدت‬ ‫العديد من المذيعات المتصنعات من خالل مخارج ألفاظهن‬ ‫فقدمتهن بشكل كاريكاتيرى‪ ..‬ومن أقرب المشاهد بالعرض‬ ‫لقلبى المشهد الذى نتناول من خالله عاطفة الحب ألننى أحبه جداً‬ ‫واقترحت على األستاذ خالد األغنية الخاصة بهذا المشهد وهى‬ ‫أغنية المطربة الكبيرة الراحلة ليلى مراد “ماليش أمل» ووافق على‬ ‫غنائى لها وقدوتى فى التمثيل الفنانة الكبيرة فاتن حمامة ألن‬ ‫أداءها واقعى وكنت أشعر بأنها كانت تمثل بتلقائية شديدة فى‬ ‫زمن لم يكن التمثيل بهذا الشكل التلقائى وهذا معناه أنها تمثل‬ ‫بإحساسها المرهف وكنت أشعر بأنها تصدق كل ما تجسده من‬ ‫أدوار وأحب عمر الشريف جداً ألنه فنان طموح وأتمنى أن أصل إلى‬ ‫العالمية مثله‪ ..‬وأعشق الراحلة نعيمة عاكف لكونها فنانة شاملة‬ ‫تجمع بين التمثيل واالستعراضات وما يميز عروض مركز اإلبداع‬ ‫أنها قائمة على رؤية فريق العمل كله‪ ..‬بمعنى أننا سبعة وعشرون‬ ‫عق ً‬ ‫ال يفكر ويقترح ارتجاالت يقابلهم عقل أكثر خبرة وحرفية للمخرج‬ ‫الكبير خالد جالل الذى يصيغ فى النهاية ما نقترحه عليه من‬ ‫ارتجاالت بشكل يتقبله الجمهور فإبداعنا إبداع جماعى وليس فرديا‬ ‫بقيادة مايسترو العرض خالد جالل‪.‬‬ ‫‪ 27‬ساعة من االرتجال‪!..‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر يقول المخرج الكبير خالد جالل مدير مركز‬ ‫اإلبداع ومخرج العرض المسرحى “سلم نفسك» إن هذا العرض هو‬ ‫أحد مشروعات مركز اإلبداع الفنى داخل استديو مركز اإلبداع الفنى‬ ‫وهو عبارة عن منحة دراسية مجانية تدعمها وزارة الثقافة من‬ ‫خالل صندوق التنمية الثقافية لمائتى شاب وفتاة من الموهوبين‬ ‫فى شتى فروع الفن مثل اإلخراج والتمثيل والديكور وقد تم اختيار‬ ‫هؤالء الطلبة من بين أربعة آالف متقدم ويتم إعادة تأهيلهم‬ ‫من خالل أساتذة متخصصين لصناعة ما يسمى بالفنان الشامل‬ ‫فالدكتورة نجاة على تدرس لهم فن اإللقاء والفنان عماد الرشيدى‬ ‫يدرس لهم غناء والفنان ضياء شفيق يدرس لهم االستعراضات‬ ‫وكان لديهم عرض غنائى ناجح بعنوان “غنا للوطن» عرض فى كل‬ ‫أنحاء الجمهورية وقدموا عرضا آخر استعراضيا ولكن عرض “سلم‬ ‫نفسك» هو العرض الذى أخرجه لهم بحكم مسئوليتى عن تدريس‬ ‫مادة االرتجال والتمثيل وحرصى على االرتجال بسبب هدفى تقديم‬ ‫جيل جديد من الفنانين المبدعين الذين يساهمون بأفكارهم‬ ‫فى إثراء الحركة الفنية إلى جانب أدائهم المتميز ألدوارهم داخل‬ ‫العرض‪ ..‬ويعد هذا العرض هو الرابع بعد “قهوة سادة» ‪»،‬هبوط‬

‫سارة عادل‪ :‬عشقى لــ«قهوة سادة»‬ ‫جعلنى ألتحق بمركز «اإلبداع»‪ ..‬وخالد‬ ‫جالل غرس بداخلنا حب العمل بروح‬ ‫الفريق‪!..‬‬

‫شريف عبدالمنعم‪ :‬نجاح»سلم نفسك “‬ ‫لم يأت من فراغ ولكنه ينطبق عليه اآلية‬ ‫الكريمة “وبشر الصابرين»‪!..‬‬

‫اضطرارى» ‪ »،‬بعد الليل»‪.‬‬ ‫ويضيف جالل قائ ً‬ ‫ال ارتبط نجاح مسرحيتنا بالعديد من األسباب‬ ‫منها أننا أردنا منذ بداية تفكيرنا منذ عام فى تقديم هذا العرض‬ ‫أن يعبر عن جميع السلوكيات الموجودة داخل المجتمع المصرى‬ ‫ومن ثم فارتبط العرض بالتعبير عن أكبر شريحة من الناس وفى‬ ‫رأيى أن العمل الفنى بصفة عامة عندما يقترب من الناس ويعبر عن‬ ‫همومهم وأحالمهم وقضاياهم فإنه ينجح بإقبالهم عليه ألنه يمثل‬ ‫واقعهم وآالمهم وأوجاعهم‪.‬‬ ‫وتحققت جماهيرية العرض أيضا ألنه تضمن أفكارا متنوعة‬ ‫لطلبة هذه الدفعة الذين يمثلون توليفة بشرية وفكرية مختلفة‬ ‫تنتمى إلى ثقافات متباينة لكونهم ينحدرون من محافظات وأقاليم‬ ‫مصر المختلفة ومن ثم فطلبة هذه الدفعة يمثلون مصر ولكن‬ ‫بشكل مصغر كما أنهم ينتمون إلى مختلف الكليات والجامعات‬ ‫المصرية‪ ..‬وبعد تفكير طويل ومحاوالت عديدة ركزنا فى اختيارنا‬ ‫للسلوكيات السيئة التى يجب االبتعاد عنها لكى نتقدم فتم‬ ‫اختيارنا لها لكى تكون فكرة مسرحيتنا‪ ..‬وبعد ذلك بدأنا نتناقش‬ ‫فى المشاهد التى سوف نقدم من خاللها هذه السلوكيات وبدأ‬ ‫كل طالب منهم يرتجل عدة مشاهد ومادة االرتجال والتمثيل هى‬ ‫المادة التى أدرسها لهم داخل مركز اإلبداع‪ ..‬ومادة االرتجال تجعل‬ ‫من الممثل مبدعاً يساعد فى خلق وابتكار ما يقدمه من إبداعات‪..‬‬ ‫واخترنا من بين هذه السلوكيات انتشار الشائعات وتصديق كل ما‬ ‫يقال من أكاذيب على صفحات التواصل االجتماعى “الفيس بوك»‬ ‫والتفكك األسرى والعنف ضد المرأة أحياناً فنحن حرصنا على تقديم‬ ‫معظم القضايا التى نعيشها وقدمنا فى نهاية العرض بأن هناك‬ ‫ملفا واحدا يكمن داخل الشخصية المصرية من الصعب اختراقه‬ ‫وهو ملف انتمائهم لوطنهم رغم اختالف انتماءاتهم األيديولوجية‬ ‫وهذا الملف هو الحافز الوحيد لديهم لكى يتجنبوا خطر السقوط‬ ‫فى بقية السلبيات األخرى والنجاة من الوقوع فى براثن الصفات‬ ‫والسلوكيات السيئة وعلى سبيل المثال مشهد قد نتعرض له‬ ‫بصفة يومية وهو المتعلق “ بظاهرة الفتي» فعندما نسأل على‬ ‫عنوان نجد أن كل واحد من الممكن أن يصفه بطريقة مختلفة عن‬ ‫اآلخر وجميعهم يشرحون هذا العنوان بشكل خاطئ مما يصعب‬ ‫وصولنا له وفى النهاية يكتشف أنه يقف داخل الميدان المراد‬ ‫الوصول إليه‪!..‬‬ ‫فكل هــذه السلوكيات عملنا عليها فترة ولــكــون هذه‬ ‫الموضوعات التى ناقشتها المسرحية تمس الناس جدا فكل واحد‬ ‫من المتفرجين لها يستشعر بأنه قد مر بهذه التجربة من قبل أو‬ ‫أنه بمعنى آخر يشاهد نفسه داخل هذا العرض أو أنه يشعر بأنه‬ ‫جزء منه‪!..‬‬ ‫ويضيف جالل بأن الهدف من خالل هذا العرض هو التعامل‬ ‫مع هذه القضايا بمبدأ المكاشفة لكى نواجه عيوبنا بأسلوب الناقد‬ ‫والناصح األمين الذى يبنى بأسلوبه الساخر الوطن دون أن يحبطه‬ ‫ويدمره ألن هذه القضايا كان من الممكن أن تتناول بمعول الهدم‬ ‫وليس البناء ولكننا حرصنا على أن نقدم نقدنا لبعض سلبياتنا‬ ‫ولكن بروح “الطبطبة”‪.‬‬ ‫وكأننا نوجه إلى المشاهدين النصيحة باالبتعاد عن مثل هذه‬ ‫األفعال ولكن بروح األبوة وتقديمنا المرجعيه الحقيقية للمصريين‬ ‫من خالل انتمائهم للوطن‪.‬‬ ‫وأعتز جدا بعرض “سلم نفسك» ليس فقط ألنه حقق كل هذا‬ ‫النجاح ولكن أيضا بسبب زيارة الرئيس السيسى له وبصحبته ولى‬ ‫عهد السعودية فهذه الزيارة أعتبرها بمثابة وسام لنا جميعا من‬ ‫الرئيس‪.‬‬

‫محمدرمضان‬

‫درس «الوطنية» من الرئيس للفنانين‬ ‫هـذا المقـال ليـس بحاجـة منـى أو غيـري أن أكتـب مقدمـة‬ ‫صحفيـة عنـه للدخـول فـى الموضـوع ‪،‬ولكـن بالمختصـر المفيـد‪،‬‬ ‫سـأتحدث عـن “درسّ”الوطنيـة الـذى أعطـاه الرئيـس السيسـي‬ ‫لجمـوع الفنانيـن والمثقفيـن بعـد حضـوره العـرض المسـرحى‬ ‫الشـهير “سـلم نفسـك” وولـي العهد السـعودى «األميـر محمد بن‬ ‫سـلمان « بداراألوبراالمصريـة ضمـن برنامج االحتفـاء بزيارة ولي‬ ‫العهـد السـعودي للقاهرة‪،‬وكانـت لفتـة رائعـه ونبيلـة مـن فخامـة‬ ‫الرئيـس ‪،‬و تـدل علـى إهتمامـه باإلبـداع والثقافـة «وأهـل الفـن‬ ‫والفنانيـن « ‪،‬ودعـم الفـن الجـاد والهـادف والمحتـرم الـذى كثيـرا‬ ‫مانـوه عنـه وأكـد عليـه سـيادته ‪،‬والحوارالشهيرالسـابق لـه فـى‬ ‫كلمتـه فـى عيـد الشـرطة عندمـا وجـه كالمه ليسـرا وأحمد السـقا‬ ‫وشـدد علـى أهميـة الفـن ودوره ‪ ،‬وعلـى وجـه التحديـد –»الوعى»‬ ‫ بالمجتمـع وهـو يقـول لهـم عبارته الشـهيرة «واهلل‪..‬هتتحاسـبوا‬‫علـى ده « ‪ -،‬وأخـذ يؤكـد عليهـا ‪، -‬عايزيـن نعطى للنـاس أمل فى‬ ‫بكـره ‪،‬ونحسـن فـى قيمنـا وأخالقنـا ‪،‬وده مـش هيجـى غيـر بكـم‬ ‫‪..‬بصراحـة «مـع كل قطـاع مـن قطاعـات الدولـة لـه دور أيضـا فى‬ ‫ذلـك ‪،‬وداعبهـم وقتهـا قائال‪:‬يعنى هنشـوف الـكالم ده فى رمضان‬ ‫اللـي جاي‪..‬فردعليـه السـقا «إنشـاء اهلل»‪،‬الحقيقـة كنت سـعيد جدا‬ ‫وأنـا أتابـع بشـغف كلمـة الرئيـس فـى ختـام العـرض المسـرحى‬ ‫‪ ،‬ألنـه يعـود بالشـك بمـردود إيجابـي علـى أهـل الفـن بوجـه‬ ‫عـام‪ ،‬ويحثهـم علـى تقديـم أعمـال متميـزة ألن الدولـة متمثلـة‬ ‫فـى رئيسـها تؤكـد أن هنـاك مـن يحتـرم ويقـدر أعمالهـم الفنيـة‬ ‫الجـادة والمحترفـة والهادفـة والتـى تناقـش قضايـا المجتمـع بكل‬ ‫موضوعية ‪ ،‬كما أشـار الرئيس عن « المسـرحية»بأنها قد عرضت‬ ‫العديـد مـن المشـاكل التـي يعانـي منهـا المجتمع المصـري‪ ،‬وقال‬ ‫إن كشـف هـذه المشـاكل ليـس عيبـا فجميـع دول العالـم تعانـى‬ ‫مـن المشـكالت‪ ،‬ولكن المهـم مواجهة هذه المشـكالت والتوصل‬ ‫إلـى حلـول لها‪..‬وأشـاد أيضـا بالمشـهد األخيـر مـن المسـرحية‬ ‫الـذي يؤكـد علـى حـب الوطـن والتضحيـة مـن أجلـه والـذود عـن‬ ‫أراضيـه والدفـاع عنـه‪ ،‬ولذلـك وجـه الرئيـس الشـكر للجمهـور‬ ‫ومخـرج المسـرحية‪ ،‬قـد أنسـانا كل مـا سـبقه من مشـاهد تكشـف‬ ‫عـن العيـوب والمشـكالت‪..‬وقال إن هذا الجمهور أسـعدنا بحضوره‬ ‫‪،‬ولذلـك قـرر الرئيـس قبـول أفراد الفرقة المسـرحية لعرض «سـلم‬ ‫لتلـق مزيد من‬ ‫نفسـك ‪ ،‬فـي األكاديميـة الوطنية لتدريب الشـباب؛ ٍ‬ ‫الخبـرة والعلـم حتـى يتم صقـل مواهبهم فـي اإلبـداع‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫األكاديميـة تتضمـن قسـما لإلبـداع‪، ..‬و أن األكاديميـة الوطنيـة‬ ‫لتدريـب الشـباب تسـهم فـي تخريـج جيـل كامـل وجديـد مؤهـل‬ ‫فـي جميـع نواحـي المعرفـة والحيـاة والتخصصـات التـي تسـهم‬ ‫فـي تقـدم المجتمـع‪ ،‬مشـيرا إلـى أن مصـر تحتـاج إلـى مزيـد مـن‬ ‫القيـادات التـي تتسـم باإلخـالص والشـرف واألمانـة لكـي يتقدموا‬ ‫الصفـوف ويقـودوا المجتمـع المصـري نحـو التقـدم والتحديـث‪،‬‬ ‫كمـا أن مصـر تحتـاج المتميزيـن علمـا ومعرفـة وخلقا حتى تسـهم‬

