10_

Page 1

‫‪10‬‬

‫دنيا و دين‬

‫إشراف‪ :‬محمد سيد‬

‫يوليو ‪2015‬‬

‫لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار‬

‫كتب ‪ /‬تغريد شوقى‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم «كل من عليها فان‬ ‫ويبقى وجه ربك ذو الجال ل واإلكرام»‬ ‫يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول ‪:‬‬ ‫يا دنيا أين أنهارك أين أشجارك وأين عمارك؟‬ ‫أين الملوك وأبنا ء الملوك وأين الجبابرة وأبناء‬ ‫الجبابرة؟‬ ‫أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي وعبدوا‬ ‫غيري‪,‬‬ ‫لمن الملك اليوم؟‪ ‬‬ ‫فال يجيبه أحد فيرد الله عز وجل‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫الملك لله الواحد القهار‬ ‫الصالة والسالم على خير البرية محمد بن‬ ‫عبد الله عليه أفضل الصالة وأتم التسليم ‪....‬‬ ‫قال تعالى في محكم التنزيل ((كل من عليها فان‬ ‫ويبقى وجه ربك ذو الجال ل واإلك��رام )) كل من‬ ‫على الدنيا هالك ال محالة إال الله عز وجل ال اله‬ ‫إال هو سبحانه ‪ ...‬موت المالئكة عليهم السالم‬ ‫كما نقل في كتاب ابن الجوزي رحمة الله‬ ‫( بستان الواعظين وري��اض السامعين)بعدما‬ ‫أن ينفخ اسرافيل عليه السالم في الصور النفخة‬ ‫األولى‬ ‫تستوي األرض من شدة الزلزلة فيموت أهل‬ ‫األرض جميعا‬ ‫وت���م���وت م�لائ��ك��ة ال��س��ب��ع س���م���وات وال��ح��ج��ب‬ ‫والسرادقات والصافون والمسبحون‪ ‬‬ ‫وح��م��ل��ة ال���ع���رش وأه����ل س����رادق����ات ال��م��ج��د‬ ‫والكروبيون ويبقى‬ ‫جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم‬ ‫السالم‪ ‬‬ ‫موت جبريل علية السالم‪ ‬‬ ‫يقول الجبار جل جالله ‪ :‬يا ملك الموت من‬ ‫بقي؟‬ ‫_ وهو أعلم_‬ ‫فيقول ملك الموت ‪:‬سيدي وموالي أنت أعلم‬ ‫بقي إسرافيل وبقي ميكائيل وبقي جبريل وبقي‬

‫عبدك الضعيف ملك ال��م��وت خاضع ذليل قد‬ ‫ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من األهوال‬ ‫فيقول له الجبار تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫انطلق إلى جبريل فأقبض روحه فينطلق إلى‬ ‫جبريل فيجده ساجدا راكعا فيقول له ‪:‬‬ ‫ما أغفلك عما ي��راد بك يا مسكين قد مات‬

‫بنو ادم وأه��ل الدنيا واألرض والطير والسباع‬ ‫والهوام وسكان السموات وحملة العرش والكرسي‬ ‫والسرادقات وسكان سدرة المنتهى وقد أمرني‬ ‫المولى بقبض روحك!‬ ‫فعند ذلك يبكي جبريل عليه السالم‬ ‫ويقول متضرعاً إلى الله عز وجل ‪:‬يا الله هون‬

‫علي سكرات الموت‬ ‫يا الله هذا ملك كريم يتضرع ويطلب من الله‬ ‫بأن يهون عليه سكرات الموت وهو لم يعصي الله‬ ‫قط فما بالنا نحن البشر ونحن ساهون ال نذكر‬ ‫الموت إال قليل‬ ‫فيضمه ضمه فيخر جبريل منها صريعا‬