‫فـي رفعـة الوطن‪..‬وأوضـح سـيادته أنـه تـم تأسـيس األكاديميـة‬ ‫الوطنيـة حتـى تنتقـي أفضـل التخصصـات وإعدادهـا لتتقـدم‬ ‫الصفـوف‪ ،‬ويتـم تأهيـل الدارسـين إلعـداد جيـل جديـد يقـود مصر‬ ‫نحـو المسـتقبل‪ ،‬كمـا يتـم إجـراء اختبـارات صارمـة النتقـاء أفضـل‬ ‫العناصـر التـي تلتحـق باألكاديميـة ‪،‬‬ ‫و رغـم شـدة هـذه االختبـارات وصرامتهـا ودقتهـا فإننـي ال‬ ‫أريـد أن أحـرم مصـر مـن كفـاءات مثـل تلـك التـي تتمتع بهـا هذه‬ ‫الفرقـة المسـرحية «سـلم نفسـك»‪ ،‬كمـا ال أريـد أن أحـرم أفرادهـا‬ ‫مـن االلتحـاق باألكاديميـة؛ لصقـل مواهبهم ‪ ،‬مماالشـك فيه كان‬ ‫مشـهد رائـع الينسـي فـى سـماء الفـن المصـرى ‪،‬ورسـالة مهمـة‬ ‫ومفيـدة لـكل مبـدع بـأن الدولـة تقـف وراء القـوى الناعمـة و الفن‬ ‫الهـادف والجـاد والمحترم‪،‬وتسـاند ‪،‬حتـى نبنـى فـى عقـول أبنائنـا‬ ‫‪،‬ونركـز علـى اإلنتمـاء لبلدنـا الغالـي والحبيـب «مصـر» ‪،‬ولذلـك‬ ‫تعـد تلـك الخطـوة المهمـة جـدا فى هـذا التوقيـت دعمًـا وخطوة‬ ‫جيـدة لألمـام تجـاه الفـن «والقـوى الناعمـة « بشـكل عـام ‪ ..‬ألن‬ ‫الفنـان قيمـة كبيـرة جـدا جـدا ‪..‬و»لألسـف هنـاك مـن يرتـدون‬ ‫عبـاءة الفـن أويمتهنون هـذه المهنة»الفن» علشـان ياكلوا عيش‬

‫قرر الرئيس قبول أفراد الفرقة المسرحية لعرض «سلم نفسك ‪ ،‬في األكاديمية الوطنية‬ ‫لتلق مزيد من الخبرة والعلم حتى يتم صقل مواهبهم في اإلبداع‬ ‫لتدريب الشباب؛ ٍ‬

‫فقـط «‪،‬وليـس مـن أجـل أهميـة الفـن ودوره التنويـري فـى حياتنا‬ ‫‪..‬تحيـة خاصـة جـدا لوزيـرة الثقافـة د‪.‬إينـاس عبدالدايـم التـى‬ ‫كانـت لهـا دوركبيـر فى خـروج هذا المشـهد الفنـى الثقافـي الرائع‬ ‫ألنهـا بنـت داراألوبـرا المصريـة وتعلـم جيـدا درّرهـا المكنونـة‬ ‫‪،‬وأهـم كنوزهـا ومبدعيهـا ‪،‬وللمخـرج خالـد جـالل «صانـع النجوم»‬ ‫وأفـراد كتيبتـه الرائعـه «سـلم نفسـك» الذيـن نجحـوا بإقتـدار‬ ‫فـى رسـم البسـمة والدهشـة لـكل مـن شـاهد العـرض مـن قبـل‬ ‫مـن كافـة أطيـاف المجتمـع ونجـوم مصـر الكبـارو العديـد مـن‬ ‫المسـئولين والشـخصيات العامـة والمشـاهير مـن نجـوم الفـن‬ ‫واإلعـالم والثقافـة والسياسـة الـذي كان يحـرص خالدجـالل علـى‬ ‫دعوتهـم لمشـاهدة العـرض ورفـع الـروح المعنوية لنجـوم العرض‬ ‫المسـرحى ودعمهـم ومكافآتهـم علـى طريقتـه الخاصـة ‪،‬حيـث‬ ‫تـدور أحداث المسـرحية حـول السـلبيات التي طرأت علـى المجتمع‬ ‫المصـري فـي العقـود األخيرة‪ ،‬التـي تتمثل في «الفهلـوة والنميمة‬ ‫وجحـود األبنـاء والعنـف ضد المـرأة وتحـول العالقات األسـرية‪ ،‬إلى‬ ‫مواقـع التواصـل االجتماعـي‪ ،‬وتأثيرهـا علـى الواقـع‪ ،‬وغيرهـا مـن‬ ‫المشـكالت االجتماعية»‪..‬حيـث حققـت المسـرحية نجاحـا كبيـرا‪،‬‬ ‫وتجـاوز عـدد ليالي عرضها الــ ‪ 115‬ليلة ‪ ،‬والعرض مدته سـاعتان‬ ‫‪ ،‬بطولـة ‪ 27‬فنانًـا صاعـدًا مـن طلبـة مركـز اإلبـداع الفنـي‪ ،‬وهو‬ ‫مشـروع تخـرج ونتـاج ورشـة االرتجـال والتمثيـل المسـرحي للدفعة‬ ‫الثالثـة مـن طلبـة سـتديو مركـز اإلبـداع الفني‪..‬وهـى للحـق عمـل‬ ‫فنـى متكامـل األركان وممتـع‪..‬كل الشـكر والتحيـة للقائميـن على‬ ‫«سـلم نفسـك» ‪،‬مـع مزيدمـن التوفيـق والنجـاح بـإذن اهلل‪.‬‬


‫‪98‬‬

‫جسور‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫شبابيك‪..‬‬

‫شباب الورشة المشارك هذا العام‪،‬‬ ‫أعماله تعكس عالقته بالحياة المعاصرة‬ ‫والتغيير السريع‪ ،‬كما تعكس فلسفته‬ ‫تجاه المستقبل أيضا خاصة ممن يتعامل‬ ‫مع الجرانيت ألول مرة‬

‫أمينة الشريف‬

‫جسور‬

‫«الحلم أبو الفعل»‪ ،‬هكذا تحقق هذا المعنى على سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت‪ ..‬من كان يصدق أن الحلم الذى راود الفنان الكبير آدم حنين منذ سنوات‬ ‫طويلة يتحقق ويصبح عمره ‪ 23‬عامًا‪ ..‬كان حلمه أن يعيد لفن النحت المصرى بهاءه ورونقه ليذكر العالم من جديد بعظمة أجدادنا المصريين ويلفت انتباه‬ ‫الشباب واألجيال الجديدة إلى أن هذا الفن القديم هو أساس حضارة مصر العظيمة التى يمتد عمرها إلى أكثر من ‪ ٧‬آالف سنة‪ ..‬ويحتضن هذا الحلم الفنان‬ ‫التشكيلى فاروق حسنى‪ ،‬وزير الثقافة األسبق‪ ،‬ويشاركه ترجمته على أرض الواقع ألنه يرى أن مصر بقيمتها وقامتها ومكانتها وناسها وثقافتها ال تقل عن أى‬ ‫دولة أخرى فى العالم تقيم سمبوزيوم باسمها‪ ..‬فمصر أولى به لما تمتلكه من مقومات الفن والجمال والطبيعة‪.‬‬

‫عندما تجلس إلى هؤالء الفنانين وتستمع إليهم وعن عالقاتهم غير المنظورة بهذا الحجر‬ ‫تتأكد من عظمة اهلل سبحانه وتعالى فى كشف مكنون هذا «الخلق» الصامت منذ آالف‬ ‫السنين‬

‫‪ 2020‬اليوبيل الفضى للسمبوزيون‬

‫«ا ُلمعلم»‪ ..‬جرانيت‬ ‫د‪ .‬أيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة تستمتع إلي رؤية إحدى الفنانات وبجوارها د‪ .‬فتحى عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية ود‪ .‬هانى فيصل القومسير العام وعدد من الفنانين‬ ‫هذا الفعل الثقافى صادف ما صادف من عثرات ومشاكل‬ ‫ومعارضة‪ ،‬ولكنه رغم كل هذه السنين حقق نجاحات كبيرة ونما‬ ‫وكبر حتى أصبح شابًا يافعًا يبلغ عمره ‪ 23‬عامًا ويشرف على‬ ‫إقامته كل عام صندوق التنمية الثقافية الذى تولى رئاسته مؤخرًا‬ ‫د‪ .‬فتحى عبدالوهاب‪.‬‬ ‫فى كل عــام تقام فيه دورة جديدة للسمبوزيوم‪ ،‬الذى‬ ‫تستضيفه محافظة أسوان مدينة الجمال والوحى والطبيعة‪ ،‬يشعر‬ ‫المتابع له أن ثمة جديدا طرأ على هذا الفن الجميل‪.‬‬ ‫والنحت على الجرانيت‪ ،‬خاصة األحمر واألسود‪ ،‬وهما النوعان‬ ‫المنتشران فى أعمال الفنانين المشاركين عبر دوراته‪ ،‬ال رقابة‬ ‫عليه‪ ..‬ألنه يطلق العنان للفنان ليقدم رؤيته الفنية فى كتلة الحجر‬ ‫التى يعمل بها‪ ،‬لنجد بعد ‪ 50‬يوما وهى مدة الــدروة‪ ،‬أن هذه‬ ‫الكتلة الصلبة الصلدة تنطق وتتكلم وتعبر صراحة أو تلميحا عما‬

‫يفكر فيه الفنان ويجيش فى صدره وعقله‪.‬‬ ‫دورة هذا العام شارك فيها ‪ 16‬فنانا نصفهم من الورشة‪،‬‬ ‫وهى المعمل الصغير الموازى للفعل الفنى األكبر يقوم من خالله‬ ‫الشباب بتقديم إبداعاتهم وهى الفكرة التى تم ابتكارها فى دورات‬ ‫السمبوزيوم األخيرة إلعطاء فرصة لشباب المبدعين لالندماج مع‬ ‫الفنانين الكبار ليكونوا مؤهلين لالشتراك فى الدورات التالية‪.‬‬ ‫الــدورة الـ‪ 23‬للسمبوزيوم شهدت اشتراك عدد كبير من‬ ‫الشباب خريجى كليات الفنون والتربية الفنية والمدهش أن النسبة‬ ‫الغالبة من الفتيات‪ ،‬يحتضنهم قومسير عام السمبوزيوم وهو‬ ‫شاب مثلهم الدكتور هانى فيصل‪.‬‬ ‫وفترة السمبوزيوم التى تمتد إلى ‪ 50‬يوما ال يقضيها‬ ‫المشاركون فى العمل فقط والنحت على األحجار واستخدام اآلالت‬ ‫القوية والصواريخ والروافع‪ ،‬بل يجلسون معًا فى أحضان الطبيعة‬

‫ينهلون منها األفكار الموحية ويتبادلون الرؤى ويقومون بزيارة‬ ‫األماكن الجميلة فى أسوان والجلوس إلى أهليها الطيبين يعرفون‬ ‫منهم بعض القصص والروايات من تراث أجدادنا هناك‪.‬‬ ‫الجرانيت المعلم والفيلسوف‬ ‫قد يسأل سائل كيف إلنسان مهما كانت قوته خاصة فى عصر‬ ‫السوفت وير والضغط على زر صغير يذهب باإلنسان إلى آخر نقطة‬ ‫فى العالم‪ ،‬أن يتعامل مع قطعة من الحجر األصم أن هذا ح ًقا أمر‬ ‫صعب ومجهد للغاية!‬ ‫ولكن عندما تجلس إلى هؤالء الفنانين وتسمع إليهم وعن‬ ‫عالقاتهم غير المنظورة بهذا الحجر الصلب سوف تتأكد من‬ ‫كالمهم وأحاديثهم من عظمة اهلل سبحانه وتعالى وتجلى قدرته‬ ‫فى جعل هذا الحجر الذى ال يحرك ساكنًا‪ ،‬كأن إنسانا يتحدث عن‬ ‫نفسه ويبوح بأسراره للبشر‪ ،‬وإن فن النحت على الحجر ما هو إال‬

‫وسيلة وضعها اهلل جل جالله فى اإلنسان للكشف عن مكنون هذا‬ ‫«الخلق» الصامت منذ آالف السنين‪.‬‬ ‫هكذا اجتمع الفنانون على فعل «التعلم» من الحجر‪ ،‬هكذا‬ ‫تستشعر من كالمهم سواء كانوا أجانب أو مصريين خاصة الشباب‬ ‫وكأنهم ينظمون الشعر فى المنحوت وأن الحجر «معلم» تعلمنا‬ ‫من الحوار مع الحجر أمور كثيرة هى الصبر والتفاهم وتبادل اآلراء‬ ‫وتشكيل الكتلة فى الفراغ وعالقتها بما حولها وتطوير الفكرة‬ ‫وعدم التمسك برؤية فنية ربما تكون غير واضحة‪ ،‬تعلمنا منه‬ ‫اإلنصات إلى اآلخرين ألنه حجر طيع يجيد االستماع إلى اآلخرين‪،‬‬ ‫وحينما يضل أى فنان الطريق لتنفيذ ما قد يراه فى مخيلته فإن‬ ‫الحجر بما فيه من تعرجات ونتؤات يرشده إلى الطريق دون غضب‬ ‫أو امتعاض أو افتراء أو مؤامرات أو نصائح‪ ،‬كما يحدث اآلن على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫والجرانيت «فيلسوف» أيضًا هكذا يصف الفنانون هذا الحجر‬ ‫الثري‪ ،‬فيلسوف أصم أبكم ال يبصر من أمامه فيلسوف من نوع آخر‬ ‫بخالف ما نقرأ لهم وعنهم‪.‬‬ ‫إنه فيلسوف معاصر للحياة والعوالم فى كل زمان ومكان وخير‬ ‫دليل على ذلك القطع الفنية البديعة التى يتركها لنا الفنانون كل‬ ‫عام وكل واحدة تنطق بما فيها‪.‬‬ ‫فيقدم عبدالمجيد إسماعيل منحوتته التى أطلق عليها‬ ‫«اختراق» التى يجمع فيها بين الشكل العملى ومفهوم االختراق‬ ‫فيما يترك لنا أحمد مجدى ً‬ ‫عمال بعنوان «فى انتظار القدر» يعبر‬ ‫من خالله عن عصر السرعة‪ ،‬الذى نعيشه والمليء بالزخم و«ابن‬ ‫السماء» هو مسمى العمل التى أنجزته الشيماء درويش‪ ،‬ويعكس‬ ‫رحلة اإلنسان وهبوطه من السماء إلى األرض‪ ..‬أما إيمان بركات‬ ‫فقد كانت مباشرة حينما أسمت عملها «حوار» لتؤكد من خالله‬ ‫أن ثمة حوارا يدور بين الفنان والحجر والفراغ فى شكل تجريدى‬ ‫جميل‪ ..‬أما إيفان تسيسكادرى من جورجيا فقد شارك فى أكثر من‬ ‫سمبوزيوم دولى وذكر أن زيارته لمصر كانت بالنسبة له حلمًا‬ ‫منذ الصغر وتحقق وأنه عرف وتعلم الكثير عن حضارتها‪ ،‬قدم هذا‬ ‫الفنان ً‬ ‫عمال فنيًا باسم «الحكيم نصر الدين» المعروف فى التراث‬ ‫الشعبى العربى والمصرى باسم «جحا» صوره يجلس على حماره‬ ‫بعكس االتجاه يحتضن طائرا بين ذراعيه ليعكس واحدة من نوادر‬ ‫جحا المشهور عنه خفة الظل والحكمة والذكاء‪.‬‬ ‫و«إعصار» كان من أكثر األعمال الالفتة للنظر قدمته ليودميال‬