‫فيقول الجبار جل جالله ‪ :‬من بقي يا ملك‬ ‫الموت_ وهو أعلم_‬ ‫فيقول‪:‬‬ ‫موالي وسيدي بقي ميكائيل وإسرافيل وعبدك‬ ‫الضعيف ملك الموت‬ ‫م��وت ميكائيل عليه السالم (الملك المكلف‬ ‫بالماء والقطر )‬ ‫فيقول الله عز وجل انطلق الى ميكائيل فأقبض‬ ‫روحه‬ ‫فينطلق ال��ى ميكائيل فيجده ينتظر المطر‬ ‫ليكيله على السحاب‬ ‫فيقول له ‪:‬‬ ‫ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك‪ ‬‬ ‫ما بقي لبني ادم رزق وال لألنعام وال للوحوش وال‬ ‫للهوام ‪ ,‬قد أهلك أهل السموات واالرضين وأهل‬ ‫الحجب وال��س��رادق��ات وحملة العرش والكرسي‬ ‫وس���رادق���ات ال��م��ج��د وال��ك��روب��ي��ون وال��ص��اف��ون‬ ‫والمسبحون‬ ‫وقد أمرني ربي بقبض روحك‪ ‬‬ ‫فعند ذل��ك يبكي ميكائيل ويتضرع إل��ى الله‬ ‫ويسأله أن يهون عليه سكرات الموت ‪ ,‬فيحضنه‬ ‫ملك الموت‬ ‫ويضمه ضمة يقبض روحه فيخر صريعا ميتا‬ ‫ال روح فيه ‪,‬‬ ‫فيقول الجبار جل جالله ‪:‬‬ ‫من بقي_وهو أعلم _ يا ملك الموت؟‬ ‫فيقول موالي وسيدي أنت أعلم‬ ‫بقي إسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت ‪ .‬‬ ‫موت إسرافيل عليه السالم ( الملك الموكل‬ ‫بنفخ الصور)‪ ‬‬ ‫فيقول الجبار تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫انطلق إلى إسرافيل فاقبض روحه ‪.‬‬ ‫فينطلق ك��م��ا أم����ره ال��ج��ب��ار إل���ى إس��راف��ي��ل‬ ‫(واسرافيل ملك عظيم ) ‪,‬‬ ‫فيقول له ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك!‬ ‫قد ماتت الخالئق كلها وما بقي أحد وقد أمرني‬ ‫الله بقبض روحك ‪,‬‬

‫‪10‬‬

‫فيقول إسرافيل‪:‬‬ ‫سبحان من قهر العباد بالموت‪ ,‬سبحان من‬ ‫تفرد بالبقاء ‪,‬‬ ‫ثم يقول موالي هون علي مرارة الموت ‪.‬‬ ‫فيضمه ملك الموت ضمه يقبض فيها روحه‬ ‫فيخر صريعا‬ ‫فلو كان أهل السموات واألرض في السموات‬ ‫واألرض لماتوا كلهم من شدة وقعته ‪ .‬‬ ‫موت ملك الموت عليه السالم ( الموكل بقبض‬ ‫األرواح )‬ ‫فيسأل الله ملك الموت من بقي يا ملك الموت؟‬ ‫_ وهواعلم _‬ ‫فيقول موالي وسيدي أنت اعلم بمن بقي ‪.‬‬ ‫بقي عبدك الضعيف ملك الموت‬ ‫فيقول الجبار عز وجل ‪:‬‬ ‫وعزتي وجاللي ألذيقنك ما أذقت عبادي انطلق‬ ‫بين الجنة والنار ومت‬ ‫فينطلق بين الجنة والنار‬ ‫فيصيح صيحة‬ ‫لوال أن الله تبارك وتعالى‬ ‫أم��ات الخالئق لماتوا ع��ن أخ��ره��م م��ن شدة‬ ‫صيحته فيموت ‪.‬‬ ‫ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول ‪:‬‬ ‫يا دنيا أين أنهارك أين أشجارك وأين عمارك؟‬ ‫أين الملوك وأبنا ء الملوك وأين الجبابرة وأبناء‬ ‫الجبابرة؟‬ ‫أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي وعبدوا‬ ‫غيري‪,‬‬ ‫لمن الملك اليوم؟‪ ‬‬ ‫فال يجيبه أحد فيرد الله عز وجل‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫الملك لله الواحد القهار‬ ‫سبحان الواحد القهار سبحان الفرد الصمد‬ ‫اللهم انا نشهد بأنك انت الله ال إله إال أنت الواحد‬ ‫األحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن‬ ‫له كفوا احد‬

‫ملك املوت‪ :‬ضحكت مرة‬ ‫هل تعلم؟ أن سماع القرآن يقى من موت الفجأة‬ ‫وأن ألم طلوع الروح قدرهُ العلماء بـ‪ 3‬آالف ضربة بالسيف وبگـيت مـرة وفزعـت مـرة‬ ‫كتب‪ /‬حسني مصطفى‬