‫ميسكو من أوكرانيا يجمع بين الجرانيت األحمر والجرانيت‬ ‫األسود ذى الملمس الناعم الذى يجسد شكل المنزل يستقر على‬ ‫قمة اإلعصار وتعكس رؤيتها الفنية أن اإلنسان مهما كان قويًا‬ ‫ومتينًا فهو ال يستطيع أن يصمد أمام قوة وجبروت الطبيعة‬ ‫هذه الفنانة تأتى إلى مصر للمرة الثانية وتصف الفن المصرى‬ ‫القديم باألساطير‪ ،‬ومن الهند شارك هذا العام سيتى توتو تنايك‪،‬‬ ‫حيث قدم قطعة نحتية بعنوان «تحية إلى بامبان» فى ذكرى هذا‬ ‫التمثال الذى دمرته حركة طالبان فى أفغانستان عام ‪ 2001‬وهو‬ ‫يسعى دائمًا إلى تقديم األعمال المرتبطة بالتاريخ‪ ،‬ومن أوكرانيا‬ ‫أيضًا جاء الفنان ناسيل تترسكى الذى يقبع منزله ومعمله فى‬ ‫بلده بالقرب من الغابة‪ ،‬حيث جمال الطبيعة‪ ،‬فإنه ترجم واقعه‬ ‫فى منحوتة أسماها «الطريق إلى القديم» وتعكس مسار الحياة‬ ‫المتقلب وأنها ال تسير فى خط مستقيم فهى تمضى صعودًا‬ ‫ً‬ ‫وهبوطا‪.‬‬ ‫أما شباب الورشة المشارك هذا العام‪ ،‬فإن أعماله تعكس‬ ‫عالقته بالحياة المعاصرة والشديدة التعبير السريع‪ ،‬كما تعكس‬ ‫فلسفته تجاه المستقبل أيضًا خاصة ممن يتعامل مع الجرانيت‬ ‫ألول مرة مثل عبدالرحمن عــالء‪ ،‬الــذى عنون منحوتته باسم‬ ‫«رشاقة» ويتحدث فى هذا العمل البدانة‪ ،‬وكيف يمكن أن يكون‬ ‫اإلنسان رشي ًقا موظ ًفا العالقة بين الكتلة والفراغ واألبعاد غير‬

‫أطالب الدكتور فتحى عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية‪ ،‬باإلعداد من اآلن‬ ‫الحتفالية كبرى باليوبيل الفضى للسمبوزيوم وأن تقام هذه االحتفالية تحت رعاية‬ ‫الرئيس السيسي‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪99‬‬

‫المحدودة لتفاصيل الجسم المعروفة‪.‬‬ ‫أمــا آيــة سليمان فإنها تــرى أن الحياة مليئة بالخطوط‬ ‫والمنحنيات حتى أن خطوط الجبال ليست جادة‪ ،‬لهذا أسمت‬ ‫عملها النحتى خطوطا ومنحنيات وهو تكوين يمزج بين خطوط‬ ‫منحنية فى جسد المرأة وترى أن النحت متعة قبل أن يكون مهنة‬ ‫والفنانة الشابة هدير مجدى قدمت ً‬ ‫عمال بعنوان «الطريق إلى‬ ‫النور» تعكس من خالله نوعًا من أنواع الرومانسية المصحوبة‬ ‫بإرادة اإلنسان‪ ،‬الذى يقرر أن يتغلب على جروحه العاطفية ويتحول‬ ‫مصدر األلم إلى مصدر نور‪.‬‬ ‫وميسون مصطفى باعتبارها إسكندرانية قدمت ً‬ ‫عمال بعنوان‬ ‫«موسيقى فى القوقعة» كتلة نحتية بها بعض النقالت تنساب‬ ‫من خاللها الموسيقى وفن تكوين عمودى قدم محمد البكرى‬ ‫ً‬ ‫شكال هندسيًا مختل ًفا أسماه «الشراع المضىء» وضعت فيه أجزاء‬ ‫من الحجر بعضها فوق بعض يعكس من خالله أفكارًا تنبع من‬ ‫الطبيعة‪.‬‬ ‫«وطاقة مشعة» هو اسم العمل الذى قدمه فيليب عدلى تنبع‬ ‫فكرته من الحالة التى يكون فيها الشخص موجودا بجسده ولكنه‬ ‫غائب ذهنيًا فى عالم آخر‪.‬‬ ‫وألن المرأة فى أغلب األحيان تعبر عما يدور بداخلها فهذا‬ ‫المعنى كان واضحًا فى منحوتة «الحجر النائم»‪ ،‬التى قدمتها رواء‬ ‫محمد وتعبر عن معاناة المرأة فى حالة سكون‪ ،‬وذلك دون إظهار‬ ‫الصفة التشريحية للمرأة‪ ،‬وترى أن الوضع الهادئ للمرأة يناسب‬ ‫الحجر‪ ،‬وأخيرًا السكندرى طه عبدالكريم قدم ً‬ ‫عمال يعكس بيئته‬ ‫الساحلية بعنوان «التقاط حركة» وهو عمل تجريدى يجمع بين‬ ‫الشكل العضوى والهندسى‪.‬‬ ‫بعد ‪ 23‬عامًا خلقت دورات السمبوزيوم عشرات القطع الفنية‬ ‫الجميلة التى يحتضنها المتحف المفتوح فى أعلى الجبل هناك‪،‬‬ ‫حيث تتناثر المنحوتات متراصة تعكس حكاياتها‪ ،‬هذا المتحف‬ ‫من المفترض أن يكون مزارًا سياحيًا يقصده السائحون الذين‬ ‫يأتون إلى أسوان‪ ،‬لكن مازال قيد اإلعداد والتجهيز وينقصه الكثير‬ ‫حتى يصبح كائنًا إيجابيًا فى بورصة السياحة‪ ،‬حيث يفتقد إلى‬ ‫اإلضاءة الليلية التى تبرز جمال القطع الفنية‪ ،‬وهذا األمر أكد عليه‬ ‫مدير التصوير الكبير الفنان محسن أحمد‪ ،‬الذى يشرف على إضاءة‬ ‫األعمال الفنية فى موقع العمل ويطالب بضرورة إضافة مادة فى‬ ‫كليات الفنون لتدريس فن اإلضاءة‪ ،‬مؤكدًا أن هناك فارقا كبيرا‬ ‫بين اإلضاءة واإلنارة وهى التى نراها فى معظم األعمال الفنية‬ ‫ويطلقون عليها «فرح العمدة»‪ ،‬وهذا النوع يقدم بدون علم‬ ‫ودراسة ويرى أن النحات هو الوحيد القادر على معرفة وتحديد‬ ‫إضاءة عمله‪ ،‬كما يحتاج مشروع تطوير المتحف إعداد استراحات‬ ‫وكافيهات للسياح ومراكز اتصال وغيرها من األمور التى تجعل من‬ ‫هذا المتحف مزارًا سياحيًا دوليًا‪.‬‬ ‫من جانبه د‪.‬فتحى عبدالوهاب‪ ،‬رئيس صندوق التنمية‬ ‫الثقافية‪ ،‬يسعى منذ تولى منصبه فى هذا المكان إلى تطوير‬ ‫األداء فى هذا المحفل الفنى الكبير ليعبر به إلى آفاق أرحب وأوسع‬ ‫وهو مهتم بتطوير المتحف بشكل خاص ويرى أن هذا المتحف‬ ‫يمكن أن يحقق مردودا ماديا هائال للصندوق ‪،‬إذا ما تم تطويره‬ ‫باستمرار‪ ،‬لذلك فهو يسعى إلى إدخال بعض التغييرات فى الالئحة‬ ‫خاصة التغييرات المادية وعرضها على الدكتورة إيناس عبدالدايم‪،‬‬ ‫وزيرة الثقافة‪ ،‬التى أبدت استعدادًا ً‬ ‫هائال لتطوير هذه المنظومة‬ ‫التفاعلية للسمبوزيوم‪.‬‬ ‫ومن جانبى أطلب من الدكتور فتحى عبدالوهاب اإلعداد من‬ ‫اآلن لعمل احتفالية كبيرة تليق بمصر ومكانتها الفنية لالحتفال‬ ‫باليوبيل الفضى للسمبوزيوم تكون احتفالية عالمية‪ ،‬يدعو فيها‬ ‫كبار الفنانين العالميين‪ ،‬الذين شاركوا فى دوراتــه السابقة‪،‬‬ ‫وأن يطلب من اآلن أن تقام هذه االحتفالية تحت رعاية الرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسى‪ ،‬وأعتقد أن الرئيس لن يبخل بشىء فى هذا‬ ‫األمر‪ ،‬وأتصور أن هذه االحتفالية لو تم التخطيط لها جيدًا من‬ ‫اآلن ستكون غير مسبوقة‪.‬‬ ‫وكانت الدكتورة إيناس عبدالدايم‪ ،‬وزيرة الثقافة‪ ،‬قد قامت‬ ‫بتفقد األعمال الفنية لسمبوزيوم هذا العام واستمتعت مع الفنانين‬ ‫إلى شرح واف ألفكارهم التى قدموها فى هذه األعمال وأبدت‬ ‫سعادة بالغة خاصة بالشباب المشارك فى الورشة وتطلعاتهم‬ ‫وأحالمهم فى إعادة تقديم فن النحت من جديد برؤى شبابية‬ ‫فيما حضرت وزيرة الثقافة فى المساء بعد تفقد أعمال المتحف‬ ‫المفتوح‪ ،‬حفل ختام السمبوزيوم‪ ،‬حيث قامت بتوزيع الشهادات‬ ‫على الفنانين المشاركين فى هذا الحفل الذى كان أشبه بـ»عرس‬ ‫نوبى» جميل أقيم فى مسرح صغير أسفل المتحف المفتوح حضره‬ ‫سكرتير عام محافظة أسوان نيابة عن محافظها‪ ،‬الذى اعتذر عن‬ ‫عدم الحضور ألسباب طارئة والدكتور أحمد عواض‪ ،‬رئيس الهيئة‬ ‫العامة لقصور الثقافة‪ ،‬وقدمت فرقة أســوان للفنون الشعبية‬ ‫استعراضًا فنيًا يعكس بعضًا من تراث أهل النوبة العريقة‪.‬‬


‫‪100‬‬ ‫‪PB‬‬

‫بأقالمهم‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‬

‫توقفنا فى المقال السابق بعنوان «االتحاد المصرى السودانى‪ »1‬عند عبارة‪.‬‬ ‫«إن وادى النيل لم تتعد الخالفات بين دولتيه» مصر والسودان»‪ ،‬البعد السياسى فى أعلى درجات حرارته‪،‬‬ ‫نظراً الرتباط كل منهما بروابط تتعدى المسارات السياسية التى غالباً ما تهدأ أو تسكن عبر المسارات‬ ‫الدبلوماسية‪ ..‬ولكن إلى متى يستمر هذا الجذب والشد فى العالقات بين الدولتين مصر والسودان؟‬ ‫وهل يصعب إيجاد صيغة لعالقة أكثر ترابطاً والتزاماً بين الدولتين؟‬ ‫«اتحاد مصرى سودانى»‪ ..‬مث ً‬ ‫ال؟ وما مقوماته وضماناته وآلياته؟»‬

‫االتحاد المصرى السودانى«‪»2‬‬

‫نعم‪ ..‬قالوا الكثير! قال العقالء واألسوياء منا إن ذهاب الشعب المصرى كله إلى صناديق االنتخاب واجب قومى وضرورة ال مراء فيها ألنها‬ ‫صورة حضارية لشعب عمر حضارته سبعة آالم عام!! أما المنطق فإنه يؤكد أن المواطن الذى يهتم بمستقبل بالده جدير بأن يهتم به‬ ‫رئيسه بعد ذلك‪ ،‬أما المواطن الذى ال يهتم فال يجب أن يكون له أى اعتبار‪.‬‬ ‫وقال الكسالى المتواكلون‪ :‬الرئيس السيسى ناجح ناجح لماذا نتعب أنفسنا؟ إنها مقولة خائبة ومن يتبعها فهو مواطن ال يحب مصر وال‬ ‫يهتم بها ومن ثم فال يجب أن يتعب من أجله أحد!!‬

‫«قالوا إيه عن االنتخابات قالوا إيه»؟!‬

‫سام‬

‫حش‬

‫أهميـة خاصـة ودورا محوريـا للسـودان فـى المحافظـة علـى الهويـة‬ ‫العربيـة واإلفريقيـة للقـرن اإلفريقـى وفـى مواجهـة الصـراع الدولـى‬ ‫علـى بسـط النفـوذ عليـه وتهديـد األمـن القومـى العربـي‪.‬‬ ‫ويعتبـر السـودان أحد أهم مناطـق الموارد المائيـة لدول حوض‬ ‫النيـل القادمـة إلـى مصـر وهـى الدولـة الوحيـدة التـى تتجمـع فيهـا‬ ‫كافـة إيـرادات المياه القادمة مـن الهضبة االسـتوائية «بحر الغزال»‬ ‫والهضبـة األثيوبيـة الوسـطى ‪ -‬نهـر عطبـرة‪ ،‬التـى تمثـل أهـم أهم‬ ‫مصـادر توثيـق العالقـات بيـن دول المنبـع االسـتوائية واإلثيوبيـة‬ ‫كدولـة معبـر مـن ناحيـة وبينهـا وبيـن مصـر كدولـة مصـب مـن‬ ‫ناحيـة أخـرى‪ ،‬ومن هـذا المنظور فـإن العالقات المصرية السـودانية‬ ‫اإلفريقيـة «دول المنبـع» تعتبـر عالقـة مصيرية ال يسـمح بتدنيها أو‬ ‫ضعفهـا‪ ،‬بـل زيادتهـا وتقويتها‪.‬‬ ‫ويمثـل السـودان أحـد دول القـرن اإلفريقـى «إرتيريـا ‪ -‬جيبوتى‬ ‫ إثيوبيـا ‪ -‬كينيـا ‪ -‬الصومـال ‪ -‬السـودان» التـى تتميـز بخصائـص‬‫وأزمـات وقضايـا وتفاعـالت دوليـة وإقليميـة‪ ،‬تشـكل تهديـداً للعمق‬ ‫السـودانى ال يمكـن إهمالـه أو التغافـل عنـه فـى ظـل وجـود حـدود‬ ‫مشـتركة لـه مـع ثـالث دول «إرتيريـا ‪ -‬إثيوبيا ‪ -‬كينيـا» يصل طولها‬ ‫‪ 1650‬كـم ‪.‬‬ ‫وفى الداخل السـودانى فإن االسـتقرار السياسـى واألمنى يواجه‬

‫السودان أحد أهم مناطق الموارد المائية لدول حوض النيل القادمة إلى مصر وهى الدولة‬ ‫الوحيدة التى تتجمع فيها كافة إيرادات المياه القادمة من الهضبة االستوائية «بحر الغزال»‬

‫بعـض المشـاكل‪ ،‬وخاصـة فـى المناطـق الحدوديـة المتاخمـة لباقى‬ ‫دول القـرن اإلفريقـى‪ ،‬والتـى ترجـع إلـى ترسـيم الحدود بينهـا وبين‬ ‫دول الجـوار‪ ،‬التـى تـم ترسـيمها خـالل الفترة االسـتعمارية ‪.‬‬ ‫حيـث كانـت تعتمد علـى خطوط ومعالـم جغرافيـة‪ ،‬دون مراعاة‬ ‫للبعـد اإلثنـى المتشـابه فـى الـدول األخـرى‪ ،‬وهـذا مـا يسـبب حالـة‬ ‫مـن عـدم االسـتقرار تمثل تهديدا لـدول القرن اإلفريقـى‪ ،‬لما يترتب‬ ‫عليهـا مـن هجرة ونـزوح ولجـوء إلـى دول الجـوار وبالعكس ‪.‬‬ ‫وفى سياستها الخارجية توازن السودان بين ثالثة مستويات ‪.‬‬ ‫أولهـا اإلطـار الجماعـى مـن خـالل االتحـاد اإلفريقـى وتقـدم‬ ‫السـودان فيـه نموذجـ ًا للقضـاء علـى الخالفـات الداخليـة مـن‬ ‫خـالل «اتفاقيـة السـالم الشـامل» التـى تظهـر اإليمـان بالتعـدد‬ ‫العرقـى والثقافـى واحتـرام األديـان السـماوية والمعتقـدات الروحيـة‬ ‫للمواطنيـن دون تمييـز بينهـم‪ ،‬وثانيهـا العالقات الثنائيـة مع الدول‬ ‫اإلفريقيـة المجـاورة وتركـز فيهـا على حسـن الجـوار والسـعى لترقية‬ ‫أسـس التعـاون الثنائـى اإلقليمـى مع طـرح أفـكار التنمية المشـتركة‬ ‫والمسـاهمة فـى القضـاء علـى بـوادر النـزاع والتخلـص منهـا ‪.‬‬ ‫وثالثهـا العالقـات العربيـة اإلفريقيـة علـى المسـتوى الجماعـى‪،‬‬ ‫والـذى تركـز فيـه السـودان علـى انتمائهـا العربـى‪ ،‬كمـا تـدرك كل‬ ‫مـا يفرضـه عليهـا! انتماؤهـا اإلفريقـى متخطيـاً الموانـع التـى حـاول‬ ‫االسـتعمار وضعهـا بيـن دول القـارة لتمزيقهـا وإضعـاف إرادتهـا ‪.‬‬ ‫أمـا عـن المقـدرات السياسـية والدبلوماسـية والعسـكرية‬ ‫واألمنيـة السـودانية التـى تكمـل لنـا صـورة السـودان الشـقيق أو‬ ‫«جنـوب االتحـاد المصـرى السـودانى» المقتـرح فهـذا مـا سـوف‬ ‫نسـتكمله فـى المـرات القادمـة وصـو ً‬ ‫ال إلـى «االتحـاد المصـرى‬ ‫السـودانى» ‪ ..‬إن شـاء اهلل‪.‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫سكينة السادات‬

‫لمسة‬

‫لواء نصر سالم‬

‫واإلجابـة علـى هـذه األسـئلة جميعهـا قـد تحتـاج الكثيـر مـن‬ ‫الجهـد والوقـت‪ ..‬ولكـن عندما تصـدق النوايا‪ ..‬فـإن الجهد والوقت‬ ‫لـن يضيعـا سـداً وقـد يكـون لهمـا مـذاق أكثـر عزوبـة وبريقـاً وأكثر‬ ‫لمعانـاً‪ ..‬خاصـة أن واقعنا الوحدوى يسـكن وجداننا‪ ،‬وال أظن مصرياً‬ ‫ذهـب إلـى السـودان أحـس بغربتـه خـارج وطنـه وال سـودانياً أحـس‬ ‫بذلـك وهـو يعيـش فـى مصـر بيـن أشـقائه المصرييـن‪ ..‬ولربمـا‬ ‫وجدنـا فـى هـذا التصريـح الجديـد القديـم لوزيـر خارجيـة السـودان‬ ‫األسـبق الدكتور «مصطفى عثمان إسـماعيل» والذى نشـرته بإحدى‬ ‫الصحـف منـذ فتـرة قصيـرة‪ ،‬يقـول «إن مصر والسـودان شـعب واحد‬ ‫ومصيـر واحـد‪ ،‬ويجـب أن نؤكـد دومـاً أن حـدود مصـر حتـى جوبـا‪-‬‬ ‫أقصـى جنـوب السـودان‪ -‬وأن حـدود السـودان حتـى اإلسـكندرية»‪.‬‬ ‫ورغـم صـدق المشـاعر التـى يشـعر بها الشـعبان تجـاه بعضهما‬ ‫البعـض‪ ،‬فـإن كيانـاً يصيـغ العالقـة بيـن الـدول‪ ،‬يجب أن يقـوم على‬ ‫أسـس راسـخة تعتمـد علـى المنفعـة المتبادلـة وتكامـل المصالـح‬ ‫بالحسـاب والجبـر بلغـة الرياضيـات‪.‬‬ ‫وفـى الطريـق إلـى الصيغـة التكامليـة والوحدويـة المنشـودة‪،‬‬ ‫سـوف نسـتعرض مـا لـدى السـودان الشـقيق مـن مقومـات‪ ،‬ومـا‬ ‫تمتلكـه مصـر منهـا‪ ،‬وصـو ًال إلـى نقـاط القـوة المطلـوب تعظيمهـا‬ ‫ثـم نقـاط الضعـف وكيفيـة التغلـب عليهـا حتـى نحقـق الكيـان‬ ‫المنشـود‪.‬‬ ‫دولة السودان‬ ‫تحتـل موقعـ ًا اسـتراتيجيًا فـى قلـب القـارة اإلفريقيـة وتعتبـر‬ ‫جسـراً تجاريـاً وثقافيـاً وحضارياً بين دول الشـمال والوسـط والجنوب‬ ‫فيهـا‪ ،‬كمـا أنها جمعـت كل الثقافـات اإلفريقية والعربية واإلسـالمية‬ ‫وتشـترك فـى ثالث دوائـر إقليمية متداخلـة هى حوض النيـل والبحر‬ ‫األحمـر والقـرن اإلفريقـى‪ ،‬وجميعهـا أثـرت فيهـا وتأثـرت بها‪.‬‬ ‫كمـا أن هـذه االنتمـاءات الثالثـة اإلفريقية والعربية واإلسـالمية‬ ‫قـد أعطـت للسـودان أهميـة اسـتراتيجية وجيوسياسـية فـى القـارة‬ ‫اإلفريقيـة‪ ،‬وحـوض النيل‪ ،‬والقـرن اإلفريقى وتمثل السـودان وحدها‬ ‫مـا ال يقـل عـن ‪ 10‬فـى المائـة مـن مسـاحة البلـدان العربيـة البالغة‬ ‫‪ 14‬مليـون كيلـو متـر مربـع كما أن بهـا أكثر مـن ‪ 100‬مليون فدان‬ ‫مـن األرض الصالحـة للزراعـة ‪،‬التـى تمثل ضعـف المسـاحة المنزرعة‬ ‫بالمنطقـة العربيـة والبالغـة ‪ 50‬مليـون فـدان‪ ،‬األمـر الـذى يجعـل‬ ‫السـودان قـادراً علـى تحقيق االكتفـاء الذاتى فى الغـذاء لجميع الدول‬ ‫العربيـة‪ ،‬وخاصـة فـى ظـل مـا تمتلكه مـن مـوارد مائية‪.‬‬ ‫ويمثـل السـودان حلقـة اتصـال عربـى إفريقـى‪ ،‬نظرا لمـا يتمتع‬ ‫بـه مـن موقـع جغرافـى بيـن إفريقيـا العربيـة فـى الشـمال وإفريقيـا‬ ‫غيـر العربيـة فـى الجنـوب والشـرق‪ ،‬كمـا أن هنـاك تداخـال قبليا بين‬ ‫تلـك الـدول ودولـة السـودان ال يفصلهـا سـالالت متباينـة وال أرض‬ ‫مختلفـة أو بـالد متمايـزة‪ ،‬وإنمـا امتـداد ألرض متشـابهة وسـكان‬ ‫متحديـن فـى أصولهـم وثقافاتهم‪ ،‬وهنـاك أيضاً الكثير مـن العوامل‬ ‫التـى تسـاعد السـودان بحـدوده السياسـية القائمـة‪ ،‬للقيام بـأدواره‬ ‫المختلفـة‪ ،‬مـرة كجـزء مـن وادى النيـل ومـرة ككيـان عربـي‪ ،‬وأخـرى‬ ‫كجـزء مـن الحضـارة السـودانية الممتـدة حتـى غـرب إفريقيا‪.‬‬ ‫أمـا داخليـا فيمتلـك السـودان مـن الخصائـص مـا تمكنـه مـن‬ ‫أداء دور فريـد ومشـترك بيـن جميـع ثقافـات القارة اإلفريقيـة وهو ما‬ ‫يجعلـه يمثـل أمـال منشـودا فـى توطيـد العالقـات اإلفريقيـة العربية‬ ‫فـى كافـة المجاالت‪.‬‬ ‫ولقـد أعطـى التسـلل اإلسـرائيلى إلـى دول القـرن اإلفريقـى‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بأقالمهم‬ ‫الحدث‬

‫‪101‬‬ ‫‪PB‬‬

‫كرى‬

‫فايزة أبو النجا‬

‫صباح‬

‫وقالـوا االنتخابـات تأجلـت؟ كالم فـارغ‪ ،‬االنتخابات فى‬ ‫موعدهـا يـوم ‪ 28 ،27 ،26‬مـارس الحالـى مـن التاسـعة‬ ‫صباحـا إلـى التاسـعة مسـاء‪ ،‬ومن يتأخـر عن الذهـاب فهو‬ ‫مواطـن ال يقـدر المسـئولية ويريد أن يشـمت فينـا أعادينا‬ ‫وكارهونـا ويقولـون عنـه الذين يسـبون الشـعب المصرى‬ ‫كسـالى دول نـاس غير مبالين كسـالى يفضلـون الجلوس‬ ‫فـى المقاهـى ال يريـدون أن يتعبـوا أنفسـهم مـن أجـل‬ ‫مسـتقبلهم وال يسـتحقون أى خيـر أو تقـدم!!‬ ‫ال يـا شـعب مصر سـوف نذهب إلى صناديـق االنتخاب‬ ‫منـذ الصبـاح الباكـر فنثبـت للعالـم كله أننا شـعب متحضر‬ ‫ذو مـاض عريق!!‬ ‫الحت بشـائر الخيـر عندما أقبل المصريـون فى الخارج‬ ‫علـى االنتخابـات الرئاسـية وعلمت مسـبقاً عندمـا حدثتنى‬ ‫ابنـة أختـى مـن كنـدا نهـال كريمـة اللـواء المرحـوم أحمد‬ ‫طـه‪ ،‬وهـى تعيـش هنـاك مـع أسـرتها منـذ قرابـة ثالثيـن‬ ‫عامًـا وقالـت لـى إن اإلقبـال هـذه المـرة غيـر مسـبوق‬ ‫وأن الجاليـة المصريـة بأكملهـا قـد اسـتعدت لالنتخابـات‬ ‫إليمانهـم بـأن المسـتقبل والنصـر علـى أعـداء مصـر لـن‬ ‫يتحققـا إال علـى أيـدى الرئيـس عبدالفتاح السيسـى‪ ،‬نهال‬ ‫تعتبـر عميـدة المصريـات فـى تورنتـو بكنـدا!‬ ‫فعـال رأينـا اإلقبـال المنقطـع النظيـر مـن المصرييـن‬ ‫فـى العالـم كلـه‪.‬‬ ‫تعذبـت عذابـا شـديدا وأنـا أشـاهد عبـر التليفزيـون‬ ‫االحتفـال بيـوم الشـهيد وعندمـا تنهمر دموعـى فإن قلبى‬ ‫يؤلمنـى وأنـا مريضـة بالضغط والسـكر وغيرهمـا وظللت‬ ‫يومًـا بأكملـه ال أسـتطيع أن أمنـع دموعـى تأثـرا بكلمـات‬ ‫أمهـات وزوجـات الشـهداء وأوالدهـم الصغـار وبالطبـع‬ ‫تذكـرت أخـى الشـهيد عاطـف السـادات‪ ،‬وتأثـرت لعطـف‬ ‫الرئيـس السيسـى علـى أطفـال الشـهداء‪ ،‬أرجـو مـن اهلل‬ ‫أن يطيـل عمـر الرئيـس وأوجعتنـى كلمتـه عندمـا قـال‪..‬‬ ‫واهلل‪ ..‬واهلل‪ ..‬واهلل لو سـقطت مصر فسـوف تسـقط األمة‬ ‫العربيـة كلهـا فنحـن مائـة مليـون وفـى قلـب العروبـة‬ ‫النابـض يـا نعيـش كلنـا‪ ..‬يـا نمـوت كلنـا!!‬ ‫• قـال السيسـى أيضـا‪ ..‬أقسـم بـاهلل أننـى أريـد أن‬ ‫ألبـس (األفـرول)‪ ،‬وأنـزل مـع الجيـش فهـو شـرف ال يدانيه‬ ‫شـرف؟! صدقـت يـا ريـس وربنـا يحافـظ عليـك!‬ ‫• أريـد أن أطمئـن الرئيـس السيسـى بـأن الشـعب‬ ‫المصـرى الواعـى الـذى يعـرف حقيقـة جهـدك وكفاحـك‬ ‫طـوال األربـع سـنوات الماضيـة لـن يخذلـك يـا ريـس فهو‬ ‫شـعب أصيـل بعيـد النظـر فقـط أدعـو اهلل أن يبعـد عنـا‬ ‫اإلرهابييـن والحاقديـن واالنتهازييـن!‬ ‫• أفتقـد بشـدة الوزيـرة فايـزة أبـو النجـا؟ أيـن هـى؟‬ ‫إنهـا سـيدة محترمـة لهـا إنجـازات معروفـة ونحـن نحتـاج‬ ‫لجهودهـا وحكمتهـا؟‬ ‫• األسـبوع الماضـى زار وزيـر خارجيـة مصـر سـامح‬ ‫شـكرى وهـو مـن النـاس الذين يحبهـم ويقدرهم الشـعب‬ ‫المصـرى‪ ،‬زار جنـوب السـودان وكينيـا وإيطاليـا وغيرهـا‪..‬‬ ‫وعـن جوبـا عاصمـة جنـوب السـودان أقـول إنهـا مـن‬