‫كتب ‪ /‬جوده محمد‬

‫هل تعلم أن السمك إذا شمه السكران‬ ‫رجع إليه عقله وزال عنه سكره‬ ‫ليس للجمل مرارة ‪،،،‬‬ ‫وم����ن ع��ج��ي��ب أم����ر ال��ج��م��ل ان كل‬ ‫الحيوانات لها مرارهـ إال االبل‬ ‫و لذلك يكثر صبرها سبحان الله‬ ‫شجرة الدخان‪:‬‬ ‫ف��ي مدينة أون��وم��ن اليابانية شجرة‬ ‫عجيبه إذا غ��اب��ت الشمس خ��رج من‬ ‫جوفها دخان‪.‬‬ ‫سبحان الله‬ ‫من مكتشفات العلم‪:‬‬ ‫ان فوق ظهر الباعوضة تعيش حشرة‬ ‫صغيره الترى بالعين المجردهـ‬ ‫ال‬ ‫( أن الله اليستحي أن يضرب مث َ‬ ‫مابعوضه فما فوقها )‬ ‫الخنزير‬ ‫هو المخلوق الوحيدالذي اليستطيع‬ ‫النظر للسماء سبحان الله‬ ‫التفاحة‪:‬‬‫للتفاحة خ��اص��ي��ة م��ؤث��رة أك��ث��ر من‬ ‫الكافيين في ابقاء الشخص مستيقط‬ ‫حتى الصباح‬ ‫قبل أن يموت اإلنسان‬ ‫يرى أشياء ال يمكن لإلنسان العادي‬ ‫رؤيتها‬ ‫مثال‬ ‫‪ :‬يرى مالئكة يبشرونه بالخير وأنه‬

‫سيموت‪،‬‬ ‫ويلقى الله تعالى على حسن خاتمة‪.‬‬ ‫يقول الله تعالى في سورة ق‬ ‫{فكشفنا ع��ن��ك غ��ط��اءك فبصرك‬ ‫اليوم حديد}‬ ‫وجاء العلم ليثبت أن اإلنسان‬ ‫يوضع على عينيه حاجز حيث يرى‬ ‫بمدى محدد ووظيفة هذا الحاجز أنه‬ ‫يمنعنا من أن نرى الجن والمالئكة‬ ‫وعندما تأتي ساعة االحتضار يتم رفع‬ ‫هذا الحاجب ويرى اإلنسان المالئكة‬ ‫وبعد ذل��ك يصبح عنده تشويش في‬ ‫الدماغ‬ ‫مما رآه حيث ال يمكن أن يتحدث عما‬ ‫يراه وتتبلد االطراف ويحدث هبوط في‬ ‫القلب‬ ‫ويتم نزع الروح من القدم حتى اليهرب‬ ‫االنسان من ألم خروجها‬ ‫ي��ق��ول ال��ل��ه تعالى {وال��ت��ف��ت الساق‬ ‫بالساق}‬ ‫معلومة‪ :‬ألم طلوع الروح قدرهُ العلماء‬ ‫بـ‪ 3‬آالف ضربة بالسيف‬ ‫ربي إسالك حسن الخاتمه‬ ‫وحسن الممات وان تقبض روحنا‬ ‫على شهادة‬ ‫ال اله اال الله ‪ -‬محمد رسول الله‬ ‫اللهم آمين‬ ‫ثبت علمياً ‪..‬‬ ‫أن سماع القرآن يقلل من أنتشار موت‬