‫أجمـل المـدن التـى زرتهـا وجمالهـا فـى أنهـا بدائيـة على‬ ‫الطبيعـة االسـتوائية الرائعة فأشـجار جوز الهنـد و(البابايا)‬ ‫وهـى ثمـرة تشـبه الشـمام األصفـر الصغيـر لكنهـا فاكهة‬ ‫اسـتوائية‪ ،‬األشـجار المثمرة كانت فى كل شـوارع المدينة‬ ‫ال أعـرف هـل مازالـت علـى حالهـا أم أفسـدتها المدنيـة‪،‬‬ ‫وكانـت زيارتـى قبـل قرابـة خمسـة وعشـرين عامـا قبـل‬ ‫اسـتقالل جنـوب السـودان عـن الشـمال ومـن المفارقـات‬ ‫التـى ال أنسـاها أن الطائـرة التـى كان مفروضًـا أن تقـل‬ ‫الوفـد الصحفـى المصـرى مـن جوبـا إلـى الخرطـوم بعـد‬ ‫زيـارة الجنـوب ظللنـا بمالبسـنا ننتظـر لمـدة يوميـن حتى‬ ‫جـاءت وعدنـا إلـى الخرطـوم وكنـا فـى غايـة اإلرهـاق!!‬ ‫• لكـن وبعـد أن زرت بعد ذلك جزيرة هاواى األمريكية‬ ‫المشـهورة وهـى تتمتع بنفـس الجو االسـتوائى مثل جوبا‬ ‫تذكـرت جوبـا وقلـت لمـن معـى إن جنـوب السـودان‬ ‫بمجهـود بسـيط يمكـن أن تصبح هـاواى الجنـوب إذا قدر‬ ‫اهلل بفضلـه وكرمـه أن تنتهـى الحـروب والخالفـات فيهـا‬ ‫وأن يركـز رئيـس جنـوب السـودان الرئيـس سـلفاكير مـا‬ ‫يرتـب جهـوده لتجهيز بالده سـياحيا‪ ،‬وال أشـك لحظة أنها‬ ‫سـوف تصبـح منافسـا شـديدا لكينيـا أشـهر بـالد الجنـوب‬ ‫سـياحيا فيهـا حديقـة الحيـوان المفتوحـة‪ ،‬التـى تحوى كل‬ ‫حيوانـات العالـم التـى تعيـش وتمـرح بحريـة تامـة فـى‬ ‫حديقـة متراميـة األطـراف ببعـض أقفـاص!!‬ ‫كانـت حاجـة مخيفـة لكـن لذيـذة أن تجـد زرافـة مثال‬ ‫تطـل عليـك من شـباك سـيارتك‪.‬‬ ‫• الفنـان اإلماراتـى المصـرى حسـين الجسـمى أهدانـا‬ ‫أغنيـة جميلـة كعهـده دائمـا قبـل االنتخابـات (عايزينهـا‬ ‫تـروق وتحلـى)‪ ،‬وبالطبـع ننظـر لجمـال الصـوت والكلمات‬ ‫والموسـيقى احتلـت األهزوجـة الرائعـة مكانهـا فـى قلوب‬ ‫المصرييـن هـى وأهزوجـة قالـوا إيه علينـا دوال وقالـوا إيه‬ ‫التـى تتحـدث عـن الجيـش والشـهداء ثـم تبعتهـا ثـالث‬ ‫أغـان رائعـة لصابـر الرباعـى وعمـر األردنـى ومحمـد فؤاد‪.‬‬ ‫• أيضًـا أوحشـتنى المرحومـة المطربة صبـاح وأغنيها‬ ‫الجميلـة (سـلمولى علـى مصـر سـلمولى)( وال أدرى لمـاذا‬ ‫التـذاع فـى الراديـو وال التليفزيـون؟ كلماتهـا ولحنهـا‬ ‫جميـل جـدا!‬ ‫• ال أعـرف لمـاذا ال ينتقـد أحـد تولـى المستشـارة‬ ‫األلمانيـة أنجيـال ميـركل واليـة ألمانية للمـرة الرابعة على‬ ‫التوالـى‪.‬‬ ‫ولمـاذا لـم يقـل أحـد لمـاذا أربـع دورات كاملـة وأكثـر‬ ‫مـن ‪ 12‬عامًـا فـى الحكـم؟ إحنـا بـس اللـى الكحكـة فـى‬ ‫إيدنـا عجبـة؟ ونفس الحـال مع الرئيـس فالديميـر بوتين‪،‬‬ ‫فالرئاسـة بينه وبيـن صديقه وحبيبه مديفديف والرئاسـة‬ ‫واحـدة بينهمـا وال أحـد قـال وال عـاد وكل شـىء تمـام ولو‬ ‫حـدث هـذا عندنـا فقـد كانـت الدنيـا تقـوم وال تقعد‪.‬‬ ‫• وأخيـرا بـإذن اهلل ينصـر اهلل الرئيـس عبدالفتـاح‬ ‫السيسـى نصـرا مبينـا ويثبت أقدامـه لخير مصر وشـعبها‪.‬‬

‫اكير‬

‫سلف‬

‫ميركل‬

‫حسين الجسمي‬


‫‪102‬‬

‫بأقالمهم‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫بقلم‬

‫بقلم‪:‬‬

‫خرج الولد الشقى السعدنى الكبير من السجن بتهمة قلب نظام حكم الرئيس أنور السادات‪ ..‬اندلعت‬ ‫حرب أكتوبر وحقق الجيش المصرى واحدة من المعجزات العسكرية عندما عبر أكبر مانع مائى عرفته‬ ‫الحروب وحطم غرور الجيش اإلسرائيلى ودك حصون بارليف وأذل كبرياء الصهاينة بعد هذا اليوم‬ ‫الخالد فى قلوبنا ووجداننا جميعاً‪ ،‬وجدت الولد الشقى يمسك بالورقة والقلم وهو يجلس على الطبلية‬ ‫فى شقتنا المطلة على نيل الجيزة الخالد‪ ،‬وسرح الولد الشقى طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬ثم بدأ فى الكتابة وكتب كلمة‬ ‫يحيى فيها جيش مصر العظيم وانتصاره المدوى على جيش «أوسخ دولة» على وجه األرض وكاد الفرح‬ ‫أن يغالب دموع السعدنى وهو العصى على الدمع‪..‬‬

‫ملعون أبو‪ ..‬اللى يكرهك يا مصر‬

‫السادات‬

‫طوغان‬

‫وانتهـى السـعدنى مـن المقـال ولـف بـه علـى دور الصحـف‬ ‫الكبـرى فـى مصـر وكان آخـر مـن قابلهـم العـم موسـى صبـرى‬ ‫وعـاد وهـو يحمـل أوراقـه ولبـس جلبابـه األبيـض وجلـس علـى‬ ‫األرض ووضعـت أمامـه الطبليـة وجاءت أمى رحمهـا اهلل بالملوخية‬ ‫والفـراخ المحمـرة وهـى أكلـة السـعدنى المفضلـة ولكنـه شـرد‬ ‫يلـق نظـرة علـى مـا حولـه وعندمـا ناديتـه‬ ‫بعيـداً عنـا جميعـاً ولـم ِ‬ ‫وقلـت إن األكل ح يبـرد نظـر إلـىّ وكانـت دمـوع السـعدنى تكسـو‬ ‫عينيـه دون أن تغـادر مقلتيـه فقـد كان ممنوعاً من ممارسـة العمل‬ ‫الصحفـى أو الظهـور فـى أى وسـيلة سـواء التليفزيـون أو الراديـو‬ ‫حتـى اسـمه منعـوه مـن العمـل فـى المسـرح أو السـينما وحكمـوا‬ ‫عليـه أن يعمـل مستشـاراً عنـد المهنـدس عثمان أحمـد عثمان فى‬ ‫شـركة المقاولـون العـرب‪..‬‬ ‫فـى هـذا اليـوم أدركـت أن مكروهـ ًا قـد يحـدث للسـعدنى‬ ‫الـذى هـو أغلـى مـا نملـك وأثمـن مـن فـى الحيـاة وسـر البهجـة‬ ‫والسـعادة ومصدرهـا‪ ..‬اتصلـت بـكل أصحـاب السـعدنى القادريـن‬ ‫علـى إصـالح مـا انعـوج من حـال مزاجـه‪ ..‬فجاء الحـاج إبراهيـم نافع‬ ‫وعـم سـيد مخيمـر وسـرور أبوهاشـم هـم مـن العالمـات المضيئـة‬ ‫فـى بـر الجيـزة وأقـرب أوالد البلـد إلـى قلـب السـعدنى وجـاء العـم‬ ‫محمـد عـودة وأحمد طوغان صديـق الصبا والعمر كلـه وأيضاً فلتة‬ ‫عصـره وكل العصـور عمنـا زكريـا الحجـازى الـذى اعتبـره السـعدنى‬ ‫بمثابـة أمـه وليـس أبـوه وطلبت مـن الجميـع أال يخبروا السـعدنى‬ ‫بأننـى قمـت باالتصـال بهـم وإال فـإن نهـارى سـوف يكـون أغبـر‬ ‫بعـون اهلل‪ ..‬وبالفعـل فاتـح الجميـع السـعدنى بـأن القـادم سـوف‬ ‫يكـون أفضـل‪ ،‬بالتأكيـد ويكفـى أنـه خرج مـن السـجن وأصبح بين‬ ‫أسـرته وأهلـه وأحبابـه وقـال السـعدنى إننـى خرجـت مـن السـجن‬ ‫الصغيـر إلـى السـجن الكبيـر‪ ..‬حتـى الكلمـة التـى كتبتهـا أحيـى‬ ‫فيهـا جيـش مصـر لـم تجـد مكانـاً للنشـر وأنـا ممنـوع مـن العمـل‬ ‫فـى الصحافـة‪ ..‬كيـف يمكـن لـى أن أمضـى فـى الحيـاة علـى هـذا‬ ‫الشـكل‪ ..‬ويقـول العـم زكريـا الحجـازى‪ ..‬يا محمـود أنت تحمـد ربنا‬ ‫أن السـادات خفـف الحكـم عليـك من خمس سـنين لسـنتين بس‪..‬‬ ‫فنظـر السـعدنى إلـى العـم زكريـا وقـال‪ ..‬مـش ده تلميـذك يـا عـم‬ ‫زكريـا‪ ..‬حتـى كالمـك بيـردده‪ ..‬أخـالق القريـة‪ ..‬وقانـون العيـش‬ ‫وكبيـر العائلـة‪ ..‬مـش السـادات اللـى انـت فتحـت لـه بيتـك أيـام‬ ‫قضيـة أميـن عثمان‪ ..‬هو ده السـادات صاحبنا‪ ..‬فيـرد العم طوغان‬ ‫ويقـول‪ ..‬أنـت فاكـر يا سـعدنى أول مرة عينـك تقع على السـادات‪..‬‬ ‫لمـا قولـت لـى‪ ..‬الجدع دا‪ ..‬يا طوغـان‪ ..‬وقلت لك أيامهـا الجدع ده‬