‫الفجأه!‬ ‫ال��ل��ه��م اح��س��ن خ��ات��م��ت��ن��ا والت��ق��ب��ض‬ ‫ارواحنا اال وانت راضي عنا اللهم امين‪.‬‬ ‫ستمر عليك سفينة المستغفرين‬ ‫فقلت استغفروا ربكم ان��ه ك��ان غفارا‬ ‫يرسل السماء عليكم مدرارا‬ ‫ويمددكم بأموال وبنين‬ ‫فإن أحبببت أن تكون من ركابها‬ ‫قل ‪:‬‬ ‫الحي‬ ‫ُّ‬ ‫"أستغف ُر الله الذي ال إله إال ُه َو‬ ‫ورضى‬ ‫ٰ‬ ‫القيوم وأت��وب إليه ع � َد َد خلقه‬ ‫نفسه وزنة عرشه ومِ داد كلمات ْه "‬ ‫دعاء يحول حياتك الى جنة‬ ‫بإذن الله‬ ‫ال إله إال الله الحليم الكريم‬ ‫ال اله إال الله العلى العظيم‬ ‫ال اله إال الله رب السماوات السبع‬ ‫ورب العرش العظيم‬ ‫اللهم إنا نسألك زيادة في الدين‬ ‫وبركة في العمر وصحة في الجسد‬ ‫وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت‬ ‫وش��ه��ادة ع��ن��د ال��م��وت وم��غ��ف��رة بعد‬ ‫الموت‬ ‫وع��ف��وا ع��ن��د ال��ح��س��اب وأم���ان���ا من‬ ‫العذاب‬ ‫ونصيبا من الجنة وارزقنا النظر إلى‬ ‫وجهك الكريم‬ ‫اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين‬ ‫واشفي مرضانا ومرضى المسلمين‬

‫اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات‬ ‫والمؤمنين والمؤمنات األح��ي��اء منهم‬ ‫واألموات‬ ‫اللهم صل على سيدنا‬ ‫ونبينا وحبيبنا محمد وع��ل��ى آل��هِ‬ ‫وصحبه وسلم‬ ‫اللهم ارزقني حسن الخاتمة‬ ‫اللهم ارزقني الموت وأنا ساجد‬ ‫لك يا ارحم الراحمين‬ ‫اللهم ثبتني عند سؤال الملكين‬ ‫اللهم اجعل قبري روضة من رياض‬ ‫الجنة وال تجعله حفرة من حفر النار‬ ‫اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا‬ ‫اللهم قوي إيماننا ووحد كلمتنا‬ ‫وانصرنا على أعدائك أعداء الدين‬ ‫اللهم شتت شملهم واج��ع��ل ال��دائ��رة‬ ‫عليهم‬ ‫اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل‬ ‫مكان‬ ‫اللهم ارحم إبائنا وأمهاتنا‬ ‫واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما‬ ‫وأدخلهم فسيح جناتك‬ ‫قل ‪ :‬إذا ضاقت بك الدنيا فال تقل ‪:‬‬ ‫يارب عندي هم كبير ‪ ......‬ولكن قل‪ :‬يا‬ ‫هم لي رب كبيير‬ ‫واخيرا‬ ‫آلصاله فى موعدهآ فقط تخيل آنك‬ ‫تسمع اآلذان للمره أاالخيره في حياتك‬ ‫ربما آلله يناديك للصاله آلخر مره‬

‫سأل اهلل تعالى ملك املوت ‪:‬‬ ‫الم تبكى مره وانت تقبض روح بنى أدم؟‬ ‫فأجابه ضحكت مره وبكيت مره وفزعت مره‬ ‫فقال اهلل تعالى ‪ :‬وما الذى اضحكك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬كنت استعد القبض رج��ل وج��دت��ه يقول‬ ‫لصانع احذيه اتقن صنع احل��ذاء ليكفى من اللبس‬ ‫سنة ‪ .‬فضحكت وقبضته قبل ان يلبسه ‪.‬‬ ‫فقال له اهلل‪ :‬وما ابكاك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬بكيت عندما امرتنى ان اقبض روح امرأه‬ ‫وذهبت اليها وهى فى صحراء ج��رداء وكانت تضع‬

‫مولودها ‪ ،‬فانتظرت حتى وضعت طفلها فى الصحراء‬ ‫اجلرداء وقبضتها وانا ابكى لصراخ طفلها وحيدا دون‬ ‫ان يدرى به احد ‪.‬‬ ‫فقال له اهلل‪ :‬وما الذى افزعك ؟‪ ‬‬ ‫فقال ‪ :‬فزعت عندما امرتنى ان اقبض روح رجل‬ ‫عاملا من علمائك وجدت نور يخرج من غرفته كلما‬ ‫اقتربت من غرفته فج النور ليرجعنى وفزعت من نوره‬ ‫وانا اقبضه ‪.‬‬ ‫فقال له اهلل‪ :‬اتدرى من هو هذا الرجل ؟‬ ‫ان��ه ذاك الطفل ال���ذى قبضت ام��ه وت��رك��ت��ه فى‬ ‫الصحراء تكفلت به ولم اتركه ألحد‪ ‬‬