‫موسى‬ ‫ح يكـون ملـك مصـر فـى يـوم من األيـام‪ ..‬ويضيـف العـم طوغان‪..‬‬ ‫بذمتـك لـو كنـت قلـت الكلمـة دى علـى عبدالناصـر كان زمانـك‬ ‫عايـش بيننـا لحـد دلوقتـى ويكتـم السـعدنى ضحكـة كادت تخـرج‬ ‫مـن أعماقـه وكأنـه كتـب عليـه أن يكتم حزنـه دمعاً وفرحـه ضحكاً‬ ‫علـى الـدوام‪ ..‬ويضيـف العـم طوغـان‪ ..‬السـادات بيحبـك واهلل يـا‬ ‫محمـود وأكيـد الحكايـة ح تاخـد وقتهـا وتنتهـى بس عاوزة شـوية‬ ‫صبر‪.‬‬ ‫تذكـرت هـذه الواقعـة‪ ..‬وأنـا أتصفـح فـى الفيـس بـوك ربمـا‬ ‫للمـرة األخيـرة‪ ..‬هـذه النغمـة الشـاذة لبعـض الخارجيـن مـن‬ ‫بالعـات المجـارى ال أعتقـد أنهـم ينتمـون لمصـر علـى اإلطـالق‬ ‫بعضهـم يسـعده بشـدة هزيمـة مصـر فـى مباريـات الكـورة‬ ‫ويهللـون ويشـكرون المولـى عـز وجـل ألنـه أصـاب فريقنـا الكروى‬ ‫بالوكسـة‪ ..‬وأيضـاً يفعلـون نفـس الشـىء مـع جيش مصـر العظيم‬ ‫الحامـى والحـارس لهـذا الوطـن بـل وهـو الـذى دفـع موجـات‬ ‫الصليبييـن والتتـار بعـد أن كادت هـذه األمـة تفنـى عـن آخرهـا‬ ‫كمـا حـدث لبغـداد عاصمـة الخالفـة العباسـية‪ ..‬هـذا الجيـش هـو‬ ‫نفسـه الـذى وحـد القطريـن والـذى رسـم خريطـة أقـدم دولـة‬ ‫عرفتهـا الحضـارة اإلنسـانية هـذا الجيـش ليـس جيـش مرتزقـة‬ ‫وال هـو جيـش األناقطـر أو الشراكسـة أو المماليـك الذيـن يباعـون‬ ‫فـى األسـواق‪ ..‬هـذا جيـش مصر الوطنـى خيـر أجنـاد األرض‪ ..‬أبناء‬ ‫األرض الطيبـة المباركـة التى يسـمى فيهـا القيراط‪ ..‬هـذا الجيش‬ ‫هـو عزنـا وهـو رمـز الكبرياء وهـو عمـود الخيمـة المصريـة‪ ..‬والبد‬ ‫أن نذكـر بالخيـر دور هـذا الجيـش العظيـم إبـان ثـورة ‪ 25‬ينايـر‬ ‫ودعونـا نعتـرف بأنـه لـوال القـوات المسـلحة والمجلـس األعلى لما‬ ‫كان لهـذه الثـورة أن تنجـح فـى اقتـالع جـذور نظـام مبـارك‪ ..‬أقول‬ ‫لقـد تذكـرت دمـوع السـعدنى وهـو خـارج مـن سـجن السـادات‪،‬‬ ‫هـذه الدمـوع التـى حبسـها حزنـ ًا وغمـ ًا وهمصـا ألنهـم منعـوه‬ ‫مـن تحيـة هـؤالء الرجـال الذيـن عبـروا بنـا من النكسـة والوكسـة‬ ‫والمذلـة والهزيمـة والفضيحـة التـى كانـت بجالجـل إلـى االنتصار‬ ‫والعـزة والكرامـة والهيبـة‪ ،‬ملعـون أبـو كل مـن يعاديـك يـا مصـر‬ ‫ويفـرح لضحايـا الوطـن أبنـاء جيشـك العظيـم الـذى يبـذل الغالـى‬ ‫قبـل الرخيـص لننعـم بحيـاة كريمـة علـى أرضـك‪ ..‬قلناهـا ألف مرة‬ ‫عارضـوا السيسـى كمـا يحلـو لكـم‪ ..‬ولكـن جيـش مصـر ال ينبغـى‬ ‫ألحـد وال يحـق ألحـد أن ينـال منـه فقـد كان ومـازال وسـوف يظل‪..‬‬ ‫تاجـا فـوق جيـش الوطـن ومفخـرة لمصر وألمـة العـرب‪ ،‬حفظ اهلل‬ ‫مصـر مـن كل سـوء‪.‬‬

‫فايز فرح‬

‫بقلم‪:‬‬

‫أكرم السعدنى‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫فخور ببلدى‬ ‫وجيشى ورئيسى‬ ‫• من حقى أن أفخر ببلدى مصر‪ ،‬وبجيشى‬ ‫العظيم الذى حماها من الضياع والدمار‪،‬‬ ‫وبالرئيس عبدالفتاح السيسى ابن مصر البار‬ ‫وحفيد الحضارة المصرية العريقة التى قدمت‬ ‫العلوم والفنون للبشرية‪.‬‬ ‫أفخر ببلدى مصر أم الدنيا وأصل الحضارة‪،‬‬ ‫أول دولة فى التاريخ التى عرفت الدين‬ ‫وأيقنت بوحدانية اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬قبل‬ ‫مجيء الرساالت السماوية مصر التى عرفت‬ ‫االستقرار على ضفاف النيل وبناء المدن‬ ‫والقرى وزراعة األرض وانتظار الخير ومعرفة‬ ‫فصول السنة والفلك ومقياس النيل وعلم‬ ‫الصيدلة والهندسة والتحنيط وصناعة الخبز‪،‬‬ ‫كانت مصر تصنع حوالى ‪ 25‬نوعا من الخبز‪.‬‬ ‫أنا فخور ببلدى مصر التى فجرت الضمير عند اإلنسان منذ‬ ‫آالف السنين‪ ،‬والضمير هو الحارس على األخالق‪ ،‬وعندما عاش‬ ‫المؤرخ األمريكى «هنرى برستيد» فى مصر باحثا عن تاريخها‬ ‫وحضارتها األولى لم يجد عنوانا لكتابه عنها إال‪:‬‬ ‫«فجر الضمير»‪ ،‬هــذه الحضارة التى احترمت اإلنسان‬ ‫والحيوان والنبات‪ ،‬أى احترمت الحياة بمظاهرها المختلفة‪،‬‬ ‫احترمت مصر القديمة المرأة مثل احترامها للرجل‪ ،‬بل كان عدم‬ ‫احترام المرأة سببا فى غضب اآللهة على الرجل‪.‬‬ ‫كان المصرى القديم بعد موته ورحيله عن الدنيا يقف أمام‬ ‫اإلله ليدافع عن نفسه وحياته السابقة فيقول‪:‬‬ ‫لم أعذب إنسانا‪ ،‬لم أحرم طفال من كوب اللبن‪ ،‬لم أعذب‬ ‫حيوانا فلم أطعمه‪ ،‬وال نباتا فلم أسقه‪ .‬لم ألوث مياه النيل بإلقاء‬ ‫الفضالت‪ ،‬كنت يدًا تساعد اآلخرين‪ ،‬وقدمًا للمحتاجين‪ ،‬وملجأ‬ ‫لليتامى والمساكين واألرامل‪ ،‬هكذا كانت منظومة األخالق عند‬ ‫المصريين‪ ،‬التزاما واحتراما لكل إنسان حتى الحيوان والنبات‪ ،‬من‬ ‫هنا كانت حضارتنا العريقة‪ ،‬حضارة العلم واألخالق والحب والخير‪.‬‬ ‫أليس من حقى ومن حق كل مصرى وطنى أن يفخر ببالده‪،‬‬ ‫ويردد مع زعيمنا الشاب مصطفى كامل مقولته‪:‬‬ ‫لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا‪..‬‬ ‫وإذا كنت فخورا ببلدى فأنا فخور بشعبى الذى هو أساس‬ ‫البلد هى نتاج عمل وكفاح وصبر المصريين وعبقريتهم‪.‬‬ ‫أنا فخور ببلدى وجيشى ورئيسى‪.‬‬ ‫الجيش المصرى هو أول جيش نظامى فى التاريخ يدافع عن‬ ‫حدود بلده ويحمى شعبه ونظامه‪ ،‬وهو يتكون من أبناء الشعب‪،‬‬ ‫ليس من أفراده ومرتزقة أجانب أبناء شعوب أخرى‪ ،‬من هنا فكل‬ ‫جندى فيه يشعر بمسئوليته الكاملة ورسالته المقدسة فى الدفاع‬ ‫عن األرض والعرض واآلباء واألبناء‪ ،‬لذلك فإن االستشهاد وبذل‬ ‫الذات والتضحية بالروح من سمات شخصيته‪ ،‬وتعالى نقرأ معًا‬ ‫قاله الدكتور الطبيب الفرنسى «كلوت بك»‪ ،‬الذى عاش فى مصر‪،‬‬ ‫وأنشأ أول مدرسة للطب‪ -‬كلية الطب‪ -‬سنة ‪ ،1827‬وأسند إليه‬ ‫محمد على باشا اإلشراف على اإلدارة الصحية للجيش‪ ،‬فعرف‬ ‫الجنود وخالطهم وقال عنهم‪:‬‬ ‫«‪..‬المصريون أصلح األمم أن يكونوا خيرة ألنهم يتحلون‬ ‫بمزايا العسكرية والصفات الحربية مثل طاعة األوامر والشجاعة‬

‫بأقالمهم‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫‪103‬‬

‫على محمود‬ ‫• لماذا تسعى الواليات المتحدة والالعبون بالوكالة من حلفائها غير األسوياء‪ ..‬قطر وتركيا وتنظيم‬ ‫اإلخوان اإلرهابى لمحاولة تشويه مصر والرئيس السيسى واالنتخابات الرئاسية‪ ،‬مستخدمين كل أدوات‬ ‫حروب الجيل الرابع القذرة من الشائعات واألخبار المفبركة والكاذبة والميديا الفاسدة والمأجورة فى‬ ‫أمريكا وبريطانيا وقطر وتركيا؟!‬ ‫‪ -‬ولإلجابة عن هذا السؤال نتساءل‪ :‬ماذا فعلت مصر والرئيس لهؤالء من أجل هذه الحرب الشرسة؟!‬

‫االنتخابات الرئاسية بين المؤامرات وإرادة الشعب‬ ‫والمبادرة واإلقدام‪ ،‬ويمتازون بقوة األجسام والقدرة على العمل‬ ‫واحتمال المشقات‪.»..‬‬ ‫كان جيش مصر العظيم‪ ،‬جيش الشعب وأبناء الوطن هو‬ ‫حامى حضارة مصر طوال تاريخها القديم والحديث‪ ،‬فمنذ آالف‬ ‫السنين استطاع جيش مصر طرد الهكسوس المحتلين بقيادة‬ ‫البطل أحمس‪ ،‬وحارب كل الطغاة والمستعمرين اآلخرين من‬ ‫يونانيين ورومان وفرنسيين وإنجليز‪ ،‬وهل ننسى معركة العبور‬ ‫الكبرى سنة ‪ ،1973‬حيث استطاع الجندى المصرى استعادة‬ ‫األرض والعرض ولقن بعبوره خط بارليف المائى درسًا لألعداء‬ ‫مازالت المعاهد والكليات العسكرية العالمية تدرسه حتى اآلن‪.‬‬ ‫وكل المعارك التى خاضعها جيشنا العظيم تتضاءل أمام‬ ‫معركته‪ ،‬أو باألدق معاركه فى السنوات األخيرة ضد اإلرهاب فى‬ ‫الداخل والخارج‪ ،‬إنها معركة عالمية بكل ما تحمله معنى الكلمة‪،‬‬ ‫فنحن نحارب عدوًا خفيًا ليس أمامنا‪ ،‬بل مختبئ فى الجبال‬ ‫والجحور والبيوت وفى الشوارع وسط الناس‪ ،‬عدوا ال يعرف القيم‬ ‫ونظم الحروب‪ ،‬بل هو أقرب إلى الحيوانية من اإلنسانية‪.‬‬ ‫وفى معركة المعارك سيناء ‪ 2018‬يحقق جيشنا الباسل‬ ‫العظيم المغوار انتصارات كل يوم بل كل ساعة حتى يقضى‬ ‫على اإلرهاب فى بلدنا الحبيب مصر‪ ،‬ويسقط منه شهداء آمنوا‬ ‫بوطنهم‪ ،‬واهلل لن يضيع أجر من عمل حسنًا‪ ،‬فهم شهداء الحق‬ ‫والكرامة والخير واألوطان والوجود وإذا كنت فخورا بجيشى فأنا‬ ‫فخور أيضا بشرطتى التى تلعب نفس الدور الوطنى‪.‬‬ ‫فخور ببلدى وجيشى ورئيسى‪..‬‬ ‫لست وحــدى الــذى يفخر برئيس مصر البطل عبدالفتاح‬ ‫السيسى بل يفخر به كل مصرى وطنى يعرف العمل البطولى‪،‬‬ ‫الــذى قــام به ليعيد لنا بلدنا من الضياع والــدمــار‪ ،‬وليعيد‬ ‫للمصريين أمنهم وسالمهم‪ ،‬استطاع الرئيس عبدالفتاح‬ ‫السيسى‪ ،‬ابن مصر البار‪ ،‬بعد أن اختاره الشعب وكلفه أن يكون‬ ‫رئيسا لمصر‪ ،‬ألول مرة فى التاريخ استطاع بسرعة أن يدخل قلوب‬ ‫المصريين والعرب‪ ،‬بل وكل محبى السالم فى العالم‪ ،‬فقد شيد‬ ‫آالف المشروعات من أجل المستقبل‪ ،‬واهتم بكل أفراد الشعب‪،‬‬ ‫الطفل والتلميذ والعامل والفالح والمرأة‪ ،‬يكفى أن يختار ست‬ ‫نساء وزيرات يعملن بكفاءة واقتدار‪ ،‬اهتم الرئيس أيضًا بكبار‬ ‫السن والغارمات‪ ،‬اهتم الرئيس باألمن العربى واعتبره مسئوليته‬ ‫مما جعله أمل كل العرب‪ ،‬وعلى المستوى العالمى يسمع قادة‬ ‫العالم لرأى الرئيس دائمًا بإنصات وإعجاب‪ ،‬كذلك استطاع أن‬ ‫يعيد عالقات الصداقة واألخوة مع شعوب إفريقية‪ ،‬القارة التى‬ ‫نعيش فى جزء منها‪ ..‬من هنا كانت الزعامة الحقيقية للرئيس‬ ‫عبدالفتاح السيسى‪ ،‬يكفيه أنه يحارب مع جيش مصر وشرطتها‬ ‫اإلرهاب بالنيابة عن العالم كله وبمنتهى الشجاعة والبطولة‪،‬‬ ‫وفى هذا المجال أضاف أسلحة جديدة للجيش المصرى العظيم‬ ‫جعلته من أكبر جيوش الدنيا‪ ..‬أليس هذا وساما على صدره؟‬ ‫إن القلم يريد أن يسطر صفحات المجد والفخر واالعتزاز‬ ‫بالزعيم الذى ينام خمس ساعات يوميا فقط!‬ ‫ليسابق الزمن من أجل مستقبل مصر‪ ،‬لكن المساحة ال‬ ‫تسمح بذلك فالحديث عنه يحتاج كتبا ضخمة تسطر إنجازاته‪،‬‬ ‫وألننى فخور ببلدى وجيشى ورئيسى سأذهب لالنتخابات‪.‬‬

‫قامت مصر السيسى خالل ‪ 4‬سنوات بالعديد من القرارات‬‫الصادمة التى أثارت حفيظة الشيطان األمريكى وهى‪:‬‬ ‫‪-1‬مساندة وزير الدفاع الفريق أول السيسى لثورة الشعب فى‬ ‫‪ 30‬يونيه برجال الجيش والشرطة‪ ،‬وكانت نتيجة الثورة سقوط‬ ‫النظام الفاشى اإلرهابى لإلخوان وإفشال أو تعطيل المشروع‬ ‫الصهيوأمريكى لتقسيم مصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬قررت مصر بعد الثورة إنهاء التبعية للواليات المتحدة‬ ‫وأصبح قرارها الوطنى مستقال‪.‬‬ ‫‪ -3‬بعد قــرار الرئيس األمريكى ترامب بنقل السفارة‬ ‫األمريكية من تل أبيب إلى القدس العربية المحتلة‪ ،‬قدمت مصر‬ ‫مشروع قرار برفض وإدانة القرار األمريكى وأدان مجلس األمن‬ ‫واألمم المتحدة هذا القرار باإلجماع‪ ،‬واعتبروه ً‬ ‫باطال‪.‬‬ ‫‪ -4‬قرر الرئيس السيسى القائد األعلى للقوات المسلحة‬ ‫تكليف القوات المسلحة والشرطة بالقضاء على اإلرهاب بالقوة‬ ‫الغاشمة فى غضون ‪ 3‬أشهر من خالل العملية الشاملة «سيناء‬ ‫‪ »2018‬والتى بدأت تحقق نتائجها المذهلة خالل خمسة أسابيع‬ ‫من خالل بيانات المتحدث العسكرى للقوات المسلحة‪.‬‬ ‫‪ -5‬ثم كان قرار الرئيس الصادم للواليات المتحدة األمريكية‬ ‫وإسرائيل عندما قرر تنمية سيناء بالكامل ورصد لها ‪ 275‬مليار‬ ‫جنيه‪ ،‬وهو ما يعنى فشل المخطط الصهيوأمريكى المسمى‬ ‫«صفقة القرن» باستقطاع جزء من شمال سيناء للفلسطينيين‬ ‫فى غزة ليتوسع العدو اإلسرائيلى فى احتالل األرض الفلسطينية‬ ‫المحتلة‪ ،‬واستكمل الرئيس هذا المشروع بربط سيناء بالوادى‬ ‫من خالل أنفاق بورسعيد واإلسماعيلية‪.‬‬ ‫لكل هذه األسباب كان قرار أعداء مصر وأهل الشر بمحاولة‬‫تشويه صورة الرئيس ومصر واالنتخابات الرئاسية من خالل‬ ‫العديد من المؤامرات نوجزها فيما يلى‪:‬‬ ‫‪-1‬محاولة االفتئات على الشعب ببث الشائعات واألكاذيب‬ ‫بإعراض الشعب عن المشاركة فى االنتخابات الرئاسية‪.‬‬ ‫‪-2‬محاولة الوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وشرطته‬ ‫الوطنية وباءت بالفشل الذريع‪.‬‬ ‫‪-3‬محاولة الواليات المتحدة التدخل السافر فى شئون مصر‬ ‫الداخلية من خالل الالعبين بالوكالة وهم‪:‬‬ ‫قطر وتركيا والتنظيم الدولى اإلرهابى لإلخوان من خالل‬ ‫مخطط يتكلف ‪2‬مليار دوالر تنفذه «الجزيرة» قناة التطرف والفتن‬ ‫واإلرهاب إلسقاط مصر من خالل تشويه االنتخابات الرئاسية ببث‬ ‫‪ 20‬فيديو مفبركة‪ ،‬و‪ 10‬قنوات و‪ 30‬موقعًا إخباريًا إخوانيًا لبث‬ ‫الشائعات واألكاذيب حول االنتخابات الرئاسية‪.‬‬

‫‪-4‬بدأت الواليات المتحدة باستخدام إعالمها الفاسد فى‬ ‫تشويه االنتخابات الرئاسية‪ ،‬من خالل عراب اإلخــوان «جون‬ ‫ماكين»‪ ،‬الذى ادعى كذبًا على صفحته‪« :‬فرص إجراء انتخابات‬ ‫رئاسية نزيهة فى مصر ضعيفة»‪ ،‬كما طالب موقع أمريكى مشبوه‬ ‫مدعوم من تميم اإلرهابى بضرورة إجراء انتخابات رئاسية موازية‬ ‫بهدف تشويه صورة مصر وانتخاباتها الرئاسية‪.‬‬ ‫‪-5‬محاولة حصار مصر وتعطيل مسيرتها فى التنمية والبناء‪،‬‬ ‫ومحاولة عرقلة جهودها فى تحقيق السالم فى سوريا وليبيا‬ ‫والحفاظ على الدولة الوطنية فى الدولتين‪ ،‬اللتين تعتبران أمنا‬ ‫قوميا مصريا وعربيا‪.‬‬ ‫لذلك طالب الرئيس فى زيارته لوزارة الداخلية بضرورة‬‫مشاركة المصريين بكثافة فى االنتخابات الرئاسية من أجل مصر‬ ‫وليس الرئيس‪ ،‬وضرب مثال بنزول المصريين لمنح السيسى‬ ‫التفويض لمواجهة اإلرهاب والتطرف فى ‪ ، 2013/7/24‬عندما‬ ‫نزل المصريون بالماليين‪ ،‬حيث قدم الشعب رسالة للعالم‬ ‫بإصراره على تغيير الواقع‪.‬‬ ‫وفى الندوة التثقيفية التى حضرها الرئيس قالت إحدى‬‫أمهات الشهداء‪« :‬يجب أن ننزل جميعًا إلى صناديق االنتخابات‬ ‫من أجل دماء الشهداء حتى ال تضيع دماء أوالدنا هدرًا»‪.‬‬ ‫وكعادة الرئيس قدم العديد من الرسائل فى الندوة‬‫التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة بمركز المنارة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أشاد الرئيس بتضحيات وبطوالت رجال الجيش والشرطة‬ ‫من أجل الحفاظ على مصر‪ ،‬وأن الثمن الذى يدفعه كل شهيد وتد‬ ‫يعضد به الوطن‪.‬‬ ‫‪-2‬مستعد الرتداء «األفــرول» ومشاركة األبطال فى أرض‬ ‫المعركة بسيناء‪.‬‬ ‫‪« -3‬نقاتل ألجل خاطر‪ ،‬ربنا ونحن على الحق المبين»‬ ‫‪ -4‬مصر قلب األمة العربية وصمام أمانها‪ ،‬ولو سقطت‬ ‫لضاعت األمة كلها»‪.‬‬ ‫وإذا كانت دعوة الرئيس السيسى للمصريين بضرورة‬‫المشاركة بكثافة فى االنتخابات الرئاسية من أجل مصر وردًا على‬ ‫االفتراءات والشائعات‪ ،‬فقد أكد على هذا المعنى الكاتب الصحفى‬ ‫كرم جبر‪ ،‬رئيس الهيئة الوطنية للصحافة‪ ،‬عندما قال لى‪« :‬نزول‬ ‫المصريين بكثافة ليختاروا رئيسهم الذى يريدونه هى رسالة‬ ‫عنوانها االستقرار‪ ،‬ومفيش دولة تقوم بمحاربة اإلرهاب وشعبها‬ ‫ينزل بالماليين ليختاروا رئيسهم فى االنتخابات الرئاسية‪ ،‬إال إذا‬ ‫كان الشعب على يقين بأنهم حائط الصد للدولة المصرية فى‬ ‫مواجهة التحديات والمؤامرات التى تحاك بالوطن»‪.‬‬


‫‪104‬‬

‫العدد ‪4876‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫بأقالمهم‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫ستيفنهوكينج‬ ‫بقلم‪:‬‬

‫إيمان رسالن‬ ‫يوم األربعاء الماضى كان الخبر الرئيسى فى كل وكاالت األنباء العالمية وفاة عالم‬ ‫الفيزياء اإلنجليزى الفذ ستيفن هوكينج فمن هو هذا العالم الفذ الذى سبق خبر‬ ‫وفاته كل األخبار العالمية؟! فقبل ما يقرب من عشر سنوات بدأت المتابعة الدقيقة‬ ‫لكل ما يفعله هذا العالم ذو اإلرادة الحديدية وقبل ذلك كنت فقط قد عرفت اسمه‬ ‫وإنجازه العلمى‪ .‬وستيفن كما كان يحب أن يناديه الجميع توفى عن عمر ‪٧٦‬عاما‬ ‫وهذه معلومة خبرية عادية‪ ،‬ولكن فى حالة ستيفن هى فى حد ذاتها هى الخبر غير‬

‫اتصلت بابنى ألبلغه الخبر الحزين فقد كــان يخطط‬ ‫للذهاب إلى كمبريدج لالستماع إلى محاضراته فكان حزينا جدا‬ ‫للخبر السيما‪ ،‬وأننى عرفت اسمه من خالله ومن خالل دراسته‪،‬‬ ‫ويكاد يكون العالم الفذ ستيفن هو سبب تعلق ابنى فى مرحلة‬ ‫الثانوى بتخصص العلمى وتحديدا الفيزياء والرياضيات‪.‬‬ ‫ألنه فى نظم التعليم المتقدمة وبالد أوربا حينما يدرسون‬ ‫العلم ألطفال منذ سن مبكرة يشرحون لهم بجانب النظريات‬ ‫العلمية أيضا حياة األشخاص وأعمالهم فيتعلق الطالب بالعلم‬ ‫واألشخاص‪ ،‬وليس التعليم الجامد الجاف بال روح أو حياة مجرد‬ ‫تلقين عابر لطالب عابرين حتى أننى عرفت النظرية النسبية‬ ‫وإنجازاتها من ابنى فى مرحلة اإلعــدادي وكانت من الكتب‬ ‫المقررة أيضا‪.‬‬ ‫وأذكر أننى شاهدت فيلما عن قصة حياة ستيفن هوكينج‬ ‫بصحبة ابنى وما لبث أن أعاد رؤيته العديد من المرات‪.‬‬ ‫فالعالم البريطانى لم يكن فقط عالما بدأ حياته بتصور‬ ‫وفرضية تهدم نظرية أستاذه إينشتين عن الثقوب السوداء‬ ‫فى الفضاء أى وجود كواكب وعوالم أخرى ولكن كانت حياته‬ ‫شديدة الثراء اإلنسانى من حيث العطاء واإلرادة والتحدى‬ ‫فحينما أصيب بالمرض العضال كان فى السنوات األخيرة‬ ‫من حياته بالكلية‪ ،‬وكان يعيش أيضا قصة حب وغــرام مع‬ ‫زميلته بالفنون الجميلة جين ورغم أنه فكر أنه سينفصل عنها‬

‫العادى! ألنه وكان من المفترض أن يموت قبل ذلك التاريخ بخمسين عاما كما صرح‬ ‫بذلك‪ ،‬وأعلن األطباء فى منتصف الستينيات حينما أصيب بمرض نادر ومميت‬ ‫أيضا أصاب عموده الفقرى وقدرته على الحركة والمشى‪ ،‬ويسمى مرض (العصب‬ ‫الحركى) وكان وقتها أى عام ‪١٩٦٣‬طالبا نابغا فى الفيزياء والرياضيات فى جامعة‬ ‫إكسفورد وكان الجميع يحبه ويحترمه لما رأوا فيه من نبوغ علمى قلما يجود الزمان‬ ‫به‪.‬‬

‫لمرضه إال أن حبهما كان أقوى وتمسكت به‪ ،‬وساعدته أيضا‬ ‫واستطاع هو وهى أن ينجبوا ثالثة أطفال ولدين وابنة وحيدة‬ ‫لم يستسلما لتأكيد األطباء بأنه سوف يموت بعد سنوات‬ ‫قليلة عاش ستيفن بإرادته الحديدية يحب ويعشق ويفكر‬ ‫وينتج علما إلى أن تطور المرض عليه جدا وفقد أيضا القدرة‬ ‫على الكالم‪.‬‬ ‫فسارعت كبرى شركات الكمبيوتر الختراع جهاز خاص له‬ ‫يفسر ويوضح كلماته من خالل نظرات عيينه هذا االختراع‬ ‫العلمى المذهل الذى أعاد األمل والحياة لكثيرين كأنه هو‬ ‫سببه هذا العالم الفذ‪ ،‬فالتكنولوجيا تخترع لرفاهية اإلنسان‬ ‫وتسهيل حياته والمساعدة له إلنجاز عمله وليست نقمة أو‬ ‫سببا فى تكبيل حياة اإلنسان والرقابة عليه فمجرد أسالك يتم‬ ‫توصيلها تعكس ما يريد قوله وشرحه‪.‬‬ ‫فى نفس الوقت اجتهد علماء الطب بفضل إرادته الحديدية‬ ‫وحب الحياة إلى إنتاج وتطوير األدوية واألجهزة التى ساعدت‬ ‫على بقاء ستيفن حيّا أكثر من خمسين عاما‪ .‬بعد اكتشاف‬ ‫مرضه أنه منظومة متكاملة من رؤيــة مخالفة لــدور العلم‬ ‫واإلبداع فى حياة اإلنسان من أجل مزيد من الرفاهية واإلبداع‪.‬‬ ‫فى وسط كل ذلك وبشكل مفاجىء طلق ستيفن زوجته‬ ‫جين التى أحبها وتزوج مرة ثانية من ممرضته‪.‬‬ ‫لم يتخل ستيفن هوكينج وسط مشاغله العلمية والشخصية‬

‫عن أن يكون إنسانا حرا له آراء سياسة حول الديمقراطية‬ ‫وحقوق االنسان ومناصرة الحقوق فقد رفض دعــوة لزيارة‬ ‫الجامعات اإلسرائيلية‪ ،‬وكانت حجته أن العلم ال ينفصل‬ ‫عن حقوق الشعوب فقد كان مناصرا للحقوق والنضال ضد‬ ‫العنصرية‪ ،‬أيضا كان صريحا ويشتبك فى قضايا مجتمعه وأذكر‬ ‫أننى قرأت له مقاال أخير حول تداعيات استفتاء خروج بريطانيا‬ ‫من االتحاد األوربــى حيث كان يعارض هذه الفكرة وصوت‬ ‫ضدها وكتب المقاالت أيضا فهو صاحب مقولة‪.‬‬ ‫عاش ستيفن حياته محبا للحياة ودور اإلنسان فيها لم‬ ‫يعامل نفسه كصاحب إعاقات متعددة ففرض على الجميع‬ ‫والمجتمع أن يعامله كإنسان طبيعى جدا فزاد إبداعه وإنجازه‬ ‫وتألقه وكان من الطبيعى أن يكون خبر وفاته هو الخبر األول‬ ‫عالميا‬ ‫«وتنزوى معه توافه األمور» من أسئلة مثل هل سيدخل‬ ‫ستيفن الجنة أو النار؟ ألنه أعلن أنه ملحد‬ ‫ونسى الجميع قوله تعالى «ومن شاء فليؤمن ومن شاء‬ ‫فليكفر» فنحن مازالنا عالقين بقشور الدين والفتاوى بينما‬ ‫ستيفن استطاع أن ينجز للعلم واإلنسانية ما لم ينتجه أصحاب‬ ‫الفتاوى وصكوك الكفر واإليمان فهنيئا للعلم واإلنسانية ولى‬ ‫شخصيا أن أحببت ستيفن وتعرفت على شخصيته وأعماله ولو‬ ‫كره الكارهون‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بأقالمهم‬