‫«وصية أم» معونة للعاقل وتنبيه للغافل‬

‫مفاتيح قلب الزوج فى تلك النصيحة‬ ‫كتب ‪/‬هبه مصطفى‬

‫وصية أمامة بنت الحارث البنتها‬ ‫أيها األحبة في الله بهذه وصية جامعة قدمتها أم‬ ‫عاقلة‪،‬‬ ‫لبنتها ليلة زفافها لتعلمها كيف تكسب مفاتيح قلب‬ ‫زوجها‪ :‬‬ ‫إنها أمامة بنت الحارث التي خلت بابنتها أم إياس‬ ‫بنت عوف الشيباني في ليلة زفافها لزوجها‪ ،‬وقدمت‬ ‫لها تلك الوصية الغالية‪ ،‬فقالت األم العاقلة البنتها‪:‬‬ ‫أي بنية! إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك‬ ‫لك‪ ،‬ولكنها معونة للعاقل‪ ،‬وتنبيه للغافل‪.‬‬ ‫أي بنية! لو أن امرأة استغنت عن زوجها لغنى أبويها‬ ‫وشدة حاجتهما إليها‪ ،‬لكنت أغنى الناس عن زوجك‪،‬‬ ‫ولكن النساء للرجال خلقن‪ ،‬ولهن خلق الرجال‪.‬‬ ‫أي بنية! لقد ف��ارق��ت العش ال��ذي فيه درج��ت‪،‬‬ ‫والبيت الذي منه خرجت‪ ،‬إلى مكان لم تعرفيه‪ ،‬وقرين‬ ‫لم تألفيه‪ ،‬فكوني له أمة يكن لك عبداً‪ ،‬واحفظي له‬

‫خصاالً عشراً تكن لك ذخراً‪.‬‬ ‫أما األولى والثانية‪ :‬فالخضوع له بالقناعة‪ ،‬وحسن‬ ‫السمع له والطاعة‪.‬‬ ‫وأما الثالثة والرابعة‪ :‬فالتفقد لمواطن عينه وأنفه‪،‬‬ ‫فال تقع عينه منك على قبيح‪ ،‬وال يشم منك إال أطيب‬ ‫ريح‪.‬‬ ‫وأم��ا الخامسة والسادسة‪ :‬فالتفقد لوقت منامه‬ ‫وطعامه‪ ،‬ف��إن ح��رارة الجوع ملهبة‪ ،‬وتنغيص النوم‬ ‫مغضبة‪.‬‬ ‫وأم��ا السابعة والثامنة‪ :‬ف��اإلرع��اء لماله وعياله‪،‬‬ ‫ومالك األمر في المال حسن التدبير‪ ،‬وفي العيال‬ ‫حسن التقدير‪.‬‬ ‫وأما التاسعة والعاشرة‪ :‬فال تعصي له أم��راً‪ ،‬وال‬ ‫تفشي له سراً‪ ،‬فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره‪،‬‬ ‫وإن أفشيت سره لم تأمني غدره‪ ،‬وإياك والكآبة بين‬ ‫يديه إن كان فرحاً! ثم إياك والفرح بين يديه إن كان‬ ‫مكتئباً!‬

‫ال يكون العبد «تقيًا» حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه‬

‫كتب اميان سامى‬ ‫قال ابن مسعود – رضي الله عنه – ‪:‬‬ ‫ال ي��زال الناس بخير ما أتاهم العلم عن‬ ‫علمائهم وكبرائهم ‪ ،‬وذوى أنسابهم ‪ ،‬فإذا‬ ‫أتاهم العلم عن صغارهم وسفلتهم ‪ ،‬فقد‬ ‫هلكوا‬ ‫على المسلم أن يكون حازما محتاطا ‪،‬‬ ‫يقف مع نفسه وقفة المحاسب لها ‪ ،‬في كل‬ ‫ما كلف به ‪ ،‬وأن يكون أكثر حزما ومحاسبة‬ ‫لنفسه ‪ ،‬فيما يتعلق بالمواقف الكبيرة‬ ‫والخطيرة ‪ ،‬وال��م��واق��ف المصيرية التي‬ ‫تهم العامة واألمة ‪ ،‬وأن يقوم في ذلك كله‬ ‫على الدليل من الكتاب والسنة ‪ ،‬ومراعاة‬ ‫الحكمة وال��ت��أن��ي ‪ ،‬وض��ب��ط التصرفات‬ ‫بالعقل الصحيح ‪ ،‬والحذر من العواطف‬ ‫التي توصل أهلها لعواصف من الفتن ‪،‬‬ ‫وسفك الدماء ‪ ،‬والهرج والمرج ‪.‬‬ ‫وعلى العاقل أن يتنبه لألخبار الكاذبة ‪،‬‬ ‫التي تَ��روج في أوق��ات تتالئم مع قبولها ‪،‬‬ ‫السذج الذين يسمعون توجيهات‬ ‫من قبل ّ ُ‬