‫‪PB‬‬


‫‪106‬‬

‫العدد ‪487٦‬‬ ‫‪ ٢١‬مارس ‪٢٠١8‬‬

‫األخيرة‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫المرأة‪ ‬التى‪ ‬هزمت‪ ‬اإلخوان‪ ‬‬

‫حمدى رزق‬

‫فى رقصتها الشهيرة تستحق المرأة المصرية غرور اإلخوان‪ ،‬وكلما غرهم بمصر الغرور‬ ‫خرجت المرأة تكنسهم تحت قدميها‪ ،‬تهشهم كالذباب من على وجه المحروسة‪ ،‬تلقنهم‬ ‫دروسا فى الوطنية واالنتماء‪ ،‬ولكنهم صم بكم عمى فهم ال يفقهون وال يعقلون وال‬ ‫يبصرون‪ ..‬العمى عمى القلب‪.‬‬

‫يكـره اإلخـوان المـرأة المصريـة كراهيـة التحريـم‪ ،‬وينعتونهـا‬ ‫بـكل قبيـح مـن ألسـنتهم الطويلـة‪ ،‬يسـلقونها بألسـنة حـداد‪،‬‬ ‫ويشـنون عليهـا حربـا قـذرة‪ ،‬ويطلقـون عليهـا زعرانهـم ينهشـون‬ ‫سـمعتها‪ ،‬ويصفونهـا بـكل بـذيء‪ ،‬ولكنهـا فـى كل مـرة تسـتدير‬ ‫لتصفعهـم علـى أعينهـم‪ ،‬وتلقمهـم حجـرا ليكفـوا عـن العـواء‪،‬‬ ‫ولكنهـم عقـورون مسـعورون ال يكفـون عـن النهـش فـى سـمعة‬ ‫الكمّـل الفضليـات‪.‬‬ ‫اإلخـوان والتابعـون يئسـوا تمامـا‪ ،‬حطـوا أصابعهم فى الشـق‬ ‫مـن هـذه المـرأة القويـة العفيـة التـى تزلـزل األرض مـن تحـت‬ ‫أقدامهـم فـى كل مـرة‪ ،‬لـم ينالـوا منهـا مغنمـا أبـدا‪ ،‬شـردتهم‬ ‫فـى األصقـاع‪ ،‬وشـتت شـملهم فـى ‪ 30‬يونيـه‪ ،‬وداسـت خالفتهـم‪،‬‬ ‫وأسـقطت عرشـهم‪ ،‬وطـردت رئيسـهم‪ ،‬ونتفـت لحيـة مرشـدهم‪،‬‬ ‫وألقـت بإخوانهـم خـارج التاريـخ‪.‬‬ ‫المـرأة المصريـة قبلـت التحـدى مـرارا‪ ،‬وفـى كل مـرة تكسـر‬ ‫أنوفهـم‪ ،‬وتـذل نفوسـهم‪ ،‬وتقهر رغبتهم فـى السـيطرة والقيادة‪،‬‬ ‫ال تنقـاد أبـدا‪ ،‬حـرة لـم تكـن أبـدا مـن حريـم المرشـد‪ ،‬حرائر‪.‬‬ ‫عجبـا أنهـا تخوض حروبهـا راقصة‪ ،‬ترقص رقصتها الشـهيرة‪،‬‬ ‫والعالـم كلـه يقـف متعجبـا مـن هـذه المـرأة‪ ،‬إذ تنتفـض راقصـة‬ ‫لتصلـب طـول وطنهـا‪ ،‬وترقـص فـى محرابـه رقصـة االنتصـار على‬ ‫تنحـن أبـدا‪ ،‬وتقـدم الشـهداء صابـرة قويـة‪،‬‬ ‫جثـث األعـداء‪ ،‬لـم‬ ‫ِ‬ ‫وتبتسـم فـى وجـه القدر‪ ،‬وتختار مـن بين أبنائها مـن يقود وطنها‪،‬‬ ‫واذا نـادى المنـادى حـى علـى الفـالح‪ ،‬نفرت ملبية «إننـــــى حُـــرة‬ ‫كســرت قيــــــــودى ‪ /‬رغـم أنـف العـدا وقطعـت قيـدى» (مصـر‬ ‫تتحـدث عن نفسـها)‪.‬‬ ‫لـم تـوفَ حقوقهـا‪ ،‬مقصرين تمامـا فى كتابة سـطور تاريخها‪،‬‬ ‫لوالهـا لـكان لمصـر وجـه آخـر‪ ،‬ولـوال نفرتهـا رفضـا لإلخـوان‬ ‫والتابعيـن لـكان للمنطقـة وجـه آخـر‪ ،‬المـرأة المصريـة صممـت‬ ‫فقـررت فخرجـت فانداحـت سـيال عرمـا يجـرف خالفـة اإلخـوان‪،‬‬ ‫وهتفـت قبـل الجميـع يسـقط يسـقط حكم المرشـد‪ ،‬ولـم تحج إلى‬ ‫مكتـب اإلرشـاد‪ ،‬ولـم تختَـن وطنهـا فـى مخـادع «فيرمونـت» كمـا‬ ‫ذهـب طائفـة مـن الرجـال كان يختانـون أنفسـهم فـى المضاجـع‬

‫تبـع المـرأة المصريـة شـرفها‪ ،‬ولـم تقامـر بوطنها‪،‬‬ ‫اإلخوانيـة‪ ،‬لـم ِ‬ ‫ولـم تتاجـر فـى أسـواق النخاسـة المضروبة فـى الفسـطاط الكبير‪،‬‬ ‫تعـرف جيـدا موقعهـا مـن اإلعـراب الوطنى‪ ،‬وتقـف موقفهـا باقتدار‬ ‫وتسـتاهل الفخـر والفخـار‪.‬‬ ‫االنحيـاز للمـرأة المصريـة مـن قمـة السـلطة فـى مصـر والذى‬ ‫يعبـر عنـه بثنـاء وامتنـان واعتـزاز الرئيـس عبـد الفتـاح السيسـى‬ ‫مسـتحق تمامـا‪ ،‬وحتـى لـو كان متهمـا باالنحيـاز للمـرأة المصريـة‬ ‫لهـو انحيـاز يتيـه بـه فخـرا‪ ،‬إذا لم ينحَـز الرئيـس للمـرأة المصرية‬ ‫العظيمـة التـى نصرتـه يـوم ‪ 30‬يونيـه وفوضتـه عنهـا فـى حـرب‬ ‫اإلرهـاب‪ ،‬وأمدتـه بمـدد مـن شـبابها‪ ،‬إذا لـم ينحَـز لـأم واألخـت‬ ‫واالبنـة والزوجـة والعمـة والخالـة‪ ..‬لمـن ينحـاز‪ ،‬وهـى التـى حملت‬ ‫األمانـة علـى رأسـها‪ ،‬ولـم تفـرط فـى شـيء منهـا‪ ،‬وأدت األمانـة‬ ‫كاملـة غيـر منقوصـة‪ ،‬المـرأة المصريـة تـاج فـوق رؤوس العبـاد‪.‬‬ ‫ال يفـوت الرئيـس مناسـبة إال وخـرج عـن النـص شـاكرا‬ ‫المـرأة المصريـة‪ ،‬امتنانـ ًا وعرفانـ ًا بفضلهـا وصبرهـا وإخالصهـا‬ ‫ً‬ ‫تحمـال تبعـات اإلصـالح االقتصـادى القاسـية بجلـد‬ ‫وهـى تجاهـد‬ ‫ً‬ ‫وفعـال لـوال تضحيـات العظيمة الصابرة لمـا قامت لهذا‬ ‫الصابرين‪،‬‬ ‫البلـد قيامـة بعـد االحتـالل اإلخوانـي‪ ،‬أسـقطته بنفخة مـن روحها‪.‬‬ ‫عظيمـة مـن ضلـع شـعب جبار مـن معـدن نفيس‪ ،‬من سـبيكة‬ ‫نـادرة مـن الوفـاء واإلخـالص والصبـر‪ ،‬أحسـن الرئيـس بإحسـانه‬ ‫لمـن أحسـنت لوطنهـا فقبـل رأسـها مـرارا وافتخـارا فصـارت عنواناً‬ ‫عظيمـ ًا عريضـ ًا لوطـن عظيم‪ ،‬شـتان بيـن امتنـان الرئيـس‪،‬‬ ‫وجفـاء نفـر مـن السـلفيين‪ ،‬وكأنهـم متسـلطون علـى المـرأة‪ ،‬فـى‬ ‫جاهليتهـم يعمهـون‪ ،‬يـودون لـو يئدونهـا مجـدداً!‬ ‫لأسـف يخـرج مـن بيـن ظهرانينـا والد حـرام يحطـون مـن‬ ‫شـأن مـن رفعتهـا الرسـالة المحمديـة إلـى عنـان السـماء‪ ،‬لأسـف‬ ‫إهانـة المـرأة المصريـة العظيمة صـارت بضاعة يجـول بها نفر من‬ ‫األغـوات فـى بـالط السـلطان التركـى علـى الفضائيـات الموجهـة‪،‬‬ ‫وكلمـا أمعنـوا فـى اإلهانـة نالـوا ظهـورات إضافيـة‪ ،‬جوائـز علـى‬ ‫موقفهـم المخـزى مـن المـرأة‪ ،‬ويمعنـون بجهـل فاضـح ويتتـرون‬ ‫فـى وحل أنفسـهم‪ ،‬وينصبون أنفسـهم قيّمين على امـرأة عظيمة‬

‫ع ّلمت العالمين معنى الوطنية فى تجليها‪.‬‬ ‫المـرأة المصريـة حالـة تسـتاهل التوقـف والتبيـن‪ ،‬توقفـا أمام‬ ‫امتنـان الرئيـس لفضلهـا علـى سـنوات واليتـه‪ ،‬معترفـا بجميلهـا‬ ‫يحملـه فـوق رأسـه‪ ،‬منحنيـا أمـام عظمتهـا المتجسـدة آيـات‪،‬‬ ‫مسـتقبال أمهـات الشـهداء الصابـرات فـى القصـر الجمهـورى‪،‬‬ ‫يحسـن وفادتهـن ويوصلهـن إلى باب السـيارة ويفتح البـاب إكراما‬ ‫لكريمـات أكرمـن وطنهـن فاسـتحققن كرمـا رئاسـيا فاخـرا‪ ،‬وتبين‬ ‫موقـف اإلخـوان والتابعيـن فـى الحـط علـى رأسـها‪ ،‬وهـى بنـت‬ ‫األكرميـن‪.‬‬ ‫المـرأة المصريـة لمـن خبـر معدنهـا األصيـل‪ ،‬أصيلـة بنـت‬ ‫شـعب أصيـل‪ ،‬تعـرف أيـن تقـف‪ ،‬فطرتهـا سـليمة‪ ،‬وبوصلتهـا‬ ‫واضحـة‪ ،‬وأقدامهـا ثابتـة‪ ،‬ورأيهـا مـن دماغهـا‪ ،‬ودماغهـا ناشـفة‬ ‫كحجـر الصـوان‪ ،‬ويترقـرق قلبهـا فيتفجـر منـه أنهـار المحبـة‪.‬‬ ‫حاذقـة تميـز الطيـب مـن الخبيـث‪ ،‬وتحـب الحـب فـى أهلـه‪،‬‬ ‫وتستشـعر الكـره مـن أهلـه‪ ،‬وتأنف الكذابيـن‪ ،‬وتلفـظ المتجبرين‪،‬‬ ‫وأسـقطت مرسـى عـن عرشـه‪ ،‬وأطاحـت بالجماعـة بأمـر منهـا‬ ‫وستسـقط المتسـلفة وتمحـق جهلهـم بنبلهـا وشـرفها‪ ،‬وال تـزال‬ ‫الحرائـر قابضـات علـى جمـر الوطـن‪ ،‬صابـرات محتسـبات الـزوج‬ ‫والولـد فـى حـب الوطـن‪.‬‬ ‫تضـرب األمثـال جميعـ ًا‪ ،‬نمـوذج ومثـال‪ ،‬راضيـة بالقسـمة‬ ‫والنصيـب والمقـدر والمكتـوب‪ ،‬وشـعارها «اللـى مكتـوب علـى‬ ‫الجبيـن الزم تشـوفه العيـن»‪ ،‬ويامـا شـفت أحـزان يـا عيـن‪ ،‬تفـرح‬ ‫بالشـهيد‪ ،‬فـى حضنهـا تضمـه‪ ،‬وتزغـرد تزفـه إلى الجنـان‪ ،‬وتلبس‬ ‫األبيـض فـى جنازته‪ ،‬وتتلقـى التهانـى والتبريكات‪ ،‬ال تنكسـر أبدا‪.‬‬ ‫مثلهـا مثـل شـجرة «توتـة» علـى سـاقية تطعـم الجائـع‬ ‫ويسـتظل بهـا الشـقيان‪ ،‬وضحكتهـا مـا شـاء اهلل مجلجلـة‪ ،‬تزغـرد‬ ‫فـى وجـه الزمـان‪ ،‬وتغنـى يـا صبـاح الخيـر ياللـى معانـا‪ ،‬وإن أحبـت‬ ‫عشـقت‪ ،‬وإن عشـقت تعشـق قمـرا‪ ،‬مفطورة علـى الصبـر‪ ،‬وحزامها‬ ‫علـى وسـطها فـى قلـب األرض‪ ،‬وال عمرهـا اشـتكت وال قـال آه‪،‬‬ ‫بوركـت سـيدتى وبـارك اهلل مـن أكرمـك‪.‬‬

‫‪w w w. a l m u s s a w a r. c o m‬‬

‫األخيرة‬

‫‪PB‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.