‫مسمومة ‪ ،‬من قبل أناس ينتسبون إلى العلم‬ ‫زورا وبهتانا ‪ ،‬ويَدّعون الغيرة على الدين ‪،‬‬ ‫تغريرا وتمويها ‪ ،‬فالعاقل خصيم نفسه ‪،‬‬ ‫يأخذها بالحزم والمحاسبة ‪ ،‬يقول الله –‬ ‫تبارك وتعالى – ﴿ يا أَ ّيُهَا الَّذِ ي َن آ َمنُوا ا ّتَقُوا‬ ‫ْس َمّا َق َّدمَتْ ِلغ ٍَد وَا ّتَقُوا اللَّ َه‬ ‫اللَّ َه َولْتَنظُ ْر نَف ٌ‬ ‫ِإ َّن اللَّ َه خَ بِي ٌر ِبمَا تَ ْع َمل ُو َن ﴾ [سورة الحشر‬ ‫‪ :‬اآلية ‪. ]18‬‬ ‫يقول ابن كثير – رحمه الله تعالى (‪12‬‬ ‫ْس‬ ‫) – في قول – سبحانه – ﴿ َولْتَنظُ ْر نَف ٌ‬ ‫َمّا َق َّدمَتْ ِلغ ٍَد ﴾ [سورة الحشر ‪ :‬اآلية ‪]18‬‬ ‫‪ :‬أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ‪،‬‬ ‫وانظروا ماذا ادخرتم ألنفسكم من األعمال‬ ‫الصالحة ‪ ،‬ليوم معادكم وعرضكم على‬ ‫ربكم ‪.‬‬ ‫وصح عن النبي – صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم – أنه قال ‪ « :‬ال تزول قدما عبد حتى‬ ‫يُسأل عن أرب��ع ‪ :‬عن عمره فيما أفناه ‪،‬‬ ‫وعن علمه ما عمل فيه ‪ ،‬وعن ماله من أين‬ ‫اكتسبه ‪ ،‬وفيما أنفقه ‪ ،‬وعن جسمه فيما‬

‫أباله » ( ‪. )13‬‬ ‫وق���ال عمر ب��ن الخطاب – رض��ي الله‬ ‫تعالى عنه ‪ :-‬حاسبوا أنفسكم قبل أن‬ ‫تحاسبوا ‪ ،‬فإنه أه��ون لحسابكم ‪ ،‬وزِ نُ��وا‬ ‫أنفسكم قبل أن توزنوا ‪ ،‬وتزينوا للعرض‬ ‫األكبر يوم تعرضون ال تخفى منكم خافية‬ ‫( ‪. )14‬‬ ‫وقال الحسن البصري – رحمه الله تعالى‬ ‫– ‪ :‬إن المؤمن ال تراه إال يلوم نفسه دائما‬ ‫‪ ،‬يقول ‪ :‬ما أردت هذا ‪.‬لم فعلت هذا ؟ كان‬ ‫هذا أولى من هذا ؟ أو نحو هذا الكالم ‪.‬‬ ‫وقال قتادة – رحمه الله تعالى – في قوله‬ ‫– تعالى – ﴿ َو َك��ا َن أَ ْم � ُرهُ ُفرُطً ا ﴾ [سورة‬ ‫الكهف ‪ :‬اآلية ‪ ]28‬أضاع نفسه وغبن ‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك تراه حافظا لماله ‪ ،‬مضيعا لدينه ‪.‬‬ ‫وق��ال ميمون ب��ن م��ه��ران – رحمه الله‬ ‫تعالى – ‪ :‬ال يكون العبد تقيا ‪ ،‬حتى يكون‬ ‫لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه‬ ‫‪ .‬ولذا قيل ‪ :‬النفس كالشريك الخوّان ‪ ،‬إن‬ ‫لم تحاسبه ذهب بمالك‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.